مقالات منقولة من موقع شيعي
5 نوفمبر، 2013، الساعة 05:05 مساءً
بــاعـــتـــراف كـبــــــار مشـــــايــــخ الشــــيعــة :أســــاطير كربــــلاء! !!! فمتـى يســـتـيـقـظــون ؟ قــــاطــــعـــــوا صــــنّــــــــــاع الأســــاطــيــــــر... بقلم : نايف كريِّم (إعلامي لبناني مدير تلفزيون المنار سابقاً)
المقال نشر في 5 آذار 2003 في صحيفة الســفيـر اللبنانيــه
كثيراً ما أجد ضالتي.. في أثر من آثار العلامة الشهيد الشيخ مرتضى مطهري ... وبما أن الامام الخميني أوصانا أن لا ندع كتب الشهيد مطهري (وبالتالي أفكاره) في مطاوي النسيان.. وتعميما للفائدة.. وسعيا للإصلاح.. الذي خرج الإمام الحسين في طلبه في عاشوراء.. وتنفيذاً لوصية الامام الخميني.. اخترت بعض المقاطع الهامة المتفرّقة..مما ورد في كتاب "الملحمة الحسينية" للشهيد مطهري ... وجمعتها حرفياً.. من دون تدخل في المضمون.. أو تحوير في المعنى.. منعاً لاستغلال المتربّصين.. وليكون النقد الذاتي حاضراً في الذكرى.. بقلم الشيخ الشهيد.. علّ الذكرى تنفع المؤمنين ... * النصوص المختارة ... إننا وللأسف الشديد.. قد حرفنا حادثة عاشوراء ألف ألف مرة.. أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها!.. حرفناها لفظيا.. كما تناول التحريف.. تفسير الحادثة وتحليلها ... أي أن الحادثة.. تعرضت للتحريف اللفظي .. كما تعرضت للتحريف المعنوي ... وأقول بكل مرارة.. إن التحريفات التي أصابت هذه القضية على أيدينا.. كانت كلها باتجاه التقليل من قيمة الحادثة.. ومسخها وتحويلها إلى حادثة لا طعم لها ولا معنى.. والمسؤولية هنا تقع على عاتق الرواة والعلماء.. كما تقع على العامة من الناس ... إن المادة المزوّرة والمدسوسة كثيرة للغاية.. ولا يمكن حصرها بسهولة.. وإذا ما أردنا جمع كل المآثم الكاذبة.. فإننا سنحتاج إلى عدة مجلدات ضخمة ... المرحوم الميرزا حسين النوري أعلى الله مقامه.. وهو أستاذ المرحوم الشيخ عباس القمي.. والمرحوم الشيخ محمد باقر البير جندي.. والمرحوم الشيخ علي اكبر النهاوندي ... الحاج النوري هذا.. محدّث نادر.. ومتبحّر في فن الخطابة والحديث.. ورجل حماسي يملأ الايمان قلبه.. وكتابه المعروف باسم "اللؤلؤ والمرجان" من الكتب الجيدة جدا ... لقد ذكر هذا الرجل الكبير في كتابه هذا .. نماذج من الأكاذيب المعروفة التي ألصقها الكثيرون بحادثة كربلاء.. حتى أنه يصرح بقوله: "من الواجب أن نقيم المآتم على الحسين.. إننا يجب أن نبكي الحسين (ع).. ولكن ليس بسبب السيوف والرماح التي استهدفت جسده الطاهر الشريف في ذلك اليوم التاريخي .. بل بسبب الاكاذيب التي أُلصقت بالواقعة "... ثم يكتب الحاج النوري رضوان الله عليه: "إن مصدر المآثم الكاذبة.. هي كربلاء والنجف وإيران.. أي مراكز التشيع الأساسية نفسها "... والآن أود أن أذكر لكم بعض النماذج من التحريفات.. التي يتعلق قسم منها بوقائع ما قبل عاشوراء.. والبعض الآخر بالوقائع التي حصلت في الطريق إلى كربلاء ... وهناك البعض منها.. مما هو متصل بحياة الائمة الأطهار.. الذين توالوا بعد حادثة عاشوراء ... لا بد لنا جميعا من قهر هذه الرغبة اللامسؤولة المنتشرة بين الناس والخطباء.. والتي تتوقع من المجالس الحسينية.. أن تصبح مجالس حارة .. أو كما يصطلح عليها البعض كربلاء ثانية ... فالخطيب المسكين.. تراه أحيانا يقع في حيرة إذا ما تكلّم الصدق.. وقال الحقائق دون زيادة أو نقصان من على المنبر الحسيني.. إذ أن نتيجة ذلك ستكون نعت مجلسه بالمجلس البارد.. وبالتالي عدم رغبة الناس بدعوة هذا الخطيب مجدداً.. ما يُضطره إلى اختراع بعض القصص الخيالية لإدخال الحرارة إلى مجلسه ... فما معنى خلق كربلاء ثانية؟ ينبغي على الناس أن تستمع إلى المأتم الحسيني الصادق.. حتى تتسع معارفهم.. وينمو مستوى التفكير لديهم.. ويعرفوا بأن اهتزاز روحهم مع أي كلمة من كلمات المأتم الحسيني.. يعني تحليقها وانصهارها مع روح الحسين بن علي (ع).. وبالتالي فإن دمعة واحدة إذا ما خرجت من مآقيها.. كافية لمنحهم ذلك المقام الكبير لأنصار الحسين (ع)... أما الدموع التي تخرج خلال العرض المأساوي.. ورسم المجزرة.. وتشريح الذبح والمذبحة.. فلا تساوي شيئاً حتى ولو كانت بحراً من الدموع ... إن أغلب التزوير والكذب.. الذي أدخل في مواعظ التعزية.. كان سببه الرغبة في الخروج من سياق الوعظ.. والتحليق في خيال الفاجعة ... هناك نموذج للتحريف في وقائع عاشوراء.. وهي القصة التي أصبحت معروفة جدا في القراءات الحسينية والمأتم.. وهي قصة ليلى أم علي الأكبر ... هذه القصة.. لا يوجد في الحقيقة دليل تاريخي واحد.. يؤكد وقوعها ... عندما كنت في أحد المجالس الحسينية التي عقدت في بيت أحد كبار العلماء في طهران.. كان القارئ يتحدث عن ليلى وابنها علي الأكبر.. ثم راح ينشد ويقول : نذر عليّ لئن عادوا وإن رجعوا *** لأزرعن طريق الطف ريحانا ... لقد ذهلت لما سمعت.. وزاد تعجبي من هذا البيت من الشعر العربي.. وصرت أسأل نفسي.. من أين جاء وسط هذه التعزية؟؟؟ ثم ذهبت أبحث في بطون الكتب.. وإذ بي أجد بأن "التفت" هي منطقة غير منطقة كربلاء ... ثم إن بيت الشعر كله لا علاقة له بحادثة عاشوراء.. لا من قريب.. ولا من بعيد.. بل إنه نُظم على لسان مجنون ليلى العامري.. وهو ينتظر ليلاه التي كانت تقيم في هذه الناحية.. واذ بقراء التعزية صاروا يقرؤونه على لسان أم علي الاكبر.. وحرفت "التفت" إلى طف كربلاء.. وواقعة عاشوراء ... نموذج آخر.. عرس القاسم.. وهل هناك من لم يسمع في كل تعزية من التعازي الحسينية بعرس القاسم ... إنه اختلاق محض.. لا وجود لأي أساس له في الكتب المعتبرة.. لكنه أول من أدخل هذه القصة في التاريخ الحسيني المزوّر.. هو الملا حسين الكاشف في كتابه "روضة الشهداء "... وفي كتاب "أسرار الشهادة" للملا أغا الدربندي.. يصبح رقم جيش عمر بن سعد .. مليوناً وستمئة ألف شخص ... كما ورد في نفس الكتاب أن الامام الحسين (ع).. قد قتل ثلاثمئة ألف شخص بيده فقط!.. في هيروشيما كان عدد قتلى القنبلة الذرية ستين ألفاً ... إنها قصة لا تناسب العقل بتاتا.. وبالتالي فإنها تفقد الواقعة قيمتها التاريخية ... إن لقب السّقا.. كان قد أعطي لأبي الفضل (العباس).. قبل يوم العاشر (من محرم).. لأنه في الحقيقة.. كان قد شق صفوف العدو لأكثر من مرة في الليالي التي سبقت يوم العاشر.. وأتى بالماء لأهل الحسين وعياله ... إنه ليس صحيحاً.. بأنهم لم يذوقوا طعم الماء لثلاثة أيام متوالية.. كما يدّعي أصحاب الأساطير... صحيح أنهم كانوا قد مُنعوا من الوصول إلى الشريعة.. لكنهم بفضل العباس استطاعوا الوصول إليها.. وجلب الماء لا سيما ليلة العاشر من محرم.. حيث إنهم استطاعوا الاغتسال في تلك الليلة ... النموذج الآخر للتحريف.. هو يوم الأربعين (أربعين الحسين).. عندما يحين موعد الأربعين.. نسمع جميعاً بالتعزية الخاصة بيوم الاربعين.. والناس جميعا يعتقدون بأن الأسرى من آل بيت الرسول.. قد ذهبوا في ذلك اليوم من الشام إلى كربلاء.. والتقوا هناك بجابر.. كما التقاه الامام زين العابدين.. في حين ان المؤلف الوحيد الذي يذكر هذا الموضوع.. هو السيد ابن طاووس في كتابه "اللهوف على الطفوف".. وهذه القصة لا تذكر في الكتب المعتبرة إطلاقاً ... إن أول زائر لقبر الامام الحسين هو جابر.. ومراسم الأربعين ليست سوى الزيارة المعروفة.. التي قرأها جابر على قبر الامام ... لا يوجد شيء اسمه تجديد عزاء أهل البيت.. ولا قدوم الأسرى من آل النبي إلى كربلاء.. إن الطريق من الشام إلى المدينة.. لا يمر عبر كربلاء أبدا ... إن الوقائع التاريخية واضحة المعالم.. ومليئة بالفخر والعزة والمجد.. ولكننا شوّهنا هذه الصفحة التاريخية المشرقة .. وارتكبنا خيانة كبرى بحق الامام الحسين (ع). بحيث أنه لو ظهر إلى عالم الوجود المادي اليوم.. لاتهمنا بقلب حقيقة الواقعة رأسا على عقب.. ولقال إنني لست ذلك الحسين الذي رسمتموه في خيالكم .
5 نوفمبر، 2013، الساعة 05:05 مساءً
بــاعـــتـــراف كـبــــــار مشـــــايــــخ الشــــيعــة :أســــاطير كربــــلاء! !!! فمتـى يســـتـيـقـظــون ؟ قــــاطــــعـــــوا صــــنّــــــــــاع الأســــاطــيــــــر... بقلم : نايف كريِّم (إعلامي لبناني مدير تلفزيون المنار سابقاً)
المقال نشر في 5 آذار 2003 في صحيفة الســفيـر اللبنانيــه
كثيراً ما أجد ضالتي.. في أثر من آثار العلامة الشهيد الشيخ مرتضى مطهري ... وبما أن الامام الخميني أوصانا أن لا ندع كتب الشهيد مطهري (وبالتالي أفكاره) في مطاوي النسيان.. وتعميما للفائدة.. وسعيا للإصلاح.. الذي خرج الإمام الحسين في طلبه في عاشوراء.. وتنفيذاً لوصية الامام الخميني.. اخترت بعض المقاطع الهامة المتفرّقة..مما ورد في كتاب "الملحمة الحسينية" للشهيد مطهري ... وجمعتها حرفياً.. من دون تدخل في المضمون.. أو تحوير في المعنى.. منعاً لاستغلال المتربّصين.. وليكون النقد الذاتي حاضراً في الذكرى.. بقلم الشيخ الشهيد.. علّ الذكرى تنفع المؤمنين ... * النصوص المختارة ... إننا وللأسف الشديد.. قد حرفنا حادثة عاشوراء ألف ألف مرة.. أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها!.. حرفناها لفظيا.. كما تناول التحريف.. تفسير الحادثة وتحليلها ... أي أن الحادثة.. تعرضت للتحريف اللفظي .. كما تعرضت للتحريف المعنوي ... وأقول بكل مرارة.. إن التحريفات التي أصابت هذه القضية على أيدينا.. كانت كلها باتجاه التقليل من قيمة الحادثة.. ومسخها وتحويلها إلى حادثة لا طعم لها ولا معنى.. والمسؤولية هنا تقع على عاتق الرواة والعلماء.. كما تقع على العامة من الناس ... إن المادة المزوّرة والمدسوسة كثيرة للغاية.. ولا يمكن حصرها بسهولة.. وإذا ما أردنا جمع كل المآثم الكاذبة.. فإننا سنحتاج إلى عدة مجلدات ضخمة ... المرحوم الميرزا حسين النوري أعلى الله مقامه.. وهو أستاذ المرحوم الشيخ عباس القمي.. والمرحوم الشيخ محمد باقر البير جندي.. والمرحوم الشيخ علي اكبر النهاوندي ... الحاج النوري هذا.. محدّث نادر.. ومتبحّر في فن الخطابة والحديث.. ورجل حماسي يملأ الايمان قلبه.. وكتابه المعروف باسم "اللؤلؤ والمرجان" من الكتب الجيدة جدا ... لقد ذكر هذا الرجل الكبير في كتابه هذا .. نماذج من الأكاذيب المعروفة التي ألصقها الكثيرون بحادثة كربلاء.. حتى أنه يصرح بقوله: "من الواجب أن نقيم المآتم على الحسين.. إننا يجب أن نبكي الحسين (ع).. ولكن ليس بسبب السيوف والرماح التي استهدفت جسده الطاهر الشريف في ذلك اليوم التاريخي .. بل بسبب الاكاذيب التي أُلصقت بالواقعة "... ثم يكتب الحاج النوري رضوان الله عليه: "إن مصدر المآثم الكاذبة.. هي كربلاء والنجف وإيران.. أي مراكز التشيع الأساسية نفسها "... والآن أود أن أذكر لكم بعض النماذج من التحريفات.. التي يتعلق قسم منها بوقائع ما قبل عاشوراء.. والبعض الآخر بالوقائع التي حصلت في الطريق إلى كربلاء ... وهناك البعض منها.. مما هو متصل بحياة الائمة الأطهار.. الذين توالوا بعد حادثة عاشوراء ... لا بد لنا جميعا من قهر هذه الرغبة اللامسؤولة المنتشرة بين الناس والخطباء.. والتي تتوقع من المجالس الحسينية.. أن تصبح مجالس حارة .. أو كما يصطلح عليها البعض كربلاء ثانية ... فالخطيب المسكين.. تراه أحيانا يقع في حيرة إذا ما تكلّم الصدق.. وقال الحقائق دون زيادة أو نقصان من على المنبر الحسيني.. إذ أن نتيجة ذلك ستكون نعت مجلسه بالمجلس البارد.. وبالتالي عدم رغبة الناس بدعوة هذا الخطيب مجدداً.. ما يُضطره إلى اختراع بعض القصص الخيالية لإدخال الحرارة إلى مجلسه ... فما معنى خلق كربلاء ثانية؟ ينبغي على الناس أن تستمع إلى المأتم الحسيني الصادق.. حتى تتسع معارفهم.. وينمو مستوى التفكير لديهم.. ويعرفوا بأن اهتزاز روحهم مع أي كلمة من كلمات المأتم الحسيني.. يعني تحليقها وانصهارها مع روح الحسين بن علي (ع).. وبالتالي فإن دمعة واحدة إذا ما خرجت من مآقيها.. كافية لمنحهم ذلك المقام الكبير لأنصار الحسين (ع)... أما الدموع التي تخرج خلال العرض المأساوي.. ورسم المجزرة.. وتشريح الذبح والمذبحة.. فلا تساوي شيئاً حتى ولو كانت بحراً من الدموع ... إن أغلب التزوير والكذب.. الذي أدخل في مواعظ التعزية.. كان سببه الرغبة في الخروج من سياق الوعظ.. والتحليق في خيال الفاجعة ... هناك نموذج للتحريف في وقائع عاشوراء.. وهي القصة التي أصبحت معروفة جدا في القراءات الحسينية والمأتم.. وهي قصة ليلى أم علي الأكبر ... هذه القصة.. لا يوجد في الحقيقة دليل تاريخي واحد.. يؤكد وقوعها ... عندما كنت في أحد المجالس الحسينية التي عقدت في بيت أحد كبار العلماء في طهران.. كان القارئ يتحدث عن ليلى وابنها علي الأكبر.. ثم راح ينشد ويقول : نذر عليّ لئن عادوا وإن رجعوا *** لأزرعن طريق الطف ريحانا ... لقد ذهلت لما سمعت.. وزاد تعجبي من هذا البيت من الشعر العربي.. وصرت أسأل نفسي.. من أين جاء وسط هذه التعزية؟؟؟ ثم ذهبت أبحث في بطون الكتب.. وإذ بي أجد بأن "التفت" هي منطقة غير منطقة كربلاء ... ثم إن بيت الشعر كله لا علاقة له بحادثة عاشوراء.. لا من قريب.. ولا من بعيد.. بل إنه نُظم على لسان مجنون ليلى العامري.. وهو ينتظر ليلاه التي كانت تقيم في هذه الناحية.. واذ بقراء التعزية صاروا يقرؤونه على لسان أم علي الاكبر.. وحرفت "التفت" إلى طف كربلاء.. وواقعة عاشوراء ... نموذج آخر.. عرس القاسم.. وهل هناك من لم يسمع في كل تعزية من التعازي الحسينية بعرس القاسم ... إنه اختلاق محض.. لا وجود لأي أساس له في الكتب المعتبرة.. لكنه أول من أدخل هذه القصة في التاريخ الحسيني المزوّر.. هو الملا حسين الكاشف في كتابه "روضة الشهداء "... وفي كتاب "أسرار الشهادة" للملا أغا الدربندي.. يصبح رقم جيش عمر بن سعد .. مليوناً وستمئة ألف شخص ... كما ورد في نفس الكتاب أن الامام الحسين (ع).. قد قتل ثلاثمئة ألف شخص بيده فقط!.. في هيروشيما كان عدد قتلى القنبلة الذرية ستين ألفاً ... إنها قصة لا تناسب العقل بتاتا.. وبالتالي فإنها تفقد الواقعة قيمتها التاريخية ... إن لقب السّقا.. كان قد أعطي لأبي الفضل (العباس).. قبل يوم العاشر (من محرم).. لأنه في الحقيقة.. كان قد شق صفوف العدو لأكثر من مرة في الليالي التي سبقت يوم العاشر.. وأتى بالماء لأهل الحسين وعياله ... إنه ليس صحيحاً.. بأنهم لم يذوقوا طعم الماء لثلاثة أيام متوالية.. كما يدّعي أصحاب الأساطير... صحيح أنهم كانوا قد مُنعوا من الوصول إلى الشريعة.. لكنهم بفضل العباس استطاعوا الوصول إليها.. وجلب الماء لا سيما ليلة العاشر من محرم.. حيث إنهم استطاعوا الاغتسال في تلك الليلة ... النموذج الآخر للتحريف.. هو يوم الأربعين (أربعين الحسين).. عندما يحين موعد الأربعين.. نسمع جميعاً بالتعزية الخاصة بيوم الاربعين.. والناس جميعا يعتقدون بأن الأسرى من آل بيت الرسول.. قد ذهبوا في ذلك اليوم من الشام إلى كربلاء.. والتقوا هناك بجابر.. كما التقاه الامام زين العابدين.. في حين ان المؤلف الوحيد الذي يذكر هذا الموضوع.. هو السيد ابن طاووس في كتابه "اللهوف على الطفوف".. وهذه القصة لا تذكر في الكتب المعتبرة إطلاقاً ... إن أول زائر لقبر الامام الحسين هو جابر.. ومراسم الأربعين ليست سوى الزيارة المعروفة.. التي قرأها جابر على قبر الامام ... لا يوجد شيء اسمه تجديد عزاء أهل البيت.. ولا قدوم الأسرى من آل النبي إلى كربلاء.. إن الطريق من الشام إلى المدينة.. لا يمر عبر كربلاء أبدا ... إن الوقائع التاريخية واضحة المعالم.. ومليئة بالفخر والعزة والمجد.. ولكننا شوّهنا هذه الصفحة التاريخية المشرقة .. وارتكبنا خيانة كبرى بحق الامام الحسين (ع). بحيث أنه لو ظهر إلى عالم الوجود المادي اليوم.. لاتهمنا بقلب حقيقة الواقعة رأسا على عقب.. ولقال إنني لست ذلك الحسين الذي رسمتموه في خيالكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق