الجمعة، 11 نوفمبر 2016

رواية القارورة أم سلمة


روى هذه الحكاية عبد الله بن أحمد في زيادات (المسند) والطبراني وغيرهما عن أم سلمة وابن عباس. وهي رواية تالفة متناً وسنداً. وهذا أحد متونها وأسانيدهاالمظلمة:
عن أم سلمة قالت: (كان الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما يلعبان بين يدي النبي e في بيتي، فنزل جبريل u فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك. فأوما بيده إلى الحسين فبكى رسول الله e وضمه إلى صدره ثم قال (أي لأم سلمة): وديعة عندكِ هذه التربة فشمها رسول الله e وقال: ويح كرب وبلاء. قالت: وقال رسول الله e يا أم سلمة: إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل. قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول إن يوماً تحولين دماً ليوم عظيم).
قبل كل شيء أقول: أيصدق هذه الرواية الخرافية في متنها التافه إنسان لديه مسكة عقل؟!
أما السند ففيه عمرو بن ثابت بن هرمز رافضي خبيث. مولى فارسي أجمع علماء حديث على تركه وكذبه. يكفي ما قاله فيه أبو داود صاحب (السنن) في (سؤالات أبي عبيد الآجري ص211-213): "رجل سوء قال: لما مات النبي e: كفر الناس إلا خمسة وجعل أبو داود يذمه". ومما قاله فيه: "رافضي خبيث".
يرويها (ابن هرمز) هذا عن الأعمش (وهو مولى فارسي من طبرستان، ثقة، لكنه يدلس تدليس التسوية وهو أشنع أنواع التدليس، وقد عنعن، ولم يصرح بالتحديث).

ملاحظات

الأولى: أم المؤمنين أم سلمة فقد ماتت سنة 59 هـ. أي قبل مقتل الحسين بسنتين. قال ابن كثير: (قال الواقدي: توفيت سنة 59 وصلى عليها أبو هريرة). ولم يكن عند من قال بوفاتها سنة 61هـ سوى رواية القارورة الضعيفة.

الثانية: هل انتبهتم إلى كلمة (أمتك)! وجعل الأمة في كفة والحسين في كفة. ماذا تختار: الحسين أم الأمة التي تقتل الحسين؟
الثالثة: ومع هذا المتن الفارسي الذي لا يخفى وضعه من قبل ذلك الكذاب الرافضي الفارسي ابن هرمز. تجد من المشتغلين بالحديث من يصححه! وهذا يدلك على أن العلم قد يفترق عن الوعي. وأن كثيراً من العلماء تشغله الحركة عن المسار. فيذهل بالسند وتجميع الشواهد لتصحيح التوالف، ولا يدري أن الرواية تصب في مسار التشيع وخدمة المشروع الفارسي. فيكون مثله ولا يدري (كمثلِ الحمارِ يحملُ أسفاراً)!
وهذا أحد الدلائل على أن التشيع صناعة سنية. أقصد شارك السنة بصناعتها. ولولا ظهور هؤلاء الوثيرة ما عبر الشيعة إلينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق