الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

الباحث التونسي سامي الجلولي يفجر قنبلة عبر ”الإمارات ما قبل الكارثة” لـ”الفجر”: ”الإمارات تلعب دورا خفيا وخطيرا في ليبيا واليمن لإسقاط السعودية”

الباحث التونسي سامي الجلولي يفجر قنبلة عبر ”الإمارات ما قبل الكارثة” لـ”الفجر”:
”الإمارات تلعب دورا خفيا وخطيرا في ليبيا واليمن لإسقاط السعودية”

الأربعاء 04 نوفمبر 2015
2 1321 fadjr
فجر الدكتور سامي الجلولي، الباحث السياسي المختص في الأنظمة العربية، ومدير مركز جنيف للسياسات العربية، جدلا واسعا في دول الخليج بكتابه ”الإمارات ما قبل الكارثة”، الذي أبرز خفايا وكواليس الحكم في دولة الإمارات المتحدة، حيث كشف عن دور خفي وخطير، بدأت خيوطه تظهر في ليبيا، وفي النزاع الدائر الآن في اليمن، لكن ”المستهدف هو السعودية التي لا يخفي محمد بن زايد عداءه التاريخي لها”، حسب قوله. 
”الفجر”: ”الإمارات ما قبل الكارثة”… لابد أن عنوان الكتاب يحمل دلالة معينة، حدثنا عنها؟
سامي الجلولي: في الواقع لم يكن هذا العنوان الأصلي للكتاب، لقد قمنا بتغيير العنوان في اللحظات الأخيرة، بعدما كان ”الإمارات.. إرهاب دولة”، ولأن محتوى الكتاب كان ثريا ومتنوعا جعلنا نبحث عن عنوان أكثر إثارة وتعبيرا.
نعم، العنوان يحوصل ما فعله ويفعله النظام الإماراتي اليوم من تهديد للسلم والأمن الإقليمي، وقد يتداعى هذا التهديد ليمسّ من مصالح قوى دولية، فالإمارات ليس إلا منفّذا غبيّا لأجندات خارجية.
في مقدمة الكتاب نجد هذه الفقرة: ”داخل الأبراج البلورية الشاهقة، عصابات تنشط في تجارة البشر والرقيق، أجانب يغتصبون بكل وحشية، دعارة تديرها مافيا السلطة، مزادات تباع فيها الإمارات مقابل رشاوى وعمولات تقبضها عصابات النظام…”، هل بحوزتك وثائق تثبت ذلك أم هو استقراء للمستقبل؟
كل ما ورد في الكتاب من معلومات، سواء كانت في شكل إفادات موثقة لدى المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية، أو تسريبات، هي صحيحة، وأتحدى النظام الإماراتي أن ينكر حدوثها أو وجودها. الكتاب تحدث عن وقائع حدثت وتحدث بالدليل القاطع وليس استقراءً للمستقبل. لكن، هذا لا يمنعنا من القول إنه بناء على مجموعة من المعطيات والوقائع الحاصلة ضمن سياق محدّد، ففي الكتاب جانب من الاستقراء للمستقبل وهذا الاستقراء نتيجة حتمية لتلك الوقائع.
متى توصلت إلى فكرة الكتاب؟
في الواقع، فكرة الكتاب راودتني منذ دخول النظام الإماراتي إلى الساحة المصرية. لسائل أن يتساءل، لماذا الإمارات تحديدا؟ لماذا لم تكن بدل الإمارات الكويت أو السعودية؟ وإن كان الدور القطري مكشوفا للجميع ولم يكن مفاجئا بحكم مجاهرة النظام القطري - خاصة السابق - واعترافه بتدخله فيما يعرف بثورات الربيع العربي، وتعوّد القطريين على الوساطة السياسية في النزاعات الإقليمية، إلا أن تدخل النظام الإماراتي الفجائي، المباغت والقوي مثّل نقطة استفهام كبيرة.
الإمارات تلعب دورا خفيا وخطيرا، بدأت خيوطه تظهر في ليبيا وينكشف أكثر في النزاع الدائر الآن في اليمن. ولنا أن نسأل هنا من دعّم الحوثيين للانقلاب على الشرعية واحتلال صنعاء ومن ثمة توجههم لعدن لتغيير الوضع الجيو استراتيجي باليمن وربما بالمنطقة بأسرها؟ من الذي جرّ السعودية للتدخل في المستنقع اليمني؟ أليست الإمارات؟
وكيف توصلتم إلى تفاصيل ومصادر كواليس الحكم في الإمارات؟
ككل باحث استقصائي له مصادره التي يحتم عليه الواجب الأخلاقي قبل القانوني الحفاظ على سريتها.
هل تلقيتم تهديدات أو وساطات للتراجع عن نشر الكتاب؟
في الصيف عند الإعلان عن الكتاب، وقع اختراق حسابي الشخصي في الفيس بوك من طرف جهة سمّت نفسها ”كتيبة زايد الإلكترونية”، ونشرت على حسابي مزاعم بأننا تلقينا أموالا قطرية لإصدار هذا الكتاب وأن القطريين هم من يقفون وراء ذلك، وهو ما نفيناه في بلاغ صحفي بعد استرجاعنا للحساب. نعم وصلتنا وساطات للتراجع عن نشر الكتاب فرفضنا. كما اتصل بنا أحد الوسطاء لحساب دولة عربية لإطلاعه على فحوى الكتاب، وقد كانت حجة الوسيط في ذلك تقديم المزيد من الإثراء، فرفضنا مدّه بمسودة.
الكتاب أحدث ضجة إعلامية، هل يمكن أن نعرف الدول التي منعت توزيعه؟ وهل الإمارات واحدة منها؟
على حد علمنا، وإلى حدّ الساعة، دولة وحيدة منعت توزيعه وهي الإمارات، وهذا منتظر ومنطقي جدا، لاحتواء الكتاب على أسرار ووقائع تمسّ من مصالح النظام في الداخل والخارج. كما أن هناك دولة أخرى منعت تداوله إعلاميا وهي مصر، رغم أننا لم نتعرض في الكتاب للشأن المصري لا من قريب ولا من بعيد.
يقول مراقبون إن دور قطر تراجع مقابل تزايد نفوذ الإمارات في مناطق التوتر في ليبيا وسوريا واليمن، كيف تفسرون ذلك؟
قطر، اليوم، لم تعد تلعب نفس الدور الذي لعبته خلال السنوات الثلاث الأخيرة من حكم الأمير السابق. وأراها تحاول اليوم تغيير سياستها الخارجية متجهة نحو التلطيف والتهدئة، ومحاولة إحياء دور الوساطة والمساعي الحميدة الذي عرفت به خلال الفترات الأولى والوسطى من حكم الأمير السابق حمد بن خليفة.
قدم لنا مثالا عن لحظات ما قبل وقوع الكارثة التي لن تقف تداعياتها عند حدود الإمارات، بل ستضرب المنطقة بأسرها كما جاء في مؤلفك؟
المثال القريب جدا هو ما يحدث الآن في اليمن. لقد لعبت الإمارات دورا كبيرا في تأجيج الصراع وخلق بؤرة توتر جديدة ستعصف بالمنطقة. اليمن ليس إلا بابا لفوضى جديدة ستعمّ المنطقة. لقد عمل النظام الإماراتي على دعم الحوثيين وعلي عبد الله صالح، من أجل الإطاحة بالشرعية، ولكن أرى أن المستهدف هو السعودية التي لا يخفي محمد بن زايد عداءه التاريخي لها.
إن إسقاط النظام السعودي وتفكيكه من أولويات ولي عهد أبو ظبي، وهذا ليس خافيا. سعي الإمارات الجنوني للزعامة سيدخل المنطقة في دوّامة من الفوضى والعنف.
هل هناك أسرار أخرى لم تستطِع نشرها في الكتاب لسبب ما؟
نعم هناك أسرار أخرى أرجأتها إلى الجزء الثاني من الكتاب.
المال والإعلام ثنائية تحكم بها دول الخليج، كيف يوظفان لأغراض سياسية في الحالة الإماراتية؟
لقد أنفق النظام الإماراتي، ممثّلا في ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، أموالا طائلة اقتطعت من قوت الشعب الإماراتي لصالح دعم جهات خارجية دون أخرى. لقد استعمل المال لشراء ذمم السياسيين والإعلاميين. وهنا نتساءل: ما الذي يدفع الإمارات إلى توظيف الإعلام والمال لخدمة أغراض سياسية؟ ثم ما هي هذه الأغراض، فإن كان غرضها تحقيق الديمقراطية فالأولى أن تسعى إلى تحقيقها بالداخل، والحال أن النظام الإماراتي يعتبر الأكثر ديكتاتورية وكليانية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم.
هل ترى أن الغرب يمارس ازدواجية في المعايير مع هذه الدولة بالتزام الصمت إزاء مسائل داخلية لغايات خفية؟
نعم، بعض الدول الغربية التي لها مصالح اقتصادية مع الإمارات تمارس ازدواجية خطيرة في المعايير، لكن هذا لم يمنع أصواتا حقوقية غربية ممثلة في شخصيات قيادية أو أحزاب من أن تتحرّك اليوم، لإثارة الانتهاكات التي يقوم بها النظام الإماراتي سواء في الداخل أو في الخارج.
لكن الإمارات تعتبر أكبر تجمع متباين في المنطقة من جنسيات شتى، والسكان المحليون لا يبحثون عن مسائل الحريات بقدر ما ينشدون الرفاه؟
لا، في الإمارات اليوم هناك أصوات حقوقية وشعبية تنادي بالحريات وبممارسة حقوقهم السياسية والمدنية، والسكان المحليّون لم يعد لهم تأثير في التنوع السكاني الإماراتي الذي أخلّ بالتركيبة السكانية للعنصر الوطني أو المحلي. لقد ضحّى النظام الإماراتي بشعبه مقابل الرفاه الفقاعي. المواطن الإماراتي أصبح غريبا في بلده. لقد سلخه النظام من وطنه وأرضه وتاريخه وجذوره. هناك سياسة تهجين وتدجين يقوم بها النظام الإماراتي من أجل قمع وتهميش المواطنين ذوي الأصول الخليجية.
ألّفت كتابا أيضا عن قطر ”وين ماشي بينا سيدي؟” هل سنرى مؤلفا آخر عن السعودية أو البحرين؟
نعم، هناك مشروع كتاب عن السعودية. في الواقع ما يدور في بلدان الخليج أو الشرق الأوسط عموما هو مادة مهمة جدا للإنتاج. لقد آن الأوان لكي يتعرف الناس على هذه الأنظمة، كيف تشتغل وكيف تفكر ومن أين تبدأ وتنتهي مصالحها وتحالفاتها. كتابي عن السعودية سيحدث زلزالا على الوضع الجيو استراتيجي.
حاوره: أمين لونيسي

http://www.al-fadjr.com/ar/national/301785.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق