مباحث يسيرة حول التاريخ الكبير للبخاري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:
فهذه مباحث يسيرة حول (التاريخ الكبير للبخاري) ،أصله بحثٌ من عشرة فصول،مُقسمة بيني وبين أحد الزملاء،في السنة المنهجية للماجستير1426هـ/1427هـ في قسم السنة وعلومها ، أحببت المشاركة بها ،علَّها أن تسد بعض الحاجة القائمة في بيان منهج البخاري في تاريخه
كتبها :/ إبراهيم بن عبدالله المديهش في 7/1428هـ
قال الإمام البخاري - رحمه الله - :
(وقلّ اسم في التاريخ ،إلا وله عندي قصة ،إلا أني كرهت تطويل الكتاب ) تاريخ بغداد 2/7
· وقال :
(لو نشر بعض أستاذيّ هؤلاء،لم يفهموا كيف صنفتُ كتاب التاريخ،ولا عرفوه) تاريخ بغداد 2/7
· عرَضَ إسحاق بن راهوية تاريخ البخاري على الأمير ابن طاهر ،وقال له: أيها الأمير ألا أريك سحراً، فنظر فيه الأمير وتأمّلَه ، فتعجب منه ، قائلاً:لستُ أفهم تصنيفه . تاريخ بغداد 2/7
· قال المُعَلِّمِي : (وللبخاري ولوع بالإجتزاء بالتلويح عن التصريح، كما جرى عليه في مواضع من جامعه الصحيح ؛ حرصاً منه على رياضة الطالب ،واجتذاباً له إلى التَّنَبُّهِِ،والتَّيَقُّظِ، والتَّفَهُّمِ ) مقدمة الموضح 1/14
الفصل الثاني :
منزلة المؤلف بين طبقات المتكلمين في الرواة.
لقد تبوأ الإمام البخاري - رحمه الله - مكانةً عَلِيّةً بين أئمة الجرح والتعديل ، لذا ؛اتخذه مَنْ بعدَهُ عمدة في تعليل الأحاديث، ولوازمه،ومنها:
الحكم على الرواة جرحاً وتعديلاً .
سوى ما وقع له من الأوهام في الرواة الشاميين (1) هذا ،وقد ذكره ابن عدي ضمن "الأئمة الذين يُسمع قولهم في الرجال ،إذْ هم أهل لذلك"(2)،وكذا السخاوي في "من يُعتمد قوله في الجرح والتعديل" ،فذكره في أول الطبقة الخامسة(3)،والسخاوي في "المتكلمون في الرجال"(4) ،وقد صُنف في المعتدلين، ضمن قائمة المتكلمين في الرواة(5) ودونك - رعاك الله - شذرات من كلام الإئمة في الإمام البخاري .
قال الترمذي :"ولم أر أحداً بالعراق ،ولابخراسان ،في معنى العلل والتاريخ،ومعرفة الأسانيد ،كثير أحد ،أعلم من محمد بن إسماعيل ".(6)
وقال أبو محمد الأعمش :"رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة سعيد بن مروان ،ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الأسامي ،والكنى ،وعلل الحديث ،ومحمدُبن إسماعيل يمُرّ فيه مثل السهم ،كأنه يقرأ :قل هو الله أحد " .(7)
وقال إبراهيم الخواص :" رأيت أبازرعة كالصبي ،جالساً بين يدي محمد بن إسماعيل ؛يسأله عن علل الحديث ".(8)
وقال أحمد بن حمدون :"جاء الإمام مسلم بن الحجاج إلى البخاري ،فقبّل بين عينيه ،
وقال : دعني أُقَبّل رجليك ياأستاذ الأستاذين ،ويا سيد المحدثين ،وياطبيب الحديث في علله".(9)
وقال الذهبي :( وقال بكر بن نمير :سمعت أبا عبد الله البخاري، يقول:أرجو أن ألقى الله ولايحاسبني أني اغتبتُ أحداً .
قلت :صدق ـ رحمه الله ـ ومَنْ نظر في كلامه في الجرح والتعديل ؛عَلِم ورعه في الكلام في الناس،وإنصافَه فيمن يُضعفه ،فإنه أكثر ما يقول:منكر الحديث ،سكتوا عنه ،فيه نظر،ونحو هذا. وقَلّ أن يقول :فلان كذاب ،أو كان يضع الحديث ،حتى إنه قال :إذا قلتُ: فلان في حديثه نظر،فهو متهم واه .
وهذا معنى قوله :لايحاسبني الله أني اغتبتُ أحداً . وهذا هو - والله - غاية الورع ) ا. هـ كلام الذهبي .(10)
وقال الحافظ ابن حجر :"والبخاري في كلامه على الرجال ،في غاية التحري والتوقي ،ومَن تأمل كلامه في الجرح والتعديل ؛عَلِمَ ورعه وإنصافه ،فإن أكثر ما يقول :منكر الحديث، سكتوا عنه ،فيه نظر،ونحو هذا ،وقَلَّ أن يقول :فلان كذاب ، أو يضع الحديث.
بل إذا قال ذلك ،عزاه إلى غيره بقوله :كذّبه فلان ،رماه فلان بالكذب ،حتى أنه قال :مَن قلتُ فيه :في حديثه نظر؛فهو متهم ،ومن قلتُ فيه :منكر الحديث ؛فلا تحل الرواية عنه ".(11)
الفصل الثالث:
ترتيب الكتاب, وصياغة التراجم, وأهم خصائص الترجمة(12)
حاول البخاري في تاريخه, استيعاب رواة الحديث، من الصحابة إلى طبقة شيوخه, سواءً كانوا ثقات أم ضعفاء(13),ولم يخص رواة بلدٍ دون بلد.
وقد رتّب تراجمه على حروف المعجم, إلا أنه قدَّم مَنْ اسمه "محمد" على سائر الأسماء؛ لشرف هذا الاسم(14),وقد حاول فيه الاستيعاب(15),وقد تعقبه ابن عدي(16) بهذا التكثر,حتى فيمن لم يُرو عنه إلا حرفاً واحداً.
وأبان المعلمي(17) بأن "عادة أهل الحديث أن يقولوا: روى عن فلان, وروى عنه فلان, ولو لم يكن المروي إلا حكاية" ا. هـ.
وقد ابتدأ بذكر ترجمة لرسول r, وما يتعلق بها.
وفي أثناء سرده للأسماء من كل حرف, يُبوب لكل اسمٍ ببابٍ مستقل داخل الحرف, فيقول: باب: فلان, ثم يقدم في كل حرف أسماء الصحابة، مرتباً على حروف المعجم, ثم مَنْ بعدهم إلى طبقة شيوخه, إلا أنه لم يستوعب صغارهم, كما قاله الذهبي(18).
فإذا كثرت الأسماء في الباب الواحد, رتبهم حسب أسماء آبائهم على الحرف الأول, ثم يذكر الأسماء التي لم يُسم بها إلا واحد ،فيجمعها في باب واحد، وسمَّاه: باب الواحد.
ويذكر في آخر الحرف غالباً: باب من أفناء الناس؛ وهم مَنْ لا يعرف بأبيه(19),وفي آخر الكتاب ذكر باباً لمن لم يعرف لــه اسم، وإنما يُعرف بأبيه, ورتبهم على المعجم.
وحينما رتب الأسماء الكثيرة بحسب أوائل أسماء آبائهم, توسع فعدّ كل لفظ يقع بعد الاسم الأول, فاعتبره بمنزلة اسم الأب, ويزيد على ذلك فيمن لم يُذكر أبوه، فيُعد اللفظ الواقع بعد الاسم الأول كاسم الأب.
من ذلك: عيسى الزرقي, ذكره فيمن اسمه عيسى وأول اسم أبيه (زاي) (20).
ومثله مسلم الخياط.
وإذا عرف اسم الرجل على وجهين, وضعه بحسب أحدهما في موضع, وبحسب الآخر في موضع آخر, فيترجم له في الموضعين، مثاله:شيخه
" محمد بن إسحاق الكرماني", يُعرف أيضاً بــ محمد بن أبي يعقوب, فقد ذكره في موضعين من المحمدين(21).
وإذا وجد مَنْ وصف بوصفين, وكان محتملاً أن يكون واحداً أو اثنين, فإنه يعقد ترجمتين, فإن لم يمنعه مقتضى الترتيب الذي التزمه من قَرنِهما, قَرَنَهُما(22).
أما إذا لم يسمح مقتضى الترتيب بالقران بينهما, فإنه يضع كلاً من الترجمتين موضعهما, ويشير إشارة أخرى, وقد يكتفي بظهور الحال(23).
أما عن صياغة التراجم:
فإن الإمام - رحمه الله - يذكر في الترجمة اسم الراوي, واسم أبيه, وجده, وكنيته, ونسبته إلى القبيلة, أو البلدة, أو كِلَيهما, وتاريخ الوفاة في كثير من التراجم, وبخاصة شيوخه, وقَلَّما يطيل في الأنساب, ويذكر بعض شيوخ وتلاميذ صاحب الترجمة(24),وقد يذكر جميع الشيوخ والتلاميذ، إذا كان الراوي من المقلين, وغير المعروفين بطلب العلم؛ ليتميز حاله, كما يذكر أنموذجاً من رواياته، أو أكثر, ويُبَيّن ما تحتاجه الرواية من سماع أو عدمه, فيبين أن الرواية مرسلة, أو ينص على عدم السماع(25),أو أنه غير معروف، أو نحو ذلك, وقد يجمع ذلك كله في الترجمة, أو يذكر بعضه, بحسب ما تقتضيه كل ترجمة.
وتراجمه مختلفة بين الطول والقصر, حسب حال صاحب الترجمة، والأعم الأغلب أنها في حدود ثلاثة إلى سبعة أسطر, وقد تزيد إلى العشرة, وقليلاً ما تزيد على صفحة, وقد يُترجم بسطر واحد(26) وقد اعتمد الإمام - رحمه الله - على الروايات في إثبات الأسماء والأنساب والكنى, كما اشتمل على الكثير من الجرح والتعديل, نصٌ منه أو نقلٌ عن غيره.
وغالباً ما يقتصر على الاسم والوفاة في المشاهير.
والسمة البارزة في التراجم: السكوت عن أحوال المترجمين(27), ولا يُفهم منه توثيق أو غيره, فقد سكت عن أئمة ثقات، حيث ترجم للشافعي في سطرين, وسكت عنه ؛وترجم للإمام أحمد(28),وأحمد بن منيع(29) وغيرهم ؛وسكت عنهم، وقد سكت عن أناس مشهورين بالضعف أو النكارة ،كسكوته عن محمد بن أشعث الكندي(30),ومحمد بن إبراهيم اليشكري(31) وغيرهما.
وقد يسكت عن أناس مجاهيل, كسكوته عن محمد بن إبراهيم الباهلي(32),ومحمد بن إبراهيم الهاشمي(33) وغيرهما.
وقد يسكت عن أناس لم يعرفهم(34).
ومن مذهبه: التشدد في السماع, حيث يكثر من قول: لا يُعرف له سماع من فلان(35).
الفصل السادس: تعقباته واستدراكاته
لقد بلغت تعقباته واستدراكاته، التي وقفتُ عليها(ستة وخمسين ) موضعاً.(36)
وكلُّها تتعلق بالخطأ في الرواية ،والوهم في الاسم ،ولم أجد تعقباً له في الحكم على الراوي بالتوثيق أو التضعيف
وإليك بعض الأمثلة:
1/150 محمد بن عبد الرحمن أبو الثورين الجمحي المكي، سمع ابن عمر، روى عنه عمرو بن دينار ؛وقال شعبة: عن عمرو بن دينار عن أبي السوار، وهو وهم.
1/318 إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، روى عنه شعبة، يُعد في الكوفيين، سمع سعيد بن المسيب قوله، وقال بعضهم: عن شعبة عن محمد، قال أبو عبد الله: وهو وهم، وروى إبراهيم أيضا عن كثير بن عبيد .
2/151 تميم بن طرفة الطائي الكوفي، سمع عدي بن حاتم، وجابر بن سمرة؛ روى عنه سماك، وقال بن المبارك :عن سفيان عن الأعمش عن مسيب عن تميم بن سلمة في الصلاة ؛وهو وهم ،والصحيح في هذا الحديث: تميم بن طرفة
3/163 خالد بن علقمة الهمداني، وقال شعبة: مالك بن عرفطة ،وهو وهم، سمع عبد خير؛ سمع منه زائدة، وسفيان، وشريك، وقال أبو عوانة مرة: خالد بن علقمة، ثم قال: مالك بن عرفطة.
4/232 سيار بن منظور الفزاري عن أبيه، قاله يزيد بن هارون عن كهمس، وقال وكيع: عن كهمس منظور بن سيار وهو وهم، قال المقرئ: حدثنا كهمس عن سيار بن منظور.
4/257 شبل بن خليد، سمع منه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وقال يونس عن الزهري عن عبيد الله عن شبل بن حامد ،وهو وهم.
4/338 ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي، سمع عتبة بن عبد؛ روى عنه صفوان بن عمرو، سماه أبو اليمان، وقال بن المبارك: المليكي. وهو وهم.
7/185 قتادة بن ملحان القيسي، له صحبة ،يعد في البصريين؛ روى همام عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة عن أبيه. وقال أبو الوليد: وهم شعبة فيه فقال: عبد الملك بن المنهال.
7/215 كثير بن قنبر ،سمع سالما، روى عنه علي بن عبد العزيز؛ وسمع منه محمد ابن سواء، قال علي بن عاصم: كثير بن حمير،و هو وهم.
6/369 عمرو بن مسلم الجندعي الليثي المديني، عن بن عمار بن أكيمة عن سعيد ابن المسيب، روى عنه سعيد بن أبي هلال، ومالك بن أنس، قال بعضهم: الخناعي. وهو خطأ، ويقال: عمر.
8/311 يحيى بن يعفر أبو السندي ،بصري، عن هلال بن يزيد ،قاله عبد الرحمن ابن مهدي، وغيره، وقال وكيع :يحيى بن جعفر. وهو وهم .
الفصل الثامن: تأثيره فيمن بعده([37])
إن التاريخ الكبير للإمام البخاري, يُعتبر تاج كتب التراجم, وعمدة المصنفين بعده,
فانظر في أقرب الناس عهداً بالبخاري ممن صنف في الرجال ،وهو ابن أبي حاتم, كيف اعتمد على التاريخ([38]),فصنف على منهجه, وسار على خُطاه, مع الفروق بينهما .
فالبخاري نشر العلل في تاريخه, بينما جردها ابن أبي حاتم في مصنف مستقل.
والبخاري نشر المراسيل في تاريخه, بينما ابن أبي حاتم أفردها بالتصنيف,
والبخاري لم يحكم على جميع من ترجم لــه, ولا كثير منهم؛ لأن كتابه كتاب تاريخ
وليس كتاباً في الجرح والتعديل, كما هو الحال عند ابن أبي حاتم,
فهذا ابن أبي حاتم كما ترى، استفاد في كتبه الثلاثة (الجرح, العلل, المراسيل) من كتاب البخاري - رحمه الله -.
وكذا غير ابن أبي حاتم كثير, ممن تأثر بالبخاري ونقل منه, وأكثر, واستفاد منه أيّ استفادة, كابن حبان في" الثقات" و"المجروحين"([39]),وابن عدي في" الكامل"([40]),والعقيلي في "الضعفاء", والترمذي كما قال عن جامعه: "وما كان فيه من العلل في الأحاديث والرجال, والتاريخ, فهو مما استخرجته من كتاب التاريخ"(41).
وكذا الدارقطني في" المؤتلف والمختلف" ففيه مئات النصوص المنقولة من التاريخ الكبير "فقد اقتبس أبواباً كاملة أتى على معظم ما فيها من تراجم ،وزاد في مرات كثيرة على تراجم هذه الأبواب، حتى يمكننا أن نعتبر كتاب" المؤتلف والمختلف" ذيلاً على التاريخ الكبير... وطريقة الاقتباس قد تكون حرفية(42) وتارة يصرح بالأخذ من التاريخ ،وتارة لا يصرح ....".
وأيضاً الإمام مسلم في كتابه (الكنى والأسماء) استفاد كثيراً من التاريخ للبخاري.
ولأبي أحمد الحاكم في كتابه الكنى([43]) كلامٌ على كتاب مسلم، وأنه منقول حذو القذة بالقذة و...
وقد ناقش الشيخ/ مشهور سلمان مقولة الحاكم ،في كتابه" الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح" (1/ 259 - 271) فليُرجع إليه.
وأذكر هنا فائدة جميلة عن شيخي د. دخيل اللحيدان ــ حفظه الله ــ وهي أنّ: مَنْ استغلق عليه شيء في التاريخ الكبير للبخاري، فلينظر في الكامل لابن عدي، والضعفاء للعقيلي؛ فكثيراً ما يجد بياناً وتوضيحاً, فهما كالشرح للتاريخ، قال: ولقد ظهر لي هذا بالتتبع, ومن خلال الإشراف على رسائل تحقيق الكامل لابن عدي ا. هـ.
وممن استفاد أيضاً من البخاري وأكثر النقل عنه، الإمام الذهبي في "ميزان الإعتدال"
حيث نقل عنه في( 1224) موضعاً .
أفاده قاسم سعد في كتابه "موارد الذهبي في ميزان الإعتدال" ص60
الفصل العاشر:/ طبعات الكتاب ونُسخه([44]),ورواياته، والكتب المؤلفة حوله([45])
من مِنَن الله تعالى على الإمام البخاري, أن انتشر كتابه التاريخ الكبير في حياته, واطلع عليه علماء عصره, وتعددت نُسَخُه, وكَثُرَت نَقلَتُه ووصل إلينا من نسخهِ ما يقارب إحدى عشرة نسخة, كما حصرها بتوسع د. محمد بن عبيد في مقدمة رسالته الدكتوراه, في تخريج أحاديث الكتاب, مبيناً فيها السماعات والمقابلات.
وانظر :مقدمة رسالة الشيخ العواجي (الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير) ص34-36 .
وقد ألف البخاري التاريخ ثلاث مرات, ولا معنى لتكرار التأليف إلا بالزيادة والحذف والتعديل والتصويب,لذا اختلفت النسخ، وهناك سبب آخر لاختلاف النسخ وهو صنيع النساخ كما قال أبو حاتم في تعقب له على البخاري(46).
وقد ذكر المعلمي أن نسخة التاريخ التي كانت لدى ابن أبي حاتم هي التي أخرجها البخاري أولاً, ونسخة الخطيب البغدادي هي النسخة الثانية، وهي من رواية أبي أحمد بن فارس(47).
وقد اطلع الخطيب على عدة روايات للتاريخ ،كما في الموضح(48).
وقد أشار ابن حجر(49) إلى اختلاف نسخ التاريخ الكبير حتى في التخفيف والتشديد، وهذا يدل على أن من النساخ من كان يضبط ويهتم به, ومن أشهر النسخ التي ذُكرت: نسخة الظهري وابن
خيرون, وابن ماكولا, والنرسي, والغندجاني, وابن عبدان, وأبي ذر الهروي, وابن أبي الفوارس(50).
والنسخة المطبوعة، هي من رواية :أبي الحسن محمد بن سهل ،ويرويها عنه أبو بكر أحمد بن عبدان ،وله بها روايتان :
1. أبو أحمد الغَََُنْدَجاني ،ويرويها بإسناده كل من :الخطيب البغدادي ،وابن عطية ،والقاضي عياض ،وابن عساكر ،وابن العديم ،وابن حجر
2. أبو ذر الهروي ،ويرويها عنه بإسناده :ابن خير الإشبيلي
وهناك روايات أخرى عن البخاري منها :
1. رواية أبي أحمد بن فارس الدّلال ،ذكرها بإسناده :أبو أحمد الحاكم ،والدارقطني،والخطيب،وابن خير الإشبيلي ،والروداني
2. رواية عبد الرحمن بن الفضل ،ذكرها بإسناده :ابن خير الإشبيلي ،ونقل عنها العقيلي .
3. رواية الفضل بن العباس الرازي المعروف بالصائغ . حملها إلى ابن أبي حاتم
4. رواية أبي جعفر مسبح بن سعيد الوراق ،ذكر روايته للتاريخ :ابن ماكولاوذكر أن نسخته عتيقة ، وابن عساكر .
أفاد ما سبق : الشيخ الفاضل : عبد الرحمن بن أحمد العواجي في مقدمة رسالته (الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير )ص30 وما بعدها
أما عن طبعاته:
فقد طبع في دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن بالهند, في ثمان مجلدات, بتصحيح وتعليق: العلامة: عبدالرحمن المعلمي - رحمه الله - عدا الجزء الثالث, وقد ساعده جماعة من الباحثين من الهند، فصدرت الطبعة الأولى في الفترة 1360 - 1364 هـ على النسق التالي:
الجزء الرابع فالأول فالثاني، وتأخر صدور الجزء الثالث أربعة عشر عاماً، ثم صدر في سنة 1378 هـ في المجلدين الخامس والسادس, ولهذا الأمر قصة(51)
وهذه الطبعة ، أفضل الطبعات وأتقنها حتى الآن(52).
ثم طبع في سنة 1422 هـ في دار الكتب العلمية,في بيروت، في تسع مجلدات، تضمنت كتاب: الكنى, و كتاب" بيان خطأ البخاري في تاريخه" لابن أبي حاتم وذلك بتحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا. وقد اعتمد على الطبعة السابقة, مع ترقيم التراجم, وإضافة الكتابَيْن السابقين, مع إضافة مصادر الترجمة في الحاشية.
قال د. الزرقي: ولم تأت هذه الطبعة، بكبير شيء جديد في التحقيق, إلا أنه عمل طيب, يُشكر عليه صاحبه(53).
وقد طبع بتحقيق السيد هاشم الندوي، وهي النسخة التي أُدخلت في برنامج التراث.
الكتب المؤلفة حول التاريخ الكبير:
1) المفتاح الكبير لأحاديث الميزان والتاريخ الكبير للتوحيدي صاحب زادة ط. لاهور1404هـ
2) بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية 1380 هـ.
3) البخاري وأثره في علم الفلك من خلال التاريخ الكبير لمحمد بن عبدالله بن أحمد عبدالله (دكتوراه) من جامعة أم درمان في السودان.
4) زوائد رجال التاريخ الكبير للبخاري على تهذيب التهذيب لابن حجر، رسائل ماجستير في كلية الآداب, الرئاسة العامة لتعليم البنات.
5) موازنة بين كتابي التاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم لأمين أبو لاوي (دكتوراه) من جامعة أم درمان.
6) تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير للبخاري د. محمد بن عبيد رسالة جامعية من أم القرى ط. 3 مجلدات, مكتبة الرشد.
7) الأحاديث التي أعلها الإمام البخاري في التاريخ الكبير رسالتان ماجستير من قسم السنة, جامعة الإمام محمد بن سعود، القسم الأول: للشيخ: عادل بن عبدالشكور الزرقي, القسم الثاني: للشيخ :عبدالرحمن بن أحمد العواجي.
8) تاريخ البخاري، دراسة عادل الزرقي, وهي مستلة من رسالته السابقة ط. دار طويق.
9) الأحاديث التي قال فيها البخاري (لا يتابع عليه) (ماجستير) من أم القرى للشيخ: عبدالرحمن الشايع سنة 1422 هـ وانظر: خلاصة الدراسة في مجلة السُّنة, الصادرة عن الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها، ذوالقعدة 1426 هـ.
10) منهج الإمام البخاري في التاريخ الكبير رسالة مسجلة في جامعة الأمير عبدالقادر بقسطنطينية.
11) منهج الإمام البخاري في الجرح والتعديل رسالة دكتوراه في جامعة بغداد مقدمة من الباحث محمد سعيد حوى 1996، نقل منها د. عزيز رشيد الدايني في كتابه (أسس الحكم على الرجال حتى نهاية القرن الثالث الهجري ) ط. دار الكتب العلمية
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
([1]) وهو أملاه شيخي د.خالد باسمح ــ نفع الله به ــ وأحال إلى مايلي:ابن رجب في( جامع العلوم والحكم)
في شرح حديث العرباض ،الذهبي في (تاريخ الإسلام) في ترجمة :خالد بن لجلاج ،والخطيب في( تاريخ بغداد) 13/102 ، د. الوريكات في (الوهم في روايات مختلفي الأمصار) ص261 ،والمعلمي في أول (المُوَضِّح ...للخطيب)،د.الدريس في(موقف الإمامين ...) ص297
([2]) الكامل 1/131
([3]) ص192
([4]) ص106
([5]) يُنظر : الموقظة ص83،كفاية الحفظة ص322،النكت لابن حجر1/482،الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي ص165،ضوابط الجرح والتعديل د.العبداللطيف ص70 ،الجرح والتعديل د.اللاحم ص389، التأسيس في فن دراسة الأسانيد د.أبو بكرص119،مباحث في علم الجرح والتعديل د.قاسم سعد ص132،مصطلحات الجرح والتعديل المتعارضة د.أسطيري 1/241،الرفع والتكميل للكنوي ص307،ضوابط الجرح والتعديل عند الذهبي لمحمد الثاني 2/833
([6]) العلل الصغير مع شرح ابن رجب 1/32
([7]) تاريخ بغداد 2/31، تاريخ دمشق 52/95، سير أعلام النبلاء 12/432،شرح العلل لابن رجب
1/495
([8]) طبقات الشافعية للسبكي 2/222
([9]) طبقات الشافعية للسبكي 2/223، البداية والنهاية لابن كثير 11/26، شرح النووي على البخاري 1/5
تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/70
([10]) سير أعلام النبلاء 12/439
([11]) تغليق التعليق 5/397
([12]) يُنظر: مقدمة المعلمي ل "موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب" (1/11), وتعليقه على التاريخ (4/87), الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير (القسم الثاني) للشيخ: عبدالرحمن العواجي (صــ 47) وما بعدها, ومنه نقلت أغلب هذا الفصل, والأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير (القسم الأول) للشيخ: عادل الزرقي (صــ 77), تاريخ البخاري للزرقي (صــ 62), تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير د. محمد بن عبيد (1/235, 245), رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل د. عداب الحمش (صــ 29 ــ 38), بحوث في تاريخ السنة د. العمري (صــ 136), علم الرجال للزهراني (صــ 146).
([13]) يُنظر الكامل لابن عدي (2/378 ــ 4/ 306, 317 ــ 2/ 394) فقد ذكر في نحو ثلاثين موضعاً من الكامل أن مراد البخاري ذكر كل راوٍ, وليس مراده ضعيف أو غير ضعيف. أفاده الجديع في تحرير علوم الحديث (1/ 506).
([14]) كما رسمه في المقدمة لتاريخه (1/10).
([15]) حتى أورد (871) ترجمة.
([16]) الكامل (6/238).
([17]) الأنوار الكاشفة (صــ 126).
([18]) سير أعلام النبلاء (11/ 118), فقد رتب هذه الأبواب على الطبقات, ولهذا سمي ابن أبي حاتم الكتاب "الطبقات والتاريخ".
([19]) التاريخ (1/ 337).
([20]) التاريخ (6/ 389).
([21]) التاريخ (1/ 41 ــ 1/ 267).
([22]) التاريخ (4/ 350 ــ 5/ 77).
([23]) انظر: الموضح للخطيب مع مقدمة المعلمي (6, 12, 14, 15, 38, 55).
([24]) انظر مثلاً: (1/ 310 ــ 2/ 132 ــ 3/ 171 ــ 4/ 168 ــ 5/ 233 ــ 6/ 333 ــ 7/ 216 ــ 8/ 122).
([25]) انظر مثلاً: (1/ 203 ــ 4/ 28 ــ 5/ 233 ــ 6/ 98).
([26]) انظر مثلاً: (1/ 160 ــ 4/ 259 ــ 5/ 32 ــ 6/ 478).
([27]) فائدة: للدكتور عداب الحمش كتاب بعنوان (رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل) مطبوع، وله بحث بعنوان (حكم رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل) نشر في مجلة الجامعة الإسلامية عدد (53) محرم, صفر, ربيع الأول 1402 هـ.
([28]) (2/5).
([29]) (2/6).
([30]) (1/22).
([31]) (1/26).
([32]) (1/23).
([33]) (1/25).
([34]) (1/213, 283).
([35]) تهذيب التهذيب (1/136).
([36]) وهي حسب ط.دار الفكر ،بتحقيق :السيد هاشم الندوي
1/75ـ150ــ29ـ318ـ325ـ350ـ371ـ394ـ443ـ447
2/7ـ140ـ151ـ205
3/62ـ67ـ73ـ123ـ125ـ163ـ314ـ340ـ435ـ471ـ474
4/96ـ160ـ166ـ168ـ177ـ204ـ237ـ257ـ322ـ338
5/159ـ253ـ339ـ425ـ429
6/32ـ51ـ293ـ317ـ353ـ369ـ423
7/3ـ185ـ192ـ215ـ224
8/4ـ231ـ256ـ283ـ310ـ311
([37]) الأحاديث التي أعلها البخاري في تاريخه (القسم الأول) للزرقي (صــ 70 وصــ 90) تاريخ البخاري للزرقي أيضاً (صــ 48 ــ 50), تخريج الأحاديث المسندة في التاريخ د. محمد بن عبيد (1/ 243).
([38]) يُنظر: الفهرسة لابن خير (صــ 206), ابن أبي حاتم وأثره في علوم الحديث د. رفعت فوزي صـ183ـ 197, وهناك رسالة دكتوراه في أم د رمان ليحيى محمود القضاة بعنوان (ابن أبي حاتم وكتابه الجرح والتعديل)
ورسالة في الموازنة بينهما لأمين أبولاوي (دكتوراة) من جامعة أم درمان ،في السودان وانظر: مقدمة المعلمي للجرح والتعديل (1/ط ).
([39]) يُنظر: الإمام ابن حبان ومنهجه في الجرح والتعديل د. عداب الحمش (2/ 725).
([40]) يُنظر: ابن عدي ومنهجه في الكامل د. زهير عثمان (1/ 300 ــ 305).
([41]) شرح علل الترمذي لابن رجب (1/ 32).
([42]) مقدمة د. موفق عبدالقادر لكتاب الدارقطني "المؤتلف والمختلف" (1/ 101 ــ 102).
([43]) الكنى (1/ 375أ) ونقله عنه السبكي في الطبقات (2/ 225), وابن حجر في التهذيب (5/ 358), والمعلمي في تعليقه على التاريخ (5/ 80 ــ 81) والكنى للبخاري (96), أفاده الشيخ مشهور في كتابه الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح (1/ 259).
([44]) تاريخ البخاري للزرقي (صــ 30 ــ 44), تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير د. محمد بن عبيد (1/ 97 ــ 109), الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ (القسم الأول) للزرقي (صــ 62 ــ 68), الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ للعواجي (صــ 34 ــ 37), تاريخ التراث لسزكين (1/ 1/ 56 ــ 57), تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (3ــ 4/ 188), الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (الحديث وعلومه) ط. مؤسسة آل البيت (1/ 322/ 10).
([45]) دليل مؤلفات الحديث, والمعجم المصنف لمؤلفات الحديث, كلاهما لمحمد خير رمضان يوسف.
([46]) بيان خطأ البخاري لابن أبي حاتم (صــ 239 وصــ 404), وانظر حاشية المعلمي على التاريخ (8/ 40).
([47]) مقدمة الموضح (1/ 12).
([48]) الموضح (1/ 101).
([49]) تبصير المنتبة ( / ) وعنه تاريخ البخاري للزرقي (صــ 34).
([50]) حاشية المعلمي على التاريخ الكبير (2/ 65, 316, 389 ــ 1/ 335).
([51]) انظرها في (4/ 375).
([52]) في مجلة عالم الكتب، العدد الثالث، محرم ،1404 هـ (صــ 368) مقال بعنوان (إصلاح بعض الغلط في النسخة المطبوعة من التاريخ الكبير) للأستاذ مطاع الطرابشي.
([53]) تاريخ البخاري (صــ 44).
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:
فهذه مباحث يسيرة حول (التاريخ الكبير للبخاري) ،أصله بحثٌ من عشرة فصول،مُقسمة بيني وبين أحد الزملاء،في السنة المنهجية للماجستير1426هـ/1427هـ في قسم السنة وعلومها ، أحببت المشاركة بها ،علَّها أن تسد بعض الحاجة القائمة في بيان منهج البخاري في تاريخه
كتبها :/ إبراهيم بن عبدالله المديهش في 7/1428هـ
قال الإمام البخاري - رحمه الله - :
(وقلّ اسم في التاريخ ،إلا وله عندي قصة ،إلا أني كرهت تطويل الكتاب ) تاريخ بغداد 2/7
· وقال :
(لو نشر بعض أستاذيّ هؤلاء،لم يفهموا كيف صنفتُ كتاب التاريخ،ولا عرفوه) تاريخ بغداد 2/7
· عرَضَ إسحاق بن راهوية تاريخ البخاري على الأمير ابن طاهر ،وقال له: أيها الأمير ألا أريك سحراً، فنظر فيه الأمير وتأمّلَه ، فتعجب منه ، قائلاً:لستُ أفهم تصنيفه . تاريخ بغداد 2/7
· قال المُعَلِّمِي : (وللبخاري ولوع بالإجتزاء بالتلويح عن التصريح، كما جرى عليه في مواضع من جامعه الصحيح ؛ حرصاً منه على رياضة الطالب ،واجتذاباً له إلى التَّنَبُّهِِ،والتَّيَقُّظِ، والتَّفَهُّمِ ) مقدمة الموضح 1/14
الفصل الثاني :
منزلة المؤلف بين طبقات المتكلمين في الرواة.
لقد تبوأ الإمام البخاري - رحمه الله - مكانةً عَلِيّةً بين أئمة الجرح والتعديل ، لذا ؛اتخذه مَنْ بعدَهُ عمدة في تعليل الأحاديث، ولوازمه،ومنها:
الحكم على الرواة جرحاً وتعديلاً .
سوى ما وقع له من الأوهام في الرواة الشاميين (1) هذا ،وقد ذكره ابن عدي ضمن "الأئمة الذين يُسمع قولهم في الرجال ،إذْ هم أهل لذلك"(2)،وكذا السخاوي في "من يُعتمد قوله في الجرح والتعديل" ،فذكره في أول الطبقة الخامسة(3)،والسخاوي في "المتكلمون في الرجال"(4) ،وقد صُنف في المعتدلين، ضمن قائمة المتكلمين في الرواة(5) ودونك - رعاك الله - شذرات من كلام الإئمة في الإمام البخاري .
قال الترمذي :"ولم أر أحداً بالعراق ،ولابخراسان ،في معنى العلل والتاريخ،ومعرفة الأسانيد ،كثير أحد ،أعلم من محمد بن إسماعيل ".(6)
وقال أبو محمد الأعمش :"رأيت محمد بن إسماعيل في جنازة سعيد بن مروان ،ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الأسامي ،والكنى ،وعلل الحديث ،ومحمدُبن إسماعيل يمُرّ فيه مثل السهم ،كأنه يقرأ :قل هو الله أحد " .(7)
وقال إبراهيم الخواص :" رأيت أبازرعة كالصبي ،جالساً بين يدي محمد بن إسماعيل ؛يسأله عن علل الحديث ".(8)
وقال أحمد بن حمدون :"جاء الإمام مسلم بن الحجاج إلى البخاري ،فقبّل بين عينيه ،
وقال : دعني أُقَبّل رجليك ياأستاذ الأستاذين ،ويا سيد المحدثين ،وياطبيب الحديث في علله".(9)
وقال الذهبي :( وقال بكر بن نمير :سمعت أبا عبد الله البخاري، يقول:أرجو أن ألقى الله ولايحاسبني أني اغتبتُ أحداً .
قلت :صدق ـ رحمه الله ـ ومَنْ نظر في كلامه في الجرح والتعديل ؛عَلِم ورعه في الكلام في الناس،وإنصافَه فيمن يُضعفه ،فإنه أكثر ما يقول:منكر الحديث ،سكتوا عنه ،فيه نظر،ونحو هذا. وقَلّ أن يقول :فلان كذاب ،أو كان يضع الحديث ،حتى إنه قال :إذا قلتُ: فلان في حديثه نظر،فهو متهم واه .
وهذا معنى قوله :لايحاسبني الله أني اغتبتُ أحداً . وهذا هو - والله - غاية الورع ) ا. هـ كلام الذهبي .(10)
وقال الحافظ ابن حجر :"والبخاري في كلامه على الرجال ،في غاية التحري والتوقي ،ومَن تأمل كلامه في الجرح والتعديل ؛عَلِمَ ورعه وإنصافه ،فإن أكثر ما يقول :منكر الحديث، سكتوا عنه ،فيه نظر،ونحو هذا ،وقَلَّ أن يقول :فلان كذاب ، أو يضع الحديث.
بل إذا قال ذلك ،عزاه إلى غيره بقوله :كذّبه فلان ،رماه فلان بالكذب ،حتى أنه قال :مَن قلتُ فيه :في حديثه نظر؛فهو متهم ،ومن قلتُ فيه :منكر الحديث ؛فلا تحل الرواية عنه ".(11)
الفصل الثالث:
ترتيب الكتاب, وصياغة التراجم, وأهم خصائص الترجمة(12)
حاول البخاري في تاريخه, استيعاب رواة الحديث، من الصحابة إلى طبقة شيوخه, سواءً كانوا ثقات أم ضعفاء(13),ولم يخص رواة بلدٍ دون بلد.
وقد رتّب تراجمه على حروف المعجم, إلا أنه قدَّم مَنْ اسمه "محمد" على سائر الأسماء؛ لشرف هذا الاسم(14),وقد حاول فيه الاستيعاب(15),وقد تعقبه ابن عدي(16) بهذا التكثر,حتى فيمن لم يُرو عنه إلا حرفاً واحداً.
وأبان المعلمي(17) بأن "عادة أهل الحديث أن يقولوا: روى عن فلان, وروى عنه فلان, ولو لم يكن المروي إلا حكاية" ا. هـ.
وقد ابتدأ بذكر ترجمة لرسول r, وما يتعلق بها.
وفي أثناء سرده للأسماء من كل حرف, يُبوب لكل اسمٍ ببابٍ مستقل داخل الحرف, فيقول: باب: فلان, ثم يقدم في كل حرف أسماء الصحابة، مرتباً على حروف المعجم, ثم مَنْ بعدهم إلى طبقة شيوخه, إلا أنه لم يستوعب صغارهم, كما قاله الذهبي(18).
فإذا كثرت الأسماء في الباب الواحد, رتبهم حسب أسماء آبائهم على الحرف الأول, ثم يذكر الأسماء التي لم يُسم بها إلا واحد ،فيجمعها في باب واحد، وسمَّاه: باب الواحد.
ويذكر في آخر الحرف غالباً: باب من أفناء الناس؛ وهم مَنْ لا يعرف بأبيه(19),وفي آخر الكتاب ذكر باباً لمن لم يعرف لــه اسم، وإنما يُعرف بأبيه, ورتبهم على المعجم.
وحينما رتب الأسماء الكثيرة بحسب أوائل أسماء آبائهم, توسع فعدّ كل لفظ يقع بعد الاسم الأول, فاعتبره بمنزلة اسم الأب, ويزيد على ذلك فيمن لم يُذكر أبوه، فيُعد اللفظ الواقع بعد الاسم الأول كاسم الأب.
من ذلك: عيسى الزرقي, ذكره فيمن اسمه عيسى وأول اسم أبيه (زاي) (20).
ومثله مسلم الخياط.
وإذا عرف اسم الرجل على وجهين, وضعه بحسب أحدهما في موضع, وبحسب الآخر في موضع آخر, فيترجم له في الموضعين، مثاله:شيخه
" محمد بن إسحاق الكرماني", يُعرف أيضاً بــ محمد بن أبي يعقوب, فقد ذكره في موضعين من المحمدين(21).
وإذا وجد مَنْ وصف بوصفين, وكان محتملاً أن يكون واحداً أو اثنين, فإنه يعقد ترجمتين, فإن لم يمنعه مقتضى الترتيب الذي التزمه من قَرنِهما, قَرَنَهُما(22).
أما إذا لم يسمح مقتضى الترتيب بالقران بينهما, فإنه يضع كلاً من الترجمتين موضعهما, ويشير إشارة أخرى, وقد يكتفي بظهور الحال(23).
أما عن صياغة التراجم:
فإن الإمام - رحمه الله - يذكر في الترجمة اسم الراوي, واسم أبيه, وجده, وكنيته, ونسبته إلى القبيلة, أو البلدة, أو كِلَيهما, وتاريخ الوفاة في كثير من التراجم, وبخاصة شيوخه, وقَلَّما يطيل في الأنساب, ويذكر بعض شيوخ وتلاميذ صاحب الترجمة(24),وقد يذكر جميع الشيوخ والتلاميذ، إذا كان الراوي من المقلين, وغير المعروفين بطلب العلم؛ ليتميز حاله, كما يذكر أنموذجاً من رواياته، أو أكثر, ويُبَيّن ما تحتاجه الرواية من سماع أو عدمه, فيبين أن الرواية مرسلة, أو ينص على عدم السماع(25),أو أنه غير معروف، أو نحو ذلك, وقد يجمع ذلك كله في الترجمة, أو يذكر بعضه, بحسب ما تقتضيه كل ترجمة.
وتراجمه مختلفة بين الطول والقصر, حسب حال صاحب الترجمة، والأعم الأغلب أنها في حدود ثلاثة إلى سبعة أسطر, وقد تزيد إلى العشرة, وقليلاً ما تزيد على صفحة, وقد يُترجم بسطر واحد(26) وقد اعتمد الإمام - رحمه الله - على الروايات في إثبات الأسماء والأنساب والكنى, كما اشتمل على الكثير من الجرح والتعديل, نصٌ منه أو نقلٌ عن غيره.
وغالباً ما يقتصر على الاسم والوفاة في المشاهير.
والسمة البارزة في التراجم: السكوت عن أحوال المترجمين(27), ولا يُفهم منه توثيق أو غيره, فقد سكت عن أئمة ثقات، حيث ترجم للشافعي في سطرين, وسكت عنه ؛وترجم للإمام أحمد(28),وأحمد بن منيع(29) وغيرهم ؛وسكت عنهم، وقد سكت عن أناس مشهورين بالضعف أو النكارة ،كسكوته عن محمد بن أشعث الكندي(30),ومحمد بن إبراهيم اليشكري(31) وغيرهما.
وقد يسكت عن أناس مجاهيل, كسكوته عن محمد بن إبراهيم الباهلي(32),ومحمد بن إبراهيم الهاشمي(33) وغيرهما.
وقد يسكت عن أناس لم يعرفهم(34).
ومن مذهبه: التشدد في السماع, حيث يكثر من قول: لا يُعرف له سماع من فلان(35).
الفصل السادس: تعقباته واستدراكاته
لقد بلغت تعقباته واستدراكاته، التي وقفتُ عليها(ستة وخمسين ) موضعاً.(36)
وكلُّها تتعلق بالخطأ في الرواية ،والوهم في الاسم ،ولم أجد تعقباً له في الحكم على الراوي بالتوثيق أو التضعيف
وإليك بعض الأمثلة:
1/150 محمد بن عبد الرحمن أبو الثورين الجمحي المكي، سمع ابن عمر، روى عنه عمرو بن دينار ؛وقال شعبة: عن عمرو بن دينار عن أبي السوار، وهو وهم.
1/318 إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، روى عنه شعبة، يُعد في الكوفيين، سمع سعيد بن المسيب قوله، وقال بعضهم: عن شعبة عن محمد، قال أبو عبد الله: وهو وهم، وروى إبراهيم أيضا عن كثير بن عبيد .
2/151 تميم بن طرفة الطائي الكوفي، سمع عدي بن حاتم، وجابر بن سمرة؛ روى عنه سماك، وقال بن المبارك :عن سفيان عن الأعمش عن مسيب عن تميم بن سلمة في الصلاة ؛وهو وهم ،والصحيح في هذا الحديث: تميم بن طرفة
3/163 خالد بن علقمة الهمداني، وقال شعبة: مالك بن عرفطة ،وهو وهم، سمع عبد خير؛ سمع منه زائدة، وسفيان، وشريك، وقال أبو عوانة مرة: خالد بن علقمة، ثم قال: مالك بن عرفطة.
4/232 سيار بن منظور الفزاري عن أبيه، قاله يزيد بن هارون عن كهمس، وقال وكيع: عن كهمس منظور بن سيار وهو وهم، قال المقرئ: حدثنا كهمس عن سيار بن منظور.
4/257 شبل بن خليد، سمع منه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وقال يونس عن الزهري عن عبيد الله عن شبل بن حامد ،وهو وهم.
4/338 ضمضم أبو المثنى الأملوكي الحمصي، سمع عتبة بن عبد؛ روى عنه صفوان بن عمرو، سماه أبو اليمان، وقال بن المبارك: المليكي. وهو وهم.
7/185 قتادة بن ملحان القيسي، له صحبة ،يعد في البصريين؛ روى همام عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن قتادة عن أبيه. وقال أبو الوليد: وهم شعبة فيه فقال: عبد الملك بن المنهال.
7/215 كثير بن قنبر ،سمع سالما، روى عنه علي بن عبد العزيز؛ وسمع منه محمد ابن سواء، قال علي بن عاصم: كثير بن حمير،و هو وهم.
6/369 عمرو بن مسلم الجندعي الليثي المديني، عن بن عمار بن أكيمة عن سعيد ابن المسيب، روى عنه سعيد بن أبي هلال، ومالك بن أنس، قال بعضهم: الخناعي. وهو خطأ، ويقال: عمر.
8/311 يحيى بن يعفر أبو السندي ،بصري، عن هلال بن يزيد ،قاله عبد الرحمن ابن مهدي، وغيره، وقال وكيع :يحيى بن جعفر. وهو وهم .
الفصل الثامن: تأثيره فيمن بعده([37])
إن التاريخ الكبير للإمام البخاري, يُعتبر تاج كتب التراجم, وعمدة المصنفين بعده,
فانظر في أقرب الناس عهداً بالبخاري ممن صنف في الرجال ،وهو ابن أبي حاتم, كيف اعتمد على التاريخ([38]),فصنف على منهجه, وسار على خُطاه, مع الفروق بينهما .
فالبخاري نشر العلل في تاريخه, بينما جردها ابن أبي حاتم في مصنف مستقل.
والبخاري نشر المراسيل في تاريخه, بينما ابن أبي حاتم أفردها بالتصنيف,
والبخاري لم يحكم على جميع من ترجم لــه, ولا كثير منهم؛ لأن كتابه كتاب تاريخ
وليس كتاباً في الجرح والتعديل, كما هو الحال عند ابن أبي حاتم,
فهذا ابن أبي حاتم كما ترى، استفاد في كتبه الثلاثة (الجرح, العلل, المراسيل) من كتاب البخاري - رحمه الله -.
وكذا غير ابن أبي حاتم كثير, ممن تأثر بالبخاري ونقل منه, وأكثر, واستفاد منه أيّ استفادة, كابن حبان في" الثقات" و"المجروحين"([39]),وابن عدي في" الكامل"([40]),والعقيلي في "الضعفاء", والترمذي كما قال عن جامعه: "وما كان فيه من العلل في الأحاديث والرجال, والتاريخ, فهو مما استخرجته من كتاب التاريخ"(41).
وكذا الدارقطني في" المؤتلف والمختلف" ففيه مئات النصوص المنقولة من التاريخ الكبير "فقد اقتبس أبواباً كاملة أتى على معظم ما فيها من تراجم ،وزاد في مرات كثيرة على تراجم هذه الأبواب، حتى يمكننا أن نعتبر كتاب" المؤتلف والمختلف" ذيلاً على التاريخ الكبير... وطريقة الاقتباس قد تكون حرفية(42) وتارة يصرح بالأخذ من التاريخ ،وتارة لا يصرح ....".
وأيضاً الإمام مسلم في كتابه (الكنى والأسماء) استفاد كثيراً من التاريخ للبخاري.
ولأبي أحمد الحاكم في كتابه الكنى([43]) كلامٌ على كتاب مسلم، وأنه منقول حذو القذة بالقذة و...
وقد ناقش الشيخ/ مشهور سلمان مقولة الحاكم ،في كتابه" الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح" (1/ 259 - 271) فليُرجع إليه.
وأذكر هنا فائدة جميلة عن شيخي د. دخيل اللحيدان ــ حفظه الله ــ وهي أنّ: مَنْ استغلق عليه شيء في التاريخ الكبير للبخاري، فلينظر في الكامل لابن عدي، والضعفاء للعقيلي؛ فكثيراً ما يجد بياناً وتوضيحاً, فهما كالشرح للتاريخ، قال: ولقد ظهر لي هذا بالتتبع, ومن خلال الإشراف على رسائل تحقيق الكامل لابن عدي ا. هـ.
وممن استفاد أيضاً من البخاري وأكثر النقل عنه، الإمام الذهبي في "ميزان الإعتدال"
حيث نقل عنه في( 1224) موضعاً .
أفاده قاسم سعد في كتابه "موارد الذهبي في ميزان الإعتدال" ص60
الفصل العاشر:/ طبعات الكتاب ونُسخه([44]),ورواياته، والكتب المؤلفة حوله([45])
من مِنَن الله تعالى على الإمام البخاري, أن انتشر كتابه التاريخ الكبير في حياته, واطلع عليه علماء عصره, وتعددت نُسَخُه, وكَثُرَت نَقلَتُه ووصل إلينا من نسخهِ ما يقارب إحدى عشرة نسخة, كما حصرها بتوسع د. محمد بن عبيد في مقدمة رسالته الدكتوراه, في تخريج أحاديث الكتاب, مبيناً فيها السماعات والمقابلات.
وانظر :مقدمة رسالة الشيخ العواجي (الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير) ص34-36 .
وقد ألف البخاري التاريخ ثلاث مرات, ولا معنى لتكرار التأليف إلا بالزيادة والحذف والتعديل والتصويب,لذا اختلفت النسخ، وهناك سبب آخر لاختلاف النسخ وهو صنيع النساخ كما قال أبو حاتم في تعقب له على البخاري(46).
وقد ذكر المعلمي أن نسخة التاريخ التي كانت لدى ابن أبي حاتم هي التي أخرجها البخاري أولاً, ونسخة الخطيب البغدادي هي النسخة الثانية، وهي من رواية أبي أحمد بن فارس(47).
وقد اطلع الخطيب على عدة روايات للتاريخ ،كما في الموضح(48).
وقد أشار ابن حجر(49) إلى اختلاف نسخ التاريخ الكبير حتى في التخفيف والتشديد، وهذا يدل على أن من النساخ من كان يضبط ويهتم به, ومن أشهر النسخ التي ذُكرت: نسخة الظهري وابن
خيرون, وابن ماكولا, والنرسي, والغندجاني, وابن عبدان, وأبي ذر الهروي, وابن أبي الفوارس(50).
والنسخة المطبوعة، هي من رواية :أبي الحسن محمد بن سهل ،ويرويها عنه أبو بكر أحمد بن عبدان ،وله بها روايتان :
1. أبو أحمد الغَََُنْدَجاني ،ويرويها بإسناده كل من :الخطيب البغدادي ،وابن عطية ،والقاضي عياض ،وابن عساكر ،وابن العديم ،وابن حجر
2. أبو ذر الهروي ،ويرويها عنه بإسناده :ابن خير الإشبيلي
وهناك روايات أخرى عن البخاري منها :
1. رواية أبي أحمد بن فارس الدّلال ،ذكرها بإسناده :أبو أحمد الحاكم ،والدارقطني،والخطيب،وابن خير الإشبيلي ،والروداني
2. رواية عبد الرحمن بن الفضل ،ذكرها بإسناده :ابن خير الإشبيلي ،ونقل عنها العقيلي .
3. رواية الفضل بن العباس الرازي المعروف بالصائغ . حملها إلى ابن أبي حاتم
4. رواية أبي جعفر مسبح بن سعيد الوراق ،ذكر روايته للتاريخ :ابن ماكولاوذكر أن نسخته عتيقة ، وابن عساكر .
أفاد ما سبق : الشيخ الفاضل : عبد الرحمن بن أحمد العواجي في مقدمة رسالته (الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير )ص30 وما بعدها
أما عن طبعاته:
فقد طبع في دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن بالهند, في ثمان مجلدات, بتصحيح وتعليق: العلامة: عبدالرحمن المعلمي - رحمه الله - عدا الجزء الثالث, وقد ساعده جماعة من الباحثين من الهند، فصدرت الطبعة الأولى في الفترة 1360 - 1364 هـ على النسق التالي:
الجزء الرابع فالأول فالثاني، وتأخر صدور الجزء الثالث أربعة عشر عاماً، ثم صدر في سنة 1378 هـ في المجلدين الخامس والسادس, ولهذا الأمر قصة(51)
وهذه الطبعة ، أفضل الطبعات وأتقنها حتى الآن(52).
ثم طبع في سنة 1422 هـ في دار الكتب العلمية,في بيروت، في تسع مجلدات، تضمنت كتاب: الكنى, و كتاب" بيان خطأ البخاري في تاريخه" لابن أبي حاتم وذلك بتحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا. وقد اعتمد على الطبعة السابقة, مع ترقيم التراجم, وإضافة الكتابَيْن السابقين, مع إضافة مصادر الترجمة في الحاشية.
قال د. الزرقي: ولم تأت هذه الطبعة، بكبير شيء جديد في التحقيق, إلا أنه عمل طيب, يُشكر عليه صاحبه(53).
وقد طبع بتحقيق السيد هاشم الندوي، وهي النسخة التي أُدخلت في برنامج التراث.
الكتب المؤلفة حول التاريخ الكبير:
1) المفتاح الكبير لأحاديث الميزان والتاريخ الكبير للتوحيدي صاحب زادة ط. لاهور1404هـ
2) بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية 1380 هـ.
3) البخاري وأثره في علم الفلك من خلال التاريخ الكبير لمحمد بن عبدالله بن أحمد عبدالله (دكتوراه) من جامعة أم درمان في السودان.
4) زوائد رجال التاريخ الكبير للبخاري على تهذيب التهذيب لابن حجر، رسائل ماجستير في كلية الآداب, الرئاسة العامة لتعليم البنات.
5) موازنة بين كتابي التاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم لأمين أبو لاوي (دكتوراه) من جامعة أم درمان.
6) تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير للبخاري د. محمد بن عبيد رسالة جامعية من أم القرى ط. 3 مجلدات, مكتبة الرشد.
7) الأحاديث التي أعلها الإمام البخاري في التاريخ الكبير رسالتان ماجستير من قسم السنة, جامعة الإمام محمد بن سعود، القسم الأول: للشيخ: عادل بن عبدالشكور الزرقي, القسم الثاني: للشيخ :عبدالرحمن بن أحمد العواجي.
8) تاريخ البخاري، دراسة عادل الزرقي, وهي مستلة من رسالته السابقة ط. دار طويق.
9) الأحاديث التي قال فيها البخاري (لا يتابع عليه) (ماجستير) من أم القرى للشيخ: عبدالرحمن الشايع سنة 1422 هـ وانظر: خلاصة الدراسة في مجلة السُّنة, الصادرة عن الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها، ذوالقعدة 1426 هـ.
10) منهج الإمام البخاري في التاريخ الكبير رسالة مسجلة في جامعة الأمير عبدالقادر بقسطنطينية.
11) منهج الإمام البخاري في الجرح والتعديل رسالة دكتوراه في جامعة بغداد مقدمة من الباحث محمد سعيد حوى 1996، نقل منها د. عزيز رشيد الدايني في كتابه (أسس الحكم على الرجال حتى نهاية القرن الثالث الهجري ) ط. دار الكتب العلمية
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
([1]) وهو أملاه شيخي د.خالد باسمح ــ نفع الله به ــ وأحال إلى مايلي:ابن رجب في( جامع العلوم والحكم)
في شرح حديث العرباض ،الذهبي في (تاريخ الإسلام) في ترجمة :خالد بن لجلاج ،والخطيب في( تاريخ بغداد) 13/102 ، د. الوريكات في (الوهم في روايات مختلفي الأمصار) ص261 ،والمعلمي في أول (المُوَضِّح ...للخطيب)،د.الدريس في(موقف الإمامين ...) ص297
([2]) الكامل 1/131
([3]) ص192
([4]) ص106
([5]) يُنظر : الموقظة ص83،كفاية الحفظة ص322،النكت لابن حجر1/482،الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي ص165،ضوابط الجرح والتعديل د.العبداللطيف ص70 ،الجرح والتعديل د.اللاحم ص389، التأسيس في فن دراسة الأسانيد د.أبو بكرص119،مباحث في علم الجرح والتعديل د.قاسم سعد ص132،مصطلحات الجرح والتعديل المتعارضة د.أسطيري 1/241،الرفع والتكميل للكنوي ص307،ضوابط الجرح والتعديل عند الذهبي لمحمد الثاني 2/833
([6]) العلل الصغير مع شرح ابن رجب 1/32
([7]) تاريخ بغداد 2/31، تاريخ دمشق 52/95، سير أعلام النبلاء 12/432،شرح العلل لابن رجب
1/495
([8]) طبقات الشافعية للسبكي 2/222
([9]) طبقات الشافعية للسبكي 2/223، البداية والنهاية لابن كثير 11/26، شرح النووي على البخاري 1/5
تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/70
([10]) سير أعلام النبلاء 12/439
([11]) تغليق التعليق 5/397
([12]) يُنظر: مقدمة المعلمي ل "موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب" (1/11), وتعليقه على التاريخ (4/87), الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير (القسم الثاني) للشيخ: عبدالرحمن العواجي (صــ 47) وما بعدها, ومنه نقلت أغلب هذا الفصل, والأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير (القسم الأول) للشيخ: عادل الزرقي (صــ 77), تاريخ البخاري للزرقي (صــ 62), تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير د. محمد بن عبيد (1/235, 245), رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل د. عداب الحمش (صــ 29 ــ 38), بحوث في تاريخ السنة د. العمري (صــ 136), علم الرجال للزهراني (صــ 146).
([13]) يُنظر الكامل لابن عدي (2/378 ــ 4/ 306, 317 ــ 2/ 394) فقد ذكر في نحو ثلاثين موضعاً من الكامل أن مراد البخاري ذكر كل راوٍ, وليس مراده ضعيف أو غير ضعيف. أفاده الجديع في تحرير علوم الحديث (1/ 506).
([14]) كما رسمه في المقدمة لتاريخه (1/10).
([15]) حتى أورد (871) ترجمة.
([16]) الكامل (6/238).
([17]) الأنوار الكاشفة (صــ 126).
([18]) سير أعلام النبلاء (11/ 118), فقد رتب هذه الأبواب على الطبقات, ولهذا سمي ابن أبي حاتم الكتاب "الطبقات والتاريخ".
([19]) التاريخ (1/ 337).
([20]) التاريخ (6/ 389).
([21]) التاريخ (1/ 41 ــ 1/ 267).
([22]) التاريخ (4/ 350 ــ 5/ 77).
([23]) انظر: الموضح للخطيب مع مقدمة المعلمي (6, 12, 14, 15, 38, 55).
([24]) انظر مثلاً: (1/ 310 ــ 2/ 132 ــ 3/ 171 ــ 4/ 168 ــ 5/ 233 ــ 6/ 333 ــ 7/ 216 ــ 8/ 122).
([25]) انظر مثلاً: (1/ 203 ــ 4/ 28 ــ 5/ 233 ــ 6/ 98).
([26]) انظر مثلاً: (1/ 160 ــ 4/ 259 ــ 5/ 32 ــ 6/ 478).
([27]) فائدة: للدكتور عداب الحمش كتاب بعنوان (رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل) مطبوع، وله بحث بعنوان (حكم رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل) نشر في مجلة الجامعة الإسلامية عدد (53) محرم, صفر, ربيع الأول 1402 هـ.
([28]) (2/5).
([29]) (2/6).
([30]) (1/22).
([31]) (1/26).
([32]) (1/23).
([33]) (1/25).
([34]) (1/213, 283).
([35]) تهذيب التهذيب (1/136).
([36]) وهي حسب ط.دار الفكر ،بتحقيق :السيد هاشم الندوي
1/75ـ150ــ29ـ318ـ325ـ350ـ371ـ394ـ443ـ447
2/7ـ140ـ151ـ205
3/62ـ67ـ73ـ123ـ125ـ163ـ314ـ340ـ435ـ471ـ474
4/96ـ160ـ166ـ168ـ177ـ204ـ237ـ257ـ322ـ338
5/159ـ253ـ339ـ425ـ429
6/32ـ51ـ293ـ317ـ353ـ369ـ423
7/3ـ185ـ192ـ215ـ224
8/4ـ231ـ256ـ283ـ310ـ311
([37]) الأحاديث التي أعلها البخاري في تاريخه (القسم الأول) للزرقي (صــ 70 وصــ 90) تاريخ البخاري للزرقي أيضاً (صــ 48 ــ 50), تخريج الأحاديث المسندة في التاريخ د. محمد بن عبيد (1/ 243).
([38]) يُنظر: الفهرسة لابن خير (صــ 206), ابن أبي حاتم وأثره في علوم الحديث د. رفعت فوزي صـ183ـ 197, وهناك رسالة دكتوراه في أم د رمان ليحيى محمود القضاة بعنوان (ابن أبي حاتم وكتابه الجرح والتعديل)
ورسالة في الموازنة بينهما لأمين أبولاوي (دكتوراة) من جامعة أم درمان ،في السودان وانظر: مقدمة المعلمي للجرح والتعديل (1/ط ).
([39]) يُنظر: الإمام ابن حبان ومنهجه في الجرح والتعديل د. عداب الحمش (2/ 725).
([40]) يُنظر: ابن عدي ومنهجه في الكامل د. زهير عثمان (1/ 300 ــ 305).
([41]) شرح علل الترمذي لابن رجب (1/ 32).
([42]) مقدمة د. موفق عبدالقادر لكتاب الدارقطني "المؤتلف والمختلف" (1/ 101 ــ 102).
([43]) الكنى (1/ 375أ) ونقله عنه السبكي في الطبقات (2/ 225), وابن حجر في التهذيب (5/ 358), والمعلمي في تعليقه على التاريخ (5/ 80 ــ 81) والكنى للبخاري (96), أفاده الشيخ مشهور في كتابه الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح (1/ 259).
([44]) تاريخ البخاري للزرقي (صــ 30 ــ 44), تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير د. محمد بن عبيد (1/ 97 ــ 109), الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ (القسم الأول) للزرقي (صــ 62 ــ 68), الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ للعواجي (صــ 34 ــ 37), تاريخ التراث لسزكين (1/ 1/ 56 ــ 57), تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (3ــ 4/ 188), الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (الحديث وعلومه) ط. مؤسسة آل البيت (1/ 322/ 10).
([45]) دليل مؤلفات الحديث, والمعجم المصنف لمؤلفات الحديث, كلاهما لمحمد خير رمضان يوسف.
([46]) بيان خطأ البخاري لابن أبي حاتم (صــ 239 وصــ 404), وانظر حاشية المعلمي على التاريخ (8/ 40).
([47]) مقدمة الموضح (1/ 12).
([48]) الموضح (1/ 101).
([49]) تبصير المنتبة ( / ) وعنه تاريخ البخاري للزرقي (صــ 34).
([50]) حاشية المعلمي على التاريخ الكبير (2/ 65, 316, 389 ــ 1/ 335).
([51]) انظرها في (4/ 375).
([52]) في مجلة عالم الكتب، العدد الثالث، محرم ،1404 هـ (صــ 368) مقال بعنوان (إصلاح بعض الغلط في النسخة المطبوعة من التاريخ الكبير) للأستاذ مطاع الطرابشي.
([53]) تاريخ البخاري (صــ 44).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق