جهاد الكذب ومحور الممانعة!
واثق الرشيد
هذا سؤال وجه احد الشيعة الى السيد الخوئي:
-سؤال: هل يجوز الكذب على المبدع أو مروج الضلال في مقام الاحتجاج عليه، إذا كان الكذب يدحض حجته، ويبطل دعاويه الباطلة؟
-سؤال: هل يجوز الكذب على المبدع أو مروج الضلال في مقام الاحتجاج عليه، إذا كان الكذب يدحض حجته، ويبطل دعاويه الباطلة؟
-الجواب: إذا توقف رد باطله عليه، جاز.واكذوبة جهاد المناكحة هو تطبيق فعلي وواقعي لمثل هذه الفتاوى الخبيثة !
قيل ان اول من روَّج لمصطلح "جهاد النكاح" هو مدير قناة الميادين حاليا، ومدير مكتب قناة الجزيرة في لبنان وايران سابقا، الا وهو المدعو "غسان بن جدو"!
غسان بن جدو هو احد اكثر العاملين في قناة الجزيرة قربا من حزب الله، بل كان هو الاكثر ارتباطا بحسن نصر الله شخصيا حتى قيل انه صديقه الشخصي!،عمل في معهد الدراسات الدولية في واشنطن،ثم استقر في ايران كمدير لمكتب قناة البي بي سي البريطانية،قبل ان يتحول الى قناة الجزيرة ليعمل مديرا لمكتبها في طهران، ثم يتم نقله الى بيروت ليدير مكتبها هناك !.ينحدر غسان بن جدو من اب تونسي مسلم، وام مسيحية لبنانية، ومتزوج من احدى "زينبيات" حزب الله!، اي انه هجين في المنشأ والدين والحال!، كان ارتباطه باخواله اكبر من ارتباطه باعمامه، لذلك كان مسيحيا اكثر من كونه مسلما، حيث لم يكن يعرف عن الاسلام سوى الاسم فقط، بل كان يكره الاسلام بسبب كرهه لابيه الذي ترك والدته لتربي ابنهما في الكنيسة!
بعد ان تم طرد بن جدو من قناة الجزيرة (وقيل ان بن جدو هو من قدم استقالته بسبب موقفها المناصر للثورة السورية ضد نظام بشار الاسد !) قام بن جدو وبشراكة شخص اخر بتاسيس "شبكة الميادين الاعلامية"، وهي عبارة عن مؤسسة اعلامية تتضمن فضائيات وصحف واذاعة ومواقع انترنيت، كان مقر الشركة في لبنان، وقد وضعت لتلك الشركة ميزانية ضخمة تقدر باربعين مليون دولار! وقيل ان بن جدو قد ساهم فيها بمليون دولار، وهو مبلغ ضخم نسبة لشخص كل مؤهلاته انه مدير مكتب لاحد القنوات الفضائية!.
بعد ان بثت قناة الميادين اشاعة جهاد النكاح، سارعت وسائل الاعلام الشيعية سواء العراقية او اللبنانية او الايرانية او السورية (البعثية) بتلقفه ونشره باعتباره "سبق صحفي"! ثم قاموا بتلفيق العشرات من الافلام المكذوبة يظهر فيها مجموعة من الفتيات باعتبارهن جزء من جهاد النكاح (تبين لاحقا ان الصور مأخوذة من فلم لنساء شيشانيات كن يقاتلن في الشيشان قبل 20 سنة)!
ثم قامت احد القنوات الفضائية التابعة لميشيل عون، احد حلفاء حزب الله، بنشر خبر يقول بان الشيخ السعودي المشهور "محمد العريفي" قد ايد فتوى جهاد المناكحة في احد تغريداته على تويتر! لتقوم بعد ذلك القنوات الايرانية بالطيران بهذه الكذبة !:(رابط لقناة العالم الايرانية وهي تصيغ الكذبة وكيف تظهر الصور بدون صوت)
الا ان الشيخ العريفي نفى نفيا قاطعا ان يكون قد أفتى بأي شيء عن هذا الموضوع، ثم كشف كذبة من اشاع هذه الفتوى وارد الصاقها به حين قال بأن هذه التغريدة المنسوبة اليه كتبت باكثر من 300 حرفا، بينما التغريدات في تويتر يجب ان لا تتعدى 140 حرفا، مما يعني ان من اصطنع هذه التغريدة قد فضح نفسه بنفسه، ثم ان صفحة العريفي موجودة فلماذا لا يعودون الى صفحته الرسمية لمعرفة صحة التغريدة بدلا من ان يتناقلوا تغريداته من مواقع مشبوهة؟
(وهنا رابط نفي الشيخ العريفي لهذه الاكذوبة).
ورغم ان بعض وسائل الاعلام الغربية التي لا تتورع عن نشر اي شيء ما دام يشوه صورة اهل السنة قد نشرت بعض الاخبار عن هذه الشائعة، الا ان الخبر ظل محصورا بين التصديق والتكذيب الى ان قام وزير الداخلية التونسي بنشر بعض التفاصيل.حيث في مؤتمر علني افاد وزير الداخلية التونسي بأنه قد تم تفكيك شبكات ترسل فتيات تونسيات لممارسة "جهاد النكاح" في سوريا!
على اثر ذلك التصريح الخطير من قبل مسؤول حكومي رفيع المستوى، اصبح لاشاعة جهاد النكاح انتشار واسع وموثوقية عالية، فإن كان وزير داخلية في دولة مثل تونس يعترف بهذا الخبر، فهل تحتاج وسائل الاعلام الى تأكيد اكبر من ذلك؟
وهكذا بدأت البي بي سي وغيرها ببث الخبر ظاهره نكاية بالجهاديين، وباطنه النكاية بالاسلام!.لكن، ماذا لو تبين ان وزير الداخلية التونسي هو "بن جدو" ايضا؟!
بتفصيل اكثر، ماذا لو تبين ان وزير الداخلية التونسي واسمه "لطفي بن جدو" هو قريب لغسان بن جدو، وانهم تعاونوا فيما بينهم لتلفيق اشاعة جهاد النكاح او "جهاد المناكحة"؟!
وهل كان مصادفة ان يكون من ابتكر الاشاعة هو التونسي غسان بن جدو، والوزير التونسي الذي اعطى المصداقية لهذه الاشاعة اسمه لطفي بن جدو؟
علما ان "لطفي بن جدو" ووزارته متهمة حاليا باخفاء ادلة تثبت بأن السلاح الذي قتل به المعارض التونسي "شكري بالعيد" الذي اثار مقتله ضجة كبيرة في تونس هو مسدس تستخدمه عناصر وزارة الداخلية التونسية! حيث انه اخفى تلك الادلة الصادرة من مختبرات غربية لإلصاق التهمة بالتنظيمات الجهادية التونسية لتأليب الراي العام ضدها!!.
وحيث تبين ان لطفي بن جدو كان قد ألصق اشاعة جهاد المناكحة بالتنظيمات السلفية التي تنشط في جبال تونس، قبل ان يتلقفها منه غسان بن جدو، ثم يعود ليلصقها بالتنظيمات الجهادية العاملة في سوريا!
وجاءت اول لطمة لبن جدو (الوزير والصحفي) حين صرحت وزيرة المراة التونسية "سها بادي" بأنه لا صحة اطلاقا لمثل هذه الاشاعات، وان”وزارة المرأة بعثت لوزارة الداخلية برسائل رسمية للاستيضاح حول وجود تونسيات انتقلن إلى سوريا لممارسة ما يسمى بجهاد النكاح، لكنها لم تتلق أي ردّ رسمي من الوزارة" ، وقالت سهام بادي إنها "تحدّثت مباشرة إلى وزير الداخلية دون أن يقدّم لها أي حالة ممّا يعرف بجهاد النكاح"
ظلَّت اشاعة جهاد المناكحة تتضخم رغم نفي الجهات المتهمة بها، وقد "جاهدت" قنوات شيعية عراقية ولبنانية وسورية لانتاج عشرات الافلام الملفقة التي تظهر فتيات يعترفن بانهن يمارسن جهاد النكاح!
لكن الصدمة كانت عندما قررت صحيفة "لوموند" الفرنسية ووسائل اعلام اخرى تقصي هذه الاخبار ومعرفة حقيقة هذه الاشاعة الغريبة! وفعلا اصدرت صحيفة "لوموند" تقريرها الذي اثبتت فيه بانه ليس لاشاعة جهاد النكاح اي حقيقة،وانه مجرد اشاعة روجتها بعض وسائل الاعلام المقربة من نظام بشار الاسد من اجل تشويه صورة معارضيه، وانها تقصَّت على مدى اسابيع عن اي من الاسماء التي قيل انها لتونسيات مارسن جهاد النكاح في سوريا، لكنها اكتشفت انها مجرد اسماء وهمية!
وفي نفس السياق بثت قناة 24 الفرنسية تقريرا اثبتت فيه ان الصور التى ظهرت لفتيات تونسيات نسب إليهن الاستجابة لتلك الفتوى مختلقة وغير صحيحة لأنها لفتيات شيشانيات التقطت لهن أثناء فترة الاشتباك مع السلطة الروسية.
http://observers.france24.com/ar/content/20131001-%D8%AE%D8%AF%D8%B9%D8%A9-%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A7%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3
ثم كانت الفضيحة المدوية عندما اعلنت الصحفية التونسية "مليكة جبارى" استقالتها من قناة الميادين بسبب انهم طلبوا منها السعي لنشر خبر كاذب وهو سفر فتيات تونسيات الى سوريا من اجل جهاد النكاح : وهنا تصريح تلك الصحفية التونسية الذي فضحت فيه قناة الميادين وغسان بن جدو
لقد انقلب السحر على الساحر، فبعد ان انكشف دور غسان بن جدو وقناة الميادين في تلفيق مثل هذه الشائعات، تهاوت قناة الميادين، وتهاوى معها حزب الله وايران وكل من انحشر معهما في خندق الكذب الذي ادعوا انه سيوصلهم الى الله مستشهدين بفتوى الخوئي الواردة في مقدمة المقال!
والمشكلة ليس في افتضاح كذب هذه الاشاعة، وانما المصيبة ان الكثير من الشيعة ما زالوا الى اليوم "يتمسخرون" على اهل السنة بقصة "جهاد النكاح"، مثلما تمسخروا عليهم في قصة "زواج المسيار" و"الزواج العرفي" ثم تبين ان السيستاني يحل مثل هذا الزواج، بل وقد تناسوا تناسوا متعة" الفيس بوك"، ومتعة "الموبايل"!
والمشكلة ليس في افتضاح كذب هذه الاشاعة، وانما المصيبة ان الكثير من الشيعة ما زالوا الى اليوم "يتمسخرون" على اهل السنة بقصة "جهاد النكاح"، مثلما تمسخروا عليهم في قصة "زواج المسيار" و"الزواج العرفي" ثم تبين ان السيستاني يحل مثل هذا الزواج، بل وقد تناسوا تناسوا متعة" الفيس بوك"، ومتعة "الموبايل"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق