الأحد، 12 أكتوبر 2014

منهج الإمام أحمد في تصنيف المسند

الكـــــــلام عــــن كتــــــاب " المسنـــــــــد "



منهج الإمام أحمد في تصنيف المسند :-

(1) رتبه على أساس الأسبقية إلى الاسلام ، فبدأ بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة ، ثم بمسانيد أهل البيت ومسند بني هاشم ، ثم مسانيد ابن مسعود وابن عمرو وأبي هريرة وأنس ، ثم يتلو ذلك مسند المكيين ثم مسند المدنيين فمسند الشاميين ومسند الكوفيين ومسند البصريين 0


(2) يذكر كلمة " مسند " كعنوان ، فيقول مثلاً " مسند أبي بكر " ثم يضع تحته الأحاديث المتنوعة التي رواها هذا الصحابي دون مراعاة لموضوعاتها ، فتجد حديثاً في الإيمان إلى جوار حديث في البيوع إلى جوار ثالث في الحدود وهكذا 0


(3) استوعب الإمام أحمد في مسنده الكثير من الصحف الحديثية كصحيفة همام بن منبه المسماة بالصحيفة الصادقة التي رواها عن أبي هريرة ورواها عنه معمر بن راشد ورواها الرواة عن معمر 0


عدد أحاديث المسند :-
اشتمل المسند على أربعين ألف حديث بالمكرر وثلاثين ألف من غير المكرر وقد انتقاها الإمام أحمد من بين سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حفظها 0

ومع اشتمال المسند على هذا العدد الضخم من الأحاديث إلا أنه لم يستوعب الأحاديث النبوية كلها ، بل فاته منها الكثير ، يقول الحافظ ابن كثير "         لا يوازي مسند أحمد كتاب مسند في كثرته وحسن سياقاته وقد فاته أحاديث كثيرة جدا بل قيل إنه لم يقع له جماعة من الصحابة الذين في الصحيحين قريبا من مائتين " 0 (1)



أقســــــام المسنــــــــــد :-
بين الشيخ المحدث أحمد البنا الساعاتي أن المسند ينقسم إلى ستة أقسام وهي :-
1- قسم رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه سماعاً منه ، وهو كبير جداً يزيد على ثلاثة أرباع الكتاب 0

2- قسم سمعه عبد الله من أبيه ومن غير أبيه ، وهو قليل جداً 0

3- قسم رواه عن غير أبيه ، وهو المسمى عند المحدثين بزوائد عبد الله ، وهو كثير بالنسبة للأقسام كلها عدا القسم الأول 0

4- قسم قرأه عبد الله على أبيه ولم يسمعه منه 0

5- قسم لم يقرأه ولم يسمعه ولكنه وجده في كتاب أبيه بخط يده 0

6- قسم رواه الحافظ أبو بكر القطيعي عن غير عبد الله وأبيه رحمهم الله ، وهو أقل الجميع ، فهذه ستة أقسام ، وكل هذ1ه الأقسام من المسند إلا الثالث فإنه من زوائد عبد الله ، والسادس فإنه من زوائد القطيعي 0





رواة المسنــــــد :-
روى المسند عن الإمام أحمد وسمعه منه أبناؤه الثلاثة : صالح وعبد الله وحنبل ، قال  حنبل بن إسحاق جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه يعني تماما غيرنا وقال لنا إن هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن كان فيه إلا فليس بحجة0 (1)



درجــــــة أحاديــــــــث المسنـــــــــد :-
للعلماء حول درجة أحاديث المسند ثلاثة أقوال ، وهي :-
الأول :- أن كل ما في المسند من الأحاديث مقبول وحجة ، وهذا مذهب     أبي موسى المديني الحافظ ، حيث قال في خصائص المسند :- [ جزء 1 -  صفحة 13 ] 

وهذا الكتاب أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب الحديث انتقي من حديث كثير ومسموعات وافره فجعله إماما ومعتمدا وعند التنازع ملجأ ومستندا على ما أخبرنا والدي وغيره رحمهما الله تعالى أن المبارك بن عبد الجبار أبا الحسين الكتب إليهما من بغداد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد ابن إبراهيم البرمكي قراءة عليه حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء حدثنا موسى بن حمدون البزار قال قال لنا حنبل بن إسحاق جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه يعني تماما غيرنا وقال لنا إن هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن كان فيه إلا فليس بحجة 0

وقال أيضاً :- ومن الدليل على أن ما أودعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى مسنده قد احتاط فيه إسنادا ومتنا ولم يورد فيه إلا ما صح عنده على ما أخبرنا أبو علي سنة خمس قال حدثنا أبو نعيم وأخبرنا ابن الحصين قال أخبرنا ابن المذهب قال أخبرنا القطيعي قال حدثنا عبد الله قال حدثنى أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يهلك أمتي هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال لو أن الناس اعتزلوهم قال عبد الله قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه إضرب على هذا الحديث فإنه خلاف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني قوله اسمعوا وأطيعوا وهذا مع ثقة رجال إسناده حين شذ لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه فقال عليه ما قلناه وفيه نظائر له0

وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول قلت لأبي رحمه الله تعالى لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند فقال عملت هذا الكتاب إماما إذا أختلف الناس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إليه ، قال أبو موسى :- ولم يخرج إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته دون من طعن في أمانته 0



الثاني :- أن المسند يشتمل على الصحيح والضعيف بل والموضوع ، وهذا مذهب ابن الجوزي الذي ذكر في كتابه " الموضوعات " تسعة وعشرين حديثاً من المسند وحكم عليها بالوضع ، وزاد الحافظ العراقي عليه تسعة أحاديث من المسند وحكم عليه بالوضع كذلك 0

قال العراقي :- في تدريب الراوي    [ جزء 1 -  صفحة 172 ] 

ولا نسلم ذلك والذي رواه عنه أبو موسى المديني أنه سئل عن حديث فقال انظروه فإن كان في المسند وإلا فليس بحجة فهذا ليس بصريح في أن كل ما فيه حجة بل ما ليس فيه ليس بحجة قال على أن ثم أحاديث صحيحة مخرجة في الصحيحين وليست فيه ومنها حديث عائشة في قصة أم زرع قال وأما وجود الضعيف فيه فهو محقق بل فيه أحاديث موضوعة جمعتها في جزء ولعبد الله ابنه فيه زيادات فيها الضعيف والموضوع 0



قال الحافظ السيوطي :- وقد ألف شيخ الإسلام كتابا في رد ذلك سماه القول المسدد في الذب عن المسند قال في خطبته فقد ذكرت في هذه الأوراق ما حضرني من الكلام على الأحاديث التي زعم بعض أهل الحديث أنها موضوعة وهي في مسند أحمد ذبا عن هذا التصنيف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبول والتكريم وجعله إمامهم حجة يرجع إليه ويعول عند الاختلاف عليه ثم سرد الأحاديث التي جمعها العراقي وهي تسعة وأضاف إليها خمسة عشر حديثا أوردها ابن الجوزي في الموضوعات وهي فيه وأجاب عنها حديثا حديثا قلت وقد فاته أحاديث أخر أوردها ابن الجوزي وهي فيه وجمعتها في جزء سميته الذيل الممهد مع الذب عنها وعدتها أربعة عشر حديثا 0



الثالث :- أن فيه الصحيح والضعيف الذي يقرب من الحسن ، وهذا مذهب  أبي عبد الله الذهبي وابن حجر العسقلاني وابن تيمية والسيوطي وآخرين ، وهو الراجح 0

قال ابن تيمية : في منهاج السنة النبوية    [ جزء 5 -  صفحة 23 ] وأحمد قد صنف كتابا في فضائل الصحابة ذكر فيه فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجماعة من الصحابة وذكر فيه ما روى في ذلك من صحيح وضعيف للتعريف بذلك وليس كل ما رواه يكون صحيحا ثم إن في هذا الكتاب زيادات من روايات ابنه    عبد الله وزيادات من رواية القطيعي عن شيوخه وهذه الزيادات التي زادها القطيعي غالبها كذب كما سيأتي ذكر بعضها إن شاء الله وشيوخ القطيعي يروون عمن في طبقة أحمد وهؤلاء الرافضة جهالاً إذا رأوا فيه حديثا ظنوا أن القائل لذلك أحمد بن حنبل ويكون القائل لذلك هو القطيعي وذاك الرجل من شيوخ القطيعي الذين يروون عمن في طبقة أحمد وكذلك في المسند زيادات زادها ابنه عبد الله لا سيما في مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإنه زاد زيادات كثيرة 0

وقال الشوكاني :- توضيح الأفكار    [ جزء 1 -  صفحة 227 ]  

 لا خفاء أن في المسانيد حسانا بل فيها صحيح وحسن بعضه قد يكون أرجح من أحاديث السنن فالتحقيق أنه لا يتم ترجيح مجموع من السنن على مجموع من المسانيد كمسند أحمد مثلا على مجموع من السنن كسنن أبي داود وإنما يتم ترجيح أفراد على أفراد كحديث معين من السنن على حديث من أحاديث المسند أو عشرة على عشرة أو نحو ذلك0

وإذا عرفت هذا فينبغي أن يحمل كلامهم على أن أغلب أحاديث السنن أرفع رتبة من أغلب أحاديث المسانيد إلا أن فيه بعد هذا بحثا وهو أنها تقل الفائدة في هذا الترجيح عند العمل فإنه إذا تعارض مثلا حديث من مسند أحمد وحديث من سنن ابن ماجه وقد علم أن فيه ضعيفا كثيرا وعلم أن في مسند أحمد حسنا فلا ترجيح لحديث ابن ماجه لجواز أنه من الأحاديث الضعيفة وجواز أن حديث المسند من الحسان فيتوقف العمل على البحث فعرفت أنه لم يأت الترجيح الجملى بفائدة0

ولا يقال فائدته أن يحمل الفرد المتنازع فيه على الأعم الأغلب كما عرف في الأصول والأغلب في أحاديث ابن ماجه الحسن وفي أحاديث مسند أحمد الضعيف0

وقال السخاوي في فتح المغيث    [ جزء 1 -  صفحة 89 ] 

وكذا انتقد بعضهم على ابن الصلاح كما قرأته بخط الشارح تفصيل كتب السنن على مسند أحمد الذي هو أكثر هذه المسانيد مطلقا وأحسنها سياقا متمسكا بكونه لم يدخل فيه إلا ما يحتج به كما دل عليه عدم استيعاب ما عنده من أحاديث الصحابه فيه وإنما انتقاة من أكثر من سبعمائه وخمسين ألف حديث وقال ما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن وجدتموة فيه وإلا فليس بحجه بل بالغ بعضهم فأطلق عليه الصحه 0

والحق أن فيه أحاديث كثير ضعيفه وبعضها أشد في الضعف من بعض حتى أن ابن الجوزي أدخل كثيرا منها موضوعاته لكن قد تعقبه في بعضها الشارح وفي سائرها شيخنا وحقق كما سمعته منه نفي الوضع عن جميع أحاديثه وإنه أحسن انتقاءا وتحريرا من الكتب التي لم تلتزم الصحه في جمعها

وقال أيضاً :-  

وكل من عرف العلم يعلم أنه ليس كل حديث رواه أحمد في الفضائل ونحوه يقول أنه صحيح بل ولا كل حديث رواه في مسنده يقول أنه صحيح بل أحاديث مسنده هي التي رواها الناس عمن هو معروف عند الناس بالنقل ولم يظهر كذبه وقد يكون في بعضها علة تدل على أنه ضعيف بل باطل لكن غالبها وجمهورها أحاديث جيدة يحتج بها وهي أجود من أحاديث سنن أبي داود و أما ما رواه في الفضائل فليس من هذا الباب عنده0



وقال الحافظ السيوطي في خطبة الجامع الكبير :- وكل ما كان في مسند أحمد فهو مقبول ، فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن 0



وقال أيضاً في تدريب الراوي    [ جزء 1 -  صفحة 173 ] 

وقال شيخ الإسلام في كتابه تعجيل المنفعة في رجال الأربعة ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة منها حديث عبد الرحمن ابن عوف أنه يدخل الجنة زحفا ،  قال والاعتذار عنه أنه مما أمر احمد بالضرب عليه فترك سهوا أو ضرب وكتب من تحت الضرب وقال في كتابه تجريد زوائد مسند البزار إذا كان الحديث في مسند أحمد لم نعزه إلى غيره من المسانيد ، وقال الهيثمي في زوائد المسند مسند أحمد أصح صحيحا من غيره وقال ابن كثير لا يوازي مسند أحمد كتاب مسند في كثرته وحسن سياقاته وقد فاته أحاديث كثيرة جدا بل قيل إنه لم يقع له جماعة من الصحابة الذين في الصحيحين قريبا من مائتين 0

قلت :- وهذا هو أوسط الأقوال وأرجحها ، والله أعلم 0



ثلاثيــــــات المسنـــــــد :-



ونعني بالثلاثيات :- الأحاديث التي ليس بين الإمام أحمد وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها إلا ثلاثة رواة فقط ، وتبلغ جملة هذه الأحاديث في مسند أحمد قرابة الثلاثمائة وثلاثة وثلاثون (333) حديثاً 0



عدد الصحابة المروي لهم في المسند :-
ذكر الحافظ أبو موسى المديني في خصائص مسند أحمد    [ جزء 1 -  صفحة 15 ]  أن  عدد الصحابة الذين لهم روى لهم الإمام أحمد في المسند فنحو من سبعمائة رجل 0



جهود العلماء حول المسند :-
نال المسند من العلماء عناية كبيرة ، وتجلى ذلك في شرح غريبه واختصاره وإعرابه وشرحه وترتيبه 0

- جمع غريبه : أبو عمر : محمد بن عبد الواحد المعروف : بغلام ثعلب

في كتاب وتوفي : سنة 345 ، خمس وأربعين وثلاثمائة

- واختصره : الشيخ الإمام سراج الدين : عمر بن علي المعروف : بابن الملقن الشافعي المتوفى : سنة 805 ، خمس وثمانمائة

- وعليه تعليقة : للسيوطي في إعرابه سماها : ( عقود الزبرجد )

- وقد شرح ( المسند ) : أبو الحسن بن عبد الهادي السندي نزيل المدينة المنورة المتوفى : سنة 1139 ، تسع وثلاثين ومائة وألف شرحا كبيرا نحوا : من خمسين كراسة كبار

- واختصره : الشيخ زين الدين : عمر بن أحمد الشماع الحلبي وسماه : ( الدر المنتقد من مسند أحمد )(1)

- وقد رتبه على الأبواب بعض الحفاظ الأصبهانيين وكذا الحافظ ( ناصر الدين ابن رزيق ) وكذا بعض من تأخر عنه ورتبه على حروف المعجم في أسماء المقلين الحافظ ( أبو بكر بن المحب )0

- وللإمام الحافظ ( أبي بكر محمد بن الحافظ أبي محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي ) ترتيب مسند ( أحمد ) هذا كله على حروف المعجم 0 (2)

- وقام علي بن الحسين المشهور بابن زكنوت بترتيب أحاديث المسند على الأبواب في القرن الثامن الهجري وأسماه " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري " 0 

-هذا وقد رتبه على الأبواب الشيخ المحدث الجليل أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي ، وقسمه سبعة أقسام تتعلق بالعقيدة والتشريع والوعظ ، والأقسام السبعة هي :-

قسم التوحيد وأصول الدين 0
قسم الفقه 0

قسم التفسير 0

قسم الترغيب 0

قسم الترهيب 0

قسم التاريخ 0

قسم القيامة وأحوال الآخرة 0

وأسماه " الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني " 0

ثم شرحه في كتاب آخر وخرج أحاديثه وأسماه " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني " 0

- وقام المرحوم الشيخ أحمد شاكر بتحقيق وتخريج عدة أجزاء من المسند ، مبيناً درجة الحديث وأحوال الرواة ، ووصل إلى الجزء السادس عشر ثم اخترمته المنية ، فأتمه من بعده المرحوم الدكتور : الحسيني أبو هاشم 0

- وقام المرحوم الشيخ ناصر الدين الألباني بعمل فهارس للمسانيد على حروف المعجم مبيناً به صفحات أحاديث كل مسند صحابي 0

جزى الله خير اً الجميع عما قدموا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهود 0


1  ) تدريب الراوي 1/173 0

1  ) خصائص مسند أحمد 1/13 0

1  ) كشف الظنون 2/1680 0

2  ) الرسالة المستطرفة 1/13 0


http://uqu.edu.sa/page/ar/105920

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق