بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المرجعية الدينية والأحتلال البريطاني وكذبة دورها في ثورة العشرين
شبكة البصرة
بلال الهاشمي
أن التطبيل والتزمير للمرجعيات الدينية ظاهرة ليست بالجديدة لكنها بدون شك تعاظمت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق،، فبعد أن سقطت الأقنعة عن وجوه المرجعيات وبانت حقيقة الدور القذر الذي لعبه السيستاني في شرعنة الأحتلال وتنفيذ أجندته،، بدأت حملة لتلميع صورة رجال الدين الموجودين منهم في الحياة والذين أصبحوا حطب لجهنم،، فأنتشرت إعلامياً ظاهرة التمجيد والتعظيم والتبجيل لشخصيات دينية مختلفة،، وأصبحت سيرة المرجع الفلاني أعظم من سير الأنبياء والرسل،، وشخصيته مثالية فهو يتحلى بالشجاعة والورع والزهد والأخلاق الحميدة،، وهو كذلك متغلب على غرائزه وعواطفه،، وذكاءه لامثيل له في العالم،، وجثته لايمسها الدود أو تتحل مع الزمن،، ومواقفه الحازمة أدهشت الملائكة في السماء!!،،،،، ألخ،، ونتيجة لهذه المغالاة أصبح المرجع شخص مقدس حتى وإن غاص في الرذيلة والمعاصي،، وعظيم الشأن حتى وإن أمتطاه الأجنبي،، ومعصوم حتى وإن أخطأ ألف مرة،، وشهيد حتى وإن مات بالأيدز،، ومصداقيته أفضل من دلائل الله،، فعندما يقول المرجع أن اليوم مكمل لشهر رمضان (مثلا)،، فأنه يكون صادق أكثر من الهلال الذي يظهر بالسماء الصافية.
بعدما أثبت رجال الدين في إيران وجودهم على الساحة السياسية وقوة تأثيرهم على المجتمع الإيراني من خلال الثورة الدستورية (1906- 1908) التي قامت ضد الحكومة القاجارية (المدعومة من قبل بريطانيا وروسيا)،، توجهت بريطانيا لأحتواء رجال الدين الشيعة في إيران وتأهيل آخرين للسيطرة على مصدر الفتوى الدينية،، وهذا ما أوصى به (هوارد جونس) بتقريره المرسل إلى الخارجية البريطانية،، وقد أعتبر البريطانيون رجال الدين هم الطبقة الأقوى والمسيطرة في إيران،، حسب قول وزير خارجية بريطانيا (اللورد ويورد) في السفارة البريطانية في طهران بتاريخ 11/أكتوبر/1914،، ومما لاشك فيه أن رؤيا البريطانيون قد أنعكست على رجال الدين في النجف،، على أساس أنهم يحضون بنفس الثقل في المجتمع الشيعي مع الأخذ بنظر الأعتبار أن لمرجعية النجف قاعدة أكبر لقربها من المراكز المقدسة للشيعة،، ورغم أن حكم العثمانيين (السني) الطويل أضعفها،، إلا أن الحياة بدأت تدب فيها مع أحتضار الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد،، فنفضت عن ثوبها الغبار وتعكزت للوقوف مع وصول طلائع القوات البريطانية للبصرة،، إلا أن موقف بعض رجال الدين الشيعة (الوطني) أغضب البريطانيين،، خاصة بعد أن رفض أغلبهم بيع ذممهم،، فكانت النتيجة أن أغتيل العلامة محمد سعيد الحبوبي بالسم (وجهت أصابع الأتهام إلى محسن الطباطبائي الحكيم الذي كان يقوم على خدمته)،، ثم مد البريطانيون يدهم لمرجعية النجف وأعانوها على الوقوف من جديد،، والنهوض بالحوزة العلمية بقيادة فارسية موالية لبريطانيا،، فشيدت أوقاف يعود ريعها للحوزة العلمية على نفقة بريطانيا،، ووصل سيل الأموال البريطانية إلى بساط مرجعية النجف،، فوزعت منها بسخاء على البسطاء من الشيعة تحت شعار أعانة المضطهدين من الحكم العثماني (السني)،، وكانت الغاية الحقيقية من ذلك جر الشيعة إلى أبواب المرجعية.
وقف محمد كاظم اليزدي بالضد من الثورة الدستورية في إيران،، وهذا الموقف سلط عليه الأضواء ورشحه لأن يكون الأفضل في القائمة البريطانية،، خاصة وأنه من كبار رجال الدين في النجف،، وقد سهل دخول القوات البريطانية إلى الفرات الأوسط والسيطرة على المنطقة المحيطة بالنجف عام 1917،، (كما فعل السيستاني مع القوات الأمريكية)،، وذلك بعد أيام من أجتماعه في الكوفة مع (بيرسي كوكس)،، وقد كان الأتفاق بين اليزدي والبريطانيين أن يعمل لصالحهم من خلف الكواليس دون أن يظهر بالصورة،، وقد تطرقت مس بل لهذا الجانب مشيرة إلى أن ظهور اليزدي بالصورة سيؤثر على مركزه كزعيم ديني وبالتالي ستتناقص قيمته بالنسبة لبريطانيا كمؤيد لها!!،، (نفس السياسة التي أتبعها السيستاني مع الأمريكان).
أن العلاقة الحميمة التي ربطت اليزدي بالبريطانيين وصلت إلى حد إعلامه بالعمليات العسكرية التي كانت القوات البريطانية تنوي القيام بها في منطقة الفرات الأوسط،، فقد كتب بلفور عام 1918 رسالة لليزدي يعلمه بنية القوات البريطانية قصف مواقع في النجف،، (لو قارنا هذه الحادثة بسفر السيستاني إلى بريطانيا بحجة تلقي العلاج لو جدنا أن القضية متعلقة بعمليات عسكرية ستجري في النجف تتطلب مغادرته لفترة وجيزة وظهوره في الوقت المناسب)!!،، وبعد العمليات العسكرية قامت القوات البريطانية بتنفيذ حكم الأعدام بمجموعة ينتمون لجمعية النهضة الأسلامية على خلفية أغتيال ضابط بريطاني،، وحدث هذا أمام صمت المرجع اليزدي الذي توسطوه للتدخل ومنع تنفيذ الحكم،، لكنه رفض التدخل!!،، وزاد على ذلك بإقامة أحتفال ترحيب ببلفور في نفس يوم تنفيذ الأعدام في النجف حضرة رجال دين بارزون وممثل عن اليزدي،، (كما أقام حسين الصدر وليمة ترحيب ببول بريمر في النجف)،، وتجدر الأشارة في هذا الموضوع إلى الأستفتاء الذي أجراه الكولونيل ولسن عام 1919 حول استمرار إدارة الحكومة البريطانية للعراق،، والذي تملص اليزدي من الأجابة عليه بقوله أنه رجل دين وليس رجل سياسة،، فيما وافق الغالبية العظمى من أعيان النجف على بقاء الإدارة بيد بريطانيا!!.
بعد وفاة محمد كاظم اليزدي عام 1919 أستفرد بالمرجعية (محمد تقي الشيرازي) الذي برز بعد وفاة استاذه محمد حسن الشيرازي عام 1895وكان من أشد المنافسين لليزدي،، حيث أنتقل من مقر اقامته في سامراء إلى النجف ليكون لاعباً على ساحة النجفية،، وبدأنا نسمع عنه اليوم أنه صاحب ثورة العشرين وقائدها،، وهذا الأدعاء لاصحة له،، فكيف يكون مناهضاً للأحتلال البريطاني ويستقبل المندوب السامي في بيته؟!،، كما أن هناك مفارقة كبيرة في الموضوع فتشير بعض المصادر إلى أن الطلقة الأولى للثورة كانت في الثلاثين من حزيران عام 1920،، الذي أطلقها عشرة رجال اقتحموا السجن لأطلاق سراح معتقلين،، وهذا يفند أن الدافع لأندلاع الثورة كانت فتوة أصدرها الشيرازي،، ويعتبر الثالث عشر من آب 1920 اليوم الأول لنهض العراقيين ضد الأحتلال البريطاني لتعم الثورة بمناطق شاسعة من العراق،، والجدير بالذكر أن محمد تقي الشيرازي توفي في اليوم الثالث من ذي الحجّة 1338ﻫ المصادف الثامن عشر من آب 1920 أي بعد ثلاث أيام من عموم الثورة والتي أستمرت حتى نهاية تشرين الثاني 1920،، فكيف يكون قائد الثورة وهو توفي في بدايتها؟!،، وهناك أمر بالغ الأهمية يجب أن نتطرق له،، لو أن الشيرازي وقف ضد سياسة بريطانيا وحرض عليها وأصابها ضرر من وجوده لكان مصيره كمصير من لحقه من رجال الدين الشيعة،، مثل محمد حسين النائيني وأبو الحسن الأصفهاني الذين وقفوا بالضد من بريطانيا،، فطردوا من النجف إلى إيران دون أن يفتح أحد فمه من مقلديهم وأتباعهم ويعترض على ذلك،، وعادوا للعراق بعد أن تقدموا بطلب ورجاء للحكومة الملكية في العراق،، فهل كان الشيرازي سيخيفهم أكثر من النائيني والاصفهاني!!.
هناك عوامل أدت إلى قيام ثورة العشرين لادخل لمرجعية النجف بها،، لكن مايثير الحزن والألم أن تنسب المواقف لغير أهلها،، وتحرّف الحقيقة المشرفة إلى كذبة مخزية،، من أجل تسجيل موقف طائفي في حدث وطني كثورة العشرين العراقية،، التي أوقد شرارتها دوافع وطنية خالصة وليست فتاوي المرجع الفارسي محمد تقي الشيرازي كما يدعي البعض،، فما كان العراقيون أقل من غيرهم حتى تحرك فيهم الفتوى روح الأنتماء الوطني والواجب المقدس،، ولم يكن العراق خالياً من الرجال حتى يقود ثورته رجل فارسي،، فمن يدعي باطلاً بذلك فأنه يطعن بكل العراقيين،، فثورة العشرين عراقية،، وما لغير العراقيين بأشعالها أو قيادتها لامن بعيد ولا من قريب،، خاصة مرجعية النجف،، فقد عرف عنها أرتباطها بالمحتل البريطاني والتعامل معه،، ومما لاشك فيه أن صفة العمالة ظلت ملازمة للمرجعية إلى يومنا هذا.
المراجع
(1) د. آمال السّبكي - تأريخ ايران السياسي بين ثورتين (1906-1979).
(2) تقرير مرسل من قبل الوزير الإنكليزي المفوض (هوارد جونس) إلى الخارجية البريطانية.
(3) مكرديج - أسرار وعوامل سقوط إيران.
(4) مراسلات مس بيل.
(5) علي البزركان – الوقائع الحقيقية في الثورة العراقية.
(6) حسن الأسدي – ثورة النجف.
(7) اسحاق نقاش – شيعة العراق.
(8) السيد محسن الأمين العاملي – أعيان الشيعة.
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://bilalalhashmi.blogspot.com/
27/كانون الثاني/2011
شبكة البصرة
الخميس 23 صفر 1432 / 27 كانون الثاني 2011
===========
مقارنة بين شجاعة الشيخ ضاري السني وخيانة المرجع الشيعي اليزدي وثورة العشرين
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/03/blog-post_39.html
مقتطفات عن العلاقة بين ايران و اذنابها الشيعة واسرائيل وعمالة مراجع الشيعة لاميركا و بريطانيا
http://alakhabr.blogspot.com/2013/05/blog-post_1010.html
عمالة مراجع الشيعة الاثناعشرية لبريطانيا و اميركا و الصهونية وكما يقال شهد شاهد منهم
http://alakhabr.blogspot.com/2013/05/blog-post_1432.html
المرجعية الدينية والأحتلال البريطاني وكذبة دورها في ثورة العشرين
شبكة البصرة
بلال الهاشمي
أن التطبيل والتزمير للمرجعيات الدينية ظاهرة ليست بالجديدة لكنها بدون شك تعاظمت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق،، فبعد أن سقطت الأقنعة عن وجوه المرجعيات وبانت حقيقة الدور القذر الذي لعبه السيستاني في شرعنة الأحتلال وتنفيذ أجندته،، بدأت حملة لتلميع صورة رجال الدين الموجودين منهم في الحياة والذين أصبحوا حطب لجهنم،، فأنتشرت إعلامياً ظاهرة التمجيد والتعظيم والتبجيل لشخصيات دينية مختلفة،، وأصبحت سيرة المرجع الفلاني أعظم من سير الأنبياء والرسل،، وشخصيته مثالية فهو يتحلى بالشجاعة والورع والزهد والأخلاق الحميدة،، وهو كذلك متغلب على غرائزه وعواطفه،، وذكاءه لامثيل له في العالم،، وجثته لايمسها الدود أو تتحل مع الزمن،، ومواقفه الحازمة أدهشت الملائكة في السماء!!،،،،، ألخ،، ونتيجة لهذه المغالاة أصبح المرجع شخص مقدس حتى وإن غاص في الرذيلة والمعاصي،، وعظيم الشأن حتى وإن أمتطاه الأجنبي،، ومعصوم حتى وإن أخطأ ألف مرة،، وشهيد حتى وإن مات بالأيدز،، ومصداقيته أفضل من دلائل الله،، فعندما يقول المرجع أن اليوم مكمل لشهر رمضان (مثلا)،، فأنه يكون صادق أكثر من الهلال الذي يظهر بالسماء الصافية.
بعدما أثبت رجال الدين في إيران وجودهم على الساحة السياسية وقوة تأثيرهم على المجتمع الإيراني من خلال الثورة الدستورية (1906- 1908) التي قامت ضد الحكومة القاجارية (المدعومة من قبل بريطانيا وروسيا)،، توجهت بريطانيا لأحتواء رجال الدين الشيعة في إيران وتأهيل آخرين للسيطرة على مصدر الفتوى الدينية،، وهذا ما أوصى به (هوارد جونس) بتقريره المرسل إلى الخارجية البريطانية،، وقد أعتبر البريطانيون رجال الدين هم الطبقة الأقوى والمسيطرة في إيران،، حسب قول وزير خارجية بريطانيا (اللورد ويورد) في السفارة البريطانية في طهران بتاريخ 11/أكتوبر/1914،، ومما لاشك فيه أن رؤيا البريطانيون قد أنعكست على رجال الدين في النجف،، على أساس أنهم يحضون بنفس الثقل في المجتمع الشيعي مع الأخذ بنظر الأعتبار أن لمرجعية النجف قاعدة أكبر لقربها من المراكز المقدسة للشيعة،، ورغم أن حكم العثمانيين (السني) الطويل أضعفها،، إلا أن الحياة بدأت تدب فيها مع أحتضار الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد،، فنفضت عن ثوبها الغبار وتعكزت للوقوف مع وصول طلائع القوات البريطانية للبصرة،، إلا أن موقف بعض رجال الدين الشيعة (الوطني) أغضب البريطانيين،، خاصة بعد أن رفض أغلبهم بيع ذممهم،، فكانت النتيجة أن أغتيل العلامة محمد سعيد الحبوبي بالسم (وجهت أصابع الأتهام إلى محسن الطباطبائي الحكيم الذي كان يقوم على خدمته)،، ثم مد البريطانيون يدهم لمرجعية النجف وأعانوها على الوقوف من جديد،، والنهوض بالحوزة العلمية بقيادة فارسية موالية لبريطانيا،، فشيدت أوقاف يعود ريعها للحوزة العلمية على نفقة بريطانيا،، ووصل سيل الأموال البريطانية إلى بساط مرجعية النجف،، فوزعت منها بسخاء على البسطاء من الشيعة تحت شعار أعانة المضطهدين من الحكم العثماني (السني)،، وكانت الغاية الحقيقية من ذلك جر الشيعة إلى أبواب المرجعية.
وقف محمد كاظم اليزدي بالضد من الثورة الدستورية في إيران،، وهذا الموقف سلط عليه الأضواء ورشحه لأن يكون الأفضل في القائمة البريطانية،، خاصة وأنه من كبار رجال الدين في النجف،، وقد سهل دخول القوات البريطانية إلى الفرات الأوسط والسيطرة على المنطقة المحيطة بالنجف عام 1917،، (كما فعل السيستاني مع القوات الأمريكية)،، وذلك بعد أيام من أجتماعه في الكوفة مع (بيرسي كوكس)،، وقد كان الأتفاق بين اليزدي والبريطانيين أن يعمل لصالحهم من خلف الكواليس دون أن يظهر بالصورة،، وقد تطرقت مس بل لهذا الجانب مشيرة إلى أن ظهور اليزدي بالصورة سيؤثر على مركزه كزعيم ديني وبالتالي ستتناقص قيمته بالنسبة لبريطانيا كمؤيد لها!!،، (نفس السياسة التي أتبعها السيستاني مع الأمريكان).
أن العلاقة الحميمة التي ربطت اليزدي بالبريطانيين وصلت إلى حد إعلامه بالعمليات العسكرية التي كانت القوات البريطانية تنوي القيام بها في منطقة الفرات الأوسط،، فقد كتب بلفور عام 1918 رسالة لليزدي يعلمه بنية القوات البريطانية قصف مواقع في النجف،، (لو قارنا هذه الحادثة بسفر السيستاني إلى بريطانيا بحجة تلقي العلاج لو جدنا أن القضية متعلقة بعمليات عسكرية ستجري في النجف تتطلب مغادرته لفترة وجيزة وظهوره في الوقت المناسب)!!،، وبعد العمليات العسكرية قامت القوات البريطانية بتنفيذ حكم الأعدام بمجموعة ينتمون لجمعية النهضة الأسلامية على خلفية أغتيال ضابط بريطاني،، وحدث هذا أمام صمت المرجع اليزدي الذي توسطوه للتدخل ومنع تنفيذ الحكم،، لكنه رفض التدخل!!،، وزاد على ذلك بإقامة أحتفال ترحيب ببلفور في نفس يوم تنفيذ الأعدام في النجف حضرة رجال دين بارزون وممثل عن اليزدي،، (كما أقام حسين الصدر وليمة ترحيب ببول بريمر في النجف)،، وتجدر الأشارة في هذا الموضوع إلى الأستفتاء الذي أجراه الكولونيل ولسن عام 1919 حول استمرار إدارة الحكومة البريطانية للعراق،، والذي تملص اليزدي من الأجابة عليه بقوله أنه رجل دين وليس رجل سياسة،، فيما وافق الغالبية العظمى من أعيان النجف على بقاء الإدارة بيد بريطانيا!!.
بعد وفاة محمد كاظم اليزدي عام 1919 أستفرد بالمرجعية (محمد تقي الشيرازي) الذي برز بعد وفاة استاذه محمد حسن الشيرازي عام 1895وكان من أشد المنافسين لليزدي،، حيث أنتقل من مقر اقامته في سامراء إلى النجف ليكون لاعباً على ساحة النجفية،، وبدأنا نسمع عنه اليوم أنه صاحب ثورة العشرين وقائدها،، وهذا الأدعاء لاصحة له،، فكيف يكون مناهضاً للأحتلال البريطاني ويستقبل المندوب السامي في بيته؟!،، كما أن هناك مفارقة كبيرة في الموضوع فتشير بعض المصادر إلى أن الطلقة الأولى للثورة كانت في الثلاثين من حزيران عام 1920،، الذي أطلقها عشرة رجال اقتحموا السجن لأطلاق سراح معتقلين،، وهذا يفند أن الدافع لأندلاع الثورة كانت فتوة أصدرها الشيرازي،، ويعتبر الثالث عشر من آب 1920 اليوم الأول لنهض العراقيين ضد الأحتلال البريطاني لتعم الثورة بمناطق شاسعة من العراق،، والجدير بالذكر أن محمد تقي الشيرازي توفي في اليوم الثالث من ذي الحجّة 1338ﻫ المصادف الثامن عشر من آب 1920 أي بعد ثلاث أيام من عموم الثورة والتي أستمرت حتى نهاية تشرين الثاني 1920،، فكيف يكون قائد الثورة وهو توفي في بدايتها؟!،، وهناك أمر بالغ الأهمية يجب أن نتطرق له،، لو أن الشيرازي وقف ضد سياسة بريطانيا وحرض عليها وأصابها ضرر من وجوده لكان مصيره كمصير من لحقه من رجال الدين الشيعة،، مثل محمد حسين النائيني وأبو الحسن الأصفهاني الذين وقفوا بالضد من بريطانيا،، فطردوا من النجف إلى إيران دون أن يفتح أحد فمه من مقلديهم وأتباعهم ويعترض على ذلك،، وعادوا للعراق بعد أن تقدموا بطلب ورجاء للحكومة الملكية في العراق،، فهل كان الشيرازي سيخيفهم أكثر من النائيني والاصفهاني!!.
هناك عوامل أدت إلى قيام ثورة العشرين لادخل لمرجعية النجف بها،، لكن مايثير الحزن والألم أن تنسب المواقف لغير أهلها،، وتحرّف الحقيقة المشرفة إلى كذبة مخزية،، من أجل تسجيل موقف طائفي في حدث وطني كثورة العشرين العراقية،، التي أوقد شرارتها دوافع وطنية خالصة وليست فتاوي المرجع الفارسي محمد تقي الشيرازي كما يدعي البعض،، فما كان العراقيون أقل من غيرهم حتى تحرك فيهم الفتوى روح الأنتماء الوطني والواجب المقدس،، ولم يكن العراق خالياً من الرجال حتى يقود ثورته رجل فارسي،، فمن يدعي باطلاً بذلك فأنه يطعن بكل العراقيين،، فثورة العشرين عراقية،، وما لغير العراقيين بأشعالها أو قيادتها لامن بعيد ولا من قريب،، خاصة مرجعية النجف،، فقد عرف عنها أرتباطها بالمحتل البريطاني والتعامل معه،، ومما لاشك فيه أن صفة العمالة ظلت ملازمة للمرجعية إلى يومنا هذا.
المراجع
(1) د. آمال السّبكي - تأريخ ايران السياسي بين ثورتين (1906-1979).
(2) تقرير مرسل من قبل الوزير الإنكليزي المفوض (هوارد جونس) إلى الخارجية البريطانية.
(3) مكرديج - أسرار وعوامل سقوط إيران.
(4) مراسلات مس بيل.
(5) علي البزركان – الوقائع الحقيقية في الثورة العراقية.
(6) حسن الأسدي – ثورة النجف.
(7) اسحاق نقاش – شيعة العراق.
(8) السيد محسن الأمين العاملي – أعيان الشيعة.
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://bilalalhashmi.blogspot.com/
27/كانون الثاني/2011
شبكة البصرة
الخميس 23 صفر 1432 / 27 كانون الثاني 2011
===========
مقارنة بين شجاعة الشيخ ضاري السني وخيانة المرجع الشيعي اليزدي وثورة العشرين
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/03/blog-post_39.html
مقتطفات عن العلاقة بين ايران و اذنابها الشيعة واسرائيل وعمالة مراجع الشيعة لاميركا و بريطانيا
http://alakhabr.blogspot.com/2013/05/blog-post_1010.html
عمالة مراجع الشيعة الاثناعشرية لبريطانيا و اميركا و الصهونية وكما يقال شهد شاهد منهم
http://alakhabr.blogspot.com/2013/05/blog-post_1432.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق