تعقيب على الشيخ محمد خليل هراس في قوله أن العرش نور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال محمد خليل هراس كما في مجموع محاضراته وخطبه ودروسه ص262 :" وعرشه نور يقول ابن مسعود رضي الله عنه ( إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور العرش من نور وجهه فالعرش هو أنور المخلوقات "
أقول : الأثر الذي ذكره عن ابن مسعود وبنى عليه ما قال لا أصل له عن ابن مسعود وليس هذا لفظه
قال أبو داود في الزهد 158 - نا موسى بن إسماعيل ، قال : نا حماد ، عن الزبير أبي عبد السلام ، عن أيوب بن عبد الله الفهري ، أن ابن مسعود ، قال : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات من نور وجهه ، وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشرة ساعة ، فتعرض عليه أعمالكم بالأمس ، أول النهار اليوم ، فينظر فيها ثلاث ساعات ، فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك ، فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش وسرادقات العرش ، والملائكة المقربون ، وسائر الملائكة ، وينفخ جبريل في الصور فلا يبقى شيء إلا سمعه إلا الثقلين الجن والإنس ، فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة ، فتلك ست ساعات ، ثم يؤتى بما في الأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات فيصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، فتلك تسع ساعات ، ثم ينظر في أرزاق الخلق كلهم ثلاث ساعات فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم ، ثم قال : كل يوم هو في شأن قال هذا من شأنكم وشأن ربكم كل يوم ، فذلك ثنتا عشرة ساعة .
فلا ذكر للعرش هنا وهذا أثر ضعيف الزبير وشيخه مجهولان وأيوب لم يدرك ابن مسعود فيما يظهر وهو شامي وابن مسعود كوفي وهو من الطبقة الوسطى من التابعين وهذه الطبقة لم يدركوا ابن مسعود
ولم يقل أحد أن السماوات والأرض من نور اعتماداً على قوله ( نور السماوات والأرض من نور وجهه )
وقال أبو الشيخ في العظمة 246 - حدثنا الوليد ، حدثنا الحسن بن أيوب القزويني ، حدثنا سلمة ، حدثنا إبراهيم بن الحكم ، قال : حدثني أبي ، عن عكرمة رحمه الله تعالى ، قال : « فالشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر »
إبراهيم بن الحكم ضعيف جداً تكلم فيه الأئمة بكلام غليظ
قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ يقول :
فى سبيل الله دراهم أنفقناها فى الذهاب إلى عدن ، إلى إبراهيم بن الحكم بن أبان .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عنه
فقال : ليس بشىء ، ليس بثقة .
و سألت أبى عنه فقال : وقت ما رأيناه لم يكن به بأس ، ثم قال أبى : أظنه كان حديثه يزيد بعدنا ، و لم يحمده .
و قال عباس الدورى و أحمد بن سعيد بن أبى مريم ، عن يحيى : ضعيف ، زاد ابن أبى مريم : ليس بشىء .
و قال إسحاق بن منصور عن يحيى : لا شىء .
و قال البخارى : سكتوا عنه .
و قال النسائى : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه .
و قال أبو زرعة : ليس بالقوى ، و هو عندى ضعيف .
و قال أبو الفتح الأزدى : متروك الحديث ساقط .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : ساقط .
و قال عبدان الأهوازى : سمعت عباس بن عبد العظيم يقول ـ و ذكرنا له أو ذكر له إبراهيم بن الحكم بن أبان ـ فقال : كانت هذه الأحاديث فى كتبه مرسلة ليس فيها ابن عباس و لا أبو هريرة ـ يعنى أحاديث أبيه عن عكرمة ـ .
وقال الدارقطنى : ضعيف .
قال الآجرى : سألت أبا داود عنه فقال : لا أحدث عنه .
و ذكره الفسوى فى باب من يرغب عن الرواية عنهم ، و قال أيضا : لا يختلفون فى ضعفه .
قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .
و قال العقيلى : ليس بشىء و لا بثقة.
===========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق