الجمعة، 4 يوليو 2014

الخليفة الوليد بن يزيد المفترى عليه رحمه الله

الخليفة الوليد بن يزيد المفترى عليه رحمه الله

لوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ، اول حفيد من احفاد عبدالملك يلي الخلافة ، حيث كان ابوه يزيد بن عبد الملك حين عهد لاخيه هشام بالخلافة من بعده ، قد جعل ولي عهد له ، فلما مات هشام بالرصافة في ربيع الاخر سنة 125 هــ صلي عليه الوليد بن يزيد ، ثم بويع له بالخلافة بعد عمه في نفس اليوم (1) .
وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الاموية حيث انفجرت المشاكل في كل مكان والاخطر من ذلك ان الانقسامات حدثت بين ابناء البيت الاموي نفسه واصبح باسهم بينهم شديد . الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند ــ وقد يسر له ذلك كثرة الاموال التي تركها له عمه هشام ، الذي اشتهر بتدبير الاموال ــ ورغم انه اشتهر بصفات حسنة وميل الي فعل الخير علي حد تعبير ابن كثير الذي يقول :
( ثم ان الوليد بن يزيد سار في الناس سيرة حسنة بادئ الرأي واخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين وزاد في اعطيات الناس ولا سيما اهل الشام والوفود وكان كريما ممدوحا شاعرا مجيدا لا يسأل عن شيئ فيقول لا ) (2) ، رغم هذه البداية الطيبة الا ان الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة اقامها ضده بتدبير ابن عمه يزيد بن عبد الملك وبعض ابناء عمومته الاخرين ، هشام وسليمان والحجاج .
وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء ، حتي اتهموه انه هم بان يشرب الخمر فوق الكعبة عندما امره عمه هشام علي الحج سنة 119هـ كما اتهم بانه اهان المصحف الشريف الي غير ذلك من التهم الشنيعة التي الصقها ابناء البيت الاموي بابن عمهم ، والحقيقة انه بالتكامل والبحث في النصوص اتضح ان هذه التهم مبالغ فيها ، بل تكاد تكون مختلقة من اساسها ودفع الحقد والخصومة ، فبعض المصادر التاريخية تروي مايدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة 


==========

الوليد بن يزيد... المفترى عليه 125-126هـ

كتبه خالد الخالدي

صحيفة فلسطين

تعرض تاريخ الأمويين للتشويه لأنه كتب في عهد خصومهم العباسيين، ولأن كثيراً من الرواة والمؤرخين الذين تناولوا تاريخهم كانوا من شيعة العراق المعادين للأمويين، لكن أكثرهم تعرضاً للظلم والتشويه كان الوليد بن يزيد بن عبد الملك، إذ ظُلم وشُوِّه قبل أن يلي الخلافة، وعندما تولاها، وبعد أن تولاها، ونالت منه ألسنة ذوي القربى ثم سيوفهم قبل أن تناله ألسنة وأقلام الرواة المعادين للأمويين، وما زال يُظلم إلى يومنا هذا، إذ يَعُدُّه كثير من الكتاب المعاصرين رمزاً للفسق والفساد، معتمدين في ذلك على الروايات التي أشيعت عنه في حياته، وامتلأت بها كتب التاريخ، فاتهموه بالفسق والفجور والعكوف على شرب الخمر، وأنه همَّ بشرب الخمر فوق سطح الكعبة عندما أمَّره عمه الخليفة هشام على الحج سنة 119هـ، وأنه أهان المصحف الشريف ومزقه، لأنه فتحه ليقرأ فيه فكانت أول آية طالعته هي قوله تعالى:{ واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد، من ورائه جهنم، ويسقى من ماء صديد}، فنصب المصحف، وجعله غرضاً للنشاب، وأقبل يرميه وهو يقول:
أتُوعِدُ كلَّ جبارٍ عنيدِ : فهأنذا جبارٌ عنيدُ
إذا جئتَ ربك يوم حشرٍ : فقل يا ربِّ مزقني الوليدُ.

والمدقق في سيرة الوليد يكتشف أنه بريء من كل التهم والطعون التي وُجِّهت إليه، وسوف أوضح ذلك من خلال النقاط التالية:
1- بدأت حملة التشهير بالوليد أثناء خلافة عمه هشام، ومصدر هذه الحملة أبناء عمه الذين أرادوا إقناع الناس بإبعاد الوليد عن ولاية العهد، ليخلفوا أباهم بدلاً من الوليد الذي كان ولياً للعهد.

2- حاول هشام إقناع الوليد بالتنازل عن ولاية العهد لأحد أبنائه لكنه رفض، فحصلت بينهما وحشة، ولو كان الوليد فاسقاً زنديقاً كما صورته الشائعات المنتشرة لما تردد هشام في عزله، ولوجدها فرصة لتعيين أحد أبنائه ولياً للعهد، ولما وجد معارضة من أحد.

3- لو كانت هذه الاتهامات صحيحة لما رضي هشام المشهور بتقواه ونزاهته أن يصبح خليفة المسلمين بعده فاسقاً زنديقاً، ولما سكتت الأمة على ذلك.

4- أثنى عليه ابن كثير فقال في كتابه البداية والنهاية:" ثم إن الوليد سار في الناس سيرة حسنة بادي الرأي، وأمر بإعطاء الزمنى والمجذومين والعميان لكل إنسان خادماً، وأخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين، وزاد في أعطيات الناس، ولاسيما أهل الشام والوفود، وكان كريماً ممدحاً شاعراً مُجيداً لا يُسألُ شيئاً قط فيقول لا".

5- أنصفه ابن الأثير فقال:" وقد نزه قومٌ الوليد مما قيل فيه، وأنكروه ونفوه عنه، وقالوا: إنه قيل فيه، وأُلصق به، وليس بصحيح". ولا شك أن هؤلاء القوم هم من عرفوا الوليد عن قرب، ولم تؤثر فيهم الشائعات، مثلما أثرت في غيرهم ممن سمعوا عنه دون أن يعرفوه، وشهادة من عرف أصدق وأقوى من شهادة من سمع.

6- روى المدائني أن ابناً للغمر بن يزيد دخل على هارون الرشيد، فقال له:ممن أنت؟ فقال من قريش، فقال: من أيها؟ فأمسك، فقال: قل وأنت آمن، فقال: أنا ابن الغمر بن يزيد، فقال: رحم الله عمك الوليد، ولعن يزيد الناقص-قاتل الوليد-، فإنه قتل خليفة مجمعاً عليه! ارفع حوائجك فرفعها فقضاها. إن ترحم الرشيد على الوليد ولعن قاتله دليل على أنه دقق فيما أشيع عنه، واكتشف أنه بريء مظلوم.

7- وفي رواية أخرى قال شبيب بن شبة:" كنا جلوساً عند المهدي- الخليفة العباسي- فذكروا الوليد، فقال المهدي: كان زنديقاً، فقام أبو علاثة الفقيه فقال: "يا أمير المؤمنين إن الله أعدل من أن يولي خلافة الأمة زنديقاً، لقد أخبرني من كان يشهده... بمروءة في طهارته وصلاته، فقال المهدي: بارك الله عليك يا أبا علاثة، وإنما كان الرجل محسوداً في خلاله، ومزاحماً بكبار عشيرة بيته من بني عمومته".

8- روى الطبري وابن الأثير وابن كثير أنه لما أحاط أتباع يزيد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه:" دنا الوليد من الباب، فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، فقال له من أنت؟ قال: أنا يزيد بن عنبسة السكسكي، فقال: يا أخا السكاسك، ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أرفع المؤن عنكم؟(الضرائب)، ألم أعطِ فقراءكم؟ ألم أخدم زمناكم؟ فقال: إنا لم ننقم عليك في أنفسنا، ولكن ننقم عليك انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله، فقال: حسبك يا أخا السكاسك، فلعمري لقد أكثرت وأغرقت، وإن فيما أُحل لي لسعة مما ذكرت. ورجع إلى الدار، وقال: يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ. " ثم قتلوه، وكان آخر كلامه قبل أن يُقتل:" أما والله لئن قتلتموني لا يُرتقُ فتقكم، ولا يُلمُّ شعثكم، ولا تجتمع كلمتكم".

ومن الواضح أن عنبسة وغيره من المحاصرين كانوا متأثرين بالشائعات التي نشرت عنه، لكن الفاسق الزنديق لا يقابل الموت بهذه السكينة، ولا يتوجه إلى كتاب الله ليقرأه، ولا يلهم إلى هذه الخاتمة الحسنة. وصدق ما توقعه الوليد، فتمزقت بعد قتله مظلوماً دولة الأمويين وسقطت، وتعرض معظم الأمويين للقتل على يد العباسيين. فهل من معتبر؟!!


=============

الجيل الأموي الذي كان على يديه انتهاء خلافة بني أمية حيث أنه في خلافة الوليد بن يزيد بعد أن انفجرت المشاكل في كل مكان وحدثت الانقسامات بين أبناء البيت الاموي وأصبح بأسهم بينهم شديد.
فرغم أن الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند و اشتهر بصفات حسنة وميله الي فعل الخير كما أورد ابن كثير إلا أن الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة ضده بتدبير ابن عمه يزيد بن عبد الملك وبعض أبناء عمومته الاخرين، هشام وسليمان
،. وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء،
حتي اتهموه انه هم بأن يشرب الخمر فوق الكعبة عندما امره عمه هشام علي الحج سنة 119هـ كما اتهم بانه اهان المصحف الشريف إلي غير ذلك من التهم الشنيعة التي ألصقوها به،
والحقيقة ان هذه التهم مبالغ فيها، و تكاد تكون مختلقة بدافع الحقد والخصومة،
فبعض المصادر التاريخية تروي ما يدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة، فابن الاثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهى الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة،
 ثم يقول  وروى الطبري وتابعه ابن الاثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه، قالوا : (فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه،
فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي، كلمني قال له : من انت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة،
قال : يااخي السكاسك، الم ازد في اعطياتكم ؟ الم ارفع المؤن عنكم ؟ الم اعط فقرائكم ؟ الم اخدم زمانكم ؟
فقال :إنا ما ننقم عليك في أنفسنا، ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد ابيك واستخفافك بأمر الله، قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت واغرقت وان فيما احل لي لسعة عما ذكرت
ورجع الي الوراء وأخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ، ثم قتلوه، وكان آخر كلامه قبل أن يقتل، أما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم) فهذا يدل علي ان التهم التي الصقت بالوليد كانت باطلة أشاعها حوله اعداؤه من أبناء اعمامه
==============

 فابن الاثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهي الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، ثم يقول : ( وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وانكروه ونفوه عنه ، وقالوا : انه قيل عنه وليس بصحيح ) (3) 
(2) الكامل في التاريخ جـ5 ص289 .

=============

وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه ، وأنكروه ونفوه عنه وقالوا : إنه قيل عنه وألصق به وليس بصحيح . قال المدائني : دخل ابن للغمر بن يزيد أخي الوليد على الرشيد ، فقال له : ممن أنت ؟ قال : من قريش . قال : من أيها ؟ فأمسك ، فقال : قل وأنت آمن ولو أنك مروان . فقال : أنا ابن الغمر بن يزيد . فقال : رحم الله عمك الوليد ولعن يزيد الناقص ، فإنه قتل خليفة مجمعا عليه ! ارفع حوائجك . فرفعها فقضاها . 
وقال شبيب بن شيبة : كنا جلوسا عند المهدي فذكروا الوليد ، فقال المهدي : كان زنديقا ، فقام أبو علاثة الفقيه فقال : يا أمير المؤمنين إن الله - عز وجل - أعدل من أن يولي خلافة النبوة وأمر الأمة زنديقا ، لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته ، فكان إذا حضرت الصلاة يطرح الثياب التي عليه المطايب المصبغة ، ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ، ويؤتى بثياب نظاف بيض فيلبسها ويصلي فيها ، فإذا فرغ عاد إلى تلك الثياب فلبسها واشتغل بشربه ولهوه ، فهذا فعال من لا يؤمن بالله ؟ ! فقال المهدي : بارك الله عليك يا أبا علاثة ! 

الكامل في التاريخ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق