التوسط هي انسب خانة للبشر , كما أن الكثير يتفق معي بأنها الخانة العادلة المرضية للجميع ... إذاً الوسطية في كل شي أمر جميل , فلا تكون فاقد الإحساس ولا مرهف لدرجة الميوعة , ولا تكون مبذراً في المأكل والمشرب وكافة أشكال الحياة ولا مقتراً على نفسك, ولا تكون حريصاً على صحتك حتى تصل لحالات الوسواس ولا غير مكترث بصحتك لدرجة الإهمال , ولا تكن مغامراً لدرجة التهور ولا حذراً لدرجة الخوف الغير مبرر , ولا تكثر الكلام بلا فائدة ولا تكن صامتاً على الدوام , إذاً الوسطية هي ( إعطاء الأمور حقها بكل عناية فلا تشدد ولا إفراط ولا زيادة ولا نقص )
إلى هنا والكلام لاشك جميل وعذب ... ولكن الحقيقة على أرض الواقع تؤكد أن التوسط أمر صعب ؟؟؟ ليس بالهين فلو طلبنا من قائد مركبة إيقاف مركبته أقصى اليمين أو أقصى الشمال في أحد الشوارع سيكون الأمر في منتهى السهولة , أما إذا طلبنا منه الوقوف بدقة في منتصف الطريق تماماً ؟ فلن يكون التنفيذ بسهولة كما يعتقد البعض .
الوسطية لا يختلف عليها الكثيرون وهنا ( سر الغرابة !!! ) بل يرون أنها تمثل الاعتدال والإنصاف , ولكن هؤلاء الذين يتفقون عليها يختلفون بفهمها وهنا مصدر ( الكارثة ؟؟؟ ) فكل فرد من بني البشر يرى الوسطية من حيث ... أبعاد الرؤية لديه ؟ وعبر اتساع محيط التدين عنده ؟ ومن خلال الفهم . والفكر . والمعرفة المكتسبة . في حياته ؟
وبما أن الوسطية لا تعتمد على قياسات أو حسابات أو ما شابه ذلك فالقضية تزداد تعقيداً , فالرقم سبعة مثلاً يتوسط العدد ثلاثة عشر حيث يسبقه ستة أرقام ويعقبه ستة أرقام إذاً في وسطية الحساب تنتهي القضية بشكل مباشر فلا جدال ولا نقاش , ولكن الوسطية بالمعاملات والدين والحياة لا تقاس بالأرقام وهنا تختفي أسرار مفاتيح هذه القضية ولا يعثر عليها إلا قله قليلة من بني البشر .
فعندما يُجمع غالبية البشر على حسن وجمال الوسطية فهم في نفس الوقت لا يستطيعون تحديد ما اجتمعوا على جماله وحسنه !!! لتبقى الوسطية دائماً مختلطة الأوراق بحيث يسهل أن يندس المندسون في هذه المنطقة الغير محددة بسبب الغموض حول تحديد حقيقة الوسطية التي يجبها الجميع ومنهم أنت وأنا بلا شك .
وعلى سبيل المثال المتشددين ويقابلهم المنحلين أو لنقل ( المفرطين - و- المغالين )
ففي ديننا الإسلامي المغالي يرى القتل مشروع , في كل حين , وكل وقت , وعلى الصغير قبل الكبير , ويؤمن بأن لا حلول تنفع إلا بالدمار والخراب , وسفك الدماء , كيفما اتفق ذلك , دون مراعاة لأصول الدين الإسلامي , وفقهه ومنهجه القويم ؟؟؟ << وفي المقابل >> فالمفرط يرى ترك الجهاد بالكلية , بل وحتى حذف نصوصه من الكتاب والسنة , وتقديم الخضوع والمذلة للآخر , على أنها سلام , والحديث عن الحب والتسامح , وهي مجرد أقنعه لإخفاء الضعف الديني , وحب الحياة وكراهية الموت في الله ؟؟؟
ولهذا هناك أسماء مشهورة في هذا العصر بدأت تقدم فكرها على أنه وسطي وما هو بوسطي بل كانوا مغالين غاية المغالاة وبعد سنوات وإذا بهم يتحولون إلى منحلين فكرياً يدعون لتفريط والتهاون باسم التقدم والحضارة فهؤلاء لم يتذوقوا طعم الوسطية مطلقاً في حياتهم بل انهم قفزوا قفزة " مراثونية " عالية من ( التكفير والغلو ) إلى ( الانحلال والتفكك ) ولولا حرصي وعدم رغبتي بجرح مشاعر البعض لذكرت أسماء بعينها ,,, وللأسف أن لهم جماهيريه بلغت الآفاق بسبب منابر الإعلام التي تجعلهم في الصدارة في كل مناسبة في السعودية وفي كل البلاد العربية بل البعض منهم تقدم لرئاسة في مصر كمرشح يصنف على انه أسلامي للأسف الشديد وأن منهجه منهج وسطي ...؟
كل ما يجري اليوم من إفساد للمجتمعات ودعوات لتفكك هو تحت مظلة ( الوسطية المزعومة )) وهناك كلمة مرادفه أصبحنا نسمعها كثيراً وهي جملة (( بحسب الضوابط الشرعية ؟؟؟ )) هي كلمة جميلة لكنها فضفاضة تتسع للكثير من التفسيرات حتى نصل يوماً إلى درجة أننا نسمع ( سرقة بحسب الضوابط الشرعية ! ) أو ( شرب خمر بحسب الضوابط الشرعية ! ) حيث أصبحت الوسطية مطيه , الكل يركب عليها حتى جعلوا الناس يفهمون أن الوسطية هي حد فاصل ما بين ( الحق والباطل ؟؟؟ ) وهذا فهم قاصر ضال لا أصل له ومن صناعة أبالسة البشر .
فالوسطية هي مابين ( الحق و الحق ) فليست الوسطية أن تشاهد العاهرات والراقصات وتنظر إلى أجسادهن أمام زوجتك وأولادك وتقول ( أنا لا أزني ) ؟ أنا ( وسطي ) أعيش الحياة حضاري منفتح ... الخ الخ ,,, هذه وسطية خرقاء غبية من وحي شيطان رجيم انما الوسطية أن لا تمنع أهلك من الاستمتاع بكل وسائل التقدم من أطباق فضائية وأجهزة اتصال وكل ملذات الحياة لكن مع رقابة لصيقة ونصح دائماً وتذكير بحقوق الله على العباد والعقاب الجاد في حال التجاوز ,,, وان تكون أنت في نفس الوقت أول قدوة لهم ... نعم هذه الوسطية وبمعنى آخر أن
( لا ترفض الحضارة والتقدم بكل أشكالها ) ولا ( تسمح بالفساد والمجنون الذي بداخلها )
إن الوسطية أشبه ما تكون بالهبة الربانية التي يخص الله بها بعض عبادة ليريهم حقيقة الأشياء ((( بتجرد من كل المؤثرات حولهم ))) فيجعلهم يسيرون بكل ثقة كما يسير عامل بناء في ناطحة سحاب فوق قواطع حديدية لا يزيد عرضها عن ( شبر ) فرغم علوها الشاهق ورغم الأخطار والتحديات إلى أنه يسير بتوازن عجيب ( بخطوات ملك مهاب ) متنقلاً من مكان إلى مكان دون أن يخشى السقوط إلى الهاويه ...
جعلني الله وإياكم من خاصته سبحانه ومن أهل الوسطية الحق ... لا مفرطين ولا مغالين إنما وسطيين على المنهج والصراط المستقيم ...
============
الرد على عبارة الاسلام المعتدل وغير المعتدل / اسلام/ الوسطية الوسطي الشيخ عبدالعزيز الطريفي http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/11/blog-post_12.html … محمد بن سلمان سيدمر الاسلامين تحت عنوان المتطرفين / محمد بن زايد ز معاداة المسلمين / توافق مع اجندة الصليبين http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/10/blog-post_29.html …
إلى هنا والكلام لاشك جميل وعذب ... ولكن الحقيقة على أرض الواقع تؤكد أن التوسط أمر صعب ؟؟؟ ليس بالهين فلو طلبنا من قائد مركبة إيقاف مركبته أقصى اليمين أو أقصى الشمال في أحد الشوارع سيكون الأمر في منتهى السهولة , أما إذا طلبنا منه الوقوف بدقة في منتصف الطريق تماماً ؟ فلن يكون التنفيذ بسهولة كما يعتقد البعض .
الوسطية لا يختلف عليها الكثيرون وهنا ( سر الغرابة !!! ) بل يرون أنها تمثل الاعتدال والإنصاف , ولكن هؤلاء الذين يتفقون عليها يختلفون بفهمها وهنا مصدر ( الكارثة ؟؟؟ ) فكل فرد من بني البشر يرى الوسطية من حيث ... أبعاد الرؤية لديه ؟ وعبر اتساع محيط التدين عنده ؟ ومن خلال الفهم . والفكر . والمعرفة المكتسبة . في حياته ؟
وبما أن الوسطية لا تعتمد على قياسات أو حسابات أو ما شابه ذلك فالقضية تزداد تعقيداً , فالرقم سبعة مثلاً يتوسط العدد ثلاثة عشر حيث يسبقه ستة أرقام ويعقبه ستة أرقام إذاً في وسطية الحساب تنتهي القضية بشكل مباشر فلا جدال ولا نقاش , ولكن الوسطية بالمعاملات والدين والحياة لا تقاس بالأرقام وهنا تختفي أسرار مفاتيح هذه القضية ولا يعثر عليها إلا قله قليلة من بني البشر .
فعندما يُجمع غالبية البشر على حسن وجمال الوسطية فهم في نفس الوقت لا يستطيعون تحديد ما اجتمعوا على جماله وحسنه !!! لتبقى الوسطية دائماً مختلطة الأوراق بحيث يسهل أن يندس المندسون في هذه المنطقة الغير محددة بسبب الغموض حول تحديد حقيقة الوسطية التي يجبها الجميع ومنهم أنت وأنا بلا شك .
وعلى سبيل المثال المتشددين ويقابلهم المنحلين أو لنقل ( المفرطين - و- المغالين )
ففي ديننا الإسلامي المغالي يرى القتل مشروع , في كل حين , وكل وقت , وعلى الصغير قبل الكبير , ويؤمن بأن لا حلول تنفع إلا بالدمار والخراب , وسفك الدماء , كيفما اتفق ذلك , دون مراعاة لأصول الدين الإسلامي , وفقهه ومنهجه القويم ؟؟؟ << وفي المقابل >> فالمفرط يرى ترك الجهاد بالكلية , بل وحتى حذف نصوصه من الكتاب والسنة , وتقديم الخضوع والمذلة للآخر , على أنها سلام , والحديث عن الحب والتسامح , وهي مجرد أقنعه لإخفاء الضعف الديني , وحب الحياة وكراهية الموت في الله ؟؟؟
ولهذا هناك أسماء مشهورة في هذا العصر بدأت تقدم فكرها على أنه وسطي وما هو بوسطي بل كانوا مغالين غاية المغالاة وبعد سنوات وإذا بهم يتحولون إلى منحلين فكرياً يدعون لتفريط والتهاون باسم التقدم والحضارة فهؤلاء لم يتذوقوا طعم الوسطية مطلقاً في حياتهم بل انهم قفزوا قفزة " مراثونية " عالية من ( التكفير والغلو ) إلى ( الانحلال والتفكك ) ولولا حرصي وعدم رغبتي بجرح مشاعر البعض لذكرت أسماء بعينها ,,, وللأسف أن لهم جماهيريه بلغت الآفاق بسبب منابر الإعلام التي تجعلهم في الصدارة في كل مناسبة في السعودية وفي كل البلاد العربية بل البعض منهم تقدم لرئاسة في مصر كمرشح يصنف على انه أسلامي للأسف الشديد وأن منهجه منهج وسطي ...؟
كل ما يجري اليوم من إفساد للمجتمعات ودعوات لتفكك هو تحت مظلة ( الوسطية المزعومة )) وهناك كلمة مرادفه أصبحنا نسمعها كثيراً وهي جملة (( بحسب الضوابط الشرعية ؟؟؟ )) هي كلمة جميلة لكنها فضفاضة تتسع للكثير من التفسيرات حتى نصل يوماً إلى درجة أننا نسمع ( سرقة بحسب الضوابط الشرعية ! ) أو ( شرب خمر بحسب الضوابط الشرعية ! ) حيث أصبحت الوسطية مطيه , الكل يركب عليها حتى جعلوا الناس يفهمون أن الوسطية هي حد فاصل ما بين ( الحق والباطل ؟؟؟ ) وهذا فهم قاصر ضال لا أصل له ومن صناعة أبالسة البشر .
فالوسطية هي مابين ( الحق و الحق ) فليست الوسطية أن تشاهد العاهرات والراقصات وتنظر إلى أجسادهن أمام زوجتك وأولادك وتقول ( أنا لا أزني ) ؟ أنا ( وسطي ) أعيش الحياة حضاري منفتح ... الخ الخ ,,, هذه وسطية خرقاء غبية من وحي شيطان رجيم انما الوسطية أن لا تمنع أهلك من الاستمتاع بكل وسائل التقدم من أطباق فضائية وأجهزة اتصال وكل ملذات الحياة لكن مع رقابة لصيقة ونصح دائماً وتذكير بحقوق الله على العباد والعقاب الجاد في حال التجاوز ,,, وان تكون أنت في نفس الوقت أول قدوة لهم ... نعم هذه الوسطية وبمعنى آخر أن
( لا ترفض الحضارة والتقدم بكل أشكالها ) ولا ( تسمح بالفساد والمجنون الذي بداخلها )
إن الوسطية أشبه ما تكون بالهبة الربانية التي يخص الله بها بعض عبادة ليريهم حقيقة الأشياء ((( بتجرد من كل المؤثرات حولهم ))) فيجعلهم يسيرون بكل ثقة كما يسير عامل بناء في ناطحة سحاب فوق قواطع حديدية لا يزيد عرضها عن ( شبر ) فرغم علوها الشاهق ورغم الأخطار والتحديات إلى أنه يسير بتوازن عجيب ( بخطوات ملك مهاب ) متنقلاً من مكان إلى مكان دون أن يخشى السقوط إلى الهاويه ...
جعلني الله وإياكم من خاصته سبحانه ومن أهل الوسطية الحق ... لا مفرطين ولا مغالين إنما وسطيين على المنهج والصراط المستقيم ...
============
الرد على عبارة الاسلام المعتدل وغير المعتدل / اسلام/ الوسطية الوسطي الشيخ عبدالعزيز الطريفي http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/11/blog-post_12.html … محمد بن سلمان سيدمر الاسلامين تحت عنوان المتطرفين / محمد بن زايد ز معاداة المسلمين / توافق مع اجندة الصليبين http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/10/blog-post_29.html …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق