الخميس، 30 يناير 2014

المالكي يستعمل فزاعة "داعش" للهجوم على الأنبار



واشنطن تشجّع بغداد على مواصلة العمل مع زعماء العشائر

المالكي يستعمل فزاعة "داعش" للهجوم على الأنبار

المستقبل - الخميس 9 كانون الثاني 2014 - العدد 4914 -

يسير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على نهج حليفه رئيس النظام السوري بشار الأسد بالتركيز على "فزاعة" تنامي نشاط تنظيم "القاعدة" و"داعش" في الأنبار، في خطة لهجوم يقوم به الجيش العراقي على بعض مدن المحافظة، في وقت شجعت الولايات المتحدة رئيس الوزراء العراقي على مواصلة العمل مع الزعماء العراقيين على المستوى المحلي والعشائري والوطني.
ودفع تسويف المالكي في تنفيذ مطالب المحتجين باستراتيجيته التي تتجاهل الازمات السياسية والامنية والاجتماعية التي تطحن العراق منذ سنوات، وبتغاضيه عن شكاوى العرب السنة من سياسة التمييز والتهميش التي أطلقت موجة احتجاجات ما زالت متواصلة في بغداد و5 محافظات سنية، متهماً الاطراف المعنية باللجوء الى "عسكرة" حراكهم السلمي وحمل السلاح في مواجهة قوات الحكومة، مما سمح بحصول اختراقات من قبل جماعات مسلحة سنية متطرفة من بينها "داعش".
وبينما يرفع المالكي شعار محاربة الارهاب في العراق، فإنه يتغاضى ويغض النظر عن تدفق المئات من المتطوعين الشيعة الى سوريا للقتال الى جانب الاسد ومن بينهم فصائل مسلحة لاحزاب سياسية مشاركة في الحكومة العراقية، عاد العشرات منهم بنعوش يتم تشييعها رسمياً وشعبياً في مناطق عدة في بغداد والجنوب من دون أن تحرك السلطات العراقية ساكناً حيالهم برغم مشاركتهم في قتل الشعب السوري الطامح إلى اسقاط النظام البعثي الحاكم في دمشق.
وفي هذا الصدد، اعلن رئيس الحكومة العراقية أن الحرب ضد تنظيم "القاعدة" في محافظة الأنبار" لن تطول". وقال المالكي خلال كلمته الأسبوعية امس إن "الحرب التي خضناها وانتصرنا فيها حتى الآن واثق بأنها لن تطول"، مؤكداً أن "ما تتحدث عنه داعش والقاعدة بأنها ستعود الى المناطق التي أخذت منها هذا حلم إبليس، لن يعودوا أبداً إلا وهم جثث هامدة بضربات الجيش العراقي وأبناء العشائر".
وأضاف المالكي أن "القاعدة وداعش يريدان أن يعطلا الحركة السياسية وحركة الاعمار في البلد ليس في العراق فقط وإنما في المنطقة"، مشيراً إلى أن "هذا الانتشار المخيف للإرهاب والقاعدة وتشكيلاتها والمتعاونين معها يهدف الى إرباك دول المنطقة وتوقف عجلة النمو والتطور والاقتصاد، والاستقرار والعملية السياسية لأنهم لا يؤمنون بالديموقراطية ولا يؤمنون بالحريات أو الانتخابات ولا يؤمنون بشيء اسمه السلطة".
وأكد المالكي أن "أحد أهدافهم هو تعطيل الانتخابات التي نحن على أبوابها"، مخاطباً إياهم قائلاً: "لا نريد تأخير الانتخابات أو تأجيلها يوماً واحداً تحت أي عنوان"، مشدداً على أن "الحكومة جاهزة بكل مستلزمات العملية الانتخابية".
ودعا المالكي من سماهم "المتورطين او المستغفلين في القاعدة الى العودة الى رشدهم وفتح صفحة جديدة"، مشيراً الى أن "الجيش العراقي وجميع الاجهزة الامنية تستحق التقدير لدورها الفاعل في الانبار"، مثمناً "دور العشائر في المحافظة لضرب تنظيم القاعدة وتشكيلاته".
واعلن المالكي أن حكومته لن تستخدم القوة ضد الفلوجة ما دامت العشائر "تتعهد طرد المسلحين"، مبيناً ان "مدينة الفلوجة يكفيها ما عانت منه من حرب وتدمير ولا نريد لهذه المدينة ان تعاني مرة اخرى".
وشدد المالكي على ضرورة "ان تساند عشائر الفلوجة الجيش في حربه ضد القاعدة ورفض وجود هؤلاء الاشرار بينهم"، مطالباً إياهم بـ"سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء الاشرار ليخرجوا خارج المدن حتى يكونوا هدفاً للاجهزة الامنية والقوات المسلحة".
في غضون ذلك، أفادت شرطة الانبار بأن قوات الشرطة مدعومة بمقاتلين من العشائر سيطروا على 90% من مدينة الرمادي بعد إلحاق خسائر فادحة بـ"داعش"، مشيرة الى ان "الاشتباكات مستمرة مع ما تبقى من عناصر التنظيم من اجل تطهير الرمادي تماماً منهم". 
الى ذلك، اعترف مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي امس بسقوط طائرة مروحية ومقتل طاقمها المؤلف من ضابطين وجنديين في محافظة الانبار، عازياً سبب سقوط الطائرة إلى "خلل فني أصابها نتيجة سوء الأحوال الجوية".
وقال البيت الابيض في بيان أصدره أمس ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس بخصوص الحملة الجارية على المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في محافظة الانبار في غرب العراق.
واضاف البيان ان بايدن شجع المالكي خلال المكالمة وهي ثاني اتصال هاتفي له برئيس الوزراء هذا الاسبوع، على مواصلة العمل مع الزعماء على المستوى المحلي والعشائري والوطني. وقال انه يرحب بقرار منح مزايا من الدولة لمن يقتل او يصاب من افراد العشائر في قتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. وجاء اتصال اليوم الاربعاء والمالكي يستعد لشن هجوم كبير على جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام.
وفي حين يؤكد رئيس الحكومة العراقية على مقاتلة التنظيمات المتطرفة في العراق، الا ان تساهله مع تدفق الميليشيات الشيعية الى سوريا للقتال الى جانب نظام الاسد يشير الى ازدواجية واضحة في معايير التعامل مع الجماعات المتطرفة.
فقد كشف مصدر عراقي مطلع عن مشاركة فصيل مسلح يضم متطوعين ينتمون الى منظمة "بدر" بزعامة وزير النقل العراقي هادي العامري احد ابرز حلفاء المالكي الى جانب القوات النظامية في القتال الدائر بسوريا.
وافاد المصدر في تصريح لصحيفة "المستقبل" بأن "الأيام الأخيرة شهدت مقتل عدد من مقاتلي كتيبة الامام علي التابعة لمنظمة بدر بزعامة العامري في المعارك الدائرة في سوريا بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة"، مشيراً الى أن "مشاركة منظمة بدر تمت بموافقة من زعيمها العامري الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران".
وأوضح المصدر انه "تم تشييع عدد قتلى منظمة بدر خلال الايام الاخيرة من بينهم أبو رضا الكناني قائد بدر في منطقة حي الجهاد في بغداد الذي قتل أخيراً في سوريا، اضافة الى القيادي في المنظمة محمد صالح الذهيباوي فيما سيصل عدد آخر من جثامين القتلى خلال الايام المقبلة"، منوهاً الى وجود "تحالف عسكري بين منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله للتنسيق في خوض المعارك في سوريا باشراف ضباط ارتباط ايرانيين يعملون الى جانب قوات النظام السوري".
وبيّن المصدر أن "منظمة بدر تقوم حالياً بحملة تعبئة اعلامية في الاوساط الشعبية للتحشيد والتطوع للقتال في سوريا بالاضافة الى القيام بعدد من حفلات التأبين الرسمي والمهرجانات المؤيدة للنظام السوري والقتال الى جانبه"، موضحاً أن "مدينة البصرة شهدت أول امس تشييع جثامين 8 من عناصر كتائب سيد الشهداء ممن قتلوا في الأراضي السورية".

بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق