الجمعة، 10 أكتوبر 2014

الرد على شبهة شك امير المؤمنين عمر عليه السلام بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم

شبهة شك امير المؤمنين عمر عليه السلام بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لاجل امير المؤمنين عمر عليه السلام وعيون عمر عليه السلام افردت هذا الموضوع
فامير المؤمنين يستحق اكثر من ذلك

شبهة يطرحها كثيرا الشيعة الامامية حول شك عمر عليه السلام بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم وقد بدأ بها شرف الدين الموسوي صاحب المراجعات الوهمية .
ذكر الصاحب محمد عبدالله في منتدى صوت السنة رواية على هذا الرابط

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=248&CID=475

فقال عمر بن الخطاب‏:‏ والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، "

واقول :
اولا : بحثت سريعا في البخاري ومسلم ولم أجد الرواية بنصها .
ثانيا : بما ان الشبهة خرجت من كتب اهل السنة فسيكون الرد من كتب اهل السنة ايضا ، وبعضا من كتب الشيعة الامامية .
ثالثا : سأتغاضى عن سند الراوية التي استشهد بها صاحبنا ، و ساجيبه على فرضية أن امير المؤمنين عمر حصل منه الشك واقول :

الشيعة الامامية بسبب بغضهم لعمر جعلهم ينظرون لحادثة الشك وموقف الشك ولم ينظروا الى ما بعده ، وهذا والله عين الاجحاف والبعد عن الانصاف .

يقول الصاحب محمد عبدالله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله (المشاركة 29671)
إن كان شكا واضحا صارخا كالشك الذي نقلناه عن عمر بن الخطاب، فلا اختلاف أن هذا فيه ما فيه
و الكفر كل الكفر إن مات و لم يتب

قلت : شك عمر ثم ماذا ؟
عمر ليس معصوما حتى نستغرب منه صدور الذنب او الخطيئة والمعصية.

وكما شك عمر فقد تاب من هذا الشي بل وتم قبول توبته من الله تعالى من فوق سبع سماوات وانزل الله تعالي في شان هذه التوبة قرانا يتلي الى قيام الساعة .
الدليل الاول :
قال الله تعالى في سورة التوبة (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
ومعروف ان غزوة تبوك متاخرة عن حادثة الحدييبة .

الدليل الثاني
في سورة الحديد زكى الله تعالى كل من قاتل او انفق قبل الفتح بل ووعدهم بالحسنى ، وامير المؤمنين عمر عليه السلام يأتي في مقدمتهم
قال تعالى " وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "

وفتح مكة متاخر عن حادثة الحديبية

الدليل الثالث : كما ورد في البخاري ان عمر شك ـ على فرض قول المخالف فتنبه ـ ، فكذلك ورد في البخاري من حديث ابن عباس ان الامام علي عليه السلام قال في حق عمر كلاما عظيما ساعة موته حين مات فقال ابن عباس رضي الله عنه " إني لواقف في قوم ، فدعوا لعمر بن الخطاب ، وقد وضع على سريره ، إذا رجل دخل قد وضع مرفقه على ركبي يقول : رحمك ، إني كنت لأرجو أن يجعلك مع صاحبيك ، لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كنت وأبو بكر وعمر ، وفعلت وأبو بكر وعمر ، وانطلقت وأبو بكر وعمر ) . فإن كنت لأرجو أن يجعلك معهما ، فالتفت ، فإذا هو علي بن أبي طالب ".

وموت عمر عليه السلام متاخر عن حادثة الحديبية
وهذا اعتراف من الامام علي بتوبة عمر وبيان فضله.

بل ورد في نهج البلاغة الكتاب المقدس عند الشيعة الامامية ان الامام علي وصف عمر عليهما السلام بأنه مرجع للمسلمين فقال
"إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم ، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه" .

وسؤالي هل من شك بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام يستحق ان يكون مرجعا للمسلمين ؟!

الدليل الرابع : عمر نفسه اعترف بخطأه وذكر انه كفّر عن فعله هذا بفعل الاعمال الصالحه والتوبة تجب ما قبلها
جاء عند البخاري " فقال ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فأتيت نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت ألست نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي ‏ ‏البيت ‏ ‏فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام قال قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏فقلت يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي ‏ ‏البيت ‏ ‏ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به ‏ ‏قال ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال ‏ ‏عمر ‏ ‏فعملت لذلك أعمالا ‏"

قال ابن حجر في شرحه على الرواية " ‏قوله : ( قال الزهري قال عمر : فعملت لذلك أعمالا ) ‏
‏هو موصول إلى الزهري بالسند المذكور وهو منقطع بين الزهري وعمر , قال بعض الشراح . قوله " أعمالا " أي من الذهاب والمجيء والسؤال والجواب , ولما يكن ذلك شكا من عمر , بل طلبا لكشف ما خفي عليه , وحثا على إذلال الكفار , لما عرف من قوته في نصرة الدين ا ه . وتفسير الأعمال بما ذكر مردود , بل المراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء , وقد ورد عن عمر التصريح بمراده بقوله : " أعمالا " : ففي رواية ابن إسحاق " وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به " وعند الواقدي من حديث ابن عباس " قال عمر : لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا , وصمت دهرا " . وأما قوله : " ولم يكن شكا " فإن أراد نفي الشك في الدين فواضح , وقد وقع في رواية ابن إسحاق " أن أبا بكر لما قال له : الزم غرزه فإنه رسول الله , قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله " وإن أراد نفي الشك في وجود المصلحة وعدمها فمردود , وقد قال السهيلي : هذا الشك هو ما لا يستمر صاحبه عليه , وإنما هو من باب الوسوسة , كذلك قال , والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة , ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي , وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية , وهي هذه القصة , وإنما عمل الأعمال المذكورة لهذه , وإلا فجميع ما صدر منه كان معذورا فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه . ‏"


وجاء في صحيح مسلم " فجاء ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فأتى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله ‏ ‏ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي ‏ ‏الدنية ‏ ‏في ديننا ونرجع ولما ‏ ‏يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ‏ ‏ابن الخطاب ‏ ‏إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا قال فانطلق ‏ ‏عمر ‏ ‏فلم يصبر متغيظا فأتى ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏فقال يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطي ‏ ‏الدنية ‏ ‏في ديننا ونرجع ولما ‏ ‏يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ‏ ‏ابن الخطاب ‏ ‏إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالفتح فأرسل إلى ‏ ‏عمر ‏ ‏فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم فطابت نفسه ورجع " .

قال النووي في شرحه على الرواية " قال العلماء : لم يكن سؤال عمر - رضي الله عنه - وكلامه المذكور شكا ; بل طلبا لكشف ما خفي عليه , وحثا على إذلال الكفار وظهور الإسلام كما عرف من خلقه - رضي الله عنه - , وقوته في نصرة الدين وإذلال المبطلين . ‏"‏

قلت : نتامل قول الراوي في اخر الرواية عن عمر " فطابت نفسه ورجع"
أي رجع عما قاله واحدثه وهذا لعمر الله من صلاح عمر وخوفه وخشيته ورجوعه الى الحق ان اخطأ .


امر اخر عمر عليه السلام كان مغضبا حين خرجت منه المقولة كما جاء في رواية مسلم ، ومعروف فقهيا الحكم على مقولة الغضبان ، والشي بالشيء يذكر ويقاس عليه ايضا الا وهو طلاق الغضبان لا يقبل بسبب الغضب وانه بغير اختيار من المكلف
يقول اية الله السستاني في منهاج الصالحين (3/144) : " وكذا لو تلفظ بصيغة الطلاق في حالة النوم او هزلا او سهوا او غلطا او في حال الغضب الشديد الموجب لسلب القصد فانه لا يؤثر في الفرقة"

وعمر عليه السلام كان في حالة الغضب الشديد ا حين تكلم بذلك وقوله هذا لا يؤثر لسلب القصد الا وهو الشك بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم .

اضافة لذلك ثبت في صحيح مسلم ان الله تعالى قد غفر لمن اخطأ وتاب فعن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله‏}‏ ‏[‏2/ البقرة/ آية 284‏]‏ قال، دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏قولوا‏:‏ سمعنا وأطعنا وسلمنا‏"‏ قال، فألقى الله الإيمان في قلوبهم‏.‏ فأنزل الله تعالى‏:‏ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ‏(‏قال‏:‏ قد فعلت‏)‏ ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ‏(‏قال‏:‏ قد فعلت‏)‏ واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا ‏(‏قال‏:‏ قد فعلت‏)‏ ‏[‏2/ البقرة/ آية-286‏]‏‏.‏

يبقى مسالة مقارنة حال سليم بن قيس حين اخذ يسال الامام المعصوم تلو الامام ، وبين حال عمر عليه السلام من سؤال لابي بكر رضي الله عنه
اقول :
هذا قياس مع الفارق !
فعمر انتقل من الاعلى الى الادني حيث انتقل من النبي صلى الله عليه واله وسلم الى ابي بكر رضي الله عنه.
بينما سليم اخذ يتنقل في السؤال من معصوم الى معصوم ومع ذلك لم يطمئن للجواب !!!
رغم انه كان يكفيه جوابا واحدا من معصوم واحد .

كذلك ثبت توبة عمر عليه السلام من تكرار سؤاله ولم تثبت توبة سليم من تكرار لاسئلته للمعصوم تلو المعصوم .


اقف الى هنا وللاسف بغض الشيعة الامامية لعمر جعلهم يتوقفون عند حادثة الشك ولم ينظروا الى ما بعدها ..
هذا على فرض ثبوت الشك في حق عمر عليه السلام .

والله ولي التوفيق .

====================


اضافة للفائدة


جاء في كتاب السيرة لابن هشام

بيعة الرضوان

قال ابن إسحاق: قال الزهري: ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: ائت محمداً فصالحه ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا فوالله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبداً فأتاه سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم فأطال الكلام وتراجعا ثم جرى بينهما الصلح.
فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله? قال: بلى أولسنا بالمسلمين? قال: بلى قال: أوليسوا بالمشركين? قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا? قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه فإني أشهد أنه رسول الله قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألست برسول الله? قال: بلى قال: أولسنا بالمسلمين قال: بلى قال: أوليسوا بالمشركين? قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا? قال: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ! مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً.

===

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا معه عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع أمر الصلح وفيه أن يرجعوا عامهم هذا، ثم يعودوا العام القادم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فجعل عمر - رضي الله عنه - على ما عرف به من القوة في الحق والشدة فيه يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه في الأمر، ولم تكن أسئلته التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم لشك في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو اعتراض عليه، لكن كان مستفصلاً عما كان متقرراً لديه ، من أنهم سيدخلون مكة ويطوفون بالبيت، وأراد بذلك أن يحفز رسول الله صلى الله عليه وسلم على دخول مكة، وعدم الرجوع إلى المدينة، لما يرى في ذلك من عز لدين الله وإرغام للمشركين.
قال النووي: « قال العلماء لم يكن سؤال عمر - رضي الله عنه - وكلامه المذكور شكاً بل طلباً لكشف ما خفي عليه، وحثاً على إذلال الكفار وظهور الإسلام، كما عرف من خلقه - رضي الله عنه - وقوته في نصر الدين وإذلال المبطلين ».‎(2)
__________________
(1) انظر: تاريخ الطبري 2/635، والبداية والنهاية لابن كثير 4/170.
(2) شرح صحيح مسلم 12/141.

ونقل هذا أيضاً ابن حجر -رحمه الله- عن بعض شراح الحديث.‎(1)فعمر - رضي الله عنه - كان في هذا مجتهداً حمله على هذا شدته في الحق، وقوته في نصرة الدين، والغيرة عليه، مع ما كان قد عودهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشورة وإبداء الرأي، امتثالاً لأمر الله تعالى: { فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر }(2) وقد كان كثيراً ما يستشيرهم ويأخذ برأيهم، كما استشارهم يوم بدر في الذهاب إلى العير، وأخذ بمشورتهم، وشاورهم يوم أحد في أن يقعد في المدينة أو يخرج للعدو فأشار جمهورهم بالخروج إليهم فخرج إليهم، وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار المدينة عامئذٍ فأبى عليه السعدان (سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة) فترك ذلك، وشاورهم يوم الحديبية أن يميل على ذراري المشركين، فقال أبو بكر: إنا لم نجيء لقتال، وإنما جئنا معتمرين فأجابه إلى ما قال(3)، في حوادث كثيرة يطول ذكرها.

__________________
(1) انظر: فتح البارى 5/346.
(2) سورة آل عمران من الآية 159.
(3) انظر: تفسير ابن كثير 1/420 عند تفسير قوله تعالى: {وشاورهم في الأمر}.

فقد كان عمر - رضي الله عنه - يطمع أن يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه في مناجزة قريش وقتالهم، ولهذا راجعه في ذلك، وراجع أبا بكر، فلما رأى اتفاقهما أمسك عن ذلك وترك رأيه.
===

لماذا سئل سيدنا عمر سيدنا ابابكر رضي الله عنهما 

السؤال جاء من باب الاستفهام و هل هناك نص شرعي يمنع احدا من السؤال

قوله: (فأتيت أبا بكر) لم يذكر عمر أنه راجع أحدا في ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي بكر الصديق، وذلك لجلالة قدره وسعة علمه عنده، وفي جواب أبي بكر لعمر بنظير ما أجابه النبي صلى الله عليه وسلم سواء دلالة على أنه كان أكمل الصحابة وأعرفهم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بأمور الدين وأشدهم موافقة لأمر الله تعالى.
وقد وقع التصريح في هذا الحديث بأن المسلمين استنكروا الصلح المذكور وكانوا على رأي عمر في ذلك، وظهر من هذا الفصل أن الصديق لم يكن في ذلك موافقا لهم، بل كان قلبه على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء، فتح الباري، شرح صحيح البخاري،


سأل عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان ذلك منه حرصاً على إذلال المشركين وحرصاً على نصرة الدين وأسئلته واضحـة بهذا الشـأن،


هل كان شاكا في صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق قوله وعصمته ؟

لم يكن شكا

فإن أراد نفي الشك في الدين فواضح، وقد وقع في رواية ابن إسحاق " أن أبا بكر لما قال له: الزم غرزه فإنه رسول الله، قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله " وإن أراد نفي الشك في وجود المصلحة وعدمها فمردود، وقد قال السهيلي: هذا الشك هو ما لا يستمر صاحبه عليه، وإنما هو من باب الوسوسة، كذلك قال، والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة، ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي، وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية، وهي هذه القصة، وإنما عمل الأعمال المذكور لهذه، وإلا فجميع ما صدر منه كان معذورا فيه بل هو مأجور لأمه مجتهد فيه.
فتح الباري، شرح صحيح البخاري،

(أو ليس كنت حدثتنا أنا ستأتي البيت) في رواية ابن إسحاق " كان الصحابة لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله، فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون " وعند الواقدي وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان رأى في منامه قبل أن يعتمر أنه دخل هو وأصحابه البيت، فلما رأوا تأخير ذلك شق عليهم "

ويستفاد من هذا الفصل جواز البحث في العلم حتى يظهر المعنى، وأن الكلام يحمل على عمومه وإطلاقه حتى تظهر إرادة التخصيص والتقييد، وأن من حلف على فعل شيء ولم يذكر مدة معينة لم يحنث حتى تنقضي أيام حياته. فتح الباري، شرح صحيح البخاري،

واذكر ما جاء في سيرة ابن هشام
في بيعة الرضوان

فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله? قال: بلى أولسنا بالمسلمين? قال: بلى قال: أوليسوا بالمشركين? قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا? قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه فإني أشهد أنه رسول الله قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألست برسول الله? قال: بلى قال: أولسنا بالمسلمين قال: بلى قال: أوليسوا بالمشركين? قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا? قال: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ! مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً


ما يؤكد ان سيدنا عمر رضي الله عنه توقف 


والذي يؤكد أن عمر توقف في ذلك ليعلم الحكمة وتنجلي له الشبهة هو ما وقع في رواية مسلم في قصة الحديبية عند سؤال عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تلكم الأسئلة قول الراوي ((....فنزل القرآن على رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسـول اللـه أو فتح هو؟! قال: نعم فطابت نفسه ورجع ))


==

هل رضى الله سبحانه عن الصحابة ؟

) وفي سورة الفتح نزل قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبـاً } وروى أحمـد في مسنـده عن جابر بن عبد الله قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( لن يدخـل النار رجل شهد بدراً والحديبية )) فقد أخبر الله برضاه عن المؤمنين المبايعين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة وشهد لهم بالجنة.. لماذا؟ لأنه علم صفاء ظواهرهم وبواطنهم، ولا شك أن عمر بن الخطاب من أوائلهم، فإذا كان اللـه سبحانه علام الغيوب يخبر عن صفاء قلوب الصحـابة ثم يأتـي هـذا الرويبض المهتدي! ليطعن في قلوب الصحـابة ألا يكون هذا طعناً بالدين؟!


سبب التوقف عن النحر بما فيهم سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه 

أما توقف الصحابة عن النحر والحلق حتى نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق، فليس معصية لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر العلماء له عدة توجيهات.
قال ابن حجر: « قيل كأنهم توقفوا لاحتمال أن يكون الأمر بذلك للندب، أو لرجاء نزول وحي بإبطال الصلح المذكور، أو تخصيصه بالإذن بدخولهم مكة ذلك العام لإتمام نسكهم، وسوّغ لهم ذلك لأنه كان زمان وقوع النسخ، ويحتمل أنهم ألهتهم صورة الحال فاستغرقوا في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم، مع ظهور قوتهم واقتدارهم في اعتقادهم على بلوغ غرضهم، وقضاء نسكهم بالقهر والغلبة، أو أخروا الامتثال لاعتقادهم أن الأمر المطلق لا يقتضي الفور، ويحتمل مجموع هذه الأمور لمجموعهم ».(1)

وجاء في بعض الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى عدم امتثالهم، دخل على أم سلمة فذكر لها ذلك فقالت: (يا رسول الله لا تكلمهم

__________________
(1) فتح الباري 5/347.


فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح ).(1)
فأشارت عليه كما جاء في رواية البخاري: ( أن اخرج ثم لاتكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا).(2)

قال ابن حجر: « ويحتمل أنها فهمت عن الصحابة أنه احتمل عندهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتحلل أخذاً بالرخصة في حقهم، وأنه يستمر على الإحرام أخذاً بالعزيمة في حق نفسه، فأشارت عليه أن يتحلل لينتفي عنهم هذا الاحتمال، وعرف النبي صلى الله عليه وسلم صواب ما أشارت به ففعله... ونظير هذا ما وقع لهم في غزوة الفتح من أمره لهم بالفطر في رمضان، فلما استمروا على الامتناع، تناول القدح فشرب، فلما رأوه شرب شربوا ».(3)

وهذا الوجه حسن ، وهو اللائق بمقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنهم

__________________
(1) ذكره ابن حجر في فتح الباري 5/347.
(2) صحيح البخاري مع الفتح (كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد) 5/332
(3) فتح الباري 5/347.


كانوا على قدر كبير من تعظيم الإحرام والحرص على إكمال النسك، فلما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل ولم يفعل ، ظنوا أن الذي حمله على هذا هو الشفقة عليهم، كما كانت سيرته معهم، فكأنهم -رضي الله عنهم- آثروا التأسي به على ما رخص لهم فيه من التحلل، ثم لما رأوه قد تحلل أيقنوا أن هذا هو الأفضل في حقهم، فبادروا إليه، وهذا مثل ما حصل منهم في الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغوا مكة وطافوا وسعوا أمرهم أن يحلوا، وأن يصيبوا النساء ويجعلوها عمرة، فكبر ذلك عليهم لتعظيمهم لنسكهم، وقالوا: نذهب إلى عرفة ومذاكيرنا تقطر من المني، فلما علم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لم يتحلل، قال لهم: ( أيها الناس أحلوا فلولا الهدى الذي معى فعلت كما فعلتم ) قال جابر - رضي الله عنه - راوي الحديث: فحللنا وسمعنا وأطعنا.(1)

وهذا كله من حرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخير والرغبة في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم التأسي الكامل. فرضي الله عنهم أجمعين.

__________________
(1) ملخصاً من حديث جابر بن عبدالله الذي رواه البخاري في ( كتاب الاعتصام، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم على التحريم إلا ما تعرف إباحته) فتح الباري 13/337، ح7367، ومسلم ( كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام..) 2/883-884، ح1216.


وبهذا تظهر الوجهة الصحيحة لمواقف الصحابة الجليلة في هذه الغزوة المباركة، التي ازدادوا بها رفعة عند الله ، وسبقاً في دينه، ومحبة في قلوب المؤمنين.

ويرد كذلك عن موقف الصحابة 


:ان ما بدر من الصحابة -رضي الله عنهم- يوم الحديبية كان بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان الوحي ينزل عليه ، فهل ذمهم الله بذلك ؟ فإن الله لا يقر على باطل. أو أنكر عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فإنه لا تأخذه في الله لومة لائم. فإذا لم يحصل شيء من ذلك ولم ينقل عن أحد من الصحابة الذين شهدوا الواقعة أنهم سعوا في الإنكار على من يدعي هذا الرافضي أنه مخالف ومنازع ، ثم تتابعت الأمة بعد ذلك جيلاً بعد جيل على عدم الإنكار بل الترضي على أولئك الأخيار، أفاد كل ذلك حقيقة حتمية، وضرورة شرعية عند كل متدين بهذا الدين داخل في عقد المسلمين ألا وهي: براءة الصحابة وطهارتهم من كل ما يرميهم به الرافضة والزنادقة من العظائم وأن الطعن فيهم بعد هذا رد على رب العالمين، ومشاقة لرسوله الكريم، واتباع لغير سبيل المؤمنين.

الوجه الثاني: أن الله عز وجل قال في سورة الفتح التي أنزلهــا علــى


رسوله صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الحديبية في طريقه إلى المدينة(1): { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً}.(2)

وكان عدد أهل الحديبية الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفاً وأربعمائة رجلٍ، كما ذكر جابر - رضي الله عنه - قال: ( كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة).(3)

وفي صحيح مسلم أن أم بشر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها).(4)
فثبت بصريح الكتاب والسنة أن الله رضي عنهم ، وأنزل السكينة في قلوبهم، وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، والنجاة من النار، فالطعن فيهم بعد هذا تكذيب صريح لما دلت عليه النصوص، ورد على الله ورسوله، ولهذا لم يتوقف العلماء في تكفير من كفّر، أو فسق
__________________
(1) انظر تفسير ابن كثير 4/182.
(2) سورة الفتح آيتا 18،19.
(3) رواه مسلم (كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش..) 3/1483، ح1856.
(4) رواه مسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة..) 4/1942، ح2496.


عامة الصحابة لمناقضته لصريح الكتاب والسنة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في تفصيل حكم سب الصحابة: «... وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين».(1)

الوجه الثالث: يتعلق بما جاء في سياق بعض الروايات الصحيحة وفيها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا انحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات).(2)
__________________
(1) الصارم المسلوك على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ص586.
(2) وردت هذه العبارة ضمن الحديث الطويل الذي رواه البخاري من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في (كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد..) فتح الباري 5/329، ح2731،2732.
(3) تقدم نقل نصه كاملاً ص263.

الوجه الرابع : أن الباعث لما صدر من الصحابة -رضي الله عنهم- يوم الحديبية هو شدة حرصهم على الخير ورغبتهم في الأجر، يشهد لهذا أن الذي أرادوا كان أشد عليهم في الدنيا مما أريد منهم، فعمر - رضي الله عنه - كان يريد القتال ومناجزة الكفار، وما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر الصلح كان أهون عليه وأسلم، وكذلك الصحابة لما تأخروا في بداية الأمر عن النحر والحلق إنما أرادوا إكمال النسك، وما أمرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم من التحلل في مكانهم كان أيسر عليهم وأسهل ، وإن كنا لا نشك أن ما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم وأمرهم به هو أكمل لهم وأفضل في الدنيا والآخرة، لكن المقصود هنا هو حسن نياتهم، وصدق رغباتهم فيما عند الله والدار الآخرة ، وهذا بخلاف من أراد الدنيا، كمثل حال المنافقين الذين يتثاقلون عن الجهاد ، وأعمال البر ويتلمسون الأعذار في التأخر عنها، كما هو معلوم من قصصهم في القـــرآن، ولذا أثنى الله على أهل الحديبية وأعطاهم من الخير والفضل بما علمه عنهم من صدق الرغبة فيما عنده وطلب رضوانه فقـــال: { لقد رضــي الله عــن المؤمنيـــن إذ يبايعونـــك

تحـــت الشجــرة فعلم ما في قلوبهم}


عصيان سيدنا علي رضي الله عنه 

عصى سيدنا علي رضي الله عنه تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بمحو ما كتبه

92 - (1783) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأحمد بن جناب المصيصي. جميعا عن عيسى بن يونس (واللفظ لإسحاق). أخبرنا عيسى ابن يونس. أخبرنا زكرياء عن أبي إسحاق، عن البراء. قال:
لما أحصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت، صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا. ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح. السيف وقرابه. ولا يخرج بأحد معه من أهلها. ولا يمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه. قال لعلي (اكتب الشرط بيننا. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله) فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك. ولكن اكتب: محمد بن عبدالله. فأمر عليا أن يمحاها. فقال علي: لا. والله! لا أمحاها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أرني مكانها) فأراه مكانها. فمحاها. وكتب (ابن عبدالله) فأقام بها ثلاثة أيام. فلما أن كان يوم الثالث قالوا لعلي: هذا آخر يوم من شرط صاحبك. فأمره فليخرج. فأخبره بذلك. فقال (نعم) فخرج. صحيح مسلم

عصى سيدنا علي رضي الله عنه تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بمحو ما كتبه


فكما يزعم اتباع التشيع الصفوي ان علي معصوم فكيف يخالف المعصوم أمر النبي صلى الله عليه وسلم ويعصيه
علي مع الحق، والحق مع علي، فهل الحق مع علي ام مع النبي صلى الله عليه وسلم
فلو كان الحق مع علي لما قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمحو مخالفا امتناع علي عن تنفيذ الامر

ونقل المجلسي في بحار الانوار رواية عن مسند الامام احمد
وروى أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وآله أمر أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو : هذا كتاب بيننا وبينك فافتحه بما نعرفه واكتب باسمك اللهم فأمر بمحو ذلك وكتب باسمك اللهم هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو وأهل مكة فقال سهيل : لو أجبتك إلى هذا لاقررت لك بالنبوة فقال : امحها يا علي فجعل يتلكأ ويأبى فمحاها النبي صلى الله عليه وآله وكتب : هذا ما اصطلح محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وأهل مكة..بحار الانوار/ الباب الواحد والعشرون : باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين وقد مر بعض ذلك فيما مضى من قصص صفين

فما ثبت عن علي - رضي الله عنه - هنا نظير ما ثبت عن عمر - رضي الله عنه - في مراجعته رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الصلح

وإذا أردت أن أستخدم عقلية اعداء الاسلام والمسلمين (اتباع التشيع الصفوي ) وحقدهم على الصحابة لنا هنا وقفة هل كان سيدنا علي يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وينفذه، فهذه الحادثة تكذبه فهل يظن نفسه أكثر حرصا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى دفعه بأبي هو وأمي أن يمحي الكلمة بيده الشريفة ويكتبها بنفسه، فلا أظن أن عاقلا يقول بأن هذا التصرف في مواجهة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أمر هين أومقبول أو معذور ... فهذه هي العقلية التي يفكر بها (اتباع التشيع الصفوي ) اعداء الاسلام التي تفتح الباب لكل (جاهل ) ليحمل كل فعل لصحابي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنه مخالفة له وعدم امتثال لأمره وسوء تصرف...الخ، ولا نكلف أنفسنا الرجوع لأقوال أهل العلم من شُراح الأحاديث، فأقول (لأتباع التشيع الصفوي ) هل تقبل هذا التفسير لفعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فإن قبلت بذلك فعليك أن تحكم على عليٍ بما حكمت به على بقية الصحـابة، وإن لم يعجبك هذا التعليل فقد حكمت على قولك بحق الصحـابة الكرام بالبطلان فتصبح قد رددت على عقلك بنفسك والحمد لله رب العالمين.


===

توضيح يقول المجوسي

لا وإضافة لذلك ؛ يمتنع الصحابة في بادئ الامر عن الامتثال لامر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالنحر والحلاقة ، وعندما يمتثلون لامره دون رغبة يكاد بعضهم يقتل بعضا .


===

وحتى نعرف ان هذا المجوسي غبي ويريد ان يبتر النص ويحرف المعنى ليوحي انه كاد ينشب بينهم قتال

فالمقصود من

العبارة : حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا


قال العلامة العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (14/14) (قوله غما أي ازدحاماً ) انتهى.
يعني اختناقا من ضيق النفس
فالمقصود من الحديث أنهم من شدة ازدحامهم في النحر والحلق كاد يقتل بعضهم بعض من الزحام وليس التقاتل فيما بينهم .
====

كيف يعصي المعصوم كما يزعم اتباع التشيع الصفوي امر النبي صلى الله عليه وسلم؟

هل شك سيدنا على رضي الله عنه في عصمة وحكمة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هل كان سيدنا على رضي الله عنه يعرف الدنية في الدين اكثر من النبي صلى الله عليه وسلم لكي يمتنع عن تنفيذ امر النبي صلى الله عليه وسلم ؟


علي مع الحق، والحق مع علي، فهل الحق مع علي ام مع النبي صلى الله عليه وسلم
فلو كان الحق مع علي لما قام النبي صلى الله عليه وسلم بالمحو ضاربا بامتناع علي عن تنفيذ الامر ؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق