First Published: 2014-08-22
البصرة تتحول الى سجن كبير للسنة دون غيرهم
مبعوث الأمم المتحدة في العراق يحذر من ازدياد إستهداف الأقلية السنية في مدينة تسكنها اغلبية شيعية اثر مقتل 19 مدنيا على اساس طائفي.
ميدل ايست أونلاين
أبوظبي - من نجاح محمد علي
اجواء احتقان طائفي
يجري حاليا في البصرة جنوب العراق سجال واسع حول وضع المواطنين السنّة في ضوء تقرير مثير رفعته الامم المتحدة، الأربعاء، الى السلطات العراقية طالبتها بتحمل مسؤولياتها لحماية السنّة، والكشف عن المجرمين الذين يستهدفونهم بحجة الانتقام لأعمال قتل طائفية تستهدف الشيعة في مناطق متفرقة من العراق.
وفيما نفت شرطة محافظة البصرة، أن تكون حوادث القتل التي جرت في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب "تعطي مؤشراً طائفياً"، وذكرت أنها شملت "السني والشيعي" لأسباب جنائية اعتيادية، مبينة أنه اذا قُتل سنّي في البصرة فإنه "يُوظف برسالة إعلامية على انها جريمة ذات بعد طائفي، مشيرة الى ان اعترافات المتهمين بجرائم جنائية كانت مختلفة بين متاجري ومتعاطي مخدرات، فيما قالت الأمم المتحدة في العراق إنها متأكدة عبر وسائلها ان السنة يتم استهدافهم في البصزة لأسباب طائفية.
وقد أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، عن قلقه البالغ بشأن أعمال العنف الأخيرة التي ارتكبت بحق أبناء الطائفة السنية في محافظة البصرة. وقال ملادينوف في بيان أُرسلت نسخة منه لـ"ميديل إيست أونلاين" إنه "قلق بشكل خاص إزاء الموجة الأخيرة من عمليات الخطف والقتل التي حدثت في مناطق مختلفة في البصرة ثالث أكبر المدن العراقية."
ولقي منذ 23 يونيو/حزيران 2014، ما لا يقل عن 19 مدنياً سنياً مصرعهم وأُصيب 19 آخرون في موجة من عمليات القتل المستهدف، والخطف الذي تقوم به جماعات خارجة عن القانون بحجة الانتقام من قتل الشيعة في عمليات تنفذها في الغالب جماعة الدولة الاسلامية التي كانت تعرف بـ"داعش".
وتتحاشى وسائل الاعلام المحلية الإشارة الى العديد من هذه الحوادث، غير أن البعثة الأممية قالت إنها كانت قد تحققت من كل منها عبر مصادر متعددة.
و قد عَبَّرَ المجتمع المحلي عن رأيه بخصوص كل حادثة من تلك الحوادث و هو أن السبب في استهداف الضحايا لن يكن سوى لعقيدتهم. وقد سجلت السلطات تلك الحوادث ضد "مسلحين مجهولين" ولم تتم أي عمليات إعتقال على صلة بأي من تلك الحوادث".
وأضاف بيان ممثل الامم المتحدة "لقد صدرت تهديداتٌ أيضاً من مصادر مجهولة ضد عدة جوامع ومنظمة سنية بارزة، محذرة السنة بضرورة مغادرة البصرة أو مواجهة الموت.
وفي الأيام الأخيرة، تم وضع علامة (X) على منازل المواطنين السنة في بعض مناطق قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة وطلاء مصابيح الإنارة الخارجية باللون الأسود. ونتيجة لتلك التهديدات، فإن العديد من أبناء السنة أخذوا في مغادرة المنطقة".
وقال ملادينوف في معرض حثه السلطات في محافظة البصرة على التحقيق في هذه الجرائم والتهديدات بالعنف ومحاكمة المسؤولين عنها وفقاً للقانون "أدعو السلطات في محافظة البصرة، بما في ذلك الشرطة والمسؤولين الأمنيين، على بذل كل ما في وسعهم لتعزيز التدابير الأمنية للحيلولة دون حدوث المزيد من أعمال العنف أو التهديدات ضد الأقليات، وطمأنة المواطنين من أبناء السنة في جنوب العراق بشكل علني ومطلق على سلامتهم وأمنهم".
واعلنت منظمة الامم المتحدة، في الاول مناغسطس/آب، ان حصيلة قتلى اعمال العنف التي شهدها شهر يوليو/تموز وصلت إلى 1700 قتيل، بانخفاض بنحو 700 قتيل عن يونيو/حزيران الذي سبقه.
العصائب تنفي!
وتتجه أصابع الاتهام في هذه الجرائم الى منظمة عصائب أهل الحق الموالية للحكومة، والتي تقاتل أيضاً وبشكل علني الى جانب النظام في سوريا، وفي مناطق عدة من العراق، لكنها نفت في أحدث بيان لها الجمعة تورطها في هذه الأعمال، غير أن العديد من المراقبين لا يستبعد ضلوع عناصر موالية للعصائب أو حتى للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في هذه الجرائم المنظمة التي لاتنحصر فقط في البصرة جنوبي العراق التي تقطنها أقلية سنية.
فقد طالبت عضو مفوضية حقوق الانسان بشرى العبيدي، الخميس، القوات الأمنية باتخاذ "إجراءات حازمة" لوقف الاستهداف المنظم لأبناء السنة في أربع محافظات عراقية من قبل "الميليشيات المسلحة"، مشددة على اهمية "محاسبة كل من تثبت إدانته بعمل إجرامي وبدوافع طائفية"، فيما دعت الى "توخي الحذر" اثناء العمليات العسكرية للقوات الامنية تحسباً لاستهداف المدنيين في المناطق السكنية.
الشرطة تنتقد!
وفي رد فعل رسمي على بيان الامم المتحدة، انتقد قائد شرطة البصرة اللواء فيصل العبادي "بيان رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) نيكولاي ملادينوف، الذي أشار الى وضع اهل السنة في البصرة واستهدافهم بالقتل والتهديد في البصرة"، نافياً "وجود قتل على أساس طائفي" مقراً في الوقت نفسه بحصول عمليات استهداف شملت السنة والشيعة على حد تعبيره.
وعدّ العبادي، أن "حوادث القتل الجنائية لا تعطي مؤشراً طائفياً، وقال إن الحوادث التي جرت في شهر يوليو/تموز تضمنت قتل السني والشيعي لأسباب جنائية اعتيادية، ولكن اذا قُتل سني في البصرة يوظف برسالة اعلامية بأن مقتله يحمل بعداً طائفياً".
ودعا العبادي رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) نيكولاي ملادينوف الى "زيارة البصرة والاطلاع على واقعها والتحقق من وجود استهداف اهل السنة او عدمه"، مشيراً الى ان "مدير الوقف السني في البصرة ينفي ما يحصل من استهداف او تهديد لأئمة المساجد التابعة للوقف السني".
وقال قائد شرطة محافظة البصرة اللواء خلال مؤتمر صحافي في مقر قيادة الشرطة إن "شرطة البصرة القت القبض على متهمين بجرائم جنائية مختلفة منها متاجرو ومتعاطو المخدرات من بينهم متهم يحمل الجنسية الايرانية"، مشيراً الى ان "الشرطة نفذت واجباتها خلال شهري يوليو/تموز واغسطس/آب والقت القبض على 22 متهماً متعاطياً ومتاجري المخدرات في مناطق مختلفة في محافظة البصرة".
وأضاف العبادي "افراد شرطة المحافظة القوا القبض على مرتكبي جرائم قتل منها قتل الطفلة طيبة في منطقة القِبلة بعد ان نصبوا كميناً للمجرمين الذين طالبوا اهلها بفدية مقابل فك خطفها من دون علم اهلها بأنهم قتلوها"، مبيناً ان " الشرطة القت القبض على قاتل العميد المتعاقد في منطقة الجنينة فضلاً عن عصابات السطو المسلح وسرقة السيارات في عدد من مناطق البصرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق