الخميس، 17 يوليو 2014

الموت الأسود ومحاكم التفتيش أولها هذا أحلك ما في التاريخ الأوروبي!

الموت الأسود ومحاكم التفتيش أولها
هذا أحلك ما في التاريخ الأوروبي!

لميس فرحات

دلّ استطلاع بريطاني للرأي أن الموت الأسود ومحاكم التفتيش والحربين العالميتين هي أحلك فترات التاريخ الأوروبي، بينما حقبة الستينات أكثرها ازدهارًا.

لميس فرحات من بيروت: يسلط تقرير "أمس التاريخي" الضوء على أشد الفترات قهرًا وأكثرها ازدهارًا في تاريخ البشرية، وعلى الاختراعات والاكتشافات التي أفادت الجنس البشري، بتكليف من قناة الواقع البريطانية الرائدة.

الموت الأسود

من بين أحلك حقبات التاريخ الأوروبي الموت الأسود، ومحاكم التفتيش، والحربان العالميتان الأولى والثانية، وعصور الظلمات، وفقًا لدراسة استطلاعية جديدة، هي مزيج من استقصاء شارك فيه أكثر من 2000 بالغ بريطاني، أضيفت إليه استنتاجات وخبرات المؤرخ ريتشارد فيليكس. أما اللحظات الأكثر ازدهارًا في تاريخ أوروبا فهي روما القديمة، والثورة الصناعية، واليونان القديمة، وستينات القرن الماضي، والعصر الحالي.

وتكشف النتائج عن أن 50.8٪ ممن شملهم الاستطلاع يعتبرون أن أحلك واسوأ فترة في التاريخ الأوروبي هي القرن الرابع عشر، عندما انتشر "الموت الأسود"، أحد الأوبئة الأكثر فتكًا في تاريخ البشرية، فقتل بين 75 و200 مليون شخص، بعد معاناة رهيبة من البثور المؤلمة، والحمى الحادة وتقيؤ الدم حتى الموت.

محاكم التفتيش والحربان

أما ثاني أحلك حقبة أوروبية فكانت محاكم التفتيش في القرن الثاني عشر، وفقًا لـ 45.5٪ من المشاركين في الدراسة. فحينها، ألقي القبض على آلاف الأبرياء، وجهت إليهم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تهمة الهرطقة، وحكمت عليهم بالإعدام، بعدما استخدمت أساليب تعذيب عديدة، مثل الإيهام بالغرق والإخصاء والضرب لانتزاع الاعترافات من المعتقلين.

الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ثالث المراحل الأكثر سوءًا في تاريخ أوروبا، وفقًا لـ 42٪ من المشاركين في الاستطلاع، لأنها شملت الغالبية العظمى من دول العالم، وكانت الصراع الأكثر انتشارًا في التاريخ، وأدى إلى مقتل ما يقدر بنحو50 إلى 85 مليون شخص. وهذا يجعل الحرب الثانية الأكثر دموية في تاريخ البشرية. في المقابل، اعتبر 41.6٪ أن الحرب العالمية الاولى (1914 - 1918) هي اسوأ رابع الحقبات الحالمة، إذ قتلت أكثر من تسعة ملايين إنسان.

الهوس بالساحرات

أظهرت الأرقام أن 38.9٪ من المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن العصور المظلمة (500 - 1000 ميلادية) هي الاسوأ في التاريخ الأوروبي، إذ اتسمت بالاضطراب الشديد والحرب المستمرة وتفشي الطاعون الرهيب والانحطاط الثقافي. ويقدّر عدد من قتلهم الطاعون والجوع حينها بزهاء 100 مليون إنسان.

وتحل حقبة الإمبراطورية الرومانية (27 قبل الميلاد - 476 ميلادية) في المرتبة السادسة الاكثر سوءًا وفقًا للدراسة، بحسب آراء 32.6٪ من المشاركين في الاستطلاع. قال هؤلاء إن الرومان تمتعوا بمعاقبة وجلد العبيد ومشاهدة المصارعين يقاتلون بعضهم بعضًا حتى الموت.

إمتدت مرحلة الهوس بالساحرات من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر، كانت من الفترة السابعة الأحلك أوروبيًا، وفقًا لـ 31.8٪ من المشاركين بالدراسة، حيث سادت حالة من الذعر بسبب وجود الساحرات المزعوم، ما أدى إلى فوضى مطاردة الساحرات ومحاكمتهن وتعذيبهن. وبهذه الحجة، تم إعدام عشرات الآلاف، ثلاثة أرباعهم من النساء.

الحقبات الأخرى

أما الحقبات الأخرى الأكثر سوءًا في التاريخ الأوروبي فهي على التوالي: فترة حكم آلا تيودور في انكلترا (1485-1603)، بنسبة 19.7٪ من المستطلعين، الثورة الفرنسية (1789) بنسبة 18.8٪، غزو كرومويل لايرلندا (1649) بنسبة 18.2٪، وحرب المئة عام (1337-1453) بنسبة 17.2٪، حرب الثلاثين عامًا (1618-1648) بنسبة 15.6٪، ثورة الفلاحين في فرنسا (1358) بنسبة 14.9٪، الانزال في نورماندي (1066-1154) بنسبة 14.6٪، الحرب الأهلية الإنكليزية (1642-1651) بنسبة 14.4٪، الحروب الدينية الفرنسية (1562-1598) بنسبة 13.2٪، حروب نابليون (1797-1815) بنسبة 13.0٪، حرب الوردتين (1455-1487) بنسبة 12.8٪، الحرب الباردة (1947-1991) بنسبة 7.7٪، وأخيرًا الاضطرابات السياسية في بريطانيا بعد حروب نابليون (1815-1831) بنسبة 7.3٪.

في عصر آخر

في هذا السياق، يقول المؤرخ ريتشارد فيليكس إن التاريخ مليء بقصص الأوبئة المروعة والتعذيب والحروب المثيرة للجدل ومعارك السلطة والصراع الديني، "لذلك فليس مستغربًا أن يأتي الموت الأسود على رأس القائمة في هذه الدراسة".

واشارت الدراسة إلى أن 57٪ من الرجال والنساء الذين شملهم الاستطلاع يقولون انهم لا يرغبون في العيش في العصر الحالي، بل في عصر مختلف تمامًا، وتحديدًا في الستينات التي جاءت على رأس القائمة، لا سيما مع ظهور فريق البيتلز واختراع التلفزيون الملون وغيره من الاختراعات التكنولوجية.

أما في المركز الثاني، اعتبرت روما القديمة من العصور الأكثر جاذبية للأوروبيين الذين تمنى 9.9٪ منهم العيش في تلك المرحلة، مقابل 9.8٪ ارادوا العودة إلى موسيقى الروك أند رول في الخمسينات، في حين فضّل 9.2٪ العودة إلى العشرينات، مقابل 3.2٪ يشعرون بالحنين إلى الثلاثينات.

عصر الرومان الذهبي

أما الفترات العشر الأوائل الأكثر ازدهارًا في التاريخ الأوروبي فهي على التوالي: عصر الرومان (27 قبل الميلاد - 476 ميلادية) بنسبة 36.0٪، لأنها فترة تميزت بالتطور والسلام، إذ قدم الرومان تخطيط المدن، والحمامات والصرف الصحي والمراحيض وإمدادات المياه العذبة. ثم أتت الثورة الصناعية (1760 -1840) بنسبة 32.2٪، حيث تم اختراع آلات جديدة وتثبيتها في المنشآت والمصانع الكبيرة، كما ظهرت مدن جديدة تقدم المساكن الرخيصة والتعليم والرعاية الطبية.

وبعدها حلت المرحلة الإغريقية (384 قبل الميلاد) ثالثة بنسبة 29.4٪، ولا سيما أنها اعتمدت منهجًا علميا في الحياة، وبدأت مع أرسطو كونه مؤسس العلم الغربي. وأنتج علماء الرياضيات اليونانيين قواعد الهندسة وتخطيط المدن والمباني.

الكهرباء أهم الاكتشافات

أما الستينات فهي حقبة حازت اعجاب 27.1٪ من المستطلعة آراؤهم، لأن هذا العقد تميز بالثورة والتغيير في السياسة والموسيقى والمجتمع، في جميع أنحاء العالم. أما العصر الحالي فحصد 26.8٪ من أصوات المشاركين في الدراسة، والسبب هو أن العمر المتوقع لحديثي الولادة اليوم يمكن أن يصل إلى جيل بأكمله.

وشملت الدراسة ايضًا إحصاء لأفضل 10 اختراعات واكتشافات استفادت منها البشرية، فحلت الكهرباء في الدرجة الأولى بنسبة 60٪ من المشاركين في الاستطلاع، وبعدها عقار البنسلين بنسبة 44.1٪، ثم العجلة المستديرة بنسبة 39.1٪، ثم الإنترنت بنسبة 37.4٪، ثم الكمبيوتر بنسبة 35.3٪، فالمطبعة بنسبة 34.7٪، فأنظمة الصرف الصحي بنسبة 34.4٪، فالسيارة بنسبة 32.2٪، فمحرك البخار بنسبة 30.2٪، فالطائرة بنسبة 29٪.

- See more at: http://www.elaphjournal.com/Web/News/2014/7/923731.html?entry=Europe#sthash.NucWPs4P.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق