تاريخ النشر : 2016-03-19
علي الكاش
مفكر وكاتب عراقي
يقول نعوم تشومسكي " للأسف لا يمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الإنتخابات، لأننا لم ننتخبهم أصلا".
الإهتمام بالإنتخابات الإيرانية عند البعض ومنهم صاحب السطور لا تفرق نتائجها عنده لا عن قريب ولا عن بعيد، لإنها ببساطة لا تعني لهم شيئا بما فيهم الشعب الإيراني نفسه. الإنتخابات في العالم الثالث عموما والدول العربية خصوصا لا تعدو عن كونها مسرحية مهزلية. الفرق هو ان الممثلين لا يُضحِكون الجمهور، وإنما يضحَكون عليهم. على سبيل المثال في الإنتخابات العراقية السابقة فاز نوري المالكي بـ 98% من الأصوات في مناطق حزام بغداد، وهم معظمهم من أهل السنة الذين ذاقوا الأمرين من طائفية المالكي وجرائمه ضدهم! ومع هذا كانت النتيجة لصالح المالكي الذي دمر منازلهم وقتل الآلاف منهم وإعتقل ابنائهم وحرق بساتينهم ودمر مساجدهم وهجر شبابهم! أما كيف حصل هذا؟ فالجواب لا يحتاج الى تفكير عميق.
الإنتخابات الإيرانية الأخيرة لم تكن أكثر من مهزلة أيضا، فقد إستبعد المرشد الأعلى علي الخامنئي الآلاف من المرشحين وفقا لرغبته الغيبية ومنهم حفيد الخميني، وفقا للأوامر التي يتسلمها المرشد من الإمام المنتظر كما عبر عن ذلك بعض الملالي ومنهم آية الله جنتي. فعلا الطواغيت صناعة محلية بإمتياز.
لكن الذي يستوقف المرء حالتان أفرزتهما الإنتخابات الأخيرة وهما.
1. التصريح الذي أدلى به نادر قاضي بور، النائب في البرلمان الإيراني، وممثل أذربيجان الغربية، عن قتل ما لا يقل عن 800 أسير عراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية بدم بارد من قبل نظام يدعي إن شرعه الإسلام، ويستوحي أحكامه من القرآن الكريم ووصايا الأئمة! بالرغم من وقاحة وقباحة التصريح لكنه بالتأكيد قدم خدمة كبيرة للعراقيين ذوي المفقودين الذي كانوا يأملون بعودة أبنائهم من سجون طهران في يوم ما، ظنا منهم إنهم مازالوا على قيد الحياة، لقد أماط الوحش البشري اللثام عن مصير المفقودين العراقيين رحمهم الله، مات الأمل بعودتهم من خلال جريمة سافرة لنظام الدجل والإرهاب.
الملفت للنظر ان هذا النائب الحاقد لم يجد في دعايته الإنتخابية سوى أن يستثمر هذه الجريمة الشنعاء ـ وفقا للتعاليم السماوية والقانون الدولي ـ لإستقطاب الناخبين لصفه، في دلالة على مستوى الإسفاف والإبتذال عنده وعند الناخبين الإيرانيين، يبدو فعلا ان النظام الإيراني لا مانع عنده من أن يكون المرشح سفاكا وسفاحا ورئيس مافيا، المهم هو رضى المرشد الأعلى عليه. في العالم المتحضر ودول الإستكبار العالمي يقدم المرشحون برامجهم الإنتخابية بما تتضمنه من خطط تنموية وحلٌ لمشاكل الناس ورفع مستوى الرفاهية وإيجاد فرص العمل، و إنهاء الفقر والبطالة والجوع ورفع المستوى الصحي والتعليمي، وليس دعاية بقتل (800) اسير حرب، كما أن معاملة الأسير لا تحتاج الى شرح طويل لتوضيحها سواء في الشرع الأسلامي او القانون الدولي، الجميع يعرفونها حق المعرفة.
الأنكى من هذا، عندما صرح الوحش البشري بجريمة الإبادة الجماعية للأسرى العراقين تعالت أصوات الناخبين إبتهاجا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم المليئة بالحقد على العرب! فهتفوا هتافا صاخبا مصحوبا بتصفيق حاد! في حالة غريبة من الصعب تفسيرها ونحن في الألفية الثالثة، كأنه قدم للشعب الإيراني خدمة وطنية كبرى بهذه الجريمة النكراء! وهنا نسأل أهلنا شيعة العراق من أتباع ولاية الفقيه فقط: هل أن جميع القتلى من الإسرى كانوا من أهل السنة؟ ألم يكن من بينهم من اهلنا الشيعة؟
بالطبع يوجد وربما الأكثرية من الشهداء كانوا من الشيعة! إذن هذه حقيقة نظام الملالي التي يتفانى بعض شيعة العراق بحبهم والدفاع عنهم بصورة مستميتة، ويرفعوا صور الخميني والخامنئي في شوارع بغداد والمحافظات في تحدي مقزز لمشاعر ذوي الشهداء. إن هذه الجريمة النكراء تمت في حياة وولاية الخميني، ومن المؤكد أنه لا تخفى عليه خافية، كما ان المجرمين لا يمكن أن يقوموا بهذه الإبادة البشرية دون تسلم الضوء الأخضر من القيادة الإيرانية.
أليس في الأصوات النشاز التي صفقت لهذا السفاح تمثل إستفزازا لشيعة العراق قبل غيرهم؟ وهل الشعب الإيراني يحب شيعة العراق حقا كما يحب شيعة العراق إيران ومراجع الدين الفرس؟ أصبحت الصورة واضحة ولا تحتاج إلى تعليق! لكن هل هذه التصريحات وما قبلها وما سيلحقها كفيلة بإيقاظ شيعة العراق من أفيون ملالي طهران وأذرعتهم في النجف وكربلاء وبغداد وتدفعهم لإحتضان المراجع العراقية الأصيلة المعروفة بمواقفها المعتدلة والوطنية؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف الحقيقة.
الأهم من هذا وذاك انه لا برلمان الدواب، ولا دابته الكبرى، ولا رئيس الوزراء غير المفطوم بعد، ولا وزير خارجية ايران في العراق إبراهيم الجعفري، ولا مرجعية النجف علقوا على تصريح هذا النائب المسعور! تصوروا لو أن نائبا تركيا او سعوديا ـ على سبيل المثال ـ صرح بقتل (80) وليس (800) اسير عراقي، كيف ستكون ردة فعل البرلمان والحكومة العراقية والإئتلاف الشيعي ومرجعية النجف! نقول لمن ينتظر ردة فعل: لا تتعب نفسك!
2. التصريح الثاني الذي ربما إستوحاه النائب بور من مقولة الفيلسوف الايرلندي برنارد شو" إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل، لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصيرك". ولأن المجتمع الإيراني مجتمع جاهل وفيه حوالي (8) مليون أمي، لذا فليس من المستغرب أن يصوت الناخبون لحمار ناهق كمرشح لمجلس النواب الإيراني. فقد صرح النائب نادر قازيبور عشية الانتخابات البرلمانية الإسبوع الماضي بقوله" ليس هناك مكان للحمير والنساء بمجلس النواب، واذا اتت النساء فسوف نعتدي على شرفهن"! المصيبة ان الإيرانيين من أنصاره هتفوا له بقوة مؤيدين هذه العبارة الرقيعة، دون ان يدركوا ان أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم دخلوا خانة الأتان ايضا حسب شمولية التصريح. لكن ما فات النائب المسلم في الجمهورية الإسلامية للنخاع، إنه قبل آلاف السنين صرح الوثني كونفشيوس " المرأة أبهج شيء في الحياة".
المثير في هذه الموضوع أن النائب هدد بهتك شرف النائبات جهارا بجرأة وقلة أدب لا نظير لهما، في دولة تُسمى الجمهورية الإسلامية، ويحكمها نائب الإمام كما يزعموا! إن الدول التي تشرع الزنا والزواج المثلي لم يصدر عنها مثل هكذا تصريح! لكن أن كان هذا النائب يهتك شرف النائبات بجريمة ترشيحهنٌ للإنتخابات فقط! وهنٌ محسوبات على النظام وحظين بقبول المرشد الأعلى عند ترشيحهنٌ. فما عسى أن يحصل للنساء اللواتي يعارضنٌ ولاية الفقيه وليس لهنٌ صوتا في البرلمان؟ أو النساء القابعات في سجون النظام؟
التصريح لم يصدر عن قنوات معادية لإيران أو لنظام الملالي، بل من وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، التي ذكرت بأنه" رفع عدد من النساء في مجلس الشورى، بالإضافة إلى نواب رجال، شكوى لدى المدعي العام واللجنة البرلمانية للمراقبة، ورئيس المجلس المنتهية ولايته علي لاريجاني، وكذلك إلى رئيسة كتلة عضوات مجلس الشورى فاطمة رحبر".
وعلقت الأتان الأكبر في البرلمان الإيراني ـ حسب وصف زميلها النائب بورـ بأن " النائب بور اتهم النساء، ويجب أن يُحاسب على ذلك، وأن أقواله ليست فقط شتيمة بحق النساء، ولكن بحق مجلس الشورى نفسه". الحقيقة ان التعليق جانب الحقيقة جدالأنه:
أولا: ان النائب لم يتهم، ولكنه وصف النساء وأدخلهن خانة الحمير. ثانيا: أن صفة الحمير كما يبدو أقوى عند رحبر من تهديد النائب بهتك عرضهنٌ! لا نفهم معزى تجاهل فاطمة رحبر لتهديد بور بإنتهاك الشرف، والتأكيد على صفة الحمير فقط!
ولإضفاء المزيد من سمات الديمقراطية على التجربة الإنتخابية الإيرانية الهزيلة، فإن عصابة النائب بور لاحقت الإعلامي الذي تشر الفديو الموثق لتصريحه في المنطقة الإنتخابية لبور(اوروميه) ونجى من قبضتهم بإعجوبة!
هذه هي الديمقراطية الإيرانية في ظل نظام الملالي، والتي يريدوا ان يصدورها لدول الجوار. أليس من الأولى أن يصلح النظام نفسه، ويكون نموذجا معتبرا لغيره، فتحتذي به بقية الأمم دون الحاجة لأن يصدر لها تجربته المرة والمريرة.
علي الكاش
علي الكاش
مفكر وكاتب عراقي
يقول نعوم تشومسكي " للأسف لا يمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الإنتخابات، لأننا لم ننتخبهم أصلا".
الإهتمام بالإنتخابات الإيرانية عند البعض ومنهم صاحب السطور لا تفرق نتائجها عنده لا عن قريب ولا عن بعيد، لإنها ببساطة لا تعني لهم شيئا بما فيهم الشعب الإيراني نفسه. الإنتخابات في العالم الثالث عموما والدول العربية خصوصا لا تعدو عن كونها مسرحية مهزلية. الفرق هو ان الممثلين لا يُضحِكون الجمهور، وإنما يضحَكون عليهم. على سبيل المثال في الإنتخابات العراقية السابقة فاز نوري المالكي بـ 98% من الأصوات في مناطق حزام بغداد، وهم معظمهم من أهل السنة الذين ذاقوا الأمرين من طائفية المالكي وجرائمه ضدهم! ومع هذا كانت النتيجة لصالح المالكي الذي دمر منازلهم وقتل الآلاف منهم وإعتقل ابنائهم وحرق بساتينهم ودمر مساجدهم وهجر شبابهم! أما كيف حصل هذا؟ فالجواب لا يحتاج الى تفكير عميق.
الإنتخابات الإيرانية الأخيرة لم تكن أكثر من مهزلة أيضا، فقد إستبعد المرشد الأعلى علي الخامنئي الآلاف من المرشحين وفقا لرغبته الغيبية ومنهم حفيد الخميني، وفقا للأوامر التي يتسلمها المرشد من الإمام المنتظر كما عبر عن ذلك بعض الملالي ومنهم آية الله جنتي. فعلا الطواغيت صناعة محلية بإمتياز.
لكن الذي يستوقف المرء حالتان أفرزتهما الإنتخابات الأخيرة وهما.
1. التصريح الذي أدلى به نادر قاضي بور، النائب في البرلمان الإيراني، وممثل أذربيجان الغربية، عن قتل ما لا يقل عن 800 أسير عراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية بدم بارد من قبل نظام يدعي إن شرعه الإسلام، ويستوحي أحكامه من القرآن الكريم ووصايا الأئمة! بالرغم من وقاحة وقباحة التصريح لكنه بالتأكيد قدم خدمة كبيرة للعراقيين ذوي المفقودين الذي كانوا يأملون بعودة أبنائهم من سجون طهران في يوم ما، ظنا منهم إنهم مازالوا على قيد الحياة، لقد أماط الوحش البشري اللثام عن مصير المفقودين العراقيين رحمهم الله، مات الأمل بعودتهم من خلال جريمة سافرة لنظام الدجل والإرهاب.
الملفت للنظر ان هذا النائب الحاقد لم يجد في دعايته الإنتخابية سوى أن يستثمر هذه الجريمة الشنعاء ـ وفقا للتعاليم السماوية والقانون الدولي ـ لإستقطاب الناخبين لصفه، في دلالة على مستوى الإسفاف والإبتذال عنده وعند الناخبين الإيرانيين، يبدو فعلا ان النظام الإيراني لا مانع عنده من أن يكون المرشح سفاكا وسفاحا ورئيس مافيا، المهم هو رضى المرشد الأعلى عليه. في العالم المتحضر ودول الإستكبار العالمي يقدم المرشحون برامجهم الإنتخابية بما تتضمنه من خطط تنموية وحلٌ لمشاكل الناس ورفع مستوى الرفاهية وإيجاد فرص العمل، و إنهاء الفقر والبطالة والجوع ورفع المستوى الصحي والتعليمي، وليس دعاية بقتل (800) اسير حرب، كما أن معاملة الأسير لا تحتاج الى شرح طويل لتوضيحها سواء في الشرع الأسلامي او القانون الدولي، الجميع يعرفونها حق المعرفة.
الأنكى من هذا، عندما صرح الوحش البشري بجريمة الإبادة الجماعية للأسرى العراقين تعالت أصوات الناخبين إبتهاجا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم المليئة بالحقد على العرب! فهتفوا هتافا صاخبا مصحوبا بتصفيق حاد! في حالة غريبة من الصعب تفسيرها ونحن في الألفية الثالثة، كأنه قدم للشعب الإيراني خدمة وطنية كبرى بهذه الجريمة النكراء! وهنا نسأل أهلنا شيعة العراق من أتباع ولاية الفقيه فقط: هل أن جميع القتلى من الإسرى كانوا من أهل السنة؟ ألم يكن من بينهم من اهلنا الشيعة؟
بالطبع يوجد وربما الأكثرية من الشهداء كانوا من الشيعة! إذن هذه حقيقة نظام الملالي التي يتفانى بعض شيعة العراق بحبهم والدفاع عنهم بصورة مستميتة، ويرفعوا صور الخميني والخامنئي في شوارع بغداد والمحافظات في تحدي مقزز لمشاعر ذوي الشهداء. إن هذه الجريمة النكراء تمت في حياة وولاية الخميني، ومن المؤكد أنه لا تخفى عليه خافية، كما ان المجرمين لا يمكن أن يقوموا بهذه الإبادة البشرية دون تسلم الضوء الأخضر من القيادة الإيرانية.
أليس في الأصوات النشاز التي صفقت لهذا السفاح تمثل إستفزازا لشيعة العراق قبل غيرهم؟ وهل الشعب الإيراني يحب شيعة العراق حقا كما يحب شيعة العراق إيران ومراجع الدين الفرس؟ أصبحت الصورة واضحة ولا تحتاج إلى تعليق! لكن هل هذه التصريحات وما قبلها وما سيلحقها كفيلة بإيقاظ شيعة العراق من أفيون ملالي طهران وأذرعتهم في النجف وكربلاء وبغداد وتدفعهم لإحتضان المراجع العراقية الأصيلة المعروفة بمواقفها المعتدلة والوطنية؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف الحقيقة.
الأهم من هذا وذاك انه لا برلمان الدواب، ولا دابته الكبرى، ولا رئيس الوزراء غير المفطوم بعد، ولا وزير خارجية ايران في العراق إبراهيم الجعفري، ولا مرجعية النجف علقوا على تصريح هذا النائب المسعور! تصوروا لو أن نائبا تركيا او سعوديا ـ على سبيل المثال ـ صرح بقتل (80) وليس (800) اسير عراقي، كيف ستكون ردة فعل البرلمان والحكومة العراقية والإئتلاف الشيعي ومرجعية النجف! نقول لمن ينتظر ردة فعل: لا تتعب نفسك!
2. التصريح الثاني الذي ربما إستوحاه النائب بور من مقولة الفيلسوف الايرلندي برنارد شو" إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل، لأن أغلبية من الحمير ستحدد مصيرك". ولأن المجتمع الإيراني مجتمع جاهل وفيه حوالي (8) مليون أمي، لذا فليس من المستغرب أن يصوت الناخبون لحمار ناهق كمرشح لمجلس النواب الإيراني. فقد صرح النائب نادر قازيبور عشية الانتخابات البرلمانية الإسبوع الماضي بقوله" ليس هناك مكان للحمير والنساء بمجلس النواب، واذا اتت النساء فسوف نعتدي على شرفهن"! المصيبة ان الإيرانيين من أنصاره هتفوا له بقوة مؤيدين هذه العبارة الرقيعة، دون ان يدركوا ان أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم دخلوا خانة الأتان ايضا حسب شمولية التصريح. لكن ما فات النائب المسلم في الجمهورية الإسلامية للنخاع، إنه قبل آلاف السنين صرح الوثني كونفشيوس " المرأة أبهج شيء في الحياة".
المثير في هذه الموضوع أن النائب هدد بهتك شرف النائبات جهارا بجرأة وقلة أدب لا نظير لهما، في دولة تُسمى الجمهورية الإسلامية، ويحكمها نائب الإمام كما يزعموا! إن الدول التي تشرع الزنا والزواج المثلي لم يصدر عنها مثل هكذا تصريح! لكن أن كان هذا النائب يهتك شرف النائبات بجريمة ترشيحهنٌ للإنتخابات فقط! وهنٌ محسوبات على النظام وحظين بقبول المرشد الأعلى عند ترشيحهنٌ. فما عسى أن يحصل للنساء اللواتي يعارضنٌ ولاية الفقيه وليس لهنٌ صوتا في البرلمان؟ أو النساء القابعات في سجون النظام؟
التصريح لم يصدر عن قنوات معادية لإيران أو لنظام الملالي، بل من وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، التي ذكرت بأنه" رفع عدد من النساء في مجلس الشورى، بالإضافة إلى نواب رجال، شكوى لدى المدعي العام واللجنة البرلمانية للمراقبة، ورئيس المجلس المنتهية ولايته علي لاريجاني، وكذلك إلى رئيسة كتلة عضوات مجلس الشورى فاطمة رحبر".
وعلقت الأتان الأكبر في البرلمان الإيراني ـ حسب وصف زميلها النائب بورـ بأن " النائب بور اتهم النساء، ويجب أن يُحاسب على ذلك، وأن أقواله ليست فقط شتيمة بحق النساء، ولكن بحق مجلس الشورى نفسه". الحقيقة ان التعليق جانب الحقيقة جدالأنه:
أولا: ان النائب لم يتهم، ولكنه وصف النساء وأدخلهن خانة الحمير. ثانيا: أن صفة الحمير كما يبدو أقوى عند رحبر من تهديد النائب بهتك عرضهنٌ! لا نفهم معزى تجاهل فاطمة رحبر لتهديد بور بإنتهاك الشرف، والتأكيد على صفة الحمير فقط!
ولإضفاء المزيد من سمات الديمقراطية على التجربة الإنتخابية الإيرانية الهزيلة، فإن عصابة النائب بور لاحقت الإعلامي الذي تشر الفديو الموثق لتصريحه في المنطقة الإنتخابية لبور(اوروميه) ونجى من قبضتهم بإعجوبة!
هذه هي الديمقراطية الإيرانية في ظل نظام الملالي، والتي يريدوا ان يصدورها لدول الجوار. أليس من الأولى أن يصلح النظام نفسه، ويكون نموذجا معتبرا لغيره، فتحتذي به بقية الأمم دون الحاجة لأن يصدر لها تجربته المرة والمريرة.
علي الكاش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق