النفيسي يدعو إلى 'حل' تنظيم الإخوان المسلمين ويشيد بنجاح الإسلاميين القطريين في ذلك
2007-2-11
في طرح غير مسبوق، دعا المفكر إسلامي الكويتي د. عبدالله النفيسي إلى حل جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أنها ـ ككيان تاريخي ـ أصبحت عبئا على الحالة الإسلامية والحالة السياسية العربية بشكل عام، وأكد الدكتور عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية، وهو أحد أبرز المفكرين الإسلاميين العرب في مقال له نشرته مجلة "المنار الجديد" في افتتاحية عددها السابع والثلاثين، أكد على أن التجربة القطرية كانت رائدة في هذا المجال، عندما قرر تنظيم الإخوان في قطر دراسة حالة للتجربة وتقييم مدى الحاجة لوجود تنظيم إخواني، وانتهت الدراسة التي لم تنشر حتى الآن إلى حل التنظيم في العام 1999م، والتحول إلى تيار فكري إسلامي عام يخدم القضايا التربوية والفكرية في عموم المجتمع.
مقال النفيسي المثير للجدل لم يخل من انتقاد كبير لتجربة الإخوان المسلمين حتى على صعيد العمل الإسلامي العام، حيث كتب يقول: سألت أحد القائمين المهّمين بهذه الدراسة بجزأيها: الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر؟ قال: (لقد تحوّلوا إلى إسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها، إنهم حيثما كانوا يساهمون في تجميد الحالةFreezing Factor ، وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان. إنهم يقومون بدور وظيفيFunctional لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا) انتهى.
ودعا النفيسي الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية إلى الابتعاد عن فكرة "التنظيم" حتى لو كان حزبا سياسيا، معتبرا أن فكرة "التيار" هي الأقرب إلى الحالة الإسلامية، ويوضح مفهوم التيار بقوله: إنّ صيغة (الحزب) أصبحت تتآكل في المجتمعات المتقدمة سياسياً، ويحل محلّها فكرة (التيار)، والفرق بينها أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب.
بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معّينة، دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له.
واللاّفت للنظر ـ والكلام ما زال للنفيسي ـ أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مّرة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم)، لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة، ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى (تنظيم) رسمي يُحرك حساسية الدولة، وقد يدفعها إلى القمع المباشر كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية.
إن فكرة (التنظيم) هي ذاتها فكرة (الحزب)، وهي تقوم أساساً على عامل رئيسيCrunch Factor ، وهو عامل (السيطرة) Control على العضو، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار) بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً مثل أوروبا الغربية.
خطورة عامل السيطرة أنه يحّرض على العَسْكَرة التنظيميةMilitarism ، وهي عسكرة ربما تقوم بعض الأحزاب إلى مغامرات غير محسوبة في عالم الصّراع على الحكم.
===========
النفيسي يدعو إلى حلّ جماعة الإخوان المسلمين
الاسلام اليوم/ الرياض 24/1/1428
دعا الدكتور عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية بالكويت إلى حلّ جماعة الإخوان المسلمين ، معتبرًا أنها أصبحت عبئاً على الحالة الإسلامية والحالة السياسية العربية بشكل عام ، وأكد في مقال نشرته مجلة "المنار الجديد" في عددها السابع والثلاثين على أن التجربة القطرية كانت رائدة في هذا المجال ، عندما قرر تنظيم الإخوان في قطر دراسة حالة للتجربة وتقييم مدى الحاجة لوجود تنظيم إخواني، وانتهت الدراسة التي لم تنشر حتى الآن إلى حل التنظيم في عام 1999 والتحول إلى تيار فكري إسلامي عام يخدم القضايا التربوية والفكرية في عموم المجتمع .
واعتبر النفيسي أن المرحلة التاريخية التي نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين قديماً لم تعد قائمة الآن حتى في مصر ، وأضاف قائلاً : إن الظروف الموضوعية في مصر ربما بررّت نشوء وقيام جماعة الإخوان في وقتها (1928) لكن مصر في وضعها الحالي 2007 ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك. فنحن في حاجة إلى مرجعية ذات مصداقية وليس إلى "تنظيم".
ودعا النفيسي الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية إلى الابتعاد عن فكرة "التنظيم" حتى لو كان حزباً سياسياً ، معتبرًا أن فكرة "التيار" هي الأقرب إلى الحالة الإسلامية ، لأنّ "صيغة (الحزب) أصبحت تتآكل في المجتمعات المتقدمة سياسياً ويحل محلّها فكرة (التيار) والفرق بينها أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب. بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معيّنة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالحاً كبرنامج للحكم أو السعي له".
2007-2-11
في طرح غير مسبوق، دعا المفكر إسلامي الكويتي د. عبدالله النفيسي إلى حل جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أنها ـ ككيان تاريخي ـ أصبحت عبئا على الحالة الإسلامية والحالة السياسية العربية بشكل عام، وأكد الدكتور عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية، وهو أحد أبرز المفكرين الإسلاميين العرب في مقال له نشرته مجلة "المنار الجديد" في افتتاحية عددها السابع والثلاثين، أكد على أن التجربة القطرية كانت رائدة في هذا المجال، عندما قرر تنظيم الإخوان في قطر دراسة حالة للتجربة وتقييم مدى الحاجة لوجود تنظيم إخواني، وانتهت الدراسة التي لم تنشر حتى الآن إلى حل التنظيم في العام 1999م، والتحول إلى تيار فكري إسلامي عام يخدم القضايا التربوية والفكرية في عموم المجتمع.
مقال النفيسي المثير للجدل لم يخل من انتقاد كبير لتجربة الإخوان المسلمين حتى على صعيد العمل الإسلامي العام، حيث كتب يقول: سألت أحد القائمين المهّمين بهذه الدراسة بجزأيها: الآن وبعد هذه السنين ما رأيك بالإخوان في مصر؟ قال: (لقد تحوّلوا إلى إسفنجة تمتص كل الطاقات وتجمّدها، إنهم حيثما كانوا يساهمون في تجميد الحالةFreezing Factor ، وذلك يخدم في المحصول النهائي النظام أينما كان. إنهم يقومون بدور وظيفيFunctional لصالح الدولة هناك دون أن يشعروا) انتهى.
سألت آخر نفس السؤال فقال: (الإشكال الأساسي عند الإخوان في مصر هو فقدان البوصلة Direction، إنهم مشغولون بالفعل اليومي والصراع على النقابات والأندية والاتحادات الطلابية والسيطرة على المساجد وينسون في غمرة كل ذلك التوجّه الاستراتيجي والفكر المنهجي بعيد المدى. وإذا كان الإخوان في مصر يمثلون (القلب) بالنسبة لتنظيم الإخوان العالمي فإن علاقة ذلك القلب بـ (الأطراف) ـ تنظيمات الإخوان في البلاد العربية ـ علاقة ضعيفة وسطحية للغاية ولا تقوم على اتصال عضوي وحيّ ومستمر والقلب لا يستطيع أن يعيش وحده في أي جسم كان فهو في نهاية الأمر يحتاج لحركة الأطراف فوظيفته في النهاية ضخّ الدماء لهذه الأطراف. ثم إن الإخوان في مصر يعيشون في ظل نظام فكري ـ دوغماتيDogmatic ـ ويريدون إسقاط هذه الدوغماتيةDogmatism على الجميع خارج مصر وهذا أمر غير مقبول ولا معقول وهذا أدّى إلى تحّول الجماعة إلى عامل طرد أكثر من عامل جذب للعقول المتميّزة) انتهى.
واعتبر النفيسي أن المرحلة التاريخية التي نشأت في ظلها جماعة الإخوان المسلمين قديما لم تعد قائمة الآن، حتى في مصر، وأضاف قائلا: إن الظروف الموضوعية في مصر ربما بررّت نشوء وقيام (جماعة الإخوان في وقتها 1928م، لكن مصر في وضعها الحالي 2006م، ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك. يقول نحن في حاجة إلى (مرجعية) ذات صدقية وليس إلى (تنظيم). في حاجة إلى (قلب مرجعي)، كما أسماه، مُشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي، وإضافة إلى ذلك مشبع بالفكر الاستراتيجي، وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي، والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابسات.
واعتبر النفيسي أن المرحلة التاريخية التي نشأت في ظلها جماعة الإخوان المسلمين قديما لم تعد قائمة الآن، حتى في مصر، وأضاف قائلا: إن الظروف الموضوعية في مصر ربما بررّت نشوء وقيام (جماعة الإخوان في وقتها 1928م، لكن مصر في وضعها الحالي 2006م، ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك. يقول نحن في حاجة إلى (مرجعية) ذات صدقية وليس إلى (تنظيم). في حاجة إلى (قلب مرجعي)، كما أسماه، مُشبّع بالعلم الشرعي الإسلامي، وإضافة إلى ذلك مشبع بالفكر الاستراتيجي، وفهم الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي، والتسلّح بأدوات الفحص المنهجي السليم المناسبة للعصر وظروفه وملابسات.
ودعا النفيسي الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية إلى الابتعاد عن فكرة "التنظيم" حتى لو كان حزبا سياسيا، معتبرا أن فكرة "التيار" هي الأقرب إلى الحالة الإسلامية، ويوضح مفهوم التيار بقوله: إنّ صيغة (الحزب) أصبحت تتآكل في المجتمعات المتقدمة سياسياً، ويحل محلّها فكرة (التيار)، والفرق بينها أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب.
بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معّينة، دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالح كبرنامج للحكم أو السعي له.
واللاّفت للنظر ـ والكلام ما زال للنفيسي ـ أن القطريين نصحوا الإخوان في الإمارات أكثر من مّرة أن يتخلّوا عن فكرة (التنظيم)، لأن تبعات التمسك بها كانت خطيرة وثقيلة، ولأن الأهداف العامة للتحرك قابلة وممكنة التحقيق دون الحاجة إلى (تنظيم) رسمي يُحرك حساسية الدولة، وقد يدفعها إلى القمع المباشر كما حدث ويحدث في بعض الأقطار العربية ومنها الأقطار الخليجية.
إن فكرة (التنظيم) هي ذاتها فكرة (الحزب)، وهي تقوم أساساً على عامل رئيسيCrunch Factor ، وهو عامل (السيطرة) Control على العضو، بينما لا يشكل ذلك عاملاً أساسياً في (التيار) بل إن فكرة التيار تمجّ عامل السيطرة وربما ترفضه كلياً في بعض البلدان المتقدمة سياسياً مثل أوروبا الغربية.
خطورة عامل السيطرة أنه يحّرض على العَسْكَرة التنظيميةMilitarism ، وهي عسكرة ربما تقوم بعض الأحزاب إلى مغامرات غير محسوبة في عالم الصّراع على الحكم.
===========
النفيسي يدعو إلى حلّ جماعة الإخوان المسلمين
الاسلام اليوم/ الرياض 24/1/1428
دعا الدكتور عبد الله النفيسي أستاذ العلوم السياسية بالكويت إلى حلّ جماعة الإخوان المسلمين ، معتبرًا أنها أصبحت عبئاً على الحالة الإسلامية والحالة السياسية العربية بشكل عام ، وأكد في مقال نشرته مجلة "المنار الجديد" في عددها السابع والثلاثين على أن التجربة القطرية كانت رائدة في هذا المجال ، عندما قرر تنظيم الإخوان في قطر دراسة حالة للتجربة وتقييم مدى الحاجة لوجود تنظيم إخواني، وانتهت الدراسة التي لم تنشر حتى الآن إلى حل التنظيم في عام 1999 والتحول إلى تيار فكري إسلامي عام يخدم القضايا التربوية والفكرية في عموم المجتمع .
واعتبر النفيسي أن المرحلة التاريخية التي نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين قديماً لم تعد قائمة الآن حتى في مصر ، وأضاف قائلاً : إن الظروف الموضوعية في مصر ربما بررّت نشوء وقيام جماعة الإخوان في وقتها (1928) لكن مصر في وضعها الحالي 2007 ليست في حاجة لهذا الشكل أو هذا الإطار من التحرك. فنحن في حاجة إلى مرجعية ذات مصداقية وليس إلى "تنظيم".
ودعا النفيسي الإخوان وغيرهم من الحركات الإسلامية إلى الابتعاد عن فكرة "التنظيم" حتى لو كان حزباً سياسياً ، معتبرًا أن فكرة "التيار" هي الأقرب إلى الحالة الإسلامية ، لأنّ "صيغة (الحزب) أصبحت تتآكل في المجتمعات المتقدمة سياسياً ويحل محلّها فكرة (التيار) والفرق بينها أن الحزب عبارة عن مجموعة من الأفراد تتفق على منظومة من الأفكار تعتبرها صالحة كبرنامج للحكم الذي يسعى له الحزب. بينما التيار هو مجموعة من الأفراد ومن ذوي مشارب مختلفة يتفقون في الرأي حول قضية معينة في مرحلة معيّنة دون أن يدفعهم ذلك إلى اعتبار هذا الاتفاق صالحاً كبرنامج للحكم أو السعي له".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق