الجمعة، 1 يناير 2016

في انتقاد علني نادر الأزهر: الكنيسة القبطية ترعى قنوات تسيء للإسلام وتثير الفتن


القاهرة - عربي21 - خالد شرف# الخميس، 31 ديسمبر 2015 

الأزهر: الكنيسة القبطية ترعى قنوات تسيء للإسلام وتثير الفتن

لم تقترب السلطات من القنوات الدينية المسيحية بعد الانقلاب بعكس الإسلامية - أرشيفية

لأول مرة منذ سنوات طويلة، وجه الأزهر الشريف في مصر، انتقادا علنيا للكنيسة الأرثوذكسية، واتهمها برعاية قناة فضائية مسيحية تهاجم الإسلام وتسيء إليه وتثير الفتنة الطائفية في البلاد.
ويعد الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية، أعلى هيئتين دينيتين رسميتين في البلاد، وهما يخضعان بشكل كبير لسيطرة النظام الحاكم منذ ما يقارب النصف قرن.
وبدأ الخلاف النادر بين الجانبين بإعلان مرصد الأزهر الشريف، وهو مؤسسة تابعة للأزهر، أنه تابع باهتمام بالغ قنوات فضائية مسيحية تبث أفكارا متطرفة وتبغي إثارة الفتن والقلاقل بين أبناء الوطن في هذه الأوقات العصيبة. 

أوقفوا التحريض

ودعا المرصد، في بيان له الخميس، تلقت "عربي21" نسخة منه، قادة الكنيسة المصرية للعمل على توجيه وتصحيح مسار تلك القنوات التي تثير الأحقاد والضغائن وتهدد أمن المجتمع وتزعزع استقراره. 
وأضاف البيان: "لاحظ المرصد بقلق بالغ أخيرا أن هناك قنوات فضائية مسيحية تبث على القمر الصناعي المصري "نايل سات" وبخاصة قناة الحياة المسيحية "Al-Hayat TV"، تبث برامج حوارية تتعرض لعقائد المسلمين ونصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة وتلصق بالإسلام كل نقيصة وتشكك في عقائده وأحكامه بطريقة سافرة لا تقوم على دليل ولا تمت للمنهج العلمي بصلة".
وتابع: "تستضيف القناة ضيوفا تقدمهم على أنهم مسلمون مرتدون عن الإسلام ومعتنقون للمسيحية، الأمر الذي يستفز مشاعر المسلمين ويخلق حالة من الكراهية تجاه إخوانهم المسيحيين الذين طالما عاشوا معا يتبادلون مشاعر الاحترام والتقدير". 
وقال المرصد: "إذا كان من اليسير على الأزهر الشريف الرد على كل الشبهات والأباطيل التي تثيرها هذه القناة، فإن الأزهر الشريف لا يريد أن يدخل في جدل غير مجدٍ، والذي من شأنه أن يذكي نار الفتنة ويغذي الأحقاد ويهدد السلم المجتمعي والنسيج الوطني". 
وأضاف أن "الأزهر الشريف يعرب دائما عن احترامه لكل الأديان السماوية، ويؤمن بسنة التنوع والاختلاف، لكنه في الوقت نفسه يرفض رفضا مطلقا أي مساس بأديان ومعتقدات الآخرين وفقا للآية القرآنية (لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ)".
واختتم المرصد بيانه بالقول إن "مرصد الأزهر على يقين من أن الكنيسة الوطنية المصرية لا يمكن بحال أن تقر أو ترضى عما تبثه قناة الحياة Al-Hayat TV، فهي شريك أصيل في بيت العائلة المصرية الذي يترأسه كل من الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والذي يحرص على مكافحة كل ما من شأنه أن يهدد كيان المجتمع المصري ويفرق بين أبنائه، ويمزق نسيجه ووحدته الوطنية".

نرفض خطاب التعصب

من جانبها، نفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تبعية قناة الحياة المسيحية لها، وزعمت أنها ليست مسؤولة عن المحتوى الذي تقدمه.
وأوضح القس "بولس حليم"، المتحدث باسم الكنيسة، في تصريحات صحفية، أن القنوات التابعة للكنيسة المصرية بشكل رسمي هي قنوات "سي تي في" و"أغابي" و"مي سات" و"كوجي" و"لوغوس" و"سي واي سي"، فقط، مشيرا إلى أن باقي القنوات المسيحية الأخرى لا علاقة للكنيسة بها. 
وأكد القس "حليم" رفض الكنيسة لأي محاولات لنشر العنف والتعصب والتحريض على الديانات الأخرى عبر وسائل الإعلام، مشددا على أن الكنيسة الأرثوذكسية حريصة على نشر ثقافة الحب والسلام في مصر والعالم. 

نراقب جميع القنوات

وأوضح الدكتور "أسامة نبيل"، المشرف العام على مرصد الأزهر الشريف، أن المرصد يتابع ويرصد كل ما يقدم عبر القنوات الدينية التي تبث على القمر الصناعي المصري "نايل سات" درءا للفتن التي قد يستغلها بعض أعداء مصر. 
ونفى "نبيل"، في تصريحات صحفية، أن يكون المرصد متابعا للقنوات المسيحية فقط التي تبث أفكارا متطرفة، مشيرا إلى أن تلك المتابعة الدقيقة تشمل القنوات الإسلامية وغير الإسلامية، وكثيرا ما تصدى الأزهر لقنوات إسلامية متطرفة تبث أفكارا تهدد استقرار المجتمع.
وأضاف أن الأزهر استنكر فتاوى بعض الإسلاميين الذي حرموا تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وقام شيخ الأزهر بإرسال تهنئة للبابا تواضروس هنأه فيها بعيد الميلاد المجيد، ليوضح بالمثال العملي رفضه لمثل تلك الفتاوى الشاذة والمتشددة.
وكان الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد أرسل الخميس برقية تهنئة لبابا الإسكندرية والمصريين الأقباط بمناسبة عيد الميلاد، عبر فيها عن تمنياته لهم بكل الخير، وأن يديم الله مشاعر الأخوة بين المصريين المسلمين والأقباط.
وجاءت هذه الانتقادات الرسمية من الأزهر للكنيسة في يوم عيد الميلاد، الذي يستعد فيه المسيحيون للاحتفال بالعيد وإقامة قداس الميلاد منتصف الليلة.
وأعلنت وزارة الداخلية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتأمين الأقباط قبل بدء احتفالات أعياد الميلاد، عبر انتشار قوات الأمن وخبراء المفرقعات في محيط الكنائس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق