الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

الرد الوافي على مزاعم فريد الباجي



بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على سيد المرسلين و حبيب رب العالمين محمد طـه الأمين و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدين,
أما بعد,
يذكر الشيخ التونسي رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية فريد الباجي في بعض مقالاته مسائل سمّاها بالخلافية بينه و بين فريق من أهل السنة و الجماعة وهم أتباع الشيخ عبد الله الشيبي رحمه الله تعالى, و منها ما كُتِب بسياق يوحي أن هذا الفريق يكفّر الناس بدون سبب شرعي حتى أنه توهم البعض أن هذا الفريق يكفّر من أراد بدون سبب شرعي وبدون تبيان.
يختصر فريد الباجي خلافه مع أهل السنة و الجماعة بعدد من المسائل سنذكر عناوينها و من ثم تبيان قول الحق فيها:
1-        الخلاف حول معاوية
2-        الخلاف حول تكفير المجسم
3-        الخلاف حول تأويل استوى بـ "استولى"
4-        الخلاف حول نسبة الصغائر التي ليس فيها خسة أو دنائة للأنبياء عليهم السلام
5-        الخلاف حول ما يُسمى "أولوية النور المحمدي"
6-        الخلاف حول مسألة الإكراه في الدين و ما يسمى حرية الإعتقاد


القسم الأول: الخلاف حول معاوية
فريد الباجي يقول أن معاوية اجتهد فأخطأ وعدالته لا تزال قائمة.
أما قول الفصل في هذه المسألة, نقول بعون الله:
ثَبَتَ في[(صحيح مسلم)/كتاب الإمارة]أنَّ رسولَ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال :" مَنْ خَلَعَ يَدًا من طاعةٍ لقيَ اللـهَ يومَ القيامةِ لا حُجَّةَ له ، ومَنْ ماتَ وليسَ في عُنُقهِ بَيْعَةٌ ماتَ مِيتَةً جاهليَّة "
فقد بيَّنَ رسولُ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، بحديثهِ هذا أنَّ الخروجَ على الخليفةِ ذنبٌ كبيرٌ وأنَّ مَنْ ماتَ وهو على هذه الحالِ فإنَّ مِيتَـتَهُ كَمِيتَةِ الجاهليَّة
ورَوَى مسلمٌ أيضًا في[(صحيحه)/كتاب الإمارة]عنه ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، أنه قال :" مَنْ كَرِهَ منْ أميرِه شيئًا فليصبرْ عليهِ فإنه ليس أحدٌ من النَّاسِ خَرَجَ من السُّلطانِ شبرًا فماتَ عليهِ إلَّا ماتَ مِيتَةً جاهليَّة "
وقال ، عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ، في عليِّ بنِ أبي طالب :" اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَنْ عاداه " .
رَوَاهُ ابنُ ماجهْ في[(السُّنَنِ)/كتاب المُقَدِّمَة)]، ورَوَاهُ أحمدُ في[(مسندِه)/كتاب مسند العَشَرَة المبشَّرينَ بالجنَّة].
وثَبَتَ في[(صحيح مسلم)/كتاب الإيمان]أنَّ الإمامَ عليًّا قال :" والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ إنه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ إليَّ أنْ لا يحبَّني إلَّا مؤمنٌ ولا يُبْغِضَني إلَّا منافق "
قتالُ معاويةَ لعليٍّ خروجٌ على طاعةِ الإمام كما سَبَقَ وذكرنا ، فيكون بذلك مرتكبًا للكبيرة .
فقد روى البخاريُّ حديثَ " وَيْحَ عَمَّارٍ تقتلُه الفئةُ الباغيةُ " في موضعَين : الأول في كتاب الصَّلاة في باب التعاون في بناء المساجد بلفظ " وَيْحَ عَمَّارٍ تقتلُه الفئةُ الباغيةُ يدعوهم إلى الجَنَّةِ ويدعونهُ إلى النَّار " ، ورَوَاهُ في موضعٍ ءاخَر بلفظ " وَيْحَ عَمَّارٍ تقتلُه الفئةُ الباغيةُ " . وهذا القَدْرُ من الحديث " وَيْحَ عَمَّارٍ تقتلُه الفئةُ الباغيةُ " متواتر ، ذَكَرَ ذلك السُّيُوطِيُّ في[(الخصائص الكبرى)/ج2/ص140]. وذَكَرَهُ غيرُه كالمُنَاوِيِّ في شرحهِ على (الجامع الصغير) المسمَّى بـ (فَيْضِ القدير) . أنظر[(فَيْضَ القدير)/ج6/ص366].. وانظر[(اللآلئ)/ص222/ص223]للزَّبيدي .. وأمَّا (الجامعُ الصَّغير) فهو للحافظ السُّيُوطِيِّ ..
فعَمَّارُ الذي كان مع عليٍّ كان داعيًا إلى الجَنَّةِ بقتالهِ مع عليٍّ . فعليٌّ داعٍ إلى الجَنَّةِ بطريقِ الأَوْلى والمقاتلونَ لعليٍّ دعاةٌ إلى النَّارِ .
فإنْ قيل إنَّ الفئةَ الباغيةَ هي جماعةُ عليٍّ لأنهم هم الذينَ حَرَّضُوا عَمَّارًا على الخروجِ للقتال فكانوا السببَ في قتلهِ قلنا لا يَصِحُّ هذا التفسيرُ وإلَّا لَصَحَّ أنْ يقالَ قَتَلَ مُحَمَّدٌ عَمَّهُ حَمْزَةَ حيثُ إنه ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، هو الذي حَرَّضَ عَمَّهُ حَمْزَةَ على قتال المشركين ..
ولا يَصِحُّ أنْ يُقالَ إنَّ قتالَ معاويةَ لعليٍّ كانَ عن اجتهادٍ مُعْتَبَرٍ منه فلهُ أجرٌ باجتهاده . هذا الكلامُ فاسدٌ ، لأنَّ الذي يدعو إلى النَّارِ يستحقُّ النَّارَ ولا يستحقُّ الأجرَ . ومتَى كانَ الذي يدعو إلى النَّارِ مأجورًا ؟؟!!.. فادِّعاءُ أنَّ معاويةَ داخلٌ في قول رسول الله :" إذا اجتهدَ الحاكمُ فأخطأَ فلهُ أجرٌ " هو استدلالٌ فاسد . وإنما المأجورُ هو الذي يجتهدُ اجتهادًا مُعْتَبَرًا في دينِ الله غيرَ مُصَادِمٍ لنصٍّ قرءانيٍّ أو حديثيٍّ ثابت . وأمَّا الاجتهادُ المصادمُ للنصِّ القرءانيِّ أو الحديثيِّ الثَّابتِ القطعيِّ فلا عبرةَ به .
وقد ثَبَتَ عن رسولِ الله أنه قال فيمنْ قاتلَ عليًّا إنهم بُغاة .. قال :" وَيْحَ عَمَّارٍ تقتلُه الفئةُ الباغيةُ " ..
وقد سَبَقَتِ الإشارةُ إليه ..
وثَبَتَ أنه قال في عليِّ بنِ أبي طالب :" اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاه وعاد مَنْ عاداه " .
رَوَاهُ ابنُ ماجهْ في[(السُّنَن)/كتاب المُقَدِّمَة)]، ورَوَاه أحمدُ في[(مسنده)/كتاب مُسْنَدِ العَشَرَةِ المبشَّرينَ بالجنَّة].
وثَبَتَ أنه قال في عَمَّارِ بنِ ياسر :" مَنْ عادَى عَمَّارًا عاداهُ الله ومَنْ أبغضَه أبغضَه الله " .
أنظر[(الإحسانَ بترتيب صحيحِ ابنِ حِبَّان)/ج9/ص106]و[(مسندَ الإمام أحمد)/كتاب مسند الشَّاميِّين]و[(مستدرَكَ الحاكم)/ج3/ص390]..
فكيفَ يكونُ اجتهادُ معاويةَ بعدَ هذه النصوصِ الحديثيَّة الثابتةِ مُعْتَبَرًا حتَّى يقالَ إنَّ له فيه أجرًا .. ثمَّ كيفَ يَتَجَرَّأُ مسلمٌ يدَّعي أنَّ رسولَ الله إمَامُهُ الصَّادِقُ في كُلِّ ما يقولُ ثمَّ يَزْعُمُ أنَّ لمعاويةَ أجرًا بقتالهِ عليًّا وعَمَّارًا وتمرُّدِهِ على رابعِ الخلفاء الرَّاشدينَ وإراقةِ دماء المسلمين ؟؟!!..

القسم الثاني: الخلاف حول تكفير المجسم
فريد باجي يقول " حن لا نحكم بكفر الوهابية ولا ابن تيمية مع اعتقادنا بضلالهم وبدعتهم،لأن تجسيمهم بملازم كلامهم،لا بأصله بدليل أنهم يتبرؤون من التجسيم الصريح،فإنه لو صرحوا بجسمية الله تعالى حقيقة لقلنا بكفرهم"
فريد الباجي يقول أنه لو ثبت تجسيمهم لا بد من تكفيرهم, و يقول مع ضلالهم و بدعتهم لا يجب تكفيرهم.
هنا يسأل القارىء, ماهية ضلال اعتقادهم؟
الجواب يكون أنهم مجسمة!
فريد الباجي للآن ينفي تكفير المجسمة المشبهة و كأنه يخفي ضوء الشمس بإصبعه. و مع ذلك, سنسرد اقوال الوهابية و ابن تيمية في التشبيه و التجسيم و ندعو الله تعالى أن يبصر فريد الباجي هذا الكفر المبين الذي يبوح به الوهابية ليلاً نهاراً.
-      في كتاب ((  مجموع الفتاوى )) – المجلد الرابع – ص / 374 لإبن تيمية الحراني الذي يعتبره الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب إمامهم يقول ما نصه : (( إن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه ))
-      و في نفس الكتاب المجلد الخامس  ص/ 527 و كتاب شرح حديث النزول – طبع دار العاصمة ص / 400 يقول ابن تيمية : (((( إذا جلس تبارك و تعالى على الكرسي سُمِع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ))
-      في الكتاب المسمى كتاب (( التوحيد )) لإبن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية تعليق محمد خليل هراس ص / 156 يقول : (( ثم  يتبدى الله لنا في صورة غير صورته الني رأيناه فيها أول مرة , و قد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم ))و في ص/ 39 يقول محمد خليل هراس المعلق على الكتاب المسمى (( التوحيد )) لإبن خزيمة : (( فالصورة لا تضاف إلى الله كإضافة خلقه إليه لأنها وصف قائم به ))
-      في كتاب (( الأسماء و الصفات )) لإبن تيمية الجزء الأول صفحة 73 يقول ابن تيمية في معرض رده على الجهمية : (( و حديث الزهري قال : لما سمع موسى كلام ربه قال : يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك ؟ قال : نعم يا موسى هو كلامي و إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ))
-      في كتاب " الأسماء و الصفات " لابن تيمية الحراني ص/ 91يقول ابن تيمية:" فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكونعن التكلم و تارة عن إظهار الكلام و إعلامه"
-      في كتاب معارج القبول تأليفحافظ حكمي ص/ 235 من الجزء الأول يقول المؤلف:"إن الله ينـزل إلىالسماء الدنيا و له في كل سماء كرسي ، فإذا نـزل إلى السماء الدنيا جلس على كرسيهثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه" ثم يقول:" يعلو ربنا إلىالسماء إلى كرسيه"
-      في كتاب " شرح حديث النـزول "- طبع دار العاصمة ص/ 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماءالدنيا"

ألا تكفيك هذه الأقوال يا فريد لكي تتراجع عن موقفك التي يوهمك به الشيطان أنه حيادي ؟؟

هذا هو الجزء الأول من الرد على رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية فريد الباجي سائلين الله أن يفتح بصيرته و أن يتراجع عما نسبه إلينا و أن يرى القول الفصل في هذه الأمور التي لا لُبس فيها ..


=============


الجزء الثاني- الرد الوافي على مزاعم فريد الباجي

     

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة و السلام على سيد المرسلين و حبيب رب العالمين محمد طـه الأمين و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدين,
أما بعد,
فهذا استكمال للجزء الأول الذي أوردنا فيه أدلة فيها تخطيئ لمزاعم فريد الباجي سائلين الله أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه, و تجدر الإشارة إلى أننا نشرنا المقال ليس من باب التهجم على شخص فريد الباجي بل هو فقط لتبيان الحق و القول الفصل مع إيراد الأدلة القاطعة والله ولي التوفيق.
القسم الثالث: الخلاف حول تأويل استوى بـ " استولى":

في هذا القسم نكتفي بسرد أقوال أئمة أهل السنة و الجماعة في تفسير استوى بـ " استولى ".
-      اللغوي السلفيالأديب أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك [ت237هـ]، كان عارفا باللغةوالنحو، قال في كتابه "غريب القرءان وتفسيره" ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه:5] استوى: استولى" اهـ
-      الإمام اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن السريالزجاج [ت311هـ] قال فيه الذهبي[ت748هـ]: "نحويزمانه"اهـ. قال في كتابه "معاني القرءان وإعرابه" ما نصه: "وقالوا: معنى استوى استولى"اهـ.
-      الشيخ الإمام أبو بكر أحمد الرازي الـجصّاص الحنفي [ت370هـقال في كتابه "أحكام القرءان": قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه:5قال الحسن: استوى بلطفه وتدبيره، وقيل: استولى.اهـ
-      أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي [ت375هـ] قال في تفسيره: ويقال استوى استولى.اهـ
-      أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري [ت468هـ] قال في تفسيره "الوجيز": {اسْتَوَى أي استولى.اهـ
-      الإمام أبو إسحاق الشيرازي [ت476هـ] ذكر في كتابه الإشارة إلى مذهب أهل الحقومنهم من قال: الاستواء بمعنى الاستيلاء، استوى على العرش أي استولى عليه، يقال استوى فلان على الملك أي استولى عليه.اهـ
-      القاضي الشيخ أبوالوليد محمد بن أحمد المالكي قاضي الجماعة بقُرْطُبة المعروف بابن رشد الجد [ت520هــ] قال ما نصه :"والاستواء في قوله تعالى:{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف] معناه استولى قاله الواحدي وقيل معناه القهر والغلبة"اهــ، ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه "المدخل" موافقًا له ومقــرًّا لكلامه.
-      المفسر القاضي أبو سعيد عبد الله بن عمربن محمد البيضاوي الشافعي [ت685هـ وقيل691هـ] قال في تفسيره "أنوار التنزيل" ما نصه: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف]: استوى أمره أو استولى" اهـ
-      المفسر أبو البركات عبد الله بن أحمد النسفي [ت710هـوقيل701هـ] قال في تفسيره "مدارك التنزيل" ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه]: استولى، عن الزجاج" اهـ.
-      القاضي تاج الدين عبد الوهاب السبكي [ت771هـ] قال في كتابه السيف المشهور: إن معنى الاستواء الاستيلاء أي استولى على العرش الذي هو أعظم المخلوقات، وبالاستيلاء عليه يكون مستوليا على الوجود بأسره.اهـ

لو أردنا سرد أقوال كل الأئمة لضاق بنا المقال, و لكن نكتفي بهذا القدر من النقل و الله ولي الأمر و التوفيق.

القسم الرابع: الخلاف حول نسبة الصغائر التي ليس فيها خسة ولا دنائة نفس للأنبياء عليهم السلام

اتفق أهل الحق على أنه يجب للأنبياء الصدق والأمانة والفطانة، فعُلم من هذا أن الله تعالى لا يختار لهذا المنصب إلا من هو سالم من الرذالة والخيانة والسفاهة والكذب والبلادة، فمن كانت له سوابق من هذا القبيل لا يصلح للنبوة ولو تخلى منها بعد.وتجب للأنبياء العصمة من الكفر والكبائر وصغائر الخسة والدناءة، وتجوز عليهم ما سوى ذلك من الصغائر التي ليس فيها خسة، وهذا قول أكثر العلماء كما نقله غير واحد وعليه الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنهلكنه  قيَّد في بعض الكتب بما قبل النبوة .أما الأكثرون فعلى أنه تجوز عليهم الصغائر قبل النبوة وبعدها الانبياء معصومون من المعاصي الصغيرة التي فيها خسة ودناءة مثل سرقة حبة عنب اما مثلا ما حصل من سيدنا آدم عليه السلام أنه اكل من التفاحة تلك كانت معصية صغيرة وتاب منها فورا قبل ان يقتدي به فيها غيره ذلك لقوله تعالى " وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىوقوله  تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال (والذي أطمعُ أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين )
وقوله تعالى في حق داود عليه السلام (فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب) وغير ذلك من النصوص كقوله تعالى لنبيه محمدٍ (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات  فهذا فيه إثبات جواز حصول المعصية في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وفي  حق  أمته   فنحن  نقول  اقتداء بالجمهور واستغفر لذنبك  هي  معصية  حقيقية صغيرة  ليس  فيها  خسة  ولا  دناءة   فأمر الرسول بالاستغفار منها  فاستغفر.ولكنَّ  الأنبياء إن  حصل منهم شىءٌ  من المعاصي الصغيرة  التي  ليس  فيها  خسة ولا دناءة ينبهون فورا للتوبة  فيتوبون  قبل أن يقتدي بهم  في  تلك  المعصية  غيرُهم  فيفعل  مثلما  فعلوا لأنهم  قدوة  للناس.


============



الجزء الثالث- الرد الوافي على مزاعم فريد الباجي

     

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة و السلام على سيد المرسلين و حبيب رب العالمين محمد طـه الأمين و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدين,
أما بعد,
فهذا هو الجزء الأخير من الرد على مزاعم فريد الباجي واستكمالاً للجزء الثاني الذي أوردنا فيه أدلة فيها تخطيئ لمزاعم فريد الباجي بخصوص مسألة تأويل استوى بـ " استولى " و مسألة جواز المعصية التي ليس فيها خسة ولا دنائة نفس على الأنبياء عليهم الصلاة و السلام سائلين الله أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه, و تجدر الإشارة إلى أننا نشرنا المقال ليس من باب التهجم على شخص فريد الباجي بل هو فقط لتبيان الحق و القول الفصل مع إيراد الأدلة القاطعة والله ولي التوفيق.

القسم الخامس: الخلاف حول ما يُسمى " أولية النور المحمدي"
في هذا المسألة يطول الكلام فيها لا يسعنا التفصيل في هذا المقام و لكننا نرد باختصار فنقول بعون الله :
من المفاسد التي انتشرت بين بعض العوام ما درج عليه بعض قُرَّاء المولد النبوي الشريف وبعض المؤذنين وغيرهم من قولهم: "إن محمدًا أوّل المخلوقات"، وما ذاك إلا لانتشار حديث جابر الموضوع بينهم وهو: "أوَّل ما خلق الله نور نبيك يا جابر" وفيما يلي نورد ردَّنا بالأدلة العقلية والنقلية الشافية:نقول: هذا الحديث موضوع لا أصل له وهو مخالف للقرءان الكريم، وللحديث الصحيح الثابت.أما مخالفته للقرءان قال الله تعالى: {وجعلنا منَ الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍّ} سورة الأنبياء
وأما مخالفته للحديث فقد روى البخاري -صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق: باب ما جاء في قوله تعالى:وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه- والبيهقي - الأسماء والصفات 1/364- من حديث عمران بن حصين أن أناسًا من أهل اليمن أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئناك يا رسول الله لنتفقه في الدين فأنبئنا عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض"، فهذا نص صريح في أنّ أول خلق الله الماء والعرش لأن أهل اليمن سألوه عن بدء العالم.فقوله عليه الصلاة والسلام: "كان الله ولم يكن شيء غيره" إثبات الأزلية لله أي أنه تعالى لا ابتداء لوجوده، وقوله: "وكان عرشه على الماء" معناه أن هذين أول المخلوقات، أما الماء فعلى وجه الإطلاق وأما العرش فبالنسبة لما بعده كما أفاد ذلك قوله عليه السلام: "على الماء" وذلك يدل على تأخر العرش عن هذا الأصل.
ففي الحديث الأول، نصّ على أن الماء والعرش هما أوّل خلق الله، وأما أنّ الماء قبل العرش فهو مأخوذ من الحديثين التاليين.قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري-فتح الباري 6/289- ما نصه: "قال الطيبي: هو فصل مستقل لأن القديم من لم يسبقه شىء، ولم يعارضه في الأولية، لكن أشار بقوله: "وكان عرشه على الماء" إلى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل خلق السموات والأرض ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء" ا.هـ.وفي تفسير عبد الرزاق-تفسير عبد الرزاق 2/301-عن قَتادة في شرح قوله تعالى: {وكانَ عَرْشُهُ عَلَى الماء}-سورة هود- ما نصه: "هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض".وأخرج ابن جرير-تفسير الطبري 12/4، والدر المنثور 4/4- عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وكانَ عرشُهُ على الماء} [سورة هود] قال: "قبل أن يخلق شيئًا".فإن قيل: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوّل ما خلق الله تعالى نور نبيك يا جابر، خلقه الله من نوره قبل الأشياء"؟، فالجواب: أنه يكفي في رد هذا الحديث كونه مخالفًا للأحاديث الثلاثة الصحيحة السابقة، وأما عزو هذا الحديث للبيهقي فغير صحيح إنما ينسب إلى مصنّف عبد الرزاق عكس هذا، فقد ذكر فيه أنّ أول الأشياء وجودًا الماء كما تقدم.وقال الحافظ السيوطي-الحاوي للفتاوى 1/325-في الحاوي: "ليس له -أي حديث جابر- إسناد يُعتمد عليه" ا.هـ.قلت: وهو حديث موضوع جزمًا، وقد صرّح الحافظ السيوطي في شرحه على الترمذي أن حديث أولية النور المحمدي لم يثبت.وقد ذكر عصريّنا الشيخ عبد الله الغماري محدّث المغرب-مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر ص/43-أن عزو هذا الحديث الموضوع إلى مصنّف عبد الرزّاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنّفه، ولا جامعه ولا تفسيره، والأمر كما قال.كما أن محدّث عصره الحافظ أحمد بن الصدّيق الغماري-المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير للمناوي ص/4-حكم عليه بالوضع محتجًا بأنّ هذا الحديث ركيك ومعانيه منكرة.
قلت: والأمر كما قال، ولو لم يكن فيه إلا هذه العبارة: "خلقه الله من نوره قبل الأشياء" لكفى ذلك ركاكة، لأنه مشكل غاية الإشكال، لأنه إن حُمل ضمير من نوره على معنى نور مخلوق لله كان ذلك نقيض المدعى لأنه على هذا الوجه يكون ذلك النور هو الأول ليس نور محمّد بل نور محمّد ثاني المخلوقات، وإن حُمِلَ على إضافة الجزء للكل كان الأمر أفظعَ وأقبحَ لأنه يكون إثبات نور هو جزء لله تعالى، فيؤدي ذلك إلى أن الله مركب والقول بالتركيب في ذات الله من أبشع الكفر لأن فيه نسبة الحدوث إلى الله تعالى. وبعد هذه الجملة من هذا الحديث المكذوب ركاكات بشعة يردها الذوق السليم ولا يقبلها.ثم هناك علّة أخرى وهي الاضطراب في ألفاظه، لأن بعض الذين أوردوه في مؤلفاتهم رووه بشكل وءاخرون رووه بشكل ءاخر، فإذا نُظِرَ إلى لفظ الزرقاني ثم لفظ الصاوي لوجد فرق كبير.فالحديثان الأولان لا حاجة إلى تأويلهما لأجل حديث غير ثابت بل حديث موضوع لركاكته وهو حديث أولية النور.فلا حاجة لما ذكره بعض من حمل حديث أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر على الأولية المطلقة لغرض إثبات أولية النور المحمدي.وأما حديث: "أوّل ما خلق الله العقل" فليس له طريق يثبت كما قال الحافظ ابن حجر-فتح الباري 6/289-، ففي كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للحافظ محمد مرتضى الزبيدي-إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين 1/453-454- ما نصّه: "ثم قال العراقي: أما حديث عائشة فرواه أبو نعيم في الحلية-حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 7/318-قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي بإفادة الدارقطني، عن سهل بن المرزبان بن محمد التميمي، عن عبد الله بن الزبير الحُميدي، عن ابن عُيينة، عن منصور، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما خلق الله العقل" فذكر الحديث، هكذا أورده في ترجمة سفيان بن عيينة ولم أجد في إسناده أحدًا مذكورًا بالضعف، ولا شكّ أنّ هذا مركب على هذا الإسناد ولا أدري ممّن وقع ذلك، والحديث مُنكر. قلت: ولفظ حديث عائشة على ما في الحِلية قالت عائشة: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أوّل ما خلق الله العقل، قال: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: ما خلقت شيئًا أحسن منك، بك ءاخذ وبك أعطي. قال أبو نعيم: غريب من حديث سفيان ومنصور والزهري لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلا سهلاً، وأراه واهيًا فيه". انتهت عبارة مرتضى الزبيدي.وقال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء-المغني عن حمل الأسفار 1/48-بعد إيراده هذا الحديث ما نصه: "رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي أمامة، وأبو نعيم من حديث عائشة بإسنادين ضعيفين" انتهى كلام العراقي
وروى ابن حبان-صحيح ابن حبان: كتاب الصلاة: فصل في قيام الليل، راجع الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 4/115-وصححه من حديث أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرّت عيني فأنبئني عن كل شيء، قال: "كل شيء خلق من الماء"، وفي لفظ: "أن الله تعالى خلق كل شيء من الماء".وروى السُّدي-المغني عن حمل الأسفار 1/48-في تفسيره بأسانيد متعددة عن جماعة من أبناء الصحابة: "إنّ الله لم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء
القسم السادس: الخلاف حول ما يسمى حرية الكفر و الإكراه في الدين
يقول فريد الباجي ما نصه:"مسألة الإكراه في الدين وحرية الاعتقاد،فنحن نرى بجواز ذلك،ونعتقد أن قتالهم ليس لإدخالهم في الاسلام عنوة بخلاف إرادتهم"
أما أهل السنة فيقولون:
الله تعالى :{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}ومعنى حتى لا تكون فتنة : أي حتى لا يمنع الكفار من أراد الدخول في الإسلام من الدخول فيه ومعنى ويكون الدين كله لله : أي حتى يدخل الناس في دين الإسلام، وهذه الآية صريحة لكل ذي بصيرة في أن المقصود من قتال الكفار إدخالهم في دين الله الإسلام ومن رد هذا يكون رادا لنص القرءان قال الإمام النسفي في عقيدته : ورد النصوص كفر وقد نص الفقهاء من المذاهب الأربعة على أنه يجب على الإمام أي الخليفة أن يخرج على الأقل في السنة مرة لقتال الكفار إن لم يكونوا محتلين لأراضي المسلمين فإن كانوا محتلين أراضي المسلمين وجب أن يقاتلهم كل من استطاع لإجلائهم عنها.
فتبين أن المقصود الأصلي من الجهاد إخراج الناس من الكفر ليدخلوا في الإسلام ويدل على ذلك الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وهو حديث متواتر في إسناده العشرة المبشرون بالجنة يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: [أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام] ا.هـ فتبين لمن شرح الله صدره للحق أن المقصود من قتال الكفار إخراجهم من موجب الشقاوة الأبدية وهو الكفر إلى موجب السعادة الأبدية وهو الإيمان ولا شك أن من مقتضيات الحكمه إلزام الناس لما هو سبب لسعادتهم وإلزامهم بترك أسباب الشقاء والعذاب وإلا فما معنى إقامة الحد على الزانيين ولو كانا راضيين وما معنى قتل المرتد إن لم يرجع إلى الإسلام بعد الاستتابة وجوبا على الخليفة أو من يقومُ مقامه فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :[ من بدل دينه فقتلوه] فأين هؤلاء الذين يدعون العلم والإرشاد والدعوة إلى الله ويقولون الإسلام جاء بحرية الفكر والعقيدة وأن الجهاد في الدين إنما هو جهاد دفاع وسياج لا جهاد إلزام للغير حتى يدخلوا في دين الله أين هم مما ذكرنا من القرءان والحديث وماذا بعد الحق إلا الضلال.
وقد روى البيهقي أن رجلا قتل أم ولد له فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : من فعل ذلك فجاء الرجل وقال أنا يارسول الله كانت تقع فيك فازجرها فلا تنزجر ثم إنها وقعت فيك في ليلة فأخذت المغول ووضعته على بطنها وتحاملت عليه حتى قتلتها فقال النبي : اشهدوا أن دمها هدَر ٌ. أ.هـ وثبت أن الرسول حين أرسل أبا موسى الأشعري ومعاذَ بن جبل إلى اليمن وقال لهما: بشرا ولا تنفرا يسرا ولا تعسرا وأوصاهما بالتطاوع فكانا ملتزمين بوصية رسول الله ثم إن معاذا جاء ليزور أبا موسى الأشعري فوجد رجلاً مكبلاً بالحديد فقال ما شأن هذا قيل له هذا كان مسلما ثم ارتد يهودياً فقال : لا أنزل عن دابتي حتى يقتل فقتل فأين هؤلاء المدعون من هدي النبي وصحبه ,وقد ثبت أن أبا بكر قتل إمرأة ارتدت ومعلوم عند أدنى من مارس علم العقيدة والأحكام إثبات أحكام المرتدين فمن قال بما يسمونه حرية الفكر والرأي والتعبير يكون هادما للنصوص وسادا لباب من أبواب الدين هو أحكام المرتدين المتفق عليه عند كل المجتهدين.
وقد أرسل أبو بكر جيش المسلمين لقتال المرتدين الذين كانوا في بلدهم ولم يعلنوا الحرب على المسلمين وكانوا في ديارهم في اليمن تابعي مسيلمة الكذاب وكان على رأس جيش المسلمين خالد بن الوليد وفي الجيش علي بن أبي طالب أعلم الصحابة فهزم المسلمون المرتدين وقتلوا منهم عشرة ءالاف وقتل من المسلمين نحو خمسمائة فماذا يقال عن تصرف أبي بكر هذا إلا أنه الحق ثم كيف توسع الإسلام وانتشر في أيام عثمان حتى وصل المسلمون في فتوحاتهم إلى الصين شرقا وإلى طنجة في المغرب الأقصى وقد غزا رسول الله سبع عشرة غزوة بعد أن أُذن له بالقتال قال الله تعالى :{ تقاتلونهم أو يسلمون} هذا في حق الكفار غير أهل الكتاب أما أهل الكتاب فقد نزل فيهم قول الله تعالى في سورة التوبة : {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}.
وأما قول الله تعالى : {لا إكراه في الدين} فقد نزل قبل ءايات الجهاد ونسخ بها وقال بعد العلماء :هو خاص بأهل الكتاب الذين إذا امتنعوا من القتال ودفعوا الجزية لإمام المسلمين ترك قتالهم.
وقوله تعالى :[ لست عليهم بمسيطر] معناه :لا تستطيع يامحمد أن تسيطر على قلوبهم فتقلبها من الكفر إلى الإيمان كما قال تعالى : [ليس عليك هداهم] معناه: لا تستطيع خلق الهداية في قلوبهم لأن الخلق بيد الله.
وأما قوله تعالى:{ لكم دينكم ولي دين }فهو تهديد ووعيد وليس تخييرا معناه: أيها الكفار لكم دينكم الباطل فاتركوه ولي ديني الصحيح وهو الإسلام فاتبعوه.
أما قوله تعالى في سورة الكهف: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فهو تهديد يفهم ذلك من سياق الآية إذ تكملتها {إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا}.
ثم إني لأ عجب من هؤلاء المغفلين الذين يستحسنون القوانين الوضعية التي تمنع من سب الرؤساء وغير ذلك من ابداء الآراء المخالفة للأنظمة الوضعية وسجن من يفعل ذلك أو معاقبته بغير ذلك ولا يستحسنون ما أنزل الله في القرءان صريحا وما أوحى به لنبيه صلى الله عليه وسلم نسأل الله أن يثبتنا على سبيل وسنة. والله أعلم وأحكم


هكذا ننهي الرد المحكم على مزاعم فريد الباجي و أوردنا ردوداً على 6 مسائل خالف فيها فريد الباجي رئيس جمعية دار الحديث في تونس أهل السنة و الجماعة وهي:
1-      الخلاف حول معاوية
2-      الخلاف حول تكفير المجسم
3-      الخلاف حول تأويل استوى بـ "استولى"
4-      الخلاف حول نسبة الصغائر التي ليس فيها خسة أو دنائة للأنبياء عليهم السلام
5-      الخلاف حول ما يُسمى "أولوية النور المحمدي"
6-      الخلاف حول مسألة الإكراه في الدين و ما يسمى حرية الإعتقاد

نذكر أن هذا المقال لا يتعرض لشخص فريد الباجي إنما نرد على بعض الملابسات التي ذكرها في مقالاته, نسأل الله العليّ العظيم أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه و أن يتقبل عملنا هذا
والله أعلم بالصواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق