الاثنين، 3 نوفمبر 2014

أين السنّة عند الشّيعة؟:


أين السنّة عند الشّيعة؟:

أهمّ كتاب عند الشّيعة هو الكافي، مؤلّفه هو محمّد بن يعقوب الكلينيّ (ت:328هـ)، هذا الرّجل كان يعتقد تحريف كتاب الله، كما شهد بذلك علماء الشّيعة أنفسهم:
يقول الفيض الكاشاني (ت: 1091هـ) في تفسيره (الصّافي): " وأما اعتقاد مشايخنا « ره » في ذلك، فالظاهر منثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي ( ره ) فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج". (الصّافي: 01/52).
فكيف تقبل روايات رجل يعتقد تحريف كتاب الله؟، وكيف يعتمد كتابه ويصير أصل الأصول؟.
وبغضّ النّظر عن هذا: أين سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) الصّحيحة عند الشّيعة، والتي نعرض عليها أقوال الأئمّة كما أوصونا بذلك؟.

كم حديثا صحيحا مسندا إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الكافي حسب المجلسيّ؟ وكم حديثا صحيحا حسب البهبوديّ؟
ابحث أخي وستجد العجب العجاب.
الشّيعة يعترفون بتقصيرهم في رواية سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ولأجل ذلك اخترعوا مبدءً يقول أنّ أقوال الأئمّة هي أقوال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم).
طيّب.. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يوصي الأئمّة بعرض أقوالهم على السنّة لمعرفة صحيحها من ضعيفها؟ ثمّ أين هذه السنّة التي نقلتها كتب الشّيعة لنعرض عليها أقوال الأئمّة؟ كم تمثّل أحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الكافي مثلا بالنّسبة إلى أقوال الإمام جعفر (عليه رحمة الله)؟.

رابعا: عن قولك أنّنا خلّفنا أهل البيت ظهريا، أقول: هذا ما يقوله مراجعكم، وهو باطل، لأنّ:

1. أهل السنّة رووا كثيرا من سنن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) من طرق أهل البيت، ويكفي أن تعلم هنا مثلا أنّ ما رووه عن طريق عليّ (رضي الله عنه) أكثر ممّا رووه عن طريق الخلفاء الثلاثة.

2.روت كتب السّنن والمسانيد والمصنّفات آثارا كثيرة عن الباقر والصّادق، وكتب التّفسير والفقه عند أهل السنّة مشحونة بأقوال الإمامين (عليهمارحمة الله)، ويكفي الرّجوع مثلا إلى (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير في التّفسير،و(نيل الأوطار) للشّوكاني في الفقه.

خامسا: قلتَ: "أنتم تقولون بأنّ الله فرض طاعة واتباع نبيه (صلى الله عليه واله) فهل أطعتموه في وصاياه بأهل بيته في حديث الثقلين وحديث الدار وحديث الغدير وحديث المنزلة وغيرها من المواقف والاحاديث؟".
وأنا أقول:
1.نحن أسعد النّاس بطاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في وصيته بأهل بيته، وقد مرّ تفصيل هذا، ولكنّ الشّيعة في المقابل ظنّوا أنّ مجرّد محبّة أهل البيت تكفي ليكونوا قد أدّوا ما عليهم في الوصية بأهل البيت (رضي الله عنهم):
روى الكلينيّ بسنده عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ لِي: يَا جَابِرُ أَ يَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وأَطَاعَهُ، ومَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ والتَّخَشُّعِ والْأَمَانَةِ وكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ والصَّوْمِ والصَّلَاةِ والْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ والتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ والْغَارِمِينَ والْأَيْتَامِ، وصِدْقِ الْحَدِيثِ وتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وكَفِّ الأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ. قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهَذِهِ الصِّفَةِ؟ فَقَالَ: يَا جَابِرُ لَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وأَتَوَلاَّهُ ثُمَّ لَا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعَّالًافَلَوْ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ فَرَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) ثُمَّ لَا يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ ولَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً، فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ،لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ، أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ، يَا جَابِرُ واللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى إِلَّا بِالطَّاعَةِ ومَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَالنَّارِ ولَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ، مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، ومَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ومَا تُنَالُ وَلاَيَتُنَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ والْوَرَعِ". (الكافي: 02/74. بَابُ الطَّاعَةِ والتَّقْوَى. حديث 03).

2.حديث الغدير يدلّ على وجوب موالاة عليّ (رضي الله عنه) وموالاة أهل البيت، وعليّ مولانا ومولى كلّ مؤمن ومن ليس مولاه فليس بمؤمن، ونحن نتولّى أهل البيت الموالاة الشّرعية من غير إفراط ولا تفريط، من غير غلوّ ولا جغاء.
والشّيعة في المقابل يظنّون أنّ حديث الغدير يقتضي ولاء الملك، وهذا باطل بدليل قول الإمام موسى الكاظم (عليه رحمة الله):
في (بحار الأنوار) للمجلسيّ أنّ الخليفة العبّاسيّ هارون الرّشيد استدعى الإمام موسى الكاظم ليسأله بعض المسائل، وكان ممّا قال هارون: قد بقي مسألة تخبرني بها ولا تضجر. فقال له: سل، فقال: خبروني أنكم تقولون إنّ جميع المسلمين عبيدنا، وجوارينا، وأنكم تقولون من يكون لنا عليه حق ولا يوصله إلينا فليس بمسلم؟ فقال له موسى (عليه السلام): "كذب الذين زعموا أننا نقول ذلك،وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يصح البيع والشراء عليهم، ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم، ونقعد معهم، ونأكل معهم، ونشتري المملوك، ونقول له: يابني وللجارية يا بنتي، ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه فلو أنهم عبيدنا وجوارينا، ما صح البيع والشراء وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة: الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم، يعني: صلوا وأكرموا مماليككم، وجواريكم، ونحن نعتقهم، وهذا الذي سمعته غلط من قائله، ودعوى باطلة، ولكن نحن ندّعي أن ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهّال يظنونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك، ونحن ندّعي ذلك لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: ( من كنت مولاه فعلي مولاه)، وما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين، والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصدقة، فهو حرام علينا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير". (بحار الأنوار: 48/146-147. باب 6: مناظراته عليه السلام مع خلفاء الجور، وما جرى بينه وبينهم، وفيه بعض أحوال علي بن يقطين).

3.حديث الدّار ليس صحيحا من طرقنا وليس يصحّ متنه لمن تأمّله، وتفصيل هذا في مناسبة أخرى بحول الله.

4. حديث المنزلة حديث صحيح صريح عندنا في كون عليّ (رضي الله عنه) استخلفه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) على المدينة عند خروجه، كما استخلف موسى هارون (عليهما السّلام) على قومه عند خروجه لميقات ربّه.
وعليّ (رضي الله عنه) لم يحتجّ بهذا الحديث على أحقيته بالخلافة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنّه قرشيّ عربيّ يعرف مدلولات الألفاظ وسياق الكلام وسببه.

===============

والأئمّة كما تنقل كتب الشّيعة نفسها كانوا يشكون كثرة الكذب عليهم، وهذه بعض أقوالهم:

· روى (الكشي) في كتابه (الرجال) عن ابن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصدق البرية لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أصدق من برأ الله من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبإ لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) قد ابتلى بالمختار، ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي وبيان فقال: كانا يكذبان على علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطاب ومعمرا وبشارا الأشعري وحمزة البربري وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله، إنّا لا نخلو من كذاب أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حرّ الحديد". (رجال الكشي: ص305. رواية 549).
· وفي (رجال الكشي) أيضا عن هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنّة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدّمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا تعالى وسنّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله)، فإنّا إذا حدّثنا قلنا: قال الله عز وجلّ وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)".
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) ووجدت أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله (عليه السلام)، وقال لي: "إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله (عليه السلام)، لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسّون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة، إنا عن الله وعن رسوله نحدّث، ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإنّ مع كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان". (رجال الكشي: 224-225. رواية رقم 401).
· وفي (رجال الكشي): عن هشام بن الحكم، أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدسّ فيها الكفر والزّندقة ويسندها إلى أبي، ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يثبتوها في الشّيعة، فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم". (رجال الكشي: ص225. رواية رقم 402).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق