نقد اسانيد فتنة مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه ونفي مشاركة الصحابة في مقتله
نقد أسانيد مرويات الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم تحقيق ودراسة إن كثيرا من ابناء المسلمين وقع ضحية فخ كبير افتعله المستشرقون عن تاريخنا اذا انهم اعتمدوا على مصادر تاريخية حشيت بكل اصناف الزور والبهتان والكذب والخداع والافك ولانستطيع ان نجزم ونعمم هذا الحكم على جميع المستشرقين لكن المشكلة هي من ابناء هذا الدين او المنتسبين اليه زورا وبهتانا من بعض كتبة التاريخ الذين ينتمون لفرقا اسلامية كالمعتزلة التي تشيراليها اصابع الاتهام في نسبة الجبرية الى الدولة العثمانية او كالرافضةفي امرالفتنة بين الصحابة.أوغيرهما كمايقول الدكتورعلي الصلابي : إن من أعظم الفرق أثرًا في تحريف التاريخ الإسلامي الشيعة الرافضة كما كان للشعوبية والعصبية أثر في وضع الأخبار التاريخية والحكايات والقصص الرامية إلى تشويه التاريخ الإسلامي, وإلى إعلاء طائفة على طائفة, أو أهل بلد على آخر, أو جنس على جنس, وإبعاد الميزان الشرعي في التفاضل وهو ميزان التقوى +إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]. كما أن الفرق المنحرفة قد استغلت وضع القصاص وانتشارهم وجهل معظمهم وقلة علمهم بالسنة, وانحراف طائفة منهم تبتغي العيش والكسب, فنشروا بينهم أكاذيبهم وحكاياتهم وقصصهم الموضوعة, فتلقفها هؤلاء القصاص دن وعي وإدراك ونشروها بين العامة مقال بموقعه الالكتروني بعنوان : الاستشراق والتاريخ الإسلامي وكذلك لمزيد اطلاع حول الموضوع انظر رسالة " ما أدخلته الشيعة في الـتـاريـخ الإسـلامـي" لـ أ.د/ صالح بن عبد الله المحيسن والبعض الاخر من هؤلاء المستشرقين امثال "جولدزيهر" اليهودي و"جوزيف شاخت"و"فنسنك" كان قصدا يغض الطرف عن كل الروايات الصحيحة ويتعمد نقل مايسء لتاريخنا. والواقع أن المستشرقين كافة صدروا عن جهل محقق بنظام الإسناد وروحه مع وجود نصيب كبير من الهوى والحقد (دراسات في الحديث النبوي . محمد العظمي . 2/485 فما بعدها و(2/416 )او بسبب الآراء المسبقة التي تشبع بها المستشرقون أو عن التراث الحضاري الغربي الذي بفكر به المستشرقون وبه يبحثون ويدرسون … ثم يحكون واعتمدوا على دراسات خاطئة في المنهج العلمي والاستقراء مع ضميمة العجمة في اللغة مما أوقعهم في كثير من الاستنتاجات المتناقضة فنقلوا لنا الكم الكبيرمن تاريخنا المزيف (انظر موقف الاستشراق من السيرة والسنة النبوية. أكرم العمري ص52. وفي قضية العوائق التي أدت إلى وقوع المستشرقين في كثير من الأخطاء العلمية أنظر: السنة قبل التدوين. محمد عجاج الخطيب ص382 وموقف الاستشراق من السيرة والسنة النبوية لأكرم العمري ص76. وتاريخ الثلاث الغربي فؤاد سزكين(1/225) وكثير من ابناء الدين ينقل هذا التاريخ لابناءه المسلمين كيف جاء بغثه وسمينه ومن هؤلاء أحمد أمين وأبا رية وغيرهما (الأنوار الكاشفة عبد الرحمن المعلمي. ص8 و ص 72) ومع تقريرنا هذا ينبغي ألا نقرأ تاريخنا قراءة عبارة نتقبل صفحاته البيضاء ونغض الطرف عن صفحاته السوداءنتقبل ماوافق عقولنا ونغض الطرف لماخالفهاينبغي ان نصارح انفسنا وابناءنا ان اصحاب هذا التاريخ من الصحابة وغيرهم بشر بكل متعنيه هذه الكلمة من بشريةتعتريهم احوال من الضعف البشري الذي لايخلوا منه الا المعصوم ونحن اصلا لانقول بعصمتهم ابدا لانهم بشرولاينكر ذلك احدومع ذلك لانستحل ابدا ان نأخذ هذاالكم من الروايات التي تتهجم على اصحاب ذلك القرن الكريم ونجعلها مادة للتهكم والحكم على ذلك الجيل المبارك الجيل الذي كان محلا للامانة وتبليغ الناس الدين الجيل الذي اختاره بعناية رب البشرية حتى صارت اقوالهم وافعالهم وكلماتهم وتقريراتهم رمزا وسندا لمن جاء بعدهم بل لقد صارت حجة شرعية ومصدرا اساسيا لاستقاء الاحكام ويكفيهم شرفاً ان نقول انهم شهود العدل على ماجاء به النبي الاكرم عليه السلام وتقبل مثل هذه الروايات دون تروي وتمحيص لما جاء بها يعتبر فتحا لباب القدح في خير البشرية وسنتكلم في هذه السلسلة المباركة وان طال بنا العمر سنتكلم ايضا على فتنة ابن الزبيرعلى اسانيد روايات الفتنة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ونتناولها بالدراسة والنقدواصل الموضوع كتاب رويات تاريخ الصحابة في الميزان لصاحبة عبدالعزيز دخان لان ادلة الخوارج الجدداصحاب التفجيرات من الجماعات المتطرفة ارتكزت افهامهم على قصص الفتنة وادلة الخروج عند هؤلاءوقبل ان نبدأ بدراسة هذا التاريخ الحافل ينبغي ان ننبه الى ونؤكد ان التاريخ الاموي ايضا هو من صنع البشربشر تعتريهم اخطاء البشرية والضعف البشري وبالرغم من المؤاخذات الكبيرة التي اخذت عليهم والظلم الكبير الذي وقع على ال البيت في فترة من فترات التاريخ الاموي الا انهم كغيرهم لم يكونوا شرا محضا كمايريد ان يوهمنا البعض وهم كذلك لم يكونا خيرا محضا كذلك كما يريد ان يوهمنا البعض فقد استخدم بعض خلفاءهم المنصب والخلافة والرئاسة في التسلط وايذا الاخرين وكبت الحقوق والحريات واستبدال الشورى بالملك العضوض واستباحة الدماء والاموال على تفصيل سنبينه في البحث ان شاء الله ويقابل هذه الصورة المظلمة الصورة المشرقة لحكام بني امية في نشر الدين وحماية الدولة وهيبتها ونشر الفتوحات الاسلامية والاستجابة للصلح ماوجدوا اليه سبيلا وعدم بدأ المخالفين بالتنكيل والحرب الا بعد النصح واراس الناصحين وتطبيق حدود الشريعة وبالتالي ان الخارجين على حكم عثمان او الامام علي او الامويين لم تكن تنقصهم النية الصالحة الطيبة الا ان هذه النية الصالحة لم تكن لتكفي ليحققوا اهدافهم وذلك لاختلاط كثير من الرعية وا لرعاع من العوام في جيوشهم فاصبح خروجهم وبالا على الامة وزيادة في الجرح فانتشرت الفتن وعم الخوف والرعب ووجدها الطامعون فرصة للنيل من الامة والعبث بمقدراتها واقول مااشبه الليلة بالبارحة فهؤلاء الثائرون هذه الايام على مختلف تسمياتهم لم يكن ينقصهم النية الصالحة والحجة والبينة لدواعي خروجهم لاقناع المغرر بهم للانضمام اليه الا ان هذه النيات وان كانت صالحة طيبة وهذه الحجج المقنعة لم تكن كافية ليحققوا اهدافهم لاختلاط كثير من الرعية وا لرعاع من العوام والجواسيس التابعين لامريكا والروس وغيرهم وماهو قتل داذا الله عنا ببعيدوقضية داذا الله نقصد بها فقط الاشارة على وجود الجواسيس وليس على خروج الطالبان لان خروج الطالبان اعتبره انا شرعي لانه خروج على المستعمر والمحتل ولاغبار في ذلك ويجب على الامة اعانتها على هذا الخروج والجهادالشرعي فاصبح خروج تنظيم القاعدة واشباهه من التنظيمات الاسلامية العربية وبالاً على الامة فانتشرت الفتن وعم الخوف والبلاء ووجدها الطامعون فرصة للنيل من هذه الامة ومقدراتها وضربت دولتان ؟؟؟؟؟ قد اكون خرجت عن الموضوع قليلاً الا انه كان ينبغي هذا البيان وعلى العموم قد بين الامام بن تيمية ان الخروج على ائمة الجور انما يكون بسبب اخذ مافي ايديهم من المال والسلطة والحكم والجاه لسياسة الناس بافضل من ذلك فهو وان قالوا ماقالوا فهو نوع من انواع القتال على طلب الملك ولما كان الامر كذلك لزم ان يتعامل الحاكم مع هذا الخارج بمقاييس القتال على طلب الملك والسلطان قال الامام ابن تيمية رحمه الله "بالجملة والعادة المعروفة ان الخروج على ولاة الامور يكون لطلب مافي ايديهم من المال والامارة وهذا قتال على الدنيا" منهاج السنة 5/152 وبالفعل صدق الامام في هذا االزمان وفي غيره وعلى كل الخارجين وقد اشارالامام الحسن عليه السلام الى هذا المعنى اذ كره ان يحدث قتال بين الموءمنين على الملك والدنيا فسلم الامر الى معاوية فاتكر عليه البعض فقالوا يامذل المؤمنين فقال لست بمذل للمؤمنين ولكن كرهت ان اقتلكم على الملك وهذه صريحة بان الحسن اعتبر الخروج على ولاة الامر والقتال بسبب ذلك انمايكون لطلب الملك فاستنكف ان يريق دماءالمسلمين على طلب الملك وقال ايضاً: اضرب هؤلاء بهؤلاء في ملك من ملك الدنيا لاحاجة لي به" وبالفعل تنازل عن الملك وفد ناقشناذلك بمقال سابق فهل يستنكف الخارجون اليوم ان يريقوا دماء المسلمين على طلب الملك وان كانت نواياهم صحيحة ام انه امر لايرون غيره كانهم قد دفعوا اليه دفعا مقدمة لابد منها ان امر هذه الفتنة كغيره من الفتن التي مرت بالاسلام والمسلمين ساقه الطبري وابن كثير وابن عساكر وغيرهم من المؤرخين الذي اوردوا مثل هذه الاخبار بطرق واسانيد وارودوا روايات كثيرة لاندعي استقصائها جميعا والروايات التي سنسوق اسانيدها انما تتكلم على الموضوع الذي نقوم بكتابته على راس الصفحة ونحن هنا نناقش بالاساس الفتن التي كانت في عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم واشترك بعضهم بها ولذلك فاننا لم نورد الرواية باكملها بل نورد جزءا منها وبعض الاحيان لانوردهاواحيانا نوردها كاملة بل نورد اسانيدها لان الموضوع الاساس هو اسانيد الروايات والسبب الثاني كماقدمنا طول هذه الروايات التي لو اوردناها في اصل المتن لخرج الموضوع عن اصله الذي اريد لها ايضا من اساب عدم ايراد بعض الروايات هي التعرض الفاحش للصحابة رضوان الله تعالى عليهم والقدح عليهم وهو مالايمكن ان نقبله ابدا وقدلانوردالرواية اصلا ونجتزأالسند اجتزاءًمنها وذلك لورودها بسند اخر وقد ذكرناها في موضع اخرفنكتفي حينها بذكرالسندفقط والحقيقة ان نقد المتون اصبح لايكاد تظهر فائدته اذا كان منقطعا عن نقد الاسانيدوهذا يحدث مع كثير من تفاصيل الأحداث التأريخية ، وخاصة المتعلقة بتاريخ صدر الإِسلام وذلك يحتم على الباحث استعمال منهج المحدثين في نقد الأسانيد وإلا فإنه سيقف أمام العديد من المشاكل دون حــــــل أو ترجيح ولايعني ذلك التقليل من امر الروايات ونقدهالذا قمنابالتركيز على نقد الاسانيد واعطيناها الاهتمام الاول في الموضوع وجعلناها اصلاً لبحثنا هذا وهو الذي جعلنا لانكثر من ايراد الروايات بقدر الاهتمام بايراد الأسانيدودراستها اماالاسانيدفاكثر ماقمنابالتركيزحوله هم الرجال المجروحوناماالثقات اما ان نعرض عنهم او نذكر صفتهم مرة مع ذكر من وصفهم ومرة بدون كرمن وصفهم. ايضا في ثنايا البحث والاستعراض لرجال اسانيد الرواية نذكر عبارة لم نجد له اثرا او لم اجد له ذكر في كتب الرجال والجرح والتعديل وقد نورد رواية ضعيفة من باب الاستشهاد وليس في اصل البحث وهذه طريقة معروفة للقدماء فمن فوائد إيراد الحادث الواحد بأخبار من طرق شتى وإن كانت ضعيفة قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة تفسير القرآن (ص 30-31): "إن تعدُّد الطرق مع عدم التشاعر أو الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون القول (أي بالقدر المشترك في أصل الخبر) لكن هذا يُنتَفع به كثيراً في علم أحوال الناقلين (أي نزعاتهم والجهة التي يحتمل أن يتعصب لها بعضهم)، وفي مثل هذا يُنتَفع برواية المجهول، والسيئ الحفظ، وبالحديث المرسل ونحو ذلك، ولهذا كان أهل العلم يكتبون مثل هذه الأحاديث ويقولون: إنه لا يصلح للشواهد والاعتبار ما لا يصلح لغيره. قال أحمد: قد أكتب حديث الرجل لأعتبره". ونحن قد نورد مثل بعض هذه المرويات بعد ان نورد الرواية الاصلية وننقدهااي أن الايراد ليس في اصل الموضوع لماتقدم لذلك فاننا نرى كغيرناجوازإيراد الروايات التاريخية الضعيفة، للإستشهاد بها، لأنها قد تشترك مع الروايات الصحيحة في أصل الحادثة، وربما يُستدل بها على بعض التفصيلات ويتم الجمع بينها وبين الروايات الأخرى التي هي أوثق سنداً وقد اكثرنا بنقد الروايات التي جاءت في تاريخ الامام الطبري لانه عنه تناقل الناس هذه الروايات حيث يعتبر اقدم مصادر هذه الروايات ومن كتب فيها. نظرة عامة لمناهج الحفاظ والمؤرخين في ايرادالنصوص والاحداث التاريخية: وتمتاز كتابات المؤرخين مثل الواقدي والبلاذري بالعناية بمراعاة ترتيب الأحداث ترتيبًا زمنيًا وموضوعيًا ، في حين تظهر التجزئة للأحداث في كتابات المحدثين الذين التزموا بقواعد الرواية وتمييز الأسانيد عن بعضها ، وربما قطَّعوا الرواية الواحدة فخرَّجوا بعضها في مكان وبقيتها في مكان آخر لموضوعات ( تراجم ) مؤلفاتهم ، كما يظهر ذلك جلياً في قسم المغازي الذي كتبه الإِمام البخاري ضمن صحيحه ، ويظهر بصورة أخف في صحيح الإِمام مسلم بسبب عنايته الخاصة بسرد المتون الطويلة وتحرير ألفاظها . لأنه أقل عناية من البخاري بتقطيع الرواية حسب تراجم كتابه . وبعض المؤلفين جمع بين صفتي المحدث والمؤرخ مثل محمد بن إسحق وخليفة بن خياط ، ويعقوب بن سفيان الفَسَوي ، ومحمد بن جرير الطبري وابن كثيراللذان سنتحدث عنهمالاحقا، وهؤلاء أفادوا من منهج المحدثين بالتزام سرد الأسانيد ومحاولة إكمال صورة الحادث عن طريق جمع الأسانيد أحياناً أو سرد الروايات التي تشكل وحدة موضوعية تحت عناوين دالة وان كان بعضها ضعيفا او لااساس له من الصحة . ولكن سائر الذين كتبوا في السيرة اهتموا بجمع ما أمكنهم من الروايات وتدوينها دون أن يشترطوا الصحة فيما يكتبونه ، وأحالوا القاريء على الأسانيد التي أوردوها ليعرف الصحيح من الضعيف ، ويشذ عن ذلك البخاري ومسلم حيث شرطا الصحة فيما روياه من روايات السيرة ضمن كتابيهما في الصحيح . وكان المتخصصون في القرون الأولى يعرفون الرواة وأحوالهم والأسانيد وشروط صحتها ، فكان بوسعهم الحكم على الروايات وتمييزها ، لكن هذه المعرفة بالرجال والأسانيد لم تعد من أسس الثقافة في القرون المتأخرة ، بل يندر أن تجد من يهتم بذلك من مثقفي هذا العصر ، لذلك جاءت كتابات المعاصرين من الكتاب والمؤرخين خلواً من تمييز الروايات وفق قواعد مصطلح الحديث (انظرالسيرة النبوية الصحيحة " جـ1 ص 11ومابعده ) نظرة الى منهج الامام الطبري في كتابة التاريخ : وهنا أمرينبغي ان أتحدّث عنه إلى إخواني المشتغلين بالتاريخ قراءة واطلاعاً،او ممن يحاولون الانتفاع به في الاستدلال والنقل، لأني رأيت منهم من يظنّ أن إيراد الطبري لخبر من الأخبار كاف لتحميل هذا الإمام مسئولية الخبر الذي أورده، واعتباره هو المصدر لهذا الخبر، وأن الأخبار التي يوردها سواء كلها في ميزان الصحة عنده، وأن عزوهم الخبر إلى الطبري ودلالتهم على موضعه من تاريخه تتم بهما مهمتهم من الاستدلال، وتبرأ بذلك ذمتهم من عهدة هذا الخبر، ويبقى الطبري هو المتحمّل لمسئولية ما يترتب على ذلك في الحكم على أحداث التاريخ وعلى أقدار رجاله وتصرفاتهم. إن ظنهم هذا لا يغني من الحق شيئاً، وإن الطبري ليس هو صاحب الأخبار التي يوردها بل لها أصحاب آخرون أبرأَ هو ذمتَه بتسميتهم، وهؤلاء متفاوتون في الأقدار، وأخبارهم ليست سواء في قيمتها العلمية، ولا يتم اعتبار الطبري مرجعاً في التاريخ إلا بإكمال المهمة التي بدأ بها، وهي تقدير أخباره بأقدار أصحابها، وفيها ما يعد من سلسلة الذهب، وفيها ما لا تزيد قيمته على قيمة الخزف، ولكل ذلك نقّاده وصيارفته وتجّاره، وهم يعرفون أقدار هذه الأخبار عند التعريف بأقدار أهلها، وقديماً قيل: ِ وما آفة الأخبار إلا رواتُهاُ . فلم يترك الامام الطبري مهماً من أخبار سلف الأمة مما أُثِر عن الأئمة الذين سمَّيْنا بعضهم إلا وقد دوّن طرفاً منه، ناسِباً كل خبر إلى صاحبه وإلى من يرويه عنهم صاحب ذلك الخبر من شيوخه وأسلافهم لم يقتصر الطبري على المصادر التي أشرت إلى بعضها، بل أراد أن يقف قارئه على مختلف وجهات النظر، فأخذ عن مصادر أخرى قد لا يثق هو بأكثرها، إلا أنها تفيد عند معارضتها بالأخبار القوية، وقد تكمل بعض ما فيها من نقص. كما صنع بنقله كثيراً من أخبار مخنف لوط بن يحيى الأزدي الذي قال فيه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: "أخباريٌّ تالف لا يوثَق به، تركه أبو حاتم وغيره. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم. مات قبل السبعين ومائة". فقد نقل الطبري من أخباره في مئات المواضع، ولو أن الذين ينقلون عن الطبري ويقفون عنده، استقوا أخبارهم من لوط بن يحيى هذا واكتفوا بعزوها إلى الطبري لظلموا الطبري بذلك، وهو لا ذنب له بعد أن بيَّن لقارئه مصادر أخباره، وعليهم أن يعرفوا نزعات أصحاب هذه المصادر ويزِنُوها بالموازين العادلة اللائقة بهم وبها وقد شبه هذا الحال احدهم فقال : إن مثل الطبري ومن في طبقته من العلماء الثقات المتثبّتين - في إيرادهم الأخبار الضعيفة - كمثل رجال النيابة الآن إذا أرادوا أن يبحثوا في قضية فإنهم يجمعون كل ما تصل إليه أيديهم من الأدلة والشواهد المتصلة بها، مع علمهم بتفاهة بعضها أو ضعفه، اعتماداً منهم على أن كل شيء سيقدَّر بقدره. وهكذا الطبري وكبار حملة الأخبار من سلفنا كانوا لا يفرّطون في خبر مهما علموا من ضعفِ ناقله خشية أن يفوتهم بإهماله شيء من العلم ولو من بعض النواحي، إلا أنهم يردُّون كل خبر معْزواً إلى راويه ليعرف القارئ قوة الخبر من كون رواته ثقات أو ضعفَه من كون رواته لا يوثَق بهم، وبذلك يرَوْنَ أنهم أدُّوا الأمانة، ووضعوا بين أيدي القرّاء كل ما وصلت إليه أيديهم وقد بين جزءا من هذا المنهج الحافظ ابن حجر في ترجمة الطبراني من لسان الميزان فقال : "إن الحفّاظ الأقدمين يعتمدون في روايتهم الأحاديث الموضوعة مع سكوتهم عنها على ذكرهم الأسانيد، لاعتقادهم أنهم متى أوردوا الحديث بإسناده فقد بَرِئوا من عهدته، وأسندوا أمره إلى النظر في إسناده". هذاهو منهج الامام الطبري في كتابة التاريخ لانه ليس مقلدا حتى في كتابته للآثار نجده يثير استغراب بعض ائمة الحديث المعاصرين من اسلوبه قال الأَلْبَانِيُّ في كِتَابِهِ سِلْسِلَةُ الأَحَادِيْثِ الضَّعِيْفَةِ و المَوْضُوعَةِ (5\173) : «إِنِّي لأَعْجَبُ أشدَّ العجَبِ من أسلوبِ الإمامِ الطَّبريِّ في تَصْحِيْحِ الأحاديثِ في كتابِهِ المذكور (تَهْذِيْبُ الآثَارِ). فَقَدْ رأيتُ له فيهِ عشَرَاتُ الأحاديثِ يُصَرِّحُ بِصِحَّتِها عندَهُ، و لا يَتَكَلَّمُ على ذلك بِتَوْثِيْقٍ. بل يُتْبِعُهُ بحكايته عن العلماءِ الآخرينَ تَضْعِيْفَهم و بكلامِهِم في إعلاَلِهِ، و لا يردُّهُ. بحيثُ أنَّ القَارِئَ يَمِيْلُ إلَيْهِم دُونَهُ! فما أشْبَهَهُ فيهِ بأسلوبِ الرَّازِي في رَدِّهِ على المُعْتَزِلَةِ في تَفْسِيْرِهِ: يَحْكِي شُبُهَاتِهِم عَلَى أَهْلِ السُنَّةِ، ثُمَّ يَعْجِزُ عَنْ رَدِّهَا». ولااظن ان في هذا استغراب من محدث في مثل منزلة الامام الطبري لانه كان يكتب لمن ليس في عصرنا يكتب لاناس يفهمون مايقصده ومايرمي اليه ويفهمون اسباب تصحيحه لهذا الحديث او ذاك دون ان يرى هو ان يكون هناك داع لبيان سبب الحكم على حديث بالصحةولايقصد الالباني ان الطبري فيه عجز عن بيان اسباب صحة الحديث ولكن يقصد بالعجز الرازي والله اعلم والسبب الآخرالذي ينبغي أن نشير إليه هو أن اتساع صدور أئمة السنة - من أمثال أبي جعفر الطبري - لإيراد أخبار المخالفين من الشيعة وغيرهم، دليل على حريتهم، وأمانتهم، ورغبتهم في تمكين قرّائهم من أن يطّلعوا على كل ما في الباب، خاصة في الروايات التاريخية واثقين من أن القارئ الحصيف لا يفوته أن يعلم أن مثل أبي مخنف موضع تهمة - هو ورواته- فيما يتصل بكل ما هم متعصبون له. والتهمة ليست على الطبري فباسناده ابرأساحته وقدبين ذلك بنفسه حيث قال - رحمه الله - في مقدمة تاريخه : "وليعلم الناظر في كتابنا هذا إن اعتقادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت إني أرسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مسندها إلى روايتها فيه ... - إلى أن قال - رحمه الله -: " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ويستبشعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من بعض ناقليه إلينا، ونحن إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا..." اهـ. وايراده لروايات بثتهاالشيعةفي كتبها ورجالها متهمون بالتشيع والرفض هو ما ماجعل البعض يتهم الامام الطبري بالتشيع اضافة الى اسباب اخرى سنبينها هنا ان شاء الله. اتهام البعض للامام الطبري بالتشيع : من العجائب أن يتهم إمام من أئمة المسلمين الكبار ، وشيخ المفسرين على الإطلاق ابن جرير الطبري بالتشيع ، فهذا مما يتعزى به العلماء والصالحون من بعده إذا ما اتهم أحدهم بأمر هو منه براءٌ. وانقسم الناس في هذا الاتهام الى قسمين القسم الاول اتهمه بالتشيع الخفيف الناتج عن حبه لال البيت وولاءه لهم وتأييد موقف علي في الفتنة وتصنيفه في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولااظن ان في هذا بأسا لانه القدر الذي ينبغي ان يكون في قلب كل مؤمن ليستكمل ايمانه . القسم الثاني اتهمه بالتشيع المذموم وهو الرفض والعياذبالله وذلك ايضا لاسباب: إثباته الأسانيد و الروايات لحديث غدير خم مناظرته مع داود الظاهري الذي نتج عنها أن صنف ابن داود الظاهري واسمه محمد كتابا ًفي الرد على الطبري و رماه بالعظائم و الرفض , كما ذكر ذلك عوام الحنابلة في بغداد إكثاره من الرواية عن لوط بن يحيى و يكنى بأبي مخنف و قد روى عنه خمسمائة وسبعاً و ثمانين رواية , وهو إخباري تالف لا يوثق به كما قال عنه الذهبي وقد رمي بالرفض و الكذب وهذه التهم باطلة لادلة مهمة وهي اولاً: انه رحمه الله صنف كتابا ًمن فضائل أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و هذا مالا تصنفه الروافض. ثانياً: تصحيحه لحديث غدير خم و جمعه للروايات و الأسانيد فهي من ناحية حديثية بحتة, ولا يلزم من تصحيحه للحديث إن يكون شيعياً رافضياً. قال ياقوت: (كان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب خبر غدير خم ، وقال: إن علي ابن أبي طالب كان باليمن في الوقت الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم بغدير خم .... وبلغ أبا جعفر ذلك ، فابتدأ الكلام في فضائل علي بن أبي طالب ؛ وذكر طرق حديث غديرخم) قال ابن كثير: (رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غديرخم في مجلدين)مقدمة تاريخ الأمم والملوك (65) ثالثاً: أما ما كتبه محمد بن داود الظاهري في الرد على ابن جرير الطبري فهو مجرد دعوه مفتقرة إلى الدليل, ثم إن كلام الأقران يطوى ولا يروى و ينبغي أن يتأنى فيه و ينظر و يتمهل سيما إذا لم يوافقه غيره فيه . رابعاً: أن ابن جرير الطبري رحمه الله قد وافقه أحد علماء الرافضة باسمه و اسم أبيه و كنيته و لقبه ومعاصرته وكثرة تصانيفه. قال الذهبي رحمه الله: (أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ , فقال:كان يضع للروافض , كذا قال السليماني , و هذا رجم بالظن الكاذب , بل ابن جرير من كبارأئمة الإسلام المعتمدين , و ما ندعي عصمته من الخطأ , ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل و الهوى , فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه , لا سيما في مثل إمام كبير , فلعل السليماني أرادالآتي ويقصد ابن جرير الطبري الشيعي ميزان الاعتدال (3/499) قال الذهبي عنه : (رافضي له تواليف , منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبدالعزيز الكتاني ). قال ابن حجر في لسان الميزان معلقا على كلام الذهبي : (ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي لبررت , والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه فلا أعتقد أن يطعن في مثل هذا الإمام بهذا الباطل لسان الميزان (5/100) أما روايته عن ابن مخنف فقد بين رحمه الله في مقدمة تاريخه موقفه من رواية أبي مخنف و غيره . فقال رحمه الله : ( وليعلم الناظر في كتابنا هذا ان اعتمامه في كل ما أحضرت ذكره مما شرطت اني راسمه فيه ، أنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه و الآثار التي أنا مسندها إلى روايتها فيه .. إلى إن قال : فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه , أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لا يعرف له وجهاً من الصحة , ولامعنىً من الحقيقة , فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا , و إنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا , و إنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ويضاف إلى هذا ان منهج عدداً من المحدثين الرواية عن بعض المهتمين و المجاهيل والضعفاء لعرف حالهم و حال مروياتهم وقد تكلمنا على ذلك ولااظن ان من اتهمه بالغلوا في التشيع وانتحال مذهب الرفض الاويقصد بن جرير الطبري الشيعي قال الذهبي عنه : (رافضي له تواليف , منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبدالعزيز الكتاني ). لأنه وافقه باسمه و اسم أبيه و كنيته و لقبه ومعاصرته وكثرة تصانيفه.فلايستبعد الاشتباه به نظرة عامة لمنهج الامام ابن كثير في كتابة وتدوين تاريخ الخلافة والفتن: لااظن ان منهجه يختلف كثيرا في نقل الروايات التاريخية وخاصة الروايات الضعيفة الا ان ابن كثيركان مقلا من الروايات المشكوكة لكن لايعني ذلك خلو كتابه منها لكن وجودها ليس بالقدر نفسه التي وجدت به في تاريخ الامام الطبري بل اننا نستطيع ان نقول انه تأثر في ذكر حوادث القرون الأولى من تاريخ الإسلام بتاريخ الطبري وابن الأثير اللذين جعلهما مثلاً له و نموذجاً سار عليه . ومن يتتبع تاريخ ابن كثير يجد أن مؤرخنا اتبع في كل قسم من أقسام كتابه منهج و ترتيب المؤرخين القدامى الذين استقى منهم مواد تاريخه ، وقد غلب على ابن كثير منذ أول كتابه إلى نهاية السيرة النبوية أثر الحديث وأسلوبه ومنهجه ، فالتزم بالرواية بالأسانيدواحيانا كان يقوم بيان درجة الحديث دون نقد السند للحكم على الأحاديث والروايات على طريقة علماء عصره ، من اسند فقد ابرأ وادخل في تاريخه بعض الروايات الضعيفة وأخبار واهية ، وخاصة في أخبار الماضين ، و حوادث الجاهلية و هواتف الجان و ما جاء في دلائل النبوة ومن بعض الأخبار التي تناقض العقل والسنن الكونية وليست لها قيمة تاريخية أو سند علمي أو اعتبار ديني في الشريعة . والحقيقة أن ابن كثير كان يشعر في كثر من الأحيان أن ما يرويه هو من هذيانات المؤرخين وخرافاتهم .. لكنه يذكره اتباعاً للمؤرخين السابقين للرد والتنبيه عليه .. و يقدم ابن كثير عذره في مثل هذه الأماكن قائلاً : ( لولا أنها مسطرة في كثير من كتب التفسير و غيرها من التواريخ وأيام الناس ، لما تعرضنا لسقاطتها وركاكتها ومخالفتها للمعقول والمنقول ) . البداية والنهاية (1/114 ) و (5/96 – 97 ) . وهذا يدل على حبه للجمع والاستقصاء ، فيجمع في كل موضوع يطرقه جميع ما عثر عليه بوسائله ،وقد اعتمد على التلخيص والاختصار والنقل بالمعنى عن مصادره لان الفترة التي اراد ان يؤرخ لها طويلة وتعدد الموضوعات التي اهتم بذكرها ، وتنوع المصادر وكثرتها ، فاستوعب ابن كثير ما جاء في الحوادث عند المؤرخين قبله ، ثم سردها ملخصاً على لسانه في سياق واحد متماسك مع الاشارة الى المصادر التي استقى منها وهذا التساهل عند هؤلاء الائمة في الروايات التاريخية بخلاف منهجهم في الروايات الحديثية لان في الثانية تبنى الأحكام و تقام الحدود ، فهي تتصل مباشرة بأصل من أصول التشريع ، و من هنا تحرز العلماء –رحمهم الله – في شروط من تأخذ عنه الرواية .بخلاف طريقتهم في نقل الاخبار التاريخية فهي وإن كانت مهمة – لا سيما حينما يكون مجالها الإخبار عن الصحابة – إلا أنها لا تمحص كما يمحص الحديث ، و من هنا فلا بد من مراعاة هذا القياس و تطبيقه على الإخباريين .ويستثنى من ذلك اذاكان المروي متعلقاً بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بأحد من الصحابة رضي الله عنهم ، فإنه يجب التدقيق في رواته والاعتناء بنقدهم و يلحق بهذا ما إذا كان الأمر متعلقاً بثلب أحد من العلماء والأئمة ممن ثبتت عدالته أو تنقصهم و تدليس حالهم على الناس – لأن كل من ثبتت عدالته لا يقبل جرحه حتى يتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه ، كما قال ابن حجر في التهذيب (7/273) كذلك إذا كان الأمر يتعلق بقضية في العقيدة أو موضوع شرعي كتحليل و تحريم ، فإنه لابد من التثبت من حال رواته ومعرفة نقلته ، ولا يؤخذ من هذا الباب إلا من الثقات الضابطين وقضيتنا التي نبحث فيها انماهي من هذا الباب لانها تمس العقيدة في الدرجة الاولى لان الصحابة هم نقلة الشرع اليناوالمساس بهم وانتقاصهم انماهو امر من العقيدة كمانعتبره نحن اهل السنة والجماعة واما الروايات التاريخية التي لاتمس الصحابةاوالعقيدة اوالشريعة فلانستطيع ان نلزم انفسنا او الاخرين في اتباع منهج الحفاظ والمحدثين في روايتها ونقداسانيدها يقول الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه دراسات تاريخية (ص 27) : "أما اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسف كثير ، و الخطر الناجم عنه كبير ، لأن الروايات التاريخية التي دونها أسلافنا المؤرخون لم تُعامل معاملة الأحاديث ، بل تم التساهل فيها ، و إذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستمثل هوّة سحيقة بيننا ، و بين ماضينا مما يولد الحيرة والضياع والتمزق والانقطاع .. لكن ذلك لا يعني التخلي عن منهج المحدثين في نقد أسانيد الروايات التاريخية ، فهي وسيلتنا إلى الترجيح بين الروايات المتعارضة ، كما أنها خير معين في قبول أو رفض بعض المتون المضطربة أو الشاذة عن الإطار العام لتاريخ أمتنا " مقاييس ينبغي الأخذ بها عنددراسة روايات تاريخ الصحابة – عدم إقحام الحكم على عقائد ومواقف الرجال بغير دليل في ثنايا سرد الأعمال ، إذ أن الحكم على أقدار الناس يجب أن يكون قائماً على حسن الظن حتى يثبت خلاف ذلك – عدم تجاوز النقل الثابت إلى إيراد الظنون والفرضيات وكثيراً ما تلحّ على المرء في هذا شهوة الاستنتاج ودعوى التحليل ،فيبدأ بايراد الظنون والفرضيات وقد أمرنا الشرع أن تكون شهادتنا يقينية لا استنتاجية فيما نشهد من حاضرنا ، ففي الآية { إلا من شهد بالحلق وهم يعلمون } ، فكيف بمن يشهد بالظن والهوى فيمن أدبر من القرون ؟؟! – الإسلام له منهجه في الحكم على الرجال والأعمال ، فهو يأمر بالشهادة بالقسط وعدم مسايرة الهوى في شنآن أو في محبة ، ويأمر باتباع العلم لا الظن ، وتمحيص الخبر والتثبت فيه لئلا يصاب قوم بجهالة لافرق في هذه النظرة بين نظرتنا للشيعة او السنة او المعتزلة او المذاهب الباطلة او حتى الكافرة ، وهذا في حق كل الناس ، لافرق في هذه النظرة بين نظرتنا للشيعة او السنة او المعتزلة او المذاهب الباطلة او حتى الكافرة فكيف بخير القرون ؟؟! – العبرة بكثرة الفضائل : فإن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث ، وكذلك من غلبت فضائله هفواته اغتفر له ذلك ، وفي هذا الصدد يقول الحافظ الذهبي رحمه الله : وإنما العبرة بكثرة المحاسن . السير ( 20 / 46 )وقريب من هذا ماذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ( 8 / 412 ) : العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية . – إحالة الحوادث على الخطأ في الاجتهاد وانتزاع سوء الظن من عقلية المؤرخ الصادق إذ نحن لا نعصم فرداً أو مجتمعاً ، إلا أن يكون نبياً أو رسولاً ، ومن هنا يجب أن نعلم أن الذين صنعوا التاريخ رجال من البشر ، يجوز عليهم الخطأ والسهو والنسيان ، وإن كانوا من كبار الصحابة وأجلائهم ، إلا أنه ينبغي إحالة الحوادث إلى الخطأ في الاجتهاد – مراعاة ظروف العصر الذي وقعت فيه الحادثة لذلك فانه يلزم دارس التاريخ أن يدرس الظروف التي وقعت فيها أحداثه ، والحالة الاجتماعية والاقتصادية التي اكتنفت تلك الأحداث ، حتى يكون حكمه أقرب إلى الصواب انظرمنهج كتابة التاريخ لابي عبدالله الذهبي ======= الرواية الاولى : ذكرت في كتب التاريخ الطبري اوابن عساكر من طريق محمدبن عيسى بن سميع عن ابن ابي ذئب عن الزهري قال : قلت لسعيد بن المسيب : هل انت مخبري كيف كان قتل عثمان؟ قال:" قتل مظلوما ومن خذله كان معذوراً ومن قتله كان ظالماً وانه لما استخلف كره ذلك نفرمن الصحابة فيستعتب فيهم فلايعزلهم فلماكان في الست الحجج الاواخر استأثر ببني عمه فولاهم ومااشرك معهم فولى عبدالله ابن ابي سرح فمكث عليهاسنين فجاءاهل مصريشكونه ويتظلمون منه وقد كان قبل ذلك من عثمان هنات الى ابن مسعودوابي ذروعمار فحنق عليه قومهم وجاء المصريون يشكون ابن ابي سرح فكتب اليه يتهدده فابى ان يقبل وضرب بعض من اتاه ممن شكاه فقتله فخرج من اهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتله فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم فقام طلحة بن عبيدالله فكلم عثمان بن عفان بكلام شديد وأرسلت عائشة إليه فقالت تقدم إليك أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت إلا واحدة فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك ودخل عليه علي بن أبي طالب وكان متكلم القوم فقال إنما يسائلونك رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دما فاعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب عليه حق فأنصفهم منه فقال لهم اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه فأشار الناس عليه بمحمد بن أبي بكر فقال استعمل عليه محمد بن أبي بكر فكتب عهده وولاه وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سرح [ فخرج ] محمد ومن معه فلما كان على مسيرة ثلاثمن المدينة إذا هم بغلام أسود [ على بعير ] يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب فقال له أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ما قصتك وما شأنك هارب أو طالب فقال لهم أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر [ فقال له رجل هذا عامل مصر ] قال ليس هذا أريد وأخبر [ بأمره ] محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجلا فأخذه فجئ به قال مرة إليه فقال غلام من أنت فأقبل مرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين ومرة يقول أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر قال بماذا قال برسالة قال معك كتاب قال لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شئ يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح فجمع محمد من كان عنده من المهاجرين والأنصار وغيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه إذا أتاك فلان ومحمد وفلان فاحتل قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رأيي واحبس من يجئ إلي يتظلم منك ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء الله فلما قرءوا الكتاب فزعوا وأزمعوا فرجعوا إلى المدينة وختم محمد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه ودفع الكتاب إلى رجل منهم وقدموا المدينة فجمعوا طلحة والزبير وعليا وسعدا ومن كان من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ثم فضوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام وأقرؤهم الكتاب فلم يبق أحد من المدينة إلا حنق على عثمان وزاد ذلك من كان غضب لابن مسعود وأبي ذر وعمار حنقا وغيظا وقام أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فلحقوا بمنازلهم ما منهم أحد إلا وهو مغتم لما قرأوا الكتاب وحاصر الناس عثمان وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم وغيرهم فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة والزبير وسعد وعمار ونفر من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كلهم بدري ثم دخل على عثمان ومعه الكتاب والغلام والبعير فقال له علي هذا الغلام غلامك قال نعم قال والبعير بعيرك قال نعم قال فأنت كتبت هذا الكتاب قال لا وحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمر به ولا علم به قال له علي فالخاتم خاتمك قال نعم قال فكيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك لا تعلم به فحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به ولا وجهت هذا الغلام إلى مصر قط وأما الخط فعرفوا أنه خط مروان وشكوا في أمر عثمان وسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى وكان مروان عنده في الدار فخرج أصحاب محمد من عنده غضابا وشكوا في أمره وعلموا أن عثمان لا يحلف بباطل إلا أن قوما قالوا لن يبرأ عثمان من قلوبنا إلا أن يدفع إلينا مروان حتى نبحثه ونعرف حال الكتاب وكيف يؤمر بقتل رجل من أصحاب محمد بغير حق فإن يكن عثمان كتبه عزلناه وإن يكن مروان كتبه على لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان ولزموا بيوتهم وأبى عثمان أن يخرج إليهم مروان وخشي عليه القتل وحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء فأشرف على الناس فقال أفيكم علي فقالوا لا قال أفيكم سعد قالوا لا قال فسكت ثم قال ألا أحد يبلغ فيسقينا ماء فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملؤة فما كادت تصل إليه وجرح في سببها عدة من موالي بني هاشم وبني أمية حتى وصل الماء إليه فبلغ عليا أن عثمان يراد قتله فقال إنما أردنا منه مروان فأما قتل عثمان فلا وقال للحسن وللحسين اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه وبعث الزبير ابنه وبعث طلحة ابنه وبعث عدة من أصحاب محمد أبناءهم يمنعون الناس أن يدخلوا على عثمان ويسألونه إخراج مروان فلما رأى ذلك محمد بن أبي بكر ورمى الناس [ عثمان ] بالسهام حتى خضب الحسن بالدماء على بابه وأصاب مروان سهم وهو في الدار وخضب محمد بن طلحة وشج قنبر مولى علي فخشي محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن والحسين فيثيرونهافتنة فأخذ بيد الرجلين فقال لهما إن جاءت بنو هاشم فرأوا الدماء على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان وبطل ما نريد ولكن مروا بنا حتى نتسور عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم أحد فتسور محمد وصاحباه من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان ولا يعلم أحد ممن كان معه لأن كل من كان معه كانوا فوق البيوت ولم يكن معه إلا امرأته فقال لهما محمد مكانكما فإن معه امرأته حتى أبدأكما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجاه حتى تقتلاه فدخل محمد [ فأخذ ] بلحيته فقال له عثمان والله لو رآك أبوك لساءه مكانك مني فتراخت يده ودخل الرجلان عليه فتوجاه حتى قتلاه وخرجوا هاربين من حيث دخلوا وصرخت امرأته فلم يسمع صراخها لما كان في الدار من الجلبة وصعدت امرأته إلى الناس فقالت إن أمير المؤمنين قد قتل فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما فوجدوا عثمان مذبوحا فانكبوا عليه يبكون وخرجوا ودخل لناس فرجدوه مذبوحا وبلغ علي بن أبي طالب الخبر وطلحة والزبير وسعدا ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم للخبر الذي أتاهم حتى دخلوا على عثمان فوجدوه مقتولا فاسترجعوا وقال علي لابنيه كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب ورفع يده فلطم الحسن وضرب صدر الحسين وشتم محمد بن طلحة ولعن عبد الله بن الزبير وخرج علي وهو غضبان فلقيه طلحة فقال ما لك يا أبا الحسن ضربت الحسن والحسين فقال عليك وعليهما لعنة الله إلا أن يسؤوني ذلك بقتل أمير المؤمنين رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بدري لم تقم عليه بينة ولا حجة فقال طلحة لو دفع مروان لم يقتل فقال علي لو أخرج إليكم مروان قتل قبل أن تثبت عليه حكومة وخرج علي فأتى منزله وجاء الناس كلهم يهرعون إلى علي حتى دخلوا عليه داره فقالوا له نبايعك فمد يدك فلا بد من أمير فقال علي ليس ذلك إليكم إنما ذلك لأهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا فقالوا ما نرى أحدا أحق بها منك [ مد يدك ] نبايعك فقال أين طلحة والزبير فكان أول من بايعه طلحة بلسانه وسعد بيده فلما رأى ذلك علي خرج إلى المسجد فصعد المنبر فكان أول من صعد إليه طلحة فبايعه بيده ثم بايعه الزبير وسعد وأصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثم نزل فدعا الناس وطلب مروان فهرب منه وطلب نفرا من ولد مروان وبني أبي معيط فهربوا منه وخرجت عائشة باكية تقول قتل عثمان وجاء علي إلى امراة عثمان فقال لها من قتل عثمان قالت لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما إلا أن أرى وجوههما وكان معهما محمد بن أبي بكر وأخبرت عليا والناس ما صنع محمد فدعا علي محمدا فسأله عما ذكرت امرأة عثمان فقال محمد لم تكذب قد والله دخلت عليه وأنا أريد قتله فذكر لي أبي فقمت عنه وأنا تائب إلى الله تعالى والله ما قتلته ولا أمسكته فقالت امرأته صدق ولكنه أدخلهما"رواهاابن عساكر الجزء39 صفحة 419تاريخ دمشق لابن عساكر ورواها كذلك الطبري بسندأشد ظلمة: قال الامام الطبري :حدثني جعفر، قال: حدثنا عمرو وعلي، قالا: حدثنا حسين، عن أبيه، عن محمد بن السائب الكلبي، قال: إنما رد أهل مصر إلى عثمان بعد أنصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم، وأن يصلب بعضهم" وذكرناالقصة بتفاصيلها لنتلمس فيهاامورسنذكرهابعد ايستفاء الكلام على رجال سندها محمد بن عيسى بن سميع: محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو سفيان القرشي مولى معاوية بن أبي سفيان قال ابن عدي محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقي القرشي يكنى أبا سفيان قال ابن عدي هذا هو الصواب وقد نسبه في حديث الهيثم بن مروان ضعفه الذهبي في الكاشف وابن حجر في تقريب التهذيب وقال في تهذيب التهذيب ان البخاري قال : يقال انه لم يسمع من ابن ابي ذئب هذا الحديث ويقصد حديثه عن الزهري في مقتل عثمان رضي الله عنه وارضاه وقال أبو حاتم بن حبان فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه هو مستقيم الحديث إذا بين السماع في خبره فأما خبره الذي روي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قتل عثمان لم يسمعه من ابن أبي ذئب سمعه من إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله عن ابن أبي ذئب فدلس عنه وإسماعيل ضعيف قال ابن حبان ك" خبره الذي روى فيه عن ابن ابي ذئب عن الزهري عن سعيد قصة مقتل عثمان ( بطولها ) لم يسمع من ابن ابي ذئب بل سمعه من اسماعيل بن يحى عن ابن ابي ذئب فدلس عنه واسماعيل واه قال صالح بن محمد فقال محمود ابن ابنة محمد بن عيسى هو في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله عن ابن أبي ذئب قال صالح وإسماعيل بن يحيى هذا يضع الحديث قال وهو ابن يحيى ابن عبيد الله الذي يروي عن أبيه عن أبي هريرة تلك الأحاديث الذي يروي عنه يعلى بن عبيد الطنافسي وقال عنه الدارقطني :" متروك كذاب " وقال ابن حبان :" واهي الحديث " وقال الحاكم :" ذاهب الحديث" واتهمه البعض بوضع الحديث وصرح ابنه بان اباه لم يسمع هذا الحديث من ابن ابي ذئب قال " انماهو في كتابه عن ابي عن قاص عن أحمد بن عدي قال سمعت عبدان يقول سمعت ابن أبي سميع يقول لم يسمع أبي حديث مقتل عثمان من ابن أبي ذئب إنما هو في كتاب أبي عن قاص (الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 246 ) ووردت ترجمته في المجروحين لابن حبان ( 1 / 126 ) وفي تهذيب التهذيب لابن حجر ( 9 / 390 ) وتهذيب التهذيب 5 / 250 و في تهذيب الكمال 17 / 136 والجرح والتعديل 8 / 37 والتاريخ الكبير 1 / 1 قال ابن عدي : وابن سميع لا بأس به دمشقي (ليس في الكامل في ضعفاء الرجال وموجود في تهذيب الكمال نقلا عن ابن عدي ) ولابن سميع أحاديث حسان عن عبيد الله وعن روح بن القاسم وجماعة من الثقات (من هنا في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 246) وهو حسن الحديث والذي أنكر عليه حديث مقتل عثمان أنه لم يسمعه من ابن أبي ذئب . قال العقيلي: مات محمد بن سميع سنة أربع ومائتين الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 115 رقم 1673 وقيل : سنة ست ومائتين وكان مولده في سنة أربع عشرة ومائة وكانت وفاته وهو ابن ثنتين وتسعين سنة الجزء55 صفحة 71الى 72 تاريخ دمشق لابن عساكر ونشم من هذه الرواية نتن الفتنة والمكروالخداع واستفحال امر الطابور الخامس بين الصحابة رضوان الله عليهم وان الامور كانت هناك ايدي سوداء تحركهانجد ذلك في الكتاب المزورعلى انه من عثمان وبيد غلام اسود لعثمان وقد حلف الايمان اميرالمؤمنيين على انه ليس منه وهو كتاب يدعوا صراحة للفتنة واشتعالها بين الصحابة لما رأى المستفيدون من اشتعالها ان الامور بدات تستتب وتتضح وان عثمان قد اقرهم على امور وتاب الى الله عزوجل من امور وكاد الشمل ان يلتئم ويتبين من سياق القصة وتصرفات العبد انها مكيدة دبرت بليل:" فلما كان على مسيرة ثلاث من المدينة إذا هم بغلام أسود [ على بعير ] يخبط البعير خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب فقال له أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ما قصتك وما شأنك هارب أو طالب فقال لهم أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر [ فقال له رجل هذا عامل مصر ] قال ليس هذا أريد وأخبر [ بأمره ] محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجلا فأخذه فجئ به قال مرة إليه فقال غلام من أنت فأقبل مرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين ومرة يقول أنا غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر قال بماذا قال برسالة قال معك كتاب قال لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شئ يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح فجمع محمد من كان عنده من المهاجرين والأنصار وغيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه إذا أتاك فلان ومحمد وفلان فاحتل قتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رأيي واحبس من يجئ إلي يتظلم منك ليأتيك رأيي في ذلك إن شاء الله وماكان لعثمان ان يخدع القوم وماكان المكرله شيمة وماكان له ان يأمر بقتل اصحاب محمد او احدا من المسلمين ====== الرواية الثانية : روايات سيف بن عمر التيمي ان رجال اسانيد الروايات التي جاءت من طريق سيف بن عمر التيمي حالهم لايسر ولنبدأ بسيف: فهو سيف بن عمر التميمي: ويقال الضبي ويقال الكوفي وأَقْدَم ما وجدت فيه هو كلام يحيى بن معين (ت 233هـ)فقد جاء في رواية عباس الدوري عنه قوله: ضعيف. (تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/245. وذكره المزي في تهذيبه بلفظ: ضعيف الحديث. تهذيب الكمال للمزي 12/326 وكذا في التهذيب لابن حجر. تهذيب التهذيب لابن حجر 4/295. وأما محمد بن عبد الله بن نمير (ت 234هـ) فقد روى ابن حبان بإسناده إليه أنه قال: "وكان سيف يضع الحديث، وكان قد اتهم بالزندقة" المجروحين لابن حبان 2/342 وقال أبو داود السجستاني (ت 275هـ) في سيف: "ليس بشيء" وهو وصف أشد في التضعيف من الوصف بالضعف المطلق، أو الضعف في الحديث. أما أبو حاتم الرازي (ت 277هـ) فقد تعدد قوله، ففي ترجمة سيف من الجرح والتعديل قال: "متروك الحديث" يشبه حديثه حديث الواقدي،(الجرح والتعديل 3/278) ثم في ترجمة القعقاع بن عمرو في الجرح والتعديل أيضاً: ذكر حديث بيان صحبة القعقعاع من طريق سيف، وعقب عليها بقوله: وسيف متروك الحديث، فبطل الحديث. (المرجع السابق 7/137. ثم جاء في الجرح والتعديل أيضاً ترجمة النضر بن حماد أحد الرواة عن سيف قول أبي حاتم: هما ضعيفان النضر بن حماد وسيف بن عمر منكر الحديث. المرجع السابق 8/479 وفي تهذيب الكمال: "منكر الحديث". تهذيب الكمال 29/377 ودعوى كونه شيعياً كماورد اعلاه تحتاج لتحقيق اكبر ليس موضعه في هذا البحث المخصوص بمجال واحد الا انه لو تيسر لنا وامتد بنا العمر نقوم بتحقيق المسالة بتوسع حسب القدرة والفراغ لكن لايمنع ان نقوم بتسجيل هذه الملاحظات المقتطفة حول سيف بن عمر التميمي للفائدة : ان غالب كتب الشيعة وخاصة كتب الجرح والتعديل لديهم تشن هجوما لاذعا على سيف بن عمرالتيمي وتعتبره احد اكبر الكذابين في رواية التاريخ وماحدث في مقتل عثمان ومابعده من الفتن وتسمي رواياته بالاساطير ويصفونه ايضا بالزنديق ويتهمونه انه اختلق اسماء صحابة غير موجودين على الواقع وروى عنهم ليوهم القاريء صحة مقولته واكثر هذه الانتقادات التي اطلعت عليها منهم في قصة الاسود العنسي والقعقاع وعبدالله بن سبأ اليهودي راس التشيع وامامه الهالك والف احدهم كتابه بعنوان خمسون ومائة صحابي مختلق ويقولون في احد كتبهم : "اختلق سيف الردة وحربها والاراضي والشعر وكتاب أبي بكر والصحابي والرواة ووصل من خلالها إلى هدفه أن الناس ارتدوا بعد رسول الله عامة عدا قريش وثقيف وهكذا حاربهم المسلمون حرب إبادة " والخوارج ايضا يذمونه وبشدة ويتهمونه كماتتهمه الشيعة ايضا وبمايقارب من الفاظ الشيعة فقد كتب علي بن محمد بن عامر الحجري الاباضي يشنع عليه ويتهمه باتهامات كثيرة فيقول : "سيف بن عمر التميمي الساقط ومحمد بن عمر الواقدي الكذاب، " واما رجال سندالرواية فهذه حالهم : محمد بن نويرة :ذكره ابن ابي حاتم فلم يذكر فيه تعديلا ولاجرحا. محمد بن السائب الكلب : ابن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ويكنى محمد بن السائب الكلبي أبا النضر وكان جده بشر بن عمرو وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل مع علي بن أبي طالب عليه السلام وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير وله يقول بن ورقاء النخعي من مبلغ عني عبيدا بأنني ** علوت أخاه بالحسام المهند فإن كنت تبغي العلم عنه فإنه ** مقيم لدى الديرين غير موسد سفيان ومحمد ابنا السائب وشهد محمد بن السائب الجماجم مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث وكان محمد بن السائب عالما بالتفسير وأنساب العرب وأحاديثهم وتوفي بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر قال محمد بن سعد أخبرني بذلك كله ابنه هشام بن محمد بن السائب وكان عالما بالنسب وأحاديث العرب وأيامهم واما علمه بالتفسير فلاشيء نقل عن احمدبن هارون في كتاب المجروحين: قوله سألت أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي فقال كذب قلت يحل النظر فيه قال لا(المجروحين :2 / 254 ) . يروي عنه ولده هشام وطائفة أخذ عن أبي صالح وجرير،والفرزدق وجماعة. وكان الثوري يروي عنه، ويدلسه فيقول : حدثنا أبو النضر . توفي سنة ست وأربعين ومائة ." وردفي الطبقات الكبرى 6 / 249 وفي الجرح والتعديل7 / 270 وفي المجروحين 2 / 253 وفي تهذيب التهذيب 9 / 180 انظر الكامل في الضعفاء لابن عدي 6 / 116 ترجمة محمد بن السائب الكلبي سورة الممتحنة الاية9 " انه كان راسا في الانساب الا انه كان شيعيا متروك الحديث ليس بثقة " وجاءفي لسان الميزان 5 / 94 : محمد بن بشر عن عمرو بن عبد الله الحضرمي وعنه بن إسحاق مجهول أفرده البخاري بترجمة وذكر بن أبي حاتم عن أبيه انه محمد بن السائب الكلبي نسبه أبو إسحاق الى جده فإنه محمد بن السائب بن بشر محمد بن السائب الكلبي أبو النضر الكوفي عن الشعبي وأبي صالح وعنه ابنه هشام وأبو معاوية ويزيد ويعلى قال البخاري تركه القطان وابن مهدي مات 146 ت الكاشف 2 / 174 وجاء في لجرح والتعديل 2 / 36 لعبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس أبو محمد الرازي التميمي : دثنا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوى حديثه قال اى لعمرى قلت الكلبي روى عنه الثوري قال إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء وكان الكلبي يتكلم فيه قال أبو زرعه حدثنا أبو نعيم نا سفيان نا محمد بن السائب الكلبي وتبسم الثوري قال أبو محمد قلت لأبي ما معنى رواية الثوري عن الكلبي وهو غير ثقة عنده فقال كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على الإنكار والتعجب فتعلقوا عنه روايته عنه وان لم تكن روايته عن الكلبي قبوله له وورد في الجرح والتعديل ايضا: نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن محمد بن السائب الكلبي فقال الناس مجتمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث ووردفي الجرح والتعديل: محمد بن السائب الكلبي أبو النضر وهو بن السائب بن بشر بن عبد ود وروى عن معتمر عن أبيه قال كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي وروى عن يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي قال قيل لزائدة لم لا تروى عن الكلبي قال كنت أختلف اليه فسمعته يوما وهو يقول مرضت مرضة فنسيت ما كنت احفظ فأتيت آل محمد صلى الله عليه وسلم فنفثوا في في فحفظت ما كنت نسيت فقلت لا والله لا أروى عنك بعد هذا شيئا فتركته وروى عن ابي عاصم يعنى الضحاك بن مخلدا النبيل قال زعم لي سفيان الثوري قال قال لنا الكلبي ما حدثت عنى عن أبى صالح عن بن عباس فهو كذب فلا تروه وروى عن قرة بن خالد قال كانوا يرون ان الكلبي يزرف يعنى يكذب وروى عن عن يحيى بن معين انه قال الكلبي ليس بشيء وروى عن احمد بن سنان الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول كبر الكلبي وغلب عليه النسيان فجاء الى الحجام وقبض على لحيته فأراد أن يقول خذ من ههنا يعنى ما جاوز القبضة فقال خذ ما دون القبضة ( الجرح والتعديل 7 / 270 ) محمد بن السائب الكلبي كنيته أبو النضر من أهل الكوفة وهو الذي يروي عنه الثوري ومحمد بن إسحاق ويقولان حدثنا أبو النضر حتى لا يعرف وهو الذي كناه عطية العوفي أبا سعيد وكان يقول حدثني أبو سعيد يريد به الكلبي فيتوهمون أنه أراد أبا سعيد الخدري وكان الكلبي سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة فيملؤها عدلا كما ملئت جورا وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها ومات الكلبي سنة أربعين ومائة أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم يقول سمعت أبا سلمة يقول سمعت هما ما يقول سمعت الكلبي يقول أنا سبئي أخبرنا أحمد بن زهير قال حدثنا الحسين بن يحيى الأزدي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا بشر بن المفضل عن أبي عوانة قال سمعت الكلبي يقول كان جبريل يملي الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء جعل يملي على علي وفي المجروحين :2 / 253 عن علي بن عثمان عن أبيه أنه سمع حماد بن سلمة يقول حدثنا الكلبي وكان والله غير ثقة وفي المجروحين :2 / 253 عن عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول الكلبي ليس بشيء وفي المجروحين 2 / 253 : قال أبو حاتم الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه. ووردفي ضعفاءالعقيلي 4 / 77 محمد بن السائب الكلبي أبو النضر كوفي حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال سمعت يحيى بن يعلى قال سمعت زائدة يقول اطرحوا حديث الأربعة لحجاج وجابر وحميد صاحب مجاهد والكلبي فأما الكلبي ورفع إصبعيه إلى أذنيه صمتا إن لم أكن سمعته يقول نسيت علمي فأتيت آل محمد فسقوني عسلا فامتلأت علما أفتأمروني أن أحدث عن رجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووردفي ضعفاءالعقيلي 4 / 77 عن محمد بن أحمد حدثنا معاوية قال سمعت يحيى قال محمد بن السائب الكلبي ضعيف حدثني آدم قال سمعت البخاري يقول محمد بن السائب الكلبي كوفي تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي وفي الضعفاء للاصبهاني 1 / 138 محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح أحاديثه موضوعة وفي الكشف الحثيث1 / 230 : محمد بن السائب الكلبي ت له ترجمة في الميزان ولم يصرح فيها الذهبي بأنه وضاع وقد قال بن الجوزي الحافظ أبو الفرج في مقدمة الموضوعات له وكان من كبار الوضاعين وهب بن وهب ومحمد بن السائب الكلبي وذكر آخرين ذكرهم في اماكنهم ثم ذكر حديثا في فضل علي ثم قال والمتهم به الكلبي قال أبو حاتم بن حبان كان الكلبي من الذين يقولون إن عليا لم يمت فإنه يرجع إلى الدنيا وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها لا يحل الاحتجاج به محمد بن اسحاق بن يسار : قال بن حجر عنه : انه مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل وعن شر منهم وصفه بذلك احمد والدارقطني في طبقات المدلسين 51 مجالد بن سعيد : قال البخاري : كان يحيى القطان يضعفه وكان ابن مهدي لا يروي عنه . وقال الجوزجاني : يضعف حديثه أحوال الرجال , ترجمة رقم 126 وقال أحمد : ليس بشيء . وفي رواية قال أحمد : كذا وكذا ، وحرك يده ولكنه يزيد في الإسناد . وفي رواية : مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف كم من أعجوبة لمجالد . وقال يحيى : كان ضعيفا وقال لا أحتج بحديثه . وقال النسائي : كوفي ضعيف (.الضعفاء والمتركون ترجمة رقم 552 وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه غير محفوظ (.انظر الكامل 6/423 ، التهذيب 4/24 المستنير بن يزيد النخعي : لم اجد له ذكرا مبشر بن فضالة : مجهول وقيل عنه اسناده لايصح قاله العقيلي فيمن ترجم له وهنا ينبغي ان نشير الى فائدة في مسألة المجاهيل وهي : أسباب جهالة الراوي 1 / أن الراوي قد تكثر نعوته لانه قد يذكر بغير الاسم الذي اشتهر به وقدتكثر اسماؤه وهو واحد بعض المتروكين والكذابين لأجل أنهم عرفوا واشتهر أمرهم، صار بعض تلاميذهم يسمونهم بأسماء ويلقبونهم بألقاب، ويكنونهم بكنى غير ما يعرفون به، وما يشتهرون به وهو التدليس ولعل كتاب الخطيب البغدادي -رحمه الله- واسمه الموضح لأوهام الجمع والتفريق" وهو مطبوع في مجلدين بتحقيق الشيخ عبد الرحمن المعلمي -رحمه الله- تعالى- ومثاله : حلام الغفاري ويقال حلام بن حزلمجهول غير معروف ترجم ابن أبي حاتم لحلام بن حزل وقال: «يقال هو ابن أخي أبي ذر، روى عن أبي ذر، روى عنه أبو الطفيل، سمعت أبي يقول ذلك». وذكره البخاري في "التاريخ" (3| 129) و سمّاه: حلاب بن حزل. وسكت عنه. 2 / أن يكون الراوي مقلا من رواية الحديث: يعني: بعض الرواة لا تجد للواحد منهم إلا حديثا واحدا، أو حديثين، أو نحو ذلك. ولاتجد له طلابا ينقلون ويحملون عنه والذي يروى عنه غالبا ابنه او قريبا له : "ومثاله عبيد الله بن الوازع وهو مجهول لم يترجم له البخاري في "تاريخه"، ولا ابن أبي حاتم. ولم يذكر في الرواة عنه سوى حفيده عمرو بن عاصم، ذكره ابن حجر في "تهذيب التهذيب" لم ينقل توثيقه عن أحد قال ابن حجر في "التقريب": «مجهول" وذكره الذهبي في "الميزان" (3| 17) وقال: «ما علمت له راويا غير حفيده». ولم يذكر فيه توثيقا. وهذاامره غير منتشروغير معروف والناس دائما تبع للعلم، فإذا وجدوا الرجل عالما يستفيدون منه كثروا عليه، واشتهر أمره وذاع صيته وان كان غير ذلك لايشتهر امره فتحدث الجهالة من هنا وهذه لها حالين اما ان يكون مجهول حال او يكون مجهول عين ألا يكون روى عنه إلا رجل واحد، فإذا لم يرو عنه إلا رجل واحد، فهذا يقولون عنه: مجهول العين هذا إذا لم يرو عنه إلا راو واحد أما إذا روى عنه أكثر من راو، فهذا يقال له مجهول الحال لو روى عنه اثنان، ثلاثة، أكثر يقال له مجهول الحال، وأحيانا يطلقون عليه المستور، والحافظ بن حجر في "تقريب التهذيب" حينما يقول: مقبول يقصد مجهول او مستور اما الذهبي والله اعلم فيعبر عنه احيانا بقوله لايعرف طبعاًبشرط وهو ألا يوثق من إمام معتبر في المجهول العين ومجهول الحال والمقصود بالائمة المعتبرين امثال الإمام أحمد، ,يحيى بن معين، علي بن المديني، البخاري، أبي حاتم الرازي ومن في منزلتهم واستثنى العلماء ابن حبان من هذه القاعدة فلذلك يقول العلماء توثيق ابن حبان لا يعتبر في مثل هؤلاء الرواة. ونأخذ مثالا على ذلك فنقول وبالله الاستعانة سعيد بن ذي حدان قال ابن المديني عنه: «وهو رجل مجهول، لا أعلم أحداً روى عنه إلا أبو إسحاق». وذكره ابن حبان في "الثقات" (4| 282) وعلى حسب القاعدة واستثناءه فهومجهول ولايقبل توثيق ابن حبان له ومثاله ايضا : هانئ مولى علي بن ابي طالب ترجم له البخاري في "تاريخه" (8| 229) وابن أبي حاتم (9|100) وسكتا عنه. وهو مجهول عين وترجم له ابن حجر في "التهذيب" ولم يذكر فيه توثيقا سوى ما جاء عن ابن حبان وذكره ابن حبان في "الثقات" (5| 509) وعلى حسب القاعدة ومايستثنى منها والمذكور اعلاه نجد ان الذهبي في "الميزان" (4| 291)قال عنه: «لا يعرف». أي انه مجهول مع توثيق ابن حبان . انظر لمزيد اطلاع (الشيخ عبد الله السعد في تقديمه لدراسة حديث أم سلمة في مبحث الجهالة) ========= الرواية الثالثة :وهي من طريق ابي مخنف لوط بن يحى .........وهذه حاله عندعلماءالجرح والتعديل: وردذكره في ضعفاء العقيلي (4 / 18 ) وذكرضعفه العلماء فقالوا ونوردها هناعلى سبيل الاجمال: قال ابن معين :" ليس بشيء " وقال :"ليس بثقة " وقال ايضاً :" ابومخنف وابومريم وعمروابنشمر ليسواهم بشيء" وقال بن عدي :" شيعي محترق قاله في الكامل في ضعفاء الرجال ( 6 / 93 ) وقال بن حجر :" اخباري تالف لايوثق به , تركه ابوحاتم وغيره " قاله في لسان الميزان ( 4 / 492 ) قال ابن حبان : " رافضي يشتم الصحابة ، ويروي بالموضوعات عن الثقات . " لسان الميزان ( 4 / 366 ) وقال ابن عدي في " الكامل " ( 6 / 2110 ) : " حدّث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ، ولا يبعد منه أن يتناولهم ، وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم " . وقال أبوحاتم في " الجرح والتعديل " ( 7 / 182 ) : " متروك الحديث " . وقال ابن معين " تاريخ ابن معين " ( 2 / 500 ) : " ليس بشيء " . وقال إبن حجر في " لسان الميزان " ( 4 / 492 ) : " لوط بن يحيى – أبو مخنف – أخباري تالف لا يوثق به تركه أبوحاتم وغيره " . ويصفه اهل الجرح والرجال فيقولون عنه وعن مروياته في الفتن بعد مقتل عثمان :"ومن الرجال الإخباريين ابي مخنف لوط بن يحى وهو ممن لطخوا التاريخ بمروياتهم التالف الهالك لوط بن يحيى الكوفي ، المشهور بـ : أبي مخنف . وهذا الراوي أخرج له الطبري في أكثر من ( 300 ) موضع ، إبتداءً بخبر سقيفة بني ساعدة وإنتهاء بأحداث ( 123هـ ) ، ودخول الحسن بن قحطبة إلى الكوفة بعد هرب عاملها إبن هبيرة ( من قبل الأمويين )" هذاهو حاله ابي مخنف لوط بن يحى جمع احدهم وهو يحيى بن إبراهيم بن علي اليحيى إجماع نقاد الحديث على تضعيف روايات أبي مخنف ( أنظرمرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري،) ويكفي ان نحكم بسقوط رواياته بسبب حاله المخزي هذا والذي يجدران نشير اليه ان قصة مقتل الحسين من اشهر كتبه التي تقرأ في العشرة الاولى من المحرم في كثير من المجتمعات الشيعية بالاقطار الاسلامية، وعلى الاخص العراق، منذ القرن الثاني للهجرة حتى هذا اليوم، وقصة هذا المقتل يحفظها كثير من خطباء المآتم الحسينية ويلتزم البعض بقراءة هذا المقتل من ألفه الى يائه في اليوم العاشر من المحرم طلباً للثواب، ولا يقوم اغلب سامعيها الا وقد جفت عيونهم من كثرة البكاء، ومن الروايات التي رواها ابي مخنف لوط بن يحى واشتهرت في كتب التاريخ وهي باطلة : " أن عمر أمر صهيباً أن يقتل من يخالف من الستة - الذين أمر أن لاتخرج الخلافة عنهم بعد وفاته - إذا اتفق خمسة أو أربعة منهم على رجل ."رواها الطبري 4/229 ورواها ابن سعد وممايدل على ضعفها مخالفتها لرواية عبيد الله بن موسى التي فيها أن عمر أمر صهيباً إذا اجتمع أهل الشورى على رجل فإذا خالفهم أحد تُضرب عنقه. ( الطبقات الكبرى 3/342 ، ورجالها ثقات ذكرذلك :" كتاب أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري ، د عبدالعزيز محمد نور ولي ، 320-323 واما رجال اسانيد ابي مخنف لوط بن يحى فأوصافهم في كتب الجرح والتعديل تدور مابين : " ليس بشيء , ضعيف واهي الحديث , مجهول , يروي عن اشياخ مجاهيل , والقليل منهم لم يرد ذكره اصلا في كتب الجرح والتعديل بالمرة ==== الرواية الرابعة : رواية ابي سعيد مولى ابواسيدالانصاري وسندها من طريق يعقوب بن ابي ابراهيم عن معتمربن سليمان التيمي عن ابيه عن ابي نضرة عن ابي سعيدمولى ابي اسيدالانصاري قال : "سمع عثمان ان وفد اهل مصر قد اقبلوا فاستقبلهم وكان في قرية له خارجة عن المدينة ....الخ الرواية وهي طويلة "ونسوقهاكاملة كمااوردها الطبري: قال الطبري :حدثني به يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري. قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، قال: فاستقبلهم، وكان في قرية له خارجة من المدينة - أو كما قال - فلما سمعوا به، أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه - قال: وكره أن يقدموا عليه المدينة أو نحوا من ذلك - قال: فأتوه، فقالوا له: ادع بالمصحف، قال: فدعا بالمصحف، قال: فقالوا له: افتح التاسعة - قال: وكانوا يسمون سورة يونس التاسعة - قال: فقرأها حتى أتى على هذه الآية: " قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون " . قال: قالوا له: قف، فقالوا له: أرأيت ما حميت من الحمى؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري! قال: فقال: امضه؛ نزلت في كذا وكذا. قال: وأما الحمى فإن عمر حمى الحمى قبل لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في إبل الصدقة، امضهه. قال: فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضه، نزلت في كذا وكذا - قال: والذي يتولى كلام عثمان يومئذ في سنك، قال: يقول أبو نضرة، يقول ذاك لي أبو سعيد، قال أبو نضرة: وأنا في سنك يومئذ، قال: ولم يخرج وجهي يومئذ، لا أدري، ولعله قد قال مرة أخرى: وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة - ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج. قال: فعرفها، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه. قال: فقال لهم: ما تريدون؟ قال: فأخذوا ميثاقه - قال: وأحسبه قال: وكتبوا عليه شرطا - قال: وأخذ عليهم ألا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم - أو كما أخذوا عليه - قال: فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد ألا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا لامال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فرضوا بذلك، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين. قال: فقام فخطب، فقال: إني ما رأيت والله وفدا في الأرض هم خير لحوباتي من هذا الوفد الذين قدموا علي. وقد قال مرة أخرى: خشيت من هذا الوفد من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فليحتلب؛ ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فغضب الناس، وقالوا: هذا مكر بني أمية. قال: ثم رجع الوفد المصريون راضين؛ فبيناهم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويتبينهم. قال: قالوا له: مالك؟ إن لك لأمرا! ما شأنك؟ قالك فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر؛ ففتشوه؛ فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم مأو يقطع أيديهم وأرجلهم من خرف. قال: فأقبلوا حتى قدموا المديمة، قال: فأتوا عليا، فقالوا: ألم تر إلى عدو ه! إنه كتب فينا بكذا وكذا؛ وإن الله قد أجل دمه، قم معنا إليه، قال: والله لا أقوم معكم؛ إلى أن قالوا: فلم كتبت إلينا؟ فقال: والله ما كتبت إليكم كتابا قط؛ قال: فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم لبعض: ألهذا تقاتلون، أو لهذا تغضبون! قال: فانطلق علي، فخرج من المدينة إلى قرية. قال: فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا! قال: فقال: إنما هما اثنتان: أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إليه إلا هو ما كتبت ولا أمللت ولا علمت. قال: وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم. قال: فقالوا: فقد والله أحل الله دمك، ونقضت العهد والميثاق. قال: فحاصروه. (2/477) وفي روايةبالاسنادالسابق قال : "اشرف عليهم عثمان ذات يوم وفيها ان عثمان عدد بعض فضائله وانهم اقروا له بذلك ثم وعظهم فلم ينفع فيهم وعظه..."واوردها خليفة بن خياط في تاريخه ايضا بنفس السند السابق الجزءالاول 38_39 ونسوقهابتمامها قال الامام الطبري : حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري، قال: أشرف عليهم عثمان رضي الله عنه ذات يوم، فقال: السلام عليكم، قال: فما سمع أحدا من الناس رد عليه إلا أن يرد رجل في نفسه، فقال: أنشدكم بالله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي يستعذب بها، فجعلت رشائي منها كرشاء رجل من المسلمين! قال: قيل: نعم. قال: فما يمنعني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر! قال: أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد؟ قيل: نعم، قال: فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي! قال: أنشدكم الله، هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا؛ أشياء في شأنه، وذكر الله إياه أيضا في كتابه المفصل. قال: ففشا النهى. قال: فجعل الناس يقولون: مهلا عن أمير المؤمنين، قال: وفشا النهي. قال: وقام الأشتر - قال: ولا أدري يومئذ أو في يوم آخر - فقال: لعله قد مكر به وبكم! قال: فوطئه الناس، حتى لقي كذا وكذا، قال: فرأيته أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة. وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها؛ فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم. قال: ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه. قال: وذاك أنه رأى من الليل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أفطر عندنا الليلة " . (2/491 والروايتين اوردهماالطبري في تاريخه بالجزءالخامس . وهي اقرب الروايات الى الصحة في مقتل عثمان رضي الله عنه ولاتتعرض للصحابة بسوء كالروايات التي قمنا بدراسة اسانيدها اعلاه وارود ابن عساكر قصة مقتله بنفس هذا الاسناد: فقال :أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة نا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه فدخل عليه رجل وقال بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر فقال بيني وبينك كتاب الله فأهوى إليه بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها فقال أم والله إنها لأول كف خطت المفصل قال ودخل عليه رجل من بني سدوس يقال له الموت الأسود فخنقه وخنقه قبل أن يضرب بالسيف فقال والله ما رأيت شيئا ألين من حلقه لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده وقال في غير هذا الحديث ودخل التجوبي فأشعره مشقصا فانتضح الدم على قوله " فسيكفيكهم الله " فإنها في المصحف ما حكت وفي سندها سليمان بن طرخان: سليمان بن طرخان التيمي ويكنى أبا المعتمر مولى بني مرة بن عباد أخواله بنو تميم نزل فيهم فنسب إليهم يكنى أبا المعتمر مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومائة(طبقات بن خياط 1 / 219 )الطبقات الكبرى7 / 252 سليمان بن طرخان التيمي تابعي مشهور من صغار تابعي أهل البصرة وكان فاضلا وصفه النسائي وغيره بالتدليس طبقات المدلسيسن 1 / 33 سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ولم يكن من بني تيم وانما نزل فيهم تهذيب الكمال 12 / 5 وهو من الصالحين التي ذكرت اخبار كراماتهم ومنهاتهذيب الكمال 12 /8_9_10_11 قال البخاري عن علي بن المديني وقال الربيع بن يحيى عن شعبة ما رأيت أحدا اصدق من سليمان التيمي كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم تغير لونه وكان من خيار أهل البصرة قال محمد بن سعد كان من العباد المجتهدين وكان يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد فيصليان في هذا المسجد مرة وفي هذا المسجد مرة حتى يصبحا وقال علي بن المديني سمعت يحيى وذكرنا التيمي فقال ما جلست إلى رجل اخوف لله منه وقال محمد بن عبد الأعلى قال لي المعتمر بن سليمان لولا انك من أهلي ما حدثتك بذا عن أبي مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة وقال جرير بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة رأيت رب العزة في المنام فقال لأكرمن مثوى سليمان التيمي صلى لي الفجر بوضوء عشاء الآخرة أربعين سنة وقال الوليد بن صالح عن حماد بن سلمة ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها الا وجدناه مطيعا وكنا نرى انه لا يحسن يعصي الله ومن كراماته: وقال غسان أيضا عن إبراهيم بن إسماعيل استعار سليمان التيمي من رجل فروة فلبسها ثم ردها قال الرجل فما زلت أجد فيها ريح المسك وقال أيضا عن إبراهيم بن إسماعيل كان بين سليمان التيمي وبين رجل تنازع فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه فجفت يد الرجل وهو مدلس ذكره ابن حجرفي طبقات المدلسين فقال :" سليمان بن طرخان التيمي تابعي مشهور من صغار تابعي أهل البصرة وكان فاضلا وصفه النسائي وغيره بالتدليس" قال يحيى بن معين كان يدلس : ( تهذيب التهذيب 4 / 176 ) ( لسان الميزان7 _ 237 ) واما عنعنة ابي نظرة في السند فلها حكم الاتصال لانه ثقة ولايعرف عنه التدليس قال عنه ابن حجر: "ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان - أو تسع - ومائة" وقد وثقه عدة، لكن قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وليس كل أحد يحتج به اضافة هذه الرواية ونسوقها بتمامها: "ورواية من طريق :"نضر بن علي بن نضر قال، حدثنا غسان بن نضر قال، حدثنا أبو مسلم سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: خطبنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال:..........." ونسوق الرواية الاخيرة إن ركبا نزلوا ذا الحليفة وإني خارج إليهم، فمن شاء أن يخرج فليخرج قال: فكنت فيمن خرج - يعني أبا سعيد - قال فأتيناهم فإذا هم في حظائر سقف، أبصرناهم من خلال الحائط، وإذا شاب قاعد في حجره المصحف فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت " ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون " فقال: إن عمر رضي الله عنه حمى حمى، وإن الصدق زادت فزدت في الحمى، فمن شاء أن يرعى فليرع، أتوب إلى الله وأستغفره. فقالوا: يا أمير المؤمنين أحسنت. (ثم قالوا: يا أمير المؤمنين، هل على بيت الله إذن ؟ قال: كنت أرى أن الجهاد أفضل من الحج، فإن كان ذلك من رأيكم فقد أذنا للناس، فمن أراد أن يحج فليحج، أتوب إلى الله وأستغفره. فقالوا: والله لقد أحسنت يا أمير المؤمنين - في خصال سألوه عنها فتاب منها ورجع عنها، كل ذلك يقولون: قد أحسنت يا أمير المؤمنين - قال: فانفروا وتفرقوا. ثم قام خطيبا فقال: ما رأيت ركبا كانوا في نفس أمير المؤمنين خيرا من هؤلاء الركب، والله إن قالوا إلا حقا، وإن سألوا إلا حقا. فرجعوا إليه، فأشرف عليهم فقال: ما رجعكم إلي بعد إعطائكم الحق ؟ قالوا: كتابك. قال: ويلكم لا تهلكوا أنفسكم وتهلكوا أمتكم، والله إن كتبتها ولا أمليتها. فقال الاشتر: إني والله لاسمع حلف رجل ما أراه إلا قد مكر به ومكر بكم قال: فوثبوا عليه فوطئوه حتى ثقل ثقلا قال فوقف عليهم سعد بن مالك فقال أفيم قتلكم ! ! تركتموه وهو في خطيئته.... تطهر منها قتلتموه ! ! فجعلوا يقرعونه بالرماح حتى سقط لجنبه، وجعل يقول: هلم فاقتلوني فلقد أصابت أمي اسمي إذن إذ سمتني سعدا. وأقبل الاشتر فنهاهم وقال: يا عباد الله اتخذتم أصحاب محمد بدنا ؟ ! وخرج سعد يدعو ويقول: اللهم إني فررت بديني من مكة إلى المدينة، وأنا أفر به من المدينة إلى مكة. * وارودها ابن عساكر بهذا السند: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر عن مجالد عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة قال قلت لعلي إن هذا الرجل مقتول وإنه إن قتل وأنت بالمدينة ألحدوا فيك فاخرج فكن في مكان كذا وكذا فإنك إن فعلت فكنت في غار باليمن طلبك الناس فأبى وحصر عثمان اثنين وعشرين يوما وأحرقوا الباب وفي الدار أناس كثير فيهم عبد الله بن الزبير ومروان فقالوا ائذن لنا فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه وإن القوم لم يحرقوا باب الدار إلا وهم يطلبون ما هو أعظم منه فأحرج على رجل يستقتل ويقاتل وخرج الناس كلهم.......... الخ القصة وفي هذا السند من تكلمنا عنه وابنا عن حاله وهم سيف بن عمر عن مجالد وقد ظهر حالهما وفيه ايضا: شعيب بن إبراهيم الكوفى راوية كتب سيف عنه فيه جهالة انتهى ذكره بن عدى وقال ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيه بعض النكرة وفيها ما فيه تحامل على السلف وفي ثقات بن حبان شعيب بن إبراهيم من أهل الكوفة يروى عن محمد بن أبان البلخي روى عنه يعقوب بن سفيان فيحتمل ان يكون هو والظاهر انه غيره قلت انا احمدالسقاف وهو بالفعل ليس هو ترجمة شعيب بن ابراهيم في لسان الميزان:ج3 ص 145 فهو سند مظلم غير مافي المتن من اموروالله المستعان ======= الرواية الخامسة وهي رواية عمروبن حماد وعلي بن حسين وهي من طريق جعفربن عبدالله المحمدي عن عمروا بن حمادبن طلحة وعلي بن حسين بن عيسى عن حسين بن عيسى عن ابيه عيسى بن زيد بن علي وهو يروي عن غير واحد من شيوخه وهم : هارون بن سعد عن العلاء بن عبدالله بن زيد العنبري وعمرو بن ابي المقدام عن عبدالملك بن عمير الزهري وهارون بن سعد عن ابي يحى عمير بن سعد النخعي وهاورن بن سعد عن عمرو بن مرة الجملي عن ابي البحتري الطائي عن ابي ثور الحداني ومحمد بن السائب الكلبي وهذه الرواية اوردهاالطبري بهذا السندوهي تروي قصة رجوع وفداهل مصر الى المدينة ومحاصرة عثمان ومن ثم قتله وتبين سبب رجوعهم بعد ان اجتمع بهم عثمان واقنعهم بالعودة نسوقها بتمامها لوجود الضعف الظاهر في متنها قال الامام الطبري :حدثني جعفر، قال: حدثنا عمرو وعلي، قالا: حدثنا حسين، عن أبيه، عن محمد بن السائب الكلبي، قال: إنما رد أهل مصر إلى عثمان بعد أنصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم، وأن يصلب بعضهم. فلما أتوا عثمان، قالوا: هذا غلامك، قال غلامي انطلق بغير علمي، قالوا: جملك، قال: أخذه من الدار بغير أمير، قالوا: خاتمك، قال: نقش عليه، فقال عبد الرحمن ابن عديس التجيبي حين أقبل أهل مصر: أقبلن من بلييس والصعيد ... خوضا كأمثال القسي قود مستحقبات حلق الحديد ... يطلبن حق الله في الوليد وعند عثمان وفي سعيد ... يا رب فارجعنا بما نريد فلما رأى عثمان ما قد نزل به، وما قد انبعث عليه من الناس، كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشأم: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد؛ فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة، فابعث إلي من قبلك من مقاتلة أهل الشأم على كل صعب وذلول. فلما جاء معاوية الكتاب تربص به، وكره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقد علم اجتماعهم؛ فلما أبطأ أمره على عثمان كتب إلى يزيد بن أسد بن كرز، وإلى أهل الشأم يستنفرهم ويعظم حقه عليهم، ويذكر الخلفاء وما أمر الله عز وجل به من طاعتهم ومناصحتهم، ووعدهم أن ينجدهم جند أو بطانة دون الناس، وذكرهم بلاءه عندهم، وصنيعه إليهم، فإن كان عندكم غياث فالعجل العجل؛ فإن القوم معا جلي. فلما قرىء كتابه عليهم قام يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان، فعظم حقه، وحضهم على نصره، وأمرهم بالمسير إليه. فتابعه ناس كثير، وساروا معه حتى إذا كانوا بوادي القرى، بلغهم مقتل عثمان رضي الله عنه، فرجعوا. وكتب عثمان إلىعبد الله بن عامر؛ أن اندب إلي أهل البصرة؛ نسخة كتابه إلى أهل اشأم. فجمع عبد الله بن عامر الناس؛ فقرأ كتابه عليهم؛ فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه على نصر عثمان والمسير إليه؛ فيهم مجاشع بن مسعود السلمي؛ وكان أول من تكلم؛ وهو يومئذ سيد قيس بالبصرة. وقام أيضا قيس ابن الهيثم السلمي، فخطب وحض الناس على نصر عثمان؛ فسارع الناس إلى ذلك؛ فاستعمل عليهم عبد الله بن عامر مجاشع بن مسعود فسار بهم؛ حتى إذا نزل الناس الربذة، ونزلت مقدمته عند صرار - ناحية من المدينة - أتاهم قتل عثمان وهذه الرواية على مافي اسنادها من ضعف شديدفي اسنادهاوارزهم محمدبن السائب الكلبي وقدابناعن حاله في بيان رجال اسنادالرواية الثانيةتكلمنا عنه نجدايضا ان الضعف ظاهرعلى وقد وردت رواية بطريق آخر من طريق سيف عن شيوخه اوردهاالطبري وسيف والكلبي حالهما واحد:" ان معاوية اراد ان يرسل لعثمان جيشا يحميه من الشام لئلا يقتل ويستفرد به الثائرون فرفض عثمان بناء على مبدأ الصبر الذي اختطه لنفسه اضافة الى انه برر رفضه بانه لايريد ان يضيق على ارزاق اهل المدينةاضافة الى ان الثائرين لم يكونوا من اهل المدينة الا انه بالرغم من ذلك نجد ان هذا المتن يصف الثائرين بانهم هم اهل المدينة وهذا خلاف كل الروايات الصحيحة والضعيفة والموضوع بل نجد رائحة الضعف ان لم يكن الوضع تفوح بوصف عثمان لاهل المدينة بانهم قدكفروا ونقضوا ونكثوا البيعة وهذا مالايصح ان يصدر من عثمان وهذه هي نسوقها بمتنهالتتم لناالفائدة بمقارنة المتنين: " وكان معاوية قد قال لعثمان غداة ودعه وخرج: يا أمير المؤمنين، انطلق معي إلى الشأم قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به، فإن أهل الشأم على الأمر لم يزالوا. فقال: أنا لا أبيع جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؛ وإن كان فيه قطع خيط عنقي. قال: فأبعث إليك جندا منهم يقيم بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إياك. قال: أنا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق بجند تساكنهم، وأضيق على أهل دار الهجرة والنصرة!" وهناك ايضا نفس الرواية باسناد اخر هو: جعفربن عبدالله المحمدي عن عمروبن حماد عن محمد بن اسحاق بن يسار المدني عن عمه عبدالرحمن بن يسار: والناظرفي اسانيدهذه الرواية يجد انها تدورعلى عيسى بن زيد ولم اجد له ترجمة ولاذكرفي كتب الرجال والجرح والتعديل وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق يحيى بن زيد بن يحيى ين علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين الزيدي الدمشقي وهو من اولاد وذرية عيسى بن زيد وهو ثقة ثبت ولعل عيسى بن زيد بن علي بن الحسين هو المذكورباستفاضة في كتب الشيعة ويكنّى أبا يحيى، وأمّه أمّ ولد. وكانت وفاته عام 169 هجرية وبني على قبره ايام الصفويين بناءاً ضخماً يعرف بمشهد عيسى ومشهده معروف ويزار في العراق في منطقة الكوفة تعرف الان بمنطقة الشنافية وعيسى من مواليد عام 109 هجرية عاش ستين سنة وهو الولد الثالث لزيد الشهيد كماتذكر مصادرالشيعة وتراجمها لكن بالرغم من ذلك فعيسى بن زيدبن علي لم نجد له ذكرا في كتب الجرح والتعديل والرجال عند اهل السنة والجماعة لاذكرا ولاجرحا ولاتعديلا من باب اولى ........... لكن كتب الشيعة تذكر الرجل كمابينا اعلاه لكن لاتطمئن النفس الى توثيق الشيعة او تعديلهم او جرحهم للرجال لانهم انفسهم غيرمطمئنيين لرواتهم ويؤكدون اختلال ميزان الجرح والتعديل في كتبهم المعتمدة " قال الفيض الكاشاني ( وهو من كبار علماء الرافضة ) في كلامه في الجرح والتعديل : فإن في الجرح والتعديل وشرائطه اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها فالأولى الوقوف على طريقة القدماء . ( الوافي في المقدمة الثانية ص 25 ) . قال الحر العاملي: "ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادرا ، وإنما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة …حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه. ( الوسائل جـ 30/ ص 259 ) ." إن أوثق رواة الرافضة على الإطلاق زرارة بن أعين واسمعوا ما رووا في كتبهم مما يظهر كونه كان أفاكا أثيما : جاء في ( رجال الكشي ص 160 ) : أن الإمام الصادق سأل أحد شيعته بقوله : متى عهدك بزرارة ؟ قال : ما رأيته منذ أيام قال : لا تبالي وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهد جنازته قال ( أي السائل ) زرارة؟ متعجبا مما قال : قال : أقول : نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال : إن الله ثالث ثلاثة . وروى الكشي بسنده عن مسمع كردين أنه : سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة . وأخرج الكشي بسنده عن أبي مسكان قال : سمعت زرارة يقول : رحم الله أبا جعفر وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة فقلت له : وما حمل زرارة على هذا ؟ قال : حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخازيه .(رجال الكشي ص 144 ). والله اعلم واما من بعده من شيوخه الذين روى عنهم ومن بعدهم فالغالب على حالهم الضعف او الجهالة او الكذب او الوضع وسوء المعتقد. وفي سندها عندالطبري هارون بن سعد: هارون بن سعد العجلي أو الجعفي الكوفي الأعوريكنى أبا محمدوهوغيرهارون بن سعد صاحب راية علي كوفي مجهول وغيرهارون بن سعد المدني مولى قريش مقبول ( وذكرهما تقريب التهذيب 1 / 568 ) قال عبدالله بن احمد سالت ابي عن هارون بن سعدفقال : هو صالح أظنه كان يتشيع (العلل ومعرفة الرجال 2 / 475)و( تاريخ اسماءالثقات 1 / 249 )و( الجرلاح والتعديل لبعدالرحمن بن ابي حاتم 9 / 90 ) وفي تهذيب الكمال:" وكان هارون بن سعد العجلي شيعيا "( تهذيب الكمال 25/467 ) وقال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين عن هارون بن سعد كيف هو قال ليس به بأس وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال لا بأس به ( تهذيب الكمال 30/85 ) ( تهذيب التهذيب 11 /6 ) وذكره بن حبان في كتاب الثقات ( الثقات لابن حبان 7 / 579 )و( تهذيب الكمال 30/85 ) الا ان ابن حجر قال : "وذكره أيضا في الضعفاء فقال كان غاليا في الرفض لا تحل عنه الرواية بحال " ( تهذيب التهذيب 11 /6 ) وقال الدوري عن بن معين كان من غلاة الشيعة وقال الساجي كان يغلو في الرفض ( تهذيب التهذيب 11 /6 ) قال ابن حجر في تقريب التهذيب ( 1 / 568 )صدوق رمي بالرفض ويقال رجع عنه وفي الكاشف للذهبي صدوق ( 2 / 329) وذكرعبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد أبو أحمد الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال : وكان هارون بن سعد من المغلية في التشيع ( 7 / 126 ) وفي المجروحين (3 / 94 ): كان غاليا في الرفض وهو رأس الزيدية كان ممن يعتكف عند خشبة زيد بن علي وكان داعية إلى مذهبه لا يحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال وفي ضعفاءالعقيلي (4 / 326 ): كان يغلو في الرفض واما الرواية الثانية : فلايختلف رجال اسنادها عن سابقتها وتدور اوصافهم بالجملة مابين مشهوربالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل او مرمي بالتشيع والقدر او رافضي متهم في مقتل عثمان او عنده مناكير وهكذا اوصاف طبقات بعضها اخزى من بعض والله المستعان وان كانت الرواية التي في سندها عبدالرحمن بن يسار وهو ثقة وفي تعجل المنفة1 / 259 : عبد الرحمن بن يسار القرشي مولاهم (مولى قيس بن مخرمة القرشي كمافي التاريخ الكبير5 / 368 ) وثقه بن معين وذكره بن حبان في الثقات ( 7 / 67 ) وكنيته ابي مزردوليس هو عبدالرحمن بن يسار الذي كنيته ابوليلى الا ان ذلك لايشفع ابدا بصحة الرواية لان حال محمد بن اسحاق قد ظهرت حيث قال ابن حجر :" مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجاهيل وعن شر منهم وصفه بذلك احمد والدارقطني في طبقات المدلسين ( 51 ) وهناك ايضا رواية ارودها الطبري في تاريخه (5 / 763 ) قال : حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي، قال: حدثنا عمرو، عن محمد ابن إسحاق بن يسار المدني، عن عمه عبد الرحمن بن يسار، أنه قال: لما رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى من بالآفاق منهم - وكانوا قد تفرقوا في الثغور: إنكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عز وجل، تطلبون دين محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن دين محمد قد أفسد من خلفكم وترك، فهلموا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم. فأقبلوا من كل أفق حتى قتلوه......." ورواية اخرى من نفس الطريق الاولى يرويها محمد بن إسحاق بن يسار المدني، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه ونسوق جزءا يسيرا منها خوفا من الاطالة : حدثني جعفر، قال: حدثنا عمرو وعلي، قالا: حدثنا حسين، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: كتب أهل مصر بالسقيا - أو بذي خشب - إلى عثمان بكتاب؛ فجاء به رجل منهم حتى دخل به عليه، فلم يرد عليه شيئا، فأمر به فأخرج من الدار؛ وكان أهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية لها رءوس أربعة، مع كل رجل منهم لواء....الخ الرواية واضافة الى حال محمد بن يسار نجدان يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير،رواها عن أبيه عباد بن عبدالله بن الزبير وعباد هذا لم يشهدمقتل عثمان وانى له ذلك وابيه في ذلك الوقت كان من صبيان الصحابة الذين حرسواعثمان اضافة للحسنين وهذا انقطاع الا ان يحى نفسه ثقة :قال ابن حجرفي تقريب التهذيب1 /592 :" يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام المدني ثقة"يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي يروى عن أبيه روى عنه بن إسحاق مات وله يوم مات ست وثلاثون وكذلك ابيه عباد: أخرج البخاري في الزكاة والصوم قال النسائي هو ثقة ويكفي سقوطا لهذه الروايةمن اصلها انها من طريق عمروبن حماد القناد قال عنه الزهري وابن حجر انه رافضي وقال الساجي :" يتهم في قتل عثمان وعنده مناكير" الكاشف ( 2 / 75 ) وانظرايضا تقريب التهذيب ( 1 / 420 ) وتهذيب التهذيب ( 8 / 20 ) ======= الرواية السادسة وهي من طريق يونس بن يزيدالايلي عن الزهري : قال عنه احمد بن حنبل في حديثه عن الزهري منكرات قاله بن حجر في تهذيب التهذيب ( 11 / 450 ) وقال بن سعد:" ليس بالحجة ربما جاءبالشيء المنكر." قاله الذهبي في سيراعلام النبلاء( 6 / 300 ) قال ابن حجر : "ثقة الافي روايته عن الزهري وهما قليلاًوفي غير الزهري خطأ" ذكره في تهذيب التهذيب ( 1 / 614 ) وهذه السيرةلهذا الرجل تحكم على الرواية بالردواقصد روايته عن الزهري خاصة. وقد ذكرالطبري بهذا السند اعلاه سنة مقتل عثمان فقال : حدثني أحمد بن زهير، قال: حدثنا أبي أبو خيثمة، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: سمعت أبي قال: سمعت يونس بن زيد الأيلي، عن الزهري، قال: قتل عثمان رضي الله عنه، فزعم بعض الناس أنه قتل في أيام التشريق. وقال بعضهم: قتل يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة. ============= الرواية السابعة رواية محمدبن يزيد عن ابي حبيش سهم : وهي من طريق محمد بن عائذعن إسماعيل بن عياش عن محمد بن يزيد الرحبي أنه حدثه قال حدثني رجل من الأزد يقال له سهم أبو حنيس(قلت أنااحمدالسقاف ويقال أبوحبيش ) وكان عمر بن عبد العزيز أرسل إليه فسأله ولم يكن بقي ممن شهد قتل عثمان بن عفان غيره يومئذ كما أخبرني فلقيه بدير سمعان وضمتني وإياه الصائفة فأخبرني أنه كان مع عثمان بن عفان يوم حصر في الدار فزعم أن ركب الشقاء من أهل مصر أتوه قبل ذلك فأجازهم وأرضاهم فانصرفوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق انصرفوا وخرج عثمان بن عفان فصلى إما صلاة الغداة وإما صلاة الظهر فحصبه أهل المسجد وقذفوه بالحصا والنعال والخفاف فانصرف إلى الدار ومعه طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام ومروان بن الحكم وأبو هريرة والمغيرة بن الأخنس في أناس لا أحفظ ( 1 ) من ذكر منهم إلا هؤلاء النفر فأشرفوا على ظهر البيوت ( 2 ) فإذا هم بركب أهل الشقاء قد دخلوا المدينة وأقبل ناس حتى قعدوا على باب الدار عليهم السلاح فقال عثمان لغلام له يقال [ له ] ( 3 ) وثاب خذ مكتلا من تمر فسألته ما المكتل قال هي التي تسمون القفة فانطلق بها إلى هؤلاء القوم فإن أكلوا من طعامنا فلا بأس بهم وإن أشفقت ( 4 ) منه فدعهم وارجع فانطلق بالمكتل فلما رأوه رشقوا ( 5 ) بالنبل فانصرف الغلام وفي منكبه سهم فخرج عثمان ومن معه إليهم فأدبروا وأدركوا رجلا يمشي القهقرى فقلت له ما القهقرى قال ينكص على عقبيه كراهية أن يولي فأخذناه أخذا فأتينا به عثمان بن عفان فقال يا أمير المؤمنين إنا والله ما نريد قتلك ولكن نريد معاتبتك فأعتب قومك وأرضهم قال يا أبا هريرة فلعلهم يريدون ذلك فخلوا سبيله قال فخلينا سبيله وخرجت عائشة أم المؤمنين فقالت الله الله يا عثمان في دماء المؤمنين فانصرف إلى الدار فلما أصبح صلى بنا الغداة فقال اشيروا علي فلم يتكلم أحد من القوم غير عبد الله بن الزبير بن العوام فقال يا أمير المؤمنين أشير عليك بثلاث خصال فاركب أيتهن أحببت إما تهل بعمرة فتحرم عليهم دماؤنا إلى ذلك قد أتانا مددنا من الشام وقد كان عثمان كتب إلى أهل الشام عامة وإلى أهل دمشق خاصة إني في قوم قد طال فيهم عمري واستعجلوا القدر وقد خيروني بين أن يحملوني على شارف ( 6 ) إلى جبل الدخان ( 7 ) وبين أن أنزع لهم رداء الله الذي كساني وبين أن أقيدهم ومن كان على سلطان يخطئ ويصيب وإن يا غوثاه ولا أمير عليك دوني وإما أن تهرب على نجائب سراع لا يدركنا أحد حتى تلحق بمأمننا من الشام وإما أن نخرج بأسيافنا ومن شايعنا فنقاتل فإنا على الحق وهم على الباطل قال عثمان أما قوك أن نهل بعمرة فيحرم عليهم دماؤنا فوالله لئن لم يكونوا يرونها ( 8 ) اليوم عليهم حراما لا يحرمونها إن أهللنا بعمرة وأما قولك أن نخرج نهرب إلى الشام فوالله إني لأستحي أن آتي الشام هاربا من قومي وأهل بلدي وأما قولك نخرج بأسيافنا ومن تابعنا فنقاتل فإنا على الحق وهم على الباطل فوالله إني لأرجو أن ألقى الله ولم أهرق محجمة من دم المؤمنين قال فمكثنا أياما ثم صلينا الغداة فلما فرغ أقبل علينا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أبا بكر وعمر أتياني الليلة فقالا لي صم يا عثمان فإنك مفطر عندنا فإني أشهدكم أني قد أصبحت صائما وأعزم على من كان يؤمن بالله واليوم الآخر إلا خرج من الدار سالما مسلما فقلنا يا أمير المؤمنين إن خرجنا لم نأمنهم على أنفسنا فائذن لنا فلنكن في بيت من الدار يكون فيه جماعة ومنعة فأذن لهم فدخلوا بيتا وأمر بباب الدار ففتح ودعا بالمصحف فأكب عليه وعنده أمرأتاه ابنة الفرافصة الكلبية وابنة شيبة فكان أول من دخل عليه محمد بن أبي بكر الصديق فمشى إليه حتى أخذ بلحيته فقال دعها يا ابن أخي فوالله إن كان أبوك ليهلف لها بأدنى من هذا فاستحى فخرج وهو يقول أسعرته وأخذ عثمان ما امتعط من لحيته فأعطاه إحدى مرتيه ثم دخل رومان بن وردان عداد في مراد رجل قصير أزرق مجدور هو في آل ذي أصبح معه جرز من حديد فاستقبله فقال على أي ملة أنت يا نعثل فقال عثمان لست نعثل ولكني عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين فقال كذبت فضربه بالجزر على صدغه الأيسر فقتله وأدخلته ابنة الفرافصة الكلبية بينها وبين ثيابها وكانت امرأة جسيمة ضليعة وألقت بنت شيبة نفسها على ما بقي من جسده فدخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا فقال والله لأقطعن أنفه فعالج المرأة عنه فغالبته وكشف عنها درعها من خلفها حتى نظر إلى بريق متنها فلم يصل حتى أدخل السيف بين قرطيها ومنكبها فقبضت على السيف فقطع أناملها وقالت يا رباح وهو غلام لعثمان أسود معه سيف عثمان أغن عني هذا فمشى إليه الغلام فضربه ضربة بالسيف فقتله ثم إن الناس دخلوا فلما رأوا الرجل قد قتل وأن الإمرأتين لا تتركانه تذمم ناس من قريش واستحيوا فأخرجوا الناس ونادى أهل البيت بهم فاقتتلوا على الدار فضرب مروان بن الحكم على حبل العانق فخر وضرب رجل من أهل مصر المغيرة بن الأخنس بالسيف فصرع فقال رجل من أهل المدينة تعس المغيرة بن الأخنس فقال قاتله بل تعس قاتل المغيرة بن الأخنس وألقى سلاحه وأدبر هاربا يلتمس التوبة فأمسينا فقلنا إن تركتم صاحبكم حتى يصبح مثلوا به فانطلقنا إلى بقيع الفرقد فأمكنا له في جوف الليل ثم حملناه فغشينا سواد من خلفنا فهبناهم حتى كنا نصرف عنه فنادى مناديهم أن لا روع عليكم اثبتوا فإنما جئنا لنشهده معكم ابن عساكر هذه الرواية في تاريخ دمشق(39 / 427_430 ) ومتنها ليس فيه اتهام للصحابة الا ان سهم هذا لم يذكر له ترجمة ومحمدبن عائذ: هومحمد بن عائذ بن أحمد ويقال محمد بن عائذ بن سعيد ويقال محمد بن عائذ بن عبد الرحمن بن عبد الله القرشي أبو أحمد ويقال أبو عبد الله الدمشقي الكاتب قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين ثقة وقال صالح بن محمد الحافظ ثقة إلا أنه قدري وقال أبو زرعة الرازي عن دحيم صدوق تهذيب الكمال 25 / 427والجرح والتعديل 8 / 52 وقال النسائي ليس به بأس وذكره بن حبان في كتاب الثقات تهذيب الكمال 25/ 427 محمد بن عائذ بتحتانية الدمشقي أبو أحمد صاحب المغازي صدوق رمي بالقدرتقريب التهذيب 1 / 486 وهذايجعلنالانطمئن الى هذه الرواية سندا وقدنستشهدبهاعندمقارنة الاحداث لناخذ منهاصورة ماوقع إسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسي بمهملة ثم نون ساكنة عالم أهل الشام في عصره مختلف في توثيقه وحديثه عن الشاميين مقبول عند الأكثر وأشار بن معين ثم بن حبان في الثقات الى أنه كان يدلس طبقات المدلسين 1 / 37 اما احمدبن حنبل فقال : سألت يحيى عن إسماعيل بن عياش فقال إذا حدث عن الشيوخ الثقات محمد بن زياد وشرحبيل بن مسلم العلل ومعرفة الرجال لاحمد بن حنبل 3 / 9 إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي أبو عتبة الحمصي وقال أبو بكر الخطيب قدم بغداد على أبي جعفر المنصور وولاه خزانة الكسوة وقال الهيثم بن خارجة سمعت يزيد بن هارون يقول ما رأيت أحفظ من إسماعيل بن عياش وقال الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم وقال يعقوب بن سفيان كنت أسمع أصحابنا يقولون علم الشام عند إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم وقال سليمان بن أحمد الواسطي سمعت يزيد بن هارون يقول ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من إسماعيل بن عياش وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن علي بن المديني رجلان هما صاحبا حديث بلدهما إسماعيل بن عياش وعبد الله بن لهيعة قلت انا احمدالسقاف: وابن لهيعة معروف حاله فهو ضعيف وفي احسن احواله متهما بالتدليس . وقال أبو بكر بن أبي خيثمة سئل يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش فقال ليس به بأس في أهل الشام والعراقيون يكرهون حديثه قيل ليحيى أيهما أثبت بقية أو إسماعيل بن عياش فقال كلاهما صالحان وقال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين أرجو أن لا يكون به بأس وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم وقال مضر بن محمد الأسدي عن يحيى إذا حدث عن الشاميين وذكر الخبر فحديثه مستقيم وإذا حدث عن الحجازيين والعراقيين خلط ما شئت وقال أبو بكر المروذي سألته يعني أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عياش فحسن روايته عن الشاميين وقال هو فيهم أحسن حالا مما روى عن المدنيين وغيرهم وقال أبو داود سألت أحمد عن إسماعيل بن عياش فقال ما حدث عن مشايخهم قلت الشاميين قال نعم فأما ما حدث عن غيرهم فعنده مناكير وخلاصة القول فيه : قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن على بن المديني كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه ضعف ويزيد ذلك تاكيدا هذه الرواية: قال عبد الله بن علي بن المديني سألته يعني أباه( علي بن المديني ) عن إسماعيل بن عياش فقلت: إن يحيى بن معين يقول إنه ثقة فيما يروي عن أهل الشام فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه شيء فضعفه( قلت انا احمدالسقاف فضعفه أي والده علي بن المديني ) فيما روى عن أهل الشام وغيرهم ثم قال : سمعت أبي يقول إسماعيل بن عياش عندي ضعيف قال أبو حاتم لين الكاشف 1 / 248 ومن العبارات الشديدة ضده : قال الجوزجاني أما إسماعيل بن عياش فقلت لأبي اليمان ما أشبه حديثه بثياب سابور يرقم على الثوب المئة وأقل شرائه دون عشرة وقال : قال كان من أروى الناس عن الكذابين وقال مسلم حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال أخبرنا زكريا بن عدي قال قال لي أبو إسحاق الفزاري: لا تكتب عن إسماعيل بن عياش ما روى عن المعروفين ولا غيرهم والمنهج الاوسط ماقاله يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي في كتابه تهذيب الكمال: وفي الجملة إسماعيل بن عياش ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة (قلت انا احمدالسقاف وهو الارجح عندي ) تهذيب الكمال3 / 163_ 180 وقدكان ضمن سندسلسلة رواة حديث كاذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عباس الدوري واللفظ له وعبد الله بن احمد وغيرهما قالوا حدثنا عبد العزيز بن بحر ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الآن يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية فقال أنت مني يا معاوية وانا منك لتزاحمني على باب الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه ) انتهى ويتهم فيه عبدالعزيز واسماعيل لسان الميزان 4 / 25قلت انا احمدالسقاف :"اماتهمة عبدالعزيز وان كان ضعيفا واسماعيل وان كان فيه ضعف لاتستقيم على هذا الخبرالباطل لانه قد رواه عن اسماعيل غير ابن بحرقال ابوالفرج بن الجوزي في كتابه الضعفاءوالمتروكين:" أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو الحسن بن صصرى إجازة نا أبو منصور نا أبو القاسم نا إسحاق نا أبو القاسم عمران بن موسى بن فضالة الشعيري الموصلي بالموصل نا عيسى بن عبد الله بن سليمان نا أبي عن إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة." وروي الحديث غير اسماعيل بن عياش ايضاً عن عبدالله بن دينار قال ابو الفرج بن الجوزي :" أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد أنا أبو بكر محمد بن علي أنا أحمد بن عبد الله أنا أحمد بن أبي طالب حدثني محمد بن مروان بن عمر نا الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار نا نوح بن يزيد المعلم نا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر قال كنت عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يطلع عليكم رجل من أهل الجنة. واوردابوالفرج بن الجوزي الخبر بسند اخرليس فيه عبدالعزيز ولافيه اسماعيل فقال :" أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو الحسن بن صصرى إجازة نا أبو منصور نا أبو القاسم نا إسحاق نا عبيد الله بن الحسن بن خزيمة نا إبراهيم بن محمد بن الشافعي نا عمرو بن يحيى السعدي عن جده يروي إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) محمد المصطفى نبي الرحمة كان ذات يوم جالسا بين أصحابه إذ قال يدخل عليكم من باب المسجد في هذا اليوم رجل من أهل الجنة يفرحني الله به." اما محمدبن يزيدالرحبي: فترجمته في هذيب التهذيب( 1 / 322 ) وذكره ابن حبان في الثقات أنه من اهل الشام( 9 / 35 ) قلت انا احمد السقاف: وهو دمشقي من اهل الشام فيستأنس بهذه الرواية عند الجمع بين الروايات لمعرفة احداث القصة كاملة صافية وينظرعندها في قدرية محمدبن عائذ ولين وضعف اسماعيل وهي التهمتان التي الصقتا بهمااذا تعارضت رواياتهما بماهو اصح. ======== الرواية الثامنة : رواية الاحنف بن قيس وهي من طريق يعقوب بن ابراهيم عن عبدالله بن ادريس عن حصين بن عبدالرحمن السلمي عن عمروبن جأوان عن الاحنف بن قيس "وهذه الرواية اخرجها الطبري في تاريخه بهذالسندوهواسناد رجاله ثقات واخرجها احمد في مسنده من طريق بهزبن حكيم: قال الامام احمد حدثنا بهز ثنا ابو عوانة حدثنا حصين عن عمرو بن جاوان قال قال الاحنف انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة فبينا نحن في منزلنا اذ جاءنا آت فقال الناس في المسجد فانطلقت انا وصاحبي فاذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد قال فتخللتهم حتى قمت عليهم فاذا علي بن ابي طالب والزبير وطلحة وسعد بن ابي وقاص قال فلم يكن ذلك قالوا نعم قال ههنا طلحة قالوا نعم قال ههنا سعد بن أبي وقاص قالوا نعم قال انشدكم باسرع من ان جاء عثمان يمشي فقال ههنا على قالوا نعم قال ههنا الزبير بالله الذي لا اله الا هو تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته فاتيت رسول الله قالوا نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع بئر رومة فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني قد ابتعتها يعني بئر رومة قال اجعلها صلى الله عليه وسلم فقلت اني قد ابتعته فقال اجعله في مسجدنا وأجره لك سقاية للمسلمين ولك أجرها قالوا نعم قال انشدكم بالله الذي لا اله الا هو تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال من يجهز هؤلاء غفر الله له فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا قالوا اللهم نعم فقال اللهم اشهد اللهم اشهد ثم انصرف" البداية والنهاية7/177 ========== الرواية التاسعة وهي من طريق محمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم عن عبدالله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال :" كان عمربن الخطاب أمرعلى الشام بعديزيدبن ابي سفيان معاوية بن ابي سفيان....." ثم ذكرخبرا طويلا انتهى به الى قصة مقتل عثمان ومحمدبن عائذ : سبقت ترجمته والوليد بن مسلم مولى لقريش يكنى أبا العباس مات سنة أربع وتسعين ومائة دمشقي 1 / 317 طبقات بن خياط الوليد بن مسلم الدمشقي معروف موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق طبقات المدلسين 1 / 51 قال مؤمل بن إهاب عن أبي مسهر كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ سمعت الهيثم بن خارجة يقول قلت للوليد بن مسلم قد أفسدت حديث الأوزاعي قال كيف قلت تروي عن الأوزاعي عن نافع وعن الأوزاعي عن الزهري وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وقرة وغيرهما فما يحملك على هذا قال أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء قلت فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهؤلاء ضعفاء أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي وقال أبو الحسن الدارقطني الوليد بن مسلم يرسل يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع وعطاء والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع وعن الأوزاعي عن عطاء والزهري يعني مثل عبد الله بن عامر الأسلمي وإسماعيل بن مسلم تهذيب الكمال 31/86_99 تهذيب التهذيب 1 / 133 _135 الوليد بن مسلم القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية تقريب التهذيب 1 / 584 كان ممن صنف وجمع إلا أنه ربما قلب الأسامى وغير الكنى الثقات لابن حبان 9 / 222 ويعاني الوليدبن مسلم التسوية أيضاجامع التحصيل 1 /111 قال علماء النقل الوليدبن مسلم يروي عن الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد ادركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري فيسقط أسماء من الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عنهم الضعفاءوالمتروكين 3 / 187 وفي السند ايضا:عبدالله بن لهيعة وهوعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الغافقي قاضي مصر كنيته أبو عبد الرحمن ويقال الغافقي وهو ضعيف ذالضعفاءوالمتروكين1/64 فعن يحيى بن سعيد أنه كان لا يراه شيئاالضعفاءالصغير1/66 وقال: نعيم بن حماد قال سمعت بن مهدى يقول ما أعتد بشيء سمعته من حديث بن لهيعة إلا سماع بن المبارك ونحوه وقال :أحمد بن محمد الحضرمي قال سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن لهيعة فقال ليس بقوي في الحديث وقال :معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول عبد الله بن لهيعة الحضرمي ضعيف وروى عباس قال سمعت يحيى بن معين قال بن لهيعة لا يحتج بحديثه ضعفاء العقيلي 2/ 293_295 قال ابوحاتم السبتي : كان شيخا صالح ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه ثم احترقت كتبه في سنة سبعين ومائة وقال أبو حاتم فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى عن أقوام رآهم بن لهيعة ثقات فالتزقت تلك الموضوعات به وقال :محمد بن محمود سمعت الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين كيف رواية بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر فقال بن لهيعة ضعيف الحديث المجروحين 2 / 11_14 الجرح والتعديل 5/ 145 ووردفي طبقات المدلسين :اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته وقال بن حبان كان صالح ولكنه كان يدلس عن الضعفاءطبقات المدلسين 1/ 54 ولذلك سنصرف النظرعن هذه الرواية. =========== الرواية العاشرة : وقدأوردهاالطبري من طريق إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال أرسل عثمان إلى طلحة يدعوه فخرجت معه حتى دخل علي عثمان وإذ علي وسعد والزبير وعثمان ومعاوية فحمد الله معاوية وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيرته في الأرض وولاة أمر هذه الأمة لا يطمع في ذلك أحد غيركم اخترتم صاحبكم عن غير غلبة ولا طمع وقد كبرت سنه وولى عمره ولو انتظرتم به الهرم كان قريبا مع أني أرجو أن يكون أكرم على الله أن يبلغ به ذلك وقد فشت قالة خفتها عليكم فما عتبتم فيه من شيء فهذه يدي لكم به ولا تطمعوا الناس في أمركم فوالله لئن طمعوا في ذلك لا رأيتم فيها أبدا إلا إدبارا قال علي ومالك وذلك وما أدراك لا أم لك قال دع أمي مكانها ليست بشر امهاتكم قد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأجبني فيما أقول لك فقال عثمان صدق ابن أخي إني أخبركم عني وعما وليت إن صاحبي اللذين كانا قبلي ظلما أنفسهما ومن كان منهما بسبيل احتسابا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي قرابته وأنا في رهط أهل عيلة وقلة معاش فبسطت يدي في شيء من ذلك المال لمكان ما أقوم به فيه ورأيت أن ذلك لي فإن رأيتم ذلك خطأ فردوه فأمري لأمركم تبع قالوا أصبت وأحسنت قالوا أعطيت عبداله بن خالد بن أسيد ومروان وكانوا يزعمون أنه أعطي مروان خمسة عشر ألفا وابن أسيد خمسين ألفا فردوا منهما ذلك فرضوا وقبلوا وخرجوا راضين" وهذه الرواية متنها عليه ملاحظات توجب أصلاً رده وهي كالتالي : أن المجتمعين هم أفاضل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وممن لم يكن بينهم وبين عثمان رضي الله عنه خلاف ولم يكونوا ينازعونه الامامة وهم علي وسعد والزبير وعثمان ومعاوية وطلحة وكلام معاوية رضي الله عنه يشعر ان المجتمعين كانوا من الثائرين عليه فهويصبرهم ان عمره اوشك وهو كبير السن وغيرها من العبارات التي تظهر معاوية بمظهر الناصح الامين لاخوانه من كباروافاضل الصحابة في عدم منازعة عثمان واثارة العوام عليه حيث قال معاوية رضي الله عنه العبارة الاولى : "اخترتم صاحبكم عن غير غلبة ولا طمع وقد كبرت سنه وولى عمره ولو انتظرتم به الهرم كان قريبا" العبارة الثانية :" وقد فشت قالة خفتها عليكم فما عتبتم فيه من شيء" وكأن هؤلاءالمجتمعون كانوا سببا في هذه القالة التي ذكرها معاوية رضي الله عنه في خطبته وهذا مالايمكن تصوره وهو اصلاً لم يقع منهم" العبارة الثالثة كانت من كلام الصحابة رضي الله عنهم حيث قالوا:" قالوا أعطيت عبداله بن خالد بن أسيد ومروان " العبارة الرابعة : من الراوي حيث ثبت هذه القالة التي عناها معاوية رضي الله عنه في خطبته انها من الصحابة رضوان الله عليهم حيث قال الراوي :" وكانوا يزعمون أنه أعطي مروان خمسة عشر ألفا وابن أسيد خمسين ألفا" وهذا كله يكفي في رد الرواية لمافي المتن من امورذكرناها واما رجال سندهافالرواية وردت عند الامام الطبري والامام الطبري اوردها من طريق إسحاق بن طلحة وهذه ترجمته: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي أبو محمد المدني: قال علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد عنه فقال ذاك شبه لا شيء وقال علي نحن لا نروي عنه شيئا وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه منكر الحديث ليس بشيء. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه متروك الحديث وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين ضعيف وكذلك قال عباس الدوري عن يحيى وزاد ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال عمرو بن علي متروك الحديث منكر الحديث وقال البخاري يتكلمون في حفظه وقال الترمذي ليس بذاك القوي عندهم وقد تكلموا فيه من قبل حفظه وقال النسائي ليس بثقة وقال في موضع آخر متروك الحديث وقال أبو زرعة واهي الحديث وقال أبو حاتم ضعيف الحديث ليس بقوي ولا بمكان أن يعتبر بحديثه. تهذيب الكمال 2/489 وكذلك الكامل في الضعفاء1 / 331 وفي تقريب التهذيب إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي ضعيف 1 /103 ذكره ابن حبان في الثقات وقال : يخطىء ويهم. الثقات6 /45 ذكره العجلي في ثقات فقال : ليس بالقوي وفي الجرح والتعديل : عن يحيى بن معين انه قال إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف لا يكتب حديثه 2 / 236 قال ابوحاتم البستي في كتابه المجروحين1/133: كان رديء الحفظ سيء الفهم يخطىء ولا يعلم ويروى ولا يفهم قال أبو حاتم وهو الذي روى عن بن كعب بن مالك عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجارى به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الناروفي رواية له : أو يقبل أفئدة الناس إليه فالنار النارقال العقيلي في ضعفاءه: قال لا يتابع عليه.ضعفاءالعقيلي 1/ 103 وفي الضعفاءوالمتروكين مدني متروك الحديث 1 / 18 ولذلك من الطبيعي ان نصرف النظرعن هذه الرواية لمافي متنهاوسندها من ضعف ظاهروواضح والله المستعان =========== الرواية الحادية عشرة رواية محمدبن عمر الواقدي ولايخفى ماعليه الرجل من ضعف شديد بينه ائمة الجرح والتعديل في كتبهم بل يعرفه طالب العلم فضلا عن غيره من الدارسين في هذا المجال من الائمة والخطباء والمثقفين الذين اوجه لهم بحثي هذا ولايعني ذكرالبعض من ائمة الجرح والتعديل بأنه علامة في الانساب والاخباربانه ضعيف ولاتعارض بين الامرين لان الاخباريين يجمعون ماهب ودب من الاخبار على سبيل القصص والرواية والاسمار والضعف الذي نقصده في الرجل ليس ضعفا فيه فحسب بل ضعفا في جميع شيوخه الذين نقل عنهم ماحدث بين الصحابة في الفتنة الاولى في قتل عثمان رضي الله عنه وان كانت هناك بعضا قليلا من الاسانيدلاضعف في شيوخه فيها فيكفي للتوقف فيها هو نفسه لكن كمابينافي منهجناسابقا اننا نقارن بينها وبين غيرها من الصحاح لنأخذ الفائدةحيث لاتعارض بينها.وفيمايلي نذكربعضا من هؤلاءالرجال الذين روى عنهم محمدبن عمرالواقدي : الأول :يحيى بن عبد العزيز: وهوغير يحيى بن عبد العزيز الأزدي اليمامي روى عن يحيى بن أبى كثير روى عنه الوليد بن مسلم وعمر بن يونس وهوكذلك غير يحيى بن عبد العزيز الاردنى والد أبى عبد الرحمن الشافعي الأعمى المبتدع وصاحبنا هو يحيى بن عبد العزيز من ولد سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة أبو ثابت أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة العقبة وأحد النقباء الاثني عشر لم يشهد بدرا وهو الذي يقال إن الجن قتلته ويحيى بن عبدالعزيز روى عن أبيه وروى عنه محمد بن عمر الواقدي وقال عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس أبو محمد الرازي التميمي: سمعت أبى يقول لا أعرفه الجرح والتعديل 9 / 170 الثاني : يعقوب بن عبدالله الأشعري : يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر بن أبي عامر الأشعري أبو الحسن القمي بن عم أشعث بن إسحاق القمي روى عنه جرير بن عبد الحميد وعبد الرحمن بن مهدي وعامة من أدركه من أهل العراق وكان راويا لجعفر بن أبى المغيرة طبقات المحدثين 2 / 34 التاريخ الكبير 8 / 391 الثقات لابن حبان 7 / 645 قال ابن حجر في تقريب التهذيب 1 / 608: صدوق يهم قال النسائي ليس به بأس وقال الدارقطني ليس بالقوي وذكره بن حبان في كتاب الثقات تهذيب الكمال 32/ 344 وثقه الطبراني في لسان الميزان 4 / 445 وفي الكاشف انه صدوق 2 / 394 ذكره عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج في الضعفاء والمتروكين قال الدراقطني ليس بالقوي الضعفاءوالمتروكين 3 / 216 منقول من العضو السقاف |
اقتباس:
الكاشف ( 2 / 75 ) وانظرايضا تقريب التهذيب ( 1 / 420 ) وتهذيب التهذيب ( 8 / 20 )
اقتباس:
اقتباس:
" انه كان راسا في الانساب الا انه كان شيعيا متروك الحديث ليس بثقة " وفي المجروحين 2 / 253 : قال أبو حاتم الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه.
اقتباس:
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم ، على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين .. وبعد .. قال محمد اليافعي : لمَّا بدأ الشيعة ينبِّشون في التاريخ لعلهم يجدون مبتغاهم في ثلب الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وقع في ايديهم بعض الشبه التي ذكرت في كتب التاريخ ! ، وقاموا الدنيا ولم يقعدوها !! ، على الرغم من أن كتب التاريخ لا تلتزم الصحة في النقل ، ولكن هي كتب تحمل في طياتها المنخنقة والنطيحة ! القضايا والآخبار ، ومع هذا فقد قاموا بالتلبيس على بعض العوام ، وعلى السذج من طلبة العلم ، متناسين ان العبرة بالاسناد ، وان الاسناد من الدين - عندنا معشر أهل السنة والجماعة - ، ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء ، ولهذا وبعد ان وقفت على شبهتهم هذه وجدت انها مما لايصح سنده ، أو هي من الاخبار التي ذكرت معراة عن الاسناد !! ، فوجب التنبيه حتى لا يغتر العوام بهذه الشبه فيقع المحذور .. ولهذا فأني أقول وبالله التوفيق ومنه السداد : الاثر الأول : رواه الطبري في تاريخه ( 2 / 668 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) : قال محمد وحدثني إبراهيم بن سالم عن أبيه عن بسر بن سعيد قال وحدثني عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة قال دخلت على عثمان رضي الله عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عياش تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من علي باب عثمان فسمعنا كلاما منهم من يقول ما تنتظرون به ومنهم من يقول انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيد الله فوقف فقال أين ابن عديس فقيل ها هو ذا قال فجاءه ابن عديس فناجاه بشيء ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة بن عبيد الله ثم قال عثمان اللهم اكفني طلحة بن عبيد الله فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا قال محمد اليافعي : ففي إسناده ابراهيم بن سالم ، وابيه .. فأما ابراهيم بن سالم فلا يعرف من هو ؟؟ ، فإما أن يكون هو ( إبراهيم بن سالم بن أبي أمية أبو إسحاق بن أبي النضر القرشي التيمي المدني ) الثقة ، أو هو ( أبو خالد إبراهيم بن سالم ) الضعيف ، أو هو ( إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمى من رجال الطبراني ) المجهول .. وما طرأه الإحتمال سقط به الإستدلال .. واما الأب فمجهول لا يعرف .. فهما علة هذا الرواية المفتعلة !! .. ولهذا فإن هذه الرواية قد سقطت منذ البداية ولله الحمد والمنة ، ولم تقم لها قائمة .. قلت : وقد ذكر هذه الحكاية أيضاً ابن الأثير في كامله فقال : ( قال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة : دخلت على عثمان فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على بابه ، فمنهم من يقول : ما تنتظرون به ؟ ومنهم من يقول : انظروا عسى أن يراجع . قال: فبينما نحن واقفون إذ مر طلحة فقال : أين ابن عديس؟ فقام إليه فناجاه ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه : لا تتركوا أحدا يدخل على عثمان ولا يخرج من عنده . فقال لي عثمان : هذا ما أمر به طلحة، اللهم اكفني طلحة فإنه حمل علي هؤلاء وألبهم علي ! والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه! قال: فأردت أن أخرج فمنعوني حتى أمرهم محمد بن أبي بكر فتركوني أخرج . وقيل : إن الزبير خرج من المدينة قبل أن يقتل عثمان . وقيل: أدرك قتله ) قال محمد اليافعي : وهذه الحكاية هي هي نفسها التي عند الطبري وقد نقلها ابن الاثير في كامله دون اسناد .. وبهذا تعلم بأن الطبري قد تفرد بهذه الحكاية في تاريخه بهذه الاسناد المبهم الذي لا يصح .. الأثر الثاني : رواه اليزيدي في أماليه فقال : حدثنا أبو حرب قال حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا جرير بن حازم قال لما قدم طلحة والزبير رحمهما الله البصرة يطلبان بدم عثمان رضي الله عنه لقيهما عبد الله بن حكيم المجاشعي بالمربد بكتب كتبها إليهم طلحة يؤلبهم على عثمان رضي الله عنه فقال له ابن حكيم أتعرف هذه الكتب قال نعم قال فما حملك على التأليب عليه بالأمس والطلب بدم اليوم وقد دعاك علي عليه السلام والزبير معك فعرض عليكما أني بايعكما ... وبايعتماه ثم جئتما ناكثين تقاتلانه، فقال طلحة إنما عرض علينا ذلك حين اجتمع له الناس وعرفنا أنا إن أبينا عليه بيعته أنه قاتلنا فبايعنا كرها ولم نجد في دم عثمان وما صنعنا به شيئا غير التوبة والطلب بدمه. قال محمد اليافعي : فأما جرير بن حازم فهو : جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله بن شجاع الأزدي وقيل : الجهضمي أبو النضر البصريوالد وهب بن جرير بن حازم وابن أخي جرير بن زيد ، وهو من رجال الستة ، وتوفي سنة 175 كما حكى ابنه .. وجرير من طبقة اتباع التابعين ، وليس من التابعين !! ، ولهذا فإنه لم يدرك الواقعة حتى يحكيها !! ، فبينه وبين سيدنا عثمان رجل أو رجلان من الرواة المجاهيل الذين لم يذكرهم .. وبهذا فإن هذه الرواية لا تصح مسندة ، وانما هي في حكم المرسل .. وهناك علة أخرى في جرير ابن حازم الا وهي : ان له أوهام اذا حدث من حفظه .. قال عنه الحافظ كما في التقريب : ( ثقة لكن فى حديثه عن قتادة ضعف ، و لهأوهام إذا حدث من حفظه ) قلت : ثم وجدت هذه الرواية في أنساب الاشراف قد ذكرها موصولة ، وفيها ذكر للذين سقطوا من سند أمالي اليزيدي وهما : ( النعمان بن راشد ) ، و ( الزهري ) .. فقد جاء في انساب الاشراف : وحدثني أبوخيثمة زهير بن حرب، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن النعمان بن راشد: عن الزهري قال: لما قدم طلحة والزبير البصرة، أتاهما عبد الله بن حكيم التميمي بكتب كتبها طلحة إليهم يؤلبهم فيها على عثمان، فقال له حكيم: أتعرف هذه الكتب ؟ قال: نعم. قال: فما حملك على التأليب عليه أمس والطلب بدمه اليوم ؟ فقال: لم أجد في أمر عثمان شيئا إلا التوبة والطلب بدمه. قال الزهري: وبلغ عليا خبر حكيم بن جبلة، وعثمان بن حنيف، فأقبل في اثني عشر ألفا حتى قدم البصرة وجعل يقول: والهفتياه على ربيعة ... ربيعة السامعة المطيعة نبئتها كانت بها الوقيعة قال محمد اليافعي : وفي الاسناد ، النعمان بن راشد وهو : النعمان بن راشد الجزري أبو إسحاق الرقي مولى بني أمية .. قلت : والأكثرون على تضعيفه .. قال الذهبي في الكاشف ( 2 / 323 طبعة دار القبلة للثقافة الإسلامية , مؤسسة علو - جدة الطبعة الأولى ، 1413 - 1992 ، بتحقيق محمد عوامة ) برقم ( 5846 ) : ( ضُعِفَ ، وقال البخاري : صدوق في حديثه وهم كثير ) .. قال علي بن المديني : ذكره يحيى القطان فضعفه جدا .. وقال عنه الامام أحمد : مضطرب الحديث روى أحاديث مناكير وقال بن معين : ضعيف ، وقال مرة ليس بشيء وقال أبو حاتم : في حديثه وهم كثير وهو صدوق في الأصل وقال بن أبي حاتم أدخله البخاري في الضعفاء فسمعت أبي يقول يحول منه وقال أبو داود : ضعيف .. وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود النعمان بن راشد فيهم يعني أصحاب الزهري قال : النعمان ضعيف ولكن أخوه إسحاق .. وقال النسائي : ضعيف كثير الغلط ، وقال في موضع آخر أحاديثه مقلوبة قلت : وقال النسائي : صدوق فيه ضعف .. وقال بن معين مرة : ضعيف مضطرب الحديث ، وقال مرة ثقة .. وذكره بن حبان في الثقات وقال العقيلي : ليس بالقوي يعرف فيه الضعف .. وقال بن عدي : احتمله الناس وقال عنه الحافظ في التقريب : ( صدوق سيء الحفظ ) وقال عنه البخاري في الضعفاء الصغير ( ص 113 طبعة دار الوعي - حلب الطبعة الأولى ، 1396 - ، تحقيق محمود إبراهيم زايد ) برقم ( 371 ) : ( في حديثه هم كثير ) قلت : وبهذا تعلم بأن الرجل سيء الحفظ ، وكثير الغلط والوهم ، وأحاديثه مقلوبة ، ومضطرب الحديث ، ويروي أحاديث مناكير وان القوم قد ضعفوه لهذه الأسباب القادحة .. ثم ان ما قلناه في السند السابق عن جرير بن حازم نقوله هنا من ان جرير بن حازم له أوهام اذا حدث من حفظه ، وقد انفرد بهذه الرواية دون غيره .. فاجتمع في هذا السند وهم جرير مع وهم وغلط واضطراب النعمان ! ، فأنَّا لمثل هذا السند ان يفلح ؟؟ الأثر الثالث : وهو مما تضحك منه الثكلى .. فقد روى الطبري في تاريخه ( 2 / 688 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) عند ذكره الخبر عن الموضع الذي دفن فيه عثمان رضي الله عنه : وأما الواقدي فإنه ذكر أن سعد بن راشد حدثه عن صالح بن كيسان أنه قال لما قتل عثمان رضي الله عنه قال رجل يدفن بدير سلع مقبرة ا ليهود فقال حكيم بن حزام والله لا يكون هذا أبدا وأحد من ولد قصي حي حتى كاد الشر يلتحم فقال ابن عديس البلوي أيها الشيخ وما يضرك أين يدفن فقال حكيم بن حزام لا يدفن إلا ببقيع الغرقد حيث دفن سلفه وفرطه فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلا وفيهم الزبير فصلى عليه حكيم بن حزام ) اهـ .. قال محمد اليافعي : ومن المضحك ان الشيعة يقولون بدون دليل بأن هذا الرجل هو سيدنا طلحة رضي الله عنه !!.. فلو سلمنا أن هذا السند صحيح ، وتجاهلنا كلام العلماء في الواقدي !! ، رغم هذا كله ! ليس هناك ما يثبت أن هذا الرجل هو سيدنا طلحة رضي الله !! الا في مخيلة علماتهم الاميني !! الأثر الرابع : جاء في تاريخ المدينة لإبن شبه ( 4 / 1198 وما بعدها ) : حدثنا علي بن محمد ، عن أبي عمرو ، والزهري، عن محمد ابن كعب القرظي ، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: كنت مع أبي فتلقانا علي في بني غنم فقال لابي: إني أستشيرك في أمرنا هذا ؟ فقلت له: أنا أشير عليك، أن تطيع إمامك. فقال أبي: بني خل عن خالك يقض حاجته، ودعني وجوابه. فقال علي رضي الله عنه: إن ابن الحضرمية قد قبض المفاتيح واستولى على الامر. فقال أبي: دع ابن الحضرمية فإنه لو قد فرغ من الامر لم تكن منه بسبيل ، الزم بيتك. قال: قد قبلت. وانصرف وأتى أبي منزله، فلم ألبث أن جاءني رسوله فأتيته، فإذا وسادة ملقاة، فقال: أتدري من كان على الوسادة ؟ قلت: لا. قال: علي أتاني فقال: قد بدا لك أني لا أدع ابن الحضرمية وما يريد. فلما كان يوم العيد صلى علي رضي الله عنه بالناس، فمال الناس إليه وتركوا طلحة، فجاء طلحة إلى عثمان رضي الله عنه يعتذر، فقال عثمان: الآن يا ابن الحضرمية ! ! ألبت الناس علي حتى إذا غلبك علي على الامر، وفاتك ما أردت جئت تعتذر، لا قبل الله منك. قال محمد اليافعي : هذا أثر لا يصح لأجل الآتي : أولاً : ( علي بن محمد ) مجهول .. ثانياً : ( أبو عمرو الزهري ) كذلك مجهول ! ثالثاً : الانقطاع بين محمد بن كعب القرظي وابن الزبير ، فلم يؤثر بأنه روى عنه ، حتى من ترجم له لم يذكر ذلك كأمثال الحافظ المزي في تهذيب الكمال رغم أنه معروف بطول النفس في تقصي الشيوخ والتلاميذ والآخذ والمأخوذ عنهم ..... الخ .. ومع هذا لم يذكر أي مصدر أن محمد بن كعب القرظي قد روى عن عبد الله بن الزبير .. الأثر الخامس : جاء في تاريخ المدينة لإبن شبه ( 4 / 1198 وما بعدها ) : حدثنا صلت بن مسعود قال، حدثنا أحمد بن شبويه، عن سليمان بن صالح قال، حدثني عبد الله بن المبارك، عن جرير ابن حازم قال، حدثني هشام بن أبي هشام مولى عثمان بن عفان، عن شيخ من الكوفة حدثه عن شيخ آخر قال: حصر عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه بخيبر، فلما قدم أرسل إليه عثمان رضي الله عنه يدعوه، فانطلق، فقلت لانطلقن معه (ولاسمعن ) مقالتهما، فلما دخل عليه كلمه عثمان رضي الله عنه: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أما بعد فإن لي عليك حقوقا، حق الاسلام ) وحق الاخاء. قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه آخى بيني وبينك، وحق القرابة والصهر، وما جعلت لي في عنقك من العهد والميثاق، فو الله لئن لم يكن من هذا شئ، أو كنا إنما نحن في جاهلية لكان مبطأ على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تميم ملكهم. فتكلم علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فكل ما ذكرت من حقك علي على ما ذكرت، وأما قولك لو كنا في جاهلية لكان مبطأ على بني عبد مناف أن يبتزهم أخو بني تميم ملكهم فصدقت، وسيأتيك الخبر. ثم خرج فدخل المسجد فرأى أسامة جالسا فدعاه، فاعتمد على يده فخرج يمشي إلى طلحة، وتبعته فدخلنا دار طلحة بن عبيد الله - وهي رحاس من الناس - فقام عليه فقال: يا طلحة، ما هذا الامر الذي وقعت فيه ؟ قال: يا أبا حسن بعد ما مس الحزام الطبيين ! ! فانصرف علي ولم يحر إليه شيئا حتى أتى بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب، فلم يقدر على المفاتيح، فقال: اكسروه، فكسر، فقال أخرجوا المال، فجعل يعطي الناس فجعلوا يتسللون إليه حتى ترك طلحة وحده. وبلغ الخبر عثمان رضي الله عنه، فسر بذلك، ثم أقبل طلحة ( يمشي عائدا إلى دار عثمان رضي الله عنه، فقلت والله لاعلمن ما يقول هذا، فتبعته، فاستأذن على عثمان رضي الله عنه، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين أستغفر الله وأتوب إليه، أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، قال عثمان: إنك والله ما جئت تائبا، ولكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة . قال محمد اليافعي : هذا أثر لا يصح البتة وإسناده هالك ! وفيه علل : العلة الاولى : هشام بن أبي هشام وهو : هشام بن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام بن أبي هشام البصري أخو الوليد بن أبي هشام مولى آل عثمان بن عفان .. وهو مجمع على تضعيفه وتركه .. والعلة الثانية : جهالة من روى عنه هشام بن أبي هشام فقد قال : ( عن شيخ من الكوفة ) فلا يعرف من هو هذا الشيخ !!.. العلة الثالثة : جهالة من روى عنه ذاك الشيخ الكوفي حيث قال : ( عن شيخ آخر ) .. فهو أثر مصطنع ، والمتهم فيه هشام بن أبي هشام .. قلت : وقد رواه الطبري في تاريخه ( 2 / 698 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) بنفس السند فقال : حدثني عبدالله بن أحمد المروزي قال حدثني أبي قال حدثني سليمان قال حدثني عبدالله عن جرير بن حازم قال حدثني هشام بن أبي هشام مولى عثمان بن عفان عن شيخ من أهل الكوفة يحدثه عن شيخ آخر فذكر نفس القصة وبنفس عللها .. وذكر هذه القصة ابن الاثير في الكامل بدون سند وبصيغة التمريض فقال : ( قال: وقد قيل إن عليا كان عند حصر عثمان بخيبر، فقدم المدينة والناس مجتمعون عند طلحة، وكان ممن له فيه أثر، فلما قدم علي أتاه عثمان وقال له: أما بعد فإن لي حق الإسلام وحق الإخاء والقرابة والصهر، ولو لم يكن من ذلك شيء وكنا في الجاهلية لكان عارا على بني عبد مناف أن ينتزع أخو بني تيم، يعني طلحة، أمرهم. فقال له علي: سيأتيك الخبر، ثم خرج إلى المسجد فرأى أسامة فتوكأ على يده حتى دخل دار طلحة، وهو في خلوة من الناس، فقال له: يا طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه؟ فقال: يا أبا الحسن بعد ما مس الحزام الطبيين. فانصرف علي حتى أتى بيت المال فقال: افتحوه، فلم يجوا المفاتيح، فكسر الباب وأعطى الناس، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده، وسر بذلك عثمان، وجاء طلحة فدخل على عثمان وقال له: يا أمير المؤمنين أردت أمرا فحال الله بيني وبينه! فقال عثمان: والله ما جئت تائبا، ولكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة! ) وذكر هذه الحكاية أيضاً ابن حمدون في تذكرته من دون سند كذلك فقال : لما حصر عثمان الحصار الأول اجتمع ناس إلى طلحة وطمع في الخلافة، وكان علي كرم الله وجهه بخيبر، فلما قدم أرسل إليه عثمان فكلمه وأذكره بحقه من الإسلام والقرابة والصهر، فقال له: صدقت، وسيأتيك الخبر، ثم دخل المسجد فرأى أسامة جالسا فدعاه، فاعتمد عليه وخرج يمشي إلى طلحة، فلما دخل عليه وجد داره ممتلئة بالرجال، فقام علي وقال: يا طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه؟ فقال: يا أبا حسن أبعد ما مس الحزام الطبيين ؟ فسكت علي وانصرف حتى أتى بيت المال فقال: افتحوا هذا الباب فلم يقدر على المفاتيح وتأخر عنه صاحبها، فقال: اكسروه، فكسر باب بيت المال، وقال: أخرجوا المال، وجعل يعطي الناس، فبلغ الذين في دار طلحة ما يصنع علي فجعلوا يتسللون إليه حتى ترك طلحة وحده، ثم أقبل طلحة يمشي إلى دار عثمان، فلما دخل عليه قال: أستغفر الله يا أمير المؤمنين وأتوب إليه، أردت أمرا فحال الله بيني وبينه، فقال عثمان: إنك والله ما جئت تائبا ولكن جئت مغلوبا، الله حسيبك يا طلحة. قلت : وبالجملة فإن هذه الرواية لها طريق واحد فقط ! ، وهذا الطريق تالف لا يصح .. فتنبه !! الأثر السادس : جاء في تاريخ المدينة لإبن شبه ( 4 / 1198 وما بعدها ) : حدثنا الحزامي قال ، حدثنا عبد الله بن وهب قال ، أخبرني يونس ، عن أبي شهاب قال : أرسل عثمان رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه وهو محصور: إن كنت مأكولا فكن خير آكل. ولا تخل بينها وبين ابن فلانة - يريد طلحة . قال محمد اليافعي : هذا أثر لا يصح لاجل وهم يونس بن يزيد .. ففيه رواية يونس بن يزيد بن أبي النجاد عن الزهري ، وهي مما انتقد عليها كما جاء عن الامام أحمد .. قال عنه الحافظ في التقريب : ( ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا ، وفي غير الزهري خطأ ) قلت : وهذا الاثر من روايته عن الزهري التي فيها أوهامه ، وقد تفرد بها دونما سواه ، فلا يؤمن وهمه .. وهذا آخر ما وقفنا عليه من الموضوع ، ولله الحمد والمنة .. وكتبه الفقير إلى مولاه الجليل محمد اليافعي سامحه الله .. وكان الفراغ من صياغتة في صبيحة يوم الأحد 13 من شهر شعبان 1428 من هجرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والموافق 26 / 8 / 2007 .. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . والحمد لله رب العالمين ==
اقتباس:
لم يخرج على سيدنا عثمان رضي الله عنه الصحابة كان الخارجون عليه يطلبون منه ثلاثة أمور كما جاء ذلك عند ابن سعد في الطبقات (3/72-73) ، قال عثمان للأشتر : يا أشتر ما يريد الناس مني ؟ قال : ثلاث ليس لك من إحداهن بدّ ، قال : ما هن ؟ قال : يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم ، فتقول هذا أمركم فاختاروا من شئتم ، و بين أن تقصّ من نفسك ، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك . قال : أما ما من إحداهن بدّ ؟ قال : لا ، ما من إحداهن بدّ . قال : أما أن أخلع لهم أمرهم ، والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إليّ من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض ، و أما أن أقص من نفسي فوالله لقد علمت أن صاحبي بين يديّ قد كان يعاقبان و ما يقوم بدّ من القصاص ، و أما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تحابّون بعدي أبداً و لا تصلون بعدي جميعاً أبداً و لا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً . و أخرج أحمد في فضائل الصحابة (1/464) و في المسند (1/63) و الترمذي في السنن (4/460-461) و ابن ماجة في السنن (2/847) و أبو داود في سننه (4/640-641) بإسناد حسن أن عثمان رضي الله عنه أشرف على الذين حصروه فقال : علام تقتلوني ! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم ، أو قتل عمداً فعليه القود ، أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل . فوالله ما زنيت في جاهلية و لا إسلام ، ولا قتلت أحداً فأقيد نفسي منه ، ولا ارتدت منذ أسلمت و إني اشهد ألا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله ففيما تقتلوني ؟! . ثبت أن عثمان اتخذ موقفاً واضحاً حاسماً يتمثل في عدم المقاومة ، وأنه ألزم به الصحابة فقال : أعزم على كل من رأى عليه سمعاً و طاعة إلا كفّ يده و سلاحه ، فخرج كل من الحسن و الحسين و عبد الله بن عمر و أصر عبد الله بن الزبير على البقاء و معه مروان بن الحكم ، فلما طلب منه ابن الزبير أن يقاتل الخارجين ، قال عثمان : لا والله لا أقاتلهم أبداً . تاريخ خليفة (ص173-174) و مصنف ابن أبي شيبة (15/204) و طبقات ابن سعد (3/70) و كلهم بأسانيد صحيحة . و ممن أراد القتال دفاعاً عن عثمان الصحابي أبو هريرة و كان متقلداً سيفه ، لكن عثمان لم يأذن له قائلاً : يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً و إياي ؟ قال : لا ، قال : فإنك والله إن قاتلت رجلاً واحداً فكأنما قُتل الناس جميعاً . قال أبو هريرة : فرجعت و لم أقاتل . الطبقات لابن سعد (3/70) و تاريخ خليفة (ص173) و إسنادهما صحيح . ============ إن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله ، تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه ، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم إلا محمد بن أبي بكر... " . ( تاريخ دمشق (ترجمة عثمان رضي الله عنه ) ص503-505، البداية والنهاية 7/202 ، 203) . وكما قال ابن تيمية يرحمه الله - وهو يدفع مزاعم الرافضي - " ومعلوم بالتواتر أن الأمصار لم يشهدوا قتله ... ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتله ... " (منهاج السنة 8/313) ، وقبلهما قال الحسن البصري - يرحمه الله - وقد سئل : أكان فيمن قتل عثمان أحدٌ من المهاجرين والأنصار ؟ قال : " كانوا أعلاجاً من أهل مصر " (تاريخ بن خياط ص176) ، وفي طبقات ( ابن سعد ) كان - قتلة عثمان - رضي الله عنه : حثالة الناس، ومتفقون على الشر (3/71)
اقتباس:
الدفاع عن عمرو بن الحمق عبد الرحمن بن عديس كنانة بن بشر حكيم بن جبلة الدفاع عن صحابة اتهموا بسوء سيرتهم ------------------------------- هذا موضوع أتعرض به لفرية رافضية بأن قتلة عثمان وعلي رضي الله عنهما كان فيهما صحابة. وسنحقق ذلك ونتوسع بإذن الله. من اتهم بقتل ذي النورين عثمان رضي الله عنه: عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخزاعي: له صحبة، وقد اختلف في إسلامه فقيل بعد صلح الحديبية وقيل في حجة الوداع. له حديثين لم يصرح بهما في السماع. قال العجلي في معرفة الثقات (2|174): لم يرو عمرو بن الحمق عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثين: حديث "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله"، وحديث آخر "من ائتمن على نفسه رجلا فقتله". وسائر ما يروى عنه من أحاديث غير هذين لا يصحان عنه. ولم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب والكلبي السبأي الكذاب وابن أَبي مِخْنَف الرافضي. وقد جاءت مرسلة عن رجل مجهول حدث عبد الكريم بن الحارث. وجاءت من مرسل صالح بن كيسان، ولا تصح فإن الراوي عنه عيسى بن يزيد لم يدركه. وجاءت من مرسل الزهري، ولا تصح فإن الراوي عنه عثمان بن عبد الرحمن ممن يضع الحديث. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة. و قد ثبت يقيناً أن أحداً من الصحابة لم يرض بما حلّ لعثمان ، فضلاً أن يكون قد أعان على قتله. فقد ثبت عن الحسن البصري رحمه الله –و هو شاهد عيان كان عمره وقتها أربع عشرة سنة– عندما سُئِل «أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين و الأنصار؟». فقال: «لا! كانو أعلاجاً من أهل مصر» (تاريخ خليفة (ص 176) بسند صحيح). و كذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد. أخرجه ابن عساكر في تاريخه، ترجمة عثمان (ص408). و لكن عثمان أمرهم بعدم القتال و شدّد عليهم في ذلك. وهذا لا ينقض أن منهم محمد بن أبي بكر كما زعم بعض من شغب علينا. فإن هذا الأخير ليس من المهاجرين ولا من الأنصار ولا حتى من الصحابة أصلاً وإن كانت له رؤية، وإنما هو من التابعين. وكان الحسن البصري لا يسميه إلا الفاسق، كما روى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح. بل روى الخلال بإسناده، عن ربيع بن مسلم، قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: العنوا قتلة عثمان، فيقال له: قتله محمد بن أبي بكر، فيقول: «العنوا قتلة عثمان، قتله من قتله». ======= عبد الرحمن بن عديس البلوي: له صحبة، ولم يثبت أنه من أصحاب الشجرة، إنما أتى ذلك الخبر عن ابن لهيعة وهو شيعي شديد الضعف. وخبر كونه من قتلة عثمان إنما جاء من طريق الواقدي. لكن جاء في الإكمال لابن ماكولا (6|150): وقد ذكر الدارقطني: عبد الرحمن بن عديس البلوي وأخاه عبد الله، قال: وعبد الرحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فيمن سار إليه من أهل مصر. أقول: ولا نعلم ثبوت هذا الخبر عن الدراقطني، وعلى فرض ثبوته فيحتاج لمعرفة الإسناد الذي اعتمد عليه الدارقطني، فإن كان الواقدي فهو مردود. ثم ليس كل من ركب إلى عثمان كان يريد قتله، بل كثير منهم من كان يريد عزله فحسب. ====== كنانة بن بشر: لم تصح له صحبة. قال ابن حجر في الإصابة (5\654): «وكان ممن قتل عثمان. وانما ذكرته لأن الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لأن له إدراكاً. وينبغي أن ينزه عنهما كتاب الصحابة». أقول: ليس كل من أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شاهده، فالإدراك شيء والصحبة شيء. وليس كل من شاهده هو صحابي، لأنه يشترط أن يكون عاقلاً واعياً. فالرؤية للصغير شيء وإثبات الصحبة شيء آخر. ========== حكيم بن جبلة. قال ابن عبد البر في الاستيعاب: «أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. لا أعلم له من رواية ولا خبراً يدل على سماعه ومن رؤيته له». ======== عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي: لم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب والكلبي السبأي الكذاب. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة. أما محمد بن أبي بكر فليس من الصحابة وإن كانت له رؤية، وإنما من التابعين. ============== عمرو بن حمق صحابي اختلف في وقت إسلامه فذكر بعضهم أنه أسلم بعيد الحديبية وذكر آخرون أنه أسلم في حجة الوداع، وقال بعضهم أسلم عند بدر، ورجح ابن عبدالبر في الاستيعاب الأول. واختلف كذلك في مقتله فقيل قتل في الموصل وقيل بل مات إذ لدغته حية في بعض المغارات القريبة من الموصل وكان قد هرب من زياد فقطع بعدها عامل الموصل رأسه وبعث به إلى زياد فبعث به إلى معاوية، فكان رأسه أول رأس أهدي في الإسلام، وساقوا في ذلك قصصاً متباينة. وأما تألبيه على عثمان رضي الله عنه فقد ذكره بعض المؤرخين وذكروا أنه كان في عداد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار وأنه طعنه تسع طعنات –وكان به رمق- فقال ثلاث منهن لله الباقي لشيء كان في نفسي عليه. وهذه القصة التي تذكر لاتثبت عنه، بل لا تثبت عن أحد من الصحابة، فعمرو بن الحمق رضي الله عنه كان يريد من عثمان أن يخلع نفسه بنفسه ولم يكن يرجو أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، قال الإمام الحافظ ابن كثير –رحمه الله-: " ولكن كبار الصحابة قد بعثوا أولادهم إلى الدار يحاجفون عن عثمان رضي الله عنه لكي تقدم الجيوش من الأمصار لنصرته، فما فُجىء الناس إلا وقد ظفر أولئك بالدار من خارجها وأحرقوا بابها وتسوروا عليه حتى قتلوه، وأما ما يذكره بعض الناس من أن بعض الصحابة أسلمه ورضي بقتله فهذا لا يصح عن أحد من الصحابة أنه رضي بقتل عثمان رضي الله عنه، بل كلهم كرهه ومقته وسب من فعله، ولكن بعضهم كان يود لو خلع نفسه من الأمر كعمار بن ياسر، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن الحمق وغيرهم"..
اقتباس:
============ بل لننظر ما ورد في كتب الشيعة انفسهم في أمر مقتل عثمان رضي الله عنه ودفاع علي والحسن والحسين رضي الله عنهم عن عثمان .. لما حوصر من قبل البغاة، أرسل عليّ ابنيه الحسن والحسين وقال لهما : ( اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحداً يصل إليه ) . ["أنساب الأشراف" للبلاذري ج5 ص68، 69 ط مصر]. وبعث عدة من أصحاب النبي أبناءهم ليمنعوا الناس الدخول على عثمان، وكان فيمن ذهب للدفاع عنه ولزم الباب ابن عم عليّ :عبد الله بن عباس، ولما أمّره ذو النورين في تلك الأيام على الحج قال : ( والله يا أمير المؤمنين! لجهاد هؤلاء أحب إلي من الحج، فأقسم عليه لينطلقن ) . ["تاريخ الأمم والملوك" أحوال سنة 35]. بل اشترك علي رضي الله عنه أول الأمر بنفسه في الدفاع عنه ( فقد حضر هو بنفسه مراراً، وطرد الناس عنه، وأنفذ إليه ولديه وابن أخيه عبد الله بن جعفر ) . ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج10 ص581 ط قديم إيران]. ( وانعزل عنه بعد أن دافع عنه طويلاً بيده ولسانه فلم يمكن الدفع ) . ["شرح ابن ميثم البحراني" ج4 ص354 ط طهران]. و( نابذهم بيده ولسانه وبأولاده فلم يغن شيئاً ) .["شرح ابن أبي الحديد" تحت "بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر"]. وقد ذكر ذلك نفسه حيث قال : ( والله لقد دفعت عنه حتى حسبت أن أكون آثما ) . ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص286]. ( ومانعهم الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة ….. وجماعة معهم من أبناء الأنصار فزجرهم عثمان، وقال : أنتم في حل من نصرتي ) . ["شرح النهج" تحت عنوان محاصرة عثمان ومنعه الماء]. وجرح فيمن جرح من أهل البيت وأبناء الصحابة الحسن بن علي رضي الله عنهما وقنبر مولاه . ["الأنساب" للبلاذي ج5 ج95، "البداية" تحت "قتلة عثمان"]. ولما منع البغاة الطغاة عنه الماء خاطبهم عليّ بقوله : ( أيها الناس! إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، إن فارس والروم لتؤسر فتطعم فتسقي، فوالله لا تقطعوا الماء عن الرجل، وبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم ) . ["ناسخ التواريخ" ج2 ص531، ومثله في "أنساب الأشراف"، للبلاذري ج5 ص69]. وقال المسعودي : ( فلما بلغ علياً أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبد الله، وطلحة ابنه محمداً، وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بما ذكرنا، فصدوهم عن الدار، فرمى من وصفنا بالسهام، واشتبك القوم، وجرح الحسن، وشج قنبر، وجرح محمد بن طلحة، فخشي القوم أن يتعصب بنو هاشم وبنو أمية، فتركوا القوم في القتال على الباب، ومضى نفر منهم إلى دار قوم من الأنصار فتسوروا عليها، وكان ممن وصل إليه محمد بن أبي بكر ورجلان آخران، وعند عثمان زوجته، وأهله ومواليه مشاغل بالقتال، فأخذ محمد بن أبي بكر بلحيته، فقال : يا محمد! والله لو رآك أبوك لساءه مكانك، فتراخت يده، وخرج عنه إلى الدار، ودخل رجلان فوجداه فقتلاه، وكان المصحف بين يديه يقرأ فيه، فصعدت امرأته فصرخت وقالت: قد قتل أمير المؤمنين، فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما من بني أمية، فوجدوه قد فاضت نفسه رضي الله عنه ، فبكوا، فبلغ ذلك علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين والأنصار، فاسترجع القوم، ودخل علي الدار، وهو كالواله الحزين وقال لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة، ولعن عبد الله بن الزبير ) . ["مروج الذهب" للمسعودي ج2 ص344 ط بيروت]. ثم كان هو وأهله ممن دفنوه ليلاً، وصلوا عليه كما يذكر ابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي : ( فخرج به ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء، فأتوا به حائطاً من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع فصلوا عليه ) . [شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص97 ط قديم إيران وج1 ص198 ط بيروت]. فأين هؤلاء الرافضة الذين يدعون بأنهم شيعة علي رضي الله عنه وابناءه الحسن والحسين من سيرتهم أنظروا كيف دافعوا عن عثمان رضي الله عنه ضد اولئك القتلة الفجرة وانتم تعظمونهم وتجلونهم وتمدحونهم ... ثم بعد ذلك تدعون انكم شيعة علي وابناءهم .....!! =============== ولكن عثمان رضي الله عنه أمر الصحابة بعدم القتال بل انه جاء في بعض الرويات أن الذين جاءوا للدفاع عنه أكثر من سبعمئة من أبناء الصحابة ولكن حتى هؤلاء السبعمائة لا يصلون الى عدد أولئك البغاة على القول بأن أقل عدد أنهم ألفان . عن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال : كنت مع عثمان في الدار فقال أعزم على كل من رأى أن عليه سمعا وطاعة الا كف يده وسلاحه .. وعن ابن سيرين قال : جاء زيد بن ثابت الى عثمان رضي الله عنه فقال : هذه الانصار بالباب إن شئت أن نكون انصار الله مرتين كما كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نكون معك فقال عثمان : أما القتال فلا . ( المصنف لابن شيبة بسند صحيح ) و دخل ابن عمر على عثمان فقال عثمان : يا ابن عمر انظر ما يقول هؤلاء يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك . فقال ابن عمر : اذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا ؟ قال عثمان : لا . قال : فإن لم تخلعها هل يزيدون على ان يقتلوك ؟ قال عثمان : لا . قال : فهل يملكون الجنة والنار ؟ قال عثمان : لا . قال عبدالله بن عمر : فلا أرى أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو امامهم خلعوه . وقال عثمان لعبيده : كل من وضع سلاحه فهو حر لوجه الله . فهو الذي منع الناس من القتال . من قتل عثمان ؟! بعد ان حوصر عثمان تسوروا عليه البيت فقتلوه رضي الله عنه وهو واضع المصحف بين يديه .. وكان رضي الله عنه صائما .. وقد روي بأن رأى لما نام في ذلك اليوم وهو صائم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته ابي بكر وعمر رضي الله عنهما و يقول له : تفطر عندنا الليلة .. فقتل رضي الله عنه وهو صائم مكب على كتاب الله يتلوه .. ومات شهيدا رضي الله عنه ليلحق بركب الشهاداء والصالحين .. سُئل الحسن البصري -رحمه الله - وهو شاهد عيان على قتل عثمان رضي الله عنه أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: كانوا أعلاجاً من أهل مصر " خليفة بن خياط في التاريخ ص 176 واسناده صحيح ولكن الرؤوس معروفة وهم كنانة بن بشر و رومان اليماني وشخص يقال له جبلة وسودان بن حمران ورجل يلقب بالموت الاسود من بني سدوس ومالك الاشتر النخعي . هؤلاء هم رؤوس الفتنة التي قامت على عثمان رضي الله عنه . عن عمرة بنت أرطأة قالت : خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان الى مكة .. فمررنا بالمدينة فرأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره فكانت أول قطرة قطرت من دمه على أول هذه الآية ((فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) قال عمرة : فما مات منهم رجل سويا . ( فضائل الصحابة – واسناده صحيح ) وروي أيضا أنه لما أشرف عثمان على الذين حاصروه قال : (( يا قوم لا تقتلوني فإن والٍ و أخ مسلم فوالله إن أردت الا الإصلاح ما أستطعت أصبت فأخطأت وانكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعا أبدا ولا تغزوا جميعا أبدا ولا يقسم فيؤكم بينكم )) فلما أبوا قال : (( اللهم أحصهم عددا و أقتلهم بددا ولا تبق ِ منهم احدا )) قال مجاهد : فقتل الله منهم من قتل في الفتنة . ( الطبقات الكبرى لابن سعد ) وعن محمد بن سيرين قال : كنت أطوف بالكعبة فإذا برجل يقول : اللهم أغفر لي وما اظنك تغفر لي .. يقول فتعجبت منه .. فقلت : يا عبدالله ما سمعت أحدا يقول مثل ما تقول . فقال : إني كنت قد أعطيت الله عهدا لأن مكنني من عثمان لأصفعنه فلما قتل وضع في سريره في البيت فكان الناس يأتون و يصلون عليه وهو في بيته فدخلت أظهر أني أريد الصلاة فلما رأيت أن البيت ليس فيه احد كشفت عن وجهه فصفعته وهو ميت فيبست يدي .. قال ابن سيرين : رأيتها يابسة كأنها عود ( البداية والنهاية ورجاله ثقات ) وقد روى البلاذري عن عبد المجيد بن سهيل ( ثقة) قال : " قال سعد بن أبي وقاص حين رأى الأشتر وحكيم بن جبلة وعبد الرحمن بن عديس : إن أمراً هؤلاء أمراؤه لأمر سوء" أنساب الأشراف ج1ص 590 ابن عساكر تاريخ دمشق ص404 ولما جاء حذيفة رضي الله عنه خبر مقتل عثمان وكان على فراش الموت قال: (اليوم نفرت القلوب بأنفارها الحمد لله الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها) ابن عساكر في تاريخ دمشق ص 488 روى الطبري في تاريخه 4/392 وابن عساكر في تاريخ دمشق ص 447 ( أن علياً حين أتاه الخبر بمقتل عثمان قال : رحم الله عثمان خلف علينا بخير وقيل : ندم القوم فقرأ : " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر..." الى آخر الآية وأخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/452 : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت علياً رافعاًَ حضنيه يقول: " اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان " وأما حسان بن ثابت رضي الله عنه فقد رثى عثمان وكان يكثر البكاء والتفجع وهجاء قاتليه وقرعهم بما كسبت ايديهم فقال أتركتم غزو الدروب وراكم * و غزوتمونا عند قبر محمد ِ فلبئس هدي المسلمين هديتم * ولبئس أمر الفاجر المتعند ِ وكأن اصحاب النبي عشية * بدن تنحر عند باب المسجد ِ فابكِ أبا عمرو لحسن بلائه * أمسى مقيما في بقيع الغرقدِ و قال أيضا :- من سره الموت صرفا لا مزاج له * فليأت مأسدة في دار عثمانا ضحوا بأشمط عنوان السجود به * يقطع الليل تسبيحا و قرآنا صبرا فدى لكم أمي وماولدت * قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا فقد رضينا بأهل الشام نافرة * وبالأمير و بالغخوان إخوانا إني لهم وان غابوا وان شهدوا * مادمت حيا و ماسميت حسانا لتسمعن وشيكا في ديارهم * الله اكبر يا ثارت ِ عثمانا ومن الأشعار التي أيضا رويت في مقتل الشهيد الشاكر الصابر :- ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى * واي ذبح حرام ويلهم ذبحوا و اي سنة كفر سن اولهم * وباب شر على سلطانهم فتحوا ماذا أرادوا أضل الله سعيهم * بسفكِ ذاك الدم الزكي الذي سفحوا والصحابة رضوان الله عليهم اجمعين .. لم يرضوا أبدا بقتل ذلك الشيخ الصابر الشاكر .. بل دافعوا عنه و ناصروه .. لكن عثمان رضي الله عنه هو الذي عزم عليهم ترك القتال و امرهم بأن يغمدوا سيوفهم مستسلما لقضاء الله وقدره . وهذا انما يدل على شجاعة عثمان رضي الله عنه ورحمته بامة محمد صلى الله عليه وسلم ومن يفعل هذا الأمر العظيم غير عثمان لأنه رأى أولئك الفجرة البغاة مفسدون ولو انه ترك الصحابة يقاتلونهم لحدث مقتلة عظيمة وقتل كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى رضي الله عنه أن يقتل هو على ان يقتل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و أن يقتل هو رضي الله عنه ولا تنتهك حرمة مدينة محمد صلى الله عليه وسلم فهل رأى التاريخ تضحية أعظم من هذه .. ولكنه عثمان ..... =========== السؤال : ماذا كان دور محمد بن أبي بكر في مقتل عثمان بن عفان، رضي الله عنهم؟ الجواب : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: للإجابة عن هذا السؤال أشير إلى عدة أمور: (1) كانت ولادة محمد بن أبي بكر في حجة الوداع، كما ثبت في صحيح مسلم (1218)، وقد نشأ في حجر علي، رضي الله عنه؛ لأنه كان زوج أمه (أسماء بنت عميس)، رضي الله عنها، وكان علي، رضي الله عنه، يثني عليه ويُفضّله، وكانت له عبادة واجتهاد، ولما بلغ عائشة، رضي الله عنها، قَتْلُهُ حزنت عليه جدًّا، كما ذكر ابن حجر (الإصابة 9/208). (2) سئل الحسن البصري، رحمه الله، أكان فيمن قتل عثمان، رضي الله عنه، أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: كانوا أعلاجًا من أهل مصر. (تاريخ خليفة بن خياط ص176). وقال ابن تيمية– رحمه الله: ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتل عثمان، رضي الله عنه. (منهاج السنة 8/313). وهذه النصوص وأمثالها تبرئ ساحة الصحابة من دم عثمان، رضي الله عنهم أجمعين. (3) ذكر الذهبي أن محمد بن أبي بكر سار لحصار عثمان، رضي الله عنه، وفعل أمرًا كبيرًا، فكان أحد من توثب على عثمان حتى قُتل. (سير أعلام النبلاء 3/482). (4) وقال ابن عبد البر: وقيل إن محمدًا شارك في دم عثمان، رضي الله عنه، وقد نفى جماعة من أهل العلم والخير أنه شارك في دمه، وأنه لما قال عثمان، رضي الله عنه: (لو رآك أبوك لم يرض هذا المقام منك). فخرج عنه وتركه، ثم دخل عليه من قتله، كما نقل عن كنانة مولى صفية بنت حيي، رضي الله عنها، وكان ممن شهد يوم الدار- أنه لم ينل محمد بن أبي بكر من دم عثمان، رضي الله عنه، بشيء.. (الاستيعاب بهامش الإصابة 10/21). والله أعلم. ============ السؤال : أريد أن أعرف أسماء الصحابة الذين دخلوا على الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في منزله وقتلوه؟ الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد: تعتبر فتنة مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مصيبة عظيمة، وحدثاً خطيراً أدى إلى فتن داخلية، وانقسام في صفوف الأمة، وتفرق واختلاف حيث نشأت بعض الفرق الضالة مثل: الخوارج والشيعة والنواصب، وقد حصل تلاعب في نقل أخبار هذه الفتنة، حيث شحنت كتب التاريخ بكثير من الروايات الواهية والمتعارضة، ويتعين التأكد من سلامة هذه الروايات، وذلك بدراسة أسانيدها، والتأكد من سلامتها من العلل والتناقض والاضطراب. وقد وردت روايات متعدد في الذين شاركوا في مقتل عثمان –رضي الله عنه-، وتدل الروايات الصحيحة أن الذي باشر قتل عثمان –رضي الله عنه– رجل من بني سدوس، خنقه قبل أن يضرب بالسيف، قال كنانة مولى صفية: رأيت قاتل عثمان، رجلاً أسود من أهل مصر، وهو في الدار رافعاً يديه يقول: أنا قاتل نَعْثل" أخرجه ابن الجعد في مسنده (2/958-959) وإسناده حسن، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/83-84) وإسناده حسن. وقال عبد الله بن شقيق: أول من ضرب عثمان -رضي الله عنه- رومان اليماني بصولجان" أخرجه خليفة في تاريخه ص (175) وإسناده صحيح. وتتضافر روايات أخرى متعددة تدل على أن محمد بن أبي بكر الصديق دخل على عثمان -رضي الله عنه- يوم مقتله، فأخذ بلحيته، وأن عثمان ذكَّره بمكانه من أبيه، فخرج دون أن يشترك في قتله، ولم يثبت أن أحداً من الصحابة شارك في مقتل عثمان إلا ما كان من موقف محمد بن أبي بكر كما سبق، بل حاول الصحابة –رضي الله عنهم– أن يدافعوا عن عثمان ولكن أمرهم عثمان –رضي الله عنه– بالكف عن القتال والخروج من الدار ولزوم بيوتهم، واختار حقن دمائهم وفداء أرواحهم بدمه وروحه -رحمه الله-، فعن محمد بن طلحة قال: حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال: "شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين كانوا يدرأون عن عثمان -رضي الله عنه- الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم. وقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال: معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي. وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه. قال: فقلت لكنانة: من قتله قال: قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول: أنا قاتل نعثل" [ينظر: الاستيعاب (1/322)]، وعرض زيد بن ثابت على عثمان –رضي الله عنه– الدفاع عنه والقتال دونه فقال: "هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين، فقال: لا حاجة لي في ذلك كُفُّوا" [ أخرجه خليفة في تاريخه ص (173)، وابن أبي شيبة (15/203)]، هذا والله أعلم.
اقتباس:
له صحبة، ولم يثبت أنه من أصحاب الشجرة، إنما أتى ذلك الخبر عن ابن لهيعة وهو شيعي شديد الضعف. وخبر كونه من قتلة عثمان إنما جاء من طريق الواقدي. لكن جاء في الإكمال لابن ماكولا (6|150): وقد ذكر الدارقطني: عبد الرحمن بن عديس البلوي وأخاه عبد الله، قال: وعبد الرحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فيمن سار إليه من أهل مصر. أقول: ولا نعلم ثبوت هذا الخبر عن الدراقطني، وعلى فرض ثبوته فيحتاج لمعرفة الإسناد الذي اعتمد عليه الدارقطني، فإن كان الواقدي فهو مردود. ثم ليس كل من ركب إلى عثمان كان يريد قتله، بل كثير منهم من كان يريد عزله فحسب.
اقتباس:
اقتباس:
عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي: لم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب والكلبي السبأي الكذاب. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة. عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي......وكان من جملة من أعان حجر بن عدي فتطلبه زياد فهرب إلى الموصل. فبعث معاوية إلى نائبها فوجدوه قد اختفى في غار فنهشته حية فمات، فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية، فطيف به في الشام وغيرها، فكان أول رأس طيف به. / كتاب البداية والنهاية |
شبث بن ربعي
احد الشيعة الخونة الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه هو احد الذين ثاروا على عثمان بن عفان رضي الله عنه 5687 - شبث ( شيث ) بن ربعي : كاتب الحسين ( عليه السلام ) ، وطلب منه القدوم إلى الكوفة وكان من المحاربين ، ولقد خاطبه الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء فنادى : يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الاشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجندة . . إلخ ، ذكره الشيخ المفيد في الارشاد في أواسط ( فصل وكان خروج مسلم ابن عقيل - رحمة الله عليه - بالكوفة يوم الثلاثاء ) . == واضيف ان شبث من الذين ثاروا على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه |
موضوع ذو صلة عن الخونة
العجم والشيعة من أهل الكوفة هم من قتل الحسين رضي الله عنه http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=29380 |
بارك الله فيكم بحث رائع
يضاف الى المفضله |
خلافات و اعتراضات و غضب مالك الأشتر من علي بن ابي طالب من كتب الشيعة
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=135035 ملف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الفتنة و مقتله ورد الشبهات http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=76379 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق