”سايكس بيكو” جديدة ترتدي ثياب الربيع الثوري ! هل كانت تلك هي حقيقة المؤامرة الأمريكية الصهيونية لتقسيم العالم العربي، عبر إزكاء الثورات ضد الأنظمة القمعية، وفي نفس الوقت اللعب على وتر إشعال الفرقاء، فتعم الفوضى الشاملة وتتبعها خريطة جديدة للشرق الأوسط، بالطبع لن تخلو من إسرائيل .. سنرى خمس دول بالعراق ومصر ، ومثلهم بسوريا وليبيا، ودولتين لليمن، وسودانين، وهو ما تم بالفعل، والبقية تأتي .. دويلات ممزقة تحكمها النزعات الإثنية والطائفية، ويسهل استخدامها كعرائس الماريونيت من قبل العم سام!
هذه ليست نظرية المؤامرة ، التي اعتدنا تلويكها كعلكة، إنما مخططات منشورة ومعلنة ويجري تطبيقها باستغلال دفة الاضطرابات العربية ودفعها للإتجاه الذي يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية بالمنطقة ..
اخترنا أن يكون الحديث هذه المرة من واقع كتب تحمل شهادات أمريكية ، لتكون شاهد من أهلها، لنعرف كيف اندلعت الثورات كشرارة نبيلة للحرية والعدالة والمساواة، وكيف انقلبت الدفة لخدمة أعداء العرب؟! .. من هم الممولين الحقيقيين للفوضى الكبرى بعد الربيع العربي؟ ولماذا تنفق أمريكا الملايين لدعم “الديمقراطية” في مصر والعالم العربي، رغم تاريخها الدموي ! ، وما حقيقة “خيار السلفادور” أو زرع فرق الموت لتنفيذ عمليات قتل جماعية بأوساط المدنيين برعاية أمريكية لإسقاط الأنظمة، وكيف تم توجيه حروب الجيل الرابع ، واستدعاء نماذج الدول الرخوة الفاشلة ..
==================
إعد الملف
شيماء عيسى
شارك فى الاعداد
شيماء فؤاد ـ سميرة سليمان
اقرأ فى الملف “ كيف فضح مفكرو أمريكا خرائط تفكيك العالم العربي؟”
===============
«رؤوس الشر العشرة» يكشف أخطر مهندسي الحرائق اصهاينة
الاستبداد والمتأسلمون والغرب .. أعداء الثورة الحقيقيين
داعش ربيبة المخابرات .. وأمريكا تلعب على هدم قيم الإسلام
التقسيم شعار شركاء “لويس”.. والفوضى بيد تلاميذ “سوروس”
بوش يدعو للتعلم من كتاب صهيوني يفرض “الديمقراطية” بالقوة
سفارات أمريكا يقودها “السيد موت” و”سفير الشيطان”!
لا يغيب عن بال الكاتب الصحفي مجدي كامل ، مؤلف هذا الكتاب الهام مشهد كونداليزا رايس ، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، قبيل تكليفها بالحقيبة الوزارية 2005، حين قالت أمام الكونجرس : لدينا قائمة من الحلفاء في الشرق الأوسط انتهت صلاحيتهم، واستهلكوا تماماً، ويجب التخلص منهم، واستبدال حلفاء جدد للولايات المتحدة بهم!وراحت تتحدث عن “حرب الأفكار” و”نشر الديمقراطية والحرية” ! أما جورج بوش الابن فهو يتذكر ما قاله في نوفمبر 2003 بأن ” الولايات المتحدة ظلت تدعم الديكتاتوريات في الشرق الأوسط لأكثر من ستين عاماً، وأن تلك السياسة لم تجلب لأمريكا الأمن، أو تخدم مصالحها” ولابد من سياسة جديدة لنشر الديمقراطية!
سألته : ربما يشعر القاريء أنك لا تؤمن بحتمية الثورة على الاستبداد العربي، وأجاب نافيا : عندما اندلعت الثورات العربية نهضت ثلاث قوى أمامها: أولها: قوى الثورة المضادة وهي قوى الاستبداد الفاسدة التي تحاول عرقلة الربيع العربي لأجل أن تبقى في السلطة، وثانيها: القوى المتطلعة لحكم الشريعة والتي لا تمانع في الوقت ذاته من الرضوخ للإملاءات الغربية ، وهاتان القوتان شديدتا الظهور في المشهد.لكن بقيت قوة تتحرك بنفوذ أقوى، ولكن كثيرا من عيون المتابعين عاجزة عن مراقبتها، وهي القوى الغربية التي تحاول حرف مسار الثورات باتجاه مصلحة الغرب وأمريكا على وجه الخصوص، ضمن إستراتيجيات مسبقة.
وفي كتابه الصادر عن دار “الكتاب العربي” نقرأ تفاصيل الخطة الجهنمية؛ فقد بدأت أمريكا بالحلقة الأضعف وهي دولة السودان حيث قسمتها إلى نصفين وستكمل باقي القسمة لتصبح لدارفور دولة وفي الشرق دولة أخرى ليصبح السودان الدولة الواحدة أربع دول ! وهو تماما ما تسعى لتنفيذه الآن في ليبيا فهناك مخطط لتقسيم ليبيا إلى 3 دويلات صغيرة , بعد زرع الحرب الأهلية فيها! وضمن المخطط الأمريكي العراق سيصبح 3 دويلات صغيرة متناحرة , للأكراد دولتهم وللشيعة الجنوب والسنّة في الوسط !! أما سوريا فيقتضي المخطط تقسيمها إلى5 دويلات, للعلويين والمسيحيين والسنّة والأكراد والدروز, ولبنان سيصبح 3 دويلات صغيرة , للمارون وباقي المسيحيين دولتهم في بيروت وضواحيها والسنة في الشمال والشرق والشيعة في الجنوب! أما مصر والتي تمثّل العمود الفقري العربي ستصبح 3 دويلات في الشمال والجنوب والوسط وتقتطع سيناء من قبل إسرائيل مرة أخرى حيث ستحتلها بعد إضعاف الدولة المصرية وذلك لكي تضمن حماية حدودها من جهه وتخنق (حماس) من جهة إخرى . أما اليمن فسيقسم إلى أربع دويلات صغيرة منها دولة للشيعة على الحدود السعودية لضمان استمرار فزاعة إيران في المنطقة!
الفوضى الهدامة
ما علاقة الماسونية بالربيع العربي ؟ سؤال أجاب عنه المؤلف بقوله : من المعروف أن الماسونية كانت وراء الثورة الفرنسية والبلشفية والبريطانية، فقد كانت تعمل على إسقاط وإلغاء الحكومات الشرعية , لهذا يرتكز المشروع الصهيوني الأمريكي على منظومة من التغيرات السياسية الشاملة لكل دول المنطقة، وفقًا لإستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم ثم البناء!!
وكان الأمريكيون قد حاولوا استثمار حالة الفوضى تاريخيًّا في عدَّة أماكن من العالم كما فعلت في إيران أيام حكم مصدَّق، وقد نجحت حينها بإعادة الشَّاه إلى سدة الحكم، الأمر التي فشلت فيه عقب اندلاع الثَّورة الإسلاميَّة عام 1979, وانتهجت إستراتيجيَّة فوضى الاحتواء المزدوج في التعامل مع الثَّورة، أثمر عن قيام الحرب العراقيَّة الإيرانيَّة, وعقب انهيار جدار برلين وسقوط الشُّيوعيَّة وتفكك الاتحاد السُّوفييتيّ اعتمدت إستراتيجيّة الفوضى البناءة في التَّعامل مع الجمهوريَّات المستقلَّة, وتعتبر رومانيا نموذجًا مثاليًّا لتفجير الفوضى في بلدان أخرى.
وبالرُّجوع إلى المظاهرات التي عمَّت جورجيا وأوكرانيا في الألفية الثالثة كان العنصر الحاسم في نجاح المظاهرات هو التَّهديد بالقُوَّة من قبل الولايات المتحدة، وذلك بعد تحوّل السِّياسة الخارجيَّة الأمريكيَّة من الاحتواء المزدوج أيام الحرب الباردة إلى إستراتيجيَّة أمركة العالم بالقوة، والعمل على تغيير الأنظمة والجغرافيا عن طريق الفوضى الخلاقة, ولا مانع من اعتماد الاحتلال المباشر إذا لزم الأمر في ظل غياب استراتيجيات الرَّدع, وقد أفرزت متغيرات للواقع الدُّولي نموَّ وازدهار العولمة الأمريكيَّة بحيث أصبح القيام بواجبات الأمركة من صميم مهمَّات رؤساء الولايات المتحدة. ويعدُّ الرَّئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الذي عانى من وهم كونه المسيح المخلِّص الأكثر تطرفًا في فرض سياسات الأمركة من خلال إطلاقه الفوضى الخلاقة في مختلف أنحاء العالم.
ولما عجز كل من الفكر الصهيوني والقوة الأمريكية عن المساس بالدين الإسلام منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، اتجه الفكر الصهيوني بدعم من القوة الأمريكية إلى هدم المثل والمبادئ والقيم عن كل الامم والشعوب، والعمل للقضاء على ثقافتها وموروثاتها الحضارية وطرق تفكير وممارسة حياتها اليومية ومسلكها السياسي، لتجعل منها أشباح دول وتسخط أهلها إلى أمريكان لتنفذ من هذا الطريق إلى هدم الإسلام.
ولهذا يؤكد الكاتب الصحفي مجدي كامل لـ”محيط” أن أمريكا صانعة الإرهاب الاولى في العالم، و ” داعش ” ربيبة المخابرات العالمية، والتي تعتبر خير مثال لإعادة إنتاج كارثة العراق في سوريا وفي ليبيا وفي مصر.. وقال : غالبا ما تصاحب الثورات - كما علمنا التاريخ - فوضى .. هذه الفوضى تصبح مجالا خصبا لاختلاط الحابل والنابل .. ثورة رومانيا خير نموذج وكذلك سائر الثورات كالفرنسية والإنجليزية والبرتقالية والليبية والتونسية والسورية وغيرها .. بالتأكيد ليست ثورة يناير استثناء من هذا المنوال ، برغم أن العهد السابق لها كان يرتع في الظلم ، بل كان دولة أساسها الظلم والاستبداد والديكتاتورية والفساد ..
كتاب”لويس” المقدس!
يعد مشروع المفكر الصهيوني برنارد لويس أحد أخطر المشاريع التي واجهت وتواجه العرب في الشرق الأوسط، في القرن الواحد والعشرين. ظهر هذا المشروع لأول مرة فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، حين كان برنارد مستشارا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية, ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان.
وتم العمل به في عهد الرئيس جيمي كارتر بسياسة ناعمة ثم بسياسة خشنة في عهدي بوش الأب ثم الابن، ويتلخص في إحداث فوضى عارمة في دول المنطقة ما يسمى الربيع العربي تؤدي إلى تقسيمها إلى أكثر من خمسين دويلةعلى أسس عرقية وإثنية وقومية وطائفية ، يدينون بالولاء للسيد الأمريكي ، الذي يساعدهم لبلوغ السلطة ، وبالتبعية يخدمون أجندته ، التي تتدخل في صياغتها الصهيونية العالمية بهدف إضعاف دول الجوار العربية لصالح الدولة العبرية .
وتاريخيا، فقد سلم لويس المشروع إلى بريجينسكي مستشار الأمن القومي ، والذى قام بدوره ببلورته ، ثم عمد إلى إشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة تصحيح حدود سايكس بيكو ليكون متسقا مع المصالح الصهيوأمريكية هنا تبدأ ملامح المشروع في الظهور على أرض الواقع.
وكان ديك تشيني نائب الرئيس بوش الابن قد ألقى خطابا في الأول من مايو عام 2006 ، يكرم فيه لويس في مجلس الشؤون العالمية في فيلادلفيا شاكرا إياه على تفانيه في خدمة أمريكا!
كان مشروع برنارد لويس أحد المشروعات التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ، ومن بعده إدارة خلفه باراك أوباما .ولم يكن غزو أفغانستان ، ثم غزو العراق لإنهاء دوره القومي والدولي المؤثر وتسريح جيشه وإخراجه من دائرة الخطر على إسرائيل وأمنها ، وتحويل العراق إلى دولة للفوضى تتنازع فيها الأحزاب الطائفية وأمراؤها باسم الدين إلا بداية لانتقال مشروع لويس إلى دول عربية أخرى لتحقيق الهدف الأكبر للمشروع والسبب الأساسي الذي تم وضع هذا المشروع من أجله، وفق المؤلف.
وفي ليبيا طبقت إدارة أوباما وحلفاؤها في الغرب نفس السيناريو العراقي بتسليم السلطة إلى الإسلام السياسي ، بعد حرب ضروس قتلت آلاف الليبيين ، وأشاعت الدمار والخراب والتقسيم والاحتراب الأهلي فيها كما حصل في العراق تماما .ثم انتقل السيناريو بنسخة كاربونية لسوريا لتصل لحالة تدمير الجيش وإنهاك الشعب وإشعال حروب طائفية .
خديعة المنظمات الحقوقية
يكشف كتاب “رؤوس الشر العشرة” فصولا من خبايا مراكز الأبحاث ومنظمات العمل المدني الأمريكية والتي تنتشر بالعالم العربي، وجودا وفكرا، ويضرب المثل بشخصيتين بارزتين يهوديتين، قادا العمل المنظم لتحقيق مخطط التفكيك تحت ستار العمل الحقوقي والمدني.
الأول هو الملياردير الشهير جورج سوروس والذي عرف بربطه للمنظمات غير الحكومية بالأجندة الأمريكية، وقد أدمن المضاربة بالبورصة ونهب أقوات شعوب بأكملها حتى كادت تسقط أنظمة آسيوية في التسعينات من مضارباته .
سوروس
عبر منظمات “المجتمع المفتوح” و”سوروس” و”كانفاس” ظل الرجل يجند الشباب ويستقطب النخب لتحقيق مآربه التي تتلخص في صناعة حكومات عميلة بدون حرب وتدخل عسكري ، لقد كان شريكا لديك تشيني في شركة “هاليبرتون” التي كسبت المليارات من غزو العراق، أما في مصر فقد تكاثرت المراكز الممولة من قبله كالفطر وتتحرك بشكل جماعي وفقا لتوجهات محددة، وكلها تقريبا ترفض الهوية الإسلامية وفي نفس الوقت تدافع كلها عن مواثيق الأمم المتحدة.
هؤلاء يقومون بتمجيد إعلاميين وفضائيات وصحف من الطابور التابع لهم ويغدقون لهم العطايا، وخطتهم شيطنة الزعامات الدينية الإسلامية وتخويف الناس منهم ، هذا إلى جانب تمويل أحزاب وائتلافات كلها تدور في الفلك الامريكي
أما شعار تلاميذ سوروس فقد تطاير في كل الثورات الملونة بجورجيا وأوكرانيا وفنزويلا ومصر وهي “قبضة اليد” ، بحسب المؤلف. ويوجه الكتاب تهما محددة لحركات كفاية و6 إبريل، مؤكدا أنها حركات دشنت من كل القوى السياسية لإنهاء حكم مبارك، ولكنأيضا أدارها الغرب لتحقيق مآربه!
ويعرض الكتاب كذلك لنموذج “فريدوم هاوس” لصاحبه الأمريكي اليهودي بيتر أكرمان ، وقد نشر أكثر من دراسة حول ما يسمى فن الثورات البرتقالية والتكتيكات الملائمة لنجاحها ولم يجد غضاضة في توظيف الغوغاء, المأجورين كما حدث في الساحة الحمراء في موسكو وفي كييف وتصويرهم كجمهور مدني.كما دعا إلى ربط هذه التكتيكات بتدخلات أمريكية فعالة من التهديد بقطع مساعدات القمح الى تدخلات المخابرات المركزية .!
ليفي بالميادين !
ويستدعي الكتاب أيضا “عراب الربيع العربي” الصهيوني برنار ليفي، عرفته البوسنة والهرسك ، وجبال أفغانستان، و سهول السودان، ومراعي دارفور، وجبال كردستان العراق، و المستوطنات الصهيونية في إسرائيل ، و أخيرا مدن شرق ليبيا وميدان التحرير في مصر.وقد اعترف بأنه دفع من جيبه لهذه الثورة واجتمع بقيادات الإخوان في مصر ، وبمثل ماكان نزوله في ميدان التحرير بالقاهرة ، كانت بنغازي ليست بعيدة عنه وهناك صور له وهو يطلع على التخطيط والخرائط في ليبيا مع قائد الجيش في المجلس الانتقالي .
ليفي
وفي الوقت الذي كانت فيه الطائرات الصهيونية تدك بيوت المدنيين في لبنان في حربها الأخيرة عام 2006، ذهب إلى إسرائيل والتقى مع كبار المسؤولين، ثم عاد إلى فرنسا ليكتب صفحة كاملة في جريدة لوموند عن معاناة الإسرائيليين! ويُعَدُّ ليفي من أشد المدافعين عن السياسة الخارجية الأمريكية، بل وصل به الأمر إلى تأليف كتاب لهذا الغرض أسماه ” فرتيجو” أو “دوار المواشي”، و تدور فكرته حول التشهير بمن يعادي الولايات المتحدة أو ” مناهضة مناهضي أمريكا”.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد عرض عليه عام 2007 أن يكون وزيراً للثقافة، وكذلك فعل الرئيس جاك شيراك عام 2002. وقد شكل ليفي فريقاً من اليهود للضغط على ساركوزي أثناء حملته الانتخابية، فأبلغوه بأنه إن كان يرغب في رئاسة فرنسا فعليه أن يواصل الضغط على المجموعة الدولية من أجل تركيع السودان عبر حزمة إضافية من العقوبات، تجعله يرضخ لخيار التقسيم وفصل جنوبه عن بقية البلاد ، وكان له وفريقه ما أرادوا!
نبي الصهيونية .. وكذبة الديمقراطية
إنه ناتان شارانسكي وزير شؤون القدس والشتات الإسرائيلي – 2005– والذي خرج على شاشة التليفزيون البريطاني ليتحدث بثقة عن رؤيته لضرورة “فرض” الديمقراطية على منطقة الشرق الأوسط.
بوش يكرم تشارنسكي
وقال شارانسكي إن الرئيس الأميركي جورج بوش طلب من وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ” ان تستنير بكتاب شارانسكي الجديد وعنوانه “دعماً للديمقراطية: قوة الحرية للتغلب على الطغيان والإرهاب ” والذي كان قد تم نشره في شهر نوفمبر عام 2004 .
وهنا يوجه مؤلف الكتاب انتقادا حادا لهذه الأفكار الأمريكية، في بلد يحتكر فيها حزبان رئيسان السيطرة على مجتمع تعداده تقريباً (350 ) مليون نسمة ، في الوقت ذاته تسمح أمريكا بتشكيل أكثر من (168) حزباً في العراق ! من أجل الفوضى والتخريب الداخلي وتمزيق الشعب العراقي ؟!
ويؤكد الكاتب الصحفي أن أمريكا مجتمع تشكل من مهاجرين ينتمون لأعراق وقوميات وديانات ومذاهب كل بقاع الأرض، ويصعب صهرهم جميعا، ولهذا فقد قرروا تأسيس كانتونات منفصلة في ولايات وأحياء مقسمة لعرب وآسيويين وأفارقة ولاتينيين ويهود وأوروبيين، بعيدا عن فكرة الدولة ، وبالتالي فلا يمكننا أن نقول أن أمريكا دولة ديمقراطية!
إنها ديمقراطية صندوق الانتخابات فحسب، والمدعومة من شركات عملاقة لما وراء البحار تتولى الإنفاق على الانتخابات وتُصَعّد بالتزكية هذا الرئيس أو ذاك وحسب مصالح الشركات وبتزكية من لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ” الإيباك ” الصهيونية في الاختبار النهائي للمرشح الرئاسي ولطاقمه النفعي والصهيوني .
ويواصل الكاتب انتقاده لمفاهيم شارانسكي حول الديمقراطية، والتي يفترض بحسبه أن تتضمن سلاما بين الكيان الصهيوني ومصر، في حين أن السادات حين أقدم على خطوة كامب ديفيد – يقول الكاتب المصري – لم يستشر أحدا ولا فعلها مبارك حين باع لهم الغاز بثمن بخس!
ويتساءل الكاتب : هل كان احتلال العراق وتدميره حالة دفاعية ؟! وكيف تحل الديمقراطية قضية فلسطين مقولة تعني إلغاء القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
في إطار عداء شارنسكي للعرب والمسلمين بوجه عام ، فقد كان أكثر من يدفعون باتجاه تهويد القدس . ويكفي أنه هو صاحب أخطر خطة لتهويد القدس تبنتها حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ أن طرحها .
في العاشر من شهر أبريل عام 2013 ، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية - ولأول مرة - عن مخطط خطير يستهدف تلة المغاربة والآثار القريبة منها تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه، وذلك بتوسيع ساحة البراق بالحرم القدسي الشريف باتجاه الجنوب، على حساب تلة المغاربة والآثار الإسلامية، وتقسيم المنطقة لثلاثة أجزاء تسهيلا عن الرجال والنساء اليهود تأدية طقوسهم الدينية بالمكان.
السيد موت ..
جون نجروبونتي “رجل المهام القذرة” وهو أول سفير أمريكي لدى بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين ، بالرغم من سجل نجربونتي الأسود في أمريكا اللاتينية وارتباطه بما عُرف بــ ” فرق الموت ” .
رسم تعبيري من الكتاب يجسد جرائم نجروبونتي
أول نظرية جاء بها نجروبونتي في العراق تقول (الأمن قبل الإعمار) في دليل واضح على استراتيجية تعتمد القوة أولا وأخيرا، على أمل التخلص من المقاومين في العراق. ويضرب الكتاب مثالا واحدا عندما كان الرجل سفير الولايات المتحدة في هندوراس بين عام 1981 و 1985 تحت إدارة ريغان وكان مطاردا من قبل لجنة حقوق الإنسان الدولية لأعماله الإجرامية ولدوره المباشر والقذر في القتل والاغتصاب والتعذيب للسلفادوريين و للنيكاراغويين، و دوره في تمويل جيش الكونترا - سميت فضيحة الكونترا فيما بعد - لسحق حكومة ساندنستا في نيكاراغوا.
وبعد انتهاء عمله في العراق تم تعيين جون نيجروبونتي مديرا للاستخبارات الوطنية الأميركية، للاشراف على 15 وكالة استخباراتية منها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ” سي.آيي.إيه “!
سفير الشيطان يتحدث
وهو وصف أطلقه الكاتب على رجل المخابرات الأمريكية روبرت فورد والذي عين خلفا لسفارة بلاده بالقاهرة بعد فضيحة آن باترسون مع الإخوان، وقد عين بالرغم من كونه رأس الحربة الأساسى عن أمريكا فى الحرب الأهلية اللبنانية فى منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات، أحد أهم الخبراء فى تخريب العلاقات بين المنظمات الفلسطينية فى بيروت، وإحداث الانشقاقات فيما بينها، وهو أحد الخبراء فى اجتياح إسرائيل لبيروت ، وهو المتآمر الأصلى فى الوضع المتردى فى سوريا أثناء توليه البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك .
ساهم روبرت فورد فى انفجار الوضع الأمنى فى الجزائر سنة 2008 عندما كان يعمل سفيرا هناك وهو المسؤول فى وزارة الخارجية الأمريكية عن تشكيل ” فرق موت ” من أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة فى أفغانستان، والعراق، واليمن، والشيشان، وتوظيفهم للقيام بعمليات ضد الجيش السورى، وقوات الأمن السورية.
ويتحمّل فورد مسئولية كبيرة فى الأحداث الطائفية فى العراق، خصوصاً بين السنة والشيعة، حيث دأب على تحريض القيادات الشيعية على السنة وتحميلهم مسئولية التفجيرات التى تستهدف القوات الأمريكية والشيعة على حد سواء. كما كان يلتقى أيضاً بقيادات سنية ليؤلبها ضد الشيعة، ملفقاً الروايات عن اعتزامهم اقتراف مذابح جماعية ضدهم، فضلاً عن أنه شارك فى انتشار أنشطة الشركات الأمنية الأمريكية وتعزيز دورها لخدمة أهداف المخابرات الأمريكية.
وقد عاد إلى الولايات المتحدة عام 2006، حيث حصل على عدة أوسمة وشهادات تقدير من وزيرة الخارجية، ومن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية لدوره فى العراق. وقد عاد بعدها للعمل بسفارة بلاده بعدد من الدول العربية منها سوريا والعراق ومصر وليبيا ، حيث يقوم دائما بتدريب المرتزقة والاستفادة منهم عبر خبرته في التعامل مع مدعي الإسلام السياسي المسلح!
==========
«لعبة الأمم» يكشف أسرار تحكم أمريكا بالعالم كرقعة شطرنجالإثنين، 1 يونيو 2015 02:20 م
1
كتبت - شيماء فؤاد
لا فرق بين زعيم إرهابي ورئيس جمهورية!
عدم الظهور كتابع لأمريكا .. شرط هام لبقائك بالحكم!
القمع دون إصلاح يهدد بثورة وشيكة
أمريكا وراء الانقلابات التاريخية بدمشق وطهران والقاهرة
خبير دعايا سوداء لتشويه المعارضين!
عبدالناصر أنهك الأمريكان فخططوا للإطاحة به
” لعبة الأمم ” تختلف عن باقى أنواع اللعب ، فالكل فيها خاسر، ومع ذلك تستمر اللعبة دون توقف، لأن توقفها لا يعني سوى شئ واحد و هو ” الحرب ” .
الكثير من الخبايا و الأسرار كشفها مايلز كوبلاند فى كتابه الأشهر ” لعبة الأمم - اللأخلاقية فى سياسة القوة الأمريكية ” ، كأحد المشاركين بـ ” دبلوماسية ما وراء الكواليس ” فى مركز التخطيط السياسى بوزارة الخارجية فى واشنطن و المعروف بـ ” مركز اللعب ” ، حيث كانت تتم ” لعبة الأمم ” ، ويصور فيه الأمم كقطع شطرنج يجرى تحريكها من قبل وزارة الخارجية الأميركية .
والغريبة أنه بالرغم من أن كوبلاند فى كتابه فضح تدخلات السياسة الأمريكية ، و لكنه يعود فيبرر لها ، فيرى و إن كانت أمريكا تبحث فقط عن صالحها ، فهى تسدى للدول العربية خدمة كبيرة فى محاولة وضعها على مسار الديمقراطية !
و عرض كوبلاند بشكل أكبر للانقلاب فى سوريا الذى تقلد بعده ” حسنى الزعيم ” كرسى الرئاسة ، و كيف أن أمريكا كانت هى المخطط لهذا الانقلاب ، و سببا فى العديد من الانقلابات التى تلته بسوريا ، و ثورة 1952 فى مصر الذى أسماها كوبلاند بـ ” الانقلاب الأبيض ” و الذى ساندته أمريكا ، و ذلك لأن كوبلاند كان أحد الوسطاء الأساسين فى كلا التدخلين الذى قامت بهما أمريكا .
و لأن كوبلاند كان المتقمص لعبد الناصر فى لعبة الأمم فخصص له المساحة الأكبر من كتابه ، و قد هاجم العديد الكتاب الذى أظهر عبد الناصر على أنه كان يتعاون مع أمريكا فى الخفاء و هو يعلن معاداتها فى العلن ، مستشهدين بقوله :”لن تغفر لي أمريكا ما فعلته حيا وميتا ” ، و متهمين صاحب الكتاب بمحاولة تشويه ناصر .
مايلز كوبلاند
الانقلابات السورية
بعد الأزمة المالية التى تعرضت لها بريطانيا و جعلتها تنهى وصايتها على بعض أرجاء العالم ، انفردت أمريكا بمسرح الأحداث العالمية بعد ان تغلغلت فى أركان العالم جغرافيا و عسكريا و ماليا و علميا .
فى عام 1947 – بحسب كوبلاند – أرادت أمريكا تغيير بعض زعماء الشرق الأوسط ، فى كل من سوريا و مصر و العراق و لبنان ، وكان على أمريكا أن تختار أول دولة للعبتها ،ووقع الاختيار على سوريا .
أرادت أمريكا أن تحث الشعب السورى من خلال عملائها السريين على اختيار الرجال الموالين لها فى الانتخابات ، و لكن الحكومة السورية تلاعبت ليفوز مرشحها . وقد دعمت أمريكا انقلابا من الجيش على الحكومة ، قام به ” حسنى الزعيم” فى 1949 بتخطيط أمريكى ، و صبغة سورية ، حتى تردد عن الزعيم أنه أحد ” صبيان أمريكا ” .
و عندما فكرت أمريكا فى إلغاء الانقلاب كان نية حسنى الزعيم باتخاذ إجراءات لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى بمثابة المخدر الذى جعلهم يستمرون فى دعمه ، فى حين سجل الدبلوماسى ” دين هنتون ” اعتراضه داعيا التصرف الأمريكى بـ ” الغبى ” ، قائلا : هذا القرار سيسبب سلسلة من الانقلابات العسكرية فى سوريا لن تنتهى .
و لكن بحسب كوبلاند ، عمالة أى حاكم لدولة عظمى لا يضمن بقاءه فى الحكم ، فتمرد على الزعيم أصدقاؤه بالجيش ” سامى الحناوى ” و ” أديب الشيشكيلى ” ، و قتلوه بتهمة ” العمالة لفرنسا ” ، و بعد أربعة أشهر اعتقل الشيشكيلى الحناوى و بدأ فى إدارة البلاد ، و ظهر على أنه ” رجل سوريا القوى ” ، و فى 1954 غادر سوريا هاربا من وجه أحد الانقلابات العسكرية الجديدة ، لتصبح سوريا أكثر البلدان عرضة للهزات و الانقلابات منذ ذلك الوقت .
و من الغريبة بعد ذلك قول كوبلاند : إذا سمحت لنا الظروف بالتدخل مرة أخرى فى سوريا فإننا سنفعل بغية الاستقرار !
حسنى الزعيم
لعبة الأمم فى مصر
لقد كانت مصر هى خطوة أمريكا الجديدة بعد سوريا ، فى لعبة الأمم ، و أرادت فى البدء أن تجرى هذا التغيير عن طريق الملك فاروق ، و اضطلع بالمهمة الدبلوماسى ” كيرميت روزفلت ” و الذى قاد أنصار الشاه فى إيران ضد الدكتور مصدق و تخلص من حكمه ، ليعود الشاه من منفاه فى روما لعرشه بطهران .
و لكن لم ينجح روزفلت مع الملك فاروق فكان يرى أن هوايته الوحيدة هى ” العربدة ” ، بحسب المؤلف ، و برغم أن الملك فاروق قام بالاتفاق مع أمريكا ، بإزاحة الوزارة و اتهامهم بالعمالة الأمريكية ، ولكنه تخلص من الفاسدين ليضع مكانهم من هم أكثر لصوصية !
حينها عرفت المخابرات الأمريكية بحركة الضباط الأحرار قبل ” الانقلاب ” بأربع شهور و قررت دعمه ، على أساس إشعار الشعب أن الحكومة من الشعب و له و ليست مفروضة من الخارج ، و إعطاء الصبغة المحلية للأمور ، و فى تلك الحالة رأت أمريكا أن العدو الذى يمكن تجميع الناس من أجله ، ، لن يكون إسرائيل ، بل طبقة الإقطاعيين و بريطانيا ، وتلك بالطبع وجهة نظر مؤلف الكتاب.
جمال عبد الناصر
وصف كوبلاند عبد الناصر بأنه ” بونابرتى الطراز ” قادر على جمع شعبه على قضية ما ، تتوحد فيها مخاوف الأمة و آمالها ، و أنه نزيه لا يقبل الرشوة ، و صارم فيما يخص مبادئه .
كانت اللقاءات الأمريكية تتم مع عبد الناصر لكونه رجل الدولة الحقيقى ، فى حين بقى الشعب يهتف لنجيب فى الشوارع ، و لكن حرصت أمريكا على عدم الاتصال المباشر ، حتى لا يلتصق بالحكم الجديد شبهة التواطؤ مع أمريكا ، و تركوا الحرية كاملة لحكومة الانقلاب ، لمعالجة مشاكل البلاد .
كما لفت إلى أن العلاقات زادت قوة بين أمريكا و الضباط الأحرار عن طريق الصحفى ” محمد حسنين هيكل ” ، و كان ناصر قد عبر عن ضيقه من نظرة الخارجية الأمريكية إلى الثورة المصرية على أنها كالانقلابات العسكرية فى أمريكا الجنوبية .
ووصفت أحد التقارير الأمريكية الضباط الأحرار بـ ” عصابة روبن هوود ” مسرورن بهتاف الجماهير ، و لكن لا أحد منهم قادر على شرح ما تريده هذه الثورة ، فهم لا يكترثون للسياسة ، و لا يوجد صعوبة من إعادتهم لثكناتهم .
تقرير السلطة الشهير
المحافظة على السلطة أصبح هدفا فى حد ذاته و الأنظمة الثورية لا تتورع فى إتباع كل المسالك التى تضمن لها البقاء فى الحكم ، كان هذا ما كشف عنه التقرير الأمريكى – المصرى بعنوان ” مشاكل السلطة و الحكومات الثورية “.
و جاء فى التقرير أن القمع ضرورى بالمرحلة الأولى فى الثورة ، و تحل الإصلاحات محلهم تدريجيا ، و حذر التقرير من ” الثورة المضادة ” و محاولات سرقة الثورة من ذيول النظام و جماعات المصالح و السياسيين ، أو حدوث انقلاب عسكرى مضاد ، و أن القمع هو الأسلوب الأمثل للتعامل معهم .
و حذر التقرير من الاستمرار فى القمع دون إصلاح ، فعندما يتضح للشعب أن النظام الحالى نسخة من النظام البائد ، سيسقط النظام .
ليحمى النظام نفسه بحسب التقرير ، فهو بحاجة لمجموعة تشريعات ، لمنع الأنشطة السياسية التى لا يرغب فيها الحكم ، بحجة الفوضى و التحريض على العنف و محاولة قلب نظام الحكم ، و فرض حصول المظاهرات على إذن مسبق ، و شن حملات دعائية تبرر وسائل القمع ، لمواجهة أعداء الثورة !
و كان الرقيب العسكرى بالصحف فى عهد ناصر هو أحد نتاجات هذا التقرير ، و كذلك ” الحزب الواحد ” لاحتكار النظام الحكم دون منافس ، و خلق منظمة غير رسمية تهدف للدعايا لها فيما يعرف بـ ” المعارضة الكارتونية ” ، و ضرورة ” الانتخابات النيابية” مهما كانت مشوهة و بلا فاعلية .
ويكتمل السيناريو بإقامة جهاز مخابرات ” ضد التآمر” لمنع انقلابات الجيش ، ووضع برامج ثقافية و سياسية و تلقينها لكافة أفراد الجيش .
تشويه المعارضة
يشير الكتاب أن المعارضين فى عهد ناصر كان يعدهم النظام ” أعداء الثورة ” و يعاملوا بمنتهى القسوة ، و يتم تشويههم ، و قد شاركت أمريكا فى ذلك مرسلة لمصر واحد من أهم المتخصصين فى الدعاية السوداء و الرمادية ” باول لينبارغر ” ، و للتخلص من سيطرة ” البكوات “، زيف النظام الأدلة ضدهم على أنهم متآمرين مع دول أجنبية .
وبحسب كوبلاند، فقد ساعدت أمريكا فى التخلص من الأخوان المسلمين ، عندما اتهمهم نظام ناصر بأنهم خلية مخابرات نازية ، كما طلبت أمريكا من إسرائيل المدح فى الأخوان بطريقة غير مباشرة ، فى تكتيك يدعى بـ ” المدح من العدو ” لتشويههم ، وعلى الجانب الآخر كانت ماكينة الدعاية الناصرية تظهره كأول مصرى لقرون عديدة ينجح فى شق عصا الطاعة على الأوروبيين ، و كانت إذاعة القاهرة تهاجم كل البلاد التى يعارض زعماؤها ناصر ، حتى الدعوة علنا لاغتيال الحكام و الرؤساء ، فقالت عن رئيس العراق : الخائن نورى لو كانت العزة و الكرامة تجرى فى دعم العراقيين لقتلوه و طرحوا أشلاءه للكلاب ” !
المعونات
يقول الكاتب أن أمريكا طلبت من ناصر المساعدة فى عرض مشروع نهر الأردن على زعماء الدول العربية الأخرى ، لإغراء العرب فى الدخول فى تعاون محدود مع الإسرائيليين على الأقل ، ولكن ناصر رفض، حتى أن الثلاثة ملايين التى أرادت أمريكا أن ترشيه من خلالها، راح يبني برج القاهرة ردا على أمريكا و تحديا ، كرمزا للكرامة .
لفت كوبلاند أن ناصر عرف تماما كيف يستغل نزاع الشرق مع الغرب لمصلحته الخاصة ، و بالتالى يحرز قوة كبيرة فى ” لعبة الأمم ” تتعدى حدود قوة بلاده الاقتصادية و العسكرية ، و قدرته على التأثير فى شئون الشرق الأوسط ، و تأييده لحق الدول فى تقرير المصير ، جعلت أمريكا تتخذ سياسة أكثر تساهلا معه لتجنب أذاه ، و يظهر ذلك فى رجوع كينيدى إلي ناصر للحصول على موافقته قبل تزويد إسرائيل بالصواريخ .
وبعد خروج بريطانيا من المنطقة بعد فشل العدوان الثلاثى ، سعت واشنطن للإفراج عن الأرصدة المصرية كسبا لمودة ناصر ، و لكن ناصر كان متوجسا من أمريكا بعد أن بعث له سفيره فى واشنطن فى يناير 1975 أن امريكا تسعى للإطاحة بحكمه ، و خاصة بعد إعلان مبدأ إيزنهاور للدفاع عن الدول الصديقة ضد أى دولة تدور فى فلك الشيوعية قاصدا مصر .
و أشاع السوفييت أن أمريكا كانت طرفا فى مؤامرة العدوان الثلاثى على القناة ، و لكن بشكل ” شركاء أوصياء ” ، إلى أن حان موعد تدخلهم كرسل سلام ! .. و كانت تساند حلف بغداد فى مقابلة ناصر ، و قامت القاهرة بإذاعة أن أمريكا تحيك المؤمرات ضد العرب .
لعبة الأمم تنقلب
امتد صراع ناصر مع أمريكا للأردن و لبنان ، ليحاول كل منهم استقطاب حسن ملك الأردن ، و يقول كوبلاند أن مصر كانت خلف انقلاب أبا نوار فى الأردن ، و فى لبنان وقفت أمريكا مع الرئيس شمعون ، فى حين وقف ناصر مع الجبهة الوطنية المتحدة ، و دعمت كل جهة الموالين لها فى الانتخابات ، لتصبح لبنان مسرحا لحرب أهلية .
فى النهاية وصل للحكم الرجلين الذين أرادهما ناصر ،و برغم معارضة أمريكا و لكن مبدأها أنه لا يفرق معها التعامل مع ” زعيم إرهابى ” عن ” رئيس الجمهورية ” ! ، و كانت هذه نهاية مبدأ إيزنهاور.
و قال كوبلاند ان فى عام 1958 امتلك ناصر قوة عظمة فى مجال الصراع مع الدول الكبرى ، ” لصالح مصر و مصر وحدها ” ، و قد حصل على مساعدات أجنبية من أمريكا و روسيا فى السنوات الأربع التالية بأكثر من مليار جنيه مصرى .
1962 أصبحت المصالح المصرية و الأمريكية فى تعارض ، و أسقطت الطائرات المصرية طائرة لأحد ملوك النفط الأمريكيين ، و قال ناصر فى أحد خطاباته دعا فيه لشرب السفير الأمريكى من ” مياه البحر الأبيض المتوسط ” ، و بعد شطب مجلس الشيوخ لمصر من قائمة المساعدات ، أعادها مرة أخرى للطليعة ، كما تغافلت أمريكا عن تحريض ناصر لدول أفريقيا لقطع علاقتها مع بريطانيا ، و ظلت شحنات القمح الأمريكى متدفقة .
ملامح جديدة للعبة الأمم
انتهت أسطورة القطبين أمريكا و روسيا ، و ظهرت أقطاب جديدة فى العالم ، فى حين انعدم الأمن و النظام فى العالم العربى و تلاشى أمل الوحدة العربية .
و فى الختام قال كوبلاند أنه لا يعلم إذا كان مركز اللعب مازال مستمرا و لكن الجامعات الأمريكية أصبحت ممارسة للعبة ، و ان فى المستقبل سيكون فى كل سفارة أمريكية ” سكرتير ثالث ” ليس له مهمة سوى اقتفاء أثر الخلافات الداخلية بين سكان البلاد .
مؤامرة «عش الدبابير» الغربية لسحق دول الشرق الأوسط!
كتبت – سميرة سليمان
آن الآوان لتقديم الإسلام ” التثويرى” بدلاً من “التخديري”!
“يجب أن تحارب دائما لكى تبقى”! .. حكمة أمريكية
أمريكا وبريطانيا وإسرائيل صنعوا “داعش” لقتل المنطقة بالبطئ!
الشرق الأوسط تحول لـ”سلخانة”..و نشهد “سايكس بيكو” الدويلات!
”الواقع العربى يؤكد مقولة على الوردى، عالم الاجتماع العراقى: لو خيَّروا العرب بين دولتين، دولة دينية ودولة علمانية، لصوَّتوا للدولة الدينية، وذهبوا للعيش فى الدولة العلمانية”.
هكذا يستهل الكاتب أحمد محمد عبده كتابه الجديد الصادر عن دار “يسطرون” للنشر؛ “الشرق الأوسط أبو لحية” الذي يرصد همجية الواقع وفوضى الكتابة. يرصد المؤلف في كتابه، مظاهر الدجل والغيبوبة التى نغط فيهما منذ قرون كنتاج لتدين شعبى مريض، كرَّست له وعملت على تنميته الأنظمة الحاكمة، حتى أُصبنا بفقدان توازن بين العقل والروح، بين النص والعقل، بين الأرض والسماء.
تناول الكاتب فرق تمزيق الأمة عبر التاريخ, وحصر للجماعات الإرهابية التى تعربد الآن فى الأراضى العربية والإسلامية, أكثر من 80 جماعة مسلحة تذبح الآن فى شعوبها, وكله باسم الدين منها داعش، وتنظيم القاعدة.
وفى ظل هذه الفتنة الحارقة, التى تجتاح الأمة المرشحة للزوال, يطالب الكاتب بتعطيل آيات النصارى والغرب التى تتناول قضايا الكفر والتكفير, وكل خطاب الفتنة والتشدد والتطرف وتجنيب ورفض الآخر, وكل نصوص الفتنة وسفك الدم, فالله لم ينزل الدين لتعاسة البشر.
أفيون ماركس !
يقول الكاتب في الفصل الأول أنه فى عصورالظلام والظلم والقهر, لا يكون أمام الناس غير اللجوء إلى الأُنس بالدين، تديناً أو تقية، إخلاصا لله أو خوفاً من وصاية وكلاء الله ! .
يقول عالم الاجتماع الألمانى ماكس فيبر: إن الطبقات الفقيرة والمحرومة تتجه إلى الدين كوسيلة للهروب من الظروف التى يعيشونها. والغريب أنه كلما ازداد هروب الفرد إلى الدين كلما قل نشاطه السياسى والاجتماعى والإنتاجى.
ويبحث كارل ماركس الفيلسوف الاشتراكى والمنظِّر الإجتماعى الألمانى، عن أسباب التخلف الذى ساد المجتمعات الأوروبية قبل ثورتها العلمية والصناعية فيقول مقولته التى فهمناها خطأ ” إن الدين هو أنين الكائن المضطهد, وقلب العالم عديم الرحمة, وحس الظروف القاسية, إنه أفيون الشعوب”.
وقد فسر ماركس مقولته بقوله ” أن المُضطَهدين والمُهمَشين والمطحونين, لم يجدوا لهم عزاء وملجأ إلا فى الدين , للتخفيف من معاناتهم ” . فمقولة ماركس وصف دقيق لظلام أوربا قبل أن تنتفض من غفلتها, كما أنها تشخيص صادق لحالتنا وأحوالنا.
ويؤكد المؤلف أن جريمة الأنظمة الحاكمة فى عالمنا العربى والإسلامى, والمتوالية عبرالعصور, أنها اجتهدت بقصد, فى بقاء الشعوب أسيرة الغيبوبة, الأبجدية والدينية والسياسية, وإبعاد الوعى عنها, فوعى الشعوب, هو العدو الأول للأنظمة المستبدة, فلجأ الناس إلى الدجل المُغطى بالدين.
الإسلام التثويري
هناك دائماً شعارات نرددها - كما يشير الكتاب – فهناك “المعاملات الإسلامية”, و”البرامج الإسلامية”, و”المصايف الإسلامية”، و”الأدب الإسلامى”، وهكذا مما يسمى “إسلامية إسلامية”, لكن لا توجد “صواريخ إسلامية”، أو “مصانع إسلامية”، “مزارع إسلامية”، “ضمائر إسلامية”.
ويتساءل الكتاب: ما رأيكم فى البطل عبد العاطى الذى دمر للجيش الإسرائيلى 26 دبابة ؟ لا بطولات للأمة بعد خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وغيرهم في حروب العقيدة, أما تلك فهى حروب من أجل الأرض, من أجل الوطن, وما الوطن سوى قبضة من التراب العفن !.
يقول الدكتور محمود اسماعيل, كما يشير الكتاب آن الآوان لتقديم الإسلام ” التثويرى” , كأديولوجية للبرجوازية والكادحين , مقابل الإسلام ” التخديرى ” المبرر لطُغمات العسكر , وطواغيت الثيوقراطية المتطرفة , آن الآوان لوضع ابن رشد وابن خلدون , فى مكان الغزالى وابن تيمية .
ويعلق المؤلف: محمود إسماعيل هنا يدعو للإسلام الثورى المنتفض دائما على الظلم والاستبداد, الباحث فى أسرار الكون, لا إسلام التكفير والقتل والخضوع والخرافات والأساطير والخزعبلات التى تُخدِّر الجماهير.
كل هذا جعل هُويتنا باهتة ومائعة وتائهة, ولأن المسلمين عموماً يفتقدون التوازن والموازنة بين الروحى والمادى، فشلوا فى تكوين تلك الهُوية, تجد الجماعات المتطرفة اليوم , تعمل جاهدة لتكوين هُوية لها , لابد أنها ستكون فاقعة بلون الدم .
محنة هذه الأمة !
هناك عشرات الميليشيات والكتائب المسلحة, التى جعلت قضيتها الأولى , تنغيص الحياة على المسلمين، يحاربون الأمة بدعوى أنها كافرة, ولم يشهد العالم الإسلامي المفخخات والمفرقعات والاغتيالات، إلا على يد من يُسمَّون أنفسهم بالجهاديين، والغريب أن يتركوا إسرائيل تنعم بالأمان, وينغصون حياة المسلمين، تجرى الآن تصفية عرقية للأقلية المسلمة فى ميانمار، ولم يتحرك لهم ساكن! .
اختلاط الأمور ببعضها جعل كل شيء حرام عند المتطرفين كما يشير الكتاب، وكل شيء مباح عند الفوضويين، انبهرنا بالغرب الذي وضع حكامنا فى قبضتهم، وصارت شعوبنا رهن تفوقهم، وصار “المتخلفون ” مصدر قلق للمتقدمين، وربما التقى المؤرخ الأمريكى برنار لويس مع بوش الابن فى خلاصة القول عن العرب فيقول: “هم قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم, ولو تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمرالحضارات, لذلك فإن الحل هو إعادة احتلالهم واستعمارهم, وتكون مهمتنا المعلنة هى تدريبهم على الحياة الديمقراطية”.
ويشير الكتاب إلى حروب “الجيل الرابع”، وهي حرب اللاعنف الفوضى الخلاقة، تصنعها الثورات والاحتجاجات والإضرابات، و”الجيل الخامس” هو ” الحرب بالوكالة “، المسلمون وقد استنزفتهم الثورات، فتشتعل لديهم شهوة تدمير أنفسهم بأنفسهم، بالطائفية والمذهبية والعشائرية، والمحاربون بالتكفير والدولار والنساء, وتتعاون دول ودويلات عربية وإسلامية فى مباريات التدمير, أُعطيك ملياراً وتحارب معى، أو تعطينى قاعدة عسكرية، أو تمدنى بالمعلومات, أو بالمال والسلاح, أوتغض الطرف عما أفعل، فوضى لخلق فوضى، تنتهى بتقسيم المنطقة من دول إلى دويلات صغيرة تتصارع فيما بينها .
فيتحول المسلمون من مرحلة التخلف إلى مرحلة الانقسام والتفتيت، وبعد أن كان الإسلام متهماً بالتخلف, صار متهماً بالإرهاب. لذا قام الغرب بإنشاء تنظيمات وجماعات إسلامية مسلحة, لتكون بمثابة السوس الذى يهرى فى جسد الأمة .
ومن هذه الجماعات والتنظيمات التى أنشأها الغرب يتحدث الكتاب عن تنظيم القاعدة، ويقول المؤلف أنه بعد تفكيك الاتحاد السوفيتى, صار الإسلام هو العدو الأول لأمريكا والصهيونية, وقام المطبخ الأمريكى بقيادة بريجنيسكى مستشارالأمن القومى الأمريكى، بتدبير انقضاض الدب السوفيتى على أفغانستان، والذى استمر من ديسمبر 1979 / فبراير 1989 , فقد رأت أمريكا أن مصالحها فى الشرق تتعرض للخطر, ولابد من إضعاف، بل تفكيك الاتحاد السوفيتى، ولذلك يوم عبور قوات السوفييت حدود أفغانستان , قال بريجينسكى للرئيس كارتر وهو يضحك , أن الروس دخلوا فى فيتنام الخاصة بهم، يعنى أننا أدخلناهم فى الوحل الذى انغرست فيه أمريكا يوم هجمت على فيتنام فى ستينيات القرن الماضى.
وفى عام 1988 قام بريجينسكى بإنشاء وتكوين تنظيم القاعدة بقيادة أسامه بن لادن، التنظيم الدينى السنى الأصولى الجهادى متعدد الجنسيات، لمساعدة الشعب الأفغانى فى طرد السوفيت، ويظهر مع مقاتلى تنظيم القاعدة فى باكستان فى الثمانينات، ويقول لهم: أنتم تجاهدون .. وفقكم الله. فسياسة أمريكا تقوم دائما على العدو المفترض، والمبدأ القائل “يجب أن تحارب دائما لكى تبقى “.
انسحب الاتحاد السوفيتى من أفغانستان، وتم تفكيكه فى مطلع التسعينات, وبهذا تكون أمريكا قد تخلصت من القطب الموازى لها , لتنفرد بافتراس العالم .
ثم اصطنعت حجة لتدمير بعض الدول الإسلامية, فاتخذت تنظيم القاعدة وسيلة لذلك, ومعه حركة طالبان, فقامت مع الموساد الإسرائيلى بتدبيرهجمات 11 سبتمبر 2001, على برجى مركز التجارة العالمي, ومقر وزارة الدفاع الأمريكية.
كانت التهمة جاهزة لتنظيم القاعدة, ثم للشعوب الإسلامية الحاضنة لها, فقد انتهت مهمة القاعدة بخروج السوفيت من أفغانستان, فتحركت الأساطيل الجوية والبحرية والبرية لتدمير أفغانستان وباكستان, وتدخل باكستان فى حرب استنزاف طويلة، وتهرب عناصر حركة طالبان إليها، ونزوح أعضاء القاعدة إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر .
ثم يتكرر المشهد فى عام 2003 بحجة نزع أسلحة دمار شامل، ونشر الديمقراطية, فتزحف جيوش وأساطيل التحالف الدولى لتدمير العراق جيشا ودولة, ويتم إعدام صدام حسين ليلة عيد الأضحى فى 30 ديسمبر 2006, ليصير العراق بعد ذلك مرتعا للتفجيرات والاغتيالات والحرق والتدمير على يد القاعدة وأولادها، وفى طريقه للتقسيم .
مجاهدو الكعب العالى
هكذا يصف الكتاب تنظيم “داعش”، أغنى تنظيم متطرف شهده العالم, تسليحهم وملابسهم وسياراتهم العسكرية, فى فخامة ملابس وتسليح جنود إسرائيل, استولى على عقول شباب من جميع أنحاء العالم، المفروض أنهم مسلمون, ضخَّمهم الإعلام, تخيلوا أنهم كائنات خارقة, اختارهم الرب لعودة الخلافة, يؤمنون بأنهم سيُنصرون بالرعب، فانهمكوا فى ذبح كل من يقابلهم, يعيدون لنا فظائع التتار والمغول ومذابح الحروب الصليبية فى المنطقة العربية.
يستولون حتى الآن على أكثر من 40 % من أراضى العراق بما فيها من منابع النفط, وثلث الأراضى السورية, كما استولوا على ترسانات من الأسلحة الصغيرة والثقيلة وعربات القتال من مخازن وكتائب عراقية وسورية، غير إمدادات أمريكا وتركيا وقطر وإسرائيل, يبيعون البترول لإسرائيل وتركيا, يستولون على البنوك والممتلكات العامة والخاصة، ويأسرون النساء للمتعة والبيع, يتجولون بسكاكينهم ومدافعهم بين المزارع والقرى والمدن وتجمعات العشائر وآبار البترول, بعكس عناصر تنظيم القاعدة , الذين كانوا يتنقلون سيرا على الأقدام، بين كهوف وجبال أفغانستان .
ويورد الكتاب ما ذكرته صحيفة ” راديكال ” التركية يوم الأحد 17 أغسطس 2014 ، أن المستشار السابق بوكالة الأمن القومى الأمريكى, وعميل جهاز الاستخبارات الأمريكية, واللاجئ السياسى فى روسيا, إدوارد سنودن قام بتسريب وثائق تثبت أن الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والموساد الإسرائيلى وراء إنشاء تنظيم داعش، بهدف خلق تنظيم إرهابى يستقطب المتطرفين من جميع دول العالم, فى مكان واحد, وهى العملية التى يرمزون لها بــ “عش الدبابير”، سيخدعون عامة المسلمين بشعاراتهم الإسلامية، ويستقطبون أولادهم المُغرَّر بهم بفكرة الخلافة والمشروع الإسلامى, من أصحاب الفهم المتطرف .
والخطة هى إيجاد كيان يوجه سلاحه للدول الإسلامية الرافضة لوجوده كى تنهار بالبطيء. وأكدت الوثائق أن أبا بكر البغدادى خضع لدورة مكثفة استمرت لمدة عام , لتدريبه عسكريا على أيدى عناصر من الموساد, ودورات فى فن الخطابة وعلم اللاهوت, وتداولت صور البغدادى مع السيناتور الأمريكى جون ماكين.
تنظيم داعش الأكثر دموية وعنفاً فى التاريخ الإنسانى, أنزلوه فى البداية فى دول الصراع فيها طائفى مذهبى, وهى مفككة ومستنزفة أصلا, العراق وسوريا .
والغرب سيعمل على تمكين مخالب هؤلاء الدمويون فى تلك المنطقة, ليتمكنوا بعد ذلك من الانطلاق لدائرة عربية أوسع، ويكون لأمريكا مبررا جديدا لاجتياح مناطق عربية , لخلق فاتورة جديدة لحسابها.
والسؤال, لماذا لم تتكون تلك الجماعات ” الجهادية “, لمواجهة الفظائع التى تقع للمسلمين فى فلسطين، والتصفية العرقية لمسلمى البوسنة والهرسك عام 1995، وراح ضحيتها 8000 قتيل مسلم, وتشريد عشرات الآلاف, والتصفية العرقية لمسلمى ميانمار الآن.
يواصل الكتاب: سؤال آخر: هل من المعقول أن تُنشئ القوى الإستعمارية هذه الحركات الدينية ؟ وهم أعلنوا أن الإسلام هو عدوهم الأول ؟ وتسمح بإقامة خلافة إسلامية بجوار إسرائيل ؟.
بالطبع لا، فقد ضمنت أمريكا استنزاف وتهتك سوريا والعراق وليبيا واليمن وحزب الله اللبنانى, ونزفت مصر دما كثيرا, وفوق كل هذا ضمنت تشويه صورة الإسلام عالميا, وتصوير المسلمين على أنهم قطعان من الهمج، يقتلون بعضهم بعضا, فلاعجب عندما يقول الصهاينة: السعادة فى أن نجعل أعداءنا يقتلون أنفسهم بأنفسهم.
يذبحون الناس ذبح الخِراف على صيحة الله أكبر, ويعلقون رؤوسهم على الأشجار، من يقطع رءوساً أكثر فهو المجاهد الغيور على دينه, فلإقامة دولة الخلافة لابد من إهراق الدم على أعتابها، بقاع الغرب “الكافر” مفروشة بالقمح والبساتين والورود والحشائش, بينما أراضي ” الموحدين بالله ” مفروشة بالدم، وبسكاكين مسلمة،, ويقيم ” المجاهدون ” حاجزا حول الأرض المحتلة، لم يمسُّوهم بسوء، لتصير إسرائيل واحة الأمن والأمان فى المنطقة.
أشباح تواجه العرب!
المنطقة العربية الآن كما يؤكد الكتاب، تواجه حرباً كونية عبثية, العراق ينهار شعباً وأرضاً, وسوريا تقاوم التتار والمغول, واليمن سقط بين أنياب القاعدة ومخالب الحوثيين ودعوات الانفصال, وليبيا تقاوم الاحتضار, وأفغانستان تتوكأ على عكازين, والصومال يرضع من الحصى, والسودان .. المجاعة والشريعة والتقسيم والحرب الأهلية.
ويخلص الكتاب إلى أن المسلمين وجدوا فى العقل خطورة على الدين, ثم خافوا على أنفسهم من إباحية الغرب والشرق, فعاشوا على حد السيف, بين الدين والدجل, واستيراد الإباحية سرا .
لذا .. فحالنا فى واقع العالم الآن، يُحتِّمُ علينا إعادة النظر فى نصوص عطَّلت الدنيا وشوهت الدين، فالسلام الإجتماعى بين الناس، وخاصة فى المجتمع المتعدد, أهم من ترديد آيات النصارى واليهود, وآيات الكفر والتكفير والكفار, فليذهب خطاب الفتنة إلى الجحيم.
ما الذى سيعود على المسلمين من تكرار آيات تقرر أن المسيحيين كفار, واليهود كفار, وأهل القارات الخمس كلهم كفار؟ العالم كله كافر إلا نحن!.
منطقة الشرق الأوسط حاليا تبدو كأنها السلخانة، رقابها تحت سكاكين الجماعات السُنيِّة المسلحة، ومد شيعى إيرانى ناعم, ومسلح فى بعض الأماكن كاليمن, ونهب ثروات وتقليم أظافر تقوم به أمريكا ومعسكرها، هيجان كونى ومذابح أسطورية، ستعانى منها المنطقة لعقود طويلة الآثار البيئية والاقتصادية والسياسية، والعقد النفسية التى ستصيب الأجيال، مئة عام على سايكس بيكو الدول، وجاء اليوم لسايكس بيكو الدويلات.
=====================
منقول من موقع محيط الاخباري
===========================
ملف مخطط تقسيم الدول العربية مثلما حدث في فصل جنوب السودان ومعلومات عن وكالة التضليل الاعلامي الاميركي
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2016/01/blog-post_120.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق