الاثنين، 13 يناير 2014

يث دماج.. وخطر الإخوان؟

هل أتاك حديث دماج.. وخطر الإخوان؟

13-01-2014 الم
لمن لا يعلم فإن عبد ربه منصور هادي كان نائبا للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وعين رئيسا لليمن بناء على المبادرة الخليجية التي طرحتها المملكة العربية السعودية وتبنتها دول الخليج،  ورفضها علي عبدالله صالح بادئ الأمر قبل أن يوافق عليها بعد محاولة اغتياله وذهابه للمملكة السعودية ومكوثه فيها شهور للعلاج.

ولمن لا يعلم أيضا، فالمملكة السعودية تعرضت لاعتداء وهجوم من الحوثيين عام 2011، وقد حدثت حرب حدودية حقيقية بين المملكة والحوثيين كبّدت الطرفين خسائر بالأرواح والمعدات.
تجاوزت فيها المملكة الحدود اليمنية ودخلتها عدة كيلومترات، وفرضت حزام أمني لحدودها لإبعاد الحوثيين ومرمى نيراهم عن سكان أقرب قرية للحدود.
هدأت الحدود السعودية، ولكن الحوثيين لم يهدؤوا حيث واصلوا هجومهم على من أسمتهم "أدوات المخابرات السعودية" وتقصد السلفيين في دماج، حيث قال المتحدث باسم الحوثيين علي البخيتي "السعودية "لجأت إلى اللعب بالورقة المذهبية والفتنة الطائفية عبر الإيعاز لأدواتها في دمّاج لافتعال الكثير من الأزمات والحروب".

والحقيقة أن الحوثيين يسعون لإقامة منطقة شيعية لهم تخلو من السلفيين، وتخلوا من أي أحد يخالف مذهبهم وعقيدتهم، فقد تم طرد يهود آل سالم منها العام 2007..
يقول الباحث عادل الأحمدي "الحرب التي يشنها الحوثيون على السلفيين في منطقة دمّاج بصعدة، هي حرب استئصاليه، والغرض منها التهجير القسري والكلي للسلفيين من المحافظة".
وعليه فنحن أمام حرب عقدية ومذهبية في صعدة يراد من وراءها فرض واقع جديد في تلك المنطقة.

وتغيير العدو فجأة..!
ما إن أعلنت دول الثمان + واحد اتفاقها النووي مع إيران حتى سارعت كل دول الخليج بلا استثناء بمباركة هذا الاتفاق باستثناء السعودية التي أسرت موقفها لأيام ثم خرجت وأعلنت مباركتها له.
في السياسية الصمت واعدم اتخاذ موقف من أمر عالمي هو إما مزيد من الدراسة للموقف بعد اتضاح النتائج، أو إيصال رسالة رفض واحتجاج غير معلنة مع تسريبات استياء يتداولها العامة على إنها الموقف الرسمي للدولة، وهو ما حدث، وبعدها رحبت المملكة بالاتفاقية!

وفي أغسطس عام 2013 قدمت الحكومة اليمنية اعتذارا عن الحروب التي شنت في عهد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ضد الانفصاليين في الجنوب والحوثيين في الشمال...
واعتذر البيان الذي صدر عن الحكومة أيضا للسكان الحوثيين في محافظة صعدة بالشمال الذين ينتمون إلى الطائفة الشيعية على خلفية الحملات العسكرية المتكررة التي شنها نظام الرئيس السابق صالح عليهم!

كيف اعتذرت اليمن للحوثيين وهم الذين هاجموا المملكة، وكيف تعتذر لهم وهم يخوضون حربا ضد مجموعة مدعومة من المملكة السعودية؟
هل تم ذلك دون علم المملكة وموافقتها مثلا؟
بالطبع الجواب لا فما خرج علينا من وثيقة اتفاق بين السلفيين -المدعومين سعوديا- وبين الحوثيين يقول أن هذا الاعتذار والاتفاق تم بمباركة سعودية، فلم تعد إيران عدوة ولا الشيعة ذاك البعبع المرعب، وسيتم استبداله بآخرين..

ماذا حدث قبل الاتفاق بين السلفين والحوثيين..
في شهر 9 عام 2013 شن الحوثيون هجوما على دمّاج، وفي هجومهم هذا دمروا أحد قصور صادق الأحمر، فجمع الأحمر قبيلته "حاشد" وحاصروا الحوثيين من الخلف، فأصبح السلفيين أمامهم وفي مواجهتهم، ومن خلفهم قبيلة حاشد، واستطاعوا تدمير الجيش الحوثي بشكل كبير.
المفاجأة أن وسط هذه المعارك الحاسمة طلبت المملكة السعودية من صادق الأحمر زيارتها، وفي أول اجتماع مع الأحمر طلب منه فك تحالفه بـ"الإخوان المسلمين" كونها جماعة "إرهابية" –قبل إعلانها رسميا بمصر-، وهو ما رفضه الأحمر وقال هم حلفاء والدي منذ 40 عام قبل أن يكونوا حلفائي.
لم يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين فطُلب من الأحمر البقاء فترة أطول بالمملكة، مع استمرار محاولة إقناعه، ولكنه رفض كل المحاولات..

في جانب آخر تدخل "عبد المجيد الزنداني" وتفاوض مع جماعة "أنصار الشريعة -القاعدة-" لترك السلاح والانخراط بالعمل السياسي، وبعد محاولات عدة نجح "الزنداني" بإقناعهم وأوصل موافقتهم للرئيس اليمني هادي منصور -المعين باتفاق الوساطة الخليجية- ولكن هذا الاتفاق لم يرق للمملكة وهددت بالتدخل إن لم يلغ..
وتم إلغاء الاتفاق!

في أثناء ذلك كانت المعارك على أشدها، يقول أحدهم وهو من دماج.. استخدمت ضدنا أسلحة لم يكن الحوثيين يمتلكونها، أسلحة جديدة لأول مرة تستخدم وهو ما أثار استغرابنا..
يكمل.. استمرت المعارك بيننا وبينهم سقط فيها الكثير قتلى وجرحى، ولكن لوحظ في معارك مدينة "حرض" وهي أقرب مدينة للحدود السعودية، كان يسمح بدخول المصابين الحوثيين لعلاجهم بالمملكة ولا يسمح لمصابينا بالدخول لتلقي العلاج..
عندها فقط زال استغرابنا من الأسلحة الجديدة التي استخدمت ضدنا، ومع هذا استمر القتال بيننا وبينهم، لنفاجأ بالوثيقة الموقعة والاتفاق بين يحيى الحجوري –المعني بالأمر وقائد السلفيين ومن وقفنا وقاتلنا معه- والحوثيين في دماج وبمباركة الرئيس منصور!



خطر الإخوان..!
اعتذرت اليمن لمن قتل واستباح دماء المسلمين بمباركة سعودية خليجية، وتنازلت المملكة العربية السعودية عن دماج التي كانت بمثابة خط دفاعها الحدودي الأول بينها وبين الحوثيين، ووافقت على إخراج السلفيين من المدينة وباتفاق موقّع وتسليمها للحوثيين، للتفرغ لإعلان العدو الجديد للمنطقة والبعبع الذي سيكون هو الخطر للأجيال القادمة، وهم الإخوان المسلمين..!

ففور الإعلان عن الاتفاق بين السلفيين والحوثيين أصدر الناطق الرسمي للحوثيين علي البخيتي بيان قال فيه:
" قطر التي ملأت العالم ضجيجًا وتدخلت في الكثير من الدول بشكل فظ وخصوصًا في اليمن منذ بداية الربيع العربي تصرّف حكامها ضد مصالح بلادهم ومواطنيهم وأساءوا التقدير واعتقدوا أن الإخوان سيسيطرون على العالم العربي.
وانتهز القطريون الفرصة ليحجزوا لهم مكانا في التاريخ لذا دعموا الإخوان ضد خصومهم، وتدخلوا في المعارك عسكريًا وماليًا وإعلاميًا..
لقد سقط إخوان مصر وفشلت ثورتهم في سوريا وانتكسوا في تونس.. وضعف وضعهم كثيرًا في اليمن عما كان عليه قبل 2011"
بقدرة قادر تحول الناطق الرسمي باسم الحوثيين من الهجوم على المملكة السعودية ودعمها للسلفيين للهجوم على قطر ودعمها للإخوان، وأصبحت قطر هي من تدخّلت بالمعارك عسكريا وماليا وإعلاميا!
كل ذلك بعد أن تغيرت لعبة الأمم، وتغير "البعبع" وأصبح هجومه يرتكز على قطر بعد اتفاق المصالحة مع حليفه الجديد المملكة، وبشرنا بفشل الثورات في سوريا واليمن ومصر وتونس، لأن من يقود مشهد الثورات فيها هم الإخوان -حسب ادعائه-.
لذا أصبح اليوم الخطر المشترك للأمة هم الإخوان المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق