إن ما مر بنا من بحث يقودنا إلى موضوع خطير هوعدم موثوقية عموم أسانيد الروايات المنسوبة إلى جعفر الصادق - فضلاً عن بقية (الأئمة) - لعدم موثوقية رواتها عنهم. وهوما يصرح به علماء الشيعة قبل غيرهم!
وقد مر بنا بعضها عن بعضهم كالشريف المرتضى الذي قال: (فمن أين يصح لنا خبر واحد يروونه ممن يجوز أن يكون عدلاً؟) (1).
بل يصرح بكلام خطير ينسف عامة رواياتهم حين يقول: (دعنا من مصنفات أصحاب الحديث من أصحابنا فما في أولئك محتج، ولا من يعرف الحجة، ولا كتبهم موضوعة للاحتجاج) (2).
وقال الطوسي: (إن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة) (3).
وهذا هوالذي نقوله نحن ولا نعدوه: الشيعة يعتمدون كتباً ألفها رجال مذاهبهم فاسدة. وهذا باعتراف شيخ الطائفة على الإطلاق أبي جعفر الطوسي!!
فمن أين يجد الصلاح إليهم طريقه؟!
حقائق خطيرة عن أسانيد روايات الشيعة
1. كذب الدعوى بالرواية عن (أهل البيت)
يرفض الشيعة أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - التي رواها عنه أصحابه - رضي الله عنهم - فمن بعدهم من التابعين لهم بإحسان؛ بحجة أن رواتها ليسوا من أهل
البيت، الذين هم - كما يدَّعون - الباب الوحيد لمدينة علمه - صلى الله عليه وسلم -. مع ادعائهم أن رواياتهم مسندة بالنقل عن أهل البيت، فرواياتهم دون غيرها هي الصحيحة الموثقة.
لكننا - عند التحقيق - لا نجد لهذه الدعوى من حقيقة تستند إليها: لا من حيث النظر والتأصيل، ولا من حيث الواقع والتطبيق!! وإليكم البيان:
2. رواة الشيعة ليسوا من (أهل البيت)
لنؤخر البحث النظري في الموضوع وندخل مباشرة في الواقع التطبيقي لدى الشيعة لنرى هل ما يدّعونه يلتزمونه ويطبقونه على أنفسهم؟ أم ليس وراء ذلك سوى الدعوى المجردة؟!
__________
(1) رسائل الشريف المرتضى 3/ 310. منقولاً عن كتاب مدخل إلى فهم الإسلام - يحيى محمد ص393.
(2) أيضاً 3/ 311.
(3) الفهرست - الطوسي /مقدمة المؤلف ص25.
إن دعوى الشيعة بأن رواياتهم مسندة بالنقل عن أهل البيت يستلزم أن يكون رواتها - في جميع حلقات سلسلة السند، أي من البداية إلى أن تصل إلى (الإمام) أوإلى النبي - صلى الله عليه وسلم - - من (الأئمة) فقط، أو- على الأقل - من أهل البيت.
فإن كان هذا ما يعنونه بقولهم ذاك، فهذا لا وجود له البتة! والرجوع إلى أي مصدر من مصادرهم الروائية كـ (الكافي) للكليني، أو(البحار) للمجلسي يظهر بجلاء تام بطلان هذه الدعوى.
إن رواة الشيعة الذين نقلوا لهم دينهم من خلال عشرات الآلاف من الروايات ليس فيهم أحد من أهل البيت فضلاً عن أئمتهم!! ومن أراد التأكد من صحة قولي فدونه تلك المصادر فليرجع إليها إن شاء. فلن يجد أكثر من رواية تبدأ بـ (فلان عن فلان عن فلان ... قال أبوعبد الله عليه السلام: ... ) و(فلان) هذا من أول السند إلى آخره ليس من أهل البيت! فأي أهل بيت يروي عنه الشيعة؟!
نموذج من أسانيد كتاب (الكافي) للكليني
وهذا ثبت بأسانيد أول عشر روايات في كتاب (الأصول من الكافي) كنموذج يمثل جميع الروايات الشيعية في مصادرهم كلها، أتبعه بنموذج آخر من (صحيح البخاري) من أجل المقارنة، كي يتبين لكل قارئ بياناً لا مرية فيه أن ما يتبجح به الشيعة من كون رواياتهم مسندة عن (أهل البيت) دعوى عارية عن الصحة عرياً تاماً إلى حد التصفير!
أخبرنا أبوجعفر محمد بن يعقوب قال: حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: لما خلق الله العقل ...
عليُّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمروبن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي - عليه السلام - قال: هبط جبرئيل ...
أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله - عليه السلام - قال: قلت له: ما العقل ...
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا - عليه السلام - يقول: صديق كل امرئ عقله ...
وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت لأبي الحسن - عليه السلام -: إن عندنا قوماً ...
أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن أبي محمد الرازي، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبوعبد الله - عليه السلام -: من كان عاقلاً ...
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما يداقّ (1) الله العباد ...
علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله - عليه السلام -: فلان من عبادته ...
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا بلغكم عن رجل حُسن حال ...
10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبد الله - عليه السلام - رجلاً مبتلى بالوضوء والصلاة ...
هل ترون في سند واحدة من هذه الروايات أحداً من أهل البيت؟
أواسماً من أسمائهم؟! (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
وهكذا الحال في جميع روايات (الكافي) البالغ عددها أكثر من ستة عشر ألف رواية (000,16)!! بل جميع رواياتهم في المصادر الأخرى بلا استثناء!!! فانتقضت دعواهم في الرواية عن (أهل البيت) من أساسها.
نموذج من أسانيد البخاري في كتابه (الصحيح الجامع)
__________
(1) يحاسبهم.
وهذه أسانيد أول عشرة أحاديث - دون المكرر - يرويها الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في (صحيحه) عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:
1. حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة قال أخبرني منصور قال سمعت رِبعي بن حِراش يقول سمعت علياً يقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تكذبوا عليَّ فإنه من كذب عليَّ فلْيلجِ النار).
2. حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن مُطَرِّف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال قلت لعلي بن أبي طالب: هل عندكم كتاب قال: لا إلا كتاب الله ...
3. وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون ... حدثنا عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي بذلك.
4. حدثنا مسدَّد قال حدثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب قال: كنت رجلاً مذاء فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله فقال:
(فيه الوضوء).
5. حدثنا أبواليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة بنت النبي - عليه السلام - ليلة ...
6. حدثنا عثمان قال حدثني جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي - رضي الله عنه - قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد ...
7. حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم عن علي بن حسين عن مروان بن الحكم قال شهدت عثمان وعلياً رضي الله عنهما ...
8. حدثنا قَبيصة حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي - رضي الله عنه - قال أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أتصدق بجلال (1) البُدن التي نحرت وجلودها.
__________
(1) ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه.
9. حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان قال أخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي - رضي الله عنه - قال بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقمت على البدن ...
10. حدثنا عَبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره
أن علياً عليه السلام قال: كانت لي شارف من نصيبي من الغنم ...
هذه أسانيد البخاري، وتلك أسانيد الكليني. فهل تجد لأسانيد الكليني ميزة على أسانيد البخاري بحيث يمكن القول إن الشيعة يأخذون
رواياتهم عن أهل البيت؟ وأن أهل السنة لا يروون عنهم؟
إن كل ما يفعله الكليني فمن دونه من كتبة المصادر الروائية الشيعية هوأنه يأتي برواية تنتهي إلى أحد (الأئمة)، ولكن جميع من يروي عنهم في سلسلة السند ليسوا من أئمة أهل البيت ولا عامتهم. والبخاري يروي بسلسلة سند تنتهي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلوافترضنا أن جميع الرواة بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليسوا من أهل البيت فما ميزة روايات الكليني وغيره من رواة الشيعة عليه؟ إنهم كذلك يروون عن رجال ليسوا من أهل البيت! أما الميزة الحقيقية فهي لرواة أهل السنة؛ فإنهم يروون عن رسول الله نفسه، بينما رواة الشيعة يروون عن (الإمام)، وغالباً يروون عن جعفر بن محمد. ولا شك أن الرواية عن الرسول أعلى وأجل من الرواية عن غيره. وتأمل هذين السندين وقارن بينهما:
الكليني-> محمد بن يحيى->أحمد بن محمد-> ابن فضال-> الحسن بن جهم-> الرضا
البخاري->علي بن الجعد-> شعبة-> منصور-> ربعي بن حراش-> علي-> الرسول
فلماذا يكون الذي يروي عن الرضا يأخذ دينه عن أهل البيت؟ والذي يروي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفسه - وهوسيد الأمة بل العالمين أجمعين فضلاً عن أهل البيت - لا يكون راوياً عن أهل البيت؟! ويعتبر ذلك في حقه منقصة (يرفض) بسببها؟! أليس حجة الشيعة في الرواية عن أهل البيت أنها أضمن لصحة النقل عن رسول الله؟ وهم لا يروون إلا رواية تنتهي بـ (الإمام) دون أي راوٍ يروي عنه من أهل البيت! فالذي يروي عن رسول الله نفسه، لماذا لا تكون روايته مضمونة الصحة عن رسول الله وهويروي عن رسول الله؟! لوكان الرواة عن (الأمام) كلهم من أهل البيت، أوترك لنا جعفر الصادق - أوغيره من (الأئمة) - كتاباً بخطه مروياً عن رسول الله لكان للدعوى وجه حق. أما وإن كل ما موجود رواية تنسب إلى أحد أئمة أهل البيت، والسند كله ليس فيه من أحد أهل البيت! وإذن (نحن الذين يجب أن يؤخذ عنا الدين، ونحن وعاة خزائن علم آل محمد وورثتهم ... ) فهذا كلام مجانب للحقيقة العلمية، وليس له من الحقيقة والحق من نصيب.
ولك أن تلاحظ أن أربعة من الروايات العشر السابقة التي رواها البخاري عن علي - رضي الله عنه - في أسانيدها رجال من أهل البيت: فالرواية الرابعة رواها محمد بن علي عن أبيه علي. والخامسة مروية عن علي بطريق علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -. وكذلك الرواية العاشرة! أما الرواية السابعة فجاءت عن طريق علي بن الحسين. لكن الكليني في رواياته العشرة السابقة لم يرورواية واحدة عن (الإمام) مسندة عن أحد من أهل البيت! وكذلك رواياته جميعاً إلا ما شذ وندر!!
اللهم إلا الرواية السابعة فقد وردت عن (الحسن بن علي)! ولكن - وا أسفي! - تبين أنه .. (ابن يقطين) الفارسي الشعوبي! وليس (ابن أبي طالب) العربي القريشي!
والآن هل تأكدت معي - بما لا يقبل الشك - أن ما يدّعيه الشيعة من أنهم يأخذون علمهم ويروون أحاديثهم عن أهل البيت لا يعدوكونه أسطورة من الأساطير التي شاعت بين الناس لكثرة ما رددت على أسماعهم؟ وما أكثر الأساطير! وهذه واحدة منها.
3. مؤلفوالمصادر الروائية كلهم عجم
إن الشرط الذي وضعه الإمامية لأنفسهم وهوأنهم لا يقبلون من الروايات إلا ما كان مروياً عن طريق رجال أهل البيت منقوض من ناحية أخرى هي: أن أصل السند فاقد لهذا الشرط: فليس واحد من الرواة الذين كتبوا المصادر يرجع إلى أصل عربي! فضلاً عن أن يكون من أئمة أهل البيت - كما يقتضي الشرط - أومن عامتهم - على أقل تقدير! - إضافة إلى فقدان رجال سلسلة السند ذلك الشرط الذي ألزم به الشيعة غيرهم فقداناً تاماً! - كما تبين لنا في الفقرة السابقة - وإليكم التفصيل:
إن روايات الإمامية في أصلها ترجع إلى أربعة مصادر هي:
1. الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني (ت 329).
2. فقيه من لا يحضره الفقيه لمحمد بن علي القمي (ت381).
3. تهذيب الأحكام.
4. الاستبصار.
والكتابان الأخيران كلاهما لمحمد بن الحسن الطوسي (ت 460).
وهؤلاء جميعاً ليسوا من العرب، ولا من أئمة أهل البيت، ولا عامتهم!
وهذه المصادر انتشرت أوأُلفت في الفترة البويهية. والبويهيون
إيرانيون أعاجم حكموا بغداد وعاثوا فيها فساداً.
ثم جاء الصفويون وهم إيرانيون أعاجم لتنتعش الحركة التأليفية الإمامية مرة أخرى. فكتب المجلسي كتابه بحار الأنوار. والمجلسي فارسي أعجمي. وكتابه هذا يعتبر موسوعة ضمت جميع الروايات الإمامية. وهوأكثر من مائة مجلد!.
مقارنة مع مصادر أهل السنة
على العكس من مصادر أهل السنة الروائية: إذ تجد في مؤلفيها العربي والأعجمي تماشياً مع طبيعة الإسلام ونظرته العالمية. بينما تأبى المصادر الشيعية أن تتماشى - حتى من هذه الناحية - إلا مع طبيعة الفرس ونظرتهم العنصرية!.
إن أقدم مؤلف في الرواية عند أهل السنة موطّأ الإمام مالك. والإمام مالك بن أنس (ت 179هـ) عربي الأصل أصبحي من اليمن.
ثم مسند الإمام احمد الذي ضم حوالي أربعين ألف حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. والإمام احمد بن حنبل (ت241هـ) عربي من بني شيبان من عرب العراق.
ومسند الإمام الشافعي. وهومحمد بن إدريس الشافعي (ت204هـ) قرشي عربي: يتصل نسبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجد الثالث عبد مناف.
أما صحيح البخاري فجامعه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
(ت256هـ) وهوأعجمي.
وصحيح مسلم صاحبه الإمام مسلم بن الحجاج (ت261هـ) عربي من قبيلة قشير العربية.
وكذلك أبوداود (ت275هـ) عربي الأصل من الأزد.
فلماذا لا يكون رواة الإمامية جميعا إلا أعاجم ليس فيهم عربي؟! ولم يكونوا خليطاً كما يقتضي منطق الأمور: إذ أن المسلمين فيهم العربي وفيهم الأعجمي. والعرب هم حملة الدين، والدين كتاب وسنة. فلا بد أن يكون في الرواة عرب.
أما أن يكونوا جميعا أعاجم! فهذا يثير الشكوك ويشير إلى أن الأمر مقصود، لا سيما إذا استحضرنا أن تلك المصادر تفشوفيها العقائد المنحرفة والأفكار الهدامة الغالية، ما يفسر عدم كون واحد من مؤلفيها من العرب؛ إذ العرب لا يمكن أن يخربوا أساس دينهم لإيمانهم أولاً، ولعدم وجود مصلحة لهم في ذلك ثانياً، لا سيما في الأعصر الأولى؛ فإن ملكهم قام على أساس دين الإسلام. على العكس من الفرس الذين انهدم ملكهم بقيام هذا الدين! ومن انحرف من العرب - لسبب أوآخر- فإنه لم يبلغ في انحرافه إلى تلك الدرجة التي تؤهله عند الأعاجم لان يكون مرجعاً!
4. سلسلة الرواة مجروحة الحلقات
وقد يعنون بالرواية عن أهل البيت أن رواياتهم - بغض النظر عن سلسلة رواتها - تسند - في نهاية سلسلة سندها - إلى الإمام جعفر الصادق أوغيره من (الأئمة)، وهذا يكفي في قبولها وثبوت صحتها.
وهذا هوالتفسير الواقع لدعواهم، ليس لهم من نصيب أكثر منه. فلا تجد لأية رواية عندهم من أول سندها إلى آخره راوٍ يرجع نسبه إلى أهل البيت سوى الإمام الذي تنتهي به الرواية وتنسب إليه.
وهذا هوالمعنى الشائع عند عوامهم إذ يصدقون بكل رواية منسوبة إلى (الأئمة) بصرف النظر عن سندها وصحته. وكذلك علماؤهم! نجدهم في الواقع يحتجون بهذه الروايات على الطريقة التي عليها عوامهم، رغم أنهم - عند الجدال - يدّعون التثبت والتحقيق.
فإن كان هذا - ولا شيء سواه في الواقع - ما يعنونه بدعواهم التفرد بالرواية عن (أهل البيت)، فهذا المعنى لا يحتاج إلى تفصيل لرده وإبطاله! إنه أشبه بالإعلانات الدعائية الفارغة، التي ترمي إلى جذب أنظار جمهور الناس وعوامهم. وكل من له مسحة من العلم يدرك ذلك جيداً. ولكنني مع هذا لا أرى بأساً في أن أقول:
إن انتهاء الرواية إلى موثوق لا يكفي في توثيق الرواية ما لم تحقق طبقاً لأصول الحديث، وقواعد التصحيح والتضعيف، ومنها وجوب موثوقية جميع رجال السند. وإلا فإن الأحاديث المسندة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الموجودة في مصادر أهل السنة - طبقاً للقاعدة السابقة - أصح وأوثق! إذ أن منزلة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا تدانيها منزلة، فالأخذ بها بمجموعها أولى.
على أن عدم لزوم صحة الرواية لمجرد أنها انتهت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوالإمام جعفر الصادق، بل لا بد من النظر في موثوقية رجال سلسلة السند من أوله إلى منتهاه - هوما تقضي به القواعد الأصولية المتفق عليها بصرف النظر عن الواقع. وفي هذا يقول الخوئي: لم تثبت صحة جميع روايات الكتب الأربعة؛ فلا بد من النظر في سند كل رواية منها: فإن توفرت فيها شروط الصحة أخذ بها، وإلا فلا (1).
هذا ما موجود في الكتب. أما ما هوشائع بين عامة الإمامية وفي واقعهم الشعبي والعلمي - كما أسلفت - فشيء آخر.
__________
(1) معجم رجال الحديث - الخوئي 1/ 110.
هذا حين ننظر إلى الأمر من خلال القواعد المتفق عليها. أما إذا نظرنا إليه من خلال قواعد الشيعة التي وضعوها، ومنها وجوب أن يكون الرواة من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن بطلان رواياتهم سيكون أوضح من أن يوضّح! لعدم تمكنهم من الوفاء بهذا الشرط، وفقدانه تماماً.
إن محمد بن مسلم وجابر بن يزيد الجعفي وزرارة بن أعيَن وأبا بصير المرادي وهشام بن الحكم وهشام الجواليقي وأبا حمزة الثمالي ومحمد بن يحيى وعوف العقيلي وعبد الله بن يعفور وأبا هريرة البزار وبريد بن معاوية والمغيرة بن سعيد ... وغيرهم وغيرهم من رواة الشيعة ليسوا من أهل البيت. فكيف يقبل الشيعة روايات هؤلاء، ويردون في الوقت نفسه روايات أهل السنة التي روَوها عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان بحجة أن هؤلاء ليسوا من أهل البيت؟!
بين أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحاب جعفر؟
وهنا يحق لنا أن نقول: أيهما أفضل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أم أصحاب جعفر الصادق رحمه الله؟
لا شك أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل؛ فشرف الصاحب على قدر شرف مصحوبه. إضافة إلى ما ورد في حقهم من فضائل في الكتاب والسنة، وما شهد به من ذلك تأريخهم وسيرتهم. ثم أنه لا يعقل أن يكون أصحاب جعفر أفضل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -! فكيف تُرد روايات أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذين هم أفضل من كل وجه، وبكل اعتبار بحجة أنهم ليسوا من أهل البيت، وتقبل - في الوقت نفسه - روايات أصحاب جعفر وهم أدنى منزلة، وليسوا من أهل البيت!
5. رواة الشيعة مجرَّحون في مصادرهم نفسها
حين نرجع إلى (كتب الرجال) عند الشيعة - وهي كتب ألفوها في فترات متأخرة في القرن الخامس الهجري وما بعده - نجد أن عامة رواتهم مجرَّحون ليسوا بثقات!
وإليك الدليل باختصار شديد. ومن أراد التفصيل فليرجع إلى تلك المصادر كرجال الكشي:
وأكتفي هنا - رغبة في الاختصار - ببيان حال الرواة الأربعة الذين عليهم مدار روايات الإمامية ومحورها، وهم: زرارة بن أعيَن، وأبوبصير الليث بن عدي المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي.
أ. زرارة بن أعين
يقول فيه الحائري: أجمعت العصابة على تصديقه والانقياد له (1).
لكن الكشي يروي فيه عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) قال جعفر (ع): أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم قلت: ما هوقال: هوالله ما احدث زرارة وأبوحنيفة وهذا الضرب (2).
ويروى أيضاً عن كليب الصيداوي انهم كانوا جلوساً ومعهم عذافر الصيرفي وعدة من أصحابهم معهم أبوعبد الله (ع) فقال: لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن الله زرارة ثلاث مرات (3).
ويروى عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال إن الله ثالث ثلاثة إن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهد جنازته.
ويروى عن عمران الزعفراني سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ما احدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة من البدع عليه لعنة الله (4).
وروى عن ليث المرادي أنه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لا يموت زرارة إلا تائهاً (5).
وقد روي ذمه عن الإمام الصادق من طرق متعددة كثيرة. وكان
الباقر يعتبره من جواسيس السلطان وعيونهم عليه (6).
بل روى الكشي أنه كان يشك في (إمامة) جعفر وابنه موسى وعلمهما. والرواية الأخيرة عن النضر بن شعيب عن عمة زرارة قالت: لما اشتد بزرارة قال: إني أريد المصحف فناولته وفتحته ووضعته على صدره فأخذه مني وقال يا عمة اشهدي انه ليس لي إمام غير هذا الكتاب (7).
هذا حال زرارة الذي قال فيه الحائري قوله السابق!
__________
(1) جامع الرواة 1/ 324.
(2) رجال الكشي ص131 - 132
(3) أيضاً ص135
(4) أيضاً ص134
(5) أيضاً ص134
(6) رجال الكشي ص139.
(7) 133،131،139.
وقالوا فيه كذلك: أفقه الأولين ستة، وأفقه الستة زرارة (1). وعُدّ من أصحاب الباقر والصادق والكاظم، وأن الصادق قال فيه: يا زرارة إن اسمك في أسامي أهل الجنة (2).
وقد حاول الخوئي في (معجم رجاله) الخروج من هذا المأزق بتقسيم الروايات الواردة في ذمه إلى ثلاثة أقسام:
الطائفة الأولى: ما دلت على أن زرارة كان شاكاً في إمامة الكاظم فإنه لما توفي الصادق بعث ابنه عبيداً إلى المدينة ليختبر أمر الإمامة.
الطائفة الثانية: روايات دالة على أن زرارة قد صدر منه ما ينافي إيمانه.
الطائفة الثالثة: ما ورد فيها قدح زرارة من الإمام.
فكيف يوثق بمثل هذا؟!
ب. أبوبصير ليث المرادي
وحاله لا يختلف عن حال زرارة!
روى الكشي فيه عن حماد النائب أنه قال: جلس أبوبصير على باب أبي عبد الله (ع) ليطلب العلم فلم يؤذن له فقال: لوكان معنا طبق لأذن قال: فجاء كلب فشغر في وجه ابي بصير قال: أُف أُف ما هذا؟ قلت: هذا كلب شغر في وجهك (3).
وروى أنه كان يدخل بيوت الأئمة وهوجنب (4).
وكان يتهم جعفر الصادق بجمعه للمال وحبه للدنيا!! من ذلك ما رواه الكشي عن أبي يعفور أنه قال: خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبوبصير المرادي قال: قلت له يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك فانك ذومال كثير فقال: اسكت فلوأن الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه (5).
وروى عنه أنه قال: أما إن صاحبكم لوظفر بها لاستأثر بها (6). وكان لا يؤمن بإمامة موسى بن جعفر! ويتهمه بعدم العلم ومعرفة الأحكام (7).
جـ. محمد بن مسلم
ولم نجد حال هذا مختلفاً عن حال أخويه!
روى الكشي عن المفضل قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لعن الله محمد بن مسلم كان يقول: إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون (8).
__________
(1) نقد الرجال للتفرشي ص137.
(2) رجال الكشي/ ص112.
(3) رجال الكشي155. وشغرالكلب: إذا رفع رجله وبال.
(4) أيضاً ص152.
(5) أيضاً 152.
(6) أيضاً ص154.
(7) أيضاً ص154.
(8) أيضاً ص155
وروى عن أبي صباح سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: يا أبا الصباح هلك المتريثون في أديانهم منهم محمد بن مسلم (1).
وعن جعفر بن محمد (ع) قال عنه وعن زرارة: أنهما ليسا بشيء من ولايتي (2).
د. بريد بن معاوية العجلي
وهومن أصحاب الباقر والصادق. قالوا: إنه من أوتاد الأرض، وأعلام الدين.
ولكن الكشي يروي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: لعن الله بريداً ولعن الله زرارة (3).
وروى عن عبد الرحيم القصير قال: قال لي أبوعبد الله: ائت زرارة وبريداً فقل لهما: ما هذه البدعة التي ابتدعتماها أما علمتما أن رسول الله (ص) قال: كل بدعة ضلالة؟ …أما بريد فقال: والله لا
أرجع عنها أبدا (4).
هذا حال أوثق رواة الإمامية وأبرزهم قاطبة! فكيف حال من
دونهم؟!! إن هذا يمنع الوثوق بمروياتهم، ويجعل القول بصحة نسبتها إلى (الأئمة) فارغاً لا يمكن الاعتماد عليه.
6. كثرة الكذابين على (أهل البيت) وأثرها في الرواية عنهم
لقد كثر الكذابون الذين انتحلوا محبة أهل البيت لغايات في أنفسهم كهؤلاء وأضرابهم مثل:
__________
(1) أيضاً ص156
(2) أيضاً ص151
(3) أيضاً ص208
(4) أيضاً ص208
الهشام بن الحكم المجسم (1). وجابر بن يزيد الجعفي الذي دس على الإمام الباقر سبعين ألف رواية! وعوف العقيلي الذي كان خماراً (2). وأبي حمزة الثمالي الخمار الآخر (3). وعلي بن أبي حمزة البطائني (4) الذي كان يأكل أموال الناس باسم (الأئمة). وكان من الواقفية الذين كفرهم الإمام الرضا (5). والبطائني هذا أول من أظهر الوقف. وعبد الله بن أبي يعفور الخمار كذلك. وأبي هريرة البزار الخمار أيضاً. وهشام بن سالم الجواليقي المجسم (6). والسيد الحميري وكان خميراً (7).
والمغيرة بن سعيد الذي أخرج الكشي بسنده عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي (أي الباقر). ويأخذ كتب أصحاب أبي، فكان يدس الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي، ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة. فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلوفذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم (8).
ونقل المامقاني في مقدمة كتابه تنقيح المقال أن المغيرة هذا قال: دسست في أخباركم أخباراً كثيرة تقرب من مائة ألف حديث (9).
وأبي الخطاب الأسدي الذي قال عنه علي بن موسى الرضا: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله. لعن الله أبا الخطاب،. وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن (10).
__________
(1) الكافي 1/ 106،105.
(2) رجال الكشي ص90.
(3) أيضاً ص76.
(4) أيضاً ص 423.
(5) وهم الذين وقفوا بالإمامة على موسى بن جعفر، وقالوا بمهدويته وغيبته. ولم يعترفوا بـ (إمامة) من بعده من (الأئمة) معتمدين على رواية شاعت في حينها مثل: (سابعنا قائمنا)، (قائمنا اسمه حديدة الحلاق)!!.
(6) الكافي للكليني 1/ 105.
(7) رجال الكشي ص242
(8) أيضاً ص 196.
(9) 1/ 174.
(10) رجال الكشي ص195.
ومحمد بن علي بن النعمان الأحول الملقب عند الشيعة بـ (مؤمن الطاق) المجسم. وكان يشيع أن (الإمامة) محصورة في أناس مخصوصين من أهل البيت. فلما علم زيد بن علي بهذه الإشاعة أنكر عليه محتجا بأن هذا أمر لم يسمعه من أبيه الباقر. فرد عليه قائلاً: كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة (1).
ومئات أمثال هؤلاء.
وقد أفرز هذا ظاهرة في المجتمع الإسلامي الأول، ألا وهي كثرة الكذب والكذابين على مشاهير أهل البيت. وهذا هوالذي منع علماء الحديث كالبخاري ومسلم وأصحاب السنن من الإكثار من تدوين الروايات التي ينقلها الناس عنهم أيام تدوين مصادرها الأولى خشية الوقوع في الكذب، لصعوبة التمييز بين الصحيح والمكذوب عليهم.
والواقع يثبت أن كل من حاول ذلك، وكتب روايات هؤلاء عن الأئمة وقع في المحذور الذي تحاشاه المحدثون المذكورون. ومصادر الشيعة شاهد واضح على ذلك. فقد امتلأت مصادرهم الروائية وعجت بالروايات الغالية الباطلة. وما ذاك إلا بسبب النقل عن كل من روى عن (الأئمة) دون تمحيص. حتى إنك إذا رجعت إلى تلك المصادر لا تجد صعوبة في تشخيص الروايات الضعيفة والمكذوبة لوضوح العلة في متونها دون الحاجة إلى النظر في أسانيدها. فإذا حققت السند وقعت على سبب العلة، إلا وهوأولئك الرواة الكذابون.
يقول عالم شيعي اثنا عشري متعصب معاصر هوهاشم معروف: (وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي
__________
(1) أيضاً ص186.
والوافي وغيرها نجد الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم. وبالتالي رجعوا إلى القرآن الكريم لينفثوا سمومهم ودسائسهم لأنه الكلام الوحيد الذي يتحمل ما لا يتحمله غيره. ففسروا مئات الآيات بما يريدون، والصقوها بالأئمة الهداة زوراً وبهتاناً وتضليلاً. وألّف علي بن حسان وعمه عبد الرحمن بن كثير وعلي بن أبي حمزة البطائني كتباً في التفسير كلها تخريف وتحريف وتضليل لا تنسجم مع أسلوب القرآن وبلاغته وأهدافه) (1).
وقد مر بنا قول الشريف المرتضى الملقب بعلم الهدى في هذا الصدد ولا أريد إعادته.
إن هذه الشهادات الخطيرة من علماء الشيعة تحتاج إلى وقفة طويلة من كل أخ شيعي يبتغي الحق يراجع على ضوئها حساباته من جديد. ويعلم أن النتائج التي توصلنا إليها لم يحملنا على تقييدها التعصب أوالاتهام المجرد عن الدليل العلمي القائم على قواعد البحث العلمي.
ولنأخذ الآن مثالاً على مصادر الشيعة الروائية نطبق عليه بعض ما سلف من أحكام، ألا وهوكتاب (الكافي) للكليني.
أوثق المصادر الروائية عند الإمامية
__________
(1) الموضوعات في الآثار والأخبار ص 253.
يعتبر الشيعة كتاب (الكافي) لمحمد بن يعقوب الكليني - وهوفي ثمانية مجلدات: الأصول والفروع والروضة - أوثق وأقدم مصدر لروايات أهل البيت عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية. وقد عاصر مؤلفه الفترة التي تسمى عندهم بـ (الغيبة الصغرى). وهي - حسب اعتقادهم - الفترة التي كان المهدي محمد بن الحسن يتصل فيها بشيعته عن طريق سفرائه الأربعة واحداً بعد الآخر. وقد أعطت هذه المعاصرة للكليني ميزة لكتابه هي توثيق (المهدي) له؛ فلوكان فيه رواية ضعيفة لأنكرها (المهدي) عن طريق أولئك السفراء. بل رووا أن الـ (المهدي) قال: (الكافي كافٍ لشيعتنا). وقد وُثق الكتاب وصاحبه من قبل علماء الإمامية قاطبة في القديم والحديث! حتى الذين لا يأخذون بجميع ما فيه يعتبرونه أوثق المصادر وأرفعها منزلة. وهوعلى رأس قائمة هذه المصادر في معرفة أصول العقيدة وأحكام الشريعة. أما الآخرون فيعتبرونه صحيحاً (من الجلد إلى الجلد). وهوعندهم في الصحة كصحيح البخاري عندنا. بل لا يعتبرون صحيح البخاري شيئاً بالنسبة إليه! وقد ألفوا في المقارنة بينهما لبيان تفوق كتاب الكافي على صحيح البخاري!!.
وهذه بعض أقوال علماء الشيعة في كتابهم هذا اقتبستها من المقدمة التي كتبها الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ للكتاب في الجزء
الأول منه - طبعة طهران - سنة 1381هـ:
1 - أول هذه الأقوال عن الدكتور حسين علي محفوظ نفسه إذ يقول في تلك المقدمة: ... ولا يزال حملة الحديث عاكفين على استيضاح غرته والاستصباح بنوره. وهومدد آثار النبوة ووعاة علم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحماة شريعة أهل البيت.
2 - الكليني نفسه مؤلف الكتاب إذ يقول (مقدمة أصول الكافي1/ 8): كتاب الكافي يجمع بين جميع فنون الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل
بالآثار الصحيحة عن الصادقين (ع).
3 - الشهيد محمد بن مكي: كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل الإمامية مثله. (عن بحار الأنوار ج25 ص67).
4 - محمد باقر المجلسي: كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها
وأحسن مؤلفات الفرقة وأعظمها. (عن مرآة العقول ج1 ص3).
5 - ويعتقد بعض العلماء أنه عرض على القائم فاستحسنه وقال: كافٍ لشيعتنا. (عن منتهى المقال ص298، والصافي مج1 ص4، وروضات الجنات ص553).
تأمل ما يقوله الشيعة أنفسهم عن هذا الكتاب الذي أنزلوه تلك المنزلة:
لقد ضعّف المجلسي من كتاب الكافي الذي قال فيه: (كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة وأعظمها)!! في شرحه له المسمى بـ (مرآة العقول) أكثر من تسعة آلاف رواية
فيه (1)!!
وممن ذكر مثل هذا العدد من الروايات الضعيفة في (أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة وأعظمها) مرتضى العسكري إذ يقول: ذكر المحدثون بمدرسة أهل البيت أن فيها خمسة وثمانين وأربعمائة وتسعة آلاف (9485) حديث ضعيف من مجموع
(16199) حديث (2).
بل أوصل أحد الباحثين وهومحمد باقر البهبودي الأحاديث الضعيفة فيه إلى (11693) حديثاً!! وذلك في كتابه (صحيح الكافي). واعتبر - كما يقول مرتضى العسكري - من مجموع (16121) حديثاً من أحاديث الكافي (4428) حديثاً صحيحاً فقط! وترك (11693) حديثاً منها لم يرها حسب اجتهاده صحيحة (3).
فما قيمة كتاب اكثر من ثلثيه كذب أوضعيف لا يعتمد عليه؟
وإذا كان هذا حال (أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة وأعظمها)! فما بالك بما دونه!!!
عدم تمييز الضعيف من الصحيح
__________
(1) * لؤلؤة البحرين - يوسف البحراني ص394 تحقيق محمد صادق بحرالعلوم.
* الموضوعات في الآثار والأخبار - هاشم معروف الحسيني ص 44 نقلاً عن مدخل إلى فهم الإسلام - يحيى محمد ص394.
(2) معالم المدرستين - مرتضى العسكري 3/ 343.
(3) المصدر نفسه.
ولوجرى تعيين الروايات الضعيفة وفرزها عن الصحيحة لهان الخطب، إذ يمكن أن يقال: تمسكوا بالروايات الصحيحة ودعوا الضعيفة. لكن الحاصل هوأنهم أطلقوا هذا الحكم بضعف هذا الكم الهائل من الروايات دون تحديد متفق عليه! فكأنهم لم يفعلوا شيئاً، لأنه لا يمكن لأحد أن يستفيد عملياً من هذا الحكم ما لم يحصل الاتفاق على تمييز الصحيح من الضعيف، وإلا فإن احتمال ورود الضعيف على أي رواية من روايات الكتاب يظل قائماً. إن النتيجة الوحيدة التي يمكن أن يخرج بها عاقل من وراء ذلك هي وجوب ترك الجميع حذرا من الوقوع في الباطل لا سيما في الأصول والمسائل الخلافية الكبيرة لأن أية رواية مرشحة أن تكون كذلك.
هل يقبل عقلاً أن يجمع صيدلاني في صيدليته ستة عشر ألف قنينة دواء: تسعة آلاف منها تحتوي على سموم دون علامة تميزها عن بقية الأدوية. ثم يفرض هذا الصيدلاني على المرضى أن لا يستعملوا دواءاً من غير صيدليته؟!
إن أي قنينة من هذه القناني مرشحة لأن تكون مسمومة، وإن احتمالية وجود السم واردة على أي قنينة منها. فالحل الوحيد للنجاة من الهلاك أن تهجر تلك الأدوية جميعاً. وإلا عرض المريض نفسه لخطر الموت.
وهل يمكن أن تستفيد من كتاب فيه ستة عشر ألف مسألة،
تسعة آلاف منها بالتمام والكمال خاطئة، إلا أنها شائعة في الكتاب دون تمييز بينها وبين المسائل الصحيحة؟ أوخاض بعض الأساتذة في هذا الموضوع ليفرزوا الصحيح من غيره، لكن لم توثق عملهم أية جهة علمية معتبرة، وبقي العمل يمثل وجهة نظر أصحابه، وهم مختلفون فيما بينهم!
هل يمكن لأي جهة علمية اعتماد مثل هذا الكتاب منهجاً للدراسة يمتحن على أساسها الطلاب ويفرض عليهم دون سواه؟! كيف يمكن لهم أن يتجاوزوا الامتحان بنجاح وهم لا يعرفون الخطأ من الصواب؟! إن هذا هوعين ما يفعله الإمامية حين يلزمون غيرهم بالاقتصار على رواياتهم، وهي على هذه الحال من كثرة الروايات الضعيفة الشائعة في مصادرهم دون تمييز.
هذا من حيث المروي.
أما من حيث الراوي الذي روى هذا النوع والعدد من الروايات وادعى صحتها فإن مثله كمثل طبيب ألَّف كتاباً في الطب ألزم طلبة الطب بدراسته. ثم تبين أن ثلاثة أرباعه مخالف للقواعد والكشوفات العلمية الموثقة، وأن كثيراً من معلوماته تؤدي إلى المرض والهلاك والعطب. هل يصلح أن يسمى مثل هذا الأحمق طبيباً؟!
أم هل يعقل أن يتخذ مثل هذا الكتاب مرجعاً في عالم الطب؟!
لكن المفارقة الكبرى والداهية العظمى هي أن الطلبة ملزمون بالإجابة على أساسه، وتصحيح الإجابات يجري طبقاً للمعلومات الحديثة الموثقة! وليس طبقاً لمضمون ذلك الكتاب العجيب! فكيف، ومتى ينجحون؟!!
إن الإمامية قد بنوا دينهم كله على هذا الكتاب وأمثاله، ويلزمون أتباعهم به في الوقت الذي يقولون: إن ثلاثة أرباعه مغلوط!! لكن الحساب (تصحيح الإجابات) عند الله تعالى سيكون طبقاً للكتاب والسنة والدين الصحيح الموثق وروده عن الله جل وعلا، وليس طبقاً لما موجود في كتاب (الكافي) الذي يقر أصحابه أنفسهم بأن غالبه مغلوط. فكيف سينجوالمتمسك به عند الله؟!
مضمون الكتاب يجزم بعد صحة نسبته
إن هذا الكتاب يعج بالروايات التي تطعن صراحة في القرآن، وروايات تنسب إلى (الأئمة) صفات الإله كعلم الغيب. وروايات لا يمكن حملها إلا على إنها استهزاء بالدين ومقام رسول رب العالمين!
وأخرى ليست أكثر من خرافات وأساطير!!
ولا يتسع هذا الكتاب لأكثر من أمثلة قليلة كشاهد لما أقول. وقد ارتأيت أن أقتصر على عشر روايات تخص موضوعاً واحداً هو
القرآن وحفظه الذي هوالأصل الذي تستند عليه جميع أصول الدين وأركان الإسلام كالإيمان بالله واليوم الآخر ونبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ووجوب الصلاة والزكاة والجهاد، وحرمة الكذب والقتل والزنا. فلولا القرآن وكونه محفوظاً من عند الله لما أمكن إثبات شيء من ذلك البتة. انظر بعض ما جاء عن القرآن الكريم في كتاب (الكافي) (مدد آثار النبوة ووعاة علم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحماة شريعة أهل البيت) (1):
1. عن أبي عبد الله (ع) قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد (ص) سبعة عشر ألف آية (2).
والقرآن الذي بين أيدينا لا يصل إلى سبعة آلاف آية! فأين القرآن الذي يحوي هذه الآلاف المؤلفة من الآيات؟! هذا ما تجيبنا عنه الرواية الآتية:
2. عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) وأنا استمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأها الناس فقال أبوعبد الله (ع): كفّ عن هذه القراءة. اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده. وأخرج المصحف الذي كتبه علي (ع) وقال: أخرجه علي (ع) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل أنزله الله على محمد (ص) وقد جمعته من اللوحين. فقالوا: هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه (3).
__________
(1) يمكن مراجعة كتابنا (هذا هوالكافي) للاطلاع على القيمة الحقيقية لما تضمنته مصادر الشيعة الروائية من روايات، إذ نقلت فيه مئات الروايات = = كشاهد على هذه القيمة. وفي كتاب (المنهج القرآني الفاصل بين أصول الحق وأصول الباطل) استشهدت بأربعين رواية. وليس المصدر الأصلي ببعيد على طالب الحق.
(2) ج2 ص634.
(3) ج ص633.
3. قال أبوجعفر (ع): ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب. وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب (ع) والأئمة من بعده (ع) (1).
والقرآن الذي بين أيدينا جمعه أبوبكر - رضي الله عنه -. أما علي فكان أحد المكلفين بجمعه تحت إشراف زيد بن ثابت. وليس لـ (الأئمة من بعده) علاقة بجمعه.
4. عن أبي عبد الله (ع) قال: نزل جبريل (ع) على محمد (ص) بهذه الآية هكذا: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبيناً) (2).
ولا أدري في أي سورة؟ أم في أي موضع من القرآن يمكن أن نعثر على هذه الآية؟!
5. عن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء/ 59، قال: إيانا عنى خاصة: أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا: (فإن خفتم تنازعاً في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم) كذا نزلت. فكيف يأمر الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم؟ إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (3).
6. عن أبي عبد الله (ع) قال: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها
من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم) قال: قلت: جعلت فداك أئمة؟ قال: أي والله أئمة. فقلت:
فأنا نقرأ أربى؟ قال: ما أربى؟! وأوما بيده فطرحها (4).
7. عن أبي عبد الله (ع) قال: (وإذا المودة سئلت بأي ذنب قتلت). يقول: أسألكم عن المودة التي نزلت عليكم مودةِ القربى بأي
ذنب قتلتموهم؟ (5).
8. عن أبي جعفر (ع) قال: نزل جبريل (ع) بهذه الآية على محمد (ص) هكذا: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله "في علي" بغياً) (6).
__________
(1) ج1 ص228.
(2) ج1 ص417.
(3) ج1 ص276.
(4) ج1 ص292. انظر (النحل/92): (أن تكون أمة هي أربى من أمة).
(5) ج1 ص295.
(6) ج1/ 417.
9. عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي (ع) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) الصف/8، قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم .. (والله متم نوره) ولاية القائم (ولوكره الكافرون "بولاية علي"). قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم: أما هذا الحرف فتنزيل، وأما غيره فتأويل.
قلت: (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)؟ قال: إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين، وجعل إمامته كمن جحد محمداً، وأنزل قرآناً فقال: يا محمد (إذا جاءك المنافقون "بولاية علي" قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين "بولاية علي" لكاذبون).
قلت: قوله: (إنه لقول رسول كريم) الحاقة/40؟ قال: يعني جبريل
عن الله في ولاية علي (ع). قال: قلت: (وما هوبقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون) قال: قالوا: إن محمداً كذاب على ربه وما أمره الله بهذا في علي فأنزل الله بذلك قرآناً: ("إن ولاية علي" تنزيل من رب العالمين. ولوتقول علينا "محمد" بعض الأقاويل. لأخذنا منه اليمين. ثم لقطعنا منه الوتين) ثم عطف القول فقال: (إن "ولاية علي" لتذكرة للمتقين "العالمين" وإنا لنعلم أن منكم مكذبين. وأن "علياً" لحسرة على الكافرين. وأن "ولايته" لحق اليقين). قلت: قوله: (لما سمعنا الهدى آمنا به)؟ قال الهدى: الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه (فلا يخاف بخساً ولا رهقاً) الجن/ 13.
قلت: تنزيل؟ قال: لا تأويل ... (قل إني لن يجيرني من الله "إن عصيته" أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحداً. إلا بلاغاً من الله ورسالاته "في علي") قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم! ثم قال توكيداً: (ومن يعص الله ورسالاته "في علي" فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً) ... قلت: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) الدهر/23. قال: "بولاية علي (ع) " تنزيلا. قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم هذا تأويل (1).
__________
(1) انظر الرواية بطولها 1/ 432 - 435.
10. عن أبي عبد الله (ع): (حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم)
الحجرات/7 قال: يعني أمير المؤمنين (وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان) قال: الأول والثاني والثالث (1).
والظاهر أن هذه كلها يعتقد الكليني بصحتها؛ لأنه ذكر في مقدمة كتابه - كما مر بنا قبل قليل - أنه لا يروي إلا ما صح عنده. فكيف يمكن الوثوق بروايات راوٍ هذه عقليته وعقيدته؟! وقس على ذلك بقية المصادر التي هي ليست أحسن حالاً منه!
هذا يرويه الكليني عن القرآن كتاب الله الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)! فما بالك بما دونه؟! ومن أراد المزيد ليطمئن قلبه فليرجع إلى الكتاب نفسه. هذا وأمثاله هو(مدد آثار النبوة ووعاة علم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحماة شريعة أهل البيت) عند الشيعة! أوقل مدد (المذهب الجعفري)!.
إن هذا يجعلنا نقر جازمين أن المصادر الروائية الإمامية غير موثوقة. إن رواة هذه المصادر يحملون عقائد كفرية وتصورات منحرفة عن الدين والعقل والأخلاق. وهذا يؤدي حتماً إلى سقوط مروياتهم جملة وتفصيلاً. والنتيجة الحتمية التي نصل إليها بطلان نسبة ما أسموه بـ (الفقه الجعفري) إلى الإمام جعفر رحمه الله.
هذا إذا كان (الفقه الجعفري) هونص ما يروى عن (الإمام) جعفر الصادق. فكيف إذا كانت الحقيقة هي أن عموم هذا (الفقه) عبارة عن آراء الفقهاء أنفسهم واجتهاداتهم منسوبة إليه نسبة مجردة عن النقل إليه، بصرف النظر عن صحة المنقول من ضعفه؟!!
__________
(1) 1/ 426.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق