الأربعاء، 29 يناير 2014

تفريغ الكلمة الصوتية للشيخ حسان عبود أبي عبدالله الحموي عن أحداث الشام الأخير ومبادرة الأمة


تفريغ الكلمة الصوتية للشيخ حسان عبود أبي عبدالله الحموي عن أحداث الشام الأخير ومبادرة الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين, أما بعد:
فقد تريثّنا طويلاً في إصدار كلمة علنية في الأحداث الدائرة في الشمال والشرق من بلادنا, مفسحين الوقت والمجال لكل أهل الإصلاح أن يتداركوا الساحة قبل أن ينفجر الوضع في أعقاب صدور فتاوى التكفير والردة وإعلانات الحرب من أطراف عدة, وزج البلاد في أتون حرب كنا نرى الجهاد في الشام هو الخاسرَ الأول فيها.
ولقد جهدنا في حركة أحرار الشام الإسلامية والجبهة الإسلامية عموماً منذ بداية سلسلة التعديات علينا من قبل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام أن نطوق الوضع ونحرص على عدم التصعيد في أي حلقة من حلقات هذه السلسة الطويلة. ولم نفتأ نطالبهم بأن ينزلوا عند حكم الشريعة ويقبلوا بمبادرات الشيوخ الأفاضل, كما حصل في قضية خطف وقتل مسؤولنا الإغاثي أبي عبيدة البنشي, وقضية قطع رأس أخينا المجاهد محمد فارس, وقضية احتلال مسكنة واغتصاب مقراتنا وسلب ممتلكاتنا واعتقال وتعذيب عناصرنا ثم تصفية القادة بعد تعذيبهم والتمثيل بهم كما في قضية الدكتور أبي ريان رحمهم الله جميعاً .ناهيك عن مسائل الغلول وبغيهم كخلطاء في عدد من المعارك, وكأن المقصود منها جرنا إلى الاقتتال جراً.
ولما اندلعت شرارة الأحداث الأخيرة عندما قررت الكتائب المسلحة منع أرتال المؤزرات من الوصول إلى الأتارب والفوج السادس والأربعين لئلا يستحِرَّ القتل بين المسلمين العزّل المستضعفين منهم خاصة الذين راحوا يُبَيَّتون بالمدافع الثقيلة والدبابات وحرصنا على ألا يتعدى أي من الطرفين على الآخر في باقي المناطق فوجئنا بحملة تصعيد جائرة ظالمة من جماعة الدولة الإسلامية العمدة فيها اتباع الظن والهوى واستسهال الظلم والبغي طالت حتى جموع النافرين إلى جبهات حلب من إخواننا حيث جردوا من أسلحتهم وزج بهم في سجون جماعة الدولة ثم تعدى ذلك إلى غصب المقرات والأسلحة والمقدرات وقتل المستأسرين الذين رفضوا الدفاع عن أنفسهم تورعاً كما حصل في الرقة, ونقضِ العهود والمواثيق التي أبرمت معهم في معدان وغيرها ثم بدأت مفخخاتهم تضرب مقراتِ وحواجزَ الحركة في دير الزور وحلب وإدلب بغياً وصيالاً, في الوقت الذي كنا قد فتحنا مقراتنا لمن يلجأ لائذاً منهم فاراً من الولوغ في دماء المسلمين. بل راحوا يصورون الوضع تضليلاً وقلباً للحقائق على أنه انقلابُ أهل الشام على من هاجر إليها جهاداً ونصرةً, وطفقوا يروجون الأكاذيب عن التعدي على أعراض المهاجرين ليثيروا المترددين في قتال مجاهدي الشام. ولقد علم إخواننا المهاجرون جهاداً ونصرةً للشام محبةَ أهلها لهم, إذ هللوا لمقدمهم مستبشرين بمجتبى خيرةِ الله من خلقه فكانوا لهم أهلاً محبين وفتحوا لهم قلوبهم قبل الديار. فصاهروهم وبادلوهم الودَّ محبةً وبراً حتى نزغ الشيطان نزغته وجاء من يحرش بين المهاجرين وأهل الشام سعياً وراء شق الصف وتمزيق رباط الأخوّة. وأدواتهم في ذلك الكذب والتلفيق وإلهاب مشاعر الناس عن طريق سرد افتراءات السبي والاغتصاب للعفيفات الطاهرات على أيدي المرتدين والصحوات زعموا, ولقد كذبوا وأشهدوا الله زوراً...قال تعالى (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)...وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سلوك هذا السبيل فقال (إِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ، فإِن الْكَذِب يهدي إِلَى الْفُجُور وَإِن الْفُجُورَ يهدي إِلَى النَّار). وقد نفى جُلَّ ما أذاعوه عددٌ من المهاجرين المنصفين كالشيخ المحيسني والخراسانيين وغيرِهم وحسبُ المتقولين من الكَذَبة أن الأنباريَّ نائبَ البغدادي قد ترك مئات النساء والصبيان في عهدة مجاهدي الشام فهو يعلم زيف تلك الادعاءات. ومعروف أن المهاجرين عندنا إخوة أحباب نحورنا دون نحورهم ومن أرادهم بظلم فنحن -إن شاء الله- ردؤهم وأنصارهم. وإن كان هناك حادثة معزولة أو اثنتان من تعدي أهل الحرابة المفسدين في الأرض وعملاء النظام ممن ينشط في ظروف الفوضى والاضطراب الذي لم نوجده نحن أصلاً فلن يكون أحدٌ أغيرَ منّا على أعراض أخواتنا فلقد أعلنا منذ البداية أن من امتدت يده بالسُّوء إلى أعراض المسلمين فأن تعاملنا معه سيكون بالحديد والنار وجزى الله إخواننا في إدلب وحلب إذ ذادوا عن الأخوات ويسروا سبيل خروجهن الآمن في خضم الفوضى والاقتتال وأفعالهم في ذلك معروفة مشتهرة تدحض ما يروجه المبطلون. وأما أولئك المهاجرون الذين ضُلِّلوا فأبوقوا أنفسهم وبادروا بقرع أبواب جهنم مستعجلين وعيدَ ربهم فانطلقوا يفجرون حواجز المجاهدين ومقراتهم فنقول لهم أما قرأتم في كتاب الله الوعيد المزلزل والتحذير من المسارعة إلى إلصاق أوصاف الكفر والردة على من ظاهره الإسلام قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
ولن ينفعَكم التذرعُ بالتأول دون تثبت ولا اتباع فتاوى الدجل والضلال فقد اعتمد شرعيوكم مناطاتٍ للتكفير ما سبقهم بها أحد من المسلمين وها نحن نجدد الدعوة لهم للمناظرة فيما ابتدعوه في الدين والاعتقاد ولن ينفعك أيها المنغمس في صفوف المسلمين لتشرب من دمائهم وتأنس بأشلائهم لن ينفعك أنك جنديٌّ تسمع وتطيع, فكل متبوع جاوزت به الحد فهو طاغوت تموت في سبيله كما ذكر ابن القيم رحمه الله وتدبر قوله تعالى: ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِيْنَ اتُبِعُوا مِنَ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوْا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيْهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ومَاهُمْ بِخَارِجِيْنَ مِنَ النَّارِ).فثوبوا الى رشدكم يرحمْكم الله وأعلموا أن النصرة الحقة تكون بالقتال ضد العدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا وليس أوجب بعد الإيمان من دفعه ولكم في إخوانكم ممن علم هذا الواجب فلزمه أسوةٌ حسنة....
ولإخواني في حركة أحرار الشام الإسلامية رفاقِ درب الجهاد وحملةِ مشروعه أقول لهم :يا أحرار الشام وحراسها يا أهل العزائم والهمم يا أسود التوحيد وفرسان الميدان لقد شهدت صولاتكم الساحات والحواجز والمطارات ...تشهد لكم الأرض التي روّاها ألف شهيد من طليعتكم أنكم كنتم أهل اليقين عند الشدائد وأهل الثبات عند الزلزلة فأثخنتم في أعداء الله من النصيريين والروافض وضحيتم بالأنفس والأموال والأوقات لإعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين من أهل الشام –نحسبكم كذلك- لقد شاء الله عز وجل أن ينوع عليكم البلاء فينزل بكم ظلم وبغي من جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام فقَتلوا بغياً وأسَروا ظلماً وصالوا على ما لا يقوم الجهاد إلا به من سلاحٍ وذخائرَ ومقرات وأرسلوا المفخخاتِ يقودها من جاء بقصد جهاد النصيريين لينتهي به الامر صريعاً بين أشلاء المجاهدين الموحدين فيلقى الله تعالى منتحراً ظالماً لنفسه مضَلَّلا بفتاوى التكفير والإخراج عن ملة التوحيد الصادرة عن بعض شرعييهم وأمرائهم بلا بينة ولا برهان إلا التخرُّص والجهل والغّلو
وإننا أولاً لنبرئ دين الله تعالى من تلكم الأفاعيل وننزه شريعته الغراءَ عنها فوالله إن نسبتها إلى دين الله لهو أشد إيلاماً لنا من تمزق أشلائنا بها فإنا ما خرجنا إلا دفاعاً عن حياض الدين وأهله وإعلاءً لكلمة التوحيد ويسوؤنا أن يحصل الصد عنه بمثل تلك الأفاعيل. 
ثانياً: نعلن أننا مظلومون مغدور بنا معتدىً علينا بغير حق ولا بينة وإن الله تعالى قال (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وقال تعالى ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ )والمظلوم المعتدى عليه يرد الظلم عن نفسه ويواجه عدوان المعتدي في شريعتنا الغراء. 
ونحن إذْ خرجنا لرفع الظلم عن الناس فإننا لا نرضاه لأنفسنا ولا علينا ولن نرضى أن ينزل ظلم إضافي على هذا الشعب المسلم المنكوب الذي تناوبته الخطوب وتعاورته رماح النصيريين والروافض حتى أثخنته, ونهشته مأسي الجراح والجوع والمرض والتشرد حتى أنهكته. 
فوالله لن نرضى أن ينزل به ظلم أو ضيم لا من كافر ولا من مسلم, قريباً كان أم بعيدًا, وقد عاهدنا الله تعالى على ذلك. وإنا قد احتسبنا أنفسنا عند الله فلا نبالي أن نبلغ مصارعنا على أيدي الكفرة أو على أيدي الظالمين المعتدين الغادرين فجزاؤنا عند ربنا محفوظ بالاحتساب والنية. 
ثالثاً: رغم الجراح الراعفة والطعنات الغادرة فإننا سنحاول بكل استطاعتنا أن نبقي سلاحنا موجهاً بالدرجة الأولى إلى هذا النظام سعياً إلى إسقاطه وطياً لصفحة الظلم في بلادنا ليعم العدل ويسود الشرع و تكون كلمة الله هي العليا.
ونحاول ألا ننشغل عنه بغيره والطعنة التي يمكننا تفاديها من أهل البغي والعدوان سنتفاداها حتى لو جرحتنا وآذتنا, مقدمين سلامة عامة المسلمين وصيانة أعراضهم وإزاحةَ النظام المجرم عنهم على الانتقام والانتصار للنفس ونقولها بوضوح لن نقبل ظلما يطيل في عمر النظام ويخفف عنه الضغط وينعشه بعد الوهن ...
إن الظلم الذي نصبر عليه هو ذاك الظلم الذي لا يوقف مسيرة الجهاد في الشام ولا يعطل مصالح المستضعفين المظلومين ويقتصر الضرر فيه على أنفسنا دون غيرنا. 
وأما إذا بلغ حد إيقاف الجهاد وتعطيل الجبهات وتخفيف الضغط عن النظام المجرم والسماح بوصول الإمدادت اليه أو قطع الإمدادت عن المجاهدين المرابطين على الثغور وإغلاق المعابر والتضييق على عامة المسلمين فهذا ظلم لن نسمح به ولن نسامح من يفعله ولن نتجاوز عنه فإن غضبَنا إذ ذاك لله وعلى محارمه إذ تنتهك, فلا يقربن أحد هذه الخطوط الحمراء. 
وأما من فاء بعد ظلمه وبغيه فهو أخونا الحبيب ويفصل شرع الله المطهر في محاكم شرعية مستقلة بين المتخاصمين في الحقوق فالصلح خير كما نص كتاب ربنا عز وجل, ونحن طلاب حق لا بغاة باطل وعليه فإننا نرحب بالمبادرة الموسومة بمبادرة الأمة لوقف الاقتتال ورد الحقوق عن طريق الاحتكام إلى الشرع و نؤكد على وجوب ضبط الآليات و تقديم القيادات المعتبرة للتعهدات الملزمة بامتثال الحكم الصادر عن المحاكم المشكلة بموجب الموافقة. إذ يكفي أهلنا ويلاتُ الحرب والحصار فلا نزيدنَّ عليهم كربهم بالانشغال في احتراب جرَّ إليه التغطرسُ و المكابرة و التفردُّ و البغي , الأمور التي آن لها أن تنتهي بعد أن ثبت ضررُها على الجهاد في الشام وبعد أن تزايد النكير عليها من علماء الأمة و المجاهدين والأهالي .
وأخيراً, أوجه كلمة للمؤتمرين باسم المعارضة في جنيف إن التاريخ تصنعه مواقف الرجال وأما أولئك الذين يهدرون أوقاتهم في أسواق المساومات الرخيصة التي تفضي لبيع دماء الشهداء و المتاجرة بمآسي أهلنا المحاصرين و المشردين لنيل عرَض من الدنيا قليلٍ فنذكرهم بأنهم لم ينالوا من هؤلاء تفويضاً فليطووا سجلاتهم وليعودوا أدراجهم فإن الطغاة وعلى رأسهم بشار الأسد لا يفهمون سوى لغةِ البنادق والرصاص.
اللهم ارفع الكرب و الشدائد عن أهل الشام ,اللهم عليك ببشار وزبانيته وأعوانه وأحلافه, اللهم صن جهادنا في الشام ومن أراد به سوءاً فأشغله في نفسه وأدر دائرة السوء عليه إلهنا ومولانا. وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين.
الاثنين: 26 ربيع الأول 1435 الموافق 27-1-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق