تحدى بسيط
اتحدى اى ملحد أن يأتى على نفسه قليلا ويحضرخطبة جمعه ويحاول أن يحفظ هذه الخطبه عن ظهر قلب دون أى تسجيل أو كتابه
لنصعبه قليلا...اتحدى اى ملحد أن يأتى على نفسه قليلا ويحاول أن يحضر جميع خطب الجمعه لمدة عام كامل ودون أى تسجيل لهذه الخطب...ثم يحفظ جميع هذه الخطب عن ظهر قلب

ان الصحابه رضوان الله عليهم كانوا شعله متقده من الذكاء والنباهه وشدة الحفظ ولكن لكل انسان قدره معينه على هذا الحفظ.... لقد استمرت خطب الرسول ما يقرب من 13 عام وكل عام 52 اسبوع أى أن هناك ما يقرب من 700 خطبه للرسول لم يكن من الممكن حفظهم جميعا ولو أنهم حفظوا لأحتقينا بهم أشد أحتفاء

واننى أرى فى عدم حفظ الخطب حكمه عظيمه...وذلك لأن الخطب لها غايه معينه...وهى مناقشة واقع المسلمين يظهرذلك فى ما هو موجود بين أيدينا من خطبه

انك لا تستطيع أن تغير حرفا واحدا من أحاديث الرسول ...فلو حفظت كل الخطب لربما جاء من يخطب بهذه الخطب ولا يغيرها....بل ويحارب من يتحدث فى خطبه عن واقع المسلمين فى القرن العشرين حيث انه لم يخطب بما خطب يه الرسول...لقد ترك رسول الله بين ايدينا سنة عظيمه وقران مجيد لا تتغير مبادئهم.
تركت فيكم ما أن تمسكتم به لتن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى

ولكل خطيب أن يحدث الناس عن ما بين أيديه من سنة وقرأن ويستشهد يهم فى حديثه عن واقع المسلمين....ولكل عصر قضاياه وأموره ورسول الله كان يتحدث عن واقع المسلمين فى عصره بخطاب مناسب لهم رأفة بهم وبما يعرفوه عن العالم ..
ولكن الحديث الشريف هو ما يبقى دائما وهو لابد أن يحفظ

و لمراعاة الرسول للبعد الزمنى نجد أمثله كثيره

حينما جاءه خبر بني قريظة بنقضهم للعهد، بعد انهزام الأحزاب في غزوة الخندق، ندب أحد الصحابة ليتثبت عن نقض بني قريظة، ثم قال له: إذا وجدتهم لم ينقضوا فارفع صوتك بالخبر إذا أقبلت علينا، وإن وجدتهم قد نقضوا فأعطني الإشارة من دون أن يسمع الصحابة[8].

فالرسول أراد منه أن يرفع صوته بعدم نقضهم العهد؛ لما في ذلك من تقوية لنفوس المسلمين ورفع لمعنوياتهم.

وكذا الإشارة حالة نقضهم العهد ؛ لما في ذلك من تشجيع للمنافقين، وليكون الإخبار من جهة الرسول حسب الطريقة التي يراها.

ولهذا خطب الرسول بالصحابة بعد صلاة الظهر، وأمرهم ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فما كان منهم رضي الله عنهم إلا السمع والطاعة.

فالمسلم حقًا يعمل بما سمع من كتاب الله سنة نبيه، ولو خالفهما الكثير من الناس.

وقى أول البعثه كان خطابه هكذا....بعد ثلاث سنوات من كنم الدعوه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا , فخص وعم , فقال : يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار , فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا , يا معشر بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار , فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا , يا معشر بني قصي أنقذوا أنفسكم من النار , فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا , يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار , فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا . يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار , فإني لا أملك لك من الله ضرا ولا نفعا , إن لك رحما سأبلها ببلالها
روايات أول خطبة جمعة للرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة

وفى الهجره النبويه كان الخطاب مختلف

لقد كانت الهجرة النبوية فتحا عظيما للدعوة الإسلامية , كما كانت نقلة كبيرة للإعلام النبوي ؛ حيث تعد هذه الخطبة قاعدة لإعلام جماعة المسلمين في مجتمع قائم وشريعة مطبقة , ولذا فإن هذه الخطبة هي في الحقيقة نموذج لشكل من أشكال الاتصال في المجتمع الإسلامي , وهو الاتصال الجمعي ؛ حيث يخاطب القائم بالاتصال جماعة من المسلمين متجانسة عقيدتها واحدة وإيمانها واحد وقيمها السائدة ومعاييرها وأفكارها متجانسة , ولذلك فإن الطرح الإعلامي سيأتي بلا شك مختلفا عن متطلبات خطبة الصفا التي كانت الخطبة فيها موجهة إلى القوم والعشيرة من أمة الدعوة , وليس لأهل الرابطة الإيمانية .

روى ابن كثير عن ابن جرير قال حدثني يونس بن عبد الأعلى , أخبرنا ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن , أنه بلغه عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم بن عون رضي الله عنهم : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه , وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , وأن محمدا عبده ورسوله , أرسله بالهدى ودين الحق والنور والموعظة , على فترة من الرسل , وقلة من العلم , وضلالة من الناس , [ وانقطاع من الزمان ] , ودنو من الساعة , وقرب من الأجل , من يطع الله ورسوله فقد رشد , ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا , وأوصيكم بتقوى الله , فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة , وأن يأمره بتقوى الله . فاحذروا ما حذركم الله من نفسه , ولا أفضل من ذلك نصيحة ولا أفضل من ذلك ذكرى , وإنه لتقوى لمن عمل به على وجل وفخامة , وعون وصدق على ما تبتغون من أمر الآخرة , ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذخرا في عاجل أمره وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم , وما كان من سوء يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا , وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ , هو الذي صدق قوله وأنجز وعده , لا خلف لذلك فإنه يقول تعالى : مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ واتقوا الله في عاجل أمركم وآجله , في السر والعلانية إنه وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا , وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا وأن تقوى الله توقي مقته , وتوقي عقوبته , وتوقي سخطه , وإن تقوى الله تبيض الوجه , وترضي الرب , وترفع الدرجة .

خذوا بحظكم , ولا تفرطوا في جنب الله , قد علمكم الله كتابه , ونهج لكم سبيله , ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين , فأحسنوا كما أحسن الله إليكم , وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده , هو اجتباكم وسماكم المسلمين , ليهلك من هلك عن بينة , ويحيا من حي عن بينة , ولا قوة إلا بالله فأكثروا ذكر الله , واعملوا لما بعد الموت , إنه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه ما بينه وبين الناس , ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه , ويملك من الناس ولا يملكون منه , الله أكبر ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

نص آخر لهذه الخطبة :

روى ابن كثير رحمه الله عن البيهقي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما قال : كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أن قام فيهم , فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله , ثم قال : أما بعد أيها الناس : فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه , ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولي فبلغك , وآتيتك مالا وأفضلت عليك , فما قدمت لنفسك ؟ فينظر يمينا وشمالا فلا يرى شيئا , ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل , ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , والسلام عليكم وعلى رسول الله ورحمة الله وبركاته نص ثالث لهذه الخطبة :

ثم خطب الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أخرى , فقال : إن الحمد لله أحمده وأستعينه , نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , إن أحسن الحديث كتاب الله , قد أفلح من زينه الله في قلبه , وأدخله في الإسلام بعد الكفر , واختاره على ما سواه من أحاديث الناس , إنه أحسن الحديث وأبلغه , أحبوا من أحب الله , أحبوا الله من كل قلوبكم [ ولا تملوا كلام الله وذكره , ولا تقس عنه قلوبكم ] فإن من كل ما يخلق الله يختاره الله ويصطفي , فقد سماه خيرته من الأعمال مصطفاه من العباد والصالح من الحديث , ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام , فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا , واتقوه حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم , وتحابوا بروح الله بينكم , وإن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , قال ابن كثير رحمه الله تعالى وهذه الطرق مرسلة إلا أنها مقوية لما قبلها , وإن اختلفت الألفاظ .

إن ألفاظ الخطبتين الثانية والثالثة اللتين رواهما البيهقي بسنده عن عن شيخه أبي عبد الله الحافظ المعروف بالحاكم صاحب المستدرك .

وهذه الخطب وإن كانت مرسلة فإنها في جملتها على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة المؤمنين لتقوية إيمانهم وتغذيته بتقوى الله تعالى , ولولا أن الحفاظ الثقات من أمثال ابن كثير والبيهقي أوردوها ما أقدمت على روايتها ونقلها , وقد أخرج ابن عساكر عن أنس رضي الله عنه أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظ أخرى

, وهذه الروايات يقوي بعضها بعضا . كما أن بعض عبارات هذه الخطب في الأحاديث الصحيحة

أما فى الغزوات أيضا كان لها خطبها

نماذج من خطب الغزوات :

فإذا كانت خطبة الجمعة تعد نموذجا اتصاليا فريدا لتوجيه الرأي العام الإسلامي , في إطار كتاب الله وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وفق استراتيجية مستمرة , فإن خطب الغزوات نموذج أيضا لتعبئة الرأي العام في زمن الحرب ؛ وذلك لرفع الروح المعنوية وإقناع الرأي العام بمشروعية القتال , والتصدي لحملات التشكيك , وحملات الحرب النفسية المتمثلة في الدعاية المضللة , والشائعات المروعة التي يبثها الأعداء , ولذلك تعد الدول عددا كبيرا , وتسخر الخبرات الإعلامية ؛ لهندسة المواقف , والمتتبع لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوات يدرك تميز خطب الجهاد ببعض الخصائص والسمات التي كانت من أهم عوامل الإقناع , الذي ظهرت آثاره باهرة في كثير من المواقف , وسوف نعرض بعض هذه الخطب لإبراز دلالات الاتصال والإقناع في خطب الغزوات .

ومن خطب الغزوات :

أولا : خطبة يوم بدر :

حيث خطب صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال : أما بعد : فإني أحثكم على ما حثكم الله عز وجل عليه , وأنهاكم عما نهاكم الله عز وجل عنه , فإن الله عز وجل عظيم شأنه , يأمر بالحق ويحب الصدق , ويعطي على الخير أهله , على منازلهم عنده , به يذكرون , وبه يتفاضلون , وإنكم قد أصبحتم بمنزل من منازل الحق , لا يقبل الله فيه من أحد إلا ما ابتغى به وجهه . وإن الصبر في مواطن البأس مما يفرج الله عز وجل به الهم وينجي به من الغم , وتدركون به النجاة في الآخرة , فيكم نبي الله يحذركم ويأمركم , فاستحيوا اليوم أن يطلع الله عز وجل على شيء من أمركم يمقتكم عليه , فإن الله عز وجل يقول : لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ انظروا إلى الذي أمركم به من كتابه , وأراكم من آياته , وأعزكم بعد الذلة , فاستمسكوا به يرضى به ربكم عنكم , وأبلوا ربكم في هذه المواطن أمرا , تستوجبوا الذي وعدكم به من رحمته ومغفرته , فإن وعده حق , وقوله صدق , وعقابه شديد . وإنما أنا وأنتم بالله الحي القيوم , إليه ألجأنا ظهورنا , وبه اعتصمنا , وعليه توكلنا , وإليه المصير , يغفر الله لي وللمسلمين .

ثانيا : خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما فتح الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله حبس عن مكة الفيل , وسلط عليها رسوله والمؤمنين , وإنها لن تحل لأحد كان قبلي , وإنها حلت لي ساعة من نهار , وإنها لن تحل لأحد بعدي , فلا ينفر صيدها , ولا يختلى شوكها , ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد , ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين , إما أن يفدى , وإما أن يقتل فقال العباس : إلا الإذخر يا رسول الله , فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلا الإذخر , فقام أبو شاه - رجل من أهل اليمن - فقال : اكتبوا لي يا رسول الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتبوا لأبي شاه , قال الوليد فقلت للأوزاعي : ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله ؟ قال : هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وساق ابن إسحاق نصا لهذه الخطبة أوفى وأبسط فقال : حدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على باب الكعبة فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , صدق وعده , ونصر عبده , وهزم الأحزاب وحده , ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو موضوع تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت , وسقاية الحاج , ألا وقتيل الخطأ شبه العمد , بالسوط والعصا , ففيه الدية مغلظة , مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها . يا معشر قريش : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظامها بالآباء , الناس من آدم وآدم من تراب , ثم تلا صلى الله عليه وسلم هذه الآية : يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ . يا معشر قريش , ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا , أخ كريم , وابن أخ كريم , قال صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فأنتم الطلقاء .

ثالثا : خطبته صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك :

روى البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك , فاسترقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة لما كان منها على ليلة , فلم يستيقظ فيها حتى كانت الشمس قيد رمح , قال : ألم أقل لك يا بلال اكلأ لنا الفجر , فقال : يا رسول الله ذهب بي النوم الذي ذهب بك , فانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك المنزل غير بعيد , ثم صلى , ثم ذهب بقية يومه وليلته فأصبح بتبوك , فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس , أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله , وأوثق العرى كلمة التقوى , وخير الملل ملة إبراهيم , وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم , وأشرف الحديث ذكر الله , وأحسن القصص هذا القرآن , وخير الأمور عوازمها , وشر الأمور محدثاتها , وأحسن الهدي هدي الأنبياء , وأشرف الموت قتل الشهداء , وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى , وخير الأعمال ما نفع , وخير الهدي ما اتبع , وشر العمى عمى القلب , واليد العيا خير من اليد السفلى , وما قل وكفى خير مما كثر وألهى , وشر المعذرة حين يحضر الموت , وشر الندامة يوم القيامة , ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا , ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا , ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب , وخير الغنى غنى النفس , وخير الزاد التقوى , ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل , وخير ما وقر في القلوب اليقين , والارتياب من الكفر , والنياحة من عمل الجاهلية , والغلول من جثى جهنم , والكنز كي من النار , والشعر من إبليس , والخمر جماع الإثم , والنساء حبالة الشيطان , والشباب شعبة من الجنون , وشر المكاسب كسب الربا , وشر المأكل مال اليتيم , والسعيد من وعظ بغيره , والشقي من شقي في بطن أمه , وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع , والأمر إلى الآخرة , وملاك العمل خواتيمه , وشر الروايا روايا الكذب , وكل ما هو آت قريب , وسباب المؤمن فسوق , وقتاله كفر , وأكل لحمه من معصية الله عز وجل , وحرمة ماله كحرمة دمه , ومن يتأل على الله يكذبه , ومن يغفر يغفر له , ومن يعف يعف الله عنه , ومن يكظم الغيظ يأجره الله , ومن يصبر على الرزية يعوضه الله , ومن يبتغ السمعة يسمع الله به , ومن يصبر يضعف الله له , ومن يعص الله يعذبه الله , اللهم اغفر لي ولأمتي - قالها ثلاثا - ثم قال : أستغفر الله لي ولكم .

مبررات اختيار هذه الخطب دون غيرها :

لقد تم اختيار هذه الخطب دون غيرها كنماذج لخطب الغزوات بناء على عدة اعتبارات منهجية ولا سيما الأحداث والملابسات المرتبطة بكل خطبة من خطب هذه الغزوات الثلاث , التي تمثل كل منها مرحلة من مراحل الجهاد في سبيل الله تعالى إبان عهد النبوة , ويمكن إجمال هذه المبررات في النقاط التالية :

أولا : مبررات اختيار خطبة غزوة بدر الكبرى :

1- إن غزوة بدر الكبرى تعد إعلانا لبدء حياة جديدة تعلو فيها كلمة الحق ؛ لبناء عقلية جديدة مستضيئة بنور الهدى والإيمان ؛ ولذا سماها الله تعالى الفرقان في سورة الأنفال .

2- كانت خطبة بدر الكبرى الدرس التعبوي الأول , فهي أول تجربة لجماعة المسلمين في التضحية والقتال في سبيل حمل الدعوة الإسلامية حملا جهاديا , ولا تخفى أهمية الإعداد الإعلامي ؛ لرفع الروح المعنوية ؛ لخوض مثل هذه التجربة .

3- كانت فتح الفتوح للدعوة الإسلامية , ارتفع فيها صوت الحق , وكبت الباطل أي كبت , فقد سمعت الجزيرة العربية كلها بقوة دولة الإسلام الجديدة .

4- استوعبت بدر الكبرى الإسلام كله , والهجرة كلها , وبيعة الأنصار كلها , عندما أعلنت في ساعة واحدة للناس في كل مكان المفاصلة على عقيدة الإيمان بالله الواحد الأحد , فكانت بدر الكبرى شامة في جبين الزمان , واستحق أهلها بجدارة أن يكونوا سادة في الأرض , وسادة في السماء , ففي الأرض يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة حاطب بن أبي بلتعة : لعل الله اطلع على أهل بدر يوم بدر , فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة , أو قد غفرت لكم , ولعل هذا ما جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجعل أهل بدر في مقدمة أهل العطاء .

ثانيا : مبررات اختيار خطبة فتح مكة :

1- لقد كانت نصرة للمظلوم , ووفاء بالعهد لخزاعة حليفة النبي صلى الله عليه وسلم , وهي أول غزوة يخرج فيها الجيش الإسلامي لنصرة المستضعفين من جماعة المسلمين , فقد جاء عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

يا رب إني ناشد محمدا حلف أبيه وأبينا الأيكدا
فانصر رسول الله نصرا أبدا وادع عباد الله يأتوا مددا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا إن قريش أخلفوك الموعدا
هم بيتونا بالوثير هجدا وقتلونا ركعا وسجدا

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " نصرت يا عمرو بن سالم .

2- يعد فتح مكة ثمرة الجهاد والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله , فبالأمس خرج المهاجرون فرارا بدينهم , واليوم يدخلون مكة منتصرين على أعدائهم , وفي هذا درس لجماعة المسلمين أنه لا نصر بدون الإسلام , ولا إسلام بدون العبودية الحقة لله , ولا عبودية بدون التضحية والبذل والضراعة إلى الله والجهاد في سبيله .

3- في هذه الغزوات حرر البلد الأمين من رجس عبودية الأوثان والأصنام إلى الأبد .

4- كسرت شوكة جاهلية العرب في هذه الغزوة , وطوي نظامها , وحل مكانه النظام الإسلامي , ودخل العرب ميادين الحضارة الإسلامية , فأصبحوا قادة الأمة الإسلامية في فتوحاتها , وسياستها , ومعارفها , وعلومها , فكانوا بحق كما أراد لهم الله أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس , بفضل الله ثم بفضل هذا الفتح العظيم , ولا يخفى أهمية الاتصال الإعلامي الذي عقب هذا الفتح العظيم لذا اختيرت خطبة فتح مكة .

ثالثا : مبررات اختيار خطبة غزوة تبوك :

1- لقد كانت تبوك آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم فهي خاتمة غزواته .

2- كانت غزوة تبوك أول تجربة جهادية لمجتمع الجزيرة العربية المسلم .

3- كانت غزوة تبوك إعلانا للحرب على النظام العالمي الجاهلي , الذي حجر على عقول الناس وقلوبهم , ومنعهم من سماع صوت الحق بالإرهاب الفكري والمادي , والمتمثل في هيمنة الحضارة والثقافة الرومانية .

4- كانت غزوة تبوك معركة نفسية عنيفة , لتمحيص الصف الإسلامي , فقد أعلنت الحرب على أكبر قوة في العالم في ذلك الوقت , وأعلن النفير العام في ساعة العسرة , وحينما طابت الثمار , وقرب قطفها , وقرب الحصاد , وفي شدة الحر مع بعد الشقة , فالمعركة تحتاج أولا إلى السير الطويل في الصحراء .

ولذلك كشفت الغزوة سوءات المنافقين وظهرت ظاهرة النفاق مستفحلة منظمة في جوانب شتى , كالتخلف عن السير مع الرسول صلى الله عليه وسلم , والاعتذار بأعذار واهية , وبث الشائعات المروعة , ولمز المطوعين في الصدقات من المؤمنين , ثم حركة الهمس والتشكيك في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ومقدرته على حرب الروم , ثم محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم , بل وبناء المؤسسات للنفاق , مثل مسجد الضرار .

5- ظهرت في هذه الغزوة مستويات عظيمة من التضحية والبذل بالنفس والنفيس .
روايات خطبة حجة الوداع

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : فسار الرسول صلى الله عليه وسلم , ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية , فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة , فوجد القبة قد ضربت له بنمرة , فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له , فأتى بطن الوادي , فخطب الناس وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع , ودماء الجاهلية موضوعة , وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل , وربا الجاهلية موضوع , وأول ربا أضع ربانا , ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله , فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه , فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن , وكسوتهن بالمعروف , وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به , كتاب الله , وأنتم تسألون عني , فما أنتم قائلون ؟قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت , فقال : بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات .

الرواية الثانية للخطبة : وأخرج ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته المخضرمة بعرفات : أتدرون أي يوم هذا ؟ وأي شهر هذا ؟ وأي بلد هذا ؟ قالوا : هذا بلد حرام , وشهر حرام , ويوم حرام , قال : ألا وإن أموالكم ودماءكم عليكم حرام , كحرمة شهركم هذا , في بلدكم هذا , في يومكم هذا , ألا وإني فرطكم على الحوض , ألا وإني مستنقذ أناسا , ومستنقذ مني أناس , فأقول : يا رب : أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .

الرواية الثالثة : قال ابن إسحاق في السيرة : ( مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجته , فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم , وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين , فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس اسمعوا قولي , فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في هذا الموقف أبدا , أيها الناس : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا , وكحرمة شهركم هذا , وإنكم ستلقون ربكم , فيسألكم عن أعمالكم , وقد بلغت , فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . وإن كل ربا موضوع , ولكن لكم رءوس أموالكم , لا تظلمون ولا تظلمون , قضى الله تعالى أنه لا ربا , وأن ربا عمي عباس بن عبد المطلب موضوع كله . وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع , وإن أول دم أضعه دم ابن عمي ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب , وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل , فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد أيها الناس : فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا , ولكنه يطمع فيما سوى ذلك , فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم , فاحذروه على دينكم . أيها الناس : إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا فيحلوا ما حرم الله , ويحرموا ما أحل الله , وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض , وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله منها أربعة حرم , ثلاثة متواليات ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . أما بعد أيها الناس : فإن لكم على نسائكم حقا , ولهن عليكم حقا , لكم عليهم ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه , وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة , فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع , وتضربوهن ضربا غير مبرح , فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف , واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان , لا يملكن لأنفسهن شيئا , وإنكم إنما أخذتموهن , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت , وقد تركت فيكم ما إن استعصمتم به فلن تضلوا أبدا , أمرا بينا , كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس : اسمعوا قولي واعقلوه , تعلمن أن المسلم أخ المسلم , وأن المسلمين إخوة , فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه , فلا تظلمن أنفسكم , اللهم هل بلغت , ويقول ابن إسحاق ذكر لي أن الناس قالوا : اللهم نعم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اشهد " .

الرواية الرابعة : قال صلى الله عليه وسلم بعد أن حمد الله وأثنى عليه : أيها الناس : اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا , أيها الناس : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم , كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد , فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع , وربا الجاهلية موضوع , وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب , وإن دماء الجاهلية موضوعة , وأول دم أبدأ به دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب , وإن مآثر الجاه موضوعة غير السدنة والسقاية , والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصى والحجر , وفيه مائة بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية . أيها الناس : إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه , ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونه من أعمالكم , أيها الناس : إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله , وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض , وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض , منها أربعة حرم , ثلاثة متواليات وواحدة فرد : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم , ورجب الذي بين جمادى وشعبان , ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد . أيها الناس : إن لكم على نسائكم حقا , ولهن عليكم حق : لكم عليهم أن لا يوطئن فرشكم غيركم , ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم , فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تعظوهن , وتهجروهن في المضاجع , وتضربوهن ضربا غير مبرح , فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف , واستوصوا بالنساء خيرا , فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا , إنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , فاتقوا الله في النساء , واستوصوا بهن خيرا , ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . أيها الناس : إنما المؤمنون إخوة , ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه , ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد , فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض , فإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا : كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس : إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب , إن أكرمكم عند الله أتقاكم , ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى , ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . أيها الناس : إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث , وإنه لا وصية لوارث , ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث . والولد للفراش , وللعاهر الحجر , ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا , وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت , فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويقلبها على الناس : اللهم اشهد , اللهم اشهد , اللهم اشهد , والسلام عليكم ورحمة الله
وعلى قلة كلمات هذه الخطب فكان لهم مناسبات محدده
فلا يمكن أن يصعد مسلم على المنبر لبقول هذه الخطب فى الوفت الراهن
لأن الرسول راعى فيها واقع المسلمين
وكذلك الخطيب فى عصرنا لابد أن يراعى واقع المسلمين...أمامه كتاب الله وسنة نبيه...والمجال أمامه رحب وفسيح...ليزرع فى قلوبهم مبادىء الاسلام