السبت، 20 فبراير 2016


 إعدام مجرم أصبح قضية عالمية كيف تم ذلك 
إعدام مجرم أصبح قضية عالمية كيف تم ذلك
03-26-1437 10:36
محمد بن سعيد ال جبارة الصفار 














بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآﻵه وبعد:

قادت مجموعات إعلامية سعودية أهلية كبيرة-صحفية،وفضائية- في العقدين ونصف الماضية،أسطوﻻ كبيرا،من الفضائيات،والصحف الورقية،واﻹلكترونية، وكانت المهمة اﻷولى لها، إلى جانب مهام أخرى كثيرة، هي:

إقناع الغرب بعدم ارتباط اﻹرهاب بالمملكة،بعد أن اتهمها الغرب برعايته ﻷهداف سياسية استراتيجية،خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر المشؤمة.

أما على مستوى الداخل،فكان أهم المطلوب هو :

محاربة فكر القاعدة،خوف انتشاره بين أوساط الشباب،ومحاولة توجيه الناس،للفكر الوسطي المعتدل -وﻻ أقول الاسلام الوسطي- فاﻹسلام المنزل من الله تعالى كله حق وخير محض ﻻشر فيه - هذا هو المعلن المعروف لكل مكونات هذا اﻷسطول الكبير ، وقد أسندت قياداته للاسف ، للبراليين سعوديين ، وحشد من اﻹعلاميين، اللبنانيين وغيرهم ، من كل الطوائف،اتضح فيما بعد أن الصفة التي تجمع معظمهم،هي بغض كل ماهو إسلامي.

ولكن اتضح،أن هذا الجيش اﻹعلامي الكبير،الذي كنا نرجوا نصرته،أصبح همه الوحيد،أن يهاجم ثوابت اﻹسلام،صباح مساءً،فألصقوا تهمة اﻹرهاب بكل ماهو إسلامي،وبكل نشاط ديني،رغم أنهم يعرفون،أن المملكة ﻻيمكن إﻻ أن تكون راعية للاسلام،ﻷن هذا هو قدرها،فمن يطلب منها معادات اﻹسلام،أو الوقوف ضد تعاليمه،وقيمه،هو كمن يطلب من الفتيكان،معادات الكاثوليكية، وهم يعرفون هذا،ولكن عن سبق إصرار وترصد،ونوايا يصعب على إي عاقل،وصفها بالحسن.

فهاجموا حلقات تحفيظ القرآن، والمراكز الصيفية، وجهاز الحسبة، ووزارة الشؤون اﻹسلامية، ومناهج التعليم، ووسائل اﻹعلام الدعوية، والقضاء، وتعليم البنات، واتهموا كل تلك المؤسسات، زورا وبهتانا، بأنها مقامة على أساس التطرف، والتكفير،ومعادات اﻷخر، حتى وصلت التهمة أخيرا، إلى أن اﻹرهاب، هو الوجه اﻵخر للدعوة الوهابية التي قامت عليها المملكة، بمعنى أن (المملكة) بكامل تكوينها (دولة إرهابية)

لذاك تجرأ إعلامي مصري أحمق،هو إبراهيم عيسى، قبل عدة أيام، عند إعلان التحالف العربي اﻹسلامي، لمحاربة اﻹرهاب ،فقال متعجبا: كيف يحارب اﻹرهاب نفسه ؟
إذا كانت السعودية هي التي تصنع اﻹرهاب ..فكيف تحاربه.. وهل يصدق أي عاقل هذه الدعوى؟.
هذا حسب زعمه طبعا،وما وقر في قلبه المريض .

أما على مستوى الشارع العربي،في داخل المملكة وخارجها،فقد فوجئ الناس، بإعلام منسوب للمملكة،راعية اﻹسلام،وقبلة المسلمين،همه عداء اﻹسلام،ونشر الفساد اﻷخلاقي بين الشباب،عبر عشرات القنوات،التي همها الرقص،والغناء،واﻷفلام، والمسلسلات،التي تروج للزنا، وزنا ،المحارم ،والدياثه ،والجرائم ،والعنف، وعبر صحف ومجلات ،تشكك في كل ثوابت اﻹسلام ،وقيمه ،فأضيفت تهمة جديدة إلينا،بأننا،نريد إفساد شباب اﻷمة،وشاباتها،فكرهتنا معظم الجماهير أيضا،على أساس النتائج التدميرية،المهلكة، للاعلام،المحسوب علينا،ووصلت جرأة بعض أولئك المضلين،حتى بلغت بعض صحفنا الورقية، فرأينا فيها،من يسخر بما جاء في القرآن الكريم،أو بما ثبت في السنة المطهرة، أو أحكام اﻹسلام ،أو علمائه، ودعاته، مثلما كتب بعض حمقاهم،عن الحور العين،أو عن تحريم لحم الخنزير،أو تحريم الخمر،أو اﻹستهزاء بالحجاب،أو تسليط بعض سفهائهم،على بعض الرموز العلمية الشرعية، مثلما وقع من أشيمطهم،خلال عدة أشهر،من مناكفة أحد كبار العلماء اﻷجلاء،في موضوعات علمية شرعية،قد ﻻيحسن حتى القرأة عنها.

ونكاية من هذا اﻹعلام المفسد، المضلل،في كل ماهو إسلامي،قام بإتاحة،مساحات كبيرة،لكل من هو،عدو للاسلام بعامة،وللسعودية بخاصة،فصنع نجوما إعلامية جديدة،من اﻷعداء، ماكانت لتصنع،لوﻻ هؤﻻء،الذين خانوا دينهم،وأمتهم، ووطنهم،ومكنوا ﻷعدائه، بمساحات،إعلامية،كريمة جدا،لم تتح،حتى ﻷخلص المخلصين.

ثم اتخذت،تلك القيادات المضللة،التي تقود هذا الجيش الجرار،من وسائل اﻹعلام،منهجا شريرا،يكاد يعجز عنه الشيطان، هو التزام وصف،كل تجمع اسلامي سني،اجتماعي،أو فكري،أو إغاثي،أو سياسي،أو دعوي،بالتطرف،وتغذية اﻹرهاب، وصناعة اﻹرهابيين، وإيقاع، أي نشاط سني ،من هذا القبيل ،تحت طائلة،الهجوم اﻹعلامي،الفاجر الشرس،الذي ﻻيرقب في مؤمن،إﻻ ،وﻻذمة، ولم يستثنى من ذلك، أي تيار، إﻻ الصوفية المغيبة عن الواقع،الموغلة،في الخزعبلات الغير معقولة،أو متعالمين ،يمكن أن يباركوا ،اختيار،راقصة،كأم مثالية، بين المسلمين.
ماعدا هذين الصنفين،فكلهم ارهابيون،متطرفون.

وبمنهج مواز،لهذا المنهج، ﻻيمكن تخريجه،إﻻ أن يكون مقصودا بذاته، مكرا،وكيدا للوطن،وهو: غض الطرف،عن ممارسات،كل اﻷطياف الشيعية، العسكرية،والفكرية،واﻹعلامية، بل إلباس الشرعية عليها،ووصم كل من يعاديها،أو ينتقدها، بالطائفية،والتطرف،والعنف، واﻹرهاب.
وسكت هذا اﻹعلام،عن...
وأحيانا،شرع ﻷن... يصبح تدخل إيران،في كثير،من الدول العربية،بكل أنواع التدخل،أمرا مشروعا،ﻻيقبل حتى الحديث حوله،أو مناقشته،على أي مستوى،وجعلوا التمكين، لكل مايخدم الطرح اﻹيراني الصفوي، محورا مهما لهم، فوصموا بالطائفية، والتطرف، كل من كان يريد أن يعري ،سياسات إيران ،في المنطقة، ويظهر نواياها السيئة، بالذات نحو المملكة ،فشنت تلك الفضائيات،والصحف،وأكابر مجرميها،العاملين فيها،من سعوديين،ولبنانين،وغيرهم، هجمات قذرة،للحد ،أو ﻹقفال، فضائيات ،وصحف ،إسلامية غيورة، لها دور كبير، في فضح المشروع الصفوي، واستمر هذا الجيش اﻹعلامي المشؤم، في دعم توجهات الصفويين، بوضع المنادين بالتنبه لخطرهم،تحت طائلة اﻹتهام،بالطائفية، وغيرها وبنشر الفساد، بين الشباب وإلهائهم ،وبإتاحة المساحة الكاملة،للاعلام الصفوي،ليسيطر على الساحة، حتى رأينا النتيجة الحالية الكارثية، وهي عجيبة فعلا، مختصرها ماوقع : سعودي خائن لبلده، يقبض عليه، ويحاكم، ويعدم ،بحكم قضائي، وينفذ فيه الحكم، في بلده.

والنتيجة ماهي؟

ﻻترضى بذلك، فتقوم الدنيا وﻻتقعد أبدا،وتصبح المملكة،في موقف الدفاع، وتستدعي الآخرين،للوقوف معها، ونرى الشارع اﻹعلامي، الذي كان يتصدره، جيشنا اﻹعلامي الضخم، فنجد معظمه، ضدنا،وهو في الحقيقة،ضدنا من البداية،لم يتغير من مواقفه شيء، الذي تغير فقط،حاجتنا الملحة للنصرة.

هذا ما أوصلنا إليه، هذا اﻹعلام المسخ، نقع في أزمة كبيرة، تستنفذ الكثير من جهدنا، فقط ،ﻷننا أعدمنا،أحد المجرمين من مواطنينا.

أترون يامن تشككون، في أن هذا اﻹعلام المفسد المضلل هو السبب؛ أن هذا الذي وقع، كان يمكن أن يقع مثله،قبل عشرين سنة مثلا.

إذن من صنع هذا الواقع الجديد؟
أليس هو اﻹعلام! الذي يمثل، جيشنا الجرار الذي نحن بصدد الحديث عنه؛ أكثر من نصفه ، وأهم مرتكزاته.

ما نحن فيه، أيها اﻷحبة ،هو نتيجة مباشرة، لمادة السوء الفاجرة، المضللة، التي كان،وما يزال،يمارسها هذا اﻹعلام.
فوااا أسفاه أن بلغ من ضعفنا اﻹعلامي، أن سلبنا القدرة، على محاسبة المجرمين، في بلدنا، إﻻ بموافقة إيرانية،ووالله إنها لحالة مخزية جدا.

اليوم،هذا الجيش اﻹعلامي المشؤم، يحاول بكل ماأؤتي من قدرات؛أن يرقع ما خرقته يداه، ويصلح ما أفسدته يمناه، ولكن هيهات هيهات، هذه ثقافة سوء، زرعت في العقول، لن يستطيع أؤلئك المفسدون، إصلاحها، والسبب ،بسيط جدا،هم ﻻيحسنون إﻻ اﻹفساد، والله تعالى يقول إن الله ﻻيصلح عمل المفسدين).

أما اﻹعلام الرسمي،فهو مشغول بالمسلسلات،واﻷغاني، والحفلات،والفلكلورات، والسهرات الرياضية، والغنائية، وقد تكون كل هذه مقبولة،لو كان ماهو أهم منها،موجودا بمساحته المناسبة ،ولكن الواقع للاسف ،خلاف ذلك.
ففي اﻹعلام الرسمي، اﻷحداث الكبيرة،التي تحتاج إلى إنشاء قناعات جديدة،وتلبس مفاهيم وأفكار،تتم معالجتها، بكتابة تقارير،لقد تم بث،او نشر، المقال الفلاني، أو البرنامج الفلاني، في الوقت والتاريخ الفلاني، والحمد لله، انهينا المهة ،وحققنا مانريد.

ختاما،لم يغب عني أبدا، أن ماوقع ،كان -بحمد الله-عزا ونصرا، لوطننا العزيز، فتنفيذ اﻷحكام القضائية،واستثمار رد الفعل، اﻷحمق، الصبياني، المتهور، ﻹيران، إستثمارا أمثلا، جعل كل محب للسعودية، وسياستها اﻹسلامية الحكيمة، يطمئن أنها، بتوفيق الله تعالى لها ،سائرة على طريق (استرداد) مكانتها العالمية الرائدة، كحاملة للدعوة اﻹسلامية،ومنافحة عنها ؛ورائدة للعالم اﻹسلامي كله،رغم أنف كل مبغض وشانئ، وكعامل مهم، في إرساء دعائم السلام العالمي، ونشر مبادئ الرحمة، والعدل،والمساوات،بين كل البشر،التي هي من أهم مبادئ دين اﻹسلام العظيم.

حفظ الله قيادتنا الرشيدة، من كل سوء،وزادهم توفيقا وتسديدا، ونصرهم بالحق، ونصر بهم الحق، إنه سميع مجيب،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.


الرياض/1437/3/26
محمد سعيد آل جباره الصفار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق