الغامدي .. تحدث عن نقطه انه يكفر سنه وليس عن الصيام ..
ضعف حديث فضل صيام عاشوراء
د.أحمد الغامدي
صام رسول الله عاشوراء قبل فرض رمضان، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان قال من شاء صام ومن شاء لا، فصيامه مأذون به، أما ما ورد عند مسلم في فضله من أنه يكفر سنة ماضية فضعيف لانقطاع سنده، رواه عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة، وعبدالله بن معبد لا يعرف له سماع عن أبي قتادة، قاله البخاري في الكبير، وأخرج ابن عدي الحديث في الكامل وقال: (وهذا الحديث هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبد لله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة).
وهذا يعين أن البخاري يضعف إسناده بالانقطاع، وإقرار من نقل ذلك يعد موافقة له، وفي الحديث اشكالات منها:
أولا: أن في ألفاظه اختلافا، فروي أنه من كلام النبي، وروي أن عمر سأل النبي، وروي أن رجلاً سأل النبي، وروي أن أبا قتادة قال: سألت النبي، وهذا خلل في ضبط الحديث.
ثانيا: أن تلاميذ أبي قتادة الأنصاري المدنيون لم يرووا هذا الحديث عنه، وانما رواه عبدالله بن معبد وحرملة بن اياس وهما بصريان، ولا يعرف لهما سماع عن أبي قتادة الانصاري، فكيف تفردا به عنه وهما بصريان ولا يعرفان بالسماع عنه! ولم يروه أحد من أصحابه المدنيين، فضلا عما في رواية حرملة من اختلاف كثير؟
ومن هنا يأتي الشك في نسبة أبي قتادة وأنها وهم، ويشعر بذلك ما رواه الامام أحمد من طريق غيلان بن جرير أن شعبة سأل غيلان عن أبي قتادة فقال: الأَنصاريّ؟ فهز رأسه غيلان أن نعم، وهذا يشعر بأن غيلان كان يحدث به ولا ينسبه، فلما سأله شعبة على وجه التلقين هز رأسه نعم كمن لقن فتلقن، وتتابع على ذلك الرواة بعد.
ويعضد هذا أن هذا الحديث لا يُعرف إلا عن أهل البصرة، روى الإمام أحمد قال: حدثنا عفان: حدثنا همام قال: سُئل عطاء بن أبي رباح- وأنا شاهد- عن الفضل في صيام عرفة وهو نفس هذا الحديث في عاشوراء، فقال: جاء هذا الحديث من قبلكم يا أهل العراق. حدثنيه أبو الخليل حرملة بن اياس عن أبي قتادة: أن النبي قال:... الحديث، فعطاء هنا بين أن هذا الحديث من حديث أهل العراق، كما أنه ذكر أبا قتادة لم ينسبه بأنه أنصاري.
ومن هنا يتضح أن (أبا قتادة) الراوي لحديث أن صيام عاشوراء يكفر سنة ماضية ليس هو: (أبو قتادة الأنصاريّ الصحابي)، بل هو: (أبو قتادة العدويّ البصريّ)، وهو تابعي.
وعلى هذا فالحديث من مسند أبي قتادة العدوي البصري التابعي، وليس من مسند أبي قتادة الأنصاري الصحابي، ونسبة أبي قتادة أنه أنصاري وهم، تتابع الرواة عليه خطأ، مع أن حرملة لم ينسب أبا قتادة في روايته.
وبهذه القرائن يكون الحديث مرسلا؛ لأن أبا قتادة البصري تابعيّ، ولا حجة في المرسل ويؤيد ذلك أن سياق الحديث يشبه سياق المراسيل، والمراسيل تأتي على ما يشتهيه الناس وما يحبونه، وقد جاء في هذا الحديث كلّ أنواع صوم النوافل، وفي بعضها رتّب أجوراً عليها مبالغا فيها لدرجة النكارة.
ويشهد لصحة هذا ما رواه العبّاس بن محمد عن يحيى بن معين، قال: سمعت يحيى يقول: (كلّ شيء يُروى عن ابن سيرين، وعن البصريين، عن أبي قتادة، فهو أبو قتادة العَدوي)، وهذا كلام من ابن معين يقضي على أي احتمال يخالفه؛ وفي جميع الأحول هذا الحديث لم تثبت صحته، فإن كان عن ابي قتادة العدوي البصري وهو الأشبه بالصواب فهو مرسل ولا يحتج بالمرسل، وإن تنزلنا بأنه عن أبي قتادة الأنصاري فإنه لا يعرف سماع لأبي معبد البصري عن أبي قتادة المدني الأنصاري كما قال البخاري والقرائن تشهد بذلك فيكون منقطعا ولا حجة في المنقطع ولذلك لم يخرجه البخاري في صحيحه.
=======
أشاروا إلى أنه ورد في صحيح مسلم الذي يعد أحد أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل
دعاة لـ «الأنباء»: الغامدي لم يوفق في تضعيفه حديث فضل صيام عرفة الجمعة
2013/10/25 المصدر : الأنباء
استمع دعجيل النشمي دعجيل النشمي د محمد النجدي د محمد النجدي د عبدالقادر شحاتة د عبدالقادر شحاتة احمد الكردي احمد الكردي الداعية حاي الحاي الداعية حاي الحاي الداعية فيحان الجرمان الداعية فيحان الجرمان ياسر يوسف ياسر يوسف د خالد السلطان د خالد السلطان النجدي: صحيحا البخاري ومسلم من الثوابت في معرفة الشريعة ولا يجوز الطعن فيهما وإثارة الشبه عليهما الحاي: نصيحتي للغامدي ألا ينشر أحاديث يراها ضعيفة في صحيح مسلم حتى لا تنزل هيبة الصحيح من قلوب المسلمين الجرمان: ابن حجر يرى أن الحديث ليس على شرط البخاري ورغم ذلك لا يدل على أنه يضعفه الردادي: تضعيف الحديث جرأة وتعد على مكانة صحيح مسلم بدون حجة ولا برهان السلطان: إعلاله بالضعف مردود لأن قول البخاري بعدم السماع لا يعني حكماً لأنه ذكر عدم وقوفه على ذلك ضاري المطيري أميرة عزام استنكر عدد من الدعاة والأكاديميين الجرأة في تضعيف أحاديث السنة الثابتة التي تلقتها الأمة بالأخذ والقبول، وثبت تصحيحها عند أهل الحديث قديما وحديثا. «الأنباء» تنشر ردودا شرعية لعدد من العلماء تستنكر تضعيف د. أحمد الغامدي حديثا نبويا شريفا في فضل صيام عرفة وتكفيره لذنوب سنتين، والذي ورد في صحيح مسلم ممن لاقت أحاديثه قبول علماء أهل الإسلام، وطرفا من تصحيح المتقدمين لأحاديثه، وفيما يلي التفاصيل: في البداية أكد د. محمد النجدي أن أهل العلم اتفقوا على أن الصحيحين هما أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، ولهما من المنزلة الرفيعة، والمكانة العالية، في قلوب المسلمين، خاصهم وعامهم، عالمهم وجاهلهم، ما هو معلوم ومشهور، كما اتفق جمهورهم على أن صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم، من حيث الصناعة الحديثية. واستشهد النجدي قائلا: قال أبو عمرو بن الصلاح في مقدمته وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز، كما أكد النووي ذلك أيضا بقوله باتفاق العلماء. وتابع النجدي قائلا وعلى ذلك، فلا بد أن تبقى هذه المنزلة لهما، والإجلال والإعظام والتقدير كما هي، ولا يجوز بحال من الأحوال السعي وراء التشكيك بأحاديثهما، أو إثارة الشبه عليها، فإن هذه المراجع الأساسية من الثوابت، والتي عليها اعتماد أهل العلم في معرفة الأحكام الشرعية، قديما وحديثا ولا يجوز الطعن فيها، ولا المساس بها، أو يشكك فيها، ويثير الفتن. وأضاف قائلا: أولا: ما اتفق عليه الشيخان لا سبيل إلى القول بضعف شيء منه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول، حيث قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: لا يتفقان على حديث إلا ويكون صحيحا لا ريب فيه، قد اتفق أهل العلم على صحته وما عدا ذلك فقد تكلم على بعض منه بعض الحفاظ، بأنه لم يبلغ الدرجة العليا من الصحة وان كان صحيحا، قال أبو عمرو بن الصلاح في مقدمته: ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدار قطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن ثانيا: اما حديثنا في صوم يوم عرفة وأنه يكفر سنتين، سنة ماضية وسنة باقية. فقد صحح الحديث أولا الإمام مسلم فأخرجه في صحيحه كما هو مشهور. وصححه الامام ابن خزيمة فأخرجه في عدة مواضع من صحيحه، وصححه ابن حبان فأخرجه في موضعين من صحيحه. ونص على صحته وثبوته جمع من الأئمة، منهم: الطحاوي، والحاكم، وابن عبدالبر، وابن حزم، والبغوي، وابن قدامة، والنووي، والذهبي، وابن القيم، وابن ناصر الدين، وابن حجر. وقال النسائي: هذا أجود حديث عندي في هذا الباب. وتابع النجدي قائلا: وقال الطبري: هذا خبر عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه، لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقلته. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: صيام يوم عرفة يكفر سنتين، وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة. وقال ابن قيم الجوزية: صح عنه صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر سنتين. فكيف يمكن بعد ذلك لمسلم فضلا عن طالب علم أن يطعن في صحته؟ ومن جهته قال الشيخ حاي الحاي: وقع اختلاف بين علماء الحديث حول تضعيف وتصحيح حديث صيام يوم عرفة، وأعل بالانقطاع بين عبدالله بن معبد الزماني وأبي قتادة رضي الله عنه كما ذكر ذلك الحافظ البخاري، لكن قال الحافظ الذهبي رحمه الله: لا يضره ذلك وأضاف الحاي قائلا: وحديث صيام عرفة له طرق تقويه وتشد من عضده، روي موقوفا على أبي قتادة رضي الله عنه وفيه ضعف أخرجه الإمام احمد، واخرجه النسائي من طريق زائدة بن قدامة ومن طريق أبي الزبير محمد بن مسلم عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم، كما أخرجه البيهقي، وصححه شيخنا حافظ الوقت حسنة الأيام الألباني. وتابع قائلا: هناك آثار للسلف في صيام يوم عرفة لغير الحاج، والبحث عندي موسع، ونصيحة أقدمها للشيخ الغامدي حفظه الله ألا ينشر أحاديث هو يراها ضعيفة في صحيح الإمام مسلم في صحف ومواقع حتى لا تنزل هيبة الصحيح من قلوب المسلمين أو عوامهم. وأوضح د. خالد السلطان أن القاعدة الأساسية التي يجب على المسلم العمل بها وهي القاعدة التي انطلق منها علماء الامة اجمعين واخصهم الائمة الاربعة وهي «ان صح الحديث فهو مذهبي» ولا شك ان اختلاف العلماء له اسباب كثيرة نص عليها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الماتع «رفع الملام عن الائمة الاعلام» ومنها ان الحديث يصح عند قوم ولا يصح عند غيره فيكون الخلاف. وتابع قائلا ومع هذا السبب الا اننا نقول ليس كل تصحيح مقبولا، ولا كل تضعيف مقبول، وحديث صيام يوم عرفة من الاحاديث الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ونقلها الائمة الاعلام كالامام مسلم واحمد وابوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم، واعلاله بالضعف مردود فقول البخاري بعدم سماع عبدالله بن معبد من ابي قتادة لا يعني حكما لانه ذكر عدم وقوفه على ذلك ومن ذكرتهم من الرواة آنفا اثبتوا السماع. وأضاف السلطان أنه قد صحح العلماء الاكابر من المعاصرين الحديث ودعوا للعمل به اقتداء برسول الله قولا وعملا والعمل بما كان عليه السلف واما ما نقل عن كراهية بعص السلف او الشراح فلا يعدو السبب الثاني من اسباب الاختلاف وهو عدم وصول الحديث اليهم او لهم تأويلات لا ترتقي للوقوف امام الحديث وصحته وقال الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف فيحان الجرمان ان حديث النبي الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم في صحيحه والترمذي والنسائي وابو داود وابن ماجه والامام احمد في مسنده والحميدي، مبينا أن الحميدي، وهو شيخ البخاري، أورد الحديث في مسنده. وأكد الجرمان أن الحديث تلقته الأمة بالقبول، مبينا أن الحديث لا مطعن فيه بوجه من الوجوه والحديث أورده عامة أهل العلم في كتبهم. وأضاف قائلا وأما كون الحديث ليس في البخاري فلا يدل على عدم صحته ولا يلزم كون الحديث ليس في البخاري أنه غير صحيح، فالأحاديث التي في مسلم ولم يخرجها البخاري ولم تكن على شرطه هل نردها كونها أنها ليست في البخاري وليست على شرطه. وتابع قائلا: قال ابن حجر: «وكأنه لم تثبت الأحاديث الواردة في الترغيب في صومه على شرطه واصحها حديث أبي قتادة أنه يكفر سنة آتية وسنة ماضية أخرجه مسلم وغيره» فابن حجر يرى أن الحديث ليس على شرط البخاري ولا يدل أن ابن حجر يضعفه، وأيضا هل نرد فضل صيام الأثنين والخميس لأن فيهما أحاديث وكأنها لم تصح على شرط البخاري. عن أم الفضل بنت الحارث: أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره، فشربه.رواه البخاري. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في هذا الحديث: هذا يشعر بأن صوم يوم عرفة كان معروفا عندهم معتادا لهم في الحضر، وكأن من جزم بأنه صائم استند إلى ما ألفه من العبادة، ومن جزم بأنه غير صائم قامت عنده قرينة كونه مسافرا، وقد عرف نهيه عن صوم الفرض في السفر فضلا عن النفل. من العجيب والغريب أن يحكم الإنسان على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق هواه فينكر الحديث الصحيح صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة القابلة بحجة أنه يشجع على ارتكاب المعاصي، ثم يقبل حديث صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وهذا تناقض لا يليق بعاقل، وغفر لامرأة مومسة مرت بكلب كاد يقتله العطش فسقته رواه البخاري وحديث «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» فلماذا لا نرد هذه الاحاديث ايضا بحجة أنها تشجع على فعل المعاصي ثم يفعل مثل هذه الطاعات لتكفر ما فعل في الماضي. من اسباب هلاك الإنسان المسلم حب الشهر والحرص على صرف وجوه الناس إليه. وقال الشيخ خالد الردادي في رده المنشور في ملتقى أهل الحديث: «عرض علي بعض الإخوة بحثا لبعض الناس زعم فيه ضعف حديث أبي قتادة في فضيلة صيام يوم عرفة. وقد استدل الكاتب على ما ذهب إليه أن إسناد الحديث مداره على:عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة به، ولا يصح له سماع من أبي قتادة». وقال الردادي: ولا ريب أن هذا الصنيع جرأة وتعد من الكاتب هداه الله على مكانة الصحيح بدون حجة ولا برهان، لم أر من سبقه لمثله فالحديث خرجه الإمام مسلم في صحيحه. قال الترمذي:حديث أبي قتادة حديث «حسن» وقد استحب أهل العلم صيام يوم عرفة إلا بعرفة. وقال النسائي في الكبرى(2/153): «هذا أجود حديث في هذا الباب عندي»، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، وابن ناصر الدمشقي في مجلس في فضل يوم عرفة «ص41»، وابن القيم في حاشية سنن أبي داود «7/76». وقال ابن عبد البر في التمهيد«21/162»: «...ولكنه صحيح عن أبي قتادة من وجوه روى شعبة عن غيلان بن جرير المعولي عن عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال سئل رسول الله ص عن صوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية ذكره أبو بكر بن أبي شيبة، عن شبابة عن شعبة وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: يكفر السنة الماضية والباقية، وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟فقال: يكفر السنة الماضية.وهذا إسناد حسن صحيح». وقال البغوي في شرح السنة «6/243»: «..هذا حديث صحيح أخرجه مسلم»، وقال ابن قدامة في المغني:وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يعني يوم عرفة يكفر سنتين. وقال ابن حجر في الفتح «4/237»: «..وله باب صوم يوم عرفة أي ما حكمه وكأنه لم تثبت الأحاديث الواردة في الترغيب في صومه على شرطه واصحها حديث أبي قتادة أنه يكفر سنة آتية وسنة ماضية أخرجه مسلم وغيره». والحديث أورده عامة أهل العلم في كتب الأحكام والفضائل مقرين بصحته، ولم يتعرض له أحد منهم بالإعلال خاصة الذين تعقبوا الشيخين أو أحدهما كالدار قطني وابن عمار وابن العطار. وقد ذكر جماعة من أهل العلم الإجماع على تلقي أحاديث الصحيحين بالقبول ما لم يكن منتقدا عليهما أو على أحدهما، وحديثنا هذا من الأحاديث التي لم ينتقدها ويعلها أحد منهم كما تقدم. وتابع الردادي قائلا: «عدم سماع عبدالله بن معبد الزماني من أبي قتادة.فالإسناد منقطع وحجته في هذا قول الإمام البخاري رحمه الله: لانعرف سماعه يعني عبدالله بن معبد من أبي قتادة. وكلام الإمام البخاري يمكن أن يجاب عنه بما يلي: أ - قوله: «لا نعرف سماعه من أبي قتادة» يعني به: أنه لم يقف على التصريح بالسماع لا أنه حكم على عدم السماع، وإلا لقال: لم يسمع منه، أوقال: مرسل، كما هي عادته. ب- أن جماعة من الأئمة أثبتوا سماعه ولم يروا قول البخاري شيئا، كما دل عليه صنيع من صحح حديثه: مسلم والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وابن عبد البر وغيرهم، والمثبت مقدم على النافي كما يعلم. ج- أن ابن أبي حاتم «1/260» والدارقطني ذكروا هذا الحديث في العلل مرجحين بين أوجه الاختلاف في أسانيده على غيلان بن جرير ولم يعلوه بالانقطاع وعدم سماع عبدالله بن معبد من أبي قتادة مطلقا، ولو كانت هذه علة لديهم لصاحوا بها. فقد سئل الدارقطني كما في العلل «6/152»: من جهته، قال الخبير بالموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف د.عبدالقادر شحاتة ان صوم يوم عرفة سنة مؤكدة لغير الحاج عند كثير من العلماء لما ورد عن ابي قتادة ان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سئل عن يوم عرفة فقال «يكفر سنتين ماضية ومستقبلة»، وفي صحيح مسلم انه سئل عن صوم يوم عرفة فقال «يكفر السنة الماضية والباقية»، وسئل عن عاشوراء فقال «يكفر السنة الماضية»، وقال النووي في شرحه لهذا الحديث معناه يكفر ذنوب صائمه والمراد به صغائر الذنوب، فإن لم يكن له صغائر فيرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعته درجات، والدليل على انه لا تكفير للكبائر ان النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم قال «الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»، وهذا دليل على تكفير صغائر الذنوب لا الكبائر. وفيما يتعلق بطرق الرواية والحديث عن ضعفها والتشكيك فيها، يقول شحاتة ان الرد الأبلغ لمن ادعى او انكر صحة حديث عرفة ان هذا الحديث بالذات قد روي من أكثر من طريق واكثر من لفظ مما يدل على صحته وقوته. من جهته، يؤيد د.عجيل النشمي هذا الرأي في القول بصحة حديث صوم يوم عرفة ويقول ان حديث عرفة هو صحيح ورواه مسلم وصححه الألباني وهم أهل الاختصاص، فلا كلام بعدهم. أما الخبير بالموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف احمد الحجي الكردي فيستنكر ويستغرب كثيرا ان يتكلم احد بعد رواية البخاري ومسلم، خاصة عن هذا الحديث الذي رواه 15 راويا وأهمهم مسلم وهو الذي لا يحتج عليه اي راوٍ ولا يختلف عليه مسلم. ويقول الامام والخطيب بوزارة الأوقاف وعضو رابطة العلماء السوريين ياسر يوسف، انه أثيرت من جديد قضية صوم يوم عرفة في مناسبته المعهودة وعاد قوم إلى تضعيف الأحاديث الواردة في فضل صومه لغير الحاج رغم أن على رأس تلك الأحاديث حديث الإمام مسلم، رحمه الله، المعروف عن أبي قتادة رضي الله عنه. وليست هذه المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة، فقد قال بها بعض المحدثين منذ زمن ليس بالبعيد وها هو اليوم د.احمد الغامدي يثير الغبار مرة أخرى. ومن جملة الحجج التي رد بها الغامدي ان في سند الحديث انقطاعا بين أبي قتادة والزماني، وهي حجة واهية تماما أتى فيها الغامدي من قبل علم المصطلح وسند الحديث، إذ ان أدنى من له إلمام في علم الحديث يعلم أنه ليس من شرط الإمام مسلم في الرواة اللقيا بل تكفي المعاصرة وإمكانية اللقاء وهو أقل ما يمكن تحققه في رواية الزماني عن أبي قتادة، ولعل توهم الغامدي جاء من اختلاط شرط مسلم بالبخاري، فالثاني يشترط اللقيا والأول لا يشترط ذلك . أما الحجج الأخرى فلا تقوى على مقارعة الأحاديث الصحيحة وفعل السلف، فضلا عن ان صيام يوم عرفة سنة ولا يرقى إلى الوجوب حتى يستدعي كل هذا التشكيك. الشهراني: بحثت في أقوال المتخصصين ووجدت ما يثلج الصدر .. فلعله يرجع قال الداعية السعودي محمد الشهراني من على حسابه في تويتر حديث فضل صيام يوم عرفة صحيح، وقد أخطأ أخي د. أحمد الغامدي في تضعيفه له، وقد سهرت أبحث في أقوال المتخصصين فوجدت ما يثلج الصدر فلعله يراجع.
============
============
ما صحة أحاديث صوم يوم عاشوراء ؟؟
السلام عليكم
بعدة عدة أيام يحل علينا يوم عاشوراء وسوف تنتشر في المنتديات العديد من الأحاديث والأقوال التي تحث على صيام هذا اليوم ، ولكن بسبب ما يقوم به الشيعة من أعمال في هذا اليوم صار الناس لا يصدقون كل ما يقال أو يروى عن هذا اليوم .
فما صحة الأحاديث التالية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام يوم عاشوراء كان كفارة لستين شهرا أو عتق عشر رقاب مؤمنات من ولد إسماعيل عليه السلام )
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء فمن صامه ومن شاء تركه ولكن في صيامه ثواب عظيم ) .
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله يقول لهذا اليوم : (( يوم عاشوراء لم يكتب الله عليكم صومه وأنا صائمة فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر ولكن في صيامه ثواب عظيم وأجر كريم ) .
ما صحة هذه الأحاديث علما أنني وجدتها في بعض المنتديات بهذه الصيغة .
الدكتور مسدد الشامي
08-02-06 06:38 AM
صيام عاشوراء وأحكامه
بحث لـ عبد الله بن حميد الغامدي
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد :
فهذه أحاديث صحيحة إن شاء الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء _ وهو العاشر من محرم _ وبعضا من فقها ، رتبتها لكي يسهل الإنتفاع بها لكل من يطلع عليها أسأل الله أن ينفع بها.
كانت قريش تصوم عاشوراء في جاهليتها وصامه صلى الله عليه وسلم وتأكد صومه حين ذهب للمدينة ولما فرض رمضان ترك فرضه:
أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه .
وأخرجه مسلم (وعنده : فلما جاء الإسلام ) .
والترمذي وقال: (والعمل عند أهل العلم على حديث عائشة وهو حديث صحيح لا يرون صيام يوم عاشوراء واجبا إلا من رغب في صيامه لما ذكر فيه من الفضل) .
وأخرج مسلم عن : عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان فلما افترض رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه .وفي رواية عنده : ((ومن كره فليدعه)) .
وأخرج النسائي عن محمد بن صيفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء أمنكم أحد أكل اليوم فقالوا منا من صام ومنا من لم يصم قال فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم.
وابن ماجة
وقد صامته اليهود بسبب أن الله نجا فيه موسى وأغرق آل فرعون وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحق الناس به من اليهود وهو يوم صالح عظيم :
أخرج البخاري : فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .
وعند مسلم : فصامه موسى شكرا .
وأخرج البخاري : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله فقال أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه .
ومسلم وعنده : فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيما له .
وقد كان اليهود يعظمونه ويتحلون فيه ويعدونه عيدا لهم وأمرنا بمخالفتهم فنصومه :
أخرج البخاري : عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فصوموه أنتم .
ومسلم وعنده : كان يوم عاشوراء يوما تعظمه اليهود .
وفي رواية عنده : كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا
ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم .
قال النووي : قَوْله : ( الشَّارَة ) :وَهِيَ الْهَيْئَة الْحَسَنَة وَالْجَمَال , أَيْ
يُلْبِسُونَهُنَّ لِبَاسَهُمْ الْحَسَنَ الْجَمِيلَ .
فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أكد صومه بفعله له ورأى بعض العلماء أنه كان واجبا : البخاري :عن ابن عمر رضي الله عنهما قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه .
ومسلم
قلت :عبد الله هو ابن مسعود :
فقد أخرج البخاري عن : علقمة عن عبد الله قال دخل عليه الأشعث وهو يطعم فقال اليوم عاشوراء فقال كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فادن فكل
قلت :الأشعث هو ابن قيس كما ذكره ابن حجر في الفتح .
وعند مسلم : عن عبد الرحمن بن يزيد قال دخل الأشعث بن قيس على عبد الله وهو يتغدى فقال يا أبا محمد ادن إلى الغداء فقال أوليس اليوم يوم عاشوراء قال وهل تدري ما يوم عاشوراء قال وما هو قال إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك .
البخاري : عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل .
ومسلم وعنده : (ومن كان أكل فليتم صيامه إلى الليل ) .
فقه الأحاديث :
قال المباركفوري : صَوْمَ عَاشُورَاءَ كَانَ فَرْضًا ثُمَّ نُسِخَ وُجُوبُهُ بِوُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ . قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : يُؤْخَذُ مِنْ مَجْمُوعِ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ كَانَ وَاجِبًا لِثُبُوتِ الْأَمْرِ بِصَوْمِهِ , ثُمَّ تَأَكَّدَ الْأَمْرُ بِذَلِكَ , ثُمَّ زِيَادَةُ التَّأْكِيدِ بِالنِّدَاءِ الْعَامِّ , ثُمَّ زِيَادَتُهُ بِأَمْرِ مَنْ أَكَلَ بِالْإِمْسَاكِ , ثُمَّ زِيَادَتُهُ بِأَمْرِ الْأُمَّهَاتِ أَنْ لَا يُرْضِعْنَ فِيهِ الْأَطْفَالَ , وَبِقَوْلِ اِبْنِ مَسْعُودٍ الثَّابِتِ فِي مُسْلِمٍ : لَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ عَاشُورَاءُ , مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّهُ مَا تُرِكَ اِسْتِحْبَابُهُ بَلْ هُوَ بَاقٍ , فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمَتْرُوكَ وُجُوبُهُ .وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِهِمْ الْمَتْرُوكُ تَأَكُّدُ اِسْتِحْبَابِهِ وَالْبَاقِي مُطْلَقُ اِسْتِحْبَابِهِ , فَلَا يَخْفَى ضَعْفُهُ , بَلْ تَأَكُّدُ اِسْتِحْبَابِهِ بَاقٍ وَلَا سِيَّمَا مَعَ اِسْتِمْرَارِ الِاهْتِمَامِ بِهِ حَتَّى فِي عَامِ وَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ يَقُولُ : " لَئِنْ عِشْتُ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ " ; وَلِتَرْغِيبِهِ فِي صَوْمِهِ , " وَأَنَّهُ يُكَفِّرُ سَنَةً , وَأَيُّ تَأْكِيدٍ أَبْلَغُ مِنْ هَذَا اِنْتَهَى .
وقد كان عليه الصلاة والسلام من اهتمامه به يتحراه وكان يتعهد الصحابة ويحثهم على صومه فلما فرض رمضان لم يأمر ولم ينهى :
أخرج البخاري : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان .
ومسلم وعنده : عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان .
وفي رواية عنده : عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم .
والترمذي
وأخرج مسلم :عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده .
وأحمد
كان الصحابة من حرصهم عليه يعودون الصبيان على صومه ويلهونهم باللعب بالعهن:
أخرج مسلم : عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار .
والبخاري
وبقي حكمه في الناس ليس بواجب أكد ذلك معاوية على المنبر ولم يعلم له معارض :
أخرج البخاري عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر .
ومسلم .
يصام التاسع والعاشر مخالفة لليهود :
أخرج مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعند الترمذي : عن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر قال أبو عيسى حديث ابن عباس حديث حسن صحيح
وقال المباركفوري : (ضعيف لأنه منقطع لم يسمع الحسن من ابن عباس ).
وقال الترمذي : (ختلف أهل العلم في يوم عاشوراء فقال بعضهم يوم التاسع و قال بعضهم يوم العاشر وروي عن ابن عباس أنه قال صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحق ) .
وعند ابن ماحة :عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع قال أبو علي رواه أحمد بن يونس عن ابن أبي ذئب زاد فيه مخافة أن يفوته عاشوراء .
قال النووي في شرحه على مسلم معلقا على حديث مسلم عن ابن عباس :
1- هَذَا تَصْرِيح مِنْ اِبْن عَبَّاس بِأَنَّ مَذْهَبَهُ , أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم التَّاسِع مِنْ الْمُحَرَّم , وَيَتَأَوَّلهُ عَلَى أَنَّهُ مَأْخُوذ مِنْ إِظْمَاء الْإِبِل , فَإِنَّ الْعَرَب تُسَمِّي الْيَوْم الْخَامِس مِنْ أَيَّام الْوِرْد رَبْعًا , وَكَذَا بَاقِي الْأَيَّام عَلَى هَذِهِ النِّسْبَة فَيَكُون التَّاسِعُ عَشْرًا .
2- وَذَهَبَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف : إِلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمُحَرَّم , وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ : سَعِيد بْن الْمُسَيِّب , وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ , وَمَالِك وَأَحْمَد وَإِسْحَاق , وَخَلَائِق , وَهَذَا ظَاهِر الْأَحَادِيث , وَمُقْتَضَى اللَّفْظ .
قال المباركفوري : (قَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ : الْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّ عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ وَهُوَ مُقْتَضَى الِاشْتِقَاقِ وَالتَّسْمِيَةِ , وَقِيلَ هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ ).
3- وأمَّا تَقْدِير أَخْذه مِنْ ( الْإِظْمَاء ) فَبَعِيدٌ , ثُمَّ إِنَّ حَدِيث اِبْن عَبَّاس (الآخر) يَرُدّ عليه ;أنه قَالَ : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُوم عَاشُورَاء فَذَكَرُوا أَنَّ الْيَهُود وَالنَّصَارَى تَصُومهُ , فَقَالَ : إِنَّهُ فِي الْعَام الْمُقْبِل يَصُوم التَّاسِع , وَهَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ الَّذِي كَانَ يَصُومهُ لَيْسَ هُوَ التَّاسِع , فَتَعَيَّنَ كَوْنه الْعَاشِر .
4- قَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَآخَرُونَ : يُسْتَحَبّ صوم التَّاسِع وَالْعَاشِر جَمِيعًا ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ الْعَاشِر , وَنَوَى صِيَام التَّاسِع , وَقَدْ سَبَقَ فِي صَحِيح مُسْلِم فِي كِتَاب الصَّلَاة مِنْ رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَفْضَل الصِّيَام بَعْد رَمَضَان شَهْر اللَّه الْحَرَام ".
5- قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَلَعَلَّ السَّبَب فِي صَوْم التَّاسِع مَعَ الْعَاشِر :
1- أَلَّا يَتَشَبَّهَ بِالْيَهُودِ فِي إِفْرَاد الْعَاشِر . وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى هَذَا .
2-وَقِيلَ : لِلِاحْتِيَاطِ فِي تَحْصِيل عَاشُورَاء , وَالْأَوَّل أَوْلَى , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . (بتصرف يسير)
مراتب صوم عاشوراء :
قال المباركفوري : قَالَ فِي اللُّمَعَاتِ : مَرَّاتُ صَوْمِ الْمُحَرَّمِ ثَلَاثَةٌ : الْأَفْضَلُ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ الْعَاشِرِ وَيَوْمًا قَبْلَهُ وَيَوْمًا بَعْدَهُ , وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَحْمَدَ . وَثَانِيهَا : أَنْ يَصُومَ التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ , وَثَالِثُهَا : أَنْ يَصُومَ الْعَاشِرَ فَقَطْ . وَقَدْ جَاءَ فِي التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ أَحَادِيثُ وَلِهَذَا لَمْ يَجْعَلُوا صَوْمَ الْعَاشِرِ وَالْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ الْمَرَاتِبِ وَإِنْ كَانَ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي هَذِهِ أَيْضًا , وَكَذَا لَا يُجْزِئُ التَّاسِعُ مِنْ السَّنَةِ اِنْتَهَى .
قلت :المرتبة الأولى حديثها عند أحمد عن ابن عباس مَرْفُوعًا : صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا . قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : رِوَايَةُ أَحْمَدَ هَذِهِ ضَعِيفَةٌ مُنْكَرَةٌ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَوَاهَا عَنْهُ اِبْنُ أَبِي لَيْلَى , قَالَ : وَقَدْ أَخْرَجَهُ بِمِثْلِهِ الْبَيْهَقِيُّ وَذَكَرَهُ فِي التَّلْخِيصِ وَسَكَتَ عَنْهُ اِنْتَهَى .
وفي تحفة الأحوذي :قَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ فِيمَا يُخَالِفُ فِيهِ أَهْلَ الْأَوْثَانِ , فَلَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةَ وَاشْتُهِرَ أَمْرُ الْإِسْلَامِ أَحَبَّ مُخَالَفَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَيْضًا كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ , فَهَذَا مِنْ ذَلِكَ , فَوَافَقَهُمْ أَوَّلًا وَقَالَ : " نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ " , ثُمَّ أَحَبَّ مُخَالَفَتَهُمْ فَأَمَرَ بِأَنْ يُضَافَ إِلَيْهِ يَوْمٌ قَبْلَهُ وَيَوْمٌ بَعْدَهُ خِلَافًا لَهُمْ اِنْتَهَى .
قَالَ الْحَافِظُ : وَعَلَى هَذَا فَصِيَامُ عَاشُورَاءَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ مَعَهُ وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِيَ عَشَرَ .قلت :تقدم الكلام على ضعف حديث المرتبة الأولى والله أعلم .
صيام عاشوراء يكفر السنة التي قبله:
أخرج مسلم : عن أبي قتادة رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تصوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه فقال عمر يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله قال لا صام ولا أفطر أو قال لم يصم ولم يفطر قال كيف من يصوم يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال كيف من يصوم يوما ويفطر يوما قال ذاك صوم داود عليه السلام قال كيف من يصوم يوما ويفطر يومين قال وددت أني طوقت ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله .
والترمذي وقال : (لا نعلم في شيء من الروايات أنه قال صيام يوم عاشوراء كفارة سنة إلا في حديث أبي قتادة وبحديث أبي قتادة يقول أحمد وإسحق) .وقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : رَوَى مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ مَرْفُوعًا " إِنَّ صَوْمَ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً وَإِنَّ صِيَامَ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ " وَظَاهِرٌ أَنَّ صِيَامَ عَرَفَةَ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ عَاشُورَاءَ , وَقَدْ قِيلَ فِي الْحِكْمَةِ في ذَلِكَ أَنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَيَوْمَ عَرَفَةَ مَنْسُوبٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلِذَلِكَ كَانَ أَفْضَلَ اِنْتَهَى وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ . التحفة
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .
المصدر
[url]http://www.islamspirit.com/article024.php[/url]
أبو عبدالله العراقي
29-11-10 10:54 PM
رد: ما صحة أحاديث صوم يوم عاشوراء ؟؟
جزاك الله خير اخي الكريم الدكتور مسدد الشامي على التفصيل في المسألة والشرح الوافي ..
نسأل الله تعالى ان يكتب لك الأجر ان شاء الله ..
الناصح
30-11-10 09:25 PM
رد: ما صحة أحاديث صوم يوم عاشوراء ؟؟
[COLOR="Green"][SIZE="5"][B][QUOTE] الكاتب
أبو عزان السلام عليكم
بعدة عدة أيام يحل علينا يوم عاشوراء وسوف تنتشر في المنتديات العديد من الأحاديث والأقوال التي تحث على صيام هذا اليوم ، ولكن بسبب ما يقوم به الشيعة من أعمال في هذا اليوم صار الناس لا يصدقون كل ما يقال أو يروى عن هذا اليوم .
فما صحة الأحاديث التالية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام يوم عاشوراء كان كفارة لستين شهرا أو عتق عشر رقاب مؤمنات من ولد إسماعيل عليه السلام )
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء فمن صامه ومن شاء تركه ولكن في صيامه ثواب عظيم ) .
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله يقول لهذا اليوم : (( يوم عاشوراء لم يكتب الله عليكم صومه وأنا صائمة فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر ولكن في صيامه ثواب عظيم وأجر كريم ) .
ما صحة هذه الأحاديث علما أنني وجدتها في بعض المنتديات بهذه الصيغة . [/QUOTE]
مسند الربيع بن حبيب - (1 / 126)
308- أبو عُبيدة ، عن جابر بن زَيد ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوم عاشوراء كان كفارة لستين شهرا أو عتق عشر رقبات مؤمنات من ولد اسماعيل عليه السلام
309- أبو عُبيدة ، عن جابر بن زَيد ، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولكن في صيامه ثواب عظيم.
310- أبو عُبيدة ، عن جابر بن زيد قال بلغني عن معاوية بن أبي سفيان حين قدم من مكة ورقي المنبر فقال يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهذا اليوم يوم عاشوراء لم يكتب الله عليكم صومه وأنا صائمه فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر ولكن في صيامه ثواب عظيم وأجر كريم
وهو مسند مكذوب لا أصل له
[url]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=11062[/url]
[url]http://www.alabadyah.com/showthread1.html.240[/url]
-----------------------------
وحديث عائشة وحديث معاوية رضي الله عنهم في البخاري
صحيح البخاري
2001 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر
صحيح البخاري
2003 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر
[/B][/SIZE][/COLOR]
مصطفى اباظة
22-10-15 10:20 PM
رد: ما صحة أحاديث صوم يوم عاشوراء ؟؟
[COLOR="Red"]وهذا بحث قام بة احد الاخوة [/COLOR]
أولاً: من خلال النّظر في طبقة تلاميذ أبي قتادة وجدت أنهم كلّهم مدنيون، وهذا يدلّ على أنه توفي بالمدينة. ومن هؤلاء: عبدالله بن أبي قتادة المدني (ت95هـ) في خلافة الوليد بن عبدالملك، وعطاء بن يسار مولى ميمونة أم المؤمنين، المدني (ت94هـ)، ومَعبد بن كعب بن مالك السلميّ الأنصاري المدني (توفي سنة بضع وتسعين)، وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف المدني (ت94هـ). وروايات هؤلاء في الصحيحين وغيرهما.
ثُمّ وجدت أن وفياتهم سنة بضع وتسعين، وهذه طبقة تلاميذ جابر بن عبدالله الأنصاري (78هـ)، وعبدالله بن عمر (74هـ)، وابن عباس (68هـ)، وأبو هريرة (57هـ)، فدلّ على أنّ هؤلاء التلاميذ لم يدركوا طبقة عليّ رضي الله عنه. وهذا يدلّ على تأخر وفاة أبي قتادة.
قَالَ البيهقي: "وَالَّذِي يَدُلّ عَلَى هَذَا أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَنِ وَعَبْدَاللَّهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ وَعَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ الزُّرْقِيَّ وَعَبْدَاللَّهِ بْنَ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيَّ رَوَوْا عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَإِنَّمَا حَمَلُوا الْعِلْم بَعْد أَيَّام عَلِيٍّ فَلَمْ يَثْبُت لَهُمْ عَنْ أَحَد مِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي أَيَّام عَلِيٍّ سَمَاع".
قلت: وعطاء بن يسار لم يدرك أبا الدرداء (ت32هـ) فمن باب أولى أن لا يُدرك أبا قتادة لو كانت وفاته سنة (38هـ).
وأيضاً أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف (22 - 94هـ) روى عن أبي قتادة، وروى عن عطاء بن يسار الهلالي، وعطاء يروي أيضاً عن أبي قتادة، وهذا يدلُّ على تأخر وفاة أبي قتادة؛ لأنه لو فرضنا أنه توفي سنة (38هـ) فيكون عمره آنذاك (16) سنة، وهذا السنّ ليس سنّ سماع.
والخلاصة أن الراجح في وفاة أبي قتادة الأنصاري سنة (54هـ)، وهذا يدلّ على أن عبدالله بن معبد الزّماني قد عاصره، ومن هنا أخرج الإمام مسلمٌ حديثه في صيام عرفه وصححه، وتبعه على ذلك آخرون.
ولكن يبقى كلام الإمام البخاريّ -الذي يرى معاصرتهما- في عدم معرفة سماع عبدالله من أبي قتادة.
ثانياً: هناك متابعة لعبدالله الزماني عن أبي قتادة، وفيها اختلاف كثير عرض له النسائي في سننه، والدارقطني في ((العلل) وأشير هنا إلى ما قاله الدارقطني في هذه المتابعة: "وأَحسَنُها إسناداً قولُ من قال: عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة".
ثالثاً: فحرملة بن إياس الشيباني قد تابع عبدالله بن معبد في رواية هذا الحديث عن أبي قتادة. وحرملة والزماني كلاهما بصريّ.
وحُكْمُ البخاري عليه بأن حرملة لا يعرف له سماع من أبي قتادة هو كإسناد الحديث الأول: لا يعرف لعبدالله بن معبد الزماني سماعاً من أبي قتادة.
وكلامه –رحمه الله- متجه؛ لأن أبا قتادة مدنيّ، فكيف يتفرد بهذا الحديث عنه راويان بصريان! ولا يوجد عند أصحابه المدنيين. فابنه عبدالله بن أبي قتادة من المُكثرين عن أبيه، وأخرج له البخاري ومسلم أحاديث كثيرة عن أبيه، ولا يوجد عنده حديث صوم عرفة!
وكذلك عطاء بن يسار وعمرو بن سُليم الزّرقي وأبو سعيد الخدري الصحابي وأبو سلمة بن عبدالرحمن، لا يوجد عندهم هذا الحديث! فمن أين جاء عبدالله ابن معبد الزّماني به؟
البخاريّ رحمه الله نَظَرَ إلى علاقات الرواية ومواطنها، فهذا مدني وأصحابه كُثُر، وذاك بصريّ، ولا يوجد الحديث إلا عندهما! فهذا محلّ ارتياب، فقال البخاري هذه المقولة من أجل ذلك.
ومن خلال النظر في تعامل الأئمة في روايتهم لهذا الحديث، وتصنيفاتهم، وجدتهم أنهم على إجماع أن راويه هو أبو قتادة الأنصاريّ! ومن هنا جاءت بعض الروايات في حديث حرملة عن مولى لأبي قتادة؛ لأن مولاه يُعرف بالرواية عنه!
ولكني أرى أن هناك خللٌ حصل في نسبة "أبي قتادة" الوارد في الحديث؛ لأن كلّ الروايات التي خرجتها فيما سبق –تقريباً- على عدم نسبته بالأنصاريّ.
ثُمّ وجدت كيف نُسب (أبو قتادة) في الإسناد: فروى الإمامُ أحمد عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِغَيْلاَنَ: الْأَنْصَارِيِّ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ أَيْ نَعَمْ - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِهِ فَغَضِبَ، الحديث.
وفي ((مستخرج أبي عوانة)) من طريق روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت غيلان بن جرير يحدِّث، عن عبدالله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة. قلت: الأَنصاريّ؟ قال: الأَنصاريّ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه فغضب، الحديث.
قلت: فالظاهر أن غيلان عندما كان يُحدِّث به عن عبدالله بن معبد لا ينسبه، فاحتاط شعبة لذلك، فسأله عن أبي قتادة هذا، من هو؟ فقال له شعبة: الأنصاري، أي هو أبو قتادة الأنصاري الصحابي؟ فهز غيلان برأسه، أي نعم هو. ومن هنا جاءت نسبة أَبي قتادة في هذا الحديث في الروايات عن شعبة، ثُم تصرف أصحاب الأصناف في الروايات كما تصرف الرواة فنسبوه بناءً على ما سأل شعبة شيخه.
ولكن يبقى السؤال: هل أصاب غيلان في نسبته؟ أو لو لم يقل شعبة له: الأنصاري، فماذا كان سيقول؟! ففعل شعبة هذا أشبه ما يكون بالتلقين، وإن فارقه في عدم تقصد شعبة لذلك، وإنما خطر في ذهنه الأنصاري ظناً منه أن أبا قتادة هذا صحابي، وأشهر الصحابة الذين يعرفون بهذه الكنية هو الأنصاري، فذكره له، فوافقه شيخه غيلان.
وغيلان –وإن كان ثقة- لكن قوله هذا لا يستقيم مع غرابة الإسناد عن أبي قتادة الأنصاري؛ لأن أبا قتادة مدنيّ، والزمانيّ بصريّ، وكذلك حرملة بصريّ. وهذا الحديث لا يُعرف إلا في البصرة.
فروى الإمام أحمد قال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ -وَأَنَا شَاهِدٌ - عَنْ الْفَضْلِ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ. حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَلِمَةً تُشْبِهُ عَدْلَ ذَلِكَ قَالَ: ((صَوْمُ عَرَفَةَ بِصَوْمِ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ بِصَوْمِ سَنَةٍ)).
وهذا الإسناد موافق للإسناد الذي رجّحناه فيما سبق.
والملاحظ أن بعض أسانيد الروايات عن غيلان بن جرير (ت129هـ) نازلة! وأقدم من رواه عنه قتادة (ت118هـ). وغيلان سمع من أنس بن مالك (ت92هـ)، فرواية قتادة عنه قديمة وتوفي قتادة قبله بسنين، ولم ينسب قتادة: "أبا قتادة" في روايته.
ورواهُ عنه شعبة (ت161هـ)، وأبان العطار (ت في حدود الستين ومائة)، ومحمد بن سليم أبو هلال الراسبي (ت167هـ)، وجرير بن حازم (ت170هـ)، ومهدي بن ميمون (ت172هـ)، وحماد بن زيد (ت179هـ).
والظاهر أن غيلان حدّث بهذا الحديث في أَواخر حياته، ولهذا كان يشك في بعض الألفاظ كما مرّ بيانه أثناء التخريج، ومنها: "ذكر الخميس" في بعض الروايات.
روى عمر بن يزيد السياري قال: دخلت على حماد بن زيد -وهو شاك- فقلت: حدثني بحديث غيلان بن جرير، فقال: يا بُني، سألت غيلان بن جرير وهو شيخٌ كبيرٌ، ولكني حدثني أيوب. قلت: حدّثني به عن أيوب. قال: حدثنا أيوب عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح القيسي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فقتلة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يقاتل لعصبة أو يغضب لعصبة فقتله قتلة جاهلية)).
وفي رواية: "يا بني سمعت غيلان وهو شيخٌ كبيرٌ".
فيحتمل أن الذين سمعوه منه –غير قتادة- سمعوه وهو شيخ كبير فلم يضبطه، وعندما سأله شعبة ونسبه له وافقه، والله أعلم وأحكم.
ومما يدلُّ على أن هؤلاء سمعوه من غيلان في أواخر عمره: أنّ سؤال شعبة له يدلّ على أنه كان شيخاً له معرفة جيدة في الحديث، وقد حاولت تتبع رحلات شعبة، ودخوله البصرة، ومتى سمع منه!
دخل شعبة -وهو واسطيّ، ولد ونشأ فيها-، البصرة عدّة مرات للقاء الحسن البصري وغيره، ويبدو أن سماعه لهذا الحديث من غيلان في دخلته الأخيرة للبصرة عندما استقر بها وكان شيخاً معروفاً عند أهل العلم في كثيرٍ من البلاد، فقد روى عفّان، قال: حدّثنا حنّاد بن زيد، قال: قال أيوب: الآن يقدم عليكم رجلٌ من أهل واسط، يقال له: شعبة، هو فارسٌ في الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه، قال حمّاد: فلما قَدِم أخذنا عنه.
وحمّاد بن زيد ممن سمع هذا الحديث من غيلان كما سمعه شعبة، وحماد بن زيد وجرير بن حازم –وهو من أقران شعبة- ممن روى عن شعبة، وهذا فيه إشارة إلى أنهما سمعا الحديث من غيلان في الفترة التي سمعها منه شعبة.
وحمّاد بن زيد (98 - 179هـ) أشار إلى أنه سمع من غيلان وهو شيخٌ كبير، ولذلك حدّثهم في ذلك بواسطة أيوب السختياني (ت131هـ)، وأيوب كان من أقران وأصحاب غيلان، ولم يرو حديث عرفة عنه.
قال حماد بن زيد: "جالست أيوب عشرين سنة".
قلت: فهذا يعني أنه جالس أيوب وهو صغير، فلمّا تشبّع من علم أيوب، سمع بعض الأحاديث من صاحبه غيلان بن جرير، وهكذا كان طلبة الحديث يكون في المدينة كثير من المحدثين، ولكنهم يلازمون أشهرهم وأكثرهم حديثاً وإتقاناً حتى يأخذوا علمه، ثُم يدورون على المشايخ الآخرين يسمعون منهم بعض الأحاديث.
وقول حماد إنه سمع من غيلان وهو شيخٌ كبير لا يعني أن غيلاناً فيه شيء في الرواية، ولكن كان أهل العلم يفضّلون السماع من الشيخ قبل أن يكبر ويتقدّم في السنّ؛ لأنه قد ينسى أو يضطرب أو يخطئ، ولا شك أن هذا الحديث فيه إشارات إلى أن غيلاناً كان يشك في بعض ألفاظه، ولهذا عندما سأله شعبة عن أبي قتادة، فقال له: الأنصاري، فوافقه. وهذا من شعبة يدلّ على أنه كان شيخاً عارفاً بالحديث، وقد سمع من غيلان وهو شيخ، كما سمعه قتادة من قبل وهو شيخ، وقد روى قتادة وشعبة هذا الحديث؛ لأنه يتعلق بفضل يوم عظيم، ولا يوجد في هذا الباب إلى هذا الحديث، فلذلك روياه. رواه قتادة في حياة غيلان، وكأنه سُئِل عن صيامه في بعض مجالسه أو غير ذلك فحدّث به عن غيلان. وكذلك شعبة.
وقد تتبعت رواية قتادة وشعبة عن غيلان، فلم أجد لقتادة إلا حديثاً آخر بجانب حديث صيام عرفة، وحديثين آخرين لشعبة، وهذا يعني ويؤكد ما قلته بأنهما سمعا منه وهما شيخان عندهما حديث كثير، وحديث عرفة مرغوبٌ كونه في الفضائل كما أشرت، ولا يوجد إلا عند البصريين.
ويؤكد هذا أيضاً أن شعبة روى عن غيلان بواسطة خالد الحذّاء، وكأنه سمع من الحذاء قبل أن يذهب إلى البصرة ويسمع من غيلان، وشعبة ومثله من الكبار ينتقون من أمثال هؤلاء الشيوخ فيسمعون أو يسألونهم عن حديث أو اثنين أو ثلاثة؛ لأنهم ليسوا في مرحلة الطلب، بل يُرحل إليهم في سماع الحديث.
ورُبّ سائل يسأل: فإِن كان حماد بن زيد سمع من غيلان في آخر عمره، فلم خرّج البخاري بعض أحاديث عن غيلان؟
أقول: روى البخاري عن حماد بن زيد عن غيلان خمسة أحاديث، كرر اثنين منها، وكلّها لها أصلٌ عند غير غيلان، وهي صحيحةٌ، فلا مشكلة في غيلان إن شاء الله إلا في شكّه في بعض الألفاظ أَو عدم ضبطها، ولهذا لا يُعتمد في تصحيح نسبة أبي قتادة بأَنه الأنصاريّ عندما سأله شعبة، أما روايته في الحديث فمستقيمة إن شاء الله.
ذي أَراهُ أن (أبا قتادة) الذي في هذا الحديث ليس هو: (أبو قتادة الأنصاريّ)، وإنما هو: (أبو قتادة العدويّ البصريّ)، وهو تابعيّ كبير.
فإسناد عبدالله بن معبد الزماني البصري وحرملة بن أبي إياس البصري عن أبي قتادة البصري، فحصل وهم في نسبة أبي قتادة، فتتابع العلماء قديماً وحديثاً على هذا الخطأ! وأسانيد حرملة لم ينسب فيه أبا قتادة بأنه الأنصاري كذلك.
وعليه فيكون هذا الحديث مرسل؛ لأن أبا قتادة البصري تابعيّ، ولغة الحديث تشبه لُغَةُ المراسيل، والمراسيل تأتي على ما يشتهيه الناس وما يحبونه؛ فجاء في هذا الحديث كلّ أنواع صوم النوافل، وفي بعضها رتّب أجوراً عليها.
وكذلك نزول الإسناد عادة يكون أيضاً في المراسيل، فإذا جمعت كلّ هذه الدقائق الفريدة مع غرابة أن يكون راويه (أبا قتادة الأنصاري المدني) مع توافر تلاميذه، وليس عندهم هذا الحديث، أُرجّح أنه "أبا قتادة البصري، وهو حديثٌ مرسلٌ.
وأبو قتادة هذا تابعي مشهور، وإذا أُطلق دون نسبة عند البصريين فيكون هو.
فقد روى يعقوب الفَسوي عن أَبي بشر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدّثنا أبي، قال: سمعت حميد بن هلال قال: قال لنا أبو قتادة: "عليكم بهذا الشيخ -يعني الحسن بن أبي الحسن- فإني والله، ما رأيت رجلاً قط أَشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه".
ورواهُ أيضاً عن أحمد بن الخليل، قال: حدثنا شريح بن النعمان، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن أبي يعقوب، عن مُوَرِّق العِجلي قال: قال لي أبو قتادة: "الزم هذا الشيخ وخذ عنه، والله ما رأيت رجلاً أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه - يعني الحسن البصري".
وروى الإمام مسلم من طريق أَيُّوب، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلَالٍ، عَنْ رَهْطٍ مِنْهُمْ أَبُو الدَّهْمَاءِ وَأَبُو قَتَادَةَ قَالُوا: كُنَّا نَمُرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ نَأْتِي عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ...
ثُم وجدت نصّاً لابن معين يؤيد ما ذهبت إليه –بحمد الله-.
قال العبّاس بن محمد، يقول: قال يحيى بن معين: «أبو قتادة العدوي اسمه: تميم ابن نذير». قال: وسمعت يحيى يقول: «كلّ شيء يُروى عن ابن سيرين، وعن البصريين، عن أبي قتادة، فهو أبو قتادة العَدوي».قلت: لله درّ هذا الإمام الناقد، فقوله هذا يَحسم الأمر إن شاء الله؛ لأن عبدالله بن معبد الزماني وحرملة اللذين رَويا حديث صوم عرفة عن أبي قتادة بصريان.
روى عبدُالرزاق، عن مَعمر، عن أَيوب، عن ابن سيرين، قال: تَعشَّى أَبو قتادةَ فوق ظهر بيتٍ لنا، فرُمي بِنجمٍ، فنظرنا إِليه، فقال: «لا تتبعوه أَبصاركم، فإِنّا قد نُهِينا عن ذلك».
قال الفضلُ بن محمد الشَّعرانيُّ: حدّثنا عمرو بن عون: حدّثنا هُشيم: حدّثنا منصور بن زاذان، عن ابن سيرين، قال: «نَزلَ بنا أبو قتادة، فبينا هو على سطحٍ لنا –قال: ونحن عشرة من ولد سيرين- فانقضَّ كوكبٌ من السماء، فأتبعناه أَبصارنا، فنهانا أَبو قتادة عن ذلك».
قلت: بحسب كلام ابن معين –وهو الصواب- فإنّ أبا قتادة هذا الذي كان في بيت آل سيرين هو أبو قتادة العدويّ، وقد اغترّ أبو حاتم الرازي –رحمه الله- فظنَّ أنه: "أبو قتادة الأنصاريّ الصحابي"، فوهم وهماً شديداً!
قال عبدُالرَّحمن ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: "قد سَمعَ ابن سيرين مِنْ أَبي قَتادة الأَنصاريّ حديثاً أنه قال: إذا انقضّ الكوكب فلا تتبعوه أبصاركم. وكان أَبو قتادة نَزل على ابن سيرين".
قلت: كأن أبا حاتم رحمه الله اغتر بما جاء في رواية منصور بن زاذان: "نزل بنا"، فظنّ أنه أبو قتادة الأنصاريّ، وليس كذلك، وإنما هو أبو قتادة العدوي البصري.
والشخص إذا كان بنفس المدينة وزار بيتاً وأقام فيه، فيصلح أن يُقال: "نزل عند فلان"، فهذا اللفظ لا يقتضي أنه كان من بلدٍ آخر، وإنما يقتضي أنه من مكانٍ بعيد، ففهم أبو حاتم من هذا أنه ليس من البصرة، والمشهور عند أهل العلم هو أبو قتادة الأنصاري، فظنّه أبو حاتم هو، فَوَهِم.
ورواية أيوب واضحة في أن نزوله عندهم، أَي زارهم، وهذا يعني أن مسكنه كان بعيداً عنهم، والتنقل في ذلك الزمان كان يحتاج إلى أيام، ولو بالمدينة نفسها، فزارهم، وتعشّى عندهم تلك الليلة، ولو كان أبو قتادة هذا الأنصاريّ الصحابي لما تركه آل سيرين ولسمعوا منه أحاديثاً كثيرة؛ لأنهم بيت علم، ولكان لهذه الزيارة وقعٌ وانتشار عند أهل البصرة.
وروى الترمذيُّ وابن ماجه عن مُحَمَّد بنِ بَشَّارٍ، قالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ)).
قال الترمذيّ: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".
واغتَّرَ بذلك الحافظُ المزيّ فذكر: أَن ابن سيرين يروي عن أبي قتادة الأنصاري!
والحديثُ مرسلٌ! فأبو قتادة هذا هو العدوي، وهو يُرسل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وهذا الجزء من الحديث محفوظ من طريق آخر صحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك تكملة له، لا تصحّ، تدلّ على أنه مرسلٌ!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذا اشتكى مسلم فى الهند ارقنى ......... واذا بكى مسلم فى الهند ابكانى
واذا ذكر اسم اللة فى بلد .......... عددت ذلك الحمى من صلب اوطانى
أبو سالم الحفيشي
23-10-15 08:00 PM
رد: ما صحة أحاديث صوم يوم عاشوراء ؟؟
هو معلول لكنه بالإنقطاع بين ابن معبد وأبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه
ومن ادعى أنه العدوي فهو خطأ بين واضح ترده الروايات المصرحه بنسبته وغيلان ثقة ثبت لم يختلط ولم يخرف حتى ينسب بدون علم وإلا لأصبح متروكا يلقن فيقبل التلقين وهذا ما قاله أحد قط والله أعلم والحمد لله رب العالمين
========
أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
عرض للطباعة
عرض 75 مشاركات من هذا الموضوع لكل صفحة
صفحة 1 من 212الأخيرة
2006-12-23, 03:33 PM
محمد بن عبدالله
أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد وقفت على رسالة مطوَّلة لبعض الباحثين في تخريج حديث صيام يوم عرفة الذي أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب ( استحباب ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس )، وهو آخر حديث ذكره مسلم في هذا الباب.
وقد أخرجه (1162) من طرق عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة: رجل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى عمر - رضي الله عنه - غضبه قال: ( رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا )، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله )، فجعل عمر - رضي الله عنه - يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه، فقال عمر: ( يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله؟ )، قال: «لا صام ولا أفطر - أو قال: لم يصم ولم يفطر -»، قال: ( كيف من يصوم يومين ويفطر يومًا؟ )، قال: «ويطيق ذلك أحد؟!»، قال: ( كيف من يصوم يومًا ويفطر يومًا؟ )، قال: «ذاك صوم داود - عليه السلام -»، قال: ( كيف من يصوم يومًا ويفطر يومين؟ )، قال: «وددت أني طوقت ذلك»، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله».
هذا لفظ حماد بن زيد عن غيلان.
وقد قال البخاري في التاريخ الكبير (5/198): «عبد الله بن معبد الزماني البصري عن أبي قتادة، روى عنه حجاج بن عتاب وغيلان بن جرير وقتادة، ولا نعرف سماعه من أبي قتادة».
وقال فيه (3/67): «حرملة بن إياس الشيباني عن أبي قتادة وعن مولى أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصوم... وروى غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يعرف سماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة».
وقال في الأوسط (1/266 ط. زايد): «... ورواه عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صوم عاشوراء، ولم يذكر سماعًا من أبي قتادة».
قال ابن عدي بعد أن أخرج الحديث من طرق في الكامل (4/224، 225): «وهذا الحديث هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبد الله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة».
وقال العقيلي في الضعفاء (2/305): «عبد الله بن معبد الزماني، روى عنه غيلان بن جرير...»، ثم ذكر قول البخاري، ثم قال: «ومن حديثه ما حدثناه محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن بشير بن سلم قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صومه، فكره ذلك، فقال له عمر: يا رسول الله فصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قال: ( ذاك صوم الدهر ) »، ثم قال العقيلي: «وفي صوم ثلاثة أيام من كل شهر أحاديث ثابتة الأسانيد».
وقد بوب البخاري في كتاب الصيام قال: ( باب صوم يوم عرفة )، قال ابن حجر في الفتح (4/237): «أي: ما حكمه، وكأنه لم تثبت الأحاديث الواردة في الترغيب في صومه على شرطه، وأصحها حديث أبي قتادة أنه يكفر سنة آتية وسنة ماضية، أخرجه مسلم وغيره»، وجزم العيني في العمدة (11/107) بأن أحاديث الترغيب في صوم يوم عرفة لم تثبت عند البخاري على شرطه.
وكأنَّ كلَّ ذلك إشارةٌ من البخاري إلى تضعيف إسناد هذا الحديث بالانقطاع، وإقرارٌ بذلك ممن نقل كلامه من الأئمة.
وقد قال ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (القسم الأول من مسند عمر، ص361) : «وثبت عندك - يعني : مخالِفَهُ - عن جماعة من السلف كراهتهم صوم ذلك اليوم لكل أحد ، في كل موضع وكل بقعة من بقاع الأرض ، وإنكار بعضهم الخبر الذي روي عن أبي قتادة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فضل صومه ...» .
وفي ألفاظ هذا الحديث اختلاف، ففي بعضها نقل كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، وفي بعضها أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي بعضها أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي بعضها أن أبا قتادة قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فما قول المشايخ الكرام في هذا؟
ملحوظة: الكلام عن صحة هذا الحديث وضعفه، لا عن حكم صوم يوم عرفة.
2006-12-23, 04:55 PM
الحمادي
بارك الله فيك أخي محمد
هذا الحديث من الأمثلة التي عرضَ لها الدكتور خالد الدريس في رسالته (موقف الإمامين...) فلتُراجع.
2007-07-18, 09:14 PM
أبو الفيض الغماري
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
جزاكم الله خيراً
2007-07-18, 10:47 PM
ابن رجب
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
جزاكم الله خيرا
2007-07-26, 07:07 PM
أمجد الفلسطيني
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
فائدة : مما يقوي القول بسماع الزماني من أبي قتادة رواية شعبة لهذا الحديث
قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (34) : قلت فأبو مالك سمع من عمار شيئا قال ما ادرى ما أقول لك قد روى شعبة عن حصين عن ابي مالك سمعت عمارا ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويها.هـ
قيقال هنا رواه شعبة عن غيلان عن الزماني عن أبي قتادة ولو لم يعلم شعبة أن الزماني سمع من أبي قتادة ما كان شعبة يرويه والله أعلم
وذكر بعض أهل العلم أن البخاري يكتفي بما يقوم مقام اللقاء كأن يكون الراويان من بلد واحد أو من بيت واحد كابنا بريدة ا.هـ
يمكن أن يكون منها ما تقدم من حال شعبة رحمه الله والله أعلم
2007-11-18, 12:46 PM
شريف شلبي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
تم مناقشة مسألة لها صلة بهذا الموضوع في هذا المجلس :
/t8022/
2009-03-12, 07:44 PM
أمجد الفلسطيني
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
فائدة : مما يقوي القول بسماع الزماني من أبي قتادة رواية شعبة لهذا الحديث
قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (34) : قلت فأبو مالك سمع من عمار شيئا قال ما ادرى ما أقول لك قد روى شعبة عن حصين عن ابي مالك سمعت عمارا ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويها.هـ
قيقال هنا رواه شعبة عن غيلان عن الزماني عن أبي قتادة ولو لم يعلم شعبة أن الزماني سمع من أبي قتادة ما كان شعبة يرويه والله أعلم
وذكر بعض أهل العلم أن البخاري يكتفي بما يقوم مقام اللقاء كأن يكون الراويان من بلد واحد أو من بيت واحد كابنا بريدة ا.هـ
يمكن أن يكون منها ما تقدم من حال شعبة رحمه الله والله أعلم
قد يشكل عليه:
قال الإمام أحمد (المسند 394/38) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحجاج حدثني شعبة عن قتادة عن أبي مجلز لاحق بن حميد وقال حجاج سمعت أبا مجلز قال قعد رجل في وسط حلقة....الحديث.
قال حجاج قال قال شعبة لم يدرك أبو مجلز حذيفة.
2009-03-12, 08:55 PM
السكران التميمي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
[CENTER]الطريق السادس: من رواية أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه[/CENTER]
أخرجه مسلم في (الصحيح ج2/ص819) قال:
حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، واللفظ لابن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن غيلان بن جرير، سمع عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وببيعتنا بيعة. قال: فسئل عن صيام الدهر؟. فقال: "لا صام ولا أفطر أو ما صام وما أفطر" قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟. قال: "ومن يطيق ذلك؟" قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟. قال: "ليت أن الله قوانا لذلك" قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟. قال: "ذاك صوم أخي داود عليه السلام" قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين؟. قال: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه" قال: فقال: "صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدهر" قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟. فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟. فقال: "يكفر السنة الماضية".
وفي هذا الحديث من رواية شعبة قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس؟ فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما.
وحدثناه عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر بن شميل، كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان العطار، حدثنا غيلان بن جرير، في هذا الإسناد بمثل حديث شعبة، غير أنه ذكر فيه الاثنين ولم يذكر الخميس.
وحدثني زهير بن حرب، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين، فقال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي".
وأخرجه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج2/ص658) قال:
أخبرنا أبو عمرو بن السماك ببغداد، والحسن بن يعقوب العدل بنيسابور، قالا: حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ سعيد، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري: أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، قال: "إن ذلك اليوم الذي ولدت فيه وأنزل علي فيه". صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إنما احتج مسلم بحديث شعبة عن قتادة بهذا الإسناد: "صوم يوم عرفة يكفر السنة وما قبلها".
وأخرجه ابن حبان في (الصحيح ج8/ص403) قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن المنهال الضرير، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة: أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صام ولا أفطر أو قال لا أفطر ولا صام" فقام غيره فقال: يا رسول الله أرأيت رجلا يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قال: "ذاك صوم الدهر" قال: أرأيت رجلا يصوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يوم ولدت فيه ويوم انزل علي" قال: أرأيت رجلا يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال: "ذاك صوم أخي داود".
وأخرجه ابن خزيمة في (الصحيح ج3/ص298) قال:
حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا بندار أيضا، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد عن قتادة. (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، حدثنا وكيع، عن مهدي بن ميمون، كلهم عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، يعني عن أبي قتادة الأنصاري قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليه عمر، فقال: يا نبي الله صوم يوم الاثنين؟ قال: "يوم ولدت فيه ويوم أموت فيه" هذا حديث قتادة.
وفي حديث وكيع: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عمر. وقال: "فيه ولدت وفيه أوحي إلي".
وأخرجه النسائي في (السنن الكبرى ج2/ص146) قال:
أنبأ عمرو بن علي؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي؛ قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين، قال: "هو يوم ولدت فيه ويوم أنزل علي فيه".
وأخرجه أبي داود في (السنن ج2/ص322) قال:
حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا مهدي، ثنا غيلان، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة بهذا الحديث؛ زاد: قال: يا رسول الله أرأيت صوم يوم الاثنين ويوم الخميس؟ قال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي القرآن".
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى ج4/ص286) قال:
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن زيد وهشام ومهدي؛ قال حماد ومهدي: عن غيلان بن جرير، وقال هشام: عن قتادة عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة رضي الله عنه: أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومه فغضب حتى عرف ذلك في وجهه. فقام عمر رضي الله عنه فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبك نبيا أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فلم يزل عمر رضي الله عنه يردد ذلك حتى سكن. فقال: يا رسول الله ما تقول في رجل يصوم الدهر كله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صام ولا أفطر أو قال ما صام وما أفطر" فقال: يا رسول الله كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوما؟ فقال: "ومن يطيق ذلك؟" فقال: يا رسول الله كيف بمن يفطر يومين ويصوم يوما؟ فقال: "لوددت أني طوقت ذلك" فقال: يا رسول الله فما تقول في صوم يوم الاثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه" فقال: يا رسول الله فما تقول في رجل يصوم يوما ويفطر يوما؟ فقال: "ذلك صوم أخي داود عليه السلام" قال: يا رسول الله فما تقول في صوم يوم عاشوراء؟ قال: إني لأحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة" قال: يا رسول الله فما تقول في صوم يوم عرفة؟ قال: إني لأحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها".
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل والحجاج قالا: ثنا مهدي بن ميمون، ثنا غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: يا رسول الله صوم يوم الاثنين؟ قال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي القرآن".
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان بن يزيد، ثنا غيلان بن جرير المعولي، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا نبي الله كيف صومك أو كيف تصوم؟ قال: فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه شيئا، فلما أن سكن عنه الغضب سأله عمر بن الخطاب فقال له: يا نبي الله كيف صومك أو كيف تصوم؟ أرأيت من صام الدهر كله؟ قال: "لا صام ولا أفطر أو قال ما صام وما أفطر" قال: يا رسول الله أرأيت من صام يومين وأفطر يوما؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن يطيق ذلك يا عمر لوددت أني فعلت ذلك" قال: يا رسول الله أرأيت من صام يوما وأفطر يوما؟ قال: "ذاك صوم داود عليه السلام" فقال: يا نبي الله أرأيت من صام يوم عرفة؟ قال: "يكفر السنة والسنة التي قبلها" قال: أرأيت من صام ثلاثا من الشهر؟ قال: "ذاك صوم الدهر" قال: أرأيت من صام يوم عاشوراء؟ قال: "يكفر السنة" قال: يا رسول الله أرأيت من صام يوم الاثنين؟ قال: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزلت علي فيه النبوة".
وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في (المسند ج5/ص296) قال:
ثنا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، ثنا غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة، قال شعبة: قلت لغيلان الأنصاري؛ فقال برأسه أي نعم: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه فغضب، فقال عمر: رضيت أو قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا. قال: ولا أعلمه إلا قد قال: وبمحمد رسولا وبيعتنا بيعة. قال: فقام عمر أو رجل آخر فقال: يا رسول الله رجل صام الأبد؟ قال: "لا صام ولا أفطر أو ما صام وما أفطر" قال: صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: "ومن يطيق ذلك" قال: إفطار يومين وصوم يوم؟ قال: "ليت الله عز وجل قوانا لذلك" قال: صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: "ذاك صوم أخي داود" قال: صوم الاثنين والخميس؟ قال: "ذاك يوم ولدت فيه وأنزل على فيه" قال: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره" قال: صوم يوم عرفة؟ قال: "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: صوم يوم عاشوراء؟ قال: "يكفر السنة الماضية".
ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين؛ فقال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي".
ثنا محمد بن جعفر، ثنا سعيد، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري: أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومه. فذكر الحديث، إلا أنه قال: صوم الاثنين؟ قال: "ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه".
وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان ج3/ص388) قال:
وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسه، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، نا مهدي، نا غيلان، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة بهذا الحديث؛ زاد: قال: يا رسول الله أرأيت صوم الاثنين والخميس؟ قال: "فيه ولدت وفيه انزل علي القرآن".
وأخرجه ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج4/ص224) قال:
ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، ثنا الحسين بن محمد بن الصباح، ثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة قال: سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم عاشوراء؟ فقال: "يكفر السنة" وقال: "صوم يوم عرفة يكفر السنة وما قبلها" قال: يا رسول الله الذي يصوم ثلاثة أيام في كل شهر؟ قال: "صوم الدهر كله" قال: فالذي يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال: "ومن يطيق ذلك" قال: فالذي يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال: "وددت أني أطيق ذاك" قال: فالذي يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال: "ذاك صوم أخي داود أو نبي الله داود" قال: صوم الاثنين؟ قال: "ذاك اليوم الذي ولدت فيه وأنزل علي فيه".
قال سعيد: قال قتادة: وكان يقول: "صوم يوم عاشوراء كفارة لما ضيع الرجل من زكاة ماله". قال الشيخ: وهذا الحديث هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبد الله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة.
وأخرجه أبو نعيم في (حلية الأولياء ج9/ص51) قال:
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر. (ح) وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: "ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه".
وأخرجه القزويني في (التدوين في أخبار قزوين ج1/ص305) قال:
محمد بن صالح الأندلسي سمع بقزوين أبا الحسن القطان، حديثه عن الحارث بن محمد ابن أبي أسامة؛ قال: ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو هلال، ثنا غيلان بن جرير بن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة: أن عمر رضي الله سأل النبي صلى الله عليه آله وسلم عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزلت علي فيه النبوة".
وأخرجه أبو نعيم في (المسند المستخرج على صحيح مسلم ج3/ص202) قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن غيلان بن جرير، أنه سمع عبد الله بن معبد الزماني يحدث. (ح) وثنا أبو أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ النضر بن شميل، ثنا شعبة، ثنا غيلان بن جرير، سمعت عبد الله بن معبد يحدث عن قتادة. (ح) وثنا أبو بكر الطلحي، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر، وثنا علي بن هارون، ثنا جعفر الفريابي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا شعبة. (ح) وثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، ثنا غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة. (ح) وثنا علي بن هارون، ثنا جعفر الفريابي، ثنا أبو كريب، ثنا ابن إدريس، عن شعبة. (ح) وثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى، ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن جعفر. (ح) وثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بندار، ثنا محمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة عن غيلان بن جرير، أنه سمع عبد الله بن معبد الزماني، يحدث عن أبي قتادة الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال عمر: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وببيعتنا بيعة. قال: فسئل عن من صام الدهر؟ فقال: "لا صام ولا أفطر أو ما صام وما أفطر" قال: فسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: "ليت أن الله قد قوانا لذلك" قال: وسئل عن صيام يوم وإفطار يوم؟ قال: "ذاك صوم أخي داود" قال: وسئل عن صوم الاثنين والخميس. فقال: "ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أو أنزل علي فيه" قال: فقال: "صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر" قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: "يكفر السنة الماضية".
لفظ غندر رواه مسلم عن بندار، وعن محمد بن المثنى عن غندر، وعن أبي بكر عن شبابة، وعن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، وعن إسحاق عن النضر كلهم عن شعبة.
وأخرجه عبد الرزاق في (المصنف ج4/ص295) قال:
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله كيف صيامك فأعرض عنه وكان إذا سئل عن شيء يكرهه عرف ذلك في وجهه، فسكت حتى ذهب غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له عمر: كيف تقول يا رسول الله في صيام الدهر؟ قال: "لا صام ولا أفطر أو قال ما صام وما أفطر" قال: فما تقول في صيام يومين وفطر يوم؟ قال:"ومن يطيق ذلك؟" قال: فصيام يوم وفطر يومين؟ قال: "وددت أن أطيق ذلك" قال: فصيام يوم وفطر يوم؟ قال: "ذلك صيام داود" قال: فما تقول في صيام ثلاثة أيام من كل شهر؟ قال: "ذلك صيام الدهر" قال: فصيام يوم الاثنين؟ قال: ذلك يوم ولدت فيه ويوم أنزل علي فيه" قال: فصيام عاشوراء؟ قال: "كفارة سنة" قال: فصيام يوم عرفة؟ قال: "كفارة سنة وما قبلها".
وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان ج2/ص135) قال:
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل والحجاج قالا: ثنا مهدي بن ميمون، ثنا غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: يا رسول الله صوم يوم الاثنين؟ قال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي القرآن".
وأخرجه في (فضائل الأوقات ج1/ص515) قال:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو النعمان والحجاج قالا: أخبرنا مهدي بن ميمون، حدثنا غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: يا رسول الله صوم يوم الاثنين؟ قال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي القرآن".
وأخرجه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج3/ص66) قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب، أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمد بن منهال، أنبأنا يزيد بن زريع، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة قال: قال عمر: يا رسول الله إني رأيت رجلا يصوم يوم الاثنين. قال: قال: "يوم ولدت فيه يوم أنزل علي".
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي، أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هارون الروياني، أنبأنا أبو سعيد الأشج، قال: سمعت وكيعا يقول: حدثنا مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين؟ قال: "فيه ولدت وفيه أوحي إلي".
من موضوع شاركت فيه على هذا الرابط
http://www.ahlalathr.net/vb/showthread.php?t=1470
والحديث ثابت
2009-03-12, 09:14 PM
السكران التميمي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
تذنيب
والحديث له شاهد بنحوه جدا من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص عند البخاري في الصحيح رقم (1877) و (1878).
وبالنسبة لإختلاف أحداث الحديث فلا ضير، أخي الكريم، فالقصة بتنوع أحداثها كانت في موضع واحد ومجلس واحد، فقد صرح أبو قتادة نفسه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا هو الذي تجرأ من بينهم لما أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غضب، حيث لم يجرؤ غيره على مخاطبة رسول الله في تلك الحالة.
بدليل أن بعض الرواة قد أخرجه في مسند عمر من قوله، وليس من رواية أبي قتادة. والقصة واحدة.
قال الدارقطني في (العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج6/ص145):
وسئل عن حديث عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة: أن رسول الله سئل عن رجل صام الدهر فقال: "لا صام ولا أفطر" وسئل عمن يصوم يومين ويفطر يوما؛ قال: "وأيكم يطيق ذلك" الحديث بطوله.
فقال: يرويه غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني. واختلف عنه: فرواه قتادة، واختلف عنه:
فقال: سعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة. وقيل: عن شعبة، عن قتادة، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة.
ورواه منصور بن زاذان والحكم بن هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة. لم يذكر بينهما غيلان.
وقيل: عن الحكم، عن أيوب، عن عبد الله بن معبد. ولا يصح ذكر أيوب فيه.
ورواه شعبة بن الحجاج ومهدي بن ميمون وأبان العطار وأبو هلال الراسبي وحماد بن زيد، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة. إلا أن أبا هلال من بينهم جعله عن أبي قتادة، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والصحيح عن أبي قتادة أنه سمع رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله كيف من يصوم الدهر؟
ورواه حجاج بن الحجاج، عن غيلان. واختلف عنه:
فرواه إبراهيم بن طهمان، عن حجاج، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة.
وخالفه هارون بن مسلم العجلي وكان ضعيفا؛ رواه عن حجاج، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن عبد الله بن أبي قتادة. ووهم في ذكر عبد الله بن أبي قتادة.
والصواب قول قتادة وشعبة ومن وافقهما.
2009-11-16, 10:27 AM
القضاعي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
- الحديث متلقى بالقبول , ولم يعله أحد , ولو سلمنا بأن البخاري يعله بتلك الإشارة , فهو إعلال بمحل النزاع , ولم يجزم بنفي السماع , وإنما صرح بعدم العلم به , فلا يُعتبر هذا من الإعلال , فسقطت الدعوى , وسلم الحديث من الإعلال , والله أعلم .
2009-11-16, 02:09 PM
أبو المظَفَّر السِّنَّاري
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القضاعي
- الحديث متلقى بالقبول , ولم يعله أحد , ولو سلمنا بأن البخاري يعله بتلك الإشارة , فهو إعلال بمحل النزاع , ولم يجزم بنفي السماع , وإنما صرح بعدم العلم به , فلا يُعتبر هذا من الإعلال , فسقطت الدعوى , وسلم الحديث من الإعلال , والله أعلم .
هذا كلام مستقيم.
وأزيد عليه: بأنه ليس لمن أعله بالانقطاع دليل ! وتصحيح مسلم وغيره للحديث هو الدليل على اتصال سنده، وهذا الإثبات مقدم على مطلق النفي في هذا المقام.
وأيَضًا: فقد رواه شعبة عن الزماني عن أبي قتادة، وذاك دليل آخر على الاتصال كما ألمح إليه الأخ أمجد. جزاه الله خيرًا. ولا يعكر عليه ما ذكره بعد ذلك عند النظر.
والله المستعان لا رب سواه
2009-11-16, 04:51 PM
أمجد الفلسطيني
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
بارك الله فيكم
/// وإنما ذكر الشيخ محمد ما تقدم للمذاكرة والمدارسة
/// وينبغي تحرير مذهب البخاري في الحديث
وهذا فيه فوائد
لأنه يتعلق بمسائل كبار معروفة في الفن
2009-11-17, 06:07 AM
عبد الله عبد الرحمن رمزي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
الحديث لااشكال في صحته وفي فضل صوم يوم عرفة لغير الحاج ولايشترط ان يتفق الشيخان على اخراجه
وفي صحيح البخاري
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي النضر عن عمير مولى عبد الله بن العباس عن أم الفضل بنت الحارث
أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه
2009-11-17, 06:28 AM
أبو صالح التميمي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
الحديث لااشكال في صحته وفي فضل صوم يوم عرفة لغير الحاج ولايشترط ان يتفق الشيخان على اخراجه
وفي صحيح البخاري
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي النضر عن عمير مولى عبد الله بن العباس عن أم الفضل بنت الحارث
أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه
عجيب كلامك أخي أبا محمد،يعله البخاري وتقول: لا إشكال في صحته!! ويعله البخاري ويقال:متلقى بالقبول!!
2009-11-17, 06:38 AM
عبد الله عبد الرحمن رمزي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اخي الكريم تعليل البخاري لم يعتبره مسلم
ولذا اخرجه في صحيحه
وهومتلقى بالقبول عند الامة".
وقدصححه الحاكم وغيره من الائمة
2009-11-17, 12:58 PM
القضاعي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
اخي الكريم تعليل البخاري لم يعتبره مسلم
ولذا اخرجه في صحيحه
وهومتلقى بالقبول عند الامة".
وقدصححه الحاكم وغيره من الائمة
بوركتم .
أبا محمد مناط ثبوت الحديث , ليس في عدم اعتبار مسلم لتعليل البخاري ###, وإنما في عدم ثبوت الإعلال عن البخاري , مع تلقي الأمة لهذا الحديث بالقبول , بالهيئة المجموعة تأكد صحة الحديث , وإن كان التلقي بالقبول كافي في إثبات صحته .
ففرق بين أن يعل البخاري الحديث فيقول لم يسمع فلان من فلان .
وبين أن لا يثبت الحديث على شرطه ويشير لذلك بقوله : لا نعلم سماع فلان من فلان .
ولو أن أخانا محمد بن عبد الله ترك وصف الحديث بالضعف لكان أحسن , ففعل البخاري يدل على توقف , والتوقف أرفع من التضعيف , فالتضعيف يفتقر إلى عبارة صريحة , والله أعلم .
2009-11-17, 01:09 PM
عبد الله عبد الرحمن رمزي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اخي الفاضل القضاعي
تامل مانقله الاخ من كتب البخاري في الرجال وقد قال البخاري في التاريخ الكبير (5/198): «عبد الله بن معبد الزماني البصري عن أبي قتادة، روى عنه حجاج بن عتاب وغيلان بن جرير وقتادة، ولا نعرف سماعه من أبي قتادة».وقال فيه (3/67): «حرملة بن إياس الشيباني عن أبي قتادة وعن مولى أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصوم... وروى غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يعرف سماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة».وقال في الأوسط (1/266 ط. زايد): «... ورواه عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صوم عاشوراء، ولم يذكر سماعًا من أبي قتادة».
قال ابن عدي بعد أن أخرج الحديث من طرق في الكامل (4/224، 225):
«وهذا الحديث هو الحديث الذي أراده البخاري أن عبد الله بن معبد لا يعرف له سماع من أبي قتادة».
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على الإجابة لكن السؤال رقم 82899 وصلت إجابة عليه برقم 35437
الذي أريده كما هو في السؤال الكلام على طرق الحديث إن أمكن أو الدلالة على من جمع ذلك. أما وقد ذكرتم أن الحديث أخرجه مسلم وهو حديث صحيح، فأنا كنت أعلم هذا قبل إرسال السؤال، وكان غرضي كما قلت الطرق التي روي منها هذا الحديث. والحديث الذي في مسلم من طريق عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة، وقد تكلم فيه البخاري وأورده ابن عدي في الكامل، والذهبي في الميزان من أجل كلام البخاري. وروي من طرق أخرى وعن غير أبي قتادة، وإن كان أحسنها حديث أبي قتادة.
السؤال كان وما زال: ماهي الطريقة المثلى للتوفيق بين كلام البخاري وفعل ابن عدي والذهبي؟ وهل كلامهم مقبول أم هو اختلاف وجهة النظر واللاجتهاد؟ وإن أمكن الدلالة على من توسع في طرق الحديث.
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعبد الله بن معبد الزماني متفق على توثيقه، وكلام البخاري عنه ليس في ذلك، إنما قال في تاريخه الكبير: لا يعرف له سماع من أبي قتادة.
ولأجل ذلك أورده ابن عدي في الكامل، والذهبي في الميزان، والحافظ ابن حجر في لسانه.
والحديث صحيح على شرط مسلم، وإن لم يكن صحيحًا على شرط البخاري، فشرط البخاري في السماع أشد- كما هو معلوم-، وأكثر أهل الحديث على اعتبار شروط مسلم، وهو إمكان السماع لا العلم به، كما هو مبسوط ومقرر في كتب أصول الحديث.
ومع ذلك فللحديث طرق أخرى ليس فيها الزماني، وللحديث شواهد أيضًا.
أما عن طرق الحديث التي طلب السائل منا إيرادها، فإننا نعتذر عن عدم القيام بذلك، نظرًا لضيق الوقت، وكثرة الأسئلة المهمة الملحة التي ينتظر أصحابها الإجابة عنها، وقد أورد الألباني رحمه الله بعض طرقه في "الإرواء" (4/111).
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
2009-11-17, 02:34 PM
القضاعي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
من الخطأ يا أبا محمد , جعل حكاية عدم العلم بالشيء , مثل حكاية العلم به .
فالإمام البخاري توقف , وحكى عدم معرفة سماع هذا من ذاك , وهذا كافي على شرطه , ولكن تنبه أن ليس كل ما ليس على شرطه هو ضعيف !
فمنها ما يكون ضعيفًا , ومنها ما لا يكون كذلك , ولو نظرت في الفتح ستجد الكثير مما بوب به البخاري ولم يورده , لعدم تحقق شرطه لا لضعفه , ومن ذلك حديث تميم الداري رضي الله عنه (( الدين النصحية )) .
###########
فالإمام نفسه قد حمى نفسه من القول على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا علم , فتكلم بعبارة فيها سعة , فلا يجوز أن يُحمل كلامه أكثر مما يحتمل , والله أعلم .
والحق أن عدم علم الإمام - أي كان هذا الإمام - يكون حجة علينا , حال عدم وجود كلام لغيره من الأئمة , أو عند الترجيح بين اختلافهم إن تساوت الأطراف والله تعالى أعلم , ولن أعدم من يقّوم هذا الكلام , فكلنا ما بين مفيد ومستفيد , والله الموفق .
2009-11-17, 03:28 PM
أبو صالح التميمي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الغامدي
اخي الكريم تعليل البخاري لم يعتبره مسلم
ولذا اخرجه في صحيحه
وهومتلقى بالقبول عند الامة".
وقدصححه الحاكم وغيره من الائمة
ولماذا لايقال تصحيح مسلم لم يعتبره البخاري!!وهل أخرج البخاري والعقيلي وابن عدي من الأمة؟!عجيب كلامك في رد إعلال البخاري بتصحيح الحاكم !!
2009-11-17, 06:15 PM
عبد الله عبد الرحمن رمزي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
الاخ الفاضل القضاعي تقول : فالإمام البخاري توقف
اقول: كلامك يصح لوانه قال: لاادري هل سمع اولا ؟؟
اماقوله: لااعلم له سماعا فهو نفى معرفته بذلك ولم ينف معرفة الاخرين فمسلم عرف ذلك واخرجه في صحيحه
الاخ الكريم التميمي تقول :ولماذا لايقال تصحيح مسلم لم يعتبره البخاري
اقول : لو اخرج البخاري الحديث لصح كلامك وليس العكس
=====================
عبد الله عبد الرحمن رمزي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
قال الألباني رحمه الله في الارواء :
- ( حديث أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في صيام عاشوراء : ( إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده ) . رواه مسلم ) . ص 229 صحيح . أخرجه مسلم ( 3 / 167 و 167 - 168 ) وكذا أبو داود ( 2425 و 2426 ) والبيهقي ( 4 / 286 و 293 و 3 00 ) وأحمد ( 5 / 297 و 308 و 311 ) عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبى قتادة : ( أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال : رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه فقال عمر : يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله ؟ قال : لا صام ولا أفطر أو قال : لم يصم ولم يفطر قال : كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال : ويطيق ذلك أحد ؟ ! قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال : ذاك صوم داود عليه السلام قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال : وددت أنى طوقت ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله صيام يوم
عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) . هذه رواية مسلم وأبى داود وفي رواية لهما وهو رواية أحمد والبيهقي : ( قال : وسئل عن صوم يوم الاثنين ؟ قال : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه قال وسئل عن صوم يوم عرفة فقال : يكفر السنة الماضية والباقية قال : وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال : يكفر السنة الماضية ) . وأخرج النسائي ( 1 / 324 ) الرواية الاولى دون صوم عرفة وعاشوراء والترمذي ( 1 / 144 و 145 ) مفرقا وكذا ابن ماجه ( 1730 و 1738 ) والطحاوي ( 335 و 338 ) صوم اليومين المذكورين فقط
وقال الترمذي : ( حديث حسن ) . كذا قال . وهو حديث صحيح رجاله كلهم ثقات لا مغمز فيهم لا سيما
وله طريق أخرى عن أبي قتادة . أخرجه البيهقي ( 4 / 283 ) واحمد ( 5 / 296 و 304 و 307 ) عن أبى حرملة : حرملة بن إياس الشيباني عنه بحديث عرفة وعاشوراء فقط . وإسناده جيد في المتابعات وفي تسمية راويه عن أبي قتادة اختلاف ذكره الحافظ في ترجمة حرملة هذا من ( التهذيب ) والصواب كما قال أبو بكر بن زياد النيسابوري أنه حرملة المذكور ورواه ابن أبى شيبة ( 2 / 165 / 2 ) فاسقطه من الاسناد أو هكذا وقعت الرواية له .
وللحديث شاهد أورده المنذري في ( الترغيب ) ( 2 / 76 و 78 ) عن أبى سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : ( من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة ) . وقال : ( رواه الطبراني في ( الاوسط ) باسناد حسن )
2009-12-09, 10:09 PM
أمجد الفلسطيني
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني
فائدة : مما يقوي القول بسماع الزماني من أبي قتادة رواية شعبة لهذا الحديث
قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (34) : قلت فأبو مالك سمع من عمار شيئا قال ما ادرى ما أقول لك قد روى شعبة عن حصين عن ابي مالك سمعت عمارا ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويها.هـ
قيقال هنا رواه شعبة عن غيلان عن الزماني عن أبي قتادة ولو لم يعلم شعبة أن الزماني سمع من أبي قتادة ما كان شعبة يرويه والله أعلم
يشكل عليه غير ما تقدم:
/// شعبة ، عن أبي التياح ، عن سليمان بن مرثد ، عن عائشة ، قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الليل تسع ركعات" . خرجه أحمد وغيره
قال البخاري: لا يعرف لابن مرثد سماع من عائشة
وقال ابن حبان:"إن سمع منها". وابن حبان يتبع البخاري في تاريخه كثيرا
/// مسلم قال : حدثنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن سليمان بن مرثد ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو تعلمون ما أعلم..".
قال العقيلي:"وروى _أي سليمان بن مرثد_ عن أبي الدرداء ولا يتبين فيه السماع".ا.هـ
وخولف مسلم في شعبة
يحيى بن أبي بكير قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني يزيد بن خمير قال : أخبرني سليمان بن مرثد قال: سمعت ابنة أبي الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : " لو تعلمون ما أعلم...".
قال العقيلي :"هذا أولى".
2009-12-09, 10:28 PM
أمجد الفلسطيني
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
/// ويشكل عليه أيضا أن في المثال الذي ذكره أبو حاتم فيه التحديث بالسماع بين أبي مالك وعمار
وليس هو كذلك في مثالنا
/// ولي عودة إن شاء الله في تحرير معنى قول البخاري :"لا يعرف له سماع" "لا يدرى أسمع من فلان أم لا".
والغرض تحرير مذهب أبي عبد الله البخاري لا غير
2009-12-13, 01:45 PM
أبوعلي العنزي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
السلام عليكم
الشيخ أمجد: كيف يروي مسلم عن شعبة؟
2009-12-13, 03:47 PM
أمجد الفلسطيني
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
وعليكم السلام
مسلم هنا هو ابن إبراهيم الفراهيدي شيخ البخاري
وأنا حذفت أوائل الأسانيد لأن المراد يبدأ من عند شعبة
وذكرت مسلما لأن من خالفه زاد الواسطة التي تأكد عدم السماع
بارك الله فيكم
2009-12-22, 07:28 PM
أبو محمد الطنطاوي
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
للفائدة :
قال ابن حزم في هذا الحديث :
وأما سماع عبد الله بن معبد من أبى قتادة فعبدالله ثقة - والثقات مقبولون - لا يحل رد رواياتهم بالظنون
المحلى مسألة 793
2012-12-27, 01:35 AM
التحدى
رد: أشار البخاري إلى ضعف حديث صيام يوم عرفة!
السلام عليكم
كما ان يحي بن معين حكم على الحديث بالارسال وقال ان ابوقتادة هو العدوى وليس الانصارى
2015-10-22, 10:14 PM
مصطفى اباظة
وهذا بحث قام بة احد الاخوة
أولاً: من خلال النّظر في طبقة تلاميذ أبي قتادة وجدت أنهم كلّهم مدنيون، وهذا يدلّ على أنه توفي بالمدينة. ومن هؤلاء: عبدالله بن أبي قتادة المدني (ت95هـ) في خلافة الوليد بن عبدالملك، وعطاء بن يسار مولى ميمونة أم المؤمنين، المدني (ت94هـ)، ومَعبد بن كعب بن مالك السلميّ الأنصاري المدني (توفي سنة بضع وتسعين)، وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف المدني (ت94هـ). وروايات هؤلاء في الصحيحين وغيرهما.
ثُمّ وجدت أن وفياتهم سنة بضع وتسعين، وهذه طبقة تلاميذ جابر بن عبدالله الأنصاري (78هـ)، وعبدالله بن عمر (74هـ)، وابن عباس (68هـ)، وأبو هريرة (57هـ)، فدلّ على أنّ هؤلاء التلاميذ لم يدركوا طبقة عليّ رضي الله عنه. وهذا يدلّ على تأخر وفاة أبي قتادة.
قَالَ البيهقي: "وَالَّذِي يَدُلّ عَلَى هَذَا أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَ نِ وَعَبْدَاللَّهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ وَعَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ الزُّرْقِيَّ وَعَبْدَاللَّهِ بْنَ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيَّ رَوَوْا عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَإِنَّمَا حَمَلُوا الْعِلْم بَعْد أَيَّام عَلِيٍّ فَلَمْ يَثْبُت لَهُمْ عَنْ أَحَد مِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي أَيَّام عَلِيٍّ سَمَاع".
قلت: وعطاء بن يسار لم يدرك أبا الدرداء (ت32هـ) فمن باب أولى أن لا يُدرك أبا قتادة لو كانت وفاته سنة (38هـ).
وأيضاً أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف (22 - 94هـ) روى عن أبي قتادة، وروى عن عطاء بن يسار الهلالي، وعطاء يروي أيضاً عن أبي قتادة، وهذا يدلُّ على تأخر وفاة أبي قتادة؛ لأنه لو فرضنا أنه توفي سنة (38هـ) فيكون عمره آنذاك (16) سنة، وهذا السنّ ليس سنّ سماع.
والخلاصة أن الراجح في وفاة أبي قتادة الأنصاري سنة (54هـ)، وهذا يدلّ على أن عبدالله بن معبد الزّماني قد عاصره، ومن هنا أخرج الإمام مسلمٌ حديثه في صيام عرفه وصححه، وتبعه على ذلك آخرون.
ولكن يبقى كلام الإمام البخاريّ -الذي يرى معاصرتهما- في عدم معرفة سماع عبدالله من أبي قتادة.
ثانياً: هناك متابعة لعبدالله الزماني عن أبي قتادة، وفيها اختلاف كثير عرض له النسائي في سننه، والدارقطني في ((العلل) وأشير هنا إلى ما قاله الدارقطني في هذه المتابعة: "وأَحسَنُها إسناداً قولُ من قال: عن أبي الخليل، عن حرملة بن إياس، عن أبي قتادة".
ثالثاً: فحرملة بن إياس الشيباني قد تابع عبدالله بن معبد في رواية هذا الحديث عن أبي قتادة. وحرملة والزماني كلاهما بصريّ.
وحُكْمُ البخاري عليه بأن حرملة لا يعرف له سماع من أبي قتادة هو كإسناد الحديث الأول: لا يعرف لعبدالله بن معبد الزماني سماعاً من أبي قتادة.
وكلامه –رحمه الله- متجه؛ لأن أبا قتادة مدنيّ، فكيف يتفرد بهذا الحديث عنه راويان بصريان! ولا يوجد عند أصحابه المدنيين. فابنه عبدالله بن أبي قتادة من المُكثرين عن أبيه، وأخرج له البخاري ومسلم أحاديث كثيرة عن أبيه، ولا يوجد عنده حديث صوم عرفة!
وكذلك عطاء بن يسار وعمرو بن سُليم الزّرقي وأبو سعيد الخدري الصحابي وأبو سلمة بن عبدالرحمن، لا يوجد عندهم هذا الحديث! فمن أين جاء عبدالله ابن معبد الزّماني به؟
البخاريّ رحمه الله نَظَرَ إلى علاقات الرواية ومواطنها، فهذا مدني وأصحابه كُثُر، وذاك بصريّ، ولا يوجد الحديث إلا عندهما! فهذا محلّ ارتياب، فقال البخاري هذه المقولة من أجل ذلك.
ومن خلال النظر في تعامل الأئمة في روايتهم لهذا الحديث، وتصنيفاتهم، وجدتهم أنهم على إجماع أن راويه هو أبو قتادة الأنصاريّ! ومن هنا جاءت بعض الروايات في حديث حرملة عن مولى لأبي قتادة؛ لأن مولاه يُعرف بالرواية عنه!
ولكني أرى أن هناك خللٌ حصل في نسبة "أبي قتادة" الوارد في الحديث؛ لأن كلّ الروايات التي خرجتها فيما سبق –تقريباً- على عدم نسبته بالأنصاريّ.
ثُمّ وجدت كيف نُسب (أبو قتادة) في الإسناد: فروى الإمامُ أحمد عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ - قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِغَيْلاَنَ: الْأَنْصَارِيِّ ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ أَيْ نَعَمْ - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِهِ فَغَضِبَ، الحديث.
وفي ((مستخرج أبي عوانة)) من طريق روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت غيلان بن جرير يحدِّث، عن عبدالله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة. قلت: الأَنصاريّ؟ قال: الأَنصاريّ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه فغضب، الحديث.
قلت: فالظاهر أن غيلان عندما كان يُحدِّث به عن عبدالله بن معبد لا ينسبه، فاحتاط شعبة لذلك، فسأله عن أبي قتادة هذا، من هو؟ فقال له شعبة: الأنصاري، أي هو أبو قتادة الأنصاري الصحابي؟ فهز غيلان برأسه، أي نعم هو. ومن هنا جاءت نسبة أَبي قتادة في هذا الحديث في الروايات عن شعبة، ثُم تصرف أصحاب الأصناف في الروايات كما تصرف الرواة فنسبوه بناءً على ما سأل شعبة شيخه.
ولكن يبقى السؤال: هل أصاب غيلان في نسبته؟ أو لو لم يقل شعبة له: الأنصاري، فماذا كان سيقول؟! ففعل شعبة هذا أشبه ما يكون بالتلقين، وإن فارقه في عدم تقصد شعبة لذلك، وإنما خطر في ذهنه الأنصاري ظناً منه أن أبا قتادة هذا صحابي، وأشهر الصحابة الذين يعرفون بهذه الكنية هو الأنصاري، فذكره له، فوافقه شيخه غيلان.
وغيلان –وإن كان ثقة- لكن قوله هذا لا يستقيم مع غرابة الإسناد عن أبي قتادة الأنصاري؛ لأن أبا قتادة مدنيّ، والزمانيّ بصريّ، وكذلك حرملة بصريّ. وهذا الحديث لا يُعرف إلا في البصرة.
فروى الإمام أحمد قال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ -وَأَنَا شَاهِدٌ - عَنْ الْفَضْلِ فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ. حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَلِمَةً تُشْبِهُ عَدْلَ ذَلِكَ قَالَ: ((صَوْمُ عَرَفَةَ بِصَوْمِ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ بِصَوْمِ سَنَةٍ)).
وهذا الإسناد موافق للإسناد الذي رجّحناه فيما سبق.
والملاحظ أن بعض أسانيد الروايات عن غيلان بن جرير (ت129هـ) نازلة! وأقدم من رواه عنه قتادة (ت118هـ). وغيلان سمع من أنس بن مالك (ت92هـ)، فرواية قتادة عنه قديمة وتوفي قتادة قبله بسنين، ولم ينسب قتادة: "أبا قتادة" في روايته.
ورواهُ عنه شعبة (ت161هـ)، وأبان العطار (ت في حدود الستين ومائة)، ومحمد بن سليم أبو هلال الراسبي (ت167هـ)، وجرير بن حازم (ت170هـ)، ومهدي بن ميمون (ت172هـ)، وحماد بن زيد (ت179هـ).
والظاهر أن غيلان حدّث بهذا الحديث في أَواخر حياته، ولهذا كان يشك في بعض الألفاظ كما مرّ بيانه أثناء التخريج، ومنها: "ذكر الخميس" في بعض الروايات.
روى عمر بن يزيد السياري قال: دخلت على حماد بن زيد -وهو شاك- فقلت: حدثني بحديث غيلان بن جرير، فقال: يا بُني، سألت غيلان بن جرير وهو شيخٌ كبيرٌ، ولكني حدثني أيوب. قلت: حدّثني به عن أيوب. قال: حدثنا أيوب عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح القيسي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فقتلة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يقاتل لعصبة أو يغضب لعصبة فقتله قتلة جاهلية)).
وفي رواية: "يا بني سمعت غيلان وهو شيخٌ كبيرٌ".
فيحتمل أن الذين سمعوه منه –غير قتادة- سمعوه وهو شيخ كبير فلم يضبطه، وعندما سأله شعبة ونسبه له وافقه، والله أعلم وأحكم.
ومما يدلُّ على أن هؤلاء سمعوه من غيلان في أواخر عمره: أنّ سؤال شعبة له يدلّ على أنه كان شيخاً له معرفة جيدة في الحديث، وقد حاولت تتبع رحلات شعبة، ودخوله البصرة، ومتى سمع منه!
دخل شعبة -وهو واسطيّ، ولد ونشأ فيها-، البصرة عدّة مرات للقاء الحسن البصري وغيره، ويبدو أن سماعه لهذا الحديث من غيلان في دخلته الأخيرة للبصرة عندما استقر بها وكان شيخاً معروفاً عند أهل العلم في كثيرٍ من البلاد، فقد روى عفّان، قال: حدّثنا حنّاد بن زيد، قال: قال أيوب: الآن يقدم عليكم رجلٌ من أهل واسط، يقال له: شعبة، هو فارسٌ في الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه، قال حمّاد: فلما قَدِم أخذنا عنه.
وحمّاد بن زيد ممن سمع هذا الحديث من غيلان كما سمعه شعبة، وحماد بن زيد وجرير بن حازم –وهو من أقران شعبة- ممن روى عن شعبة، وهذا فيه إشارة إلى أنهما سمعا الحديث من غيلان في الفترة التي سمعها منه شعبة.
وحمّاد بن زيد (98 - 179هـ) أشار إلى أنه سمع من غيلان وهو شيخٌ كبير، ولذلك حدّثهم في ذلك بواسطة أيوب السختياني (ت131هـ)، وأيوب كان من أقران وأصحاب غيلان، ولم يرو حديث عرفة عنه.
قال حماد بن زيد: "جالست أيوب عشرين سنة".
قلت: فهذا يعني أنه جالس أيوب وهو صغير، فلمّا تشبّع من علم أيوب، سمع بعض الأحاديث من صاحبه غيلان بن جرير، وهكذا كان طلبة الحديث يكون في المدينة كثير من المحدثين، ولكنهم يلازمون أشهرهم وأكثرهم حديثاً وإتقاناً حتى يأخذوا علمه، ثُم يدورون على المشايخ الآخرين يسمعون منهم بعض الأحاديث.
وقول حماد إنه سمع من غيلان وهو شيخٌ كبير لا يعني أن غيلاناً فيه شيء في الرواية، ولكن كان أهل العلم يفضّلون السماع من الشيخ قبل أن يكبر ويتقدّم في السنّ؛ لأنه قد ينسى أو يضطرب أو يخطئ، ولا شك أن هذا الحديث فيه إشارات إلى أن غيلاناً كان يشك في بعض ألفاظه، ولهذا عندما سأله شعبة عن أبي قتادة، فقال له: الأنصاري، فوافقه. وهذا من شعبة يدلّ على أنه كان شيخاً عارفاً بالحديث، وقد سمع من غيلان وهو شيخ، كما سمعه قتادة من قبل وهو شيخ، وقد روى قتادة وشعبة هذا الحديث؛ لأنه يتعلق بفضل يوم عظيم، ولا يوجد في هذا الباب إلى هذا الحديث، فلذلك روياه. رواه قتادة في حياة غيلان، وكأنه سُئِل عن صيامه في بعض مجالسه أو غير ذلك فحدّث به عن غيلان. وكذلك شعبة.
وقد تتبعت رواية قتادة وشعبة عن غيلان، فلم أجد لقتادة إلا حديثاً آخر بجانب حديث صيام عرفة، وحديثين آخرين لشعبة، وهذا يعني ويؤكد ما قلته بأنهما سمعا منه وهما شيخان عندهما حديث كثير، وحديث عرفة مرغوبٌ كونه في الفضائل كما أشرت، ولا يوجد إلا عند البصريين.
ويؤكد هذا أيضاً أن شعبة روى عن غيلان بواسطة خالد الحذّاء، وكأنه سمع من الحذاء قبل أن يذهب إلى البصرة ويسمع من غيلان، وشعبة ومثله من الكبار ينتقون من أمثال هؤلاء الشيوخ فيسمعون أو يسألونهم عن حديث أو اثنين أو ثلاثة؛ لأنهم ليسوا في مرحلة الطلب، بل يُرحل إليهم في سماع الحديث.
ورُبّ سائل يسأل: فإِن كان حماد بن زيد سمع من غيلان في آخر عمره، فلم خرّج البخاري بعض أحاديث عن غيلان؟
أقول: روى البخاري عن حماد بن زيد عن غيلان خمسة أحاديث، كرر اثنين منها، وكلّها لها أصلٌ عند غير غيلان، وهي صحيحةٌ، فلا مشكلة في غيلان إن شاء الله إلا في شكّه في بعض الألفاظ أَو عدم ضبطها، ولهذا لا يُعتمد في تصحيح نسبة أبي قتادة بأَنه الأنصاريّ عندما سأله شعبة، أما روايته في الحديث فمستقيمة إن شاء الله.
ذي أَراهُ أن (أبا قتادة) الذي في هذا الحديث ليس هو: (أبو قتادة الأنصاريّ)، وإنما هو: (أبو قتادة العدويّ البصريّ)، وهو تابعيّ كبير.
فإسناد عبدالله بن معبد الزماني البصري وحرملة بن أبي إياس البصري عن أبي قتادة البصري، فحصل وهم في نسبة أبي قتادة، فتتابع العلماء قديماً وحديثاً على هذا الخطأ! وأسانيد حرملة لم ينسب فيه أبا قتادة بأنه الأنصاري كذلك.
وعليه فيكون هذا الحديث مرسل؛ لأن أبا قتادة البصري تابعيّ، ولغة الحديث تشبه لُغَةُ المراسيل، والمراسيل تأتي على ما يشتهيه الناس وما يحبونه؛ فجاء في هذا الحديث كلّ أنواع صوم النوافل، وفي بعضها رتّب أجوراً عليها.
وكذلك نزول الإسناد عادة يكون أيضاً في المراسيل، فإذا جمعت كلّ هذه الدقائق الفريدة مع غرابة أن يكون راويه (أبا قتادة الأنصاري المدني) مع توافر تلاميذه، وليس عندهم هذا الحديث، أُرجّح أنه "أبا قتادة البصري، وهو حديثٌ مرسلٌ.
وأبو قتادة هذا تابعي مشهور، وإذا أُطلق دون نسبة عند البصريين فيكون هو.
فقد روى يعقوب الفَسوي عن أَبي بشر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدّثنا أبي، قال: سمعت حميد بن هلال قال: قال لنا أبو قتادة: "عليكم بهذا الشيخ -يعني الحسن بن أبي الحسن- فإني والله، ما رأيت رجلاً قط أَشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه".
ورواهُ أيضاً عن أحمد بن الخليل، قال: حدثنا شريح بن النعمان، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن أبي يعقوب، عن مُوَرِّق العِجلي قال: قال لي أبو قتادة: "الزم هذا الشيخ وخذ عنه، والله ما رأيت رجلاً أشبه رأياً بعمر بن الخطاب منه - يعني الحسن البصري".
وروى الإمام مسلم من طريق أَيُّوب، عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلَالٍ، عَنْ رَهْطٍ مِنْهُمْ أَبُو الدَّهْمَاءِ وَأَبُو قَتَادَةَ قَالُوا: كُنَّا نَمُرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ نَأْتِي عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ...
ثُم وجدت نصّاً لابن معين يؤيد ما ذهبت إليه –بحمد الله-.
قال العبّاس بن محمد، يقول: قال يحيى بن معين: «أبو قتادة العدوي اسمه: تميم ابن نذير». قال: وسمعت يحيى يقول: «كلّ شيء يُروى عن ابن سيرين، وعن البصريين، عن أبي قتادة، فهو أبو قتادة العَدوي».قلت: لله درّ هذا الإمام الناقد، فقوله هذا يَحسم الأمر إن شاء الله؛ لأن عبدالله بن معبد الزماني وحرملة اللذين رَويا حديث صوم عرفة عن أبي قتادة بصريان.
روى عبدُالرزاق، عن مَعمر، عن أَيوب، عن ابن سيرين، قال: تَعشَّى أَبو قتادةَ فوق ظهر بيتٍ لنا، فرُمي بِنجمٍ، فنظرنا إِليه، فقال: «لا تتبعوه أَبصاركم، فإِنّا قد نُهِينا عن ذلك».
قال الفضلُ بن محمد الشَّعرانيُّ: حدّثنا عمرو بن عون: حدّثنا هُشيم: حدّثنا منصور بن زاذان، عن ابن سيرين، قال: «نَزلَ بنا أبو قتادة، فبينا هو على سطحٍ لنا –قال: ونحن عشرة من ولد سيرين- فانقضَّ كوكبٌ من السماء، فأتبعناه أَبصارنا، فنهانا أَبو قتادة عن ذلك».
قلت: بحسب كلام ابن معين –وهو الصواب- فإنّ أبا قتادة هذا الذي كان في بيت آل سيرين هو أبو قتادة العدويّ، وقد اغترّ أبو حاتم الرازي –رحمه الله- فظنَّ أنه: "أبو قتادة الأنصاريّ الصحابي"، فوهم وهماً شديداً!
قال عبدُالرَّحمن ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: "قد سَمعَ ابن سيرين مِنْ أَبي قَتادة الأَنصاريّ حديثاً أنه قال: إذا انقضّ الكوكب فلا تتبعوه أبصاركم. وكان أَبو قتادة نَزل على ابن سيرين".
قلت: كأن أبا حاتم رحمه الله اغتر بما جاء في رواية منصور بن زاذان: "نزل بنا"، فظنّ أنه أبو قتادة الأنصاريّ، وليس كذلك، وإنما هو أبو قتادة العدوي البصري.
والشخص إذا كان بنفس المدينة وزار بيتاً وأقام فيه، فيصلح أن يُقال: "نزل عند فلان"، فهذا اللفظ لا يقتضي أنه كان من بلدٍ آخر، وإنما يقتضي أنه من مكانٍ بعيد، ففهم أبو حاتم من هذا أنه ليس من البصرة، والمشهور عند أهل العلم هو أبو قتادة الأنصاري، فظنّه أبو حاتم هو، فَوَهِم.
ورواية أيوب واضحة في أن نزوله عندهم، أَي زارهم، وهذا يعني أن مسكنه كان بعيداً عنهم، والتنقل في ذلك الزمان كان يحتاج إلى أيام، ولو بالمدينة نفسها، فزارهم، وتعشّى عندهم تلك الليلة، ولو كان أبو قتادة هذا الأنصاريّ الصحابي لما تركه آل سيرين ولسمعوا منه أحاديثاً كثيرة؛ لأنهم بيت علم، ولكان لهذه الزيارة وقعٌ وانتشار عند أهل البصرة.
وروى الترمذيُّ وابن ماجه عن مُحَمَّد بنِ بَشَّارٍ، قالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ يُونُسَ، قالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ)).
قال الترمذيّ: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".
واغتَّرَ بذلك الحافظُ المزيّ فذكر: أَن ابن سيرين يروي عن أبي قتادة الأنصاري!
والحديثُ مرسلٌ! فأبو قتادة هذا هو العدوي، وهو يُرسل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وهذا الجزء من الحديث محفوظ من طريق آخر صحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك تكملة له، لا تصحّ، تدلّ على أنه مرسلٌ!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق