الاثنين، 17 نوفمبر 2014

بحث في علوم الحديث

بحث في علوم الحديث
إعداد طلبة الشعبة الثانية
الفصل الدراسي الأول_ 1427_1428هـ

  مفردات البحث :
·       دراسة لنشأة الحديث كعلم باختصار
نشأة علوم الحديث باختصار ، والغرض منه
تدوين الحديث والفرق بين تدوينه وتصنيفه ، والتعريف بالجوامع والمسانيد والمعاجم والسنن والمستدركات
أهمية السنة النبوية ومكانتها في التشريع ، والرد على الطاعنين
_____________________________________________________

دراسة موجزة لبعض مسائل علوم الحديث
تعريف الحديث
أقسام الحديث باعتبار قبوله
تعريف الحديث الصحيح والحسن ، وحكم العمل بهما
كتب الصحيح ، ومظان الحسن
تعريف الحديث الضعيف وحكم العمل به ، ومظان الضعيف
_____________________________________________________

التعريف بأهم كتب الحديث وشروحها
صحيح البخاري ، شروحه ، أهميته
صحيح مسلم ، شروحه ، أهميته
عمدة الأحكام ، شروحه ، أهميته
التعريف بجهود العلماء في خدمة الحديث ، والتمثيل بابن حجر (رحمه الله)
نبذة موجزة عن تخريج الحديث ، وأشهر الطرق في ذلك
_____________________________________________________

كلمة الباحثين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ونبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فهذا بحث مختصر في علوم الحديث ويشمل : دراسة لنشأة وتدوين الحديث وعلومه ، ودراسة موجزة لبعض مسائل علوم الحديث ، وكذلك التعريف بأهم كتب الحديث وشروحها ، والتعريف بجهود العلماء في تخريج الحديث ، وأشهر الطرق في ذلك ، وقد أخذ ذلك من المراجع ، ومن بعض المواقع في الانترنيت الموضحة في نهاية البحث ، فما كان في هذا البحث من صواب فهو عند الله سبحانه وتعالى ، وما كان فيه من نقص أو خلل فهو من أنفسنا والشيطان ، ونسأل المولى عز وجل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يجنبنا الخطأ والنسيان ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

تدوين الحديث :
1- في عهد النبي e نهى عن كتابة الحديث فقال : - (لا تكتبوا عني غير القرآن  ومن كتب عني غير القرآن  فليمحه) , ثم أذن e في كتابته فكان عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- يكتب ، وأذن لرجل آخر فقال : اكتبوا لأبى شاة .
وكان من أسباب النهي : خشية اختلاط  الحديث بالقرآن ، خاصة وأن الصحابة كانوا حديثي عهد بالإسلام , ولصرف هممهم لحفظ القرآن الكريم وكتابته ، هذا مع قلــة ما بأيديهم من وسائل الكتابة . 
2- بعد وفاة النبي e . 
أ- كاد القرن الأول الهجري  أن ينتهي , ولم يُصدر أحد من الخلفاء أمره بجمع الحديث وتدوينه إلأ إن عمر بن الخطاب t , أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي e في ذلك فأشاروا عليه بان يكتبها , فطفق عمر يستخير الله تعالى شهراً ثم أصبح يومًا , وقد عزم الله له , فقال : )) إني كنت أريد ان اكتب السنن , واني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا , فأكبوا عليها , وتركوا كتاب الله , واني والله لا أشوب ولا أخلط كتاب الله بشيء أبداً)) ومن خلال ما ذكره عمر t نجد أن هذا الأمر أوكل إلى حفظ العلماء والرواة وضبطهم , وبعض الكتابات الفردية , وكان مرور مثل هذا الزمن الطويل  كفيلا بتركيز القرآن وتثبيته في نفوس الناس , فقد أصبح يتلوه القاصي والداني ,  ويعرفه الخاص والعام ,  ولا يختلف فيه أحد أويشك في شيء من آياته , كما كان  مرور هذا الزمن الطويل أيضا كفيلا بأن يذهب بكثير من حملة الحديث من الصحابة  والتابعين في الحروب والفتوحات , وأن يتفرقوا في الأمصار , مما هيأ لأهل الأهواء والبدع – الذين ظهروا في هذه الفترة – أن يزيدوا في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم –وأن يدخلوا فيه ما ليس منه مما يؤيد بدعتهم ويلبي انحرافهم , كما أن انتشار الإسلام وتوسع الدولة الإسلامية جعل العرب يختلطون  بغيرهم من الأعاجم في البلدان المختلفة مما نتج عنه قلة الضبط في نقل حديث رسول الله e بسبب ضعف ملكة الحفظ عند الناس .
ب- وفي العام التاسع والتسعين للهجرة تولى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه خلافة المسلمين , فنظر إلى الأحوال والظروف التي تمر بها الأمة , فرأى أن يقوم بكتابة الحديث وتدوينه حفاظاً عليه من الضياع والتحريف , حيث أن المانع الذي  كان يمنع تدوين الحديث قد زال , ومصلحة المسلمين باتت تستدعي جمع الحديث  وتدوينه .
فكتب إلى عماله وولاته يأمرهم بذلك , حيث أرسل إلى أبي بكر ابن حزم – عامله وقاضيه على المدينة – قائلا له : " انظر ما كان من حديث رسول الله e فاكتبه , فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء"،  وطلب منه أن يكتب ما عند عَمْرة بنت عبد الرحمن الأنصارية, والقاسم بن محمد بن أبي بكر, وكتب إلى علماء المسلمين في الأمصار المختلفة : " انظروا إلى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاجمعوه " وكان ممن كتب إليهم الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أحد الأئمة الأعلام , وعالم أهل الحجاز والشام المتوفى سنة 124هــ , وبعث عمر إلى كل  أرض له عليها سلطان ديواناً مدونة به الأحاديث , وكانت  هذه هي المحاولة الأولى لجمع الحديث وتدوينه بشمولٍ واستقصاء, وكان تدوين الإمام الزهري للسنة عبارة عن جمع ما سمعه من أحاديث الصحابة وفتاوى التابعين , وهذا ما يقتضيه طبيعة البدء في كل أمر جديد , وبذلك مهّد الإمام الزهري الطريق لمن أعقبه من العلماء والمصنفين ووضع حجر الأساس في تدوين السنة في كتب خاصة .
ثم نشطت حركة التدوين بعد ذلك , و أخذت في التطور والازدهار , وتعاون الأئمة والعلماء في مختلف الأمصار, فكتب ابن جريج بمكة , وكتب مالك وابن إسحاق بالمدينة ، وكتب سعيد بن أبي عروبة والربيع بن صبيح وحماد بن سلمة بالبصرة ,  وكتب سفيان الثوري بالكوفة , وكتب أبو عمرو الأوزاعي بالشام , وكتب عبد الله بن المبارك بخراسان ,  وكتب معمر باليمن , وغيرهم من الأئمة , وكانت طريقتهم  في التدوين هي جمع أحاديث كل باب من أبواب العلم على حدة , ثم ضم هذه الأبواب بعضها إلى بعض في مصنف واحد , مع ذكر أقوال الصحابة والتابعين , ولذلك حملت المصنفات الأولى في هذا الزمن عناوين مثل :" مصنف "  و " موطأ " و  " جامع  " .
ج- ثم جاء القرن الثالث فحدث طور آخر من أطوار تدوين السنة تجلى في إفراد حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم –  بالتصنيف  دون غيره من أقوال الصحابة والتابعين , فألفت المسانيد التي جمعت أحاديث كل صحابي على حدة , من غير مراعاة لوحدة الموضوع , كمسند الإمام أحمد , ومسند إسحاق بن راهويه , ومسند عثمان بن أبي شيبة وغيرها من المسانيد , ولم تقتصر هذه المسانيد على جمع الحديث  الصحيح بل احتوت على الصحيح وغيره ولم ترتب على المواضيع مما جعل الإفادة منها والوقوف على أحاديث مسألة معينة من الصعوبة بمكان إلا على أئمة هذا الشأن , خصوصا وأنها لم ترتب  على أبواب الفقه , مما حدا بإمام المحدثين في عصره محمد بن إسماعيل البخاري أن ينحو بالتأليف منحى جديدا  اقتصر فيه على الحديث الصحيح فحسب دون ما عداه , فألف كتابه الجامع الصحيح المشهور بـ "صحيح البخاري" , وجرى على منواله معاصره وتلميذه الإمام مسلم بن الحجاج القشيري فألف صحيحه المشهور بـ " صحيح مسلم " وقد رتبا صحيحيهما على أبواب الفقه تسهيلا على العلماء والفقهاء عند الرجوع إليهما لمعرفة حكم معين , فكان لهذين الإمامين  الفضل بعد الله عز وجل في تمهيد الطريق أمام طالب الحديث ليصل إلى الحديث الصحيح بأيسر الطرق  .
وقد تابعهما في التأليف على أبواب الفقه أئمة كثيرون سواء ممن عاصرهم أو ممن تأخر عنهم , فألفت بعدهما السنن الأربعة المشهورة وهي سنن أبي داوُد, والنسائي , والترمذي , وابن ماجه , إلا أن هؤلاء الأئمة لم يلتزموا الصحة كما التزمها الإمامان البخاري ومسلم , فوجد في هذه المؤلفات الصحيح وغيره , وإن كان الصحيح هو الغالب .
وقد اعتبر العلماء القرن الثالث الهجري أزهى عصور السنة وأسعدها بالجمع والتدوين , ففيه دونت الكتب الستة التي اعتمدتها الأمة فيما بعد , وفيه ظهر أئمة الحديث وفيه نشطت رحلة العلماء في طلب الحديث , ولذلك جعل كثير من أهل العلم هذا القرن الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من نقاد الحديث .
وبانتهاء هذا القرن كاد أن ينتهي عصر الجمع والابتكار في التأليف , فقد اقتصر دور العلماء في القرون التالية على الكتب المدونة, وقلت بينهم الرواية الشفهية .
ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن تدوين الحديث النبوي قد مر بمراحل منتظمة , وأطوار متلاحقة  , حققت حفظه , وصانته من العبث والضياع , وكان لجمع  الحديث وتدوينه  أعظم الأثر في تسهيل الطريق للاجتهاد والاستنباط , وبهذا تعلم مقدار الجهد العظيم الذي بذله الأئمة في جمع السنة وتبويبها  , حيث  تركوا لنا أثرا عظيما في عشرات المصنفات والدواوين , حتى أصحبت هذه الأمة تمتلك أغنى تراث عرفته البشرية ,  فجزى الله أئمة الإسلام عنا خير الجزاء .
الفرق بين تدوين الحديث وتصنيفه :
التدوين : هو كتابة الحديث النبوي، وهو ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة.
أما التصنيف: فهو كتابة الحديث مرتبا ومبوبا في كتاب يجمعه.
وللتصنيف أنواع عدة ، فقد نوع المحدثون التصانيف وتفننوا فيها مما يجعل تصانيفهم بتنوعها هذا ملبية للمطالب التي يتطلع إليها العلماء والباحثون في المراجع وأهم أنواع التصنيف الأنواع التالية :
التعريف بالجوامع والسنن والمسانيد والمعاجم والمستدركات : 
تعريف الجوامع :   
الجامع لغة :- الشامل والوافي
واصطلاحاً :-  هو كتاب الحديث المرتب على الأبواب الذي يوجد فيه  أحاديث في جميع  موضوعات الدين  وأبوابه وعددها  ثمانية أبواب رئيسيه هي :
العقائد,  الأحكام , السير , الآداب , التفسير , الفتن , أشراط الساعة , المناقب
الســـنن :    
هي كتب الحديث المرتبة على الأبواب الفقهية ولا تشتمل إلا على الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم غالبا ومنها: سنن أبــي داوود, سنن الترمذي وهو الجامع  الصحيح واشتهر بالسنن لاعتنائـه بأحاديـث الأحكام سنن النســــائي, سنن ابن ماجة .
المســــانيد:
جمع مسند . والمسند لغة: ما ارتفع عن الأرض وعلا عن السطح. 
وهي الكتب التي تذكر فيها الأحاديث مرتبة حسب  أسماء رواتها من الصحابة مرتبة على حروف الهجاء أو السوابق الإسلامية أو تبعا للأنساب وأشهرها مسند أحمد ومسند أبي يعلي الموصلي.
المعاجـــم :   
وهي كتب تذكر فيها الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو القبائل , ويغلب أن ترتب على حروف المعجم . وأشهرها معاجم الطبراني الثلاثة:- الكبير والأوسط والصغير, الأول مرتب على أسماء الصحابة ، والثاني والثالث رتبها الطبراني على أسماء شيوخه.
المستدركات :  
 المستدرك :هو الكتاب الذي جمع فيه مؤلفه الأحاديث التي استدركها على كتاب آخر مما فاته على شرطه وأشهرها: المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم ، ولكنه ألزم الشيخين بإخراج أحاديث لا تلزمهما لضعف رواتها عندهما.
أهمية السنة النبوية :
 السنة : هي الأصل الثاني من أصول الإسلام ، والواجب على جميع المسلمين الأخذ بها , والاعتماد عليها ، والاحتجاج بها إذا صح السند عن رسول الله e .
وقد دل على هذا المعنى آيات كثيرات من كتاب الله  , وأحاديث صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فمن القران الكريم قوله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } وقال جل وعلا : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }
ومن السنة : ما رواه الشيخان البخاري ومسلم رحمة الله عليهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي e قال : (( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني )) كما دل على هذا المعنى إجماع أهل العلم قاطبة على وجوب الأخذ بها والإنكار على من أعرض عنها أو خالفها.
الرد على الطاعنين :  
قامت محاولات على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعده للتشكيك بقيمة السنة ، أمثال ما حدّث به عبد الله بن عمرو ، قال : (( كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله e أريد حفظه ، فنهتني قريش ، فقالوا : إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله e وهو بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتابة ، فذكرت ذلك للرسول e فقال : ( اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق ) ، وربما كان من ردود الفعل لموقف قريش هذا من السنة قول النبي e وهو يحذر من مغبة تركها : (لا ألفين أحدكم على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا ندري ما وجدنا في كتاب الله ابتعناه ) ، وقد ظهرت بعد ذلك بعض الفرق المنحرفة التي ردت بعض السنة لطعنهم ببعض الصحابة ، أو لتقديم العقل عليها (وبالمقابل وضعت بعض الفرق أحاديث تأييدا لمذهبها ظهرت عليها علامات الوضع وميزها العلماء)
وقد حاولوا بعد ذلك أن تُصبغ هذه الدعوة الهادمة بصبغة علمية على يد أتباعهم بعد حين ، فاستدلوا لها بأن القرآن نزل تبياناً لكل شيء ، وأمثالها من الأدلة التي ذكرها الشافعي في كتابه الأم ورد عليها بأبلغ رد ، وخلاصة ما جاء في رده : ( إن القرآن لم يأت بكل شيء من ناحية ، وفي الكثير مما يحتاج إلى بيان من ناحية أخرى ، وسواء في ذلك العبادات والمعاملات ، ولا يقوم بذلك إلا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بحكم رسالته التي عليه أن يقوم بها ، وفي هذا يقول الله تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } ، ثم يقول ( لو رددنا السنة كلها لصرنا إلى أمر عظيم لا يمكن قبوله ، وهو أن من يأتي بأقل ما يسمى صلاة أو زكاة ، فقد أدى ما عليه ، ولو صلى ركعتين في كل يوم أو أيام إذ له أن يقول ما لم يكن فيه كتاب الله ، فليس على أحد فيه فرض ، ولكن السنة بينت  لنا عدد الصلوات في اليوم وكيفياتها ، والزكاة وأنواعها  ومقاديرها ، والأموال التي تجب فيها ) .
والحقيقة أن الـمناقشة في حجية السنة أو إنكارها مناقشة في الضروريات الدينية وإنكار لها ، وليس لنا مع منكر الضروري من الدين حساب ، لأنه خارج عن طبيعة رسالتنا بحكم خروجه عن الإسلام ، يقول الشوكاني : ( والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ، ولا يخالف في ذلك إلا من لاحظ له في دين الإسلام ) ويقول الخضري من المتأخرين : ( وعلى الجملة فإن حجية السنة من ضروريات الدين ، أجمع عليها المسلمون ونطق بها القرآن )
فالأمر في هذا واضح ، وكلام أهل العلم في هذا جلي ومعلوم ، وقد تكلم المتأخرون في هذا المقام كلاماً كثيراً كأبي العباس ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم ، وأوضحوا أن من أنكر السنة فقد زاغ عن سواء السبيل ، وأن من عظّم آراء الرجال وآثرها على السنة فقد ضل وأخطأ ، فما شهد له الكتاب والسنة أو أحدهما بالقبول قُبل ، وما لا فإنه يرد على قائله ، ومن آخر من كتب في هذا الحافظ السيوطي رحمه الله حيث كتب رسالة سماها : " مفتاح الجنة في الاحتفاء بالسنة " .فالسنة تشرح القرآن وتقيد مطلقه وتخصص عامه.
نشأة علم مصطلح الحديث : 
هذا العلم بتفصيلاته أنشأه المسلمون وسطرته أقلامهم وكتبته أيديهم بالآيات والأحاديث فوضعوا قواعد للحديث ، فأساس هذا العلم موجود في القرآن والسنة فمن القرآن قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق  بنبأ فتبينوا } فهذه الآيات تدعوا الى التثبيت في الخبر .
ومن السنة قال الرسول e ( بلغوا عني و لو آية) فقد أمر النبي e بالتبليغ عنه ونهاهم عن الكذب .
وهناك أدوار مر بها تدوين الحديث وعلم مصطلح الحديث :-
 1) دور النشأة :-
 ويبدأ هذا الدور بعد وفاة الرسول e ، وقد كان الصحابة لا يذكرون السند وعندما حصلت الفتنة في زمن عثمان رأى الصحابة أنه لا بد من التثبت في الأحاديث . ومما يدل على تثبتهم أنه عندما أخبر ابن عمر رضي الله عنهما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب ردت عائشة عليه ، وهذا يدل على التثبت في الأحاديث .  
(2) دور التكامل :   
و يبدأ من سنة (100هـ) إ إلى سنة (200هـ) وفي هذا الدور :
 1– تميزت الفرق الضالة وظهرت بدعتها فأصبحوا يروون أحاديث تؤيد مذهبهم وبدعتهم .
 2– تميز هذا الدور بطول سلسلة الإسناد وأدى إلى التوسع في الجرح والتعديل
3– كانت الرحلة لطالبي العلم ( الحديث ) فيرحلون من أجل أن يسمعوا مرويات الصحابة .
4– تميز بالتخصص في طلب علم الحديث .
 (3) دور انبثاق العلم :    
دور انبثاق العلم وكتابته موثوقا ويسمى ( العصر الذهبي)  وكان في هذا الدور أكابر  العلماء ( أحمد بن حنبل – ابن معين – وابن المدني ) .        
وفي هذا الدور دونت الأحاديث ودونت بعض المسائل في علم مصطلح الحديث . 
 (4) دور كتابة مصطلح الحديث :  لما وقعت الفتنة بدأ السؤال عن الإسناد كما نقل  ذلك مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين ,  وظهر بعد ذلك  علم الجرح  والتعديل في الكلام على الرواه على قلة الرواة المجروحين حينذاك ، ثم ظهر البحث  في ضبط الحديث وكيفية تحمله ومعرفة ناسخه ومنسوخه ، ثم بدأت الكتابة في المصطلح في ثنايا علوم أخرى ، ثم بدأت الكتابة  في المصطلح استقلالا ، ويبدأ هذا الدور من سنة (350هـ700هــ) وهو دور كتابة مصطلح الحديث في كتب خاصة .
وكان هذا الدور يتسم بما يلي :
أ –  محاولة جمع مسائل هذا العلم ، ولكن لم يتم استيعاب جميع المسائل .   
ب– كانوا يروونه بالسند وحصر دور التأليف في التبويب .
- وكان أقدم كتاب في علم مصطلح الحديث ( المحدث الفاصل بين الراوي والسامع) للرامهرمزي ت 360هـ .   
وتلاه الحاكم النيسابوري  405هـ وألف كتاب ( معرفة علوم الحديث ) .
(5)  دور النضج والاكتمال :              
يبدأ هذا الدور من سنة (700–  1000هـ) .
وفي هذا الدور ظهر كتاب (علوم الحديث ) لابن الصلاح 643هـ والمشهور بـ(مقدمة ابن الصلاح) وقد اعتنى به  العلماء مثل : ابن حجر وعكف الناس عليه وساروا  بسيره , فلا يحصى كم ناظم له ومختصر , ومستدرك عليه ، ومعارض له
، وظهرت بعد ذلك كتب أخرى .
تعريف علم الحديث
ينقسم علم الحديث إلى قسمين : 
* القسم الأول : * علم الحديث رواية *
تعريفه : هو علم يشتمل على أقوال النبي e وأفعاله وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها . وَيُبْحَث في هذا العلم عن رواية الأحاديث وضبطها ودراسة أسانيدها ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد ومعرفة شرحه ومعناه وما يستنبط منه من فوائد .
* القسم الثاني علم الحديث دراية *
ويطلق عليه مصطلح الحديث أو أصول الحديث أو علوم الحديث .
تعريفه : هو العلم بقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول أو الرد ، أو : هو القواعد المُعَرّفة بحال الراوي والمروي .
فعلم الحديث دراية يوصل إلى معرفة المقبول من المردود بشكل عام أي بوضع قواعد عامة ، وأما علم رواية الحديث فإنه يبحث في هذا الحديث المعين الذي تريده فَيُبَيِّن بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود ، ويضبط روايته وشرحه ، فهو إذاً يبحث بحثاً جزئياً تطبيقياً ، فالفرق بينهما كالفرق بين النحو والإعراب ، وكالفرق بين أصول الفقه وبين الفقه .
* تعريف الحديث : هو ما أضيف إلى النبي e من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلْقية أو خُلُقية . ويشمل أيضاً ما أضيف إلى الصحابة والتابعين .
* تعريف الخبر : قيل هو مرادف للحديث , وقيل مغاير له , فالحديث ما جاء عن النبي e والخبر ما جاء عن غيره , وقيل : أعم منه ، أي : أن الحديث ما جاء عن النبي e والخبر ما جاء عنه أو عن غيره . 
أقسام الحديث باعتبار قبوله : 
1 – صحيح :  
الصحيح لغةً : ضد السقيم (المريض).
واصطلاحاً : هو ما اتصل سنده [1] بنقل العدل الضابط [2] عن العدل الضابط من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ [3] ولا علة [4].
حكمه : وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يعتد به من الأصوليين والفقهاء , فهو حجة من حجج الشرع لا يسع المسلم ترك العمل به .
مراتب الصحيح باعتبار مصنفات المشاهير مراتب سبع وهي :
1 – ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم (متفق عليه ) .
2 – ما تفرد به البخاري .
3 – ما تفرد به مسلم .
4 – ما كان على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيح ، قال الإمام النووي : ( والمراد بقولهم : على شرطهما أن يكون رجال إسناده في كتابيهما – أي في صحيح البخاري وصحيح مسلم – لأنه ليس لهما شرط في كتابيهما ولا في غيرهما ) .
5 – ما كان على شرط البخاري ولم يروه في صحيحه .
6 – ما كان على شرط مسلم ولم يروه في صحيحه .
7 – ما صححه غيرهما من العلماء وليس على شرط واحد منهما .
2 – حسن :
تعريفه لغةً : هو صفة مشبهة من الحسن بمعنى الجمال .
واصطلاحاً : ما اتصل سنده بنقل عدلٍ خفيف الضبط من غير شذوذ ولا علة . فالراوي في كلا النوعين من الحديث (الصحيح والحسن) عدل لكن ضبطه في الحسن أقل من ضبطه في الصحيح وليس تاماً مثله . وسمي بهذا الاسم لأن حسنه من داخله لا لشيء خارج عنه ، وإذا أطلق لفظ الحسن فإنه ينصرف إلى الحسن لذاته .
حكمه :
هو كالصحيح في الاحتجاج به , وان كان دونه في القوة لذلك احتج به جميع الفقهاء , وعملوا به , وعلى الاحتجاج به معظم المحدثين والأصوليين , إلا من شذ من المتشددين .
وقد أدرجه بعض المتساهلين في نوع الصحيح كالحاكم وابن حبان وابن خزيمه مع قولهم بأنه دون الصحيح .
صحيح لغيره :
هو الحسن لذاته إذا رُويَ من طريق أخر مِِِثله أو أقوى منه.
وسمي صحيحاً لغيره لأن الصحة لم تأت من ذات السند , وانما جاءت من انضمام غيره له.
مرتبته : هو أعلى مرتبة من الحسن لذاته, ودون الصحيح لذاته.
حسن لغيره :
هو الضعيف إذا تعددت طرقه , ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه .
يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقي إلى درجة الحسن لغيره بأمرين هما :
-أن يروى من طريق آخر فأكثر ,على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه .
-أن يكون سبب ضعف الحديث إما حفظ بضعف راويه أو انقطاع في سنده أو جهالة في رجاله .
مرتبته : الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته . وينبني على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره قُدم الحسن لذاته .
حكمه : هو من المقبول الذي يحتج به.
الحديث الضعيف :
تعريفه لغةً : ضد القوي ، والضعف حسي ومعنوي ، والمراد هنا الضعف المعنوي
واصطلاحاً : عرفه ابن الصلاح بأنه : ( كل حديث لم يجتمع فيها صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن ) .
حكم العمل بالحديث الضعيف :
اختلف العلماء في العمل بالحديث الضعيف , والذي عليه جمهور العلماء أنه يستحب العمل به في فضائل الأعمال [5] لكن بشروط ثلاثة , أوضحها الحافظ ابن حجر وهي :
-      أن يكون الضعف غير شديد.
-      أن يندرج الحديث تحت أصل معمول به.
-      أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
مظان الحديث الصحيح :-
أول مصنف في الحديث الصحيح المجرد صحيح البخاري , ثم صحيح مسلم . وهما أصح الكتب بعد القرآن وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول .
أما بقية الأحاديث الصحيحة التي فاتت البخاري ومسلم فنجدها  في الكتب المعتمدة والمشهورة ، كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ، ومستدرك الحاكم ، والسنن الأربعة ، وسنن الدار قطني والبيهقي وغيرها .
مظان الحديث الحسن :-
لم يفرد العلماء كتباً خاصة بالحديث الحسن المجرد  كما أفردوا الصحيح المجرد في كتب مستقلة  لكن  خناك كتب يكثر فيها  وجود الحديث الحسن فمن أشهر هذه الكتب  جامع الترمذي:- المشهور  بـ (( سنن الترمذي )) ، وسنن أبي داود , وسنن الدارقطني . 
مظان الحديث الضعيف :
وتنقسم إلى قسمين :
1)- الكتب التي صنفت في بيان الضعفاء مثل : كتاب الضعفاء للعقيلي وابن حبان .
2)- الكتب التي صنفت في أنواع من الضعيف مثل : كتاب الـمراسيل لأبي داود ، وكتاب العلل للدار قطني[6]، والعلل لأبن المديني ، والعلل لابن أبي حاتم .
* ومنها مسند الفردوس ، وتاريخ دمشق ، إذا انفردت بحديث فيكون في الغالب ضعيفاً .
  * وأيضاً كتب الفتن والملاحم والتفسير والتاريخ وكتب الزهد والوعظ فتكثر فيها الأحاديث الضعيفة .
ترجمة مختصرة للإمام البخاري :-
هو إمام الأئمة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري ، أصله فارسي فقد كان جده المغيرة مولى لليمان البخاري والي بخارى .
فانتسب إليه بعد إسلامه . ولد ببخارى سنة 194هـ ونشأ يتيماً ، حفظ القرآن ، وأخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة ، وأخذ بعد ذلك في رحلاته لطلب العلم ، قال فيه الترمذي :" لم أر في العلل والرجال أعلم من البخاري " توفي سنة 256هـ بـ"خرتنك" قرية بالقرب من بخارى .
 الجامع الصحيح للإمام البخاري
( أ ) التعريف به : أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه ، هو : " الجامع الصحيح للإمام البخاري " قال الذهبي :" وأما جامع البخاري الصحيح ، فأجل كتب الإسلام ، وأفضلها ، بعد كتاب الله تعالى ، فلو رحل الشخص لسماعه من ألف فرسخ لما ضاعت رحلته( لقد رحلوا في حديث واحد الأيام العديدة ، فكيف بكتاب فيه الآلاف من الأحاديث الصحيحة) وكان هذا الكتاب أول كتاب جمع الأحاديث الصحيحة مجردة من غيرها ،قال الكتاني رحمه الله :" وأول من صنف في الصحيح المجرد على ما قاله غير واحد : الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله وكانت الكتب قبله مجموعة ممزوجاً فيها الصحيح وغيره" وهو أصح كتاب بين أظهرنا بعد كتاب الله " ولقد دفعه لتأليف هذا الكتاب وحثه عليه شيخه إسحاق بن راهويه قال البخاري :" كنا عند إسحاق بن راهوية ، فقال : لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فوقع ذلك في قلبي ، فأخذت في جمع الجامع الصحيح". ابتدأ تأليفه بالحرم الشريف ، ولبث في تصنيفه ست عشرة سنة ، وأتمه ببخارى ، وما كان يضع فيه حديثاً إلا بعد أن يغتسل ، ويصلي ركعتين ويستخير الله في وضعه، روى الغربري عن البخاري قال :" وما أدخلت في الصحيح حديثاً إلا بعد أن استخرت الله تعالى ، وتيقنت صحته " .
لقد اقتصر في جامعه على الصحيح ، ولكنه لم يستوعب كل الصحيح من الحديث فقد ترك من الحديث الصحيح أكثر مما أثبته ، لئلا يطول الكتاب وقد راجعه ونقحه وعرضه على أقرانه فاستحسنوه كالأئمة أحمد بن حنبل ، وابن المديني ، ويحيى بن معين, وتلقته الأمة بالقبول .
(ب) عدد أحاديثه :
وجميع ما في صحيح البخاري بلا تكرار : أربعة آلاف حديث ، وقيل : (2761) مع المعلقة ، وبدونها (2601) .
وجميع ما في صحيح البخاري بالمكرر : ( 9082 ) حديثاً ، وعددها سوى المعلقات والمتابعات (7397) .
( ج ) ترتيبه ، وأبوابه :
رتب البخاري أحاديثه على الموضوعات ، والأبواب ، فكان أسوة المحدثين ، فنسجوا على منواله، واتبعوه في ترتيبه [7].
وكانت عدة مجموع الكتب 97 كتاباً ، وقسم كل كتاب من هذه الكتب إلى أبواب ، ومجموع الأبواب يبلغ 3405 باباً .
( د ) أهميته ومزاياه وخصائصه :
1)  أن أحاديثه صحيحة ، ليس فيها من ضعيف ، ولا حسن .
2) أن أحاديثه متصلة الإسناد وما وقع فيه غير موصول فهو عرض قليل وصله البخاري في صحيحه ، وما لم يصله البخاري وصله الحافظ ابن حجر في كتابه : " تغليق التعليق " والمعلقات يذكرها البخاري اختصارا ، وما جزم به فهو صحيح عنده
3) هذا الكتاب مختصر للصحيح من الحديث ، ولم يستوعب كل الصحيح ، فقد قال عنه نفسه وعن كتابه : ( أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، ولم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا ، وما تركت من الصحيح أكثر ، وخرجته من ستمائة ألف حديث ، وصنفته في ست عشرة سنة ، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله سبحانه)
4) في الكتاب تكرار للأحاديث ، وتقطيع لها ، وذلك لأن الحديث الواحد قد يتضمن أحكاماً عديدة ، فيورده في مواطن متعددة من الكتاب وتحت عناوين مختلفة تناسب الحكم المستنبط ، لذلك قال ابن حجر : " تقرر أن البخاري لا يعيد الحديث إلا لفائدة ، لكن تارة تكون في المتن وتارة في الإسناد ، وتارة فيهما ، فلا يوجد في كتابه حديث على صورة واحدة في موضعين فصاعدا، إلا نادراً .
5) أنه كتاب حديث وفقه واستنباط ، لا يقتصر على سرد الحديث ،بل يتعداه إلى فقهه وشرحه ودراسته ، وأحياناً يربط الترجمة – العنوان – بالحديث والآية ، فيغدو باحثاً ومقررا مثال ذلك : " باب المعاصي من أمر الجاهلية ، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : " إنك امرؤ فيك جاهلية " وقول الله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة بن واصل الأحدب,عن المعرور قال : لقيت أبا ذر بالربذة ، وعليه حلة ، وعلى غلامه حلة فسألته  عن ذلك فقال : إني ساببت رجلا فعيرته بأمه ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس, ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كفلتموهم فأعينوهم " .
5) لقد حظي كتاب البخاري بألوان من التحقيق والخدمة ، شرحاً وتعريفاً لرجاله
وفهرسة ما لم يحظ به كتاب آخر من كتب الحديث [8].
( هـ ) شروح صحيح البخاري :
هناك شروح للكتاب كثيرة جداً ، وقد ذكر صاحب " كشف الظنون " اثنين وثمانين شرحاً ، ومنها :
1)  " فتح الباري في شرح صحيح البخاري" لابن حجر العسقلاني 852هـ يقع في ثلاثة عشر مجلداً ، ومقدمته تقع في مجلد ضخم ، قل أن يكتب مثلها في تقديم كتاب .
2)        " عمدة القاري " في شرح صحيح البخاري " للإمام العيني محمود بن احمد 855هـ .
3)        " التوشيح على الجامع الصحيح " للسيوطي 911 هـ .
4)        " إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري " للقسطلاني أحمد بن أبي بكر 923هـ .
5)  " تحفة الباري لشرح صحيح البخاري " لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري 926هـ وهو مطبوع مع كتاب " إرشاد الساري " للقسطلاني .
ومنها : أعلام السنة للإمام الخطابي , والكواكب الدراري للكرماني .
( و ) مختصرات صحيح البخاري :
له مختصرات كثيرة وأهم هذه المختصرات : " التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح " للزبيدي 893 هـ , وعليه شرح الشرقاوي , وشرح صديق حسن خان وهما مطبوعان .
* كتب أخرى للإمام البخاري :
شغل الإمام البخاري في حفظ الحديث ، وتصنيفه ، منذ حداثة سنة، وكان يقول : " لما طعنت في ثمان عشرة سنة ، جعلت أصنف قضايا الصحابة ، والتابعين، وأقاويلهم ، في أيام عبيد الله بن موسى ، وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة " وعن البخاري قال : " كتبت عن أكثر من ألف رجل ".
فكان مما ألفه : كتابه " التاريخ الكبير " جمع فيه أسامي من روي عنه الحديث من زمن الصحابة إلى زمنه ، فبلغ عددهم قريباً من أربعين ألفاً ، بين رجل وامرأة ، وضعيف وثقة ، لكن جمع الحاكم من بين الأربعين ألفاً ممن ظهر جرحه فلم يزيدوا على مائة وستة وعشرين رجلاً ، وقال التاج السبكي :" إنه لم يسبق إليه ، ومن ألف بعده في التاريخ أو الأسماء أو الكنى فعيال عليه ".
وله أيضاً كتاب : " التاريخ الأوسط " و " التاريخ الصغير " .
وله كتاب " الأدب المفرد " في الحديث .
وكتاب " الكنى " وكتاب " الوحدان " وكتاب " الضعفاء "
ترجمة الإمام مسلم:-
هو آبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسا بوري , ولد بمدينة نيسا بور سنة "206هـ" وتوفي بها سنة "261هـ".
* كتب الإمام مسلم :
 صنف كتباً كثيرة منها :
1-         كتاب " الانتفاع بجلود السباع " .
2-         كتاب " الطبقات والكنى ومسند حديث مالك " .
3-         كتاب " الجامع الكبير " .
4-         كتاب " العلل " .
5-         كتاب " أوهام المحدثين " .
6-         كتاب " التمييز وطبقات التابعين" .
وصنف مسنداً كبيراً على الصحابة لم ينشر, والمسند الكبير على أسماء الرجال,
 وكتاب (من ليس له إلا راو واحد ).
* كتابه الجامع الصحيح :
هو ثاني كتب السنة بعد صحيح البخاري ، استغرق في تأليفه خمس عشرة سنة وأتمه عام 250هـ ، قال النووي في أول شرحه لصحيح مسلم إن أبا علي الحسين بن علي النيسابوري شيخ الحاكم قال :" ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم قد اختاره من 300.000 حديث " قال الإمام مسلم " صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة . والراجح أن صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم إلا إن مسلم فُضِل بحسب الصياغة والترتيب .
* مزاياه :
1-هو أحد الصحيحين المشهود لهما بعلو الرتبة وقد رتبه على ترتيب البخاري.
2- عدد أحاديثه يزيد على عدد أحاديث البخاري لكثرة طرقه ، فبلغت أحاديثه : أثنا عشر ألف حديث ، وقيل : ثمانية آلاف [9]، وعدد أحاديث بغير المكرر أربعة آلاف ، وبحسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي (3033) .
3-جرد الصحاح وأخرجها في كتابه وليس فيه ضعيف أو حسن بل كله صحيح ، وقد اشتمل على كثير من أحاديث البخاري ولكنه رواها من طرق أخرى بغير إسناده .
4- جمع طريق كل حديث في موضع واحد ، ليتضح اختلاف المتون وتشعب الأسانيد ويرتب الأسانيد بحسب قوتها ويقدم الأصح منها ويتبعها بأدنى منه رتبة.
5- تميز بدقة الترتيب ولم يضع لكتابه تراجم (عناوين ) كما صنع البخاري ، أما التراجم الموجودة في شرح مسلم فهي من وضع الإمام النووي رحمه الله وتبلغ (54) كتاباً ، وكل كتاب يحتوي على أبواب ، وتبدأ بكتاب الإيمان بحسب ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي.
6- أورد الأحاديث كاملة بأسانيدها في باب واحد فلم تنقطع عليه الأحاديث ولم يوزع أحاديثه على أبوب متعددة بل جمع الأحاديث المروية بأكثر من إسناد في باب واحد .
7- في الكتاب مقدمة واسعة في علم أصول الحديث استغرقت (144) صفحة في طبعة شرح النووي لصحيح مسلم ، تعرض فيها لسبب تأليفه الكتاب ، وبين مراتب الحديث وفداحة الكذب فيه والنهي عن رواية الضعفاء ، وتحدث عن الإسناد وأنه من الدين ، وذكر الحديث المعنعن والاحتجاج به .
8- اقتصر كتابه على الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون الموقوفة على الصحابة إلا نادراً فقد يذكرها تبعاً لا قصدا .
9- كان يفرق بين " حدثنا " وبين " أخبرنا " كما قال الإمام النووي ، فالأولى عنده للسماع ، والثانية عنده لما قريء على الشيخ ، وهذا الفرق هو مذهب الشافعي وأصحابه وجمهور أهل العلم بالمشرق .
10- العناية والدقة في إسناد لفظ الحديث والرواية ، كقوله " حدثنا فلان " واللفظ لفلان, وإذا كان بينهما اختلاف في حرف من متن الحديث ، أو صفة الراوي ، أو نحو ذلك فإنه يبينه ، وربما كان بعضه لا يتغير به معنى .
11- ليس في " صحيح مسلم " حديث معلق (قد حذف أول سنده) إلا في موضع واحد في التيمم حيث قال " وروى الليث بن سعد " فذكر حديث أبي جهم, وقد ذكر السيوطي مواضع أخرى لأحاديث معلقة إلا أنه قال عنها : إن مسلماً أوردها معلقة بعد أن أوردها متصلة, ولذا فلا تعتبر معلقة ومجموعها ستة عشر موضعاً ، والأحاديث المنتقدة إنما ذكرت في الشواهد والمقدمة .
3) شروح " الجامع الصحيح "
 إن شروح صحيح مسلم كثيرة نختار بعضاً منها :
1- المعلم بفوائد كتاب مسلم لمحمد علي المازري المتوفى 526 هـ .
2- كمال المعلم للقاضي عياض اليحصبي المتوفي سنة 544هـ .
3- صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط لابن الصلاح 643 هـ.
4- المفهم شرح تلخيص صحيح مسلم لابن العباس احمد بن عمر القرطبي 656هـ
5- المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج للإمام النووي المتوفى 676هـ.
6- إكمال كمال المعلم لمحمد بن خليفة الوشتاني المتوفى سنة 827 هـ .
7- منهل كمال الإكمال لمحمد بن محمد السنوسي المتوفى 895 هـ .
8-الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج للسيوطي المتوفى 911هـ .
9- وحاشية على صحيح مسلم للسندي المتوفى 1138 هـ
وقد اعتنى به العلماء من جهة أخرى فمنهم من اختصره وجرده من الأسانيد مثل مختصر صحيح مسلم للقرطبي , والجامع المعلم بمقاصد جامع مسلم للمنذري ، ومنهم من جمع بين الصحيحين في كتاب واحد كالجمع بين الصحيحين للبغوي ، وكذلك لابن الجوزي.
* الموازنة بين صحيح البخاري وصحيح مسلم :
1- البخاري أشد صحة في أحاديثه لاشتراطه ثبوت اللقي بين الراويين كي يحكم باتصال السند ، أما مسلماً فإنه يكتفي بإمكان اللقي وليس من الضروري أن يثبت اللقاء بين الراويين بل يكتفي بالمعاصرة بينهما .
2- البخاري يخرج عن الثقات من الدرجة الأولى في الحفظ والإتقان ويخرج عن طبقة تليها في التثبت ، ومسلم يخرج عن هذه أكثر .
3- أن ما طعن على البخاري من الأحاديث والرواة الذين أخرج لهم أقل مما طعن على مسلم ، وهذه الطعون وإن أجاب عنها العلماء لكن السلامة منها في الطبقة الأولى .
4-أن صحيح مسلم أيسر تناولاً وأنفع في التعرف على اختلاف الرواة في بعض ألفاظ الحديث . فصحيح البخاري أصح ، ولكن صحيح مسلم أفضل ترتيبا وأيسر تناولا .
* عمدة الأحكام شروحه وأهميته :
لا يخفى على طالب العلم ما نال كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي ت عام600هـ، من شهرة وعناية، واهتمام من العلماء قديما وحديثا، فهو من أهم مختصرات كتب أحاديث الأحكام خصوصا للمبتدئين ، جمعها من الصحيحين وعددها (500) حديث ، ولذا شرح الكتاب بشروح كثيرة جدا لكن للأسف جلها إما مفقود أو مخطوط ، وإليك بعضاً من هذه الشروحات:   
2- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن دقيق العيد ت(702هـ)
تحقيق أحمد شاكر/ عالم الكتب/ مجلد، وطبع غيرها.
2 –  النكت على العمدة في الأحكام / للعلامة الزركشي / مكتبة الرشد /تحقيق نظر الفاريابي/ مجلد.
3 –  الإعلام بفوائد عمدة الأحكام / للعلامة ابن الملقن / دار العاصمة / تحقيق عبد العزيز المشيقح/ في 11 مجلد.
4 –  العدة حاشية الصنعاني على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد/ للعلامة الصنعاني/ تحقيق محب الدين الخطيب وعلي بن محمد الهندي/ المكتبة السلفية / في 4مجلدات.

جهود العلماء في خدمة الحديث:-
اشتغلوا بجمع الحديث وألفوا الكتب في شرحه وبيان غريبه كما صنع ابن الأثير (رحمه الله) في كتابه (النهاية في غريب الحديث) ، واعتنوا ببيان حال الرواة كما صنع ابن أبى حاتم الرازي (ت327هـ) فقد ألف كتاب (الجرح والتعديل) استمده من كتاب التاريخ الكبير للبخاري ، وبدأه بمقدمه في التثبت في الأخبار ومن اشتهر بالنقد . ومنهم من ألف في بيان الأحاديث الموضوعة كابن الجوزي والسيوطي ، ومنهم من جعل فهرسا للأحاديث كالمزي (ت742هـ) فكتب فهرسا للكتب الستة أسماه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ) رتبه على المسانيد بحسب الأحرف للراوي ومن روى عنه ، ولابن حجر تعليقا عليه أسماه (النكت الظراف على الأطراف ) علق فيه على بعض الأحاديث واعتنى باختلاف الألفاظ .
وابن حجر إمام حافظ له كتب كثيرة منها :
1-   (فتح الباري) بدأه بمقدمه في مجلد واحد ذكر فيه الحكمة من تقطيع البخاري للحديث واختصاره وتكراره وإيراده الأحاديث المعلقة والآثار الموقوفة ، وضبط الأسماء المشكلة في الغريب , وتعريف شيوخ البخاري الذين أهمل نسبهم وذكر الأحاديث التي انتقدها الدارقطني وأجاب عنها ، وحصر الأبواب للأحاديث , وختمه بترجمة كاشفة عن خصائصه ومناقبه.
2-   (التلخيص الحبير) وهو تخريج لأحاديث شرح الوجيز للرافعي , لخصه من كتاب ابن الملقن (البدر المنير) في قدر الثلث ، وتتبع عليه الفوائد والزوائد من تخاريج أخرى .
3-   (تهذيب التهذيب) وهو تهذيب لتهذيب الكمال في علم الرجال (للمزي) اقتصر فيه على ما يفيد الجرح والتعديل خاصة وحذف ما عدا ذلك وهو نحو ثلث الكتاب ، واختصر في المشايخ والتلاميذ , ويحذف كثيراً من الخلاف في وفاة الرجل .
4-   تقريب التهذيب , وهو اختصار لكتاب التهذيب السابق فيذكر أصح ما قيل في الحكم على الراوي وطبقته . 
نبذة موجزة عن تخريج الحديث وأشهر الطرق في ذلك :
* الطريقة الأولى :
( عن طريق : الكلمات الغريبة أو الـمهمة في الحديث )
إن تخريج حديث ما حسب هذه الطريقة يفرض على الباحث أن يكون عارفاً بكلمات الحديث الغريبة ( أي الصعبة وقليلة الاستعمال ) ، أو الـمهمة ( أي الـمعبر بها عن مضمون الحديث ) .
وعندئذ يستفاد من كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي مثلا ، وهو فهرس للكتب الستة ومسند أحمد والدارمي وموطأ مالك .

* الطريقة الثانية :
( عن طريق أول متن الحديث ) ثم الرجوع إلى الكتب المؤلفة على الحروف مثل كتاب الجامع الكبير والصغير كلاهما للسيوطي ، والكتب في تخريج الأحاديث المشتهرة .
* الطريقة الثالثة :
( عن طريق الراوي الأعلى للحديث ) وهو الصحابي راوي الحديث .
* الطريقة الرابعة :
( عن طريق موضوع الحديث ) كأن يكون الحديث في الحج أو الجهاد الخ....
* الطريقة الخامسة :
( عن طريق صفة أو معنى في السند أو الـمتن ) كأن يكون الحديث مرسلا ، فيرجع مثلا لكتاب المراسيل لأبي داود .
* الطريقة السادسة :
( عن طريق : الاستقراء والتتبع ) باستخدام الطرق السابقة , والرجوع للفهارس وللكتب التي تجمع عددا كبيرا من الأحاديث مثل كتاب كنز العمال .
ومما استجد من الوسائل استخدام الحاسب الآلي في البحث عن الحديث .

الـمـــــــــــــــــــــــراجع
1 – تيسير مصطلح الحديث للدكتور / محمود الطحان
2- أصول التخريج ودراسة الأسانيد / محمود الطحان
3- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي / لمصطفى السباعي
4- تدوين السنة النبوية (نشأته وتطوره) / محمد مطر الزهراني
5 – تخريج الحديث ، نشأته ومنهجه ، تأليف الدكتور / محمد أبو الليث الخير آبادي (بتصرف)
3 – معالم السنة النبوية . تأليف الدكتور / عبد الرحمن عتر ، ( صحيح البخاري ومسلم)
6 – ( عمدة الأحكام وشروحه وأهميته ) الدكتور / عبد الرحمن السديس
7 – منتدى السنة .
8 – منتدى الإحسان .  
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t42362.html
9 – (جهود العلماء في خدمة الحديث )
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=36185


  
الفهــــرس

الموضوع
رقم الصفحة
مفردات البحث
1
كلمة الباحثين
2
تدوين الحديث
3
الفرق بين تدوين الحديث وتصنيفه
5
التعريف بالجوامع والمعاجم والمسانيد والسنن والمستدركات
6
أهمية السنة
6
الرد على الطاعنين
7
نشأة علم الحديث والمصطلح
8-9
تعريف علم الحديث
9-10
أقسام الحديث باعتبار قبوله
10-12
مظان الحديث الصحيح والحسن والضعيف
12-13
ترجمة مختصرة للإمام البخاري ، والتعريف بكتابه الصحيح
13-16
ترجمة مختصرة للإمام مسلم ، والتعريف بكتابه الصحيح
17-19
نبذة مختصرة عن كتاب (عمدة الأحكام)
19
جهود العلماء في خدمة الحديث
20-21
نبذة عن تخريج الحديث ، وأشهر الطرق في ذلك
21
المراجع
22



الهومش

[1] - ويعرف اتصال السند بمعرفة حياة الراوي ورحلاته وسنة وفاته ، ومعرفة سنة وفاة من روى عنه ، وغير ذلك
[2] - والضبط نوعان : ضبط صدر وضبط كتاب ، ويمكن معرفة ضبط الراوي بمقارنة مروياته بمرويات غيره من المتقنين .
[3] - الشذوذ : مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه ، وأما زيادة الثقة ففيها تفصيل .
[4] - وتكون العلة خفية كأن يكون ظاهر السند الاتصال وهو منقطع
[5] - ، وإذا ذكره فيذكره بصيغة التمريض كأن يقول : روي . وليس المراد بذلك على الصحيح المستحب فإنه من الأحكام التكليفية بل المراد بفضائل الأعمال أن يروى حديث في بيان أجرٍ ما على عمل ثبتت مشروعيته بأحاديث صحيحة فيروى حديث في ذلك فيرجى ما ذكر فيه من الثواب ، وكذلك في الترهيب والجزاء
[6]- وكتاب الدارقطني في العلل هو أوسع كتاب في العلل ، وكتب العلل قد ترتب على الأبواب أو على الصحابة  
[7] -  لعل من المفيد هنا : أن نستعرض هذا الترتيب كما أورده رحمه الله :
بدء الوحي – الإيمان – العلم – الوضوء والغسل – التيمم – الصلاة ، مواقيت الصلاة – الأذان – الجمعة – صلاة الخوف – صلاة العيدين – الوتر – الاستسقاء – الكسوف – سجود القرآن – تقصير الصلاة – التهجد – الصلاة في مسجد مكة والمدينة – العمل في الصلاة – السهو – الجنائز – الزكاة – الحج – العمرة – المحصر – جزاء الصيد – فضائل المدينة – الصوم – صلاة التراويح – فضل ليلة القدر – الاعتكاف – البيوع – السلم – الشفعة – الإجارة – الحوالات – الكفالة – الوكالة – الحرث والزراعة – الشرب – الاستقراض – وأداء الديون – الخصومات – اللقطة – المظالم والغصب – الشركة – الرهن – العتق – المكاتب – الهبة – الشهادات – الصلح – الشروط – الوصايا – الجهاد  والسير – فرض الخمس – الجزية – بدء الخلق – الأنبياء – المناقب – فضائل الصحابة – مناقب الأنصار – المغازي تفسير القرآن – فضائل القرآن – النكاح – الطلاق – النفقات – الأطعمة – العقيقة الذبائح والصيد – الأضاحي – الأشربة – المرض – الطب – اللباس – الأدب – الاستئذان – الدعوات – الرقاق – القدر – الإيمان والنذور – الكفارات – الفرائض – الحدود – الديات – استتابة المرتدين – الإكراه – الحيل – تعبير الرؤيا – الفتن – الأحكام – التمني – أخبار الآحاد – الاعتصام بالكتاب والسنة – التوحيد .
ومن خلال هذا الترتيب ، ندرك سبب تسمية كتابه بـ ( الجامع ) ، فالكتاب ( الجامع ) في مصطلح المحدثين : ما اشتمل على الأبواب الثمانية التالية :
1- باب العقائد 2- باب الأحكام 3-باب الرقاق 4-باب آداب الطعام والشراب 5- باب التفسير والتاريخ والسير 6- باب الشمائل 7- باب الفتن 8- باب المناقب.
 [8] -  قال الدكتور شوقي ضيف : إن أسلافنا لم يبقوا لنا ، ولا للمستشرقين شيئاً يمكن أن يضاف بوضوح في عالم تحقيق النصوص .
[9] -  قال ابن حجر : وعندي في هذا نظر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق