الاثنين، 6 أكتوبر 2014

رسالة إلى الأمة .. حكاما ومحكومين ـ أشرف بن عبد المقصود

رسالة إلى الأمة .. حكاما ومحكومين ـ أشرف بن عبد المقصود


أشرف بن عبد المقصود : بتاريخ 8 - 1 - 2007

هذه نصيحتي لأهل السنة ، وهي نصيحة صريحة ، قد تغضب البعض ، ولكني أشهد الله تعالى أنني لا أبتغي من ورائها إلا وجه الله والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم ، وإبراء الذمة أمام الله جل وعلا . وحديثى فيها لكل فئات أهل السنة ، حكاما ومحكومين ، عامة وخاصة .

أما حكام أهل السنة وولاة أمورهم : فأقول لهم :

1ـ أنتم المسؤولون عنا أمام الله ، فاتقوا الله فينا ، وخذوا بحذركم من هذا الخطر القادم على بلاد السنة . إن الأمن القومي لأمتنا ينبغي أن ينظر إليه من خارج حدودنا لا أن نجلس داخل بيوتنا وننتظر المجهول ! العقل يقول : لا بد من تحصين البيت وحدوده وتأمين الثغور ، والوقاية خير من العلاج . تصوروا أننا في بيت وقد علمنا أن هناك خطرا محدقا يحيط بنا .. الاكتفاء بالتحذير ونحن بداخل البيت لا يكفي ! هل يعلم ولاة أمورنا : بأنه لم يَسْلَم أحد من تكفير الشيعة لا حاكم ولا محكوم من أهل السنة ، فهم يكفرون الخلفاء والقضاة والحكومات جميعا من لدن الخليفة الأول أبا بكر إلى وقتنا هذا ، ويعتبرون أن الحكومات الإسلامية تعتبر كافرة ، وحكامها طواغيت ابتداءً من حكم الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ومرورا ببني العباس إلى يومنا هذا ، كلها حكومات كافرة لا تجوز لها السمع والطاعة ولا التحاكم إلى قضاتهم إلا من باب التقية فقط . راجع : " كتاب الحكومة الإسلامية " للخميني ص ( 136 ) و " بحار الأنوار" للمجلسي (52 / 143 ، 27 / 201 ) .


2ـ هل يعلم ولاة أمورنا أننا أهل السنة عندهم نجس وكفار ؟! انظروا ماذا يقول عنا محدثهم نعمة الله الجزائري في " نور البراهين " ( 1 /20 ) : )) وماء الفرات ، ولا تسأل عن عذوبته ولطافته وحلاوته وبركته ؛ لأنه ورد في الحديث أنه يصب فيه ميزاب من ماء الجنة كل يوم ، وفي الحديث: أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص وذوي العاهة ، لكن باشره نجاسة أبدان المخالفين ـ يعني أهل السنة ـ ، فأزال عظيم بركته وبقي القليل )) اهـ . وانظروا لكلام علامتهم الذي كانت له رئاسة مذهبهم في وقته : محمد حسن النجفي ، في " جواهر الكلام " ( 22 / 62 ): حيث يقول : (( لكن لا يخفى على الخبير الماهر الواقف على ما تظافرت به النصوص، بل تواترت من لعنهم وسبهم وشتمهم وكفرهم وأنهم مجوس هذه الأمة ، وأشرُّ من النصارى وأنجس من الكلاب )) اهـ .


3ـ هل يعلم ولاة أمورنا أن هذا التكفير يترتب عليه أثر واقعي ، فقد أمر مراجع التشيع قديما وحديثا بقتل أهل السنة وإبادتهم واستباحة أموالهم ، ونصوص مراجعهم وآياتهم في هذا الباب لا تحصى . خذوا مثلا : قول عالمهم ومحدثهم يوسف البحراني في " الحدائق الناضرة " ( 3 /405 ) : (( وإلى هذا القول ذهب أبو الصلاح وابن إدريس وسلار، وهو الحق الظاهر بل الصريح من الأخبار لاستفاضتها وتكاثرها بكفر المخالف ــ يعني أهل السنة وغيرهم ــ ونصبه وشركه وحل ماله ودمه ، كما بسطنا عليه الكلام ، بما لا يحوم حوله شبهة النقض والإبرام في كتاب الشهاب الثاقب ، والقول بالكفر هو المشهور بين الأصحاب من علمائنا المتقدمين رضوان الله عليهم أجمعين )) اهـ . وقال أيضا : ( 10 /360 ) : (( وحينئذ فبموجب ما دلت عليه هذه الأخبار ، وصرح به أولئك العلماء الأبرار لو أمكن لأحد اغتيال شيء من نفوس هؤلاء وأموالهم ، من غير استلزامه لضرر عليه أو على أحد إخوانه ، جاز له فيما بينه وبين الله تعالى )) اهـ . فليتنبه ولاة الأمور إلى أن البحراني لا ينسب هذا القول لنفسه فقط ، بل ويجعله عقيدة تسالم عليها علماؤهم وأعلامهم المتقدمون وتصافقوا على اعتقادها . بل صرح محدثهم نعمة الله الجزائري في " نور البراهين " ( 1 /20 ) بجواز قتل أهل السنة وأخذ أموالهم فقال : (( جواز قتلهم واستباحة أموالهم )) ثم قال : (( روى الصدوق طاب ثراه في العلل مسنداً إلى داود بن فرقد ، قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ــ يعني السني والمخالف لهم ـ ؟ قال: " حلال الدم ، لكني أتقي عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً ، أو تغرقه في ماء ؛ لكي لا يشهد به عليك فافعل " ، فقلت : فما ترى في ماله ؟ قال : " خذ ما قدرت )) . ثم أطلق حقده الأسود بوجوب تقتيل أهل السنة أينما كانوا ومهما كانوا بشراً أو جِنّاً أو طيراً ، وذلك حين صرح بأن العصفور من أهل السنة ينبغي قتله. وليس هذا افتراءاً مني ، بل هو ما صرح به حيث قال في كتابه " الأنوار النعمانية " ( 2 / 308 ): (( روي أن العصفور يحب فلاناً وفلاناً ، وهو سُنِّي ، فينبغي قتله بكل وجه وإعدامه وأكله )) اهـ . فالتقتيل العام لجميع أهل السنة واجب في شرع الجزائري المارق ، حتى لو كان هذا السُنِّي حيواناً لا عقل له كالعصفور !!! وهكذا ثبت لنا أن تقتيل أهل السنة واستباحة أموالهم ، عقيدة صرح بها بعض مراجعهم ، معترفين بتبني جميع علمائهم المتقدمين لها فانتبهوا ياأولي الأبصار !!


4ـ هل يعلم ولاة أمورنا بأن أمصار وبلاد المسلمين قد حكموا عليها بالكفر واللعن؟! خذوا مثلا ما جا ء عن مصر أرض الكنانة : جاء في بحار الأنوار( 75 / 211 ) لعلامتهم الكبير ومرجعهم المجلسي : (( عن يحيى بن الحسن رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انتحوا مصر ولا تطلبوا المُكث فيها ، ولا أحسبه إلا قال : وهو يورث الدِّياثة )) اهـ . وفيه أيضا ( 57 / 208 ) عن الرضا قال : (( ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر ، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها )) ، وفي " تفسير الثقلين " ص ( 660 ) و " تفسير القمي " ( 2 / 241 ) عن أبي عبد الله أنه قال : أن علي بن أبي طالب قال : (( أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السلام ، فجعل منهم القردة والخنازير )) اهـ . وفي " تفسير البرهان " لهاشم البحراني ( 1 / 457 ) : (( أن أبا جعفر قال نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها ، وبئس البلاد مصر ، أما إنها سجن من سخط الله عليه ، ولم يكن دخول بني إسرائيل مصر إلا من سخط ومعصية منهم لله.. وقال : إني لأكره أن أكل من شيء طبخ في فخارها ، وما أحب أن أغسل رأسي من طينتها مخافة أن يورثني ترابها الذل ويُذْهب غيرتي )) اهـ .


5- يا ولاة الأمور : ما فُعِلَ بالخليفة العباسي المستعصم سنة 656هـ بمباركة علماء الشيعة وتخطيطهم ، وما فُعِلَ بالرئيس السني للعراق اليوم ــ بغض النظرعن حسناته وسيئاته ــ موجه إليكم ، حقدًا على أهل السنة وحكامهم !
ومن يطالع منتديات الشيعة على الانترنت يسمع ويرى بكل وضوح هذا الكلام !
6- يا ولاة أمورنا : فضائيات الفتنة الشيعية تبث من بلاد السنة في مصر ودبي ـ وهي اليوم بالعشرات ـ ولاهَمَّ لها إلا الطعن والسب لخلفاء المسلمين الأوئل من الصحابة وتشكيك أهل السنة في عقيدتهم والترويج لثقافة العنف والإرهاب . فهل يليق بنا أن نُسَهِّل نَشرهذا الانحراف بين عوام أهل السنة ! إننا نطالبكم من هنا بأن تغلقوا هذه الفضائيات القبيحة المنحرفة !! .

* أما دعاة القومية العربية من الصحفيين والكتاب والإعلاميين : فأقول لهم : مالكم تسيرون في ركب إيران الصفوية الفارسية التي تكره العرب وتَكِيدُ لهم ؟ إيران الصفوية التي تبغض العروبة ولا تسمح بورقة أو خطاب أو صحيفة أو مجلة أو كتاب يذكر فيه اسم " الخليج العربي : أن يدخل إليها . إيران الفارسية التي لا تسمح لثلاثة ملايين سُنِّي بطهران بمسجد صغير أو حتى زاوية يُصَلُّون بها الجمعة كما يقول القرضاوي . ( في حوار له بموقع إسلام أون لاين ) . لن يرحم التاريخ من يخون أمته من أجل حفنات من الدولارات من إيران الفارسية وأذنابها !!

* أما دعاة التقريب والمخدعون بالشيعة : فهؤلاء ـ كما قلنا مرارا ـ ما بين مخدوع حسن النية ، ومنتفع بمكافأت المؤتمرات ومُغْرِض ، وجاهل ، وهؤلاء جميعا يصبون اليوم في خندق التآمر على السنة دون أن يشعروا .
1ـ فقبل عامين وقف الشيخ القرضاوي لينادي في خطبة الجمعة بأعلى صوته : شغلونا بالعراق !! نعم صدق الشيخ شُغِلْنَا بمئات الجثث من قتلى أهل السنة المساكين والتي تلقى ليل نهار بشوارع بغداد وبقية العراق وسيسأل الشيخ عنها أمام الله ماذا فعل تجاه إخوانه بالعراق ؟ وقبل شهركان مؤتمر نصرة أهل السنة بالعراق ! ولم نر للشيخ أثرًا ولم نسمع له حسًّا ! الشيخ القرضاوي علم من أعلام أهل السنة يتصدى للشأن العام في الصغيرة والكبيرة ؛ متى يقف وقفة العالم المجاهد قبل أن يَلْقى الله ليرد العدوان عن أهل السنة ؟!


2ـ أما الدكتور سليم العوا هداه الله : فيبدوا أن متخصص في التبرير ، فهو الذي ينافح عن الدستور الطائفي لدولة إيران الصفوية منذ ثورة الخميني البائسة ، وهو الذي يرعي مؤتمرات التقريب الوهمية بطهران ، والذي يجاهد ليل نهار لتبرير ما يفعله الشيعة ، فأمره أعجب من العجب !! وهو اليوم لا يكتفي بالتبرير والتعمية على عقائد الشيعة المنحرفة بل هو مشغول بكتابة مقدمة لتبرير نشر رواية " أولاد حارتنا " الشهيرة والمُصَادَرة ؛ لكي تطبع من جديد مع العلم أن مؤلفها قبل موته طلب عَدَم نشرها . ما هذا الذي يحدث يا أهل السنة ؟!!


3ـ أما مفتي مصر الدكتور علي جمعة : الذي يخرج بين الحين والآخر ليُلَبِّس على عوام الناس بأنه لا فرق بيننا وبينهم وينفي هذه العقائد عنهم ، فنقول له : اتق الله في المسلمين في مصر ! وأنصف واعدل ، وَقِف في صف أهل السنة ، فالأمر جد لا هزل فيه ، فالمتصوفة الذين تنتمي إليهم ـ بغض النظر عن الخلاف معهم ـ وقفوا أمام التشيع بقوة ولم يُهادنوا ، ولا تجعل عدائك لمنتقدي التصوف المنحرف يميل بك عن الحق فتقف في جانب الباطل .

أما جماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص : فهم حجر عثرة أمام تنبيه الناس لخطر المد الشيعي في المنطقة ، وهم يظنون أنهم الحكماء والعقلاء ومن يخالفهم في هذا الباب فهو المتطرف الجامد ، فراحوا ليروجوا لحزب إيران في لبنان ، ويُلَبِّسوا على الناس بل وقف أحد قادتهم " فتحي يكن " بلبنان في صف الشيعة ضد إخوانه من أهل السنة ، وذهب ليضع يده في يد حلفاء النظام السوري الذي أذاقهم الويلات . وشق الصف السني في العراق قادة الإخوان بالحزب الإسلامي في العراق : لم يستفد الإخوان من نصائح الدكتور مصطفى السباعي أول مراقب للإخوان بسوريا وما حذَّر منه من خطر الدعوة للتقريب ، وقد كان واحدا من أشد الداعين للتقريب ! لم يستفد الإخوان من تحذير علم من أعلامهم ــ وهو الشيخ سعيد حوى ــ في كتابه " الخمينية " ومن فضحه لانحراف الشيعة وكشف قناع الخميني وثورته ! متى يفيق الإخوان من غفلتهم ويعترفوا بخطأهم بكل شجاعة ؟ متى يعرفوا خطر الأفكار الهدامة والفرق المنحرفة وخطرها على أهل السنة ؟ متى يتركوا سوء الظن بمن ينصحهم ويتركوا الحزبية والتعصُّب ؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون !

* أما الأزهر وعلمائه : فهم على مر العصور الحصن الحصين لأهل السنة ضد التشيع ‘ فهم يعلمون خطورة هذا المذهب المنحرف ، فالتشيع كما يقول الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق في فتاويه ( 1 / 114 ) : (( الشيعة حزب ، وهم لذلك يزيفون كل ما يقف عقبة في سبيل توطيد مركزهم )) اهـ . وعلماء الأزهر يعلمون كيد الشيعة للأزهر منذ أن طهره البطل صلاح الدين الأيوبي من رجس التشيع . وكما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله فيما نقله عنه الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله : (( إن هذا الأزهر قُدِّر له أن يتحول إلى غير ما أُسِّس من أجله . فلقد أُسِّسَ من أجل تدريس المذهب الشيعي الفاطمي ، ولكن الله استنقذه ليصبح معقلا للمذهب السني )) اهـ . فهل يسمح علماء الأزهر باختراق هذا المعقل السني العظيم ؟ ومتى يقوم هذا المعقل بدوره في تبصير أهل السنة بخطورة هذا المذهب المنحرف ؟

* أما الدعاة والعلماء والوعاظ : فأقول لهم : أنتم مقصرون لأقصى درجة في بيان هذا الخطر المحدق ببلادكم ، والكثير منكم لاهمَّ له إلا وَعْظ الناس وإبكاءهم ؟ لماذا تتناسون الحفاظ على عقيدة أهل السنة وبلاد أهل السنة ؟ ألا يُعَدُّ تحصين الناس من هذه الفرق المنحرفة من أوجب الواجبات علينا جميعا لا سيما هذه الأيام ؟
الكثير منكم لقي شهرته وأحبه الناس من وراء الحديث عن أصحاب النبي وسيرتهم وهذا أمرٌ محمود منكم . فإذا جاء من يُهَاجم الصحابة ويسبهم ويلعنهم لم نر لكم موقفا في ردّ هذا العدوان على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم !! في الوقت الذي تشغلوننا فيه بأمور لا تساوي شيئا بجانب عدوان المعتدين على حملة رسالة الإسلام من الصحابة رضوان الله عليهم !

فضائيات الشيعة لا تستحي أبدا وبكل وقاحة تطعن وتسب خلفاء المسلمين الأوائل من الصحابة وأمهات المؤمنين وتشكك أهل السنة في عقيدتهم ، وتروِّج لهذا المذهب المنحرف بكل قوة . وأنتم تتحاشون الرد عليهم ، وبيان كذبهم وتضليلهم ، بل نرى بعضكم إذا عرض عليه سؤال لبيان انحراف هذا المذهب وردّ العدوان على السنة وأهلها تحاشى ، وأخذ يلف ويدور ، ويرتجف من أن يقول كلمة الحق !!

وأما عوام أهل السنة : 

فأقول لهم : لا تنخدعوا ببريق الإعلام الخادع لحزب إيران في لبنان الذي يتخد من قضية فلسطين ستارا يخفي ورائه عقيدته المنحرفة ، وانظروا موقفه من مقاومة الاحتلال في العراق ، انظروا لموقفه من إعدام رئيس العراق الأسبق بهذه الطرية الهمجية يوم العيد على يد مليشيات مقتدى الصد التي يقوم حزب الله بتدريبها ، أنظروا ماذا فعل الشيعة بلبنان بالفلسطينيين في صبرا وشاتيلا . واعلموا أن هؤلاء لم يقفوا ، ولن يقفوا بجوار الفلسطينيين يوما ما . أنتم تتلهفون للنصر بأي ثمن فلا تنخدعوا بمن يرفع الشعارات وانظروا من خلفه وماذا يريد ؟

نسأل الله السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن . والحمد لله أولا وآخرًا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

أبو محمد أشرف
Bokhary63@yahoo.com

========================================
المرجع فضل الله ـ وهو من دعاة التقريب ـ وقف مكانه، وافتى بعدم جواز التعبد بغير المذهب الشيعي، اذ سئل في كتاب (مسائل عقائدية) صفحة (110) : " هل يجوز التعبد في فروع الدين بالمذاهب السنية الأربعة، وكذلك بقية المذاهب غير الشيعية؟ 
ـ لا يجوز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت عليهم السلام، لأنه المذهب الذي قامت عليه الحجة القاطعة " . مما اوجد بفتواه هذه جوا من الفرقة رائعا !


وختاما اسال الشيعة الامامية، نحن اهل السنة قدمنا فتوى شلتوت وقول عباس مدني و فتحي يكن.


فهل قدمتم ياشيعة اهل البيت فتوى مقابلة وممثالة تثبت صدق نيتكم في التقريب مع اهل السنة؟

===================

عندكم الرشد في خلاف القرآن وتغيرت تلك القاعدة لتكون 
[[[ ما وافق القرآن والعامة فإضربوا به عرض الحائط وخذوا بخلافه ففيه الرشاد ]]]
قال الله تعالى 
{{{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }}}
وأنتم معشر الشيعه ترفضون أمر الله ولا تعتبرون أن أداءصلاة الجمعه واجب ,, بل مستحب (( يضحك عليكم المعممين ويسمونه ,,, واجب تخييرا ))
فالشيعي له أن يصلي الجمعه وله أن يصلي الظهر بدلا عنها 
فهل أطعتم الله أم خالفتم قوله البين الواضح بأمره بالسعي لأداء الصلاة ,, وأمر الله أمر وجوب 

وقال الله تعالى 
{{{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }}}
وأنتم لا ترضون على الصحابه الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ,,, وتقولون إنهم إرتدوا ,, أو غيروا وبدلوا 
وتستهزؤن بالله وهو الذي علم أنكم ستشككون في رضاه عن هؤلاء الصحابه 
فكان العدل والحق منه جل وعلا بقول يتلى إلى يوم القيامه {{{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ }}} 
فهل أطعتم الله أم خالفتم قوله البين الواضح أنه علم مافي قلوبهم 

وقال الله تعالى 
{{{ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ }}}
ولم تؤمنوا بقول الله 
وخالفتموه 
وحرمتم أن ترث الزوجه الأرض أو العقار مما ترك زوجها ,,, 
والله أحله للزوجة 
فهل أطعتم الله أم عصيتموه بمخالفتكم لحكم بين واضح 


=============
بجواز التعبد على مذاهب الشيعة الإمامية والزيدية
دراسة حول تغير الفتوى بتغير الحال

الباحث
فتحي محمد محمود عثمان
وتمت الموافقة عليه وكانت الخلاصة كما يلي ..


الخلاصة
وفق ما سبق، يخلص الباحث وفق ما استنبطه من أدلة نقلية عن مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية ساقها مفصلة، وتفيد أن جمهور فقهاء المذهب يرون كفر المخالفين لهم من أهل الإسلام، مما يسم عقيدتهم تلك بالفساد.
كما تفيد تلك الأدلة اعتقادهم بعقائد غالية في الأئمة، تخرجهم عن خصائص البشرية، كما تفيد الاعتقاد الباطل بالنص الإلهي على هؤلاء الأئمة باسمائهم، وهو ما لم يرد به نص في الكتاب الكريم ولا في غيره، مما يعد قولا على الله بغير علم.
كما أن آخر اجتهاداتهم في المذهب في أمر الإمامة والخاص بولاية الفقيه، هو بغي بغير الحق على من يخالفهم مذهبهم هذا من المسلمين.
كما تفيد تلك الأدلة النقلية أيضا طعنهم وانتقاصهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وما في ذلك من فسوق وإثم محرمين، وفحش في القول محرم أيضا.
ولكل الأسباب السابقة، والمدعمة بالدليل من كتبهم، والتي اعتمد الباحث فيها على ما أورده الكليني والنوبختي والقمي والحلي، الذين يعتبرهم الشيعة أعمدة المذهب، وبعضهم من سفراء الإمام المهدي في الغيبة الصغرى، فهؤلاء هم أساس التشريع المذهبي لدى الشيعة الامامية، وكتبهم هي الكتب المعتمدة، فضلا عما نقله الباحث عن الطوسي وهو شيخ الطائفة عندهم، يخلص الباحث إلى أن كل فتوى بجواز التعبد على مثل هذا المذهب الذي ينص نصا على ما يخالف عقيدة الاسلام الصحيحة، هي فتوى غير صالحة طالما بقي مثل ذلك الحال المبطل لصلاحها، والمتلخص في الأسباب السابقة. 
ويخلص الباحث أيضا إلى أن فتوى الشيخ محمود شلتوت( رحمه الله) صدرت صالحة لزمانها ومستقيمة مع الحال المتمثل في منهج الإمام البروجردي وقتها، بيد أنها لم تعد صالحة في واقع حالنا اليوم ولا زماننا في شقها المختص بمذهب الإمامية الإثني عشرية، دون مذهب الزيدية، والذي تظل الفتوى صحيحة وصالحة فيما يخص جواز التعبد به لعدم تغير حال هذا المذهب وقت الفتوى، عن حاله اليوم، إذ يخلو من النص على المحرمات، وتكفير أهل الإسلام.

ومن ثم فمن غير الواجب أن يعتد بمثل هذه الفتوى، أو يعمل بها إلا في مثل الحال الذي صدرت فيه، وهو قيام الشيعة الإمامية الإثني عشرية بتنقية مذهبهم من هذه المقادح الثلاثة كما هو في منهج الإمام البروجردي (رحمه الله)، وكما هو مطلب إمام أهل السنة في زماننا فضيلة الدكتور محمد المختار المهدي(حفظه الله)، وأن يعلن ويأمر بذلك كله المرجعية الدينية للمذهب الشيعي الإثني عشري في زماننا وهو الإمام الخامنئي، وأن يلتزم الشيعة بذلك افرادا وجماعات.

وحتى نبلغ تلك الغاية، فإن فتوى الشيخ الإمام الأكبر محمود شلتوت (رحمه الله)، نظرا لتغير الحال والزمان والمكان والأشخاص تبقى محدودة في حدود زمانها وحال وقتها دون غيره، والله تعالى أعلى وأعلم.
ومن ثم فان فتوي الشيخ شلتوت وفتوي الدكتور علي جمعة لأصبحت ملغاة !!!!!

=================
عبد الملك
طهارة المسلمين عند الشيعة بين إشراقة الظاهر وبشاعة الباطن
زيف دعاوي الشيعة للتقريب 


التشيع مذهب إسلامي أو تنظيم سياسي

==========================


التقريب إنما يكون بين الذين يشتركون في الأصول ، فلننظر هل يشترك الرافضة والسنة في الأصول :-

التوحيد :
توحيد الله تعالى عند أهل السنة هو الأساس الذي تقوم عليه سائر أصول الدين ،فصلاحه صلاحها ، وفساده فسادها ، فهم مجمعون على أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى،فلا يسجدون ولا يركعون إلا له وحده لا شريك له ،ولا يدعون أحدا في شيء لا يقدر عليه إلا الله تعالى ،ولا يستغيثون بأحد في شيء لا يقدر على رفعه إلا الله تعالى ،ولا يطوفون إلا ببيت الله تعالى الكعبة لا يطوفون لا بقبر ولا بشجر ولا ببناء.
ولا يخافون من شيء في سرهم أن يضرهم ويؤذيهم دون أسباب ظاهرة إلا من الله تعالى .
فهم لا يخضعون ولا يذلون إلا لمن خلقهم ، فهم لا يذلون لمخلوق كائن من كان ،بل تمام الذل والخضوع إنما هو لله وحده لا شريك له.
وهم لا يحلفون إلا بالله تعالى ، لا يحلفون بمَلَك مقرب ، ولا بنبي مرسل ، ولا بولي صالح.
وهم إذا نذروا نذر طاعة إنما ينذرونه لوجه الله تعالى ، فلا ينذرون لمخلوق أي كان هذا المخلوق.،فالنذر للمخلوق شرك بالله تعالى.
بينما التوحيد عند الرافضة مهدوم مفقود ! الخضوع التام والحب التام والخوف يوجهونه للمخلوق ،وهذه هي أركان العبادة التي إذا اجتمعت في قلب مخلوق لشيء ما فهو إذن يعبده! : الخوف التام مع الحب التام مع الرجاء التام ،فتجد واحدهم أمام قبور الأولياء في منتهى الخضوع والخوف مع منتهى الحب مع منتهى الرجاء! يدعونه الولد ،والشفاء ،والنجاح ،والتوفيق ! ويسجدون لقبره أو باتجاه قبره ويتمسحون بالقبور بل يزحفون لها!! فهل هذا هو التوحيد الذي بعث الله تعالى به محمدا –صلى الله عليه وسلم-؟!! 


القرآن: أهل السنة عندهم القرآن محترم محفوظ من التحريف والتبديل،والطعن في حرف واحد منه ردّة عن الإسلام كل هذا مجمع عليه.
بينما الرافضة القرآن عندهم بإجماعهم محرف مبدل ، حرفه-عندهم- أبو بكر وعمر-!
السنة النبوية:
السنة التي تُروى فيها الأحاديث عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- جمعت عند أهل السنة وحفظت في المصادر الحديثية وألفوا لها كتب الرجال والتراجم،وصفيت أسانيدها ، وميزوا بين رواتها ، وحذروا من الرواة الوضاعين والمتروكين.
بينما السنة عند الرافضة إنما هي أقوال مبتورة ومقطوعة ومعضلة ومرسلة عن بعض آل البيت لا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! أسانيدها لا خطام لها ولا زمام ، وليس عندهم ضوابط في رجالها وتراجمهم وجرحهم وتعديلهم !


الصحابة نقلة السنة:
عند أهل السنة هم عدول بتعديل الله تعالى لهم في كتابه الكريم،وهم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين.
بينما عند الصحابة عند الرافضة كفرة مرتدون ساقطوا العدالة!! لا تقبل روايتهم ،وهم عند الرافضة شر الناس في أتباع الرسل!! ويتقربون بلعنهم-زعموا- إلى الله تعالى!!


أمهات المؤمنين زوجات النبي-صلى الله عليه وسلم- :
عند أهل السنة طاهرات عفيفات مكرمات موقرات ،هن أمهات المؤمنين ،وزوجات النبي-صلى الله عله وسلم - في الدنيا والآخرة،والطعن في عرض واحدة منهن ردة عند أهل السنة.
بينما أزواج النبي-صلى الله عليه وسلم- عند الرافضة زانيات عاهرات!! ،فاسقات فاجرات!! ، خائنات ماكرات! يتقربون-زعموا - إلى الله بلعنهن.
فهل يمكن التقارب بين هذين الفريقين؟!!

==============

من قال القرآن محرف ما هو حكمه عندك؟!!
ومن قال : إن الصديقة عائشة أم المؤمنين مطعون في عرضها ما هو حكمه عندك؟!!
السني الذي يتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم - لا يقبل التقارب مع الزنادقة ، لأن الله تعالى يقول :
(أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون).
ويقول الله تعالى في قرآن أهل السنة :
(أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون).
والأحمق أعلاه يريد أن يسوي بينهما.
ويبدو أن صاحبنا أعلاه لو جاءه بوذي أو سيكي قد أطلق لحيته سيقول عنه مسلم!!

=====================
مقال رائع لرد دعوى التقريب بين الشيعة والسنة
مقال رائع جدا للشيخ يحتوى على ادلة موثقة و كذلك اراء لكبار عملاء المسلمين من كافة الاطياف و خاصة من مصر و من الاخوان و الصوفية و غيرهم و اعتقد ان خير مقال للرد على دعوى التقريب 
فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله وخدعة التقريب بين السنة والشيعة !! ـ أشرف عبد المقصود

أشرف عبد المقصود : بتاريخ 9 - 9 - 2006 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد :
هناك نقطة منذ البداية وهي أننا حين نطرح هذه القضية يجب أن نوضح لإخواننا دعاة التقريب من السنة : أننا نعلم أن نيَّتهم الخير ، وأنهم ينشدون الاعتصام بين المسلمين وتآلفهم واجتماعهم وعدم تفرقهم ، وهذا مَقْصدٌ إسلامي عظيم . ونحن وإن كنا نختلف معهم في الأسلوب إلا أننا يجمعنا حب الصَّحابة رضوان الله عليهم .
وسوف نناقش بموضوعية خطر هذه الدعوة وحقيقة أمرها ، وإلى أي شيء تهدف ، مع التدليل على ذلك بأمثلة لدعاة التقريب من الشيعة وماذا قدموا لمذهبهم من خلال هذه الدعوة ، ثم نعرج على شهادات من دعاة التقريب من السنة ، ثم نتبع الكلام على فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله في هذا الباب والتي تستغل أسوأ استغلال ، ونختم بأقوال وصيحة نذير لبعض علماء ومفكرين من السنة .
عوام السنة هم ضحية التلبيس من دعاة التقريب :
والمشاهد اليوم لما يجري على الساحة يجد من دعاة التقريب من السنة حماسًا منقطع النظير لايقتصر فحسب على الدعوة للتآلف بل تعدى الأمر إلى التلبيس وتعمية الأمر على عوام أهل السنة بالقول بأنه لا يوجد خلاف بين أهل السنة والشيعة في الأصول بالرغم من وجوده ، وهذا يُعَدُّ أمرًا خطيرًا ومزلقا صعبًا !!
والأسباب التي أوقعتهم في هذه الخدعة تتنوع بحسب حال الدعاة وهي في تقديرنا ترجع لعدة أمور: 
أولهما : الجهل الشديد بعقائد القوم . فتجد الواحد من هؤلاء متخصص في فن معين بعيد عن العقائد والفرق والملل والنحل ، ولا يطلع على معتقدات القوم أو اطلاعه قاصر . والأمر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب ) .
وثانيها : التقيَّة التي يُلبس بها الشيعة على هؤلاء الدعاة من السنة فيخدعونهم . ومن المعلوم أن للتقية عندهم شأن عظيم حتى جعلوها تسعة أعشارالإيمان . 
وثالثها : بعض هؤلاء العلماء لهم صداقات ومصالح مع بعض علماء الشيعة ، ولا يريدون لها أن تتعكر إثر تصريح منهم بنقد أو كشف زيف مما يروج له هؤلاء . 
ورابعها : شراء بعض الأقلام خاصة في مجال الصحافة والإعلام لنشر باطلهم حيث خصصت بعض الصحف صفحات كاملة لبعضهم وما من مناسبة يستطيعون أن ينفذوا من خلالها ليروجوا سمومهم إلا واستغلوها أتم استغلال ، ولا أنسي يوم أن تهجم كاتب المسلسلات على شخصية عمرو بن العاص وإذا بالصحف الصفراء تنقل صفحات من مواقع الشيعة في إلصاق البهتان والكذب بالصحابي الجليل . وكتابات المتشيع أحمد راسم النفيس بجريدة القاهرة ــ لسان وزارة الثقافة بمصر للأسف ــ خير دليل على ما نقول فقد كتب بها سلسلة مقالات عن صلاح الدين الأيوبي وصفه فيها بأقذع الألفاظ وأنه قاتل وسارق وفي الوقت نفسه يكتب بعد ذلك سلسلة مقالات أخرى للدفاع عن ابن العلقمي الخائن الذي تآمر مع التتار ضد الخلافة الإسلامية ببغداد .
والحاصل : أن عوام أهل السنة هم الضحية لهذا التلبيس من جانب دعاة التقريب من السنة.
وهذا ما دفع العلامة الصوفي النبهاني لتأليف كتاب يذود به عن الصحابة ويدفع به تلبيس الشيعة قال فيه : ( سوء حال هؤلاء الجهلة من أهل السُّنَّة هو الذي حَمَلني على تأليف هذا الكتاب ؛ ليعرف من قرأه منهم أنه في خطأ عظيم وخطل ذميم , وأنه في ذلك ليس على هدى من الله بل هو على شفا جرف من الهلاك إن لم يتداركه باللطف مولاه . أما الشيعة : فليس لي أمل في رجوعهم بقراءته عن مذهبهم القديم وإن كان غير مستقيم ؛ لأنهم ورثوه عن الآباء والأجداد وَسَيُوَرِّثونه الأبناء والأحفاد !! فإن صاحب البدعة والمذهب المخالف مهما أقمت عليه الحجة وألزمته الدليل وعجز هو عن الردِّ ولم يجد للجواب من سبيل لا يحمل ذلك على أن مذهبك حق ومذهبه باطل , وإنما يحمله على أنك أمهرُ منه بترتيب الحجج وإقامة الدلائل . فهو لا يترك مذهبه لزخرفة أقاويلك بزعمه , وزيادة علمك عن علمه , وقد يهدى الله لنوره من يشاء ويوافق العلةَ الدواءُ فيحصل بإذن الله الشفا وهذا إذا قدَّر الله حصوله بهذا الكتاب وظهر به لبعض الشيعة الصواب فأرضى الله ورسوله بالجمع بين محبة الآل والأصحاب يكون ذلك نعم الفائدة ولكنها فائدة زائدة . ومقصودي الأصلي : هو المحافظة على رأس مالنا وهم عوام أهل السُّنَّة .. فوجب علينا أن ننصحهم بالألسنة والأقلام ونشرح لهم ما يلزمهم اعتقاده في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقائد الإسلام . فإذا فعلنا ذلك أدينا ما وجب لهم علينا وإذا وفَّقَهم الله للرجوع إلى الحق نقول هذه بضاعتنا ردت إلينا ) اهـ من " مقدمة الأساليب البديعة " .
هذا هو التقريب الحقيقي عند الشيعة ؟
فالمتابع لكتابات دعاة التقريب من الشيعة يستطيع أن يؤكد أن هناك نوعين من التقريب :
الأول : تقريب الألسن ( التقريب المزيف ) .
والثاني : تقريب الواقع . وهو التقريب الذي يصدقه الواقع والأمر كما قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : ( إن بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع التقريب فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة والشيعة إذا هو يصدر الكتب المليئة بالطعن في حق الصحابة أو بعضهم ممن هم موضع الحب والتقدير من جمهور السنة ) ( السنة ومكانتها : 9 ) . 
وهذا النوع هو الذي نشاهده في تصرفاتهم وأفعالهم ويهدفون من ورائه لأربعة أمور
1- استقطاب العلماء والمفكرين والدعاة : 
أحد المتشيعة الكبار بمصر وهو المدعو صالح الورداني ، وهو يؤرخ لعلماء ومراجع الشيعة الذين زاروا مصر من أجل نشر التشيع ــ يعترف بذلك فيقول : ( وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه .. ) ( الشيعة في مصر : 155 ) .
وفي كلامه عن السيد مرتضى الرضوي يقول : ( وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموز الإسلامية والثقافية في مصر فكان لا يطبع كتابا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلامية والثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافة وبعض الصحفيين . كان قد التقى مع مدير دار الكتب في عام 65 وقدم إليه طلبا بأن تقوم الدار بإفراد جناح خاص للكتب والمصنفات الشيعية وسوف تقوم الهيئة العلمية في النجف الأشرف بالعراق بإهداء الدار جميع هذه الكتب ) اهـ ( الشيعة في مصر : 127 )
وبتعبير آخر استغفال العلماء والرموز المصريين . نسأل الله السلامة !!
وقد نشروا مؤخرا خمس مجلدات ــ مليئة بالإفك ــ بعنوان " المتحولون " ذكروا فيها كذبا الكثير من العلماء والمفكرين ضمن من تحولوا من السنة للشيعة وفي مقدمتهم من شيوخ الأزهرالسابقين : الشيخ سليم البشري والشيخ محمد عبده ، والغرض من هذه الأكاذيب هو اقناع السذج من السنة أن هؤلاء العلماء الكبار تركوا التسنن فافعلوا مثلهم واقتدوا بهم .
2- إفساح المجال لهم في ديار السنة لنشر عقائدهم وكتبهم :
وظهر هذا بوضوح بعد صدور فتوى الشيخ شلتوت حيث تم نشر الكثير من الكتب بمصر والتي تروج لعقائد الشيعة والتي تهدم فكرة التفاهم والتقريب . فهدفهم الرئيسي من التقريب هو نشر مذهبهم بين أهل السنة وقد نجحوا في العراق حيث تمكنوا من ادخال عدد من القبائل السنية في التشيع. 
ويعد نشر الكتب التي تدعو للتشيع بكل ما فيه من انحرافات عقدية هدف رئيسي لدعوة التقريب عندهم . فبسبب هذه الدعوة نشرت كتبهم ورسائلهم وسط بلاد السنة وأصبح علماؤهم يتحركون بكل حرية ويفتحون المراكز ويقيمون الندوات .
ولنأخذ مثالا واحدا لجهود أحد دعاة التقريب قديما وماذا فعل من وراء دعوته للتقريب ، وهو السيد مرتضى الرضوي .
يتحدث عنه الورداني المتشيع فيقول : ( قام السيد الرضوي برحلتين إلى مصر : الأولى في فترة الخمسينيات ما بين عام 57 وعام 58 والثانية في منتصف السبعينات ، وفي كلا الرحلتين قام بدور ملحوظ في ميدان الفكر الإسلامي والوحدة الإسلامية ونشر الكثير من الكتب التي تدافع عن الشيعة .. ومن بين الكتب التي قام بنشرها السيد الرضوي بمصر تفسير شبر ، ويقع في مجلد واحد ، وكتاب علي ومناوئوه ، وكتاب عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ، وكتاب المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي ، وكتاب وسائل الشيعة ومستدركاتها ، وكتاب أصل الشيعة وأصولها ، وكتاب الوضوء في الكتاب والسنة والسجود على التربة الحسينية ) اهـ ( الشيعة في مصر : 127 ) . 
وهذه الكتب المشار إليها والعشرات غيرها طبعت ضمن سلسلة مطبوعات النجاح بالقاهرة . والمطالع لها يجد فيها طامات تهدم التقريب من أساسه . والآن هم مستمرون على نطاق واسع ، فالمكتبات الشيعية ببيروت تصدر للعالم العربي والإسلامي سنويا مئات الأنواع من الكتب التي تتهجم على السنة والصحابة دون رقيب أو حسيب في الوقت الذي تمنع فيه المطابع ببيروت من نشر أي كتاب سني يرد باطلهم نسأل الله السلامة .
3- سكوت أهل السنة عن بيان الحق والرد على أباطيلهم :
فهم يريدون من وراء الدعوة للتقريب إسكات أي صوت سني يردُّ باطلهم ويكشف خداعهم وما انطوت عليه دعوتهم من تضليل . فكل من يتصدى لباطلهم يعتبر مناوئا للتقريب والوحدة وكل من يكشف خداعهم يريد أن يفرق المسلمين .
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : ( ومن الأمور الجديرة بالاعتبار أن كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة ، يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث فيه ، ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب هذا البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب ) اهـ ( السنة ومكانتها : ص 10 ) .
4- استمرارهم في النيل من حملة رسالة الإسلام الأولين " الصحابة " رضوان الله عليهم . 
فهم يريدون الاستمرار في النيل من الصحابة دون أي مناقشة لهم أو محاسبة ، ولذلك لما عاتب أحد مراجع الشيعة التسخيري الشيخ عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق لما كتب كتابه عن الشيعة قال له النمر : (ودار بيننا حديث بدأه هو، حين قال لي: لقد ظلمتنا كثيراً فيما كتبته عنا.. قلت له: أنا مستعد من الآن والكتاب عندك ليس بعيدا عنك، أن أتقبل منك أي تصحيح لخطأ وقع مني ، وأنشره في الطبعة القادمة، ورحم الله امرءًا أهدى إلي عيوبي. وأنا لم أكتب شيئا إلا بمراجعة ووثائقه من كتبكم.. لم يحصل منكم شيء من ذلك، وأنا أعرف أن بعض علمائكم يتبرءون في مجالسهم من ادعاء تحريف القرآن، لكن الصوت العالي والرواج هو للرأي الذي يدعي أن الصحابة حرفوا القرآن، فلماذا لم تصدروا بيانا للشعب الذي يتعلم من هذه الكتب، باستنكاركم لهذا الاتهام؟ ) من مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه ( الشيعة . المهدي . الدروز ) . فهم يدعون للتقريب وفي الوقت نفسه الاستمرار في التهجم على الصحابة والتشكيك في القرآن وليس هناك ما يمنع من الجمع بين هذا وذاك !! 
تاملات في أربع أمثلة لدعاة التقريب الشيعة
وفي تقديري أن الأمر خطة مُحْكمة . فبينما هم يدعون للتقريب بأفواههم ويتحمسون له نرى النقيض تماما في أعمالهم . وللوقوف عل حقيقة الأمر سأضرب أربعة أمثلة اثنان منهما لعالمين شيعيين بارزين من آياتهم من دعاة التقريب والمتحمسين له ، واثنان آخران وهما أيضا ممن يتشدق بالوحدة وللتقريب : أحدهما لشيعي بارز من القطيف ، والآخرلمتشيع مصري .
المثال الأول : آيتهم العظمى محمد محمد مهدي الخالصي : وهوالذي يدندن بشعار الوحدة في العراق ويردد ذلك في خطبه دائما .
يقول عنه الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : ( ما فتيء يعلن في صباح كل يوم ومسائه أنه داعية للوحدة والتقريب .. وله أصدقاء كثيرون في مصر وغيرها ممن يدعون للتقريب ويعملون له بين أهل السنة ؛ فإن هذا الداعية إلى التوحيد والتفاهم ـ عليه من الله ما يستحقه ــ نفى عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى نعمة الإيمان ) اهـ .
ثم نقل كلامه في ذلك من كتابه ( إحياء الشريعة 1 / 63 ، 64 ) .
يقول الدكتور ناصر القفاري : ( ولقد وقفنا على نص خطير له يكشف حقيقة الوحدة التي يدعو إليها وأنها تقوم على سب الصحابة ، فقد صرح بأنه يريد من أهل السنة أن يتحدوا معه على سب عائشة أم المؤمنين وخيار صحابة رسول الله المؤمنين وإلا فلا وحدة وسيلوذ الخالصي بالتقية .
ثم نقل عن كتاب ( الإسلام سبيل السعادة ) للخالصي ص ( 90 ) قوله : ( فإن وافقنا باقي طوائف المسلمين ــ يعني على لعن الصحابة وسبهم ـ تمت الكلمة وائتلف الشمل وإن أبوا رجعنا إلى حكمنا الأول وهو التقية حذرا من الفرقة وحرصا على اتحاد الكلمة ) اهـ 
المثال الثاني : آيتهم عبد الحسين العاملي أحد المنادين بفكرة التقريب والتآلف بين المسلمين .
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : ( في عام 1953 زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة ، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وأن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب . وكان عبد الحسين رحمه الله متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها ، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة ، ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسين وتجار وأدباء لهذا الغرض ، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة ، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم ) اهـ .
ثم ذكر أن جل كتاب المدعو أبو رية عن أبي هريرة منقول من هذا الكتاب . 
وللأسف الشديد تلقف كلامه في أبي هريرة الكثير من أنصاف المتعلمين والسطحيين وروجوا له ، وآخرهم هذه الأيام الصحفي إبراهيم عيسى قبل مدة في " جريدة الدستور "، وقمنا بالرد عليه حينئذ .
ولعل مؤلفات عبد الحسين العاملي الأخرى تبين الخبث الشديد في دعوته فهو صاحب " كتاب المراجعات " الذي كذب فيه على شيخ الأزهر السابق سليم البشري ، وادعى زورا وبهتانا عليه أنه أرسل إليه رسائل كثيرة ــ دون أي توثيق أو أي صور خطية لهذه الرسائل ــ مدعيا في نهاية الكتاب أن البشري أقر بصحة مذهب الشيعة وتحول إليه وترك مذهب السنة . 
ومما يؤكد إفكه : أن أول طبعة لهذا الكتاب نشرت عام 1355هـ بصيدا . أي بعد عشرين سنة من وفاة الشيخ سليم البشري المتوفى سنة 1335هـ ولم تنشر في حياته .
المثال الثالث : حسن الصفارالشيعي البارز بالقطيف : والذي يظهر بين الحين والآخر في الفضائيات يدعو للوحدة ويتباكى عليها . وقد رأيت هذا الرجل حين سأله مذيع برنامج الشريعة والحياة " ماهر عبد الله رحمه الله : عن رأيه في أبي بكر وعمر تلجلج وقال بتقية واضحة : ( أنهما شخصان محترمان ) اهـ . 
ثم من يستمع إلى خطبه ومحاضراته ـ وهي منشورة على الانترنت ـ يجد فيها السباب العلني لهما ومنها قوله : ( نكره أبو بكر وعمر وعثمان . كثير من الشباب يقولوا وش بينا فيهم : صحابة الرسول . صاحبوا الرسول وماتوا . وفي الواقع إحنا نحقد عليهم ونبغضهم ونلعنهم لأنهم كانوا بداية انحطاط الأمة ) اهـ . 
ويقول أيضا : ( فالشيعة هم الذين قتلوا عثمان جزاهم الله خيرا ) اهـ . 
فهل هذا هو منطق من ينادي بالتقريب والوحدة !!
المثال الرابع : صالح الورداني المتشيع المصري الذي يتشدق في بعض كتاباته بالدعوة إلى الوحدة ، نراه يقوم بنشر أكثرمن عشرين كتابا كلها تهجم وسباب للصحابة وكبار علماء السنة ، ووصل به الحد إلى أن يقول بوقاحة في دعوته للتشيع : ( ومنذ التزامي بخط آل البيت أردت أن أكفر عن هذه السنوات . فمن ثم فقد آليت على نفسي ألا أترك أحدا ممن كنت أعرفه في الوسط الإسلامي من قبل إلا وأفقده الثقة في الأطروحة السنية ) اهـ .
ثم يقول : ( وكنت قد استطعت بعون الله أن استقطب الكثير من العناصر لصف التشيع من مختلف التيارات العاملة في الوسط الإسلامي ) اهـ من كتابه ( الخدعة ص 180 ) .
وهذا يوضح بجلاء الغرض من دعوتهم للتقريب وهو دخول السنة في مذهبهم .
شهادات موثقة 
تبين زيف التقريب بين السنة والشيعة
وأقدم للقارئ الحصيف شهادات موثقة ممن دخل معترك التقريب ونادى بالوحدة تدلل على أنه زيف وخداع ووَهْمٌ كبير :
1ـ العلامة الشيخ محمد رشيد رضا مؤسس مجلة المنار ( ت 1354هـ ) : 
يتحدث عن مساعيه في سبيل التقارب والتأليف بين السنة والشيعة فيقول : ( إنني جاهدت في سبيله أكثر من ثلث قرن ) ثم يذكر مساعيه وأعماله في هذا الشأن ثم يقول : ( وقد ظهر لي باختباري الطويل وبما اطلعت عليه من اختبار العقلاء وأهل الرأي أن أكثر الشيعة يأبون هذا الاتفاق أشد الإباء إذ يعتقدون أنه ينافي منافعهم الشخصية من مال وجاه ) .
( المنار ج 31 ــ ص 290) .
وفي تاريخ الشيخ محمد عبده ( 1 / 934 ) يذكر عن شيخه محمد عبده أنه كان يرى الشيعة من أحوج الفرق إلى التقريب إلى الحق لأنه كان يحكم عليها بحكم أشد من حكم شيخ الإسلام ابن تيمية ولم يبين هذا الحكم لأن شيخه محمد عبد استكتمه إياه .
2ـ العلامة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله ( ت 1964هـ ) ـ أول مراقب عام للإخوان المسلمين بسوريا :
وهو من دعاة التقريب والمهتمين به وسعى لعقد مؤتمر إسلامي بين الفريقين . 
يقول رحمه الله : ( دعاة التقريب من الشيعة من علماء الشيعة إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات بالقاهرة ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية ، لم نر أثرا لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما ، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما إلى الآخر ) ( السنة ومكانتها في التشريع : 10) .
3ـ الشيخ عمر التلمساني رحمه الله ــ المرشد العام للإخوان المسلمين سابقا :
في حوار له بمجلة المصور 1982م قال : ( حين قام الخميني بالثورة أيدناه ووقفنا بجانبه ، مع ما بين أهل الشيعة وأهل السنة من خلاف جذري في العقائد ، أيدناه لوجود شعب مظلوم كان حاكمه يظلمه أشنع الظلم وأبشعه . . وحين يتمكن هذا الشعب من التخلص من ذلك الاضطهاد لا نملك أن ننكر ذلك عليه ، نحن أيدناه من الوجهة السياسية لأن شعبا مظلوما استطاع التخلص من حاكم ظالم واستعاد حريته ، ولكن من ناحية العقيدة السنة شئ ، والشيعة شئ آخر ، ما يجري الآن في إيران من مذابح وأمور خطيرة كنت أظن أنه مبالغ في وصفه ، ولكن ممن أثق بهم كل الثقة ، وممن يترددون بين إيران وبين أماكن أخرى أكدوا أن كثيرا جدا مما ينشر في الصحف حقيقة ، وأنا لا أقر هذا ) اهـ .
4ـ يوسف ندا رجل الأعمال ومنسق العلاقات الدولية بالإخوان المسلمين : 
والذي ساعد الخميني في ثورته على أساس أنها إسلامية ثم تنكر الخميني له ولغيره وجعلها طائفية شيعية خالصة لا تسمح لغيرها بالوجود ، فلا أنسى دموعه وبكائه الحارق في " برنامج شاهد على العصر بقناة الجزيرة " منذ سنوات ، وهو يحكي عن صديقه السني الشيخ أحمد مفتي زاده وما تعرض له من تعذيب أفضى إلى موته على يد الخميني وأتباعه مدللا على أن مساعدته لهم ومساعدة أهل السنة لهم قوبلت بالجحود والإنكار!! .
5ـ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي :
القاصي والداني يعلم مدى حرص الشيخ على التقريب والدعوة إليه ولكن ما يحدث اليوم على الساحة جعل القرضاوي يتكلم بعفوية في نقابة الصحفيين منذ أيام ولمدة ربع ساعة تقريبا عما يفعله القوم من تهجم على السنة واختراق لمصر وليس الأمر كما ظنه الدكتور محمد سليم العوا الذي سارع بإصدار بيان بأن ما صدر من القرضاوي سبق لسان !!
والحقيقة المرة التي لا يريد أن يصدقها الدكتور الفاضل : أن هذا تقرير لواقع أليم مرير !!
واستياء القرضاوي من تصرفات دولة الشيعة في إيران تظهر في حواراته . 
ففي حوار له عن التقريب قال : ( ومما قلته للإخوة أيضا في إيران: إن أهل السنة في طهران يقدرون بمليونين أو أكثر، وهم يطالبون منذ سنين بإقامة مسجد لهم، يجتمعون فيه لأداء فريضة صلاة الجمعة ، ويشاركهم في ذلك السفراء العرب والمسلمون، فلم تستجب السلطات لهم حتى الآن اهـ . ( نقلا إسلام أون لاين ) . 
فهل استجابت إيران لدعوة القرضاوي وهي راعية المؤتمرات الوهمية المظهرية للتقريب ؟
ما رأيناه هو تسليط أذنابها ممن تشيعوا للهجوم عليه . فالمتشيع أحمد راسم النفيس ــ ومن يسمي نفسه بالمتحدث الرسمي للشيعة بمصر ــ أَلف كتابا بعنوان : " القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية " كال فيه التهجم والسباب للقرضاوي ووصفه بـقوله : ( نراه نحن رمزا من رموز مدرسة التلفيق والتوفيق التي وضعت يدها على رقاب الأمة منذ عديد القرون ) ص ( 13 ) . وأنه ( من جمعية عشاق القتلة من بني أمية ) ص (12 ) ويقول عن نفسه متهكما أنه : ( مندوب الدولة الفاطمية الذي يريد أن يهيل التراب على رموز الأمة المقدسة فضلا عن أنه من طلاب الشهرة على حساب العظماء من أمثال القرضاوي وعمارة وهويدي والعريان وياللعجب ) اهـ ص ( 14 ) ووصف ص ( 95 ) معاوية رضي الله عنه بأنه رأس الإجرام الأموي !! نعوذ بالله من الخذلان .
نقد فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله
أولا : قصة الفتوى يحكيها الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله ـ المفتي الأسبق وأحد الذين عاصروا هذه الفتوى ، يتحدث فيقول : ( بدأت فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة حين كان بمصر رجل شيعي اسمه " محمد القمي " وسعى في تكوين جماعة سماها جماعة التقريب وأصدر مجلة التقريب وكتب فيها بعض الناس وأنا لم أكن موافقا لا على التقريب ولا على المجلة ولذلك لم أكتب في المجلة ولم اجتمع مع جماعة التقريب في مسجد ما ، وقد سعى " القمي " لدى شلتوت في أن يقرر تدريس مادة الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الأربعة التي تدرس فيه ، وأنا حين علمت بهذا السعي كتبت كلمة ضد هذه الفكرة وأنه لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر ، ألا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة وأنه غير صحيح ، وقد أبلغت هذا الرأي لأهل الحل والعقد في مصر إذ ذاك وأصدروا الأمر لشيخ الأزهر بأنه لا يجوز تدريس هذا الفقه ولم ينفذ والحمد لله ) اهـ . نقلا عن ( مسألة التقريب للدكتور ناصر القفاري 2 : 358 ) .
ثانيا : ماذكره الشيخ محمد حسنين مخلوف المفتي الأسبق رحمه الله أكده الشيخ شلتوت نفسه حين سئل عن زواج المتعة ــ وهو جزء من الفقه الشيعي ــ فأجاب الشيخ شلتوت بأن أمثال هذا الفقه الذي يبيح زواج المتعة لايمكن أن يكون شريعة الله .
ففي " فتاويه " ص ( 275 ) يقول عن زواج المتعة : ( إن الشريعة التي تبيح للمرأة أن تتزوج في السنة الواحدة أحد عشر رجلا وتبيح للرجل أن يتزوج كل يوم ما تمكن من النساء دون تحميله شيئا من تبعات الزواج ؛ إن شريعة تبيح هذا لا يمكن أن تكون هي شريعة الله رب العالمين ولا شريعة الإحصان والإعفاف !! ) اهـ
فما الحال لو تكلم الشيخ عن عقائدهم المنحرفة ؟ 
ثالثا : لم يتعرض الشيخ شلتوت في فتواه للعقائد وإنما كان كلامه منصبا في العبادات والمعاملات ، ويؤكد هذا قوله : ( ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات ) اهـ ولم يتحدث عن الأصول والعقائد ؟
ومن المعلوم أن بنيان العبادات والمعاملات لابد له من أساس سليم هو الاعتقاد الصحيح !
والناظر في عقائد القوم يرى العجب العجاب !! فالمشكلة عندهم لا عندنا !
والذي يطالع فتاوى شلتوت في ذم البدع والإنكار على المبتدعة وخاصة بدع القبور والأضرحة والغلو يجد كلاما قويا فما هو الحال لو اطلع الشيخ على ما هو موجود في أصول المذهب الإمامي من عقائد منحرفة ؟!! 
و بوضوح شديد نقول : إنه من المستحيل التقريب بين السنة والشيعة في الاعتقاد ؟ 
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : ( إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول ..) اهـ .
رابعا : الشيخ شلتوت يتحدث تحديدا عن الشيعة الاثنى عشرية الإمامية ، ومن الثابت تماما : أن ركن الإمامة يعد أصلا من أصول المذهب ، ولهذا سموا بالإمامية .
و هذا الركن يتناقض تماما مع دعوى التقريب !!
فأهل السنة لا يعترفون بما يسمى بركن الإمامة والولاية لاثني عشر إماما معصومين .
ولم يقل أحد منهم : أن من فضل عليا على أبي بكر أو قدَّمَهُ في الخلافة يكفر ويخلد في النار 
أما الشيعة الإمامية فحسب ما في أصول مذهبهم : أن منكر ولاية واحد من هؤلاء كافر مخلد في النار .
وعلى هذا فالشيخ شلتوت نفسه وباقي المسلمين الذين لا يدينون بهذا المعتقد في الإمامة كفار على ضوء أصول مذهب الشيعة الإمامية !! 
وهنا نتساءل : كيف يدعونا للتقريب من يكفرنا في كتبه الأساسية ؟ 
يقول الشيخ عبد المنعم النمر رحمه الله : ( الشيعة ركزوا فكرهم على الحكم وأحقية علي فيه ، هو وذريته إلى يوم القيامة ، ورووا في ذلك روايات لم تصح عند أهل السنة. وزادوا على أركان الإسلام الخمسة كما وردت في حديث رسول الله "بني الإسلام على خمس..." زادوا ركنا سادسا، هو الإيمان بالإمام المعصوم وهو علي وبنوه من بعده، على طريقة النص عليه بولاية عهده، وأن هذا الإمام هو الخليفة والحاكم للمسلمين حتى قيام الساعة.. ومن لم يؤمن بالركن السادس فليس بمؤمن، كما تنص على ذلك كتبهم وكما يتحدث علماؤهم الخواص، لكن هذا سرى إلى عامة الشيعة بأن من لم يؤمن بما يؤمنون به فليس بمسلم، وهو مخلد في النار... شأن من لم يؤمن بالله، ولا بوجوب الصلاة..الخ.. ولذلك يشيع في ذهن عامة الشيعة اعتقاد أننا كفار، وإن كان علماؤهم يتحفظون على ذلك ويقولون: هو كلام العامة الجهلاء!! ولكن من الذي علم هؤلاء وأوحى إليهم بفكرهم هذا؟ ) اهـ ( مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه الشيعة المهدي الدروز ) .
والمصيبة الأدهى أنهم لايُكَفّرون بلسانهم فقط وتنتهي القضية بل يترتب على ذلك البراءة واللعن لمخالفيهم مما يؤدي للعنف مع مخالفيهم فلا ولاء عندهم إلا ببراء !! 
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : (( إن الولاية والبراءة التي قام على أساسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الطوسي وأيده نعمة الله الموسوي والخونساري لا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام .. ) اهـ
يعني لا ولاية تصح إلا بالبراءة من أعدائه ولعنهم وهم من اغتصبوا الخلافة وهم أبي بكر وعمر وعثمان .. كما يدعون . ولذا نرى طرفا من صور هذه البراءة في طقوس عاشوراء العنيفة والتي يتربى عليها الشيعي منذ نعومة أظفاره .وهذا يفسر لنا المجازر التي تحدث لأبناء السنة في العراق على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب !!
صيحة نذير من علماء ومفكرين للتحذير من خطر التشيع
1ـ الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله شيخ الجامع الأزهر:
" رأينا في الشيعة الشيعة ..حزب ..وهم لذلك يزيفون كل ما يقف عقبة في سبيل توطيد مركزهم ويتهافتون على كل ما يتوهمون أنه يساعدهم ويؤولون التاريخ حسب ما تهوى نفوسهم.. والحق أن الأمة الإسلامية على اختلاف طبقاتها تقدر عليا تقديرا كريما وتنزله من نفسها منزلة سامية، أما ما وراء ذلك من آراء الشيعة الغالية منهم والمعتدلة فليس دينا وليس ضرورة عقلية وإننا لنعتقد في إخلاص أن الزمن كفيل برد الشيعة إلى السنن القويم" ( فتوى الإمام عبد الحليم محمود 1/114و115)
2ـ الأديب أحمد أمين رحمه الله ( ت 1954م ) :
قال : ( والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد , ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزردشتية وهندية ، ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته ، كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم ؛ فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة ، وقال الشيعة : إن النار محرمة على الشيعي إلا قليلا كما قال اليهود : لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ، والنصرانية ظهرت في التشيع في قول بعضهم : إن نسبة الإمام إلى الله كنسبة المسيح إليه وقالوا إن اللاهوت اتحد بالناسوت في الإمام وإن النبوة والرسالة لاتنقطع أبدا ، فمن اتحد به اللاهوت فهو نبي , وتحت التشيع ظهر القول بتناسخ الأرواح وتجسيم الله والحلول ونحو ذلك من الأقوال التي كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس قبل الإسلام ، وتستر بعض الفرس بالتشيع وحاربوا الدولة الأموية وما في نفوسهم إلا الكره للعرب ودولتهم والسعي لاستقلالهم .. والذي أرى كما يدلنا التاريخ أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام ولكن بمعنى ساذج ، وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين : كفايته الشخصية وقرابته للنبي ، والعرب من قديم تفخر بالرياسة وبيت الرياسة ، وهذا الحزب كما رأينا وجد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ونما بمرور الزمن وبالمطاعن في عثمان ، ولكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية ، وأن كل قوم من هؤلاء كانوا يصبغون التشيع بصبغة دينهم ، فاليهود تصبغ الشيعة يهودية ، والنصارى نصرانية ، وهكذا . وإذا كان أكبر عنصر دخل في الإسلام هو العنصر الفارسي كان أكبر الأثر في التشيع إنما هو للفرس ) اهـ ( فجر الإسلام ص 437 ــ 439 ) . وراجع أيضا له : ( ضحى الإسلام ص351 ــ 354 ) . وعندما زار العراق عام 1931م وفي الكرخ تحديدا كاد الشيعة أن يقتلوه فيدفع حياته ثمنا لما كتب . راجع القصة في كتابه ( حياتي ص 268 ) .
3ـ العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله :
( إن الثمن الذي يطالبنا به الشيعة للتقرب منهم ثمن باهظ ، نخسر معه كل شيء ولا نأخذ به شيئا .. ومما لاريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب ولذلك ضحت وبذلت لتنشر التقريب في ديارنا ، وأبت أن يرتفع لها صوت أو تخطو في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية أو أن نرى أثرا له في معاهدها العلمية .. ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثا كعبث الأطفال ولا طائل تحته إلا إذا تركت الشيعة لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والبراءة من كل من ليس شيعيا منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وإلا إذا تبرأ الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن مرتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين ؛ لأن هذا كله بغي على الإسلام وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه رضي الله عنهم ، فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه فستبقى منفردة وحدها بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين ومنبوذة من جميع المسلمين ) اهـ الخطوط العريضة ص ( 44 : 46) .
4ـ العلامة محمد أبو زهرة رحمه الله ( ت 1393م ) :
وقال وهو يُعَدّد مظاهر غلو الشيعة الاثني عشرية في ائمتهم : ( ويظهر أن الإمامية جميعا على رأيهم في هذا النظر ، وليس مقام الإمام ومقاربته لمقام النبي عندهم موضع خلاف فإنهم يصرحون تصريحا قاطعا بأن الوصي لا يفرقه عن النبي إلا شيء واحد وهو أنه يوحى إليه ، وإن القارئ لهذا الكلام الذي اشتمل على دعاوى واسعة كبيرة لشخص الإمام لم يقم دليل على صحته والدليل قائم على بطلانه ، لأن محمدا أتم بيان الشريعة فقد قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ولو كان قد أخفى شيئا فما بلغ رسالة ربه وذلك مستحيل ولأنه لا عصمة إلا لنبي ولم يقم دليل على عصمة غير الأنبياء ) ( تاريخ المذاهب ص 52 ) .
وقال وهو يتحدث عن الإمام جعفر الصادق وابتلائه بالشيعة الذين غالوا فيه : ( ابتلي بالدعاة الذين كانوا يدعون الانتماء إليه . قد كان في العراق وما وراءه في الشرق من الديار الإسلامية دعاة لآل البيت فرخت في رءوسهم أفكار فاسدة وآراء باطلة أهونها تكفير الصحابة ولعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأثابهما عما عملا للإسلام ، وأعلاها ادعاؤهم الألوهية لآل البيت ) اهـ ( تاريخ المذاهب ص 685 ) . وقال : ( أولئك الذين غالوا وحاولوا أن يفسدوا دين الناس باسمه رضي الله عنه وقد كان يصحح ما وسعه التصحيح ولكن أولئك كانوا يريدون الكيد للإسلام بهذه المغالاة ) اهـ ص ( 688 ) .
وقال وهو يعدد أسباب الفتن في عهد عثمان رضي الله عنه : ( ومن الأسباب ، وهو أعظمها : وجود طوائف من الناقمين على الإسلام الذين يكيدون لأهله ويعيشون في ظله وكان أولئك يلبسون لباس الغيرة على الإسلام وقد دخلوا في الإسلام ظاهرا وأضمروا الكفر باطنا فأخذوا يشيعون السوء عن ذي النورين ويذكرون علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخير وينشرون روح الفتنة في البلاد ويتخذون مما يفعله بعض الولاة ذريعة لدعايتهم ، وكان الطاغوت الأكبر لهؤلاء : عبد الله بن سبأ ) اهـ ص ( 29 ) .
5ـ سعيد حوى رحمه الله ـ من أبرزعلماء الإخوان المسلمين بسوريا :
يقول رحمه الله : ( وهؤلاء الخمينيون ظالمون . ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر ، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول : " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" . إنه لا يواليهم إلا ظالم ، ومن يرض أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير ، ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة ؟ ومن يرضى أن يكون أداة بيد الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ؟ ألا يرى الناس أنه مع أن ثلث أهل إيران من السنة لا يوجد وزير سني ؟! ألا يرى الناس ماذا يُفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون ؟ ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران حافظ الأسد بالإسلام والمسلمين ؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير ؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم .. فهل هم تائبون ؟؟ اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفهم وتحالف معهم اللهم آمين . ) اهـ . ( الخمينية ص 57 ــ 58 ) ..
6ـ الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله :
ينقل عنه الشيخ محمد حسنين مخلوف أنه خطب على منبر الجامع الأزهر قائلا : ( إن هذا الأزهر قدر له أن يتحول إلى غير ما أسس من أجله . فلقد أسس من أجل تدريس المذهب الشيعي الفاطمي ، ولكن الله استنقذه ليصبح معقلا للمذهب السني ) اهـ مجلة الاعتصام مايو 1977م .
7ــ الشيخ محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان :
ففي حوار له بمجلة آخر ساعة عدد49 أغسطس 2006م قال : ( هناك محاولة للإبادة وطمس الهوية السنية نهائيا في العراق وعدم إشراكهم داخل الجيش ولا في الشرطة ، فلماذا تحاول إيران أن تتدخل في الشأن العراقي والشأن اللبناني والشأن السوري تحاول أن تمد يدها لكثير من الدول العربية عن طريق التشيع حتى وصل الأمر ــ للأسف الشديد إلى مصر ، وعندي الآن كتب تهاجم أهل السنة وتهاجم الصحابة وتتطاول على عقيدة أهل السنة في عاصمة الأزهر الشريف في مصر . هذه سياسة تخيفنا جميعا لأنها تنذر بأخطار لا حدود لها .. ) اهـ .
وبعد فهذه صيحة نذير أردنا بها أن نحذر من الخطر الحالي لا أقول القادم فما يحدث اليوم في العراق من تدمير لمئات المساجد وقتل لمئات الآلاف من أبناء السنة في إبادة منظمة على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب يدلل على خطورة الوضع وعلى التقريب الذي يريدونه منا . نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
Bokhary63@yahoo.com 

=============

















رسائل تُراثيةٌ وعلميةٌ (8)

زيف
دعاوي الشيعة للتقريب
مرجعهم وعلامتهم جعفر السُّبْحاني - أُنْموذجاً
ملحق بوثائق مهمّة
عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي
غفر الله له
مكتبة البخاري للنشر والتوزيع

حُقُوقُ الطّبع محفوظة 
الطبعةُ الأُولى:  2009م – 1431هـ 
رقم الإيداع بدار الكتب المصريّة 
3300/2009م
ISBN 
4-008-481-977-978


مكتبة الإمام البخاري  للنشر والتوزيع
القاهرة:3 درب الأتراك – خلف الجامع الأزهر 
ت: 25144073 – جوال: 3676797/012  6186114/010
[قائمةُ المحتويات] 
 مقدمة 6
المطلب الأول: مقتطفات من دعوته للتقريب ونبذ التفرق 
والتناحر بين المسلمين 11
المطلب الثاني: الوقوف على مضمون كتاب تم طبعه في إيران 14
المطلب الثالث: نقض السبحاني لعرى الوحدة والتقارب 
بين المسلمين بتبنيه لطباعة الكتاب والتقديم له 19
1ـ ثناؤه على الحميري ناظم القصيدة 19
2ـ ثناؤه على الأصفهاني الهندي شارح القصيدة 20
3ـ إظهار سروره بطباعة الكتاب وإخراجه للمسلمين 20
المطلب الرابع: إلزامه ببعض تصريحاته التي هاجم فيها مخالفيه 22
المطلب الخامس: الوقوف على بعض ما ورد في كتاب 
"كشف اللثام" الذي أثنى عليه 25
الخاتمة 33
الحقيقة الأولى 35
الحقيقة الثانية 35
المصادر والمراجع 37
ملحق بوثائق مهمة 39
[مُقَدِّمة]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: 
فإن مما تقر به عيون دعاة المسلمين ومفكريهم هو أن يوجد في هذه الأمة من يسعى إلى لمِّ شملها وجمع شتاتها لتنهض من جديد لقيادة الإنسانية وفق منهج الله –سبحانه- والعدل الربّاني المتمثل بالإسلام والذي عاشت بظل عدالته كل الديانات باحترام وأمان، ولذا فإن الذي يدعو لذلك يكون محطّ أنظار المسلمين واحترامهم؛ لأنه يسعى لإعادة مجد أمة الإسلام وعزتها، فتنعقد عليه الآمال لتوحيد المسلمين على اختلاف مذاهبهم ونبذ الخلافات فيما بينهم وجمعهم على الأخوة الإسلامية؛ ليقفوا صفّاً واحداً متماسكاً بوجه أعدائهم الذين أذاقوهم ألوان الذل والاضطهاد، ومن أجل ذلك ظهرت الصيحات من هنا وهناك بوجوب التقارب بين المذاهب الإسلامية ونبذ الخلافات كحلٍ عملي لتلافي ضعف الأمة وتمزقها، وهو أمر يسعى إليه كل مسلم غيور على دينه يؤلمه حال أمته ويمزق قلبه. 
وكان من أبزر صيحات التقريب والوحدة الإسلامية في هذا العصر هي التي نادت بالتقريب والوحدة بين أهل السنة والشيعة الإمامية الاثني عشرية، فقد أخذت مساحة واسعة من الكتابات والخطب والمحاضرات عبر المساجد والإذاعات، ولا تزال مستمرة منذ عشرات السنين. 
وكان من أبرز دعاة التقريب في الفترة الراهنة ورموزها هو مرجع الشيعة وعلامتهم ومحققهم جعفر السبحاني، الذي قلما يخلو كتاب من كتبه العقائدية والفقهية من الدعوة إلى الوحدة الإسلامية والتقريب بين السنة والشيعة ونبذ الاختلاف والتفرق والتمزق. 
ولكن على الرغم من كون دعوات التقارب فيها تجدد الأمل بلمِّ الشمل ونبذ التفرق، إلا أني وجدت في بعضها دخناً؛ لأن المرددين لها دُخَلاء كانوا من ذوي الأغراض والأهواء لتحقيق مآربهم، إذ لم يكن ترديدهم لتلك الصيحات نابعاً من ألمهم على أمة الإسلام وحالها الممزق، وإنما رددوها من أجل نشر أفكارهم وكسب أكبر عدد من المسلمين إلى الاعتقاد بمذاهبهم، مستغلين احترام المسلمين وإقبالهم –بقلوبهم وأبدانهم- على من ينادي بالتقريب، حتى إذا ما أقبل الناس عليهم بدأوا يعرضون أفكارهم ومعتقداتهم بتدرج وخفاء خطوةً خطوةً، لاسيما والغالبية العظمى من المسلمين ليس عندهم تصور وإحاطة بالمذاهب وتقويمها من حيث الاستقامة والاعوجاج، فكانت النتيجة أن تحولت صيحة التقريب عند هؤلاء إلى وسيلة- بعد أن كانت غاية بل وأمنية يحلم بها كل مسلم صادق في دينه- لاستدراج أتباع المذاهب الأخرى إلى مذهبهم. 
وخير شاهدٍ على ما أقول هو ما قام به علماء الأمامية من اتخاذهم من دعوة التقريب وسيلة لنشر معتقدهم بين صفوف أهل السنة واصطيادهم بحبائله. 
ومع أن الأمثلة على ذلك كثيرة جدّاً( ) إلا أني سأكتفي في هذه الرسالة الموجزة بأنموذج واحد فقط وهو علامتهم ومحققهم جعفر السبحاني، والذي يُعَدُّ من أبرز الشخصيات العلمية في الساحة الإمامية، ومن أبرز دعاة التقريب ورموزها في الفترة الراهنة، إذ قلما يخلو كتاب من كتبه العقائدية والفقهية من الدعوة إلى الوحدة الإسلامية والتقريب بين السنة والشيعة ونبذ الاختلاف والتفرق والتمزق، حيث ردّد صيحة التقريب كثيراً في مؤلفاته، ولكنه نقض غزله وفضح نفسه حين سلك مسلكاً يجعله من رؤوس الفتنة والداعين للفرقة حيث وجدته يطعن ضمناً بكبار صحابة نبينا ، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان –رضي الله عنهم-، عسى أن يستفيق أهل السنة ولا ينخدعوا بتلك الصيحات التي يرددها الدُّخلاء المخادعون من ذوي الأغراض المذهبية وكأنهم المعنيون بقوله تعالى: هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران119]. 
وختاماً: أسأل الله –تعالى- أن يفتح بهذه الرسالة آذاناً صمَّاً وأعيناً عُمْياً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 
عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي
تحريراً في غرة صفر 1430هـ.
    











[المطلب الأول]
مقتطفات من دعوته للتقريب ونبذ التفرق والتناحر بين المسلمين
1ـ كتب السبحاني للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي- حفظه الله تعالى- رسالة يطالبه فيها بتجنب كل الطروحات التي تثير الفتن بين المسلمين والتي يعمل الغرب على إثارتها، فقال [سماحة الشيخ: إن لكل مقام مقالاً كما يقول الحكماء، فهل يا ترى كان من المناسب في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا الإسلامية والتي تتكالب فيها قوى الاستكبار العالمي على العالم الإسلامي بأسره، أن يصدر من عالم ومفكّر إسلامي ما يثير النائرة ويشعل نار الحقد والصراع في أوساط المسلمين ممّا قد يؤدي إلى الصراع الداخلي لا سمح الله؟!... نحن نريد أن نجمّع كل قوى الأمة وندعو إلى مصالحة حتى بين الحكام والعلماء، وبين الحكّام والجماعات الإسلامية، لا داعي الآن أن نفرّق بين الأمة، الأمة يجب أن تكون صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً في ساعة الشدائد لا مجال للاختلاف ولا مجال للمعارك الجانبية، يجب أن يقف الجميع صفّاً واحداً]( ).
2ـ قال في كتابه (الإيمان والكفر) ، (ص3): [قاربوا الخطى أيها المسلمون الوحدة الإسلامية وجمع شمل المسلمين  ورَصّ صفوفهم وجع طاقاتهم على اتجاه واحد مما يتبناه كل مسلم واع له إلمام بما يجري على المسلمين في أراضيهم وعقر دارهم. ولكن الساحة الإسلامية تشاهد اليوم بعض أصحاب القلم، والصدارة قد جعلوا على عاتقهم تفريق الكلمة، وتكفير بعضهم بعضاً، وتجزئة الأمة، بدل توحيدها، وتماسك صفوفها، فلم نزل نشاهد فتوى بعد فتوى في تكفير فرقة دون فرقة وتفسيق طائفة أخرى].   
3ـ قال في كتابه (في ظل أصول الإسلام) (ص29،28): [إنّ وظيفتنا في العصر الحاضر... أن نعمل على توحيد الصف الإسلامي وذلك بأن نرجع إلى الكتاب والسنّة، وأن يحترم جميع المسلمين، المنضوين تحت لوائهما، ويُترك خلافُ كل فرقة إلى نفسها، ولا يُعدُّ ذلك فارقاً، وفاصلاً بينها وبين الفرق الأخرى]. 
4ـ قال في كتابه (الاعتصام بالكتاب والسنة) (ص7،6): [وإني أتقدم بكتابي هذا إلى حملة لواء التقريب بين المسلمين ودعاته في جميع أصقاع العالم الإسلامي وبهذه الأبيات الرائعة التي تفجرت من روح موارة تسعى لصالح تقريب المسلمين ولا تهدأ حتى تتحقق تلك الأمنية بأحسن ما يمكن –إن شاء الله تعالى- . 
فيمَ التفرقُ والكتابُ المرجعُ
قلباً إلى قلب يُضَمُّ ويُجْمَعُ 
 التفرقُ والنبيُّ 

فيمَ التفرقُ والنبيُّ محمدٌ 
ينهَى عن الصفِّ الشتيتِ ويردعُ
ُ
الوحدةُ البيضاءُ نهجُ نبيِّنا
فعلام نهجُ نبيِّنا لا  يُتبعُ 

الوحدةُ البيضاءُ صخرةُ عزّنا
فعلام صخرةُ عزِّنا تتصدَّعُ 

إنَّ الخلافَ طريقُ كلِّ مضلِّل
مهما يُزَيِّنُ قبحَه ويُرقّعُ 

الدينُ دينُ اللهِ لا دينَ الهوى
فتوَحَّدُوا بطريقه وتسرَّعُوا

يا من تُفَرِّقُنا وتنقُضُ صفَّنا 
هبطتْ عليك مصيبةٌ لا تُرْفَعُ



ونحن وجميع المؤلفين الإسلاميين كما يصفهم شاعر الأهرام، محمد حسن عبد الغني المصري: 
إنا لتجمعُنا العقيدةُ أمةً
  ويضمُّنا دينُ الهدى أتباعا

ويؤلفُ الإٍسلامُ بين قلوبنا
مهما ذهبْنا في الهوى أشياعا

***
تأملْ معي كيف يُظْهِر السبحاني نفسه بتلك الصورة المشرقة، حتى أن الذي يقرأ كلامه يشعر بأنه لن يهنأ بطعام وشراب ولا يتلذذ بنوم حتى يرى الوحدة الإسلامية متحققة بين أهل السنة والشيعة، وكم هي جميلة لو كانت نابعة من قلب صادق، ولكنه أبى إلا أن يجعلها وسيلة ماكرة وغاية خسيسة لنشر مذهبه في أوساط أهل السنة، وهذا ما سينجلي في المطالب القادمة فترقب. 
  




[المطلب الثاني]
الوقوف على مضمون كتاب تم طبعه في إيران
وهو كتاب (اللآلئ العبقرية في شرح العينية الحميرية) والذي هو عبارة عن قصيدة نظمها الشاعر الحميري وهو إماميُّ المعتقد وقام بشرحها علامتهم ومحققهم الأصفهاني الهندي. 
وقد اطلعت على الكتاب بعجالة فوقفت على أبيات تطعن بكبار صحابة نبينا  والتي أكد مدلولها شارح القصيدة من خلال تصريحه بكونهم المرادين بتلك الأبيات النابعة من الحقد والطعن بهم، وحتى يتكون لدى القارئ تصور عام عن محتوي القصيدة سأنقل بعض الأبيات الطاعنة بهم، وكما يلي: 
يقولُ والأملاكُ من حَوْله
واللهُ فيهِمْ شاهِدٌ يسْمَعُ

مَنْ كُنْتُ مَولاهُ فهذا لَهُ 
مَوْلى فَلَم يَرضُوا وَلَمْ يَقْنَعُوا

فاتّهمُوُه وخَبَتْ فيهِمُ 
على خلافِ الصّادق الأضلُعُ 

وظلّ قومٌ غاظَهُمْ فِعلُهُ 
كأنّما آنافُهُم تُجْدَعُ
حَتّى إذا واروهُ في قَبْرِهِ
وانْصرفُوا عَنْ دَفْنِهِ ضَيّعوا

ما قالَ بالأمسِ وأوصى بهِ 
واشتَرَوا الضرَّ بما ينفعُ

وقطَّعوا أرحامَهُ بَعدَهُ
فسوفُ يُجزَون بَما قَطَّعوا

وأزمَعُوا غدراً بمولاهُمُ
تَبّاً لما كان بِه أزمَعُوا

لا هُمْ عَلَيْهِ يَرِدُوا حَوضَهُ 
غداً ولا هُو فِيهم يشفعُ

إذا دَنَوا منه لِكَيْ يَشْرَبُوا
قيلَ لَهُمْ تَبّاً لَكُمْ فَارْجِعُوا

دُونَكُمْ فالْتَمِسُوا مَنْهلا
يرويكُم أو مَطْعَما يُشبعُ

هذا لمَنْ والى بني أحمدٍٍ
وَلَمْ يَكُنْ غَيْرَهُم يُتْبَعُ

فالفوزُ للشّاربِ من حوضِهِ
وَالويلُ والذلُّ لِمَنْ يُمْنَعُ

والناسُ يومَ الحشرِ راياتُهم 
خمسٌ فمنها هالِكٌ أربَعُ

فرايَةُ العِجْل وفِرعَونُها 
وسامِريُّ الأُمّةِ المُشنَعُ

ورايةٌ يَقدِمُها أدلَمُ
عَبدٌ لِئيمٌ لُكَعٌ أكوَعُ

ورايةٌ يقدِمُها حبتَرٌ 
للزُّورِ والبُهتانِ قدْ أبدعُوا

ورايةٌ يَقْدِمُها نَعْثَلٌ 
لا بَرَّدَ اللهُ لَهُ مَضْجَعُ

أربعةٌ في سَقَر أُودِِعُوا
ليسَ لَهُمْ مِنْ قعرِها مَطْلَعُ

ورايةٌ يَقْدِمُها حَيدَرٌ
وَوَجْهُهُ كالشَّمس إذ تَطْلَعُ

فتأمل كيف سوَّل له الحقد الأسود الذي ملأ قلبه تجاه صحابة نبينا  -أولئك الذين أقاموا صرح الإسلام بدمائهم وتضحياتهم- حتى صورهم بعصابة متكالبة على الدنيا، نهجها التآمر  والمكر بنبينا  وعلي –رضي الله عنه-، ثم يختم حقده بالحكم عليهم بدخول جهنم دار الكفرة الأشقياء والعتاة المجرمين كأمثال فرعون وهامان وأبي جهلّأَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [الأنعام:31].
ثم يأتي شارحها ليعلن بلسان الحال أن الحقد على صحابة النبي وتكفيرهم ليس عقيدة اختص بها المتقدمون من علماء الشيعة، بل لا يزالون يتوارثونها جيلاً بعد جيل حتى قيام الساعة، وذلك حين بيَّن بكل وقاحة وحقد وقلة أدب أن المقصودين بتلك المطاعن هم صحابة نبينا  وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان –رضي الله عنهم-، وإليك بعض تصريحاته: 
1ـ قال (ص497): [ودعاهم إلى اتباع العجل أي أبو بكر...]. 
2ـ كرَّر نفسَ الطعن حين صرَّح بأن المراد بالعجل هو الخليفة الأول، فقال (ص495): [والمراد بالعجل: الأول لأنه كما وصى موسى –صلوات الله على نبينا وآله وعليه- قومه باتباع أخيه هارون واستخلفه على قومه فلم يقبلوا وصيته ورفضوا اتباع وصيه وخليفته وعبدوا العجل، كذلك أمة نبينا- صلوات الله عليه وآله- رفضوا اتباع أخيه ووصيه وخليفته عليهم واتبعوا أبا بكر، وقد مضى الدلالة عليه في خبر غدير خم فتذكر]. 
3ـ اعترف بأن المراد بفرعون هو أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- ، فقال (ص497): [والمراد بالفرعون هنا كما هو الظاهر أبو بكر أيضاً لعتوه وتغلبه على الوصي وادعائه منصبه لنفسه كما ادعى فرعون موسى لنفسه الإلهية].  
4ـ وصف فاروق الإسلام عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بأن السامري الذي أضل أمة موسى – عليه السلام - فدعاهم لعبادة العجل، فقال (ص497) :["السامري": رجل منافق كان في بني إسرائيل أغواهم بعبادة العجل كما حكيت قصته في التنـزيل والأخبار والآثار ... والمراد به هنا عمر بن الخطاب على ما نطق به الخبر الماضي؛ لأنه أغوى أمة نبينا –صلوات الله عليه وآله – ودعاهم إلى اتباع العجل أي أبو بكر...]. 
5ـ قال (ص498) [ويجوز أن يكون أبو موسى سامريَّ الذين كانوا في عهد أمير المؤمنين- صلوات الله عليه- وأبو بكر، أو عمر سامريّاً لجميع الأمُة]. 
6ـ قال (ص503،502):["النعثل" الذّكَر من الضباع، والشيخ الأحمق... والمراد به في البيت عثمان بن عفّان؛ لأنّه كان يقال له ذلك... والمشهور في سببه أنّه كان يشبّه بالرجل المصري أو الأصبهاني لطول لحيته. وأمّا الناظم وأضرابه رحمهمُ الله فيجوز أن يريدوا بذلك كونه أحمق، وأن يريدوا تشبيهه بالضبعان لحمقه أو لعظم بطنه؛ لأّنه كان لا يشبع من حُطام الدنيا وأسحاتها]. 
7ـ قال (ص512): [وراية منها أو أصحاب راية يتقدّمها أو يتقدّمهم عثمان الذي هو كالنعثل أو كنعثل لا برّدَ الله ضجعاً أو له ضجعة]. 
8ـ (ص526،525): [فقال أبو ذر –رحمة الله عليه- ... ألستم تشهدون أنّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حدّثنا أنّ شرّ الأوّلين والآخرين اثنا عشر: ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين. 
ثم سمّى من الأوّلين: ابن آدم النبيّ، الذي قتل أخاه، وفرعون وهامان، وقارون، والسامري، والدجّال اسمه في الأوّلين ويخرج في الآخرين. وسمّى من الآخرين ستّة: العجل وهو عثمان، وفرعون وهو معاوية، وهامان وهو زياد بن أبي سفيان، وقارون وهو سعد بن أبي وقاص، والسامري وهو عبد الله بن قيس أبو موسى]. 
هذه مقتطفات يسيرة وقفت عليها على عجالة مما ورد في ذاك الكتاب الدال على امتلاء قلب صاحبه الشيعي الإمامي بالحقد واللعن لكبار صحابة نبينا . 
  

http://alburhan.com/main/articles.aspx?article_no=3668#.VDM34GeSySo









[المطلب الثالث]
نقض السبحاني لعرى الوحدة والتقارب بين المسلمين بتبنيه لطباعة الكتاب والتقديم له 
بعد أن أتقن دور الحريص على وحدة الأمة الإسلامية حتى صار من رموز دعاة التقريب، نكص على عقبيه وضرب بتلك التصريحات عرض الجدار معلناً بلسان الحال أنّها لغرض تسويق المذهب ونشره بين صفوف أهل السنة ولم تكن نابعة من ألمه على حال الأمة الممزّق ولا حرصه على التقريب والوحدة بين المسلمين، وذلك من خلال تقديمه للكتاب الممتلئ بالحقد والطعن بصحابة نبينا  وثنائه على كل من ناظم القصيدة وشارحها، وإليك بعض المواضع التي وقفتُ عليها في هذه العجالة: 
1ـ ثناؤه على الحميري ناظم القصيدة: 
أـ قال (ص11): [ومن هذه الطليعة الشاعر المفلق المكْثر لثناء أهل البيت السيد الحِمْيَرِيُّ الذي نحن بصدد التقديم له]. 
ب ـ قال (ص39): [شرحها غير واحد من المحقّقين والأُدباء، كما اعتنى بها أئمّة أهل البيت- عليهم السَّلام- بالسماع، ودعوة الآخرين إلى سماعها وحفظها كما سيوافيك]. 
ج ـ قال (ص40): [قد كان لقصيدته العينية التي نحن بصدد التقديم لها دويّ واسع في المجتمع الإسلامي، وهذا هو الإمام الصادق – عليه السّلام- يُشيد بهذه القصيدة ويضرب ستراً لتسمعها النساء]. 
د ـ قال (ص43): [ إلى هنا تم ما كنّا نرمي إليه من ترجمة سيد الشعراء السيد إسماعيل الحميري، وما يرجع إلى قصيدته العينيّة]. 
2ـ ثناؤه على الأصفهاني الهندي شارح القصيدة: 
أ ـ قال (ص43): [قام بشرح القصيدة العينية نابغة عصره وفريد دهره أبو الفضل بهاء الدين محمد بن الحسن الأصفهاني المشهور بالفاضل الهندي (1062-1137هـ) مؤلف الموسوعة الفقهية الضخمة المسماة بـ "كشف اللثام عن قواعد الأحكام" إلى غير ذلك من الآثار العلمية]. 
ب ـ قال (ص46): [ إلى أن وصلت النوبة إلى الشارح تاج المحقّقين والفقهاء فخر المدققين والعلماء الفاضل الهندي، وبكتابه هذا حفظ التراث الفقهي الاجتهادي]. 
ج قال [ص46،45): [هذا ولكن الذي يدل على نبوغ مؤلفنا الشارح هي الآثار العلمية التي تركها للأجيال الآتية، فإنّ كتابه "كشف اللثام" آية نبوغه في الفقه وبراعته في الاستنباط. ويكفي في قيمة هذا الكتاب ما نقله المحدّث القمي، عن أُستاذه المحدث النوري، عن شيخه الشيخ عبد الحسين أنّ صاحب الجواهر كان يعتمد على كتاب "كشف اللثام" على نحو لا يكتب شيئاً من موسوعته إلاّ بعد الرجوع إلى ذلك الكتاب]. 
 3ـ إظهار سروره بطباعة الكتاب وإخراجه للمسلمين: 
أـ توجه إلى الله –تعالى- بالحمد ليس على إنجاز مشروع طباعته فحسب، بل ونشره في الأوساط الإسلامية، قال (ص52) [نحمده سبحانه على إنجاز هذا المشروع ونشره في الأوساط الإسلامية]. 
وهذا العبارة بحد ذاتها كافية في فضحه وبيان خبث سريرته تجاه الصحابة؛ لأنه حمد الله –تعالى- على طبعه ونشره في الأوساط الإسلامية، ويعلم كل عقلاء المسلمين أن نشر مثل هذا الكتاب يقضي على أمل الوحدة إلى يوم القيامة ويشعل فتيل الفتنة الطائفية، لم حواه من مطاعن بحق خيرة رجالات الأمة الإسلامية ورمز فخرها وعزَّها. 
ب ـ قال (ص11 في معرض التعريف بالكتاب): [وهذا هو الذي يزقّه الطبع إلى القرّاء الكرام]. 
هكذا يعلنها بكل جرأة ووقاحة واستهانة بمشاعر المسلمين حتى صوَّر الأمر كأنه بشرى يزفها للقراء بنشره مثل هذا الكتاب الممتلئ بالطعن على أصحاب رسول الله  وتكفيرهم. 
فهل بقي للتقريب معنى غير الخداع والضحك على الذقون؟! 
  





[المطلب الرابع]
إلزامه ببعض تصريحاته التي هاجم فيها مخالفيه
أـ اعترف بأن التقديم للكتاب متضمن لتبني المُقدِّم لأفكار الكتاب، حيث قال في كتابه (حوار مع الشيخ صالح بن عبد الله الدوريش) (ص8): [والرسالة وإن لم تكن بقلم الشيخ بحسب الظاهر، ولكن التقديم لها حاكٍ عن تأييده الضمني للأفكار والمضامين المطروحة فيها، فكأن الشيخ نطق بها بلسان الحال لا بلسان المقال، ولأجل ذلك اتخذناه طرفاً للحوار]. 
وهذا ينطبق عليه تماماً، فحاله كمن ذبح نفسه بيديه، فيشمله هذا الحكم بتأييده الضمني لكل ما ورد من طعن وتكفير لصحابة النبي  ، وعليه يمكن القول أن جعفر السبحاني طعن بالصحابة الكرام والخلفاء الراشدين، وإليك بعض مطاعنه بحقهم. 
1ـ قال عن أبي بكر بأنه عجل هذه الأمة وفرعونها. 
2ـ قال عن عمر بأنه سامريُّ أمة محمد ، تشبيهاً له بالسامريّ الذي أضل أمة موسى –عليه السلام- بعبادة العجل. 
3ـ قال عن عثمان بأنه عجل أمة محمد ، تشبيهاً له بالعجل الذي عبدته أمة موسى –عليه السلام- وظلت به. 
4ـ وصف عثمان ذي النورين بأنه النعثل، ومراده أن عثمان - وحاشاه- الشيخ الأحمق.
5ـ دعى على عثمان بما يفضح الأضغان التي تكنها صدورهم لأصحاب نبينا ، فقال: [لا بَرَّد الله ضجعاً له أو له ضجعة]. 
6ـ تخرص بكون مصيرهم هو سقر دار الأشقياء، حيث قال بحقهم في القصيدة: [أربعةٌ في سقر أُودعوا]. 
7ـ زعم أن الشر الناس على وجه الأرض في تاريخ البشرية هم اثنا عشر، ستة من الأولين وستة من الآخرين، ومن الآخرين كل من عثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص وأبو موسى الأشعري. 
فكل هذه المطاعن تفوه بها –بلسان الحال- داعيةُ الشيعة للتقريب (!) ليكشف لنا عن تبنيه تلك العقيدة التكفيرية لأصحاب رسول الله ، ويفضح نفسه بزيف دعاوى التقريب التي طالما رددها. 
(ب) عندما طُبع كتاب في مصر فيه رد على السبحاني، راح يستنكر كيف يقدم له شيخ أزهري حيث قال: [وأخيراً نشر كتاب في موطنكم مصر العزيزة في نقد رأيي الفقهي حول مسألة" الصلاة خير من النوم" امتلأ الكتاب بالسب والشتم والكلام القاذع والافتراء و... ومن العجب أن يقدّم لهذا الكتاب أستاذ من الأزهر هو الدكتور محمد عبد المنعم البري وهو عميد مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، ورئيس جبهة علماء الأزهر] ( ). 
ونحن بدورنا نقول: ومن العجب أن يقدم لهذا الكتاب جعفر السبحاني الذي يُعَدُّ من كبار مراجعهم وأبرز رموزهم في دعوة التقريب؟!..
ج ـ استنكر على من يطبع وينشر الكتب التي تطعن بالمسلمين وتشق عصا الوحدة، حيث قال في كتابه (حوار مع الشيخ صالح بن عبد الله الدرويش) (ص58): [كيف يطيب لكم إخراج هذه الكتب وطبعها ونشرها وقراءتها].
فإن كان الاستنكار يتوجه لمن طبع تلك الكتب ونشرها، فكيف بمن زاد على طباعتها ونشرها إظهاره الفرح والسرور، فتراه يزفٌّ خبر طباعته ونشره! بل وراح يحمد الله- تعالى- لتوفيقه له على نشره في الأوساط الإسلامية! حيث قال: [وهذا هو الذي يزفّه الطبع إلى القرّاء الكرام... نحمده سبحانه على إنجاز هذا المشروع ونشره في الأوساط الإسلامية]، فلا شك أنه يستحق ما هو أشد من الاستنكار من توبيخ وتسفيه وتحقير. 
  




[المطلب الخامس]
الوقوف على بعض ما ورد في كتاب
"كشف اللثام" الذي اثنى عليه
إن كتاب (كشف اللثام عن قواعد الأحكام) يعتبر من أهم الكتب الفقهية المعتمدة في مذهب الإمامية، ورغم كونه كتاباً فقهياً إلا أني وقفت فيه على مواضع جسدت الحقد والتكفير لكل من عداهم من المسلمين، وهو برهان جلي ودليل قطعي على تجذر الحقد والتكفير لباقي المسلمين؛ لأنه لم يُذكر في كتاب روايات كي يخضعوا مروياته للجرح والتعديل، بل هو في كتاب أثبت فيه الأحكام التي يعتقدها ويراه حجة بينه وبين الله –تعالى- يتعبده بها ومن ثم يتبعه الشيعة في التعبد بها، وقبل أن أستعرض بعض المواضع التي وقفت عليها، رأيت من الضروري بيان مصطلح "المخالف" الذي شمله بتلك الأحكام التكفيرية الأثيمة، ومن خلال استعراض نصوص العلماء لبيان معناه تبين أن المراد به جميع المسلمين ما عدا الشيعة الإمامية. 
وممن صرح بذلك: 
1ـ يقول محمد كلانتر محقق كتاب اللمعة الدمشقية: [المخالف وهو غير الاثني عشري من فرق المسلمين] ( ).  
2ـ صرح آيتهم العظمى المعاصر محمد سعيد الحكيم- الذي يقطن النجف الآن –بمعنى مصطلحي- "العامة" و"المخالفين" بأنهم الذين يتولَّون الشيخين أبا بكر وعمر –رضي الله عنهما- ويعتقدون بشرعية خلافتهما، بمعنى آخر أن المخالفين والعامة هم أهل السنة بجميع فرقهم ومذاهبهم، فقال ما نصه: [الظاهر أن المراد بالعامة المخالفون الذين يتولون الشيخين ويرون شرعية خلافتهما على اختلاف فرقهم؛ لأن ذلك هو المنصرف إليه العناوين المذكورة في النصوص] ( ). 
3ـ قال آيتهم العظمى وزعيم حوزتهم العلمية محمد رضا الكلبايكاني جواباً على سؤالٍ ما نصه: [من هو المخالف، هل هو من خالف معتقد الشيعة في الإمامة أو من خالف بعض الأئمة ووقف على بعضهم، فيدخل في ذلك الزيدية وغيرهم، وهل حكم المخالف حكم "الخارج والناصب والغالي" أم لا ؟. 
باسمه تعالى: [المخالف في لساننا يطلق على منكر خلافة أمير المؤمنين- عليه السلام- بلا فصل( )، وأما الواقف على بعض الأئمة –عليهم السلام- فهو وإن كان معدوداً من فرق الشيعة إلا أن أحكام الاثني عشرية لا تجري في حقه]( ). 
وبعد الوقوف على مرادهم من معنى المخالف- وهو جميع المسلمين، ما عدا الشيعة الإمامية- آن لنا أن نستعرض بعض المواضع التي صرح فيها بعقيدته التكفيرية لجميع المسلمين وهي كما يلي: 
1ـ بيّن عدم اعتدادهم بأذان غير الإمامي من باقي المسلمين؛ لأنّه – في عقيدتهم التكفيرية- غير أُمناء ولا أخيار، فقال: [قلت: ويشترط الإيمان، فلا عبرة بأذان غير الاثني عشري وإن وافق أذانهم؛ لأنهم ليس أميناً، ولا من الخيار]( ).
2ـ بيّن كيفية صلاتهم على جنازة كل من الإمامي- عبَّر عنه بالمؤمن( )- وغيره من المسلمين بالدعاء له إن كان شيعيّاً إماميّاً ولعنه إن كان منافقاً، ثم بين بأن المقصود من المنافق هم مخالفوهم من سائر المسلمين، فقال: [ثم الدعاء للميت إذا كان مؤمناً (ولعنه إن كان منافقاً) أي مخالفاً، كما في المنتهي والسرائر والكافي والجامع، وبمعناه في الغنية والإشارة من الدعاء على المخالف]( ).
هكذا يكشف عن معتقده التكفيري الأسود بلعنه لأموات المسلمين في صلاة الجنازة. 
3ـ بحث تغسيل أموات المخالفين مستخدماً أقبح العبارات وأشنعها بحقهم، وإليك بيانها( ) في عدة فقرات. 
أ ـ ذكر خلافهم حول وجوب تغسيل المخالف وعدمه، ثم رجَّح القول بالحرمة إذا كان المقصود إكرامه، فقال: [ويجب تغسيل كل مظهر للشهادتين وإن كان مخالفاً) للحق (عدا الخوارج والغلاة) كذا في التحرير والإرشاد أيضاً، ولم أر موافقاً له في التنصيص على وجوب تغسيل المخالف. ونص المفيد على الحرمة لغير تقية، وهو الوجه عندي إذا قصد إكرامه لنحلته أو لإسلامه، وحينئذٍ لا استثناء لتقية أو غيرها) أي أنه يرى حرمة غسل المخالف إذا كان بقصد إكرامه، فماذا أبقى لهم بالله عليكم من حقوق الأخوة؟!. 
ب ـ بَيَّن أهم الأسباب التي تبيح غسلهم –بعد أن صرح بحرمته- وهو عند حضور المخالفين حتى لا يعرفوا بأن الإمامية لا يغسلون أمواتهم فينفروا عنهم، فقال: [ومن التقية هنا حضور أحد من أهل نحلته، فإن الغسل كرامة للميت، ولا يصلح لها غير المؤمن، وإنما يجب إذا حضر أحد من أهل نحلته لئلا يشيع عندهم أنا لا نغسل موتاهم فيدعو ذلك إلى تعسر تغسيلنا موتانا أو تعذره]. 
ج ـ ذكر المقاصد التي يكون بها التغسيل مباحاً أو مكروها أو حراماً، فقال: [وبالجملة فجسد المخالف كالجماد لا حرمة له عندنا، فإن غُسِّل كغسل الجمادات من غير إرادة إكرام لم يكن به بأس( )، وعسى أن يكون مكروهاً لتشبيهه بالمؤمن، وكذا إن أريد إكرامه لرحم أو صداقة ومحبة، وإن أريد إكرامه لكونه أهلاً له لخصوص نحلته أو لأنها لا تخرجه عن الإسلام والناجين حقيقة فهو حرام، وإن أريد إكرامه لإقراره بالشهادتين احتمل الجواز]. 
فتأمل- وفقك الله- كيف نطق بكل هذا الحقد والضلال بحق أموات أهل السنة حتى صارت أجسادهم- في ضوء عقيدته التكفيرية- كالجماد لا حرمة لها عنده فلا يجوز أن يُغسَّلوا بنية إكرامهم، وإنما يجوز إذا نوى تغسيلهم كما يغسِّل الجمادات كالبيت أو السيارة !!. 
فهل بقي هناك أمل للتقارب والتآخي وهم لا يرون حرمة لأجسادنا؟!.
4ـ صرَّحَ ببشاعة معتقدهم التكفيري لسائر المسلمين بكل جلاء ووضوح ليُخرس الألسنة الكاذبة المخادعة التي تنفي عن الشيعة تكفيرهم لباقي المسلمين، وذلك في عدة عبارات، إليك نصُّها: 
أ ـ أكّد أن كفر باقي المسلمين قد ثبت عندهم بأدلة العقل والنقل، حيث قال: [ودلالة عقلاً ونقلاً على أن غير الإمامية الاثني عشرية كفار لكن أجري عليهم أحكام المسلمين تفضلاً علينا كالمنافقين]( ). 
ب ـ نقل رواية معلقاً عليها بكون طهارة سائر المسلمين هي من باب التخفيف عن الشيعة لكونهم كفاراً في الحقيقة، فقال: [سألوا الباقر –عليه السلام- عن شراء اللحم من الأسواق ولا يدرون ما صنع القصابون؟ فقال: كُلْ إذا كان في سوق المسلمين ولا تسأل عنه. مع أن عامة أهل الأسواق في تلك الأزمان كانوا من العامة... ويمكن أن يكون الإباحة من السوق تخفيفاً من الشارع وامتنانا على المؤمنين، كما حكم بطهارة العامة مع كونهم من المنافقين الذين هم أشد الكفار كفراً لذلك] ( ).
ج ـ كرَّر بيان تكفيرهم لسائر المسلمين وأن وجه تعاملهم معهم كتعاملهم مع المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله، فقال: [(والمسلمون يتوارثون وإن اختلفوا في المذاهب) لعموم الأدلة والاشتراك في الإقرار بالشهادتين الموجب للمعاملة معهم كما يعامل مع المسلمين وإن كانوا منافقين] ( ). 
وبعد هذه الجولة السريعة في هذا الكتاب( )، الطافح بالحقد والتكفير لجميع المسلمين. 
تعال معي -أخي القارئ الكريم- لنعيد النظر بثناء جعفر السبحاني- الممثل لدور داعية التقريب- على كل من المؤلف والكتاب، وكما يلي: 
1ـ قال (ص43): [قام بشرح القصيدة العينية نابغة عصره وفريد دهره أبو الفضل بهاء الدين محمد بن الحسن الأصفهاني المشهور بالفاضل الهندي (1062-1137هـ)، مؤلف الموسوعة الفقهية الضخمة المسماة بـ "كشف اللثام عن قواعد الأحكام" إلى غير ذلك من الآثار العلمية]. 
2ـ قال (ص46): [إلى أن وصلت النوبة إلى الشارح تاج المحقّقين والفقهاء فخر المدققين والعلماء الفاضل الهندي، وبكتابه هذا حفظ التراث الفقهي الاجتهادي]. 
3ـ قال (ص47): [وقبل أن ننوه بهذا الشرح ومميزاته أود أن أُشير إلى بعض الكلمات التي قيلت في حقّه من قبل العلماء: (يقول المحقق الشيخ أسد الله التستري (المتوفّى عام 1237هـ) ومنهم الأصفهاني المحقّق المدقق، التحرير الفقيه، الحكيم المتكلم، المولى بهاء الدين محمد بن الحسن الأصفهاني الشهير بالفاضل الهندي... وكان مولده سنة 62 بعد الألف ونشؤه في بدو حاله وصغره في بلاد الهند ولذا نُسب إليها وجرت له فيها مع المخالفين مناظرة في الإمامة معروفة على الألسنة]. 
4ـ قال (ص46): [إنّ الآثار الجلائل التي تركها شيخنا المؤلف تعرب عن تضلعه في أكثر العلوم الإسلامية، لاسيما في الفقه والأُصول والأدب العربي. 
5 ـ قال (ص46،45): [هذا ولكن الذي يدل على نبوغ مؤلفنا الشارح هي الآثار العلمية التي تركها للأجيال الآتية، فإنّ كتابه "كشف اللثام" آية نبوغه في الفقه وبراعته في الاستنباط، ويكفي في قيمة هذا الكتاب ما نقله المحدّث القمي، عن أُستاذه المحدث النوري، عن شيخه الشيخ عبد الحسين أنّ صاحب الجواهر كان يعتمد على كتاب "كشف اللثام" على نحو لا يكتب شيئاً من موسوعته إلا بعد الرجوع إلى ذلك الكتاب]. 
وهكذا إلى تجلى لنا زيف دعاوي الشيعة للتقريب بسقوط القناع الذي أخفى تحته الطعن والحقد والتكفير لكبار صحابة نبينا  وخيرة رموز أمتنا الإسلامية وهم أبو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم، والذي تفوه به –بلسان الحال- لنستحضر معاً قول ربنا –جل وعلا:  أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ  [محمد 29].  
  



[الخاتمة]
إن الغرض من هذه الجولة السريعة هو الوقوف على مدى مصداقية دعاوي التقريب التي ينادي بها الشيعة ليلاً ونهاراً عن طريق استعراض تصريحات علامتهم جعفر السبحاني بجعله أنموذجاً واقعيّاً( )، والتي كشفت لنا عن حقيقتين في غاية الخطورة والأهمية وهما: 
الحقيقة الأولى: 
زيف دعاوي التقريب التي يرددونها، بعد تفوُّهِهم بكل هذا الحقد في كتاب يفرحون بنشره في أوساط المسلمين، وقد طرق ذهني خاطرٌ حرِيُّ بنا أن نقف عنده، وهو إن كان هذا الحقد والطعن والتكفير لصحابة رسول الله  هو المُعلَن عنه فقط، فما بالك ببشاعة ما أخفوه عنا، والذي عبَّر عنه ربنا –جل وعلا- حين قال: قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران:118]. 
الحقيقة الثانية: 
إصرارُهم على تبنِّي عقيدة التكفير وعدم استعدادهم لرفع اليد عنها، فلا يتوَهَّم بسطاءُ المسلمين أنها كانت عقيدة يتبناها المتقدمون ثم تبرأ –منها المتأخرون، بل هي عقيدة متوارثة جيلا بعد جيل،يُسلِّمُها المتقدم للمتأخر سوداء كالحة- رافضين وبضرِس قاطع التقارب والتآخي مع باقي المسلمين- بدليل أن ناظم القصيدة من جيل المتقدمين، ثم يأتي شارحها وهو من القرن الثاني عشر الهجري ليُعلن تنبيه لتلك العقيدة، ثم يأتي المُقدِّم وهو معاصرٌ لا يزال على قيد الحياة وله مكانة كبيرة عندهم( )، مع إقامته في إيران الدولة الداعية للتقريب متخذة منها وسيلة لنشر معتقدها، وليس غاية لجمع الكلمة ونبذة التفرق – ليؤكد وراثته لتلك العقيدة عن طريق تقديمه للكتاب وتأييده الضمني له ونطقه به –بلسان الحال- وإظهاره الفرح والسرور بنشر مثل هذا الكتاب في الأوساط الإسلامية حتى وصف طباعته بالبشرى التي راح يزفّها للمسلمين. 
هذا أهم ما أردت تسليط الضوء عليه في هذه الرسالة العاجلة، لعل الله -تعالى- يبصِّر بها المخدوعين بها فيميزوا بين الصادقين والدُّخلاء من ذوي الأغراض المشبوهة في ترديدهم لدعوة التقريب بين المسلمين. 
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
  

[المصادر والمراجع]
1ـ اللآلئ العبقرية في شرح العينية الحميرية: بهاء الدين الأصفهاني، الشهير بالفاضل الهندي، الطبعة الأولى،1421هـ، اعتماد- قم. 
2ـ حوار مع الشيخ صالح بن عبد الله الدرويش: جعفر السبحاني- مؤسسة الإمام الصادق، الطبعة الأولى، 1423هـ، اعتماد- قم. 
3ـ الإمامة: مرتضى مطهري، ترجمة جواد علي كسار، مؤسسة أم القرى، الطبعة الأولى، ذو القعدة 1417هـ. 
4ـ مرجعية المرحلة وغبار التغيير: جعفر الشاخوري، دار الأمير، الطبعة الثالثة، 1421هـ. 
5ـ في ظل أصول الإسلام: جعفر السبحاني، الناشر مؤسسة الإمام الصادق- قم، 1410هـ. 
6ـ الإيمان والكفر: جعفر السبحاني، مؤسسة الإمام الصادق- قم. 
7ـ الاعتصام بالكتاب والسنة: جعفر السبحاني، مؤسسة الإمام الصادق- قم، إيران. 
8ـ مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدورة (14)، العدد (14) (4/402). 
9ـ كشف اللثام: بهاء الدين الأصفهاني، الشهير بالفاضل الهندي، الطبعة الأولى 1416هـ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم. 
 10ـ الفصول المهمة في تأليف الأمة: عبد الحسين شرف الدين الموسوي، الناشر: قسم الإعلام الخارجي المؤسسة البعثة- طهران، الطبعة الأولى. 
11ـ كتاب الطهارة: الخميني، مطبعة الآداب- النجف، 1970م.  
  








[ملحق بوثائق مهمّة]
قائمة بالوثائق
ـ صورة المجلد الثالث من كتاب الطهارة للخميني 40
ـ صورة صفحة العنوان للمجلد الثالث من كتاب  
الطهارة للخميني 41
ـ صورة الصفحة 457 من المجلد الثالث من كتاب 
الطهارة للخميني 42
  























































 [رسائلٌ تُراثيةٌ وعلميةٌ]
صدر منها حتى الآن: 
1ـ سعادة الدارين بشرح حديث الثقلين. تأليف: عبد العزيز ولي الله الدهلوي، ت: 1239هـ. ترجمه وعلق عليه: محمود شكري الآلوسي. تحقيق: عبد الرحمن صالح المحمود الشافعي. 
2ـ الأجوبة البندينجية على الأسئلة اللاهورية. تأليف: أبي الهدى عيسى البندنيجي البغدادي، ت: 1283هـ. تحقيق:      عبد الرحمن صالح المحمود الشافعي. 
3ـ عودة الصفويين. تأليف: عبد العزيز صالح المحمود الشافعي. 
4ـ الرد على الرافضة، أو القضاب المشتهر على رقاب ابن المطهر. رسالة في الرد على علامة الشيعة في وقته ابن مطهر الحلي. تأليف: العلامة اللغوي مجد الدين الفيروز آبادي، ت:817هـ. تحقيق: عبد الرحمن صالح المحمود الشافعي. 
5ـ النكت الشنيعة في الخلاف بين الله والشيعة. تأليف: العلامة صبغة الله الحيدري. تحقيق: عبد الرحمن صالح المحمود الشافعي. 
6ـ جزء فيه حديث الموالاة: (من كنت مولاه فعليٌ مولاه) المعروف بحديث الغدير. تأليف: عبد الفتاح محمود سرور. 
7ـ طهارة المسلمين عند الشيعة بين إشراقة الظاهرة وبشاعة الباطن(ملحق بوثائق مهمة) تأليف: عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي. 
8ـ زيف دعاوي الشيعة للتقريب: مرجعهم وعلامتهم جعفر السبحاني أنموذجاً. تأليف: عبد الملك بن عبد الرحمن الشافعي. 
  

===============

الأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية
http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=14783
جبهة علماء الازهر
http://alsrdaab.com/vb/archive/index.php/t-7756.html

طهارة المسلمين عند الشيعة بين إشراقة الظاهر وبشاعة الباطن

http://alburhan.com/articles.aspx?id...20&links=False



زيف دعاوي الشيعة للتقريب

http://alburhan.com/articles.aspx?id...=5&links=False




التشيع مذهب إسلامي أو تنظيم سياسي

http://alburhan.com/articles.aspx?id...=5&links=False

بارك الله في الشيخ عبد الملك وجزاه الله خير على مايقدم لنا من كتب مهمه وقويه تفضح دين الرافضه

الفرق بين اهل السنة و الشيعة الاثنا عشرية الرافضة
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=135509
أقوال أئمة الإسلام في الرافضة بالإجماع كفروهم
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=73287

طعن الروافض في محمد صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=167349
أقوى بيان من الأزهر ضد الاعتداءات الشيعية على الصحابة فكر شيطاني وفحش الفكرى
http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=46371

http://alsrdaab.com/vb/archive/index.php/t-60497.html























































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق