الكاتب : وطن 1 فبراير، 2016
راشد العريمي
وطن (خاص) – بينما تبطش دولته وحكومته بالمعارضين وتحارب الإسلاميين بمختلف توجهاتهم ورتبهم، وتدعم بعض الصوفيين المخرفين في أكثر من دولة، وتطبّع مع الصهاينة وترحّب بهم وتفتح لهم أبواب ناطحات سحابها، يهاجم المستشار الإعلامي بديوان ولي عهد أبوظبي، راشد العريمي، الأمين العام الأسبق لاتحاد العلماء المسلمين، الشيخ د.يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وكان سبب الهجوم من موقف القرضاوي من الشيعة وتصريحاته السابقة بشأن ندمه عن توسطه في محاولات التقريب بين السنة والشيعة.
واعتبر “العريمي”، في مقال له بعنوان “من مراكش رسالة إلى القرضاوي”، نشرته جريدة الحياة اللندنية الاثنين، أن الربيع العربي ساهم في بروز ونشر “الأفكار المتطرفة” في إشارة منه للقرضاوي وجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي معتبرًا إياه الطريق الصحيح للتعامل مع الأقليات في العالم العربي.
واستهل المستشار الإعلامي مقاله قائلا “لا يختلف اثنان في العالم العربي اليوم على أن مستقبل المنطقة محوط بالمخاوف والرعب، وأن الحرائق المشتعلة في أكثر من زاوية وركن من العالم العربي وفي محيطه توشك أن تقترب من براميل البارود المنبثة في جوانبها لتحرق الجميع في أتونها، وأن هذا هو الوقت الذي يجب أن يتنادى فيه العقلاء إلى إطفاء النيران لا صب الزيت فوقها. وهذا هو، تحديداً، الوقت الذي اختاره يوسف القرضاوي ليُشبع رغبته في التخريب وفي المضي بالعالم العربي والإسلامي إلى هاوية مهلكة، بدل أن يثوب إلى رشده وقد بلغ من العمر أرذله.”
وأضاف “خرج علينا يوسف القرضاوي من جديد ليذكي نار الفتنة في أكثر بؤرها التهاباً، مطلقاً لسانه بالكراهية ليستفز مشاعر السنة والشيعة معاً، وليهيئ الأرض لجولة أخرى من الدم وأكداس من الجثث والأشلاء وملايين من النازحين والمشردين والأرامل والأيتام العاجزين يستجدون الخبز والمأوى. وفي سلوك يندر أن نجده إلا بين أقطاب جماعة «الإخوان المسلمين»، يقول إنه أخطأ «حينما ظننت خيراً بإمكان التقريب بين السنة والشيعة»، وأنه الآن لا يرى فيهم إلا «أعداء كارهين حاقدين».
وتساءل ” فإذا كان صادقاً في ما يعتقد فماذا عمن غرّتهم دعواه الأولى وصدقوه فيها؟ ومن يضمن أن هذا الرجل الحزبي المؤدلج إنما يريد وجه الله بما يقوله اليوم؟ وأن تصريحه هذا ليس مجرد مناورة سياسية لمصلحة تنظيمه الذي يعاني الانهيار والتشقق، وهل سيخرج علينا بعد شهور أو سنوات ليقول إنه أخطأ مرة ثالثة عندما تقتضي مصلحة «الإخوان» التقارب مع إيران مرة أخرى، أو التهجم على دول الخليج العربية كما فعلوا في بدايات «الربيع العربي»؟ وكيف يجرؤ أن يوحي إلى من يصدقون كلامه بأن رأيه الذي يتغير بداعي المصلحة الحزبية لجماعة «الإخوان» إنما يستند إلى دين الله وشرعه الذي لا يقبل التبديل والتغيير؟”
وخلص الكاتب إلى أن “الحقيقة أن الرجل لم يكن صادقاً في الأولى عندما دعا إلى التقارب مع الشيعة، ولا صادقاً في الثانية عندما حرض على كراهيتهم، وهو في الأولى والثانية كان ينطلق من مصالح وحسابات سياسية تخدم جماعة «الإخوان» ومشروعها للوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت ضمن منهج «أستاذية العالم» الذي يتبناه التنظيم. ولم تكن هذه الصفحة إلا واحدة من صفحات تنضح بالخزي والعار، تُبدِّل فيها الجماعة ومفتيها القرضاوي، موقفها بحسب اتجاه الريح وتغير تحالفاتها بلا مبدأ أو ضمير، وهي في كل الحالات تفتئت على الله – عز وجل – وشريعته الغراء، وتُسبغ على مخازيها رداءً من دين الله، وهو منهم ومما يفعلون براء، ومن الشريعة، وهم أعدى أعدائها وأكثر من يسيء إليها.”
واستنتج العريمي أن الإخوان المسلمين “لا يختلفون في ذلك عن مشروع إيران الصفوي، الذي يؤجج نار الفتنة بدوره ويعمق التطرف الديني والايديولوجي والطائفية السياسية، وما يقترن بها من انتشار العنف والإرهاب في عدد من أقطار المنطقة، وتعرض صورة الإسلام للتشويه، وتوسع «الإسلاموفوبيا» والتمييز ضد الأقليات المسلمة واضطهادها خارج العالم الإسلامي.”
وعاد مذكّرا القارئ “لقد اكتسبت الأفكار المتطرفة زخماً متصاعداً عقب ما يُعرف بـ «الربيع العربي»، وصعود بعض الجماعات الدينية إلى قمة السلطة، وتحالفها مع جماعات وأحزاب سياسية متطرفة، ثم فشلها في إدارة شؤون الدولة والمجتمع بسبب سعيها إلى احتكار السلطة والدولة وتشكيلها وفقاً لرؤيتها، وانفصالها عن شركاء الوطن واستعلائها عليهم، وتسويقها الأماني الكِذَاب والأوهام السراب لشعوبها.”
وكشف الكاتب الإماراتي أن إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي بريق أمل أو شعاع نور لأمتنا العربية والإسلامية والعالم من حولها. وقد انبثق الإعلان الذي يُعد «وثيقة حقوق إسلامية»، عن مؤتمر مراكش الدولي حول حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية الذي نظمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، بالمشاركة مع وزارة الأوقاف المغربية. وتنبع قيمة هذا المؤتمر والإعلان الذي صدر عنه من مشاركة أكثر من 300 عالم ومفكر إسلامي يمثلون مختلف المذاهب والتوجهات، وينتمون إلى أكثر من 120 بلداً، فضلاً على ممثلي الأديان الأخرى، داخل العالم الإسلامي وخارجه، والهيئات والمنظمات الإسلامية والدولية.”
وأكّد “راشد العريمي أن إعلان مراكش يعتبر بمثابة “صحيفة المدينة التي أصدرها الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) لتكون دستوراً لمجتمع متعدد الأعراق والمعتقدات، الأساس المرجعي لضمان حقوق الأقليات الدينية في العالم العربي. وتجسد هذه الوثيقة القيم الإسلامية الكبرى، وفي مقدمها العدل، الذي يعد القيمة الإسلامية العليا أو القيمة المظلة التي تجب ما عداها، والمساواة على أساس إنساني، والتعددية التي زخرت بها المجتمعات الإسلامية على مدار تاريخها الطويل.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق