الأحد، 2 أكتوبر 2016

باحث ايراني ينفي زواج الحسين من ابنة كسرى انما من جارية

باحث ايراني ينفي ان ام علي بن الحسين بنت يزدجرد انما جارية
 
باحث ايراني ينفي ان ام علي بن الحسين بنت يزدجرد انما جارية

المصدر كتاب حياة الإمام علي بن الحسين تاليف دكتور جعفر شهيدي دار الهادي

بداية الإقتباس

الإستنتاجات التاريخية لدينا سند آخر يبين انه حتى بداية القرن الثاني الهجري لم تعرف شهربانو او اميرة ايرانية في الأسرة الهاشمية هذا السند هو ان ابا جعفر المنصور الدوانيقي كتب في جوابه لمحمد بن عبدالله بن الحسن النفس الزكية محمد الذي دعا نفسه مهدي هذه الأمة وادعى الإمامة و الخلافة كتب رسالة الي المنصور عد فيها فضائل اسرته و ختمها بدعوة المنصور الي طاعته فكتب المنصور في جوابه رسالة طويلة متوعدة يقول ضمنها ( و ماولد فيكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل من علي بن الحسين و هو لأم ولد ) الطبري كتابة ( ام ولد ) تحقير وجهه المنصور لمحمد بن عبدالله هذه الرسالة التي جاء بها الطبري في حوادث سنة خمس واربعين ومئة كتبت بعد نصف قرن على رحلة الإمام علي بن الحسين كان كثير من الهاشميين الذين هم في الطبقة الثانية بعد رسول الله احياء ولو كانت قصة اسر شهربانو وجلبها الي مسجد المدينة صحيحة ول كانت ام علي بن الحسين بنت يزدجر ملك ايران لما كتب المنصور هذه العبارة و لو كتب المنصور كذبا لقمع كلامه في فمه و لأجابه بأن أم علي علي بن الحسين أميرة لا أمة هذه الرسالة سند رسمي كتبت قبل قرون من كتابة المصادر التي هي محط بحث مثلما كتبنا على كل حال قصص شهربانو على أساس مثل هذه الروايات المشبوهة وليس بعيدا ان المسلمين اسروا جواريا في فتح المدائن ونهاوند على ما روى مجالد بن سعيد عن الشعبي في يوم المدائن اسر المسلمون عدة من جواري يزدجرد ومنهن أمي فتوح البلدان نهاية الإقتباس المصدر كتاب حياة الإمام علي بن الحسين تاليف دكتور جعفر شهيدي دار الهادي بيروت

بارق18-05-07 03:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عاصم (المشاركة 198992)

بين ابو جعفر الخليفة العباسي ومحمد بن عبدالله العلوي من ابناء علي بن ابي طالب حدثت معارك انتهت بهزيمة ال البيت في معركة فخ وهرب العديد منهم وكان ابو جعفر راسل محمد بن عبدالله المسمى بالمهدي ( ويا كثرهم ) واليكم ما حصل :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله . أما بعد ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم . ألا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور ٌ رحيم ٌ )ولك عهد الله وميثاقه وحق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إن تبت من قبل أن أقدر عليك أن أؤمنك على نفسك وولدك واخوتك ومن بايعك وتابعك وجميع شيعتك وأن أعطيك ألف ألف درهم وأن أنزلك من البلاد حيث شئت ولا اتبع احدا ً منكم فابعث الي ّ من يأخذ الامان لك والميثاق والسلام )
:)
بسم الله الرحمن الرحيم من المهدي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد . أما بعد ( طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقومٍ يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا ً يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ً ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) وأنا اعرض عليك من الأمان مثل الذي أعطيتني وقد تعلم أن الحق حقنا وإنكم إنما طلبتموه بنا ونهضتم فيه بشيعتنا وخطبتموه بفضلنا وإن أبانا عليا ً عليه السلام كان الوصي والإمام فكيف ورثتموه دوننا ونحن أحياء وقد علمت انه ليس أحد من بني هاشم يمت بمثل فضلنا ولا يفخر بمثل قديمنا وحديثنا ونسبنا و سببنا وإنـّا بنو أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت عمرو في الجاهلية دونكم وبنو ابنته فاطمة في الإسلام من بينكم فأنا أوسط بني هاشم نسبا وخيرهم أما ً وأبا ً لم تلدني العجم ولم تـُعرف في ّ أمهات الأولاد وإن الله تبارك وتعالى لم يزل يختار لنا فولدني من النبيين أفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه أقدمهم إسلاما ً وأوسعهم علما ً وأكثرهم جهادا ً علي بن أبي طالب ومن نسائهم أفضلهن خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله وصلى إلى القبلة ومن بناته أفضلهن وسيدة نساء أهل الجنة ومن المولودين في الإسلام الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم قد علمت َ أن هاشما ً ولد عليا ً مرتين وأن عبدا لمطلب ولد الحسن مرتين وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدين مرتين من قبل جدي الحسن والحسين فما زال الله يختار لي حتى اختار لي في النار فولدني أرفع الناس درجة في الجنة وأهون أهل النار عذابا ً فأنا بن خير الأخيار وابن خير الأشرار وابن خير أهل الجنة وابن خير أهل النار ولك عهد الله إن دخلت بيعتي أن أؤمنك على نفسك وولدك وكل ما أصبته إلا حدا ً من حدود الله أو حقا ً لمسلم أو معاهد فقد علمت ما يلزمك في ذلك فأنا أوفى بالأمان منك وأحرى لقبول الأمان فأما أمانك الذي عرضت علي ّ أي الأمانات هم أأمان ابن هبيرة أم أمان عمك عبد الله بن علي أم أمان أبي مسلم الخراساني والسلام ))))
:)
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين إلي محمد بن عبد الله أما بعد فقد أتاني كتابك وبلغني كلامك فإذا جل فخرك بالنساء لتضل به الجفاة والغوغاء ولم يجعل الله ُ النساء كالعمومة ولا الأباء كالعصبة و الأولياء ولقد جعل العم أبا ً وبدأ به على الولد الأدنى فقال جل ثناؤه عن نبيه عليه الصلاة والسلام ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) ولقد علمت أن الله تبارك وتعالى بعث محمدا ً صلى الله عليه وسلم وعمومته أربعة فأجابه اثنان أحدهما أبي وكفر به اثنان أحدهما أبوك فأما ما ذكرت من النساء وقرابتهن فلو أعطين على قرب الأنساب وحق الأحساب لكان الخير كله لآمنة بنت وهب ولكن الله يختار لدينه من يشاء من خلقه فأما ما ذكرت من فاطمة أم أبي طالب فإن الله لم يهدي من ولدها أحدا ً إلى الإسلام ولو فعل لكان عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكل خير في الآخرة والأولى وأسعدهم بدخول الجنة غدا ً ولكن الله يأبى ذلك فقال ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) فأما ما ذكرت من فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب وفاطمة أم الحسن وأن هاشما ً ولد عليا ً مرتين وأن عبد المطلب ولد الحسن مرتين فخير الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لم يلده هاشم ٌ إلا مرة واحدة ولم يلده عبدُ المطلب إلا مرة واحدة فأما ما ذكرت من أنك ابن رسول الله فإن الله عز وجل أبى ذلك فقال ( ما كان محمدا ً أبا أحد ٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ولكنكم بنو ابنته وإنها لقرابة قريبة غير أنها لا تجوز الميراث ولا يجوز أن تؤم فكيف تـُرث الإمامة من قبلها طالب بها أبوك بكل وجه فأخرجها تخاصماً ومرضها سرا ً ودفنها ليلا ً فأبى الناس إلا تقديم الشيخين . ولقد حضر أبوك وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالصلاة غيره ثم أخذ الناس رجلا ً رجلا ً فلم يأخذوا أباك فيهم ثم كان في أصحاب الشورى فكل ٌ دفعه عنها وبايع عبد ُالرحمن عثمان َ وقبلها عثمان وحارب أبوك طلحة والزبير ودعا سعدا ً إلى بيعته فأغلق بابه دونه ثم بايع معاوية بعده وأفضى أمر جدك إلى أبيك الحسن فسلمه إلى معاوية بدراهم وخرق وأسلم في يديه شيعته وخرج إلى المدينة فدفع الأمر إلى غير أهله وأخذ مالا ً من غير حلّـه فإن كان لكم شيئا ً فقد بعتموه . فإما قولك إن الله اختار لك في الكفر فجعل أباك أهون أهل النار عذابا ً فليس في الشر خيار ولا من عذاب الله هين ولا ينبغي لسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفخر بالنار وسترد فتعلم ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ٍ ينقلبون ) وأما قولك إنك لم تلدك العجم ولم تعرف فيك أمهات الأولاد وأنك أوسط بني هاشم نسبا ً وخيرهم أما ً وأبا ً فقد رأيتك فخرت على بني هاشم طرا ً وقدمت نفسك على من هو خير ٌ منك أولا وأخرا ً واصلا ً وفضلا ً فخرت َ على إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى والد ولده فانظر ويحك أين تكون من الله غدا ً وما ولد فيكم مولود بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علي بن الحسين وهو لأم ولد ولقد كان خيرا ً من جدك حسن بن حسن بن علي ثم ابنه محمد بن علي بن الحسين خير من أبيك وجدته أم ولد ثم ابنه جعفر خير ٌ منك . ولقد علمت أن جدك عليا ً حكم الحكمين وأعطاهما عهد الله وميثاقه على الرضا بما حكما به فاجتمعا على خلعه .ثم خرج عمك الحسين بن علي على ابن مرجانة فكان الناس الذين معه عليه حتى قتلوه ثم أتوا بكم على الأقتاب بغير أوطية كالسبي المجلوب إلى الشام ثم خرج منكم غير واحد فقتلتكم بني أمية وحرقوكم بالنار وصلبوكم على جذوع النخل حتى خرجنا عليهم فأدركنا بثأركم إذ لم تدركوه ورفعنا أقداركم وأورثناكم أرضهم وديارهم بعد أن كانوا يلعنون أباك في أدبار الصلوات المكتوبة كما تلعن الكفرة فعنفناهم وكفرناهم وبيّنا فضله وأشدنا بذكره فاتخذت ذلك علينا حجة وظننت َ أنـّا لمـّا ذكرنا من فضل ٍ على أن قدمناه على حمزة والعباس وجعفر كل أولئك مضوا سالمين مسلما ً منهم وابتلي أبوك بالدماء . ولقد علمت مآثرنا في الجاهلية سقاية الحجيج الأعظم وولاية زمزم وكانت للعباس دون اخوته فنازعنا بها أبوك إلى عمر فقضى لنا عمر .وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من عمومته أحدا ً حيا ً إلا العباس فكان وارثه دون بني عبد المطلب . وطلب الخلافة غير واحد من بني هاشم فلم ينلها إلا ولده فاجتمع للعباس انه أب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وبنوه القادة الخلفاء فقد ذهب بفضل القديم والحديث ولولا أن العباس أ ُخرج إلى بدر ٍ كرها ً لمات عمـّاك طالب وعقيل ابني أبي طالب جوعا ً أو يلحسان جفان عتبة وشيبة ابني ربيعة فاذهب عنهما العار و الشنار ولقد جاء الإسلام والعباس يمون أبا طالب للأزمة التي أصابتهم ثم فدى عقيلا ً يوم بدر فقدمناكم في الكفر وفديناكم من الأسر وورثنا دونكم خاتم الأنبياء وحزنا ً شرف الأباء وأدركنا من ثأركم ما عجزتم عنه ووضعناكم بحيث لم تضعوا أنفسكم والسلام )))) 



ال البيت يريدون الحكم فقط لأنهم من ال البيت
ولو حصل ذلك لعم الفساد في الارض
ولكن الله اعلم حيث يجعل رسالاته :)

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=25931

فتى الإسـلام18-05-07 04:08 PM

وهل لم تكن إبنة يزدجر جاريه
بل كانت من سبي الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 

فهي من طلقاء عمر بن الخطاب
وهذا مالم يستطع الرافضة تحمله
عندما تسألهم 

من أفضل طلقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكه 
أم طلقاء عمر بن الخطاب من الفرس وغيرهم

الحجاج18-05-07 04:43 PM

تا الله ما رأيت ردا أبلغ من هذا الرد، لله دره.

بحار40018-12-13 03:42 PM

حول‌ السيّدة‌ «شهربانو»


سيئجيد
التفاصيل المجموعة: مقالات للمحرم الحرام

حول‌ السيّدة‌ «شهربانو»

الشيخ‌ محمد هادي‌ اليوسفي‌ الغروي‌

يري‌ أكثر المؤرخين‌ ان‌ اُم‌ّ الاءمام‌ علي‌ بن‌ الحسين‌(ع) هي‌ ابنة‌ يزدجرالثالث‌ (آخر الملوك‌ الاكاسرة‌ الفرس‌)، ولكنهم‌ يختلفون‌ في‌ اسمهاوكيفية‌ زواجها من‌ الاءمام‌ الحسين‌(ع)، فيذكرون‌ لها اسماءً اخري‌ غير«شهربانويه‌».
وحين‌ نتبع‌ هذه‌ القضية‌ بدقة‌، وننظر لها نظرة‌ تحقيقية‌، لوجدنا ان‌ كثرتلك‌ الا´راء والاقوال‌ بعيدة‌ عن‌ الحقيقة‌. فاذن‌.. ما اسم‌ اُم‌ّ الاءمام‌ علي‌ زين‌العابدين‌ (ع)؟ ومن‌ ابوها؟ ومتي‌ وكيف‌ تزوجها الاءمام‌ الحسين‌(ع)؟ هي‌الاسئلة‌ التي‌ نحاول‌ ان‌ نجيب‌ عليها من‌ خلال‌ هذا التحقيق‌.
ان‌ قصة‌ «شهربانويه‌» من‌ المواضيع‌ التأريخية‌ المهمة‌ الجديرة‌بالدراسة‌ والتحقيق‌، لما يكتنفها من‌ غموض‌ وابهام‌. وكانت‌ نتيجة‌التحقيق‌ والبحث‌ الذي‌ قمت‌ به‌ حول‌ هذه‌ الشخصية‌، هي‌ انها خرجت‌ عن‌كونها شخصية‌ حقيقة‌، لتصبح‌ في‌ عداد الشخصيات‌ الاسطورية‌!.
وينقسم‌ التحقيق‌ حول‌ «شهربانويه‌» اءلي‌' ثلاثة‌ اقسام‌:
الاول‌ ـ حول‌ أسم‌ اُم‌ّ الاءمام‌ علي‌ بن‌ الحسين‌(ع).
الثاني‌ ـ حول‌ أبويها واسرتها.
الثالث‌ ـ حول‌ حياتها ووفاتها.
اسم‌ اُم‌ّ الاءمام‌ زين‌ العابدين‌:
لم‌ يتفق‌ المؤرخون‌ علي‌' اسم‌ اُم‌ّ الاءمام‌ السجاد(ع)، رغم‌ اتفاق‌ معظمهم‌علي‌ انها ابنة‌ «يزدجر».
وهذه‌ هي‌ الاسماء التي‌ ذكروها لها:
«شهربانو»، «شهربانويه‌»، «شاه‌ زنان‌»،
«شه‌ زنان‌»، «جهان‌ شاه‌»، «شهرناز»، «جهان‌
بانو»، «خولة‌»، «برة‌»، «سلافة‌»، «غزالة‌»،
«سلامة‌»، «حرار»، «مريم‌»، «فاطمة‌»،
«شهربان‌».
«شهربانو» ابنة‌ مَن‌؟
المشهور بين‌ المؤرخين‌ هو ان‌ ام‌ الاءمام‌ السجاد(ع) هي‌ ابنة‌ يزدجرالثالث‌ (آخر أكاسرة‌ الفرس‌).
ونسجل‌ هنا اقوال‌ بعضهم‌:
1 ـ اءن‌ اقدم‌ المؤرخين‌ الذين‌ يرون‌ أن‌ أم‌ الاءمام‌ السجاد(ع) هي‌ ابنة‌يزدجر الثالث‌ هو «اليعقوبي‌» الذي‌ ألّف‌ كتابه‌ في‌ حدود النصف‌ الثاني‌من‌ القرن‌ الثالث‌ الهجري‌، واثبت‌ الحوادث‌ حتّي‌ عام‌ 299 ه. وقد كتب‌في‌ ترجمة‌ الاءمام‌ الحسين‌ بن‌ علي‌(ع) يقول‌:
«وكان‌ للحسين‌(ع) من‌ الولد علي‌ الاكبر.. وعلي‌ الاصغر وامه‌ حراربنت‌ يزدجرد وكان‌ الحسين‌ سمّاها غزالة‌».
2 ـ كتاب‌ «فرق‌ الشيعة‌» لذي‌ الّف‌ مقارناً لتاريخ‌ اليعقوبي‌ أو بعده‌بقليل‌، ونُسب‌ اءلي‌' الحسن‌ بن‌ موسي‌ النوبختي‌ وسعد بن‌ عبد الله بن‌ ابي‌خلف‌ الاشعري‌ القمي‌، وكلاهما توفيافي‌ اوائل‌ المائة‌ الرابعة‌، وقد جاء في‌هذا الكتاب‌: «ولد ـ علي‌ بن‌ الحسين‌(ع) ـ في‌ سنة‌ 38 من‌ الهجرة‌، وامه‌ام‌ولد تسمي‌ سلافة‌ وكانت‌ قبل‌ أن‌ يأسرها المسلمون‌ العرب‌ تسمي‌جهانشاه‌، وهي‌ ابنة‌ يزدگرد آخر ملوك‌ اءيران‌ ابن‌ خسرو برويز بن‌هرمز».
3 ـ روي‌ ثقة‌ الاءسلام‌ محمد بن‌ يعقوب‌ الكليني‌ من‌ كبار المحدثين‌من‌ علماء الشيعة‌ المتوفي‌ سنة‌ 329 هجرية‌، في‌ كتابه‌ «الكافي‌» الذي‌ كتبه‌مقارناً لفرق‌ الشيعة‌ او بعده‌ بقليل‌، روي‌ عن‌ عمرو بن‌ شمر عن‌ جابر عن‌أبي‌ جعفر(ع) قال‌: لما أُقدمت‌ بنت‌ يزدجر علي‌' عمر، أشرف‌ لها عذاري‌المدينة‌ وأشرق‌ المسجد بضوئها لما دخلته‌. فلما نظر اءليها عمر غطّت‌وجهها وقالت‌: «أبيروج‌ بادا هرمز» فقال‌ عمر: اتشتمني‌ هذه‌؟! وهم‌ّبها! فقال‌ له‌ أمير المؤمنين‌(ع): ليس‌ ذلك‌ لك‌، خَيّرها رجلاً من‌ المسلمين‌واحسبها بفيئه‌. فخَيّرها، فجاءت‌ حتّي‌ وضعت‌ يدها علي‌' رأس‌الحسين‌(ع)، فقال‌ لها أمير المؤمنين‌(ع): ما اسمك‌؟ فقالت‌: جهانشاه‌، فقال‌لها أمير المؤمنين‌(ع): بل‌ شهربانويه‌. ثم‌ قال‌ للحسين‌(ع): يا أبا عبد اللهليولدن‌ّ لك‌ منها خير اهل‌ الارض‌. فولدت‌ علي‌ بن‌ الحسين‌(ع). وكان‌ يقال‌لعلي‌ بن‌ الحسين‌(ع): ابن‌ الخِيرتين‌، فخيرة‌ الله من‌ العرب‌ هاشم‌، ومن‌العجم‌ فارس‌.
4 ـ وجاء في‌ كتاب‌ «تاريخ‌ قم‌».
«عدد اولاده‌: علي‌ الاكبر الذي‌ هو من‌ بطن‌ شهربانويه‌ ابنة‌ يزدجردبن‌ شهريار بن‌ شيرويه‌ بن‌ كسري‌ أبرويز وعلي‌ الاصغر الذي‌ قتل‌ في‌كربلاء».
ويقول‌ أيضاً:
«وكني‌ الاءمام‌ زين‌ العابدين‌ بأبي‌ محمد وابي‌ بكر وأبي‌ القاسم‌ أيضاً،وقد ولد سنة‌ سبع‌ وثلاثين‌ من‌ الهجرة‌، واُمه‌ شهربانويه‌ بنت‌ يزدجرد بن‌الملك‌، وهي‌ توفّيت‌ في‌ داء مخاضها بالامام‌ زين‌ العابدين‌(ع). وتوفي‌الاءمام‌ زين‌ العابدين‌ في‌ سنة‌ خمس‌ وتسعين‌، وكان‌ عمره‌ سبع‌ وخمسون‌عاماً واربعة‌ عشر يوماً، وبرواية‌ اخري‌ كانت‌ وفاته‌ في‌ شهر محرم‌ سنة‌اربع‌ وتسعين‌، ومدة‌ عمره‌ خمس‌ وخمسون‌ سنة‌ً، وكانت‌ امه‌ ام‌ ولدتدعي‌ سلامة‌ واسمها جهانشاه‌ بنت‌ يزدجرد».
5 ـ وحدّث‌ الشيخ‌ الصدوق‌ بن‌ بابويه‌ المتوفي‌ 381 هـ في‌ كتابه‌ عيون‌اخبار الرضا(ع) بسنده‌ عن‌ سهل‌ بن‌ القاسم‌ النوشجاني‌ قال‌:
«قال‌ لي‌ الرضا(ع) بخراسان‌: اءن‌ّ بيننا وبينكم‌ نسباً، قلت‌: وما هو أيهاالامير؟ قال‌: ان‌ عبد الله بن‌ عامر بن‌ كريز لما افتتح‌ خراسان‌ اصاب‌ ابنتين‌ليزدجرد ابن‌ شهريار ملك‌ الاعاجم‌ فبعث‌ بهما اءلي‌' عثمان‌ بن‌ عفان‌،فوهب‌ احداهما للحسن‌ والاخري‌ للحسين‌8 فماتنا عندهما نُفَساوين‌،وكانت‌ صاحبة‌ الحسين‌ نفست‌ بعلي‌ بن‌ الحسين‌، فكفل‌ عليا بعض‌ امهات‌ولد ابيه‌، فنشأ وهو لا يعرف‌ اُمّاً غيرها، ثم‌ علم‌ أنها مولاته‌، فكان‌ الناس‌يسمّونها امه‌ وزعموا أنه‌ زوّج‌ امه‌! ومعاذ الله! انما زوّج‌ هذه‌ علي‌' ماذكرناه‌».
6 ـ وقال‌ الزمخشري‌ (467 ـ 538) في‌ كتابه‌ «ربيع‌ الابرار»:
«اِن‌ قريشاً لم‌ يكونوا يعبأون‌ باولاد الاءمام‌ حتّي‌ ولد ثلاثة‌ من‌ خيرأهل‌ الارض‌ في‌ زمانهم‌ من‌ امهاتهم‌ وهن‌ امهات‌ اولاد: علي‌ بن‌ الحسين‌والقاسم‌ بن‌ محمد بن‌ أبي‌ بكر وسالم‌ بن‌ عبد الله بن‌ عمر. وكانت‌ قصة‌هؤلاء انه‌: لما اُتي‌ بسبي‌ فارس‌ في‌ خلافة‌ عمر بن‌ الخطاب‌ كان‌ فيهم‌ثلاث‌ بنات‌ ليزدجرد، فباعوا السبايا، وأمر عمر ببيع‌ بنات‌ يزدجرد، فقال‌له‌ علي‌(ع): اءن‌ّ بنات‌ الملوك‌ لا يعاملن‌ معاملة‌ غيرهن‌! فقال‌ عمر: وكيف‌الطريق‌ اءلي‌' العمل‌ معهن‌؟ فقال‌ علي‌(ع): تقوّمهن‌، فمهما بلغ‌ ثمنهن‌ّ قام‌ به‌من‌ يختارهن‌. فقوّمن‌ فأخذهن‌ّ علي‌(ع)، فدفع‌ واحدة‌ لولده‌ الحسين‌(ع)فولدت‌ له‌ علياً زين‌ العابدين‌(ع)، وواحدة‌ لعبدالله بن‌ عمر فولدت‌ له‌سالماً، وواحدة‌ لمحمد بن‌ أبي‌ بكر فولدت‌ له‌ القاسم‌، فهؤلاء الثلاثة‌ بنوخالة‌.
7 ـ وجاء في‌ كتاب‌ «مجمل‌ التواريخ‌ والقصص‌»:
«وكان‌ اسم‌ امّه‌: شهرناز بنت‌ يزدجرد الملك‌. وبرواية‌ اخري‌ قالوا:هي‌ ابنة‌ الملك‌ سنجان‌ ملك‌ فارس‌. وقيل‌ ملك‌ هراة‌ والرواية‌ الاولي‌اصح‌».
8 ـ كتب‌ كيكاووس‌ بن‌ اسكندر بن‌ قابوس‌ بن‌ وشمگير ابو المعالي‌في‌ كتابه‌ «قابوسنامه‌» الذي‌ كتبه‌ سنة‌ 547 هـ يقول‌:
«سمعت‌ ان‌ شهربانو كانت‌ بنتاً صغيرة‌ ذهبوا بها اسيرة‌ من‌ العجم‌للعرب‌، فلما أُقدم‌ بها علي‌' أمير المؤمنين‌ عمر2 أمر أن‌ يبيعوها، فلماذهبوا بها ليبيعوها جاء أمير المؤمنين‌ علي‌2 وأخبر بهذا الخبر عن‌رسول‌ الله(ص): ليس‌ البيع‌ علي‌' أبناء الملوك‌. فلما أخبر بهذا الخبر ارتفع‌البيع‌ عن‌ شهربانو وذهبوا بها اءلي‌' بيت‌ سلمان‌ الفارسي‌ ليزوجوها، فلماعرضوا عليها التزويج‌ قالت‌: لا أتزوجه‌ ما لم‌ أره‌، فاجلسوها في‌ منظرومرّوا بسادات‌ العرب‌ واليمن‌ عليها لتكون‌ زوجة‌ من‌ تختاره‌ هي‌،وجلس‌ عندها سلمان‌ يعرّفها بالقوم‌: أن‌ هذا فلان‌ وذاك‌ بهمان‌، وهي‌تنتقصهم‌، حتّي‌ مرّ عمر، فقالت‌: من‌ هذا؟ قال‌ سلمان‌: هو عمر، قالت‌:رجل‌ جليل‌ اءلاّ أنه‌ شيخ‌ كبير. ولما مرّ علي‌ قالت‌: من‌ هذا؟ قال‌ سلمان‌: هوعلي‌2: فقالت‌: رجل‌ جليل‌، اءلاّ أني‌ لا أستطيع‌ النظر في‌ غد يوم‌ القيامة‌اءلي‌' وجه‌ فاطمة‌ الزهراء بن‌ محمد وأستحي‌ منها ولذلك‌ فلا اريده‌، فلما مرّالحسن‌ بن‌ علي‌ وعلمت‌ بحاله‌ قالت‌: هو كُفُؤلي‌ ويليق‌ بي‌ اءلاّ أنّه‌ نكّاح‌النساء فلا اُريده‌، ولما مرّ الحسين‌ بن‌ علي‌2 سألت‌ عنه‌ فعرفته‌ وقالت‌:هو كُفُؤلي‌ ويليق‌ بي‌ وينبغي‌ أن‌ يكون‌ هو زوجي‌، فان‌ البنت‌ العذراءالباكر لا بد لها من‌ زوج‌ باكر، وأنا لم‌ اتزوّج‌ وهو بعد لم‌ يتزوّج‌».
9 ـ يقول‌ بن‌ شهر آشوب‌ المتوفي‌ 588 هـ:
«وامه‌ شهربانويه‌ بنت‌ يزدجرد بن‌ شهريار بن‌ كسري‌ ويسمّونهاأيضاً: شه‌ زنان‌، وجهان‌ بانويه‌، وسلافة‌، وخولة‌، وقالوا: شاه‌ زنان‌ بنت‌شيرويه‌ بن‌ كسري‌ ابرويز. ويقال‌: هي‌ برة‌ بنت‌ النوشجان‌، والصحيح‌ هوالاوّل‌. وكان‌ أمير المؤمنين‌ سماها: مريم‌ ويقال‌: سمّاها فاطمة‌، وكانت‌تدعي‌: سيدة‌ النساء».
10 ـ يقول‌ ابن‌ البلخي‌ مولف‌ كتاب‌ «فارسنامه‌» الذي‌ كان‌ يعيش‌ في‌القرن‌ السادس‌ معاصراً لمحمد بن‌ ملكشاه‌ السلجوقي‌:
«وقد قال‌ الرسول‌(ع): اءن‌ّ لله خيرتين‌ من‌ خلقه‌: من‌ العرب‌ قريش‌ومن‌ العجم‌ فارس‌. فيقال‌ للفرس‌: قريش‌ العجم‌ بمعني‌ أن‌ شرفهم‌ في‌العجم‌ كشرف‌ قريش‌ في‌ العرب‌. وكان‌ يقال‌ لعلي‌ بن‌ الحسين‌ كرم‌ اللهوجهه‌ المعروف‌ بزين‌ العابدين‌: ابن‌ الخيرتين‌، لان‌ّ أباه‌ الحسين‌ بن‌ علي‌رضوان‌ الله عليهما، وأُمّه‌ شهربانويه‌ بنت‌ يزدجرد الفارسي‌. وانّما يفخرالحسينيون‌ علي‌' الحسنيون‌ لان‌ّ جدّتهم‌ كانت‌ شهربانويه‌ فهم‌ كرام‌ من‌الطرفين‌».
11 ـ كتب‌ ابن‌ خلكان‌ في‌ «وفيات‌ الاعيان‌» يقول‌:
«اُمّه‌ سلافة‌ بنت‌ يزدجرد آخر ملوك‌ الفرس‌، وهي‌ عمّة‌ اُم‌ّ يزيد بن‌الوليد الاُموي‌ المعروف‌ بيزيد الناقص‌. فان‌ قتيبة‌ بن‌ مسلم‌ الباهلي‌ الوالي‌علي‌' خراسان‌ حيث‌ كان‌ يتابع‌ ويعقّب‌ أُمراء الفرس‌ حتّي‌ قتل‌ فيروز بن‌يزدجرد، وبعث‌ بابنتيه‌ اءلي‌' الحجاج‌ بن‌ يوسف‌ الثقفي‌، الذي‌ كان‌ آنذاك‌أميراً علي‌' العراق‌ وخراسان‌، أمسك‌ الحجاج‌ باحدي‌ البنتين‌ لنفسه‌، وبعث‌بالاخري‌ اءلي‌' الوليد بن‌ عبد الملك‌ فولدت‌ له‌ يزيد الناقص‌. واسمها: شاه‌آفريد» ثم‌ يذكر عبارة‌ ربيع‌ الابرار للزمخشري‌ باختلاف‌ يسير في‌الالفاظ‌ ثم‌ يقول‌: فان‌ علي‌ بن‌ الحسين‌ وسالم‌ بن‌ عبد الله وقاسم‌ بن‌ محمدبن‌ أبي‌ بكر أبناء خالة‌.
12 ـ نقل‌ فخر الدين‌ الطريحي‌ في‌ «مجمع‌ البحرين‌» في‌ مادة‌: زجر،يقول‌: «ويزدجرد احد ملوك‌ الفرس‌ ومنه‌ سلامة‌ بنت‌ يزدجرد ام‌ زين‌العابدين‌(ع). وأسمها: شاه‌ زنان‌» ثم‌ نقل‌ قول‌ الزمخشري‌.
ومن‌ العجب‌ أن‌ صاحب‌ «روضة‌ الصفا» كتب‌ قصة‌ زواج‌ شهربانوعن‌ الزمخشري‌ هكذا:
«واسم‌ امه‌: شهربان‌، وقيل‌: شهربانويه‌ بنت‌ يزدجرد بن‌ شهريار بن‌خسرو ابن‌ برويز بن‌ نوشيروان‌ العادل‌! وجاء في‌ ربيع‌ الابرار: أن‌ أميرالمؤمنين‌ بعث‌ حريث‌ ابن‌ جابر الجعفي‌ للحكم‌ في‌ بعض‌ بلاد المشرق‌فاصاب‌ بنتين‌ ليزدجرد فبعث‌ بهما اءلي‌' أمير المؤمنين‌، فوهب‌ شهربانولقرّة‌ عينه‌ الحسين‌، والاخري‌ المسماة‌ بكيهان‌ بانو لمحمد بن‌ أبي‌ بكر،فوهب‌ الله لاحدي‌ الاختين‌ الاءمام‌ زين‌ العابدين‌ والاخري‌ قاسم‌ بن‌محمد».
وهذه‌ فرية‌ علي‌' كتاب‌ ربيع‌ الابرار وهو غير قليل‌ النسخة‌، فلاغرو أن‌تشيع‌ هذه‌ القصص‌ في‌ طول‌ ثلاثة‌ عشر قرنا.
ووردت‌ هذه‌ القصة‌ في‌ «فرهنك‌ آنندراج‌» ذيل‌ كلمة‌: شهربانووشهربانويه‌ علي‌' صورة‌ اخري‌ اءليك‌ ترجمة‌ عباراته‌:
«شهربانو وشهربانويه‌: هي‌ بنت‌ يزدگرد بن‌ شهريار بن‌ خسروبرويز ملك‌ العجم‌، التي‌ أُسرت‌ هي‌ واختها كيهان‌ بانو بعد انقراض‌ دولتهم‌وقتل‌ يزدگرد في‌ مرو خراسان‌، وقعت‌ أسيرة‌ بيد الحريث‌ بن‌ جابرالجعفي‌، فحافظ‌ عليهما وجاء بهما اءلي‌' حضرة‌ الاءمام‌ أمير المؤمنين‌ علي‌ابن‌ أبي‌ طالب‌ سلام‌ الله عليه‌ وعلي‌' اولاده‌ الطاهرين‌ المعصومين‌. فامر أن‌يعرضوا عليهما اشراف‌ العرب‌ واعيانهم‌ من‌ بعيد لتقبلا بمن‌ ترضيان‌ به‌،وبعد ان‌ رأت‌ الشبان‌ والاعيان‌ من‌ السادات‌ والاشراف‌ ارتضت‌الحسين‌(ع)، وقالوا: انها كانت‌ قد عاينت‌ الحسين‌ سابقاً في‌ الرؤيا فعشقته‌!وهي‌ الوالدة‌ الماجدة‌ لجناب‌ الاءمام‌ نجيب‌ الطرفين‌ علي‌ بن‌ الحسين‌(ع)،ووهب‌ الامير اختها لمحمد بن‌ أبي‌ بكر فولد منها قاسم‌ بن‌ محمد ابن‌خالة‌ الاءمام‌. وقيل‌ لها أيضاً شهربانويه‌».
13 ـ وفي‌ اقوال‌ المستشرقين‌ المعاصرين‌، كتب‌ ادوارد براون‌ يقول‌:
«يقول‌ المعتمد من‌ المؤرخين‌ كاليعقوبي‌: ان‌ احدي‌ بنات‌ آخرالملوك‌ الساسانيين‌ وهو يزدجرد الثالث‌ زوجت‌ بالامام‌ الحسين‌ فولد له‌منها الاءمام‌ زين‌ العابدين‌ الذي‌ يصل‌ نسبه‌ من‌ طرف‌ فاطمة‌ اءلي‌' نبي‌الاءسلام‌ ومن‌ طرف‌ آخر اءلي‌' الاسرة‌ الايرانية‌ المالكة‌ قديماً، فلا عجب‌أن‌ يبدي‌ الايرانيون‌ بالنسبة‌ اءلي‌' علي‌ وأولاده‌ هكذا اخلاص‌ وعبادة‌»علي‌' حد تعبير هذا المستشرق‌ فاللفظة‌ الاخيرة‌ تبدو مغرضة‌.
14 ـ ونقل‌ المستشرق‌ الجنرال‌ السيربرسي‌ سايكس‌ في‌ كتابه‌ «تاريخ‌اءيران‌» بترجمة‌ السيد محمد تقي‌ فخر داعي‌ يقول‌:
«كتب‌ المؤرخون‌ العرب‌ وفي‌ مقدمتهم‌ اليعقوبي‌ الذي‌ كان‌ يعيش‌ في‌القرن‌ التاسع‌ الميلادي‌: أن‌ شهربانو بنت‌ يزدجرد زوّجت‌ بالحسين‌ بن‌علي‌ والايرانيون‌ يبدونها في‌ تمثيليات‌ العزاء وكأنها امرأة‌ ذات‌شهامة‌وشجاعة‌».
ثم‌ ينقل‌ عن‌ براون‌: أنه‌ في‌ بعض‌ كتبه‌ ترجم‌ شعراً لشهربانويه‌ وفيه‌:أنها دخلت‌ المدينة‌ مع‌ سبايا الحرب‌ باشراف‌ الحسن‌ بن‌ علي‌، وأنه‌ كان‌يخصها بفتوّته‌ ورجولته‌!.
وحكم‌ عمر أن‌ يعرضوها في‌ سوق‌ النخاسة‌ للبيع‌، وكان‌ علي‌ حاضراًفتغيّر ولامه‌ علي‌ عمله‌ هذا وقال‌: لا ينبغي‌ هذا العمل‌ بالنسبة‌ اءلي‌' بنات‌الملوك‌. فالايرانيون‌ كما يرون‌ الاسكندر من‌ قبل‌ امه‌ من‌ نسل‌ الملوك‌الهخامنشيين‌ كذلك‌ يرون‌ ان‌ اولاد واحفاد الحسين‌(ع) يصلون‌ من‌ طرف‌امهم‌ اءلي‌' سلالة‌ الملوك‌ الساسانيين‌ الممتازين‌! فان‌ الايرانيين‌ كانوا يقولون‌للملوك‌ الساسانيين‌ بالحق‌ الالهي‌ ويرونهم‌ ظلالاً من‌ يزدان‌ الاءل'ه‌. وليس‌مجالاً للجدل‌ أن‌ هذه‌ العقيدة‌: أي‌ امتزاج‌ دم‌ اولاد الحسين‌ بدم‌ الملوك‌الساسانيين‌ بعث‌ الايرانيين‌ اءلي‌' أن‌ يعتقدوا بالنسبة‌ اءلي‌' آل‌ علي‌ عقيدة‌فدائية‌ كما نشاهدهم‌ اليوم‌ علي‌' ما هم‌ عليه‌».
هذا ما رأيته‌ حول‌ شهربانو، وبناء علي‌' هذه‌ المصادر فان‌ المؤرخين‌يرون‌ أن‌ ام‌ الاءمام‌ السجاد(ع) هي‌ «شهربانويه‌» والاختلاف‌ هو حول‌والدها، حيث‌ لا يري‌ بعضهم‌ أن‌ أباها يزدجرد. والذي‌ يمكن‌ الاعتمادعليه‌ هنا هو ما يلي‌:
اولاً: ان‌ أقدم‌ مصدر لهذه‌ القصة‌ لا يرجع‌ اءلي‌' ابعد من‌ منتصف‌ القرن‌الثالث‌ للهجرة‌.
ثانياً: ان‌ شهرة‌ شهربانويه‌ بدأت‌ منذ بداية‌ القرن‌ الرابع‌ الهجري‌.
اُسرة‌ شهربانو:
ان‌ّ تراجم‌ الملوك‌ الساسانيين‌ ولا سيما خسرو برويز ومن‌ أعقبه‌،وبالاخص‌ يزدجرد الثالث‌ ليست‌ واضحة‌، فان‌ّ احوال‌ هؤلاء وحوادث‌أيامهم‌، ولا سيما ما يرتبط‌ منها بأشخاصهم‌ مبهمة‌ ومجملة‌ ومبعثرة‌، كماهو حال‌ دولتهم‌ في‌ نهاية‌ دور ملوك‌ هذه‌ الاسرة‌ المالكة‌. ولا مصدر لديناسوي‌ هذه‌ المصادر الموجودة‌ التي‌ أبدي‌ كتابها ا´راءً بهذا الشأن‌ فلا بدّ لنامن‌ نتبيّن‌ حال‌ أولاد يزدجرد من‌ نفس‌ هذه‌ المصادر:
يقول‌ المسعودي‌ في‌ «مروج‌ الذهب‌»:
«وقتل‌ يزدجرد الا´خر من‌ ملوكهم‌ علي‌' حسب‌ ما ذكرناه‌ وله‌ خمس‌وثلاثون‌ سنه‌. وخلّف‌ من‌ الولد: بهرام‌ وفيروز، ومن‌ النساء: آدرك‌وشاهين‌ ومردآوند».
ويقول‌ المستشرق‌ «كريستن‌ سن‌»:
«اءن‌ّ معلوماتنا عن‌ مصير اسرة‌ يزدجرد قليلة‌» ثم‌ نقل‌ كلام‌المسعودي‌ كما سبق‌.
وكذلك‌ ينقل‌ كلام‌ المسعودي‌ السيد سعيد نفيسي‌ في‌ مقالتة‌ التحقيقية‌التي‌ نشرتها مجلة‌ «مهر».
فكما نري‌ لم‌ يرد في‌ التواريخ‌ القديمه‌ والمعتبره‌ والمعتمد علي‌'صحتها عن‌ شهربانو او احدي‌ المسمّيات‌ الاُخري‌ لاُم‌ّ الاءمام‌ علي‌ بن‌الحسين‌(ع) اي‌ّ ذكر في‌ عداد بنات‌ يزدجرد. ولهذا اخذ المحققون‌المعاصرون‌ الذين‌ سلّموا بان‌ قصة‌ شهربانو انماهي‌ اسطورة‌، أخذواينقلون‌ قصتها وهم‌ يشككون‌ في‌ صحتها.
فالمستشرق‌ كريستن‌ سن‌ يقول‌:
«أما شهربانو فانها بناءً علي‌' رواية‌ الشيعة‌ ـ غير المقطوع‌ بصحتها ـتزوجت‌ بالامام‌ الحسين‌، ولذلك‌ فهم‌ يعدّون‌ اولاد الحسين‌ ورثة‌ قصرالخورنق‌ (بالحيرة‌) او بالاحري‌ الجلال‌ الالهي‌ للملوك‌ السابقين‌ لايران‌،وأنهم‌ كرام‌ الطرفين‌».
ويقول‌ العلامة‌ المحقق‌ تقي‌ زاده‌:
«وكانوا يزعمون‌ أن‌ الاءمام‌ الحسين‌(ع) صهر يزدجرد آخر ملوك‌الساسانيين‌، وأن‌ أولاده‌ من‌ سلالة‌ الملوك‌ الايرانيين‌».
والاستاذ المحقق‌ سعيد نفيسي‌ بعد أن‌ ينقل‌ أسماء أولاد يزدجردعن‌ المسعودي‌ يقول‌:
«وقد ذكرت‌ في‌ بعض‌ الكتب‌ بنت‌ اخري‌ من‌ بنات‌ يزدجرد باسم‌شهربانون‌ أو شاه‌ زنان‌ وقيل‌: اءنها كانت‌ زوجة‌ الحسين‌ بن‌ علي‌(ع) وام‌زين‌ العابدين‌ علي‌ ابن‌ الحسين‌ الاءمام‌ السجاد».
هل‌ شخصية‌ «شهربانو» حقيقية‌؟
هل‌ بالامكان‌ أن‌ نقول‌ بأن‌ ليزدجرد الساساني‌ ابنة‌ باسم‌ شهربانو أواي‌ اسم‌ آخر بالاستناد اءلي‌' هذه‌ المصادر السالفة‌، حتّي‌ نعتقد بأنها هي‌ ام‌الاءمام‌ السجاد(ع)؟ وهل‌ يكفي‌ للمحقق‌ الذي‌ هو بصدد كشف‌ الحقيقة‌والذي‌ لا يريد أن‌ يتبع‌ الشايع‌ بين‌ الناس‌ العاديين‌: أن‌ يعتمد علي‌' هذاالقدر من‌ نقول‌ المؤرخين‌ ويري‌ أن‌ شهربانو هي‌ شخصية‌ حقيقية‌ كان‌ لهاوجود خارج‌ الذهن‌ أو لا؟
اءن‌ّ اول‌ وأقدم‌ مصدر تاريخي‌ لقصة‌ شهربانو هو ما كتبه‌ اليعقوبي‌يقول‌:
«وكان‌ للحسين‌(ع) من‌ الولد: علي‌ الاكبر.. وعلي‌ الاصغر وامه‌ حراربنت‌ يزدجرد، وكان‌ الحسين‌ سماها غزالة‌».
وفي‌ ذيل‌ وقائع‌ أيام‌ عمر بن‌ عبد العزيز يقول‌:
«كانت‌ امه‌ ]اُم‌ الاءمام‌ السجاد[ حرار بنت‌ يزدجرد كسري‌، وذلك‌ أن‌عمر بن‌ الخطاب‌ لما أُتي‌ بابنتي‌ يزدجرد وهب‌ احداهما للحسين‌ بن‌علي‌(ع) فسمّاها: غزالة‌. وقيل‌: ان‌ امه‌ كانت‌ من‌ سبي‌ كابل‌».
واليعقوبي‌ كما ترون‌ لم‌ يسند نقله‌ هذا اءلي‌' رواية‌، ثم‌ لم‌ يسلّم‌ به‌، بل‌شكّك‌ فيه‌ بنقل‌ القول‌ الثاني‌ بانها من‌ سبي‌ كابل‌. هذا عدا عن‌ أن‌ اسم‌ حرارلا يشبه‌ الاسماء الفارسية‌، وأن‌ هناك‌ قرائن‌ قوية‌ تبيّن‌ لنا عدم‌ وقوع‌ هذه‌القصة‌ في‌ زمان‌ عمر، بل‌ لم‌ يعثر المسلمون‌ لا علي‌' عهده‌ ولا في‌ اي‌ زمان‌آخر علي‌' ابنة‌ ليزدجرد باسم‌ شهربانو او أي‌ اسم‌ آخر.
أما كتاب‌ «فرق‌ الشيعة‌» الذي‌ هو أيضاً من‌ المصادر القديمة‌ لهذه‌القصة‌، فهناك‌ قرائن‌ عديدة‌ من‌ نفس‌ الكتاب‌ لا نستطيع‌ معها أن‌ ننسبه‌ اءلي‌'اي‌ واحد من‌ هذين‌ العلمين‌ العالمين‌ من‌ الشيعة‌: ابي‌ محمد النوبختي‌ اوسعد بن‌ عبد الله الاشعري‌ القمي‌، بل‌ لا نستطيع‌ أن‌ نعدّ كاتبه‌ من‌ الشيعة‌أصلاً. وعلي‌' هذا فكيف‌ نتمكن‌ أن‌ نجعل‌ هذا الكتاب‌ المجهول‌ المؤلف‌وحتّي‌ تاريخ‌ التأليف‌ مصدراً لهذه‌ القصة‌؟! ثم‌ انه‌ ليس‌ باقوي‌ حالاً من‌اليعقوبي‌، بل‌ هماسيّان‌ في‌ الوهن‌ والضعف‌، فهما مما كتب‌ علي‌' الاكثر في‌اواخر القرن‌ الثالث‌ الهجري‌، ولا شك‌ في‌ أن‌ هذه‌ القصة‌ كانت‌ قد راجت‌في‌ ذلك‌ العهد. ولا يخفي‌ أن‌ المذكور في‌ عبارة‌ هذ الكتاب‌ انما هو: أن‌جهانشاه‌ أُسرت‌ بيد المسلمين‌ العرب‌، ولا يقول‌ متي‌، ولا يتكلم‌ عن‌احضارها اءلي‌' المدينة‌ بمحضر عمر.
والا´ن‌ لننظر في‌ حديث‌ عمرو بن‌ شمر: وهذا الحديث‌ لا يترجح‌ من‌حيث‌ الدراية‌ علي‌' نقل‌ اليعقوبي‌ ولا يسلم‌ من‌ حيث‌ السند والمتن‌، فان‌راويه‌ الاخير هو عمرو بن‌ شمر الذي‌ يقول‌ فيه‌ النجاشي‌: «ضعيف‌ جداً،زيد احاديث‌ في‌ كتب‌ جابر الجعفي‌ ينسب‌ بعضها اءليه‌، والامر ملتبس‌»وضعفه‌ ابن‌ الغضائري‌ والشيخ‌ البهائي‌ في‌ الوجيزة‌ والمجلسي‌ في‌ مرآة‌العقول‌ فلا يعتمد علي‌' روايته‌.
وأما من‌ حيث‌ المتن‌: فقد جاء في‌ هذا الحديث‌ هذه‌ العبارة‌:
«وكان‌ يقال‌ لعلي‌ّ بن‌ الحسين‌(ع): ابن‌ الخيرتين‌: فخيرة‌ الله من‌ العرب‌هاشم‌ ومن‌ العجم‌ فارس‌».
وهذه‌ الجملة‌ تشير اءلي‌' حديث‌ يروي‌ أن‌ الرسول‌(ص) قاله‌: «لله تعالي‌من‌ عباده‌ خيرتان‌، فخيرته‌ من‌ العرب‌ قريش‌، ومن‌ العجم‌ فارس‌».
او: «اءن‌ّ لله من‌ عبادة‌ خيرتين‌: فخيرته‌ من‌ العرب‌ قريش‌، ومن‌ العجم‌فارس‌».
او: «اءن‌ّ لله خيرتين‌ من‌ خلقه‌: من‌ العرب‌ قريش‌، ومن‌ العجم‌فارس‌».
او: «اءن‌ّ الله خَيّر من‌ خلقه‌ صنفين‌: من‌ العرب‌ قريشاً، ومن‌ العجم‌فارساً».
ولم‌ يُرو هذا الحديث‌ من‌ طرق‌ الشيعة‌، وانما رواه‌ من‌ طرق‌ السنة‌:الديلمي‌ وابن‌ شاهبن‌ وابن‌ مندة‌ وابو نعيم‌ عن‌ معن‌ بن‌ عيسي‌ المتوفي‌198 هـ من‌ اصحاب‌ الاءمام‌ مالك‌، عمّن‌ حدّثه‌، عن‌ عمران‌ بن‌ ابي‌ أنس‌القرشي‌ عن‌ عبد الله بن‌ رزق‌ المخزومي‌ عن‌ الرسول‌(ص).
في‌ حين‌ أن‌ّ عبد الله بن‌ رزق‌ لم‌ ير الرسول‌(ص) وكأنّه‌ يرويه‌ عن‌ أنس‌بن‌ مالك‌. وقد قال‌ فيه‌ الازدي‌: حديثه‌ ليس‌ بصحيح‌.
وقد قال‌ الله سبحانه‌: (اءن‌ّ اكرمكم‌ عند الله اتقاكم‌) وقال‌ الرسول‌(ص):(لا فضل‌ لعربي‌ علي‌' أعجمي‌ ولا لاعجمي‌ علي‌' عربي‌ اءلاّ بالتقوي‌).
وعلي‌' فرض‌ صحة‌ الحديث‌ وتخصيص‌ الا´ية‌ والحديث‌ به‌، فلو كان‌فضل‌ لقريس‌ علي‌' العرب‌ فانما هو لاشتمالهم‌ علي‌' مزايا وصفات‌ حميدة‌ممتازة‌ وكون‌ الرسول‌ منهم‌، أما الفخر بناس‌ مخالفين‌ في‌ الدين‌ مع‌الرسول‌(ص) بل‌ محاربين‌ لدينه‌ ومغلوبين‌ علي‌' أمرهم‌ أمام‌ المسلمين‌ فانماهو هزء وسخرية‌!
بل‌ لاشك‌ في‌ أن‌ هذا الحديث‌ كعشرات‌ الاحاديث‌ الاخري‌ من‌ قبيل‌ما رُوي‌ انه‌ قال‌: «ولدت‌ في‌ زمن‌ الملك‌ العادل‌» او «السلطان‌ ظل‌ الله في‌أرضه‌» انما هو من‌ صنائع‌ الشعوبيين‌ واءشاعاتهم‌.
وهناك‌ قرائن‌ توجب‌ ـ من‌ حيث‌ الدراسة‌ ـ التشكيك‌ في‌ صحة‌ هذه‌القصة‌، بل‌ تثبت‌ كذبها، وبالنتجية‌ سقوط‌ هذه‌ الرواية‌ وسائر ونقول‌المؤرخين‌ عن‌ درجة‌ الاعتبار لسببين‌:
الاوّل‌: ما يشتمل‌ عليه‌ هذا الحديث‌ من‌ المبالغات‌ التي‌ تقوّي‌ كونه‌موضوعاً مصنوعاً، كما في‌ قوله‌: «اشرف‌ لها عذاري‌ المدينة‌ واشرق‌المسجد بضوئها لما دخلته‌، فلما نظر اءليها عمر غطّت‌ وجهها». فلو كانت‌أُدخلت‌ المسجد بوجه‌ سافر مكشوف‌ حتّي‌ أن‌ المسجد اشرق‌ بضوئها،ولم‌ تكن‌ تستحي‌ من‌ الرجال‌ الاجانب‌ فكيف‌ غطّت‌ وجهها لما نظر اءليهاعمر؟! فهل‌ كان‌ سائر الناس‌ من‌ محارمها وانما كان‌ عمر اجنبيّاً عليها؟!أليس‌ هذا الكلام‌ الجزاف‌ دليلا علي‌' وضع‌ هذه‌ القصة‌؟!.
الثاني‌: أن‌ الطبري‌ وابن‌ الاثير والبلاذري‌ والمؤرخين‌ الا´خرين‌ حتّي‌اليعقوبي‌، من‌ الذين‌ سجّلوا حروب‌ المسلمين‌ مع‌ الفرس‌ بالتفصيل‌، لم‌يأتوا خلال‌ تفاصيلهم‌ بأي‌ّ حديث‌ عن‌ أسر بنات‌ يزدجرد او اية‌ امرأة‌ من‌نساء بلاطه‌، بل‌ نري‌ أن‌ يزدجرد «هرب‌ في‌ من‌ بقي‌ معه‌ فلحق‌ باصبهان‌ثم‌ سار اءلي‌' ناحية‌ الري‌ واتاه‌ صاحب‌ طبرستان‌ فأعلمه‌ حصانة‌ بلاده‌وامتنع‌ عليه‌ ومضي‌ اءلي‌' مرو، وكان‌ معه‌ الف‌ أسوار من‌ أساورته‌ والف‌خبّاز، والف‌ صناجه‌».
ومن‌ المسلم‌ به‌ ان‌ خراسان‌ انّما فُتحت‌ في‌ خلافة‌ عثمان‌ بن‌ عفان‌،وعلي‌' هذا يظهر أن‌ قصة‌ أسر شهربانو في‌ عهد عمر لا أساس‌ لها من‌الصحة‌ اصلاً.
ونفهم‌ مما كتبه‌ المؤرخون‌ بشأن‌ فرار يزدجرد: أن‌ يزدجرد وحرمه‌منذ بداية‌ حرب‌ القادسية‌ وحتّي‌ نهاية‌ فتح‌ نهاوند (فتح‌ الفتوح‌) لم‌ يكونوافي‌ جبهات‌ الحروب‌ أبداً، وأنهم‌ كانوا في‌ كل‌ حرب‌ قبل‌ أن‌ يصل‌ جيش‌عدوّهم‌ يصلون‌ بانفسهم‌ اءلي‌' مأمن‌ من‌ البلاد البعيدة‌، بل‌ ان‌ يزدجرداستطاع‌ أن‌ يصل‌ اءلي‌' خراسان‌ بأهله‌ ومعهم‌ الف‌ طبّاخ‌ وغيرهم‌ بسلام‌!وعلي‌' هذا فكيف‌ اُسرت‌ ابنته‌ شهربانو واين‌؟ ومتي‌ وقعت‌ بيدالمسلمين‌؟! ومتي‌ سميت‌ شهربانو ولم‌ نر هذا الاسم‌ في‌ عداد اولاده‌وبناته‌؟!.
بالنظر في‌ هذه‌ القرائن‌ التي‌ تنفي‌ أن‌ تكون‌ ابنة‌ يزدجرد قد أُسرت‌في‌ عهد عمر، نعرف‌ قيمة‌ ما كتبه‌ الزمخشري‌ في‌ «ربيع‌ الابرار» وكذلك‌ما كتبه‌ الا´خرون‌ بالاعتماد علي‌' ما نقله‌ واضافوا عليه‌، فبلغوا بعدد السبايامن‌ بناته‌ ثلاثاً، فزوجوا اءحداهن‌ّ لعبد الله بن‌ عمر والثانية‌ لمحمد بن‌ أبي‌بكر، ولا دليل‌ علي‌' أسر شهربانوا فضلاً عن‌ أخواتها.
ولا أساس‌ ـ أيضاً ـ لما كتبه‌ صاحب‌ «روضة‌ الصفا» الذي‌ روي‌ أن‌أسر هذه‌ البنات‌ الثلاث‌ كان‌ علي‌' يد الحريث‌ بن‌ جابر الجُعفي‌ في‌ عهدعلي‌(ع) وقال‌: انه‌ أخذ هذا عن‌ «ربيع‌ الابرار» للزمخشري‌، وقد اسلفناعبارة‌ «ربيع‌ الابرار» ورأينا أن‌ الزمخشري‌ يقول‌ بوقوعه‌ علي‌' عهدعمر!.
وأما خبر «عيون‌ أخبار الرضا» المروي‌ عن‌ سهل‌ بن‌ قاسم‌النوشجاني‌؛ فبالاضافة‌ علي‌' جهالة‌ حال‌ هذا الرجل‌، نراه‌ يقول‌:«فوهب‌احداهما للحسن‌ والاخري‌ للحسين‌ فماتتا عندهما نفساوين‌ فكانت‌صاحبة‌ الحسين‌ نفست‌ بعلي‌ بن‌ الحسين‌، فكفل‌ علياً بعض‌ امهات‌ ولدابيه‌، فنشأ وهو لا يعرف‌ امّاً غيرها، ثم‌ علم‌ أنها مولاته‌، فكان‌ الناس‌يسمّونها امّه‌»!. ونسجل‌ علي‌' هذا الخبر الملاحظات‌ التالية‌:
أولاً: يخالف‌ سائر الاخبار في‌ منحهما للحسنين‌8!.
ثانياً ـ من‌ الغريب‌ انهما تموتان‌ نُفساوين‌! فتموت‌ ام‌ الاءمام‌ السجادبعد ولادته‌ وتموت‌ اختها قبل‌ الولادة‌ دون‌ ولد.
ثالثاً ـ يكفل‌ علياً (ع) بعض‌ امهات‌ ابيه‌! ولا نري‌ لابيه‌ الحسين‌(ع) اي‌ّام‌ ولد في‌ عداد ازواجه‌ واولاده‌.
رابعاً ـ كون‌ الاءمام‌ السجاد ينشأ وهو لا يعرف‌ امّاً غيرها، ثم‌ يعلم‌ أنهامولاته‌، وهذا مما لا يناسب‌ مقام‌ الاءمام‌ ولا يقوله‌ الاءمام‌ الرضا(ع).
خامساً ـ الرواية‌ تقول‌ عن‌ لسان‌ الاءمام‌ الرضا أنه‌ قال‌ للراوي‌النوشجاني‌: «اءن‌ بيننا وبينكم‌ نسباً»، ثم‌ لا نري‌ النسبة‌ في‌ الرواية‌ اءلاّ أن‌نأخذ بما رواه‌ ابن‌ شهر اشوب‌ في‌ عداد الاقوال‌ بأن‌ اسمها برة‌ بنت‌النوشجان‌، فتكون‌ ابنة‌ الجدّ الاعلي‌' لهذا الراوي‌، ولا تكون‌ ابنة‌ يزدجردولا اسمها «شهربانويه‌».
ونري‌ هنا أن‌ الراوي‌ أراد أن‌ يثبت‌ لنفسه‌ فخراً، فغفل‌ خبره‌ عن‌نسبة‌ النوشجاني‌ فحرّفوا خبره‌ اءلي‌' الشائع‌ من‌ نسبة‌ السببيّة‌ اءلي‌' يزدجرد لاالنوشجاني‌ جدّ الراوي‌. ونري‌ تأكيد الراوي‌ علي‌' الرواية‌ فيقول‌ في‌ آخرخبره‌: ما بقي‌ طالبي‌ عندنا اءلاّ كتب‌ عني‌ هذا الحديث‌ عن‌ الرضا(ع)،فكيف‌ غفل‌ عن‌ هذه‌ النسبة‌ الشريفة‌ كل‌ الطالبيين‌ فلم‌ يكن‌ فيهم‌ رجل‌يعرفها؟!.
هذا وقد اضاف‌ ابن‌ البلخي‌ في‌ «فارسنامه‌» حديثاً عن‌ عُلوّ رتبة‌الحسينيين‌ علي‌' الحسنيين‌، لا لشي‌ء اءلاّ لان‌ّ امهم‌ كانت‌ مجوسية‌ الاصل‌!.
وحسب‌ صاحب‌ «قابوسنامه‌» أنها كانت‌ تعيش‌ في‌ المدينة‌ عدة‌سنين‌، فوقفت‌ واطلعت‌ خلالها علي‌' الحياة‌ الداخلية‌ لاهلها، فلم‌ ترض‌بالزواج‌ مع‌ علي‌ (ع)، لان‌ فاطمة‌ (عليها السلام‌) كانت‌ زوجته‌، وهي‌ لاتريد أن‌ تغضبها! وهي‌ تعلم‌ أن‌ الحسن‌(ع) نكّاح‌ النساء فلم‌ ترض‌َ به‌ بعلاً!.
النتيجة‌:
ونستنتج‌ من‌ كل‌ ما سبق‌ ما يلي‌:
1 ـ ذكروا لهذه‌ السيّدة‌ اكثر من‌ خمسة‌ عشر اسماً، وان‌ كان‌ بعضها من‌الاختلاف‌ في‌ ضبط‌ الاسم‌.
2 ـ اختلفوا في‌ أبيها علي‌' خمسة‌ أسماء هي‌: يزدجرد
سنجان‌ نوشجان‌ شيرويه‌ بن‌ كسري‌.
3 ـ اختلفوا في‌ زمن‌ أسرها: علي‌' عهد عمر، وعثمان‌،وعلي‌(ع).
4 ـ دلّت‌ القرائن‌ علي‌' عدم‌ أسر اُسرة‌ يزدجرد، بل‌ الذهاب‌ بها سالمة‌ًاءلي‌' خراسان‌.
5 ـ نقل‌ اليعقوبي‌ وابن‌ قتيبة‌ وابن‌ سعد: أن‌ ام‌ الاءمام‌ السجّاد اسمهاغزالة‌، وهي‌ من‌ سبي‌ كابل‌ او السند، وكذلك‌ جاء في‌ «صفة‌ الصفوة‌».وانما بدأ الحديث‌ عن‌ شهربانويه‌ منذ اواخر القرن‌ الثالث‌ واوائل‌ القرن‌الرابع‌ الهجري‌، وقبل‌ هذا كانوا يرونها من‌ سبي‌ السِند أو كابل‌ كما نقل‌.
وان‌ كان‌ المرحوم‌ السيد المقرّم‌ في‌ كتابه‌ عن‌ «الاءمام‌ زين‌ العابدين‌»يقول‌:
«ان‌ الرواية‌ الثانية‌ ]يعني‌ راوية‌ الصدوق‌ في‌ عيون‌ اخبار الرضا[تقرب‌ من‌ الصحة‌، لكون‌ فتح‌ خراسان‌ سنة‌ ثلاثين‌ من‌ الهجرة‌ وهي‌ السنة‌السادسة‌ من‌ خلافة‌ عثمان‌ وفي‌ هذه‌ السنة‌ قتل‌ يزدجرد بن‌ شهريار في‌(مرو) كما في‌ فتوح‌ البلدان‌ للبلاذري‌، والاخبار الطوال‌ للدينوري‌.
فنحن‌ أيضاً نقول‌ باقربية‌ هذه‌ الرواية‌ اءلي‌' الصحة‌ بالنسبة‌ اءلي‌' سائرالروايات‌ البعيدة‌ جدّاً، لكن‌ مع‌ الاخذ بنظر الاعتبار ما اوردناه‌ علي‌'الرواية‌ من‌ أن‌ النسبة‌ التي‌ ينسبها الاءمام‌ الرضا(ع) للراوي‌ «النوشجاني‌»تقتضي‌ ترجيح‌ القول‌ بأنهما لم‌ تكونا ابنتي‌ يزدجرد الساساني‌، بل‌ ابنتي‌النوشجان‌ ابن‌ اخر الهرمزان‌ القائد الساساني‌ المعروف‌، كما سبق‌ نقله‌ عن‌مناقب‌ ابن‌ شهر اشوب‌ وغيره‌.
وحيث‌ ينص‌ الطبري‌ ـ وغيره‌ ـ يقول‌: «غزا سعيد بن‌ العاص‌ من‌الكوفة‌ سنة‌ ثلاثين‌ يريد خراسان‌ ومعه‌ حذيفة‌ بن‌ اليمان‌ وناس‌ من‌اصحاب‌ رسول‌ الله(ص‌) معه‌ الحسن‌ والحسين‌ وعبد الله بن‌ عباس‌ وعبدالله بن‌ عمر وعبد الله بن‌ عمرو بن‌ العاص‌ وعبد الله بن‌ الزبير، وخرج‌ عبدالله بن‌ عامر من‌ البصرة‌ يريد خراسان‌ فسبق‌ سعيداً».
فالراجح‌: أن‌ عثمان‌ اءنما وهب‌ هاتين‌ البنتين‌ للامامين‌ الحسنين‌8علي‌' أنهما من‌ حصتهما من‌ غنائم‌ الحرب‌ التي‌ اشتركا فيها في‌ فتح‌خراسان‌، وانما نسبت‌ رواية‌ الفتح‌ اءلي‌' عبد الله بن‌ عامر بن‌ كريز لانه‌ سبق‌سعيداً اءليها فنسب‌ فتحها اءليه‌.

المجمع العالمي‌ لاهل‌ البيت‌: قم‌ المقدسة‌

بحار40018-12-13 03:48 PM

افتراضي بطلان من ادعى زواج الحسين (رض) من شاه زنان


بقلم كاظم المسعودي

كثير من الروايات التي سطرها الأعاجم ماانزل الله بها من سلطان ، حيث كانت تنهش في جسد الدولة الإسلامية ،ولكن عند أهل التحقيق ثبت بطلان الكثير من الروايات الصفويه التي شوهت الشيعة العلوية التي تقتدي بالصحابة ( رضوان الله عليهم ) وأمهات المؤمنين ( رضى الله عنهن جميعا ) ، وأهل البيت ( رضى الله عنهم ) الذين أوصونا بمحبة أمهات المؤمنين والصحابة على حد سواء ، وهذا واضح لدى المتتبع لإخبار أهل البيت عندما يسمون أبنائهم بأسماء الصحابة حبا منهم ، لذا برز التصحيح في الكتب المسماة أمهات الكتب ، وفرز الخزعبلات منها ( هذا لايعني فقط الشيعة الصفوية ) وأنما عموم الأحاديث التي تخالف الكتاب والسنة والعقل والتاريخ .
وفي هذه الدراسة بالرغم من الحساسية والخطورة التي فيها لكن يجب علينا تشخيص هذه الحالات وأهدافها ورميها إلى مزبلة التاريخ ، بغض النظر عما تؤول إليه النتائج المترتبة عليها ، لأن مخافة الله هي الأولى أولا والحقيقة ثانيا وبراءة أهل البيت ثالثا .
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( رضى الله عنهم ) ، يسمى زين العابدين ( السجاد ) ذي الثفنات وأختلف في أمه فالمشهور أنها شاه زنان بنت كسرى يزدجر بن شهريار بن برويز ، وقيل أن اسمها شهربانو قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمربن الخطاب ( رض) من الحسين (رض) ، وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي إلى علي بن أبي طالب (رض) بنتي يزدجر بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين (رض) فأولدها علي بن الحسين (رض) وأعطى الأخرى لمحمد بن أبي بكر (رض) فأولدها القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر الصديق (رض) فهما أبناء خالة ، وقال ابن جرير الطبري : أسمها غزالة وهي من بنات كسرى ، وقال في المبرد هي سلافه من ولد يزدجر كانتا معه حين ذهب إلى خراسان ، وقيل إن أم زين العابدين (رض) .
وقد علق الدكتور عبد الجواد آل طعمه على ذلك قائلا (1) :- (( وقد أغنى الله تعالى علي بن الحسين (رض) بما حصل له من ولادة رسول الله (ص) عن ولادة يزدجر بن شهريار المجوسي المولود من غير عقد ، ... وروايات الشيعة على إن علي بن أبي طالب (رض) أعتقها ثم زوجها لولده بالنكاح وجعل لها مهرا ، وقال علي بن الحسين (رض) أنا بن الخيرتين لان ملوك العجم خيرهم .
والعرب لاتعتد للعجم فضيلة وأن كانوا ملوكا ولو اعتدوا بالملك فضيلة لوجب أن يفضلوا قحطان على عدنان ولكن ليس ذلك عندهم شيء يعتد به ، وبعض العوام يقولون جمع علي بن الحسين (رض) بين النبوة ( من رسول الله ) والملك أي ( كسرى ) وليس ذلك بشيء ولو ثبت على ماعرفته .
وكان علي بن الحسين (رض) يوم ألطف مريضا ومن ثم لم يقاتل حتى زعم بعضهم انه كان صغيرا وهذا لايصح ، قال الزبير بن بكار كان عمره يوم ألطف ثلاثا وعشرين سنة وتوفي سنة 95هـ وفضائله أكثر من أن تحص )) .
يتضح مما تقدم أن هذه الرواية كذلك متداولة عند غير الصفويه ، ولكن لنرى هدف الصفويه من ذلك ، وبعدها تفنيد هذه الاكذوبه التي يتناقلها الكثير من المؤرخين وأرباب المقاتل والسيير ، ولكن هذه المرة شهد شاهد من أهل الدار وهو الدكتور علي شريعتي (2) ووضع عنوان :-
عروس المدائن في المدينة
قال : (( يروي ألمجلسي في بحار الأنوار ج11ص -4 بعد نقل أخبار حول زواج الحسين (ع) مثيرة للغثيان - أن والدة الأمام هي بنت يزدجر التي جيء بها أسيرة في زمان الخليفة عمر (رض) ، وقد أعجب بها الأمام الحسين (رض) ، وتزوجها فولد له منها أبن واحد هو الأمام السجاد ( علي بن الحسين رض) (3) .
ومن جهة نحن نعلم ان علي بن الحسين (رض) ولد عام 38هـ ، أي بعد عشرين عاما من زواج أمه من الأمام الحسين (رض) !!!!!! .
وقد صرحت هذه القصة بأن ( شهر بانوا ) كانت من أسرى فتح المدائن ، وأن عمر (رَض) كان ينوي قتلها ولكن الأمام علي (رض) هو الذي أنجاها من الموت ، وواضح جدا أن واضعي هذه القصة هم من أنصار الشعوبية الإيرانية وأنهم أرادوا من ذلك أظهار أن عليا (رض) كان يساند الساسانيين ويدافع عنهم وذلك في مقابل عمر (رض) الذي كان عدوهم وهازم جيوشهم .
غير أن هؤلاء فاتهم أنهم حينما أرادوا أثبات ان الإمام السجاد (رض) هو حفيد يزدجر وأمه شهر بانوا ، أوقعوا أنفسهم في أشكال تأريخي عويص وهو لزوم ان يكون الحسين (رض) تزوج في 18هـ ( حينها عمره 15سنة ) بينما الإمام علي بن الحسين (رض) ولد عام 38هـ ، ومن المنصوص عليه أنه لم يولد له من شهر بانوا سوى السجاد ، وهذا يعني أنها لم تلد من الأمام الحسين (رض) إلا بعد مضي عشرين عاما .
غير أن ألمجلسي عندما تنبه إلى هذه المشكلة بالرواية حاول ترقيعها بالقول أنه ليس من المستبعد أن تكون كلمة (عمر ) الواردة في الرواية تصحيفا لكلمة عثمان (رض) فيكون الزواج قد تم في عهد عثمان لافي عهد عمر !!!!!!! .
والواقع هذه المحاولة – إذ قبلت – فأنها سوف تحل أشكال التفاوت الكبير بين وقت الزواج ووقت الولادة ، ولكن إشكالا آخر أكثر إحراجا سوف يظهر فيها وهو طول المسافة الزمنية بين انكسار جيش يزدجر وبين أسر بناته !!! هذا مضافا إلى الرواية تضمنت التصريح بأن الأسرى هم أسرى ( المدائن) فهل يقول ألمجلسي أنها مصحفة أيضا ؟!!!!! .
ويسوق ألمجلسي روايته عن أسماءها ( شهر بانوا ) وكذلك القصة الكاملة (( بيان اسم أم الأمام وهل هي سلامة أو خولة أو غزالة أو شاه زنان أو ..... فيقول أنهم جاءوا ببنت يزدجر إلى المدينة وما أن وقعت عينها على عمر حتى غضبت وسبت عمرا فسبها هو أيضا وأمران تباع شأن سائر الأسرى فأعترضه أمير المؤمنين بالقول أن بنات الملوك لاتباع وتشترى وأن كانوا كفارا ، وأشار عليه بأن يزوجها رجلا من المسلمين ويدفع صداقها من بيت المال !!!
وفي ذيل الرواية المنسوبة إلى الأمام الصادق (رض) . نصغي للحوار الأتي بين الأمام علي وابنة يزدجر :
فقال :(( جه نام داري أي كنيزك )) ؟ يعني ماأسمك ياصبية ؟!!
قالت : جهان شاه
فقال : بل شهر بانويه
قالت : تلك أختي
قال : (( راست كفتي )) أي صدقت ......!!!!

ويبدو أن الناقل ( أو المختلق ) لهذه الرواية لم يكن يدري إن الأمام علي (رض) حتى لو سلمنا أنه تحدث معها الفارسية إلا أن اللغة التي كان سيحدث بها لم تكن مفهومة عند بنت يزدجر وذلك لان علي (رض) يتحدث باللهجة الفارسية الدرية وهي لهجة محلية لأهالي خرسان بينما كانت بنت يزدجر تتحدث باللغة البهلوية الساسانييه !!! هذا أولا ، وثانيا عبارة (( أي كنيزك )) الواردة في الرواية من الواضع إنها من الاصطلاحات الرائجة في زمان ( الراوي ) لافي زمان الحدث (4) !!
وإذا أمعنا النظر في الرواية نلاحظ شيئا غريبا وهو إن الأمام علي (ع) كان يخاطبها بالفارسية بينما هي تجيب بالعربية !!

والأغرب من ذلك التوجيه الذي ذكره ألمجلسي بإزاء تسمية الأمام لها ب(شهر بانويه ) بدلا من ( جهان شاه ) حيث أوعز العلامة ذلك إلى كلمة (شاه ) هي من أسماء الله تعالى مستدلا على ذلك بما جاء في الخبر من أن علة النهي عن الشطرنج عبارة الشاه مات ، ووالله أن الشاه لايموت .
لماذا اختاروا الحسين دون الحسن (رض الله عنهم ) لأنهم نفذوا من خلال المذهب الشيعي الأمامي الاثني عشري أي الأمامه تنتقل في ولد الإمام الحسين (رض)- معتقدات ألشيعه الاثني عشريه - لكي يكون كسرى مصاهرا له .
وهناك أيضا اختيار الحسن العسكري (رض) وتزويجه من كسرى أيضا برواية أشبه بالخيال راجع بحار الأنوار ج46 ص10 ، لأنهم لايردون انقراض جيل الأسرة الساسانييه وتضع له شجرة ترجع بنسبه إلى بهرام ، والى ذلك يشير الشاعر الفردوسي في ( الشاه نامة ) (5) نقلا عن رستم انه كتب رسالة إلى أخيه تطرق فيها إلى انقراض السلالة الساسانية وهيمنة العرب على إيران يقول :-
من هذا العالم إلى أربعمئة سنة لاحقه ......لن يرى العالم مثل هذه النطفة
وهكذا أرادوا استمرار النطفة عبر ترقيع سلسلة الارتباط النسبي بحلقة ارتباط سببي ( مصاهرة ) رسول الله (ص) .وهكذا يتحقق الغرض من الوصل بين السلسلة السلطانية الساسانية والسلسلة الأمامية الشيعية . والجلال الايزدي (6) بالنور المحمدي :-
وان غلاما بين كسرى وهاشم ......... لأكرم من نيطت عليه التمائم !!!

هذا هو التشيع الشعوبي وهو تركيب أثني متناقض من النبوية الإسلامية والسلطة الساسانية بين كسرى وهاشم وهو الإمام زين العابدين علي بن الحسين (رض) .

ومن خلال السرد نجد إن هذه الرواية باطلة من كل النواحي ، وإنما أريد بها امتداد كسرى مع أهل البيت وحاشا أهل البيت من هذا ، أضف إلى ذالك إشعال الفتنه من خلال زج الخليفة الفاروق (رض) موقف معادي لأهل البيت وتوجهاتهم .

ونلاحظ ذلك من خلال مناقشة علي شريعتي في ص135 :-

1- أظهار عمر (رض) بمنزلة العدو رقم واحد لعلي : وشجب مناوءته لحامل لواء الإسلام والحلقة الأولى في سلسلة أهل البيت وأبي الأئمة ، وذلك انتقاما من دور عمر البارز في القضاء على الدولة الساسانية وتقويض وجودها .
2- ألقاء تبعة انقراض الدولة الساسانية على عمر ( رض)لاعلى الإسلام .
3- تلقين الناس على إن خلافة عمر (رض) تعادي السلطنة الساسانية أما الأمامية فكانت بمنزلة المدافع عنها .
4- أن يزدجر آخر الأكاسرة الساسانيين كان قد انكسر بواسطة عمر (رض) وان النبي هو الذي أعاد له شأنه ومكانته المرموقة بالمجتمع الإيراني وذلك من خلال إدخاله في بيت النبي – عبر أحدوثة الزواج – ليصبح أحد طرفي السلسلة وطرفها الآخر هو النبوة .
5- استمرار الإمامة من الإمام السجاد إلى الإمام المهدي – عند الشيعة- يعكس استمرار السلطة الساسانيية .
6- النور المحمدي المنبلج من النور اللاهي يمتزج مع المجد الايزدي المستمد من اهوار مزادا (7) .
7- إن عمر هو (رض) هو الذي حرم السلالة الساسانية من موقية الحكم كما أنه حرم السلالة المحمدية من حق الخلافة .
وهكذا ربطت فارس والتشيع ألصفوي هذه الزيجة التي ثبت بطلانها ،لأهدافها التي ذكرت ومأرب أخرى .


كاظم المسعودي

المصادر:-

1- معالم انساب الطالبيين في شرح كتاب سر الأنساب العلوية لأبي نصر البخاري / تأليف الدكتور عبد الجواد آل طعمه / تحقيق سلمان هادي آل طعمه ص130 – مطبعة ستار قم – 2001م .
2- التشيع العلوي والتشيع ألصفوي / الدكتور علي شريعتي ص124-125 تقديم الدكتور إبراهيم دسوقي شتا – ط1 2002م دار الأمير – بيروت –لبنان .
3- إن هناك آخرين أنكروا هذه الرواية غير (شريعتي) ،حتى إن احد علماء المذهب صرح في كتاب نشر مؤخرا إن هذه الرواية لاسند لها .
4- التشيع العلوي والتشيع ألصفوي / دكتور علي شريعتي ص126 .
5- ملحمة شعرية إيرانيه معروفة .
6- الجلال الايزدي : المجد اللاهي ، حيث يعتقد الإيرانيون إن المجد والعظمة والجلال تفاض على الملوك والأكاسرة من لدن السماء .
7- أله الخير في الديانة الزرادشتية ، ويقابله اله الشر ( أهرين ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق