الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

انجازات و عطاءات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لخدمة الاسلام و فضائله


اولويات عمر بن الخطاب احد اعظم عظماء التاريخ


أولوياتة تجاه الأمة الاسلامية 


ذكر عدد من المصادر انه أول من وضع تاريخا للمسلمين واتخذ 

التاريخ من هجره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو أول من عسعس في الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر
ولا تعلم أحد عملها بانتظام بعد عمر.
أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم وذلك في 
موسم الحج حتى يكونوا في أعلى حالتهم الإيمانية فيطمئن على
عباداتهم وأخبارهم.
أول من اتخذ الدرة (عصا صغيره) وأدب بها.. حتى أن قال الصحابة 
والله لدرة عمر أعظم من أسيافكم وأشد هيبة في قلوب الناس.
أول من مصر الأمصار.
أول من مهد الطرق ومنها كلمه الشهرة (لو عثرت بغلة في العراق
لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر).

أولوياتة في العبادة 



ول من جمع الناس على صلاة التراويح.

هو أول من جعل الخلافة شورى بين عدد محدد.
أول من وسع المسجد النبوي.
أول من أعطى جوائز لحفظة القرآن الكريم.
أول من جمع الناس على أربعة تكبيرات في صلاة الجنازة .

العلاقات العامة


أجلى اليهود عن الجزيرة العربية.

أسقط الجزيه عن الفقراء والعجزة من أهل الكتاب.
أعطى فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين.
منع هدم كنائس النصارى.
تؤخذ الجزية على حسب المستوى المعيشي.

في مجال الحرب


أقام المعسكرات الحربية الدائمة في دمشق وفلسطين والأردن.

أول من أمر بالتجنيد الإجباري للشباب والقادرين.
أول من حرس الحدود بالجند.
أول من حدد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم (4 أشهر).
أول من أقام قوات احتياطية نظاميه (جمع لها ثلاثون ألف فرس).
أول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصله مكتوبة بأحوال الرعية من الجيش.
أول من دوّن ديوان للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم.
أول من خصص أطباء و مترجمين و قضاة ومرشدين لمرافقه الجيش.
أول من أنشأ مخازن للأغذية للجيش.

فتوحاته


فتح العراق.

فتح الشام.
فتح القدس وأستلم المسجد الأقصى.
فتح مصر.
فتح أذربيجان.
فتح بلاد فارس.

في مجال السياسة


أول من دون الدواوين.

أول من اتخذ دار الدقيق (التموين).
أول من أوقف في الإسلام (الأوقاف).
أول من أحصى أموال عماله وقواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم (من أين لك هذا).
أول من اتخذ بيتا لأموال المسلمين.
أول من ضرب الدراهم وقدر وزنها.
أول من أخذ زكاه الخيل.
أول من جعل نفقه اللقيط من بيت مال المسلمين.
أول من مسح الأراضي وحدد مساحاتها.
أول من اتخذ دار للضيافة.
أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجارة.
أول من حمى الحدود.

دعاؤه رضي الله عنه 


عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما انها سمعت أباها يقول : (( اللهم ارزقني قتلاً في سبيلك 

ووفاة في بلد نبيك )) وكان يقول في دعاءه في عام الرمادة وهو ( عام القحط ) : (( الله لا تهلكنا
بالسنين وارفع عنا البلاء )) ويقول (( اللهم لا تجعل هلاك امة محمة على يدي )) 
وقال في أواخر ايامة رضي الله عنه : (( اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي 
فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط )) 

مقتله


عاش عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله، فقد صعد المنبر ذات يوم،

فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب
خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبي، ثم التفت إلى قبر 
رسول الله (وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت
إلى قبر أبي بكر--، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل 
على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من
مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة.
واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر
يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي
، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني
عشر رجلا مات منهم ستة رجال . 

وأوصى عمر أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل

المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون
أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين
، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب أبي بكر، وفي رحاب قبر محمد رسول الإسلام.
وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له بأنه أبو لؤلؤة فقال (الحمد لله إذ لم يقتلني
رجل سجد لله). ودفن في حجرة عائشة إلى جوار النبي وأبي بكر وقد 
استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر حافلة .
...................


نعم هذا هو عمر قاهر المجوس هذا هو عمر الذي تكرهه 


الرافضة واليهود والشيعة والمجوس على حد ســــــــــــــــــــــواء 

في عهده قضى على أكبر قوتين عظمى في زمانهِ دولة
الروم ودولة الفرس مع أنه القائد الزاهد الذي ينام تحت الشجرة

ويطبخ للفقيرة أم اليتامى وينفخ لها حتى تطعم صغارها ؟؟


=======

في عهد عمر رضي الله عنه: 

وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، إذ له رضي الله عنه إنجازات تنموية رائدة في تاريخ الاسلام و المسلمين ، بل في تاريخ البشرية جمعاء ، فقد انفرد بإستحداث أنواع من الأنظمة الإدارية و الانجازات الاقتصادية و الحضارية التي لم تعهدها البشرية ـ بهذا الشكل ـ من قبل ، هذا عدا فتوحاته لكل من بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان . 
ـ فمن انجازاته الإدارية رضي الله عنه أنه أول من دوَّن الدواوين ، و طوَّر أداء بيت المال و رتب فيه أسماء أهل العطاء ، والعساكر على القبائل والبطون ، وذلك أن الناس كثروا في عهده ، وجبيت الأموال ، و كثر الخراج في عهده رضي الله عنه فاستعمله في الفتوحات و ترتيب الاجناد .
ـ و هو أول من اتخذ الهجرة مبدأً للتاريخ الإسلامي ، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة.
كما أنه أسقط الجزية عن الشيوخ والنساء والأطفال من أهل الذمة، وجعلها مراعيةً لأحوالهم ، فكانت ثمانية وأربعين درهمًا في العام على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء .
ـ كما استحدث عمر بن الخطاب نظام محاسبة و مراقبة العمال ، و كان لا يولِّي العامل له او القاضي على بلد من البلدان أكثر من عامين ، وكان يختبر القضاة قبل توليتهم كما فعل مع كعب بن سور قاضي البصرة ، و شريح قاضي الكوفة .
ـ وكان يرى أن العامل إذا طالت مدة ولايته أكثر الأصحاب والأخدان ، وإذا كان بمظنة العزل لا يغتر ، وأيضاً فإن الحال إذا كانت هكذا ظهرت مخايل المعرفة بين الأقران ، وكثر فيهم الأكفاء من المستحقين للولاية أو القضاء بتدربهم وتدرجهم في المعرفة و التعلم و استقراء الواقع ، بخلاف ما إذا استبد الواحد .
ـ و عمر رضي الله عنه هو أول من وضع البريد في الإسلام ، فلما جاء معاوية رضي الله عنه رتبه على طرق ومناهج مخصوصة ، حيث رتب له الأميال ، والمحطات ، و ما الى ذلك .....
ـ و لم يكن السجن موجوداً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ، ووجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حالات سجن خاصة ، و لما كثر الناس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كثر حدثاء العهد من العجم بالاسلام ، كثرت المخالفات الشرعية عمَّا كانت عليه من قبل ، واشتد بعض الناس على بعض في المعاملة، وحدثت الحاجة إلى سجن دائم، و لرفع كفاءة السلك القضائي و الجانب الأمني في خلافته ابتاع عمر داراً بمكة كانت لصفوان بن أمية ، فكانت أول مكان يخصص للسجن في التاريخ الإسلامي ، ثم اتخذت أماكن أخرى خصصت للسجن في بلاد العراق والشام .
ـ و هو أول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة ، وهو ما يطلق عليه في التاريخ الاسلامي "تمصير الأمصار".كما سيأتي . 

بناء البصرة :

عندما فتح المسلمون مدينة (الأبلة) ، في شهر شعبان من السنة الرابعة عشرةَ للهجرةِ ، كان قوامُ الجيش الإسلامي الذي حرَّرها ستمائةِ رجلٍ. فلما استقروا فيها كتب عتبةُ بن غزوان إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) يستأذنه في بناء دُور للمقاتلين مؤكداً أنه لابدَّ للمسلمين من منزل إذا شتا الوقت شتوا فيه ، وإذا رجعوا من قتالهم لجؤوا إليه فكتب إليه عمر (رضي الله عنه ) : إن أردت لَهم منزلاً قريباً من المراعي والماء فاكتب إليَّ بصفتهِ . فكتبَ اليه : إني قد وجدت أرضاً كثيرةَ القضَّةِِ "نوع من العشب" في طرف البرِّ إلى الريف ، ودونها منافع ، وفيها ماءٌ وقصبٌ . فلما وصلَ هذا الجوابُ إلى الخليفة أذنَ لعتبةَ بالبناءِ ، فبنى مسجدَها ودارَ أمارتِها ودورَها . 

حفر أبي موسى "حفر الباطن" :

لما بُنيت البصرة في عهد عمر رضي الله عنه ، وكثر الحجاج القادمون منها رأى 
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن يحفر أباراً على جادة البصرة إلى مكة، في المنزل "الخامس" من منازل طريق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة ، فوجد بها مياهاً عذبة ، فكثر الناس حولها .

بناء الكوفة :

و في السنة الثامنة عشر للهجرة بعد أن بنى عمر رضي الله عنه البصرة رأى رضي الله عنه أن مجاري انهار العراق تحول عن الاتصال المباشر به ، فعمد لبناء الكوفة لتكون رباطا متقدما لجيوش المسلمين ينطلقون منها لفتوحات الشرق ويلجؤون اليها اذا اصابهم هجوم مباغت. ويذكر الطبري في تاريخه (اخبار العام 18هجرية) في سبب بنائها ان سعد بن ابي وقاص بعد ان فتح العراق وتغلب على الفرس ثم نزل في عاصمتهم المدائن بعث ـ عند ذلك ـ وفداً الى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بذلك الفتح، فلما وصل الوفد الى عمر راى ألوانهم تغيرت وحالهم قد تبدل، فسألهم عن سبب ذلك فا جابوه : تخوم البلاد غيرتنا، فامرهم ان يرتادوا منزلا يُنزِلون فيه المسلمين، لان العرب لا يلائمهم طقس بلد الا اذا جاء ملائما لمزاج ابلهم وكتب الى سعد : "ابعث سليمان وحذيفة رائدين ليرتادا منزلا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر". فارتاد سليمان وحذيفة جانبي الفرات نزولا من الانبار فلم يجدا افضل من موقع الكوفة الآن لحصانته وارتفاعه، بحيث لا يرِدُه ماء الفيضان ، ولقربه ـ أيضاً ـ من ماء الفرات ، فامر سعد بن ابي وقاص بتاسيس مدينة الكوفة " التي تتنكَّر اليوم لبُناتِها" في يوم 23 كانون الكاني (يناير) من عام 638م .

بناء الفسطاط :

الفسطاط جزء من مدينة الفاهرة الحالية ، قال المقريزى: " أعلم ان موضع الفسطاط يقال له اليوم مدينة مصر , كان فضاء ومزارع فيما بين النيل والجبل الشرقى الذى يعرف بالجبل المقطم , ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن يعرف اليوم بعضه بقصر الشمع وبالمعلقة , ينزل به شٍحُنة الروم المتولى على مصر من قبل القياصرة ملوك الروم عند مسيره من مدينة الإسكندرية , ويقيم فيه ما شاء , ثم يعود إلى دار الإمارة ومنزل الملك يالإسكندرية , وكان هذا الحصن مطلاً على النيل , وتصل السفن فى النيل إلى بابه الغربى الذى كان يعرف بـ باب الحديد ...ومنه ركب المقوقس فى السفن فى النيل من بابه الغربى حين غلبه المسلمون على الحصن المذكور وصار فيه إلى الجزيرة التى بإتجاه الحصن وهى التى تعرف اليوم بالروضة قبالة مصر وكان مقياس النيل بجانب الحصن ) اهـ.
أنشأ عمرو بن العاص رضي الله عنه مدينه الفسطاط في مصر ـ بعد مراجعته لعمر رضي الله عنه ـ في الارض التى عسكر فيها والواقعه بين حصن بابليون وجبل المقطم 0 وعندما إستولى على الحصن وإستعد للرحيل للاسكندريه قام رجاله بفك الخيام فوجدوا عشا للحمام فوق خيمه عمرو00فقالو: ان خيمه الامير قد فرخ فوقها الحمام00فقال عمرو: لقد إحتمت بجوارنا حرام علينا ان نخون بها ، وقد استجارت وتحصنت بحمانا أتركوا فسطاطى منصوبه لها الى ان يطير فراخها، والفسطاط"الخيمة " ، فترك عمرا رجلا يحرس خيمته0ولما رجع من الاسكندريه بني هناك مدينه اطلق عليها اسم الفسطاط ، و أنشأ بها مسجده المشهور "مسجد عمرو بن العاص" 21سنة هجرية = 642ميلادية بالفسطاط .
ـ وكان عمرو بن العاص هو أول من شرط الشرط و رتَّبها رضي الله .

خليج أمير المؤمنين "قناة السويس" : 


ومن عبقريّة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وصلُ البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بالإمكانيّات المحليّة البسيطة التي كانت معروفة في عصره، وإنجاز مشروعه بزمن قياسي جداًّ .... ، حتى أصبح صالحاً لمرور السفن .
ـ ففي شتاء عام 641-642 للميلاد و بعد أخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر الإذن من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بفتح قناة مائية بين بحر القلزم و بحر الروم ـ أي في مكانها الحالي الآن ـ حيث سميت قناة أمير المؤمنين ، 
قال القضاعي أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص عام الرمادة بحفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط فساقه من النيل إلى بحر القلزم فلم يأت عليه الحول حتى سارت فيه السفن وحمل فيه ما أراد من الطعام إلى مكّة والمدينة فنفع الله بذلك أهل الحرمين فسمّي خليج أمير المؤمنين، وذكر الكندي أنّه حفر في سنة 32 هجريّة وفرغ منه في ستة أشهر وجرت فيه السفن ووصلت إلى الحجاز في الشهر السابع، قال ولم يزل تحمل فيه الولاة إلى أن حمل فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ثم أضاعته الولاة بعد ذلك وسفت عليه الرمال فانقطع وصار منتهاه إلى ذنب التمساح من ناحية بطحاء القلزم.
وظلت القناة تقدم خدماتها لأهل مصر حتى عهد الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله ، الذي ردمها لقطع الميرة و الامدادت المصرية عن ثورة "النفس الزكية" محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحجاز . 
وأطلال هذا الخليج كانت باقية الى عهود متأخرة ، و قد عناه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي بقوله: 



قـف بالخليــج فإنـه أشهى بـقاع الأرض ربعاً
رقصت له الأغصان إذ أثـنى الحمام عليه سـجعاً
متعطّف كـالأيم ذعراً حـين خـيف فضاق ذرعاً
وقال أيضا:


نزلنا بمصر وهي أحسن كاعب فقيـدة مـثل زانـها كـرم البـعل
فلم أر أمضى من حسام خليجها يمـوج على إفـرندها صـدأ الطلّ

ـ وقد ذكرت بعض المصادر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه فكر في وصل البحرين الأبيض والأحمر، و لكن يبدو أن المراد قناة أخرى تُشَقُّ ما بين بحيرة التمساح وسط البرزخ بين مصر وسيناء إلى البحر المتوسط. غير أن المشروع ألغي لأسباب عسكرية حينها.

========= ملف شجاعة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و مميزات قيادته للامة و فتوحاته 

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=69695



==========

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه وأرضاه) وأهم أعماله


د. محمد العبدة

هناك أسباب كثيرة - بخلاف الأسباب الشرعية المشهورة - تدعونا للاهتمام بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، منها: اجتهاداته الكثيرة في قضايا مهمة ما تزال حية إلى اليوم مثل قضايا المال العام وكيف يتصرف فيه، كما أن اهتماماته بأمور المسلمين الحياتية المعاشية، واهتمامه بالبنية التحتية للدولة -كما يعبر عنها اليوم- تلفت النظر ونحن بحاجة إلى إعادة قراءتها. 
وقد ضرب الله سبحانه لنا مثلاً في القرآن الكريم بالحاكم العادل القوي (ذي القرنين)، الذي عنده علم أيضًا بعمارة الأرض، ويدافع عن المظلومين، ويعاقب المجرمين، آيات بينات من سورة الكهف تتلى على مر الأيام والليالي؛ فإعادة سيرة عمر رضي الله عنه وأرضاه وخاصة في إنجازاته الحضارية ليس من باب التفاخر بالماضي ولكن لملاحظة التقصير في الضروريات، والاقتداء بشخصية عظيمة كعمر، وهو من الحكام العادلين المقتدى بهم. 
ومن أسباب الاهتمام بعمر رضي الله عنه ما ظهر أخيرًا من الإيذاء للصحابة رضوان الله عليهم، وخاصة لعمر، وقد جاء في الأثر (إذا لعن آخر هذه الأمة أوَّلها، فمن كان عنده علم فليظهره). وما سمعنا في الماضي والحاضر أن أمة تهدم تاريخها وتشوه تاريخها وتتعمد تحطيم عظمائها إلا هذه الفئة التي تتعمد نسف التاريخ الإسلامي كله. ولكن المنصفين من غير المسلمين يعظمون عمر رضي الله عنه ويعرفون قدره بين القادة والعباقرة، يقول الكاتب اللبناني مارون عبود: "لا أحد يستطيع أن يتخيل النهضة العربية دون أن تمر أمامه صورة أبي بكر وعمر وعلي ومعاوية وهارون الرشيد... ". 
وإذا أبعدنا هذا الجيل الذي رباه محمد صلى الله عليه وسلم، كيف سيكون أمر الدين؟ بل ما الحياة إن خلت من مثل أعلى والصحابة هم المثل الأعلى؛ فقد تميزوا بصفات لم تكن لغيرهم، فهم الذين نقلوا الوحي السماوي كله، فلم يسقط منه حرف، ونقلوا السنة النبوية فحفظوا بذلك الأصول النظرية للإسلام، وحققوا عالمية الرسالة عندما انساحوا في الأرض ينشرون الإسلام. إنه جيل عظيم بكل معاني العظمة، وعندما نصحب هذا الجيل فإنها نعمة كبيرة. يقول الإمام ولي الله الدهلوي: "إن كل من يقرأ القرآن من المسلمين في يومنا هذا مدين في ذلك للفاروق العظيم"؛ لأن عمر هو الذي اقترح على أبي بكر جمع القرآن. 
والذين يؤذون الصحابة إنما يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فهو الذي رباهم، وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ. ونحن ندعو في كل صلاة { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } [الفاتحة: 6، 7]، وأبو بكر من الذين أنعم الله عليهم كما في الآية { فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ } [النساء: 69]. وأبو بكر رضي الله عنه من الصديقين، وإذا كان جيل الصحابة كما يصوره الحاقدون، إذن فعلى الإسلام السلام، ولكن الإسلام باقٍ - والحمد لله - وظاهر إن شاء الله، ونحن نُجلُّ الصحابة ونحبهم، بل هذا التقدير جزء من العقيدة الإسلامية. 

عمر رضي الله عنه المؤسس

عندما يُذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتحدث الناس عن إسلامه الذي كان فتحًا، وعن عدله الذي بهر العقول، وعن تقواه وخشيته وتقشفه في ملبسه ومأكله[1]، ويذكرون عمر الفاتح الذي فتحت في عهده بلاد الشام بأكملها والعراق وفارس وخراسان ومصر.. ويذكرون عمر المجتهد الفقيه، وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبقرية فقال: " لم أرَ عبقريًّا يفري فريه "، ووصفه بأنه مُحدَّث (ملهم). 
لن نتحدث عن شخصية عمر الذي يداوي إبل الصدقة بيده، ويمشي في السوق وحده، ومع ذلك يصل من هيبته أن القادة الكبار يفرقون منه، ولكن سنتحدث عن شخصية عمر المؤسس للدول، المخطط للعمران، وعن اهتماماته الحضارية، الاجتماعية والاقتصادية، وهو جانب قد يغيب عن بعض الناس، وهو جانب لم يُشتهر به كما اشتهر في الجوانب الأخرى، كيف كان يشغله أمور الناس المعاشية، وكيف كان يفكر فيما يُسمى اليوم (البنية التحتية). وهذا الجانب لا أقول تغفل عنه الدول فقط -أو لا تريد تنفيذه- ولكن تغفل عنه المؤسسات الإسلامية والجمعيات الإسلامية، فأين هؤلاء من اهتمامه بالنواحي الصحية للمجتمع الإسلامي وقد وسعت سياسته كل ما جَدَّ وكل ما تطلبته حياة الناس؟! 

القضاء

لا تنتظم أمور الناس إذا لم يكن هناك قضاء مستقل، وقضاء في أعلى درجات النزاهة والتقوى والعلم والخبرة. وإن أُولى مقدمات التقدم الحضاري هو أن تقام إدارة للعدل مستقلة عن إدارة الحكم، ويُقال: "أرني قوانين أمة، أدلك على حظها في الرقي أو الانحطاط". وقد قام عمر بفصل القضاء عن إدارة الحكم، وأقام المحاكم في كل ولاية، وعيّن القضاة حسب شروط معينة، وكان يختار القضاة بعد أن يختبرهم في علمهم وذكائهم، ورسالته في القضاء إلى الصحابي أبي موسى الأشعري تعتبر وثيقة قضائية بالغة الأهمية، وهذا نصها: 
"أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، وأنفذ إذا تبين لك، فإنه لا ينفع حق لا نفاذ له. آس بين الناس في مجلسك ووجهك؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييئس ضعيف من عدلك. البينة على من ادعى واليمين على من أنكر. والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحًا أحل حرامًا أو حرّم حلالاً، ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس، فراجعت فيه نفسك وهُديت لرشدك أن ترجع إلى الحق، فإن الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير لك من التمادي في الباطل. الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك، مما ليس في كتاب ولا في سنة، واعرف الأشباه والأمثال، ثم قس الأمور عند ذلك، واعمد إلى أحبها لله، وأشبهها بالحق فيما ترى. المسلمون عدول في الشهادة بعضهم على بعض، إلا مجلودًا في حد أو مجربًا عليه شهادة زور، أو ظنينًا في ولاء أو قرابة؛ فإن الله قد تولى منكم السرائر، ودرأ عنكم الشبهات. وإياكم والقلق والضجر، والتأذي بالناس، والتنكر للخصوم في مواطن الحق". 
ويستنبط من هذه الرسالة:
1- معاملة الناس جميعًا بالمساواة.
2- يجب أن يحدد تاريخًا معينًا لتقديم الدعوى.
3- إذا لم يحضر المدعي عليه في التاريخ المحدد، يمكن أن يحكم في القضية غيابيًّا.
4- كل مسلم يصلح للشهادة عدا من وقع عليه عقاب أو ثبت كذبه في الشهادات.
ولم يكتفِ عمر بهذا، بل كان يكتب الفتاوى المتعلقة بالأمور المهمة والشائكة ويرسلها للقضاة بين الحين والآخر، وقد وضع عمر كثيرًا من القيود لمنع وسائل الدخل غير المشروع فقرر الرواتب المناسبة، فقد كان راتب سلمان بن ربيعة الباهلي والقاضي شريح خمسمائة درهم شهريًّا، ولم يكن يسمح لأي قاض بالبيع والشراء والتجارة، وهذه هي القواعد التي تتبعها اليوم الدول المتقدمة بعد عهود من التجربة.

الدواوين والاهتمام بالنظام المالي في الإسلام

اتسعت رقعة الدولة زمن عمر رضي الله عنه اتساعًا كبيرًا، وأصبحت الحاجة ملحة لضبط الأمور، وخاصة في النواحي المالية؛ ولذلك أُنشئت الدواوين (الوزارات)، وهو رضي الله عنه أول من دَوّنها، فكان ديوان (الجند) وديوان (الخزانة) وديوان العطاء (التأمينات الاجتماعية).
وبعد فتح العراق واجه مشكلة تقسيم الأرض، فقد طلب الفاتحون أن تقسم الأرض بينهم، وعارضهم في هذا الرأي.
وكان رضي الله عنه يتوخى الحذر في القضايا الكبيرة الاجتهادية، فكان لا يفصل في قضية دون أخذ رأي الصحابة، ويظل ثلاثة أيام يشاور الصحابة، وقد أيده في رأيه عليٌّ وعثمان وزعماء الأنصار، وعارضه عبد الرحمن بن عوف وبلال، وكان أشدهم عليه بلال، حتى قال: "اللهم اكفني بلالاً وأصحابه". 
وكان رأي عمر أن الأرض إذا وزعت على الفاتحين، فمن أين ستأتي بعدئذ نفقات الدولة ونفقات الجهاد والدفاع عن البلاد؟ ومَنْ للذرية بعدئذ؟ واستشهد عمر بالآيات من سورة الحشر { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ } [الحشر 9، 10]. استنبط عمر من هذه الآية أن الأجيال المسلمة القادمة لها الحق في الأراضي المفتوحة، وهكذا استقر الرأي على بقاء الأرض بأيدي أصحابها ويدفعون الخراج عنها. 
إن ترك المال بأيدي الناس ليعملوا أو يربحوا، وتزداد أموالهم هو الرأي الصحيح في قضايا المال، وهو يدل على عمق فهم عمر لمصلحة الأمة، وعمق نظرته المستقبلية، وهذا ما أدركته أوربا في العصور الحديثة، وأثبته (آدم سميث) في كتابه (ثروة الأمم)؛ حيث إن الثروة لا تقاس بما يملكه الحكام أو الملوك، ولكن بما يملكه الناس؛ فالدولة لا تشتغل بالتجارة أو الصناعة. 
ولم يكتفِ رضي الله عنه بهذه النظرة لمستقبل الأجيال، بل أمر بمسح أرض العراق، حتى يكون كل شيء محسوب بدقة، ولا يظلم الذين يعملون في الأرض، ولم يكن مسح الأرض من الفنون التي تعرفها العرب، واختار رجلين من الصحابة لهذه المهمة: عثمان بن حنيف وحذيفة بن اليمان، وكانت لهما خبرة في هذا المجال، بل يذكر الإمام أبو يوسف في كتابه (الخراج) أن عثمان بن حنيف كان يقيس بدقة، كما لو كان يقيس الأقمشة النفيسة. 
وخوفًا من أن تُحمِّل الأرض خراجًا لا تطيقه، فقد استدعى هذين الصحابيين ليسألهما، كما روى البخاري عن عمرو بن ميمون قال: "رأيت عمر بن الخطاب قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا: حملناها أمرًا هي له مطيقة، وما فيها كبير فضل. فقال عمر: لئن سلمني الله تعالى، لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحدٍ بعدي". 
ومن الأمور الغريبة أنه بالرغم من أن عمر حدد الخراج في يسر وسهولة، ولكن مقدار الخراج الذي جبي في عهده لم يجب مثله فيما بعد، وذلك للعدل الذي كان ولرفقه بالرعية، وتحت نظام الخراج قضى عمر على نظام الإقطاع الروماني المنتشر في بلاد الشام، وأقام نظامًا للإنصاف مع البلاد المفتوحة لا يوجد له مثيل في أي بقعة من الأرض.

ديوان العطاء

قرر عمر رضي الله عنه لكل مسلم مخصصات مالية مستمرة، سواء أكان رجلاً أم امرأة، كبيرًا أم صغيرًا (حتى للطفل الرضيع)، كما شملت هذه التأمينات الفقراء من غير المسلمين، وعندما بدأ بتسجيل أسماء الناس قال: بمن نبدأ؟ قال له عبد الرحمن بن عوف: ابدأ بنفسك. قال: لا، بل نبدأ ببني هاشم وبني المطلب. وفرض للعباس ثم لعلي رضي الله عنهما، ثم الأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قدم أزواج النبي فكان لهم أعلى المخصصات، ثم أهل بدر ثم الذين بعدهم، وعندما قرر راتبًا لأسامة بن زيد أكبر من راتب ابنه عبد الله، قال عبد الله: أسامة ليس أفضل مني. قال عمر: ولكن أسامة أحب إلى رسول الله منك. وفرض لكل مولود مائة درهم، فإذا ترعرع مائتي درهم، فإذا بلغ رشده زاد له في العطاء. ويقول "والله لئن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال". وهذا هو الحق، وهذا هو الفقه لرسالة الإسلام؛ فالفرد في الدولة الإسلامية له الحق في المأوى والمأكل والملبس، ولا يجوز أن يعيش إنسان بين المسلمين ويموت جوعًا.
إن هذه الرواتب هي الحد الأدنى لكل إنسان، ولا يجهل عمر رضي الله عنه أن لا تكون هذه العطايا مدعاة للكسل وترك العمل، وعندما كتب الإمام الماوردي عن مهمة المحتسب في الإسلام قال: "وهي تنبيه القادرين على كسب عيشهم وتأديبهم إذا كانوا يأخذون الصدقات وهم قادرون على العمل، واستدل بفعل عمر قال: وقد فعل عمر ذلك بقوم من أهل الصدقة". 
من أين لعمر رضي الله عنه هذه الثقة في أن يأتي الراعي في صنعاء نصيبه من هذا المال؟! إنه من العدل ومن تنظيم بيت المال، وقد وضع القرآن الكريم والسنة النبوية أصول النظام المالي، وأعطاه صفته التفصيلية عمر بن الخطاب، وقد استفاد أيضًا من تنظيمات البلاد المفتوحة.
عندما ورد على المدينة أموال عظيمة من الخراج لم يكن هناك مكان معين لبيت المال، كان المال يوزع على المسلمين في وقته، ولكن عندما كثر المال شاور عمر الصحابة، فكان رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقسم المال في نفس السنة ولا يوضع شيء منه في الخزانة، وخالفه في ذلك عثمان رضي الله عنه ، وقال الوليد بن هشام: لقد رأيت عند ملوك الشام إدارتين منفصلتين إدارة الحكومة وإدارة الخزانة، واستحسن عمر هذا الرأي وأسس بيتًا للمال، وأقام أول خزانة كبيرة في دار الخلافة، وعيّن عبد الله بن الأرقم (صاحب بيت المال)، وأمر ببنية قوية لبيت المال في الكوفة.

الاهتمام بالزراعة وشق الأنهار وتمهيد الطرق

أولى عمر اهتمامًا كبيرًا بتطوير الزراعة واستصلاح الأراضي، وأصدر بهذا الشأن حكمًا عامًّا بأن من يصلح الأراضي البور أينما وجدت في جميع أنحاء الدولة، فإن ملكيتها تئول له وإذا لم يصلحها في غضون ثلاث سنوات تسترد منه.
إن الزراعة كما يقول علماء الاقتصاد في العصر الحديث هي أساس الاقتصاد وأساس الصناعة، "وعلى هذا الأساس، فالأرض هي الوسيلة المأمونة كما يقول اليوم الاقتصاديون الذين يدرسون مشاكل العالم الثالث لضمان (إقلاع) مجتمع ما من مرحلة أولية إلى مرحلة ثانوية..."[2]. 
إن اهتمام عمر بالزراعة والأرض جعله يهتم أيضًا بإدارة الري مثل إقامة السدود وبناء القناطر لتوزيع المياه وشق فروع للأنهار، وقد استأذن جزء بن معاوية عمر ليحفر أنهارًا كثيرة في مراكز الأهواز وخوزستان؛ لاستصلاح كثير من الأراضي غير الصالحة للزارعة. ومن اهتماماته رضي الله عنه وأرضاه ما يسمى اليوم بـ(المنافع العمومية) أو البنية التحتية والحالة المعيشية للناس؛ ولهذا أمر بشق الأنهار التي توصل الماء إلى المدن مثل نهر أبو موسى، وكان طوله تسعة أميال. وكان سبب ذلك أن الأحنف بن قيس اشتكى إلى عمر ملوحة أرض البصرة، فيضطر الناس لإحضار الماء من مسافة ستة أميال، فأمَر عمر أمير البصرة أبا موسى الأشعري بأن يحتفر نهرًا لأهل البصرة يتفرع عن نهر دجلة. وحفر في دجلة أيضًا نهر معقل الذي يضرب به المثل (إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل)، وكلف بمهمة إعداده الصحابي معقل بن يسار.. 
ولكن أعظم الأنهار وأكبرها فائدة ذاك الذي أمر به عمر أيضًا، والذي اشتهر باسم خليج أمير المؤمنين، وهو قناة تصل ما بين نهر النيل والبحر الأحمر، وكانت بداية هذه القناة في الفسطاط، ثم إلى بلبيس، ثم إلى البحر الأحمر وقد أنجز المشروع في ثمانية أشهر[3]. فكانت السفن تنقل المؤن والبضائع من مصر إلى المدينة بيسر وسهولة، وبقي هذا المشروع ثم أهمل بعد القرن الأول من الهجرة. 
أما إصلاح الطرق وتمهيدها، وهو شيء أساسي في (البنية التحتية) فقد اهتم به عمر اهتمامًا بالغًا، وهو الذي يقول: (لو أن شاة عثرت في شط الفرات، لخشيت أن أسأل عنها). وهذا شيء لم يسمع به في أي حضارة من الحضارات السابقة؛ لأن تمهيد الطرق هو الذي يؤدي إلى الاتصال السهل بين المدن والقرى والبادية ويساعد على انتعاش الزراعة والصناعة، كما هو الحال في أوربا اليوم[4]. 
كما بنى عمر استراحات بين المدينة ومكة للمعتمرين والحجاج، واتخذ في كل مدينة دارًا للضيافة. إن نظرة عمر رضي الله عنه للمال واهتمامه بشئون الناس المعاشية واهتمامه بالطرق والقنوات المائية، وكذلك اهتمامه بتنظيم (النقد) وضبط المعاملات بها، وضمان تنفيذ العقود وحرية الناس التجارية من خلال القضاء المستقل، إنما يعطي مثالاً واضحًا لدور الدولة في الإسلام التي لا تتدخل في شئون الناس المعاشية أو تشاركهم في أموالهم ومشاريعهم، وإنما هي الحماية ونشر الأمن، وضبط السوق؛ حتى لا يقع الاحتكار أو أي نوع من الاعتداء على الممتلكات.

بناء المدن

يقال إن الحضارة الإسلامية هي حضارة مدن، فقد بنى خلال هذه الحضارة مئات المدن، ما يزال كثير منها موجود حتى الآن، وقد بدأ هذا الاتجاه الحضاري عمر بن الخطاب، وذلك حين قدمت إليه الوفود بعد فتح جلولاء وحلوان فلم تعجبه هيئاتهم وأجسامهم فقال لهم: ما الذي غيركم؟ قالوا: وخومة البلاد. فكتب إلى سعد بن أبي وقاص: أن ابعث سلمان وحذيفة رائدان ليرتادا منزلاً بريًّا بحريًّا. فظفر بالكوفة وأقرهم عمر، وأذن لهم في البنيان ولكن على ألا يتطاولوا في البنيان، وقال لهم: (الزموا السنة تلزمكم الدولة). وطلب من سعد أن يدعو أبا الهياج بن مالك، وأمره أن يجعلها مناهج (شوارع) عرض كل منها أربعون ذراعًا، وأخرى عرض كل منها ثلاثون ذراعًا، وأخرى عرض كل منها عشرون ذراعًا لا تضيق عن ذلك شيئًا. 
ثم بنيت البصرة وفي مصر بنيت الفسطاط والجيزة؛ ولذلك يلقب رضي الله عنه بأنه (أبو المدن)، وهو لا يكتفي بالإذن بالبناء، بل يخطط لهم موقع المدينة المناسب (ليس بينه وبينهم ما يمنع الوصول إليهم)، ومقدار اتساع شوارعها، وينهاهم عن التطاول في البناء حتى يبقى المسلمون في حالة وسط، ولا ينتقلون إلى حالة الرفه والإسراف، وإذا وقع ذلك فعندئذ تذهب عنهم الدولة. ويُروى أن عمرو بن العاص أمير مصر اتخذ منبرًا مرتفعًا، فكتب إليه عمر: بلغني أنك اتخذت منبرًا ترقى به على رقاب المسلمين، أوَما بحسبك أن تقوم قائمًا؟ فعزمت عليك لما كسرته. وبنى خارجة بن حذافة غرفة (فوق البناء الأرضي) فكتب إلى عمرو بن العاص: فقد بلغني أن خارجة بنى غرفة، وقد أراد خارجة أن يطلع على عورات جيرانه، فإذا أتاك كتابي هذا فاهدمها إن شاء الله.
إنها عبقرية عمر في النظرة للمستقبل وما سيئول إليه أمر المسلمين حين يقعون في الترف المهلك، وفي تبديد الأموال على البناء والزخرفة.

حرية الفرد وكرامته وشخصيته

إن حماية حرية الإنسان وصيانة كرامته من أهم المطالب الشرعية، ولا تستقيم الحياة البشرية بدونها؛ فالاعتزاز بالنفس وخلق الإباء من الأسس المهمة لنضج الأخلاق؛ ولذلك اهتم عمر رضي الله عنه بهما، ويقول مخاطبًا وفود المسلمين إلى المدينة: "أيها الناس، إني والله ما أرسل عمالاً (أمراء) ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم ليعلموكم دينكم وسنة نبيكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ، فو الذي نفس عمر بيده لأقصنه منه. قال عمرو بن العاص: لو أن رجلاً أدب بعض رعيته، أتقصنه منه؟ قال: أي والذي نفسي بيده، إذن لأقصنه منه، وكيف لا أقصنه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه...". 
وكان يقول للعمال (أمراء المناطق): "لا تضربوا أبشار الناس فتذلوهم". فهو رضي الله عنه يهتم بكرامة المسلم؛ لأن في ضربه إذلالاً له، وعندئذ يصبح شخصية ضعيفة مستكينة، وليس هذا من تربية الإسلام.
بل هو يهتم بكرامة الإنسان، كل إنسان، وهو الذي قال قولته المشهورة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!" عندما ضرب مسلم رجلاً قبطيًّا في مصر.
ومن اهتمامه بشخصية المسلم التي يريدها أن تبقى في حالة وسط لا تقع في الترف ولا تصل إلى حالة الشظف، شخصية متعالية على عبادة الأثاث والرياش، يقول مخاطبًا المسلمين: "اخشوشنوا وتمعددوا[5] وانزوا على الخيل". ويطلب من الآباء تعليم أولادهم السباحة والرماية وركوب الخيل. ويطلب من سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بناء المدن، بعيدًا عن المستنقعات حماية لصحة المسلمين. 

العلم ونشر العلم

من البديهي أن القرآن الكريم هو أساس العلم وأساس الحضارة الإسلامية، وقد نوه القرآن وأشاد كثيرًا بالعلم والعلماء وأثار في نفوس المسلمين حب العلم والتعلم، ومن أعظم أعمال عمر جهوده العلمية خدمة للإسلام ما أشار به على أبي بكر رضي الله عنه في جمع القرآن، وكانت طريقة جمعه على أسس علمية دقيقة، فقد وضع عمر منهجًا للتوثيق، فلا يؤخذ أي مخطوط (آية أو آيات) لا يشهد شخصان على أنه مكتوب وليس من الذاكرة فقط، فجمع بين الحفظ في الذاكرة والكتابة، شاهدين عدلين على الكتابة وشاهدين عدلين على الحفظ (اسم القرآن يدل على القراءة واسم الكتاب يدل على الكتابة). 
وبعد أن تم هذا المشروع العظيم، كان الذي يشغل بال عمر هو تعليم المسلمين هذا الكتاب وخاصة الذين أسلموا بعد أن فتحت بلدانهم؛ ولذلك أرسل المعلمين من كبار الصحابة إلى المناطق المفتوحة ليعلموهم دينهم، أرسل عبد الله بن مسعود إلى الكوفة، وعمران بن حصين ومعقل بن يسار إلى البصرة، وعبادة بن الصامت وأبا الدرداء ومعاذ بن جبل إلى الشام؛ فالفتوحات لا تترسخ وتستقر إلا بأن تنصهر هذه الشعوب في بوتقة الإسلام، ويعيش المسلمون أمة واحدة. وحتى ينتشر العلم في كل مكان، أرسل عمر رجلاً يجول بين القبائل في البادية معلمًا للقرآن، أي أن عمر نشر التعليم الإلزامي. 

الاهتمام بالوقت والتاريخ

عندما قدم إلى عمر صك مكتوب عليه كلمة (شعبان)، قال عمر: كيف نعلم أن المقصود شهر شعبان الماضي أم الحالي؟ فعقد مجلسًا للشورى حضره كبار الصحابة وعرض هذه المسألة، أي تحديد التاريخ حتى لا تقع الأخطاء في العقود والمعاملات. فقال البعض: أرِّخوا من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال آخرون: من مبعثه. وأشار علي رضي الله عنه إلى أن يؤرخ من الهجرة، فاستحسن عمر هذا الرأي، واستقر الأمر على أن تكون بداية التأريخ من بداية هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأرخوا من محرمها.
المصدر: موقع المسلم.
عن موقع قصة الإسلام

الهوامش:

[1] يقول المؤرخ الأمريكي ول ديورانت واصفًا مجيء عمر إلى بيت المقدس: "وجاء الخليفة نفسه للتصديق على شروط التسليم، جاء من المدينة في بساطة أفخر من الفخامة" (قصة الحضارة 13/76). 
وعن أبي الغادية الشامي قال: "قدم عمر الجابية على جمل أورق تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة".
[2] مالك بني نبي: مشكلة الأفكار ص40.
[3] القلقشندي: مآثر الإنافة في معالم الخلافة 1/19.
[4] قال أحد أساتذة الجامعات في أمريكا: إن أعظم إنجازات الرئيس (أيزنهاور) هي شبكة الطرق التي أنجزت في عهده وليس انتصاراته في الحرب.
[5] أي: كونوا مثل جدكم معد بن عدنان في البأس والخشونة.
Last edited by أسد الإسلام; 09-03-2012 at 12:52 PM. Reason: أرى أن يكون العنوان هكذا أخي بارك الله فيك

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

==========


طالع ايضا 


كتاب أوليات الفاروق السياسية الدكتور غالب عبدالكافي القرشي 



عبارة عن رسالة ماجستير نشرت في كتاب الناشر دار الوفاء للطباعة مصر - المنصورة


يتناول اعمال الفاروق الاجتهادية و الفقهية و السياسية و الحربية


==========


موسوعة فقه عمر بن الخطاب


تأليف: محمد رواس قلعجي


يعرض المؤلف في كل جزء من هذه السلسلة فقه عملاق من عمالقة الفقه الإسلامي مرتباً على الطريقة المعجمية، وهي طريقة انفرد بها المصنف، تيسر الوصول إلى أي حكم شرعي ومعرفة رأي المجتهد موضوع البحث بسهولة وسرعة. وستساعد عند استكمالها في وضع موسوعة فقهية جامعة تشمل الفقه الإسلامي بكافة اتجاهاته واجتهاداته تلبية لحاجة العصر.



==========


سيدنا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه 

الذي حرر بيت المقدس
الذي طرد اليهود من مدينة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم 
الذي اسقط ملك كسرى وفتح فارس 

=========

دفن سادتنا ابي بكر و عمر رضي الله عنهم بحانب قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم 
دلالة ايمان ورفيع منزلتهم 

من القرآن الكريم أحقية دفن أبي بكر وعمر جوار النبي (صلى الله عليه وسلم) وتنسف فرية نفاقهما رضي الله عنهما

( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَيُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً ) 

========


لقد اختار مؤلف كتاب 

المائة الاوائل في العالم 
مايكل هارت 
اختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رقم واحد في العالم 

واختار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رقم 51 في العالم


الخالدون المئة : الاسم الأصلي للكتاب : المئة: ترتيب أكثر الشخصيات تأثيراً في التاريخ،

 (بالإنجليزية: The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History)

 كتاب من تأليف مايكل هارت وهو عبارة عن قائمة احتوت علي أسماء مئة شخص رتبهم الكاتب حسب اعتقاده بمدى تأثيرهم في التاريخ. اتبع أسساً محددة في ترتيب الشخصيات ووضع شروط لأختياره منها: أن تكون الشخصية حقيقية عاشت فعلاً، وأن تكون الشخصية غير مجهولة، فهناك مجهولين عباقرة مثل أول من اخترع الكتابة لكنه مجهول، وأن يكون الشخص عميق الأثر وأن يكون له تأثير عالمي وليس إقليمي فقط، بالإضافة إلى أنه استبعد كل من كان قيد الحياة.



مايكل هارت (المؤرخ) النصراني المنصف
مؤلف كتاب ( 
أعظم 100 شخصية في التاريخ
 )
أو مايسمى بكتاب
الخالدون 100 أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم 
)يضع رقم واحد النبي صلى الله عليه وسلم
ورقم 51 عمر بن الخطاب

ويقول متعجباً ربما بدا غريباً أن شخصية مثل عمر بن الخطاب ليست معروفة لدى الغرب مثل شخصيات: شارلمان أو يوليوس قيصر , ومع ذلك فقد استحق هذا المكان الرفيع بين الخالدين 
.وهذه ترجمته كما جاء في كتاب مايكل هارت ’’


51- عمر بن الخطاب 
عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين كان أصغر من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقد ولد في مكة مثل الرسول . وليس معروفاً على وجه اليقين متى ولد , وإن كان معروفاً متى توفي , حتى سنة وفاته ليست مؤكدة أيضاً , وكان عمر من أشد الناس خصومة وعداء للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وللإسلام . وفجأةتحول عمر بن الخطاب إلى الإسلام , وأصبح بعد ذلك من أعظم وأشجع الداعين إليه 
, ويشبه ذلك تماماً : تحول القديس بولس إلى الديانة المسيحية.وأصبح عمر بن الخطاب من أقرب المؤمنين إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وظل كذلك حتى الموت , في سنة 632 توفي الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يختار خليفة من بعده غير أن عمر ابن الخطاب قد بايع أبو بكر الصدِّيق ( صَدِيق الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو زوجته عائشة . وقد أدت هذه المبايعة إلى منع الصدام بين المسلمين أو الصراع على الخلافة , وأصبح أبو بكر الصديق أول خليفة للمسلمين بعد محمد صلى الله عليه وسلم . وكان أبو بكر خليفة ناجحاً . ولكنه لم يلبث أن توفي بعد سنتين بعد خلافته .
ولكن أبو بكر الصديق قد اختار عمر بن الخطاب خليفة من بعده وهو أيضاً أب لإحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم – السيدة حفصة – وقد كان اختيار أبي بكر لعمر قراراً حاسماً , وبذلك تفادى الصراع على الخلافة بين المسلمين , وأصبح عمر خليفة في سنة 634 وظل كذلك حتى قُتِل سنة 644 في المدينة المنورة . وكان قاتله عبداً فارسياً .
وعندما كان عمر يعاني من سكرات الموت شكل جماعة من 6 أشخاص ليختاروا خليفة من بعده حرصاً على وحده المسلمين , وحسماً للنزاع وتفادياً للصراع على الخلافة . وقد اختارت هذه الجماعة ( عثمان بن عفان ) الخليفة الثالث الذي ولي شؤون المسلمين فيما بين سنة 644 وسنة 656.
وفي فترة خلافة عمر بن الخطاب التي استغرقت عسر سنوات تحققت الفتوحات الكبرى للإسلام . فغزت جيوش المسلمين سوريا وفلسطين , وكانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية البيزنطية , وفي معركة اليرموك سنة 636 انتصر العرب على قوات بيزنطة وسقطت دمشق في نفس السنة . وبعدها بسنتين سقطت القدس أيضاً . وعندما كانت سنة 639 غزت الجيوش العربية ( مصر ) وهي الأخرى كانت تحت السيطرة البيزنطية وفي خلال ثلاث سنوات تم للعرب الاستيلاء على مصر.
وقبل أن يصبح عمر خليفة للمسلمين بوقت قصير خلت جيوش العرب بلاد العراق , وكانت جزءاً من الإمبراطورية الساسانية الفارسية , ولكن القوات العربية في عهد عمر قد انتصرت في معركة القادسية سنة 637 . ولم تكد تجيء سنة 642 حتى كانت أرض العراق كلها تحت السيطرة التامة لجيوش المسلمين . واستولت الجيوش الإسلامية على بلاد فارس بعد المعركة الفاصلة في نهاوند سنة 642 
.وفي سنة 644 مات عمر . ولم تتوقف غزوات المسلمين بسبب مقتل عمر , وإنما مضت تكمل الاستيلاء على بلاد فارس وعلى شمالى أفريقياً أيضاًوكما أن هذه الإنتصارات كانت هامة , فإن صمود قوات المسلمين في البلاد التي استولوا عليها كان شيئاً أكثر أهمية , وعلى الرغم من أن إيران قد تحولت إلى الإسلام فإنها قد استقلت عنه وأصبحت وظلت مسلمة أيضاً . ولم تتحرر سوريا والعراق ومصر , فقد تحولت هذه البلاد جميعاً إلى الإسلام وازدادت بمرور الوقت عروبة .وقد كان عمر حكيماً وسياسياً بارعاً . وقد رأى أن تظل قوات المسلمين بعيدة عن المدن تعيش في الثكنات .وفرض على المسيحيين الزكاة أو الجزية إذا لم يعتنقوا الإسلام . وهم أحرار في ذلك . ولم يفرض الإسلام على أحد بالقوة . ومن هذا يبدوا أن حروب العرب كانت قومية , ولم تكن حروباً حروباً دينية تفرض الإسلام بالسيف .وما أنجزه عمر ن الخطاب شيء باهر , فبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلامكان عمر هو الشخصية التي نشرت الإسلام , فغير هذه الغزوات السريعة , ماكان من الممكن أن ينتشر الإسلام في هذه المساحات الشاسعة من الأرض . ومعظم البلاد التي غزتها الجيوش الإسلامية ظلت عربية إسلامية إلى يومنا هذا . صحيح أن الفضل أولاً وأخيراً للرسول عليه الصلاة والسلام , وهو من أجل عظمة شخصيته وأثره البالغ في التاريخ استحق بجدارة أن يكون ( الرقم واحد بين المائة الخالدون ) ولكن كثيراً من الفضل يعود لعمر بن الخطاب بعد ذلك .فعمر ساعد بذكائه وعبقريته على نشر الإسلام وتمكينه من البلاد الأخرى .وربما بدا غريباً أن شخصية مثل عمر بن الخطاب ليست معروفة لدى الغرب مثل شخصيات : شارلمان أو يوليوس قيصر , ومع ذلك فقد استحق هذا المكان الرفيع بين الخالدين .
ولكن الغزوات التي شنتها جيوشه ومدى ما تركته من أثر في التاريخ . أخطر بكثير مما تركه كل من يوليوس قيصر وشارلمان. انتهى .


==========



انجازات و عطاءات سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه لخدمة الاسلام وفضائله


انجازات و عطاءات سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه لخدمة الاسلام و فضائله


اخطاء سيدنا علي من كتب الشيعة والتي تبين انه ليس معصوم وليس الاعلم وليس الاشجع وليس لديه انجازات


السيرة النبوية كما يراها الشيعة


===============

اقوال العلماء في كفر من كفر الصحابة مثل الشيعة الذين كفروا الصحابة


سبب تحريم الطعن في الصحابة



================

موقف الإمام الطاهر بن عاشور من الشيعة في تفسير " التحرير و التنوير "


استنكار كبار علماء الازهر قضية التقريب بين اهل السنة و الشيعة الاثناعشرية


علماء الشيعة يعتبرون التشيع دين وليس مذهب دين الامامية ويختلف عن دين الاسلام


=========
الحسينيات و البكاء في الحقيقية هو بكاء على سقوط دولة الفرس على يد العرب وليس البكاء على ال البيت
 الاستفزازات و التفرقة الشيعبة التي يقوم بها اذناب ايران /


لعن الشيخين عند الشيعة الاثناعشرية


مكانة الصحابة و حكم سب الصحابة

عند الشيعة امة المسلمين أمة ملعونة لانها جحدت الولاية


نماذج من العدوان الشيعي على الصحابة في الكويت و الوحدة الوطنية

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_60.html

ملف سيدنا عمر بن الخطاب والشيعة


لماذا تفرقون بين السنة و الشيعة مع أننا بحاجة للوحدة؟؟!!!


استنكار كبار علماء الازهر قضية التقريب بين اهل السنة و الشيعة الاثناعشرية



اخطاء سيدنا علي من كتب الشيعة والتي تبين انه ليس معصوم وليس الاعلم وليس الاشجع وليس لديه انجازات


السيرة النبوية كما يراها الشيعة


============

ملف انجازات و عطاءاتهم لخدمة الاسلام فضائل الصحابة





بسند صحيح عن علي بن أبي طالب قال :{{صلى الله على عمر}}

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=130046

قصيدة في الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 
https://www.youtube.com/watch?v=fumOoCTwGGI&feature=youtu.be

الشيخ  الشيعي احمد القبانجى - لماذا يكره الشيعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
https://www.youtube.com/watch?v=BhH8HesSzeU

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق