من أين أتت نظرية الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ؟ والحجج الدامغة على نقضها .
-------------------------
الفصل الأول: كشف المفترين (مؤسسي المعتقد):
أول من ادعى النص على علي رضي الله عنه:
كان اليهودي عبدالله بن سبأ أول من ادعى أن علياً رضي الله عنه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد شهد بذلك المؤرخ الشيعي النوبختي في كتابه فرق الشيعة ص50 بقوله:
(وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهودياً فأسلم
ووالى علياً عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام
بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام بمثل
ذلك ، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف
مخالفيه ، فمن هناك قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ) .
* ولم ينقل هذا النص المزعوم خير الناس بعد الأنبياء من المهاجرين والأنصار ولو كان عندهم منه خبر لنقلوه ، ولكانوا أسرع الناس إلى الإيمان به .
فما هي إلا عقيدة سبأية مفتراة نزه الله أهل البيت والأصحاب عنها .
2- أول من ادعى أن في أهل البيت إماماً معصوماً مفترض الطاعة:
في الكافي ورجال الكشي رواية تكشف أن شيطان الطاق (مؤمن الطاق كما يلقبه الروافض) هو أول من زعم ذلك .
وفيها أن زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم لما علم بافتراء شيطان الطاق بعث إليه ليقف على حقيقة الأمر فقال له زيد ( بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماماً مفترض الطاعة ؟
قال شيطان الطاق:نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ، فقال: وكيف وقد كان يؤتى باللقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار ؟
قال شيطان الطاق: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة ) رجال الكشي ص 186 ، وبنحو هذا جاء في الكافي 1/174 .
3- ثم تتابع الكذب والافتراء في ذلك على أعلام أهل البيت حتى اشتكوا من ذلك:
أ- قال جعفر الصادق رحمه الله: ( إن ممن ينتحل هذاالأمر(أي التشيع) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه) . الكافي الجزء8صفحة254 .
ب- وقال (رحِم اللهُ عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يبغّضنا إليهم، أما والله لو يروون محاسِن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكنّ أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشراً) الكافي 8/229 .
ج_ وقال: ( إن الناس أولعوا بالكذب علينا ) . بحار الأنوار: 2/246 .
* وبين سلف الأمة من التابعين ومن تبعهم فشو الكذب والافتراء على أهل البيت لدى الرافضة فقالوا:
أ- قال مؤمل بن إهاب ، سمعت يزيد بن هارون يقول: (يُكتب عن كل مبتدع إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون) .
ب- قال معاوية بن خازن ، سمعت الأعمش يقول: (أدركت الناس وما يسمونهم إلا بكذابين ، يعني الرافضة) .
ج_ وسُئل الإمام مالك عن الرافضة الشيعة فقال: (لا تكلمهم ولا ترد عنهم فإنهم يكذبون) .
د- قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: (لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة) .
هـ - قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: (الدين لأهل الحديث، والكلام والحيل لأهل الرأى، والكذب للرافضة).
*وامتلأت كتب الرافضة بالروايات التي لا يعلم عدالة رواتها فقد كان سوق الكذب مفتوحاً
وعلم جرح الرجال و تعديلهم معدوماً بل كان أصحاب التصانيف فيهم يروون عن الكذبة والفسقة والمجاهيل وفاسدي المعتقد ويشهدون بصحة رواياتهم ؟
ذكر ذلك الحر العاملي في وسائل الشيعة (30/260) بقوله:
" الحديث الصحيح هو ما رواه العدل الإمامي الضابط في جميع الطبقات ، ثم قال : وهذا يستلزم ضعف كل الأحاديث عند التحقيق ، لأن العلماء لم ينصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادرا ، وإنما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة قطعا !!
ثم قال : كيف وهم مصرحون بخلافها ( أي العدالة ) حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه ) .
وهنا نعلم حقيقة أن القول بأن في أهل البيت أئمة معصومين مفترضي الطاعة أكذوبة كبرى لفّقها فاسدي المعتقد والكذبة والفسقة والمجاهيل ثم نسبوها لأهل اليت زوراً وكذبا لغايات شتى .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::
خلاصة الفصل الأول:
1- لم يدع أحد النص على علي رضي الله عنه قبل عبدالله بن سبأ ولم يكن ابن سبأ ولا الشيعة آنذاك يؤمنون بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً
مفترض الطاعة كما اخترع لاحقا .
2- أول من زعم أن في أهل البيت أئمة مفترضي الطاعة هو شيطان الطاق لكنه لم يدع النص على
تحديد اثني عشر إماماً ، وإنما اخترع ذلك لاحقاً .
3- دخل في مذهب التشيع زنادقة وكذبة ومن لا يعرف حالهم فضلاً عن الغلاة اخترعوا روايات مفتراة
متضاربة نسبوها لأهل البيت افتروا فيها عقائد محدثة ودعوا إليها .
4- كانت الشكوى عريضة من أهل البيت من كثرة الكذب عليهم وافتراء العقائد ثم نسبتها إليهم .
5- بيان وتحذير أئمة السلف من التابعين ومن تبعهم من كثرة الكذب في أوساط الرافضة واشتهاره
فيهم .
هذا وغيره مما سيأتي يؤكد أن القول بالنص أكذوبة مفتراة على أهل البيت
وسيأتي بحول الله مزيد بيان في تحديد وقت اختراع النص على إمامة الإثني عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني: الحجج الدامغة في نسف القول بالنص على إمامة الإثني عشر:
ولأن المقام مقام اختصار لا استقصاء أذكر عدداً من الحجج التي تكفي لنسف خرافة النص:
1- خلو كتاب الله تعالى من النص على إمامة الإثني عشر أو أحدهم :
يقول الإثني عشرية أن منزلة الإمامة الإثني عشرية كمنزلة النبوة بل قالوا أن الأئمة أعلى درجة من الأنبياء المرسلين والملائكة المقربين .
وحكى ذلك عنهم الخميني عنهم فقال ( وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب،ولا نبي مرسل ) الحكومة الإسلامية ص 52 .
والنبوة كما هو معلوم تثبت لمدعيها بالآيات المحكمات وبالبراهين الواضحات وبالمعجزات وببيان النبي لذلك ، ولذا صدعوا بكلمة الحق وصبروا على الأذى في ذلك
( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )هذه هي سنة الأنبياء وآخرهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
.فهل كان الأئمة كذلك ؟
أين الآيات ، وأين البراهين ،
وأين المعجزات ،
وأين الصدع والصبر على الأذى ،
بل أين نصرة الله لهم في ذلك لو كانوا قد ادعوا ذلك ؟
** ثم إنه قد جاء الأمر بالإيمان بالأنبياء السابقين في كثير من الآيات ولم نؤمر ولو مرة واحدة بالإيمان بالأئمة الإثني عشر :
(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا ..)
ولم يرد ذكر الإيمان بالأئمة مع أركان الإيمان المذكورة مع أنهم أولى بالذكر من الأنبياء والملائكة بحسب معتقدهم ، وكونهم أئمة لهذه الأمة والحجة عليها بخلاف الأنبياء والمرسلين السابقين .
( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله والملائكة والكتاب والنبيين )
وهنا نجد الأمر بالإيمان بالأنبياء والملائكة ولا نجد ذكراً للأمر بالإيمان بالأئمة !!
ومثل ذلك كثير ، ناهيك عن سور القرآن التي جاءت في ذكر الأنبياء بل سميت بأسمائهم كسورة يوسف ويونس ونوح ومحمد وهود وإبراهيم وقصص الأنبياء التي تكررت كثيرا كقصة موسى وعيسى وغيرهم .
* بل قدر ذكر ما هو اقل من ذلك قدراً من الكائنات أو الأحكام كالبعوضة والنملة والذبابة ومن الأحكام
كالمواريث والنكاح والطلاق وأحكام الحيض وغير ذلك .
ولا نجد نصاٌ واحداً في الأمر بالإيمان بالأئمة الإثني عشر أو ذكر أحكام أوثواب من آمن به أوعقاب من صد عنه أوغير ذلك .
وقد أدى غياب النص على الأئمة في القرآن بالرافضة إلى أمرين:
الأول: القول بتحريف القرآن واتهام الصحابة بحذف الأدلة التي تنص على إمامة الإثني عشر:
ومن أمثلة ذلك: ما رواه العياشي بإسناده عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: (لو قد قرء القرآن كما أنزل لأٌلفينا مسمّين) البحار 30/19، البرهان 1/22، الصافي 1/14
وهذا طعن صريح بالقرآن بزعم أنه حذفت منه أسماء الأئمة !
*ومنه ما قال الكاشاني في تفسير الصافي في المقدمة السادسة قال:
( المستفاد من الروايات من طريق أهل البيت أن القرآن الذين بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها
إسم علي في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله )
وحكاية كلامه هذا تغني عن التعليق !
الثاني: القول بأن للقرآن معنى باطناُ يخالف الظاهر وأن للقرآن سبعة أبطن بل أوصلوها إلى سبعين بطناً أي تأويلاً ، أي أن للآية هذا العدد من التأويل:
1- في أصول الكافي عن موسى الكاظم : (إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور ، وجميع ما أحل الله تعالي في الكتاب هو الظاهر والباطن من
ذلك أئمة العدل) أصول الكافي 1/274 وتفسيرالعياشي 2/16 والغيبة 83
2- وجاء: ( إن للقرآن ظهرا وبطنا وببطنه بطن إلى سبعة أبطن ) الصافي 1/31
3- بل وصل المزاد إلى سبعين بطناً ( لكل آية من كلام الله ظهر وبطن بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة سبعة بطون وسبعون بطنا) مرآة الأنوار 3
فهل كان هذا اللعب إلا نتيجة للإفلاس من النص ؟
*كيف يكون للقرآن معنى خفياً والله تعالى يصف القرآن بأنه عربي واضح بيّن ( بلسان عربي مبين ) .
ويسره على عباده ليعتبروا بآياته ويدّكروا ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
* ولا عجب إذا وجدت علماءهم ومفسريهم يأولون القرآن تأويلات باطنية لاستدارك النص على الأئمة ، وقد حفلت كتبهم بذلك :
وخذ مثالاً من كتبهم ورد في كتاب الغيبة للطوسي ص106 أراد به الطوسي الاستدلال على الأئمة الاثني عشر قال:
( وروى جابر الجعفي قال: سألت أبا جابر عليه السلام عن تأويل قول الله عز وجل: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك
الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )
قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: يا جابر أما السنة فهي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهورها اثنا عشر شهراً فهو أمير المؤمنين وإليّ وإلى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي
وابنه محمد وابنه علي وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه والأرعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون
باسم واحد علي أمير المؤمنين وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد ، فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم و(لا تظلموا فيهن أنفسكم )أي قولوا بهم جميعا تهتدوا .
شهور السنة الإثني عشر أصبحت بفضل التأويل الباطني هم الأئمة الإثني عشر !
والأشهر الحرم الأربعة أصبح تأويلها من اسمه علي من الأئمة !
والإفلاس من النص يصنع أكثر من ذلك ، نسأل الله العافية .
ومن الحجج الدامغة على فساد معتقدهم:
2- خلو السنة النبوية من ذكر النص على الأئمة الإثني عشر أو الأمر بالإيمان بهم أو حتى ذكر أسمائهم:
ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد بلغ أمته أركان الإسلام أتم بلاغ كالشهادتين
والصلاة والزكاة والصوم والحج ، وفصل أحكام هذه الأركان ، حتى ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
* ومن المقطوع به عند السلف والخلف من علماء الأمة بل عند من له أدنى إلمام بالسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ركناً في الدين يقال له الولاية ، ولم يأمر أمته بالإيمان أو باتباع اثني
عشر إماماً معصوماً ، ولم يذكر أسماء هؤلاء ، ولم يذكر ولو حكماً من أحكام هذا الركن المفترى !
فكيف يدعي الرافضة الإثني عشرية أن ولاية الإثني عشر هي أعظم أركان الدين وقد خلا منه القرآن والسنة ؟
* وقد أدى غياب النص على الأئمة الإثني عشر في السنة بالرافضة إلى أمرين:
الأول: اتهام الصحابة بكتمان النص وتكفيرهم والقول بردتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم :وافتروا روايات فيها تكفير الصحابة من المهاجرين والأنصار واتهامهم بالردة ، وهم الذين قال الله
فيهم: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )
كفروهم لأنهم نقلة السنة النبوية ، ولأنهم لم ينقوا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النص على إمامة الإثني عشر شيئا ، ولأن ذلك من أبلغ الحجج التي تهدم دينهم .
* ومما جاء من أكاذيبهم في ذلك :
1- روى الكشي ـ وهو عمدتهم في الرجـال ـ باسناد (معتبر عندهم)عن الباقر كذباً عليه أنه قال : ( ارتـد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقـداد. قال الراوي فقلت فعمار، قـال كان حاص حيصة ثم رجع ) رجال الكشي ص 11-12 .
2- عن حمران بن أعين قال ( قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ، فقال : ألا أحدثك بأعجب من ذلك ، المهاجـرون والأنصار ذهبوا
إلا وأشـار بيده ثلاثة ) . الكافي 2/244 ، رجال الكشي ص 7 ، بحار الأنوار 22/345
من أجل إثبات النص لم يبقوا من الصحابة على الإسلام إلا ثلاثة ، والرابع مشكوك فيه )
** وبسبب غياب النص من السنة كفروا الأنصار الذين رضي الله عنهم ووعدهم بالجنة:
3- عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا ، فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل
جاهلية ، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية ، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم ) روضة الكافي
هذه هي الملة السبأية التي طعنت في الصحابة منذ ظهورها في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بهدف تغيير الملة وحرف الناس عن الإسلام .
الثاني: تأويل نصوص السنة النبوية لتوافق معتقداتهم ، أو الاحتجاج بالأحاديث الموضوعة المكذوبة:
حين أفلسوا من النص جاءوا إلى نصوص السنة فحرفوا تأويلها ولفّوا أعناقها لتوافق معتقدهم الفاسد
وخالفوا بذلك التأويل فهم رواتها من الصحابة والتابعين ومن تبعم وهم أعلم الناس بالسنة فهل فهم الروافض ما لم يفهمه الصحابة والقرون المفضلة ؟
وأذكر أمثلة لذلك على سبيل الاختصار:
* تأويلهم لروايات ( الخلفاء الإثني عشر ) بالأئمة الإثني عشر ، ويبدو أن عقدة رقم 12 تطاردهم دائماً .
* وكذلك تأويلهم لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى )
بأنه نص في استخلافه بعده ، مع أن هارون مات في حياة موسى وقد استخلفه على قومه في حياته حينما ذهب لميقات ربه ، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم عليا حين استخلفه على أهل بيته
حين خرج إلى غزوة تبوك باستخلاف موسى لهارون ، فأين النص وأين الوصية ؟
ما هو إلا الإفلاس من النص .
*وكذلك تأويلهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) بأنه تنصيب لعلي بالخلافة بعده ، متجاهلين سبب ورود القصة ودلالة لفظ الحديث إذ هو لا يتجاوز الأمر بمحبة علي
ومودته ، لا خلافة ولا وصية ولا غير ذلك ، ولو أراد النبي ذلك لبينه أوضح بيان .
والغريق يتعلق بقشه .
3- القول بالنص افتراء على الأئمة أنفسهم :
** مثل هذا الإدعاءالخطير والكبير تستدعي الضرورة والأهمية نقله عن الأئمة من محبهم ومبغضهم
كما نقل ادعاء النبوة من قِبَل مسيلمة وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وغيرهم من مدعي النبوة الكاذبين ..
وكما نقل أمر بيعة أبي بكر وعمر وشورى الستة بعد عثمان ، وكما نقل استخلاف معاوية لابنه يزيد وغير ذلك كثير من الأمور المشهورة التي لا يمكن أن تخفى وتستدعي الضرورة والأهمية نقلها
بل كما نقلت أحاديثه رضي الله عنه ومناقبه ، وهذا الإدعاء أولى منها بالنقل .
** وقد عاش رضي الله عنه أكثر عمره في مكة والمدينة ثم انتقل للكوفة في آخر حياته وأخذ العلم عنه خلق كثير من أهل السنة ونقلوا عنه العلم ، ولم ينقل أحد منهم النص على كونه إماماً معصوماً
مفترض الطاعة ، لا من المهاجرين ولا الأنصار ولا من التابعين بل ولا من الخوارج والنواصب ولو على سبيل الاعراض والتفنيد .
** وبذلك نعلم أنها أكذوبة سبأية تفرد باختراعها ابن سبأ بشهادة شيخ الرافضة النوبختي كما في (فرق الشيعة ص50) وتلقاها عنه أتباعه إلى اليوم .
** كيف وبيعته لأبي بكر وعمر ودخوله في الشورى مع الستة بعد عمر دليل على عدم ادعائه ذلك ،
ولا يجوز له أن يتنازل عن هذا الأمر الإلهي لغيره ، فضلا عن أن يبايع الكفار والمنافقين بزعمهم .
** ويقال في الأئمة من بعده الحسن والحسين وزين العابدين والباقر والصادق وغيرهم وهم من علماء أهل السنة وممن سكنوا المدينة ما قيل في علي رضي الله عنه:
وذلك أنه لم ينقل عنهم هذا الادعاء المفترى على كثرة من طلب العلم على أيديهم من علماء أهل السنة في المدينة ولو على سبيل الاعتراض والتفنيد . ( أنظر تراجمهم في سير أعلام النبلاء وغيره ) .
مما يدل على دعوى النص أكذوبة مفتراة عليهم على يد أتباع ابن سبأ كشيطان الطاق وأضرابه .
4- إنكار أهل البيت (العترة) للنص المفترى ومنهم أبناء الأئمة المفترى عليهم وإخوانهم وأحفادهم :
وقد حفلت كتبهم بذكر كثير من ذلك ولا يعقل أن يعلم النص على الأئمة البعيد من الناس ويجهله أبناء الأئمة وإخوانهم وأحفادهم !
وإليكم أمثلة في ذلك:
أ- محمد بن علي بن أبي طالب لا علم له بالنص على علي بن الحسين:
جاء في الكافي وغيره: (لما قتل الحسين أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين وقال له: قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك ، وولادتي من علي عليه السلام ، في سني وقديمي أحق بها
منك في حداثتك ، فلا تنازعني في الوصية ولا الإمامة ولاتحاجني ،
فرد عليه علي بن الحسين:إنطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم عليه ونسأله عن ذلكفانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية: إبدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل وسله أن ينطق لك الحجر ، ثم سل
فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ، ثم دعا الحجر فلم يجبه !
ثم دعا الله علي بن الحسين عليهما السلام فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان
عربي مبين ، فقال: اللهم إن الوصية والإمامة إلى علي بن الحسين ) .
الكافي في الأصول ، باب مايفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة (ج 1 ص 348) ، و أعلام الورى للطبرسي (ص258 و259) .
للتأمل: محمد بن علي بن أبي طالب لا علم له النص على الإمام الثالث زين العابدين علي بن الحسين فضلاُ عن أن يعلم بالنص على بقية الإثني عشر !!
ب- زيد بن علي بن الحسين ينكر أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة:
في رجال الكشي والكافي أنه عندما علم الإمام زيد بن علي بن الحسين رحمهم الله بزعم شيطان الطاق أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة استدعاه وقال له: ( بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماماً مفترض الطاعة ؟
قال شيطان الطاق: نعم ، وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ، فقال: وكيف وقد كان يؤتى باللقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار ؟
قال شيطان الطاق: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة )رجال الكشي ص 186 ، وبنحو هذا جاء في الكافي 1/174 .
للتأمل: زيد بن علي بن الحسين لا يعلم أن أباه كان إماماً معصوماً منصباً من السماء ، فضلا عن أن يعلم عن النص على الإثني عشر شيئاً ؟
3- عبدالله بن جعفر الصادق لا يعلم بإمامة أخيه موسى الكاظم:
نقلوا أنه حصل خلاف بين موسى ابن جعفر وبين أخيه عبد الله (وهو أكبر أولاد جعفر)على الإمامة فأمر موسى بجمع حطب في وسط الدار ، وأرسل الى أخيه عبدالله يسأله أن يصير اليه ، فلما صار إليه ومع موسى جماعة من الإمامية ،
فلما جلس موسى أمر بطرح النار في الحطب فاحترق ، و لا يعلم الناس السبب فيه حتى صار الحطب كله جمرا ً ثم قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار ، و أقبل يحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثوبه ورجع الى المجلس ،
فقال لأخيه عبد الله : إن كنت تزعم أنك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس ) .كشف الغمة للأربلي (ج3 ص73) .
للتأمل: عبدالله بن جعفر أكبر أبناء جعفر الصادق لا يعلم بالنص على أخيه موسى فضلاُ بقية الإثني عشر !
ملحوظة: نحن ننقل ما في كتب القوم لنحاكمهم إليها وإلا فإن من ذكرت من أعلام أهل البيت برآء من التنازع في هذه العقيدة الطاقية السبأية .
4- إنكار جعفر العسكري وأمه أن لأخيه الحسن العسكري ولداً فضلاُ عن أن يعتقد في الولد النص: والأمر معلوم مشهور . ( أنظر الغيبة للطوسي ص64 ).
5- بيعة أهل البيت لمحمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي في زمن جعفر الصادق:
يقولون نحن نتبع العترة ، ونقول العترة تكذب دعواكم هاهم بنو هاشم يبايعون رجلاً من أهل البيت في زمان جعفر الصادق رحمه الله !
قال الأصفهاني الشيعي: ( وكان محمد بن عبدالله الحسن من أفضل أهل بيته ، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتابه وحفظه له ، وفقهه في الدين ، وشجاعته ، وجوده ، وبأسه ، وكل أمر يجمل بمثله ، حتى لم يشك أحد أنه المهدي ،
وشاع ذلك له في العامة ، وبايعه رجال من بني هاشم جميعاً ، من آل أبي طالب وآل عباس وسائر بني هاشم ) الأغاني1/205 ، مقاتل ص180 .
والسؤال: إذا كان أهل البيت وهم العترة لا يعلمون بالنص على جعفر الصادق فضلا عن الإثني عشر ، فمن أين للروافض بهذا الإدعاء ؟
5- القول بالنص على الإثني عشر أكذوبة افتريت بعد زمن الغيبة سنة260هـ :
والأدلة على ذلك كثيرة منها:
أ- خلو كتب علماء السلف التي دونت قبل سنة 260 هـ من الإشارة إلى تلك العقيدة:
أو تسمية الروافض بالإثني عشرية ، بل ولا نجد حتى رواية واحدة ولو موضوعة مع كثرة ما وضعه الروافض على أهل البيت آنذاك .
ب- لا وجود للنص على الإثني عشر في كتب الروافض أنفسهم قبل سنة 260 هـ :
ونتحدى أن يأتونا بكتاب من كتبهم ألف قبل زمن الغيبة يذكر فيه النص على الإثني عشر أو الإشارة إلى أن الروافض كانوا يعتقدون ذلك .
ذلك أن الروافض اخترعوا عقيدة النص على الإثني عشر بعد موت الإمام الحادي عشر عقيماً ليبقى مذهبهم السبأي ولنهب أخماس المغفلين .
وللترقيع استنسخوا عقيدة المهدي المختفي الهارب الذي سيعود فيحكم الأرض ويملأها عدلاً وقسطاً من الكيسانية والناووسية والواقفة وغيرهم ، وكان كل منها ادعى أن صاحبه قد غاب وأنه هو المهدي .
*وهنا تحد عريض الأخ الجمال سدده الله للإثني عشرية بعنوان:
يا إثني عشرية .. عفوا .. متى أصبحتم إثني عشرية ؟
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=56845
6- جهل كبار أصحاب الأئمة وعلماء الروافض بالإمام بعد الإمام:
وهذه أمثلة:
أ- انقسام أصحاب الباقر إلى فرقتين إحداها قالت بإمامة محمد بن الحسن بن الحسن بن علي من بعده .وقد أشار إلى ذلك النوبختي وغيره (فرق الشيعة للنوبختي ص91)
والسؤال: هل كان أصحاب الباقر سيضلون عن الإمام الصادق فيبايعون محمد بن الحسن لو كان النص على الصادق - فضلاُ عن بقية الإثني عشر - معلوماً ؟
ب- جل مشايخ الشيعة وفقهاؤها قالوا بإمامة عبدالله الأفطح بن جعفر الصادق بعد أبيه وجعلوا الإمامة في ولده من بعده : وكفى بذلك هدماً لادعاء النص على الإثني عشر !
قال النوبختي: ومال لهذه الفرقة ( أي الفطحية ) جل مشايخ الشيعة وفقهاؤها ولم يشكوا في أن الإمامة في عبدالله بن جعفر وفي ولده من بعده فمات عبدالله ولم يخلّف ذكرا فرجع عامة الفطحية عن القول بإمامته سوى قليل منهم
إلى القول بإمامة موسى بن جعفر عليهما السلام ) فرق الشيعة للنوبختي ص106 .
للتأمل: لم يكتشف علماء الرافضة وفقاؤهم أن عبدالله بن جعفر ليس الإمام إلا حين مات ولم يخلف ذكراً يحمل الإمامة من بعده !!
فأين النص على الكاظم بل أين النص على بقية الإثني عشر !!
واضح لكل منصف أنه لم يكن ثمة نص وإنما هي عقيدة ملفقة مكذوبة على أهل البيت .
** وقد كان نفر قليل من هؤلاء قد تاهوا في تحديد الإمام من بعده وضلوا:
كما جاء في الكافي: عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِيهِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ أَنَا وَ
صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ عِنْدَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ بِهِ عَاهَةٌ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَسْأَلُهُ عَمَّا كُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ فِي كَمْ تَجِبُ فَقَالَ فِي مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ فَقُلْنَا فَفِي
مِائَةٍ فَقَالَ دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ فَقُلْنَا وَ اللَّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ هَذَا قَالَ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلَّالًا لَا نَدْرِي إِلَى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ فَقَعَدْنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ بَاكِينَ
حَيَارَى لَا نَدْرِي إِلَى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ وَ لَا مَنْ نَقْصِدُ وَنَقُولُ إِلَى الْمُرْجِئَةِ إِلَى الْقَدَرِيَّةِ إِلَى الزَّيْدِيَّةِ إِلَى الْمُعْتَزِلَةِ إِلَى الْخَوَارِجِ) . الكافي 1/351 .
للتأمل: كبار من يزعم أنهم أصحاب للصادق كصاحب الطاق وهو من زعم أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة - كما
تقدم - لا يعلم النص على موسى الكاظم ، بل كادوا من شدة اضطرابهم يتحولون إلى عقيدة المرجئة أو الزيدية أو المعتزلة أو الخوارج !!
والسؤال: لو كان النص على موسى الكاظم و بقية الإثني عشر معلوماً مشهوراً نقله الأئمة الستة السابقين وقبلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هل كان سيجهله أصحاب الصادق ومن دونهم من العوام ؟
ج- اختلاف أصحاب الرضا من بعده على تحديد الإمام على فرق عديدة:
كما في ( فرق الشيعة ص113 ) وغيره ، وسيأتي بيان ذلك بحول الله .
والسؤال: هل كان هؤلاء سيفترقون هذه الفرق لو كان النص على محمد بن علي الجواد -فضلاً عن من بعده من بقية الإثني عشر - معلوماً ؟
د- قول طائفة من أصحاب الهادي (الإمام العاشر) أن الإمام بعده ابنه محمد بن علي وليس الحسن العسكري .ذكر ذلك النوبختي في ( فرق الشيعة ص124 ) .
والسؤال: هل كان هؤلاء سيضلون عن إمامة الحسن العسكري بقولهم هذا لو كان النص عليه معلوماً ؟
هـ- ضلال أصحاب الحسن العسكري بعده في تحديد الإمام وافتراقهم على أربع عشرة فرقة :
كما جاء في عدد من كتبهم ( فرق الشيعة ص126)
وسبب هذا التفرق الكبير موت الحسن العسكري عقيماً !
والسؤال: هل كانت هذه الفرق لتضل عن القول بإمامة المهدي المزعوم لو كان النص عليه وعلى من قبله من الإثني عشر مشهوراً معروفاً لديهم منقولاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأحد عشر ؟
وبذلك يعلم أن تأليف النص وتلفيقه إنما كان يزور بعد الإدعاء بإمامة الإمام ، ولذا تضاربت النصوص في تعيين الأئمة لكثرة الكذب على أعلام أهل البيت رحمهم الله في ذلك..
وسيأتي بيان ذلك بحول الله .
ملحوظة مهمة: نحن نذكر دعاوى الرافضة من أن هؤلاء أصحاب للأئمة وأتباع وإن كانوا
في الحقيقة لا يجاوزون كونهم كذبة زنادقة مفترين عليهم وهم منهم برآء .إستراحة:
من المفارقات أن شيوخ الشيعة القمي (ت 299هـ أو301 هـ ) في كتابه المقالات والفرق ، والنوبختي ( ت 310هـ ) في كتابه (فرق الشيعة) رغم كثرة ما ذكرا من الفرق الشيعية التي تطورت عبر القرون لم يذكرا فرقة لها هذا الإسم ..
وقد عاش القمي في القرن الثالث ، وكذلك النوبختي عاش في النصف الثاني من القرن الثالث وأول الرابع !
* ولعل أول من ذكر ذلك هو المؤرخ الشيعي المسعودي ت 349هـ في كتابه (التنبيه والإشراف ص198) .
مما يدل على تأخر نشوء وانتشار دعوى النص على الإثني عشر !
7- اضطراب فرق الشيعة في تحديد الأئمة:
**وينبغي هنا ان أنبه إلى ان مفهوم الإمامة يختلف بين فرق الشيعة ، فمنهم من يقول بانها الولاية والحكم كالكيسانية والزيدية
ومنهم من غلا فجعلها درجة أعلى من درجة النبوة ، وادعوا عصمة الإمام ونزول الوحي عليهم كالإمامية .
مما يكذب دعوى النص على الإثني عشر أن كل فرقة من فرق الشيعة عينت إماماً محدداً وزورت له من النصوص و ادعت الوصية له ، وإليكم الأمثلة:
أولاً: الكيسانية:
وقالوا بإمامة محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) بعد أبيه أمير المؤمنين رضي الله عنه وقيل لا بل بعد الحسن والحسين رضي الله عنهما .
وافترق هؤلاء بعد وفاة ابن الحنفية رحمه الله فرقاً:
أ- المختارية: أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وقالوا: بأنه لم يمت وأنه المهدي ، وأنه في جبل رضوى قرب المدينة ، وأنه سيعود فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً .
وفي ذلك قال كثير عزة ـ وكان من الكيسانية المختارية ـ :
ألا إن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر *** وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى *** يقود الخيل يقدمه اللواء
تـَغيّب لا يـُرى فيهم زماناً *** برضوى عنده عسل وماء
ب - الهاشمية: أتباع أبي هاشم بن محمد بن الحنفية ، وقالوا بأنه الإمام بعد أبيه .
ولما مات اختلفوا بعدهى على فرق ، كل فرق ادعت الوصية لصاحبها:
1ـ فرقة قالت: أن أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، وقالت بأن الإمامة في أولاده وهم بنو العباس ومن قامت عليهم الدولة العباسية .
2ـ وفرقة قالت: أن الإمامة بعد موت أبي هاشم لابن أخيه الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية .
3 ـ وفرقة قالت: أن أبا هاشم أوصى إلى أخيه علي بن محمد وعلي أوصى إلى ابنه الحسن .
والإمامة عند هؤلاء لا تخرج من ولد ابن الحنفية رحمه الله بالنص والوصية !
4 ـ وفرقة قالت: بإمامة عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
وبين هذه الفرقة ومن سبقها خلاف شديد فيمن هو وصي أبي هاشم ، وكل فرقة تدعي الوصية !
5 ـ وقالت البيانية: وهم أتباع بيان بن سمعنا التميمي ، وقالوا بانتقال الإمامة من أبي هاشم إليه .
جـ ـ الرزامية: وقالوا بإمامة ابن الحنفية بعد أبيه أمير المؤمنين علي رض لله عنه ثم إلى أبي هاشم ثم إلى علي بن عبدالله بن عباس بالوصية .
وتفرع عن هذه الفرق فرقاً غالية وملاحدة كالخرمية والمزدكية وغيرها .
ثانياً الزيدية:
وقالوا بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وقالوا بأن الإمامة في ولد فاطمة رضي الله عنها
وأن أي فاطمي عالم شجاع سخي خرج بالإمامة أن يكون إماماً واجب الطاعة سواءاً كان من ولد الحسن أو من ولد الحسين !!
وبعد قتل زيد رحمه الله قام بالإمامة بعده ابنه يحي ثم قتل هو أيضاً ، فقالوا بإمامة الأخوين محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن بن الحسن اللذين خرجا أيام المنصور فقتلا أيضا
* وافترقت الزيدية بعد ذلك على فرق:
أـ الجارودية: وزعموا أن النبي نص على علي رضي الله عنه بالوصف دون التسمية !!
وقالت بإمامة من ذكرت أعلاه ، ثم اختلفوا على التوقف بعد محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن أو القول بإمامة من بعده !
ب- السليمانية: أصحاب سليمان بن جرير ، وكان يقول إن الإمامة شورى بين الخلق ، ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين ، وأنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل .
جـ - الصالحية والبترية: وهم كالسليمانية ، إلا أنهم توقفوا في أمر أمير المؤمنين ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه في القول بإيمانه وكفره .
للتأمل: كل هذه الفرق الشيعية ليس عندها من أمر النص على الإثني عشر خبراً !!
======
سوف أسهل لكم المسألة .
1- لم يدع أحد النص على علي رضي الله عنه قبل عبدالله بن سبأ ولم يكن ابن سبأ ولا الشيعة آنذاك يؤمنون بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً
مفترض الطاعة كما اخترع لاحقا .
2- أول من زعم أن في أهل البيت أئمة مفترضي الطاعة هو شيطان الطاق لكنه لم يدع النص على تحديد اثني عشر إماماً ، وإنما اخترع ذلك لاحقاً .
3- دخل في مذهب التشيع زنادقة وكذبة ومن لا يعرف حالهم فضلاً عن الغلاة اخترعوا روايات مفتراة متضاربة نسبوها لأهل البيت افتروا فيها
عقائد محدثة ودعوا إليها .
4- كانت الشكوى عريضة من أهل البيت من كثرة الكذب عليهم وافتراء العقائد ثم نسبتها إليهم .
5- بيان وتحذير أئمة السلف من التابعين ومن تبعهم من كثرة الكذب في أوساط الرافضة واشتهاره فيهم .هذا وغيره مما سيأتي يؤكد أن القول بالنص أكذوبة مفتراة على أهل البيت
-------------------------
الفصل الأول: كشف المفترين (مؤسسي المعتقد):
أول من ادعى النص على علي رضي الله عنه:
كان اليهودي عبدالله بن سبأ أول من ادعى أن علياً رضي الله عنه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد شهد بذلك المؤرخ الشيعي النوبختي في كتابه فرق الشيعة ص50 بقوله:
(وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهودياً فأسلم
ووالى علياً عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام
بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام بمثل
ذلك ، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف
مخالفيه ، فمن هناك قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ) .
* ولم ينقل هذا النص المزعوم خير الناس بعد الأنبياء من المهاجرين والأنصار ولو كان عندهم منه خبر لنقلوه ، ولكانوا أسرع الناس إلى الإيمان به .
فما هي إلا عقيدة سبأية مفتراة نزه الله أهل البيت والأصحاب عنها .
2- أول من ادعى أن في أهل البيت إماماً معصوماً مفترض الطاعة:
في الكافي ورجال الكشي رواية تكشف أن شيطان الطاق (مؤمن الطاق كما يلقبه الروافض) هو أول من زعم ذلك .
وفيها أن زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم لما علم بافتراء شيطان الطاق بعث إليه ليقف على حقيقة الأمر فقال له زيد ( بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماماً مفترض الطاعة ؟
قال شيطان الطاق:نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ، فقال: وكيف وقد كان يؤتى باللقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار ؟
قال شيطان الطاق: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة ) رجال الكشي ص 186 ، وبنحو هذا جاء في الكافي 1/174 .
3- ثم تتابع الكذب والافتراء في ذلك على أعلام أهل البيت حتى اشتكوا من ذلك:
أ- قال جعفر الصادق رحمه الله: ( إن ممن ينتحل هذاالأمر(أي التشيع) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه) . الكافي الجزء8صفحة254 .
ب- وقال (رحِم اللهُ عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يبغّضنا إليهم، أما والله لو يروون محاسِن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكنّ أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشراً) الكافي 8/229 .
ج_ وقال: ( إن الناس أولعوا بالكذب علينا ) . بحار الأنوار: 2/246 .
* وبين سلف الأمة من التابعين ومن تبعهم فشو الكذب والافتراء على أهل البيت لدى الرافضة فقالوا:
أ- قال مؤمل بن إهاب ، سمعت يزيد بن هارون يقول: (يُكتب عن كل مبتدع إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون) .
ب- قال معاوية بن خازن ، سمعت الأعمش يقول: (أدركت الناس وما يسمونهم إلا بكذابين ، يعني الرافضة) .
ج_ وسُئل الإمام مالك عن الرافضة الشيعة فقال: (لا تكلمهم ولا ترد عنهم فإنهم يكذبون) .
د- قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: (لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة) .
هـ - قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: (الدين لأهل الحديث، والكلام والحيل لأهل الرأى، والكذب للرافضة).
*وامتلأت كتب الرافضة بالروايات التي لا يعلم عدالة رواتها فقد كان سوق الكذب مفتوحاً
وعلم جرح الرجال و تعديلهم معدوماً بل كان أصحاب التصانيف فيهم يروون عن الكذبة والفسقة والمجاهيل وفاسدي المعتقد ويشهدون بصحة رواياتهم ؟
ذكر ذلك الحر العاملي في وسائل الشيعة (30/260) بقوله:
" الحديث الصحيح هو ما رواه العدل الإمامي الضابط في جميع الطبقات ، ثم قال : وهذا يستلزم ضعف كل الأحاديث عند التحقيق ، لأن العلماء لم ينصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادرا ، وإنما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة قطعا !!
ثم قال : كيف وهم مصرحون بخلافها ( أي العدالة ) حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه ) .
وهنا نعلم حقيقة أن القول بأن في أهل البيت أئمة معصومين مفترضي الطاعة أكذوبة كبرى لفّقها فاسدي المعتقد والكذبة والفسقة والمجاهيل ثم نسبوها لأهل اليت زوراً وكذبا لغايات شتى .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::
خلاصة الفصل الأول:
1- لم يدع أحد النص على علي رضي الله عنه قبل عبدالله بن سبأ ولم يكن ابن سبأ ولا الشيعة آنذاك يؤمنون بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً
مفترض الطاعة كما اخترع لاحقا .
2- أول من زعم أن في أهل البيت أئمة مفترضي الطاعة هو شيطان الطاق لكنه لم يدع النص على
تحديد اثني عشر إماماً ، وإنما اخترع ذلك لاحقاً .
3- دخل في مذهب التشيع زنادقة وكذبة ومن لا يعرف حالهم فضلاً عن الغلاة اخترعوا روايات مفتراة
متضاربة نسبوها لأهل البيت افتروا فيها عقائد محدثة ودعوا إليها .
4- كانت الشكوى عريضة من أهل البيت من كثرة الكذب عليهم وافتراء العقائد ثم نسبتها إليهم .
5- بيان وتحذير أئمة السلف من التابعين ومن تبعهم من كثرة الكذب في أوساط الرافضة واشتهاره
فيهم .
هذا وغيره مما سيأتي يؤكد أن القول بالنص أكذوبة مفتراة على أهل البيت
وسيأتي بحول الله مزيد بيان في تحديد وقت اختراع النص على إمامة الإثني عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني: الحجج الدامغة في نسف القول بالنص على إمامة الإثني عشر:
ولأن المقام مقام اختصار لا استقصاء أذكر عدداً من الحجج التي تكفي لنسف خرافة النص:
1- خلو كتاب الله تعالى من النص على إمامة الإثني عشر أو أحدهم :
يقول الإثني عشرية أن منزلة الإمامة الإثني عشرية كمنزلة النبوة بل قالوا أن الأئمة أعلى درجة من الأنبياء المرسلين والملائكة المقربين .
وحكى ذلك عنهم الخميني عنهم فقال ( وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب،ولا نبي مرسل ) الحكومة الإسلامية ص 52 .
والنبوة كما هو معلوم تثبت لمدعيها بالآيات المحكمات وبالبراهين الواضحات وبالمعجزات وببيان النبي لذلك ، ولذا صدعوا بكلمة الحق وصبروا على الأذى في ذلك
( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )هذه هي سنة الأنبياء وآخرهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم
.فهل كان الأئمة كذلك ؟
أين الآيات ، وأين البراهين ،
وأين المعجزات ،
وأين الصدع والصبر على الأذى ،
بل أين نصرة الله لهم في ذلك لو كانوا قد ادعوا ذلك ؟
** ثم إنه قد جاء الأمر بالإيمان بالأنبياء السابقين في كثير من الآيات ولم نؤمر ولو مرة واحدة بالإيمان بالأئمة الإثني عشر :
(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا ..)
ولم يرد ذكر الإيمان بالأئمة مع أركان الإيمان المذكورة مع أنهم أولى بالذكر من الأنبياء والملائكة بحسب معتقدهم ، وكونهم أئمة لهذه الأمة والحجة عليها بخلاف الأنبياء والمرسلين السابقين .
( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله والملائكة والكتاب والنبيين )
وهنا نجد الأمر بالإيمان بالأنبياء والملائكة ولا نجد ذكراً للأمر بالإيمان بالأئمة !!
ومثل ذلك كثير ، ناهيك عن سور القرآن التي جاءت في ذكر الأنبياء بل سميت بأسمائهم كسورة يوسف ويونس ونوح ومحمد وهود وإبراهيم وقصص الأنبياء التي تكررت كثيرا كقصة موسى وعيسى وغيرهم .
* بل قدر ذكر ما هو اقل من ذلك قدراً من الكائنات أو الأحكام كالبعوضة والنملة والذبابة ومن الأحكام
كالمواريث والنكاح والطلاق وأحكام الحيض وغير ذلك .
ولا نجد نصاٌ واحداً في الأمر بالإيمان بالأئمة الإثني عشر أو ذكر أحكام أوثواب من آمن به أوعقاب من صد عنه أوغير ذلك .
وقد أدى غياب النص على الأئمة في القرآن بالرافضة إلى أمرين:
الأول: القول بتحريف القرآن واتهام الصحابة بحذف الأدلة التي تنص على إمامة الإثني عشر:
ومن أمثلة ذلك: ما رواه العياشي بإسناده عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: (لو قد قرء القرآن كما أنزل لأٌلفينا مسمّين) البحار 30/19، البرهان 1/22، الصافي 1/14
وهذا طعن صريح بالقرآن بزعم أنه حذفت منه أسماء الأئمة !
*ومنه ما قال الكاشاني في تفسير الصافي في المقدمة السادسة قال:
( المستفاد من الروايات من طريق أهل البيت أن القرآن الذين بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها
إسم علي في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله )
وحكاية كلامه هذا تغني عن التعليق !
الثاني: القول بأن للقرآن معنى باطناُ يخالف الظاهر وأن للقرآن سبعة أبطن بل أوصلوها إلى سبعين بطناً أي تأويلاً ، أي أن للآية هذا العدد من التأويل:
1- في أصول الكافي عن موسى الكاظم : (إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور ، وجميع ما أحل الله تعالي في الكتاب هو الظاهر والباطن من
ذلك أئمة العدل) أصول الكافي 1/274 وتفسيرالعياشي 2/16 والغيبة 83
2- وجاء: ( إن للقرآن ظهرا وبطنا وببطنه بطن إلى سبعة أبطن ) الصافي 1/31
3- بل وصل المزاد إلى سبعين بطناً ( لكل آية من كلام الله ظهر وبطن بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة سبعة بطون وسبعون بطنا) مرآة الأنوار 3
فهل كان هذا اللعب إلا نتيجة للإفلاس من النص ؟
*كيف يكون للقرآن معنى خفياً والله تعالى يصف القرآن بأنه عربي واضح بيّن ( بلسان عربي مبين ) .
ويسره على عباده ليعتبروا بآياته ويدّكروا ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
* ولا عجب إذا وجدت علماءهم ومفسريهم يأولون القرآن تأويلات باطنية لاستدارك النص على الأئمة ، وقد حفلت كتبهم بذلك :
وخذ مثالاً من كتبهم ورد في كتاب الغيبة للطوسي ص106 أراد به الطوسي الاستدلال على الأئمة الاثني عشر قال:
( وروى جابر الجعفي قال: سألت أبا جابر عليه السلام عن تأويل قول الله عز وجل: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك
الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )
قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: يا جابر أما السنة فهي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهورها اثنا عشر شهراً فهو أمير المؤمنين وإليّ وإلى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي
وابنه محمد وابنه علي وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه والأرعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون
باسم واحد علي أمير المؤمنين وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد ، فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم و(لا تظلموا فيهن أنفسكم )أي قولوا بهم جميعا تهتدوا .
شهور السنة الإثني عشر أصبحت بفضل التأويل الباطني هم الأئمة الإثني عشر !
والأشهر الحرم الأربعة أصبح تأويلها من اسمه علي من الأئمة !
والإفلاس من النص يصنع أكثر من ذلك ، نسأل الله العافية .
ومن الحجج الدامغة على فساد معتقدهم:
2- خلو السنة النبوية من ذكر النص على الأئمة الإثني عشر أو الأمر بالإيمان بهم أو حتى ذكر أسمائهم:
ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد بلغ أمته أركان الإسلام أتم بلاغ كالشهادتين
والصلاة والزكاة والصوم والحج ، وفصل أحكام هذه الأركان ، حتى ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
* ومن المقطوع به عند السلف والخلف من علماء الأمة بل عند من له أدنى إلمام بالسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ركناً في الدين يقال له الولاية ، ولم يأمر أمته بالإيمان أو باتباع اثني
عشر إماماً معصوماً ، ولم يذكر أسماء هؤلاء ، ولم يذكر ولو حكماً من أحكام هذا الركن المفترى !
فكيف يدعي الرافضة الإثني عشرية أن ولاية الإثني عشر هي أعظم أركان الدين وقد خلا منه القرآن والسنة ؟
* وقد أدى غياب النص على الأئمة الإثني عشر في السنة بالرافضة إلى أمرين:
الأول: اتهام الصحابة بكتمان النص وتكفيرهم والقول بردتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم :وافتروا روايات فيها تكفير الصحابة من المهاجرين والأنصار واتهامهم بالردة ، وهم الذين قال الله
فيهم: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )
كفروهم لأنهم نقلة السنة النبوية ، ولأنهم لم ينقوا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النص على إمامة الإثني عشر شيئا ، ولأن ذلك من أبلغ الحجج التي تهدم دينهم .
* ومما جاء من أكاذيبهم في ذلك :
1- روى الكشي ـ وهو عمدتهم في الرجـال ـ باسناد (معتبر عندهم)عن الباقر كذباً عليه أنه قال : ( ارتـد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقـداد. قال الراوي فقلت فعمار، قـال كان حاص حيصة ثم رجع ) رجال الكشي ص 11-12 .
2- عن حمران بن أعين قال ( قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ، فقال : ألا أحدثك بأعجب من ذلك ، المهاجـرون والأنصار ذهبوا
إلا وأشـار بيده ثلاثة ) . الكافي 2/244 ، رجال الكشي ص 7 ، بحار الأنوار 22/345
من أجل إثبات النص لم يبقوا من الصحابة على الإسلام إلا ثلاثة ، والرابع مشكوك فيه )
** وبسبب غياب النص من السنة كفروا الأنصار الذين رضي الله عنهم ووعدهم بالجنة:
3- عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا ، فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل
جاهلية ، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية ، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم ) روضة الكافي
هذه هي الملة السبأية التي طعنت في الصحابة منذ ظهورها في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بهدف تغيير الملة وحرف الناس عن الإسلام .
الثاني: تأويل نصوص السنة النبوية لتوافق معتقداتهم ، أو الاحتجاج بالأحاديث الموضوعة المكذوبة:
حين أفلسوا من النص جاءوا إلى نصوص السنة فحرفوا تأويلها ولفّوا أعناقها لتوافق معتقدهم الفاسد
وخالفوا بذلك التأويل فهم رواتها من الصحابة والتابعين ومن تبعم وهم أعلم الناس بالسنة فهل فهم الروافض ما لم يفهمه الصحابة والقرون المفضلة ؟
وأذكر أمثلة لذلك على سبيل الاختصار:
* تأويلهم لروايات ( الخلفاء الإثني عشر ) بالأئمة الإثني عشر ، ويبدو أن عقدة رقم 12 تطاردهم دائماً .
* وكذلك تأويلهم لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى )
بأنه نص في استخلافه بعده ، مع أن هارون مات في حياة موسى وقد استخلفه على قومه في حياته حينما ذهب لميقات ربه ، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم عليا حين استخلفه على أهل بيته
حين خرج إلى غزوة تبوك باستخلاف موسى لهارون ، فأين النص وأين الوصية ؟
ما هو إلا الإفلاس من النص .
*وكذلك تأويلهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) بأنه تنصيب لعلي بالخلافة بعده ، متجاهلين سبب ورود القصة ودلالة لفظ الحديث إذ هو لا يتجاوز الأمر بمحبة علي
ومودته ، لا خلافة ولا وصية ولا غير ذلك ، ولو أراد النبي ذلك لبينه أوضح بيان .
والغريق يتعلق بقشه .
3- القول بالنص افتراء على الأئمة أنفسهم :
** مثل هذا الإدعاءالخطير والكبير تستدعي الضرورة والأهمية نقله عن الأئمة من محبهم ومبغضهم
كما نقل ادعاء النبوة من قِبَل مسيلمة وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وغيرهم من مدعي النبوة الكاذبين ..
وكما نقل أمر بيعة أبي بكر وعمر وشورى الستة بعد عثمان ، وكما نقل استخلاف معاوية لابنه يزيد وغير ذلك كثير من الأمور المشهورة التي لا يمكن أن تخفى وتستدعي الضرورة والأهمية نقلها
بل كما نقلت أحاديثه رضي الله عنه ومناقبه ، وهذا الإدعاء أولى منها بالنقل .
** وقد عاش رضي الله عنه أكثر عمره في مكة والمدينة ثم انتقل للكوفة في آخر حياته وأخذ العلم عنه خلق كثير من أهل السنة ونقلوا عنه العلم ، ولم ينقل أحد منهم النص على كونه إماماً معصوماً
مفترض الطاعة ، لا من المهاجرين ولا الأنصار ولا من التابعين بل ولا من الخوارج والنواصب ولو على سبيل الاعراض والتفنيد .
** وبذلك نعلم أنها أكذوبة سبأية تفرد باختراعها ابن سبأ بشهادة شيخ الرافضة النوبختي كما في (فرق الشيعة ص50) وتلقاها عنه أتباعه إلى اليوم .
** كيف وبيعته لأبي بكر وعمر ودخوله في الشورى مع الستة بعد عمر دليل على عدم ادعائه ذلك ،
ولا يجوز له أن يتنازل عن هذا الأمر الإلهي لغيره ، فضلا عن أن يبايع الكفار والمنافقين بزعمهم .
** ويقال في الأئمة من بعده الحسن والحسين وزين العابدين والباقر والصادق وغيرهم وهم من علماء أهل السنة وممن سكنوا المدينة ما قيل في علي رضي الله عنه:
وذلك أنه لم ينقل عنهم هذا الادعاء المفترى على كثرة من طلب العلم على أيديهم من علماء أهل السنة في المدينة ولو على سبيل الاعتراض والتفنيد . ( أنظر تراجمهم في سير أعلام النبلاء وغيره ) .
مما يدل على دعوى النص أكذوبة مفتراة عليهم على يد أتباع ابن سبأ كشيطان الطاق وأضرابه .
4- إنكار أهل البيت (العترة) للنص المفترى ومنهم أبناء الأئمة المفترى عليهم وإخوانهم وأحفادهم :
وقد حفلت كتبهم بذكر كثير من ذلك ولا يعقل أن يعلم النص على الأئمة البعيد من الناس ويجهله أبناء الأئمة وإخوانهم وأحفادهم !
وإليكم أمثلة في ذلك:
أ- محمد بن علي بن أبي طالب لا علم له بالنص على علي بن الحسين:
جاء في الكافي وغيره: (لما قتل الحسين أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين وقال له: قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك ، وولادتي من علي عليه السلام ، في سني وقديمي أحق بها
منك في حداثتك ، فلا تنازعني في الوصية ولا الإمامة ولاتحاجني ،
فرد عليه علي بن الحسين:إنطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم عليه ونسأله عن ذلكفانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية: إبدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل وسله أن ينطق لك الحجر ، ثم سل
فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ، ثم دعا الحجر فلم يجبه !
ثم دعا الله علي بن الحسين عليهما السلام فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان
عربي مبين ، فقال: اللهم إن الوصية والإمامة إلى علي بن الحسين ) .
الكافي في الأصول ، باب مايفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة (ج 1 ص 348) ، و أعلام الورى للطبرسي (ص258 و259) .
للتأمل: محمد بن علي بن أبي طالب لا علم له النص على الإمام الثالث زين العابدين علي بن الحسين فضلاُ عن أن يعلم بالنص على بقية الإثني عشر !!
ب- زيد بن علي بن الحسين ينكر أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة:
في رجال الكشي والكافي أنه عندما علم الإمام زيد بن علي بن الحسين رحمهم الله بزعم شيطان الطاق أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة استدعاه وقال له: ( بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماماً مفترض الطاعة ؟
قال شيطان الطاق: نعم ، وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ، فقال: وكيف وقد كان يؤتى باللقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار ؟
قال شيطان الطاق: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة )رجال الكشي ص 186 ، وبنحو هذا جاء في الكافي 1/174 .
للتأمل: زيد بن علي بن الحسين لا يعلم أن أباه كان إماماً معصوماً منصباً من السماء ، فضلا عن أن يعلم عن النص على الإثني عشر شيئاً ؟
3- عبدالله بن جعفر الصادق لا يعلم بإمامة أخيه موسى الكاظم:
نقلوا أنه حصل خلاف بين موسى ابن جعفر وبين أخيه عبد الله (وهو أكبر أولاد جعفر)على الإمامة فأمر موسى بجمع حطب في وسط الدار ، وأرسل الى أخيه عبدالله يسأله أن يصير اليه ، فلما صار إليه ومع موسى جماعة من الإمامية ،
فلما جلس موسى أمر بطرح النار في الحطب فاحترق ، و لا يعلم الناس السبب فيه حتى صار الحطب كله جمرا ً ثم قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار ، و أقبل يحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثوبه ورجع الى المجلس ،
فقال لأخيه عبد الله : إن كنت تزعم أنك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس ) .كشف الغمة للأربلي (ج3 ص73) .
للتأمل: عبدالله بن جعفر أكبر أبناء جعفر الصادق لا يعلم بالنص على أخيه موسى فضلاُ بقية الإثني عشر !
ملحوظة: نحن ننقل ما في كتب القوم لنحاكمهم إليها وإلا فإن من ذكرت من أعلام أهل البيت برآء من التنازع في هذه العقيدة الطاقية السبأية .
4- إنكار جعفر العسكري وأمه أن لأخيه الحسن العسكري ولداً فضلاُ عن أن يعتقد في الولد النص: والأمر معلوم مشهور . ( أنظر الغيبة للطوسي ص64 ).
5- بيعة أهل البيت لمحمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي في زمن جعفر الصادق:
يقولون نحن نتبع العترة ، ونقول العترة تكذب دعواكم هاهم بنو هاشم يبايعون رجلاً من أهل البيت في زمان جعفر الصادق رحمه الله !
قال الأصفهاني الشيعي: ( وكان محمد بن عبدالله الحسن من أفضل أهل بيته ، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتابه وحفظه له ، وفقهه في الدين ، وشجاعته ، وجوده ، وبأسه ، وكل أمر يجمل بمثله ، حتى لم يشك أحد أنه المهدي ،
وشاع ذلك له في العامة ، وبايعه رجال من بني هاشم جميعاً ، من آل أبي طالب وآل عباس وسائر بني هاشم ) الأغاني1/205 ، مقاتل ص180 .
والسؤال: إذا كان أهل البيت وهم العترة لا يعلمون بالنص على جعفر الصادق فضلا عن الإثني عشر ، فمن أين للروافض بهذا الإدعاء ؟
5- القول بالنص على الإثني عشر أكذوبة افتريت بعد زمن الغيبة سنة260هـ :
والأدلة على ذلك كثيرة منها:
أ- خلو كتب علماء السلف التي دونت قبل سنة 260 هـ من الإشارة إلى تلك العقيدة:
أو تسمية الروافض بالإثني عشرية ، بل ولا نجد حتى رواية واحدة ولو موضوعة مع كثرة ما وضعه الروافض على أهل البيت آنذاك .
ب- لا وجود للنص على الإثني عشر في كتب الروافض أنفسهم قبل سنة 260 هـ :
ونتحدى أن يأتونا بكتاب من كتبهم ألف قبل زمن الغيبة يذكر فيه النص على الإثني عشر أو الإشارة إلى أن الروافض كانوا يعتقدون ذلك .
ذلك أن الروافض اخترعوا عقيدة النص على الإثني عشر بعد موت الإمام الحادي عشر عقيماً ليبقى مذهبهم السبأي ولنهب أخماس المغفلين .
وللترقيع استنسخوا عقيدة المهدي المختفي الهارب الذي سيعود فيحكم الأرض ويملأها عدلاً وقسطاً من الكيسانية والناووسية والواقفة وغيرهم ، وكان كل منها ادعى أن صاحبه قد غاب وأنه هو المهدي .
*وهنا تحد عريض الأخ الجمال سدده الله للإثني عشرية بعنوان:
يا إثني عشرية .. عفوا .. متى أصبحتم إثني عشرية ؟
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=56845
6- جهل كبار أصحاب الأئمة وعلماء الروافض بالإمام بعد الإمام:
وهذه أمثلة:
أ- انقسام أصحاب الباقر إلى فرقتين إحداها قالت بإمامة محمد بن الحسن بن الحسن بن علي من بعده .وقد أشار إلى ذلك النوبختي وغيره (فرق الشيعة للنوبختي ص91)
والسؤال: هل كان أصحاب الباقر سيضلون عن الإمام الصادق فيبايعون محمد بن الحسن لو كان النص على الصادق - فضلاُ عن بقية الإثني عشر - معلوماً ؟
ب- جل مشايخ الشيعة وفقهاؤها قالوا بإمامة عبدالله الأفطح بن جعفر الصادق بعد أبيه وجعلوا الإمامة في ولده من بعده : وكفى بذلك هدماً لادعاء النص على الإثني عشر !
قال النوبختي: ومال لهذه الفرقة ( أي الفطحية ) جل مشايخ الشيعة وفقهاؤها ولم يشكوا في أن الإمامة في عبدالله بن جعفر وفي ولده من بعده فمات عبدالله ولم يخلّف ذكرا فرجع عامة الفطحية عن القول بإمامته سوى قليل منهم
إلى القول بإمامة موسى بن جعفر عليهما السلام ) فرق الشيعة للنوبختي ص106 .
للتأمل: لم يكتشف علماء الرافضة وفقاؤهم أن عبدالله بن جعفر ليس الإمام إلا حين مات ولم يخلف ذكراً يحمل الإمامة من بعده !!
فأين النص على الكاظم بل أين النص على بقية الإثني عشر !!
واضح لكل منصف أنه لم يكن ثمة نص وإنما هي عقيدة ملفقة مكذوبة على أهل البيت .
** وقد كان نفر قليل من هؤلاء قد تاهوا في تحديد الإمام من بعده وضلوا:
كما جاء في الكافي: عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِيهِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ أَنَا وَ
صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ عِنْدَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ بِهِ عَاهَةٌ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَسْأَلُهُ عَمَّا كُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ فِي كَمْ تَجِبُ فَقَالَ فِي مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ فَقُلْنَا فَفِي
مِائَةٍ فَقَالَ دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ فَقُلْنَا وَ اللَّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ هَذَا قَالَ فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلَّالًا لَا نَدْرِي إِلَى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ فَقَعَدْنَا فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ بَاكِينَ
حَيَارَى لَا نَدْرِي إِلَى أَيْنَ نَتَوَجَّهُ وَ لَا مَنْ نَقْصِدُ وَنَقُولُ إِلَى الْمُرْجِئَةِ إِلَى الْقَدَرِيَّةِ إِلَى الزَّيْدِيَّةِ إِلَى الْمُعْتَزِلَةِ إِلَى الْخَوَارِجِ) . الكافي 1/351 .
للتأمل: كبار من يزعم أنهم أصحاب للصادق كصاحب الطاق وهو من زعم أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة - كما
تقدم - لا يعلم النص على موسى الكاظم ، بل كادوا من شدة اضطرابهم يتحولون إلى عقيدة المرجئة أو الزيدية أو المعتزلة أو الخوارج !!
والسؤال: لو كان النص على موسى الكاظم و بقية الإثني عشر معلوماً مشهوراً نقله الأئمة الستة السابقين وقبلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هل كان سيجهله أصحاب الصادق ومن دونهم من العوام ؟
ج- اختلاف أصحاب الرضا من بعده على تحديد الإمام على فرق عديدة:
كما في ( فرق الشيعة ص113 ) وغيره ، وسيأتي بيان ذلك بحول الله .
والسؤال: هل كان هؤلاء سيفترقون هذه الفرق لو كان النص على محمد بن علي الجواد -فضلاً عن من بعده من بقية الإثني عشر - معلوماً ؟
د- قول طائفة من أصحاب الهادي (الإمام العاشر) أن الإمام بعده ابنه محمد بن علي وليس الحسن العسكري .ذكر ذلك النوبختي في ( فرق الشيعة ص124 ) .
والسؤال: هل كان هؤلاء سيضلون عن إمامة الحسن العسكري بقولهم هذا لو كان النص عليه معلوماً ؟
هـ- ضلال أصحاب الحسن العسكري بعده في تحديد الإمام وافتراقهم على أربع عشرة فرقة :
كما جاء في عدد من كتبهم ( فرق الشيعة ص126)
وسبب هذا التفرق الكبير موت الحسن العسكري عقيماً !
والسؤال: هل كانت هذه الفرق لتضل عن القول بإمامة المهدي المزعوم لو كان النص عليه وعلى من قبله من الإثني عشر مشهوراً معروفاً لديهم منقولاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأحد عشر ؟
وبذلك يعلم أن تأليف النص وتلفيقه إنما كان يزور بعد الإدعاء بإمامة الإمام ، ولذا تضاربت النصوص في تعيين الأئمة لكثرة الكذب على أعلام أهل البيت رحمهم الله في ذلك..
وسيأتي بيان ذلك بحول الله .
ملحوظة مهمة: نحن نذكر دعاوى الرافضة من أن هؤلاء أصحاب للأئمة وأتباع وإن كانوا
في الحقيقة لا يجاوزون كونهم كذبة زنادقة مفترين عليهم وهم منهم برآء .إستراحة:
من المفارقات أن شيوخ الشيعة القمي (ت 299هـ أو301 هـ ) في كتابه المقالات والفرق ، والنوبختي ( ت 310هـ ) في كتابه (فرق الشيعة) رغم كثرة ما ذكرا من الفرق الشيعية التي تطورت عبر القرون لم يذكرا فرقة لها هذا الإسم ..
وقد عاش القمي في القرن الثالث ، وكذلك النوبختي عاش في النصف الثاني من القرن الثالث وأول الرابع !
* ولعل أول من ذكر ذلك هو المؤرخ الشيعي المسعودي ت 349هـ في كتابه (التنبيه والإشراف ص198) .
مما يدل على تأخر نشوء وانتشار دعوى النص على الإثني عشر !
7- اضطراب فرق الشيعة في تحديد الأئمة:
**وينبغي هنا ان أنبه إلى ان مفهوم الإمامة يختلف بين فرق الشيعة ، فمنهم من يقول بانها الولاية والحكم كالكيسانية والزيدية
ومنهم من غلا فجعلها درجة أعلى من درجة النبوة ، وادعوا عصمة الإمام ونزول الوحي عليهم كالإمامية .
مما يكذب دعوى النص على الإثني عشر أن كل فرقة من فرق الشيعة عينت إماماً محدداً وزورت له من النصوص و ادعت الوصية له ، وإليكم الأمثلة:
أولاً: الكيسانية:
وقالوا بإمامة محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) بعد أبيه أمير المؤمنين رضي الله عنه وقيل لا بل بعد الحسن والحسين رضي الله عنهما .
وافترق هؤلاء بعد وفاة ابن الحنفية رحمه الله فرقاً:
أ- المختارية: أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وقالوا: بأنه لم يمت وأنه المهدي ، وأنه في جبل رضوى قرب المدينة ، وأنه سيعود فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً .
وفي ذلك قال كثير عزة ـ وكان من الكيسانية المختارية ـ :
ألا إن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر *** وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى *** يقود الخيل يقدمه اللواء
تـَغيّب لا يـُرى فيهم زماناً *** برضوى عنده عسل وماء
ب - الهاشمية: أتباع أبي هاشم بن محمد بن الحنفية ، وقالوا بأنه الإمام بعد أبيه .
ولما مات اختلفوا بعدهى على فرق ، كل فرق ادعت الوصية لصاحبها:
1ـ فرقة قالت: أن أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، وقالت بأن الإمامة في أولاده وهم بنو العباس ومن قامت عليهم الدولة العباسية .
2ـ وفرقة قالت: أن الإمامة بعد موت أبي هاشم لابن أخيه الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية .
3 ـ وفرقة قالت: أن أبا هاشم أوصى إلى أخيه علي بن محمد وعلي أوصى إلى ابنه الحسن .
والإمامة عند هؤلاء لا تخرج من ولد ابن الحنفية رحمه الله بالنص والوصية !
4 ـ وفرقة قالت: بإمامة عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب .
وبين هذه الفرقة ومن سبقها خلاف شديد فيمن هو وصي أبي هاشم ، وكل فرقة تدعي الوصية !
5 ـ وقالت البيانية: وهم أتباع بيان بن سمعنا التميمي ، وقالوا بانتقال الإمامة من أبي هاشم إليه .
جـ ـ الرزامية: وقالوا بإمامة ابن الحنفية بعد أبيه أمير المؤمنين علي رض لله عنه ثم إلى أبي هاشم ثم إلى علي بن عبدالله بن عباس بالوصية .
وتفرع عن هذه الفرق فرقاً غالية وملاحدة كالخرمية والمزدكية وغيرها .
ثانياً الزيدية:
وقالوا بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وقالوا بأن الإمامة في ولد فاطمة رضي الله عنها
وأن أي فاطمي عالم شجاع سخي خرج بالإمامة أن يكون إماماً واجب الطاعة سواءاً كان من ولد الحسن أو من ولد الحسين !!
وبعد قتل زيد رحمه الله قام بالإمامة بعده ابنه يحي ثم قتل هو أيضاً ، فقالوا بإمامة الأخوين محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن بن الحسن اللذين خرجا أيام المنصور فقتلا أيضا
* وافترقت الزيدية بعد ذلك على فرق:
أـ الجارودية: وزعموا أن النبي نص على علي رضي الله عنه بالوصف دون التسمية !!
وقالت بإمامة من ذكرت أعلاه ، ثم اختلفوا على التوقف بعد محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن أو القول بإمامة من بعده !
ب- السليمانية: أصحاب سليمان بن جرير ، وكان يقول إن الإمامة شورى بين الخلق ، ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين ، وأنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل .
جـ - الصالحية والبترية: وهم كالسليمانية ، إلا أنهم توقفوا في أمر أمير المؤمنين ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه في القول بإيمانه وكفره .
للتأمل: كل هذه الفرق الشيعية ليس عندها من أمر النص على الإثني عشر خبراً !!
======
سوف أسهل لكم المسألة .
1- لم يدع أحد النص على علي رضي الله عنه قبل عبدالله بن سبأ ولم يكن ابن سبأ ولا الشيعة آنذاك يؤمنون بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً
مفترض الطاعة كما اخترع لاحقا .
2- أول من زعم أن في أهل البيت أئمة مفترضي الطاعة هو شيطان الطاق لكنه لم يدع النص على تحديد اثني عشر إماماً ، وإنما اخترع ذلك لاحقاً .
3- دخل في مذهب التشيع زنادقة وكذبة ومن لا يعرف حالهم فضلاً عن الغلاة اخترعوا روايات مفتراة متضاربة نسبوها لأهل البيت افتروا فيها
عقائد محدثة ودعوا إليها .
4- كانت الشكوى عريضة من أهل البيت من كثرة الكذب عليهم وافتراء العقائد ثم نسبتها إليهم .
5- بيان وتحذير أئمة السلف من التابعين ومن تبعهم من كثرة الكذب في أوساط الرافضة واشتهاره فيهم .هذا وغيره مما سيأتي يؤكد أن القول بالنص أكذوبة مفتراة على أهل البيت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق