الطريقة المولوية
المولوية هي إحدى الطرق الصوفية التي تنتشر بشكل خاص في تركيا وسوريا، وتنسب إلى جلال الدين الرومي، المعروف عند أصحابه باسم "مولانا" أو "مولوي"، وتشتهر هذه الطريقة بالرقص الدائري والغناء واستعمال الناي.
النشأة
ولد مؤسس هذه الطريقة جلال الدين محمد بن محمد الحسين البلخي سنة 604هـ (1207م)، في مدينة بلخ (من أعمال خراسان)، فهو إذاً فارسي الأصل، لكنه هاجر وهو صغير مع والده حتى استقر في قونية (عاصمة الدولة السلجوقية) والواقعة في جنوب تركيا، وبها أقام وتوفي سنة 672هـ (1273م).
وبعد أن كان مدّرساً للفقه، تحول المولوي إلى التصوف على يد شمس الدين التبريزي، الذي سأله: لماذا تأخذ نفسك بدراسة الفقه؟ فأجاب المولوي: لأعرف الشرع، فقال التبريزي: أليس الأجدى أن تعرف صاحب الشرع!
وبهذا المنطق الغريب صرف التبريزي المولوي عن دراسة وتدريس العلوم الشرعية، إلى براثن التصوف بحجة أن الأجدى هو معرفة الله سبحانه وتعالى لا معرفة الشريعة، ويعلق الدكتور عبد المنعم الحفني على هذا الفهم فيقول: "وهذه مغالطة، إذ كيف أعرف صاحب الشرع إن لم أعرف لأي شيء يشرّع، ولماذا يشرع، وما الذي يشرّع له"؟([1]).
وقد تعلق المولوي بأستاذه التبريزي تعلقاً كبيراً إلى الدرجة التي جعلته يحبس نفسه معه في حجرة واحدة أربعين يوماً([2]).
وإضافة إلى تتلمذه على يد التبريزي، فقد زار جلال الدين المولوي دمشق، واتصل بشيخ الصوفية الأكبر محيي الدين بن عربي (560ـ 638هـ) وتلاميذه، ومنهم سعد الدين الحمومي، وصدر الدين القونوي. وقد عاصر المولوي عدداً من شيوخ الصوفية أبرزهم أبو الحسن الشاذلي، مؤسس الطريقة الشاذلية.
وقد ترك المولوي عدداً من المؤلفات أشهرها:
1ـ المثنوي: ويضم أكثر من 25 ألف بين من الشعر، تم جمعها في ستة مجلدات ضخمة، وهو ذو مكانة خاصة عند الصوفية، وقد وصف الرومي كتابه هذا بأنه "فقه الله الأكبر"! والفرس يسمونه "قرآن بهلوي" أي قرآن الفارسية.
2ـ ديوان شمس تبريز: ويحتوي على آلاف الأبيات الشعرية، والرباعيات في الغزل الوصوفي.
3ـ كتاب "فيه ما فيه": وهو كتاب قصص وأمثال ومواعظ وذكريات.
4ـ المجالس السبعة: ويشمل على سبع مواعظ دينية وخطب ألقاها أثناء اشتغاله بالتدريس.
أهم العقائد والأفكار والسلوكيات
تتشابه عقائد المولويين مع عقائد عموم الصوفية وطرقهم، التي تم الحديث عنها أو عن بعضها في الحلقات الماضية، كالإيمان بوحدة الوجود، وصرف بعض أنواع العبادات لغير الله، كالاستغاثة بالأولياء وطلب العون والشفاء والحاجات من شيوخهم، ونحن في معرض حديثنا عن الطريقة المولوية، وشيخها جلال الدين الرومي، نود أن نشير إلى عقائدها البارزة وأفكارها التي عبّر عنها الرومي بوضوح في مؤلفاته وأشعاره، ومن ذلك:
1ـ إيمان المولوي بوحدة الأديان، وأنه لا فرق بين الإسلام والنصرانية واليهودية، وسائر الأديان، كما يتضح ذلك في هذه الأبيات:
نفسي، أيها النور المشرق، لا تنء عني لا تنء عني
حبي، أيها المشهد المتألق، لا تنء عني لا تنء عني
انظر إلى العمامة أحكمتها فوق رأسي
بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصري
أحمل الزنار، وأحمل المخلاة
لا بل أحمل النور، فلا تنء عني لا تنء عني
مسلم أنا، ولكني نصراني وبرهمي زرادشتي
توكلت عليك أيها الحق الأعلى، فلا تنء عني لا تنء عني
ليس لي سوى معبد واحد، مسجداً كان أو كنيسة أو بيت أصنام
ووجهك الكريم فيه غاية نعمتي، فلا تنء عني لا تنء عني([3])
والأبيات السابقة للرومي تحمل المعاني ذاتها التي صرح بها شيخ الصوفية الأكبر، ابن عربي الذي قال:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت الأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني([4])
ويقول الرومي في موضع آخر:
أيها المسلمون ليت شعري ما التدبير؟ أنا لا أدري من أنا:
فلا أنا مسيحي ولا يهودي ولا زرادشتي ولا مسلم
ولا شرقي ولا غربي ولا علوي ولا سفلي
ولا أنا من عناصر الطبيعة
ولا أنا من الفلك الدوّار([5])
ولذلك دخل في الطريقة المولوية العديد من اليهود والنصارى ([6] )
2ـ تكرر في كلام جلال الدين الرومي الإيمان بوحدة الوجود([7])، ولعلّ الأبيات السابقة تكشف عن جزء من ذلك ووجه الربط في ذلك وبحسب الشيخ محمود القاسم فإن "عقيدة وحدة الوجود، هي التي ترى كل الأديان صحيحة، لأن كل المعبودات هي الله وكل شيء هو الله"([8]).
وفي أبيات ونصوص أخرى يتضح لنا أكثر اعتقاد المولوية بوحدة الوجود إذ يقول الرومي:
ولا بهذا الكون ولا ذلك، ولا في الجنة ولا النار موطني
ولا طردت من عدن ولا يزدان، ولا من آدم أخذت نسبتي
بل مقام ما أبعده من مقام، وطريق خفي المعالم
تجردت عن بدني وروحي، فمن جديد أحيا في روح محبوبي([9])
ويقول أيضاً: "إن الله هو ماتراه فيّ بعين قلبك، لأنه اختارني بيتاً له، فإذا رأيتني فقد رايته، وطفت حول الكعبة الحنفية، وإذا عبدتني فقد عبدته، وسبّحت له، فلا تظن أنني شيء غيره"([10]). ولم تكن وحدة الوجود عقيدة محصورة في جلال الدين المولوي، إذ أن الرحالة الأمريكي w. seabrook الذي زار بلاد الشام في العشرينيات من القرن الماضي والتقى فيها بعض شيوخ المولوية وحضر حضراتهم وطقوسهم، ينقل عن شيخ المولوية في مدينة طرابلس، شفيع المولوي ما يفيد إيمانه هو وطريقته والصوفية بهذه العقيدة إذ يقول الشيخ شفيع: "الغاية القصوى للصوفي هي الاتحاد بالله، غير أن السبل إلى ذلك متشعبة.... وأما نحن المولوية فنؤمن بأن الروح والجسد متساويان في القداسة، بأن الروح تنمو مثل زهرة على ساق الجسد. نحن نتقبل الجمال المادي والحسي باعتباره مرآة حقيقية للجمال المادي"([11])
3ـ للرومي ميول شيعية واضحة وغلو في علي رضي الله عنه وآل البيت، شأن معظم المنتسبين إلى الطرق الصوفية، ومن ذلك قوله:
منذ كانت صورة تركيب العالم.... كان عليّ
منذ نقشت الأرض وكان الزمان.... كان عليّ
ذلك الفاتح الذي انتزع باب خيبر بجملة واحد... كان عليّ
كلما تأملت في الآفاق ونظرت فيها أيقنت بأنه في الموجودات... كان عليّ
إن من كان هو الوجود ولولاه لسرى العدم في العالم الموجود.... كان عليّ
إن سر العالمين الظاهر والباطن الذي في شمس تبريز..... كان عليّ
يقول الدكتور الحفني بعد إيراده لهذه الأبيات: "فهل لهذا الكلام معنى آخر سوى أن عليّاً هو الله؟!!" ([12]).
4ـ الدعوة إلى الاستغناء عن العلم الشرعي، وتفضيل علوم التصوف وخرافاته، وقد سبق الحديث عن أن شمس الدين التبريزي أقنع جلال الدين الرومي بترك دراسة وتدريس الفقه والاتجاه إلى التصوف بحجة معرفة الله لا معرفة شريعته. وقد أورد الرومي قصة في كتابه "المثنوي" مفادها أن رجلاً جلس في حضرة حبيبه، فأخرج كتباً في الغرام وأخبار العشاق، وأخذ يقرأ فيها، فقال المعشوق منكراً: إن كان هذا من أجلي، وبعد أن وصلت إليّ فهو تضيع للعمر، أنا حاضر إلى جوارك وأنت تقرأ الكتب؟! أنا معك وأنت منشغل عني، ما هذه أمارة العاشقين.
يقول الدكتور القصيّر: "وترمز هذه القصة إلى اعتقاد المتصوفة استغناءهم عن العلم الشرعي بعد الوصول إلى حقيقة، وبلوغ مرتبة اليقين"([13]).
5ـ الانحلال والاستهانة بأحكام الشرع، فقد مرّ بنا أن علاقة الرومي بشيخه التبريزي كانت مبنية على الشذوذ، وتكرر في أشعاره ذكر العشق.
كما أن أذكار المولوية قائمة على الرقص والموسيقى ـ كما سيأتي بيانه ـ وينقل الرّحالة سيبروك شيئاً من ولع شيخ المولوية في طرابلس بالتدخين، بعد أن حلّ ضيفاً عليه، فيقول: "كان واضحاً أن ضيافة الدراويش لا تقشف فيها، إذ سرعان ما وجدنا أنفسنا ندخن سجائر من القاهرة فاخرة مذهبة الأعقاب، ونرشف شراباً ضارباً إلى الخضرة من عصير العنب الأبيض والليمون المعمول حديثاً. دخّن الشيخ المولوي وشرب معنا".
ويقول الرّحالة في موضع آخر: "... ووجدت صعوبة في التوفيق بين هذه الصورة الذهنية (زهد الصوفية) والحقيقة التي أمامي (تمتع شيخ المولوية بالطعام والشراب والملذات) وأنا أراقب الشيخ شفيع وهو يدخن سيجارة ومذهبة العقب تدخين مترف، ويحتسي القهوة احتساء خبير حسن الذوق"([14]).
أذكارهم ورقصاتهم
ارتبط اسم المولوية بالغناء والموسيقى والرقص. ولآلة الناي مكانة كبيرة عند المولوية وشيخها الرومي الذي يقول: "استمع للناي كيف يقص حكايته، فهو يشكو آلام الفراق في صوت هو شكاية، ويقول به إنه منذ قطعوه من الغابة والناس يبكون ببكائه، وصدره يمزقه الفراق،..."([15]).
ويتميز المولوية بالرقص الدائري من قبل الدراويش المصاحب للموسيقى، ويعتقدون أن رقصهم هذا يوصلهم إلى الله، بل والاندماج معه سبحانه ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ .
يقول شيخ المولوية السابق في طرابلس شفيع المولوية مخاطباً الرحالة الأمريكي سيبروك: "إن جميع الدروب تنتهي إلى الله، وعلى كل إنسان أن يختار الدرب الذي يراه أفضلها له. ولكنك تريدني أن أتكلم على الدرب الذي اخترناه نحن المولوية، كيف نسعى من خلال الرقص إلى الاندماج في الانسجام العلوي"([16]).
ونظراً لانغماس المولوية في الموسيقى والغناء الذي حسبوه ذكراً لله، كان أبرز الملحنين الموسيقيين الأتراك من المولوية. وقد أطلق على المغني أو المنشد أو الدرويش الذي يؤدي أغانيهم اسم "سَماع زَن" sema zen ، أو مَولد خان([17]).
انتشارها وأهم شخصياتها
تنتشر المولوية بشكل خاص في تركيا، وبدرجة أقل في سوريا وفلسطين ولبنان، وبعض الدول الأخرى.
1ـ تركيا: تعتبر مدينة قونية التركية مركز هذه الطريقة في العالم، ذلك أن جلال الدين الرومي قضى معظم حياته بها، كما أنه دفن فيها، في مسجده المسمى بالقبة الخضراء.
وإضافة إلى مدينة قونية، فللطريقة مراكز أخرى في استانبول وغاليبولي، كما أن التكايا المولوية انتشرت في قيصرى وسيواس وآقسراي.
وبالرغم من أن تركيا العلمانية تقف بوجه الحركات والتيارات الإسلامية، إلاّ أن المولوية تحظى بشيء من الدعم والتسهيل بحجة اعتبار الدولة مراسم المولوية (الغناء والرقص...) كجزء من الفولكلور التركي([18]).
2ـ سوريا: تعتبر مدينة حلب القريبة من تركيا أهم مركز للمولوية في سوريا، وخصوصاً مسجد المولوية في باب الفرج بحلب. وفي العاصمة دمشق يتركز المولويون في جامع المولوية في أول شارع النصر، مقابل محطة الحجاز، والجامعان لا يزالان موجودين إلى الآن([19]).
3ـ لبنان: حيث تعتبر مدينة طرابلس أهم مراكز المولوية هناك.
4ـ فلسطين: حيث تعبتر التكية المولوية من أهم التكايا التي أقامها العثمانيون في القدس، وقد بناها قومندان القدس خداوند كاربك سنة 995هـ. وكان تعيين شيخ التكية يأتي من الشيخ الأعلى للطريقة المولوية في قونية بتركيا، وكان لها أملاك وأوقاف للإنفاق عليها اندثرت كلها.
وفي السبعينيات من القرن الماضي، توفي آخر شيوخها عادل المولوي، الطرابلسي الأصل، وكانت الطريقة موجودة في القدس قبل الوجود العثماني فيها، وقد ثبّت السلطان العثماني سليم ـ عندما زار القدس ـ رئيس الدراويش المولوية أخفش زادة، في وظيفته، ومنحه 500 أقجة صدقات. وفي القرن الحادي عشر الهجري، كان في القدس عدد كبير من أتباع المولوية، يتقاضى الواحد منهم 500 أقجة([20]).
أما شخصياتها:
فبعد جلال الدين الرومي، تولى رئاسة الطريقة تلميذه حسام الدين الحلبي، ويقول المولوية أن الرومي كان شديد التعلق بتلميذه! وان التلميذ هو الذي أشار على الأستاذ بكتابة مؤلفاته.
وبرز في هذه الطريقة محمد باقر الشلبي الذي كان شيخاً لها في قونية في العشرينات من القرن الماضي، والشيخ شفيع المولوي شيخ الطريقة في طرابلس، وغيرهم.
للاستزادة
1ـ الموسوعة الصوفية ـ عبد المنعم الحفني
2ـ الكشف عن حقيقة الصوفية ـ محمود عبد الرؤوف القاسم
3ـ عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية ـ د. أحمد القصير
4ـ مغامرات في بلاد العرب ـ ويليام سيبروك
مقالات
1ـ المولوية ـ د. هدى درويش www. Alazhr.org.
2ـ المولوية وبدائع "سماع زن" التركية سعد عبد المجيد www. Islam- online. Net.
3ـ المولوية ـ أحمد بوبس ـ الملحق الثقافي لصحيفة الثورة السورية.
4ـ تكايا الصوفية في فلسطين ـ نافذ أبو حسنة ـ المركز الفلسطيني للإعلام.
[1]) ) ـ الموسوعة الصوفية ص 95.
[2]) ) ـ يصف الدكتور الحفني في المصدر السابق ص 95 مكوث المولوي إلى جانب التبريزي 40 يوماً بقوله "وهذا شذوذ صريح"، ويتحدث عن شيء من خبايا العلاقة بينهما فيقول: " وحدثت بين التبريزي وأهل الرومي وأصحابه مغاضبات، وتركهم مره وسافر إلى الشام، وأرسل الرومي ابنه وراءه ليعيده، ... ولما عاد التبريزي كانت فرحة كبرى للرومي، وزوّجه من إحدى بنات الأسرة ليخرس الألسن ويمنع القيل والقيل، ولكن المضايقات عادت، فغادرهم التبريزي هذه المرة إلى غير رجعة. وقد تبين بعد الزواج أن التبريزي شاذ فعلاً وفضحه الزواج، وكان جلال لوطياً والتبريزي مأبوناً" ص95ـ96. ويضيف الحفني (ص98) "قيل: إن هذه الفضيحة التي موضوعها العشق واللواط بين شمس تبريزي وجلال الدين الرومي قد دفعت ابن جلال، المدعو علاء الدين إلى أن يقتل التبريزي، وكتموا الأمر عن جلال بدعوى أن شمساً قد رحل، ويبدو أنهم اكتشفوا أخيراً في قونية البئر التي أخفى فيه علاء الدين جثمان شمس، وعثروا فيه على بقاياه".
[3]) ) ـ الكشف عن حقيقة الصوفية ص 152 نقلاً عن "التصوف الإسلامي وتاريخه".
[4]) ) ـ المصدر السابق ص 152، نقلاً عن ديوان ترجمان الأشواق.
[5]) ) الموسوعة الصوفية ص 254.
( [6] ) – انتشار الإسلام بين المغول ، رجب محمد عبد الحليم ، ص91.
[7]) ـ عقيدة صوفية فاسدة تعني أن الله تعالى والعالم شيء واحد (عقيدة الصوفية للقصير ص 28).
[8]) ) ـ الكشف عن حقيقة الصوفية ص 152ـ 153.
[9]) ) ـ المصدر السابق ص 153 نقلاً عن "في التصوف الإسلامي وتاريخه".
[10]) ) ـ المصدر السابق 154 نقلاً عن "في التصوف الإسلامي وتاريخه".
[11]) ) مغامرات في بلاد العرب ص 245ـ 246.
[12]) ) ـ الموسوعة الصوفية ص 256.
[13]) ) ـ عقيدة الصوفية ص 283.
[14]) ) ـ معامرات ص 242ـ 246.
[15]) ) ـ الموسوعة الصوفية ص 253، نقلاً عن المثنوي.
[16]) ) ـ مغامرات ص 250.
[17]) ) ـ مقال سعد عبد المجيد.
[18]) ) ـ مقال د. هدى درويش.
[19]) ) ـ مقال أحمد بوبس.
[20]) ) ـ مقال نافذ أبو حسنة ـ المركز الفلسطيني للإعلام.
المصدر الراصد نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق