تحريف القرآن عند الفرس والقميين والتشيع الصفوى
نبيل الحيدري
لاشك أن الفقهاء الفرس خصوصا القميين على مر الزمان ثم الفقهاء الصفويين منذ عصر الدولة الصفوية وما بعدها وحتى يومنا من فقهاء الفرس بؤمنون بأن القرآن محرف وغير سليم فحجمه الصحيح كما يدعون زورا أضعاف حجمه الموجود وقد حذفت سور وآيات كما قصرت آيات العديد من سوره وقد حورت وبدلت الكثير من آياته زورا وأن القرآن الصحيح كما يدعون هو الذى كتبه الإمام على ابن أبى طالب بيده وقد سلمه إلى أبنائه الحسن ثم الحسين وانتقل إلى يد المهدى المنتظر الغائب منذ أكثر من ألف سنة فى سرداب سامراء وعمره خمس سنوات خوفا من المعتمد العباسى الذى رحل. لكن أكثر الشيعة آنذاك لم يؤمنوا بولادة محمد المهدى المنتظر ومن هنا انقسم الشيعة إلى 14 فرقة واحدة أقلية جدا منها آمنت بولادة طفل عمره خمس سنوات لم يره سوى الخادم وإمرأة كما يدعى والأكثرية من الفرق الثلاث عشر من الشيعة لم يؤمنوا بها معتبريها خرافة ودجلا
كان الفقهاء الفرس لمئات السنين يؤمنون بالتحريف ويعتقدون أن عدد آيات القرآن كما أنزلت هى سبعة عشر ألف آية أى ما يقارب عدة أضعاف القرآن الحالى الموجود بين المسلمين كما آمنوا بأن العديد من السور والآيات قد حذفت منه بل حتى بعض السور الموجودة هى أقل من نصفها الحقيقى...
جاء فى الكافى للكلينى الفارسى عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : ان القرآن الذي جاء به جبرائيل الى محمد سبعة عشر ألف آية (أصول الكافي : جـ2 كتاب فضل القرآن ص 597).
كما ذكر الخوئى أن سورتين قد حذفتا من القرآن وهما سورة الولاية عن ولاية أهل البيت وسورة أخرى وهى سورة النورين وكلاهما غير موجودتين فى القرآن المعاصر وهو يعتقد أن القرآن محرف ويشكو إلى الله يوم القيامة بسبب تحريف الخلفاء له وأن القرآن الصحيح عند المهدى المنتظر ومن غلو الخوئى اعتقاده عدم جواز التوجه فى الصلاة إلى الكعبة لولا ولادة على ابن أبى طالب فى داخل الكعبة، وهى عقيدة معروفة للصفويين
وأما الكافى الذى اعتبر مقدسا باعتبار ما روى عن المهدى المنتظر (الكافى كاف لشيعتنا) فقيه العجائب والغرائب والأكاذيب والخزعبلات والدجل فقد جاء مثلا فى الكافى مثلا عن جابر قال : سمعت أبا جعفر يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل الاكذاب وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى الا علي بن ابي طالب والأئمة من بعده ( أصول الكافي كتاب الحجه جـ 1 ص 284).
كذلك جاء فى الكافى عن جابر عن أبي جعفر انه قال : ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء (أصول الكافى للكلينى : ص 285).
كما ورد فى الكافى قرأ رجل عند أبي عبد الله { فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}( سورة التوبة : آية 105) فقال ليست هكذا هي انما هي والمأمونون فنحن المأمونون(- أصول الكافي : كتاب الحجه جـ1 ص 492). وهى مثال صارخ للتحريف كما يدعيه الفرس
كما تحدث الكلينى عن مصحف فاطمة بأنه يشبه القرآن ثلاثة أضعاف حجمه. عن أبن بصير عن ابي عبد الله قال : ان عندنا لمصحف فاطمه وما يدريك ما مصحف فاطمه؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمه ؟ قال : مصحف فاطمه فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد : قال: قلت هذا والله العلم (أصول الكافي : كتاب الحجه جـ1 ص 295).
كما جاء عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : ان القرآن الذي جاء به جبرائيل الى النبى محمد سبعة عشر ألف آية (أصول الكافي : جـ2 كتاب فضل القرآن ص 597).
والرجل الفارسى الثانى الصدوق القمى فقد نقل لنا الكثير مثلا قال الصدوق ان سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها [ثواب الأعمال ص 139].
كذلك محمد الطوسى الفارسى نقل الكثير من روايات رجال الكشر وفى تهذيبه منها " عن أبى علي خلف بن حامد قال حدثني الحسين بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن ابي عبد الله قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا
أبالهب" [رجال الكشي ص 247].
ومنها رواية " لاتأخذ معالم دينك من غير شيعتنا فإنك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه " [المصدر السابق ص 10].
ومنها عن الهيثم ابن عروه التميمي قال سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى{فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق } فقال ليست هكذا تنزيلها إنما هي " فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق " ثم أمر يده من مرفقه الى أصابعه. [تهذيب الاحكام ج1 ص 57].
فهؤلاء هم أصحاب الكتب الحديثية الأربعة وأصح الكتب عند القدماء والتى اعتمد عليها الآخرون خصوصا وأن الإتجاه الإخبارى لمئات السنين قد آمن بصحة هذه الأحاديث ولذلك لم يكن المصدر الرئيس سوى أحاديث أهل البيت رغم أن أكثرها موضوع من الكذابين والمدلسين
ولم يكن القرآن يحظ باهتمام عند الفقهاء الفرس وحتى يومنا المعاصر لإيمانهم بتحريف القرآن واستعمالهم التقية ليعبروا للآخرين بعكس ذلك لذلك يندر اهتمامهم أو استشهادهم بالقرآن فيخطؤون به لأنهم لايحترمونه ولايعتقدون به
وقد سألت العديد من الفقهاء الصفويين المعاصرين فأكد لى إيمانه بتحريف القرآن جملة وتفصيلا وأن القرآن الحق هو عند المهدى المنتظر الذى سوف يقتص به من الخلفاء الثلاث.
وقد روى الفقيه العياشي عن أبي عبد الله انه قال " لو قرئ القرآن كما إنزل لألفيتنا فيه مسمين(أي مذكور أسماء الائمة بالقرآن)."( تفسير العياشي ج 1 ص 25 منشورات الاعلمي - بيروت ط 91)..
ويروي ايضاً العياشى عن ابي جعفر " أنه قال لو لا انه زيد في كتاب الله ونقص منه ، ما خفى حقنا على ذي حجي ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن (نفس المصدر السابق)
كما يوضح الفقيه الفارسى الطبرسي أن عليا هو الذى جمع القرآن وحده ثم رفضه الخلفاء كما يدعى فيذكر في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري أنه قال: (( لما توفي الرسول جمع علي القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم )) الاحتجاج للطبرسي- ص 155 ج1.
وادعى الطبرسي أن الله قد ذكر جرائم الخلفاء بزعمه فى القرآن الصحيح وأن الصحابة قد حذفوا الكثير من الجرائم والحقائق يقول مثلا : (( إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ، ليست من فعله تعالى ، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين )) المصدر السابق 1/249.
وقد كان الفيض الكاشانى قد استقرأ روايات كثيرة جدا فى تحريف القرآن ثم قال (( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسوله )) - تفسير الصافي 1/49
وأما الفقيه الصفوى المجلسى زمن الدولة الصفوية فإنه يعتقد بأن تحريف القرآن متواتر ولايمكن إنكاره إلا إذا أنكرنا إمامة أهل البيت لكثرة رواياتهم فى التحريف ويشرح ذلك فى موسوعتيه بحار الأنوار ومرآة العقول مثلا في شرحه لحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد سبعة عشر ألف آية قال عن هذا الحديث (مرآة العقول للمجلسي ص 525 ح 12):
يقول أنه موثق ، وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم، فالخبر صحيح. ولا يخفي أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الامامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟
أى لايمكن ثبوت الإمامة لأنها تثبت بأحاديث مثلها
كذلك وضع المجلسى في كتابه بحار الأنوار بابا بعنوان (( باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله )) ج 89 ص 66 - كتاب القرآن ليثبت عقيدته فى تحريف القرآن
ويقول فقيه الدولة الصفوية الآخر ومقربها وصاحب المقام نعمة الله الجزائرى صاحب كتب الجنس التى شرحت بعضها سابقا، يقول و أن أصحابنا قد أطبقوا على صحة أخبار تحريف القرآن والتصديق بها وهى روايات مستفيضة بل متواتر على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا.. . كتابه الأنوار النعمانية 2/357 ، 358 :
ويدعى أيضا أن أيادي الصحابة امتدت إلى القرآن وحرفته وحذفت منه الآيات التي تدل على فضل الأئمة فيقول 1/97: ((ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة فإنهم بعد النبي قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن ))كما يقول
(( قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين بوصية من النبي، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي. وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف ،2/360،361،362 :
وأما النقصان في القرآن فقد روىنفقهاء الصفوية أن في القرآن تغييرا ونقصانا كبيرين مجمع عليه بينهم واعتمدوا على أكثر من ألفى حديث وفي روايات العياشي أن الباقر قال : إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة كما ورد حذف اسم علي وآل محمد وحذف أسماء المنافقين وحذف الكثير من الآيات كما ورد فى أصح الكتب
واعتبر الفقيه صاحب مشارق الشموس أنها من ضرورات المذهب الشيعى كذلك قال أبو الحسن فى مقدمته على تفسير البرهان
كما ألف الفقيه حسين نورى الطبرسى الفارسى ألف كتابا ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) وجمع فيه أكثر من ألفى حديث فى إثبات تحريف القرآن، ولما رد بعض عليه تقية ألحقه بكتاب آخر توكيدا لعقيدته أسماه ( الرد على كشف الارتياب ) ليرد على من رد عليه مصرا على مبدئية إجماع الفقهاء الصفويين على تحريف القرآن وهو يجمع من أحاديث أهل البيت أكثر من ألفى حديث يدل على التحريف بشكل قاطع ويدعو من يخاف الإعلان عن رأيه تقية أن تكون له الشجاعة فى قول الحق المزعوم وعدم الخوف والجبن تقية وقد أجمع المتقدمون على الكتاب ومنزلة صاحبه والإيمان بهما
وأقر الفقيه المفيد الذى تتلمذ على فقهاء ثلاث قميين، بذلك قائلا: ان الاخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين فيه من الحذف والنقصان (أوائل المقالات ص 91 ).
وقال السلطان محمد الخراساني : " اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك " تفسير ( بيان السعادة في مقامات العبادة ) ص 19
وإن من يراجع الكثير من التفاسير كالقمى والعياشى وفرات الكوفى والحسن العسكرى والبرهان والصافى وكتب الحديث والعقائد لايدع له مجالا للشك فى إيمان الفرس بتحريف القرآن وأن من أنكره من الفرس أو الصفويين قد استعمل التقية كما أقر رموزهم كإماما الدولة الصفوية المذكورين أعلاه
والمراجع لمواقع الصفويين المعاصرين يجد أنه من المؤمنين بتحريف القرآن والغلو فى الأئمة وكفر الخلفاء وارتداد المسلمين جميعا إلا قليلا جدا وغير ذلك من عقائده الغريبة وثقافة البغضاء ومن أنكر التحريف فهو تقية وخوفا لا حقيقة
لكن ذلك يعارض القرآن بقوله { إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }( - سورة فصلت آية 41) وقوله سبحانه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }(سورة الحجر آية 9)
والقرآن يقدم على الحديث لا العكس الذى استخدمه الصفويون علما أن تلك الأحاديث يمكن مناقشتها من جهتين السند والرواة أولا وثانيا فى الدلالة وعندها تتهافت فى الجهتين
وهذا الإتجاه الفارسى خصوصا القمى ثم الصفوى يحاول دائما التقليل من منزلة الإله والرسول وبنفس الوقت الرفع من مقام أهل بيت الرسول لأغراض (غاية فى نفس يعقوب) تكلمت عنها سابقا
==========
كشف أسرار الخمينى الصفوية
نبيل الحيدري
كتب الخمينى كتابا مهما وهو (كشف الأسرار) يشرح الكثير من اعتقاداته، ولكنه لم يترجم إلى اللغة العربية وغيرها كباقى كتبه المترجمة خوفا من افتضاح تشدده وفساد عقيدته وآرائه.
واضح أن الخمينى يستقرئ آراء الكفار والمجوس والزردشتية ثم يستدل ببعضها وآراء فلسفية لدعم عقائده الدينية الغريبة وهو يهاجم الآخرين ويستعمل أزاء الأكثرية من المسلمين ألأفاظا بذيئة جدا لاينطق بها شريف أو مسلم أو رجل يحترم نفسه.
يحاول الخمينى تفسير آيات من القرآن بفلسفته الخاصة معتمدا على أقوال فلاسفة قدماء وكفار كثيرينواضح عنده الغلو فى الإمامة ودفاعه عن الصفويين بشكل غريب وكأنهم قمة التقوى والورع والعصمة وعدم الخطأ...
يدعى الخمينى أن تربة الحسين هى شفاء من كل داء وأمان من كل بلاء
يدعى الخمينى أن ترب قدم الأئمة يستطيع أن يحيى الأموات من موتهم
يحاول الخمينى أن يستدل على أقواله الغريبة مرارا بالتنويم المغناطيسى
يعتبر الخمينى أن أئمة أهل البيت قد خلقوا قبل الكون وقبل آدم بآلاف السنين وقد قاموا بخلق العالم
يقول الخمينى أول ما خلق الله هو نور على ابن أبى طالب وقد خلق الخلق بواسطة على ابن أبى طالب إيمانا منه بنظرية الولاية التكوينية لأئمة أهل البيت والغلو فيهم
يؤمن الخمينى بنظرية التفويض الصفوية فى أن دور الله فى خلقهم ثم فوضى الخلق والتكوين والتدبير للعالم كله بيد أهل البيت ويستدل بحديث الكلينى فى الكافى (إن الله خلق الخلق ثم فوض الأمر إلى محمد وعلى وفاطمة) ثم يذكر حديث الفقيه الصفوى المجلسى فى حديث مرآة العقول (إن الله خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر...) ثم قد فوض إليهم فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون بعيدا عن الله ورسوله ..
ومن عقائده الأساسية هى البداء الصفوى بأن الله يغير رأيه فيبدو له شيئا جديدا كما حصل فى قصة تغيير الأئمة مثلا من ولد جعفر الصادق بدلا عن إسماعيل الكبير (الفرقة الإسماعيلية الكبيرة) يكون أخاه الصغير موسى الكاظم لأن الله قد بدا له وغير رأيه...
كما يشرح الخمينى عقيدته فى الإستخارة والإعتماد عليها
كما يذكر الخمينى قصصا كثيرة ومنامات عديدة كأدلة يتوهمها على عقائده الغريبة الصفوية
ويؤمن الخمينى بالكثير من الخرافات والسخافات التى يرددها المشعوذون والدجالون
ويدعى الخمينى أن أكثر القرآن وأكثر آيات القرآن تتحدث عن أهل بيت النبى
ثم يشن حملة كبيرة جدا على الخلفاء الثلاث أبى بكر وعمر وعثمان ويعتبرهم أساس البلاء والمشاكل والمحن فى كل الدنيا كما يستعمل ألفاظا بذيئة ضدهم وقال أيضا
(وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...) كشف الأسرار- الصفحة 193
سمى الخليفة الأول بالزنديق ولعنهم يوميا فى دعاء صنمى قريش وتعظيمه (فرحة فاطمة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب) وتعظيمه للمجوسى أبى لؤلؤة لأنه قتله حيث تقام أكبر الإحتفالات تمجيدا بقتل الخليفة الثانى فضلا عن شد الرحال إلى زيارة قاتله أبى لؤلؤة ومزاره الكبير
ومن الطبيعى أن يعانى السنة المسلمون من ظلم وقهر وعدوان على حقوقهم فى كل إيران فقد حرم ملايين السنة حتى من مسجد واحد فى طهران العاصمة مثلا أيام سطوة ولاية السفيه وحماقة الفقيه حيث تجمعت السلطات الثلاث فى دكتاتور مستبد طاغية
لاشك أن الخمينى يؤسس لثقافة الحقد والبغضاء واللعن والسب للخلفاء ولأكثر المسلمين الذين يخالفونه مذهبيا بدلا من تأسيس ثقافة المحبة والسلام والتعايش والوئام
وهاهى الشعوب الإيرانية ترفض ولاية السفيه رافعة شعار (يسقط الدكتاتور) مقدمة الغالى والنفيس بين الشهداء والمعوقين والسجناء فضلا عن ملايين المهاجرين من بطش النظام وقمعه وظلمه وجوره ويمكن التنبؤ بسقوطه لأن الشعب لايريده وبداية سقوط حلفائه لاسيما النظام القمعى السورى
===========
نبيل الحيدري
الخمينى بين الغلو والتكفير والتجسيم
عند قراءة كتب الخمينى ولى الفقيه الإيراني، مثل كتاب (كشف الأسرار) (مصباح الهداية) (طلب وإرادة) (شرح فصوص الحكم) (الأربعون حديثا) (تفسير سورة الحمد) (تعليقات على المصباح) (شرح دعاء السحر) (حديث رأس الجالوت)، فضلا عن وصيته وخطاباته ورسائله، يمكن رؤية الغلو والتكفير والتجسيم فى منهجية واضحة صريحة .
كتبت سابقا عن التكفير فى منهج الخمينى للخلفاء وهو واضح وجلى جدا حتى سمّى الخليفة الأول بالزنديق ولعنهم يوميا فى دعاء صنمى قريش وزيارة عاشوراء، وقنوته وقت الصلاة، فضلا عن كتبه الكثيرة. علما أنه لم يسمح بمسجد واحد للسنة المسلمين فى طهران رغم وجود معابد المجوس وأمثالهم، فلماذا يسمح لهؤلاء ويمنع ذلك من المسلمين... وتعظيمه (فرحة فاطمة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب) وما يحصل فيها من السب واللعن وثقافة البغضاء والكره والأحقاد...وما كتبه الخمينى فى كتابه (كشف الأسرار) قوله (وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...) كشف الأسرار- الصفحة 193 وغيره كثير جدا للباحثين
ما أودّ أن أذكره هو التجسيم والغلو فى منهجية الخمينى. فى كتابه (الأربعون حديثا) يجمع الأحاديث التى يعتبرها صحيحة ويعتمد عليها ثم يقوم بتفسيرها تفسيرا غريبا على منهجيته المعهودة منها الحديث الثامن والعشرون فى كتابه، عن محمد بن يعقوب الكلينى بسنده عن محمد بن مسلم (سألت أبا جعفر عما يرون (أن الله خلق آدم على صورته)، فقال( هى صورة محدثة مخلوقة واصطفاها الله على بقية الصور فأضافها إلى نفسه...) أصول الكافى للكلينى ج1 كتاب التوحيد باب الروح الحديث الرابع والكافى أهم كتاب عندهم حيث يدعى أن المهدى المنتظر قال (الكافى هو كاف لشيعتنا) أى يكفى للشيعة أن يعتمدوا على الكافى لذلك كان يعدّ صحيحا كاملا برعاية وعناية المهدى لاخطأ فيه عند الكثير من الفقهاء الصفويين، رغم أن الكلينى لم يعرضه على المهدى نفسه رغم زمانه ما سمى بالنواب الخاصين بل عرضه على القميين المعروفين بالغلو والتكفير والتجسيم، ولم تكن كلين الإيرانية بعيدة عن قم
يعتقد الخمينى أن الحديث صحيح وثابت (إن الله خلق آدم على صورته) ويقول (إن الحديث مشهور منذ أيام الأئمة وإلى زماننا) ويضيف أن الإمام الباقر يؤمن به ويصدّقه ويتولّى بيانه وشرحه كما يروى الخمينى حديثا مشابها مؤيدا للصدوق القمى فى كتابه (عيون أخبار الرضا) فيه (إن الله خلق آدم على صورته) كما ينقله أيضا عن فقيه الدولة الصفوية واعظ سلطانها والمتميز عندها المجلسى فى بحاره ح4 الباب 3 كتاب التوحيد وكذلك الحديث نفسه فى مرآة العقول الحديث الثانى يفسّر الخمينى (على صورته) فى الحديث أنه على صورة الحق تعالى كما يدعى الخمينى ورود الحديث نفسه عن النبى
كما يروى الخمينى أحاديث أخرى فيها (على صورة الرحمن) كما يروى الخمينى أحاديث عديدة عن الإمام الرضا فيها نفس الحديث (آدم على صورة الله) وهكذا والغريب الغلو فى الخمينى لربط الحديث وتفسيره بأئمة أهل البيت بقوله لأنهم مظاهر الله فى الأرض مستدلّا بحديث فى الكافى: عن أبى جعفر محمد الباقر (نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله فى خلقه …) ثم يعتبرها الخمينى تفسيرا للآية القرآنية (كل شئ هالك إلا وجهه) ثم يذكر الخمينى دليلا آخر على ذلك هو دعاء الندبة (أين وجه الله الذى يتوجّه إليه الأولياء أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء) والزيارة الجامعة... ثم يقول الخمينى (وهذا المثل الأعلى وذلك الوجه الإلهى هو الوارد فى الحديث (إن الله خلق آدم على صورته) ويعتبره الخمينى تفسيرا للقرآن (الله نور السموات والأرض) فهو نور على بن أبى طالب ويستدل بآية (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا) بقول أبى جعفر (النور والله هو نور الأئمة من آل محمد إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذى أنزل وهم والله نور السموات والأرض) أصول الكافى الجلد الأول كتاب الحجة باب أن الأئمة هم نور الله
كما يحاول الخمينى الإستدلال على رأيه بآراء ابن عربى وابن سينا والملا صدرا وغيرهم فى منهجه المعروف لذلك أصدر عدد من الفقهاء الشيعة الحكم بتكفير الخمينى قبل سطوته فى الحكم بسبب آرائه المفرطة والغريبة ومنهجه فى الغلو والتجسيم وغيره لكن التحقيق والتدقيق يثبت أن الحديث يعتبر ضعيفا جدا سندا من خلال رواته وكذلك دلالة ولايمكن الإعتماد على الكافى وأمثاله لكثرة الموضوعات والأكاذيب والتناقضات فيها فضلا أن الكثير من الرواة هم من الكذابين الوضاعين كما ثبت فى علم الرجال والجرح والتعديل علما أن مئات الأحاديث فى الكافى والبحار ومرآة العقول وأمثالها تناقض القرآن الكريم
وجاء فى القرآن (ليس كمثله شئ) (لاتدركه الأبصار وهو يدركها) (ولم يكن له كفوا أحد) وغيرها وتمتلئ كتب الحديث بالغلو والتكفير والتجسيم والخرافات والدجل مما يمكن تسميته بالتشيع الصفوى الفارسى الدخيل البعيد عن روح المحبة والإخاء والتعاون والسلام وقد أثبت الخمينى زمان توليه سلطة ولاية السفيه التى اختزلت السلطات الثلاث فيه وحده باستبداد وظلم وانتهاك لحقوق الإنسان فضلا عن إطالة الحرب لثمان سنوات وملأ السجون بأى معارضة لولايته الباطلة والجائرة وكم تمنينا بدلا من ثقافة التكفير والغلو للصفويين كالخمينى والسيستانى والطباطبائى والشاهرودى والحكيم والقمى والحائرى... أن نرى ثقافة المحبة والتسامح والتعاون والإنسانية والإنفتاح والسلام فيما يحتاج إليه فكرا وسلوكا
===========
الفقيه والجنس
فى زيارتى لأحد فقهاء قم فى بيته بينما كنت أدرِّسه الأدب العربى، وبينما كنت أجول بين كتبه التى ملأت الحائط بالكتب والمجلدات الفقهية وغيرالفقهية. استوقفتنى فى مكتبة الفقيه كتب الجنس الكثيرة جدا، حتى من الغرب فى مكتبته. وعندما سألته عن ذلك، أشار لى عن الشبق المفرط عند الفقهاء فى الجانب الجنسى. وكيف لا، والفقيه لازال يعيش أبحاث الإماء والجوارى والناس يقدسونه لدرجة عالية وعنده ملايين الخمس مما تمكنه من استغلال بساطتهم وسذاجتهم وفقرهم وحاجتهم. أخبرنى الفقيه أنه من النادر لمكتبة الفقيه أن لاتمتلك عددا كبيرا من الجانب الجنسى. ومن أهم الكتب الشهيرة الموجودة فى مكتبة فقيهنا هو كتاب (زهر البيع) للفقيه الشيعى الكبير نعمة الله الجزائرى (1050-1112ه)، الذى كان واعظا للسلطان سليمان الصفوى، الذى قلده بدوره منصب القضاء وإمامة الجمعة والإفتاء ولقبه (شيخ الإسلام) فى مدينة تستر الإيرانية واشترك مع الفقيه الصفوى محمد باقر المجلسى (1037 -1111ه) فى كتابيه البحار ومرآة العقول ذلك كله أيام حكم الدولة الصفوية الفارسية. .وكان الجزائرى والمجلسى من القائلين بكفر الخلفاء والسنة وخلودهم فى النار لإنكارهم ولاية الأئمة، ويؤمنان بتحريف القرآن ونقل روايات كثيرة جدا منسوبة ومنتحلة عن أئمة آل البيت -حاشاهم فى ذلك- كما هو واضح فى كتبهما كالبحار للمجلسى والأنوار النعمانية للجزائرى وغيرها. وتخرج على يديهما الكثير من الصفويين القائلين بتحريف القرآن وسب الخلفاء وتكفير السنة وخلودهم فى النار-زورا وظلما وبطلانا.
نرجع إلى كتاب (زهر الربيع) للجزائرى، والذى يحوى قصص الجنس وممارسته بكل الألفاظ الصريحة من الفحش والفشار دون تلميح أو إشارة وبعشرات القصص الغريبة والعجيبة حتى تشويق اللواط والسحاق..
منها يذكر الفقيه الجزائرى قصة، أن هارون الرشيد خلا فى قصره ذات ليلة مع جارية فى غاية الحسن. فلما أراد جماعها، لم يقم عنده ...، فقال لها (نامى على الأربع)، ففعلت، فلم يقم عنده،
فقال لها (إلعبى به عسى أن يقوم) فلم يزدد إلا رخاوة،
فقالت شعرا: إذا كان … ذا ميتا فلا خير فيه ولا منفعة.
فجاء الصبح وجاء معه أبو نواس الشاعر. عندها طلب منه الرشيد أن ينظم له شعرا فى ذلك، فنظم أبو نواس:
لحى الله … ما أضيعه
يحق والله لى أن أقطعه
فيا من يلمنى على سبه
أفق واستمع ما جرى لى معه
حظيت بغيداء فى خلوة فريدة
حسن بها مبدعة بطرف كحيل
وردف ثقيل وخصر نحيل فما ألمعه
فخاطبتها الن.. قالت نعم مطيعة أمرك لاممنعة
فنامت على ظهرها لم يقم فقلت فنامى على الأربع
ومسته فى كفها فانثنى وخيب ظنى ذا الصعقة
فقلت لها العبى لى به لعل يكون به مرجعه
فمدت أنامل مثل اللجين وكفا رطيبا فما أبدعه
فصارت تلاعبه فانطوى فكادت من الغيظ أن تقطعه
فقالت إذا كان … ذا ميتا فلا خير فيه ولا منفعة.
فقال الرشيد: (قاتلك الله كأنك معنا حاضر ومطلع على أمرنا كله). وعندها أمر له بأربعين ألف دينار..
وينقل لنا الجزائرى أيضا قصة سجاح مدعية النبوة مع زوجها مسيلمة المدعى للنبوة أيضا
فقالوا : لا بد لها من مهر ، فقال : مهرها أني قد أسقطت عنكم صلاة الفجر و العتمة .
فقالت : اقرأ علي ما يأتيك به جبريل !
فقال : إنكن معشر النساء خلقتن أفواجاً ، وجعلتن لنا أزواجا ، نولجه فيكن إيلاجاً . فقالت : صدقت أنت نبي .
فقال لها : قومي إلى المخدع، فقد هيىء لك المضجع، فإن شئت فملقاة، و إن شئت على أربع، و إن شئت بثلثيه، و إن شئت به أجمع،
فقالت : بل به أجمع، فإنه للشمل أجمع .
ومن الصعب كتابة مئات من القصص التى ذكرها الفقيه لملؤها بالفحش والألفاظ الصريحة الفاحشة، ومنها 14 طريقة مجامعة الرجل المرأة بالتفصيل وقصص كثيرة فيها تشويق فى اللواط والسحاق والتى من المفروض أن الفقيه يرفضها لكنه فى الكتاب يشوق إليها وكأنه عاشق لها ممارس فيها خبير لها بوصف دقيق عميق.
وفي كتابه كثرة الجوارى والإماء واستعبادهن فى الجنس فى أبشع صورة استغلال للمرأة بعيدا عن إرادتها وحقوقها.
ومن جانب آخر فقد عرفت الإيرانيات بقوة الجنس وحاجتها الكبيرة له يوميا ومشيها فى الأسواق والشوارع بحثا عنه، بينما يكون الرجل الإيرانى ضعيفا باردا من الناحية الجنسية قد يمارس الجنس ليلة الجمعة مرة واحدة بما عرف بين الإيرانيين (شب جمعة) وهذا ما يجعل التفاوت الكبير بينهما والذى قد يملأه غير الإيرانيين كما هو معروف ومشهور فى إيران ولا يمكن أن أنسى تحرش الإيرانيات وغزلهن حتى المتزوجات الجارات بمجرد ذهاب أزواجهن، كما اشتهرت بذلك زوجة أحد القضاة الفقهاء
وفى الجانب الآخر رأيت فى مكتبة الفقيه كتبا أهون من (زهر الربيع) وأمثاله، بعيدة عن هذه الألفاظ والقصص الجنسية منها (الجنس فى الإسلام) لمرتضى مطهرى وآخر للخطيب الحسينى المعروف أحمد الوائلى (من فقه الجنس فى قنواته المذهبية). الغريب جدا رؤية مجموعة مغلفة معزولة فتحتها فإذا هى مجلات غربية للجنس وصورها وفيديوهات جنسية. لكن أغرب مافيها أنها فى اللواط والسحاق وعندما سألته أخبرنى أن فقهاء قم مبتلون بالشذوذ الجنسى وسراديب قم مشهورة فى ذلك حتى أمر الشباب بعدم الإنحناء فى مدينة قم وقزوين، كحال فقهاء الفرس فى النجف وسراديبها، وقد أكد لى ذلك مصادر متعددة محايدة حتى عرف بارتباط بعضهم بشباب يشتغلون فى مكاتب المرجعيات العليا ويرتبطون بها ثم يميزون عن غيرهم بالعطايا والنيابات والوكالات والإمتيازات والترف الظاهر لهم والمميز عن أقرانهم
لعل ذلك يرجع إلى طبيعة الكبت الموجود فى الدولة الدينية وظروفها حيث يعيش الشباب فى غرف واحدة وطبيعة الدراسة الدينية حول المسائل الجنسية والكبت والضغوط من المرجعيات الدينية وحواشيها. ولايفوتنى ذكر ما قدمه أول الثورة فى الإذاعة الإيرانية الرسمية، الفقيه حسين على منتظرى نائب الخمينى آنذاك، (بحث اللواط) معبرا عنه بالبحث الجميل الشيق والرائع الممتع الذى لايمل منه، وأثار ذلك آنذاك ضجة بين الشعوب الإيرانية المستهجنين والفقهاء المؤيدين لرمزهم الفقهى.
والعجيب الغريب ما تراه فى الفتاوى والرسائل العملية للفقهاء الصفويه كالسيستانى من ممارسة الجنس مع الصغيرات كالتفخيذ وغيره مما يعد فى العرف نشازا يحاسب عليه القانون الإنسانى فى احترام الصغيرات، كذلك ما ملأ رسالتهم وفتاواهم من الإماء وما ملكت أيمانكم فى استعباد للمرأة وسلبها كل حقوقها مما يرفضه العالم المتحضر والبشرية الواعية والإنسانية بمختلف طبقاتها وأشرابها
ولقد عودنا الفقهاء الصفويون على تعدد الزوجات بأربع يعاملهن كالإماء فضلا عن زوجات المتعة وعددهن غير محدود وهن ينسبون إلى جعفر الصادق زورا قوله (خذ ألفا من المتعة) وأن الذنوب تتساقط بغسل زواج المتعة ولو لساعة حتى اشتهرت فى الأماكن الدينية مثل قم ومشهد ممارسة التحرش وما سمى بزواج المتعة فإن المرأة الإيرانية تلبس عباءتها بالمقلوب والوقوف بأماكن معينة منتظرة المتعة مقابل مال معين
إمام جمعة قم قد مارس المتعة مع الكثير من البنات البكر حتى اشتكت عليه أختان حولهما بزواج المتعة من بنات إلى نساء بعد فضه بكارتهن وكان لذلك ضجة مشهودة فى قم دافع عن الفقيه فقهاء الصفويين وكانت البنتان هما بعض ضحايا الفقيه
كما كان لفقيه وإمام جمعة آخر بوابا مسؤول الحرس الثورى الذى كان يلقبه الفقيه فى خطب الجمعة ب(سلمان الفارسى) لشدة ولائه للفقيه. لكن الحقيقة أن بوابه كان يجلب له البنات والنساء حتى المتزوجات وتبين لاحقا أن أكثر من 76 إمرأة كانت ضحايا جنسية للفقيه الإيرانى من خلال بوابه سلمان. النتيجة نقل سلمان إلى مدينة إيرانية أخرى وترقيته إلى منصب أعلى ولازال الفقيه إماما للجمعة يقتدى به الإيرانيون فى صلاتهم وعباداتهم وأسئلتهم بدلا من معاقبته على جرائمه وكيف يعاقبه من هو أساس البلاء والفساد الولى السفيه وحماقة الفقيه
الغريب جدا أن المرأة عندما تقع فى مشكلة عائلية مع زوجها وتحتاج إلى رجل دين للطلاق كالمتعارف ، وعندها تقع فريسة سهلة للفقيه ورجل الدين واستغلاله وهو ما يحصل فى المراكز الدينية الشيعية حتى عرف فقهاء الفرس بذلك واستغلالها جنسيا بحجة المتعة وتسهيل أمورها وتطليق زوجها ومنها فقهاء لندن الثلاث المعروفين بالغش والدجل والإستغلال ومراكز المرجعيات الصفوية
وجاء فى دواوين الفقهاء الغزل والنسيب وهو باب آخر يخرج عن المحور السلبى أعلاه إلى جانب إيجابى
حتى قال الخمينى فى ديوانه الذى طبعه إبنه أحمد بعد وفاته لأنه لم يقبل نشره فى حياته خوفا من ردود الشعب لغزله وخمرياته
لقد أسرني الخال الذي على شفتك أيها الحبيب
وعندما نظرت الى عينيك" المريضتين" مرضت
ىكذلك قصيدة للخميني عنوانها
(شعاع الحق)
إذا ما فتح العشق جناحه في العالم الحاكـــــم هـو
إذا ما تجلى في هذا الكون والمكان الحاكم هــــــو
إذا مــا أظــهـــر وجـــهــــه يــومــــاً من مخبئــــــه
يفشـــى أنّـــه علـى الظاهر والباطن الحاكــــــم هـو
ليس من ذرة فـــي الـعـــالـــم لـيــس فيهــــــا عشق
بارك الله اذ مـــن الحـــدّ إلـــى الحـدّ الحاكـــــــم هـو
اذا ما أصبح يوماً وجهه من حجاب الغيـــــــب عيان
يرى الكل انه في الغيب والعيـــــان الحاكـــــــــم هو
ما دام عليكَ في الروح والجسم حجابٌ حجـــــــــــاب
ذاتُـكَ لا ترى أنه على كل الجسم والروح الحاكم هـو
أنا ماذا أقول اذ العالم ليس سوى شعـــــــاع الـعشق
ذو الجلال الذي هو على الدهر والزمان الحـاكم هـو
وقد تغزل الخمينى بنساء عديدات أبرزهن فاطمة التى غازلها بفاتى مرارا ووصف جسدها ومفاتنها وصدرها وفخذيها
كما كتب الفقيه العراقى محمد سعيد الحبوبى غزلا رائعا بديعا متميزا منها
فلى بين القباب فتاة خدر
يمد لها القنا الخطى ذلا
إذا عانقتها عانقت خودا
منعمة رشوف الثغر كحلا
كان الأقحوانة قبلتها
بمبسمها فأبقت فيه شكلا
وإن سفرت فقد أبدت شقيقا
أجادته يد النعمان صقلا
تريك الصبح غرتها انبلاحا
إذا ما الليل طرتها أطلا
إذا خطرت وإن نظرت نظرنا
لها ولجفنها رمحا ونصلا
وإن نزعت حواجبها قسيا
رمتك فواتر الألحاظ نبلا
ومن أشهر غزله بفتاة بغداد
يا غزال الكرخ وأوجدى عليك
كاد سرى فيك أن ينتهكا
هذه الصهباء والكأس لديك
وغرامى فى هواك احتنكا
فاسقنى كأسا وخذ كأسا إليك
فلذيذ العيش أن نشتركا
أترع الأقداح راحا قرقفا
واسقنى واشرب أو اشرب واسقنى
ولماك العذب أحلى مشرفا
من دم الكرم وماء المزن
وحميا الكاس لما صفقت
أخذت تجلى عروسا بيديه
خلتها فى ثغره قد عتقت
زمنا واعتصرت من وجنتيه
من بروق بالثنايا ائتلقت
فى عقيق الجزع أعنى شفتيه
كشف ستر الدجى فانكشفا
وانجلى الأفق بصبح بين
أكسبتنا إذ سقتنا نطفا
خفة الطبع وثقل الألسن
(من مقالى-الفقيه الحبوبى مع الغزل والنسيب والخمرة)
كذلك كتب الفقيه محمد حسين فضل الله غزلا جميلا لكنه لايرقى إلى مستوى غزل الحبوبى وجماله وروعته
لعل ذلك يذكرنا بشعر كعب بن زهير بن أبى سلمى فى قصيدته بحضور النبى قائلا
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول متيم إثرها لم يبد مكبول
وما سعاد غدة البين إذ برزت كأنها منهل بالـراح معلـول
هيفـاء مقبلة عجـزاء مدبرة لا يشتكي قصر منها ولا طول
ولم يعترض الرسول على غزله المتعارف عند العرب آنذاك. بل أظهر إعجاب الرسول الكبير به وبقصيدته لدرجة أعطائه بردته حتى لقبت قصيدته بالبردة
فأين هذا من تشدد بعض الفقهاء والإسلاميين المتشددين فى عصرنا الراهن ومعاييرهم المزدوجة. وشتان بين شعاراتهم وتطبيقاتهم المختلفة
=========
السيستانى والشيطان
من أجل فهم المرجعية من الداخل بحثت سابقا مقارنات عدة بين بعض المراجع من مختلف الزوايا والمجالات. والآن بصدد طرح مرجعية مقابلة لها، وعندها رؤية بعض المقارنات بين مرجعيتين مختلفتين تماما لكثرة التباين بينهما ووضع المرجعية المطروحة فى موقعها المناسب. الفروق كبيرة فإحداهما هزيلة جدا بكل المعايير والقيم كالسيستانى المطروح وأخرى إصلاحية شريفة نزيهة ذات اليد البيضاء كالمرجع العربى الشهيد محمد باقر الصدر، والفوارق بينهما تتجاوز المائة فرقا جوهريا طرحتها فى آخر محاضراتى حيث أحدهما تكون فى رفعة وسمو كمحمد باقر الصدر حتى مات شهيد مبادئه وقيمه وأخلاقه ولم يخلف لأرحامه فلسا واحدا، رافضا العطايا والبيوت والسيارات الفارهة وكل الإمتيازات، وأخرى هى السيستانى فى أدنى المرجعيات وأسوئها وأرداها منذ مئات السنين. وهذا ما كتبه الشهيد محمد باقر الصدر فى أواخر حياته (المرجعية الرشيدة والصالحة) بعد يأسه من إصلاح المرجعية من الداخل كما يقول. بحثه مقارنة بين قيم ومبادئ مرجعيتين متباينتين حيث تنطبق الرشيدة الصالحة على مرجعيته فكرا وسلوكا وهدفا بينما الفاسدة تنطبق تماما على السيستانى وأضرابه من المرجعيات الفاسدة وفق نظريته فى تقسيم المرجعية
أول تلك الفروق هو التاريخ المشرق قبل المرجعية فى النشاط والفكر والممارسة والعمل فقد كان الشهيد باقر الصدر معروفا بنشاطه الفكرى والسياسى والإجتماعى وتصديه لأهم الأمور الحساسة فى مختلف الميادين قبل سنوات طوال من تصديه للمرجعية بل من ريعان شبابه وحتى تصديه للمرجعية بعد رؤية انحرافها كما ذكر وكتب نظرية المرجعية وعندها اتهمته المرجعية الفارسية الصفوية بأنه وهابى وعميل ومنحرف عن العقيدة ولقَبوه فى النجف بالسطل بدلا من الصدر وتواطؤوا مع النظام الصدامى ضده ووزعوا الحلوى بشهادته لأنه نافسها بشرف حتى طرح الوحدة الإسلامية بصدق رافضا تكفير الخلفاء والسنة بل رؤية حقيقية وسلوك عملى فى رفض التكفير والغلو.
كتب الشهيد باقر الصدر فى التاريخ والعقيدة والسياسة والإقتصاد والفلسفة والإجتماع فيما لم يعهد للمرجعية الفارسية الصفوية التصدى لكل ذلك باعتباره خارجا عن منهج الحوزات ودروسها فى الفقه والأصول وربما الرجال وأضرابها وهى دروس كلاسيكية أشبعت بحثا فى الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس حتى صارت ترفا استغراقيا لبعدها عن حاجات الأمة وواقعها وتحدياتها.
يقول المؤرخ البرت حورانى: (باقر الصدر عالم كبير وذو أهمية عظمى، ليس فى العراق أو العالم الشيعى فقط بل يشمل العالم الإسلامى كله).
ويقول حسن حنفى (نجح الصدر فى التحرى عن العلوم الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والقانونية وآخر ما وصلت إليه العلوم مستعملا لغة العصر).
كتب الصدر كتبا قيمة راقية وهو فى ريعان شبابه كما تصدى لجماعة العلماء وكتب مقالاتها فى مجلة أضواء وتصدى للحركة الإسلامية وتحدياتها لذلك كتب (فلسفتنا) و(إقتصادنا) وأضرابها. وكان يعيش الساحة ويخالط الناس ويتابع الشباب وهمومهم ويختلط بهم دون حواجز الحواشى الغواشى الفاسدة وكان من السهولة حضور مجلسه ومحاضراته واللقاء به والحديث معه أخذا وردا وكان متواضعا يحسن الإستماع والإصغاء كما كان يقبل النقد والملاحظات والإقتراحات ويتفاعل معها بصدق وحرص وإخلاص ولم يكن منزويا بعيدا عن الناس وهمومهم كالمرجعيات الصفوية الفارسية السيستانية التى تعيش فى الظلام وتخاف من النور لشرورها وفسادها فلا لون ولاطعم ولا رائحة لها سوى الفساد والإنتهازية والعمالة ولم نسمع بها أيام صدام حسين إلا عميلة فى الفتاوى الجاهزة لكل ما يطلبه النظام كما صرح الشهيد الصدر الثانى مرارا وتلك ضد إرادة الله وإرادة الشعوب وليس فى تاريخها أى عمل مجيد أو موقف شريف من فكر أو عطاء. ولازال السيستانى عميلا للقوى الكبرى التى جاءت بها كمرجعية عليا رغم عدم مؤهلتها لاعلما ولاتقوى ولا عملا ولافكرا ولاعطاءا سوى العمالة وتزوير اجازة اجتهادها وهبوط مستواها وانحطاط حاشيتها وقذارة أفرادها فتعاونها مع الإحتلالين الأمريكى والإيرانى واضح لذا يشيد بها الحاكم المدنى الأمريكى بول بريمر فى كتابه ومقابلاته وكذلك رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكى السابق والمسؤولون الأمريكان ثم ويكيلكس بعلاقتها بالمخابرات البريطانية وفضحتها مرجعيات كثيرة معاصرة واتهمتها بتاريخها الملئ بالقذارة لذا تعيش فى الظلام خوفا من النور وافتضاحها. فضلا عن عمالتها المعروفة للإيرانيين كقاسم سليمانى مسؤول فيلق القدس الإرهابى الإيرانى ورفسنجانى وخامنئى وأضرابهم.
هذا وقد طلب الأمريكان من مراجع النجف الخروج منها لقصف التيار الصدرى وإبادته فاسرع الصفويين للإستجابة وقد طاروا فرحا للتخلص من تيار عراقى فيه الفقراء والمحرومون المقلدون لمرجعيتى الصدر الأول الشهيد والصدر الثانى الشهيد منافسوا المرجعيات الصفوية المتهمة أصلا بالتواطئ مع النظام الصدامى كما صرح الشهيد الصدر الثانى وكثير من العلماء العرب بل السيستانى متهم بالتواطؤ مع النظام الصدامى فى قتلهم لتخلو له الساحة وفعلا لو وجدت المرجعيات الصالحة لفقدت الصفوية المدعومة خارجيا لعمالتها من وجودها ونفوذها ومليارات الأخماس والأوقاف وغيرها مما هو معروف وظاهر رغم أن عملاءه وحاشيته تدافع عنه لأنها ترتزق على أخماسه وعطياته فيما أشبه بولاية السفيه طاغوت الحكم فى إيران ضد الحريات والإنسانية والكرامة. وكيف نتأمل فى وعاظ السلاطين الوقوف إلى الشعب وفقرائه ومعاناته وإن لبست لباس الدين. بعد طلب الأمريكان من المراجع الصفويين مغادرة النجف لقصفها، سارع بعض الصفويين لجوءا إلى أمهم إيران مركز الصفوية والدجل والإرهاب لكن السيستانى الذى شكك فى أصله البريطانى وليس له أصل فى سيستان السنية ولايعرف أصله ولا فصله أبدا وليس سيد أبدا وتم تزوير نسبه كما ذكر مراجع العراق، فرَّ السيستانى عندها فرار العبيد إلى أمه لندن التى صنعته وأسسته دون علم أو تقوى أو ضوابط موضوعية، وأما حجته فى هروبه فهى الفحص وقد كان بكامل صحته وقوته كما شاهدناه وكما أوضحتها الوثائق وكشفتها ويكيلكس وقد صرف المليارات من أموال الفقراء والمساكين بلا ذرة من الورع أو التقوى وقد جاء أصهرته وأرحامه بطائرات خاصة ومصاريف الملوك ولقاءات مشبوهة مع أجهزة مخابرات وتجار فجار وعملاء معروفين نشرت بعضها فى لندن وعرفها الناس، علما أن محمد رضا السيستانى كان يتصل يوميا مع حازم الشعلان وزير الدفاع العراقى لمعرفة التقدم فى قصف الأمريكان للنجف حتى بقى ثلاثة أسابيع يتسكع ويزور جواد التبريزى وغيره ولم تنته قصة النجف والباقى معروف كاشف عن مستوى العمالة والسقوط التى تعيشها المرجعيات الفاسدة
أما فى المجال الحوزوى والدينى فلم يكن الشهيد باقر الصدر كلاسيكيا تقليديا كغيره من الصفويين الفرس بل كان مجددا على مختلف الأصعدة فقد نقد فى الفقه والأصول العديد من الأطروحات القائمة، كما أنه غير المناهج الحوزوية فقد وضع فى علم الأصول سلسلة حلقات جديدة على مراحل ثلاث بديلة عن الكتب الأصولية المعتمدة، كذلك رسالته العملية (الفتاوى الواضحة) بأسلوب سهل واضح مبين بعيدا عن التعقيد فى اللغة والإصطلاح والإحتياطات المعقدة الكثيرة وما لاثمرة فيه وقد عفى عنه الزمن مثل العبيد والإماء وما ملكت أيمانكم... بينما لاتجد شيئا من الصدر عند السيستانى الصفوى وأضرابه الذين صنعته الطبخة العميلة كما عبر المرجع محمد حسين فضل الله. ولفهم أبعاد ذلك يمكن الرجوع إلى الرسائل المتبادلة بين فضل الله والسيستانى عندما شنت الحملة القذرة لتسقيط مرجعية فضل الله من الفرس الصفويين حتى عبروا عنه (ضال مضل) وصدرت الفتاوى والكتب والبيانات ضد مرجعية عربية متميزة لمحمد حسين فضل الله وهو من تلاميذ الشهيد محمد باقر الصدر وزملائه فى أضواء والعمل الإسلامى عامة ومؤسساته ونشاطاته وعمله الإجتماعى والسياسى واختلاطه بالناس ومشاكلهم وواقعهم
حصل الشهيد الصدر فى سن مبكرة على الإجتهاد من عدة مراجع منهم الخوئى الذى لم يعط حتى وفاته إلا على عدد بسيط جدا لم يكن منهم السيستانى المزور لإجازة اجتهاده لاحقا لذلك لم يطرح السيستانى كمرجع بعد وفاة الخوئى بل طرحت مراجع كثيرة ولسنوات عديدة منهم ولم يكن منها السيستانى أبدا، وتمت الصفقة القذرة مع أجهزة مخابرات وبرعاية المرجعية الصفوية السابقة ومركزها لندن والمعروفة بارتباطاتها وسيطرتها على الواقع الشيعى فى مختلف الدول من خلال وكلائها ونفوذهم وأخماسهم وارتباطاتهم
ورغم أن المراجع الفرس لهم مشاريع عديدة فى إيران فإن السيستانى المدعى أصله من سيستان والمشكوك به من المراجع الآخرين فسيستان سنية لايعرف له أى أصل فيها بل لم يدع أولا أصله منها بل ادعى مدنا إيرانية أخرى أثبت أصحابها لا أصل للسيستانى فيها، قام السيستانى بمشاريع كبيرة فى أمه إيران مثل (مجمٌع السيستاني) على أرض تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف متر مربٌع في وسط المدينة، ويحتوي هذا المجمٌع على حوالي 320 وحدة سكنية، بمساحات مختلفة، وتضمٌ كلٌ وحدة سكنية منها كامل المرفقات الضرورية ووسائل التدفئة والتبريد وما شاكل ذلك وأهم ما يلحق بهذا المجمٌع السكني الكبير: سوق عصري تتوفٌر فيه مختلف الاحتياجات والمتطلٌبات اليوميٌة الضرورية وقاعات مختلفة وصالات لإقامة المجالس و الاحتفالات للرجال والنساء كل على انفراد ونادٍ رياضيٌ ترفيهى كبير، كلها من أخماس الفقراء ومخصصة لرجال الدين التابعين له والمبشرين بمرجعيته، وعشرات المشاريع السيستانية الأخرى التى تناطح مشاريع الدولة والمراجع الآخرين بينما العراق الذى ينعم به ويكره شعبه ولغته فهو يخلو من أى مستشفى له أو مجمع أو مشروع كبير رغم حاجة العراق وشعبه المظلوم والمحروم، وكلنا يعلم لو لم يكن السيستانى فى العراق وعمالته المزدوجة للقوى الخارجية ولو كان فى إيران فحاله كعشرات المراجع المهمشين فى قم وطهران ومشهد وتبريز ويزد وكاشان وغيرها
من أسوأ ما تطرحه المرجعية السيستانية هى التكفير للمسلمين واعتبار السنة فقط مسلمين ظاهرا لكنهم كفار واقعا وحقيقة، مخلدين فى النار لإنكارهم ولاية الأئمة الإثنى عشر فيجب التبرى من الخلفاء الثلاث الأوائل ولعنهم ووظيفة المهدى المنتظر أن يعيدهم ثم يصلبهم ثم يحرقهم ثم يذريهم كما يلحق بهم جميع المسلمين الذين فى قلبهم مثقال ذرة من الحب للخلفاء، كما هو واضح جدا وصريح للعيان فى أجوبته وموقعه واستفتاءاته وإقامته فرحة الزهراء مبتهجا بقتل الخليفة الثانى مرتكبا المعاصى بحجة رفع القلم بناء على حديث فى البحار ودعم الخطباء التكفيريين أمثال التيجانى ونشر الكتب التكفيرية وطبعها وتوزيعها لتكريس التفريق بين الأمة وتكفير الأكثرية الساحقة منها زورا وظلما
ولايقوم بدور مباشر لأنه لاينطق مباشرة ولايصلى الجمعة ولا الجماعة ولايخطب فى الناس ولايمارس عملا معهودا ويعيش فى الظلام مستورا محجوبا لكى لاتنكشف اللعبة القذرة ويظهر المستور القبيح وعندها يترك المغفلون تقليده وتسليم أخماسهم... على عكس الشهيد محمد باقر الصدر الذى عمل صباح مساء وفى النور وأمام الملأ وهكذا عهدنا فى القرآن سيرة الأنبياء والأولياء والصالحين. الشهيد باقر الصدر كان رافضا لتكفير الخلفاء وردتهم ولعنهم بل هو القائل (إن الحكم السني الذى مثله الخلفاء الراشدون والذى كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه، إذ حارب جنديا فى حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول أبى بكر، وكلنا نحارب تحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبى. إن الحكم السنى الذى كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله وخرج الآلاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصا من أجل الحفاظ على راية الإسلام ومن أجل حماية الحكم السنى الذى كان يقوم على أساس الإسلام) البيان الثالث فى النجف فى شعبان عام 1399 هجرية. وشتان بين من يزرع المحبة والأخوة والإنسجام كالصدر الذى قدم دمه ضد صدام وبين من أيد النظام الصدامى وتواطأ معه دائما ولا زال يزرع الأحقاد والتكفير كالسيستانى العميل الذى تخلو رسالته من وظائف المجتهد والمرجع بل وظيفة الناس والمكلفين وكأنه معصوم لاتكليف له فى مهزلة من مهازل العصر الحديث. قال المرجع العربى محمد حسين كاشف الغطاء فى كتابه (الفردوس الأعلى) متحدثا عن مراجع الدجل ومقلديهم: (وما أكثر المدعين لهذا المنصب ولاسيما فى هذه العصور التعيسة وما أكثر المخدوعين بهم جهلا أو لغرض، والغرض يعمى ويصم). علما أنه كان كاشف الغطاء من أروع الفقهاء نتاجا ونشاطا واتصالا بالمجتمع وهمومه السياسية والإجتماعية لكن المراجع الفرس منعوا مرجعيته واتهموه بشتى التهم الباطلة وهكذا سيطرت المرجعيات الهزيلة لقرون طويلة على الأمة وأخماسها ومصيرها زورا ودجلا
ومن مسؤولية المجتهد هى عمله الدؤوب لمصلحة الأمة واللقاء بها والتواصل معها مباشرة وعلنا فى عصر الفضائيات، وتزويد الأمة بكل ما تحتاج إليه فكرا وواقعا كما عليه صرف الأموال على الناس لا سرقتها كما هو حال الخمس والأوقاف والهبات ومليارت الأموال تحت تصرف السيستانى وحاشيته القذرة بلا خلق ولادين ولاورع لمجرد الرحم كما وصل الفاسدون السياسيون فى العراق إلى الحكم بدعم من السيستانى ووضعت قائمتا الإئتلاف اللا وطنى 555 سابقا والتحالف اللا وطنى لاحقا فى بيت السيستانى وبإشراف محمد رضا نجله وبشروطه وقد أضاف جملة من الفاسدين المعروفين وهكذا تقاسموا الكعكة تحت عمامته البريطانية وكل ماترتب عليه
رغم أن الشهيد باقر الصدر استشهد على يد النظام البعثى فى نيسان 1980 وهو فى الأربعين من عمره أى بداية العطاء الفكرى لكثير من المفكرين والمثقفين وهو نصف ما عمرته المرجعيات الفارسية الصفوية السيستانية الحاقدة على الإسلام والتشيع والتى لبست لباس الدين لتخدير الناس وسرقة أخماسهم ومعروف تاريخها وحاشيتهم وأصهرتهم فى العمالة والعهر والليالى الحمراء وأعراسهم كالملوك بالتبذير والإسراف من أموال الفقراء المنهوبة بحجة الخمس وغيره بأسوأ ألوانها. فى الخليج العربى كان يقيم بعض أصهرة السيستانى كخطيب حسينى من الدرجة العاشرة لايتقن آيتين من القرآن وليس له فكر بل تكفير للصحابة وزوجات الرسول وأما زوجته فشغلها معروف عند الخليجيين مقابل حفنة من الفلوس ومن سخرية القدر تحوله بين ليلة وضحاها ليشترى بيتا فى الجميرة أرقى منطقة ثم تلتها البيوت والعمارات والعقارات والتجارات من أموال خمس قوت الناس لمجرد صعود عمه للمرجعية. وأى دين يقبل بذلك زورا وظلما ودجلا لم يكن لرسول الله من ذلك شئ وهو برئ من كل سرقة ودجل ونفاق وعمالة.
ومن أغرب فتاوى المرجعيات الفارسية غير الرشيدة هى الشأنية فى باب الخمس التى بررت للكثير من حاشيته استغلال الخمس لهم على أساس أن من شأنهم كل ذلك التبذير والإسراف وتبرير ذلك فى جعل أنفسهم طبقة عالية فوق البشر تسوغ لهم سرقة المال العام وحتى الحقوق الشرعية والأخماس فى حاشية المرجع وأرحامه ووكلائه الخاصين خلافا لسيرة الرسول والأولياء والصالحين. ويقول بعض الفقهاء (مما يدعو للأسف أن الناس يرون بأم أعينهم ما يقوم به أمناء بعض المراجع الكبار وأحفادهم والمقربين إليهم من حياة بذخ وفوضى وتبذير لأموال المسلمين...)
وقد بدأت الأمة تستفيق من تخديرهم وسرقة أخماسها حتى بدأ الكثير برفض التقليد الأعمى وتسليم الأخماس لمرتزقة المرجعية بل طالب بعض التجار من صهر المرجعية الخطيب التكفيرى الشاذ بإرجاع ملايين الخمس الذى سلمه وتبين شراء الصهر عقارات فى الخليج العربى وأوربا وأمريكا والعالم، فهرب الصهر خوفا من حساب الناس وأغلق هاتفه ومنع ملاقاته ومعه سرقة أخماس الفقراء والمساكين. علما أنه لم يعهد للخمس فى المكاسب والمتاجر أصل فى الدين ولا كل حياة الرسول والإمام على أبدا ولم يعهد وكيلا عن الخمس ولا محاسبة لتاجر فى أخماسه أبدا فهى دخيلة على الدين وعلى القرآن ولم يعرفها الرسول أبدا. وهنالك آية واحدة فى القرآن كله (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير) سورة الأنفال /الآية 41. نزلت هذه الآية فى واقعة بدر التى سماها الفرقان كما ذكر المفسرون وليس لها علاقة بالمتاجر والأرباح وأخماس أموال الناس بل قسمها النبى على المقاتلين آنذاك، ولايوجد سهم سادة وسهم إمام وإلا كانت طبقية ويكون بيت النبى أغنياء بالخمس كما ذكر بعض الفقهاء بينما الحقيقة فقرهم وزهدهم ولم يعش النبى وأهل بيته وأصحابه على أموال الآخرين وقوتهم بل عملوا من كد يمينهم وعرق جبينهم كما عمل جميع الأنبياء والصالحين
سألنى أحد الإسلاميين (كيف يكون السيستانى هو الشيطان الأكبر بهذه الأكذوبة حتى سرق أخماسهم وحرف عقيدتهم واستهزأ بفكرهم وقام بتخديرهم وإشغالهم بالطقوس والخرافات والدجل) فقرأت عليه من القرآن (شياطين الجن والإنس) وشرحت له عندما يغيب العقل ويسود التقليد الأعمى دون تحقيق وتدقيق وقد صار التقليد استحمارا دينيا لاستغفال الناس وتخديرهم وسرقتهم كما كتبت سابقا
==========
نبيل الحيدري
الخلفاء الراشدون وتقافة المحبة والتسامح والتعايش
ثقافة المحبة والتعايش والسلام تزرع الحياة والوحدة والتعاون من أجل البناء الهادف وهى ثقافة تحتاجها الأمم والأفراد بديلة عن ثقافة البغض والكراهية والأحقاد فهى تهدم البناء كله ومن أساسه كما تزرع الألغام والأحقاد وحتى الدماء نتيجة هذه الثقافة والكراهية. وربما يسعى البعض وهو ينبش فى التاريخ لعله يجد هنا أو هناك من انتقاء وقائع معينة لها ظروفها لتأسيس ثقافة الكراهية وتعميقها ونتائجها المأساوية.
الخلفاء الراشدون أمثلة رائعة لأنهم عاشوا ثقافة المحبة والتعاون والتعايش والتشاور من أجل البناء الهادف والمصلحة الإسلامية العليا متجاوزين المصالح الشخصية والإعتبارية وغيرها حتى فى اختلاف اجتهاداتهم حيث كانت مصدر قوة وعطاء ولم تتحول إلى خلاف وأحقاد وبغضاء لأنها عندئذ تسحق الجميع بل المبادئ والقيم والمقاصد كلها رغم ادعاء البعض القليل خلاف ذلك ونعرف أسبابه ودوافعه فهى كقول الشاعر شنشنة أعرفها من أخزم التى صارت مثلا تضرب لمثل هذه المواقع.
تحدث الإمام علي بن أبي طالب(ع) عن الصحابة الأجلاء فى خطب عديدة من أهمها قوله (لقد رأيت أصحاب محمد (ص) فلم أر أحدا يشبهه منكم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم. إذا ذكر الله هملت عيونهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الؤيح العاصف، خوفا من العقاب ورجاءا فى الثواب) نهج البلاغة/ الصفحة 255. كما تحدث الإمام بصراحة ووضوح عن الخلافة الشرعية للخلفاء الثلاث السابقين له معتبرا الملاك الشرعى من خلال الشورى القرآنية وفيها رضا الله تعالى بل لايجوز ردها، فإن رافضها يرد إليها، فإن أصرَّ فيجب قتاله حتى يرجع إلى بيعة الخلفاء الشرعية قائلا: (إنه بايعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد. وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بأمر أو بدعة، ردُّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى) نهج البلاغة/ الصفحة145
كانت بيعة أبى بكر(رض) قد تمت من خلال الشورى فى سقيفة بنى ساعدة وهى محل اجماع وقبول كما قال ابن أبى الحديد المعتزلى (إتفق مشايخنا جميعا، المتقدمون منهم والمتأخرون والبصريون والبغداديون، على أن بيعة أبى بكر الصديق هى بيعة شرعية صحيحة) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد/ الجزء الأول/ الصفحة 28 فلا مجال لما يطرحه البعض بعدم شرعيتها خصوصا بعد بيعة الإمام على والصلاة خلفه وهذا التراكم فى السيرة العطرة
اشترك الإمام علي فى حروب الردة أيام الخليفة الأول(رض) كما ذكره المحققون كالسيد محمد باقر الصدر قائلا (إن الحكم السني الذى مثله الخلفاء الراشدون والذى كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه، إذ حارب جنديا فى حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول أبى بكر، وكلنا نحارب تحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبى. إن الحكم السنى الذى كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله وخرج الآلاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصا من أجل الحفاظ على راية الإسلام ومن أجل حماية الحكم السنى الذى كان يقوم على أساس الإسلام) البيان الثالث فى النجف فى شعبان عام 1399 هجرية
لذلك كان الإمام على مرجعا دينيا ومستشارا رئيسيا فى كل معضلة أو مشكلة تحتاج إلى حكمته ورأيه السديد زمن الخلفاء الثلاث السابقون له، فقد قال الخليفة الثانى مرارا وتكرارا (لولا على لهلك عمر) (لا أبقانى الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن). عندما أراد الخليفة الثانى فتح بلاد فارس والروم فإنه استشار الإمام عليا الذى قام بإسداء نصيحته الرائعة قائلا (إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين) نهج البلاغة/ الخطبة 134/الصفحة 252
فالإمام يطلب من الخليفة عدم الخروج للحرب بنفسه حفاظا عليه لأنه المرجع الذى يرجعون إليه والملاذ الذى يلوذون به، ثم بعث ابنه الحسن فى قيادة أوائل الحملات تأييد للخليفة الفاروق.
بعد شهادة الخليفة الثانى على يد المجوسى الإيرانى أبى لؤلؤة، وقف الإمام علي على قبر الخليفة حزينا راثيا بأعظم رثاء خالد ذاكرا مناقبه وعظمته قائلا (فقد قوم الأود وداوى العمد وخلف الفتنة وأقام السنة وذهب نقى الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه. رحل وتركهم فى طرق متشعبة لايهتدى فيها الضال ولايستيقن المهتدى) نهج البلاغة/ الصفحة 249 وهذا بعد شهادة الخليفة الثانى، فلا يعقل ما أورده البعض من كونه تقية فأى تقية أمام شخصية رحلت عن الدنيا إلى ربها مطمئنة راضية مرضية.
ومن الظواهر الرائعة بين متعلقي الخلفاء هو كثرة الزيجات والمصاهرات بل وتسمية الأبناء باسمائهم كما سمى الإمام علي أولاده بأبى بكر وعمر وعثمان وكذا فعل الإمام جعفر الصادق وغيره مما يحتاجه كبحث مستقل لاحق ورؤية منفتحة للمحبة والتعايش.
وقف الإمام علي مدافعا عن الخليفة الثالث مانعا الناس من الهجوم عليه وأوقف على داره ولديه الحسنين سبطى الرسول وسيدي شباب أهل الجنة دفاعا عنه فى سياسة واضحة للسلام والمحبة والتعايش والبناء وهو ما يحتاجه المسلمون وعراق اليوم من محنته الطائفية والعصبية المذهبية الغريبة عن ثقافة العراق وتاريخه الحافل بالتسامح والمحبة لمختلف الطوائف والفرق
===========
نبيل الحيدري
الثورة الإيرانية واستبداد ولاية الفقيه
تمر هذه الأيام الذكرى الثانية والثلاثون على الثورة الإيرانية التى أسقطت الشاه محمد رضا بهلوى بقيادة الخمينى المنظر لولاية الفقيه فى أبحاث قدمها فى النجف معتمدا على أدلة أهمها قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) سورة النساء/الآية الخامسة، بتأويل أولى الأمر بالفقهاء وهو رأى نادر وشاذ فى المذهب الشيعى الذى يحصر أولى الأمر بالأئمة المعصومين دون الفقهاء كبشر قابلين للخطأ والهوى فيستحيل قرنهم بولاية الله ورسوله فهو مرفوض جملة وتفصيلا فى إجماعهم، كما اعتمد على رواية عمر بن حنظلة وهى ضعيفة جدا سندا ودلالة وفيها أشخاص لم يتم توثيقهم كعمر بن حنظلة وكذلك مثل اسحق بن يعقوب المجهول و أيضا يزيد بن خليفة وهو واقفى لايؤمن بالأئمة بعد موسى الكاظم وقد أسس تلك الفرقة وكلاء الإمام موسى الكاظم نفسه كزياد القندى وعثمان بن عيسى الرواسى اللذين رفضا تسليم الأموال والجوارى إلى ابنه الإمام على الرضا رافضين إمامته واقفين على الإمام الكاظم كآخر إمام حتى اعتبر بعضهم أنه المهدى الغائب ثم سيرجع لاحقا كما يذكر الطوسى والكشى والنوبختى والمامقانى والمفيد والمرتضى والخوئى وهم فقهاء الشيعة. أما سندها فهى تتحدث عن حالة خاصة فى رجلين تنازعا فى ميراث رفض الفقهاء تعميمها وتطبيقها على الولاية المنظورة كما أنها ترجع إلى (قد روى حديثنا) وليس الفقهاء المجتهدين أى النظرية الإخبارية التى كانت سائدة فى الفكر الشيعى سابقا بعد عصر الغيبة لفترات طويلة وهى تحرم الإجتهاد بروايات اللعن من الأئمة على من يجتهد ويستعمل عقله فى القياس وغيره، وكذلك تحرم التقليد (من قلد فى دينه هلك) قبل التأثر بالمذاهب السنية ومدارس الإجتهاد فإن أول مذهب للإجتهاد هو مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان، ثم نشوء الأصوليين فى المذهب الشيعى لاحقا وجواز الإجتهاد والتقليد وتوسعه شيئا فشيئا وعوامل تطوره كما ذكره محمد باقر الصد
ومحمد جواد مغنية ومحمد مهدى شمس الدين وهاشم معروف الحسينى والجواهرى وكاشف الغطاء وغيرهم كثير.
قلما نجد فقيها نظر لولاية الفقيه قبل الخمينى الذى لم يحصل على إجازة اجتهاد سوى واحدة سياسية قال فقيهها أراد منع إعدام الخمينى لوجود قانون فى إيران بمنع إعدام الفقيه المجتهد فهى فتوى سياسية لاتملك حيثية علمية علما أن بعض المراجع أفتى بكفره لآرائه خصوصا وحدة الوجود وشرح فصوص الحكم كما انتقدوا رسالته العملية (تحرير الوسيلة) المأخوذة أكثرها نصا وقلبا من (وسيلة النجاة) لأبى الحسن الأصفهانى، خصوصا محمد الروحانى وهو أستاذ محمد باقر الصدر فى الأصول ومعارض صريح لولاية الفقيه. وأهم المنظرين لولاية الفقيه أحمد النائينى فى كتابه (عوائد الأيام) وقد رد عليه الكثيرون وهو مخالف لإجماع الشيعة فى أكثر من ألف عام لذلك نجد مرتضى الأنصارى فى كتابه (المكاسب) رادا مستهزءا (دونه خرط القتاد) تعبيرا عن شدة وهن وضعف ما يتوهم بأدلة ولاية الفقيه وسعتها لجعله كالمعصوم فتصبح ولايته كولاية الله تعالى فى قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) رغم أن الفقيه يخطئ وتحركه أحيانا الأهواء والمصالح والحواشى وهو ما أثبتته التجارب والواقع واختلاف الفقهاء يكشف صراعهم على الزعامة والدنيا، وقد ذكرت أمام فقيه اسما لفقيه آخر لايقل عنه فقاهة وعلما واجتهادا فقال (لعنه الله تعالى) كما يظهر الصراع للحصول على أكبر عدد من التجار والأخماس والحقوق الشرعية من أرحام المرجعيات وممثليهم و وكلائهم. فتكون نظرية ولاية الفقيه مناقضة لنظرية الإمامة المعصومة وانتظار المهدى كإمام ثانى عشر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا لذلك توجد عشرات الروايات التى تتحدث عن هؤلاء بأنهم يفسدون أكثر مما يصلحون لأنهم غير معصومين ولا أئمة عادلين ودائما فى الروايات الإمام العادل تعنى المعصوم دون غيره من البشر وهو ما فهمه الإخباريون الأوائل.
عندما قامت الثورة الإيرانية بمبادئ أساسها إقتصادية وعدالة إجتماعية واشتركت فيها مختلف طبقات وأحزاب الشعب لكن القيادة المستفيدة من جميعهم قد ألغت الآخرين وتنكرت للكثيرين حتى رفعت شعارات الموت للآخرين، مثل (الموت لأعداء ولاية الفقيه) فتحول كل من يطرح رأيا مختلفا بأنه من أعداء ولاية الفقيه حتى من الفقهاء الآخرين مثل شريعتمدارى وقمى وروحانى وشيرازى والخاقانى والمامقانى والكرمى وغيرهم، ثم وضعوا تحت الإقامة الجبرية حتى وفاتهم ثم منع تشييعهم والصلاة عليهم ودفنوا سرا بشكل مهين وإرهابى وفى أماكن غير مناسبة لطمس آثارهم، فضلا عن التيارات غير الإسلامية واللبرالية. وما رفعه الخمينى من مبادئ كحرمة الضرائب ومجانية الخدمات والكهرباء والماء كانت مجرد شعارات قبل الثورة، ولما صعدت إلى السلطة رجال دين مثل رفسنجانى وكروبى وخامنئى وحواشى مثل رفيق دوست فقد تحولوا إلى طغاة جبابرة يزيدون الضرائب ويستحوذون على مليارات وعقارت وقصور وتجارات وتحول الشعب بين فقير جائع محروم لايمتلك لقمة العيش ولو عمل لثلاث أعمال رغم شهادته الجامعية وبين لاجئ هارب من بطش النظام وقمعه باحثا عن حرية وكرامة وإنسانية حتى هاجرت الملايين، وأكثر أمة فى العالم تعلن ارتدادها عن الدين الإسلامى فى العالم كله هى من الإيرانيين بسبب القمع والإرهاب من حكومة ولاية الفقيه الطاغوتية التى تدعى الإسلام والإسلام برئ منها، فإن خامنئى الذى لايملك إجازة اجتهادية حتى سماه الخمينى بثقة الإسلام دليلا على أنه فى مقدمات الحوزة العلمية ولم تنفعه دروس محمود الشاهرودى الضعيفة يوم الثلاثاء لتقويته فقهيا، خصوصا وهو يأمر مرتزقته بقتل أى متظاهر مسالم يطالب بحقوقه ومعاملته كمحارب لله ورسوله، بل بدأ النظام يتصارع بين أزلامه صراعا على السلطة وحبا بالدنيا فقد كان المنتظرى خليفة الخمينى منظرا لولاية الفقيه ثم تراجع فكريا وعمليا عنها متحدثا عن دكتاتوريتها والسجون والقمع والتعذيب والإرهاب لكل مخالف فكريا، ومهدى كروبى سابقا رئيس مجلس الشورى ومؤسسة الشهيد وبعثة الحج، ومير حسين موسوى رئيس الوزراء السابق ومحمد خاتمى وزير ثقافة الحرب العراقية الإيرانية ورئيس الجمهورية كأعداء للنظام عملاء للغرب يجب محاكمتهم فى صراع السلطة وكل من يخالف ولى الفقيه
إن الإشكال الأساس فى ولاية الفقيه هو اجتماع السلطات كلها عند ولى الفقيه فهو يعين مسؤولى الدولة حتى رئيس القضاء الموالى له كمحمود الشاهرودى الهاشمى حاليا لأنه أول شخص ادعى اجتهاد الخامنئى زورا، كما يعين رئيس الإذاعة والتلفزيون والجيش والحرس الثورى ورؤساء الهيآت حتى رئيس الجمهورية بصلاحيات بسيطة بعد موافقته على ترشيحه وغيرها
عندما يسافر خامنئى إلى موطنه مشهد فإن أرحامه الأتراك يرفضون ملاقاته حيث يعرفون تاريخه وسيرته، وعندما يزور قم يرفضه المراجع حتى يسافر وحيد الخراسانى خارج قم، وتأتى الحرس الثورى لتطلب من المراجع زيارته فيرفض الكثيرون، فيقال لهم (إرحلوا عن قم كما رحل وحيد) فيجيبه البعض (لسنا مجرمين ولا غرباء لنهرب من البلاد) والمعروف هنالك وسائل كثيرة يستعملها الحرس الثورى لترهيب وقمع الرافضين للقائه حتى قال البعض (نحن نعيش تقية لمواجهة طاغية لم يعرف التاريخ مثيلا له)، ومن استحقاره للشعب فإنه يزور مدنا لتستقبله طوابير مهيأة ويجلس فى مكان مرتفع ويمد يده لتأتى الجموع مقبلة يده كعبيد دون السماح لأحد بالكلام وهو يظهر للشعب كأن له جمهورا واسعا مطيعا وهو يقول (إن اليد الإلهية جعلت أحمدى نزاد يفوز فى الإنتخابات لتأييد المهدى المنظر له) بهذا الإستخفاف بعقول الجماهير، فالقيادة فى واد بعقلية متحجرة قديمة والشعب فى واد مختلف آخر لكنه مغلوب ومستضعف ومقهور
ومن مشاكلها هى تصدير الثورة الإيرانية وشراء عملاء لها فى الخارج وتأثيرها السلبى فى العراق الجريح والمنكوب بسبب الإحتلالين الأمريكى والإيرانى واحتلال جزر الإمارات الثلاث وادعائها تبعية البحرين لها وفى العديد من دول العالم من أدوار مكشوفة وغير مكشوفة
لكن إيران بدأت تشهد مظاهرات كبيرة للشباب خصوصا الجامعيين رغم القمع والقتل والإرهاب حتى فى تظاهرات الجامعات قد كانت القوى الأمنية تهجم عليهم بالأسلحة والدراجات لتتدفق الدماء بشكل وحشى مروع، كما اختلفوا فى صراع مكشوف على السلطة حتى وصل إلى صراع رفسنجانى وخامنئى وهما المتحالفان فى إسقاط الآخرين مثل ولاية منتظرى والقضاة كصانعى وأردبيلى وأئمة جمعة كمؤمن ومحاولات اغتيالهم فى طريق قم وطهران، وطرح صلاحية ولى الفقيه ورفضها علنا من أشخاص كانوا صقورا مدافعين عنها، فقد ثبت دجل ولاية الفقيه وطغيانها وظلمها فضلا عن عنصريتها فهى تتعامل مع العرب مثلا بالإهانه والعنصرية والتهميش فى مناطقهم وخدماتهم بل وإهانتهم فى الصحافة الرسمية وخطب الجمعه بألفاظ بذيئة نابية، وهى تمنع السنة حتى من بناء جامع واحد فى كل طهران فضلا عن إهانة الخلفاء وسبهم ولعنهم والإحتفال بمناسبات موتهم فى (التشيع الفارسى الصفوى الدخيل)، ولعل أكثر الشعوب الإيرانية هم من الشباب، وقد أجرى مراسل سى أن أن الأمريكية تحقيقا بأن أكثر شعب فى العالم يحب أمريكا ويكره نظامه القمعى هو الشعوب الإيرانية وأكثرهم من الشباب الجامعى وهو يخرج فى المظاهرات رافضا الإنتخابات المزورة والمهينة لأحمدى نجاد، هاتفا بسقوط الخامنئى كدكتاتور طاغوت قاتل ومرتزقته. والملاحظ العجيب رغم تحية خامنئى لثورة مصر بخطبة الجمعة العربية فى توهم تصويرها إسلامية على الخطى الإيرانية، فإنه منع شعبه من مظاهرات لتأييدها عارفا بأنها تطالب أولا بسقوطه وموته ومحاسبته عن كل جرائمه، وهذه حقيقة حركة التاريخ فى سقوط الطواغيت، والشعوب الإيرانية تتابع سقوط ابن على ومبارك ووجود مقومات الثورة الإيرانية خصوصا وأن 85 بالمائة منهم دون خط الفقر رغم غنى إيران وثرواتها وحركة الشباب الواعى والواعد وهو يتحرك بوسائله الحديثة والرائعة لإسقاط دكتاتورية ولاية الفقيه وجبروتها وطغيانها فى ثورة جديدة لأكثر الشعوب الإيرانية المقهورة فى الداخل فضلا عن ملايين المهجرين اللاجئين فى أصقاع الدنيا بحثا عن الحرية والكرامة والإنسانية
============
الاحاديث الموضوعة
لقد انتشرت الأحاديث الموضوعة الكاذبة وتناقلها عبر العصور العلماء والخطباء والإسلاميون مما نعانيه فى الفكر الإسلامى المعاصر وأزمته مع الواقع والأمة والعقل العربى والإسلامى فى الداخل وعلاقته مع الخارج.
بدأت الأحاديث الموضوعة فى حياة النبى نفسه وقد اشتهر خبراء فى الكذب بوضع الأحاديث النبوية لذلك صعد النبى المنبر مرارا وتكرارا محذرا من ذلك لانتشاره قائلا (لقد كثر الكذابة علي، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، والكذاب هى صيغة مبالغة فيمن هو خبير بكثرة الأكاذيب والوضع كما يصرح النبى بكثرة الكذابة فى حياته حيث انتشرت تلك الظاهرة وكلهم يقول قال النبي، والنبى نفسه يسمع كذبهم لذلك يحذر منهم فى هذا الحديث المتواتر بين المسلمين جميعا رغم قلة وندرة الأحاديث المتواترة فى درجة صحة الحديث وقد استشهد بهذا الحديث علي بن أبي طالب أيام خلافته عندما سئل عن التعارض فيما يسمعونه عن النبى كما جاء فى نهج البلاغة.
ومن الملاحظ التأخر كثيرا فى كتابة الأحاديث، لا زمن النبى ولا أصحابه ولا تابعيه بل قد تصل إلى زمن عمر بن عبد العزيز. منع كتابة الحديث أولا من أجل جمع القرآن حيث يعد أولوية ولايختلط معه الأحاديث كما ورد النهى عنه فقد ذكر أبو سعيد الخدرى عن النبى (لاتكتبوا عنى، ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه) لذلك قال الخليفة الأول (إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا) وقال الخليفة الثانى (من كان عنده شئ من الأحاديث فليمحه) علما أن الذين يكتبون جيدا قليلون، وقد حاولوا كتابة وجمع القرآن من الرقاع والأضلاع والحجارة والسعف وجلود الحيوانات، فضلا عن دخول آراء البعض ضمن الأحاديث كما كتب أصحاب جابر وأصحاب زيد آراءهم ضمن أحاديث النبى، إضافة إلى ظاهرة القصاصين ودخولهم فى التفسير والأحاديث.
المفارقة العجيبة أنه نقلت لنا عدد هائل من الأحاديث النبوية لدرجة أنه لو تم تقسيمها إلى حياة النبى كله، لكانت أكثر من حياته كلها لو عاش صباحا مساءا لايعمل أى شئ سوى القول والحديث والكلام من الأحاديث المنسوبة، رغم تجاهلها لمحاور أساسية فى حياته وخطابه وحركته مثل خطب الجمعة للنبى التى كان يقيمها بنفسه فى عشر سنوات فى المدينة المنورة، وأهل المدينة هم أحرص الناس على النبى ودعوته إليهم وامتثال أحكامه ولم ينقل لنا التراث الإسلامى بمختلف طوائفهم وفرقهم شيئا من أكثر من خمسمائة خطبة للنبى أيام الجمعة عندما كان يحضرها جميع المسلمين فى جمعة واحدة بإمامة النبي نفسه ويتناول فيها أهم الأحداث المعاصرة والحساسة فى حياتهم حتى الإجتماعية والسياسية فضلا عن الشرعية علما أن الخطبة ليست طويلة كزماننا بل قد لا تستغرق العشر دقائق وقابلية العرب على الحفظ كالمعلقات، فلماذا لايذكرها كل التاريخ والتراث نعم ربما ينقل لنا التراث خطبة الوداع وهى مسألة خاصة أخرى تختلف لأنها وصايا توديعية حضرها جميع المسلمين بعد الحج بينما ينقل لنا التراث بإطناب قصص جزئية مثل أعرابى جاء من بعيد ليسأل النبى مسألة خاصة ليس فيها ثمرة كبيرة ولم يحضر ذلك سوى صحابى واحد فتمتلئ كتب الأحاديث الكثيرة بنقلها وفق أسانيد متعددة واهتمام بالغ؟! لذلك أكثر الأحاديث المنسوبة هي ظنية والمتواتر منها قليل جدا جدا، كما ألفت الكتب فى الوضاعين والضعاف مثل الضعفاء للبخارى والضعاف للنسائى والضعاف والمتروكين لابن حيان والضعفاء لابن الجوزى وميزان الإعتدال للذهبى ولسان الميزان لابن حجر والكشف الحثيث للحلبى والضعفاء للأزدى والموضوعات للحسينى وغيرها كثير ولكنا بحاجة لدراسة أوسع وأعمق وأكبر وأشمل لكثرتها وآثارها الكبيرة.
ولقد رويت أحاديث كثيرة فى فضل أقوام وأطعمة وبلدان وحيوانات ونباتات وحشرات وجبال وجمادات وذم أقوام وأطعمة وبلدان وحيوانات ونباتات وحشرات وجبال وغيرها حتى نقل لنا المرجع الشيعى محسن الحكيم الطباطبائى فى مستمسكه كراهة التعامل مع أقوام كثيرين مدعيا روايات تنسب بعضهم إلى أصلهم من الجن فلا يتعامل معهم ولا يتزاوج منهم بناءا على روايات الكلينى فى كافيه والصدوق فى فقيهه والطوسى فى تهذيبه والمجلسى فى بحاره والجواهرى فى كلامه والعلامة فى تذكرته والعاملى فى وسائله والسبزوارى فى كفايته والبحرانى فى حدائقه والأردبيلى فى جامعه والخونسارى فى مداركه وكلها أحاديث موضوعة لكنها تزرع نظرة سلبية للآخر فى عدم التعامل معه والزواج منه فإن أصله من الجن كما يزعمون زورا لأنا جميعا من آدم وحواء، وهى نوع من العنصرية لفئات مسلمة موجودة فى المجتمع.
وقد سيطر على زماننا الوعاظ والخطباء وما ينقلونه للناس حسبة وهى ظاهرة تاريخية فى الوضع فقد وضع أحد الوضاعين – وهو ميسرة بن عبد ربه – أحاديث ، ولما سُئل عن ذلك قال: وضعتها حسبة وتقربا لله تعالى ! كما هو حال الرغائب حتى قال بعضهم (إذا استحسنا أمرا جعلناه حديثا) (نحن نكذب لصالح النبي وليس عليه) (لما رأينا انشغال الناس بفقه أبي حنيفة ومغازي أبى إسحاق، وضعنا الأحاديث حسبة لله تعالى) وهو قول نوح بن أبي مريم. واليوم وعاظ الدجل والكذب مثل كمال الحيدرى والمهاجر والكربلائى والفالى وياسر الحبيب والعرفاء الفرس حيث ينقلون أحاديث الغلو فى الأئمة والتطرف وتكفير الآخر وجواز قتله وماله وعرضه.
وصار الوضع سببا لكسب المال والجاه والشهرة فيضع الوضّاع الحديث الغريب الذي لم يسمعه الناس ليعطوه من أموالهم.
حدّث جعفر الطيالسي فقال: صلى أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة، فقام قاصّ فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال الرسول: من قال لا اله إلا الله خلق الله من كلمة منها طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان- وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة- فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إليه وهما يقولان: ما سمعنا بهذا إلا الساعة! فسكتا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطعة دراهم ثم قعد ينتظر، فأشار إليه يحيى فجاء متوهما لنوالٍ يجيزه، فقال يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد وابن معين! فقال: أنا يحيى وهذا أحمد! ما سمعنا بهذا قط، فإن كان ولا بُـدّ من الكذب فعلى غيرنا. فقال: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم. قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق! وما علمت إلا الساعة! كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما؟!! كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين!! قال: فوضع أحمد كمّه على وجهه، وقال: دعه يقوم. فقام كالمستهزئ بهما.
ومنها رغبة التقرب للحكام والسلاطين بما يوافق أهوائهم .كما فعل غياث بن إبراهيم النخعى ، فقد وضع حديثاً في فضل اللعب بالحَمَام !وذلك أنه دخل على المهدي، وكان المهدي يُحب اللعب بالحَمَام، فقيل لِغياث هذا حدّث أمير المؤمنين. فجاء بحديث: لا سبق إلا في نصل أو خفّ أو حافر – ثم زاد فيه – أو جناح !فأمر له المهدي بصرّة، فلما قام من عند المهدي، قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذّاب! فلما خرج، أمر المهدي بذبح الحَمَام !
وكان للفرق الإسلامية دور كبير فى وضع الأحاديث لدعم مذاهبها وتسقيط المذاهب الأخرى كما قال أحمد أمين وطه حسين وهاشم معروف والبغدادى والشهرستانى والنوبختى. كما استعمل الإسماعيلية كل ماورد فى القرآن من رقم سبعة والإثنا عشرية الرقم 12 لتأويلها فى مذهبهم فى أحاديث موضوعة من وضاعين فقد قال المغيرة بن سعيد (وضعت فى أخبار جعفر الصادق إثنى عشر ألف حديثا) ونقل الكشى عن جعفر الصادق (كان المغيرة يضع الكفر والزندقة والغلو فينا)، فعلا (ولقد أحاط بالصادق وضاعون منحرفون نسبوا له الأحاديث كالمغيرة بن سعيد وأبى الخطاب والمفضل بن عمر وآخرين قالوا أن معرفة الإمام تغنى عن الصلاة والصيام.. ودور جماعة من المتشيعين وضعوا أحاديث فى فضائل الأئمة والإنتقاص من الخلفاء ونسبوها إلى الأئمة) كما قال هاشم معروف الحسينى من فقهاء الشيعة وهو ناقد للكافى بينما يعتبره البعض كله صحيحا بناء على حديث منسوب للمهدى المنتظر (الكافى كاف لشيعتنا) خصوصا الإخباريين، وهو أهم مصدر فى الأحاديث الشيعية قاطبة رغم نقله حتى روايات تحريف القرآن والغلو فى الأئمة والتعرض للآخرين وأمور لايقبلها العقل والواقع والمنطق وقد شملت أحاديثه 16199 حديث، قليل منها أحاديث النبى وأكثرها عن الأئمة خصوصا الباقر والصادق، كما أن القليل منها صحيح كما قال صاحب لؤلؤة البحرين والطهرانى فى ذريعته والطريحى فى جامع مقاله وبحر العلوم فى رجاله والسبحانى فى كلياته والتنكابنى فى قصصه. وقد جاء عن على الرضا (كان بيان يكذب على السجاد، والمغيرة يكذب على الباقر والصادق، ومحمد ابن فرات يكذب على الكاظم، وأبو الخطاب يكذب على الصادق...) وقد كان المغيرة كثير الأتباع لأنه يستعمل السحر والشعوذة وبساطة الناس وعاطفتهم آنذاك، فلا يخلو الوضع من تأثيرات إجتماعية واقتصادية وسياسية.
هذه الكمية الكبيرة من الأحاديث الموضوعة المسيطرة على الخطاب والفكر الإسلامى المعاصر هى إحدى أسباب أزمتنا الفكرية وواقعنا المعاصر ومعاناته.
نبيل الحيدري
لاشك أن الفقهاء الفرس خصوصا القميين على مر الزمان ثم الفقهاء الصفويين منذ عصر الدولة الصفوية وما بعدها وحتى يومنا من فقهاء الفرس بؤمنون بأن القرآن محرف وغير سليم فحجمه الصحيح كما يدعون زورا أضعاف حجمه الموجود وقد حذفت سور وآيات كما قصرت آيات العديد من سوره وقد حورت وبدلت الكثير من آياته زورا وأن القرآن الصحيح كما يدعون هو الذى كتبه الإمام على ابن أبى طالب بيده وقد سلمه إلى أبنائه الحسن ثم الحسين وانتقل إلى يد المهدى المنتظر الغائب منذ أكثر من ألف سنة فى سرداب سامراء وعمره خمس سنوات خوفا من المعتمد العباسى الذى رحل. لكن أكثر الشيعة آنذاك لم يؤمنوا بولادة محمد المهدى المنتظر ومن هنا انقسم الشيعة إلى 14 فرقة واحدة أقلية جدا منها آمنت بولادة طفل عمره خمس سنوات لم يره سوى الخادم وإمرأة كما يدعى والأكثرية من الفرق الثلاث عشر من الشيعة لم يؤمنوا بها معتبريها خرافة ودجلا
كان الفقهاء الفرس لمئات السنين يؤمنون بالتحريف ويعتقدون أن عدد آيات القرآن كما أنزلت هى سبعة عشر ألف آية أى ما يقارب عدة أضعاف القرآن الحالى الموجود بين المسلمين كما آمنوا بأن العديد من السور والآيات قد حذفت منه بل حتى بعض السور الموجودة هى أقل من نصفها الحقيقى...
جاء فى الكافى للكلينى الفارسى عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : ان القرآن الذي جاء به جبرائيل الى محمد سبعة عشر ألف آية (أصول الكافي : جـ2 كتاب فضل القرآن ص 597).
كما ذكر الخوئى أن سورتين قد حذفتا من القرآن وهما سورة الولاية عن ولاية أهل البيت وسورة أخرى وهى سورة النورين وكلاهما غير موجودتين فى القرآن المعاصر وهو يعتقد أن القرآن محرف ويشكو إلى الله يوم القيامة بسبب تحريف الخلفاء له وأن القرآن الصحيح عند المهدى المنتظر ومن غلو الخوئى اعتقاده عدم جواز التوجه فى الصلاة إلى الكعبة لولا ولادة على ابن أبى طالب فى داخل الكعبة، وهى عقيدة معروفة للصفويين
وأما الكافى الذى اعتبر مقدسا باعتبار ما روى عن المهدى المنتظر (الكافى كاف لشيعتنا) فقيه العجائب والغرائب والأكاذيب والخزعبلات والدجل فقد جاء مثلا فى الكافى مثلا عن جابر قال : سمعت أبا جعفر يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل الاكذاب وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى الا علي بن ابي طالب والأئمة من بعده ( أصول الكافي كتاب الحجه جـ 1 ص 284).
كذلك جاء فى الكافى عن جابر عن أبي جعفر انه قال : ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء (أصول الكافى للكلينى : ص 285).
كما ورد فى الكافى قرأ رجل عند أبي عبد الله { فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}( سورة التوبة : آية 105) فقال ليست هكذا هي انما هي والمأمونون فنحن المأمونون(- أصول الكافي : كتاب الحجه جـ1 ص 492). وهى مثال صارخ للتحريف كما يدعيه الفرس
كما تحدث الكلينى عن مصحف فاطمة بأنه يشبه القرآن ثلاثة أضعاف حجمه. عن أبن بصير عن ابي عبد الله قال : ان عندنا لمصحف فاطمه وما يدريك ما مصحف فاطمه؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمه ؟ قال : مصحف فاطمه فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد : قال: قلت هذا والله العلم (أصول الكافي : كتاب الحجه جـ1 ص 295).
كما جاء عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : ان القرآن الذي جاء به جبرائيل الى النبى محمد سبعة عشر ألف آية (أصول الكافي : جـ2 كتاب فضل القرآن ص 597).
والرجل الفارسى الثانى الصدوق القمى فقد نقل لنا الكثير مثلا قال الصدوق ان سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها [ثواب الأعمال ص 139].
كذلك محمد الطوسى الفارسى نقل الكثير من روايات رجال الكشر وفى تهذيبه منها " عن أبى علي خلف بن حامد قال حدثني الحسين بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن ابي عبد الله قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا
أبالهب" [رجال الكشي ص 247].
ومنها رواية " لاتأخذ معالم دينك من غير شيعتنا فإنك ان تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه " [المصدر السابق ص 10].
ومنها عن الهيثم ابن عروه التميمي قال سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى{فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق } فقال ليست هكذا تنزيلها إنما هي " فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق " ثم أمر يده من مرفقه الى أصابعه. [تهذيب الاحكام ج1 ص 57].
فهؤلاء هم أصحاب الكتب الحديثية الأربعة وأصح الكتب عند القدماء والتى اعتمد عليها الآخرون خصوصا وأن الإتجاه الإخبارى لمئات السنين قد آمن بصحة هذه الأحاديث ولذلك لم يكن المصدر الرئيس سوى أحاديث أهل البيت رغم أن أكثرها موضوع من الكذابين والمدلسين
ولم يكن القرآن يحظ باهتمام عند الفقهاء الفرس وحتى يومنا المعاصر لإيمانهم بتحريف القرآن واستعمالهم التقية ليعبروا للآخرين بعكس ذلك لذلك يندر اهتمامهم أو استشهادهم بالقرآن فيخطؤون به لأنهم لايحترمونه ولايعتقدون به
وقد سألت العديد من الفقهاء الصفويين المعاصرين فأكد لى إيمانه بتحريف القرآن جملة وتفصيلا وأن القرآن الحق هو عند المهدى المنتظر الذى سوف يقتص به من الخلفاء الثلاث.
وقد روى الفقيه العياشي عن أبي عبد الله انه قال " لو قرئ القرآن كما إنزل لألفيتنا فيه مسمين(أي مذكور أسماء الائمة بالقرآن)."( تفسير العياشي ج 1 ص 25 منشورات الاعلمي - بيروت ط 91)..
ويروي ايضاً العياشى عن ابي جعفر " أنه قال لو لا انه زيد في كتاب الله ونقص منه ، ما خفى حقنا على ذي حجي ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن (نفس المصدر السابق)
كما يوضح الفقيه الفارسى الطبرسي أن عليا هو الذى جمع القرآن وحده ثم رفضه الخلفاء كما يدعى فيذكر في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري أنه قال: (( لما توفي الرسول جمع علي القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك.. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم )) الاحتجاج للطبرسي- ص 155 ج1.
وادعى الطبرسي أن الله قد ذكر جرائم الخلفاء بزعمه فى القرآن الصحيح وأن الصحابة قد حذفوا الكثير من الجرائم والحقائق يقول مثلا : (( إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ، ليست من فعله تعالى ، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين )) المصدر السابق 1/249.
وقد كان الفيض الكاشانى قد استقرأ روايات كثيرة جدا فى تحريف القرآن ثم قال (( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسوله )) - تفسير الصافي 1/49
وأما الفقيه الصفوى المجلسى زمن الدولة الصفوية فإنه يعتقد بأن تحريف القرآن متواتر ولايمكن إنكاره إلا إذا أنكرنا إمامة أهل البيت لكثرة رواياتهم فى التحريف ويشرح ذلك فى موسوعتيه بحار الأنوار ومرآة العقول مثلا في شرحه لحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد سبعة عشر ألف آية قال عن هذا الحديث (مرآة العقول للمجلسي ص 525 ح 12):
يقول أنه موثق ، وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم، فالخبر صحيح. ولا يخفي أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الامامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟
أى لايمكن ثبوت الإمامة لأنها تثبت بأحاديث مثلها
كذلك وضع المجلسى في كتابه بحار الأنوار بابا بعنوان (( باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله )) ج 89 ص 66 - كتاب القرآن ليثبت عقيدته فى تحريف القرآن
ويقول فقيه الدولة الصفوية الآخر ومقربها وصاحب المقام نعمة الله الجزائرى صاحب كتب الجنس التى شرحت بعضها سابقا، يقول و أن أصحابنا قد أطبقوا على صحة أخبار تحريف القرآن والتصديق بها وهى روايات مستفيضة بل متواتر على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا.. . كتابه الأنوار النعمانية 2/357 ، 358 :
ويدعى أيضا أن أيادي الصحابة امتدت إلى القرآن وحرفته وحذفت منه الآيات التي تدل على فضل الأئمة فيقول 1/97: ((ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة فإنهم بعد النبي قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن ))كما يقول
(( قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين بوصية من النبي، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي. وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف ،2/360،361،362 :
وأما النقصان في القرآن فقد روىنفقهاء الصفوية أن في القرآن تغييرا ونقصانا كبيرين مجمع عليه بينهم واعتمدوا على أكثر من ألفى حديث وفي روايات العياشي أن الباقر قال : إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة كما ورد حذف اسم علي وآل محمد وحذف أسماء المنافقين وحذف الكثير من الآيات كما ورد فى أصح الكتب
واعتبر الفقيه صاحب مشارق الشموس أنها من ضرورات المذهب الشيعى كذلك قال أبو الحسن فى مقدمته على تفسير البرهان
كما ألف الفقيه حسين نورى الطبرسى الفارسى ألف كتابا ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) وجمع فيه أكثر من ألفى حديث فى إثبات تحريف القرآن، ولما رد بعض عليه تقية ألحقه بكتاب آخر توكيدا لعقيدته أسماه ( الرد على كشف الارتياب ) ليرد على من رد عليه مصرا على مبدئية إجماع الفقهاء الصفويين على تحريف القرآن وهو يجمع من أحاديث أهل البيت أكثر من ألفى حديث يدل على التحريف بشكل قاطع ويدعو من يخاف الإعلان عن رأيه تقية أن تكون له الشجاعة فى قول الحق المزعوم وعدم الخوف والجبن تقية وقد أجمع المتقدمون على الكتاب ومنزلة صاحبه والإيمان بهما
وأقر الفقيه المفيد الذى تتلمذ على فقهاء ثلاث قميين، بذلك قائلا: ان الاخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين فيه من الحذف والنقصان (أوائل المقالات ص 91 ).
وقال السلطان محمد الخراساني : " اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك " تفسير ( بيان السعادة في مقامات العبادة ) ص 19
وإن من يراجع الكثير من التفاسير كالقمى والعياشى وفرات الكوفى والحسن العسكرى والبرهان والصافى وكتب الحديث والعقائد لايدع له مجالا للشك فى إيمان الفرس بتحريف القرآن وأن من أنكره من الفرس أو الصفويين قد استعمل التقية كما أقر رموزهم كإماما الدولة الصفوية المذكورين أعلاه
والمراجع لمواقع الصفويين المعاصرين يجد أنه من المؤمنين بتحريف القرآن والغلو فى الأئمة وكفر الخلفاء وارتداد المسلمين جميعا إلا قليلا جدا وغير ذلك من عقائده الغريبة وثقافة البغضاء ومن أنكر التحريف فهو تقية وخوفا لا حقيقة
لكن ذلك يعارض القرآن بقوله { إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }( - سورة فصلت آية 41) وقوله سبحانه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }(سورة الحجر آية 9)
والقرآن يقدم على الحديث لا العكس الذى استخدمه الصفويون علما أن تلك الأحاديث يمكن مناقشتها من جهتين السند والرواة أولا وثانيا فى الدلالة وعندها تتهافت فى الجهتين
وهذا الإتجاه الفارسى خصوصا القمى ثم الصفوى يحاول دائما التقليل من منزلة الإله والرسول وبنفس الوقت الرفع من مقام أهل بيت الرسول لأغراض (غاية فى نفس يعقوب) تكلمت عنها سابقا
==========
كشف أسرار الخمينى الصفوية
نبيل الحيدري
كتب الخمينى كتابا مهما وهو (كشف الأسرار) يشرح الكثير من اعتقاداته، ولكنه لم يترجم إلى اللغة العربية وغيرها كباقى كتبه المترجمة خوفا من افتضاح تشدده وفساد عقيدته وآرائه.
واضح أن الخمينى يستقرئ آراء الكفار والمجوس والزردشتية ثم يستدل ببعضها وآراء فلسفية لدعم عقائده الدينية الغريبة وهو يهاجم الآخرين ويستعمل أزاء الأكثرية من المسلمين ألأفاظا بذيئة جدا لاينطق بها شريف أو مسلم أو رجل يحترم نفسه.
يحاول الخمينى تفسير آيات من القرآن بفلسفته الخاصة معتمدا على أقوال فلاسفة قدماء وكفار كثيرينواضح عنده الغلو فى الإمامة ودفاعه عن الصفويين بشكل غريب وكأنهم قمة التقوى والورع والعصمة وعدم الخطأ...
يدعى الخمينى أن تربة الحسين هى شفاء من كل داء وأمان من كل بلاء
يدعى الخمينى أن ترب قدم الأئمة يستطيع أن يحيى الأموات من موتهم
يحاول الخمينى أن يستدل على أقواله الغريبة مرارا بالتنويم المغناطيسى
يعتبر الخمينى أن أئمة أهل البيت قد خلقوا قبل الكون وقبل آدم بآلاف السنين وقد قاموا بخلق العالم
يقول الخمينى أول ما خلق الله هو نور على ابن أبى طالب وقد خلق الخلق بواسطة على ابن أبى طالب إيمانا منه بنظرية الولاية التكوينية لأئمة أهل البيت والغلو فيهم
يؤمن الخمينى بنظرية التفويض الصفوية فى أن دور الله فى خلقهم ثم فوضى الخلق والتكوين والتدبير للعالم كله بيد أهل البيت ويستدل بحديث الكلينى فى الكافى (إن الله خلق الخلق ثم فوض الأمر إلى محمد وعلى وفاطمة) ثم يذكر حديث الفقيه الصفوى المجلسى فى حديث مرآة العقول (إن الله خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر...) ثم قد فوض إليهم فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون بعيدا عن الله ورسوله ..
ومن عقائده الأساسية هى البداء الصفوى بأن الله يغير رأيه فيبدو له شيئا جديدا كما حصل فى قصة تغيير الأئمة مثلا من ولد جعفر الصادق بدلا عن إسماعيل الكبير (الفرقة الإسماعيلية الكبيرة) يكون أخاه الصغير موسى الكاظم لأن الله قد بدا له وغير رأيه...
كما يشرح الخمينى عقيدته فى الإستخارة والإعتماد عليها
كما يذكر الخمينى قصصا كثيرة ومنامات عديدة كأدلة يتوهمها على عقائده الغريبة الصفوية
ويؤمن الخمينى بالكثير من الخرافات والسخافات التى يرددها المشعوذون والدجالون
ويدعى الخمينى أن أكثر القرآن وأكثر آيات القرآن تتحدث عن أهل بيت النبى
ثم يشن حملة كبيرة جدا على الخلفاء الثلاث أبى بكر وعمر وعثمان ويعتبرهم أساس البلاء والمشاكل والمحن فى كل الدنيا كما يستعمل ألفاظا بذيئة ضدهم وقال أيضا
(وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...) كشف الأسرار- الصفحة 193
سمى الخليفة الأول بالزنديق ولعنهم يوميا فى دعاء صنمى قريش وتعظيمه (فرحة فاطمة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب) وتعظيمه للمجوسى أبى لؤلؤة لأنه قتله حيث تقام أكبر الإحتفالات تمجيدا بقتل الخليفة الثانى فضلا عن شد الرحال إلى زيارة قاتله أبى لؤلؤة ومزاره الكبير
ومن الطبيعى أن يعانى السنة المسلمون من ظلم وقهر وعدوان على حقوقهم فى كل إيران فقد حرم ملايين السنة حتى من مسجد واحد فى طهران العاصمة مثلا أيام سطوة ولاية السفيه وحماقة الفقيه حيث تجمعت السلطات الثلاث فى دكتاتور مستبد طاغية
لاشك أن الخمينى يؤسس لثقافة الحقد والبغضاء واللعن والسب للخلفاء ولأكثر المسلمين الذين يخالفونه مذهبيا بدلا من تأسيس ثقافة المحبة والسلام والتعايش والوئام
وهاهى الشعوب الإيرانية ترفض ولاية السفيه رافعة شعار (يسقط الدكتاتور) مقدمة الغالى والنفيس بين الشهداء والمعوقين والسجناء فضلا عن ملايين المهاجرين من بطش النظام وقمعه وظلمه وجوره ويمكن التنبؤ بسقوطه لأن الشعب لايريده وبداية سقوط حلفائه لاسيما النظام القمعى السورى
===========
نبيل الحيدري
الخمينى بين الغلو والتكفير والتجسيم
عند قراءة كتب الخمينى ولى الفقيه الإيراني، مثل كتاب (كشف الأسرار) (مصباح الهداية) (طلب وإرادة) (شرح فصوص الحكم) (الأربعون حديثا) (تفسير سورة الحمد) (تعليقات على المصباح) (شرح دعاء السحر) (حديث رأس الجالوت)، فضلا عن وصيته وخطاباته ورسائله، يمكن رؤية الغلو والتكفير والتجسيم فى منهجية واضحة صريحة .
كتبت سابقا عن التكفير فى منهج الخمينى للخلفاء وهو واضح وجلى جدا حتى سمّى الخليفة الأول بالزنديق ولعنهم يوميا فى دعاء صنمى قريش وزيارة عاشوراء، وقنوته وقت الصلاة، فضلا عن كتبه الكثيرة. علما أنه لم يسمح بمسجد واحد للسنة المسلمين فى طهران رغم وجود معابد المجوس وأمثالهم، فلماذا يسمح لهؤلاء ويمنع ذلك من المسلمين... وتعظيمه (فرحة فاطمة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب) وما يحصل فيها من السب واللعن وثقافة البغضاء والكره والأحقاد...وما كتبه الخمينى فى كتابه (كشف الأسرار) قوله (وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...) كشف الأسرار- الصفحة 193 وغيره كثير جدا للباحثين
ما أودّ أن أذكره هو التجسيم والغلو فى منهجية الخمينى. فى كتابه (الأربعون حديثا) يجمع الأحاديث التى يعتبرها صحيحة ويعتمد عليها ثم يقوم بتفسيرها تفسيرا غريبا على منهجيته المعهودة منها الحديث الثامن والعشرون فى كتابه، عن محمد بن يعقوب الكلينى بسنده عن محمد بن مسلم (سألت أبا جعفر عما يرون (أن الله خلق آدم على صورته)، فقال( هى صورة محدثة مخلوقة واصطفاها الله على بقية الصور فأضافها إلى نفسه...) أصول الكافى للكلينى ج1 كتاب التوحيد باب الروح الحديث الرابع والكافى أهم كتاب عندهم حيث يدعى أن المهدى المنتظر قال (الكافى هو كاف لشيعتنا) أى يكفى للشيعة أن يعتمدوا على الكافى لذلك كان يعدّ صحيحا كاملا برعاية وعناية المهدى لاخطأ فيه عند الكثير من الفقهاء الصفويين، رغم أن الكلينى لم يعرضه على المهدى نفسه رغم زمانه ما سمى بالنواب الخاصين بل عرضه على القميين المعروفين بالغلو والتكفير والتجسيم، ولم تكن كلين الإيرانية بعيدة عن قم
يعتقد الخمينى أن الحديث صحيح وثابت (إن الله خلق آدم على صورته) ويقول (إن الحديث مشهور منذ أيام الأئمة وإلى زماننا) ويضيف أن الإمام الباقر يؤمن به ويصدّقه ويتولّى بيانه وشرحه كما يروى الخمينى حديثا مشابها مؤيدا للصدوق القمى فى كتابه (عيون أخبار الرضا) فيه (إن الله خلق آدم على صورته) كما ينقله أيضا عن فقيه الدولة الصفوية واعظ سلطانها والمتميز عندها المجلسى فى بحاره ح4 الباب 3 كتاب التوحيد وكذلك الحديث نفسه فى مرآة العقول الحديث الثانى يفسّر الخمينى (على صورته) فى الحديث أنه على صورة الحق تعالى كما يدعى الخمينى ورود الحديث نفسه عن النبى
كما يروى الخمينى أحاديث أخرى فيها (على صورة الرحمن) كما يروى الخمينى أحاديث عديدة عن الإمام الرضا فيها نفس الحديث (آدم على صورة الله) وهكذا والغريب الغلو فى الخمينى لربط الحديث وتفسيره بأئمة أهل البيت بقوله لأنهم مظاهر الله فى الأرض مستدلّا بحديث فى الكافى: عن أبى جعفر محمد الباقر (نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله فى خلقه …) ثم يعتبرها الخمينى تفسيرا للآية القرآنية (كل شئ هالك إلا وجهه) ثم يذكر الخمينى دليلا آخر على ذلك هو دعاء الندبة (أين وجه الله الذى يتوجّه إليه الأولياء أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء) والزيارة الجامعة... ثم يقول الخمينى (وهذا المثل الأعلى وذلك الوجه الإلهى هو الوارد فى الحديث (إن الله خلق آدم على صورته) ويعتبره الخمينى تفسيرا للقرآن (الله نور السموات والأرض) فهو نور على بن أبى طالب ويستدل بآية (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا) بقول أبى جعفر (النور والله هو نور الأئمة من آل محمد إلى يوم القيامة وهم والله نور الله الذى أنزل وهم والله نور السموات والأرض) أصول الكافى الجلد الأول كتاب الحجة باب أن الأئمة هم نور الله
كما يحاول الخمينى الإستدلال على رأيه بآراء ابن عربى وابن سينا والملا صدرا وغيرهم فى منهجه المعروف لذلك أصدر عدد من الفقهاء الشيعة الحكم بتكفير الخمينى قبل سطوته فى الحكم بسبب آرائه المفرطة والغريبة ومنهجه فى الغلو والتجسيم وغيره لكن التحقيق والتدقيق يثبت أن الحديث يعتبر ضعيفا جدا سندا من خلال رواته وكذلك دلالة ولايمكن الإعتماد على الكافى وأمثاله لكثرة الموضوعات والأكاذيب والتناقضات فيها فضلا أن الكثير من الرواة هم من الكذابين الوضاعين كما ثبت فى علم الرجال والجرح والتعديل علما أن مئات الأحاديث فى الكافى والبحار ومرآة العقول وأمثالها تناقض القرآن الكريم
وجاء فى القرآن (ليس كمثله شئ) (لاتدركه الأبصار وهو يدركها) (ولم يكن له كفوا أحد) وغيرها وتمتلئ كتب الحديث بالغلو والتكفير والتجسيم والخرافات والدجل مما يمكن تسميته بالتشيع الصفوى الفارسى الدخيل البعيد عن روح المحبة والإخاء والتعاون والسلام وقد أثبت الخمينى زمان توليه سلطة ولاية السفيه التى اختزلت السلطات الثلاث فيه وحده باستبداد وظلم وانتهاك لحقوق الإنسان فضلا عن إطالة الحرب لثمان سنوات وملأ السجون بأى معارضة لولايته الباطلة والجائرة وكم تمنينا بدلا من ثقافة التكفير والغلو للصفويين كالخمينى والسيستانى والطباطبائى والشاهرودى والحكيم والقمى والحائرى... أن نرى ثقافة المحبة والتسامح والتعاون والإنسانية والإنفتاح والسلام فيما يحتاج إليه فكرا وسلوكا
===========
الفقيه والجنس
فى زيارتى لأحد فقهاء قم فى بيته بينما كنت أدرِّسه الأدب العربى، وبينما كنت أجول بين كتبه التى ملأت الحائط بالكتب والمجلدات الفقهية وغيرالفقهية. استوقفتنى فى مكتبة الفقيه كتب الجنس الكثيرة جدا، حتى من الغرب فى مكتبته. وعندما سألته عن ذلك، أشار لى عن الشبق المفرط عند الفقهاء فى الجانب الجنسى. وكيف لا، والفقيه لازال يعيش أبحاث الإماء والجوارى والناس يقدسونه لدرجة عالية وعنده ملايين الخمس مما تمكنه من استغلال بساطتهم وسذاجتهم وفقرهم وحاجتهم. أخبرنى الفقيه أنه من النادر لمكتبة الفقيه أن لاتمتلك عددا كبيرا من الجانب الجنسى. ومن أهم الكتب الشهيرة الموجودة فى مكتبة فقيهنا هو كتاب (زهر البيع) للفقيه الشيعى الكبير نعمة الله الجزائرى (1050-1112ه)، الذى كان واعظا للسلطان سليمان الصفوى، الذى قلده بدوره منصب القضاء وإمامة الجمعة والإفتاء ولقبه (شيخ الإسلام) فى مدينة تستر الإيرانية واشترك مع الفقيه الصفوى محمد باقر المجلسى (1037 -1111ه) فى كتابيه البحار ومرآة العقول ذلك كله أيام حكم الدولة الصفوية الفارسية. .وكان الجزائرى والمجلسى من القائلين بكفر الخلفاء والسنة وخلودهم فى النار لإنكارهم ولاية الأئمة، ويؤمنان بتحريف القرآن ونقل روايات كثيرة جدا منسوبة ومنتحلة عن أئمة آل البيت -حاشاهم فى ذلك- كما هو واضح فى كتبهما كالبحار للمجلسى والأنوار النعمانية للجزائرى وغيرها. وتخرج على يديهما الكثير من الصفويين القائلين بتحريف القرآن وسب الخلفاء وتكفير السنة وخلودهم فى النار-زورا وظلما وبطلانا.
نرجع إلى كتاب (زهر الربيع) للجزائرى، والذى يحوى قصص الجنس وممارسته بكل الألفاظ الصريحة من الفحش والفشار دون تلميح أو إشارة وبعشرات القصص الغريبة والعجيبة حتى تشويق اللواط والسحاق..
منها يذكر الفقيه الجزائرى قصة، أن هارون الرشيد خلا فى قصره ذات ليلة مع جارية فى غاية الحسن. فلما أراد جماعها، لم يقم عنده ...، فقال لها (نامى على الأربع)، ففعلت، فلم يقم عنده،
فقال لها (إلعبى به عسى أن يقوم) فلم يزدد إلا رخاوة،
فقالت شعرا: إذا كان … ذا ميتا فلا خير فيه ولا منفعة.
فجاء الصبح وجاء معه أبو نواس الشاعر. عندها طلب منه الرشيد أن ينظم له شعرا فى ذلك، فنظم أبو نواس:
لحى الله … ما أضيعه
يحق والله لى أن أقطعه
فيا من يلمنى على سبه
أفق واستمع ما جرى لى معه
حظيت بغيداء فى خلوة فريدة
حسن بها مبدعة بطرف كحيل
وردف ثقيل وخصر نحيل فما ألمعه
فخاطبتها الن.. قالت نعم مطيعة أمرك لاممنعة
فنامت على ظهرها لم يقم فقلت فنامى على الأربع
ومسته فى كفها فانثنى وخيب ظنى ذا الصعقة
فقلت لها العبى لى به لعل يكون به مرجعه
فمدت أنامل مثل اللجين وكفا رطيبا فما أبدعه
فصارت تلاعبه فانطوى فكادت من الغيظ أن تقطعه
فقالت إذا كان … ذا ميتا فلا خير فيه ولا منفعة.
فقال الرشيد: (قاتلك الله كأنك معنا حاضر ومطلع على أمرنا كله). وعندها أمر له بأربعين ألف دينار..
وينقل لنا الجزائرى أيضا قصة سجاح مدعية النبوة مع زوجها مسيلمة المدعى للنبوة أيضا
فقالوا : لا بد لها من مهر ، فقال : مهرها أني قد أسقطت عنكم صلاة الفجر و العتمة .
فقالت : اقرأ علي ما يأتيك به جبريل !
فقال : إنكن معشر النساء خلقتن أفواجاً ، وجعلتن لنا أزواجا ، نولجه فيكن إيلاجاً . فقالت : صدقت أنت نبي .
فقال لها : قومي إلى المخدع، فقد هيىء لك المضجع، فإن شئت فملقاة، و إن شئت على أربع، و إن شئت بثلثيه، و إن شئت به أجمع،
فقالت : بل به أجمع، فإنه للشمل أجمع .
ومن الصعب كتابة مئات من القصص التى ذكرها الفقيه لملؤها بالفحش والألفاظ الصريحة الفاحشة، ومنها 14 طريقة مجامعة الرجل المرأة بالتفصيل وقصص كثيرة فيها تشويق فى اللواط والسحاق والتى من المفروض أن الفقيه يرفضها لكنه فى الكتاب يشوق إليها وكأنه عاشق لها ممارس فيها خبير لها بوصف دقيق عميق.
وفي كتابه كثرة الجوارى والإماء واستعبادهن فى الجنس فى أبشع صورة استغلال للمرأة بعيدا عن إرادتها وحقوقها.
ومن جانب آخر فقد عرفت الإيرانيات بقوة الجنس وحاجتها الكبيرة له يوميا ومشيها فى الأسواق والشوارع بحثا عنه، بينما يكون الرجل الإيرانى ضعيفا باردا من الناحية الجنسية قد يمارس الجنس ليلة الجمعة مرة واحدة بما عرف بين الإيرانيين (شب جمعة) وهذا ما يجعل التفاوت الكبير بينهما والذى قد يملأه غير الإيرانيين كما هو معروف ومشهور فى إيران ولا يمكن أن أنسى تحرش الإيرانيات وغزلهن حتى المتزوجات الجارات بمجرد ذهاب أزواجهن، كما اشتهرت بذلك زوجة أحد القضاة الفقهاء
وفى الجانب الآخر رأيت فى مكتبة الفقيه كتبا أهون من (زهر الربيع) وأمثاله، بعيدة عن هذه الألفاظ والقصص الجنسية منها (الجنس فى الإسلام) لمرتضى مطهرى وآخر للخطيب الحسينى المعروف أحمد الوائلى (من فقه الجنس فى قنواته المذهبية). الغريب جدا رؤية مجموعة مغلفة معزولة فتحتها فإذا هى مجلات غربية للجنس وصورها وفيديوهات جنسية. لكن أغرب مافيها أنها فى اللواط والسحاق وعندما سألته أخبرنى أن فقهاء قم مبتلون بالشذوذ الجنسى وسراديب قم مشهورة فى ذلك حتى أمر الشباب بعدم الإنحناء فى مدينة قم وقزوين، كحال فقهاء الفرس فى النجف وسراديبها، وقد أكد لى ذلك مصادر متعددة محايدة حتى عرف بارتباط بعضهم بشباب يشتغلون فى مكاتب المرجعيات العليا ويرتبطون بها ثم يميزون عن غيرهم بالعطايا والنيابات والوكالات والإمتيازات والترف الظاهر لهم والمميز عن أقرانهم
لعل ذلك يرجع إلى طبيعة الكبت الموجود فى الدولة الدينية وظروفها حيث يعيش الشباب فى غرف واحدة وطبيعة الدراسة الدينية حول المسائل الجنسية والكبت والضغوط من المرجعيات الدينية وحواشيها. ولايفوتنى ذكر ما قدمه أول الثورة فى الإذاعة الإيرانية الرسمية، الفقيه حسين على منتظرى نائب الخمينى آنذاك، (بحث اللواط) معبرا عنه بالبحث الجميل الشيق والرائع الممتع الذى لايمل منه، وأثار ذلك آنذاك ضجة بين الشعوب الإيرانية المستهجنين والفقهاء المؤيدين لرمزهم الفقهى.
والعجيب الغريب ما تراه فى الفتاوى والرسائل العملية للفقهاء الصفويه كالسيستانى من ممارسة الجنس مع الصغيرات كالتفخيذ وغيره مما يعد فى العرف نشازا يحاسب عليه القانون الإنسانى فى احترام الصغيرات، كذلك ما ملأ رسالتهم وفتاواهم من الإماء وما ملكت أيمانكم فى استعباد للمرأة وسلبها كل حقوقها مما يرفضه العالم المتحضر والبشرية الواعية والإنسانية بمختلف طبقاتها وأشرابها
ولقد عودنا الفقهاء الصفويون على تعدد الزوجات بأربع يعاملهن كالإماء فضلا عن زوجات المتعة وعددهن غير محدود وهن ينسبون إلى جعفر الصادق زورا قوله (خذ ألفا من المتعة) وأن الذنوب تتساقط بغسل زواج المتعة ولو لساعة حتى اشتهرت فى الأماكن الدينية مثل قم ومشهد ممارسة التحرش وما سمى بزواج المتعة فإن المرأة الإيرانية تلبس عباءتها بالمقلوب والوقوف بأماكن معينة منتظرة المتعة مقابل مال معين
إمام جمعة قم قد مارس المتعة مع الكثير من البنات البكر حتى اشتكت عليه أختان حولهما بزواج المتعة من بنات إلى نساء بعد فضه بكارتهن وكان لذلك ضجة مشهودة فى قم دافع عن الفقيه فقهاء الصفويين وكانت البنتان هما بعض ضحايا الفقيه
كما كان لفقيه وإمام جمعة آخر بوابا مسؤول الحرس الثورى الذى كان يلقبه الفقيه فى خطب الجمعة ب(سلمان الفارسى) لشدة ولائه للفقيه. لكن الحقيقة أن بوابه كان يجلب له البنات والنساء حتى المتزوجات وتبين لاحقا أن أكثر من 76 إمرأة كانت ضحايا جنسية للفقيه الإيرانى من خلال بوابه سلمان. النتيجة نقل سلمان إلى مدينة إيرانية أخرى وترقيته إلى منصب أعلى ولازال الفقيه إماما للجمعة يقتدى به الإيرانيون فى صلاتهم وعباداتهم وأسئلتهم بدلا من معاقبته على جرائمه وكيف يعاقبه من هو أساس البلاء والفساد الولى السفيه وحماقة الفقيه
الغريب جدا أن المرأة عندما تقع فى مشكلة عائلية مع زوجها وتحتاج إلى رجل دين للطلاق كالمتعارف ، وعندها تقع فريسة سهلة للفقيه ورجل الدين واستغلاله وهو ما يحصل فى المراكز الدينية الشيعية حتى عرف فقهاء الفرس بذلك واستغلالها جنسيا بحجة المتعة وتسهيل أمورها وتطليق زوجها ومنها فقهاء لندن الثلاث المعروفين بالغش والدجل والإستغلال ومراكز المرجعيات الصفوية
وجاء فى دواوين الفقهاء الغزل والنسيب وهو باب آخر يخرج عن المحور السلبى أعلاه إلى جانب إيجابى
حتى قال الخمينى فى ديوانه الذى طبعه إبنه أحمد بعد وفاته لأنه لم يقبل نشره فى حياته خوفا من ردود الشعب لغزله وخمرياته
لقد أسرني الخال الذي على شفتك أيها الحبيب
وعندما نظرت الى عينيك" المريضتين" مرضت
ىكذلك قصيدة للخميني عنوانها
(شعاع الحق)
إذا ما فتح العشق جناحه في العالم الحاكـــــم هـو
إذا ما تجلى في هذا الكون والمكان الحاكم هــــــو
إذا مــا أظــهـــر وجـــهــــه يــومــــاً من مخبئــــــه
يفشـــى أنّـــه علـى الظاهر والباطن الحاكــــــم هـو
ليس من ذرة فـــي الـعـــالـــم لـيــس فيهــــــا عشق
بارك الله اذ مـــن الحـــدّ إلـــى الحـدّ الحاكـــــــم هـو
اذا ما أصبح يوماً وجهه من حجاب الغيـــــــب عيان
يرى الكل انه في الغيب والعيـــــان الحاكـــــــــم هو
ما دام عليكَ في الروح والجسم حجابٌ حجـــــــــــاب
ذاتُـكَ لا ترى أنه على كل الجسم والروح الحاكم هـو
أنا ماذا أقول اذ العالم ليس سوى شعـــــــاع الـعشق
ذو الجلال الذي هو على الدهر والزمان الحـاكم هـو
وقد تغزل الخمينى بنساء عديدات أبرزهن فاطمة التى غازلها بفاتى مرارا ووصف جسدها ومفاتنها وصدرها وفخذيها
كما كتب الفقيه العراقى محمد سعيد الحبوبى غزلا رائعا بديعا متميزا منها
فلى بين القباب فتاة خدر
يمد لها القنا الخطى ذلا
إذا عانقتها عانقت خودا
منعمة رشوف الثغر كحلا
كان الأقحوانة قبلتها
بمبسمها فأبقت فيه شكلا
وإن سفرت فقد أبدت شقيقا
أجادته يد النعمان صقلا
تريك الصبح غرتها انبلاحا
إذا ما الليل طرتها أطلا
إذا خطرت وإن نظرت نظرنا
لها ولجفنها رمحا ونصلا
وإن نزعت حواجبها قسيا
رمتك فواتر الألحاظ نبلا
ومن أشهر غزله بفتاة بغداد
يا غزال الكرخ وأوجدى عليك
كاد سرى فيك أن ينتهكا
هذه الصهباء والكأس لديك
وغرامى فى هواك احتنكا
فاسقنى كأسا وخذ كأسا إليك
فلذيذ العيش أن نشتركا
أترع الأقداح راحا قرقفا
واسقنى واشرب أو اشرب واسقنى
ولماك العذب أحلى مشرفا
من دم الكرم وماء المزن
وحميا الكاس لما صفقت
أخذت تجلى عروسا بيديه
خلتها فى ثغره قد عتقت
زمنا واعتصرت من وجنتيه
من بروق بالثنايا ائتلقت
فى عقيق الجزع أعنى شفتيه
كشف ستر الدجى فانكشفا
وانجلى الأفق بصبح بين
أكسبتنا إذ سقتنا نطفا
خفة الطبع وثقل الألسن
(من مقالى-الفقيه الحبوبى مع الغزل والنسيب والخمرة)
كذلك كتب الفقيه محمد حسين فضل الله غزلا جميلا لكنه لايرقى إلى مستوى غزل الحبوبى وجماله وروعته
لعل ذلك يذكرنا بشعر كعب بن زهير بن أبى سلمى فى قصيدته بحضور النبى قائلا
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول متيم إثرها لم يبد مكبول
وما سعاد غدة البين إذ برزت كأنها منهل بالـراح معلـول
هيفـاء مقبلة عجـزاء مدبرة لا يشتكي قصر منها ولا طول
ولم يعترض الرسول على غزله المتعارف عند العرب آنذاك. بل أظهر إعجاب الرسول الكبير به وبقصيدته لدرجة أعطائه بردته حتى لقبت قصيدته بالبردة
فأين هذا من تشدد بعض الفقهاء والإسلاميين المتشددين فى عصرنا الراهن ومعاييرهم المزدوجة. وشتان بين شعاراتهم وتطبيقاتهم المختلفة
=========
السيستانى والشيطان
من أجل فهم المرجعية من الداخل بحثت سابقا مقارنات عدة بين بعض المراجع من مختلف الزوايا والمجالات. والآن بصدد طرح مرجعية مقابلة لها، وعندها رؤية بعض المقارنات بين مرجعيتين مختلفتين تماما لكثرة التباين بينهما ووضع المرجعية المطروحة فى موقعها المناسب. الفروق كبيرة فإحداهما هزيلة جدا بكل المعايير والقيم كالسيستانى المطروح وأخرى إصلاحية شريفة نزيهة ذات اليد البيضاء كالمرجع العربى الشهيد محمد باقر الصدر، والفوارق بينهما تتجاوز المائة فرقا جوهريا طرحتها فى آخر محاضراتى حيث أحدهما تكون فى رفعة وسمو كمحمد باقر الصدر حتى مات شهيد مبادئه وقيمه وأخلاقه ولم يخلف لأرحامه فلسا واحدا، رافضا العطايا والبيوت والسيارات الفارهة وكل الإمتيازات، وأخرى هى السيستانى فى أدنى المرجعيات وأسوئها وأرداها منذ مئات السنين. وهذا ما كتبه الشهيد محمد باقر الصدر فى أواخر حياته (المرجعية الرشيدة والصالحة) بعد يأسه من إصلاح المرجعية من الداخل كما يقول. بحثه مقارنة بين قيم ومبادئ مرجعيتين متباينتين حيث تنطبق الرشيدة الصالحة على مرجعيته فكرا وسلوكا وهدفا بينما الفاسدة تنطبق تماما على السيستانى وأضرابه من المرجعيات الفاسدة وفق نظريته فى تقسيم المرجعية
أول تلك الفروق هو التاريخ المشرق قبل المرجعية فى النشاط والفكر والممارسة والعمل فقد كان الشهيد باقر الصدر معروفا بنشاطه الفكرى والسياسى والإجتماعى وتصديه لأهم الأمور الحساسة فى مختلف الميادين قبل سنوات طوال من تصديه للمرجعية بل من ريعان شبابه وحتى تصديه للمرجعية بعد رؤية انحرافها كما ذكر وكتب نظرية المرجعية وعندها اتهمته المرجعية الفارسية الصفوية بأنه وهابى وعميل ومنحرف عن العقيدة ولقَبوه فى النجف بالسطل بدلا من الصدر وتواطؤوا مع النظام الصدامى ضده ووزعوا الحلوى بشهادته لأنه نافسها بشرف حتى طرح الوحدة الإسلامية بصدق رافضا تكفير الخلفاء والسنة بل رؤية حقيقية وسلوك عملى فى رفض التكفير والغلو.
كتب الشهيد باقر الصدر فى التاريخ والعقيدة والسياسة والإقتصاد والفلسفة والإجتماع فيما لم يعهد للمرجعية الفارسية الصفوية التصدى لكل ذلك باعتباره خارجا عن منهج الحوزات ودروسها فى الفقه والأصول وربما الرجال وأضرابها وهى دروس كلاسيكية أشبعت بحثا فى الطهارة والنجاسة والحيض والنفاس حتى صارت ترفا استغراقيا لبعدها عن حاجات الأمة وواقعها وتحدياتها.
يقول المؤرخ البرت حورانى: (باقر الصدر عالم كبير وذو أهمية عظمى، ليس فى العراق أو العالم الشيعى فقط بل يشمل العالم الإسلامى كله).
ويقول حسن حنفى (نجح الصدر فى التحرى عن العلوم الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والقانونية وآخر ما وصلت إليه العلوم مستعملا لغة العصر).
كتب الصدر كتبا قيمة راقية وهو فى ريعان شبابه كما تصدى لجماعة العلماء وكتب مقالاتها فى مجلة أضواء وتصدى للحركة الإسلامية وتحدياتها لذلك كتب (فلسفتنا) و(إقتصادنا) وأضرابها. وكان يعيش الساحة ويخالط الناس ويتابع الشباب وهمومهم ويختلط بهم دون حواجز الحواشى الغواشى الفاسدة وكان من السهولة حضور مجلسه ومحاضراته واللقاء به والحديث معه أخذا وردا وكان متواضعا يحسن الإستماع والإصغاء كما كان يقبل النقد والملاحظات والإقتراحات ويتفاعل معها بصدق وحرص وإخلاص ولم يكن منزويا بعيدا عن الناس وهمومهم كالمرجعيات الصفوية الفارسية السيستانية التى تعيش فى الظلام وتخاف من النور لشرورها وفسادها فلا لون ولاطعم ولا رائحة لها سوى الفساد والإنتهازية والعمالة ولم نسمع بها أيام صدام حسين إلا عميلة فى الفتاوى الجاهزة لكل ما يطلبه النظام كما صرح الشهيد الصدر الثانى مرارا وتلك ضد إرادة الله وإرادة الشعوب وليس فى تاريخها أى عمل مجيد أو موقف شريف من فكر أو عطاء. ولازال السيستانى عميلا للقوى الكبرى التى جاءت بها كمرجعية عليا رغم عدم مؤهلتها لاعلما ولاتقوى ولا عملا ولافكرا ولاعطاءا سوى العمالة وتزوير اجازة اجتهادها وهبوط مستواها وانحطاط حاشيتها وقذارة أفرادها فتعاونها مع الإحتلالين الأمريكى والإيرانى واضح لذا يشيد بها الحاكم المدنى الأمريكى بول بريمر فى كتابه ومقابلاته وكذلك رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكى السابق والمسؤولون الأمريكان ثم ويكيلكس بعلاقتها بالمخابرات البريطانية وفضحتها مرجعيات كثيرة معاصرة واتهمتها بتاريخها الملئ بالقذارة لذا تعيش فى الظلام خوفا من النور وافتضاحها. فضلا عن عمالتها المعروفة للإيرانيين كقاسم سليمانى مسؤول فيلق القدس الإرهابى الإيرانى ورفسنجانى وخامنئى وأضرابهم.
هذا وقد طلب الأمريكان من مراجع النجف الخروج منها لقصف التيار الصدرى وإبادته فاسرع الصفويين للإستجابة وقد طاروا فرحا للتخلص من تيار عراقى فيه الفقراء والمحرومون المقلدون لمرجعيتى الصدر الأول الشهيد والصدر الثانى الشهيد منافسوا المرجعيات الصفوية المتهمة أصلا بالتواطئ مع النظام الصدامى كما صرح الشهيد الصدر الثانى وكثير من العلماء العرب بل السيستانى متهم بالتواطؤ مع النظام الصدامى فى قتلهم لتخلو له الساحة وفعلا لو وجدت المرجعيات الصالحة لفقدت الصفوية المدعومة خارجيا لعمالتها من وجودها ونفوذها ومليارات الأخماس والأوقاف وغيرها مما هو معروف وظاهر رغم أن عملاءه وحاشيته تدافع عنه لأنها ترتزق على أخماسه وعطياته فيما أشبه بولاية السفيه طاغوت الحكم فى إيران ضد الحريات والإنسانية والكرامة. وكيف نتأمل فى وعاظ السلاطين الوقوف إلى الشعب وفقرائه ومعاناته وإن لبست لباس الدين. بعد طلب الأمريكان من المراجع الصفويين مغادرة النجف لقصفها، سارع بعض الصفويين لجوءا إلى أمهم إيران مركز الصفوية والدجل والإرهاب لكن السيستانى الذى شكك فى أصله البريطانى وليس له أصل فى سيستان السنية ولايعرف أصله ولا فصله أبدا وليس سيد أبدا وتم تزوير نسبه كما ذكر مراجع العراق، فرَّ السيستانى عندها فرار العبيد إلى أمه لندن التى صنعته وأسسته دون علم أو تقوى أو ضوابط موضوعية، وأما حجته فى هروبه فهى الفحص وقد كان بكامل صحته وقوته كما شاهدناه وكما أوضحتها الوثائق وكشفتها ويكيلكس وقد صرف المليارات من أموال الفقراء والمساكين بلا ذرة من الورع أو التقوى وقد جاء أصهرته وأرحامه بطائرات خاصة ومصاريف الملوك ولقاءات مشبوهة مع أجهزة مخابرات وتجار فجار وعملاء معروفين نشرت بعضها فى لندن وعرفها الناس، علما أن محمد رضا السيستانى كان يتصل يوميا مع حازم الشعلان وزير الدفاع العراقى لمعرفة التقدم فى قصف الأمريكان للنجف حتى بقى ثلاثة أسابيع يتسكع ويزور جواد التبريزى وغيره ولم تنته قصة النجف والباقى معروف كاشف عن مستوى العمالة والسقوط التى تعيشها المرجعيات الفاسدة
أما فى المجال الحوزوى والدينى فلم يكن الشهيد باقر الصدر كلاسيكيا تقليديا كغيره من الصفويين الفرس بل كان مجددا على مختلف الأصعدة فقد نقد فى الفقه والأصول العديد من الأطروحات القائمة، كما أنه غير المناهج الحوزوية فقد وضع فى علم الأصول سلسلة حلقات جديدة على مراحل ثلاث بديلة عن الكتب الأصولية المعتمدة، كذلك رسالته العملية (الفتاوى الواضحة) بأسلوب سهل واضح مبين بعيدا عن التعقيد فى اللغة والإصطلاح والإحتياطات المعقدة الكثيرة وما لاثمرة فيه وقد عفى عنه الزمن مثل العبيد والإماء وما ملكت أيمانكم... بينما لاتجد شيئا من الصدر عند السيستانى الصفوى وأضرابه الذين صنعته الطبخة العميلة كما عبر المرجع محمد حسين فضل الله. ولفهم أبعاد ذلك يمكن الرجوع إلى الرسائل المتبادلة بين فضل الله والسيستانى عندما شنت الحملة القذرة لتسقيط مرجعية فضل الله من الفرس الصفويين حتى عبروا عنه (ضال مضل) وصدرت الفتاوى والكتب والبيانات ضد مرجعية عربية متميزة لمحمد حسين فضل الله وهو من تلاميذ الشهيد محمد باقر الصدر وزملائه فى أضواء والعمل الإسلامى عامة ومؤسساته ونشاطاته وعمله الإجتماعى والسياسى واختلاطه بالناس ومشاكلهم وواقعهم
حصل الشهيد الصدر فى سن مبكرة على الإجتهاد من عدة مراجع منهم الخوئى الذى لم يعط حتى وفاته إلا على عدد بسيط جدا لم يكن منهم السيستانى المزور لإجازة اجتهاده لاحقا لذلك لم يطرح السيستانى كمرجع بعد وفاة الخوئى بل طرحت مراجع كثيرة ولسنوات عديدة منهم ولم يكن منها السيستانى أبدا، وتمت الصفقة القذرة مع أجهزة مخابرات وبرعاية المرجعية الصفوية السابقة ومركزها لندن والمعروفة بارتباطاتها وسيطرتها على الواقع الشيعى فى مختلف الدول من خلال وكلائها ونفوذهم وأخماسهم وارتباطاتهم
ورغم أن المراجع الفرس لهم مشاريع عديدة فى إيران فإن السيستانى المدعى أصله من سيستان والمشكوك به من المراجع الآخرين فسيستان سنية لايعرف له أى أصل فيها بل لم يدع أولا أصله منها بل ادعى مدنا إيرانية أخرى أثبت أصحابها لا أصل للسيستانى فيها، قام السيستانى بمشاريع كبيرة فى أمه إيران مثل (مجمٌع السيستاني) على أرض تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف متر مربٌع في وسط المدينة، ويحتوي هذا المجمٌع على حوالي 320 وحدة سكنية، بمساحات مختلفة، وتضمٌ كلٌ وحدة سكنية منها كامل المرفقات الضرورية ووسائل التدفئة والتبريد وما شاكل ذلك وأهم ما يلحق بهذا المجمٌع السكني الكبير: سوق عصري تتوفٌر فيه مختلف الاحتياجات والمتطلٌبات اليوميٌة الضرورية وقاعات مختلفة وصالات لإقامة المجالس و الاحتفالات للرجال والنساء كل على انفراد ونادٍ رياضيٌ ترفيهى كبير، كلها من أخماس الفقراء ومخصصة لرجال الدين التابعين له والمبشرين بمرجعيته، وعشرات المشاريع السيستانية الأخرى التى تناطح مشاريع الدولة والمراجع الآخرين بينما العراق الذى ينعم به ويكره شعبه ولغته فهو يخلو من أى مستشفى له أو مجمع أو مشروع كبير رغم حاجة العراق وشعبه المظلوم والمحروم، وكلنا يعلم لو لم يكن السيستانى فى العراق وعمالته المزدوجة للقوى الخارجية ولو كان فى إيران فحاله كعشرات المراجع المهمشين فى قم وطهران ومشهد وتبريز ويزد وكاشان وغيرها
من أسوأ ما تطرحه المرجعية السيستانية هى التكفير للمسلمين واعتبار السنة فقط مسلمين ظاهرا لكنهم كفار واقعا وحقيقة، مخلدين فى النار لإنكارهم ولاية الأئمة الإثنى عشر فيجب التبرى من الخلفاء الثلاث الأوائل ولعنهم ووظيفة المهدى المنتظر أن يعيدهم ثم يصلبهم ثم يحرقهم ثم يذريهم كما يلحق بهم جميع المسلمين الذين فى قلبهم مثقال ذرة من الحب للخلفاء، كما هو واضح جدا وصريح للعيان فى أجوبته وموقعه واستفتاءاته وإقامته فرحة الزهراء مبتهجا بقتل الخليفة الثانى مرتكبا المعاصى بحجة رفع القلم بناء على حديث فى البحار ودعم الخطباء التكفيريين أمثال التيجانى ونشر الكتب التكفيرية وطبعها وتوزيعها لتكريس التفريق بين الأمة وتكفير الأكثرية الساحقة منها زورا وظلما
ولايقوم بدور مباشر لأنه لاينطق مباشرة ولايصلى الجمعة ولا الجماعة ولايخطب فى الناس ولايمارس عملا معهودا ويعيش فى الظلام مستورا محجوبا لكى لاتنكشف اللعبة القذرة ويظهر المستور القبيح وعندها يترك المغفلون تقليده وتسليم أخماسهم... على عكس الشهيد محمد باقر الصدر الذى عمل صباح مساء وفى النور وأمام الملأ وهكذا عهدنا فى القرآن سيرة الأنبياء والأولياء والصالحين. الشهيد باقر الصدر كان رافضا لتكفير الخلفاء وردتهم ولعنهم بل هو القائل (إن الحكم السني الذى مثله الخلفاء الراشدون والذى كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه، إذ حارب جنديا فى حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول أبى بكر، وكلنا نحارب تحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبى. إن الحكم السنى الذى كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله وخرج الآلاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصا من أجل الحفاظ على راية الإسلام ومن أجل حماية الحكم السنى الذى كان يقوم على أساس الإسلام) البيان الثالث فى النجف فى شعبان عام 1399 هجرية. وشتان بين من يزرع المحبة والأخوة والإنسجام كالصدر الذى قدم دمه ضد صدام وبين من أيد النظام الصدامى وتواطأ معه دائما ولا زال يزرع الأحقاد والتكفير كالسيستانى العميل الذى تخلو رسالته من وظائف المجتهد والمرجع بل وظيفة الناس والمكلفين وكأنه معصوم لاتكليف له فى مهزلة من مهازل العصر الحديث. قال المرجع العربى محمد حسين كاشف الغطاء فى كتابه (الفردوس الأعلى) متحدثا عن مراجع الدجل ومقلديهم: (وما أكثر المدعين لهذا المنصب ولاسيما فى هذه العصور التعيسة وما أكثر المخدوعين بهم جهلا أو لغرض، والغرض يعمى ويصم). علما أنه كان كاشف الغطاء من أروع الفقهاء نتاجا ونشاطا واتصالا بالمجتمع وهمومه السياسية والإجتماعية لكن المراجع الفرس منعوا مرجعيته واتهموه بشتى التهم الباطلة وهكذا سيطرت المرجعيات الهزيلة لقرون طويلة على الأمة وأخماسها ومصيرها زورا ودجلا
ومن مسؤولية المجتهد هى عمله الدؤوب لمصلحة الأمة واللقاء بها والتواصل معها مباشرة وعلنا فى عصر الفضائيات، وتزويد الأمة بكل ما تحتاج إليه فكرا وواقعا كما عليه صرف الأموال على الناس لا سرقتها كما هو حال الخمس والأوقاف والهبات ومليارت الأموال تحت تصرف السيستانى وحاشيته القذرة بلا خلق ولادين ولاورع لمجرد الرحم كما وصل الفاسدون السياسيون فى العراق إلى الحكم بدعم من السيستانى ووضعت قائمتا الإئتلاف اللا وطنى 555 سابقا والتحالف اللا وطنى لاحقا فى بيت السيستانى وبإشراف محمد رضا نجله وبشروطه وقد أضاف جملة من الفاسدين المعروفين وهكذا تقاسموا الكعكة تحت عمامته البريطانية وكل ماترتب عليه
رغم أن الشهيد باقر الصدر استشهد على يد النظام البعثى فى نيسان 1980 وهو فى الأربعين من عمره أى بداية العطاء الفكرى لكثير من المفكرين والمثقفين وهو نصف ما عمرته المرجعيات الفارسية الصفوية السيستانية الحاقدة على الإسلام والتشيع والتى لبست لباس الدين لتخدير الناس وسرقة أخماسهم ومعروف تاريخها وحاشيتهم وأصهرتهم فى العمالة والعهر والليالى الحمراء وأعراسهم كالملوك بالتبذير والإسراف من أموال الفقراء المنهوبة بحجة الخمس وغيره بأسوأ ألوانها. فى الخليج العربى كان يقيم بعض أصهرة السيستانى كخطيب حسينى من الدرجة العاشرة لايتقن آيتين من القرآن وليس له فكر بل تكفير للصحابة وزوجات الرسول وأما زوجته فشغلها معروف عند الخليجيين مقابل حفنة من الفلوس ومن سخرية القدر تحوله بين ليلة وضحاها ليشترى بيتا فى الجميرة أرقى منطقة ثم تلتها البيوت والعمارات والعقارات والتجارات من أموال خمس قوت الناس لمجرد صعود عمه للمرجعية. وأى دين يقبل بذلك زورا وظلما ودجلا لم يكن لرسول الله من ذلك شئ وهو برئ من كل سرقة ودجل ونفاق وعمالة.
ومن أغرب فتاوى المرجعيات الفارسية غير الرشيدة هى الشأنية فى باب الخمس التى بررت للكثير من حاشيته استغلال الخمس لهم على أساس أن من شأنهم كل ذلك التبذير والإسراف وتبرير ذلك فى جعل أنفسهم طبقة عالية فوق البشر تسوغ لهم سرقة المال العام وحتى الحقوق الشرعية والأخماس فى حاشية المرجع وأرحامه ووكلائه الخاصين خلافا لسيرة الرسول والأولياء والصالحين. ويقول بعض الفقهاء (مما يدعو للأسف أن الناس يرون بأم أعينهم ما يقوم به أمناء بعض المراجع الكبار وأحفادهم والمقربين إليهم من حياة بذخ وفوضى وتبذير لأموال المسلمين...)
وقد بدأت الأمة تستفيق من تخديرهم وسرقة أخماسها حتى بدأ الكثير برفض التقليد الأعمى وتسليم الأخماس لمرتزقة المرجعية بل طالب بعض التجار من صهر المرجعية الخطيب التكفيرى الشاذ بإرجاع ملايين الخمس الذى سلمه وتبين شراء الصهر عقارات فى الخليج العربى وأوربا وأمريكا والعالم، فهرب الصهر خوفا من حساب الناس وأغلق هاتفه ومنع ملاقاته ومعه سرقة أخماس الفقراء والمساكين. علما أنه لم يعهد للخمس فى المكاسب والمتاجر أصل فى الدين ولا كل حياة الرسول والإمام على أبدا ولم يعهد وكيلا عن الخمس ولا محاسبة لتاجر فى أخماسه أبدا فهى دخيلة على الدين وعلى القرآن ولم يعرفها الرسول أبدا. وهنالك آية واحدة فى القرآن كله (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير) سورة الأنفال /الآية 41. نزلت هذه الآية فى واقعة بدر التى سماها الفرقان كما ذكر المفسرون وليس لها علاقة بالمتاجر والأرباح وأخماس أموال الناس بل قسمها النبى على المقاتلين آنذاك، ولايوجد سهم سادة وسهم إمام وإلا كانت طبقية ويكون بيت النبى أغنياء بالخمس كما ذكر بعض الفقهاء بينما الحقيقة فقرهم وزهدهم ولم يعش النبى وأهل بيته وأصحابه على أموال الآخرين وقوتهم بل عملوا من كد يمينهم وعرق جبينهم كما عمل جميع الأنبياء والصالحين
سألنى أحد الإسلاميين (كيف يكون السيستانى هو الشيطان الأكبر بهذه الأكذوبة حتى سرق أخماسهم وحرف عقيدتهم واستهزأ بفكرهم وقام بتخديرهم وإشغالهم بالطقوس والخرافات والدجل) فقرأت عليه من القرآن (شياطين الجن والإنس) وشرحت له عندما يغيب العقل ويسود التقليد الأعمى دون تحقيق وتدقيق وقد صار التقليد استحمارا دينيا لاستغفال الناس وتخديرهم وسرقتهم كما كتبت سابقا
==========
نبيل الحيدري
الخلفاء الراشدون وتقافة المحبة والتسامح والتعايش
ثقافة المحبة والتعايش والسلام تزرع الحياة والوحدة والتعاون من أجل البناء الهادف وهى ثقافة تحتاجها الأمم والأفراد بديلة عن ثقافة البغض والكراهية والأحقاد فهى تهدم البناء كله ومن أساسه كما تزرع الألغام والأحقاد وحتى الدماء نتيجة هذه الثقافة والكراهية. وربما يسعى البعض وهو ينبش فى التاريخ لعله يجد هنا أو هناك من انتقاء وقائع معينة لها ظروفها لتأسيس ثقافة الكراهية وتعميقها ونتائجها المأساوية.
الخلفاء الراشدون أمثلة رائعة لأنهم عاشوا ثقافة المحبة والتعاون والتعايش والتشاور من أجل البناء الهادف والمصلحة الإسلامية العليا متجاوزين المصالح الشخصية والإعتبارية وغيرها حتى فى اختلاف اجتهاداتهم حيث كانت مصدر قوة وعطاء ولم تتحول إلى خلاف وأحقاد وبغضاء لأنها عندئذ تسحق الجميع بل المبادئ والقيم والمقاصد كلها رغم ادعاء البعض القليل خلاف ذلك ونعرف أسبابه ودوافعه فهى كقول الشاعر شنشنة أعرفها من أخزم التى صارت مثلا تضرب لمثل هذه المواقع.
تحدث الإمام علي بن أبي طالب(ع) عن الصحابة الأجلاء فى خطب عديدة من أهمها قوله (لقد رأيت أصحاب محمد (ص) فلم أر أحدا يشبهه منكم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم. إذا ذكر الله هملت عيونهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الؤيح العاصف، خوفا من العقاب ورجاءا فى الثواب) نهج البلاغة/ الصفحة 255. كما تحدث الإمام بصراحة ووضوح عن الخلافة الشرعية للخلفاء الثلاث السابقين له معتبرا الملاك الشرعى من خلال الشورى القرآنية وفيها رضا الله تعالى بل لايجوز ردها، فإن رافضها يرد إليها، فإن أصرَّ فيجب قتاله حتى يرجع إلى بيعة الخلفاء الشرعية قائلا: (إنه بايعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد. وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بأمر أو بدعة، ردُّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى) نهج البلاغة/ الصفحة145
كانت بيعة أبى بكر(رض) قد تمت من خلال الشورى فى سقيفة بنى ساعدة وهى محل اجماع وقبول كما قال ابن أبى الحديد المعتزلى (إتفق مشايخنا جميعا، المتقدمون منهم والمتأخرون والبصريون والبغداديون، على أن بيعة أبى بكر الصديق هى بيعة شرعية صحيحة) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد/ الجزء الأول/ الصفحة 28 فلا مجال لما يطرحه البعض بعدم شرعيتها خصوصا بعد بيعة الإمام على والصلاة خلفه وهذا التراكم فى السيرة العطرة
اشترك الإمام علي فى حروب الردة أيام الخليفة الأول(رض) كما ذكره المحققون كالسيد محمد باقر الصدر قائلا (إن الحكم السني الذى مثله الخلفاء الراشدون والذى كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه، إذ حارب جنديا فى حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول أبى بكر، وكلنا نحارب تحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبى. إن الحكم السنى الذى كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله وخرج الآلاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصا من أجل الحفاظ على راية الإسلام ومن أجل حماية الحكم السنى الذى كان يقوم على أساس الإسلام) البيان الثالث فى النجف فى شعبان عام 1399 هجرية
لذلك كان الإمام على مرجعا دينيا ومستشارا رئيسيا فى كل معضلة أو مشكلة تحتاج إلى حكمته ورأيه السديد زمن الخلفاء الثلاث السابقون له، فقد قال الخليفة الثانى مرارا وتكرارا (لولا على لهلك عمر) (لا أبقانى الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن). عندما أراد الخليفة الثانى فتح بلاد فارس والروم فإنه استشار الإمام عليا الذى قام بإسداء نصيحته الرائعة قائلا (إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين) نهج البلاغة/ الخطبة 134/الصفحة 252
فالإمام يطلب من الخليفة عدم الخروج للحرب بنفسه حفاظا عليه لأنه المرجع الذى يرجعون إليه والملاذ الذى يلوذون به، ثم بعث ابنه الحسن فى قيادة أوائل الحملات تأييد للخليفة الفاروق.
بعد شهادة الخليفة الثانى على يد المجوسى الإيرانى أبى لؤلؤة، وقف الإمام علي على قبر الخليفة حزينا راثيا بأعظم رثاء خالد ذاكرا مناقبه وعظمته قائلا (فقد قوم الأود وداوى العمد وخلف الفتنة وأقام السنة وذهب نقى الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه. رحل وتركهم فى طرق متشعبة لايهتدى فيها الضال ولايستيقن المهتدى) نهج البلاغة/ الصفحة 249 وهذا بعد شهادة الخليفة الثانى، فلا يعقل ما أورده البعض من كونه تقية فأى تقية أمام شخصية رحلت عن الدنيا إلى ربها مطمئنة راضية مرضية.
ومن الظواهر الرائعة بين متعلقي الخلفاء هو كثرة الزيجات والمصاهرات بل وتسمية الأبناء باسمائهم كما سمى الإمام علي أولاده بأبى بكر وعمر وعثمان وكذا فعل الإمام جعفر الصادق وغيره مما يحتاجه كبحث مستقل لاحق ورؤية منفتحة للمحبة والتعايش.
وقف الإمام علي مدافعا عن الخليفة الثالث مانعا الناس من الهجوم عليه وأوقف على داره ولديه الحسنين سبطى الرسول وسيدي شباب أهل الجنة دفاعا عنه فى سياسة واضحة للسلام والمحبة والتعايش والبناء وهو ما يحتاجه المسلمون وعراق اليوم من محنته الطائفية والعصبية المذهبية الغريبة عن ثقافة العراق وتاريخه الحافل بالتسامح والمحبة لمختلف الطوائف والفرق
===========
نبيل الحيدري
الثورة الإيرانية واستبداد ولاية الفقيه
تمر هذه الأيام الذكرى الثانية والثلاثون على الثورة الإيرانية التى أسقطت الشاه محمد رضا بهلوى بقيادة الخمينى المنظر لولاية الفقيه فى أبحاث قدمها فى النجف معتمدا على أدلة أهمها قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) سورة النساء/الآية الخامسة، بتأويل أولى الأمر بالفقهاء وهو رأى نادر وشاذ فى المذهب الشيعى الذى يحصر أولى الأمر بالأئمة المعصومين دون الفقهاء كبشر قابلين للخطأ والهوى فيستحيل قرنهم بولاية الله ورسوله فهو مرفوض جملة وتفصيلا فى إجماعهم، كما اعتمد على رواية عمر بن حنظلة وهى ضعيفة جدا سندا ودلالة وفيها أشخاص لم يتم توثيقهم كعمر بن حنظلة وكذلك مثل اسحق بن يعقوب المجهول و أيضا يزيد بن خليفة وهو واقفى لايؤمن بالأئمة بعد موسى الكاظم وقد أسس تلك الفرقة وكلاء الإمام موسى الكاظم نفسه كزياد القندى وعثمان بن عيسى الرواسى اللذين رفضا تسليم الأموال والجوارى إلى ابنه الإمام على الرضا رافضين إمامته واقفين على الإمام الكاظم كآخر إمام حتى اعتبر بعضهم أنه المهدى الغائب ثم سيرجع لاحقا كما يذكر الطوسى والكشى والنوبختى والمامقانى والمفيد والمرتضى والخوئى وهم فقهاء الشيعة. أما سندها فهى تتحدث عن حالة خاصة فى رجلين تنازعا فى ميراث رفض الفقهاء تعميمها وتطبيقها على الولاية المنظورة كما أنها ترجع إلى (قد روى حديثنا) وليس الفقهاء المجتهدين أى النظرية الإخبارية التى كانت سائدة فى الفكر الشيعى سابقا بعد عصر الغيبة لفترات طويلة وهى تحرم الإجتهاد بروايات اللعن من الأئمة على من يجتهد ويستعمل عقله فى القياس وغيره، وكذلك تحرم التقليد (من قلد فى دينه هلك) قبل التأثر بالمذاهب السنية ومدارس الإجتهاد فإن أول مذهب للإجتهاد هو مذهب الإمام أبى حنيفة النعمان، ثم نشوء الأصوليين فى المذهب الشيعى لاحقا وجواز الإجتهاد والتقليد وتوسعه شيئا فشيئا وعوامل تطوره كما ذكره محمد باقر الصد
ومحمد جواد مغنية ومحمد مهدى شمس الدين وهاشم معروف الحسينى والجواهرى وكاشف الغطاء وغيرهم كثير.
قلما نجد فقيها نظر لولاية الفقيه قبل الخمينى الذى لم يحصل على إجازة اجتهاد سوى واحدة سياسية قال فقيهها أراد منع إعدام الخمينى لوجود قانون فى إيران بمنع إعدام الفقيه المجتهد فهى فتوى سياسية لاتملك حيثية علمية علما أن بعض المراجع أفتى بكفره لآرائه خصوصا وحدة الوجود وشرح فصوص الحكم كما انتقدوا رسالته العملية (تحرير الوسيلة) المأخوذة أكثرها نصا وقلبا من (وسيلة النجاة) لأبى الحسن الأصفهانى، خصوصا محمد الروحانى وهو أستاذ محمد باقر الصدر فى الأصول ومعارض صريح لولاية الفقيه. وأهم المنظرين لولاية الفقيه أحمد النائينى فى كتابه (عوائد الأيام) وقد رد عليه الكثيرون وهو مخالف لإجماع الشيعة فى أكثر من ألف عام لذلك نجد مرتضى الأنصارى فى كتابه (المكاسب) رادا مستهزءا (دونه خرط القتاد) تعبيرا عن شدة وهن وضعف ما يتوهم بأدلة ولاية الفقيه وسعتها لجعله كالمعصوم فتصبح ولايته كولاية الله تعالى فى قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) رغم أن الفقيه يخطئ وتحركه أحيانا الأهواء والمصالح والحواشى وهو ما أثبتته التجارب والواقع واختلاف الفقهاء يكشف صراعهم على الزعامة والدنيا، وقد ذكرت أمام فقيه اسما لفقيه آخر لايقل عنه فقاهة وعلما واجتهادا فقال (لعنه الله تعالى) كما يظهر الصراع للحصول على أكبر عدد من التجار والأخماس والحقوق الشرعية من أرحام المرجعيات وممثليهم و وكلائهم. فتكون نظرية ولاية الفقيه مناقضة لنظرية الإمامة المعصومة وانتظار المهدى كإمام ثانى عشر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا لذلك توجد عشرات الروايات التى تتحدث عن هؤلاء بأنهم يفسدون أكثر مما يصلحون لأنهم غير معصومين ولا أئمة عادلين ودائما فى الروايات الإمام العادل تعنى المعصوم دون غيره من البشر وهو ما فهمه الإخباريون الأوائل.
عندما قامت الثورة الإيرانية بمبادئ أساسها إقتصادية وعدالة إجتماعية واشتركت فيها مختلف طبقات وأحزاب الشعب لكن القيادة المستفيدة من جميعهم قد ألغت الآخرين وتنكرت للكثيرين حتى رفعت شعارات الموت للآخرين، مثل (الموت لأعداء ولاية الفقيه) فتحول كل من يطرح رأيا مختلفا بأنه من أعداء ولاية الفقيه حتى من الفقهاء الآخرين مثل شريعتمدارى وقمى وروحانى وشيرازى والخاقانى والمامقانى والكرمى وغيرهم، ثم وضعوا تحت الإقامة الجبرية حتى وفاتهم ثم منع تشييعهم والصلاة عليهم ودفنوا سرا بشكل مهين وإرهابى وفى أماكن غير مناسبة لطمس آثارهم، فضلا عن التيارات غير الإسلامية واللبرالية. وما رفعه الخمينى من مبادئ كحرمة الضرائب ومجانية الخدمات والكهرباء والماء كانت مجرد شعارات قبل الثورة، ولما صعدت إلى السلطة رجال دين مثل رفسنجانى وكروبى وخامنئى وحواشى مثل رفيق دوست فقد تحولوا إلى طغاة جبابرة يزيدون الضرائب ويستحوذون على مليارات وعقارت وقصور وتجارات وتحول الشعب بين فقير جائع محروم لايمتلك لقمة العيش ولو عمل لثلاث أعمال رغم شهادته الجامعية وبين لاجئ هارب من بطش النظام وقمعه باحثا عن حرية وكرامة وإنسانية حتى هاجرت الملايين، وأكثر أمة فى العالم تعلن ارتدادها عن الدين الإسلامى فى العالم كله هى من الإيرانيين بسبب القمع والإرهاب من حكومة ولاية الفقيه الطاغوتية التى تدعى الإسلام والإسلام برئ منها، فإن خامنئى الذى لايملك إجازة اجتهادية حتى سماه الخمينى بثقة الإسلام دليلا على أنه فى مقدمات الحوزة العلمية ولم تنفعه دروس محمود الشاهرودى الضعيفة يوم الثلاثاء لتقويته فقهيا، خصوصا وهو يأمر مرتزقته بقتل أى متظاهر مسالم يطالب بحقوقه ومعاملته كمحارب لله ورسوله، بل بدأ النظام يتصارع بين أزلامه صراعا على السلطة وحبا بالدنيا فقد كان المنتظرى خليفة الخمينى منظرا لولاية الفقيه ثم تراجع فكريا وعمليا عنها متحدثا عن دكتاتوريتها والسجون والقمع والتعذيب والإرهاب لكل مخالف فكريا، ومهدى كروبى سابقا رئيس مجلس الشورى ومؤسسة الشهيد وبعثة الحج، ومير حسين موسوى رئيس الوزراء السابق ومحمد خاتمى وزير ثقافة الحرب العراقية الإيرانية ورئيس الجمهورية كأعداء للنظام عملاء للغرب يجب محاكمتهم فى صراع السلطة وكل من يخالف ولى الفقيه
إن الإشكال الأساس فى ولاية الفقيه هو اجتماع السلطات كلها عند ولى الفقيه فهو يعين مسؤولى الدولة حتى رئيس القضاء الموالى له كمحمود الشاهرودى الهاشمى حاليا لأنه أول شخص ادعى اجتهاد الخامنئى زورا، كما يعين رئيس الإذاعة والتلفزيون والجيش والحرس الثورى ورؤساء الهيآت حتى رئيس الجمهورية بصلاحيات بسيطة بعد موافقته على ترشيحه وغيرها
عندما يسافر خامنئى إلى موطنه مشهد فإن أرحامه الأتراك يرفضون ملاقاته حيث يعرفون تاريخه وسيرته، وعندما يزور قم يرفضه المراجع حتى يسافر وحيد الخراسانى خارج قم، وتأتى الحرس الثورى لتطلب من المراجع زيارته فيرفض الكثيرون، فيقال لهم (إرحلوا عن قم كما رحل وحيد) فيجيبه البعض (لسنا مجرمين ولا غرباء لنهرب من البلاد) والمعروف هنالك وسائل كثيرة يستعملها الحرس الثورى لترهيب وقمع الرافضين للقائه حتى قال البعض (نحن نعيش تقية لمواجهة طاغية لم يعرف التاريخ مثيلا له)، ومن استحقاره للشعب فإنه يزور مدنا لتستقبله طوابير مهيأة ويجلس فى مكان مرتفع ويمد يده لتأتى الجموع مقبلة يده كعبيد دون السماح لأحد بالكلام وهو يظهر للشعب كأن له جمهورا واسعا مطيعا وهو يقول (إن اليد الإلهية جعلت أحمدى نزاد يفوز فى الإنتخابات لتأييد المهدى المنظر له) بهذا الإستخفاف بعقول الجماهير، فالقيادة فى واد بعقلية متحجرة قديمة والشعب فى واد مختلف آخر لكنه مغلوب ومستضعف ومقهور
ومن مشاكلها هى تصدير الثورة الإيرانية وشراء عملاء لها فى الخارج وتأثيرها السلبى فى العراق الجريح والمنكوب بسبب الإحتلالين الأمريكى والإيرانى واحتلال جزر الإمارات الثلاث وادعائها تبعية البحرين لها وفى العديد من دول العالم من أدوار مكشوفة وغير مكشوفة
لكن إيران بدأت تشهد مظاهرات كبيرة للشباب خصوصا الجامعيين رغم القمع والقتل والإرهاب حتى فى تظاهرات الجامعات قد كانت القوى الأمنية تهجم عليهم بالأسلحة والدراجات لتتدفق الدماء بشكل وحشى مروع، كما اختلفوا فى صراع مكشوف على السلطة حتى وصل إلى صراع رفسنجانى وخامنئى وهما المتحالفان فى إسقاط الآخرين مثل ولاية منتظرى والقضاة كصانعى وأردبيلى وأئمة جمعة كمؤمن ومحاولات اغتيالهم فى طريق قم وطهران، وطرح صلاحية ولى الفقيه ورفضها علنا من أشخاص كانوا صقورا مدافعين عنها، فقد ثبت دجل ولاية الفقيه وطغيانها وظلمها فضلا عن عنصريتها فهى تتعامل مع العرب مثلا بالإهانه والعنصرية والتهميش فى مناطقهم وخدماتهم بل وإهانتهم فى الصحافة الرسمية وخطب الجمعه بألفاظ بذيئة نابية، وهى تمنع السنة حتى من بناء جامع واحد فى كل طهران فضلا عن إهانة الخلفاء وسبهم ولعنهم والإحتفال بمناسبات موتهم فى (التشيع الفارسى الصفوى الدخيل)، ولعل أكثر الشعوب الإيرانية هم من الشباب، وقد أجرى مراسل سى أن أن الأمريكية تحقيقا بأن أكثر شعب فى العالم يحب أمريكا ويكره نظامه القمعى هو الشعوب الإيرانية وأكثرهم من الشباب الجامعى وهو يخرج فى المظاهرات رافضا الإنتخابات المزورة والمهينة لأحمدى نجاد، هاتفا بسقوط الخامنئى كدكتاتور طاغوت قاتل ومرتزقته. والملاحظ العجيب رغم تحية خامنئى لثورة مصر بخطبة الجمعة العربية فى توهم تصويرها إسلامية على الخطى الإيرانية، فإنه منع شعبه من مظاهرات لتأييدها عارفا بأنها تطالب أولا بسقوطه وموته ومحاسبته عن كل جرائمه، وهذه حقيقة حركة التاريخ فى سقوط الطواغيت، والشعوب الإيرانية تتابع سقوط ابن على ومبارك ووجود مقومات الثورة الإيرانية خصوصا وأن 85 بالمائة منهم دون خط الفقر رغم غنى إيران وثرواتها وحركة الشباب الواعى والواعد وهو يتحرك بوسائله الحديثة والرائعة لإسقاط دكتاتورية ولاية الفقيه وجبروتها وطغيانها فى ثورة جديدة لأكثر الشعوب الإيرانية المقهورة فى الداخل فضلا عن ملايين المهجرين اللاجئين فى أصقاع الدنيا بحثا عن الحرية والكرامة والإنسانية
============
الاحاديث الموضوعة
لقد انتشرت الأحاديث الموضوعة الكاذبة وتناقلها عبر العصور العلماء والخطباء والإسلاميون مما نعانيه فى الفكر الإسلامى المعاصر وأزمته مع الواقع والأمة والعقل العربى والإسلامى فى الداخل وعلاقته مع الخارج.
بدأت الأحاديث الموضوعة فى حياة النبى نفسه وقد اشتهر خبراء فى الكذب بوضع الأحاديث النبوية لذلك صعد النبى المنبر مرارا وتكرارا محذرا من ذلك لانتشاره قائلا (لقد كثر الكذابة علي، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، والكذاب هى صيغة مبالغة فيمن هو خبير بكثرة الأكاذيب والوضع كما يصرح النبى بكثرة الكذابة فى حياته حيث انتشرت تلك الظاهرة وكلهم يقول قال النبي، والنبى نفسه يسمع كذبهم لذلك يحذر منهم فى هذا الحديث المتواتر بين المسلمين جميعا رغم قلة وندرة الأحاديث المتواترة فى درجة صحة الحديث وقد استشهد بهذا الحديث علي بن أبي طالب أيام خلافته عندما سئل عن التعارض فيما يسمعونه عن النبى كما جاء فى نهج البلاغة.
ومن الملاحظ التأخر كثيرا فى كتابة الأحاديث، لا زمن النبى ولا أصحابه ولا تابعيه بل قد تصل إلى زمن عمر بن عبد العزيز. منع كتابة الحديث أولا من أجل جمع القرآن حيث يعد أولوية ولايختلط معه الأحاديث كما ورد النهى عنه فقد ذكر أبو سعيد الخدرى عن النبى (لاتكتبوا عنى، ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه) لذلك قال الخليفة الأول (إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا) وقال الخليفة الثانى (من كان عنده شئ من الأحاديث فليمحه) علما أن الذين يكتبون جيدا قليلون، وقد حاولوا كتابة وجمع القرآن من الرقاع والأضلاع والحجارة والسعف وجلود الحيوانات، فضلا عن دخول آراء البعض ضمن الأحاديث كما كتب أصحاب جابر وأصحاب زيد آراءهم ضمن أحاديث النبى، إضافة إلى ظاهرة القصاصين ودخولهم فى التفسير والأحاديث.
المفارقة العجيبة أنه نقلت لنا عدد هائل من الأحاديث النبوية لدرجة أنه لو تم تقسيمها إلى حياة النبى كله، لكانت أكثر من حياته كلها لو عاش صباحا مساءا لايعمل أى شئ سوى القول والحديث والكلام من الأحاديث المنسوبة، رغم تجاهلها لمحاور أساسية فى حياته وخطابه وحركته مثل خطب الجمعة للنبى التى كان يقيمها بنفسه فى عشر سنوات فى المدينة المنورة، وأهل المدينة هم أحرص الناس على النبى ودعوته إليهم وامتثال أحكامه ولم ينقل لنا التراث الإسلامى بمختلف طوائفهم وفرقهم شيئا من أكثر من خمسمائة خطبة للنبى أيام الجمعة عندما كان يحضرها جميع المسلمين فى جمعة واحدة بإمامة النبي نفسه ويتناول فيها أهم الأحداث المعاصرة والحساسة فى حياتهم حتى الإجتماعية والسياسية فضلا عن الشرعية علما أن الخطبة ليست طويلة كزماننا بل قد لا تستغرق العشر دقائق وقابلية العرب على الحفظ كالمعلقات، فلماذا لايذكرها كل التاريخ والتراث نعم ربما ينقل لنا التراث خطبة الوداع وهى مسألة خاصة أخرى تختلف لأنها وصايا توديعية حضرها جميع المسلمين بعد الحج بينما ينقل لنا التراث بإطناب قصص جزئية مثل أعرابى جاء من بعيد ليسأل النبى مسألة خاصة ليس فيها ثمرة كبيرة ولم يحضر ذلك سوى صحابى واحد فتمتلئ كتب الأحاديث الكثيرة بنقلها وفق أسانيد متعددة واهتمام بالغ؟! لذلك أكثر الأحاديث المنسوبة هي ظنية والمتواتر منها قليل جدا جدا، كما ألفت الكتب فى الوضاعين والضعاف مثل الضعفاء للبخارى والضعاف للنسائى والضعاف والمتروكين لابن حيان والضعفاء لابن الجوزى وميزان الإعتدال للذهبى ولسان الميزان لابن حجر والكشف الحثيث للحلبى والضعفاء للأزدى والموضوعات للحسينى وغيرها كثير ولكنا بحاجة لدراسة أوسع وأعمق وأكبر وأشمل لكثرتها وآثارها الكبيرة.
ولقد رويت أحاديث كثيرة فى فضل أقوام وأطعمة وبلدان وحيوانات ونباتات وحشرات وجبال وجمادات وذم أقوام وأطعمة وبلدان وحيوانات ونباتات وحشرات وجبال وغيرها حتى نقل لنا المرجع الشيعى محسن الحكيم الطباطبائى فى مستمسكه كراهة التعامل مع أقوام كثيرين مدعيا روايات تنسب بعضهم إلى أصلهم من الجن فلا يتعامل معهم ولا يتزاوج منهم بناءا على روايات الكلينى فى كافيه والصدوق فى فقيهه والطوسى فى تهذيبه والمجلسى فى بحاره والجواهرى فى كلامه والعلامة فى تذكرته والعاملى فى وسائله والسبزوارى فى كفايته والبحرانى فى حدائقه والأردبيلى فى جامعه والخونسارى فى مداركه وكلها أحاديث موضوعة لكنها تزرع نظرة سلبية للآخر فى عدم التعامل معه والزواج منه فإن أصله من الجن كما يزعمون زورا لأنا جميعا من آدم وحواء، وهى نوع من العنصرية لفئات مسلمة موجودة فى المجتمع.
وقد سيطر على زماننا الوعاظ والخطباء وما ينقلونه للناس حسبة وهى ظاهرة تاريخية فى الوضع فقد وضع أحد الوضاعين – وهو ميسرة بن عبد ربه – أحاديث ، ولما سُئل عن ذلك قال: وضعتها حسبة وتقربا لله تعالى ! كما هو حال الرغائب حتى قال بعضهم (إذا استحسنا أمرا جعلناه حديثا) (نحن نكذب لصالح النبي وليس عليه) (لما رأينا انشغال الناس بفقه أبي حنيفة ومغازي أبى إسحاق، وضعنا الأحاديث حسبة لله تعالى) وهو قول نوح بن أبي مريم. واليوم وعاظ الدجل والكذب مثل كمال الحيدرى والمهاجر والكربلائى والفالى وياسر الحبيب والعرفاء الفرس حيث ينقلون أحاديث الغلو فى الأئمة والتطرف وتكفير الآخر وجواز قتله وماله وعرضه.
وصار الوضع سببا لكسب المال والجاه والشهرة فيضع الوضّاع الحديث الغريب الذي لم يسمعه الناس ليعطوه من أموالهم.
حدّث جعفر الطيالسي فقال: صلى أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة، فقام قاصّ فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال الرسول: من قال لا اله إلا الله خلق الله من كلمة منها طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان- وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة- فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إليه وهما يقولان: ما سمعنا بهذا إلا الساعة! فسكتا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطعة دراهم ثم قعد ينتظر، فأشار إليه يحيى فجاء متوهما لنوالٍ يجيزه، فقال يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد وابن معين! فقال: أنا يحيى وهذا أحمد! ما سمعنا بهذا قط، فإن كان ولا بُـدّ من الكذب فعلى غيرنا. فقال: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم. قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق! وما علمت إلا الساعة! كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما؟!! كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين!! قال: فوضع أحمد كمّه على وجهه، وقال: دعه يقوم. فقام كالمستهزئ بهما.
ومنها رغبة التقرب للحكام والسلاطين بما يوافق أهوائهم .كما فعل غياث بن إبراهيم النخعى ، فقد وضع حديثاً في فضل اللعب بالحَمَام !وذلك أنه دخل على المهدي، وكان المهدي يُحب اللعب بالحَمَام، فقيل لِغياث هذا حدّث أمير المؤمنين. فجاء بحديث: لا سبق إلا في نصل أو خفّ أو حافر – ثم زاد فيه – أو جناح !فأمر له المهدي بصرّة، فلما قام من عند المهدي، قال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذّاب! فلما خرج، أمر المهدي بذبح الحَمَام !
وكان للفرق الإسلامية دور كبير فى وضع الأحاديث لدعم مذاهبها وتسقيط المذاهب الأخرى كما قال أحمد أمين وطه حسين وهاشم معروف والبغدادى والشهرستانى والنوبختى. كما استعمل الإسماعيلية كل ماورد فى القرآن من رقم سبعة والإثنا عشرية الرقم 12 لتأويلها فى مذهبهم فى أحاديث موضوعة من وضاعين فقد قال المغيرة بن سعيد (وضعت فى أخبار جعفر الصادق إثنى عشر ألف حديثا) ونقل الكشى عن جعفر الصادق (كان المغيرة يضع الكفر والزندقة والغلو فينا)، فعلا (ولقد أحاط بالصادق وضاعون منحرفون نسبوا له الأحاديث كالمغيرة بن سعيد وأبى الخطاب والمفضل بن عمر وآخرين قالوا أن معرفة الإمام تغنى عن الصلاة والصيام.. ودور جماعة من المتشيعين وضعوا أحاديث فى فضائل الأئمة والإنتقاص من الخلفاء ونسبوها إلى الأئمة) كما قال هاشم معروف الحسينى من فقهاء الشيعة وهو ناقد للكافى بينما يعتبره البعض كله صحيحا بناء على حديث منسوب للمهدى المنتظر (الكافى كاف لشيعتنا) خصوصا الإخباريين، وهو أهم مصدر فى الأحاديث الشيعية قاطبة رغم نقله حتى روايات تحريف القرآن والغلو فى الأئمة والتعرض للآخرين وأمور لايقبلها العقل والواقع والمنطق وقد شملت أحاديثه 16199 حديث، قليل منها أحاديث النبى وأكثرها عن الأئمة خصوصا الباقر والصادق، كما أن القليل منها صحيح كما قال صاحب لؤلؤة البحرين والطهرانى فى ذريعته والطريحى فى جامع مقاله وبحر العلوم فى رجاله والسبحانى فى كلياته والتنكابنى فى قصصه. وقد جاء عن على الرضا (كان بيان يكذب على السجاد، والمغيرة يكذب على الباقر والصادق، ومحمد ابن فرات يكذب على الكاظم، وأبو الخطاب يكذب على الصادق...) وقد كان المغيرة كثير الأتباع لأنه يستعمل السحر والشعوذة وبساطة الناس وعاطفتهم آنذاك، فلا يخلو الوضع من تأثيرات إجتماعية واقتصادية وسياسية.
هذه الكمية الكبيرة من الأحاديث الموضوعة المسيطرة على الخطاب والفكر الإسلامى المعاصر هى إحدى أسباب أزمتنا الفكرية وواقعنا المعاصر ومعاناته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق