الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

الرد على شبهة قول الاوزاعي عن اتهام علي بالنفاق مقابل المال

الامام الأوزاعي!


بسم الله الرحمن الرحيم 

كتب  فاروق العطاف 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه:
 شبهة أن الإمام الأوزاعي كان يرمي سيدنا علي عليه السلام بالنفاق لأجل أن يأخذ العطاء .!!

وهذا طعن في الإمام الأوزاعي والهدف منه أن علماء أهل السنة غير ثقات بل هم قد يفعلون الذنوب العظام لأجل حفنة من المال !
والطعن في عامة الناس لايجوز إلا بمطعن ثابت لا بمجرد الدعاوى الفارغة فكيف بالعلماء الثقات.
وقد راجعت سند هذه القصة المفتراة على الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى .

ووجدت أمرين :الأمر الأول:عدم ثبوت هذه القصة حيث أن ناقلها غير ثقة بل هو ضعيف بل ليس بشيءكما ستراه في النقول التالية .
الأمر الثاني:وجدت من سيرة الإمام الأوزاعي ما يناقض هذه القصة تماماً مما هو من مناقبه وقوته في الحق .
فأما الأمر الأول :هذا نص القصة المفتراه مع بيان ضعفها (أبو فروة ، يزيد بن محمد الرهاوي : سمعت أبي يقول : قلت لعيسى بن يونس : أيهما أفضل : الأوزاعي أو سفيان ؟ فقال : وأين أنت من سفيان ؟ قلت : يا أبا عمرو : ذهبت بك العراقية ، الأوزاعي ، فقهه ، وفضله ، وعلمه ! فغضب ، وقال : أتراني أؤثر على الحق شيئا . سمعت الأوزاعي يقول : ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق ، وتبرأنا منه ، وأخذ علينا بذلك [ ص: 131 ] الطلاق والعتاق وأيمان البيعة ، قال : فلما عقلت أمري ، سألت مكحولا ويحيى بن أبي كثير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، فقال : ليس عليك شيء ، إنما أنت مكره ، فلم تقر عيني . حتى فارقت نسائي ، وأعتقت رقيقي ، وخرجت من مالي ، وكفرت أيماني . فأخبرني : سفيان كان يفعل ذلك ؟ !)انتهى

أما سند القصة فأبو فروة ينقلها عن أبيه محمد بن يزيد الرهاوي قال عنه العلماء :
قال الدارقطني: ضعيف. 
وقال النسائي: ليس بالقوي. 
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليس بشيء، هو أشد غفلة من أبيه. 
وقال البخاري: أبو فروة متقارب الحديث، إلا أن ابنه محمدا يروي عنه مناكير. 
وقال الآجري عن أبي داود: أبو فروة الجزري ليس بشيء، وابنه ليس بشيء. 
وقال الترمذي: لا يتابع على روايته، وهو ضعيف. 
وأورده الذهبي في «المغني في الضعفاء». 
وقال ابن حجر: ليس بالقوي
انظر ميزان الاعتدال 4|69، تهذيب التهذيب 9|463، تقريب التهذيب 2|219.


واما الأمر الثاني :الدال على نقيض دعوى ممدوح فهو قوة الأوزاعي وثباته في الحق:

فجاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء :....فقال الثوري للأوزاعي : حدثنا يا أبا عمرو حديثك مع عبد الله بن علي (يعني الخليفة العباسي المسمى السفاح). 
قال : نعم ، لما قدم الشام ، وقتل بني أمية ، جلس يوما على سريره ، وعبأ أصحابه أربعة أصناف : صنف معهم السيوف المسللة ، وصنف معهم الجزرة ، أظنها الأطبار ، وصنف معهم الأعمدة ، وصنف معهم الكافركوب ، ثم بعث إلي ، فلما صرت بالباب ، أنزلوني ، وأخذ اثنان بعضدي ، وأدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني مقاما يسمع كلامي ، فسلمت . فقال : أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ؟ قلت : نعم ، أصلح الله الأمير . قال : ما تقول في دماء بني أمية ؟ - فسأل مسألة رجل يريد أن يقتل رجلا - فقلت : قد كان بينك وبينهم عهود . فقال : ويحك ! اجعلني وإياهم لا عهد بيننا . فأجهشت نفسي ، وكرهت القتل ، فذكرت مقامي بين يدي الله - عز وجل - فلفظتها ، فقلت : دماؤهم عليك حرام ، فغضب ، وانتفخت عيناه وأوداجه ، فقال لي : ويحك ، ولم ؟ ! قلت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : ثيب زان ، ونفس بنفس ، وتارك لدينه " قال : ويحك ، أوليس الأمر لنا ديانة ؟ ! قلت : وكيف ذاك ؟ . قال : أليس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أوصى إلى علي ؟ قلت : لو أوصى إليه ما حكم الحكمين . فسكت ، وقد اجتمع غضبا ، فجعلت أتوقع رأسي تقع بين يدي ، فقال بيده : هكذا - أومأ أن أخرجوه - فخرجت ، فركبت دابتي ، فلما سرت غير بعيد ، إذا فارس يتلوني ، فنزلت إلى الأرض ، فقلت : قد بعث ليأخذ رأسي ، أصلي ركعتين ، فكبرت ، فجاء - وأنا قائم أصلي - فسلم ، وقال : إن الأمير قد بعث إليك بهذه الدنانير فخذها . فأخذتها ، ففرقتها قبل أن أدخل منزلي . فقال سفيان : ولم أردك أن تحيد حين قال لك ما قال . انتهى 

فاتق الله في علماء الأمة فليست نصرة أل البيت عليهم السلام إلا بالحق لا بالظلم والبهتان والوقيعة في علماء المسلمين .

وهذه ترجمة الإمام الأوزاعي رحمه الله .

http://www.islamweb.net/newlibrary/d...d=60&startno=1

================
================

الازهري


 الرواية التي في النبلاء والتي فندها أخونا العطاف سندا، ولي ملاحظة على المتن المروي بالسند الضعيف الذي اعتمد عليه ممدوح، وهو أن هذه القصة لو صحت وثبتت ففيها دليل على أن أئمة أهل السنة برءاء من النصب ومنهم الأوزاعي نفسه فإن في نهاية الرواية التي اعتد بها ممدوح ما نصه:

(( قال : فلما عقلت أمري ، سألت مكحولا ويحيى بن أبي كثير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، فقال : ليس عليك شيء ، إنما أنت مكره ، فلم تقر عيني . حتى فارقت نسائي ، وأعتقت رقيقي ، وخرجت من مالي ، وكفرت أيماني . فأخبرني : سفيان كان يفعل ذلك ؟ )) اهـ.

فعلى فرض صحتها فالأوزاعي يقول : (فلما عقلت أمري) أي لما تفقهت في الدين واتبعت السنة وأخذت العلم عمن يقتدى بهم، وتركت الأخذ بالرخص والتساهل، وهذا دليل على أنه كان محبا لعلي وإنما ترخص في البراءة منه مكرها ليتوصل بهذا إلى العطاء وهو مثل الراتب والمعاش هذه الأيام، وهذا الترخص منه يدخل في باب الضرورات التي تبيح المحظورات، فلما صلب عوده واشتد ورعه في الدين سأل أهل العلم من الشاميين والحجازيين ألا تراه قال: (فسألت مكحولا) وهو إمام شامي فأجابوه بأنه كان مضطرا مكرها ولا شيء على المضطر والمكره، وهذا دليل آخر على أن الإمام الأوزاعي كان في الأصل سنيا وقد أخذ بالرخصة، وفتوة مكحول وغيره له بأنه مكره دليل على أن فقهاء الشام الذين يمثلهم مكحول كانوا على السنة لا كما زعم ممدوح من أنهم على البراءة من علي طبقة بعد طبقة ! ولكن الأوزاعي رضي الله عنه لشدة ورعه سلك مسلك أهل التصوف والتشدد ولم ير الأخذ بهذه الرخصة فعاد إلى محاسبة نفسه على مذهب أهل التصوف ألا تراه قال : ( فلم تقر عيني . حتى فارقت نسائي ، وأعتقت رقيقي ، وخرجت من مالي ، وكفرت أيماني) فهذا هو الأوزاعي فقد كانت له رخصة فتركها ورعا وخوفا من الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق