الاثنين، 16 يونيو 2014

عبد الحميد دشتي و الوجود الإيراني و العراقي في مجلس التعاون الخليجي..؟

عبد الحميد دشتي و الوجود الإيراني و العراقي في مجلس التعاون الخليجي..؟

 بـ قلم داود البصري

الأحد, 27 أبريل, 2014 7:52 م دسمان
‫-‬
 المُحرر جريدة دسمان الإلكترونية | زوايا الكُتاب

مفاجآت النائب الكويتي العائد المحترم السيد عبد الحميد دشتي تظل على الدوام تعبر عن سياسة التصريحات الكهربائية الصاعقة التي يطلقها صديقنا ( أبو طلال ) و يتقن إحداثياتها ، و يتفنن في طروحاتها ، خصوصا و إنه خبير للغاية في جلب الإنتباه وخلق أجواء نقاش حماسية تثير إهتمام الرأي العام و تدعو للمتابعة و التأمل أيضا ! .
فالسيد دشتي صاحب تاريخ حافل في السير في الإتجاه المعاكس و مخالفة الرأي السائد ، و التموقع في خنادق و مواقف سياسية راديكالية تخالف التوجهات السائدة و المساس أيضا بقضايا و تيارات صاعقة تمس الأمن القومي المباشر لدول الخليج العربي ، خصوصا و أنه يتبوأ منصبا إفتراضيا و مثيرا للجدل وهو منصب الأمين العام لمؤتمر نصرة الشعب البحريني!! و الذي عقد جانبا من إجتماعاته في مدينة ( النجف ) العراقية!! ، إضافة لمواقف النائب دشتي من قضية الثورة السورية وهي مواقف معادية بالكامل وتقف علنا في صف مواقف النظام السوري لاسيما و إن السيد دشتي سبق له علنا وجهارا بالتلويح بدستور بشار أسد تحت قبة مجلس الأمة الكويتي قبل عامين و نيف!، لذلك فإن مواقف عبد الحميد دشتي دائما ما تكون مواقف صادمة للبعض! ، ولربما مرعبة عند آخرين بينما هو يراها تعبيرا عن رأيه و عن مساحات الديمقراطية الكويتية التي تتسع ساحتها لمختلف الآراء و التوجهات طالما كانت صادرة من خلال القنوات الشرعية وعبر العملية الديمقراطية و إحتراما لحرية التعبير عن الرأي ، و الذي هو في النهاية قبل شجاعة الشجعان..، الجديد في المواقف الدشتية هو في الآراء الجديدة التي طرحها قبل أيام عبر قناة ( العالم ) الإيرانية التلفزيونية و الناطقة بالعربية و التي دعا فيها للعمل لضم كل من إيران و العراق لمجلس التعاون الخليجي و إستبعاد مصر و الأردن! وهو رأي يتناقض واقعيا و قانونيا و مزاجيا و تاريخيا مع الوقائع الميدانية ، فالعراق مثلا رغم كونه بلدا عربيا ذو إطلالة خليجية إلا أن نظامه السياسي الراهن و المتسم بالفوضى الطائفية و الذي تديره أحزاب لها أجنداتها و إرتباطاتها الخارجية كان لها دور فاعل في الأحداث الإرهابية في الخليج العربي في ثمانينيات القرن الماضي وهي اليوم رغم تبدل الظروف و الملفات فإنها لم تزل على العهد القديم لأنها تعبر عن مواقف آيديولوجية و قناعات فكرية راسخة كجماعة العصائب الإرهابية و جيش المختار الإرهابي و غيرها من تلكم الأصناف المعروفة ، ثم أن العراق يعيش ظروف سياسية حرجة للغاية تهدد بتشظيه و تشرذمه ولا يمكن أن يقدم شيئا للمجموعة الخليجية بل أنه سيكون عنصر توتر خطير خصوصا و إن دور الجماعات الطائفية الحاكمة في تصعيد الفتنة في مملكة البحرين دور مزعج للغاية ، أما حشر إيران في المنظومة الخليجية فهو المهزلة المثيرة للسخرية ، إذ كيف تتم دعوة الثعلب الإيراني للكرم الخليجي ؟ وهل تخلى النظام الإيراني عن إدعاءاته العنصرية في فارسية الخليج العربي ؟ وهل تخلى النظام الإيراني عن عقيدة تصدير الثورة و إسقاط الأنظمة الخليجية و تحويل دول الخليج العربي لملحقيات تسبح في فلك نظام الولي الفقيه ؟.. نشأة مجلس التعاون الخليجي أصلا تمت عام 1981 لمواجهة خطر الأطماع الإيرانية في المنطقة و في التهيؤ لصياغة عقد و ميثاق أمني بين دول المجلس لمواجهة كل المخاطر المحتملة ، و العجيب إن النائب المحترم عبد الحميد دشتي وهو يدعو لضم العراق و إيران للمنظومة الخليجية لم ينس إتهام بعض الدول الخليجية بدعم الإرهاب!!! و يقصد بذلك وقوفها ضد نظام بشار أسد الإرهابي !، بكل تأكيد فإن ما طرحه السيد دشتي لايدخل إلا ضمن أجواء العبث السياسي ، لأن تحقيق ذلك الإقتراح أمر دونه خرط القتاد وهو مجرد سيناريو سوريالي مغرق في عوالم الأحلام… لا بديل أمام دول مجلس التعاون الخليجي إلا المزيد من التنسيق وصولا لمرحلة الوحدة الخليجية الشاملة ، وكل السيناريوهات الأخرى ليست إلا هرولة في الوقت الضائع ، وسيتحفنا السيد دشتي بالعديد و المزيد من الميتافيزيقيا السياسية…!.                                              

بـ قلم داود البصري 
dawoodalbasri@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق