الخميس، 13 نوفمبر 2014

نصوص عن أهل البيت حيّرت علماء الشّيعة

نصوص عن أهل البيت 
حيّرت علماء الشّيعة:
(هدية إلى كلّ شيعيّ يبحث عن الحقّ)

الفهرس:
1. أهل البيت والتوسُّل.
2. أهل البيت والدّعاء.
3. أهل البيت وتحريم البناء على القبور.
4. أهل البيت والتمسّك بالكتاب والسنّة والردّ إليهما.
5. أهل البيت ومحبّة الصّحابة.
6. أهل البيت ينكرون مبدأ الإمامة والنصّ على الأئمّة.
7. أهل البيت ينكرون العصمة.
8. أهل البيت يتبرّؤون من منتحلي التشيّع.
9. أهل البيت يحرّمون اللّطم والنّياحة.
10. أهل البيت يحرّمون نكاح المتعة.
11. أهل البيت يأمرون بغسل الرّجلين في الوضوء.
12. أهل البيت يُفتون بجواز السّجود على القطن والكتان.
***
توطئة:
لعلّ من أجلّ نعم الله جلّ وعلا على عباده أن جعل في كلّ مذهب باطل ما يدلّ على بطلانه، وما يدلّ معتنقه على الحقّ. وكتب الشّيعة –وبخاصّة منها المصادر الأساسية- لا يكاد يخلو مصدر منها من نصوص تدلّ على بطلان كثير من معتقدات الشّيعة من جهة، وتدلّ على أحقية أهل السنّة بأهل البيت رضوان الله تعالى عليهم من جهة ثانية..
وفيما يأتي بعض النّصوص التي وقفت عليها بنفسي، وجمعتها مباشرة من كتب القوم، من دون الاستعانة بأيّ كتاب آخر ينقل عنها، وهذه الكتب التي أنقل منها حمّلتها من مواقع شيعيّة خالصة، وقد تحرّيت أن أورد النّصوص كما هي دون زيادة أو نقصان يخلّ بالمعنى أو يحوّره.

1. أهل البيت والتوسُّل:
لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يتوسّلون إلى الله بأحد من خلقه، بل كانوا ينهون مَن حولهم عن التوسّل إلى الله بغير ما أذن به، وهذه بعض أقوالهم:
1. يقول علي (رضي الله عنه) كما في (نهج البلاغة): "إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله، فإنّه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقامة الصّلاة فإنّها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنّها فريضة واجبة، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من العقاب، وحجّ البيت واعتماره فإنّهما ينفيان الفقر ويرحضان الذّنب، وصلة الرّحم فإنّها مثراة في المال ومنسأة في الأجل، وصدقة السرّ فإنّها تكفّر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السّوء، وصنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولانا أمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاري مجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة. خطبة رقم 109: ومن خطبة له (عليه السلام) في أركان الدين).
2. ويقول (رضي الله عنه) موصيا ولده الحسن (رضي الله عنه) كما في (نهج البلاغة): "وَاعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّموَاتِ والأرض قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ، وَتَكفَّلَ لَكَ بالإجابة، أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ، وَتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ، وَلَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ، وَلَمْ يُعَاجِلْكَ بَالنِّقْمَةِ، وَلَمْ يُعَيِّرْكَ بالإنابة، وَلَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى، وَلَمْ يُشدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الإنابة، وَلَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ، وَلَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ، بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنةً، وَحَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً، وَحَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً، وَفَتحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ، فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاك، وَإِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ، فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ، وَأَبْثَثْتَهُ ذاتَ نَفْسِكَ، وَشَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَك، وَاسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ، وَاسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ، وَسَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غيْرُهُ، مِنْ زِيَادَةِ الأعمار، وَصِحَّةِ الأبدان، وَسَعَةِ الأرزاق.
ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلتِهِ، فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعَمِهِ، وَاسْتَمْطَرْتَ شآبِيبَ رَحْمَتِهِ، فَلاَ يُقَنِّطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ، فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ، وَرُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الإجابة، لِيَكُونَ ذلِكَ أَعْظمَ لأجر السَّائِلِ، وَأَجْزَلَ لِعَطَاءِ الأمل، وَرُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْءَ فَلاَ تُؤْتاهُ، وَأُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجلاً أَوْ آجِلاً، أوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ، فَلَرُبَّ أَمْر قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلاَكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ، فَلْتَكُنْ مَسَأَلَتُكَ فِيَما يَبْقَى لَكَ جَمَالُهُ، وَيُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ، فَالْمَالُ لاَ يَبْقَى لَكَ وَلاَ تَبْقَى لَهُ". (نهج البلاغة: باب المختار من كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورسائله إلى أعدائه وأمراء بلاده ويدخل في ذلك ما اختير من عهوده إلى عمّاله ووصاياه لأهله وأصحابه: وصية [31]: ومن وصيّته (عليه السلام) للحسن بن علي (عليه السلام)، كتبها إليه بـ "حاضرين" عند انصرافه من صفّين).
3. وفي (الكافي) عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام) أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله عليه) كَانَ يَقُولُ: "طُوبَى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ الْعِبَادَةَ وَالدُّعَاءَ وَلَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِمَا تَرَى عَيْنَاهُ وَلَمْ يَنْسَ ذِكْرَ اللَّهِ بِمَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ وَلَمْ يَحْزُنْ صَدْرَهُ بِمَا أُعْطِيَ غَيْرُهُ". (الكافي: 02/16. كتاب الإيمان والكفر. باب الإخلاص. رواية رقم 03).
4. كان من دعائه كما في (الصّحيفة السجّادية): "أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أصُولُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ، وَلا تَفْتِنّي بِالاسْتِعَانَةِ بِغَيْرِكَ إذَا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إذَا افْتَقَرْتُ، وَلاَ بِالتَّضَرُّعِ إلَى مَنْ دُونَكَ إذَا رَهِبْتُ فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ وَإعْرَاضَكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ". (الصّحيفة: دعاء 20: دعاؤه في مكارم الأخلاق).
5. ومن دعائه أيضا عليه رحمة الله كما في (الصّحيفة): "إلهِي اسْتَشْفَعْتُ بِكَ إلَيْكَ وَاسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ أَتَيْتُكَ طامِعَاً فِي إحْسانِكَ، راغِباً فِي امْتِنانِكَ، مُسْتَسْقِياً وابِلَ طَوْلِكَ مُسْتَمْطِراً غَمامَ فَضْلِكَ، طالِباً مَرْضاتِكَ، قاصِدَاً جَنابَكَ، وارِداً شَرِيعَةَ رِفْدِكَ، مُلْتَمِساً سَنِيَّ الْخَيْراتِ مِنْ عِنْدِكَ، وافِدَاً إلى حَضْرَةِ جَمالِكَ، مُرِيداً وَجْهَكَ، طارِقاً بابَكَ، مُسْتَكِيناً لِعَظَمَتِكَ وَجَلالِكَ، فَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ مِنَ الْعَذابِ وَالنِّقْمَةِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ". (الصّحيفة: دعاء 73: المناجاة الخامسة: مناجاة الراغبين).
6. ومن دعائه أيضا كما في (الصّحيفة) دائما: "ووسيلتي إليك التّوحيد، وذريعتي أَنّي لم أُشرك بك شيئاً، ولم أَتّخذ معك إلهاً، وقد فررت إليك بنفسي، وإليك مفرّ المسيء، ومفزع المضيّع لحظّ نفسه، ...". (الصّحيفة: دعاء 49: وكان من دعائه (عليهالسلام) في دفاع كيد الأعداء وردّبأسهم).
7. ومن وصيته عليه رحمة الله لأبنائه كما في (الكافي): عن ابن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام قال لابنه: "يا بَنِيّ من أصابه منكم مصيبة أو نزلت به نازلة فليتوضّأ وليسبغ الوضوء، ثم يصلّي ركعتين أو أربع ركعات ثم يقول في آخرهنّ: "يا موضع كلّ شكوى، ويا سامع كلّ نجوى، وشاهد كل ملاء، وعالم كلّ خفية، ويا دافع ما يشاء من بلية، ويا خليل إبراهيم، ويا نجي موسى، ويا مصطفي محمد (صلى الله عليه وآله) أدعوك دعاء من اشتدّت فاقته وقلّت حيلته وضعفت قوته، دعاء الغريق الغريب المضطرّ الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين"، فإنّه لا يدعو به أحد إلا كشف الله عنه إن شاء الله". (الكافي: 02/560. باب الدعاء للكرب والهم والحزن والخوف: رواية 15).
8. كان يقول عند العلّة كما في (الكافي): "اللهمّ إنّك عيّرت أقواما فقلت: ": { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }، فيا من لا يملك كشف ضرّي ولا تحويله عني أحد غيره، صلّ على محمد وآل محمد، واكشف ضرّي وحوّله إلى من يدعو معك إلها آخر لا إله غيرك". (الكافي: 02/564. باب الدعاء للعلل والأمراض: رواية 01).
9. وفي (الكافي) عن يعقوب بن سالم قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال له العلاء بن كامل: إنّ فلانا يفعل بي ويفعل، فإن رأيت أن تدعو الله عز وجلّ، فقال: "هذا ضعف بك، قل: اللهمّ إنّك تكفي من كلّ شيء ولا يكفى منك شيء، فاكفني أمر فلان بم شئت وكيف شئت و[من] حيث شئت وأنّى شئت". (الكافي: 02/512. باب الدّعاء على العدوّ: رواية 04).
10.وفي (بحار الأنوار) أنّ الصّادق (عليه السّلام) كان يدعو فيقول: "اللّهمّ إنّي أصبحت لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا ولا حياة ولا موتًا ولا نشورًا، قد ذلّ مصرعي، واستكان مضجعي، وظهر ضرّي، وانقطع عذري، وقلّ ناصري، وأسلمني أهلي ووالدي وولدي بعد قيام حجّتك عليّ، وظهور براهينك عندي، ووضوح أدلّتك لي. اللهمّ وقد أعيت الحيل، وتغلّقت الطرق، وضاقت المذاهب، ودرست الآمال إلا منك، وانقطع الرّجاء إلا من جهتك.." (بحار الأنوار: 83/317).
11.في (الكافي) عن الحسين بن علوان قال: كنّا في مجلس نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا، فقال: إذًا والله لا تُسعف حاجتك ولا يَبلغك أملك ولا تنجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: "إنّ أبا عبد الله (عليه السّلام) حدّثني أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تبارك وتعالى يقول: وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل [من الناس] غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلّة عند الناس، ولأنحينّه من قربي، ولأبعدنّه من فضلي، أيؤمِّل غيري في الشّدائد والشّدائد بيدي؟!، ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني؟! فمن ذا الذي أمّلني لنوائبه فقطعته دونها؟! ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاء ه منّي؟! جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممّن لا يملّ من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقَته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلا مِن بعد إذني، فمالي أراه لاهيا عنّي، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته عنه فلم يسألني ردّه وسأل غيري؛ أ فيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أُسأل فلا أجيب سائلي؟! أبخيل أنا فيبخّلني عبدي؟، أوليس الجود والكرم لي؟! أوليس العفو والرحمة بيدي؟! أوليس أنا محلّ الآمال؟! فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري، فلوا أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أمّلوا جميعا ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟!، فيا بؤسا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني". (الكافي: 02/66. باب التفويض إلى الله والتوكل عليه: رواية 07).
12.في (الكافي) عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت مع موسى بن عبد الله بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض ولد الحسين: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: موسى بن عبد الله، فقال: إذا لا تقضى حاجتك ثم لا تنجح طلبتك، قلت: ولم ذاك؟ قال: لأني قد وجدت في بعض كتب آبائي أن الله عز وجل يقول -ثم ذكر مثله- فقلت: يا ابن رسول الله أمْل علي، فأملاه علي، فقلت: لا والله ما أسأله حاجة بعدها. (الكافي: 02/66-67. باب التفويض إلى الله والتوكل عليه: رواية 07 و08).

2. أهل البيت والدّعاء:
كان أعلام أهل البيت رضوان الله عليهم يؤكّدون على أنّ الدّعاء هو العبادة، وكانوا يحذّرون من دعاء غير الله ويصْدعون بأنّ سؤال غير الله ودعاءه شرك.
علي المرتضى (رضي الله عنه) يقول أنّ الدّعاء من أفضل القربات:
1. في (الكافي) عن ابن القداح عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): (أحَبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ في الأرض الدّعاء، وأفضل العبادة العفاف)، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) رجلا دَعّاء. (الكافي: 02/467. كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء والحث عليه. رواية 08). 
الإمام الصّادق (عليه رحمة الله) يقول أنّ الدّعاء هو العبادة:
2. في (الكافي) عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ }، قَالَ: "هُوَ الدُّعَاءُ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ". قُلْتُ: { إِنَّ إِبْراهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }. قَالَ: الأوَّاهُ هُوَ الدَّعَّاءُ. (الكافي: 02/466. كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء والحث عليه. رواية 01).
الإمام الصّادق (عليه رحمة الله) يقول أنّ دعاء غير الله شرك:
3. في (وسائل الشّيعة) عن عباس بن يزيد عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّ هؤلاء العوام يزعمون أنّ الشّرك أخفى من دبيب النّمل في الليلة الظّلماء على المسح الأسود، فقال: (لا يكون العبد مشركا حتى يصلّي لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو يدعو لغير الله عزّ وجلّ). (وسائل الشيعة: 28/341. رواية رقم 09 تحت باب (جملة ممّا يثبت به الكفر والارتداد) ).

3. أهل البيت وتحريم البناء على القبور:
كان أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم ينهون أشدّ النّهي عن البناء على القبور عامّة وعن البناء على قبورهم خاصّة، على عكس ما يقرّره علماء الشّيعة من أنّ النّهي عن البناء على القبور متعلّق بما سوى قبور الأنبياء والأئمّة:
1. في (من لا يحضره الفقيه) أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تتّخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإنّ الله عزّ وجلّ لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). (من لا يحضره الفقيه: 01/178. باب التعزية والجزع عند المصيبة وزيارة القبور والنوح والمأتم: رواية رقم 532)..
2. وفي (وسائل الشّيعة) عن يونس ببن ظبيان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يصلّى على قبر، أو يقعد عليه، أو يبنى عليه". (وسائل الشّيعة: 03/210. باب كراهة البناء على القبر في غير قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السّلام) والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه: رواية رقم 02).
3. في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هدم القبور وكسر الصور". (وسائل الشّيعة: 03/211: تحت (باب كراهة البناء على القبر في غير قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم السّلام والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه): رواية رقم 06).
4. في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة فقال: (لا تدع صورة إلا محوتها، ولا قبرا إلا سوّيته، ولا كلبا إلا قتلته)). (وسائل الشيعة: 03/209: تحت (باب عدم جواز نبش القبور ولا تسنيمها، وحكم دفن ميتين في قبر)، رواية رقم: 02).
5. وفي (من لا يحضره الفقيه) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (من جدّد قبراً، أو مثّل مثالاً فقد خرج من الإسلام): (من لا يحضره الفقيه: 01/189. باب النوادر: رواية رقم 579).
6. في (من لا يحضره الفقيه) عن الصّادق (عليه السّلام) أنّه سأله سماعة بن مهران عن زيارة القبور وبناء المساجد فيها، فقال: (أمّا زيارة القبور فلا بأس بها، ولا يُنبى عندها مساجد). (من لا يحضره الفقيه: 01/178. باب التعزية والجزع عند المصيبة وزيارة القبور والنوح والمأتم: رواية 531).
7. في (وسائل الشّيعة) عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ فقال: "لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولاتطيينه". (وسائل الشّيعة: 03/210. باب كراهة البناء على القبر في غير قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السّلام) والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه: رواية رقم: 01).
الردّ على شبهة أنّ هذا النّهي خاصّ بغير قبور الأئمّة:
وصية النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وآله):
1. في (الكافي) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) وسلم لِعلي (عليه السلام): (يا علي، ادفنّي في هذا المكان، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع، ورشّ عليه من الماء). (الكافي: 01/450. باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ووفاته: رواية 36).
وصية الإمام الباقر (عليه رحمة الله):
2. في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إنّ أبي قال لي ذات يوم في مرضه: إذا أنا متُ فغسّلني وكفني، وارفع قبري أربع أصابع ورشّه بالماء". (وسائل الشّيعة: 03/193 باب استحباب تربيع القبر ورفعه أربع أصابع إلى شبر. رواية رقم 06).
وصية الإمام الكاظم (عليه رحمة الله):
3. في (وسائل الشّيعة) عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال: "إذا حُملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها، ولا ترفعوا قبري أكثر من أربع أصابع مفرجات". (وسائل الشيعة: 03/195. باب استحباب تربيع القبر ورفعه أربع أصابع إلى شبر: رواية 11).

فهل يستقيم بعد هذا قولُ المظفّر في (عقائد الإمامية: عنوان: عقيدتنا في زيارة القبور): "وممّا امتازت به الإمامية العناية بزيارة القبور -قبور النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام- وتشييدها، وإقامة العمارات الضخمة عليها، ولأجلها يضحُّون بكلّ غال ورخيص، عن إيمان وطيب نفس. ومردّ كلّ ذلك إلى وصايا الاَئمّة، وحثِّهم شيعتهم على الزيارة، وترغيبهمفيما لها من الثواب الجزيل عند الله تعالى؛ باعتبار أنّها من أفضل الطاعاتوالقربات بعد العبادات الواجبة، وباعتبار أنّ هاتيك القبور من خير المواقعلاستجابة الدعاء والانقطاع إلى الله تعالى" ؟!.

4. أهل البيت والتمسّك بالكتاب والسنّة والردّ إليهما:
كان أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم من أشدّ النّاس تمسّكا بالكتاب والسنّة، وكانوا يوصون تلامذتهم بعرض أقوالهم على الوحيين، فما وافقهما فهو حقّ، وما خالفهما فهو زخرف، وهذه نتف من أقوالهم:
1. في (تفسير العياشي) عن سدير قال: كان أبوجعفر (عليه السلام) وأبوعبدالله (عليه السلام): "لا يصدّق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)". (تفسير العياشي: 01/09).
2. في (الكافي) عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ فِي الْقُرْآنِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، حَتَّى وَاللَّهِ مَا تَرَكَ اللَّهُ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْعِبَادُ، حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ عَبْدٌ يَقُولُ لَوْ كَانَ هَذَا أُنْزِلَ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَهُ اللَّهُ فِيهِ". (الكافي: 01/59. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
3. وفي (الكافي) عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ". (الكافي: 01/59. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ والسُّنَّةِ وأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ والْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
4. وفي (الكافي) عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (يَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، فَإِنِّي مَسْؤولٌ، وَإِنَّكُمْ مَسؤُولُون، إِنِّي مَسْؤُولٌ عَنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِي). (الكافي: 02/606. رواية 09).
5. في (رجال الكشي) عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا (صلى الله عليه وآله)، فإنا إذا حدثنا قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" (رجال الكشي: 224-225. رقم 401)..
6. وفي (الكافي) عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله) أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟ قَالَ: "بَلْ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله)". (الكافي: 01/62. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
7. وفي (الكافي): عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "كُلُّ شَيْ‏ءٍ مَرْدُودٌ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ حَدِيثٍ لاَ يُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ". (الكافي: 01/69. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
8. وفي (الكافي): عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ لَا يَقُولُونَ هَذَا ! فَقَالَ: "يَا وَيْحَكَ، وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهاً قَطُّ؟ إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)" . (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
9. وفي (الكافي) عن حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ أَنَّهُ حَضَرَ ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنِ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ مَنْ نَثِقُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا نَثِقُ بِهِ؟ قَالَ: "إِذَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ حَدِيثٌ فَوَجَدْتُمْ لَهُ شَاهِداً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَإِلَّا فَالَّذِي جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلَى بِهِ" .(الكافي: 01/69. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
10. وفي (الكافي) عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "مَنْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَقَدْ كَفَرَ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
11. وفي (الكافي) عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْعَبْدِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): "لاَ قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ وَلَا نِيَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
12. وفي (الكافي) عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: "كُلُّ مَنْ تَعَدَّى السُّنَّةَ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ". (الكافي: 01/71. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

5. أهل البيت ومحبّة الصّحابة:
على عكس ما يروّج له علماء الشّيعة، فإنّ أعلام أهل البيت عليهم الرّضوان كانوا يتقرّبون إلى الله جلّ وعلا بحبّ أصحاب جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) وبخاصّة منهم الخلفاء الرّاشدين (رضي الله عنهم):
1. في (بحار الأنوار) عن الباقر عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أثبتكم على الصّراط أشدّكم حباً لأهل بيتي ولأصحابي) (بحار الأنوار: 27/133. رواية 128)... 
وهذا حديث مهمّ في إثبات أنّ حبّ أهل البيت وحبّ الصّحابة لا يفترقان أبدا.
2. وفي (البحار) أيضا أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا). (بحار الأنوار: 55/276. باب 10 عالم النّجوم والعمل به وحال المنجّمين. رواية 74).
3. وفي (البحار) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله، ثم قال: "أمَا والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنّهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا، بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربّهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم على هذا وهم خائفون مشفقون". (بحار الأنوار: 66/303. باب37: صفات خيار العباد وأولياء الله، وفيه ذكر بعض الكرامات التي رويت عن الصالحين).
4. وفي (البحار) عن الصادق، عن آبائه، عن علي (عليه السّلام) قال: "أوصيكم بأصحاب نبيّكم، لا تسبّوهم وهم الذين لم يُحدثوا بعده (كذا في الأصل الذي نقل عنه المجلسي)، ولم يؤووا محدثاً، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم". (بحار الأنوار: 22/306. باب فضل المهاجرين والأنصار والصّحابة والتابعين وجمل أحوالهم).
5. وفي (نهج البلاغة) يقول علي (رضي الله عنه) في حقّ أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما على اختلاف بين شيوخ الشيعة في ذلك. (انظر: ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/97): "لله بلاء فلان، فلقد قوم الأود وداوى العَمَد وأقام السّنّة، وخلّف الفتنة (يعني تركها خلفًا لا هو أدركها ولا هي أدركته)، ذهب نقي الثّوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرق متشعّبة لا يهتدي فيها الضالّ، ولا يستيقن المهتدي". (نهج البلاغة: ص328).
6. وفي (البحار) أنّ جعفر الصادق (عليه السّلام) قال: "كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اثني عشر ألفًا: ثمانية آلاف في المدينة، وألفان من أهل مكّة، وألفان من الطّلقاء، لم يرد فيهم قدري، ولا مرجئ، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون اللّيل والنّهار". (بحار الأنوار: 22/306. باب فضل المهاجرين والأنصار والصّحابة والتابعين وجمل أحوالهم).
7. وفي (الكافي) أنّ ابن حازم سأل جعفر الصادق (عليه السّلام) عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدقوا على محمد (صلى الله عليه وآله) أم كذبوا؟ فقال: بل صدقوا. قال ابن حازم: فما بالهم اختلفوا؟ فقال: "أما تعلم أنّ الرجل كان يأتي رسول الله فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب، ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ ذلك الجواب، فنسخت الأحاديث بعضها البعض". (الكافي: 01/65. باب اختلاف الحديث. رواية رقم 03).
8. وفي (عيون أخبار الرّضا) عن الحسين بن علي (عليهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنّ أبا بكر مني بمنزلة السّمع، وإنّ عمر منّي بمنزلة البصر، وإنّ عثمان منّي بمنزلة الفؤاد)..
ثمّ يضيف الوضّاعون والمحرّفون: قال: فلما كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت له: يا أبت، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟ فقال (صلى الله عليه وآله): (نعم)، ثم أشار إليهم فقال: (هم السمع و البصر والفؤاد، وسيسألون عن وصيّي هذا)، وأشار إلى علي بن أبي طالب (ع) ثم قال: (إن الله عز وجلّ يقول { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُولا })، ثم قال (صلى الله عليه وآله): (وعزّة ربي إنّ جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته، وذلك قول الله عز وجل { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ }). (عيون أخبار الرّضا: 01/313. رواية رقم 86).
9. وفي (البحار) عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) -لما نظر إلى الثاني وهو مسجّى بثوبه-: "ما أحد أحبّ إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى"، فقال: عنى بها صحيفته التي كتبت في الكعبة. (بحار الأنوار:31/589. وممّا ورد في الخليفة الثاني عمر).
وقصّة هذه الصّحيفة المزعومة أنّ عمر بن الخطّاب واطأ أبا بكر والمغيرة وسالماً مولى أبي حذيفة وأبا عبيدة على كتابة صحيفة بينهم يتعاقدون فيها على أنه إذا مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يورثوا أحداً من أهل بيته، ولم يولّوهم مقامه من بعده، وكانت الصحيفة لعمر إذْ كان عماد القوم، فالصحيفة التي ودّ أمير المؤمنين ورجا أن يلقى الله عز وجل بها هي هذه الصّحيفة ليخاصمه بها ويحتجّ عليه بمضمونها.
وبمثل هذه الأكاذيب يحاول الوضّاعون وأهل التّحريف صرف أقوال أئمّة أهل البيت ومواقفهم السّاطعة النّاصعة عن مدلولاتها الحقيقية الموافقة للكتاب والسنّة إلى مدلولات تتّفق ومآرب أهل الفتنة.
10.سمّى عليّ (رضي الله عنه) ثلاثة من أبنائه: أبابكر وعمر وعثمان (بحار الأنوار: 42/74. باب 120: أحوال أولاده (علي عليه السّلام) وأزواجه وأمهات أولاده صلوات الله عليه وفيه بعض الرد على الكيسانية).
11.سمّى الحسن بن عليّ (رضي الله عنه) أحد أبنائه أبابكر وآخر عمر (بحار الأنوار: 44/ 168).
12.كما سمّى زين العابدين أحد أولاده باسم عمر (البحار: 46/155). وكان عليه رضوان الله يكنّى بأبي بكر (بحار الأنوار: 46/04).
13.موسى الكاظم عليه رحمة الله سمّى أحد أبنائه عمر. (بحار الأنوار: 48/288). وسمّى إحدى بناته عائشة. (بحار الأنوار: 48/287).
14.سمّى علي الرضا عليه رحمة الله إحدى بناته عائشة (بحار الأنوار: 49/221).

6. أهل البيت ينكرون مبدأ الإمامة والنصّ على الأئمّة:
لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يقولون بمبدأ الإمامة بالمفهوم الشّيعيّ، ولم يكونوا أبدا يدّعون النصّ من الله ولا من رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على أحد منهم، وهذه بعض شهاداتهم:
1. علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لم يكن يدّعي أنّ الله جلّ وعلا أو أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو الذي نصّبه خليفة، فها هو (رضي الله عنه) يقول كما في (نهج البلاغة): "إنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشّاهد أن يختار ولا للغائب أن يَرُدَّ وإنّما الشّورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إمامًا كان ذلك رضا، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين وولاّه الله ما تولّى". (نهج البلاغة. باب المختار من كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورسائله إلى أعدائه وأمراء بلاده ويدخل في ذلك ما اختير منعهوده إلى عمّاله ووصاياه لأهله وأصحابه: كتاب رقم [6]: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية).
2. وفي (نهج البلاغة) أنّه (رضي الله عنه) قال: "كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ! نَعَمْ إِنَّهُ لا حُكْمَ إِلاَّ للهِ، ولكِنَّ هؤُلاَءِ يَقُولُونَ: لاَ إِمْرَةَ، فَإِنَّهُ لاَبُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِير بَرّ أَوْ فَاجِر، يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ، وَيَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ، وَيُبَلِّغُ اللهُ فِيهَا الاَْجَلَ، وَيُجْمَعُ بِهِ الْفَيءُ، وَيُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ، وَتَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ، وَيُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ، حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، وَيُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِر". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولاناأمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاريمجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة: خطبة 40: ومن كلام له (عليه السلام) في الخوارج لما سمع (عليه السلام) قولهم: «لا حكم إلاّ لله»).
3. وهذه شهادة أخرى للإمام الصّادق ينفي فيها أن يكون إماما مفترض الطّاعة من الله:
في (الكافي) عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، فَقَالَا لَهُ: أَ فِيكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ ؟، قَالَ، فَقَالَ: لاَ. قَالَ فَقَالَا لَهُ: قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تُفْتِي وَتُقِرُّ وَتَقُولُ بِهِ وَنُسَمِّيهِمْ لَكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، وَهُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَتَشْمِيرٍ وَهُمْ مِمَّنْ لَا يَكْذِبُ. فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فَقَالَ: "مَا أَمَرْتُهُمْ بِهَذَا". فَلَمَّا رَأَيَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ خَرَجَا. فَقَالَ لِي: أَ تَعْرِفُ هَذَيْنِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ هُمَا مِنْ أَهْلِ سُوقِنَا وَهُمَا مِنَ الزَّيْدِيَّةِ وَهُمَا يَزْعُمَانِ أَنَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ. فَقَالَ: كَذَبَا لَعَنَهُمَا اللَّهُ وَاللَّهِ مَا رَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بِعَيْنَيْهِ وَلَا بِوَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْهِ وَلَا رَآهُ أَبُوهُ. اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَآهُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ فِي مَقْبِضِهِ ومَا أَثَرٌ فِي مَوْضِعِ مَضْرَبِهِ؟. وَإِنَّ عِنْدِي لَسَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)، وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَدِرْعَهُ وَلَامَتَهُ وَمِغْفَرَهُ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ فِي دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)؟ وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الْمِغْلَبَةَ، وَإِنَّ عِنْدِي أَلْوَاحَ مُوسَى وَعَصَاهُ، وَإِنَّ عِنْدِي لَخَاتَمَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَإِنَّ عِنْدِي الطَّسْتَ الَّذِي كَانَ مُوسَى يُقَرِّبُ بِهِ الْقُرْبَانَ، وَإِنَّ عِنْدِي الِاسْمَ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ لَمْ يَصِلْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ نُشَّابَةٌ، وَإِنَّ عِنْدِي لَمِثْلَ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ، وَمَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي أَيِّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ التَّابُوتُ عَلَى أَبْوَابِهِمْ أُوتُوا النُّبُوَّةَ، وَمَنْ صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ، وَلَقَدْ لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَخَطَّتْ عَلَى الْأَرْضِ خَطِيطاً وَلَبِسْتُهَا أَنَا فَكَانَتْ وَكَانَتْ، وَقَائِمُنَا مَنْ إِذَا لَبِسَهَا مَلَأَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ". (الكافي: 01/232: بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِ مِنْ سِلَاحِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَمَتَاعِهِ: رواية رقم 01).
تعليق: ما من شكّ أنّ الزّيادة التي زادها الرّاوي والتي فيها طعن الإمام الصّادق في الرّجلين، لا شكّ أنّها من وضع الوضّاعين للتّغطية عن نفي الإمام الصّادق أنّه إمام مفترض الطّاعة..

7. أهل البيت ينكرون العصمة:
لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يدّعون لأنفسهم العصمة التي يدّعيها لهم الشّيعة، بل كانوا يقرّون أنّهم بشر يصيبون ويخطئون ويسهون، وهذه درر من أقوالهم:
1. جاء في كتاب نهج البلاغة ما يهدم كلّ ما بناه الشّيعة من دعاوى في عصمة الأئمّة؛ حيث قال أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه): "لا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقّ قيل لي، ولا التماس إعظام النّفس، فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره. يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، وأخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه، فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى، وأعطانا البصيرة بعد العمى". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولانا أمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاري مجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة: خطبة 216: ومن خطبة له (عليه السلام) بصفين).
2. في (بحار الأنوار) أنّ من دعاء أمير المؤمنين علي (عليه السّلام): " إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصّحف ذنبي فما أنا مؤمّل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك ". (بحار الأنوار: 41/11).
3. وفي (البحار) أيضا أنّ من دعائه (عليه السّلام): "إلهي أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليتي".
ومن دعائه: "آه إنْ أنا قرأت في الصّحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملا إذا أذن فيه بالنداء". (بحار الأنوار: 41/11. باب 101: عبادته وخوفه (عليه السّلام). رواية رقم 01).
4. وفي (البحار) أنّ أبا عبد الله جعفر الصّادق (عليه السّلام) كان يقول: "إنّا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابًا" (بحار الأنوار: 25/207).
5. وفي (رجال الكشي) عن علي بن الحسن، عن عمه عبد الرحمن بن كثير أنّ أبا عبد الله (عليه السلام) قال: " فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ما نقدر على ضرّ ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته وإن عذّبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة ولا معنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومُنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون، ويلهم ما لهم لعنهم الله، فلقد آذوا الله وآذوا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي (صلوات الله عليهم)، وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع وينامون على فرشهم وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف وهم يروني خائفا وجلا أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم، أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني وإن عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه". (رجال الكشي: ص225-226. رواية رقم 403).
6.وفي (البحار) عن الفضيل قال: ذكرت لأبي عبدالله (عليه السلام) السّهو فقال: "وينفلت من ذلك أحد؟ ربّما أقعدت الخادم خلفي يحفظ علي صلاتي". (بحار الأنوار: 25/350).
7. وفي (البحار) أنّ موسى الكاظم (عليه السّلام) كان يقول: "ربّ عصيتك بلساني ولو شئتَ وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لأصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزّتك لأعقمتني، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ ولم يكن هذا جزاك منّي". (بحار الأنوار: 25/203).
8. وفي (البحار) عن الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله، إنّ في الكوفة قوما يزعمون أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقع عليه السهو في صلاته؟، فقال: "كذبوا لعنهم الله، إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو". (بحار الأنوار: 25/350).

8. أهل البيت يتبرّؤون من منتحلي التشيّع:
محبّة أهل البيت عبادة من العبادات، وهي فرع عن محبّة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وإذا لم تنضبط بضوابط الشّرع آلت إلى الغلوّ المذموم، وكان صاحبها ممّن تبرّأ ويتبرّأ منه أهل البيت عليهم رضوان الله تعالى: 
1. روى الكشّي في كتابه (الرجال) عن أبي خالد الكابلي قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: "إنّ اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإنّ النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وأنا على سنّةٍ من ذلك أنّ قوما من شيعتنا سيحبّوننا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى ابن مريم فلا هم منا ولا نحن منهم". (رجال الكشّي: ص120).
2. وروى الكشّي أيضا في كتابه (الرجال) عن علي بن يزيد الشامي قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): قال أبو عبد الله (عليه السلام): "ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع" (رجال الكشّي: ص299).
3. وروى الكشّي أيضا في كتابه (الرجال) عن عنبسة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا" (رجال الكشي: ص307).

9. أهل البيت يحرّمون اللّطم والنّياحة:
نقلت كتب الشّيعة الكثير من الرّوايات عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعن أعلام أهل البيت، فيها النّهي الصّريح عن النّياحة واللّطم، وهذه بعضها: 
1. في (مستدرك الوسائل) للطّبرسي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ). (مستدرك الوسائل: 02/452).
2. وفي (مستدرك الوسائل) أيضا عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) (لَعَنَ الْخَامِشَةَ وَجْهَهَا وَالشَّاقَّةَ جَيْبَهَا وَالدَّاعِيَةَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ). (مستدرك الوسائل: 02/452).
3. وفي (مستدرك الوسائل) أيضا عَنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ: مَا يُحْبِطُ الْأَجْرَ فِي الْمُصِيبَةِ؟ قَالَ: (تَصْفِيقُ الرَّجُلِ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ، وَالصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى، مَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَى وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ). وَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): (أَنَا بَرِي‏ءٌ مِمَّنْ حَلَقَ وَصَلَقَ)، أَيْ حَلَقَ الشَّعْرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ. (مستدرك الوسائل: 02/452).

4. وفي (الكافي) عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (ضَرْبُ الْمُسْلِمِ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ إِحْبَاطٌ لِأَجْرِهِ). (الكافي: 03/224. باب الصّبر والجزع والاسترجاع. رواية 04).
5. وفي (البحار) عن علي (عليه السلام) قال: لمّا مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني فغسلته وكفّنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحنّطه، وقال لي: احمله يا علي، فحملته حتى جئت به إلى البقيع فصلّى عليه، ثم أتى القبر فقال لي: انزل يا علي، فنزلت، ودلاّه علي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلمّا رآه منصبا بكى (عليه السلام)، فبكى المسلمون لبكائه، حتى ارتفعت أصوات الرّجال على أصوات النّساء، فنهاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشدّ النهي وقال: (تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الربّ، وإنّا بك لمصابون، وإنّا عليك لمحزونون)، ثم سوّى قبره ووضع يده عند رأسه وغمزها، حتى بلغت الكوع، وقال: (بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك). (بحار الأنوار: 79/100-101 نقلا عن دعائم الإسلام ج 1 ص 224).
6. وفي (البحار) عن علي (عليه السلام) قال: بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند موت بعض ولده، فقيل له: يا رسول الله تبكي وأنت تنهانا عن البكاء؟ فقال: (لم أنهكم عن البكاء، وإنّما نهيتكم عن النوح والعويل، وإنّما هي رقّة ورحمة يجعلها الله في قلب من شاء من خلقه، ويرحم الله من يشاء، وإنما يرحم من عباده الرّحماء). (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/225).
7. وفي (مستدرك الوسائل) عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع) أَنَّ الْحُسَيْنَ (ع) قَالَ لِأُخْتِهِ زَيْنَبَ: " يَا أُخْتَاهْ إِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ فَأَبِرِّي قَسَمِي، لَا تَشُقِّي عَلَيَّ جَيْباً وَلَا تَخْمِشِي عَلَيَّ وَجْهاً وَلَا تَدْعِي عَلَيَّ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ إِذَا أَنَا هَلَكْتُ ". (مستدرك الوسائل: 02/452).
8. وفي (البحار) عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه أوصى عندما احتضر فقال: (لا يلطمنّ علي خدّ، ولا يشقنّ عليّ جيب، فما من امرأة تشقّ جيبها إلا صدع لها في جهنم صدع كلما زادت زيدت). (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/226).
9. وفي (البحار) عن جعفر (عليه السلام) قال: "ثلاث من أعمال الجاهلية لا يزال فيها الناس حتى تقوم الساعة: الاستسقاء بالنجوم، والطّعن في الأنساب، والنياحة على الموتى". (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/226، مستدرك الوسائل: 02/449. بَابُ كَرَاهَةِ الصُّرَاخِ بِالْوَيْلِ وَالْعَوِيلِ وَالدُّعَاءِ بِالذُّلِّ وَالثُّكْلِ وَالْحُزْنِ وَلَطْمِ الْوَجْهِ وَالصَّدْرِ وَجَزِّ الشَّعْرِ وَإِقَامَةِ النِّيَاحَةِ. رواية 03).
10. وفي (البحار) عن جعفر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (صوتان ملعونان يبغضهما الله: إعوال عند مصيبة، وصوت عند نعمة، يعنى النوح والغناء). (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/226).
11. وفي (مستدرك الوسائل): عن الرّضا (ع) أنّه قال: " إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ ارْفُقُوا بِهِ وَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِ، أَوْ تَضْرِبَ يَدَكَ عَلَى فَخِذِكَ، فَإِنَّهُ يُحْبِطُ أَجْرَكَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ " (مستدرك الوسائل: 02/448. باب تأكّد كراهة ضرب المصاب يده على فخذه. رواية 01).
12. أورد المجلسي في (بحار الأنوار) نقلا عن محمد بن مكي العاملي الملقب بالشهيد الأول أنّه قال: "والشيخ (الطّوسي) في المبسوط وابن حمزة حرما النوح وادّعى الشّيخ الإجماع، والظاهر أنهما أرادا النّوح بالباطل، أو المشتمل على المحرّم كما قيّده في النهاية". (بحار الأنوار: 79/107).

فهذا أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة قد حرّم النوح، وادّعى الإجماع لذلك، أي أنّه وإلى عصر الطوسي كان الشّيعة مجمعين على تحريم النّوح والعويل الذي نسمعه الآن في الحسينيات. 

10. أهل البيت يحرّمون نكاح المتعة:
لقد شهد أعلام أهل البيت عليهم رضوان الله تعالى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) حرّم نكاح المتعة، وحذّروا أشدّ التّحذير من قربه، وهذه بعض أقوالهم:
1. في (الاستبصار): عن علي (عليه السّلام) أنّه قال: "حرّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة" (الإستبصار: 03/142).
2. وفي (وسائل الشّيعة) عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) -جعفر الصّادق- في المتعة قال: "ما يفعله عندنا إلا الفواجر". (وسائل الشّيعة: 21/30).

11. أهل البيت يأمرون بغسل الرّجلين في الوضوء:
على عكس ما يروّج له علماء الشّيعة من أنّ المشروع في حقّ الرّجلين في الوضوء هو المسح دون الغسل، فإنّ أعلام أهل البيت كانوا على خطى جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) يأمرون بغسل الرّجلين وتخليل الأصابع، وهذه بعض أقوالهم:
1. في (وسائل الشّيعة): عن زيد بن علي عن آبائه عن علي (عليه السّلام) قال: "جلست أتوضّأ فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين ابتدأت في الوضوء فقال لي: تمضمض واستنشق واستنّ. ثم غسلت ثلاثاً، فقال: قد يجزيك من ذلك المرّتان. فغسلت ذراعي ومسحت برأسي مرتين، فقال: قد يجزيك من ذلك المرّة. وغسلت قدميّ فقال لي: يا علي خلل بين الأصابع لا تخلّل بالنار". (وسائل الشّيعة: 01/421).
2. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: " إِذَا نَسِيتَ فَغَسَلْتَ ذِرَاعَكَ قَبْلَ وَجْهِكَ فَأَعِدْ غَسْلَ وَجْهِكَ، ثُمَّ اغْسِلْ ذِرَاعَيْكَ بَعْدَ الْوَجْهِ، فَإِنْ بَدَأْتَ بِذِرَاعِكَ الْأَيْسَرِ قَبْلَ الْأَيْمَنِ فَأَعِدْ غَسْلَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ اغْسِلِ الْيَسَارَ، وإِنْ نَسِيتَ مَسْحَ رَأْسِكَ حَتَّى تَغْسِلَ رِجْلَيْكَ فَامْسَحْ رَأْسَكَ ثُمَّ اغْسِلْ رِجْلَيْكَ". (الكافي: 03/35. باب الشكّ في الوضوء ومن نسيه أو قدّم أو أخّر. رقم06).
3. عن على بن أبى حمزة قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن قول الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ } إلى قوله { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ } فقال: صدق الله. قلت: جعلت فداك كيف يتوضّأ؟ قال: مرّتين مرّتين، قلت: يمسح؟ قال: مرّة مرّة، قلت: من الماء مرّة؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فالقدمين؟ قال: اغسلهما غسلا". (تفسير العياشي: 01/301).

12. أهل البيت يُفتون بجواز السّجود على القطن والكتان:
1. عن داود الصرمي قال: سألت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) هل يجوز السجود على القطن والكتان من غير تقية؟ فقال: جائز‏. (وسائل الشّيعة: 05/348).

2. وقال الصّادق (عليه السلام): " السّجود على الأرض فريضة وعلى غير الأرض سنّة ". وفي رواية أخرى: " وعلى غير ذلك سنة ". (وسائل الشّيعة: 05/367).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق