الأحد، 5 مارس 2017

العصمة للنبي وليس للائمة لحفظ الدين

الغاية من عصمة النبي عصمة الشريعة وحفظها فعصمة الشريعة أصل وعصمة النبي فرع عن ذلك الأصل فليست العصمة لذات النبي وإنما المقصود العصمة وغايتها حفظ الشريعة . والأنبياء معصومين بالوحي فالوحي هو الذي يعصم الأنبياء ولولا الوحي لما عصم الأنبياء قال تعالى : ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) الأنعام/106 وقال : (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) الأنعام/500 وقال : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم /2 . وقال تعالى : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ) سبأ/50 ,
أعجبني · 23 س


Haidar Alwaely · 0:56 قال تعالى ( إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي ) الكهف/111

لا شك إن ( الأئمة داخلون ضمن جمع المخاطب في كلمة ( مثلكم ) ثم فرق بين نبيه صلى الله عليه واله وسلم وبينهم بقوله بعدها ( يوحي إلي ) فالنبي صلى الله عليه واله وسلم والمخاطبون ومنهم الأئمة يتماثلون في البشرية ويفترقون بالوحي فغير النبي صلى الله عليه واله وسلم بشر مجرد منه ( أي الوحي ) . والنبي بشر يوحي إليه – ولذلك لم يقل سبحانه وتعالى : ( قل إنما أنا بشر يوحي إليه مثلكم ) – وإنما قال ( قل إنما أنا بشر مثلكم ) – فالمثلية اقترنت بالبشرية وهذه تدخل الجميع ولم يبقى إلا النبي المعبر عنه بياء المتكلم في قوله ( إلي ) – إذ هو المتكلم – وهذا هو الفرق فأن قلنا إن ( الإمام ) يوحي إليه أبطلنا الآية وقلنا بخلاف مادلت عليه بل أعطيناه صفة النبوة وهي منتفية في حقه ولم يكن بينه وبين النبي صلى الله عليه واله وسلم فرق . ومقصودنا بالوحي الأوامر والنواهي والتحليل والتحريم والأخبار النازلة عن طريق جبريل (ع) .
أعجبني · 23 س


Haidar Alwaely · 0:08 انقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه واله وسلم

قد خاطب الامام علي (ع) رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما كان يلي غسله وتجهيزه بقوله : ( بأبي أنت وأمي لقد انقطع بموتك مالم ينقطع بموت غيرك من النبوة الأنباء وأخبار السماء ) نهج البلاغة/ ج3ص328 .
فكيف بمن يدعي إن الائمة معصومون أي ان جبريل لايزال ينزل على الائمة بعد النبي فيأتيهم بالأنباء وأخبار السماء ويعصمهم ويسددهم .
وروى في كتاب سفينة البحار ج2 ص638 عن المفيد . ( إن نزول الوحي يمتنع على الأئمة لأن الإجماع انعقد بعدم نزول الوحي عليهم ) . , أما الإلهام الذي يحصل لبعض أولياء الله كما قرر علماء العقيدة هي إلقاء معنى في القلب بطريق الفيض من الله تعالى كما في قوله تعالى عن النحل : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) النحل/68 . وهذا الوحي من معاني التسخير . أما الإلهام كما في قوله تعالى :
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ) القصص/6 . فالإلهام هو جزئي ومؤقت في واقعة بعينها لا دائمي في جميع الأحوال ويكون ممكنا لكل مؤمن ولا يستلزم العصمة التي قال الله تعالى عنها ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) ..
ومثله كمثل الرؤيا الصادقة من غير نبي وكذلك مجيء جبريل (ع) لمريم فكذلك في واقعة بعينها وليس فيه تحليل وتحريم أو عصمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق