غسان بن جدو ينهي خدمات مذيعة في قناة الميادين لانتقادها الحوثيين
استقالة منى صفوان تأتي بعد انتقاد انتهاكات الحوثيين حيث وصلتها رسالة من القناة تعلمها بوقف الحلقة على ضوء ‘هجوم من دون رأي مقابل’.
أعلنت المذيعة اليمنية منى صفوان عن استقالتها من قناة الميادين، بعد يوم واحد من إيقاف بث برنامجها “خارج القيد” الذي خرجت فيه عن توجه القناة واستضافت صحفيا يمنيا تحدث عن انتهاكات الحوثيين في بلادها.
فتحت استقالة منى صفوان مذيعة قناة الميادين، جدلا واسعا بعد إيقاف بث إحدى حلقات برنامجها “خارج القيد” الأحد الماضي، الذي تناولت فيه انتهاكات الحوثيين في اليمن.
ومن الملاحظ بالنسبة لمتابعي القناة الممولة إيرانيا، ابتعادها عن أي نقد لجماعة أنصار الله “الحوثي” في سياستها التحريرية، لكن المراقبين اعتبروا أن إيقاف بث الحلقة بهذا الشكل الفاضح يعتبر سقطة إعلامية لقناة وضعت لنفسها شعارا “الواقع كما هو”، دون أن تكلف نفسها عناء الالتزام ولو شكليا بهذا الشعار.
واستضافت منى صفوان في هذه الحلقة الصحفي اليمني المستقل نبيل سبيع، وتحدث عن انتهاكات الحوثيين بحق الناشطين السلميين في البلاد، إلى جانب ضيوف آخرين تحدثوا عن انتهاكات بحق الناشطين السلميين في مصر وتونس.
وتقدمت صفوان، باستقالتها إلى المحطة مساء الإثنين، دون ذكر تفاصيل أو أسباب الاستقالة، واكتفت بالإعلان عبر صفحتها في “فيسبوك” بأنها تستقيل “بعد أربع سنوات من العمل”، كما تقدمت بالشكر للمحطة على تجربتها فيها.
وكتبت صفوان “يشرفني ان أتقدم بجزيل الشكر والعرفان والامتنان للسيد غسان بن جدو رئيس مجلس إدارة قناة الميادين، على دعمه المتواصل، وثقته ورقيّ تعامله معي، خلال فترة عملي في قناة الميادين. كما أشكر جميع زميلاتي وزملائي الأفاضل الذين تشرفت بالعمل معهم، وشكلوا قيمة مهمة في حياتي المهنية”.
حسابات القناة السياسية دفعتها لوقف الحلقة التي أضاءت على الانتهاكات الحوثية بحق الناشطين السلميين
وأضافت “أنا ممتنة لكل شخص أضاف إلى تجربتي ومهارتي وخبرتي خلال السنوات التي قضيتها معهم.. وأنا أغادر قناة الميادين اليوم، بعد أربع سنوات (منذ تأسيسها في 2011) وأتمنى لها كقناة وأسرة العمل النجاح والازدهار، والاستمرار”.
ومن خلال تسريبات من داخل القناة، علمت “العرب” أن إدارة القناة وجهت ملاحظات للمذيعة بأن أسباب إيقاف بث الحلقة هو الانتقاد المباشر لجماعة الحوثيين، دون أن تستضيف ممثلا عن الحوثيين يعرض وجهة نظرهم ويدافع عنها.
ويبدو أن حسابات القناة السياسية، دفعتها لوقف الحلقة التي أضاءت بشكل كبير الانتهاكات المرتبطة باعتقال الناشطين السلميين في اليمن، من قبل الحوثيين، وهو ما تتجاهله القناة تماما في نشراتها الإخبارية، وتقاريرها السياسية عن اليمن.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تتطرق فيها صفوان في برنامجها “خارج القيد”، إلى انتهاكات الحوثي في اليمن، منذ سيطرتهم على صنعاء خلال الربع الأخير من العام الماضي.
واستغرب صحفي يمني، وقف الحلقة في ذروة الحديث عن انتهاكات بحق الناشطين في البلاد، قائلا “إن القناة نفسها، والبرنامج نفسه، كان استضاف قبل عامين الصحفي نبيل سبيع، وتحدث عن انتهاكات السلطات وحزب الإصلاح والجيش اليمني وآل الأحمر، بحق الناشطين السلميين في اليمن، من غير أن تُثار حفيظة القناة”.
وفي الوقت الذي حددت فيه الجماعة موعدا لاستكمال الانقلاب، أخذت قناة الميادين على عاتقها مهمة كشف تفاصيل محتوى «الإعلان الدستوري» للحوثيين.
وقال مراسلها في اليمن “إن الإعلان الدستوري الذي ستعلنه جماعة الحوثيين، قد يتضمن تشكيل مجلس وطني وسيكون من مهامه تشكيل مجلس رئاسي”.
وأضاف المراسل، نقلا عن قيادات في الجماعة، “أن المجلس الوطني سيتشكل من 22 شخصية من جميع المحافظات، وستكون مهمة المجلس الرئاسي تشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية”.
ويظهر جليا من خلال طريقة القناة في التغطية الإخبارية لأحداث اليمن، قربها من قيادات جماعة أنصار الله، وحرصها على إبراز وجهة النظر الإيرانية الداعمة للحوثي في كل مناسبة، ففي حوار أجرته القناة مع الباحث الإيراني محمد صادق الحسيني، عبر برنامج “آخر طبعة”، الذي تم بثه بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، وصف الحسيني زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بـ”سيد اليمن”، معتبرا أنه سيكون بذلك سيد الجزيرة العربية. وقال الحسيني في الحوار “إن الحوثي هو الغني بصناعة الجغرافيا والتاريخ”.
وأشار أثناء حديثه التلفزيوني في تصريحات خطيرة ومثيرة، إلى أن محور المقاومة المتمثل في طهران ودمشق وبغداد وصنعاء وحزب الله، الذين وصفهم بـ”سلاطين البحر الأبيض المتوسط” هم من سيصنع خارطة المنطقة، وهو ما اعتبره المراقبون مثالا حيا على مدى اهتمام القناة الإخبارية التي تدعي المصداقية والحيادية، بتجميل صورة الحوثي، والتغطية على حجم الانتهاكات التي يقومون بها ضد المدنيين في اليمن.
وبحسب آراء خبراء في الإعلام، فإن الدور المحدد لقناة الميادين، منذ انطلاقها، هو أن تتقدم بخطاب قادر على استعادة الجمهور الذي استقطبته قنوات مثل الجزيرة والعربية وسواها، لكن بهوى إيراني يدعم مصالح طهران وأنصارها في المنطقة.
وكان من اللافت حجم التكلفة المادية للقناة، في ظل غياب أي إعلانات تجارية تلفزيونية قادرة على تغطية جزء من المصاريف المرتفعة المعروفة للقنوات الفضائية الإخبارية. وبعد أربعة أعوام على انطلاق قناة “العالم كما هو”، لايمكن القول أن ذلك الهدف الاستراتيجي قد تحقق، ولو بشكل جزئي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق