الأربعاء، 22 مارس 2017




الفرصة السانحة

12 نوفمبر 2015
على جاد

تلقت الولايات المتحدة صفعة عند قيام حرب أكتوبر عام 1973، ووقوف الدول العربية بجانب مصر، حتى إن بعض السياسيين أطلقوا عليها (حرب العرب الكبرى)، وكان تأثير هذه الحرب فى أمريكا لا يقل قوة عما انتاب إسرائيل من خوف وذعر، حيث وجدت أمريكا نفسها أمام اتحاد غير مسبوق بين الدول العربية، ولأول مرة منذ عقود يجمهعم هدف واحد واتفاق فى المصالح والرؤي والأهداف.
ومنذ هذا التاريخ انتبهت أمريكا واللوبى الصهيونى لخطورة العرب إن توحدوا، وأجريت دراسات عديدة لتحليل ما حدث وكيف تتجنب أمريكا وإسرائيل حدوث ذلك مرة أخرى، وكان من أهم الكتب والشهادات فى هذه الحقبة كتاب الرئيس الأمريكى وقت حرب اكتوبر (ريتشارد نيكسون)، الذى وضع فيه خلاصة ما حدث وخطورة العرب والإسلام، ليس على أمريكا وإسرائيل فقط، بل على العالم كله- حسب رؤيتهم.
كان عنوان كتاب نيسكون (الفرصة السانحة) أو (نصر بلا حرب)، وضع فيه تصوراته المستقبلية عقب إدلائه بشهادته التاريخية عن الفترة التى قضاها رئيسا للولايات المتحدة.. مزج فيه بين الكتاب الفكرى والمذكرت الشخصية.. يقول فى فقرة من الكتاب: "إن المسلمين يزيدون على المليار نسمة، ويعيشون في 37 دولة من دول العالم، وينتمون إلى 190 جنسية، ويتكلمون مئات اللغات واللهجات، وهذا مصدر قوة كبير لهم.. إنهم يسيطرون على معظم البترول الموجود في العالم، ويتمتعون بخصوبة هائلة في مجال النسل، ومن المتوقع أن يتضاعف عددهم في خلال عشرين عاماً.."، لاحظ عزيزى القارئ تاريخ نشر الكتاب فى 01/01/1992.
ويقول (نيكسون) فى فقرة أخرى: "إنهم يعيشون في أرض يبلغ طول أضلاعها عشرة آلاف ميل، وتمتد من مراكش إلى يوغسلافيا وتركيا إلى باكستان، ومن جمهوريات آسيا الوسطى إلى أندونيسيا، كما يوجدون في الصين والهند والاتحاد السوفيتي (سابقاً)..هذه الإنجازات تبين ما كان عليه العالم الإسلامي في الماضي، وكذلك تُبين ما يمكن أن يكون عليه في المستقبل إذا توقفت الحروب بين المسلمين وعدم الاستقرار السياسي".
سيسأل من يقرأ مقالى هذا الآن.. وما فائدة هذا الكلام؟! أولا فائدة هذا الحديث معرفة كيف يفكر حكام الغرب وما هى شهادتهم عن العرب والمسلمين وكيف وضعوا لمن بعدهم خلاصة تعاملهم ونصائح وتحذيرات للتعامل مع العرب مستقبليا.
اسمع كثيرا من يقول: "احنا مش فى دماغ الغرب ولا نهمهم فى حاجة ولا يعرفوا عنا حاجة ولا عن العالم التالت".. أريد أن أقول لمن يردد هذه الجملة أو يسمعها "انت فى دماغ وعقل وفكر وسياسة واستراتيجية الغرب" وأعد قراءة ما سبق مرة اخرى بدقة وستعرف لماذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق