الشورى نظرية أهل البيت
كانت الأمة الإسلامية في عهد الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وبعد وفاته وخلال العقود الأولى من تاريخ الإسلام تؤمن بنظام الشورى وحق الأمة في اختيار ولاتها ، وكان أهل البيت في طليعة المدافعين عن هذا الإيمان والعاملين به ، وعندما أُصيبت الأمة بتداول السلطة بالوراثة وإلغاء نظام الشورى ، تأثر بعض الشيعة بما حدث فقالوا رداً على ذلك: بأحقية أهل البيت بالخلافة من الأمويين وضرورة تداولها في أعقابهم ، ولكن هذه النظرية لم تكن نظرية أهل البيت أنفسهم ولا نظرية الشيعة في القرن الأول الهجري.
وبالرغم مما يذكره الإماميون من نصوص حول تعيين النبي صلوات الله وسلامه عليه للإمام علي بن أبي طالب كخليفة من بعده ، إلا أنّ تراثهم حافل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الكريم وأهل بيته بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها.
تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى – وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري – إنّ العباس بن عبد المطلب خاطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في مرض النبي عليه الصلاة والسلام أن يسأله عن القائم بالأمر بعده ، فإن كان لنا بينه وإن كان لغيرنا وصى بنا ، وإنّ أمير المؤمنين قال: ( دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ثقل ، فقلنا: يا رسول الله … استخلف علينا ، فقال: لا ، إني أخاف أن تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن هارون ، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً اختار لكم.(1)
ويروي الكليني في الكافي نقلاً عن الإمام جعفر الصادق : أنه لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين فقال للعباس ( يا عم محمد … تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ … فرد عليه فقال : ( يا رسول الله بأبي أنت وأمي إني شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح ، قال: فأطرق هنيهة ثم قال: ( يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه؟ … فقال كرد كلامه … قال: ( أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ، ثم قال: ( يا علي يا أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟ فقال: ( نعم بأبي أنت وأمي ذاك عليّ ولي.(2)
وهذه الوصية كما هو ملاحظ وصية عادية شخصية آنية ، لا علاقة لها بالسياسة والإمامة والخلافة الدينية ، وقد عرضها الرسول في البداية على العباس بن عبد المطلب فأشفق منها وتحملها أمير المؤمنين طواعية ، ولو كان فيها إشارة ولو من بعيد إلى الإمامة لما عُرضت أصلاً على العباس قبل علي بن أبي طالب.
وهناك وصية أُخرى ينقلها المفيد في بعض كتبه عن الإمام علي ويقول أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى بها إليه قبل وفاته ، وهي أيضاً وصية أخلاقية روحية عامة ، وتتعلق بالنظر في الوقوف والصدقات.(3)
وإذا ألقينا بنظرة على هذه الروايات التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية كالكليني والمفيد والمرتضى ، فإننا نرى أنها تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي بالخلافة والإمامة ، وترك الأمر شورى ، وهو ما يفسر إحجام الإمام علي عن المبادرة إلى أخذ البيعة لنفسه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرغم من إلحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك ، حيث قال له: ( امدد يدك أبايعك ، وآتيك بهذا الشيخ من قريش – يعني أبا سفيان – فيُقال: ( إنّ عم رسول الله بايع ابن عمه ) فلا يختلف عليك من قريش أحد ، والناس تبع لقريش ) فرفض الإمام علي ذلك.(4)
شعور بالأحقية بالخلافة لا أكثر
ويجمع المؤرخون الشيعة على أنّ الإمام علي بن أبي طالب امتعض من انتخاب أبي بكر الصدّيق في البداية ، وأمسك يده عن البيعة وجلس في داره لفترة من الزمن ، وأنه عقّب على احتجاج قريش في ( سقيفة بني ساعدة ) بأنهم شجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقول: ( إنهم احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة )(5)
ويذكر الشريف الرضي في ( نهج البلاغة ) أنّ الإمام اشتكى من قريش ذات مرة فقال: ( اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفؤوا انائي ، وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري(6) )(7)
وبالرغم من شعور الإمام علي بالأحقية والأولوية في الخلافة كما شهدت بذلك النصوص السابقة إلا أنه عاد ليبايع أبا بكر وليضع كفه على كف أبي بكر وذلك عندما أرسل إلى أبي بكر أن يأتيه ، فأتاه أبو بكر فقال له: ( والله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل وخير ، ولكا كنا نظن إنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) وخاطب المسلمين قائلاً : ( إنه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر إلا أن أكون عارفاً بحقه ، ولكنا نرى أنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) ثم بايع أبا بكر ، فقال المسلمون: أصبت وأحسنت.(8)
أما الخطبة الشقشقية فإن صحت فهي لا تخرج مقدار أنملة عما ذهبت إليه النصوص السابقة ، فإنّ اقرار الإمام علي كان مع إحساس داخلي في نفسه يراوده بأنه أحق بالخلافة من غيره لقرابته من رسول الله لا أكثر ، ولذا كان يعبر عما في خاطره قائلاً ( أما والله لقد تقمصها فلان وأنه ليعلم : إنّ محلي منها محل القطب من الرحى ، بنحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير … )( 9)
وفي هذه الخطبة وغيرها يشير الإمام علي إلى أولويته بالخلافة وأحقيته بها وأنّ أهل البيت هم الثمرة إذا كانت قريش هي شجرة رسول الله ، ولا يشير إلى مسألة النص عليه من رسول الله أو تعيينه خليفة من بعده من قريب او بعيد ، وينقل الكليني رواية عن الإمام محمد الباقر فيها: إنّ الإمام علي لم يدع إلى نفسه وأنه أقر القوم على ما صنعوا وكتم أمره.(10)
وإذا كان حديث الغدير يعتبر أوضح وأقوى نص من النبي في حق أمير المؤمنين علي فإنّ كبار علماء الشيعة الإمامية الأقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصاً خفياً غير واضح بالخلافة ، حيث يقول في الشافي: ( إنّا لا ندّعي علم الضرورة في النص ، لا لأنفسنا ولا على مخالفينا ، وما نعرف أحداّ من أصحابنا صرح بادعاء ذلك )(11)
ولذلك فإنّ الصحابة لم يجدوا أنفسهم أمام نص يلزمهم باختيار الإمام علي دون غيره من الصحابة ولذلك اختاروا الشورى ، وبايعوا أبا بكر كخليفة من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام.
الإمام علي والشورى
ومما يؤكد كون نظام الشورى دستوراً كان يلتزم به الإمام علي وعدم معرفته بنظام الوراثة الملكية العمودية في أهل البيت ، هو دخوله في عملية الشورى التي أعقبت وفاة الخليفة عمر بن الخطاب ، ومحاجته لأهل الشورى بفضائله ودوره في خدمة الإسلام وعدم إشارته مع ذلك إلى موضوع النص عليه أو تعيينه خليفة من بعد رسول الله ، ولو كان حديث الغدير يحمل هذا المعنى لأشار إلى ذلك ولحاججهم بما هو أقوى من ذكر الفضائل.
لقد كان الإمام علي يؤمن بنظام الشورى ، وأنّ حق الشورى بالدرجة الأولى هو من اختصاص المهاجرين والأنصار ، ولذلك فقد رفض – بعد مقتل عثمان – الاستجابة للثوار الذين دعوه إلى تولي السلطة وقال لهم: ليس هذا إليكم … هذا للمهاجرين والأنصار من أمرّه أولئك كان أميراً.
وعندما جاءه المهاجرون والأنصار فقالوا: امدد يدك نبايعك(12) . دفعهم ، فعاودوه ودفعهم ثم عاودوه فقال: ( دعوني والتمسوا غيري واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم … وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) ، ومشى إلى طلحة والزبير فعرضها عليهما فقال: من شاء منكما بايعته ، فقالا: لا … الناس بك أرضى ، وأخيراً قال لهم: ( فإن أبيتم فإنّ بيعتي لا تكون سراً ، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين ولكن اخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني فليبايعني )(13)
ولو كانت نظرية النص والتعيين ثابتة ومعروفة لدى المسلمين ، لم يكن يجوز للإمام أن يدفع الثوار وينتظر كلمة المهاجرين والأنصار متخلياً عن فرض من فروض الله ، كما لا يجوز له أن يقول: ( أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ).
وهناك رواية في كتاب ( سليم بن قيس الهلالي )(14) تكشف عن إيمان الإمام علي بنظرية الشورى وحق الأمة في اختيار الإمام ، حيث يقول في رسالة له: ( الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يُقتل … أن لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً ولا يُقدموا يداً ولا رجلاً ولا يبدءوا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنة ).(15)
وعندما خرج عليه طلحة والزبير احتج عليهما بالبيعة وقال لهما: ( بايعتماني ثم نكثتما بيعتي ) ولم يشر إلى موضوع النص عليه من رسول الله ، وكل ما قاله للزبير بعد ذلك فتراجع عن قتاله هو أن ذكره بحديث رسول الله ( لتقاتلنه وأنت له ظالم ).
وقال الإمام علي لمعاوية الذي رفض مبايعته : ( أما بعد … فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ).(16)
إذن فقد كانت الشورى هي أساس الحكم في نظر الإمام علي ، وذلك في غياب نظرية ( النص والتعيين ) التي لم يشر إليها الإمام في أي موقف.
والإمام علي يثير حقائق حول الشورى جديرة بالاهتمام حيث يجعل:
أولاً: الشورى بين المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيدهم الحل والعقد.
ثانياً: اتفاقهم على شخص سبب لمرضات الله وعلامة لموافقته سبحانه وتعالى إياهم.
ثالثاً: لا تنعقد الإمامة في زمانهم دونهم ، وبغير اختيارهم
رابعاً: لا يرد قولهم ولا يخرج من حكمهم إلا المبتدع الباغي المتبع غير سبيل المؤمنين.
ويتجلى إيمان الإمام علي بالشورى دستوراً للمسلمين بصورة واضحة ، في عملية خلافة الإمام الحسن ، حيث دخل عليه المسلمون ، بعدما ضربه عبد الرحمن بن ملجم ، وطلبوا منه أن يستخلف ابنه الحسن ، فقال: ( لا ، إنا دخلنا على رسول الله فقلنا: استخلف ، فقال: لا ، أخاف أن تفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون ، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يختر لكم ) وسألوا علياً أن يشير عليهم بأحد ، فما فعل ، فقالوا له: إن فقدناك فلا نفقد أن نبايع الحسن ، فقال: لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم أبصر )(17)
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب ( مقتل الإمام أمير المؤمنين ) عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال: قلت : يا أمير المؤمنين ، إن فقدناك ولا نفقدك نبايع الحسن؟ … فقال: ما آمركم ولا أنهاكم ، فعدت فقلت مثلها فردّ علي مثلها.(18)
وذكر الشيخ حسن بن سليمان في ( مختصر بصائر الدرجات ) عن سليم بن قيس الهلالي ، قال: سمعت علياً يقول وهو بين ابنيه وبين عبد الله بن جعفر وخاصة شيعته: ( دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم وألزموا أنفسكم السكوت )(19)
وقد كان الإمام علي ينظر إلى نفسه كإنسان عادي غير معصوم ، ويطالب الشيعة والمسلمين أن ينظروا إليه كذلك ، ويحتفظ لنا التاريخ برائعة من روائعه التي ينقلها الكليني في (الكافي) والتي يقول فيها: ( إني لست في نفسي فوق أن أُخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ، إلا أنّ يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني ).(20)
وقد قام الإمام أمير المؤمنين بالوصية إلى الإمام الحسن وسائر أبنائه ولكنه لم يتحدث عن الإمامة والخلافة ، وقد كانت وصيته روحية أخلاقية وشخصية ، أو كما يقول المفيد في الإرشاد : إنّ الوصية كانت للحسن على أهله وولده وأصحابه ، و وقوفه وصدقاته.(21)
وتلك الوصية كالتالي: ( هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب : أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، بذلك أمرت وأنا من المسلمين ، ثم إني أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي: أن تتقوا الله ربكم ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) فإني سمعت رسول الله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصيام والصلاة ، وإنّ المعرّة حالقة الدين فساد ذات البين ، ولا قوة إلا بالله ، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون عليكم الحساب ، والله الله في الأيتام فلا تغبّبون أفواهم ، ولا يضيعون بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم ، فإنهم وصية رسول الله ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه يوّرثهم ، والله الله في القرآن أن يسبقكم في العمل به غيركم ، والله الله في بيت ربكم ، لا يخلونّ ما بقيتم ، فإنه إن خلا لم تناظروا ، والله الله في رمضان فإنّ صيامه جنة من النار لكم ، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأيديكم وأموالكم وألسنتكم ، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب ، والله الله في ذمة نبيكم ، فلا يُظلمنّ بين أظهركم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم ، انظروا فلا تخافوا في الله لومة لائم ، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم ( وقولوا للناس حسناً ) كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يُستجاب لهم.
عليكم يا بني بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتقاطع والتكاثر والتفرق ( وتعاونا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب ) حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ نبيكم فيكم ، استودعكم الله ، أقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته).(22)
ولذلك لم تلعب هذه الوصية القيّمة الروحية والأخلاقية أي دور في ترشيح الإمام الحسن للخلافة ، لأنها كانت تخلو من الإشارة إليها ، ولم تكن تُشكل بديلاً عن نظام الشورى الذي كان أهل البيت يلتزمون به كدستور للمسلمين.
مبايعة الإمام علي لأبي بكر وعمر حجة دامغة
ولقد علل مشايخ الشيعة بيعة علي لأبي بكر وعمر بتعليلات أهمها:
التعليل الأول: أنّ بيعته كانت خوفاً على الإسلام من الضياع ومما يُبطل هذا التعليل أنّ عصر الإسلام في عهد عمر وعثمان كان عصراً ذهبياً امتدت فيه الخلافة من الشرق حتى بخارى حتى شمال أفريقيا ، بل لو كانت المبايعة خوفاً على الإسلام فلماذا حارب الإمام علي معاوية في وقت عصفت به الفتن بالأمة الإسلامية وكانت أحوج ما يكون إلى السلم والمهادنة ، لو كانت المسألة هكذا لسلّم معاوية الحكم وتنازل هو عنه لا من أجل أحد بل خوفاً على الإسلام من الضياع.
التعليل الثاني: أنه بايعهم تقية ، أي أظهر لهم الموافقة ظاهراً وأسر في قلبه عدم الرضى عن خلافتهم وبيعتهم ، وهذا التعليل أقبح من الذي قبله ، إذ يجعل من شخصية الإمام علي شخصية مزدوجة خائفة جبانة مضطربة تتظاهر بخلاف ما تُبطن ، وهذا ما لا يُعهد عنه لم يعرف شجاعته الفائقة ، وقوته في الحق ولمن يطّلع على الروايات التي تثبت شجاعته وإقدامه في غير موقف ، فهو القائل ( وإني من قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ) (23) ويقول: ( فوالله لو أُعطيت الأقاليم السبعة وما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ، ما فعلت. وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ).(24)
وإذا قلنا أنّ بيعته لهم كانت تقية فماذا نقول في بقائه لهم وزيراً طيلة فترة خمس وعشرين سنة من خلافتهم؟!! إنه من الصعب الاعتقاد أنه كان يستخدم التقية طول تلك الفترة.
وهل كان تزويجه ابنته أم كلثوم من عمر تقيّة أيضاً؟!! وهل كانت تسميته أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة تقية أيضاً؟!!(25)
الإمام الحسن والشورى
وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب وابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة ) أنه ( لما توفي علي خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال: إنّ أمير المؤمنين توفي ، وقد ترك خلفاً ، فإن أحببتم خرج إليكم ، وإن كرهتم فلا أحد على أحد ، فبكى الناس وقالوا: بل يخرج إلينا(26)
وكما هو ملاحظ فإنّ الإمام الحسن لم يعتمد في دعوة الناس لبيعته على ذكر أي نص حوله من الرسول أو من أبيه الإمام علي ، وقد أشار ابن عباس إلى منزلة الإمام الحسن عندما ذكّر المسلمين بأنه ابن بنت النبي ، وقد ذكر: أنه خلف أمير المؤمنين ولكنه لم يبين أنّ مستند الدعوة للبيعة هو النص أو الوصية بالإمامة من الله بل أوكل الأمر للناس إن شاؤوا قبلوا وإن شاؤوا أعرضوا عن البيعة.
وهذا ما يكشف عن إيمان الإمام الحسن بنظام الشورى وحق الأمة في انتخاب إمامها ، وقد تجلى هذا الإيمان مرة أخرى عند تنازله عن الخلافة إلى معاوية واشتراطه عليه العودة بعد وفاته إلى نظام الشورى حيث قال في شروط الصلح: ( … على أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى بين المسلمين ).(27)
ولو كانت الخلافة بالنص من الله والتعيين من الرسول كما تقول النظرية الإمامية ، لم يكن يجوز للإمام الحسن أن يتنازل عنها لأي ظرف من الظروف ، ولم يكن يجوز له بعد ذلك أن يبايع معاوية أو أن يدعو أصحابه وشيعته لبيعته ، ولم يكن يجوز له أن يهمل الإمام الحسن ولأشار إلى ضرورة تعيينه من بعده … ولكن الإمام الحسن لم يفعل أي شيء من ذلك وسلك مسلكاً يوحي بالتزامه بحق المسلمين في انتخاب خليفتهم عبر نظام الشورى.
الإمام الحسين والشورى
وقد ظل الإمام الحسين ملتزماً ببيعة معاوية إلى آخر يوم من حياة معاوية ، ورفض عرضاً من شيعة الكوفة بعد وفاة الإمام الحسن بالثورة على معاوية ، وذكر أنّ بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له أن ينقضه ، ولم يدع إلى نفسه إلا بعد وفاة معاوية الذي خالف اتفاقية الصلح وعهد إلى ابنه يزيد بالخلافة بعده ، حيث رفض الإمام الحسين البيعة له ، وأصرّ على الخروج إلى العراق حيث استشهد في كربلاء عام 61 للهجرة.(28)
ولا توجد أية آثار لنظرية النص في قصة كربلاء ، سواء في رسائل شيعة الكوفة إلى الإمام الحسين ودعوته للقدوم عليهم أو في رسائل الإمام الحسين لهم ، حيث يقول المفيد: إنّ الشيعة اجتمعت بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكر هلاك معاوية . فحمدوا الله وأثنوا عليه ، فقال سليمان بن صرد: إنّ معاوية قد هلك وإنّ حسيناً قد تقبض على القوم ببيعة ، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه وتُقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه واعلموه ، وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه ، قالوا: لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه ، قال: فاكتبوا إليه ، فكتبوا إليه: للحسين بن علي ، من سليمان بن صرد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة : سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو … أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود. إنه ليس علينا إمام ، فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله.
فكتب إليهم ( من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين … أما بعد فإنّ هانياً وسعيداً قدما علي بكتبكم ، وكان آخر من قدم علي من رسلكم ، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم: ( أنه ليس علينا إمام فأقبل لهل الله أن يجمعنا بك على الحق والهدى ) وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إلي أنّ قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم فإني أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الداين بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله ، والسلام.(29)
إذن فإنّ مفهوم ( الإمام ) عند الإمام الحسين لم يكن إلا ( الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الداين بدين الحق الحابس نفسه على ذات الله ) ولم يكن يقدم أية نظرية حول ( الإمام المعصوم المعين من قبل الله ) ولم يكن يطالب بالخلافة كحق شخصي له لأنه ابن الإمام علي أو أنه معيّن من قبل الله ، ولذلك فإنه لم يفكر بنقل ( الإمامة ) إلى أحد من ولده ، ولم يوص إلى ابنه الوحيد الذي ظل على قيد الحياة (علي بن زين العابدين) ، وإنما أوصى إلى أخته زينب أو ابنته فاطمة ، وكانت وصيته عادية جداً تتعلق بأموره الخاصة ، ولا تتحدث أبداً عن موضوع الإمامة والخلافة.(30)
اعتزال الإمام زين العابدين
وقد بايع الإمام علي بن الحسين يزيد بن معاوية بعد واقعة الحرة ورفض قيادة الشيعة الذين كانوا يطالبون بالثأر لمقتل أبيه الإمام الحسين ، ويعدون للثورة ، ولم يدّع الإمامة ، ولم يتصدى لها ، ولم ينازع عمه فيها ، وكما يقول الصدوق : ( فإنه انقبض عن الناس فلم يلق أحداً ولا كان يلقاه إلا خواص أصحابه ، وكان في نهاية العبادة ولم يخرج عنه من العلم إلا يسيراً..(31)
لقد كان أئمة أهل البيت يعتقدون بحق الأمة الإسلامية في اختيار ولاتها وبضرورة ممارسة الشورى ، وإدانة الاستيلاء على السلطة بالقوة ، ولعلنا نجد في الحديث الذي يرويه الصدوق في ( عيون أخبار الرضا ) عن الإمام الرضا عن أبيه الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله والذي يقول فيه : ( من جاءكم يريد أن يفرق الجماعة ويغصب الأمة أمرها ويتولى من غير مشورة فاقتلوه ، فإنّ الله عز وجل قد أذن ذلك )(32)
لعلنا نجد في هذا الحديث أفضل تعبير عن إيمان أهل البيت بالشورى والتزامهم بها ، وإذا كانوا يدعون الناس إلى اتباعهم والانقياد إليهم فإنما كانوا يفعلون ذلك إيماناً بأفضليتهم وأولويتهم بالخلافة في مقابل ( الخلفاء ) الذين كانوا لا يحكمون بالكتاب ولا يقيمون القسط ولا يدينون بالحق.
ومن هنا وتبعاً لمفهوم ( الأولوية ) قال أجيال من الشيعة الأوائل ، وخاصة في القرن الأول الهجري: ( إنّ علياً كان أولى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفضله وسابقته وعلمه ، وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم ، وأجازوا مع ذلك إمامة أبي بكر وعمر وعدوهما أهلاً لذلك المكان والمقام ، وذكروا أنّ علياً سلّم لهما الأمر ورضي بذلك وبايعهما طائعاً غير مكره وترك حقه لهما ، فنحن راضون كما رضي المسلمون له ، ولمن بايع ، لا يحل لنا غير ذلك ولا يسع منا أحداً إلا ذلك ، وأنّ ولاية أبي بكر صارت رشداً وهدى لتسليم علي ورضاه ).(33)
بينما قالت فرقة أخرى من الشيعة: ( إنّ علياً أفضل الناس لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله ولسابقته وعلمه ولكن كان جائزاً للناس أن يولوا عليهم غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجزئاً ، أحبّ ذلك أو كرهه ، فولاية الوالي الذي ولوا على أنفسهم برضى منهم رشد وهدى وطاعة لله عز وجل ، وطاعته واجبة من الله عز وجل ).(34)
وقال قسم آخر منهم : ( إنّ إمامة علي بن أبي طالب ثابتة في الوقت الذي دعا الناس وأظهر أمره ).(35)
وقد قيل للحسن بن الحسن بن علي الذي كان كبير الطالبين في عهده وكان وصي أبيه وولي صدقة جده: ألم يقل رسول الله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقال: بلى ولكن – والله – لم يعن رسول الله بذلك الإمامة والسلطان ، ولو أراد ذلك لأفصح لهم به.(36)
وكان ابنه عبد الله يقول : ( ليس لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا ، وليس في أحد من أهل البيت امام مفترض الطاعة من الله ) وكان ينفي أن تكون إمامة أمير المؤمنين من الله(37)
مما يعني أنّ نظرية النص وتوارث السلطة في أهل البيت فقط لم يكن لها رصيد لدى الجيل الأول من الشيعة ، ومن هنا فقد كانت نظرتهم إلى الشيخين أبي بكر وعمر نظرة إيجابية ، إذ لم يكونوا يعتبرونها ( غاصبين ) للخلافة التي تركها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شورى بين المسلمين ولم ينص على أحد بالخصوص ، وهذا يفسر أمر الإمام الصادق لشيعته بتوليهما.
من الشورى إلى الحكم الوراثي
يسجل المؤرخون الشيعة الأوائل: ( الأشعري القمي والكشي والنوبختي ) أول تطور ظهر في صفوف الشيعة في عهد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على يدي المدعو (عبد الله بن سبأ) الذي يقولون: إنه كان يهودياً وأسلم ، والذي يقول النوبختي عنه: إنه أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وكان يقول في يهوديته بيوشع بن نون وصياً لموسى ، فقال كذلك في إسلامه في علي بعد رسول الله ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة.(38)
وسواء كان عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية أو إسطورية فإنّ المؤرخين الشيعة يسجلون بوادر ظهور أول تطور في الفكر السياسي الشيعي اعتماداً على موضوع (الوصية) الروحية والشخصية ، الثابتة من الرسول الأكرم إلى الإمام علي ، وإضفاء المعنى السياسي عليها ، وذلك قياساً على موضوع (الوصية) من النبي موسى (ع) إلى يوشع بن نون وتوارث الكهانة في أبناء يوشع.
ومع أنّ هذا القول كان ضعيفاً ومحصوراً في جماعة قليلة بقيادة عبد الله بن سبأ تُدعى ( السبئية ) ، إلا أنّ ذلك التيار وجد في تولية معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد من بعده أرضاً خصبة للنمو والانتشار ، ولكن المشكلة الرئيسية التي واجههته هو عدم تبني الإمامين الحسن والحسين له واعتزال الإمام علي بن الحسين عن السياسة ، مما دفع القائلين به إلى الالتفات حول محمد بن الحنفية باعتباره وصي أمير المؤمنين أيضاً ، خاصة بعد تصديه لقيادة الشيعة في أعقاب مقتل الإمام الحسين ، وقد اندس السبئية في الحركة الكيسانية التي انطلقت للثأر من مقتل الإمام الحسين بقيادة المختار بن عبيدة الثقفي.
وقد ادعى المختار الذي كان يقود الشيعة في الكوفة: أنّ محمد بن الحنفية قد أمره بالثأر وقتل قتلة الحسين ، وأنه الإمام بعد أبيه. ولم يكن المختار يكفّر من تقدم علياً من الخلفاء كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولكنه كان يكفّر أهل صفين وأهل الجمل.(39)
ويذكر الأشعري القمي: أنّ صاحب شرطة المختار (كيسان) الذي حمله على الطلب بدم الحسين ودلّ على قتلته ، وصاحب سره ومؤامراته والغالب على أمره ، كان أشدّ منه إفراطاً في القول والفعل والقتل ، وأنه كان يقول: أنّ المختار وصي محمد بن الحنفية وعامله ، ويكفّر من تقدم علياً كما يكفّ{ أهل صفين وأهل الجمل.(40)
وبالرغم من سقوط دولة المختار بعد فترة قصيرة ، إلا أنّ الحركة الكيسانية التي التفت حول قائدها الروحي محمد بن الحنفية أخذت تقول: ( أنّ الإمامة في ابن الحنفية وذريته ).(41)
ولما حضرت الوفاة محمد بن الحنفية ولّى ابنه عبد الله ( أبا هاشم ) من بعده ، وأمره بطلب الخلافة إن وجد إلى ذلك سبيلاً ، وأعلم الشيعة بتوليته إياهم ، فأقام عبد الله بن محمد بن علي وهو أمير الشيعة.(42)
وقد أصبح أبو هاشم قائد الشيعة بصورة عامة في غياب أي منافس له في نهاية القرن الأول الهجري ، وقد تشرذمت الحركة الكيسانية من بعده إلى عدة فرق يدّعي كل منها أنه أوصى إليه ، فقد ادعى العباسيون: أنّ أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس ، وقال له: إليك الأمر والطلب للخلافة بعدي ، فولاّه وأشهد له من الشيعة رجالاً .. ثم مات ، فأقام محمد بن علي ودعوة الشيعة له حتى مات فلما حضرته الوفاة ولّى ابنه ابراهيم الأمر ، فأقام وهو أمير الشيعة وصاحب الدعوة بعد أبيه.(43)
وادعى ( الجناحيون ): أنه أوصى إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الذي ظهر في الكوفة سنة 128 وأقام دولة امتدت إلى فارس ، في أواخر أيام الدولة الأموية. وادعى ( الحسنيون ) أنه أوصى إلى زعيمهم ( محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، ذي النفس الزكية ).
وعلى أي حال فقد تطور القول بالوصية من وصية النبي الأكرم العادية والشخصية إلى الإمام علي ، إلى القول بالوصية السياسية منه إلى ابنه محمد بن الحنفية ، ومن بعده إلى ابنه أبي هاشم عبد الله ، وهو ما أدى إلى اختلاف الفصائل الشيعية المتعددة فيما بينها وادعاء كل منها الوصية إليه وحصر الشرعية فيه.
مأخوذ من كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه. بقلم : أحمد الكاتب (شيعي)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الشافي في الإمامة ج4 ص149 و ج3 ص295
(2) الكافي ج1 ص236 عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ، الصيرفي عن ابان بن عثمان عن أبي عبد الله
(3) آمالي المفيد ص220 المجلس 21 والإرشاد للمفيد ص188
(4) الشافي في الإمامة ج3 ص237 و 252 ، ج2 ص149
(5) نهج البلاغة ص98
(6) لو كانت الإمامة من الله لقال الإمام علي ( وأجمعوا على منازعتي حقاً لي ) أو أشار إلى أنّ هذا الحق له من الله دون سواه ، لكنه ذكر هنا الأولوية لقرابته من النبي عليه الصلاة والسلام
(7) نهج البلاغة ص336 خطبة رقم 217
(8) الشافي في الإمامة ج3 ص242
(9) نهج البلاغة ص48 خطبة 3
(10) الكافي 8/246
(11) الشافي ج2 ص128
(12) لو كان في قلب المهاجرين والأنصار تجاه أهل البيت ولو كان مبغضين لعلي ومرتدون على أعقابهم كما تصورهم كتب الشيعة ، فلماذا يأتونه للمبايعة بعد عثمان وعندهم ابن عباس وغيره من كبار الصحابة!!!
(13) الطبري ج3 ص450
(14) هناك خلاف بين علماء الشيعة حول موثوقية هذا الكتاب وصحة نسبته إلى سليم بن قيس ، ولا مانع من ذكر هذه الرواية استناداً إلى قول من يرى بصحته ، خصوصاً وأن الرواية
(15) كتاب سليم بن قيس الهلالي ص182 وبحار الأنوار للمجلسي ج8 ص555 الطبعة الحجرية
(16) نهج البلاغة ج3 ص7 تحقيق محمد عبده وص367 تحقيق صبحي
(17) الشافي ج3 ص295 وتثبيت دلائل النبوة ج1 ص212
(18) مقتل الإمام أمير المؤمنين ص43
(19) بحار الأنوار ج7 باب أحاديث تُنسب إلى سليم غير موجودة في كتابه
(20) الكافي 8/292-293 وبحار الأنوار ج74 ص309
(21) الإرشاد ص187
(22) مقتل الإمام أمير المؤمنين ص41-42 ، تحقيق مصطفى مرتضى القزويني ( طباعة مركز الدراسات والبحوث العلمية ، بيروت )
(23) نهج البلاغة ص159
(24) نهج البلاغة ج2 ص218
(25) سيأتي مزيد بيان لحقيقة موقف أهل البيت من الصحابة
(26) مروج الذهب ج2 ص44 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص8 وج16 ص22
(27) بحار الأنوار ج44 ص65 باب كيفية المصالحة من تاريخ الإمام الحسن المجتبى
(28) الإرشاد للمفيد ص199
(29) الإرشاد للمفيد ص204
(30) الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق ص198 وبصائر الدرجات للصفار ص148 وص198
(31) إكمال الدين ص91
(32) عيون أخبار الرضا ج2 ص62
(33) فرق الشيعة للنوبختي ص22 والمقالات والفرق للقمي ص18
(34) فرق الشيعة للنوبختي ص21 والمقالات والفرق للقمي ص18
(35) فرق الشيعة للنوبختي ص54
(36) التهذيب لابن عساكر ج4 ص162
(37) بصائر الدرجات للصفار ص153وص156
(38) فرق الشيعة للنوبختي ص22 والمقالات والفرق للأشعري القمي ص19 ورجال الكشي والشيعة في التاريخ لمحمد حسن الزين ص172
(39) المقالات والفرق ص21-22
(40) المصدر السابق
(41) الفصول المختارة للمفيد ص240
(42) الإمامة والسياسة ج2 ص130
(43) المقالات والفرق ص65 وتاريخ اليعقوبي ج3 ص40 ومقاتل الطالبيين ص126 والتنبيه والاشراف للمسعودي ص292
العباس 11/01/2010 08:42 PM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
==========
النبي ص يقول الخليفة ابوبكر وعمر رض ويدعوا لخلفائه
في تفسير القمي سورة التحريم
ان النبي صلى الله عليه وآله وسل
م يحبر ام المؤمنين حفصه رضي الله عنها
إن سيدنا ابا بكر رضي الله عنه يلى الخلافة بعده ثم من بعده سيدنا همر رضي الله عنه
سورة التحريم
بسم الله الرحمن الرحيم (يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم)
اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سيار عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك الآية، قال اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية، فقال النبي صلى الله عليه وآله والله ما أقربها، فامره الله ان يكفر يمينه.
قال علي بن ابراهيم كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها، فقال كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا ابدا وأنا افضي اليك سرا فان انت اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فقالت نعم ما هو؟ فقال إن ابا بكر يلى الخلافة بعدي ثم من بعده ابوك فقالت من اخبرك بهذا قال الله اخبرني فاخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك واخبرت عائشة ابا بكر، فجاء ابوبكر إلى عمر فقال له ان عائشة اخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها فاسأل انت حفصة، فجاء عمر إلى حفصة، فقال لها ما هذا الذي اخبرت عنك عائشة، فانكرت ذلك قالت ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر ان كان هذا حقا فاخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت نعم قد قال رسول الله ذلك .
====
النبي صلى الله عليه وسلم يترحم على خلفائه
عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال (( رحمة الله على خلفائي ، قيل ومن خلفاؤك يارسول الله ، قال : الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس )) كنز العمال للمتقي الهندي الباب3من كتاب العلم الحديث 29209 ، ورواه الشيخ الصدوق في آخر كتاب الفقيه ج4 ص420 باب النوادر حديث 5919
قال( الصدوق) : قال امير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (( اللهم ارحم خلفائي قيل يارسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنتي . وروي هذا الحديث بطرق اخرى وكثرة اسناد هذا الحديث أوجب الاطمئنان بصدوره مضافا الى ان الصدوق رحمه الله في الفقه اذا اسند الحديث بنحو الجزم الى المعصوم عليه السلام كما في هذا الحديث يظهر منه انه كان قاطعا بصدوره عنه او كان له حجة شرعية على ذلك ، ونقل ايضاً انه (ص) قال ثلاث مرات الله ارحم خلفائي .
==
الامام المعصوم بايع الخلفاء الثلاثة على السمع والطاعة
قال الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه
أيها الناس ، إنكم بايعتموني على ما بويع عليه غيري من كان قبلي ، وإنما الخيار الى الناس قبل أن يبايعوا فإذا بايعوا فلا خيار لهم ، وإن على الامام الاستقامة وعلى الرعية الاطاعة والتسليم ، وهذه بيعة عامة ، فمن رغب عنه رغب عن دين الاسلام واتبع غير سبيل الهدى . الارشاد
===============
متى كان النص على على بن ابي طالب رضي الله عنه
الكلام في النص و إمكانية خفائه و متى كان النص على علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا علمت كل هذا ، من أن الله قد نص على خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأئمة من بعده ، وأن رسول الله قد بلغ هذا وأظهر فرض طاعتهم كما مر بك ، استحال أن يكون النص مخفيا عليه وعلى الأئمة وعلى أصحابهم وأهل زمانهم ، كما لا يجوز أن يظهر النبي شيئا في زمانه فيخفى عمن ينشأ بعد زمانه حتى لا يعلمه إلا بنظر ثاقب واستدلال عليه ، كشأننا الآن .
بهذه التوطئة الموجزة التي يجب عليك أن تستحضرها وأنت تقرأ كتابنا هذا ، والمقدمة التي قرأتها والتي يجب أن لا تفارقها ، نشرع في المقصود .
لا شك بعد كل ما مر بك ، أنه ليس بالمستغرب أن يضع القوم روايات تتفق مع هذه العقيدة عند مولد الرسول أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فرووا أن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب تبشره بمولد النبي فقال لها: اصبري سبتا آتيك بمثله إلا النبوة ، وقال السبت ثلاثون سنة وكان بين رسول الله وأمير المؤمنين ثلاثون سنة [1]
وفي رواية: إنك تحبلين وتلدين بوصيه ووزيره ، وفي أخرى: أما إنك ستلدين مولودا يكون وصيه ، وفي أخرى: هو إنما يكون نبيا وأنت تلدين وزيرا بعد ثلاثين [2]
ويقولون أن الراهب المثرم بن دعيب قد أخبره بأنه سيلد وصي محمد وسيكون اسمه علي [3]
وقالوا: لما ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أول شيء فعله عند مولده أن سجد على الأرض وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا وصي محمد رسول الله وبمحمد ختم الله النبوة وبي يتم الوصية وأنا أمير المؤمنين[4]
وعندها أهبط القوم جبرئيل عليه السلام ليقول لرسول بزعمهم: يا حبيب الله ، الله يقرؤك السلام ويقول: هذا أوان ظهور نبوتك وإعلاء درجتك وكشف رسالتك إذ أيدتك بأخيك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك علي بن أبي طالب [5]
ثم يستمر القوم في سرد ما يناسب المقام ليضعوا رواية لعلها تبين أول لقاء بين الرسول وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد مولده ليدور التالي: لما ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه خر ساجدا ثم رفع رأسه ، فأذن وأقام وشهد بالوحدانية ولمحمد بالرسالة ولنفسه بالخلافة والولاية ، ثم أشار إلى رسول الله فقال: أَقرأُ يا رسول الله ؟ فقال: نعم ، فابتدأ بصحف آدم فقرأها حتى لو حضر شيث لأقر أنه اعلم بها منه ، ثم تلا صحف نوح وصحف إبراهيم والتوراة والإنجيل ، ثم تلا قد افلح المؤمنون ، فقال له النبي : نعم قد افلحوا إذ أنت إمامهم ، ثم خاطبه بما يخاطب به الأنبياء والأوصياء ثم سكت ، فقال له رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم: عد إلى طفوليتك فأمسك [6]
وفي طفوليته تلك ، كان رسول الله يسأل أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما يزعم القوم أن تضع مهده بقرب فراشه ، وكان يلي اكثر تربيته ، ويحمله على صدره ويقول: هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وظهري وظهيري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي [7]
ومرت على ذلك سنوات حتى بعث النبي ، فكان أن دعاه رضي الله عنه وخديجة رضي الله عنها في بدء الدعوة وقال كما يروي القوم عن الصادق: أن جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام فأسلما تسلما - إلى أن قال: يا خديجة هذا علي مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي ، قالت: صدقت يا رسول الله قد بايعته على ما قلت ، اشهد الله و أشهدك بذلك وكفى بالله شهيدا عليما [8]
ولم يشأ القوم أن يدعوا والدي الرسول بمنأى عن هذه العقيدة ، فكان أن وضعوا في شأنهما رواية تقول : إن رسول الله خرج إلى البقيع ذات ليلة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخرج أباه من قبره وسأله من وليك يا أبه ؟ فقال: وما الولي يا بني ؟ قال: هو هذا علي ، فشهد أن عليا وليه ، ثم عدل إلى قبر أمه فصنع كما صنع عند قبر أبيه[9]
ويبدو أن واضع هذه الرواية جاهل بمواقع قبور والدي الرسول حتى جعلهم في البقيع .
وعلى أي حال لا نمل القارئ بنسجنا على هذا المنوال وإلا طال بنا المقام ، فكل ما أوردناه من روايات أو تلك التي أعرضنا عنها ، إنما وضعت لتخدم هذه العقيدة ، فهي منسجمة تماما مع ما مر بك في أول هذا الباب وتتفق معها ، باعتبار معتقد القوم ، ولا يفترض خلاف ذلك من جهل بالنص أو غيابه عن سائر الناس أو معظمهم فضلا عن صاحب الرسالة أو على من يجب أن يلي الأمر من بعده من أئمة منصوص عليهم من الله ورسوله صلى لله عليه وآله وسلم .
ولكن الحال أن الأمر يختلف تماما عن هذه الفرضية التي يجب أن نسلم بها مع القوم باعتبار كل ما مر بك ، فقد اضطرب القوم واضطربت رواياتهم بعد ذلك بشكل لا يكاد يضبط ، ولا بد ، لقوله تعالى: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } [النساء 82]
روايات من طرق الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتعارض مع مسألة النص:
أول ذلك حديث يوم الدار أو بدء الدعوة لما نزل قوله تعالى: { وأنذر عشيرتك الأقربين } [الشعراء 214] ، حيث روي أن رسول الله دعا بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب وكان قد أولم لهم ، وبعد أن أكلوا وشربوا قال: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني يكن أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ؟ ، فأحجم القوم جميعا إلا عليا قال: أنا يا نبي الله . فأخذ النبي برقبته ، وقال: هذا أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا .
وسنسهب في مناقشة أسانيد القصة هذه ومتونها في حينه ، ولكن ما يعنينا من هذه الرواية الآن هو ما نحن بصدده ، ولا شك أنه قد تبادر إلى ذهنك ، وهو: كيف خفي على النبي وعلى علي رضي الله عنه وعلى كل من حضر الوليمة مسألة النص بعد كل ما مر ، حتى لم نجد أحدا منهم قد استدرك ذلك ، لا أقل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يجد أن إمامته توشك أن تذهب إلى غيره بعرضها عليهم ، أو أبيه الذي انتظر سبتا ليرى وصي محمد وقد ولد ؟
فإن أبطلنا كل ما مر بك باعتبار هذه الرواية ، لا نلبث أن نرى أخرى تسقطها هي أيضا ، وهكذا ، وهذه الأخرى تتمثل في أن النبي ، لما أخذت الدعوة منحى عاما أخذ يعرض نفسه على القبائل ، فجاء إلى بني كلاب فقالوا: نبايعك على أن يكون لنا الأمر بعدك ، فقال: الأمر لله فإن شاء كان فيكم أو في غيركم ، فمضوا ولم يبايعوه وقالوا: لا نضرب لحربك بأسيافنا ثم تحكم علينا غيرنا [10]
فما الذي اضطره إلى هذا القول مع ما تقدم ، أليس كان عليه أن يبين أن هذا الأمر قد تم قبل أشهر حين قال لعشيرته وهو ممسك برقبة ابن عمه: هذا أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فضلا عن أن ذلك قد تم منذ مليوني عام قبل الخلق .
وقد تكرر منه القول نفسه بعد ذلك بسنين طويلة ، وذلك لما جاءه عامر بن الطفيل في وفد بني عامر بن صعصعة في السنة العاشرة من الهجرة ، و قال له: مالي إن أسلمت ؟ فقال: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم ، قال: تجعل لي الأمر من بعدك ؟ قال: ليس ذلك إلي ، إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء [11] .
وهكذا ، ويستمر مسلسل خفاء النص عليه ، حتى أواخر أيامه بمكة قبل الهجرة ، وذلك في ليلة الإسراء والمعراج [12] ، وقد أعرضنا عن ذكر الكثير من الروايات السابقة لذلك تحاشيا للتكرار إذ إننا سنورد بعضها في حينها .
تقول رواية القوم أن النبي قال: إني لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته به ، فقلت: ياجبرئيل ومن وزيري ؟ فقال: علي بن أبي طالب [13]
والطريف أن القوم يروون عنه أنه قال: كنت نائما بالحجر إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا ثم قال: عفى الله عنك يا محمد قم واركب ففد إلى ربك فأتاني بالبراق فركبت – ثم ذكر ما لاقاه في مسيره إلى أن قال – فإذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر فقال لي: يا محمد احتفظ بالوصي – ثلاث مرات – علي بن أبي طالب المقرب من ربه ، قال لما جزت الرجل وانتهيت إلى بيت المقدس إذا أنا برجل أحسن الناس وجها وأتم الناس جسما وأحسن الناس بشرة فقال: يا محمد احتفظ بالوصي – ثلاث مرات – علي بن أبي طالب المقرب من ربه الأمين على حوضك صاحب شفاعة الجنة – ثم ذكر بقية القصة – وفي نهايتها قال له جبرئيل: الذين لقيتهما في الطريق وقالا لك احتفظ بالوصي ، كانا عيسى وآدم عليهما السلام [14]
أي رغم هذه التوصيات الستة منهما عليهما السلام ، لم يدرك مَنْ وزيره الذي أيده به ونصره به ، وافترض أن يكون رجلا آخر سوى علي رضي الله عنه .
والطريف أيضا ذكرهم على لسانه عشرات الروايات يقول له فيها أنه وزيره ، ولعل أقربها إليك ما أوردنا آنفا عند حديثنا عن بدء الدعوة ، وعلى أي حال لنعرج مع القوم إلى السماء وننظر ماذا حصل هناك ، قالوا: لما صعد رسول الله إلى السماء ، قالت الملائكة: نشهد انك رسول الله ، فما فعل وصيك علي ؟ قال: خلفته في أمتي ، قالوا نعم الخليفة خلفت ، أما إن الله فرض علينا طاعته ، ثم صعد إلى السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت ملائكة السماء الدنيا ، فلما صعد إلى السماء السابعة لقيه عيسى عليه السلام فسلم عليه ، وسأله عن علي ، فقال له: خلفته في أمتي ، قال: نعم الخليفة خلفت ، أما إن الله فرض على الملائكة طاعته ، ثم لقيه موسى عليه السلام والنبيون نبي نبي فكلهم يقول مقالة عيسي عليه السلام [15]
وفي السماء الرابعة زعم القوم أنه رأى ديكا بدنه درة بيضاء وعيناه ياقوتتان حمراوان ورجلاه من الزبرجد الأخضر وهو ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ولي الله ، فاطمة وولداها الحسن والحسين صفوة الله ، يا غافلين اذكروا الله ، على مبغضيهم لعنة الله [16]
وفي نفس السماء صلى بالأنبياء وكانوا مائة وأربعة وعشرين ألف نبي ، وسألهم جبريل: بم بعثتم ولم نشرتم الآن يا أنبياء الله ؟ فقالوا بلسان واحد: بعثنا ونشرنا لنقر لك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالإمامة [17]
وعندما وصل إلى السماء السابعة سأله الله : من لأمتك من بعدك ؟ فقال: الله أعلم ، قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين [18]
وكأن القوم أرادوا أن يقولوا إن صوت مائة وأربعة وعشرين ألف من الأنبياء - ولك أن تتخيل حجمه - وهم يقولون بإمامة علي بن أبي طالب ، لم يكن له هذا التأثير حيث إنه لم يتذكر ذلك بعد لحظات لما سأله الله : من لأمتك من بعدك ؟ ليقول: الله أعلم ، ولعلها غفلة استوجبت تحذير ديكنا ليقول: يا غافلين ... فتأمل .
نبقى مع القوم في السماء السابعة ، لنراهم يروون عن الرضا ، عن آبائه قال: قال رسول الله : لما عرج بي إلى السماء نوديت يا محمد ، فقلت: لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت ، فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فأعبد ، وعلي فتوكل ، فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي ، وحجتي على بريتي ، لك ولمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتهم أوجبت ثوابي ، فقلت: يا رب ومن أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي ، وحججي بعدك [19]
ويرى القوم أنه بعد قراءته للأسماء نسي أيضا أنهم أوصياؤه كما أخبره بذلك ربه ، فسأله في رواية أخرى للقوم: يا رب من هؤلاء الذي قرنتهم بي ؟ فنودي: يا محمد هم الأئمة بعدك والأخيار من ذريتك [20]
وحين سأله: يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قال: إلهي لا علم لي ، فقال له: يا محمد هل اتخذت من الآدميين وزيرا أو أخا ووصيا من بعدك ؟ فقال: إلهي ومن اتخذ ؟ تخير لي أنت فأوحى الله إليه يا محمد اختر عليا ، فقلت: إلهي ابن عمي ؟ ... الرواية [21]
ولكن هل وقف الأمر على هذا ؟ انظر إلى القوم وهم يروون - وبعد كل هذه التأكيدات والمواثيق وفي طريق العودة إلى الأرض وفي السماء الرابعة حيث ديكنا وتنبيهه للغافلين ومنهم واضع هذه الرواية - يروون أنه لما هبط النبي إلى السماء الرابعة ناداه ربه يا محمد ؟ قال: لبيك ربي ، قال: من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة ؟ قال: اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي ، فقال: اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب [22]
وعلى أي حال ، حتى لا يطول مكثنا في السماء ، نجتزئ بالإيجاز الذي أوردناه فالروايات الشبيهة الواردة في ليلة الإسراء كثيرة [23] ، وقد أوردنا بعضا منها في أول الباب أيضا ، وكل واحدة منها تناقض سابقتها وتسقطها فضلا عن إسقاطها للباب بأكمله ، وهكذا شأن جميع الروايات الآتية .
نعود إلى الأرض ، وتحديدا إلى مكة حيث لا زلنا مع القوم ورواياتهم قبل الهجرة .
روى القوم أن رسول الله قال لعلي رضي الله عنه ليلة الهجرة: أرضيت أن أُطلب فلا أُوجد وتوجد فلعله أن يبادر إليك الجهال فيقتلوك ؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت أن تكون روحي لروحك فداء ونفسي لنفسك فداء [24]
لا شك أن وجه الدلالة غير خافٍ في الرواية ، فافتراض القتل هنا وفي روايات عدة - سنأتي على ذكر بعضها - لا يمكن توجيهها باعتبار أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يلي الخلافة بعده فكيف يفترض أن يقتل أو يموت قبله ، والأمر واضح ولا اعتقد أنه يحتاج إلى زيادة تعليق .
فهذا يدل على خفاء النص على النبي الذي يزعمون أنه نص على إمامة علي رضي الله عنه وهو في مكه قبل الهجرة للمدينة.
أما بعد الهجرة فقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا ، فقلت: يا رب من هو ؟ فأوحى إلى : يا محمد أنه إمام أمتك وحجتي عليها بعدك ، فقلت: يا رب من هو ؟ فأوحى إلى : يا محمد ذاك من احبه ويحبني ذاك المجاهد في سبيلي والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي والمارقين من ديني ، ذاك وليي حقا زوج ابنتك وأب ولدك علي بن أبي طالب [25]
لا أقل من أن تاريخ هذه الرواية بعد السنة الثالثة للهجرة ، بدليل قوله : زوج ابنتك وأبو ولدك ، ولا شك - وباعتبار كل ما مر بك في هذا الباب - أنه سيتبادر إلى ذهنك عند قراءتك لبداية الرواية أن المقصود هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فواعجباً هل غاب ذلك عمن كان سببا في النص على إمامة علي رضي الله عنه، بل يستفصل ويسأل حتى يبين الله أوصافه ثم يذكر له إسمه؟
ثم يروى لنا القوم بعد هذا أن النبي لا يزال يسأل ربه أن يجعل عليا وصيه وخليفته من بعده ، وأن يجعل الإمامة في الحسن والحسين[26]
وحين سأله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه بزعمهم عن وصيه من بعده أمسك عنه عشرا لا يجيبه معتذرا بانتظار وحي السماء ، ثم قال له: يا جابر ألا أخبرك عما سألتني ؟ فقلت: بأبي أنت وأمي والله لقد سكت عني حتى ظننت أنك وجدت عَلَيَّ ، فقال: ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ربك يقول: إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك [27]
ومثلها عن سلمان الفارسي رضي الله عنه حين سأله: من وصيك من أمتك فإنه لم يُبْعث نبي إلا كان له وصي من أمته ؟ فقال رسول الله : لم يبين لي بعد ، فمكثت ما شاء الله أن أمكث ثم دخلت المسجد فناداني فقال: يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي فهل تدري من كان وصي موسى من أمته ؟ فقلت: يوشع بن نون فتاه ، فقال: هل تدري لم كان أوصى إليه ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم ، قال: أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده ، ووصيي وأعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب [28]
ولا تحتاج هذه الروايات إلى تعليق ، فكيف يستقيم أن يجهل الأنصاري ، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم [29] ، بما علم من الدين بالضرورة باعتقاد القوم ، حتى سألا رسول الله الذي غاب عنه هو أيضا بزعم القوم من قال عنه أن مدار قبول الأعمال على القول بإمامته ، ولولاه لما خلق الله الأكوان ، إلى آخر مامر ذكره، حتى انتظر نزول الوحي به بعد عشر ، ولا أدري أهي أيام أو شهور ، ولكن أعلم أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة كما هو معلوم من علم الأصول .
وفي يوم الخندق ذكر القوم أن النبي قال لما انتدب عمروٌ للمبارزة وجعل يقول: هل من مبارز ؟ والمسلمون يتجاوزون عنه فركز رمحه على خيمة النبي وقال: ابرز يا محمد فقال النبي : من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة بعدي ؟ فنكل الناس عنه ، فقال: ادن مني يا علي ، فنزع عمامته السحاب من رأسه وعممه بها وأعطاه سيفه وقال: امض لشأنك ، ثم قال: اللهم أعنه . وروي أنه لما قتل عمرا أنشد أبياتا منها:
قد قال إذ عممني عمامة **** أنت الذي بعدي له الإمامة [30]
فانظر معي إلى هذه الرواية ، فرغم أن أحداثها وقعت في السنة الخامسة للهجرة حيث غزوة الخندق ، لا زال أعظم أركان الدين عند القوم غير مبيّن ، وكنت أنتظر من علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يستدرك الأمر ويخبر النبي بأن أمر الإمامة قد انتهى بتعينه خليفة له منذ أن نزل قوله : {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، ولكن لم يحصل ذلك ، فضلا عن الروايات التي أوردناها ، وفضلا عن مليوني عام قبل الخلق ، ويزيد من حيرتي صمت الصحابة رضوان الله عليهم وعدم استدراك أحد منهم ذلك ، وَلَعلِّي أجد عند القوم ما يذهب عني حيرتي .
نعود إلى مسألة الخوف من موت اللاحق قبل السابق ، ففي نفس الغزوة وبعد أن خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمبارزة عمرو قال رسول الله : اللهم انك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد وهذا أخي علي بن أبي طالب ، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين [31] .
وتتكرر القضية في موطن آخر ، فقد روى القوم أن عليا خرج في سرية ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض ، وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين تقول أوشك أن يؤتم هذين الغلامين فأسبل النبي عينيه يبكي ثم قال: معاشر الناس من يأتيني بخبر علي أبشره بالجنة وافترق الناس في الطلب لعظم ما رأوه بالنبي وخرج العواتق ، فأقبل عامر بن قتادة يبشره بعلي ، وهبط جبرئيل عليه السلام على النبي فأخبره بما كان فيه[32]
ولسائل أن يسأل القوم عن كل هذا الخوف والقلق والاضطراب الذي استدعى إعلان حالة الطوارئ وتفرق الناس في الأرض وخروج العواتق ونزول جبرئيل من أجل الخوف من موت خلف يرون سلفه ماثلا أمامهم .
وفي فتح مكة وجد متعلقا بأستار الكعبة يسأل الله العضد ، ناسيا كل ما ذكرناه من مقدمة الباب حتى الرواية السابقة ، حتى استوجب غضب جبريل عليه السلام بزعم القوم ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله يوم فتح مكة متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم ابعث إلي من بني عمي من يعضدني فهبط جبرئيل كالمغضب فقال: يا محمد أو ليس قد أيدك الله بسيف من سيوف الله مجرد على أعداء الله ؟ يعني بذلك علي بن أبي طالب [33]
ثم نراه في غدير خم وقد هبط عليه جبرئيل عليه السلام بأمر من الله بنصب علي رضي الله عنه بزعمهم ، متسائلا عن هذا الولي الذي سيكون من بعده ، حيث قالوا: إن جبرئيل عليه السلام نزل يوم غدير خم فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تعلم أمتك ولاية من فرضت طاعته ومن يقوم بأمرهم من بعدك وأكد ذلك في كتابه فقال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء 59] ، فقال: إي ربي ومن ولي أمرهم بعدي ؟ فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين ولم يعبد وثنا ولا أقسم بزلم ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين[34]
ولما قرب أجله ، روى القوم أنه قال: ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته من عصبته – وفي لفظ – إلى أفضل عشيرته من عصبته – وأمرني أن أوصي ، فقلت: إلى من يا رب ؟ فقال: أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة ، وكتبت فيها أنه وصيك وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، وأخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية [35]
أقول: لا شك أن ورود إمامته في الكتب السالفة يقتضي ورود ذلك في القرآن من باب أولى ، فبذلك يكون جهله ممتنعا من هذه الجهة ، أما خلافه ففيه إسقاط للمعتقد من أصله، وسنأتي على بيان ذلك في حينه [36] و أمر آخر في الرواية وهو أن الله إن كان قد أخذ المواثيق بإمامته رضي الله عنه على الخلائق بما فيهم الأنبياء والرسل عليهم السلام فلا شك أن خير البشر على رأسهم، فكيف جهل بهذا الميثاق؟
ثم يروي لنا القوم أنه بكى عند موته فجاءه جبرئيل وقال: لم تبكي ؟ قال: لأجل أمتي ، من لهم بعدي ؟ فرجع ثم قال: إن الله تعالى يقول: أنا خليفتك في أمتك [37]
فنعم سبب البكاء ونعم الخليفة الله الذي لم يشأ أن يجمع هذه الأمة المرحومة على ضلالة. فقد كان كثيراً ما يخشى على أمر أمته من بعده كما تذكر روايات القوم، وكان يُذَكِّر الوالي بعده ويقول: أُذَكِّر الله الوالي من بعدي على أمتي ألا يرحم على جماعة المسلمين ، فاجل كبيرهم ورحم ضعيفهم ، ووقر عالمهم ، ولم يضربهم فيذلهم ، ولم يفقرهم فيكفرهم ، ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ... إلى آخره ، وكان ذلك آخر كلام تكلم به رسول الله على منبره كما ذكر القوم ذلك عن الصادق [38]
وهذه النصائح إن كانت موجهة إلى الإمام المعصوم فهي عبث لا فائدة منها ، إذ أن المعصوم ليس بحاجة إلى توجيه علني على رؤوس الملأ كهذا ! أما إن كانت النصائح موجهة إلى من سيغتصب الخلافة من الإمام المعصوم - حسب معتقد القوم - فإن عبثيتها ستكون أشد ! إذ أن من تجرأ على اغتصاب الخلافة من الإمام المعصوم رغم كل ما مر من نصوص لإثباتها لن يردعه حديث أو حديثان ، فما هي الفائدة المرجوة من هذه النصائح ؟
وبهذه الروايات التي لا تخلوا من فوائد أخرى لا تخفى على القارئ اللبيب ، تسقط جميع الروايات الآنفة الذكر من مليوني سنة قبل الخلق إلى موته في السنة الحادية عشر للهجرة .
ونجتزئ بهذا القدر من الروايات في جهل أو غياب النص عنه بزعم القوم [39] لما التزمنا به في المقدمة من الاقتصار على ذكر بعض الأمثلة في كل موضوع لا حصر جميع الروايات ، ولما سنورده من روايات أخرى تجدها مبثوثة في طيات هذا الكتاب
[1] - معاني الأخبار ، 403 الكافي ، 1/452 البحار ، 15/263 ، 35/6 ، 77 ، 38/47 إثبات الهداة ، 1/153 ، 2/13
[2] - الكافي ، 1/454 ، 8/302 البحار ، 15/137 ، 273 ، 295 ، 297 ، 17/364 ، 35/6 ، 84 إثبات الهداة ، 2/20 الخرائج ، 11 ، 186
[3] - البحار ، 35/11 ، 101 روضة الواعظين ، 68 الفضائل ، 59 جامع الأخبار ، 17 إثبات الهداة ، 2/465
[4] - روضة الواعظين ، 70 الفضائل ، 57 جامع الأخبار ، 17 البحار ، 35/14 إثبات الهداة ، 2/483 ، 490
[5] - إثبات الهداة ، 2/196 ، 197 البحار ، 35/21 الروضة ، 17 روضة الواعظين ، 72
[6] - إثبات الهداة ، 2/465
[7] - البحار ، 35/9 كشف اليقين ، 6 بشائر المصطفى ، 9
[8] - البحار ، 18/232 ، 68/392 الطرف ، 4
[9] - علل الشرايع ، 70 معاني الأخبار ، 55 البحار ، 15/109 إثبات الهداة ، 1/268
[10] - البحار ، 23/74 إثبات الهداة ، 1/142 المناقب ، 1/257
[11] - إثبات الهداة ، 1/141 ، 142 وصي الرسول الأعظم ، 21 البحار ، 18/75 ، 21/372
[12] - وكان ذلك قبل الهجرة بثمانية عشرا شهرا ، وقيل بسنة وشهرين ، وقيل بسنة ، وقيل بستة اشهر ، وقيل غير ذلك - انظر البحار ، 18/302 ، 319
[13] - سبق تخريجه
[14] - كشف اليقين ، 83 البحار ، 18/390 ، 37/314
[15] - البحار ، 18/303 المحتضر ، 139
[16] - اليقين ، 141 البحار ، 37/48
[17] - البحار ، 40/42
[18] - الكافي ، 1/442 ، 443 غيبة الطوسي ، 103 الطرائف ، 43 غيبة النعماني ، 45 البحار ، 18/306 ، 383 ، 403 ، 36/262 ، 280 إثبات الهداة ، 2/12 ، 134 ، 153
[19] - علل الشرايع ، 5 عيون أخبار الرضا ، 1/238 كمال الدين ، 254 البحار ، 11/139 ، 18/345 ، 26/335 ، 52/312 ، 57/58 ، 60/303 إثبات الهداة ، 1/482 ، 584 ، 585 منتخب الأثر ، 61 تأويل الآيات ، 2/878
[20] - كفاية الأثر ، 14 البحار ، 36/321
[21] - كمال الدين ، 238 إثبات الهداة ، 1/500 البحار ، 51/69 ، 52/276
[22] - أمالي الصدوق ، 352 أمالي الطوسي ، 218 البرهان ، 4/199 كشف اليقين ، 22 البحار ، 18/341 ، 371 ، 36/160 ، 37/291 ، 38/108 ، 40/13 إثبات الهداة ، 2/70
[23] - للمزيد انظر: البحار ، 40/13 اليقين ، 22 أمالي الطوسي ، 353 ، 364 أمالي الصدوق ، 386 ، 387 ، 504 نور الثقلين ، 3/99 ، 4/470 إثبات الهداة ، 1/548 كفاية الأثر ، 15 البحار ، 36/323
[24] - إثبات الهداة ، 3/596 مدينة المعاجز ، 75 تفسير العسكري ، 466 البحار ، 19/81
[25] - أمالي الصدوق ، 327 البحار ، 38/107 إثبات الهداة ، 2/67
[26] - عيون أخبار الرضا ، 220 الكافي ، 8/309 إثبات الهداة ، 2/94 ، 122 ، 141 ، 3/84 البرهان ، 1/279 ، 2/209 ، 3/36 تأويل الآيات ، 1/106 ، 224 ، 310 البحار ، 23/221 ، 145 ، 36/80 ، 100 ، 126 ، 147 ، 38/92 ، 110 ، 140 ، 143 ، 146 ، 329 ، 39/290 ، 40/61 أمالي الصدوق ، 28 كنز الكراجكي ، 208 قرب الإسناد ، 14 المناقب ، 1/550 نور الثقلين ، 3/276
[27] - أمالي الطوسي ، 193 أمالي المفيد ، 99 البحار ، 38/114 إثبات الهداة ، 2/96
[28] - أمالي الصدوق ، 21 البحار ، 38/18 إثبات الهداة ، 2/50
[29] - انظر روايات أخرى عنهما: كمال الدين ، 246 منتخب الأثر ، 49 ، 50 ، 51 ، 59 ، 101 ، 108 ، 159 مذهب أهل البيت ، 16 وصي الرسول الأعظم ، 33 إثبات الوصية ، 15 ، 18
[30] - البحار ، 41/88
[31] - البحار ، 20/215 ، 38/300 ، 309 ، 39/3 البرهان ، 3/71 تأويل الآيات ، 1/329
[32] - الخصال ، 95 أمالي الصدوق ، 93 البحار ، 41/74
[33] - المناقب ، 2/67 البحار ، 41/61
[34] - كشف اليقين ، 131 البحار ، 37/324
[35] - أمالي الطوسي ، 102 البحار ، 15/18 ، 26/272 ، 38/111 إثبات الهداة ، 2/93 تأويل الآيات ، 2/566 البرهان ، 4/148 بشارة المصطفى ، 39
[36] - راجع باب: الإمامة والقرآن من كتابنا هذا
[37] - المناقب ، 3/268 البحار ، 39/85
[38] - الكافي ، 1/406 البحار ، 22/495 ، 27/247 ، 100/32 قرب الإسناد ، 48
[39] - للمزيد انظر: منتخب الأثر ، 29 ، 104 ، 200 البحار ، 14/207 ، 16/317 ، 17/309 ، 18/97 ، 205 ، 370 ، 23/272 ، 24/181
===================
اضافة
قال: فلما وردت الكتب على اسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على ابى بكر انطلق إلى علي بن ابي طالب عليه السلام فقال له: ماهذا؟ قال له علي: هذا ماترى. قال له اسامة: فهل بايعته؟ فقال: نعم يااسامة. فقال: طائعا او كارها؟ فقال: لابل كارها.
الاحتجاج/ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول الله (ص) من اللجاج والحجاج في أمرالخلافة
===
وبالرغم من شعور الإمام علي بالأحقية والأولوية في الخلافة كما شهدت بذلك النصوص السابقة إلا أنه عاد ليبايع أبا بكر وليضع كفه على كف أبي بكر وذلك عندما أرسل إلى أبي بكر أن يأتيه ، فأتاه أبو بكر فقال له: ( والله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل وخير ، ولكا كنا نظن إنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) وخاطب المسلمين قائلاً : ( إنه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر إلا أن أكون عارفاً بحقه ، ولكنا نرى أنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) ثم بايع أبا بكر ، فقال المسلمون: أصبت وأحسنت.(8)
(8) الشافي في الإمامة ج3 ص242
===
و روى البلاذري عن المدائني عن أبي جزي عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة ع بعد ستة أشهر فلما ماتت ضرع إلى صلح أبي بكر فأرسل إليه أن يأتيه فقال له عمر لا تأته وحدك قال فما ذا يصنعون بي فأتاه أبو بكر فقال له علي ع و الله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل و خير و لكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر نصيبا استبد به علينا فقال أبو بكر و الله لقرابة رسول الله ص أحب إلي من قرابتي فلم يزل علي يذكر حقه و قرابته حتى بكى أبو بكر فقال ميعادك العشية فلما صلى أبو بكر الظهر خطب فذكر عليا ع و بيعته فقال علي ع إني لم يحبسني عن بيعة أبي بكر ألا أكون عارفا بحقه لكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر نصيبا استبد به علينا ثم بايع أبا بكر فقال المسلمون أصبت و أحسنت. بحار الانوار/كتاب الفتن والمحن /باب4/تتميم
====
اضافة منقولة من رد للاخ السعدي2
يقول الرافضي صباح البياتي في كتابه ( لاتخونوا الله والرسول ) ص 28
( فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الاشهر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك ، كراهية لمحضر عمر ، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك ، فقال أبوبكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي ، والله لاتينهم ، فدخل عليهم أبوبكر ، فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالامر ، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصيباً ، حتى فاضت عينا أبي بكر ، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الاموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يصنعه فيها إلاّ صنعته ، فقال علي لابي بكر : موعدك العشية للبيعة ، فلما صلى أبوبكر الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكاراً للذي فضله الله به ، ولكنا نرى لنا في هذا الامر نصيباً ، فاستبد علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الامر بالمعروف
الملاحظ على هذه الرواية ، أن فيها اعترافاً صريحاً بأن أمير
المؤمنين (عليه السلام)لم يبايع أبا بكر طيلة ستة أشهر ، وليست قضية ميراث الزهراء (عليها السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي السبب في تأخر بيعة أمير المؤمنين لابي بكر ـ كما يوحي كلام أبي بكر بذلك وكما ادعى البعض ـ
أما لماذا بايع أمير المؤمنين في نهاية الامر فلانه نظر إلى مصلحة الاسلام العليا فقدمها على حقه خوفاً من ذهاب الاسلام كله بحدوث فتنة لا تبقي ولا تذر ، ففضل التضحية بشطر الامر بدلاً من التضحية بكله )
========
لو كان هناك وصية وانها منصب الهي هل كان سيقول هذا سيدنا علي رضي الله عنه
" دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول ... إلى أن قال : وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا "
نهج البلاغة ص 178 ، 179
ثم يقولون أنها منصب الهي ..
ثم يحلف بالله عزوجل .. وهل يحلف كذبا ؟؟!!
" والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ، ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها "
نهج البلاغة ص 397
اضافة ان سيدنا علي و الحسن و الحسين رضي الله عنهم قد بايعوا سيدنا ابوبكر و عمر عثمان رضي الله عنهم فلو كانت الامامة منصب الهي هل كان سيخالف النص الالهي
========
إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا جميعاً و ليس علي أبداً
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=22263
رواية شيعية العباس يكذب غدير خم وأخرى تثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يوصي بان علي وصيه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=56159
www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=19646
العباس 11/01/2010 08:46 PM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
ما هو المصحِّح لخلافة أبي بكر ؟
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=43236
العباس 25/03/2010 09:05 AM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
هل أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بالخلافة من بعده؟
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=38932
العباس 20/09/2010 04:34 PM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
روى الطوسي ["هو محمد بن الحسن بن علي الطوسي ولد سنة 385، ومات في 460 بنجف، ويلقب بشيخ الطائفة" (تنقيح المقال ص105 ج3).
"هو عماد الشيعة، ورافع أعلام الشيعة، شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، صنف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوة في ذلك والإمام، وقد ملأت تصانيفه الأسماع، تلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم" (الكنى والألقاب ج2 ص357).
هو من مصنفي الكتابين من الصحاح الأربعة "التهذيب" و"الاستبصار".
"وصنف في كل فنون الإسلام، وهو المهذب للعقائد والأصول والفروع، وجميع الفائل تنسب إليه" (روضات الجنات ج6 ص216)] عن علي أنه لما اجتمع بالمهزومين في الجمل قال لهم: فبايعتم أبا بكر، وعدلتم عني، فبايعت أبا بكر كما بايعتموه …..، فبايعت عمر كما بايعتموه فوفيت له بيعته ….. فبايعتم عثمان فبايعته وأنا جالس في بيتي، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم [هل الخلافة منصوصة؟ وفيه دليل واضح أن علي بن أبي طالب لم يكن يعتقد بأن الخلافة والإمامة لا تنعقد إلا بنص و"إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد" (الأصول من الكافي، كتاب الحجة ج1 ص277).
_______________
هذا دليل من كتبكم أنها كانت شورى ... ولكن تنعقد البيعة في أعناق الناس إن وليها أحد بتعيين الإمام السابق أو حتى بغلبته بالسيف ويترتب عليه أحكام الإمام من الطاعة والسمع بالمعروف ... الخ ..
=======
هذه هي الرواية من كتبكم ....
"ثم قام أبو بكر، فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها وخشيت الفتنة، وأيم الله! ما حصرت عليها يوم قط، ولقد قلدت أمراً عظيماً مالي به طاقة ولا يدان، ولوددت أن أقوى الناس عليه مكاني، وجعل يعتذر إليهم، فقبل المهاجرون عذره، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا في المشورة وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي" ["شرح نهج البلاغة" لأبي أبي الحديد ج1 ص132].
كانت الأمة الإسلامية في عهد الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وبعد وفاته وخلال العقود الأولى من تاريخ الإسلام تؤمن بنظام الشورى وحق الأمة في اختيار ولاتها ، وكان أهل البيت في طليعة المدافعين عن هذا الإيمان والعاملين به ، وعندما أُصيبت الأمة بتداول السلطة بالوراثة وإلغاء نظام الشورى ، تأثر بعض الشيعة بما حدث فقالوا رداً على ذلك: بأحقية أهل البيت بالخلافة من الأمويين وضرورة تداولها في أعقابهم ، ولكن هذه النظرية لم تكن نظرية أهل البيت أنفسهم ولا نظرية الشيعة في القرن الأول الهجري.
وبالرغم مما يذكره الإماميون من نصوص حول تعيين النبي صلوات الله وسلامه عليه للإمام علي بن أبي طالب كخليفة من بعده ، إلا أنّ تراثهم حافل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الكريم وأهل بيته بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها.
تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى – وهو من أبرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري – إنّ العباس بن عبد المطلب خاطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في مرض النبي عليه الصلاة والسلام أن يسأله عن القائم بالأمر بعده ، فإن كان لنا بينه وإن كان لغيرنا وصى بنا ، وإنّ أمير المؤمنين قال: ( دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ثقل ، فقلنا: يا رسول الله … استخلف علينا ، فقال: لا ، إني أخاف أن تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن هارون ، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً اختار لكم.(1)
ويروي الكليني في الكافي نقلاً عن الإمام جعفر الصادق : أنه لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين فقال للعباس ( يا عم محمد … تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟ … فرد عليه فقال : ( يا رسول الله بأبي أنت وأمي إني شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح ، قال: فأطرق هنيهة ثم قال: ( يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه؟ … فقال كرد كلامه … قال: ( أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ، ثم قال: ( يا علي يا أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟ فقال: ( نعم بأبي أنت وأمي ذاك عليّ ولي.(2)
وهذه الوصية كما هو ملاحظ وصية عادية شخصية آنية ، لا علاقة لها بالسياسة والإمامة والخلافة الدينية ، وقد عرضها الرسول في البداية على العباس بن عبد المطلب فأشفق منها وتحملها أمير المؤمنين طواعية ، ولو كان فيها إشارة ولو من بعيد إلى الإمامة لما عُرضت أصلاً على العباس قبل علي بن أبي طالب.
وهناك وصية أُخرى ينقلها المفيد في بعض كتبه عن الإمام علي ويقول أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى بها إليه قبل وفاته ، وهي أيضاً وصية أخلاقية روحية عامة ، وتتعلق بالنظر في الوقوف والصدقات.(3)
وإذا ألقينا بنظرة على هذه الروايات التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية كالكليني والمفيد والمرتضى ، فإننا نرى أنها تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي بالخلافة والإمامة ، وترك الأمر شورى ، وهو ما يفسر إحجام الإمام علي عن المبادرة إلى أخذ البيعة لنفسه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرغم من إلحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك ، حيث قال له: ( امدد يدك أبايعك ، وآتيك بهذا الشيخ من قريش – يعني أبا سفيان – فيُقال: ( إنّ عم رسول الله بايع ابن عمه ) فلا يختلف عليك من قريش أحد ، والناس تبع لقريش ) فرفض الإمام علي ذلك.(4)
شعور بالأحقية بالخلافة لا أكثر
ويجمع المؤرخون الشيعة على أنّ الإمام علي بن أبي طالب امتعض من انتخاب أبي بكر الصدّيق في البداية ، وأمسك يده عن البيعة وجلس في داره لفترة من الزمن ، وأنه عقّب على احتجاج قريش في ( سقيفة بني ساعدة ) بأنهم شجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقول: ( إنهم احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة )(5)
ويذكر الشريف الرضي في ( نهج البلاغة ) أنّ الإمام اشتكى من قريش ذات مرة فقال: ( اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفؤوا انائي ، وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري(6) )(7)
وبالرغم من شعور الإمام علي بالأحقية والأولوية في الخلافة كما شهدت بذلك النصوص السابقة إلا أنه عاد ليبايع أبا بكر وليضع كفه على كف أبي بكر وذلك عندما أرسل إلى أبي بكر أن يأتيه ، فأتاه أبو بكر فقال له: ( والله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل وخير ، ولكا كنا نظن إنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) وخاطب المسلمين قائلاً : ( إنه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر إلا أن أكون عارفاً بحقه ، ولكنا نرى أنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) ثم بايع أبا بكر ، فقال المسلمون: أصبت وأحسنت.(8)
أما الخطبة الشقشقية فإن صحت فهي لا تخرج مقدار أنملة عما ذهبت إليه النصوص السابقة ، فإنّ اقرار الإمام علي كان مع إحساس داخلي في نفسه يراوده بأنه أحق بالخلافة من غيره لقرابته من رسول الله لا أكثر ، ولذا كان يعبر عما في خاطره قائلاً ( أما والله لقد تقمصها فلان وأنه ليعلم : إنّ محلي منها محل القطب من الرحى ، بنحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير … )( 9)
وفي هذه الخطبة وغيرها يشير الإمام علي إلى أولويته بالخلافة وأحقيته بها وأنّ أهل البيت هم الثمرة إذا كانت قريش هي شجرة رسول الله ، ولا يشير إلى مسألة النص عليه من رسول الله أو تعيينه خليفة من بعده من قريب او بعيد ، وينقل الكليني رواية عن الإمام محمد الباقر فيها: إنّ الإمام علي لم يدع إلى نفسه وأنه أقر القوم على ما صنعوا وكتم أمره.(10)
وإذا كان حديث الغدير يعتبر أوضح وأقوى نص من النبي في حق أمير المؤمنين علي فإنّ كبار علماء الشيعة الإمامية الأقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصاً خفياً غير واضح بالخلافة ، حيث يقول في الشافي: ( إنّا لا ندّعي علم الضرورة في النص ، لا لأنفسنا ولا على مخالفينا ، وما نعرف أحداّ من أصحابنا صرح بادعاء ذلك )(11)
ولذلك فإنّ الصحابة لم يجدوا أنفسهم أمام نص يلزمهم باختيار الإمام علي دون غيره من الصحابة ولذلك اختاروا الشورى ، وبايعوا أبا بكر كخليفة من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام.
الإمام علي والشورى
ومما يؤكد كون نظام الشورى دستوراً كان يلتزم به الإمام علي وعدم معرفته بنظام الوراثة الملكية العمودية في أهل البيت ، هو دخوله في عملية الشورى التي أعقبت وفاة الخليفة عمر بن الخطاب ، ومحاجته لأهل الشورى بفضائله ودوره في خدمة الإسلام وعدم إشارته مع ذلك إلى موضوع النص عليه أو تعيينه خليفة من بعد رسول الله ، ولو كان حديث الغدير يحمل هذا المعنى لأشار إلى ذلك ولحاججهم بما هو أقوى من ذكر الفضائل.
لقد كان الإمام علي يؤمن بنظام الشورى ، وأنّ حق الشورى بالدرجة الأولى هو من اختصاص المهاجرين والأنصار ، ولذلك فقد رفض – بعد مقتل عثمان – الاستجابة للثوار الذين دعوه إلى تولي السلطة وقال لهم: ليس هذا إليكم … هذا للمهاجرين والأنصار من أمرّه أولئك كان أميراً.
وعندما جاءه المهاجرون والأنصار فقالوا: امدد يدك نبايعك(12) . دفعهم ، فعاودوه ودفعهم ثم عاودوه فقال: ( دعوني والتمسوا غيري واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم … وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) ، ومشى إلى طلحة والزبير فعرضها عليهما فقال: من شاء منكما بايعته ، فقالا: لا … الناس بك أرضى ، وأخيراً قال لهم: ( فإن أبيتم فإنّ بيعتي لا تكون سراً ، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين ولكن اخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني فليبايعني )(13)
ولو كانت نظرية النص والتعيين ثابتة ومعروفة لدى المسلمين ، لم يكن يجوز للإمام أن يدفع الثوار وينتظر كلمة المهاجرين والأنصار متخلياً عن فرض من فروض الله ، كما لا يجوز له أن يقول: ( أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ).
وهناك رواية في كتاب ( سليم بن قيس الهلالي )(14) تكشف عن إيمان الإمام علي بنظرية الشورى وحق الأمة في اختيار الإمام ، حيث يقول في رسالة له: ( الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يُقتل … أن لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً ولا يُقدموا يداً ولا رجلاً ولا يبدءوا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنة ).(15)
وعندما خرج عليه طلحة والزبير احتج عليهما بالبيعة وقال لهما: ( بايعتماني ثم نكثتما بيعتي ) ولم يشر إلى موضوع النص عليه من رسول الله ، وكل ما قاله للزبير بعد ذلك فتراجع عن قتاله هو أن ذكره بحديث رسول الله ( لتقاتلنه وأنت له ظالم ).
وقال الإمام علي لمعاوية الذي رفض مبايعته : ( أما بعد … فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ).(16)
إذن فقد كانت الشورى هي أساس الحكم في نظر الإمام علي ، وذلك في غياب نظرية ( النص والتعيين ) التي لم يشر إليها الإمام في أي موقف.
والإمام علي يثير حقائق حول الشورى جديرة بالاهتمام حيث يجعل:
أولاً: الشورى بين المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيدهم الحل والعقد.
ثانياً: اتفاقهم على شخص سبب لمرضات الله وعلامة لموافقته سبحانه وتعالى إياهم.
ثالثاً: لا تنعقد الإمامة في زمانهم دونهم ، وبغير اختيارهم
رابعاً: لا يرد قولهم ولا يخرج من حكمهم إلا المبتدع الباغي المتبع غير سبيل المؤمنين.
ويتجلى إيمان الإمام علي بالشورى دستوراً للمسلمين بصورة واضحة ، في عملية خلافة الإمام الحسن ، حيث دخل عليه المسلمون ، بعدما ضربه عبد الرحمن بن ملجم ، وطلبوا منه أن يستخلف ابنه الحسن ، فقال: ( لا ، إنا دخلنا على رسول الله فقلنا: استخلف ، فقال: لا ، أخاف أن تفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون ، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يختر لكم ) وسألوا علياً أن يشير عليهم بأحد ، فما فعل ، فقالوا له: إن فقدناك فلا نفقد أن نبايع الحسن ، فقال: لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم أبصر )(17)
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب ( مقتل الإمام أمير المؤمنين ) عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال: قلت : يا أمير المؤمنين ، إن فقدناك ولا نفقدك نبايع الحسن؟ … فقال: ما آمركم ولا أنهاكم ، فعدت فقلت مثلها فردّ علي مثلها.(18)
وذكر الشيخ حسن بن سليمان في ( مختصر بصائر الدرجات ) عن سليم بن قيس الهلالي ، قال: سمعت علياً يقول وهو بين ابنيه وبين عبد الله بن جعفر وخاصة شيعته: ( دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم وألزموا أنفسكم السكوت )(19)
وقد كان الإمام علي ينظر إلى نفسه كإنسان عادي غير معصوم ، ويطالب الشيعة والمسلمين أن ينظروا إليه كذلك ، ويحتفظ لنا التاريخ برائعة من روائعه التي ينقلها الكليني في (الكافي) والتي يقول فيها: ( إني لست في نفسي فوق أن أُخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ، إلا أنّ يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني ).(20)
وقد قام الإمام أمير المؤمنين بالوصية إلى الإمام الحسن وسائر أبنائه ولكنه لم يتحدث عن الإمامة والخلافة ، وقد كانت وصيته روحية أخلاقية وشخصية ، أو كما يقول المفيد في الإرشاد : إنّ الوصية كانت للحسن على أهله وولده وأصحابه ، و وقوفه وصدقاته.(21)
وتلك الوصية كالتالي: ( هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب : أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، بذلك أمرت وأنا من المسلمين ، ثم إني أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي: أن تتقوا الله ربكم ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) فإني سمعت رسول الله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصيام والصلاة ، وإنّ المعرّة حالقة الدين فساد ذات البين ، ولا قوة إلا بالله ، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون عليكم الحساب ، والله الله في الأيتام فلا تغبّبون أفواهم ، ولا يضيعون بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم ، فإنهم وصية رسول الله ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه يوّرثهم ، والله الله في القرآن أن يسبقكم في العمل به غيركم ، والله الله في بيت ربكم ، لا يخلونّ ما بقيتم ، فإنه إن خلا لم تناظروا ، والله الله في رمضان فإنّ صيامه جنة من النار لكم ، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأيديكم وأموالكم وألسنتكم ، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب ، والله الله في ذمة نبيكم ، فلا يُظلمنّ بين أظهركم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم ، انظروا فلا تخافوا في الله لومة لائم ، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم ( وقولوا للناس حسناً ) كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يُستجاب لهم.
عليكم يا بني بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتقاطع والتكاثر والتفرق ( وتعاونا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب ) حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ نبيكم فيكم ، استودعكم الله ، أقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته).(22)
ولذلك لم تلعب هذه الوصية القيّمة الروحية والأخلاقية أي دور في ترشيح الإمام الحسن للخلافة ، لأنها كانت تخلو من الإشارة إليها ، ولم تكن تُشكل بديلاً عن نظام الشورى الذي كان أهل البيت يلتزمون به كدستور للمسلمين.
مبايعة الإمام علي لأبي بكر وعمر حجة دامغة
ولقد علل مشايخ الشيعة بيعة علي لأبي بكر وعمر بتعليلات أهمها:
التعليل الأول: أنّ بيعته كانت خوفاً على الإسلام من الضياع ومما يُبطل هذا التعليل أنّ عصر الإسلام في عهد عمر وعثمان كان عصراً ذهبياً امتدت فيه الخلافة من الشرق حتى بخارى حتى شمال أفريقيا ، بل لو كانت المبايعة خوفاً على الإسلام فلماذا حارب الإمام علي معاوية في وقت عصفت به الفتن بالأمة الإسلامية وكانت أحوج ما يكون إلى السلم والمهادنة ، لو كانت المسألة هكذا لسلّم معاوية الحكم وتنازل هو عنه لا من أجل أحد بل خوفاً على الإسلام من الضياع.
التعليل الثاني: أنه بايعهم تقية ، أي أظهر لهم الموافقة ظاهراً وأسر في قلبه عدم الرضى عن خلافتهم وبيعتهم ، وهذا التعليل أقبح من الذي قبله ، إذ يجعل من شخصية الإمام علي شخصية مزدوجة خائفة جبانة مضطربة تتظاهر بخلاف ما تُبطن ، وهذا ما لا يُعهد عنه لم يعرف شجاعته الفائقة ، وقوته في الحق ولمن يطّلع على الروايات التي تثبت شجاعته وإقدامه في غير موقف ، فهو القائل ( وإني من قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ) (23) ويقول: ( فوالله لو أُعطيت الأقاليم السبعة وما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ، ما فعلت. وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ).(24)
وإذا قلنا أنّ بيعته لهم كانت تقية فماذا نقول في بقائه لهم وزيراً طيلة فترة خمس وعشرين سنة من خلافتهم؟!! إنه من الصعب الاعتقاد أنه كان يستخدم التقية طول تلك الفترة.
وهل كان تزويجه ابنته أم كلثوم من عمر تقيّة أيضاً؟!! وهل كانت تسميته أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة تقية أيضاً؟!!(25)
الإمام الحسن والشورى
وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب وابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة ) أنه ( لما توفي علي خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال: إنّ أمير المؤمنين توفي ، وقد ترك خلفاً ، فإن أحببتم خرج إليكم ، وإن كرهتم فلا أحد على أحد ، فبكى الناس وقالوا: بل يخرج إلينا(26)
وكما هو ملاحظ فإنّ الإمام الحسن لم يعتمد في دعوة الناس لبيعته على ذكر أي نص حوله من الرسول أو من أبيه الإمام علي ، وقد أشار ابن عباس إلى منزلة الإمام الحسن عندما ذكّر المسلمين بأنه ابن بنت النبي ، وقد ذكر: أنه خلف أمير المؤمنين ولكنه لم يبين أنّ مستند الدعوة للبيعة هو النص أو الوصية بالإمامة من الله بل أوكل الأمر للناس إن شاؤوا قبلوا وإن شاؤوا أعرضوا عن البيعة.
وهذا ما يكشف عن إيمان الإمام الحسن بنظام الشورى وحق الأمة في انتخاب إمامها ، وقد تجلى هذا الإيمان مرة أخرى عند تنازله عن الخلافة إلى معاوية واشتراطه عليه العودة بعد وفاته إلى نظام الشورى حيث قال في شروط الصلح: ( … على أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى بين المسلمين ).(27)
ولو كانت الخلافة بالنص من الله والتعيين من الرسول كما تقول النظرية الإمامية ، لم يكن يجوز للإمام الحسن أن يتنازل عنها لأي ظرف من الظروف ، ولم يكن يجوز له بعد ذلك أن يبايع معاوية أو أن يدعو أصحابه وشيعته لبيعته ، ولم يكن يجوز له أن يهمل الإمام الحسن ولأشار إلى ضرورة تعيينه من بعده … ولكن الإمام الحسن لم يفعل أي شيء من ذلك وسلك مسلكاً يوحي بالتزامه بحق المسلمين في انتخاب خليفتهم عبر نظام الشورى.
الإمام الحسين والشورى
وقد ظل الإمام الحسين ملتزماً ببيعة معاوية إلى آخر يوم من حياة معاوية ، ورفض عرضاً من شيعة الكوفة بعد وفاة الإمام الحسن بالثورة على معاوية ، وذكر أنّ بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له أن ينقضه ، ولم يدع إلى نفسه إلا بعد وفاة معاوية الذي خالف اتفاقية الصلح وعهد إلى ابنه يزيد بالخلافة بعده ، حيث رفض الإمام الحسين البيعة له ، وأصرّ على الخروج إلى العراق حيث استشهد في كربلاء عام 61 للهجرة.(28)
ولا توجد أية آثار لنظرية النص في قصة كربلاء ، سواء في رسائل شيعة الكوفة إلى الإمام الحسين ودعوته للقدوم عليهم أو في رسائل الإمام الحسين لهم ، حيث يقول المفيد: إنّ الشيعة اجتمعت بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكر هلاك معاوية . فحمدوا الله وأثنوا عليه ، فقال سليمان بن صرد: إنّ معاوية قد هلك وإنّ حسيناً قد تقبض على القوم ببيعة ، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه وتُقتل أنفسنا دونه فاكتبوا إليه واعلموه ، وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه ، قالوا: لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه ، قال: فاكتبوا إليه ، فكتبوا إليه: للحسين بن علي ، من سليمان بن صرد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة : سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو … أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود. إنه ليس علينا إمام ، فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله.
فكتب إليهم ( من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين … أما بعد فإنّ هانياً وسعيداً قدما علي بكتبكم ، وكان آخر من قدم علي من رسلكم ، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم: ( أنه ليس علينا إمام فأقبل لهل الله أن يجمعنا بك على الحق والهدى ) وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إلي أنّ قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم ، وقرأت في كتبكم فإني أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله ، فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الداين بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله ، والسلام.(29)
إذن فإنّ مفهوم ( الإمام ) عند الإمام الحسين لم يكن إلا ( الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الداين بدين الحق الحابس نفسه على ذات الله ) ولم يكن يقدم أية نظرية حول ( الإمام المعصوم المعين من قبل الله ) ولم يكن يطالب بالخلافة كحق شخصي له لأنه ابن الإمام علي أو أنه معيّن من قبل الله ، ولذلك فإنه لم يفكر بنقل ( الإمامة ) إلى أحد من ولده ، ولم يوص إلى ابنه الوحيد الذي ظل على قيد الحياة (علي بن زين العابدين) ، وإنما أوصى إلى أخته زينب أو ابنته فاطمة ، وكانت وصيته عادية جداً تتعلق بأموره الخاصة ، ولا تتحدث أبداً عن موضوع الإمامة والخلافة.(30)
اعتزال الإمام زين العابدين
وقد بايع الإمام علي بن الحسين يزيد بن معاوية بعد واقعة الحرة ورفض قيادة الشيعة الذين كانوا يطالبون بالثأر لمقتل أبيه الإمام الحسين ، ويعدون للثورة ، ولم يدّع الإمامة ، ولم يتصدى لها ، ولم ينازع عمه فيها ، وكما يقول الصدوق : ( فإنه انقبض عن الناس فلم يلق أحداً ولا كان يلقاه إلا خواص أصحابه ، وكان في نهاية العبادة ولم يخرج عنه من العلم إلا يسيراً..(31)
لقد كان أئمة أهل البيت يعتقدون بحق الأمة الإسلامية في اختيار ولاتها وبضرورة ممارسة الشورى ، وإدانة الاستيلاء على السلطة بالقوة ، ولعلنا نجد في الحديث الذي يرويه الصدوق في ( عيون أخبار الرضا ) عن الإمام الرضا عن أبيه الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله والذي يقول فيه : ( من جاءكم يريد أن يفرق الجماعة ويغصب الأمة أمرها ويتولى من غير مشورة فاقتلوه ، فإنّ الله عز وجل قد أذن ذلك )(32)
لعلنا نجد في هذا الحديث أفضل تعبير عن إيمان أهل البيت بالشورى والتزامهم بها ، وإذا كانوا يدعون الناس إلى اتباعهم والانقياد إليهم فإنما كانوا يفعلون ذلك إيماناً بأفضليتهم وأولويتهم بالخلافة في مقابل ( الخلفاء ) الذين كانوا لا يحكمون بالكتاب ولا يقيمون القسط ولا يدينون بالحق.
ومن هنا وتبعاً لمفهوم ( الأولوية ) قال أجيال من الشيعة الأوائل ، وخاصة في القرن الأول الهجري: ( إنّ علياً كان أولى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفضله وسابقته وعلمه ، وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم ، وأجازوا مع ذلك إمامة أبي بكر وعمر وعدوهما أهلاً لذلك المكان والمقام ، وذكروا أنّ علياً سلّم لهما الأمر ورضي بذلك وبايعهما طائعاً غير مكره وترك حقه لهما ، فنحن راضون كما رضي المسلمون له ، ولمن بايع ، لا يحل لنا غير ذلك ولا يسع منا أحداً إلا ذلك ، وأنّ ولاية أبي بكر صارت رشداً وهدى لتسليم علي ورضاه ).(33)
بينما قالت فرقة أخرى من الشيعة: ( إنّ علياً أفضل الناس لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله ولسابقته وعلمه ولكن كان جائزاً للناس أن يولوا عليهم غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجزئاً ، أحبّ ذلك أو كرهه ، فولاية الوالي الذي ولوا على أنفسهم برضى منهم رشد وهدى وطاعة لله عز وجل ، وطاعته واجبة من الله عز وجل ).(34)
وقال قسم آخر منهم : ( إنّ إمامة علي بن أبي طالب ثابتة في الوقت الذي دعا الناس وأظهر أمره ).(35)
وقد قيل للحسن بن الحسن بن علي الذي كان كبير الطالبين في عهده وكان وصي أبيه وولي صدقة جده: ألم يقل رسول الله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقال: بلى ولكن – والله – لم يعن رسول الله بذلك الإمامة والسلطان ، ولو أراد ذلك لأفصح لهم به.(36)
وكان ابنه عبد الله يقول : ( ليس لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا ، وليس في أحد من أهل البيت امام مفترض الطاعة من الله ) وكان ينفي أن تكون إمامة أمير المؤمنين من الله(37)
مما يعني أنّ نظرية النص وتوارث السلطة في أهل البيت فقط لم يكن لها رصيد لدى الجيل الأول من الشيعة ، ومن هنا فقد كانت نظرتهم إلى الشيخين أبي بكر وعمر نظرة إيجابية ، إذ لم يكونوا يعتبرونها ( غاصبين ) للخلافة التي تركها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شورى بين المسلمين ولم ينص على أحد بالخصوص ، وهذا يفسر أمر الإمام الصادق لشيعته بتوليهما.
من الشورى إلى الحكم الوراثي
يسجل المؤرخون الشيعة الأوائل: ( الأشعري القمي والكشي والنوبختي ) أول تطور ظهر في صفوف الشيعة في عهد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على يدي المدعو (عبد الله بن سبأ) الذي يقولون: إنه كان يهودياً وأسلم ، والذي يقول النوبختي عنه: إنه أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وكان يقول في يهوديته بيوشع بن نون وصياً لموسى ، فقال كذلك في إسلامه في علي بعد رسول الله ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة.(38)
وسواء كان عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية أو إسطورية فإنّ المؤرخين الشيعة يسجلون بوادر ظهور أول تطور في الفكر السياسي الشيعي اعتماداً على موضوع (الوصية) الروحية والشخصية ، الثابتة من الرسول الأكرم إلى الإمام علي ، وإضفاء المعنى السياسي عليها ، وذلك قياساً على موضوع (الوصية) من النبي موسى (ع) إلى يوشع بن نون وتوارث الكهانة في أبناء يوشع.
ومع أنّ هذا القول كان ضعيفاً ومحصوراً في جماعة قليلة بقيادة عبد الله بن سبأ تُدعى ( السبئية ) ، إلا أنّ ذلك التيار وجد في تولية معاوية بن أبي سفيان لابنه يزيد من بعده أرضاً خصبة للنمو والانتشار ، ولكن المشكلة الرئيسية التي واجههته هو عدم تبني الإمامين الحسن والحسين له واعتزال الإمام علي بن الحسين عن السياسة ، مما دفع القائلين به إلى الالتفات حول محمد بن الحنفية باعتباره وصي أمير المؤمنين أيضاً ، خاصة بعد تصديه لقيادة الشيعة في أعقاب مقتل الإمام الحسين ، وقد اندس السبئية في الحركة الكيسانية التي انطلقت للثأر من مقتل الإمام الحسين بقيادة المختار بن عبيدة الثقفي.
وقد ادعى المختار الذي كان يقود الشيعة في الكوفة: أنّ محمد بن الحنفية قد أمره بالثأر وقتل قتلة الحسين ، وأنه الإمام بعد أبيه. ولم يكن المختار يكفّر من تقدم علياً من الخلفاء كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولكنه كان يكفّر أهل صفين وأهل الجمل.(39)
ويذكر الأشعري القمي: أنّ صاحب شرطة المختار (كيسان) الذي حمله على الطلب بدم الحسين ودلّ على قتلته ، وصاحب سره ومؤامراته والغالب على أمره ، كان أشدّ منه إفراطاً في القول والفعل والقتل ، وأنه كان يقول: أنّ المختار وصي محمد بن الحنفية وعامله ، ويكفّر من تقدم علياً كما يكفّ{ أهل صفين وأهل الجمل.(40)
وبالرغم من سقوط دولة المختار بعد فترة قصيرة ، إلا أنّ الحركة الكيسانية التي التفت حول قائدها الروحي محمد بن الحنفية أخذت تقول: ( أنّ الإمامة في ابن الحنفية وذريته ).(41)
ولما حضرت الوفاة محمد بن الحنفية ولّى ابنه عبد الله ( أبا هاشم ) من بعده ، وأمره بطلب الخلافة إن وجد إلى ذلك سبيلاً ، وأعلم الشيعة بتوليته إياهم ، فأقام عبد الله بن محمد بن علي وهو أمير الشيعة.(42)
وقد أصبح أبو هاشم قائد الشيعة بصورة عامة في غياب أي منافس له في نهاية القرن الأول الهجري ، وقد تشرذمت الحركة الكيسانية من بعده إلى عدة فرق يدّعي كل منها أنه أوصى إليه ، فقد ادعى العباسيون: أنّ أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس ، وقال له: إليك الأمر والطلب للخلافة بعدي ، فولاّه وأشهد له من الشيعة رجالاً .. ثم مات ، فأقام محمد بن علي ودعوة الشيعة له حتى مات فلما حضرته الوفاة ولّى ابنه ابراهيم الأمر ، فأقام وهو أمير الشيعة وصاحب الدعوة بعد أبيه.(43)
وادعى ( الجناحيون ): أنه أوصى إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الذي ظهر في الكوفة سنة 128 وأقام دولة امتدت إلى فارس ، في أواخر أيام الدولة الأموية. وادعى ( الحسنيون ) أنه أوصى إلى زعيمهم ( محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، ذي النفس الزكية ).
وعلى أي حال فقد تطور القول بالوصية من وصية النبي الأكرم العادية والشخصية إلى الإمام علي ، إلى القول بالوصية السياسية منه إلى ابنه محمد بن الحنفية ، ومن بعده إلى ابنه أبي هاشم عبد الله ، وهو ما أدى إلى اختلاف الفصائل الشيعية المتعددة فيما بينها وادعاء كل منها الوصية إليه وحصر الشرعية فيه.
مأخوذ من كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه. بقلم : أحمد الكاتب (شيعي)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الشافي في الإمامة ج4 ص149 و ج3 ص295
(2) الكافي ج1 ص236 عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ، الصيرفي عن ابان بن عثمان عن أبي عبد الله
(3) آمالي المفيد ص220 المجلس 21 والإرشاد للمفيد ص188
(4) الشافي في الإمامة ج3 ص237 و 252 ، ج2 ص149
(5) نهج البلاغة ص98
(6) لو كانت الإمامة من الله لقال الإمام علي ( وأجمعوا على منازعتي حقاً لي ) أو أشار إلى أنّ هذا الحق له من الله دون سواه ، لكنه ذكر هنا الأولوية لقرابته من النبي عليه الصلاة والسلام
(7) نهج البلاغة ص336 خطبة رقم 217
(8) الشافي في الإمامة ج3 ص242
(9) نهج البلاغة ص48 خطبة 3
(10) الكافي 8/246
(11) الشافي ج2 ص128
(12) لو كان في قلب المهاجرين والأنصار تجاه أهل البيت ولو كان مبغضين لعلي ومرتدون على أعقابهم كما تصورهم كتب الشيعة ، فلماذا يأتونه للمبايعة بعد عثمان وعندهم ابن عباس وغيره من كبار الصحابة!!!
(13) الطبري ج3 ص450
(14) هناك خلاف بين علماء الشيعة حول موثوقية هذا الكتاب وصحة نسبته إلى سليم بن قيس ، ولا مانع من ذكر هذه الرواية استناداً إلى قول من يرى بصحته ، خصوصاً وأن الرواية
(15) كتاب سليم بن قيس الهلالي ص182 وبحار الأنوار للمجلسي ج8 ص555 الطبعة الحجرية
(16) نهج البلاغة ج3 ص7 تحقيق محمد عبده وص367 تحقيق صبحي
(17) الشافي ج3 ص295 وتثبيت دلائل النبوة ج1 ص212
(18) مقتل الإمام أمير المؤمنين ص43
(19) بحار الأنوار ج7 باب أحاديث تُنسب إلى سليم غير موجودة في كتابه
(20) الكافي 8/292-293 وبحار الأنوار ج74 ص309
(21) الإرشاد ص187
(22) مقتل الإمام أمير المؤمنين ص41-42 ، تحقيق مصطفى مرتضى القزويني ( طباعة مركز الدراسات والبحوث العلمية ، بيروت )
(23) نهج البلاغة ص159
(24) نهج البلاغة ج2 ص218
(25) سيأتي مزيد بيان لحقيقة موقف أهل البيت من الصحابة
(26) مروج الذهب ج2 ص44 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص8 وج16 ص22
(27) بحار الأنوار ج44 ص65 باب كيفية المصالحة من تاريخ الإمام الحسن المجتبى
(28) الإرشاد للمفيد ص199
(29) الإرشاد للمفيد ص204
(30) الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق ص198 وبصائر الدرجات للصفار ص148 وص198
(31) إكمال الدين ص91
(32) عيون أخبار الرضا ج2 ص62
(33) فرق الشيعة للنوبختي ص22 والمقالات والفرق للقمي ص18
(34) فرق الشيعة للنوبختي ص21 والمقالات والفرق للقمي ص18
(35) فرق الشيعة للنوبختي ص54
(36) التهذيب لابن عساكر ج4 ص162
(37) بصائر الدرجات للصفار ص153وص156
(38) فرق الشيعة للنوبختي ص22 والمقالات والفرق للأشعري القمي ص19 ورجال الكشي والشيعة في التاريخ لمحمد حسن الزين ص172
(39) المقالات والفرق ص21-22
(40) المصدر السابق
(41) الفصول المختارة للمفيد ص240
(42) الإمامة والسياسة ج2 ص130
(43) المقالات والفرق ص65 وتاريخ اليعقوبي ج3 ص40 ومقاتل الطالبيين ص126 والتنبيه والاشراف للمسعودي ص292
العباس 11/01/2010 08:42 PM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
==========
النبي ص يقول الخليفة ابوبكر وعمر رض ويدعوا لخلفائه
في تفسير القمي سورة التحريم
ان النبي صلى الله عليه وآله وسل
م يحبر ام المؤمنين حفصه رضي الله عنها
إن سيدنا ابا بكر رضي الله عنه يلى الخلافة بعده ثم من بعده سيدنا همر رضي الله عنه
سورة التحريم
بسم الله الرحمن الرحيم (يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم)
اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سيار عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك الآية، قال اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية، فقال النبي صلى الله عليه وآله والله ما أقربها، فامره الله ان يكفر يمينه.
قال علي بن ابراهيم كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها، فقال كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا ابدا وأنا افضي اليك سرا فان انت اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فقالت نعم ما هو؟ فقال إن ابا بكر يلى الخلافة بعدي ثم من بعده ابوك فقالت من اخبرك بهذا قال الله اخبرني فاخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك واخبرت عائشة ابا بكر، فجاء ابوبكر إلى عمر فقال له ان عائشة اخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها فاسأل انت حفصة، فجاء عمر إلى حفصة، فقال لها ما هذا الذي اخبرت عنك عائشة، فانكرت ذلك قالت ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر ان كان هذا حقا فاخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت نعم قد قال رسول الله ذلك .
====
النبي صلى الله عليه وسلم يترحم على خلفائه
عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال (( رحمة الله على خلفائي ، قيل ومن خلفاؤك يارسول الله ، قال : الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس )) كنز العمال للمتقي الهندي الباب3من كتاب العلم الحديث 29209 ، ورواه الشيخ الصدوق في آخر كتاب الفقيه ج4 ص420 باب النوادر حديث 5919
قال( الصدوق) : قال امير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (( اللهم ارحم خلفائي قيل يارسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنتي . وروي هذا الحديث بطرق اخرى وكثرة اسناد هذا الحديث أوجب الاطمئنان بصدوره مضافا الى ان الصدوق رحمه الله في الفقه اذا اسند الحديث بنحو الجزم الى المعصوم عليه السلام كما في هذا الحديث يظهر منه انه كان قاطعا بصدوره عنه او كان له حجة شرعية على ذلك ، ونقل ايضاً انه (ص) قال ثلاث مرات الله ارحم خلفائي .
==
الامام المعصوم بايع الخلفاء الثلاثة على السمع والطاعة
قال الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه
أيها الناس ، إنكم بايعتموني على ما بويع عليه غيري من كان قبلي ، وإنما الخيار الى الناس قبل أن يبايعوا فإذا بايعوا فلا خيار لهم ، وإن على الامام الاستقامة وعلى الرعية الاطاعة والتسليم ، وهذه بيعة عامة ، فمن رغب عنه رغب عن دين الاسلام واتبع غير سبيل الهدى . الارشاد
===============
متى كان النص على على بن ابي طالب رضي الله عنه
الكلام في النص و إمكانية خفائه و متى كان النص على علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إذا علمت كل هذا ، من أن الله قد نص على خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأئمة من بعده ، وأن رسول الله قد بلغ هذا وأظهر فرض طاعتهم كما مر بك ، استحال أن يكون النص مخفيا عليه وعلى الأئمة وعلى أصحابهم وأهل زمانهم ، كما لا يجوز أن يظهر النبي شيئا في زمانه فيخفى عمن ينشأ بعد زمانه حتى لا يعلمه إلا بنظر ثاقب واستدلال عليه ، كشأننا الآن .
بهذه التوطئة الموجزة التي يجب عليك أن تستحضرها وأنت تقرأ كتابنا هذا ، والمقدمة التي قرأتها والتي يجب أن لا تفارقها ، نشرع في المقصود .
لا شك بعد كل ما مر بك ، أنه ليس بالمستغرب أن يضع القوم روايات تتفق مع هذه العقيدة عند مولد الرسول أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فرووا أن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب تبشره بمولد النبي فقال لها: اصبري سبتا آتيك بمثله إلا النبوة ، وقال السبت ثلاثون سنة وكان بين رسول الله وأمير المؤمنين ثلاثون سنة [1]
وفي رواية: إنك تحبلين وتلدين بوصيه ووزيره ، وفي أخرى: أما إنك ستلدين مولودا يكون وصيه ، وفي أخرى: هو إنما يكون نبيا وأنت تلدين وزيرا بعد ثلاثين [2]
ويقولون أن الراهب المثرم بن دعيب قد أخبره بأنه سيلد وصي محمد وسيكون اسمه علي [3]
وقالوا: لما ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أول شيء فعله عند مولده أن سجد على الأرض وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا وصي محمد رسول الله وبمحمد ختم الله النبوة وبي يتم الوصية وأنا أمير المؤمنين[4]
وعندها أهبط القوم جبرئيل عليه السلام ليقول لرسول بزعمهم: يا حبيب الله ، الله يقرؤك السلام ويقول: هذا أوان ظهور نبوتك وإعلاء درجتك وكشف رسالتك إذ أيدتك بأخيك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك علي بن أبي طالب [5]
ثم يستمر القوم في سرد ما يناسب المقام ليضعوا رواية لعلها تبين أول لقاء بين الرسول وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد مولده ليدور التالي: لما ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه خر ساجدا ثم رفع رأسه ، فأذن وأقام وشهد بالوحدانية ولمحمد بالرسالة ولنفسه بالخلافة والولاية ، ثم أشار إلى رسول الله فقال: أَقرأُ يا رسول الله ؟ فقال: نعم ، فابتدأ بصحف آدم فقرأها حتى لو حضر شيث لأقر أنه اعلم بها منه ، ثم تلا صحف نوح وصحف إبراهيم والتوراة والإنجيل ، ثم تلا قد افلح المؤمنون ، فقال له النبي : نعم قد افلحوا إذ أنت إمامهم ، ثم خاطبه بما يخاطب به الأنبياء والأوصياء ثم سكت ، فقال له رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم: عد إلى طفوليتك فأمسك [6]
وفي طفوليته تلك ، كان رسول الله يسأل أم علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما يزعم القوم أن تضع مهده بقرب فراشه ، وكان يلي اكثر تربيته ، ويحمله على صدره ويقول: هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وظهري وظهيري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي [7]
ومرت على ذلك سنوات حتى بعث النبي ، فكان أن دعاه رضي الله عنه وخديجة رضي الله عنها في بدء الدعوة وقال كما يروي القوم عن الصادق: أن جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام فأسلما تسلما - إلى أن قال: يا خديجة هذا علي مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي ، قالت: صدقت يا رسول الله قد بايعته على ما قلت ، اشهد الله و أشهدك بذلك وكفى بالله شهيدا عليما [8]
ولم يشأ القوم أن يدعوا والدي الرسول بمنأى عن هذه العقيدة ، فكان أن وضعوا في شأنهما رواية تقول : إن رسول الله خرج إلى البقيع ذات ليلة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخرج أباه من قبره وسأله من وليك يا أبه ؟ فقال: وما الولي يا بني ؟ قال: هو هذا علي ، فشهد أن عليا وليه ، ثم عدل إلى قبر أمه فصنع كما صنع عند قبر أبيه[9]
ويبدو أن واضع هذه الرواية جاهل بمواقع قبور والدي الرسول حتى جعلهم في البقيع .
وعلى أي حال لا نمل القارئ بنسجنا على هذا المنوال وإلا طال بنا المقام ، فكل ما أوردناه من روايات أو تلك التي أعرضنا عنها ، إنما وضعت لتخدم هذه العقيدة ، فهي منسجمة تماما مع ما مر بك في أول هذا الباب وتتفق معها ، باعتبار معتقد القوم ، ولا يفترض خلاف ذلك من جهل بالنص أو غيابه عن سائر الناس أو معظمهم فضلا عن صاحب الرسالة أو على من يجب أن يلي الأمر من بعده من أئمة منصوص عليهم من الله ورسوله صلى لله عليه وآله وسلم .
ولكن الحال أن الأمر يختلف تماما عن هذه الفرضية التي يجب أن نسلم بها مع القوم باعتبار كل ما مر بك ، فقد اضطرب القوم واضطربت رواياتهم بعد ذلك بشكل لا يكاد يضبط ، ولا بد ، لقوله تعالى: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } [النساء 82]
روايات من طرق الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتعارض مع مسألة النص:
أول ذلك حديث يوم الدار أو بدء الدعوة لما نزل قوله تعالى: { وأنذر عشيرتك الأقربين } [الشعراء 214] ، حيث روي أن رسول الله دعا بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب وكان قد أولم لهم ، وبعد أن أكلوا وشربوا قال: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني يكن أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ؟ ، فأحجم القوم جميعا إلا عليا قال: أنا يا نبي الله . فأخذ النبي برقبته ، وقال: هذا أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا .
وسنسهب في مناقشة أسانيد القصة هذه ومتونها في حينه ، ولكن ما يعنينا من هذه الرواية الآن هو ما نحن بصدده ، ولا شك أنه قد تبادر إلى ذهنك ، وهو: كيف خفي على النبي وعلى علي رضي الله عنه وعلى كل من حضر الوليمة مسألة النص بعد كل ما مر ، حتى لم نجد أحدا منهم قد استدرك ذلك ، لا أقل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يجد أن إمامته توشك أن تذهب إلى غيره بعرضها عليهم ، أو أبيه الذي انتظر سبتا ليرى وصي محمد وقد ولد ؟
فإن أبطلنا كل ما مر بك باعتبار هذه الرواية ، لا نلبث أن نرى أخرى تسقطها هي أيضا ، وهكذا ، وهذه الأخرى تتمثل في أن النبي ، لما أخذت الدعوة منحى عاما أخذ يعرض نفسه على القبائل ، فجاء إلى بني كلاب فقالوا: نبايعك على أن يكون لنا الأمر بعدك ، فقال: الأمر لله فإن شاء كان فيكم أو في غيركم ، فمضوا ولم يبايعوه وقالوا: لا نضرب لحربك بأسيافنا ثم تحكم علينا غيرنا [10]
فما الذي اضطره إلى هذا القول مع ما تقدم ، أليس كان عليه أن يبين أن هذا الأمر قد تم قبل أشهر حين قال لعشيرته وهو ممسك برقبة ابن عمه: هذا أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فضلا عن أن ذلك قد تم منذ مليوني عام قبل الخلق .
وقد تكرر منه القول نفسه بعد ذلك بسنين طويلة ، وذلك لما جاءه عامر بن الطفيل في وفد بني عامر بن صعصعة في السنة العاشرة من الهجرة ، و قال له: مالي إن أسلمت ؟ فقال: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم ، قال: تجعل لي الأمر من بعدك ؟ قال: ليس ذلك إلي ، إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء [11] .
وهكذا ، ويستمر مسلسل خفاء النص عليه ، حتى أواخر أيامه بمكة قبل الهجرة ، وذلك في ليلة الإسراء والمعراج [12] ، وقد أعرضنا عن ذكر الكثير من الروايات السابقة لذلك تحاشيا للتكرار إذ إننا سنورد بعضها في حينها .
تقول رواية القوم أن النبي قال: إني لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته به ، فقلت: ياجبرئيل ومن وزيري ؟ فقال: علي بن أبي طالب [13]
والطريف أن القوم يروون عنه أنه قال: كنت نائما بالحجر إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا ثم قال: عفى الله عنك يا محمد قم واركب ففد إلى ربك فأتاني بالبراق فركبت – ثم ذكر ما لاقاه في مسيره إلى أن قال – فإذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر فقال لي: يا محمد احتفظ بالوصي – ثلاث مرات – علي بن أبي طالب المقرب من ربه ، قال لما جزت الرجل وانتهيت إلى بيت المقدس إذا أنا برجل أحسن الناس وجها وأتم الناس جسما وأحسن الناس بشرة فقال: يا محمد احتفظ بالوصي – ثلاث مرات – علي بن أبي طالب المقرب من ربه الأمين على حوضك صاحب شفاعة الجنة – ثم ذكر بقية القصة – وفي نهايتها قال له جبرئيل: الذين لقيتهما في الطريق وقالا لك احتفظ بالوصي ، كانا عيسى وآدم عليهما السلام [14]
أي رغم هذه التوصيات الستة منهما عليهما السلام ، لم يدرك مَنْ وزيره الذي أيده به ونصره به ، وافترض أن يكون رجلا آخر سوى علي رضي الله عنه .
والطريف أيضا ذكرهم على لسانه عشرات الروايات يقول له فيها أنه وزيره ، ولعل أقربها إليك ما أوردنا آنفا عند حديثنا عن بدء الدعوة ، وعلى أي حال لنعرج مع القوم إلى السماء وننظر ماذا حصل هناك ، قالوا: لما صعد رسول الله إلى السماء ، قالت الملائكة: نشهد انك رسول الله ، فما فعل وصيك علي ؟ قال: خلفته في أمتي ، قالوا نعم الخليفة خلفت ، أما إن الله فرض علينا طاعته ، ثم صعد إلى السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت ملائكة السماء الدنيا ، فلما صعد إلى السماء السابعة لقيه عيسى عليه السلام فسلم عليه ، وسأله عن علي ، فقال له: خلفته في أمتي ، قال: نعم الخليفة خلفت ، أما إن الله فرض على الملائكة طاعته ، ثم لقيه موسى عليه السلام والنبيون نبي نبي فكلهم يقول مقالة عيسي عليه السلام [15]
وفي السماء الرابعة زعم القوم أنه رأى ديكا بدنه درة بيضاء وعيناه ياقوتتان حمراوان ورجلاه من الزبرجد الأخضر وهو ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ولي الله ، فاطمة وولداها الحسن والحسين صفوة الله ، يا غافلين اذكروا الله ، على مبغضيهم لعنة الله [16]
وفي نفس السماء صلى بالأنبياء وكانوا مائة وأربعة وعشرين ألف نبي ، وسألهم جبريل: بم بعثتم ولم نشرتم الآن يا أنبياء الله ؟ فقالوا بلسان واحد: بعثنا ونشرنا لنقر لك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالإمامة [17]
وعندما وصل إلى السماء السابعة سأله الله : من لأمتك من بعدك ؟ فقال: الله أعلم ، قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين [18]
وكأن القوم أرادوا أن يقولوا إن صوت مائة وأربعة وعشرين ألف من الأنبياء - ولك أن تتخيل حجمه - وهم يقولون بإمامة علي بن أبي طالب ، لم يكن له هذا التأثير حيث إنه لم يتذكر ذلك بعد لحظات لما سأله الله : من لأمتك من بعدك ؟ ليقول: الله أعلم ، ولعلها غفلة استوجبت تحذير ديكنا ليقول: يا غافلين ... فتأمل .
نبقى مع القوم في السماء السابعة ، لنراهم يروون عن الرضا ، عن آبائه قال: قال رسول الله : لما عرج بي إلى السماء نوديت يا محمد ، فقلت: لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت ، فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فأعبد ، وعلي فتوكل ، فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي ، وحجتي على بريتي ، لك ولمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتهم أوجبت ثوابي ، فقلت: يا رب ومن أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي ، وحججي بعدك [19]
ويرى القوم أنه بعد قراءته للأسماء نسي أيضا أنهم أوصياؤه كما أخبره بذلك ربه ، فسأله في رواية أخرى للقوم: يا رب من هؤلاء الذي قرنتهم بي ؟ فنودي: يا محمد هم الأئمة بعدك والأخيار من ذريتك [20]
وحين سأله: يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قال: إلهي لا علم لي ، فقال له: يا محمد هل اتخذت من الآدميين وزيرا أو أخا ووصيا من بعدك ؟ فقال: إلهي ومن اتخذ ؟ تخير لي أنت فأوحى الله إليه يا محمد اختر عليا ، فقلت: إلهي ابن عمي ؟ ... الرواية [21]
ولكن هل وقف الأمر على هذا ؟ انظر إلى القوم وهم يروون - وبعد كل هذه التأكيدات والمواثيق وفي طريق العودة إلى الأرض وفي السماء الرابعة حيث ديكنا وتنبيهه للغافلين ومنهم واضع هذه الرواية - يروون أنه لما هبط النبي إلى السماء الرابعة ناداه ربه يا محمد ؟ قال: لبيك ربي ، قال: من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة ؟ قال: اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي ، فقال: اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب [22]
وعلى أي حال ، حتى لا يطول مكثنا في السماء ، نجتزئ بالإيجاز الذي أوردناه فالروايات الشبيهة الواردة في ليلة الإسراء كثيرة [23] ، وقد أوردنا بعضا منها في أول الباب أيضا ، وكل واحدة منها تناقض سابقتها وتسقطها فضلا عن إسقاطها للباب بأكمله ، وهكذا شأن جميع الروايات الآتية .
نعود إلى الأرض ، وتحديدا إلى مكة حيث لا زلنا مع القوم ورواياتهم قبل الهجرة .
روى القوم أن رسول الله قال لعلي رضي الله عنه ليلة الهجرة: أرضيت أن أُطلب فلا أُوجد وتوجد فلعله أن يبادر إليك الجهال فيقتلوك ؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت أن تكون روحي لروحك فداء ونفسي لنفسك فداء [24]
لا شك أن وجه الدلالة غير خافٍ في الرواية ، فافتراض القتل هنا وفي روايات عدة - سنأتي على ذكر بعضها - لا يمكن توجيهها باعتبار أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يلي الخلافة بعده فكيف يفترض أن يقتل أو يموت قبله ، والأمر واضح ولا اعتقد أنه يحتاج إلى زيادة تعليق .
فهذا يدل على خفاء النص على النبي الذي يزعمون أنه نص على إمامة علي رضي الله عنه وهو في مكه قبل الهجرة للمدينة.
أما بعد الهجرة فقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا ووارثا وخليفة ووصيا ، فقلت: يا رب من هو ؟ فأوحى إلى : يا محمد أنه إمام أمتك وحجتي عليها بعدك ، فقلت: يا رب من هو ؟ فأوحى إلى : يا محمد ذاك من احبه ويحبني ذاك المجاهد في سبيلي والمقاتل لناكثي عهدي والقاسطين في حكمي والمارقين من ديني ، ذاك وليي حقا زوج ابنتك وأب ولدك علي بن أبي طالب [25]
لا أقل من أن تاريخ هذه الرواية بعد السنة الثالثة للهجرة ، بدليل قوله : زوج ابنتك وأبو ولدك ، ولا شك - وباعتبار كل ما مر بك في هذا الباب - أنه سيتبادر إلى ذهنك عند قراءتك لبداية الرواية أن المقصود هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فواعجباً هل غاب ذلك عمن كان سببا في النص على إمامة علي رضي الله عنه، بل يستفصل ويسأل حتى يبين الله أوصافه ثم يذكر له إسمه؟
ثم يروى لنا القوم بعد هذا أن النبي لا يزال يسأل ربه أن يجعل عليا وصيه وخليفته من بعده ، وأن يجعل الإمامة في الحسن والحسين[26]
وحين سأله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه بزعمهم عن وصيه من بعده أمسك عنه عشرا لا يجيبه معتذرا بانتظار وحي السماء ، ثم قال له: يا جابر ألا أخبرك عما سألتني ؟ فقلت: بأبي أنت وأمي والله لقد سكت عني حتى ظننت أنك وجدت عَلَيَّ ، فقال: ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ربك يقول: إن علي بن أبي طالب وصيك وخليفتك على أهلك وأمتك [27]
ومثلها عن سلمان الفارسي رضي الله عنه حين سأله: من وصيك من أمتك فإنه لم يُبْعث نبي إلا كان له وصي من أمته ؟ فقال رسول الله : لم يبين لي بعد ، فمكثت ما شاء الله أن أمكث ثم دخلت المسجد فناداني فقال: يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي فهل تدري من كان وصي موسى من أمته ؟ فقلت: يوشع بن نون فتاه ، فقال: هل تدري لم كان أوصى إليه ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم ، قال: أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده ، ووصيي وأعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب [28]
ولا تحتاج هذه الروايات إلى تعليق ، فكيف يستقيم أن يجهل الأنصاري ، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم [29] ، بما علم من الدين بالضرورة باعتقاد القوم ، حتى سألا رسول الله الذي غاب عنه هو أيضا بزعم القوم من قال عنه أن مدار قبول الأعمال على القول بإمامته ، ولولاه لما خلق الله الأكوان ، إلى آخر مامر ذكره، حتى انتظر نزول الوحي به بعد عشر ، ولا أدري أهي أيام أو شهور ، ولكن أعلم أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة كما هو معلوم من علم الأصول .
وفي يوم الخندق ذكر القوم أن النبي قال لما انتدب عمروٌ للمبارزة وجعل يقول: هل من مبارز ؟ والمسلمون يتجاوزون عنه فركز رمحه على خيمة النبي وقال: ابرز يا محمد فقال النبي : من يقوم إلى مبارزته فله الإمامة بعدي ؟ فنكل الناس عنه ، فقال: ادن مني يا علي ، فنزع عمامته السحاب من رأسه وعممه بها وأعطاه سيفه وقال: امض لشأنك ، ثم قال: اللهم أعنه . وروي أنه لما قتل عمرا أنشد أبياتا منها:
قد قال إذ عممني عمامة **** أنت الذي بعدي له الإمامة [30]
فانظر معي إلى هذه الرواية ، فرغم أن أحداثها وقعت في السنة الخامسة للهجرة حيث غزوة الخندق ، لا زال أعظم أركان الدين عند القوم غير مبيّن ، وكنت أنتظر من علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يستدرك الأمر ويخبر النبي بأن أمر الإمامة قد انتهى بتعينه خليفة له منذ أن نزل قوله : {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، ولكن لم يحصل ذلك ، فضلا عن الروايات التي أوردناها ، وفضلا عن مليوني عام قبل الخلق ، ويزيد من حيرتي صمت الصحابة رضوان الله عليهم وعدم استدراك أحد منهم ذلك ، وَلَعلِّي أجد عند القوم ما يذهب عني حيرتي .
نعود إلى مسألة الخوف من موت اللاحق قبل السابق ، ففي نفس الغزوة وبعد أن خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمبارزة عمرو قال رسول الله : اللهم انك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد وهذا أخي علي بن أبي طالب ، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين [31] .
وتتكرر القضية في موطن آخر ، فقد روى القوم أن عليا خرج في سرية ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض ، وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين تقول أوشك أن يؤتم هذين الغلامين فأسبل النبي عينيه يبكي ثم قال: معاشر الناس من يأتيني بخبر علي أبشره بالجنة وافترق الناس في الطلب لعظم ما رأوه بالنبي وخرج العواتق ، فأقبل عامر بن قتادة يبشره بعلي ، وهبط جبرئيل عليه السلام على النبي فأخبره بما كان فيه[32]
ولسائل أن يسأل القوم عن كل هذا الخوف والقلق والاضطراب الذي استدعى إعلان حالة الطوارئ وتفرق الناس في الأرض وخروج العواتق ونزول جبرئيل من أجل الخوف من موت خلف يرون سلفه ماثلا أمامهم .
وفي فتح مكة وجد متعلقا بأستار الكعبة يسأل الله العضد ، ناسيا كل ما ذكرناه من مقدمة الباب حتى الرواية السابقة ، حتى استوجب غضب جبريل عليه السلام بزعم القوم ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله يوم فتح مكة متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم ابعث إلي من بني عمي من يعضدني فهبط جبرئيل كالمغضب فقال: يا محمد أو ليس قد أيدك الله بسيف من سيوف الله مجرد على أعداء الله ؟ يعني بذلك علي بن أبي طالب [33]
ثم نراه في غدير خم وقد هبط عليه جبرئيل عليه السلام بأمر من الله بنصب علي رضي الله عنه بزعمهم ، متسائلا عن هذا الولي الذي سيكون من بعده ، حيث قالوا: إن جبرئيل عليه السلام نزل يوم غدير خم فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تعلم أمتك ولاية من فرضت طاعته ومن يقوم بأمرهم من بعدك وأكد ذلك في كتابه فقال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء 59] ، فقال: إي ربي ومن ولي أمرهم بعدي ؟ فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين ولم يعبد وثنا ولا أقسم بزلم ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين[34]
ولما قرب أجله ، روى القوم أنه قال: ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته من عصبته – وفي لفظ – إلى أفضل عشيرته من عصبته – وأمرني أن أوصي ، فقلت: إلى من يا رب ؟ فقال: أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة ، وكتبت فيها أنه وصيك وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، وأخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية [35]
أقول: لا شك أن ورود إمامته في الكتب السالفة يقتضي ورود ذلك في القرآن من باب أولى ، فبذلك يكون جهله ممتنعا من هذه الجهة ، أما خلافه ففيه إسقاط للمعتقد من أصله، وسنأتي على بيان ذلك في حينه [36] و أمر آخر في الرواية وهو أن الله إن كان قد أخذ المواثيق بإمامته رضي الله عنه على الخلائق بما فيهم الأنبياء والرسل عليهم السلام فلا شك أن خير البشر على رأسهم، فكيف جهل بهذا الميثاق؟
ثم يروي لنا القوم أنه بكى عند موته فجاءه جبرئيل وقال: لم تبكي ؟ قال: لأجل أمتي ، من لهم بعدي ؟ فرجع ثم قال: إن الله تعالى يقول: أنا خليفتك في أمتك [37]
فنعم سبب البكاء ونعم الخليفة الله الذي لم يشأ أن يجمع هذه الأمة المرحومة على ضلالة. فقد كان كثيراً ما يخشى على أمر أمته من بعده كما تذكر روايات القوم، وكان يُذَكِّر الوالي بعده ويقول: أُذَكِّر الله الوالي من بعدي على أمتي ألا يرحم على جماعة المسلمين ، فاجل كبيرهم ورحم ضعيفهم ، ووقر عالمهم ، ولم يضربهم فيذلهم ، ولم يفقرهم فيكفرهم ، ولم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ... إلى آخره ، وكان ذلك آخر كلام تكلم به رسول الله على منبره كما ذكر القوم ذلك عن الصادق [38]
وهذه النصائح إن كانت موجهة إلى الإمام المعصوم فهي عبث لا فائدة منها ، إذ أن المعصوم ليس بحاجة إلى توجيه علني على رؤوس الملأ كهذا ! أما إن كانت النصائح موجهة إلى من سيغتصب الخلافة من الإمام المعصوم - حسب معتقد القوم - فإن عبثيتها ستكون أشد ! إذ أن من تجرأ على اغتصاب الخلافة من الإمام المعصوم رغم كل ما مر من نصوص لإثباتها لن يردعه حديث أو حديثان ، فما هي الفائدة المرجوة من هذه النصائح ؟
وبهذه الروايات التي لا تخلوا من فوائد أخرى لا تخفى على القارئ اللبيب ، تسقط جميع الروايات الآنفة الذكر من مليوني سنة قبل الخلق إلى موته في السنة الحادية عشر للهجرة .
ونجتزئ بهذا القدر من الروايات في جهل أو غياب النص عنه بزعم القوم [39] لما التزمنا به في المقدمة من الاقتصار على ذكر بعض الأمثلة في كل موضوع لا حصر جميع الروايات ، ولما سنورده من روايات أخرى تجدها مبثوثة في طيات هذا الكتاب
[1] - معاني الأخبار ، 403 الكافي ، 1/452 البحار ، 15/263 ، 35/6 ، 77 ، 38/47 إثبات الهداة ، 1/153 ، 2/13
[2] - الكافي ، 1/454 ، 8/302 البحار ، 15/137 ، 273 ، 295 ، 297 ، 17/364 ، 35/6 ، 84 إثبات الهداة ، 2/20 الخرائج ، 11 ، 186
[3] - البحار ، 35/11 ، 101 روضة الواعظين ، 68 الفضائل ، 59 جامع الأخبار ، 17 إثبات الهداة ، 2/465
[4] - روضة الواعظين ، 70 الفضائل ، 57 جامع الأخبار ، 17 البحار ، 35/14 إثبات الهداة ، 2/483 ، 490
[5] - إثبات الهداة ، 2/196 ، 197 البحار ، 35/21 الروضة ، 17 روضة الواعظين ، 72
[6] - إثبات الهداة ، 2/465
[7] - البحار ، 35/9 كشف اليقين ، 6 بشائر المصطفى ، 9
[8] - البحار ، 18/232 ، 68/392 الطرف ، 4
[9] - علل الشرايع ، 70 معاني الأخبار ، 55 البحار ، 15/109 إثبات الهداة ، 1/268
[10] - البحار ، 23/74 إثبات الهداة ، 1/142 المناقب ، 1/257
[11] - إثبات الهداة ، 1/141 ، 142 وصي الرسول الأعظم ، 21 البحار ، 18/75 ، 21/372
[12] - وكان ذلك قبل الهجرة بثمانية عشرا شهرا ، وقيل بسنة وشهرين ، وقيل بسنة ، وقيل بستة اشهر ، وقيل غير ذلك - انظر البحار ، 18/302 ، 319
[13] - سبق تخريجه
[14] - كشف اليقين ، 83 البحار ، 18/390 ، 37/314
[15] - البحار ، 18/303 المحتضر ، 139
[16] - اليقين ، 141 البحار ، 37/48
[17] - البحار ، 40/42
[18] - الكافي ، 1/442 ، 443 غيبة الطوسي ، 103 الطرائف ، 43 غيبة النعماني ، 45 البحار ، 18/306 ، 383 ، 403 ، 36/262 ، 280 إثبات الهداة ، 2/12 ، 134 ، 153
[19] - علل الشرايع ، 5 عيون أخبار الرضا ، 1/238 كمال الدين ، 254 البحار ، 11/139 ، 18/345 ، 26/335 ، 52/312 ، 57/58 ، 60/303 إثبات الهداة ، 1/482 ، 584 ، 585 منتخب الأثر ، 61 تأويل الآيات ، 2/878
[20] - كفاية الأثر ، 14 البحار ، 36/321
[21] - كمال الدين ، 238 إثبات الهداة ، 1/500 البحار ، 51/69 ، 52/276
[22] - أمالي الصدوق ، 352 أمالي الطوسي ، 218 البرهان ، 4/199 كشف اليقين ، 22 البحار ، 18/341 ، 371 ، 36/160 ، 37/291 ، 38/108 ، 40/13 إثبات الهداة ، 2/70
[23] - للمزيد انظر: البحار ، 40/13 اليقين ، 22 أمالي الطوسي ، 353 ، 364 أمالي الصدوق ، 386 ، 387 ، 504 نور الثقلين ، 3/99 ، 4/470 إثبات الهداة ، 1/548 كفاية الأثر ، 15 البحار ، 36/323
[24] - إثبات الهداة ، 3/596 مدينة المعاجز ، 75 تفسير العسكري ، 466 البحار ، 19/81
[25] - أمالي الصدوق ، 327 البحار ، 38/107 إثبات الهداة ، 2/67
[26] - عيون أخبار الرضا ، 220 الكافي ، 8/309 إثبات الهداة ، 2/94 ، 122 ، 141 ، 3/84 البرهان ، 1/279 ، 2/209 ، 3/36 تأويل الآيات ، 1/106 ، 224 ، 310 البحار ، 23/221 ، 145 ، 36/80 ، 100 ، 126 ، 147 ، 38/92 ، 110 ، 140 ، 143 ، 146 ، 329 ، 39/290 ، 40/61 أمالي الصدوق ، 28 كنز الكراجكي ، 208 قرب الإسناد ، 14 المناقب ، 1/550 نور الثقلين ، 3/276
[27] - أمالي الطوسي ، 193 أمالي المفيد ، 99 البحار ، 38/114 إثبات الهداة ، 2/96
[28] - أمالي الصدوق ، 21 البحار ، 38/18 إثبات الهداة ، 2/50
[29] - انظر روايات أخرى عنهما: كمال الدين ، 246 منتخب الأثر ، 49 ، 50 ، 51 ، 59 ، 101 ، 108 ، 159 مذهب أهل البيت ، 16 وصي الرسول الأعظم ، 33 إثبات الوصية ، 15 ، 18
[30] - البحار ، 41/88
[31] - البحار ، 20/215 ، 38/300 ، 309 ، 39/3 البرهان ، 3/71 تأويل الآيات ، 1/329
[32] - الخصال ، 95 أمالي الصدوق ، 93 البحار ، 41/74
[33] - المناقب ، 2/67 البحار ، 41/61
[34] - كشف اليقين ، 131 البحار ، 37/324
[35] - أمالي الطوسي ، 102 البحار ، 15/18 ، 26/272 ، 38/111 إثبات الهداة ، 2/93 تأويل الآيات ، 2/566 البرهان ، 4/148 بشارة المصطفى ، 39
[36] - راجع باب: الإمامة والقرآن من كتابنا هذا
[37] - المناقب ، 3/268 البحار ، 39/85
[38] - الكافي ، 1/406 البحار ، 22/495 ، 27/247 ، 100/32 قرب الإسناد ، 48
[39] - للمزيد انظر: منتخب الأثر ، 29 ، 104 ، 200 البحار ، 14/207 ، 16/317 ، 17/309 ، 18/97 ، 205 ، 370 ، 23/272 ، 24/181
===================
اضافة
قال: فلما وردت الكتب على اسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على ابى بكر انطلق إلى علي بن ابي طالب عليه السلام فقال له: ماهذا؟ قال له علي: هذا ماترى. قال له اسامة: فهل بايعته؟ فقال: نعم يااسامة. فقال: طائعا او كارها؟ فقال: لابل كارها.
الاحتجاج/ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول الله (ص) من اللجاج والحجاج في أمرالخلافة
===
وبالرغم من شعور الإمام علي بالأحقية والأولوية في الخلافة كما شهدت بذلك النصوص السابقة إلا أنه عاد ليبايع أبا بكر وليضع كفه على كف أبي بكر وذلك عندما أرسل إلى أبي بكر أن يأتيه ، فأتاه أبو بكر فقال له: ( والله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل وخير ، ولكا كنا نظن إنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) وخاطب المسلمين قائلاً : ( إنه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر إلا أن أكون عارفاً بحقه ، ولكنا نرى أنّ لنا في هذا الأمر نصيباً استبد به علينا ) ثم بايع أبا بكر ، فقال المسلمون: أصبت وأحسنت.(8)
(8) الشافي في الإمامة ج3 ص242
===
و روى البلاذري عن المدائني عن أبي جزي عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة ع بعد ستة أشهر فلما ماتت ضرع إلى صلح أبي بكر فأرسل إليه أن يأتيه فقال له عمر لا تأته وحدك قال فما ذا يصنعون بي فأتاه أبو بكر فقال له علي ع و الله ما نفسنا عليك ما ساق الله إليك من فضل و خير و لكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر نصيبا استبد به علينا فقال أبو بكر و الله لقرابة رسول الله ص أحب إلي من قرابتي فلم يزل علي يذكر حقه و قرابته حتى بكى أبو بكر فقال ميعادك العشية فلما صلى أبو بكر الظهر خطب فذكر عليا ع و بيعته فقال علي ع إني لم يحبسني عن بيعة أبي بكر ألا أكون عارفا بحقه لكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر نصيبا استبد به علينا ثم بايع أبا بكر فقال المسلمون أصبت و أحسنت. بحار الانوار/كتاب الفتن والمحن /باب4/تتميم
====
اضافة منقولة من رد للاخ السعدي2
يقول الرافضي صباح البياتي في كتابه ( لاتخونوا الله والرسول ) ص 28
( فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الاشهر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك ، كراهية لمحضر عمر ، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك ، فقال أبوبكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي ، والله لاتينهم ، فدخل عليهم أبوبكر ، فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالامر ، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصيباً ، حتى فاضت عينا أبي بكر ، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الاموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يصنعه فيها إلاّ صنعته ، فقال علي لابي بكر : موعدك العشية للبيعة ، فلما صلى أبوبكر الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكاراً للذي فضله الله به ، ولكنا نرى لنا في هذا الامر نصيباً ، فاستبد علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الامر بالمعروف
الملاحظ على هذه الرواية ، أن فيها اعترافاً صريحاً بأن أمير
المؤمنين (عليه السلام)لم يبايع أبا بكر طيلة ستة أشهر ، وليست قضية ميراث الزهراء (عليها السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي السبب في تأخر بيعة أمير المؤمنين لابي بكر ـ كما يوحي كلام أبي بكر بذلك وكما ادعى البعض ـ
أما لماذا بايع أمير المؤمنين في نهاية الامر فلانه نظر إلى مصلحة الاسلام العليا فقدمها على حقه خوفاً من ذهاب الاسلام كله بحدوث فتنة لا تبقي ولا تذر ، ففضل التضحية بشطر الامر بدلاً من التضحية بكله )
========
لو كان هناك وصية وانها منصب الهي هل كان سيقول هذا سيدنا علي رضي الله عنه
" دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول ... إلى أن قال : وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا "
نهج البلاغة ص 178 ، 179
ثم يقولون أنها منصب الهي ..
ثم يحلف بالله عزوجل .. وهل يحلف كذبا ؟؟!!
" والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ، ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها "
نهج البلاغة ص 397
اضافة ان سيدنا علي و الحسن و الحسين رضي الله عنهم قد بايعوا سيدنا ابوبكر و عمر عثمان رضي الله عنهم فلو كانت الامامة منصب الهي هل كان سيخالف النص الالهي
========
إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا جميعاً و ليس علي أبداً
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=22263
رواية شيعية العباس يكذب غدير خم وأخرى تثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يوصي بان علي وصيه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=56159
www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=19646
العباس 11/01/2010 08:46 PM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
ما هو المصحِّح لخلافة أبي بكر ؟
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=43236
العباس 25/03/2010 09:05 AM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
هل أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بالخلافة من بعده؟
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=38932
العباس 20/09/2010 04:34 PM
رد: من كتب الشيعة لم يوصي الرسول ص لعلي بالخلافة
روى الطوسي ["هو محمد بن الحسن بن علي الطوسي ولد سنة 385، ومات في 460 بنجف، ويلقب بشيخ الطائفة" (تنقيح المقال ص105 ج3).
"هو عماد الشيعة، ورافع أعلام الشيعة، شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، صنف في جميع علوم الإسلام، وكان القدوة في ذلك والإمام، وقد ملأت تصانيفه الأسماع، تلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم" (الكنى والألقاب ج2 ص357).
هو من مصنفي الكتابين من الصحاح الأربعة "التهذيب" و"الاستبصار".
"وصنف في كل فنون الإسلام، وهو المهذب للعقائد والأصول والفروع، وجميع الفائل تنسب إليه" (روضات الجنات ج6 ص216)] عن علي أنه لما اجتمع بالمهزومين في الجمل قال لهم: فبايعتم أبا بكر، وعدلتم عني، فبايعت أبا بكر كما بايعتموه …..، فبايعت عمر كما بايعتموه فوفيت له بيعته ….. فبايعتم عثمان فبايعته وأنا جالس في بيتي، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم [هل الخلافة منصوصة؟ وفيه دليل واضح أن علي بن أبي طالب لم يكن يعتقد بأن الخلافة والإمامة لا تنعقد إلا بنص و"إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد" (الأصول من الكافي، كتاب الحجة ج1 ص277).
_______________
هذا دليل من كتبكم أنها كانت شورى ... ولكن تنعقد البيعة في أعناق الناس إن وليها أحد بتعيين الإمام السابق أو حتى بغلبته بالسيف ويترتب عليه أحكام الإمام من الطاعة والسمع بالمعروف ... الخ ..
=======
هذه هي الرواية من كتبكم ....
"ثم قام أبو بكر، فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها وخشيت الفتنة، وأيم الله! ما حصرت عليها يوم قط، ولقد قلدت أمراً عظيماً مالي به طاقة ولا يدان، ولوددت أن أقوى الناس عليه مكاني، وجعل يعتذر إليهم، فقبل المهاجرون عذره، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا في المشورة وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي" ["شرح نهج البلاغة" لأبي أبي الحديد ج1 ص132].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق