الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

رد أهل السنة على أسئلة الشيعة الخمسون المطروحة

رد أهل السنة على أسئلة الشيعة الخمسون المطروحة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أرجو من الاعضاء الكرام عدم الرد حتى اكمال الاجزاء الخمسون بارك الله فيكم .



رد أهل السنة على أسئلة الشيعة الخمسون المطروحة في المواقع 



يزيد بن حسين

ليس غريب علينا أن نسمع ما يقوله المشركين النصارى عنا نحن المسلمين من أقاويل وتكذيب وتشكيك في دين الإسلام ، وليس غريب أيضا أن يهجم علينا اليهود بسلسلة من الأكاذيب وطعن في دين الإسلام ، لكن الأعجب والغريب والمضحك هو أن يأتي من يسمون أنفسهم بأنهم شيعة علي ومحبين أل البيت من المسلمين ومحسوبين عليه في طعن وتشكيك في دين الإسلام وتكفير الصحابة وسبهم !
والدليل ما طرح هذه الأيام من ذلك المتشيع المحسوب على الإسلام بمجموعة من الأسئلة التي تطرح على طلاب المتوسطة ، طالبا من أهل السنة الإجابة عليها اعتقادا منه انه سيقحمنا بهذه الأسئلة التي لا معنى من طرحها أصلا ، والتي اعتقد عقله المتحجر مثل التربة التي يضعها تحت رأسه وهو ساجد عليها إنها من العيار والوزن الثقيل عندما طرح علينا خمسون سؤال !
ونحن نسئل هؤلاء ماذا فعلتم انتم من أجل الإسلام ؟
ما هو دوركم إلى ألان الم تفكروا قليلا وانتم تتبعون من يجعلكم تلطمون على وجوهكم وتضربون أنفسكم ؟ الم تفكروا لماذا السجود على حجر ؟
الم تفكروا للحظة أن علي ابن عم الرسول وزوج ابنته ؟
وعثمان بن عفان زوج لاثنان بن بنات الرسول عليه السلام ؟
وعمر بن الخطاب زواج ابنته للرسول عليه السلام ؟ وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه زواج ابنته للرسول عليه السلام ؟
وهل تعلمون أن علي رضي الله عنه عنده أبناء أسمائهم عمر وعثمان وأبو بكر ؟
سبحانه الله أين انتم من الإسلام وأين انتم من القران الكريم وأين انتم من الجهاد إلى اليوم ؟
وهل دوركم فقط في عاشوراء في اللطم فقط . وهل تعلم أن هذا أيضا غضب عليكم من رب العالمين بأن تضربون أنفسكم ؟ .
فقد أصبحنا محل سخرية من الجميع وابتعدنا عن تعاليم الإسلام بل عن أمور ديننا الأساسية ، ووصل بنا الأمر بأن نقتنع اقتناعا تاما بأنكم أعداء الإسلام ، تحاربونه جنبا إلى جنب مع النصارى واليهود .. وإذا فكرنا للحظة نجد أن في ذلك تعارض مع الآيتين الكريمتين ، قوله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)،
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) . كيف تخيلتم للحظة بأن مثل بوش وأوباما سوف ينقذون المسلمين .. كيف سينقذ ،وهو من أعداء الإسلام ؟
هل هذا ما دعانا إليه ديننا وهل هذا ما دعا إليه علي أو أل بيت رسول الله يا شيعة ؟
متى سنتوحد تحت شعار (لا اله إلا الله * محمد رسول الله( ؟
لنترك الشبهات و نتمسك بالحق ونتوقف عن البحث عما يرضي النفس من فتاوى أو البحث عن زلات العلماء .والطعن في الصحابة ونساء الرسول عليه السلام هل تقدر على هذا ؟
وكما قلت أعلاه إن احد الشيعة قد طرح بعض الأسئلة على أهل السنة طالبنا منهم الرد عليها اعتقادا من أنفسهم إن أهل السنة سيعجزون في الرد وليس لديهم الحجج الدامغة لتفنيد وجهة نظر أهل التشيع ونظرا لضخامة الرد كتبناه بعد استخراجه من كتب أهل التشيع فسنقوم بتجزأته على شكل حلقات متتابعة لنثبت للجميع بطلان حججهم الباهية ومن الله العون والتوفيق .

وبعد :

---------------------------
1- السؤال : لماذا زوج الرسول ابنته لعلي بن أبي طالب دون باقي الصحابة ؟

الجواب مع الشرح : لحبه لسيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه زوجه ابنته فاطمة رضي الله عنها
ولحبه صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان زوجه اثنين من بناته وهما رقية بنت رسول الله وأم كلثوم بنت رسول الله رضي الله عنهم جميعاً
ولحب سيدنا أبى بكر الصديق لرسول الله زوجه ابنته عائشة رضي الله عنهم جميعاً
ولحب سيدنا عمر بن الخطاب لرسول الله زوجه ابنته حفصة رضي الله عنهم جميعاً
ما أجمل هذا المجتمع الطيب النقي الذي يسوده الحب والود والألفة والتأخى والترابط يا رافضة يا من تسبون الصحابة الكرام .

والله أعلم
-----------------------

2- السؤال :لماذا اخذ الرسول بيد علي ابن طالب وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاده دون الباقي ؟

الجواب مع الشرح : أن هذا الحديث الذي ذكره وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) قد أخرجه أحمد والترمذي والحاكم (1) ولم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح، وقد اختلف العلماء في تصحيحه كما نقل ذلك أئمة أهل الشأن .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما قوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً في جمع طرقه . (1)
قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .1)(2) }‎(1) .‎(2)
وهذا المفهوم اللغوي الذين ذكره ابن الأثير هنا للفظة الموالاة في الحديث واستشهد له بقول الشافعي، هو الذي قرره العلماء المحققون في ردهم على الرافضة .
لأنه لو كان كذلك لوجب أتباعه في كل ما قال، ومعلوم أن علياً ينازعه الصحابة في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل، وقوله: ( اللهم انصر من نصره...الخ ) خلاف الواقع، قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا: كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيراً من بلاد الكفار ونصرهم الله .
وكذلك قوله: ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) مخالف لأصل الإسلام فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض) . )
فتبين أن الثابت من الحديث لا حجة للرافضة فيه، وأما الزيادة وهي قوله : اللهم وال من والاه.. وما بعدها.
فلا عبرة لها لأنها كذب كما قرر ذلك شيخ الإسلام بيَّن بطلانها رواية ودراية .

والله أعلم
-----------------------
3- السؤال :لماذا كان يُسب علي بن أبي طالب على منابر بني اميه لمئات السنين ؟

الجواب مع الشرح : أن سب الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه الكريم هو سب وشتم للرسول عليه الصلاة والسلام ، وعلي مع الحق والحق مع علي وكفى ، ولم يكن أهل السنة ليسبوا سيدنا على ابن أبي طالب كرم الله وجهه، كان هذا السب يحدث من بعض المارقين الجهلة الخارجين عن أهل السنة وما قام به الخليفة عمر بن عبدالعزيز هو إرسال العسكر لوقف هؤلاء الجهلة المارقين. ندعو الله العلي القدير أن يرسل بين الشيعة من يفعل فعل عمر ابن عبد العزيز فيوقف سب الصحابة بين جهلاء الشيعة.

أن عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين هو عصر المثل والأخلاق ولن يتكرر، وكانوا يتسابقون فيه إلى الكمال الإنساني الرائع، فمنهم الطائر المحلق ومنهم المهرول، ومنهم المقتصد، وجميعهم رضي الله عنهم كانوا في قافلة الخير يسيرون إلى أن وافاهم الأجل ونفوسهم آمنة مطمئنة، وفيهم رضي الله عنه ، ويقول الرسول عليه السلام : ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، وانّ بني إسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة،
كلهم في النار إلا واحدة ، قالوا : ومن هي يا رسول الله، قال: ما أنا عليه وأصحابي نسأل الله الهداية للجميع وكم أتأسف عندما اسمع من الرافضة الشيعة سب للصحابة واتهام أم المؤمنين عائشة بالزنى .يا رافضة الم تروا وتسمعوا أن أهل السنة يحبون أل البيت كلهم ويسمون أولادهم على أسمائهم ؟
والسؤال المطروح هنا :من هو الذي يزرع في رؤوسكم هكذا أفكار بأن أهل السنة يكرهون أل البيت ويلعنونهم ؟.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد وارضي عن صحابته اللهم أمين.

يزعم الشيعة الرافضة أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا فما جوابكم على هذا السؤال ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد وفاة صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه.
والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته ـ « شيعة اثني عشريّة »،
ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة » ؟
أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ «أهل سنّة»، ثم « انقلبوا شيعة اثني عشريّة »؟

والله أعلم
----------------------

تم جمع الأسئلة 4-5-6 في رد واحد لتشابه السؤال في الرد عليها .

4 - السؤال :لماذا قال الرسول للصحابي عمار ابن ياسر ستقتلك الفئة الباغية ؟ 5- من هي الفئة الباغية التي قتلت عمار بن ياسر ؟ 6- هل من المعقول أن يجتمع عمار بن ياسر وقاتله في الجنة معاََ ؟

الجواب مع الشرح : حديث عمار « تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار » (1).
وقد استدل الرافضة بهذا الحديث على تكفير الصحابة وذمهم والطعن فيهم كمعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم الذين قاتلوا عليا بن أبي طالب رضي الله عنه في صفين! قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول (3 / 1110)عن الرافضة (وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا أيضا لا ريب في كفره فإنه مكذب لما نص القرآن في غير موضع من الرضي عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين).

وقد أجيب عن هذا الحديث بعدة أجوبة:

1-أن هذا الحديث من أهل العلم من طعن فيه ويروى هذا عن الإمام أحمد وإن كان آخر الأمرين عنه أنه صححه. قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76): « وأما الحديث الذي فيه إن عماراً تقتله الفئة الباغية، فهذا الحديث طعن فيه طائفة من أهل العلم، لكن رواه مسلم في « صحيحة » وهو في بعض نسخ البخاري » (2). في « المنتخب من علل الخلال » (ص222): « أخبرنا إسماعيل الصفار قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم يقول: سمعت في حلقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة والمعيطي ذكروا: « تقتل عماراً الفئة الباغية ». فقالوا: ما فيه حديث صحيح (3). سمعت عبدالله بن إبراهيم قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روي في عمار: « تقتله الفئة الباغية » ثمانية وعشرون حديثاً، ليس فيها حديث صحيح. قال ابن رجب في « فتح الباري » (2/494):« وهذا الإسناد غير معروف وقد روي عن أحمد خلاف هذا. قال يعقوب بن شيبة السدوسي في مسند عمار من « مسنده » (4): « سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي في عمار: « تقتله الفئة الباغية »؟ فقال أحمد: كما قال رسول الله « تقتله الفئة الباغية ». وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا » (5).

2- أغلب نسخ البخاري لم تذكر هذه الزيادة « تقتله الفئة الباغية » فلم يذكرها ألحميدي في الجمع بين الصحيحين وقال: أن البخاري لم يذكرها أصلاً. قال : ولعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها عمداً (6) . وممن نفى هذه الزيادة المزي في « تحفة الإشراف » (3/427) قال : وليس فيه « تقتل عماراً الفئة الباغية » وأثبتها جمع من أهل العلم فذكر الحافظ ابن حجر في « الفتح » (1/646) أنها وقعت في رواية ابن السكن وكريمة وغيرهما وفي نسخة الصغاني التي ذكر أنه قابلها على نس.

3- أعلة هذه الزيادة أيضاً بالإدراج. قال الحافظ ابن حجر في « الفتح » (1/646): « ويظهر لي أن البخاري حذفها عمداً وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد ألخدري أعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي، فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله أنه قال : « يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية » وبن سمية هو عمار وسمية أسم أمه، وهذا الإسناد على شرط مسلم وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة فذكره فاقتصر البخاري على دون غيره وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الإطلاع على علل الأحاديث ».
خة الفربري. وأخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث (7).
4- أما من تأول الحديث على أن قاتله هو من أتى به وهي الطائفة التي قاتل معها (8).فهذا ضعيف ظاهر الفساد ويلزم من هذا أن يكون النبي وأصحابه رضي الله عنهم قد قتلوا كل من قتل معهم في الغزو كحمزة - رضي الله عنه - وغيره.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76): « ويروى أن معاوية تأول أن الذي قتله هو الذي جاء به، دون مقاتليه: وأن علياً رد هذا التأويل بقوله: فنحن إذا قتلنا حمزة ولا ريب أن ما قاله علي هو الصواب ».
5- قد تأوله بعضهم على أن المراد بالباغية الطالبة بدم عثمان كما قالوا: نبغي ابن عفان بأطراف الأسل قال الإمام ابن تيمية في « الفتاوى » (35/76): « وليس بشيء »، وقال في « منهاج السنة » (4/390): « وهو تأويل ضعيف » (9).

6- أن قوله - عليه الصلاة والسلام - « تقتله الفئة الباغية » ليس نصاً في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه، بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته، وهي طائفة من الجيش ومعاوية - رضي الله عنه - لم يرضى بقتله.قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76): « ثم إن عمار تقتله الفئة الباغية ليس نصاً في أن هذا للفظ لمعاوية وأصحابه بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته وهي طائفة من العسكر ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها ومن المعلوم أنه كان في العسكر من لم يرض بقتل عمار : عبدالله بن عمرو بن العاص، وغيره، بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية وعمرو ».

7- أن الحديث على ظاهره وليس بلازم كون الطائفة باغية خروجها من الإيمان أو تجب لعنتها قال - عز وجل -: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " فسماهم الله مؤمنين مع وجود الاقتتال. قال الحافظ ابن كثير في « البداية والنهاية » (7/188):« ولا يلزم من تسمية أصحاب معاوية بغاة تكفيرهم كما يحاوله جهلة الفرقة الضالة من الشيعة وغيرهم لأنهم وإن كانوا بغاة في نفس الأمر فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال وليس كل مجتهد مصيباً بل المصيب له أجران والمخطئ له أجر ومن زاد في هذا الحديث بعد « تقتلك الفئة الباغية لا أنالها الله شفاعتي يوم القيامة » فقد افترى في هذه الزيادة على رسول الله ؟

فإنه لم يقلها إذا لم تنقل من طريق تقبل والله أعلم وأما قوله « يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار » فإن عماراً وأصحابه يدعون أهل الشام إلى الألفة واجتماع الكلمة وأهل الشام يريدون أن يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به وأن يكون الناس أوازعا على كل قطر إمام برأسه وهذا يؤدي إلى افتراق الكلمة واختلاف الأمة فهو لازم مذهبهم وناشئ عن مسلكهم وإن كانوا لا يقصدونه والله أعلم ».
قال الإمام النووي في « شرحه على صحيح مسلم » (18/40): « قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة في أن علياً - رضي الله عنه - كان محقاً مصيباً والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه في مواضع (10) وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله ؟ من أوجه منها أن عماراً يموت قتيلاً وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يتقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ».
وقال ابن حزم في الفصل في « الملل والنحل » (3/77):« المجتهد المخطئ إذا قاتل على ما يرى أنه الحق قاصداً إلى الله - تعالى -بنيته غير عالم بأنه مخطئ فهو فئة باغية وإن كان مأجوراً ولا حد عليه إذا ترك القتال ولا قود وأما إذا قاتل وهو يدري أنه مخطئ فهذا محارب تلزمه حدود المحاربة والقود وهذا يفسق ويخرج لا المجتهد المخطئ وبيان ذلك قول الله - تعالى -: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ".

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76):« وليس في كون عمار تقتله الفئة الباغية ما ينافي ما ذكرناه فإنه قد قال الله - تعالى -: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين! إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ؟ فقد جعلهم مع وجود الاقتتال والبغي مؤمنين إخوة، بل مع أمره بقتال الفئة الباغية جعلهم مؤمنين وليس كل ما كان بغياً وظلماً أو عدواناً يخرج عموم الناس عن الإيمان، ولا يوجب لعنتهم فكيف يخرج ذلك من كان من خير القرون ؟ وكل من كان باغيا أو ظالما أو معتديا أو مرتكبا ما هو مذنب فهو قسمان: متأول، وغير متأول. فالمتأول المجتهد: كأهل العلم والدين الذين اجتهدوا واعتقد بعضهم حل أمور واعتقد الآخر تحريمها كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة وبعضهم حل أمور واعتقد الآخر تحريمها كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة وبعضهم بعض المعاملات الربوية وبعضهم بعض التحليل والمتعة،

وأمثال ذلك فقد جرى ذلك وأمثاله من خيار السلف فهؤلاء المتأولون المجتهدون غايتهم أنهم مخطئون وقد قال الله - تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " وقد ثبت في الصحيح أن الله استجاب هذا الدعاء وقد أخبر - سبحانه - عن داود وسليمان - عليهما السلام - إنما حكما في الحرث وخص أحدهما بالعمل والحكم ومع ثنائه على كل منهما بالعلم والحكم والعلماء ورثة الأنبياء فإذا فهم أحدهم من المسألة ما لم يفهمه الآخر لم يكن بذلك ملوماً ولا مانعاً لما عرف من علمه ودينه وإن كان ذلك مع العلم بالحكم يكون إثماً وظلماً والإصرار عليه فسقاً بل متى علم تحريمه ضرورة كان تحليله كفراً فالبغي هو من هذا الباب أما إذا كان الباغي مجتهداً ومتأولاً ولم يتبين له أنه باغ بل اعتقد أنه على الحق وإن كان مخطئاً في اعتقاده: لم تكن تسميته « باغيا » موجبة لإثمه فضلا عن أن توجب فسقه والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين ، يقولون: مع الأمر بقتالهم قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم لا عقوبة لهم بل للمنع من العدوان، ويقولون: إنهم باقون على العدالة لا يفسقون ويقولون هم كغير المكلف كما يمنع الصبي والمجنون والناسي والمغمى عليه والنائم من العدوان أن لا يصدر منهم، بل تمنع البهائم من العدوان. ويجب على من قتل مؤمناً خطأ الدية بنص القرآن مع أنه لا أثم عليه في ذلك وهكذا من رفع إلى الإمام من أهل الحدود وتاب بعد القدرة عليه فأقام عليه الحد، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والباغي المتأول يجلد عند مالك والشافعي وأحمد ونظائره متعددة ثم بتقدير أن يكون « البغي » بغير تأويل: يكون ذنباً والذنوب تزول عقوبتها بأسباب متعددة: بالحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك .

وقال - رحمه الله -: لكن من نظر في كلام المتناظرين من العلماء الذين ليس بينهم قتال ولا ملك، وأن لهم في النصوص من التأويلات ما هو أضعف من معاوية بكثير ومن تأول هذا التأويل لم ير أنه قتل عماراً فلم يعتقد أنه باغ ومن لم يعتقد أنه باغ وهو في نفس الأمر باغ : فهو متأول مخطئ والفقهاء ليس فيهم من رأيه القتال مع من قتل عماراً وطائفته ومنهم من يرى الإمساك عن القتال مطلقاً وفي كل من الطائفتين طوائف من السابقين الأولين ففي القول الأول عمار وسهل بن حنيف وأبو أيوب وفي الثاني سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد و عبدالله بن عمر ونحوهم .

ولعل أكثر الأكابر من الصحابة كانوا على هذا الرأي ولم يكن في العسكريين بعد علي أفضل من سعد بن أبي وقاص وكان من القاعدين و « حديث عمار » قد يحتج به من رأى القتال لأنه إذا كان قاتلوه بغاة فالله يقول فقاتلوا التي تبغي والمتمسكون يحتجون بالأحاديث الصحيحة عن النبي في أن القعود عن الفتنة خير من القتال فيها ونقول : إن هذا القتال ونحوه هو قتال الفتنة كما جاءت أحاديث صحيحة تبين ذلك وأن النبي لم يأمر بالقتال ولم يرض به وإنما رضي بالصلح وإنما أمر الله بقتال الباغي ولم يأمر بقتاله ابتداء، بل قال : " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين "، قالوا : والاقتتال الأول لم يأمر الله به ولا أمر كل من بغي عليه أن يقاتل من بغى عليه، فإنه إذا قتل كل باغ كفر، بل غالب المؤمنين، بل غالب الناس لا يخلو من واحدة منهما مأمورة بالقتال فإذا بغت الواحدة منهما قوتلت لأنها لم تترك القتال ولم تجب إلى الصلح فلم يندفع شرها إلا بالقتال كما قال النبي : « من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون حرمته فهو شهيد ». قالوا: فبتقدير أن جميع العسكر بغاة فلم نأمر بقتالهم ابتداء بل أمرنا بالإصلاح بينهم. وأيضا فلا يجوز قتالهم إذا كان الذين معهم ناكلين عن القتال فإنهم كانوا كثيري الخلاف عليه ضعيفي الطاعة له. والمقصود : أن هذا الحديث لا يبيح لعن أحد من الصحابة، ولا يوجب فسقه » (11) .
وقال - رحمه الله - في منهاج السنة النبوية (4/385) : « الباغي قد يكون متأولاً معتقداً أنه على حق، وقد يكون متعمداً يعلم أنه باغ، وقد يكون بغيه مركباً من شبهة وشهوة، وهو الغالب، وعلى كل تقدير فهذا لا يقدح فيما عليه أهل السنة، فإنهم لا ينزهون معاوية ولا من هو أفضل منه من الذنوب فضلاً عن تنزيههم عن الخطأ في الاجتهاد. بل يقولون: إن الذنوب لها أسباب تدفع عقوبتها من التوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك ». مع العلم أن معاوية لم يأمر بقتل عمار ولم يرض بقتله . قال شيخ الإسلام في « الفتاوى » (35/76) قال - رحمه الله -: « ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها، ومن المعلوم أنه كان في العسكر من لم يرض بقتل عمار: كعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية وعمرو ».

وما وقع من قتال وقع عن تأويل واجتهاد. قال الأشعري في « الإبانة » (78): « وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - كان على تأويل واجتهاد وكل الصحابة مأمونون غير متهمين في الدين وقد أثنى الله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم والتبري من كل من ينقص أحداً منهم رضي الله عن جميعهم » ا. هـ.
--------
(1) رواه البخاري (346)، ورواه أيضاً في (2657) بلفظ « ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار ».
(2)انظر منهاج السنة (4/390) و (4/405).
(3) رواه الخلال في السنة (2/463) رقم (722).
(4) في منهاج السنة النبوية (4/414) في مسنده في المكيين.
(5) انظر منهاج السنة (4/414)، والسنة للخلال (2/463) و (3/462) رقم (720).
(6) فتح الباري لا بن حجر.
(7) انظر منهاج السنة (4/415)، وفتح الباري للحافظ ابن رجب (2/490).
(8)قال ابن تيمية في « منهاج السنة » (4/405): « وهذا القول لا أعلم له قائلا من أصحاب الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل السنة » وانظر: (4/419).
(9) وانظر منهاج السنة (4/405) و (4/414) وطبقات الحنابلة ترجمة الحسن بن عبدالله أبو علي النجاد المتوفي سنة 309هـ (3/251).
(10) انظر شرح النووي على صحح مسلم (7/166).
(11) انظر منهاج السنة (4/394) و (4/420) فإنه مهم

الله أكبر ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) " .
علي بن أبي طالب يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة
يقول بأننا ديننا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة وأنه لا يزيد عليهم في الإيمان بالله
والتصديق برسوله وهذا كلامه : و عن علي أنه قال: « وكان بدء أمرنا أنّا تلاقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد وديننا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا شيئاً إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان» ( نهج البلاغة 3/114). فلا يوجد هناك لا صحابة مرتدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولا ما هم يحزنون لقد تم هدم عقيدة الشيعة الخبيثة في الصحابة فلو كان الصحابة مرتدين بسبب غصبهم الخلافة لما قال علي بن أبي طالب بأن دعوتنا واحدة . ومن كتب الشيعة أيضا : وفي رواية « عن جعفر عن أبيه أن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول: هم إخواننا بغوا علينا » (بحار الأنوار23/324 وسائل الشيعة51/83) . ويقول الإمام علي : فعن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهم السلام أن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكن كان يقول: إخواننا بغوا علينا» (وسائل الشيعة51/83 للحر ألعاملي مستدرك الوسائل11/68 لنوري الطبرسي جواهر الكلام للجواهري12/338 (.وفي رواية « عن جعفر عن أبيه أن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا» (بحار الأنوار23/324 وسائل الشيعة51/83 ) ..

والله أعلم

يتبع ان شاء الله

ali_k25-01-10 02:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


7السؤال :ألم يقول الرسول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء اصدق لهجة من أبي ذر؟

الجواب مع الشرح : حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك قال : قال أبو ذر : إني لأقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها ، وإنه والله ما منكم من أحد إلا قد تشبث منها بشيء غيري .
وأيضا :
رقم الحديث:152 سنن ابن ماجه (حديث مرفوع ) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ " .
الحكم المبدئي : إسناد ضعيف فيه عثمان بن عمير البجلي وهو ضعيف الحديث.
مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 6903 (حديث مرفوع ) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدَّيْلِيِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ " .
الحكم المبدئي: إسناد ضعيف فيه عثمان بن عمير البجلي وهو ضعيف الحديث.

رقم الحديث: 5240 الطبقات الكبرى لابن سعد
(حديث مرفوع ) قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ " .
الحكم المبدئي: إسناد ضعيف فيه علي بن زيد القرشي وهو ضعيف الحديث.

يا شيعة: هذا الحديث ضعيف ونقول لكم عيب أن تبحثوا عن شيء لتضروا مسلم يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله .

والله أعلم
-------------------------

8سؤال: لماذا قام عثمان بن عفان بطرد الصحابي اباذر الغفاري إلى الشام ؟

الجواب مع الشرح: وعندما ذهب أبو ذرٍّ إلى دمشق في عهدِ عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه، وكان معاويةُ بنُ أبي سفيان واليا عليها، شاركَ في الفتوحات، وكان ممن خرجوا مع معاوية إلى فتحِ قبرص في السنةِ الثامنةِ والعشرين للهجرة. لكنه اختلفَ مع معاويةَ بسبب مظاهرِ الترف التي سادت في الشام. فبدأ يدعو الناسَ إلى التقشفِ والزهد. وتجمَّعَ حولَه كثيرٌ من الفقراء، فشعرَ معاويةُ بالخطر، لكنه يعرفُ قَدْرِ أبي ذرٍّ، فلم يَقْرَبْه بسوء.

وتشير بعض الروايات إلى أن أبا ذر وهو في طريقه إلى المدينة بعدما تركَ دمشق، أقام فترةً في منطقةٍ في الأردن غيرِ بعيدةٍ عن طريقِ القوافلِ بين الشامِ والجزيرة العربية.
وفي هذه المنطقة في الأردن، هناك بقايا منزلٍ أقامَ فيه أبو ذر، وبُني عليه فيما بعد مسجدٌ تم تجديدُه في الآونة الأخيرة.

عندما وصل أبو ذر إلى المدينة المنورة، التقى عثمانَ بن عفان وجرى بينهما حوار حول أفكارِ التقشف التي يدعو إليها، وأصر أبو ذر خلال اللقاء على مواقِفه، ولم يأمرْهُ عثمانُ بالرجوعِ عن آرائه، وإنما طلب منه أن يكفَّ عن الإنكار على الناس ما هم فيه من المَتاع الحلال. وفي النهاية آثر أبو ذرٍّ العزلةَ من جديد.
اختار أبو ذر لزلته مكاناً على طريقِ القوافل بين العراق والحجاز وهو الرَّبَذَةُ، فذهب إليها طوعاً، بخلاف ما قيل فيما بعد من أنه نُفي إليها.
وفي الربذة بنى أبو ذر مسجداً، بمساعدة مَنْ خصَّصه عثمانُ لُه من الخدم، وكان يَصِلُه عطاؤه الذي أمرَ به الخليفةُ بِلا انقطاع . وفي الربذة لم يتوقفْ أبو ذر عن دعوةِ مَنْ يَمُرُّ به من القوافلِ إلى أفكاره، وظل على هذه الحال إلى أن وافته المنية. وقد تباينتْ مواقفُ الناسِ من آرائه قديما وحديثا، لكنها في حقيقتِها تعبر عن شخصيةٍ مستقلة في إطار الإسلام.

وفي عزلته هذه، أمضى أبو ذر أيامَه الأخيرة. وتوفي رضي الله عنه في السنة الثانية والثلاثين للهجرة.

والله أعلم
-------------------------

تم جمع الأسئلة 9 + 10 في شرح واحد لتشابه السؤال في الرد عليه .

9السؤال : من هم الذين فروا من غزوه احد وتركوا الرسول وحيدا ؟ 10- السؤال : من بقى مع الرسول في غزوة احد غير علي بن أبي طالب ؟

الجواب مع الشرح: لا لم يفروا بل كانوا منافقين واليكم القصة : لقد تجلت صور رائعة من البطولة والشجاعة والإيمان لرجال ونساء المسلمين في غزوة أحد ، وكذلك حدثت بعض المعجزات ، لتكون عظة وذكرى وتبصره

- لقد حاول المشركون بعد هزيمتهم المنكرة في بدر ، وخاصة أولئك الذين قتل آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ، أن ينتقموا ويأخذوا بثأر قتلاهم- وفي غزوة أحد لقد تمرد عبد الله بن أبي الملقب بالمنافق ومعه ثلاثمائة من زمرته !، وقبل طلوع الفجر بقليل أدلج ، حتى إذا كان بالشَّوْط صلى الفجر ، وكان بمقربة جداً من العدو ، فقد كان يراهم ويرونه ، وهناك تمرد عبد الله بن أبي المنافق ، فانسحب بنحو ثلث العسكر ـ ثلاثمائة مقاتل ـ قائلاً ‏:‏ ما ندري علام نقتل أنفسنا ‏؟‏ ومتظاهراً بالاحتجاج بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ترك رأيه وأطاع غيره ‏.‏

ولا شك أن سبب هذا الانعزال لم يكن هو ما أبداه هذا المنافق من رفض رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) رأيه ، وإلا لم يكن لسيره مع الجيش النبوي إلى هذا المكان معنى‏ .‏ بل لو كان هذا هو السبب لا نعزل عن الجيش منذ بداية سيره ، بل كان هدفه الرئيسي من هذا التمرد ـ في ذلك الظرف الدقيق ـ أن يحدث البلبلة والاضطراب في جيش المسلمين على مرأى ومسمع من عدوهم ، حتى ينحاز عامة الجيش عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتنهار معنويات من يبقي معه ، بينما يتشجع العدو ، وتعلو همته لرؤية هذا المنظر ، فيكون ذلك أسرع إلى القضاء على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه المخلصين ، ويصحو بعد ذلك الجو لعودة الرياسة إلى هذا المنافق وأصحابه‏ .‏

وكاد المنافق ينجح في تحقيق بعض ما كان يهدف إليه ، فقد همت طائفتان ـ بنو حارثة من الأوس ، وبنو سلمة من الخزرج ـ أن تفشلا ، ولكن الله تولاهما ، فثبتتا بعدما سرى فيهما الاضطراب ، وهمتا بالرجوع والانسحاب ، وعنهما يقول الله تعالى ‏:‏ ‏" ‏إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏ "‏ (‏آل عمران‏:‏ 122‏) ‏‏.‏

وحاول عبد الله بن حَرَام ـ والد جابر بن عبد الله ـ تذكير هؤلاء المنافقين بواجبهم في هذا الظرف الدقيق ، فتبعهم وهو يوبخهم ويحضهم على الرجوع ، ويقول ‏:‏ تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ، قالوا ‏:‏ لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع ، فرجع عنهم عبد الله بن حرام قائلاً ‏:‏ أبعدكم الله أعداء الله ، فسيغني الله عنكم نبيه ‏.‏

فالآيات التي اشتملت على ذكر غزوة أحد مذكورة في سورة آل عمران من قوله تعالى : (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ) )آل عمران :121( إلى قبيل آخرها بيسير .
ومما ذكره أهل العلم في أسباب هزيمة المسلمين في الغزوة أن الصحابة لما خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أراد الله أن يعرفهم سوء عاقبة المعصية والفشل، وأن الذي أصابهم إنما هو بشؤم ذلك، كما قال تعالى : ( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين) )آل عمران:152(، فلما ذاقوا عاقبة معصيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتنازلهم وفشلهم، كانوا بعد ذلك أشد حذراً ويقظة وتحرزاً من أسباب الخذلان، وفي هذا درس عظيم لنا معاشر المسلمين في هذه الأيام، فالذي نراه من تسلط الشر وأهله على المسلمين في أكثر بقاع الأرض، إنما هو نتيجة للوقوع في مخالفات شرعية حذر منها. وننصح الأخ السائل بمراجعة كتب التفسير كتفسير ابن كثير في هذه الآيات، وأيضاً كتاب الظلال لسيد قطب، وكذلك كتب السيرة كزاد المعاد لابن القيم المجلد الثالث، وكتاب وقفات تربوية من السيرة النبوية لأحمد فريد، والله أعلم .

وفي هؤلاء المنافقين يقول الله تعالى ‏:‏ ‏" ‏وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ‏ "‏(‏آل عمران‏ 167) . لكن المسلمين ورغم النصر المبين الذي حققوه ، شعروا بالحزن والكآبة عندما فقدوا بطلا من أعظم أبطالهم هو أسد الله : حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي قتله رجل يسمى وحشي غدرا .

وقد كان في انكسار المسلمين في تلك المعركة دروس وحكم منها: ابتلاء المؤمنين، وتمحيص إيمانهم، وليعلموا أن المسلم في نصرته لدين الله يدال له ويدال عليه، وليتخذ الله شهداء من المؤمنين، وليميز الله المنافقين، ويمحق الكافرين، وقد أنزل الله ذلك في كتابه قائلاً : )وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) [آل عمران: 166-167( . وقال سبحانه وتعالى: ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران:140).

فكما أن انتصار المسلمين في بدر كان خيراً ورحمة، فكذلك انكسارهم في أحد كان خيراً ورحمة.
قال ابن تيمية في الفتاوى: كما أن نصر الله للمسلمين يوم بدر كان رحمة ونعمة، وهزيمتهم يوم أحد كانت نعمة ورحمة على المؤمنين. انتهى والله أعلم .

2- المعركة حول رسول الله 

أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان في طرف الجيش يراقب مطاردة المسلمين للمشركين ، وكان معه عدد قليل من الصحابة ، وفوجئوا بهجوم الفرسان ، وهنا تجلت شجاعته صلى الله عليه وسلم وثباته ،فقد رفع صوته ينادى أصحابه ويقول : ( إليَّ يا فلان أنا رسول الله ) وسمع بعض المشركين نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتجهوا إليه ، ودارت حوله معركة طاحنة تفانى فيها الصحابة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ روى النسائي بسنده عن جابر بن عبد الله قال : ( لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً من الأنصار فيهم طلحة بن عبيد الله ، وأدرك المشركون الرسول ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من للقوم ؟
فقال طلحة: أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما أنت ، فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فقال : أنت ، فقاتل حتى قتل ، ثم التفت فإذا المشركون ، فقال : من للقوم ، فقال طلحة : أنا ، قال : كما أنت ، ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليه رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل ، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من للقوم ؟ ) ،
فقال طلحة : أنا ، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه ، وغشيته الجراح ، ونزف منه الدم ) ، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلهم وحده . وكانت ساعة صعبة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم . لكن المدد الإلهي لا ينقطع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الشيخان في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ، ما رأيتهما قبل ولا بعد) وعند مسلم يعني : (جبريل و ميكائيل ) وكان بين المدافعين عن النبي نسيبة بنت كعب تباشر القتال وتذود عنه بالسيف ، وترمي عن القوس حتى جُرِحَت على عاتقها جُرحاً أجوفاً له غَوْر ، أصابها به ابن قُميئة وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( لمقامُ نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقام فلانٍ و فلان ) وكان يراها تقاتل أشدَّ القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جُرِحَت ، وقد قالت للرسول -صلى الله عليه وسلم-
( ادْعُ الله أن نرافقك بالجنة ؟! )

فقال ( اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة ) فقالت ( ما أبالي ما أصابني من الدنيا ) وقد جُرِحَ يوم أحد ابنها عبد الله في عَضُده اليسرى ، ضربه رجل ورحل عنه ، وجعل الدم لا يرقأ ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( اعْصِبْ جُرْحَك) فأقبلت أمه نسيبة ومعها عصائب قد أعدّتها للجراح ، فربطت جُرْحَه ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقف ينظر إليه ،ثم قالت ( انهضْ بنيّ فضارِب القومَ ) فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول ( ومَنْ يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عمارة !؟ وأقبلَ الرجلُ الذي ضرب ابنها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( هذا ضارب ابنك فاعترضته وضربت ساقه فبرَكَ ،فابتسم الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى رأت نواجذه وقال ( اسْتَقَدْتِ يا أمَّ عمارة ) وعندما أتوا على نفسه قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( الحمدُ لله الذي ظفّركِ وأقرّ عينك من عدوّك ، وأراك ثأرَكِ بعينِك )

ولمّا انكشف الناس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيت السيدة نسيبة وزوجها وابناها بين يديه يذُبّوا عنه ، والناس يمرون به منهزمين ، ورآها الرسـول الكريـم ولا ترسَ معها فرأى رجـلاً مُوليّاً معه ترس ، فقال له ( ألقِ تُرْسَـكَ إلى مَنْ يُقاتِل ) فألقى تُرْسَـه ، فأخذته نسيبة وتروي ذلك قائلة ( فجعلت أتترَس به عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وإنّما فعلَ بنا الأفاعيلَ أصحابُ الخيل ، لو كانوا رجّالةً مثلنا أصبناهم إنْ شاء الله ، فيُقبل رجلٌ على فرسٍ فضربني ، وتترّسْتُ له فلم يصنع سيفه شيئاً ، وولّى ، وأضرب عُرْقوب فرسِهِ ، فوقع على ظهره ، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصيح ( يا ابن أم عمارة أمَّكَ أمَّكَ ! )

فعاونني عليه ورغم هذا التفاني والدفاع المستميت من هؤلاء الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن بعض المشركين وصلوا إليه ، فرماه عتبة بن أبي وقاص بالحجارة فوقع لشقه ، وأصيبت رباعيته ، واندفع إليه عبد الله بن شهاب الزهري فشجه في جبهته ، وجاء ابن قمئة فضربه على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة ، إلا أنه لم يتمكن من هتك الدرعين ، ثم ضربه على وجنته صلى الله عليه وسلم فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته الشريفة ، وقال خذها وأنا ابن قمئة : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه الشريف : أقمأك الله ، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر الفاسق ليقع فيها المسلمون ، فأخذ علي بيده ، ورفعه طلحة حتى استوى قائمًا ، ومص مالك بن سنان الدم عن وجهه الشريف ، ورغم هذا الضغط الشديد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه بقي ثابتًا لا يتزعزع وقع كل هذا بسرعة كبيرة قبل أن يصل إليه الصحابة ، وكان أول من وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ، وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما ، كما روى ذلك الحاكم وغيره عن عائشة رضي الله عنها عن أبيها أبي بكر الصديق قال : ( لما جال الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصرت به من بعد فإذا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا أنا برجل يرفعه مرة ويضعه أخرى فقلت : أما إذا أخطأني لأن أكون أنا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجيء طلحة فذاك أنا وأمر فانتهينا إليه فإذا طلحة يرفعه مرة ويضعه أخرى وإذا بطلحة ست وستون جراحة وقد قطعت إحداهن أكحله فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب على وجنتيه فلزقت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه فلما رأى أبو عبيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزع إحداهما بثنيته فمدها فندرت وندرت ثنيته ثم نظر إلى الأخرى فناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهزها بالثنية الأخرى فمدها فندرت وندرت ثنيته فكان أبو عبيدة أثرم الثنايا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دونكم أخاكم فقد أوجب ) قال فأقبلنا على طلحة نعالجه وقد أصابته بضع عشرة ضربه ) وفي وقت قصير تجمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة ، منهم عمر بن الخطاب ، وأبو طلحة ، وعلي بن أبي طالب ، والمقداد بن الأسود ، ومالك بن سنان ، وسعد بن أبي وقاص ، وزيد بن سهل ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، ومحمد بن مسلمة ، وأبو دجانة ، وعبد الله بن مسعود ، وسهل بن حنيف ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، والحارث بن الصمة ، والحباب بن المنذر ، وعاصم بن ثابت.

وفي الوقت نفسه وصلت أعداد أخرى من المشركين يطمعون في النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فدارت معركة ضروس ضرب فيها هؤلاء الصحابة أروع الأمثلة في التضحية والفداء ، فقد أقاموا من أنفسهم سوراً ترّسوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمكنوا المشركين من الخلوص إليه ، ووقف أبو دجانة أمام النبي صلى الله عليه وسلم وترَّس عليه بظهره ، فكانت النبل تقع عليه وهو لا يتحرك حتى امتلأت ظهره سهاماً، وجلس أبو طلحة الأنصاري بين يديه صلى الله عليه وسلم ووضع ترسه أمامه يقيه بها ، وجعل يرمي القوم ، وكان رامياً شديد النـزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثاً ، وكان الرجل يمر معه جعبة من النبل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: انثرها لأبي طلحة ، قال : ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم ، فيقول أبو طلحة : بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم ، نحري دون نحرك ، وجلس سعد بن أبي وقاص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً يرمي بالسهام ويقول : اللهم سهمك فارم به عدوك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم استجب لسعد ، اللهم سدد لسعد رميته ، أيها سعد فداك أبي وأمي، وقاتل عبد الرحمن بن عوف قتالاً شديداً حتى جرح قريباً من سبعين جرحاً ، وقاتل شماس بن عثمان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي ببصره يميناً ولا شمالاً إلاّ رأى شماساً في ذلك الوجه يضرب بسيفه حتى استشهد ، وجعل سهل بن حنيف ينضح بالنبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نبلوا سهلاً فإنه سهل،، وثبت قتادة بن النعمان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيبت عينه حتى وقعت على وجنته فردها رسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما وهكذا دافعت هذه الثلة المؤمنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبعدت المشركين عن الموقع الذي كان فيه ، ثم انحازت به صلى الله عليه وسلم نحو الشعب في جبل أحد ليحتموا به، وكان عنده عدد من المسلمين الذين تركوا ميدان المعركة وهم يحسبون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل ، وكان أول من عرفه كعب بن مالك قال : عرفت عينيه الشريفتين تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليَّ أن أنصت، ولما قارب الشعب لحقه أُبَيّ بن خلف وهو يقول : أين محمد ؟ لا نجوت إن نجا ، فقال القوم : يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟

، فقال صلى الله عليه وسلم : دعوه ، فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، ثم استقبله فطعنه في عنقه فسقط عن فرسه، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك إنما هو خدش ، فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أنا أقتل أبياً ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل المجاز لماتوا أجمعين ، فمات قبل أن يصل مكة ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة في فم الشعب ليعلوها ، وقد كان بدن وظاهر بين درعين ، فلم يستطع أن يرقاها ، فجلس طلحة بن عبيد الله تحته ونهض به حتى استوى عليها وبشره بالجنة. واندفعت مجموعة من المشركين منهم أبو سفيان وخالد بن الوليد إلى الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا ، فتصدى لهم عمر بن الخطاب في جماعة من المهاجرين فردوهم، وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ، ولما لم يكونوا يعرفون عن مصير النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً - بل كانوا على شبه اليقين من قتله - رجعوا إلى مقرهم ،
وأخذ بعضهم يتشفى من شهداء المسلمين ويمثلون بجثثهم ، وكان أسد الله حمزة أكثر الشهداء تمثيلا به وتجمع المشركون بعد أن خلت ساحة المعركة يتهيئون للرحيل ، وعاد أبو سفيان ومعه بعض المشركين إلى الجبل قرب الشعب ونادى من على صخرة : أفي القوم محمد ؟

فقال صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه ، فنادى : أفي القوم ابن أبي قحافة ؟

فقال صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ، فنادى: أفي القوم ابن الخطاب ؟
فلم يجبه أحد ، قال : إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا ، فلم يملك عمر نفسه فنادى : كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك ، ثم قال أبو سفيان : أعل هبل ، فقال صلى الله عليه وسلم: أجيبوه ، قالوا : ما نقول ؟

قال : قولوا : الله أعلى وأجل .

قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه . قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم . ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وتجدون مُثْلَة لم آمر بها ولم تسؤني، فأجابه عمر : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . ثم قال أبو سفيان : هلم إليّ يا عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : ائته فانظر ما شأنه ، فأشرف عليه فقال له أبو سفيان : أنشدك بالله يا عمر أقتلنا محمدًا ؟ قال عمر : اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن ، قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر، وقبل أن ينصرف ومَنْ معه نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : ( قل : نعم هو بيننا وبينكم موعد ) .

وبعد قليل أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في آثارهم ، وقال له : انظر ماذا يصنعون ، وماذا يريدون ، فإن كانوا جَنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة ، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم ، قال علي : فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجَنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة .
ثم إن علياً ملأ تِرسه ماءً وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يسكب الماء وفاطمة تغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأت أن الماء لا يزيده إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم وقد مص مالك والد أبي سعيد الخدري جرح رسول الله ص حتى أنقاه فقال له مجه فقال والله لا أمجه أبدا ثم ذهب فقال النبي ص ( من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا )

و تفرغ الناس لقتلاهم .

يا شيعة : هذا عن الرسول ومن كانوا معه وكيف وقف الجميع في وجه المشركين والكفار ، ماذا عنكم انتم يا شيعة : هل نسيتم تاريخكم في تسليم القدس للصليبيين ؟ التفاصيل في سنة 491هـ (1098م) التي تمكن الصليبيون من تأسيس أول إمارة لهم في الشرق الأدنى الإسلامي، وهي إمارة الرها (بين الموصل والشام)، ثم استطاعوا في نفس العام، تأسيس إمارتهم الثانية، وهي إمارة أنطاكية (شمال غرب سورية)، رغم المقاومة التي أبداها السلاجقة، الذين كانوا يحكمون آنذاك شمال بلاد الشام . وبشيء من الأسى، يقول الأستاذ جمال بدوي: "لم يجد الفاطميون في الانتصارات التي أحرزها الصليبيون في آسيا الصغرى وإنطاكية كارثة عامة حلّت بالمسلمين، وإنما وجدوا فيها أمنية عزيزة هي تخليص الشرق الأدنى من سيطرة الأتراك السنيين .

لم يكتفِ الفاطميون، ووزيرهم الأفضل الجمالي، بموقف المتفرج، ولا عرض التحالف مع الصليبيين ضد السلاجقة والمسلمين السنة، إنما وجهوا طعناتهم إلى السلاجقة باحتلال عدد من المدن التي بحوزتهم وعلى رأسها: صور والقدس . أي أن الأفضل بدلاً من أن يوجه جنوده وقواته إلى محاربة الصليبيين، وجّهها إلى قتال السلاجقة الذين كانوا منهمكين في قتال الصليبيين والدفاع عن المدن الإسلامية.

يكاد دور صلاح الدين في تحرير القدس، وبطولاته ضد الصليبيين، تكون معروفة لجميع المسلمين، لكن ما يغيب عن معظمهم هو أن سقوط القدس بيد الصليبيين كان بالأساس نتيجة تواطؤ الدولة العبيدية الفاطمية، صاحبة المذهب الشيعي الإسماعيلي، وقد حكمت هذه الدولة أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، منها: مصر والمغرب العربي وبلاد الشام والحجاز. وبشيء من الأسى، يقول الأستاذ جمال بدوي: "لم يجد الفاطميون في الانتصارات التي أحرزها الصليبيون في آسيا الصغرى وإنطاكية كارثة عامة حلّت بالمسلمين، وإنما وجدوا فيها أمنية عزيزة هي تخليص الشرق الأدنى من سيطرة الأتراك السنيين .
لم يكتفِ الفاطميون، ووزيرهم الأفضل الجمالي، بموقف المتفرج، ولا عرض التحالف مع الصليبيين ضد السلاجقة والمسلمين السنة، إنما وجهوا طعناتهم إلى السلاجقة باحتلال عدد من المدن التي بحوزتهم وعلى رأسها : صور والقدس . أي أن الأفضل بدلاً من أن يوجه جنوده وقواته إلى محاربة الصليبيين، وجّهها إلى قتال السلاجقة الذين كانوا منهمكين في قتال الصليبيين والدفاع عن المدن الإسلامية.

يا شيعة :إليكم قول الله تعالى حتى يكون حجة عليكم يوم القيامة أن شاء الله ، يقول الله تعالى) : بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) ) سورة النساء .

يا شيعة : هل نسيتم ابْنُ العَلْقَمِيِّ ، اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ ، اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى سُقُوْطِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ ، اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى مُوَالاَةِ الكُفَّارِ ، اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ عَصْرٌ أَو مِصْرٌ حَيْثمَا وُجِد الرَّافِضَّةُ ، اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ كِتَابٌ سُطِر فِيهِ التَّارِيْخُ الإِسلاَمِيُّ . ذَلِكَ الرَّافضِيُّ الخَائِنُ يُدَافِعُ عَنْهُ بَنُو مِلَّتِهِ ، وَيَنفُونَ عَنْهُ تُهْمَةَ الخِيَانَةِ كَالصَّفَّارِ ، وَفِي المُقَابِلِ يُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَيْهَا وَيَعُدُّوْنَهَا مِنْ أَعْظَمِ المَنَاقِبِ لَهُ . وكان هدفُ ابنِ العلقمي " أن يزيلَ السنةَ بالكليةِ وأن يظهرَ البدعةَ الرافضة ، وأن يعطلَ المساجدَ والمدارسَ ، وأن يبني للرافضةِ مدرسةً هائلةً ينشرون بها مذهبهم فلم يقدرهُ اللهُ على ذلك ، بل أزال نعمتهُ عنه وقصف عمره بعد شهورٍ يسيرةٍ من هذه الحادثةِ ، وأتبعه بولدهِ " ( البداية والنهاية : 13/202 – 203)
يا شيعة: الم يقل الخميني في الإشادةِ بما حققهُ نصيرُ الطوسي : ".. ويشعرُ الناسُ ( يعني شيعته ) بالخسارةِ .. بفقدانِ الخواجةِ نصيرِ الدينِ الطوسي وإضرابه ممن قدم خدماتٍ جليلة للإسلامِ " ) الحكومة الإسلامية : ص 128 ) .

والخدماتُ التي يعني هنا هي ما كشفها الخوانساري من قبله في قولهِ في ترجمةِ النصيرِ الطوسي : " ومن جملةِ أمرهِ المشهورِ المعروفِ المنقولِ حكايةً استيزاره للسلطانِ المحتشمِ .. هولاكو خان.. ومجيئهِ في موكبِ السلطانِ المؤيدِ مع كمالِ الاستعدادِ إلى دارِ السلامِ بغداد لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ .. بإبادةِ ملكِ بني العباسِ ، وإيقاعِ القتلِ العامِ من أتباعِ أولئك الطغام ، إلى أن أسالَ من دمائهم الأقذار كأمثالِ الأنهارِ ، فانهار بها في ماءِ دجلة ، ومنها إلى نارِ جهنم دارِ البوارِ" ( روضات الجنات : 6/300 - 301 ، وانظر أيضاً في ثناء الروافض على النصير الطوسي ألنوري الطبرسي) مستدرك الوسائل : 3/483 ، ألقمي / الكنى والألقاب : 1/356 ) .

ويكفي دلالة على صلة الروافض بنكبة المسلمين وتمني حصول أمثالها هذا التشفي الذي صدر على ألسنة شيوخهم المتأخرين والمعاصرين كالخوانساري ، والخميني وأمثالهما.
يا شيعة :أن من حب علي لعثمان رضي الله عنهم : فقد سمي أحد أبنائه هذا الاسم عندما سأله أبو سعيد ألخدري عن الغلام فقال : هذا عثمان بن علي سميته بعثمان بن عفان، وقد سميت بعمر بن الخطاب، وسميت بعباس .

وهكذا الشيعة دائمًا في كل خيانة يحدثونها يجعلون الأمة الإسلامية بين شقي الرحى، بين عدو خارجي وعدو داخلي ، فاللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.
للمراجعة والتحقيق :
([1]) المقريزي: الخطط والآثار (2/2(.
([2]) انظر ابن كثير : البداية والنهاية (12: 260(.
([3]) البداية والنهاية (12/260)، حسن الحبشي/ نور الدين والصليبيون (ص147) وما بعدها.

هذا موقع أيضا لمن يريد أن يعرف أكثر
http://audio.islam***.net/audio/inde...&audioid=21449


والله أعلم

1- سؤال إلى الشيعة: من هم الذين فروا من غزوه القدس وتركوا صلاح الدين الأيوبي لوحده يحارب الصليبيين ؟
2- سؤال إلى الشيعة: من سلم مفاتيح بغداد للمغول التتار وتعاون معهم ؟

3- سؤال إلى الشيعة : هل صحيح ان ابو طالب قام بارضاع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
----------------------------


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 02:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



11السؤال : هل من المعقول أن يترك الرسول الدنيا ولا يوصي من بعده احد ؟

الجواب مع الشرح : كلنا يعلم أن رسول الله و خصوصاً في أيامه الأخيرة قد أوصى ما ينفع به الأمة وإليك بعض وصاياه في أيامه الأخيرة كما يحدث بذلك مشايخنا قبل وفاة الرسول! صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع ، وبعدها نزل قول الله عز وجل
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية..
فقالوا له : ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت علي الرسول، فقال : هذا نعي رسول الله .وعاد الرسول ، وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلت آخر إيه من القرآن )واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( .وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب إلي شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء ، وقال السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله ( ص( قال : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال : ( اشتقت إلي إخواني) قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني .

وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونة فقال: ( اجمعوا زوجاتي)

فجمعت الزوجات ، فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟ (فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيده ميمونة إلي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره ، فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع :ماذا أحل برسول الله، ماذا أحل برسول الله.فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه ، فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره ، فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.وتقول : فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ).. فتقول السيده عائشة : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد إشفاقا علي الرسول فقال النبي : ( ماهذا ؟ فقالوا : يا رسول الله ، يخافون عليك .فقال : ( احملوني إليهم ( ..فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلي المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له فقال النبي: ( أيها الناس، كأنك! م تخافون علي (
فقالوا : نعم يا رسول الله .فقال : ( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..
والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم ( .ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة

بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاة ، وظل يرددها ثم قال : ( أيها الناس، اتقوا! الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا ( ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله ( فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة ، وكان يقصد نفسه سيدنا أبو بكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فدينا بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا وظل يرددها ..فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر

قائلا: ) أيها الناس ، دعوا أبو بكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأنه به ، إلا أبو بكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبدا ( وأخيرا قبل نزوله من المنبر، بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم فقال أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمة من علي منبره قبل نزوله قال أيها الناس ، أقراوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامة( . وحمل مرة أخري إلي بيته.

وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر إلي السواك ولكنه لم يستطيع إن يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيده عائشة من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخري حتى يكون طريا عليه فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .تقول السيده عائشة : ثم دخلت فاطمة بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي ! لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..فقال النبي : ( أدنو مني يا فاطمة( فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت قال لها النبي: ( أدنو مني يا فاطمة (فحدثها مره أخري في أذنها ، فضحكت .بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي فقالت : قال لي في المرة الأولي : ( يا فاطمة ، إني ميت الليلة ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : ( يا فاطمة ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .

تقول السيده عائشة : ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( أدنو مني يا عائشة( فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول : ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى ) .

والله أعلم

يا شيعة: هذا وصيت الرسول للمسلمين ، وهل عملتم به ؟ هل حافظتم على القران و الأحاديث ؟

----------------------------

12سؤال : ما هو سر الحديث النبوي : لعن الله من تخلف عن جيش أسامه ؟

الجواب مع الشرح: هذا الحديث ليس موجود .. وبعد :رحم الله شيخ الإسلام وعلامة الزمان أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرانى فقد كفى من بعدة مؤونة الرد على جميع شبهات الإثنا عشرية ومنهم هذه التي رمى بها قال شيخ الإسلام رحمه الله .

( وأما قوله الخلاف الثاني الواقع في مرضه أنه قال جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه فقال قوم يجب علينا امتثال أمره وأسامة قد برز وقال قوم قد اشتد مرضه ولا يسع قلوبنا المفارقة ) أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لعن الله من تخلف عنه ولا نقل هذا بإسناد ثبت بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا ولا امتنع أحد من أصحاب أسامة من الخروج معه لو خرج بل كان أسامة هو الذي توقف في الخروج لما خاف أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف أذهب وأنت هكذا أسأل عنك الركبان فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم في المقام ولو عزم على أسامة في الذهاب لإطاعة ولو ذهب أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه وأبو بكر رضي الله عنه لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم لكن روى أن عمر كان فيهم وكان عمر خارجا مع أسامة لكن طلب منه أبو بكر أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه فأذن له مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان أحرص الناس على تجهيز أسامة هو وأبو بكر وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأن لا يجهزه خوفا عليهم من العدو فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لا أحل راية عقدها النبي صلى الله عليه وسلم وكان إنفاذه من أعظم المصالح التي فعلها أبو بكر رضي الله عنه في أول خلافته ولم يكن في شيء من ذلك نزاع مستقر أصلا .

كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 6، صفحة 318-319.

لمن أحب الناس إلي بعده " (صحيح البخاري 5 : 96 / 223 و 5 : 290 / 262 ، صحيح مسلم 4 : 1884 / 2426 ، وفي مسند أحمد 2 : 20 ، سيرة ابن هشام 4 : 300 ، الطبقات الكبرى 4 : 65 ، ابن أبي الحديد 1 : 159 ، السيرة النبوية - المسمى ( عيون الأثر ) - 2 : 352 ، سير أعلام النبلاء 2 : 500 ، المغازي - للذهبي - 714 وقال : متفق على صحته . ( .( الطبقات الكبرى 4 : 68 ، تهذيب تاريخ دمشق 1 : 122 ، ابن أبي الحديد 1 : 160 و 6 : 52 ، المغازي - للواقدي - 3 : 1119 ، عيون الأثر 2 : 352 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 484 وأورده موجزا على عادته ) .

والله أعلم

يا شيعة: نسألكم انتم ؟ لماذا تركتم الجهاد وجلستم تلطمون وتضربون أنفسكم فقط ، وانتم ترون بلاد المسلمين يحتله الصليبيين واليهود ، وانتم تتعاونون مع العدو المحتل بدل من الجهاد ضدهم هل تنكرون هذا ؟

------------------------------

13سؤال : أيهما أكثر عددا أحاديث الرسول في فضل أهل بيته أم في فضل صحابته ؟

الجواب مع الشرح: الرسول عليه السلام لا يأتي بشيء من عنده أو يقول شيء في أمور الدين بدون أذن من الله سبحانه وتعالى وليس هناك شيء اسمه فضل حديث عن حديث أخره ، و قوله الله تعالى :{ وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا ، أتمال في عصمته صلى الله عليه وسلم من الخطأ والزلل خاصة فيما يبلغه عن ربه جل وعلا وعن أحكام الدين ، وتشريعات الإسلام الحنيف ، والسبب واضح للجميع هو

نبي ورسول من عند الله . أما بخصوص الأحاديث هي كما يلي :
فلم نقف على تحديد من أهل العلم يقطع به لعدد الأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونرى أنه من الصعب تحديد عدد معين لها، نظرا لأن التصحيح والتضعيف نسبيان، فقد يكون الحديث صحيحا عند بعض أهل العلم، وضعيفا عند البعض الآخر ، ولأن الحديث غير محصور حصرا دقيقا، وكذلك رواته.. فقد قال ابن الصلاح في مقدمته روينا عن أبي زرعة الرازي : أنه قال : ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قبض عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة، ممن رآه وسمع منه ، وسئل عن عدة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : ومن يضبط هذا ؟

ونقل عن بعض أهل العلم كلام في عدد الأحاديث الصحيحة لكنه لا يعني حصرها بالضبط، فمن ذلك ما جاء في مقدمة أصول الحديث للدهلوي ونقل عن البخاري قوله: حفظت من الصحاح مائة ألف حديث، ومن غير الصحاح مائتي ألف إلى غير ذلك من الأقوال التي تحاول حصر الحديث أو الصحيح ، وقد عقب ابن الجوزي في صيد الخاطر على هذه الأقوال بقوله : إنما يعني به الطرق .. ولا يحسن أن يشار بهذا إلى المتون. ثم قال: أجمع المسانيد الظاهرة مسند أحمد بن حنبل، و قد طاف الدنيا مرتين حتى حصله وهو أربعون ألف حديث، منها عشرة آلاف مكررة، وقال عنه : هذا كتاب جمعته من أكثر من سبع مائة ألف وخمسين ألفا ، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة.. أفترى يخفى على متيقظ أنه أراد بكونه جمعه من سبعمائة ألف أنه أراد الطرق لأن السبع مائة الألف إن كانت من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف أهملها ؟ وكيف ضاعت هذه الجملة ؟ ولم أهملت وقد وصلت كلها إلى زمن أحمد فانتقى منها ورمى الباقي ؟ وأصحاب الحديث قد كتبوا كل شيء من الموضوع والكذب.. ومعلوم أنه لو جمع الصحيح والمحال الموضوع وكل منقول عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بلغ خمسين ألفا فأين الباقي؟ اهـ

وفي النكت على مقدمة ابن الصلاح قال الفقيه نجم الدين القمولي: إن مجموع ما صح من الحديث أربعة عشر ألف حديث . وأول كلام البخاري وغيره ، فقال: مراده - والله أعلم - بما ذكره تعدد الطرق والأسانيد وآثار الصحابة والتابعين وغيرهم فسمى الجميع حديثا، وقد كان السلف يطلقون الحديث على ذلك.. اهـ
وما جاء في صحيحي البخاري ومسلم صحيح كله متفق على صحته إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض الحفاظ، وكذلك أكثر ما جاء في السنن ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم وصحيح ابن خزيمة والمختارة للضياء المقدسي وصحيح أبي عوانة وابن السكن والمنتقى لابن الجارود
قال صاحب المقدمة : وهذه الكتب كلها مختصة بالصحاح مع أن المحققين قالوا : إنه لم يفت الأصول الخمسة (الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي ) من الحديث الصحيح المتعلق بالأحكام إلا اليسير

قال العلوي الشنقيطي في طلعة الأنوار

لم يفت الخمسة إلا ما ندر *** من الصحيح عند متقن الخبر
ويقصد بمتقن الخبر الإمام النووي كما في شرحه
كما ننبهك إلى أن مجرد معرفة عدد الأحاديث لا يترتب عليه حكم ولا ينبني عليه عمل ، وجهله لا يضر. والذي ينبغي أن يحرص عليه المسلم هو العمل بما بلغه من الأحاديث الصحيحة والحرص على حفظها ونشرها

بخلاف عناية المتأخرين، تجد المتأخرين يعنون بهذه الأمور، يرقمون وينظمون ويرتبون الأحاديث ويجمعون القران الكريم وتفسيره ليل ونهار ، لكن إذا جئت إلى العلم الحقيقي ما وجدت شيء ! والدليل نسئل صاحب هذه الأسئلة الخمسون هل تحفظ جزاء من القران الكريم وتفسيره ومعانية ؟ أو تحفظ عدد من أحاديث الرسول عليه السلام ؟ سبحانه الله .

والله أعلم

-----------------------------

14سؤال : لماذا يطعن الشيعة في أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد دون باقي الصحابة ؟

الجواب مع الشرح :

هل رأيتم عالم أو أي إمام شيعي قد لعن أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة ولكنه لم يلعن مطلقا عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب بخنجر مسموم وأزهق روحه ؟
ألا تلاحظون هذه الملاحظة وهي أن علماء ومراجع الشيعة متخصصون فقط باللعن الدائم لأبي بكر وعمر وعائشة وحفصة بمناسبة ومن غير مناسبة ولكنهم لا يلعنون عبد الرحمن بن الملجم الذي قتل علي بن أبي طالب وأزهق روحه مطلقا إلا إن كان هناك مناسبة لذلك ؟
حتى في كتبهم فهم يلعنون الجميع إلا عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب ومزهق روحه ، وإليكم ما قاله التويسركاني في كتابه " لئالئ الأخبار " بالحرف الواحد، ملاحظة : اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم - عليهم اللعنة - إذا كنت في المبال، فقل عند كل واحد من التخلية و الاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال: اللهم العن عمر، ثم أبا بكر وعمر، ثم عثمان وعمر، ثم معاوية وعمر، ثم يزيد وعمر، ثم ابن زياد وعمر، ثم ابن سعد وعمر، ثم شمر وعمر، ثم عسكرهم وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهند وأم الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة “. ( لئالئ الأخبار ج4 ص94).
والسؤال : لماذا لعن التويسركاني في كتابه " لئالئ الأخبار " الجميع دون أن يلعن عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب ؟! ألا يشكك هذا بالأمر وكأن مخترع المذهب الشيعي لم يهمه أبدا أن يلعن من قتل علي بن أبي طالب لأنه أصلا لا يهتم بعلي بن أبي طالب مطلقا ولكنه استخدم علي بن أبي طالب كوسيلة لكي يطعن بالإسلام عن طريق الطعن بمن أتبع الإسلام ونشر الإسلام ؟ وإلا لماذا لا نجد لعنا عندهم لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب إلا فيما ندر ولكنهم يلعنون صحابة الرسول وأمهات المؤمنين بشكل دائم بمناسبة ومن غير مناسبة ؟ !

أصلا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع آل البيت عاشوا معززين مكرمين في عهد أبو بكر وعمر وعثمان ولم يعرف علي بن أبي طالب وآل بيته الموت والعذاب والقتل والتشريد والخيانة إلا بعد أن توفى أبو بكر وعمر وعثمان ، هل سمعتم بأن أبو بكر نقع خنجره شهرا في السم وقتل علي بن أبي طالب أو هل فعل عمر ذلك أو عثمان ؟ طول عمره علي بن أبي طالب معزز ومكرم في عهدهم لدرجة أنه سمى أولاده على أسمائهم وكذلك فعل الحسن والحسين ؟ لماذا لا تري ولا تسمع حتى في الحسينيات لعنا لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب إلا فيما ندر وكل التركيز فقط على أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وبقية الصحابة العظام ، مع العلم بأن الواقع يقول بأن هؤلاء لم يتعرضوا لعلي بن أبي طالب بسوء والواقع يقول أن الذي قتله والذي أزهق روح علي بن أبي طالب هم شيعته ، نقول لكم ونكرر يا شيعة بأن الذي قتل علي بن أبي طالب وهو عبد الرحمن بن ملجم وهو أحد شيعته والذي أجهز على ابنه الحسين هو شمر بن ذي الجوشن وهو كان أيضا أحد قواد علي بن أبي طالب في حرب صفين وكان من شيعة علي بن أبي طالب ، وليس عمر بن الخطاب وليس أبو بكر الصديق وليس يزيد وليس عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم .

يا شيعة : على من نزلت هذه الآية في رأيكم ومن كان مع رسول الله ؟ وانتم تسبون من كان مع الرسول ؟! .
قال تعالى { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}التوبة/40 . فهذا النص يثبت صحبة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، حيث استقر الإجماع بأن المعني بالصاحب في هذه الآية هو أبو بكر رضي الله عنه . تفسير الرازي (16/65) .

والله أعلم

---------------------------

15سؤال :لماذا لا يطعن الشيعة في عمار بن ياسر أو المقداد أو بلال أو سلمان أو اباذر الغفاري والحذيفة بن اليمان والبقية ؟

الجواب مع الشرح : يستدل الشيعة على ردة الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحديث: «يرد علي رجال أعرفهم ويعرفونني، فيذادون عن الحوض، فأقول : أصحابي، أصحابي !،
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .

فيقال للشيعة: الحديث عام لم يسمِّ أحداً دون أحد، ولا يستثني عمار بن ياسر ولا المقداد بن الأسود ولا أبا ذر ولا سلمان الفارسي ممن لم يرتدوا في نظر الشيعة ! بل لا يستثني علي ابن أبي طالب نفسه ! فلماذا خصصتموه ببعضٍ دون بعض ؟! إن كل من في قلبه غل على أحد من الصحابة يستطيع أن يدعي بأن هذا الحديث يخبر عنه!

--------------------------
16سؤال : هل الصحابة فوق النقد وفوق النقاش وخط احمر لايمكن الغوض فيه ؟

الجواب مع الشرح : الأسباب كثيرة لأنهم لم يتجاوزوا الخطوط الحمر ، وأيضا أنهم أصحاب رسول الله .
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه" و في رواية للبرقاني في صحيحه ( لا تسبوا أصحابي دعوا لي أصحابي فإن أحدكم لو أنفق كل يوم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه ). وهذا يعم كل الصحابة لأن الأصحاب : جمع صاحب : و الصاحب اسم فاعل من صحبه يصبحه، و ذلك يقع على قليل الصحابة و كثيرها لأنه يقال : صحبته ساعة و صحبته شهرا و صحبته سنة قال الله تعالى : { والصاحب بالجنب } [ النساء : 36 ] قد قيل : هو الرفيق في السفر و قيل : هو الزوجة و معلوم أن صحبه الرفيق و صحبة الزوجة قد تكون ساعة فما فوقها.
2- في الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في الأنصار ( لا يحبهم إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا منا فق من أحبهم أحبه الله و من أبغضهم أبغضه الله)
و لمسلم عن أبي هريرة النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله و اليوم الآخر) .
3- وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " . ونقول لكم يا شيعة ؟ والله إنكم لتفترون على رسول الله وعلى الصحابة وترتضون لهم ما لا ترتضونه لأنفسكم. يعتقد الشيعة عدم عدالة الصحابة ي. ولكننا نجد في كتب الشيعة روايات تدل على هذه العدالة بلا ريب ! فمن ذلك ما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب في حجة الوداع قائلا ً: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها إلى من لم يسمعها.. ) . فإذا لم يكن الصحابة عدولاً فكيف يأتمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً منهم على تبليغ كلامه إلى من لم يسمعه ؟! .

وإذا كانت أعراض المسلمين بشكل عام مصونة في الإسلام ، فأعراض الصحابة و هم أهل الفضل و السابقة و الجهاد أولى بالصيانة ، و الدفاع عنهم قربة لله عز وجل و تقديراً لمآثرهم و جهادهم .
ولماذا هذه العناية بأعراض الصحابة و لماذا الدفاع عنهم ؟
أقول : إن هناك مكمن خطر في سبهم أو التعريض بهم و بعدالتهم ، فهم نقلة الدين و الطعن فيهم وسيلة للطعن في الدين .
يا شيعة :هل عرفتم ألان لماذا يوجد هناك خطوط حمراء عند النقاش في موضوع الصحابة رضي الله عنهم وحشرنا الله تعالى معهم .
يا شيعة : قول الله تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ولم يقل وما آتتكم العترة فالآية موجودة وعندكم .

والله أعلم

--------------------------

17سؤال : ألم ينقلب أصحاب موسى وقاموا بعبادة الخروف بعد أن غاب عنهم موسى 40 يوما فقط ؟
الجواب مع الشرح : لقد انقلب قوم موسي بسبب فتنة (ألسامري) لهم ، وقد أخبر الله تعالى موسى بما فعله قومه من بعده من عبادة العجل فرجع إلى قومه غضبان أسفًا } وألقى الألواح { } وفي نسختها هدًى ورحمةً للذين هم لربّهم يرهبون { ثم أخذ بلحية أخيه هارون النبيّ الكريم ورأسه يجرّه إليه! فأيّ غضب هذا الذي بلغ بموسى؟! ومع هذا الغضب الشديد ومع علمنا بشدّته وقوّته، فإنَّنا نتوقّع أن يدمّر أصل الفتنة والشرّ ويقضي عليه فورًا، ولكن موسى لم يفعل له شيئًا! } قال فما خطبك يا سامري؟ قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضةً من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي، قال فاذهب فإنَّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنَّ لك موعدًا لن تخلفه { وكأنّه قد جاءه الأمر من الله تعالى بتركه. إثبات كون الدجال هو ألسامري: وما سبق ليس استدلالاً جازمًا على كون ألسامري هو الدجال ولكن فيه إشارة قويّة جدًّا وليس هناك ما ينافيه على حدّ علمي. بل إنَّ الموعد في قوله } وإنّ لك موعدًا لن تخلفه { أرى أنّ المقصود به هو موعده مع عيسى صلى الله عليه وسلم، وهذا أقوى من القول بأنّ الموعد هو الموت الذي يصيب كلّ الناس أو يوم القيامة الذي يجمع كلّ الناس، بل هو موعد خاصّ به، وعبارة موسى هذه هي عبارة تحذير بأنّه لم يتركه عفوًا عنه وتجاوزًا عمَّا فعل، بل تركه لأنّ الله تعالى قد قدّر وقضى أن يقتله شخص آخر غير موسى في موعدٍ محدّد لن يخلفه. وهذا ألسامري هو نفسه الذي ينتظره الشيعة

الرافضة ويدعون ويقولون عجل الله فراجة وهو

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب}(صحيح مسلم) فما فائدة هذا الإنذار والتحذير إذا كانت فتنته محصورة في 40 يومًا تعدل عامًا وربع هي من آخر أمَّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟!.
2- أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من فتنته بعد التشهّد الأخير من الصلاة، فما فائدة السابقين من هذه الاستعاذة إذا كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنَّه لن يخرج قبل ظهور المهدي، وأنَّ هذا لن يكون قبل مئات السنين من بعثته، وقد سبق ذكر الآثار الصحيحة التي تدلّ على أنَّه يعلم بكلّ فتنة هي كائنة إلى قيام الساعة.
3- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال}(صحيح مسلم) وفي رواية الحاكم وصحّحها: {ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر عند الله من الدجال} فلو كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا فقط لَكانت فتنة الذي أدخل عقيدة التثليث على النصارى أشدّ ولكانت فتنة الماسونية والدهماء أشدّ إلاّ أن يكون هو رأسها كلها.
4- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّما يخرج من غضبة يغضبها}(صحيح مسلم) فما فائدة غضبه هذا إذا كان لا يزال مقيّدًا في جزيرته؟ هل ستخشاه الجساسة فتطلق قيوده؟ ثم من ماذا يغضب إذا لم يغضب من الانتصارات والفتوحات الإسلامية الواسعة والسريعة في القرن الأوّل؟ بل هو يغضب عندما يرى انهيار مخطَّطاته على يد المهدي وانتصاراته وهزيمة الروم في الملحمة الكبرى وهي آخر محاولاته (الخفيّة) للقضاء على المهدي ودولته، فيغضب لذلك فيخرج الخروج الصريح والسريع، يخرج من مملكته الخاصّة لا من جزيرته وسجنه.
5- حديث تميم الداري، فلو كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا فما الحكمة من وجوده في تلك الجزيرة كلّ هذه القرون ؟.

حديث تميم الداريّ :

قال النبي صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري : {أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرًا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانه قال فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قطّ خلقًا وأشدّه وثاقًا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرًا ثم أرفانا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعًا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانه فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأمِّيين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة، يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق}(صحيح مسلم) وقول الدجال: أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، لا ينافي ما قيل سابقًا، ولا ما سيأتي، بل هو يعني الخروج الأخير والصريح، والله تعالى أعلم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وأيه ذلك أن محنة الشيعة الرافضة محنة اليهود، وذلك أن اليهود قالوا لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي .
وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيف، وقالت الشيعة الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء.
واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم، وكذلك الشيعة الرافضة يؤخرون صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم ، وفي الحديث : " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم ".واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن .

واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة. واليهود تبغض جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد. وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى، ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعا، وكذلك الشيعة الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلونها. وفضلت اليهود والنصارى على الشيعة الرافضة بخصلتين:
سئلت اليهود من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب موسى . وسئلت النصارى : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا: حواري عيسى .وسئلت الشيعة الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

وقد فعلها أهل التشيع وعبدوا القبور والأئمة وتعاونوا مع أعداء الإسلام ضد المسلمين وقتلوا العلماء وحرقوا القران الكريم حتى يرضى عنهم مهديهم الأعور ويخرج من السرداب أي الجزيرة 
.


يتبع ان شاء الله

ali_k25-01-10 03:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


18سؤال :ما سر مقولة عمر : لولا علي لهلك عمر؟


الجواب مع الشرح : هذه الجملة لها سبب وهو أن عمر أراد أن يرجم امرأة فأخبره علي بأنها مجنونة فترك حدَّها وقال هذه المقولة وفي أثر آخر أن عمر أراد أن يرجم امرأة حامل فنبهه علي فقال هذه المقولة، والذي أشار إلى ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب ومحب الطبري في الرياض النضرة، إضافة إلى ابن المطهر الذي ذكر هاتين الروايتين بهذا السياق، وأما بالنسبة للرواية الأولى فقد ذكرها أحمد في الفضائل، عن ابن ظبيان الجنبي أن عمر بن الخطاب ( أتى امرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال ما لهذه ؟ قالوا زنت، فأمر عمر برجمها فانتزعها علي من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر فقال ما ردكم ؟ قالوا ردنا يعني علي، قال ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه فأرسل إلى
علي فجاء وهو شبه المغضب فقال ما لك رددت هؤلاء؟
قال أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلي حتى يعقل ؟

قال بلى قال علي هذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها. فقال عمر لا أدري قال وأنا لا أدري فلم يرجمها )، وقد تتبعت الرواية من مظانها فلم أجد في أي منها مقولة عمر

( لولا علي لهلك عمر)

ثم المقولة نفسها تثبت عدم قول عمر لهذه المقولة وهي أنه كان لا يعرف بجنون المرأة عندما قال ( لا أدري ) ولا شك أن عمر يكون في هذه الحالة معذور لأنه خفي عنه أمر المرأة ولا ذنب عليه فلماذا يقول إذاً لولا علي لهلك عمر؟
ولماذا يهلك عمر؟!
فإن كان قال ذلك تواضعاً منه فهل هذا أما الرواية الأخرى وهي أن عمر أراد أن يرجم امرأة حامل فقد بحثت عنها مما يعتبر ذماً له !؟
فوجدت ابن أبي شيبة قد روى عن أبي سفيان عن أشياخه ( أن امرأة غاب عنها زوجها، ثم جاء وهي حامل فرفعها إلى عمر،
فأمر برجمها فقال معاذ: إن يكن لك سبيل عليها فلا سبيل لك على ما في بطنها، فقال عمر : احبسوها حتى تضع ، فوضعت غلاماً له ثنيتان، فلما رآه أبوه قال : ابني، فبلغ ذلك عمر فقال: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ هلك عمر )
ثم قال ابن أبي شيبة (حدثنا خالد الأحمر عن حجاج عن القاسم عن أبيه عن علي مثله)، وفي سنده الحجاج وهو ابن أرطاه ضعيف، كثير التدليس، ويقول الذهبي (الحجاج بن أرطاه لا يحتج به )،
فهذه الرواية ضعيفة لا حجة فيها، أما الرواية التي ذكرها محب الطبري ) أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر، فقال له علي: إن الله تعالى يقول ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) وقال تعالى { وفصاله في عامين } فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين، فترك عمر رجمها وقال : لولا علي لهلك عمر، أخرجه العقيلي، وأخرجه ابن السمان عن أبي حزم بن أبي الأسود ) .

قلت: قوله أبو حزم خطأ والصواب أبو حرب بن أبي الأسود، وفي سند هذه الرواية عثمان بن مطر الشيباني قال يحيى بن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، ليس بشيء، وقال علي بن المديني: عثمان بن مطر ضعيف جداً، وقال أبو زُرعة: ضعيف الحديث،
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال صالح البغدادي: لا يكتب حديثه، وقال أبو داود: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان عثمان بن مطر ممن يروي الموضوعات عن الأثبات.

ولو فرضنا أن هذه الروايات صحيحة، فهي لا تقدح في فضل عمر وعلمه، وليس هو معصوماً عن الوقوع في الخطأ والزلل حتى
تصبح هذه القضية منقصة له، ولا تقدح في علمه ولا أن الله وضع الحق على لسانه، فقد وافق حكم الله في أكثر من قضية ( فإذا خفيت عليه قضية من مائة ألف قضية ثم عرفها أو كان نسيها فذكرها فأي عيب في ذلك) ، والذي يدل على علمه وفقهه هو رجوعه إلى الحق وعدم تمسكه برأيه فهل في ذلك مذمة أو مثلبة ؟
والله أعلم

القدس ..فتحها عمر ..وحررها صلاح الدين ..فمن لها الآن
 ؟
اللهم ارزقنا شهادة تحت أسوار القدس يوم الفتح المبين .

(اللهم العن المجوسي وبن ملجم وقتلة عثمان وقتلة الحسين ..اللهم حرم عليهم الجنة كما حرموا)

---------------------------


19سؤال : لماذا تخلف علي ابن أبي طالب والعباس ابن المطلب و اباذر وعمار عن بيعة أبا بكر؟

الجواب مع الشرح : زعم الشيعة الرافضة أن عليًا لم يبايع أبا بكر !

أخرج البيهقي في كتابه (الاعتقاد) -بسنده- عن أبي سعيد الخدري قال : "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال : جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبَّتَ قائلكم. ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكرعلى المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخَتْنَه أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه"..
(أخرجه أحمد 5/185-186، والطبراني في الكبير 4785،

وقال الهيثمي في الزوائد 5/8938: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح). وعن سعد بن إبراهيم قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف في هذه القصة قال: ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم -يعني: إلى علي والزبير ومن تخلف- وقال : والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً وليلة قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، ومالي في الإمارة من راحة، ولكن قُلِّدتُ أمراً عظيماً،
مالي به طاقة ولا يدان إلا بتقوية الله، ولوددتُ أن أُقوِّي الناس عليها مكاني عليها اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا أنا أُخِّرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف شرفه وكِبرَه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وهو حيٌّ. وكذلك رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة،
وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي، وقال في اعتذار أبي بكر إلى علي وغيره ممن تخلف عن بيعته: أما والله ما حملنا على إبرام ذلك دون من غاب عنه إلا مخافة الفتنة، وتفاقُم الحدثان، وإن كنتُ لها لكارهاً،
لولا ذلك ما شهدها أحد كان أحب إليّ أن يشهدها منك إلا من هو بمثل منـزلتك، ثم أشرف على الناس فقال: أيها الناس، هذا علي بن أبي طالب فلا بيعة لي في عنقه، وهو بالخيار من أمره، ألا وأنتم بالخيار جميعاً في بيعتكم أياي،
فإن رأيتم لها غيري فأنا أول من يبايعه، فلما سمع ذلك علي من قوله، تحلل عنه ما كان قد دخله، فقال: لا حِلّ، لا نرى لها أحداً غيرك، فمدّ يده فبايعه هو والنفر الذين كانوا معه، وقال جميع الناس مثل ذلك، فردُّوا الأمر إلى أبي بكر، وقالوا: خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه استخلفه على الصلاة بعده، فكانوا يسمّونه
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هلك.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق، فذكر قصة السقيفة، ثم ذكر بيعة العامة من غَدِ السقيفة، ثم ذكر ما نقلناه.
وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ذهب فيما خيّرهم فيه من مبايعةٍ مذهب التواضع، واستبرأ قلوبهم في استخلافه، حتى إذا عرف منهم الصدق سكن إلى اجتماعهم على ذلك في السر والعلانية.وقد صحَّ بما ذكرنا اجتماعهم على بيعته مع علي بن أبي طالب، ولا يجوز لقائل أن يقول : كان باطن علي أو غيره بخلاف ظاهره، فكان علي أكبر محلاً وأجلّ قدراً من أن يُقدم على هذا الأمر العظيم بغير حق، أو يُظهر للناس خلاف ما في ضميره، ولو جاز ادعاء هذا في إجماعهم
على خلافة أبي بكر، لم يصح إجماع قط، والإجماع أحد حجج الشريعة، ولا يجوز تعطيله بالتوهم.
والذي روي أن علياً لم يبايع أبا بكر ستة أشهر، ليس من قول عائشة، إنما هو من قول الزهري، فأدرجه بعض الرواة في الحديث عن عائشة في قصة فاطمة رضي الله عنهما، وحفظه معمر بن راشد، فرواه مفصّلاً
وجعله من قول الزهري منقطعاً من الحديث.

وقد روينا في الحديث الموصول عن أبي سعيد الخدري ومن تابعه من أهل المغازي : أن علياً بايعه في بيعة العامة بعد البيعة التي جرت في السقيفة. ويحتمل أن علياً بايعه بيعة العامة، كما روينا في حديث أبي سعيد الخدري وغيره.
ثم شجر بين فاطمة وأبي بكر كلام بسبب الميراث، إذ لم تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الميراث ما سمعه أبو بكر وغيره، فكانت معذورة فيما طلبته، وكان أبو بكر معذوراً فيما منع، فتخلّف علي عن حضور أبي بكر حتى توفّيت، ثم كان منه تجديد البيعة والقيام بواجباتها، كما قال الزهري، ولا يجوز أن يكون قعود علي في بيته
على وجه الكراهية لإمارته، ففي رواية الزهري أنه بايعه بعدُ، وعظّم حقه، ولو كان الأمر على غير ما قلنا، لكانت بيعته آخراً خطأ.

ومن زعم أن علياً بايعه ظاهراً، وخالفه باطناً، فقد أساء الثناء على عليّ، وقال فيه أقبح القول، وقد قال علي في إمارته وهو على المنبر : ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا: بلى، قال : أبو بكر، ثم عمر . ونحن نزعم أن علياً كان لا يفعل إلا ما هو حق، ولا يقول إلا ما هو صدق، وقد فعل في مبايعة أبي بكر ومؤازرة عمر ما يليق بفضله، وعلمه، وسابقته، وحسن عقيدته، وجميل نيته في أداء النصح للراعي والرعية وقال في فضلهما ما نقلناه في كتاب الفضائل، فلا معنى لقول من قال بخلاف ما قال وفعل.

وقد دخل أبو بكر الصديق على فاطمة في مرض موتها وترضَّاها حتى رضيت عنه،فلا طائل لسخط غيرها ممن يدّعيموالاة أهل البيت، ثم يطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُهَجِّن من يواليه،
ويرميه بالضعف والعجز، واختلاف السّرّ والعلانية في القول والفعل،
وبالله العصمة والتوفيق. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبدالوهاب، حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له ؟ قال : نعم. فأذنت له، فدخل عليها يترضّاها وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت.
(الاعتقاد للبيهقي، ص 472-477 تحقيق عبدالله الدرويش ) .

قلتُ: وبما سبق من كلام البيهقي -رحمه الله- يُفهم ما أخرجه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ".. كان لعلي من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته- ولم يكن يبايع تلك الأشهر- فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهة لمحضر عمر، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي؟ والله لآتينهم. فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك. ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيباً، حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي. وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير،
ولم أترك أمراً رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر : موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهّد علي فعظم حق أبي بكر، وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكاراً للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف. (الفتح 7/564). وما أجمل ما أخرجه البخاري عن عقبة بن الحارث قال: "صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان ، فحمله على عاتقه وقال : بأبي شبيه بالنبي، لا شبيه بعلي، وعلي يضحك" (الفتح 6/651، 7/119) . زاد الإسماعيلي في روايته "بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال، وعلي يمشي إلى جانبه" (الفتح 6/656).

(وانظر: الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د.يحيى اليحيى، ص 186-188).

والله أعلم

---------------------------
20سؤال :لماذا الشيعة يقولون بأن أبا بكر وعمر قاموا بالهجوم على بيت فاطمة وأدى إلى إسقاط جنينها المحسن ؟

الجواب مع الشرح : لأنها اكبر كذبة ملفقة ضد عمر رضي الله عنه !

الم تفكروا يا شيعة يا رافضة للحظة واحدة ماذا فعل علي وهل محطم باب خيبر المشهور لم يستطيع أن يدافع عن بيته وزوجته !، ويزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن ! والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله ؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار والمعصوم ويعلم الغيب ؟!
تفنيد وشرح روايات الهجوم الباطلة على منزل فاطمة وإحراق الدار
يقول لنا الرافضة: هل تنكرون التاريخ الذي ذكر: أن عائشة خرجت على إمام زمانها ؟ وأن عمر أحرق دار فاطمة ؟
وأن معاوية هو الذي دس السم للحسن بن علي ؟ فنقول للرافضة وهل تنكرون كتب التاريخ التي شهدت بوجود عبد الله بن سبأ اليهودي الذي رضي لكم الرفض دينا .لو قلنا لهم ذلك لغضبوا وقالوا: لم تثبت شخصية ابن سبأ، وكتب التاريخ تروي الغث والثمين، ولا يجوز أن تعتمدوا على كتب التاريخ من دون التثبت.
فانظر كيف يتناقض القوم . يجوز عندهم أن يحتجوا علينا حتى بقول الشاعر وقول المؤرخ ولو كان رافضيا.
لكن لا يجوز لنا أن نحتج عليهم بمثل ذلك.

1 - وددت أني لم أحرق بيت فاطمة.. (قول أبي بكر( فيه علوان بن داود البجلي (لسان الميزان 4/218 ترجمة رقم 1357 – 5708 وميزان الاعتدال 3/108ترجمة 5763). قال البخاري وأبو سعيد بن يونس وابن حجر والذهبي »منكر الحديث«. وقال العقيلي (الضعفاء للعقيلي3/420). على أن ابن أبي شيبة قد أورد رواية أخرى من طريق محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت قال فلما خرج عمر جاؤوها فقالت تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر» (المصنف 7/432 ترجمة 37045 (.قلت: وهذه رواية منقطعة لأن زيد بن أسلم كان يرسل وأحاديثه عن عمر منقطعة كما صرح به الحافظ ابن حجر ( تقريب التهذيب رقم2117) كذلك الشيخ الألباني (إزالة الدهش37 ومعجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/73(.
ولئن احتججتم بهذه الرواية أبطلتم اعتقادكم بحصول التحريق إلى التهديد بالتحريق. وأبطلتم اعتقادكم بأن عليا لم يبايع لأن هذه الرواية تقول: فلم يرجعوا إلى فاطمة حتى بايعوا أبا بكر.
2 - » حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه« (تاريخ الطبري2/233(.
في الرواية آفات وعلل منها:جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234(.

المغيرة وهو ابن المقسم. ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم. ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع.
3 ـ أحمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري ، وهو من كبار محدثيكم ، المتوفي سنة 279 ، روى في كتابه أنساب الأشراف 1/586 ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع . فجاء عمر ومعه فتيلة ـ أي شعلة نار ـ فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب !
أتراك محرقا علي بابي؟
قال:نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك !هذا إسناد منقطع من طرفه الأول ومن طرفه الآخر. فإن سلميانا التيمي تابعي والبلاذري متأخر عنه فكيف يروي عنه مباشرة بدون راو وسيط ؟
وأما ابن عون فهو تابعي متأخر وبينه وبين أبي بكر انقطاع. فيه علتان : أولا : جهالة مسلمة بن محارب. ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل8/266) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجد من وثقه أو ذمه.

ثانيا: الانقطاع الكبير من بن عون وهو عبد الله بن عون توفي سنة 152 هجرية . ولم يسمع حتى من أنس والصديق من باب اولى الحادثة مع التذكير بأن الحادثة وقعت في السنة الحادية عشر من الهجرة. وكذلك سليمان التيمي لم يدرك الصديق توفي سنة 143 هجرية .
4 ـ روى ابن خذابه في كتابه " الغدر" عن زيد بن أسلم قال : كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه من البيعة ، فقال عمر لفاطمة : اخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه !
قال : وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص( . فقالت فاطمة : أفتحرق علي ولدي !فقال عمر : إي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ ! لم يتمكن طارح هذه الشبهات من ضبط اسم المنقول عنه ولا ضبط اسم كتابه .فهذا المؤلف مختلف في ضبط اسمه فمنهم من ضبطه باسم (ابن خنزابة) ومنهم باسم (ابن خذابة) ومنهم (خرداذبة) ومنهم (ابن جيرانه) ومنهم (ابن خيرانة) ورجح محقق البحار أنه ابن (خنزابة(. ولكن ضبطه الزركلي في (الأعلام2/126) باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر) توفي 391 هـ.
أما كتابه فهو كتاب الغرر وليس كتاب الغدر. (28/339). ومنهم من ضبطه باسم (العذر). وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدليل عند الرافضة يقوم بوجود ذكر للرواية في أي كتاب كان ولو أن يكون هذا الكتاب مثلا كتاب ألف باء الطبخ.
5 ـ ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 205 ط المطبعة الأزهرية ، سنة 1321هجرية ، قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، علي ، والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة . فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر ، عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم !فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقال : يا بن الخطاب : أجئت لتحرق دارنا ؟!

قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة !

أولا : ابن عبد ربه عند الرافضة من أعيان المعتزلة. (الطرائف لابن طاووس الحسني ص239). والرافضة من أضل هذه الأمة. وبهم ضل الرافضة .ثانيا : أنه كان مشهورا بالنصب أيضا. فإنه كان يعتقد أن الخلفاء أربعة آخرهم معاوية. ولم يدرج علي بن أبي طالب من جملة الخلفاء (الأعلام للزركلي1/207) ومثل هذا نصب عند أهل السنة.

ثالثا : كتابه كتاب في الأدب يا من عجزتم عن أن تجدوا شيئا من كتب السنة .لقد عجز الرافضة أن يجدوا رواية في كتب السنن والحديث ولو وجدوا لما اضطروا إلى الاحتجاج علينا بالمعتزلة. وعلى كل حال فقد حدث اندماج بين الشركتين : شركة الرفض وشركة الاعتزال واندمجوا في شركة واحدة.
6 ـ محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة! قال: وإن ! مسكين هذا الناقل ذو الجهل المركب حاطب الليل. فإن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ . وإنما هو في كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً.أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور .
7 ـ ابن الحديد في شرح نهج البلاغة 2/56 روى عن أبي بكر الجوهري ، فقال : قال أبو بكر : وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام ، والمقداد بن الأسود أيضا ، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح .. إلى آخره .

وفي صفحة 57 : قال أبو بكر : وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي ، قال : سأل أبو بكر فقال : أين الزبير ؟! فقيل عند علي وقد تقلد سيفه .فقال : قم يا عمر ! قم يا خالد بن الوليد ! انطلقا حتى تأتياني بهما .
فانطلقا ، فدخل عمر ، وقام خالد على باب البيت من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف ؟ فقال : نبايع عليا . فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال : يا خالد ! دونكه فأمسكه ثم قال لعلي : قم فبايع لأبي بكر! فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه ، ورأت فاطمة ما صنع بهما ، فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله !. إلى آخره.

وقال ابن الحديد في صفحة 59 و60 : فأما امتناع علي عليه السلام من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه فقد ذكره المحدثون ورواه أهل السير ، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب ، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين ، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة .
الجواب: إبن أبي الحديد رافضي حجة على رافضي مثله لا علينا. قال الخونساري « هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني "صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه "شرح نهج البلاغة" عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث له مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً» (روضات الجنات5/20-21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/158).
8 ـ مسلم بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفى سنة 276 هجرية ، وهو من كبار علمائكم له كتب قيمة منها كتاب " الإمامة والسياسة" يروي في أوله قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة 13 قال : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها .فقيل له : يا أبا حفص !
إن فيها فاطمة ! فقال : وإن !. إلى آخره . تقدم أن كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة . وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً

أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
9 ـ أبو الوليد محب الدين بن شحنة الحنفي، المتوفي سنة815 هجرية، وهو من كبار علمائكم، وكان قاضي حلب، له تاريخ" روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر" ذكر فيه موضوع السقيفة، فقال: جاء عمر إلى بيت علي بن أبي طالب ليحرقه على من فيه. فلقيته فاطمة، فقال عمر: أدخلوا في ما دخلت الأمة إلى آخره.
-10ذكر بعض شعرائهم المعاصرين قصيدة يمدح فيها عمر بن الخطاب، وهو حافظ إبراهيم المصري المعروف بشاعر النيل، قال في قصيدته العمرية : وقـــــولـــة لعـلــي قالها عــمـر * أكـرم بـسامعـهـا أعـظم بـمـلـقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بهــا * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمـــام فــارس عــدنان وحـاميها
وهكذا يحتج الرافضة بحافظ إبراهيم وهو ملحد يكذب القرآن وينكر أن يحلى فيه أهل الجنة بأساور من ذهب.
ما قاله هذا الشاعر أو غيره فهو ناجم عن انتشار الروايات الضعيفة والمكذوبة التي يتصفحها ويمحصها أهل الخبرة بعلم الرواية والحديث الذين هم الحجة لا الشعراء الذين قال الله عنهم : (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون( .
لو قلت لنا قال الترمذي قال أبو داود قال أحمد في المسند لما قبلنا منك إلا بعد تمحيص السند. أفتحتج علينا بما قاله حافظ ابراهيم. أيها المفلس؟ فاجعة سقط الجنين: الفاجعة الحقيقية فاجعة الكذب وارتضاء ما هب ودب صيانة للمذهب.
1ـ ذكر المسعودي صاحب تاريخ " مروج الذهب " المتوفي سنة 346هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه " إثبات الوصية " عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا عليه [ علي عليه السلام ( وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا !َ
نعم المسعودي مؤرخ مشهور، ولكنه رافضي. فا رافضي لا حجة به عندنا وإن كان مشهورا. فهنيئا لكم برافضي مثلكم تكحلوا به. وما يرويه بمنزلة ما يرويه الخميني عندنا. فلا اعتبار بما يرويه.
3 ـ ونقل أبو الفتح الشهر ستاني في كتابه الملل والنحل 1/57 : وقال النظّام : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح [عمر] احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. انتهى كلام الشهر ستاني.
4ـ قال الصفدي في كتاب " الوافي بالوفيات 6/76 " في حرف الألف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظّام، ونقل كلماته وعقائده ، يقول : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ! يا لك من مفلس : فإن الشهرستاني يعدد هنا مخازي وضلالات النظام المعتزلي وذكر من بلاياه أنه زعم أن عمر ضرب فاطمة حتى ألقت جنينها. قال الشهرستاني « ثم زاد على خزيه بأن عاب عليا وابن مسعودي وقال: أقول فيهما برأيي». أرأيتم معشر المسلمين منهج الرافضة في النقل.كذلك فعل الصفدي في تعداد مخازي عقائد المعتزلة باعترافك.

الله أكبر. صدق من وصف الرافضة بأنهم نجوا من العقل ومن النقل بأعجوبة. فكانوا بهذه النجاة سالمين. وخاضوا سباق الكذب فكانوا فيه أول الفائزين . للأمانة منقول من موقع الدفاع عن السنة
وزيادة للمعلومات : أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يحثان عليّاَ رضي الله عنه على الزواج من فاطمة رضي الله عنها. قال الطوسي : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين البصير السهروردي ، قال : حدثنا الحسين بن محمد الأسدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي ، قال : حدثنا يحيى بن هاشم الغساني ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثني جويبر بن سعيد ، عن الضحاك بن مزاحم ، قال :سمعت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : أتاني أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فذكرت له فاطمة .قال : فأتيته ، فلما رآني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )ضحك ، ثم قال : ما جاء بك يا أبا الحسن وما حاجتك ؟
قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الاسلام ونصرتي له وجهادي ، فقال : يا علي ، صدقت ، فأنت أفضل مما تذكر . فقلت : يا رسول الله ، فاطمة تزوجنيها ؟ ."
)الأمالي، الشيخ الطوسي، الأولى، 1414، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع – قم (ص 39).
وبحار الأنوار، المجلسي، محمد الباقر البهبودي، الثانية المصححة، 1403 - 1983 م، مؤسسة الوفاء- بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي (ج 43 - ص 93) .وبشارة المصطفى، محمد بن علي الطبري، تحقيق جواد القيومي الأصفهاني ، الأولى 1420، مؤسسة النشر الإسلامي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة (ص 401(

ب: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يشهدان على الزواج:
"عن أنس قال : كنت عند النبي ( ص ) فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال لي يا أنس أتدري ما جاءني به جبرائيل من عند صاحب العرش ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أمرني أن أزوج فاطمة من علي .فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وبعددهم من الأنصار .قال : فانطلقت فدعوتهم له فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله ( ص ) الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد ( ص ( ثم إن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا ، وشبح بها الأرحام وألزمها الأنام ، فقال تبارك اسمه وتعالى جده : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) فأمر الله يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره ، فلكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .ثم أنى أشهدكم أنى قد زوجت فاطمة من على على أربعمائة مثقال فضة ."
[كشف الغمة، ابن أبي الفتح الإربلي،الثانية، 1405 - 1985 م، دار الأضواء - بيروت – لبنان، (ج 1 - ص 358 – 359). و بحار الأنوار ، المجلسي ( ج 43 - ص 119)].)

فلا عجب أن يستدلوا من كل من هب ودب دون مراعاة شروط الحديث عند أهل ألسنه فالأحاديث عندهم تصحح وترفض على حسب الحالة إذا الحديث حجه لهم صححوه وإذا ضدهم كذبوه هم كالطفيليات لا قيمه لدينهم ما لم يكونوا كذلك

يريدون أن يلصقوا من لا ينتسب لأهل ألسنه لهم فقط ليثبتوا دينهم
الحمد والشكر لله رب العالمين

{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 03:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


21سؤال :لماذا قتُل الحسين حفيد الرسول على يد يزيد ؟

الجواب مع الشرح : ونحن نسئل من قتل الحسين وفصل رأسه وذهب إلى يزيد وهو يفتخر بعمله ليقبض الهدية ؟ شرح لموضوع مقتل الحسين رضي الله عنه : قصة مقتل الحسين رضي الله عنه
كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (رضي الله عنهما) فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.

عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة. فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره: والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيد الله بن زياد وأمر بحبسه.فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة. فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.
فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيد الله وهذا نص رسالته: ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي .

ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم فهذا أبو سعيد ألخدري يقول له : يا أبا عبدالله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة : والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف. وهذا ابن عمر يقول للحسين: إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال: استودعك الله من قتيل .وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا : لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم .
وكان عبيد الله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية. وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك. فقال الحر: والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيد الله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين : ما هذا المكان ؟ فقالوا له: إنها كربلاء، فقال: كرب وبلاء .ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:

1- أن تدعوني أرجع.*** 2- أو تتركوني أذهب إلى يزيد في الشام .
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك .
قال : والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه رضي الله عنه حتى قام رجل خبيث يقال له شمّر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً. ويقال أن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.

وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.
من قتل مع الحسين في الطف:

من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبدالله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.


وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين). عن أم سلمة قالت: كان جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء.. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن. وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
حكم خروج الحسين:
لم يكن في خروج الحسين عليه السلام مصلحة لا في دين ولا دنيا ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوماً شهيدا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قدم رأس يحي عليه السلام مهراً لبغي، وقتل زكريا عليه السلام وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين". وكذلك قتل عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

كيف نتعامل مع هذا الحدث:
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب.. أخرجه البخاري. وقال: أنا بريء من الصالقة[1] والحالقة والشاقة.. أخرجه مسلم. وقال: إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران.. أخرجه مسلم.
والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى لأنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا .
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم، إن التشبه بالكرام فلاح
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول : إنه أهين نساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبدالله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. انتهى
رأس الحسين:
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه .
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
للشيخ : عثمان الخميس

وقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (59/141) في ترجمة معاوية رضي الله عنه من طريق ابن منده ثم من طريق أبي القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي قال : جاء رجل إلى عمي فقال له : إني أبغض معاوية ، فقال له : لم ؟ قال : لأنه قاتل علياً بغير حق ، فقال له أبو زرعة : رب معاوية ربٌ رحيم و خصم معاوية خصمٌ كريم فما دخولك بينهما ؟.

يا شيعة : الذي كتب للحسين هم من أهل الكوفة من شيعته ! وقاتل الحسين من شيعته ! والذي فصل رأسه عن جسده الطاهر من شيعته ! والذي ذهب براس الحسين إلى يزيد هو أبن الجو شن من شيعته ! ولهذا السبب غضب الله على الشيعة والى اليوم انتم تضربون وتلطمون أنفسكم إلى يوم الدين بسبب أبن سبا و أبن العلقمي وغيرهم والمصيبة لم تتعظوا بعد .

والله أعلم

---------------------------
تم جمع الأسئلة 22 + 23 في شرح واحد لتشابه السؤالين في الرد عليه .

22سؤال : هل معاوية أو يزيد يعتبرون من الصحابة الذين اجتهدوا واخطئوا حين قتلوا ابن عم وسبط رسول الله ؟ .
23السؤال : هل حقا كانا معاوية ويزيد شاربي الخمر ولا يقيمان حدود الله وانتشر الفساد الأخلاقي في فترة حكمهما ؟

التاريخ يثبن بالوقائع أنهما لم يشربا الخمرة ؟

الجواب مع الشرح : أما كيفية مقتل عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد تضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها، وباختصار نقول ذكر الإمام ابن الجوزي في: صفة الصفوة مقتله فقال: عن زيد بن وهب قال: قدم عليّ على قوم من أهل البصرة، من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. فقال له عليّ عليه السلام: بل مقتول ضربةً على هذا تخضب هذه يعني لحيته من رأسه، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى. وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟ هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم. وعن أبي الطفيل قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها؟ اشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك. وعن أبي مجلز قال: جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلي في المسجد، فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه، فإذا جاء القدر خليّا بينه وبينه، وإن الأجل جُنَّة حصينة. قال العلماء بالسير: ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان، وقيل ليلة إحدى وعشرين منه سنة أربعين، فبقي الجمعة والسبت، ومات ليلة الأحد، وغسله ابناه، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن في السحر. انتهى. وقال ابن العماد في شذرات الذهب: قيل: والسبب في قتل علي رضي الله عنه أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل عليّ، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فانتدب لذلك ابن ملجم، والحجاج بن عبد الله الضمري، ودادويه العنبري، فكان من أمر ابن ملجم ما كان. وضرب الحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرح أليته، قيل إنه قطع منه عرق النسل فلم يُحبل معاوية بعدها، وأما صاحب عمرو فقدم مصر لذلك فوجد عمرا قد أصابه وجع في تلك الغداة المعينة، واستخلف على الصلاة خارجة بن حذافة، الذي كان يعدل ألف فارس فقتله يظنه عمراً، ثم قُبض، فأدخل على عمرو فقال له: ( أردْت عمراً وأراد الله خارجة) فصارت مثلاً.. إلخ. والله أعلم.

أما عن مقتل الحسين: فنقول وبالله التوفيق: استشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما ـ بكربلاء ـ عن ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك كما يقول ابن العماد في شذرات الذهب: أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرض له عبد الله بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه: علياً الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ومختصر ذلك أن يزيد لما بُويع له بعد موت أبيه، وكان أبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ له البيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له: مثلنا لا يبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زياد لحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل : عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجع الحسين أي : احبسه "الجعجاع :المكان الضيق"، ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفاً، وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص. واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيل السبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً فيهم الحارث بن يزيد التميمي، لأنه تاب آخراً حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد، وهو يقول : أوقر ركابي فضة وذهباً *** إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أماً وأباً فغضب لذلك وقال: إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته؟ والله لألحقنك به وضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا. قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومن أمر به أو رضيه.. إلخ انتهى. والله أعلم. وبعد :ومن علامات الساعة التي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لكن بعد توليه إمراة المؤمنين، وقد تحقق ذلك، فلم يقتل، ولم يمت حتى ولي إمرة المؤمنين، ثم قتل، على حسب الوصف الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن تخضب لحيته من جبهته رضي الله تعالى عنه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير [ زاد في رواية : وسعد بن أبي وقاص] . فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ، أو صِديقٌ، أو شهيدٌ) رواه مسلم . وأما بخصوص إخباره رضي الله تعالى عنه بمقتله، وصفة قتله : فعن أبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى، عن علي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي عبد الله بن سلام ـ وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق ـ [أين تريد ؟ قلت : العراق ] قال : لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم، أصابك ذباب السيف. قال عليٌ: وأيم الله، لقد قالها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . [1] صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم ( 50).

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتمسك بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [الحشر/10] .
وايضا اريد أن أوضح شيء عن الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه لمن لا يعرفه أو يسمع به : وعن علي رضي الله عنه أنه قال بعد رجوعه من صفين : أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية ، فإنكم لو فقدتموها ، رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل . ابن كثير في البداية ( 8 / 134 ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود - من السيادة – من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية ، وكان معاوية أسود منه . الخلال في السنة ( 1 / 443 ) والذهبي في السير ( 3 / 152 ) وابن كثير في البداية (8/ 137 ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ، و لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب . رواه عبد الرزاق في المصنف (برقم 20985) بسند صحيح . وابن كثير في البداية ( 8 / 137 ) .

لما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قدوتنا في ديننا و هم حملة الكتاب الإلهي و السنة المحمدية ، الذين حملوا عنهم أماناتهم حتى وصلت إلينا ، فإن من حق هذه الأمانات على أمثالنا أن ندرأ عن سيرتهم كل ما ألصق بهم من إفك ظلماً و عدوانا .. حتى تكون صورتهم التي تعرض على أنظار الناس هي الصورة النقية الصادقة التي كانوا عليها ، فنحسن القدوة بهم و تطمئن النفوس إلى الخير الذي ساقه الله للبشر على أيديهم ..
و قد اعتبر في التشريع الإسلامي أن الطعن فيهم طعنٌ في الدين الذي هم ورائه . قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (1/18) .
و تشويه سيرتهم تشويه للأمانة التي حملوها و تشكيك في جميع الأسس التي قام عليها كيان التشريع في هذه الملة الحنيفية السمحة .

قلت : يلهث الكثير ممن استهوته الشياطين بالطعن في معاوية رضي الله عنه ، وإن لم يطعن قلل من شأنه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . انظر حول عدالة الصحابة : الاستيعاب لابن عبد البر (1/19) و فتح المغيث (3/103) و شرح الألفية للعراقي (3/13-14) والإصابة (1/9) و مقدمة ابن الصلاح (ص 147) والباعث الحثيث (ص 181-182) وشرح النووي على صحيح مسلم (15/149) والتقريب للنووي (2/214) والمستصفى للغزالي (ص 189-190 ) وفي غيرها من الكتب .

وبعد :
هذا الذي ذكرت ، فإنه قد ظهر من يطعن في الصحابة الكرام و يثير هذه الأحداث من جديد لكن بشكل مشوّه مزرٍ ، لذا آثرت الحديث في هذا الموضوع ، دفاعاً عن الحق و عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

إن موضوع النزاع و الخلاف بين الصحابة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه يجب أن ينظر إليه
من زاويتين :-
الأولى : إن اللوم في تلك الفتنة على العموم يلقى على قتلة عثمان ، لأن كل من قتل من المسلمين بأيدي
إخوانهم منذ قتل عثمان رضي الله عنه إنما يقع إثمه عليهم ، فهم الذين فتحوا باب الفتنة و كل ما وقع بعد ذلك فإثمه و وزره عليهم ، إذ كانوا هم السبب المباشر فيها ، و هم الفئة المعتدية الظالمة الباغية التي قتل بسببها كل مقتول في الجمل و صفين و ما تفرق عنها من أحداث و آراء و مواقف فتحت باب الخلاف و الفرقة بين المسلمين .
الثانية : إن ما حدث من جانب الصحابة رضي الله عنهم في هذه الفتنة يحمل على حسن النية و الاختلاف في التقدير و الاجتهاد ، كما يحمل على وقوع الخطأ و الإصابة ، و لكنهم على كل حال كانوا مجتهدين و هم لإخلاصهم في اجتهادهم مثابون عليه في حالتي الإصابة و الخطأ ، و إن كان ثواب المصيب ضعف ثواب المخطئ ، لأن كل فئة كانت لها وجهة نظر تدافع عنها بحسن نية ، حيث إن الخلاف بينهم لم يكن بسبب التنافس على الدنيا ، و إنما كان اجتهاداً من كل منهم في تطبيق شرائع الإسلام . تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (2/340-342) بتصرف .
و قد سئل ابن المبارك عن الفتنة التي وقعت بين علي و معاوية رضي الله عنهما فقال : فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا - يعني في التحرز من الوقوع في الخطأ و الحكم على بعضهم بما لا يكون مصيباً
فيه - . و سئل الحسن البصري عن قتالهم فقال : قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و غبنا ،
و علموا و جهلنا ، و اجتمعوا فاتبعنا ، و اختلفوا فوقفنا . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/322) في تفسير سورة الحجرات .

و يقول النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم (18/219-220) : و اعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد - يعني قوله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار - و مذهب أهل السنة و الحق إحسان الظن بهم ، و الإمساك عما شجر بينهم ، و تأويل قتالهم و أنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا ، بل اعتقد كل فريق أنه المحق و مخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى الله ، و كان بعضهم مصيباً و بعضهم مخطئاً معذوراً في الخطأ لأنه اجتهاد و المجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه .
و يورد شيخ الإسلام في مواضع متفرقة من مجموع الفتاوى (35/50 و 54 و 56 و 69) رأي أهل السنة في هذه المسألة مستبعداً رأي أهل البدع من الخوارج و الرافضة و المعتزلة الذين جعلوا القتال موجباً للكفر أو الفسق ، فيقول : و أهل السنة و الجماعة و أئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة بل يمكن أن يقع الذنب منهم ، والله يغفر لهم بالتوبة و يرفع بها درجاتهم ، و إن الأنبياء هم المعصومون فقط ، أما الصديقون و الشهداء و الصالحون فليسوا معصومين ، و هذا في الذنوب المحققة ، و أما اجتهادهم فقد يصيبون فيه أو يخطئون ، فإذا اجتهدوا و أصابوا فلهم أجران ، و إذا اجتهدوا و أخطأوا فلهم أجر واحد على اجتهادهم ، و جمهور أهل العلم يفرقون بين الخوارج المارقين و بين أصحاب الجمل و صفين ممن يعد من البغاة المتأولين ، و هذا مأثور عن الصحابة و عامة أهل الحديث ، و الفقهاء و الأئمة .
لما كان معاوية رضي الله عنه واحداً من كبار الصحابة ، فإن الفضائل العامة التي أنزلها الله تعالى بخصوص الصحابة داخلة ضمن فضائله ..

أولاً : فضائلهم عموماً من القرآن الكريم ..
1- قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } [التوبة/26] .
ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .
2- قال تعالى : { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }[الحديد/10] .

ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى ، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما . الفتاوى لابن تيمية ( 4 /459 ) . وانظر : مرويات خلافة معاوية ( ص 22 – 23 ) .
3- قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }[الأنفال/64] .
في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جميع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم – ومعاوية رضي الله عنه منهم – بأنهم يكفونه في جميع أموره ، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه
من الكفار والمشركين ، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم . انظر : روح المعاني ( 10/30 ) .
4- قال تعالى : { لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة/88-89 ] .

في هاتان الآيتان الكريمتان أثنى الله تعالى بهما على جميع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فجعل لهم الخيرات ، وهي منافع الدارين .. وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وفي ذلك من الفضل ما فيه . انظر : تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود ( 4 / 91 ) .
5- قال تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } سورة الفتح [29] .
في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جميع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً . انظر : تفسير ابن كثير ( 4/203- 205 ) .
6- قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[البقرة/143] .
في هذه الآية خطاب إلى جميع الأمة المحمدية إلى أنها من خيار الأمم يوم القيامة وأنها ستكون شهيدة على الناس ، وأولوية الدخول في هذا الخطاب إنما هو لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل بقية الأمة الإسلامية ، إذ هم أول من وجه إليهم هذا الخطاب إذ هم الموجودون حين نزولها . انظر أقول أهل العلم في تفسير هذه الآية من مثل تفسير الطبري ( 2/ 6 – 8 ) و تفسر القرطبي (2/ 153 – 154 ) وتفسير ابن كثير ( 1 / 78 ) .

فانظر إلى دعاوى الرافضة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاواهم العريضة في محبة آل البيت ، ثم يتناقلون أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! والسؤال الذي يتوجّه للرافـضة –

إلزاما لهم بِما استدلّوا به – :
لِم لَم يقتلوا معاوية رضي الله عنه ؟! ولِم تنازل الحسن بن عليّ رضي الله عنهما لِمعاوية عن الخلافة ؟
لأنه سيِّد ، أراد حقن دماء المسلمين ، وحقق بذلك نبوّة جدّه صلى الله عليه وسلم القائل : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين مِن المسلمين . رواه البخاري
وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما إقرار مِنه بِخلافة معاوية رضي الله عنه .
أتدري لِم يطعن الرافضة في الصحابة ؟
يُجيبك إمام دار الهجرة – الإمام مالك بن أنس – قبل أكثر من ألف سنة بقوله عن الرافضة : قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين . ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بقوله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام .. فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم




يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 03:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


24سؤال :ما هو سر عداء بني اميه لبني هاشم ؟

الجواب مع الشرح : لا لم يكن هناك عداء وكثير من الأمة الإسلامية نسبت إليهم ظلما أفعال شنيعة نسبها أهل الأهواء والمستنفعين والضالين أعاذنا الله وإياكم .

الأمويون في ميزان التاريخ
ينتسب الأمويون إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وفي عبد مناف يلتقي بنو أمية مع بني هاشم، وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في مكة، لا يناهضهم فيه أحد من بطون قريش.. وجميع قريش تعرف ذلك وتسلم لهم الرياسة عليها(1).
وكانوا وحدة واحدة في اقتسام السلطة في مكة مع بني عمهم عبد الدار بن قصي، الذي فضله والده على سائر أبنائه، رغم شرفهم عليه، وجعل له الحجابة واللواء والسقاية والرفادة.. وكان زعيمهم في هذه المحاولة هو عبد شمس، أبو أمية، إذ كان أسن بني عبد مناف، وتفرقت قريش على ذلك بين فريقين، عبد مناف وعبد الدار.. ثم تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فولي الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف، وذلك أن عبد شمس كان رجلاً سفاراً ، قلما يقيم بمكة، وكان مقلاً ذا ولد، وكان هاشم موسراً (2).. وهكذا كانت السلطة في مكة عبارة عن مراكز نفوذ تقررها الأهمية الاقتصادية، دون أن يكون لأسرة ما أو زعيم ما السيادة الكاملة على غرار ما كان لقصي زعيم قريش الأول (3) .
وكذلك اشترك بنو عبد مناف معاً في جهودهم لتنظيم التجارة بين مكة وما حولها (4)، وصاروا يداً واحدة تتحرك في تفاهم وتآلف، فلما ماتوا رثاهم الشعراء معاً، دون تفريق بينهم تماماً كما كانوا يمتدحونهم معاً (5)..
وهكذا تقتضي طبيعة الحياة العربية في الجاهلية أن يتناصر أبناء الأب الواحد، وأن تجتمع كلمتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا (6).
وأما الروايات التي تزعم وجود عداء مستحكم بين بني هاشم وبني عبد شمس وأميه قبل الإسلام، فهي واهية الأسانيد، لا تثبت، فهي تروي أن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين ففصل بينهما بالسيف، فكان بين أبنائهما الدماء لأجل ذلك (7) ، فهذه رواية لقيطة ليس لها راوي، تفوح منها رائحة الأسطورة والخيال، ويكذبها ما رواه ابن إسحاق من أن عبد شمس كان أسن بني عبد مناف (8) والروايات التي تروي أن منافرات حدثت بين هاشم وأمية بن عبد شمس، وبين عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية (9)، وكلتا الروايتين ترويان عن هشام الكلبي وهو راوية شيعي كذاب يرويهما كلتهما عن رجال مجهولين لا يعرف أسماءهم (10).

وهذه الروايات رغم سندها المعتل , ومتنها المصطنع كانت صدى لكل ما شيع من صراع بين بني أمية وبني هاشم , هذا الصراع الذي حاول الرواة أن يجعلوا له سنداً تاريخياً ثابتاً، رغم أن العلاقة بين القبيلتين كانت طيبة , يقول ابن خلدون : كان لبني عبد مناف في قريش جمل من العدة والشرف لا يناهضهم فيها أحد من سائر بطون قريش: وكان فخذاهم بنو أمية وبنو هاشم هما جميعاً ينتمون لعبد مناف، وينتسبون إليه، وقريش تعرف ذلك وتسأل لهم الرياسة عليهم (11) ..
يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقد سئل: أيكم كان أشرف أنتم أم بنو هاشم ؟ فأجاب: كنا أكثر أشرافاً وكانوا هم أشرف، وكان فيهم عبد المطلب , ولم يكن فينا مثله، فلما صرنا أكثر عدداً وأكثر أشرافاً، ولم يكن فيهم واحد كواحدنا، فلم يكن إلا كقرار العين حتى قالوا : منا نبي، فجاء نبي لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف (12) ؟ .
وهذا الكلام يفهم منه وجود نوع من التنافس بين الجانبين قبل الإسلام، في ضوء ما نعرف من طبيعة الحياة العربية في مكة قبل الإسلام، ولكنه تنافس يحدث بين الإخوة أحياناً، وبين أبناء الأب الواحد، غير أنه لم يتطور ليصبح تربصاً وعداء كما يزعم المتزيدون (13).

ولدينا من شواهد التاريخ ما يدل على قوة العلاقة بين بني هاشم وبني أمية، فقد كان عبد المطلب بن هاشم ـ زعيم الهاشميين في عصره ـ صديقاً لحرب بن أمية ـ زعيم الأمويين ـ كما كان العباس بن عبد المطلب بن هاشم صديقاً حميماً لأبي سفيان بن حرب بن أمية.
والغريب أن المقريزي الذي ألف كتاباً خاصاً عن علاقات الهاشميين والأمويين وجعل محوره النزاع والتخاصم ، يعترف بالصداقة الوطيدة التي كانت بين العباس وأبي سفيان (14)، فإذا كانت الصداقة الوطيدة قائمة، ووطيدة بين زعماء البيتين ـ الأموي والهاشمي ـ وهما أبناء أب واحد، وهو عبد مناف بن قصي، فإن الحدس بتأصيل النزاع بينهما بعد الإسلام والرجوع به إلى ما قبل الإسلام لا سند له من تاريخ (15) .

وكل ما جاء في كتاب " النزاع والتخاصم " من أن العداوة مستحكمة بين بني أمية وهاشم وأنها قديمة لا يثبت أمام البحث العلمي النزيه.

والذين ينظرون إلى تاريخ بني أمية من خلال موقف أبي سفيان من الإسلام في مكة , ومن خلال ما دار بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من حروب يبنون على ذلك ـ كما فعل العقاد ـ أوهاماً من صراع تاريخي قبل الإسلام وبعده , بين بني هاشم وبني أمية وتلك أوهام ليس لها من التاريخ إلا رواية ملفقة أو أحداثاً عارضة لا تمثل قط صراعاً بين هذين الفرعين الكريمين من بني عبد مناف , وهما ذروة الشرف في قريش(16)، والذي يظهره البحث العلمي النزيه ـ وبعد ترك الروايات والأساطير الساقطة ـ هو أن العلاقة بين البطنين كانت طبيعية مثلها مثل العلاقة بين باقي بطون قريش ..
لقد كان تعامل الأمويين مع الدعوة الناشئة هو نفس تعامل بقية بطون قريش للدعوة الجديدة من أمثال بني مخزوم وبني هاشم وغيرهم , ولنأخذ على ذلك مثالاً وهو كيفية تعامل بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم وأقرب بطون قريش إليه مع الدعوة، لقد كان منطق العصبية السائد في الجاهلية يقتضي أن يتلقف بنو هاشم الدعوة الجديدة التي تحقق لهم العزة والشرف بالإيمان والنصرة , وأن يقفوا خلف النبي الهاشمي بالتأييد والبذل، وقد وقفوا إلى جواره فعلاً في بعض المواقف ولعل أشهرها حصار الكافرين لهم في شعب بني هاشم، ولكنهم في النظرة الشاملة انقسموا عليه بين مؤيد ومعارض , ومؤمن وكافر، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من قبائل مكة.. والمثال المشهور لكفار بني هاشم هو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس صور شتى تعذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وصد الناس (17) عنه، وكانت معه زوجته أم جميل بنت حرب الأموية، وابنيه عتبة وعتيبة اللذين طلقا بنتي النبي رقية وأم كلثوم ليشغلا محمداً (18) ببنتيه، وكان ابنه عتبة يشارك في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دعا عليه فنهشه أسد في بعض أسفاره (19)..
بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش (20) فيه، ولما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم (21)..
وقد كان أبو لهب في كفره وعناده مثالاً مشهوراً , ولكنه لم يكن الهاشمي الوحيد الذي كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم وجهد في إيذائه وحربه، فقد كان في أسرى المشركين يوم بدر من بني هاشم العباس بن عبد المطلب , وعقيل بن أبي طالب , ونوفل بن الحارث، وحليفهم عتبة بن عمرو بن جحدم، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فداءهم فيمن افتدى من أسرى قريش (22)، وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممن شهد قتال يوم بدر مع المشركين ونجا من القتل والأسر (23) , وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم , وأخوه من الرضاعة ـ أرضعتهما حليمة السعدية أياماً ـ وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان له ترباً , فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه عداوة لم يعادها أحد قط، ولم يدخل الشعب مع بني هاشم وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان من المجاهرين بالظلم له صلى الله عليه وسلم ولكل من آمن به قبل الهجرة (24).

إن أعظم النصرة والتأييد لقيهما النبي صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب الذي تحمل في سبيل ذلك ضغوطاً هائلة من قريش , ولكنه ظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته وفياً لدين آبائه، فمات على ملة الأشياخ من قومه (25)، وظل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الآخر في مكة، واشترك مكرهاً ضده في غزوة بدر وأسر بها، ولكنه لم يهاجر إلى المدينة , ويعلن إسلامه إلا والرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكة (26)..

وقد أسلم في مكة نفر من بني هاشم , وبذلوا في سبيل الدعوة الكثير مثل على بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب وغيرهم , ولكنهم كانوا يشاركون غيرهم من غير بني هاشم في ذلك , كأبي بكر وعمر وعثمان، ولم يكن بذلهم لأنهم هاشميون بل لأنهم مسلمون، ويظل إيمانهم دليلاً على صدق القول باختلاف استجابة الأفراد للدعوة الإسلامية بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية (27).
وبالنسبة لبني أمية وموقفهم من الإسلام فإن مؤرخينا لا يتحدثون عنهم كبطن مستقل من بطون قريش , وإنما يتحدثون عنهم مع غيرهم من بني عبد شمس والد أمية، فيعدونهم وحدة واحدة (28) ، وقد كانوا أبناء أب واحد , وتربطهم علاقات التصاهر والترابط الاجتماعي , ولذلك فإنهم عند حديثهم عن عداء بني أمية للرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون اسمي عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، ورغم أنهما ليسا من بني أمية..
ويذكرون معهما أيضاً أبا سفيان بن حرب , وعقبة بن أبي معيط، فأما عقبة بن أبي معيط هذا فقد كان من مردة قريش، فقد تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمى عليه صلى الله عليه وسلم سلا جزور وهو يصلي، وخنقه بثوب في عنقه حتى دفعه أبو بكر الصديق (29)..
وقد نال جزاءه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله بعد أسره يوم بدر، والغريب أنه كان يذكره بما بينهما من رحم (30) ، ومثل هذه النماذج الطائشة لم ينفرد بها بنو أمية أو عبد شمس في مكة آنذاك (31) .
وأما معارضة عتبة وشيبة ابني ربيعة فمعلومة ومشهورة , ومع هذا لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف , وصده عنها أهلها , وتبعه الصبيان والغلمان يرمونه ويصيحون به لجأ إلى حائط ابني ربيعة عتبة وشيبة، فلما رأياه على هذا الحال تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له عداس، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب إلى ذلك الرجل , فقل له يأكل منه (32).
وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى (33)، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين (34) ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (35) ، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب , وأخوه أبو أحمد بن جحش , وهما ابنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب (36).

وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو (37)، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية , ومعهم بعض حلفائهم ، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام , وفي إعطاء الأسوة , وضرب المثل في نبل التضحية , وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان , وهاجرت معه إلى المدينة , وثبتت معه على دينه , رغم مقتل أبيها وعمها (38).

وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية
على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً (39)، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.

لم يكن إذن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، وإنما الحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والإخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان .. فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام , وكلهم استقوا من عين واحدة , ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال (40) ، كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده , وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زوج بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية.

المصدر : كتاب الدولة الأموية للدكتور علي الصلابي

والله أعلم
--------------------------
25سؤال : هل تتمنى أن يحشرك الله يوم القيامة مع علي ابن طالب والحسين أم مع معاوية ويزيد ؟

الجواب مع الشرح : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . كلنا نعلم أن المسلمين انتصروا .
ولكن كم منا يعلم عددهم ، أسماءهم ؟
أو حتى لمحة عن حياة أي منهم ؟
أدعو الله أن يكون كل مسلم مُلم بكل ما يتعلق بالإسلام عندما يقول أنا مسلم .

ماذا تعرف عن الذين وقفوا ونصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحملوا الويلات من المشركين فما استكانوا ولا ارتدوا ولا بدلوا تبديلا ؟هؤلاء هم الذين عظّموا المصطفى كما لم يُعظّم ويُعظِم احد من قبل . هذه سلسلة عن كل منهم وفاءاً وتقديراً ومن قبله حباً عظيماًً لهم .اسأل الله أن يحشرني معهم ، وأن يجعل في ذريتي كل واحد منهم رضوان الله عليهم أجمعين . وأن يجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم . ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أنزل الله فيهم قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آية تشرح قلب كل مؤمن. كما نزل فيهم قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ( فيا لها من آية عظيمة وقال تعالى فيهم : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وقوله تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)

فيا لها من آية يبشرنا الله فيه بالجنة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن أصحابه : (الله الله في أصحابي ) وقال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم ) . فما أعظم سَبْحنا في تلك المقامات الصحبية الحمد لله رب العالمين .. فلينظر كل منا إلى أعماله ويرى اهتمامه في هذه الدنيا ، وليقارنه بهؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم هل تشبه بهم ؟ .

اللهم زيدنا حباً فيهم وأقسم لنا إيماناً وتصديقاً مثلما قسمت لهم . واجعلنا معهم يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئاً . السلام عليكم يا صحابة رسول الله، حياكم الله وحيا نبياً أحببتموه وحبكم ورضا عنكم ورضي الله عنكم وصلى الله على خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام وسلم تسليماً كثيراً بلا نهاية .ونقول اللهم احشرنا مع جميع أصحاب الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام .. أمين يا رب العالمين .

والله أعلم
-----------------------

26سؤال : هل من العدالة أن يجتمع علي ابن طالب و الحسين في الجنة مع معاوية ويزيد ؟

الجواب مع الشرح : نعم من العدل عند الله لأنهم كلهم أخوة في الإسلام وانهم من الصحابة الكرام .

وحتى لا ننسى أن الشيعة الرافضة يعتقدون أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ليسوا بعدول بل يعتقدون ضلال كل من لم يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن الخليفة من بعده بلا فصل هو علي رضي الله عنه ، و يعتقدون أن جميع الناس هلكوا وارتدوا بعد أن اقبض النبي صلى الله عليه وسلم إلا نفراً يسيراً منهم يعدون بالأصابع ، و سبب تكفيرهم لهم أنهم يزعمون أنهم بايعوا بالخلافة غير علي رضي الله عنه ولم يعملوا بالنص عليه ، ومعتقدهم هذا طافحة به كتبهم . راجع كتبهم : الاختصاص للمفيد (ص 6) و كتاب الروضة من الكافي للكليني حديث رقم (356) . وغيرها من الكتب .

وبعد: بين الفينة والأخرى يخرج لنا بعض الناس بأمور يثير بها الفتنة، ويخالف بها الحقائق، ويغالط الوقائع، ومن تلك الترهات الطعن في بني أمية ملوك الإسلام العظام وسبهم عن بكرة أبيهم ولعنهم واختلاق الأحاديث والأقوال الشنيعة فيهم، ورميهم بكل قبيحة ورذيلة، وكُلي ظلم وبغي، والكذب عليهم كذبات لا يسترها الليل وإن طال، ولا مغيب الشمس ولو حُرمت الشروق والزوال.
وأعظم منه تفسير القرآن بأهواء وآراء ما أنزل الله بها من سلطان، كتفسير قوله تعالى (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) بأنهم بنو أمية!
وزادوا في الافتراء فوضعوا الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم في ذم بني أمية ؟!
يقول الإمام ابن القيم (ت 751هـ) في [المنار المنيفـ 117]: » وكل حديث في ذم بني أمية فهو كذب، وكل حديث في مدح المنصور والسفاح فهو كذب«.
ومعلوم أن من بني أمية خيار هذه الأمة وأبطالها كعثمان بن عفان وخالد بن سعيد بن العاص أحد السابقين الأولين وكان خامس خمسة في الإسلام (انظر: سير أعلام النبلاءـ1/260) وأخواه أبان وعمرو واستشهدوا ثلاثتهم يوم أجنادين رضي الله عنهم .

ومنهم معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين، وأخوه يزيد بن أبي سفيان ووالدهما أبو سفيان صخر بن حرب وغيرهمـ رضي الله عنهمـ ثم بعدهم ملوك الإسلام وأمراء المؤمنين.
ومعلوم أن خلفاء بني أمية من خيار ملوك المسلمين، ولا أدل على ذلك ولا أظهر، من كثرة فتوحاتهم، وما خصهم الله عز وجل به ويسره على أيديهم، من نشر الإسلام وتمكينه في الأرض، حتى أصبح المسلم عزيزا، ولا تجرؤ أمّة يـ وإن عظمتـ على انتقاص قدره، أو هضم حقه.
وعهد بني أمية من خير عهود الإسلام، ففيه انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وانحسر الكفر وكبت.

وفيه انتشر العلم والفقه، ودُوًّن الحديث، ودُوًّن التفسير، وعمَّ الرخاء في العالم الإسلامي، حتى بلغ الحال بالمسلمين في بعض عهود بني أمية، ألا يجدوا محتاجا يأخذ زكاة أموالهم، لغنى المسلمين وكفايتهم، على الرغم من اتساع الرقعة وكثرة المسلمين. ويشهد لفضلهمـ على الجملةـ قوله صلى الله عليه وسلم:»خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم« [رواه البخاري ومسلم( .
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثير من عماله في البلدان من بني أمية، وكذا عمال أبي بكر وعمال عمر وعثمان وماتوا وهم عنهم راضون .

بل هم بنو عمومة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجتمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم في نسب واحد، وجد واحد، فكلهم من قريش وفضل قريش على غيرهم ظاهر. ويشهد لفضل بني أمية على العموم، قول الله تعالى (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور( ، فالله قد مكن لبني أمية في الأرض، وبدّل خوفهم أمنا، ونصرهم في جهادهم، حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، من »كاشغر« على حدود الصين في الشرق، إلى الأندلس وجنوب فرنسا في الغرب، ومن بحر قزوين في الشمال، إلى المحيط الهندي في الجنوب. فهل بعد هذا النصر نصر؟! وهل بعد هذا التمكين تمكين ؟!
وهذه الأمور وغيرها زادت غيظ الحاقدين والمتربصين بالمسلمين ، فأخذوا يلفقون الأكاذيب والأباطيل، محاولين تشويه عصر بني أمية، ونشروها بين الناس، خاصة عندما اشتد عود دعوة العباسيين في آخر عهد الدولة الأموية.

وهكذا استمرت هذه الحملة بل الحملات، حتى بعد سقوط الدولة الأموية .وكان ممن يروج هذه الشائعات أهل البدع بعمومهم، فقد أقضَّت هذه الدولة الفتيَّةُ مضاجعهم، وكسرت شوكتهم، وأبطلت شبههم، كما أقضَّت مضاجع إخوانهم من الروم والفرس وسائر الكافرين .يعاونهم في ذلك كل طوائف الضّلال، من منافقين أبطنوا الكفر، وأظهروا الإسلام خوفا من المسلمين، ومن مبتدعة كرهوا ما كانت عليه الدولة الأموية من نشر السنة، والعقيدة الصحيحة ومحاربة البدع.

إن الدولة الأموية التي فتحت أوروبا والأندلس، ووصلت إلى جنوب فرنسا، هذه الدولة لا يمكن أن تسلم من أيدي المستشرقين الذين أبغضوها، لأنها أدخلت الإسلام في أوروبا .
بل بعض الجهال تأثروا ببعض الدعوات التي أطلقها الحاقدون في بني أمية، فعيَّر بعضهم بني أمية بأنهم عادوا الإسلام في بداية عهده! وأنهم لم يسلموا إلا في أواخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
أبناء الطلقاء
يقول الدكتور عبد الشافي بن محمد عبد اللطيفـ أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهرـ في كتابه »العالم الإسلامي في العصر الأموي« ص (بـد) راداً على أولئك الجهال وغيرهم : »لئن كان بعض الأمويين عادى الإسلام في البداية، وتأخر إسلامهم إلا أنهم لما أسلموا عام الفتح، أظهروا من حسن البلاء في الفتوحات، وقاموا بأدوار بارزة في رفع راية التوحيد، وأبدوا من الحب لدين الله، والجهاد في سبيله، ما لفت إليهم الأنظار، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسند إلى كثير منهم أجل الأعمال وأخطرها، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة من بعده .

ولكن على الرغم من ذلك كله، فإن بعض الكتاب والمؤرخين، سواء ممن اندفعوا وراء رغبة العباسيين، والتقرب إليهم بالإساءة إلى الأمويين، أو ممن سيطر عليهم الهوى، وأعماهم التعصب المذهبي لم يستطيعوا التخلص من نظرتهم إليهم قبل إسلامهم، فراحوا يعيرونهم بأنهم « الطلقاء وأبناء الطلقاء ! » ونسوا أن الإسلام يجُبّ ما قبله، بل وصل ببعضهم إلى حد اتهامهم بالكفر«.
ثم قال الدكتور عبد الشافي كذلك في ص(7ـ8) من كتابه المذكور: » ومع أن الجميع أسلموا بعد فتح مكة، وحَسُن إسلامهم، وأبلوا بلاء حسنا في نصرة الإسلام، وإعلاء كلمة الله، إلا أن بعض الناس نسي كل عداوات قريش للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر إلا عداء بني أمية ! وكأنهم وحدهم الذين وقفوا هذا الموقف !

ومع أن الإسلام يجُبُّ ما قبله، إلا أن بعض ذوي الأهواء، لا يريد أن يفهم ذلك، ولا يكفون عن ذكر المواقف السيئة لبني أمية، التي كانت قبل إسلامهم، وكأن القوم ما أسلموا ! وما جاهدوا في الله حق جهاده !
حتى إن هؤلاء المدعين لتأصيل العداوة بين البيتين ( بني هاشم وبني أمية) قديما، نسوا أن بعض بني أمية، كانوا من السابقين إليه من بني هاشم، فقد كان عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، من السابقين إلى الإسلام، وكذلك كان أبناء سعيد بن العاص : خالد بن سعيد، وعمرو بن سعيد، من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم خالد بن سعيد بن العاص وكان خامسا في الإسلام كما تقول ابنته أم خالد: »كان أبي خامسا في الإسلامـ أي أسلم بعد أربعة سبقوه فقطـ وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها عشر سنين، وولدت أنا بها«.
وكذلك أسلم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وهاجر الهجرتين، ثم لحق بهما أخوهما، أبان بن سعيد [السير للذهبيـ 1/261]، وكذلك خالد وأبان ابنا سعيد بن العاص، من كتاب الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم.
لكن على الرغم من إسلام هؤلاء الرجال من بني أمية، منذ البداية، وتضحياتهم وهجرتهم إلى الحبشة، وعلى الرغم من إسلام جميع بني أمية عند فتح مكة، وترحيب الرسول بهم، وفرحة بإسلامهم، والاعتماد عليهم في جلائل الأعمالـ كما سنذكره بعد قليلـ إلا أن كل ذلك لم يشفع عند أصحاب الأهواء، حتى الكلمة الطيبة، التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض العفو العام عنهم وفي اليوم الذي سماه يوم بر ووفاء، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: »اذهبوا فأنتم الطلقاء« حتى هذه الكلمات، جعل بعض الناس منها، سُبَّة في جبين بني أمية وحدهم ! وجعلوا يعيرونهم بأنهم الطلقاء، وأبناء الطلقاء !
ولم يفهموا أن هؤلاء الطلقاء وأبناءهم، قد أسلموا، وحسن إسلامهم، وكانت له مواقف مشهودة في نصرة الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعده في الفتوحات في عهد خلفائه الراشدين..
ثم قال الدكتور عبد الشافي ص (9 (:فتعيير الأمويين بأنهم الطلقاء، وأبناء الطلقاء، يكشف عن الحقد الدفين، عند بعض الغلاة ، فبنو أمية يدخلون في جملة مسلمة الفتح، الذين وعدهم الله بالحسنى في قوله تعالى (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير) .
الله سبحانه وتعالى يعدهم بالحسنى، جزاء قتالهم وجهادهم، حتى مع تأخر إسلامهم، رحمة منه سبحانه وتعالى.
ولكن بعض أصحاب الأهواء من المؤرخين، يأبى إلا أن يرميهم بالكفر، نعيذ أنفسنا وإياهم بالله من ذلك .
الأمويون في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وكذلك الأمر عند الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقد استخلف جماعة منهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنةـ 7/192): »وقد استعملهم أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه«.

قلت: أمَّر أبو بكر خالد بن سعيد على بعض الجيوش في غزو الشام [السيرـ 1/260] ويزيد بن أبي سفيان جعله الصديق أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم لغزو الروم [السيرـ 1/329(.
قال الدكتور عبد الشافي في كتابه السابق (12ـ13 (: لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وبويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة، فسار على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، في استعمال بني أمية، والاستعانة بهم في جلائل الأعمال.

وقد استجابوا للصديق، ولكنهم فضلوا الجهاد في سبيل الله على الأعمال الإدارية، فاشتركوا في معارك الإسلام الكبرى، في عهدي الصديق والفاروق، سواء في حروب الردة، أو في معارك الفتوح في الشام وفارس.(.
ثم ذكر أمثلة ذلك، وعزاها لبعض كتب التاريخ والسير، ثم قال ص (14) : »وهكذا استمر الأمويون يعملون في عهد أبي بكر، مجاهدين في سبيل الله مفضلين ميادين القتال على الأعمال الإدارية، ولو كانوا يبحثون عن المناصب، والجاه والمال، لقعدوا في ولاياتهم، وأعمالهم الإدارية، كما طلب منهم أبو بكر) .
الأمويون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عندما توفي الصديقـ رضي الله عنهـ في سنة 13هـ وبويع الفاروق بالخلافة سار على نهج صاحبيه في استعمال بني أمية، والثقة بهم فلم يعزل أحدا منهم من عمل، ولم يجد على أحد منهم مأخذا، والكل يعرف صرامة عمر في مثل هذه الأمور وتحريه في أمر ولاته وعماله، وتقصيه أعمالهم وأخبارهم ومحاسبتهم بكل دقة وحزم، فاستمرارهم في عهده يدل في أمانتهم وكفايتهم، فقد بقي يزيد بن أبي سفيان واليا على دمشق كما زاد عمر في عمل معاوية بالشام، فقد ضم إليه ولاية حمص فوق ما كان يتولاه من الأعمال. وهكذا استمر في خلافة الفاروق، وكانوا من خيرة عماله، ولا يعرف عنه أنه عزل أحدا منهم رضي الله عنه. عنه.

بقلم الشيخ دغش العجمي حفظه الله .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 03:24 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



27سؤال : هل صحيح أن كتف اليدين في الصلاة بدعه أمر بها عمر حين رأى الفرس يكتفون أيديهم احتراما لملكهم ؟

الجواب مع الشرح : عمر رضي الله عنه لم يغير من الصلاة شيئا أنما غيره من هو يكره عمر وهم الشيعة الرافضة !

قال الألباني رحمه الله في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" (ص 68)
" وكان يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ، وأمر بذلك أصحابه ، وكان أحياناً يقبض باليمنى على اليسرى ، وكان يضعهما على الصدر أنتهي .

وبعد : 1. الفرق بين الشيعة – الرافضة - وأهل السنة كبير جداً ، وذلك لاختلاف المراجع والأصول التي يرجع إليها كل منهما ، فالشيعة يعتمدون على كتب وعلماء ليسوا عند أهل السنة بشيء .

فمثلاً أهل السنة يعتمدون كتاب صحيح البخاري بعد القرآن ، والشيعة لا يعتمدونه مرجعاً ولا يعتبرون صاحبه شيئاً ، حتى إنهم ليختلفون معنا في الصحابة ، فالشيعة يكفرون الصحابة إلا قليلاً منهم ، بل إن بعضهم يزعم أن القرآن الذي في أيدي أهل السنة ناقص ومحرف ، ومَن لم يقل بنقص القرآن وتحريفه قال بتحريف معناه ، وأبطل ما ورد عن أئمتنا في تفسيره.

قال الشعبي : أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة ، وقد حرقهم علي بن أبي طالب بالنار ونفاهم في البلدان وآية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود :

قالت اليهود : لا تصلح الإمامة إلا لرجل من آل داود ، وقالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلا لرجل من ولد علي بن أبي طالب .

وقالت اليهود : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سبب من السماء ، وقالت الرافضة : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء .

واليهود : يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم ، وكذلك الرافضة والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم " . أبو داود 418 ، وابن ماجة 689 ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 444 .

واليهود : تزول عن القبلة شيئاً ، وكذلك الرافضة .
واليهود : تنود في الصلاة ، وكذلك الرافضة …
واليهود : يستحلون دم كل مسلم ، وكذلك الرافضة .
واليهود : لا يرون على النساء عدة ، وكذلك الرافضة .
واليهود : لا يرون الطلاق الثلاث شيئاً ، وكذلك الرافضة .
واليهود : حرفوا التوراة ، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن .

واليهود : يبغضون جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة ، وكذلك صنف من الرافضة يقولون غلط بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم . " السنة " للخلال ( 3 / 497 – 498 ) .
وهذا بعض من ضلالات الشيعة وخزعبلاتهم ، لذا فلا تعجب من سدلهم أيديهم في الصلاة الذي هو مخالفة صريحة لصحيح السنة وصريحها . وأما الأدلة على وجوب القبض ـ أي وضع اليد اليمنى على اليسرى ـ فهي كثيرة ، ومنها :
عن سهل بن سعد قال : كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة .
قال أبو حازم : لا أعلمه إلا يُنمي ذلك إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم – أي : يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - . رواه البخاري ( 707 ) . و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى ) . رواه مسلم 401

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على اليمنى فانتزعها ووضع اليمنى على اليسرى . رواه أحمد برقم 12671 ..عن وائل بن حجر : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر وصف همام حيال أذنيه ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه . رواه مسلم ( 401 ) . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " . رواه ابن حبان ( 3 / 13 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صفة الصلاة " ( ص 87 ) . وقال ابن حجر : قال ابن عبد البر : لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين وهو الذي ذكره مالك في الموطأ ولم يحك ابن المنذر وغيرُه عن مالك غيرَه ، وروى ابن القاسم عن مالك الإرسال وصار إليه أكثر أصحابه ، وعنه التفرقة بين الفريضة والنافلة ، ومنهم من كره الإمساك ونقل ابن الحاجب أن ذلك حيث يمسك معتمدا لقصد الراحة .
" فتح الباري " ( 2 / 224 ) .

والله أعلم .

وللفائدة للجميع :

الأحاديث الدالة على سنة وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة نجدها في الموطأ الموطأ، الإصدار 2.06 - للإمامِ مالك، برواية الإمام محمَّد بن الحَسَن
المجلّدُ الثَّاني [تابع موطأ الإمام مالك] [ أبواب الصلاة] 94 - (باب وضع اليمين على اليسار في الصلاة (1))
290 - أخبرنا مالك، حدّثنا أبو حازم (2)، عن سهل (3) بن سعد الساعدي (4)، قال: كان الناسُ (5) يُؤْمَرون (6) أن يضعَ أحدُهم يَدَه اليُمنى على ذراعِه (7) اليُسرى في الصلاة.

النسائي، الإصدار 1.14 - للإمام النسائي
المجلد الثاني. كتاب الافتتاح باب موضع اليمين من الشمال في الصلاة
أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن زائدة قال حدثنا عاصم بن كليب قال حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصليى فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها
-قال ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع اصبعه فرأيته يحركها يدعو بها.

أبي دَاوُد، الإصدار 2.02 - للإمامِ أبي دَاوُد
الجزء الأول -2- كتاب الصلاة أبواب تفريع استفتاح الصلاة -120- باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
754- حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول: صفُّ القدمين ووضع اليد على اليد من السنة. (ج/ص: 1/260)
755- حدثنا محمد بن بكار بن الريان، عن هشيم بن بشير، عن الحجّاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود: أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فوضع يده اليمنى على اليسرى.

عون المعبود، شرح سنن أبي داوود، الإصدار 1.08 - للآبادي
(كتاب الصلاة) 258 - باب رفع اليدين في الصلاة
727 - حدثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ أخبرنا شَرِيكٌ عن عَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ عن أَبيهِ عن وَائِلِ بنِ حُجْرٍ قال "رَأَيْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ الصّلاَةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ أُذُنَيْهِ، قال: ثُمّ أَتَيْتَهُمْ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صُدُورِهْم في افْتِتَاحِ الصّلاَةِ وَعَلَيْهِمْ بَرَانِسُ وَأَكْسِيَةٌ".
صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الأول 16 - كتاب صفة الصلاة 6 - باب: وضع اليمنى على اليسرى.
707 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم : لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال إسماعيل : ينمى ذلك، ولم يقل ينمي .
)ش (لا أعلمه إلا ينمي ذلك) يسند ما قاله ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ).

صحيح مسلم بشرح النووي، الإصدار 2.01 - للإمام محي الدين بن شرف النووي.
الجزء الرابع كتاب الصلاة -39- باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام تحت صدره فوق سرته، ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه

هذا من كتب الشيعة أيضا :
قال الصادق : لا بأس وضع اليد على الذراع ( التكفير( !
جاء في كتاب " الحدائق الناضرة " ( ج 9 ص 15 - 16 - باب التكفير عند العامة ( :
لكن الصادق رحمه الله تعالى لم يقل تقية بل قال " لا بأس " ، بل من الذي رمى الإمام بالتقية
لماذا يتهم الأئمة بالتقية ؟
رحمه الله هذا الإمام الصادق الذي كان صادقا في قوله وفعله ، ونبرأ من هؤلاء الذين اتهموا الأئمة بالكذب والتقية !

وقول الصادق رحمه الله تعالى موافق لقول أهل السنة .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 03:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

تم جمع الأسئلة 28 + 29 + 31+ 32 + 33 في شرح واحد لتشابه الأسئلة في الرد عليه .

28- سؤال مع الشرح : هل قام بعض زوجات الأنبياء بخيانة أزواجهم ؟
29- سؤال :هل عائشة وحفصة أفضل من زوجات النبي لوط أو نوح ؟
31- سؤال :هل كانت عائشة وحفصة تغيران من السيدة خديجة وفاطمة بنت الرسول ؟ 32 – سؤال : لماذا يطعن الشيعة في عائشة وحفصة دون باقي زوجات الرسول ؟
33- سؤال : لماذا لا يطعن الشيعة في خديجة بنت خويلد أو أم سلمه أو خوله أو صفية أليسوا زوجات الرسول أيضا ؟

الجواب مع الشرح الكامل :أولا: نقول لعنة الله على كل من يطعن بزوجات الأنبياء والرسل بنية خبيثة .

وبعد: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) (سورة التحريم

يا شيعة اتقوا الله ، من أعمالكم البعيدة كل البعد عن أدب الإسلام ، أين الأدب و الأخلاق ؟ هل يقبل أو يرضي أحدكم أن يطعن شخص .. بأمه .. أو زوجته .. أو أخته .. أو ابنة عمه .. أو ابنة خالة ؟ أذن فكيف رسول الهدى وخاتم الأنبياء .. وابن عم علي رضي الله عنه .. ووالد فاطمة رضي الله عنها.. وجد الحسين والحسن .. الحبيب المصطفي محمد عليه الصلاة والسلام ؟ هل من المعقول أن يرضى بهذا الذي تفعلونه ؟ وهل يرضي عنكم أبن عمه علي بن أبي طالب ؟ وفاطمة بنت رسول الله ؟ وهل ترضون انتم بهذا القول وانتم من محبي أل البيت ؟ وأنتم تطعنون بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة الحبيب المصطفي محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام دائما أتسائل هل الرافضة الشيعة مسلمين أم مستسلمين صم وبكم لا يؤمنون ويطيعون أعداء الإسلام ؟ عندي لكم سؤال شخصي : أنت يا شيعي لو اهديت لك امرأة سيئة فهل ستقبلها ؟ بالطبع سوف تقول لا ، إذن هذه الحجة باطلة ، لكن لنتوقف وهنا نسأل أليس الأنبياء والأئمة في دين الرافضة الشيعة يعلمون الغيب ومعصومين ؟ بالطبع سوف تقولون نعم ، إذن كيف تقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أن عائشة ستتغير بعد وفاته في رأيكم ورأي علمائكم وكتبهم الشيطانية ؟. ألا ترون يا شيعة يا رافضة أن عقائدكم يناقض بعضها البعض ، فتأملوا قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وتقول يا رب أرجعني أعمل صالح ولن تخرج .

وبعد:

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما الصديقة بنت الصديق

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات
هي معلمة الرجال ، الصديقة بنت الصديق ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر ، القرشية التيمية ، المكية أم المؤمنين ، زوجة سيد ولد آدم وأحب نسائه إليه ، وابنة أحب الرجال إليه المبرأة من فوق سبع سماوات .
تتلمذت وتخرجت من مدرسة النبوة ، فقد تولاها في طفولتها شيخ المسلمين أبوها الصديق ، ورعاها في شبابها نبي البشرية ومعلمها ..
وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها بأمر من الله عزوجل إثر وفاة خديجة رضي الله عنها فتزوج بها وبسودة بنت زمعة رضي الله عنهما في وقت واحد ، ولكنه دخل بسودة وتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر ، وانتقلت العروس الصغيرة على بيت النبوة ، الذي كان عبارة عن حجرة من الحجرات شيدت حول المسجد من اللبن وسعف النخيل ، وقد وضع فيه فراش من أدم حشوه ليف ، ليس بينه وبين الأرض إلا الحصير وعلى فتحة الباب أسدل ستاراً من الشعر ..
حبه صلى الله عليه وسلم لهـــا :عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل ، قال : فأتيته فقلت : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : من الرجال ؟ قال : أبوها ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ..
عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كُنَّ حزبين : فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّرها ، حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة . فكلَّم حزب أم سلمة فقلن لها : كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول : من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهدها حيث كان من بيوت نسائه ، فكلمته أم سلمة بما قلن ، فلم يقل لها شيئاً ، فسألنها فقالت : ما قال لي شيئاً ، فقلن لها : فكلميه ، قالت : فكلمته حين دار إليها أيضاً ، فلم يقل لها شيئاً . فسألنها فقالت : ما قال لي شيئاً . فقلن لها : كلميه حتى يكلمك . فدار إليها فكلمته ، فقال لها : لا تؤذيني في عائشة ، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة . قالت : أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله . ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول : إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر . فكلمته ، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟ قالت : بلى . فرجعت إليهن فأخبرتهن ، فقلن : ارجعي إليه ، فأبت أن ترجع . فأرسلن زينب بنت جحش ، فأتته فأغلظت وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة ، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة – وهي قاعدة – فسبتها ، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم ؟ قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها . قالت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال :( إنها بنت أبي بكر ). رواه البخاري ..
وكانت خير زوجة صبرت مع الرسول الكريم على الفقر والجوع حتى كانت تمر الأيام الطويلة وما يوقد في بيت رسول الله نار لخبز أو طبيخ ، وإنما كانا يعيشان على الأسودين التمر والماء .
ولما أقبلت الدنيا على المسلمين أتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلها ، وليس في بيتها شئ . فقالت لها مولاتها : أما استطعت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ قالت : لو كنت ذكرتيني لفعلت .
فكانت مرجع الرجال في تلقي العلم والبلاغة ومرجعاً لهم في الحديث والسنة والفقه ، فقال الزهري : " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل " .. وقال هشام بن عروة عن أبيه قال : " لقد صحبت عائشة ، فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت ، ولا بفريضة ، ولا بسنة ، ولا بشعر ، ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها فقلت لها : يا خالة الطب من أين علمته ؟ ، فقالت : كنت أمرض فينعت لي الشئ ، ويمرض المريض فينعت له ، واسمع الناس بعضهم لبعض فأحفظه "

وعن مسروق قال : قلنا له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : " والله لقد رأيت أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض ومع هذا كله كانت رضي الله عنها تغار ، بل من أشد نساء النبي صلى الله عليه وسلم غيره عليه . وهذه من طبيعة المرأة ، ولكن غيرتها مقبولة مهذبة لم تصل إلى حد التسويغ لها بإيذاء الضرائر " ..
فعندما مرض رسول الله بعد عودته من حجة الوداع كان يقول وهو يطوف على نسائه متسائلاً : أين أنا غداً ؟ .. أين أنا بعد غدٍ ؟ ، استبطاء ليوم عائشة ، فطابت نفوس بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً : بأن يمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أحب ، وقُلن جميعاً : يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لعائشة ..
وانتقل حبيب الله إلى بنت الحبيبة ، فسهرت تمرضه ، فداك أبي وأمي يا رسول الله .. وحانت لحظة الرحيل ورأسه الشريفة على حجرها ..
قالت أم المؤمنين تصف اللحظة الرهيبة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وفي يومي وفي ليلتي وبين سحري ونحري ، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب ، فنظر إليه حتى ظننت أنه يريده ، فأخذته فمضغته ونفضته وطيبته ، ثم دفعته إليه ، فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط ، ثم ذهب يرفعه إليَّ ، فسقطت يده ، فأخذت أدعو الله له بدعاء كان يدعو به له جبريل ، وكان هو يدعو به إذا مرض . فلم يدع به في مرضه ذاك ، فرجع بصره إلى السماء وقال : ) الرفيق الأعلى ) وفاضت نفسه ، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ..
ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها ، وعاشت بعده تعلم الرجال والنساء ، وتشارك في صنع التاريخ إلى أن وافتها المنية ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضين من رمضان سنة سبع وخمسين وهي في السادسة والستين من عمرها ..
منقول من موقع بيت النبوة.

وأيضا:
ليس هناك شيء أصعب على المرأة العفيفة من أن تتهم في عرضها وشرفها، وليس هناك موقف أشد على الرجل من أن يتكلم الناس على زوجته ويطعنوا في عفتها، وهو يعلم أنها طاهرة طهارة ماء المزن .
ولكن مع ذلك نجد امرأة شريفة زكية مثل السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما تعرضت لمثل هذا الموقف، وذلك في غزوة بني المصطلق، حيث عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الغزو إلى المدينة، وأثناء تحرك القافلة لم يتأكد من أن عائشة زوجته معهم أم لا.
ما حصل أن عائشة كانت قد خرجت آنذاك إلى مكان كانت قد قضت حاجتها فيه، وسقط منها عقدها، فعادت لتبحث عن عقدها، وعندما رجعت لم تجد الركب فنامت مكانها لعل أحدا منهم يتذكرها فيعودون ويأخذونها.
وفي أثناء ذلك صادف وجود صفوان السلمي متأخراً أيضا فلمح وجود امرأة، ولما تأكد قال لا حول ولا قوة إلا بالله ظعينة رسول الله.

ثم أمرها أن تركب ناقته عائدا بها إلى المدينة، فركبت وهي لم تنطق ببنت شفة خجلا وحياء وهو كذلك. حتى وصلا المدينة فسألها الرسول عن سبب تأخرها فقالت كذا وكذا فصدقها الرسول لأنه يعرف أنها الصديقة الطاهرة بنت الصديق. لكن قام جماعة مثل عبدالله بن أبي رأس المنافقين ومسطح وحسان وحمنة بنت جحش ذهبوا يتحدثون عنهما، وكان أشنعهم عبدالله بن أبي الذي قال : والله ما نجت من صفوان ولا نجا صفوان منها .
هذه الكلمات طبعا كانت خناجر يتلقاها رسول الله في قلبه من أصحابه، لكنه لا يستطيع في الوقت نفسه أن ينفي لعدم وجود بينة. فلم يكن منه إلا أن يعرض عن عائشة وهي أحب نسائه إلى قلبه.
أما عائشة ففي البداية لم تعلم أن الناس يتحدثون عنها، وعندما علمت أصابتها الحمى والرسول معرض عنها فذهبت إلى بيت والديها لعلهما يخففان عنها. وكانت أمها تحاول أن تخفف عنها قائلة: أي بنية خففي عليك الشأن فوالله لقلما كانت حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها.
ظلت كذلك والرسول إذا سأل عنها لا يزيد على القول: كيف تيكم ؟ وكان محتارا في أمرها، وبعد ذلك سأل رسول الله زوجته زينب بنت جحش عنها فقالت: لم أر شيئا بعيني فلا أقول عنها إلا خيرا.
وسأل أسامة بن زيد فقال مثل ذلك، ثم سأل علياً بن أبي طالب فقال: النساء غيرها كثير .
عندئذ علم أن عائشة ما ارتكبت جريمة والناس ظلموها فقال وهو غضبان: أيها الناس ما بال رجال يؤذنني في أهلي والله ما علمت منهم إلا خيرا، ثم ذهب إلى عائشة وطلب منها أن تتوب إلى الله فقالت وهي ميتة من البكاء: والله لا أتوب مما ذكرت والله يعلم أنني بريئة، لا أقول إلا ما قال يعقوب فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم كأنها انتظرت الوحي وعندها أبواها .
وبعد قليل رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتغشاه ما كان يتغشاه عند نزول الوحي فعلمت أن الوحي ينزل عليه فلما سري عنه قال: أبشري يا عائشة لقد أنزل الله براءتك في القرآن ثم قرأ قوله تعالى: “أن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا أفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون” إلى آخر الآيات من سورة النور .
عندئذ سرت عائشة وطلبت منها والدتها أن تقوم وتشكر الرسول فقالت: لا والله لا أشكر إلا الله الذي برأني.
د.عارف الشيخ .. والله أعلم .

وأيضا : نساء صنعن التاريخ

عائشة بنت أبي بكر.. الفقيهة الزاهدة

كانت عائشة بنت أبي بكر مثلا رائعا للمرأة التي استطاعت أن تعطي لزوجها الحب والوفاء والإخلاص ولدينها القوة والعلم والفقه وهي صاحبة اكبر حادث وقع في الأمة الإسلامية حيث تعرض عرض النبي صلى الله عليه وسلم فيه للاتهام في محاولة من المنافقين واليهود لضرب عقيدة الإسلام في محمد وأهل بيته.. وكان حادث الإفك مثار تفكير كل المسلمين شهراً انقطع فيه الوحي عن محمد صلى الله عليه وسلم.. وكانت تلك الشائعة تجربة شاقة وحمل النبي صلى الله عليه وسلم فيها آلاما لا تحتمل.. ومرضت فيها عائشة ..حين توجه الزوج محمد صلى الله عليه وسلم إلى عائشة قال لها “أما بعد.. فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله تعالى إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه”.ولم تزد عائشة أن قالت: ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون” ولأن عائشة ابنة أبي بكر تثق في طهارتها وبراءتها فقد تحدثت للرسول بكل الاعتزاز والإيمان.. ونزل الوحي على النبي بسورة النور ببراءة عائشة الطاهرة فقالت لها أمها “قومي إلى رسول الله فاشكريه” فقالت: “والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي”.. فقد كان تأثر عائشة بالإفك بالغا واحتمت بجانب الله وعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بالإفك إلا أنه لم يقبله من غير بينة ولم ينفه أيضا من غير بينة بل سأل من يستحق السؤال من المسلمين.
غضبت عائشة غضب البريء المشكوك فيه وانها لبريئة في نظر كل منصف يفهم أنها لايمكن أن تعرض نفسها كشريفة للريبة أمام جيش كامل وفي وضح النهار مع رجل يتقي ما يتقيه المسلم في هذا المقام من غضب الله والنبي والمسلمين. أراد النبي لعائشة البراءة أمام الناس عامة وأمام نفسه المحبة لها فقد كان الحادث مجاوزا عائشة إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم بل تجاوز إلى صلته بربه ورسالته كلها فمن اشتركوا في ترويج الشائعة كانوا يهوداً منافقين ومن لحظتها تبين مدى الخطر الذي يصيب الجماعة إذا انطلقت الألسنة في غير حساب
تنهش أعراض المحصنات المؤمنات.. وبيان الوزر من ذلك والعقاب عليه.
ولتكتب قصتها في التاريخ يمضي القرآن الكريم ليوضح لنا واجب التثبت أمام أي فريه بإتيان أربعة شهود كما هو الحكم الإسلامي: لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون فالقرآن يؤدبهم لتناقلهم هذا الأمر من دون تدبر وكان هينا على ألسنتهم كأية شائعة عادية من دون أن يحسوا بالعواقب.
والحادثة جاءت لتوضح أن الذين يرمون أعراض المسلمات لعنهم الله فإن افلتوا من عقاب الدنيا فإن عقابهم شديد في الآخرة: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين .
تلك هي عائشة بنت أبي بكر التي خطبها الرسول في سن السادسة وتزوجها في التاسعة من عمرها ولم يعاملها معاملة الزوجات الكبيرات. وكان سبب زواجه منها اعتزازه بوالدها أبي بكر الصديق ليرتفع بمكانته ويقوي علاقته به... وكانت تردد دائما: “لقد تزوجني الرسول بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد حفت الملائكة بيتي واني لابنة خليفته وصديقه.. ونزل عذري من السماء. ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد قبض محمد ورأسه في حجري وقبرته في بيتي ووعدت مغفرة ورزقا كريما”.وعندما خير الرسول صلى الله عليه وسلم أزواجه بينه وبين الحياة الدنيا وزينتها قال أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأ مري أبويك فقالت له إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت. علم وتواضع وكانت متواضعة والدليل على ذلك قولها : “والله لوددت أني كنت شجرة والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئا قط”.. وقالت يوم وفاتها: “يا ليتني لم أخلق ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني على لوددت إني كنت نسيا منسيا”.
وذكر الدكتور مصطفى مراد في كتابه صحابيات عن شدتها في دين الله: لقد كانت رضي الله عنها قوية في دين الله سبحانه وتعالى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتغضب من أجل الله تقول أم علقمة بنت أبي علقمة رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما انزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها.
عائشة الزاهدة جاءتها الدنيا فأعرضت عنها وأعطتها للفقراء والمساكين وبعث ابن الزبير إليها بمال في غراريته يكون مائة ألف فدعت بطبق وهي صائمة فجعلت تقسم في الناس فلما أمست قالت يا جارية هاتي فطري فقالت يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت : لا تعنفينني فقد ذكرتهم قبلي ..
أما عن علمها فقد كانت تحفظ آلاف القصائد وتفوقت في اللغة العربية وروى الرواة عنها من الأحاديث النبوية عشرة ومائتين وألفي حديث وهي أكثر الصحابة رواية بعد أبي هريرة عبدالله بن عمر وأنس رضي الله عنهم وذلك فوق علمها في الميراث حتى كان كبار الصحابة يسألونها عن أحكامه.
وإذا كانت عائشة الزوجة الوفية قد عرفت بالعلم والفقه فإنها امتازت أيضاً رضي الله عنها بالذكاء والفهم وكثرة الرواية وكانت تفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بين يديه لمن لم يفهم فكانت كثيرة السؤال للعلم ولا يهدأ لها بال حتى ترضي طمأنينتها وتجلو لنفسها كل خفي مما يحيط بها فقد طرحت على رسول الله أسئلة حول كل ما يمر من موضوعات في الفقه والقرآن الكريم والأخبار والمغيبات وفيما يعرض من أحداث وخطوب.. وهذا شأن المرء ذي الطبيعة العلمية كلما عظم حظه من المعرفة كثر تطلعه إلى ما فوقه أما الجاهل فليس بمعنى أن يسأل فإذا أصاب من المعرفة حظا ما بطريق العرض كان أبعد الناس أن تطلب نفسه مزيدا من العلم .. ودليل ذلك أن قائمة الذين عرفوا بنقد الروايات محدودة سجلت أسماء لامعة أنعم الله عليهم بخصائص تدقيق النظر في النصوص وتفحص الظاهر والباطن واسم عائشة من تلك الأسماء لما قدمت من صحة النظر وصواب النقد وحضور الحفظ وجودة النقاش .والله أعلم.

وهذا اسماء زوجات الرسول الكريم وماذا كانوا يفعلون ودورهم في حياة الرسول عليه السلام :

خديجة بنت خويلد
)أول نساء الرسول صلى الله عليه وسلم(
سيدة نساء العالمين في زمانها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية الملقبة بالطاهرة، وهي أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وهي التي آزرته وصدقته عندما كذبته قريش وعادته.
مواقفها العظيمة إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم لنصر دين الله أكثر من أن تعد أو تحتويها نبذة كهذه وأكتفي هنا بذكر موقفها عندما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بما حدث له في الغار عندما أوحي إليه أول مرة.

روى الإمام البخاري في صحيحة وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه عندما رجع رسول الله صلى الله وسلم أول ما أوحي إليه من غار حراء ( فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد - ابن عم خديجة- وكان امرأ تنصر في الجاهلية فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال لها : يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى (أي في الغار) . فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم ؟ قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا) .
ولنسمع من المصطفى صلى الله عليه وسلم كيف كانت زوجته خديجة في نصرته ونصرة دين الله قال صلى الله عليه وسلم: (آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ) .
( فكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس ) .
تزوجها رسول الله في أول شبابه وكان عمره خمسا وعشرين سنة وعمرها أربعين وعاشت مع الرسول خمسا وعشرين سنة ورزقت منه ابنين وأربع بنات هما القاسم، عبد الله، زينب، رقية، أم كلثوم، فاطمة. وأتى جبريل عليه السلام رسول الله فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من نصب لا صخب فيه ولا نصب .
فلما جاءت خديجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها: إن الله يقرأ على خديجة السلام. قالت: خديجة بنت خويلد إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام. وقفت إلى جانب رسول الله تنصره وتعينه على احتمال الشدائد وأقسى ضروب الأذى. ولما ماتت خديجة وعمه أبو طالب تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب فقد كانت خديجة له وزير صدق على الإسلام. توفيت بمكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث سنين بعد أن بلغت من العمر خمسة وستين عاما. فقد كانت- رضي الله عنها- مثالا عظيما للزوجة الصالحة المؤمنة.
(الكريمة المهاجرة )
هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية.
من فواضل نساء عصرها، كانت قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو. أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم زوجها معها، وهاجرا إلى الحبشة، فلما توفي عنها، جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله ألا تتزوج ؟. فقال صلى الله عليه وسلم: ومن ؟ قالت خولة : سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك. قال: اذكريها علي (أي أخطبيها لي ) . فانطلقت خولة إلى سودة وأبوها شيخ. فحيته .فقال لها: من أنت ؟ . فقالت خولة بنت حكيم. فرحب بها. ثم قالت له: إن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب، يذكر سودة ابنة زمعة .فقال : هو كريم، فما تقول صاحبتك ؟ .قالت: هي تحب ذلك. فقال لها : قولي له فليأت، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها، ولما تزوجها كانت في حالة الكبر حتى أنها بلغت من العمر حين تزوجها عليه الصلاة والسلام الخامسة والخمسين رضي الله عنها. وعن ابن عباس- رضي الفه عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب سودة وكان لها خمسة صبية أو ستة، فقالت: والله ما يمنعني منك وأنت أحب البرية إلي، ولكني أكرمك أن يتضاعى . هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشيا. فقال لها :- يرحمك الله- ! إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل، صالح نساء قريش أحناهن على ولد في الصغر، وأرعاهن لبعل في ذات يده. ولما كبرت سودة وعلمت مكان عائشة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت يا رسول الله جعلت يومي الذي يصيبني لعائشة وأنت منه في حل، فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقسم لعائشة يومين، يومها ويوم سودة وبقيت في عصمته صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها. روت سودة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث أخرج لها منها في الصحيحين حديث واحد، وفي رواية أن البخاري روى لها حديثين، وروى عنها عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، وروى لها أبو داود والنسائي . وتوفيت سودة- رضي الله عنها- بالمدينة في شوال سنة 54 ه في خلافة معاوية وفي رواية أنها توفيت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي رواية أنها توفيت سنة 55 ه . ولما توفيت سودة سجد ابن عباس رضي الله عنهما فقيل له في ذلك فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم آية فاسجدوا وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ) .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله 

ali_k25-01-10 03:36 PM

تكمله ...

عائشة بنت الصديق 

)المبرأة الصديقة بنت الصديق )
إنها عائشة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك، وكانت أم المؤمنين من أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه وأكثرهن تلقيا للعلم عنه فقد كانت- رضي الله عنها- من أعلم الناس بتعاليم الإسلام. قال الزهري: (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المومنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . وكانت- رضي الله عنها- زاهدة في الدنيا، فقد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: (أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت أذكرتيني لفعلت) .
وعن هشام بن عروة بن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: (ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضمته مواضعه ..)

وفي فضل عائشة- رضي الله عنها- قال صلى الله عليه وسلم: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .وعندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، وشعر بأنه قد آن الأوان للرحيل. وكان يقول وهو يطوف عد نسائه سائلا أين أنا غدا؟ أين أنا بعد غد استدعاء ليوم عائشة فطاب نفوس بقية أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن جميعا. بأن يمرض حيث أحب فوهبنا أيامهن لعائشة. فسهرت عليه تمرضه وحانت لحظة الرحيل ورأسه صلى الله عليه وسلم في حجرها. قالت عائشة تصف هذه اللحظة (إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري) ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها وعائشة بعده تعلم الرجال والنساء، وتشارك في صنع التاريخ الإسلامي إلى أن وافتها المنية في السادسة والستين من عمرها في ليلة الثلاثاء لسبع مضين من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة .رضي الله عن سيدة نساء العالمين وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر .

حفصة بنت عمر 

( حارسة القرآن)
حفصة بنت عمر بن الخطاب أخوها عبد الله بن عمر لأبيها ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بخمس سنين تزوجت خنيس بن حذافة السهمي أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وهاجرت حفصة معه إلى المدينة فشهدا بدرا وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات. ولما رأى عمر أن ابنته تأيمت لقي عثمان بن عفان فعرضها عليه فقال عثمان: مالي في النساء حاجة. فلقي عمر رضي الله عنه أبا بكر الصديق فعرضها عليه فسكت. فغضب عمر ووجد على أبي بكر. وانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان بن عفان، وكشف عما كان من أبي بكر بن أبي قحافة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة. ثم خطب رسول الله حفصة فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها.
وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزواج النبي على حفصة سنة ثلاث من الهجرة. وحفصة وعائشة رضي الله عنهما هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيها ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل .) وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، وقت حادثة التظاهر، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، وقالت : (إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة ) .ثم عادت إلى الأمن والسكينة والاطمئنان بعد أن عفا رسول صلى الله عليه وسلم عنها، وعندما انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى وخلفه أبو بكر الصديق، كانت حفصة هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعا لتحفظ أول مصحف خطي للقرآن الكريم . أقامت أم المؤمنين حفصة عاكفة على العبادة قوامة صوامة حتى ماتت في عهد معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه- فصلى عليها مم بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة وتبعها مروان إلى البقيع حتى فرغ دفنها مع أمهات المؤمنين .


زينب بنت خزيمة الهلالية 
) أم المساكين(
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث ينتهي نسبها إلى قيس عيلان عامرية هلالية. أمها هند بن الحارث حميرية زوجها الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي فطلقها وتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث، فقتل عنها يوم بدر شهيدا. ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وكان ذلك على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة. أصدقها النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم . وكانت حجرة زينب مجاورة لحجرة حفصة بنت عمر بن الخطاب ولكنها لم تمكث إلا ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا من الهجرة فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع. وكان عمرها ثلاثين سنة. وكانت أول من دفن من أمهات المؤمنين .

هند بنت أبي أمية 
)ابنة زاد الركب(
أم سلمة هند بنت أمية بن المغيرة المخزومية كانت تحت زوجها وابن عمها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وهي من السابقين إلى الإسلام . رافقت زوجها إلى الحبشة فرارا بدينها ولما عاد إلى مكة و الهجرة مع زوجته إلى المدينة صدها قومها وانتزعوها منه هي وابنها سلمة، ثم انتزع بنو الأسد آل سلمة ابنها من أمها بالقوة حتى خلعوا فكانت كل يوم تخرج إلى الأبطح تبكي حتى شفع فيها شافع من قومها فأعطوها ولدها فرحلت بعيدا ووضعت ابنها في حجرها وهاجرت معه. وفي غزوة أحد أصيب زوجها بجرح عميق وبعد شهور توفي من هذا الجرح، وكانت أم سلمة عندها من الأولاد من زوجها أربعة هم: برة وسلمة، وعمر، ودرة خطبها بعد ذلك أبو بكر- رضي الله عنه-فلم تقبل. وكان رسول الله يفكر في أمر هذه المرأة الكريمة والمؤمنة الصادقة والوفية الصابرة . وبينما كانت تدبغ إهابا لها في أحد الأيام استأذن عليها رسول فأذنت له، ووضعت له وسادة من أدم حشوها ليف، فقعد عليها وخطبها إلى نفسها فقالت: مرحبا برسول الله اني امرأة غيرى (غيورة) وإني مصيبة وأنه ليس أحد من أوليائي ساهد وأنا كبيرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك أني غيرى فسأدعو الله يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني. وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك. فقالت أم سلمة بنت زاد الراكب لابنها سلمة: يا سلمة قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أني لا أنقضك مما أعطيت أختك فلانة.. رحبين وجرتين ووسادة. تروجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام بتربية أيتامها فكان الأب الرحيم. كانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات، ومن ذلك ما حدث يوم الحديبية حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتحروا بعد أن فرغ من توقيع عقد الصلح مع وفد قريش ولم يفعلوا وحرر النبي طلبه بالنحر ثلاث مرات دون أن يجيبه أحد. فدخل على أم سلمة وهو حزين، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره فقالت- رضي الله عنها-: يا رسول الله أتحب ذلك، اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام وخرج، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً. وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها وقد كانت تبلغ من العمر أربعاً وثمانين سنة فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً رضي الله عنها.

زينب بنت جحش 
)أطول زوجات النبي يدا(
أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب، أمها أميمة بنت المطلب اسمها برة، ولما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها زينب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أن طلقها زيد زوجها الله تبارك وتعالى نبيه بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد قال تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) [الأحزاب:37].
كانت رضي الله عنها، صالحة، تقية، صادقة، وقد شهدت لها بذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: (وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.. لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل) وفي صحيح مسلم عن عائشة أيضاً قالت: (كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت امرأة خيرا من زينب أتقى لله، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم، وأعظم صدقة رضي الله عنها ) .
وعن برزة بنت رافع قالت: (أرسل عمر إلى زينب بعطائها. فقالت:غفر الله لعمر، غيري كان أقوى على قسم هذا. قالوا: كله لك. قالت: سبحان الله ! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوه عليه ثوبا، وأخذت تفرقه في أرحامها وأيتامها، وأعطتني ما بقي، فوجدناه خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت : اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا ) .

فتوفيت- رحمها الله- قبل أن تدرك عطاء العام التالي.
لقد قال صلى الله عليه وسلم لأزواجه: (أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا..) فكنا إذا اجتمعن بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول: فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة ) . حضرتها الوفاة سنة عشرين ولها من العمر ثلاث وخمسون سنة فرحم الله زينب أطول أزواجه صلى الله عليه وسلم يدا.

جويرية بنت الحارث 
)امرأة عظيمة البركة على قومها(
جويرية بنت الحارث هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية.
سماها رسول الله جويرية. وكان صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق. عندما أسرت مع قومها وعشيرتها في غزوة بني المصطلق أو المريسيع. فلقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون على مهاجمته، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار، أبو جويرية. فلما سمع الرسول بهم خرج إليهم في شعبان سنة ست من الهجرة حتى لقيهم على ماء يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحف الناس، واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل، ونجا من نجا، وأسر أكثر القوم، وغنمت الأموال، وعندما كانت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس وكاتبته على نفسها، فأتت النبي تستعينه كتابتها فقال لها صلى الله عليه وسلم: فهل لك في خير من ذلك ؟. قالت: وما هو يا رسول الله. قال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله . قال: قد فبلت. ثم خرج الخبر إلى الناس أن رسول الله تزوج جويرية بنت الحارث. فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما بأيديهم فبلغ عتقهم مائة بيت. لذا قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. وذكر ابن حجر في الإصابة عن قوة إيمان جويرية رضي الله عنها فقال: جاء أبوها فقال للرسول : إن ابنتي لا يسبى مثلها، فأنا أكرم من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنت؟) . قال : بلى فأتاها أبوها فذكر لها ذلك فقالت : اخترت الله ورسوله .وروى ابن هشام أن أباها الحارث أسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه، وتوفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث سنة خمسين من الهجرة وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة، وصلى عليها مروان بن الحكم عامل معاوية- رضي الله عنه - على مدينة رسول الله ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين رحمها الله رحمة واسعة.

صفية بنت حيي 
)الحليمة العاقلة الفاضلة )
هي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ثم من ذرية رسول هارون عليه السلام، كانت شريفة عاقلة، ذات حسب وجمال ودين كانت تحت سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها، فتزوجها كنانة الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل كنانة يوم خيبر، وسبيت صفية فيمن سبي من النساء فقادها بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ابنة عم لها، ومر بهما على ساحة امتلأت بالقتلى من يهود. وتماسكت صفية بترفع ولم تجزع ولم تصرخ كما فعلت ابنة عمها التي صكت وجهها صارخة وحثت التراب على رأسها. ثم جيء بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفية في حزنها الصامت، والأخرى معفرة بالتراب ممزقة الثياب لا تكف عن النواح فقال صلى الله عليه وسلم وهو يشيح بوجهه عنها: (أغربوا عني هذه الشيطانة( .
وقعت صفية في سهم بعض المسلمين في غزوة خيبر فقال: أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله عليه الصلاة والسلام فعرضوا الأمر على الرسول فدعاها وخيرها بين أمرين: إما يعتقها ويتزوجها فتكون زوجة له أو أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها فاختارت- رضي الله عنها- أن يعتقها وتكون زوجة له. فأسلمت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمها رسول الله بعد أن أسلمت لجبر خاطرها في قتل أبيها وأخيها وزوجها وأنقذ شرفها من الأسر فقدمت إخلاصها وحبها لهذا النبي الأمين. كانت صفية حليمة عاقلة فاضلة. دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟.

قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان: نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله وأزواجه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا قلت لهن: كيف تكن خيرا مني وأبي هارون، وعمي موسى وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وعندما اجتمع نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه فقالت صفية: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي. فغمزن (فغمزنها) أزواجه ببرهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن مضمضن فقال نساء النبي عليه السلام: من أي شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة. ولما حاصر المتمردون بيت عثمان بن عفان- رضي الله عنه- وصنعت أم المؤمنين صفية معبرا بينها وبين منزل أمير المؤمنين عثمان فكانت تنقل الطعام والماء وهو في محنة الحصار. توفيت أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- فدفنت بالبقيع مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

رملة بنت أبي سفيان 
)الوافية لدينها(
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان- رضي الله عنهما- أم المؤمنين زوجة وبنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت رضي الله عنها صادقة متمسكة بالإسلام وتعاليمه ولا تقدم على ذلك أقرب الأقربين إليها فعن الزهري، قال: (لما قدم أبو سفيان المدينة) .والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة، فكلمه في أن يزيد في الهدنة. فلم يقبل عليه. فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، طوته دونه. فقال : يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك .
كانت تحت زوجها عبيد الله بن جحش وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وهناك تنصر زوجها فوقفت وقفة المرأة المؤمنة بالله ورسوله وانفصلت عنه. ولقد وجدت رضي الله عنها من الشدائد والأهوال في الحبشة، وخافت أن يبطش بها والدها أبو سفيان إذا رجعت من الحبشة وهو من كبار رجال قريش وسيدها المطاع، وأمها سيدة قريش هند بنت عتبة، مات زوجها على ردته النصرانية وازدادت الشدائد عليها فتركت أمرها إلى الله والله يحميها ويرعاها.
ولما علم رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام: كتب إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها فأبلغها النجاشي ذلك ففرحت فرحا شديدا بهذه البشارة العظيمة. وأمهرها عنها، أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة. وتم عقد الزواج الذي قام بتولي عقد النكاح عثمان بن عفان- رضي الله عنه -. وكانت أم حبيبة مع الوفد القادم، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك سنة ست أو سبع هجري وكانت قد بلغت الأربعين من عمرها.
ومن شدة تقواها رضي الله عنها أنها أرسلت إلى أمهات المؤمنين قبل وفاتها تستحلهم مما قد يكون وقع بينهن من شحناء. عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فقلت : غفر الله لك ذلك كله وحلك من ذلك، فقالت : سررتني سرك وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت مثل ذلك .توفيت بالمدينة سنة 42 ه وقيل سنة 50 ه- رضي الله- عن أم حبيبة وأرضاه.


مارية القبطية 
)أم إبراهيم عليه السلام(
هي مارية بنت شمعون القبطية، أم إبراهيم ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لم تحظ بلقب أم المؤمنين لكنها حظيت بشرف أمومتها لإبراهيم وبالزواج والصحبة.
ولدت في بلدة جفن القريبة من (أرضنا) بصعيد مصر. أمها نصرانية رومية.
انتقلت مارية مع أختها سيرين وقيل شيرين إلى قصر المقوقس عظيم القبط في مطلع شبابها الباكر.
وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالة إلى المقوقس ملك مصر، مع حاطب بن أبي بلتعة قرأ المقوقس الكتاب في عناية وتوقير، ثم التفت إلى (حاطب ( وأخذ يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم و أوصافه.. لم يعلن المقوقس إسلامه، خوفا على ضياع ملكه. ولكنه بعث مع حاطب بجاريتين (وهما مارية وأختها سيرين)، وعبد خصي يقال له مابور، وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا، وبعث ببغلته الشهباء (دلدل) وحماره عفير، وبعسل من بنها، وببعض العود والند والمسك. وعندما عاد حاطب بكتاب المقوقس وهديته، أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بمارية، و اتخذها سرية، ووهب أختها لشاعره حسان بن ثابت الأنصاري وسرعان ما سرت البشرى في أنحاء المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر مولودا له من مارية القبطية. ثم ولد إبراهيم وفرح به أبوه، فلما كان سابع عق عنه صلى الله عليه وسلم لكن مارية لم تنج من غيرة ضرائرها. قالت عائشة رضي الله عنها. (ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت الحارثة ابن النعمان الأنصاري، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها. فجزعت فحولها إلى العالية . وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا، ثم رزقها الله الولد وحرمناه منه). وعندما مرض إبراهيم قبل بلوغه العامين وقيل كان عمره ستة عشر شهرا . فجزع أبواه. ثم انطفأت جذوة الحياة فيه، فحمله النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره، كانت وفاة إبراهيم في شهر ربيع الأول سنة عشر في بني مازن، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه في البقيع .ثم وفاة أمه مارية- رضي الله عنها- في المحرم سنة ست عشرة من الهجرة رحمها الله رحمة واسعة.

ميمونة بنت الحارث الهلالية
)آخر أمهات المؤمنين(
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير العامرية الهلالية ينتهي نسبها إلى قيس عيلان بن مضر.
أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش . وهي (أكرم عجوز في الأرض أصهارا( .
أصهارها : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب، رضي الله عنهما، وحمزة وعلي ابنا أبي طالب، رضي الله عنهما وكان لها أصهار آخرون، لهم مكانة رفيعة في قومهم، هم: الوليد بن المغيرة، وأبي بن خلف، وزياد بن عبد الله بن مالك الهلالي. كانت تحت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي الجاهلية، ثم فارقها فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى فتوفي عنها. وكانت تسمى برة بنت الحارث الهلالية وهي أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب. وسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة. وفي رواية أن ميمونة هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تبارك وتعالى فيها: ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) . بعد أن أتم صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء. وقد أقام بمكة ثلاثة أيام جاءه وفد من قريش يكلمونه في الرحيل من مكة. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم . وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه.

قالوا: لا حاجة لنا في طعامك. فاخرج عنا. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك أبا رافع مولاه ليأتيه بميمونة، وقد وافاه بها في سرف وهو موضع قرب التنعيم، فبنى بها هناك. هذا ما رواه يزيد بن الأصم .كانت وفاتها سنة إحدى وخمسين على الأرجح فحملها ابن عباس وجعل يقول للذين يحملونها. ارفقوا بها، لا تزعزعوا، ولا تزلزلوا وارفقوا بها فإنها أمكم، حتى دفنها بسرف في الظلة التي شهدت بناء النبي بها. وكانت قد أوصت أن تدفن بسرف رضوان الله عليها .

وبعد:

والمقصود عند الرافضة الشيعة في الطعن بزوجة النبي صلى الله عليه وسلم هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها.

أما الروايات فهي توضح معنى الخيانة ، وهي رد على الخصوم حيث ينسبون أننا نتهم أم المؤمنين بالفاحشة والعياذ بالله ، : قال العلامة ألمجلسي :" " فخانتاهما " قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنه مجنون وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وكان أمرآة لوط تدل على أضيافة وكان ذلك خيانتهما لهما ، وما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين .
بحار الأنوار ( 11 / 308 (

وانظر إلى هذا التناقض : كتاب (حديث الإفك) لجعفر مرتضى صفحة 17.

(أن عائشة رضي الله عنها قد ارتدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كما ارتد الجم الغفير من الصحابة. انظر: كتاب ( الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب) ليوسف البحراني صفحة 236.
أن عائشة رضي الله عنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة، ووزعتها على مُبْغضي علي رضي الله عن !
انظر: كتاب (مشارق أنوار اليقين) لرجب البرسي صفحة 86.

يقول أحفاد المجوس ( إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقعت بالفاحشة والعياذ بالله. ففي قوله تعالى: {أؤلئك مبرءون مما يقولون( .

وقالوا: ( هذه الآية تنزيه لنبيه صلى الله عليه وسلم عن الزنا لا لها (وهنا يقصد عائشة رضي الله عنها ) .
انظر: كتاب ( الصراط المستقيم ) لزين الدين النباطي البياضي 3/165.
ويفترون ( أن حفصة رضي الله عنها كفرت في قولها: {من أنباك هذا} وقال الله فيها وفي عائشة {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} أي زاغت، والزيغ أي الكفر. وأن عائشة وحفصة اجتمعا على أن يسقيا النبي صلى الله عليه وسلم سُمّاً فلما أخبره الله بفعلهما هَمَّ بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا فنزل الله قوله تعالى: {يا أيها الذين كفروا لا تعتذوا اليوم ) .
انظر: كتاب ( الصراط المستقيم ) لزين الدين النباطي ألبياضي 3/168

قبح الله علماء الرافضة المجوس القذرين كيف يتجرأون حتى على زوجات نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله والصحابة وسلم .

هنا اذكر لكم بعض ما ورد في كتب الشيعة عن تفسير آيات قرآنية تذكر أن بعض زوجات الأنبياء خانت أزواجهم ومن يعترض على الحديث النبوي فهل لديهم اعتراض على كلام الله الذي يصرح بكفر بعض زوجات الأنبياء !؟

( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين. )

قال الطبرسي :"فخانتاهما ) قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة ، تقول للناس . إنه مجنون ، وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به . وكانت امرأة لوط تدل على أضيافة ، فكان ذلك خيانتهما . وما بغت امرأة نبي قط .

تفسير مجمع البيان ( 10 / 64 ).
قال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي :" ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين ) قال ابن عباس : كانت امرأة نوح وامرأة لوط منافقتين ( فخانتاهما ) قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة ، تقول للناس انه مجنون ، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافة ، فكان ذلك خيانتهما لهما ، وما زنت امرأة نبي قط ، لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به .
تفسير التبيان ( 10 / 52 ) .

قال السيد المرتضى :" ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) ولان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لأنها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنب الله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على أن تأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على أن الخيانة لم تكن منهما بالزنى بل كانت أحداهما تخبر الناس بأنه مجنون والأخرى تدل على الأضياف والمعتمد في تأويل الآية هو الوجهان المتقدمان .
الأمالي ( 2 / 145) .

سؤال أخير وبكل صراحة : نصيحة ومحرجه للغاية واعتقد على أثره يمكن سيغير الشيعة عقيدتهم من إلى إن شاء الله
إذا كان رسول الله يعلم الغيب التي علمه الله إياه- (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من أرتضى من رسول) ،- أن عائشة سيصدر منها ما صدر فهذا لا يعطيه إي الرسول دافع لرفض ما كتبه الله له في كتاب مبين فهل يعقل أن يتزوج إنسان امرأة لم يكتبها الله له ؟
فعائشة وجودها في حياة الرسول فيه عبره للنساء والقران يشهد على ذالك خاطبها الله كما خاطب نساء النبي كافة

) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} (30) سورة الأحزاب و ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب و ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } (33) سورة الأحزاب و (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم
فكل هذه الآيات كانت تخاطب نساء النبي وعلى رأسهم عائشة رضي الله عنهم فهل تنكرون ذلك ؟
فوجود عائشة في حياة الرسول الكريم حبه صلى الله عليه وسلم لهـــا ، وهناك هدف من الله سبحانه وتعالى .

نساء الرسول من أهل بيته فقد ورد في القرآن ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءً إلا أن يسجن أو عذاب أليم )

نقول : يا شيعة نحن أهل السنة نرى أن محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام أحسن الاختيار وأن عائشة من أولياء الله في الأرض رضي الله عنها وهي أم المؤمنين ونحن أخونها وأولادها وأحفادها إلى يوم الدين ، وهي أحب أزواج النبي إليه رضي الله عنها .


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 03:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

30سؤال : لماذا حاربت عائشة ابن عم الرسول علي ابن طالب في معركة الجمل ؟

الجواب مع الشرح: فلا يجوز على الإطلاق الطعن في أحد من الصحابة ، وحسن الظن مطلوب في حق كل المسلمين، وفي حق الصحابة أَولى، لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } (الحشر 10)

أولا : عائشة رضي الله عنها ومن معها لم يخرجوا على علي رضي الله عنه طلبا للخلافة وتنحية لعلي،ولكن نقطة الخلاف التي كانت بين الفريقين هي أن عائشة ومن معها كانوا يطالبون عليا بأن يقيم الحد على قتلة عثمان في الحال ودون تأخير،وأما الخليفة علي رضي الله عنه فكان يرى أن المصلحة العامة تقتضي تأخير ذلك إلى أن يتمكن في الخلافة خاصة إذا علمنا أن قتلة عثمان كانوا ينتسبون زورا وبهتانا إلى علي رضي الله عنه فليس من مصلحة الدولة أقامة الحد عليهم وهم يحاصرون المدينة من كل جانب.
هذا الذي ذكرته وذكره المحققون من أهل العلم كابن العربي وغيره هو سبب خروج جيش عائشة رضي الله عنها إلى البصرة للتشاور والتصالح مع علي رضي الله عنه لا لأجل القتال كما يزعم المغرضون من الكتاب.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) (رواه البخاري) وأما سبب نشوب الحرب بين الطرفين فراجع إلى فئة من المنافقين وهم قتلة عثمان الذين لم يرضيهم الصلح الذي كان سيتم بين عائشة وعلي رضي الله عنهما لأن ذلك سيكون على حساب رؤوسهم فقرروا إشعال الفتنة والحرب بين الفريقين بطريقة ماكرة حتى ينسى أمرهم . وكان ذلك في ليلة تم فيها التصالح بين عائشة وعلي كما يذكر المؤرخون حيث بات الناس في ليلة هادئة إلى أن قرر هؤلاء المنافقين أن يندسوا في معسكر الفريقين فجعلوا يقتلون فيهم حتى ظن علي أن جيش عائشة قد غدر بهم وظنت عائشة أن جيش علي قد غدر بهم وهكذا لم يعط هؤلاء المنافقون الوقت الكافي للفريقين لأجل التثبت في الأمر ودفعوا بالجيشين إلى تلك الحرب التي حدثت بينهما وهم مكرهين. هذا هو السبب الحقيقي في نشوب تلك الحرب بين عائشة وعلي رضي الله عن الجميع، وكما يقولون : إذا عرف السبب بطل العجب.

وفيما يلي - إن شاء الله- تلخيص لأهم أحداث الفتنة، وتلخيص لوجهات النظر المختلفة

عبد الله بن سبأ وأتباعه وبداية الفتنة

رجل من يهود اليمن، ادعى الإسلام، هو الذي قاد التشيع وعمل على انتشاره خاصة في بلاد فارس والعراق ومصر

قال بأنه يجب أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى لأحد من بعده، فكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعى إنه قد أوصى من بعده لعلي رضي الله عنه وأن عليا أحق بالخلافة من عثمان بن عفان رضي الله عنه، بل ومن أبي بكر ومن عمر بن الخطاب (رضي الله عن الجميع) بدأ في نشر بعض المآخذ والسلبيات التي افتراها على عثمان، وجميعها يظهر كذبها بعد البحث والتمحيص عاونه الكثيرون في نشر تلك الفتنة، وازداد أتباعه من الجهلة في الكثير من البلدان، زوروا كتبا على ألسنة الصحابة تدعو الناس إلى الخروج على عثمان، وتبرّأ الصحابة مما نُسب إليهم لما بلغتهم تلك الكتب!! حاصر هؤلاء المتمردون بيت عثمان بن عفان، ثم قتلوه وهو صائم ويقرأ القرآن
ظل المتمردون يطالبون عليا بأن يبايعوه كخليفة للمسلمين، وأصر على ذلك كبار الصحابة، حتى رضي علي بأخذ البيعة بعد فترة من الرفض، وكان عليٌّ رضي الله عنه أحق الناس بالخلافة بعد عثمان رضي الله عنه منذ ذلك الحين اختلف كبار الصحابة والمسلمين في كيفية التصرف مع القتلة في فتنة مقتل عثمان (رضي الله عنه)
وجهة نظر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومن معه (أهل الشام) قـُتِل صاحب رسول الله، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ذو النورين، خليفة المسلمين، في الشهر الحرام، وأرسلت أم المؤمنين أم حبيبة إلى أخيها معاوية قميص عثمان ملطخًا بالدماء، ومعه أصابع زوجته نائلة اللي قطعت أثناء قتله، كل ذلك وأكثر من ذلك أجج مشاعر المسلمين، حتى قال رسول معاوية لعلي (رضي الله عنهما): (تركت ستين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وهو على منبر دمشق) حكم القصاص مقدم على حكم البيعة (حسب اجتهاده)، بمعنى أنه لن يبايع الخليفة حتى يُسلّمه القتلة الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه، فحتى يُسلمه إياهم فقط: هو متوقف عن البيعة قال معاوية أنه لن يبايع من يؤوي القتلة، فقتلة عثمان مندسين في عسكر علي، لذا خشي معاوية إن بايع عليا أن تسنح الفرصة للقتلة أن يظلموهم ويعتدوا عليهم ويضيع دم عثمان يجب أن يحرص معاوية على القصاص لأنه ولي الدم (نظرا لقرابته من عثمان) تطبيقا لقول الله تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء 33]
* لم يكن معاوية حريصًا على الخلافة أبدًا، ولم يطلبها أصلاً، بل كان يعلم أن الخلافة في كبار الصحابة، خاصة في بقية الستة من أهل الشورى، كما أنه قال عن علي: (إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر)
وجهة نظر عائشة أم المؤمنين والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله (رضي الله عنهم) ومن معهم
كان لهم نفس رأي معاوية رضي الله عنه في البداية ورأوا أن القصاص فيه عزة للإسلام إلا أنهم قبلوا مبايعة علي رضي الله عنه خرجوا إلى البصرة مطالبين بدم عثمان وبالإصلاح بين المسلمين، لكنهم لم يريدوا الحرب أبدا، بل ولم يدُر في ذهن أحدهم حدوث أي قتال! استطاع القعقاع بن عمرو التميمي أن يقنعهم بوجهة نظر علي، فوافقوه واتفقوا على رأيه، لكن المتمردين أبوا إلا الفتنة كما سيأتي ذكره إن شاء الله
وجهة نظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه

تبرأ علي من دم عثمان ولعن قتلته
رأى أنه يجب التريث وعدم التعجل في القصاص حتى تستقر الأوضاع ويتملك زمام الأمور، حيث أن قتلة عثمان ومن عاونهم كانوا كثيرين، ولهم قبائل تحميهم وتثور حميتها لأجلهم، والفتنة مازالت قائمة رأى أن يعزل بعض الولاة (ومنهم معاوية) ويولي آخرين حتى يهدئ من ثورة المتمردين لم يكفر معاوية ومن معه أبدا، بل كان ينهى الناس حتى عن شتمهم، وحتى بعد معركة صفين كان يمر على قتلى الطرفين ويقول: (هؤلاء في الجنة وهؤلاء في الجنة)
عليّ هو الإمام ومن رفض مبايعته فهو باغٍ وجب قتاله حتى ينقاد إلى الحق ويبايع الخليفة
وجهة نظر معتزلي الفتنة
التبس عليهم الأمر ولم يتضح الحق، هل الحق في وجوب الإسراع بالقصاص ودعم أهل الشام في مطالبتهم بذلك؟
أم في التسكين والتريث؟
رأوا عدم الدخول في الفتنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه)، فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: (يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت) [رواه مسلم] رأوا أن قتال الفئة الباغية فرض كفاية وليس فرض عين رأوا أن الحل قد لا يكون في القتال، بل في الصلح كان منهم كبار الصحابة مثل: سعد بن أبي وقاص، أبو موسى الأشعري (شارك في التحكيم)، عبد الله بن عمر، عبد الله بن عمرو (اضطر للخروج طاعة لأبيه عمرو بن العاص، لكنه اعتزل القتال)، أبو هريرة، أبو أيوب الأنصاري، صهيب الرومي، محمد بن مسلمة، سلمة بن الأكوع، عبد الله بن سعد بن أبي السرح
والحق أن عليا كان الأقرب إلى الصواب، وذلك لأسباب وأدلة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية) [رواه البخاري]، وكان عمار مع عليّ، وقُتل في معركة صفين التي كان فيها ضد معاوية ومن معه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوارج (الذين خرجوا على عليّ بعد التحكيم): (تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق) [رواه مسلم]، وكان عليّ ومن معه هم الذين قاتلوهم وهزموهم كما سيأتي ذكره إن شاء الله هذا لا ينفي أن الصحابة (رضوان الله عليهم) من كلا الطرفين مجتهدون، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) [رواه البخاري]، فعلي رضي الله عنه مصيب وله أجران إن شاء الله، ومعاوية مخطئ وله أجر إن شاء الله

كون إحدى الفرق كانت أقرب للحق والأخرى باغية، فلا ينفي هذا عن الأخرى أن أتباعها من المؤمنين، حيث قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، فقد أثبت الله تعالى أن الطائفة التي بغت هي من المؤمنين، وقد أثبت ذلك أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن الحسن بن علي رضي الله عنه: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) [رواه البخاري]، ومن المعلوم أن الحسن تنازل لمعاوية عن الخلافة بعد مقتل عليّ رضي الله عن الجميع، وأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهذا يعني أنه التصرف السليم، إما وجوبًا أو استحبابًا
موقعة الجمل
خرجت عائشة ومعها الزبير وطلحة (رضي الله عنهم) ومن معهم إلى البصرة ليتوحدوا مطالبين بدم عثمان وبالإصلاح بين المسلمين، ولم يريدوا الحرب أبدا
خرج إليهم عليّ وتجمع معه أثناء الطريق 20000 رجل، وقد تجمع مع عائشة 30000
استطاع القعقاع بن عمرو التميمي أن يقنع عائشة والزبير وطلحة بوجهة نظر علي، فوافقوه واتفقوا على الصلح
لكن السبئيون (أتباع عبد الله بن سبأ) المتمردون أبوا إلا الفتنة، فانتشروا ليلا في المعسكرين والناس نيام بعد الاتفاق على الصلح، فأعملوا فيهم السيوف حتى ظن كل فريق أن الآخر قد خانه، فدار القتال، وساهم السبئيون في إشعاله أكثر على الرغم من محاولات علي وطلحة في كلا الطرفين أن يوقفوا القتال انطلقت عائشة في هودجها على جملها وسط المعركة لتحض الناس على وقف القتال، لكن بلا فائدة، بل تجمع السبئيون حول الجمل يريدون قتل عائشة، حتى أنقذها عليّ حينما أمر بعض المسلمين بعقر الجمل وإخراج هودج عائشة من ميدان المعركة، فلما كان ذلك هدأت المعركة وانتصر علي بعد أن قـُتل الكثير من المسلمين

قـُتل طلحة بن عبيد الله، فحزن عليه عليّ حزنا شديدا وقال بعد أن كان يمسح التراب عن وجهه: (عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلا في الأودية) قـُتل الزبير بن العوام، واحتز قاتله رأسه وذهب بها إلى علي يظن أنه يبشره بمقتله، فحزن علي حزنا شديدا وقال : (بشر قاتل ابن صفية بالنار)، وقال لما رأى سيف الزبير: (إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن وجه رسول الله) أمر علي برد عائشة إلى مأمنها معززة مكرمة بعد أن أعلنا للناس أنه ما كان بينهما إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وقال علي : (هي زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة )
ندم الكل على تلك الموقعة ندما شديدا

الخوارج

هم الذين خرجوا على علي رضي الله عنه من قتلة عثمان لرفضهم للتحكيم، فقد كانوا يقاتلون معه في صفين وأبوا إلا القتال اخترعوا مقولة: (الحكم لله)، فكانت (كما قال علي) كلمة حق أريد بها باطل كفـّروا المسلمين جميعًا، إلا مَنْ وافقهم، وقتلوا عليا بعد ما هزمهم في حروبه معهم، وحاولوا قتل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمي)(رواه البخاري ومسلم )
عام الجماعة

بايع المسلمون بالإجماع الحسن بن علي رضي الله عنه بعد ستة شهور من خلافته، تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه لجمع شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم، فسمي ذلك العام بعام الجماعة
كان ذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)
بعض القصص والروايات المكذوبة
أن عائشة (رضي الله عنها) حرضت الناس على قتل عثمان، وقد بلغها ذلك فيما بعد وتبرّأت منه
أن عليا رضيَ بمقتل عثمان
أن عائشة خرجت على عليّ وأرادت الحرب
أن الزبير بايع عليا والسيف على رقبته، أي يزعمون أنه أُجبر على البيعة
أن معاوية خرج على عليّ لطلب الخلافة
أن عمرو بن العاص خدع أبو موسى الأشعري في التحكيم بخدعة الخاتم الشهيرة
أن عليا ومعاوية أخذ كل منهما يلعن ويدعو على الآخر حتى في الصلوات
الخاتمة

{"تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
تلك دماء طهر الله أيدينا منها، أفلا نطهر بها ألسنتنا؟ قتال شهده الصحابة وغبنا عنه، وقد علموا وجهلنا، واجتمعوا فاتبعنا، واختلفوا فوقفنا من عقيدتنا (أهل السنة والجماعة) ألا يذكر أحد من الصحابة إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، فهم أحق الناس بحسن الظن فقد شهدوا المشاهد والغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد لهم بالإيمان، ونحن نتقرب إلى الله بحبهم كما أمرنا
فالخلاصة أنهم معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون

قال الله تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
[الفتح 29]

المصادر
كتاب حقيقة الخلاف بين الصحابة - دكتور علي محمد الصلابي
موقع قصة الإسلام http://www.islamstory.com - دكتور راغب السرجاني
كتاب يا أهل السنة خذوا حذركم - الشيخ عبد الرحمن يعقوب
مراجع للتوسع منهاج السنة النبوية - شيخ الإسلام ابن تيمية
العواصم من القواصم - القاضي ابن العربي
كتب العقيدة بصفة عامة و كتب فضائل الصحابة

والله أعلم

-----------------------------

34سؤال : من هم الخلفاء ال12 الذي قال عنهم الرسول الخلفاء من بعدي12 خليفة ؟

الجواب مع الشرح : وقد لفق الشيعة كثيرا من الأحاديث أو زادوا فيها من أقاويل ونسبوها إلى الرسول الكريم والى أئمتهم .. وهذه الزيادة في الأحاديث لم تذكر إلا في كتبهم المعتبرة التي تطفح بهذه الأحاديث بعد أن أضافوا إليها ما نسجته عقولهم في الأحلام . واليكم حديث مدسوس على الرسول عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لأثنى عشر ، أوّلهم أخي وآخرهم ولدي قيل : يا رسول الله ومن أخوك ؟
قال : « عليّ بن أبي طالب قيل : فمن ولدك ؟
قال : « المهدي الذي يملاَها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطّول الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب )) كمال الدين : 280، 27 .
عن سلمان الفارسي قال : دخلت على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبِّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : « أنت سيّد ابن سيّد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم .كمال الدين : 262:9 ،إعلام الورى 2 : 180.

عن جابر ابن يزيد الجعفيّ قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : لمّا أنزل الله تعالى على نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( يا أَيّهَا الَّذينَ آمَنوُا أَطيعُوا الله وَ أَطيعُوا الرّسولُ وَأُولِي الأمر مِنكُم ) النساء 59 . قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله ، فمن أُولي الأمر الذي قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام : هم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّة المسلمين بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثم عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي وكنيّي ، حجّة الله في أرضه ، وبقيّته في عباده ، ابن الحسن ابن عليّ ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان .
قال جابر : فقلت له : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : إي والذي بعثني بالنبوّة أنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب ، يا جابر : هذا من مكنون سرّ الله ومخزون علم الله فاكتمه إلاّ عن أهله .إلى آخر الخبر في كمال الدين : 253:3، وأعلام الورى 2:1

عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله تعالى أطلع على الأرض إطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار منها عليّاً فجعله إماماً ، ثم أمرني أن أتّخذه أخاً ووصياً وخليفة ووزيراً فعليّ منّي وأنا من عليّ وهو زوج ابنتي وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، ألا وإنّ الله تبارك وتعالى جعلني وإيّاهم حججاً على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدّي أُمتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة فيعلن أمر الله ويظهر دين الله ويؤيّد بنصر الله وينصر بملائكة الله ، فيملاَ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) كمال الدين

وجاء في حديث للرسول الكريم ، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبدالله ابن مسعود فقال: أحدثكم نبيكم عليه وآله السلام كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال : نعم وما سئلني عنها أحد قبلك، وإنك لأحدث القوم سنا، قال: " يكون بعدي عدة نقباء موسى(عليه السلام) ". وعن أبو كريب وأبو سعيد قالا : حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأشعث عن عامر، عن عمه، عن مسروق، قال: كنا جلوسا عند عبدالله بن مسعود يقرئنا القرآن، فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله(صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الأمة من خليفة [بعده] ؟
فقال: " ما سألنني عنها أحد منذ قدمت العراق نعم سئلنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أثنى عشر عدة نقباء بني إسرائيل . إذا كان الرسول الكريم قد حدد عدد الخلفاء الذين سيحكمون المسلمين بعده فكيف إذن يحدد الشيعة أن الرسول قد أوصى بالخلافة بعده لعلي بن أبي طالب ، وهل أئمتهم الاثنى عشر أصبحوا خلفاء على المسلمين من بعده ولهم العصمة ؟ . وفقا لما جاء في كتب العقيدة في تراث المذهب الشيعي، فان الأئمة الاثنى عشر جميعهم يتمتعون بأعلى درجات العصمة المطلقة عن الخطأ أو السهو أو النسيان ، كما أنهم رموز مقدسة لدى الشيعة تتشرف الأرض بهم ولا يتشرفون بها، لهذا فان الإمام المعصوم أينما حل في بقعة جغرافية سوف تنزل عليها بركات وخيرات السماء. فهل نزلت بركات الأئمة على أهل العراق قاتلي الأئمة ؟ .أن النبي اختار الخليفة لأنه يخلفه في الرئاسة حيث قال ( أوصى من بعدى بالمهاجرين الأولين ) وهذا ما أورده البخاري.ولقد أورد كتاب نهج البلاغة انه لما نازع معاوية الخليفة الرابع على قام الخليفة على وخطب في الناس وقال ( لقد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وذلك على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسي والسيد المرتضى انه لما طعن ابن ملجم الإمام عليا رضي الله عنه قيل له إلا توصى؟ فقال ما أوصى رسول الله ولكن إذا أراد الله بالناس خيرا استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافي للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على أن الخلافة لم يوصى بها النبي لعلى ومن بعده الأئمة الاثنى عشر وبالرغم من ذلك فان المذهب الشيعي انفرد براى أخر هو أن الخلافة في المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لان أمين الوحي جبريل نزل إلى النبي وابلغه أن يعلن أن الخلافة والإمامة من بعده محصورة في على بن أبى طالب واحد عشر إماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبي وحدد للنبي الاثنى عشر إماما. هذا ماجاء في كتاب اصل الشيعة وأصولها للإمام كاشف الغطاء ص 107 إلا أن الواقع يثبت غير ذلك في الأحاديث النبوية فقد قال الرسول ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهم )

وجاء في البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تآمرنا ؟
قال : فُوْا بِبَيعة الأول فالأول، أعطوهم حقَّهم فإنَّ الله سائلهم عما استرعاهم صحيح البخاري 2/1074. صحيح مسلم 3/1471.
صحيح ابن حبان 10/418 .

وألان نذكر لكم الأحاديث الصحيحة.
قال ابن كثير في تفسيره تحت قول القرآن : وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا بعد إيراد حديث جابر بن سمرة من رواية الشيخين واللفظ لمسلم : ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم ، بل قد وجد أربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره أنه يواطئ اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه فيملأ عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما . انتهى

روى البخاري في صحيحة في باب الاستخلاف من كتاب الأحكام عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون اثنا عشر أميراً. فقال كلمة لم أسمعها. فقال أبي : إنه قال: كلهم من قريش. والحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود. ولفظ مسلم: "إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة". وفي لفظ له: "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً". وفي لفظ له أيضا: "لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة". وفي لفظ آخر: " لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة". وفي رواية أبى داود: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة". وهذا لا علاقة له بما يدعيه الشيعة في باب الإمامة، فإن جميع من نصوا على إمامته لم تجتمع عليه الأمة ولم يكن خليفة إلا علياً والحسن رضي الله عنهما، ويلزم على قولهم أن الدين لم يكن قائماً ولا عزيزاً زمن أبى بكر وعمر وعثمان، وهذا من أبلغ المناقضة للحس والواقع، فضلا عن مناقضته للشرع القاضي بأن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم ثم الذي يليه فالذي يليه. وقد اختلف العلماء في تعيين الإثني عشر خليفة المذكورين في الحديث، وأرجح الأقوال في ذلك ما قاله القاضي عياض : "ويحتمل أن يكون المراد أن يكون" الاثنى عشر" في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة، ويؤيده قوله في بعض الطرق "كلهم تجتمع عليه الأمة" وهذا قد وجد فيمن اجتمع عليه الناس إلى اضطراب أمر بني أمية ووقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد، فاتصلت بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية فاستأصلوا أمرهم، وهذا العدد موجود صحيح إذا اعتبر. قال: وقد يحتمل وجوها أخر، والله أعلم بمراد نبيه" انتهى .

قال الحافظ ابن حجر بعد نقل كلام القاضي وكلام لابن الجوزى (وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه :

أرجحها الثالث من أوجه القاضي ، لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة "كلهم يجتمع عليه الناس" وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته، والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبى بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين، فسمي معاوية يؤمئذ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك، لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان ولما مات يزيد ولي أخوه إبراهيم فغلبه مروان، ثم ثار على مروان بنو العباس إلى أن قتل، ثم كان أول خلفاء بني العباس أبو العباس السفاح، ولم تطل مدته مع كثرة من ثار عليه، ثم ولي أخوه المنصور فطالت مدته، لكن خرج عنهم المغرب الأقصى باستيلاء (المروانيين) على الأندلس، واستمرت في أيديهم متغلبين عليها إلى أن تسموا بالخلافة بعد ذلك، وانفرط الأمر في جميع أقطار الأرض إلى أن لم يبق من الخلافة إلا الاسم في بعض البلاد، بعد أن كانوا في أيام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع أقطار الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً ويميناً مما غلب عليه المسلمون، ولا يتولى أحد في بلد من البلاد كلها الإمارة على شيء منها إلا بأمر الخليفة ، ومن نظر في أخبارهم عرف صحة ذلك فعلى هذا يكون المراد بقوله " ثم يكون الهرج" يعني القتل الناشئ عن الفتن وقوعاً فاشياً يفشو ويستمر ويزداد على مدى الأيام، وكذا كان والله المستعان ) .

وقال الحافظ أيضا : ( فالأولى أن يحمل قوله "يكون بعدي اثنا عشر خليفة" على حقيقة البعدية، فإن جميع من ولي الخلافة من الصديق إلى عمر بن عبد العزيز أربعة عشر نفساً، منهم اثنان لم تصح ولايتهما ولم تطل مدتهما وهما : معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم، والباقون اثنا عشر نفسا على الولاء كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وكان وفاة عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة، وتغيرت الأحوال بعده، وانقضى القرن الأول الذي هو خير القرون، ولا يقدح في ذلك قوله: "يجتمع عليهم الناس" لأنه يحمل على الأكثر الأغلب، لأن هذه الصفة لم تفقد منهم إلا في الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير مع صحة ولايتهما، والحكم بأن من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلا بعد تسليم الحسن وبعد قتل ابن الزبير والله أعلم. وكانت الأمور في غالب أزمنة هؤلاء الإثني عشر منتظمة وإن وجد في بعض مدتهم خلاف ذلك، فهو بالنسبة إلى الاستقامة نادر والله أعلم) انتهى كلام الحافظ، انظر فتح الباري 13/260. والله أعلم .

سؤال لك يا شيعي : هل تعتقد بأن الله يرضى عليك عندما تطرح اسئله لم تشهد على حدوثها وهي من أسباب تفرق ألامه ؟

وسؤال أخر: هل سوف تدخل الجنة عندما تعرف من هم الخلفاء الراشدين أو الخلفاء الاثنى العشر الباقين؟ أم إن الجنة بالإيمان بالله وحده وعمل الصالحات وحفظ حدوده وما دخل الخلفاء الاثنى عشر بدخول للجنة ؟ يعني أنت جالس تأتي بأشياء ليس من شروط الإسلام أشياء ليس لها هدف غير الفتنه . دع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا ، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام

رد شخصي يا شيعة : لقد سماكم اغلب أهل العلم و علمائه بالروافض أتعلمون لماذا لسببين رئيسيين:

1. لان أجدادكم رفضوا جواب الإمام علي السجاد رضي الله عنه و عن آل البيت الأشراف الأطهـار إلى يوم الدين - ارزقنا حبهم الحب الشرعي الصحيح لا كحب الروافض لهم- عندما سئل عن موقف جده أمير المؤمنين علي رضي الله عنه و أرضاه,فأجابهم بأنه كان يذكرهم دائما بالخير و يحبهم فرفضوا جوابه و ردوه عليه.

2.لأن أغلب علمائكم يحتجون بالكذب و التدليس .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 04:11 PM

1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



35سؤال: هل المطلوب حب أهل البيت فقط أم موالتهم و تطبيق أحاديثهم والتبراء من أعدائهم أيضا ؟

الجواب مع الشرح : ) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) . ( سورة البقرة.

يحدثنا القرآن الكريم في سورة الأنعام عن خليل الله إبراهيم عليه السلام و عن ذريته الأنبياء العظام عليهم السلام ومنهم إسماعيل عليه السلام ثم اختار منهم بني كنانة من خزيمة ثم اختار من ولد كنانة قريشاً ثم اختار من قريش بني هاشم ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم محمداً ، وكذلك اختار أصحابه من جملة العالمين واختار منهم السابقين الأولين واختار منهم أهل بدر وأهل بيعة الرضوان واختار لهم من الدين أكمله ومن الشرائع أفضلها ومن الأخلاق أزكاها وأطيبها وأطهرها ؛ واختار أمته - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأمم . ومن لوازم محبة رسوله محبة صحابته وأهل بيته .

فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبهم ويوصي المسلمين بمحبتهم واحترامهم وحفظ حقوقهم وقد عمل بوصيته التابعون ومن بعدهم من العلماء والمؤمنين ؛ فمحبة الصحابة وأهل البيت واجبة على كل مسلم .

وإنا في زمن كثر فيه المدعون لمحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , حتى صار الناس على ثلاثة أقسام : طرفان ووسط, وكذلك أهل البيت قد جفاهم كثير من الناس وغلا فيهم آخرون وتوسط فيهم قلة قليلة من المسلمين ولقد خفي على كثير من الناس رأي أهل السنة والجماعة في أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد أحببت بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة من أقوال كبار الأئمة والعلماء ومن كتب العقيدة التي تضمنت التصريح بأن حبهم من صلب عقيدتنا , حتى تتضح عقيدة أهل السنة الصحيحة في القرابة رضي الله عنهم , ويعلم الرافضة أنهم ضلوا الطريق السوي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله - صلى الله عليه وسلم - (أذكركم الله في أهل بيتي ) : [ وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكر ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم والامتناع عن ظلمهم . ] [1] أهـ.
وقال العلامة محمد صديق حسن خان رحمه الله في هذا السياق : [ والمراد بالتذكير فيهم حفظ رتبتهم في الإسلام وتعظيمهم وحبهم في الدين وصون عظيم عزهم في الأمة وتقديمهم على غيرهم في المجلس والكلام والخطاب والمشي والقعود والقيام وبذل الأموال لهم ونصرتهم في مقابلة أعدائهم والتمسك بهم إن كانوا أهل العلم والتقوى[2] ] أهـ .

ويقول أيضاً : [ وهذه المحبة لهم واجبة متحتمة على كل فرد من أفراد الأمة ، ومن حُرِمها فقد حُرم خيراً كثيراً ، ولكن لابد فيها من لفظ الإفراط والتفريط ، فإن قوماً غلوا فيها فهلكوا ، وفرّط فيها قوم فهلكوا ، وإنما الحق بين العافي والجافي ، والغالي والخالي ] [3] .

ويقول أيضاً : [ موقف السلف تجاه أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - موقف الإنصاف والاعتدال ، وهو الحق الحقيق بالاتباع ، فهم بين الجافي والغالي ، وهو الصواب البحت ، لتوسطه بين جانبي الإفراط والتفريط . وأهل السنة أسعد الناس بموالاة أهل البيت ، يعرفون فيهم وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإحسان إليهم ، ويعتبرون محبتهم واجبة محتمة على كل فرد من أفراد الأمة ] [4].
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب : [ لآله - صلى الله عليه وسلم - على الأمة حق لا يشركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة مالا يستحق سائر قريش ، وقريش يستحقون من ذلك ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم ، على هذا دلت النصوص ، وتفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد ،كالقرن الأول على الثاني ، والثاني على الثالث وأما نفس ترتيب الثواب والعقاب على القرابة ، ومدح الله للمعين وكرامته عنده ، فهذا لا يؤثر فيه النسب ، وهذا لا ينافي ما ذكرنا قبله ،

كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( الناس معادن ) [5] فالأرض إذا كان فيها معدن ذهب ومعدن فضة ، فالأول خير ، لأنه مظنة وجود أفضل الأمرين ، فإن تعطل ولم يخرج ذهباً ، كان ما يخرج الفضة أفضل منه ، ولهذا ، كان في بني هاشم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يماثله أحد في قريش ، وفي قريش الخلفاء وغيرهم ما لا نظير له في العرب ، وفي العرب من السابقين الأولين ما لا نظير له في سائر الأجناس .. فالأصل المعتبر هو الإيمان والتقوى ، دون من ألغى فضيلة الأنساب مطلقاً ، ودون من ظن أن الله مفضل الإنسان بنسبه على من هو مثله في التقوى[6] ، وكلا القولين خطأ ، وهما متقابلان ، فالفضل بالنسب للمظنة والسبب بالتقوى لليقين والتحقيق والغاية ، فالأول سبب وعلامة ، والثاني يفضل به ، لأنه تحقيق وغاية ، والثواب يقع على هذا ، لأن الحقيقة قد وجدت ، فلم يعلق الحكم بالمظنة ، ولأن الله يعلم الأشياء على ما هي عليه ، ولهذا كان رضي الله عن السابقين أفضل من الصلاة على آل محمد - صلى الله عليه وسلم - ، لأن الأول إخبــار بما حصل ، والثاني سؤال ما لم يحصل ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أخبر الله تعالى أنه يصلي عليه وملائكته ، فالفضيلة بنوع لا يستلزم الأفضلية مطلقاً ، ولهذا كان في الأغنياء من هو أفضل من جمهور الفقراء ] [7] .

ولما كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحفظون لآل البيت قدرهم، فقد كان آل البيت أيضاً يعرفون منزلة إخوانهم من الصحابة، ويقدرون صاحب الفضل منهم رضي الله عن الجميع ويكفي الشاهد التالي :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي فقال : رحمك الله ، إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك ، لأني كثيراً ما كنت أسمع رسول الله يقول : كنتُ وأبو بكر وعمر، وفعلتُ وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفتّ فإذا علي بن أبي طالب ) [8] .

فهذا هو علي رضي الله عنه الذي يرفعه الرافضة فوق منزلته، ويزعمون ظلم الصحابة له وسلبهم حقوقه ، إنه رضي الله عنه يرد عليهم بفعله وقوله .

ورحم الله الشافعي حيث قال :
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفا كم من عظيم الـقدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له [9]
والعجيب أن الناس قد انقسموا تجاه هذا البيت الكريم إلى أصناف ثلاثة وبيان ذلك:
الصنف الأول : مُفَرِّطون في حقهم ، وهم الجفاة فيهم ، البغاة عليهم .

الصنف الثاني : مُفْرِطون في حبهم ، متجاوزون الحد الشرعي فيه ، وهم الغلاة فيهم أن الذين يحبون أهل البيت هم من يسمون بالشيعة الرافضة مع أن أهل البيت من أهل السنة أكثر منهم في الشيعة وكل الناس عاميهم وعالمهم وكبيرهم وصغيرهم يكنون لأهل البيت المودة والاحترام والتقدير ويقدمونهم في المجالس كل ذلك محبة منهم لهم لأنهم أهل بيت النبوة .
الصنف الثالث : معتدلون منصفون ، مفارقون طريقة الصنفين ( الغالين والجافين ( وهم الواسطة بينهما .
والمقصد من هذه الرسالة هو بيان أن أهل السنة والجماعة هم الأمة الوسط في هذا الباب أيضاً كما كانوا وسطاً في سائر الأبواب .

هذا الموضوع وهو موقف أهل السنة من أهل البيت من الموضوعات المهمة الشريفة التي اهتم بها العلماء قديماً وحديثاً بل سطرت بها كتب العقائد ولاشك أنّ ذلك دليل واضح على أهميته فقد نص عليه في الكثير من كتب العقائد مثل الطحاوي في الطحاوية وابن تيمية في الواسطية والبربهاري في شرح السنة والآجري في الشريعة وغيرهم كثير بل أفردت له أبواب كاملة في كثير من كتب أهل السنة ككتاب جلاء الأفهام لابن القيم والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي وغيرها وكتب كاملة خصصت لفضائل أهل البيت خاصة من دون الناس مثل ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للمحب الطبري ، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف للسخاوي ، وجواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب العلي لنور الدين السمهودي وغيرها فضلاً عن الكتب والمؤلفات الحديثة التي ألفت في هذا الموضوع ككتاب العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط لسليمان السحيمي وفضل أهل البيت لعبد المحسن العباد ناهيك عن المقالات الكثيرة والبحوث المتنوعة التي تعرضت لهذا الموضوع .

إن مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة هي المكانة العظمى والمنزلة الأسمى وكان أصحاب رسول الله ، يحبونهم ويقدرونهم تبعاً لحبهم رسول الله ، ولم تكن علاقة الصحابة بالقرابة إلا علاقة المودة والمحبة وقد سبق نقل تلك المواقف والنقولات عنهم مثل قول أبي بكر ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ، أحب إلي من قرابتي ) وقول عمر للعباس (لإسلامك أحب إلي من إسلام الخطاب ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : وضع عمر على سريره , فتكنفه الناس ينعون ويصلون قبل أن يرفع – وأنا فيهم- فلم يرعني إلا رجل أخذ منكبي , فإذا علي بن أبي طالب , فترحم على عمر وقال : ( ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك . وايم الله ! إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك , وحسبت أني كثيرا أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر , ودخلت أنا وأبو بكر وعمر , وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ) [10]
وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال قلت لأبي- يعني عليا رضي الله عنه- : أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟
قال أبو بكر قلت ثم من ؟
قال : ثم عمر , وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت , قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين ) [11 ].

وغيرها هذا عندنا أهل السنة وفي كتبنا بل حتى كتب الشيعة أنفسهم طافحة بتلك المواقف والنقولات التي تبين بجلاء لكل منصف أن العلاقة بين القوم كانت صافية ولم تكدرها تلك الترهات التاريخية التي لفقها بعضهم عنهم وهاكم بعض هذه النقولات :
فقد روى ألمجلسي عن الطوسي رواية وموثوقة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه : [ أوصيكم في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تسبوهم فإنهم أصحاب نبيكم , وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئا , ولم يوقروا صاحب بدعة , نعم أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هؤلاء ] [12] أهـ
وقال فقيه أهل البيت وابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : [ إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - بصحابة آثروه على الأنفس والأموال , وبذلوا النفوس دونه في كل حال , وصفهم الله في كتابه فقال: )رحماء بينهم( الفتح : 40 : قاموا بمعالم الدين , وناصحوا الاجتهاد للمسلمين , حتى تهذبت طرقه ، وقوية أسبابه , وظهرت آلاء الله , واستقر دينه, ووضحت أعلامه , وأذل بهم الشرك , وأزال رؤوسه ومحا دعائمه وصارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ][13].
وقال ابن عباس وهو يذكر الصديق: ( رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً، وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً)[14] .
ويقول الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند الشيعة، والذي أوجب الله أتباعه عليهم حسب زعمهم - يقول - وينسبه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال - : ( إن أبا بكر مني بمنزلة السمع) [15].

وكان الحسن يوقر أبا بكر وعمر كثيرًا ، إلى حد أنه جعل من أحد الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما لما تنازل له ( أنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب الله وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين) [16] .
وأما الإمام الرابع للشيعة : علي بن الحسين بن علي، فقد روي عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم ] المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون [ ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم ] الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: ] يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا [، اخرجوا عني، فعل الله بكم) [17] .
وأما ابن زين العابدين محمد بن على بن الحسين الملقب بالباقر - الإمام الخامس المعصوم عند الشيعة - فسئل عن حلية السيف كما رواه علي بن عيسى الأربلي في كتابه (كشف الغمة ) [18] :
[عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف ؟ فقال : لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق ؟ فوثب وثبة ، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة ] .
ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في تفسيره ( البرهان ) عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وأنظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله ؟ قال: نعم ! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنت الصديق ) [19].

وقال أبو السائب القاضي [20] كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان [21] وكان يلبس الصوف , ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , ويوجه في كل سنة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام [22] يفرق على سائر ولد الصحابة , وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة , فقال ياغلام اضرب عنقه , فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا , فقال معاذ الله , هذا رجل طعن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى : ) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ( النور : 26 .

فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي - صلى الله عليه وسلم - خبيث , فهو كافر , فاضربوا عنقه , فضربوا عنقه وأنا حاضر [23]).[24] أهـ .

بل لم يكن خلاف بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبين أهل البيت في مسألة خلافة النبي وإمارة المؤمنين وإمامة المسلمين، وأن أهل البيت بايعوه كما بايعه غيرهم، وساروا في مركبه، ومشوا في موكبه، وقاسموه هموم المسلمين وآلامهم، وشاركوه في صلاح الأمة وفلاحها، وكان علي رضي الله عنه أحد المستشارين المقربين إليه، يشترك في قضايا الدولة وأمور الناس، ويشير عليه بالأنفع والأصلح حسب فهمه ورأيه. ويتبادل به الأفكار والآراء، لا يمنعه مانع ولا يعوقه عائق، يصلي خلفه، ويعمل بأوامره، ويقضي بقضاياه، ويستدل بأحكامه ويستند، ثم ويسمي أبناءه بأسمائه حباً له وتيمناً باسمه وتودداً إليه.
وفوق ذلك كله يصاهر أهل البيت به وبأولاده، ويتزوجون منهم ويزوجون بهم، ويتبادلون ما بينهم التحف والصلات، ويجري بينهم من المعاملات ما يجري بين الأقرباء المتحابين والأحباء المتقاربين ، وكل ذلك مما روته كتب الشيعة – ولله الحمد - .

فقد استدل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على صحة خلافته وانعقادها كما يذكر وهو يردّ على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أمير الشام بقوله : ( إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى) [25] .
وقال: ( إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار) [26].
وهذا النص واضح في معناه، لا غموض فيه ولا إشكال بأن الإمامة والخلافة تنعقد باتفاق المسلمين واجتماعهم على شخص، وخاصة في العصر الأول باجتماع الأنصار والمهاجرين، فإنهم اجتمعوا على أبي بكر وعمر، فلم يبق للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، كما ذكرنا قريباً روايتين عن علي بن أبى طالب في الغارات للثقفي بأن الناس انثالوا على أبي بكر، وأجفلوا إليه، فلم يكن إلا أن يقر ويعترف بخلافته وإمامته.

وهناك رواية أخرى في غير [ الغارات ] تقر بهذا عن علي أنه قال وهو يذكر أمر الخلافة والإمامة : (رضينا عن الله قضائه، وسلمنا لله أمره .. فنظرت في أمري فإذا طاعتي سبقت بيعتي إذ الميثاق في عنقي لغيري) [27].
ولما رأى ذلك تقدم إلى الصديق، وبايعه كما بايعه المهاجرون والأنصار، والكلام من فيه وهو يومئذ أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ولا يتقي الناس، ولا يظهر إلا ما يبطنه لعدم دواعي التقية حسب أوهام القوم، وهو يذكر الأحداث الماضية فيقول: ( فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر، فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث .. فتولى أبو بكر تلك الأمور وسدد ويسر وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً، وأطعته فيما أطاع الله جاهداً ) [28].

ولأجل ذلك رد على أبي سفيان والعباس حينما عرضا عليه الخلافة لأنه لا حق له بعد ما انعقدت للصديق .
وكتب إلى أمير الشام معاوية بن أبى سفيان : (وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت ، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله، وجزاهم الله بأحسن ما عملا) [29]. [30]

يقول الإمام محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله : ومن أحسن ما صنف في هذا كتاب الدارقطني في ( ثناء الصحابة على القرابة وثناء القرابة على الصحابة) وذكر الحافظ العلامة ابن تيمية : أن الذي روى ما يناقض ذلك (يهودي) أظهر الإسلام لتقبل أكاذيبه , ثم وضع تلك الأكاذيب وبثها في الناس [31]).
وقال الشوكاني رحمه الله : (فإنها لما خفيت على غالب أهل الزمان مذاهب أئمة الآل , وجهلت مصنفاتهم تقطع في الرحلة إلى مثلها أكباد الإبل , فلم يبق بأيدي أهل عصرنا من أتباعهم إلا القيل والقال , فلا تكاد ترى إلا رجلا قد رغب من جميع أصناف العلوم وهجر بخسَّة همته ودناءة نفسه الاشتغال بمنطوقها والمفهوم , أو آخر قد هجر من علوم العترة المطهرة الحديث والقديم , واشتغل بعض الاشتغال بعلوم غيرهم , فلم يفرق بين الصحيح والسقيم , أو رجلا ينتحل أتباعهم والانتساب إلى مذاهبهم , ولكنه قد قنع من البحر المتدفق بقطرة , وقصر همه على بالاشتغال بمختصرٍ من مختصرات لديهم , فلم يحظ من غيره بنظرة , فحصل بسبب ذلك الخبط والخلط من الجم الغفير , ونسب إلى أهل البيت من المسائل ما يخالفه قول كبيرهِم والصغير

وكان من جملة ذلك تعظيم القرابة للصحابة , فإن كثيرا من العاطلين عن العلوم , يتجارى على ثلب أعراض جماعة من أكابر خير القرون , فإذا عوتب في ذلك قال : هذا مذهب أهل البيت ! . وذلك فرية عليهم , صانهم الله عنها , فإنهم عند من له أدنى إلمام بمذاهبهم مبرؤون عن هذه الخصلة الشنيعة ) ثم ذكر الشوكاني إجماع أهل البيت من اثني عشر طريقاً على فضل الصحابة وتحريم سبهم . وقال المنصور بالله عبد الله بن حمزة في رسالته في جواب المسألة التهامية –بعد أن ذكر تحريم سب الصحابة – ما لفظه: وهذا ما يقضي به علم آبائنا إلى علي عليه السلام ثم قال فيها ما لفظه : وفي هذه الجهة من يرى محض الولاء سب الصحابة رضي الله عنهم والبراءة منهم , فيتبرأ من محمد - صلى الله عليه وسلم - من حيث لا يعلم :

فإن كنت لا أرمي وترمي كنانتي تصيب جانحات النبل كشحي ومنكبي
وللإمام يحي بن حمزة بن الحسين رحمه الله رسالة بعنوان (الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين ) .
وقال الإمام يحي بن الحسين بن القاسم في [ الإيضاح ].. وعرف أقوال أئمة العلم الهداة علم من ذلك بالضرورة التي لا تنتفي بشك ولا بشبهة : لإجماع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة ، لتواتر ذلك عنهم , والعلم به , فما خالف ما علم ضرورة لا يعمل به... وروى الإمام المؤيد[32] بالله أحمد بن الحسين الهاروني عن جميع آبائه من أئمة الآل تحريم سب الصحابة .

وختاماً لهذا البحث المتواضع الذي حرصت فيه على جمع أكبر قدر ممكن الاحاديث والكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع وإن كانت كثيرة وإني لأرجو أن أكون قد وصلت إلى بعض غايتي ألا وهي إيضاح موقف أهل السنة والجماعة الوسط في هذه القضية الشائكة التي هلكت فيها سائر الطوائف ونجا أهل السنة بحمد الله وتوفيقه ثم باقتدائهم بسلف الأمة وبترسمهم خطاهم ومنهجهم فأهل السنة والجماعة هم أسعد الناس بوصية رسول الله ، فهم لم يكرهوهم أو يبغضوهم ولم يرفعوهم فوق قدرهم وهم في الأمرين كليهما ممتثلين لوصية رسول الله ..


1. منهاج السنة لابن تيمية 7/318 .
2. الدين الخالص لمحمد صديق خان 3/509 .
3. نفس المصدر 3 / 351 .
4. نفس المصدر 3 / 351 ، 357 .
5. واه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب (باب قول الله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) وقوله ( إن إبراهيم كان أمة قانتا ) وقوله ( إن إبراهيم لأواه حليم )) (3/1224) ( 3175) وباب ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ) إلى قوله ( ونحن له مسلمون ) (3/1235) (3194) ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب خيار الناس (16/295) (6401) وهذا لفظ البخاري .
6.
7. مؤلفات الشيخ - ملحق المصنفات- (74) ص51-52 .
8. رواه البخاري كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي e (لو كنت متخذاً خليلاً ) (3677) وباب مناقب عمر (3685) ، ومسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر (15/154) (6137) .
9.القول البديع ( 144 ) للسخاوي ونسبه لمحمد بن يوسف الشافعي .
10. سبق تخريجه .
11. رواه البخاري كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي (لو كنت متخذاً خليلاً) (3/1342) (3468) .
12. حياة القلوب للمجلسي 2/621 والمجلسي هو الملا محمد بقر بن محمد تقي المجلسي ولد سنة 1037 ومات سنة 1110هـ كما في كتاب الشيعة وأهل البيت لإحسان إلهي ظهير ص 40-41 .
13. مروج الذهب 3/52-53 ط دار الأندلس كما في المصدر السابق .
14. ناسخ التواريخ ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران .
15.عيون الأخبار ج1 ص313، أيضاً كتاب معاني الأخبار ص110 ط إيران .
16. منتهى الآمال ص212 ج2 ط إيران .
17. كشف الغمة للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران .
18. كشف الغمة ج2 ص147 . البرهان 2 / 125 .
19. هو القاضي أبو السائب عتبة بن عبيد الله الهمداني (ت 351هـ) عني بفهم القرآن وكتب الحديث والفقه ترجمته في تاريخ بغداد 12/320 .
20. هو الأمير الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد ين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ظهر سنة (250) وكثر جيشه واستولى على طبرستان وتلك الناحية , واستفحل أمره , وهزم جيوش الخلفاء , ثم استولى على الري وامتدت حياته حتى توفي سنة(270هـ) في طبرستان انظر تاريخ الطبري 9/271-276.
21. مدينة السلام هي بغداد يقال إن سبب تسميتها أن دجلة يقال لها وادي السلام .معجم البلدان 7/419 .
22. رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (7/1268).
23. نقلا عن الصارم المسلول على شتم الرسولe 3/1052-1053 .بتحقيق محمد الحلواني ومحمد شودري
24. نهج البلاغة ص366، 367 ط بيروت بتحقيق صبحي صالح .
25. ناسخ التواريخ ( 3/2 ).
26. نهج البلاغة ص81 خطبة 37 ط بيروت بتحقيق صبحي صالح .
27. منار الهدى لعلي البحراني الشيعي ص373، أيضاً ناسخ التواريخ ج3 ص532 .
28. ابن ميثم شرح نهج البلاغة ط إيران ص488 .
29.انظر كتاب العلاقة الحميمة بين الصحابة وآل البيت لسليمان الخراشي وكتاب الشيعة وأهل البيت لإحسان إلهي ظهير .
30.العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم لابن الوزير 1/182.
31.والمؤيد هو أحمد بن الحسين بن هارون الأقطع , من أبناء زيد بن الحسن العلوي الطالبي القرشي أبو الحسن إمام زيدي , من أهل طبرستان . مولده بها في آمل سنة 332ووفاته سنة 411 هـ الأعلام 1/116 وذكر أن له ترجمة في أعيان الشيعة 8/305 والدر الفريد 37 وإتحاف المسترشدين 48
32. بتصرف واختصار من كتاب (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البت في صحب النبي ) للإمام الشوكاني .وهو مطبوع مع مجموعة رسائل الشوكاني في الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني (2/825 – 877) جمع محمد صبحي حلاق ط مكتبة الجيل الجديد . صنعاء . الأولى 1423هـ..
والله أعلم .. منقول للفائدة


---------------------------

36سؤال : هل تستطيع أن تتبرئ من كل ظالم ظلم حق أهل بيت الرسول ؟

الجواب مع الشرح : حينما تسأل أحد الشيعة لماذا تكره أبــا بكر وعمر وعثمان وعائشة يقولون ظلموا أهل البيت وأنهم سلبوا آل البيت حقهم وظلموهم أو حتى عذبوهم .ونحن نقول أن العدو يكره عدوه وحينما نقول أن الصحابة قد عادوا القرابة - آل البيت - فحتماً أنه ستكون هناك ردود أفعال وهذه بعضاً منها : انعدام المصاهرة وهذا شيء بديهي بين كل إنسان وعدوه .عدم تسمية الأبناء على اسم الأعداء وهذا شيء معروف وطبيعي بين كل إنسان وعدوه .ولكن هل يعلم الشيعة أن : آل البيت قد سموا الكثير من أبنائهم بأسماء الخلفاء الراشدين . الأمر الذي ينفي بالدليل التاريخي القاطع ما يثار اليوم من العداوة والبغضاء بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل البيت الأطهار إذن لنري الحقيقة أين هو الظلم الذي يتحدث عنه علماء الرافضة الشيعة ؟ .
وبعد:

أبو بكر رضي الله عنه :
أنه اسم أبو بكر الصديق واسمه عبد الله وهو خليفة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ولا يشك عاقل أن من يسمي ولده باسم أبي بكر أو حتى يكني نفسه بهذه الكنية فهو يتولى ويحب الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبو بكر الصديق.وممن اسمه أبو بكر:
أبو بكر بن علي بن أبي طالب: قتل مع الحسين في كربلاء، وأمه ليلي بنت مسعود النهشلية، ذكره: الإرشاد للمفيد ص 248 – 186، تاريخ اليعقوبي في أولاد علي، ومنتهى الآمال للشيخ عباس القمي 1/261 وذكر أن اسمه محمداً وكنيته أبو بكر قال: و ( محمد يكنى بأبي بكر.. ) 1/544، وبحار الأنوار للمجلسي 42/120. أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب : قتل مع عمه الحسين في كربلاء، ذكره: الشيخ المفيد في قتلى كربلاء في الإرشاد 248، وتاريخ اليعقوبي في أولاد الحسن، ومنتهى الآمال لعباس القمي 1/544 في استشهاد فتيان بني هاشم في كربلاء.
أبو بكر علي زين العابدين: كنية علي زين العابدين بن الحسين هي أبو بكر وذكر ذلك العديد من علماء الشيعة الإمامية، راجع الأنوار النعمانية للجزائري.

أبو بكر علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق : كانت كنية علي الرضا أبو بكر ذكر ذلك: النوري الطبرسي في كتابه النجم الثاقب في ألقاب وأسماء الحجة الغائب قال :( 14- أبو بكر وهي إحدى كُنى الإمام الرضا كما ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين.
أبو بكر محمد المهدي المنتظر بن الحسن العسكري: إحدى أسماء المهدي المنتظر الذي يعتقد الشيعة بولادته قبل أكثر من 1100 عام أبو بكر، ذكر ذلك النوري الطبرسي في الكتاب السابق ذكره وراجع اللقب رقم ( 14) .قُلتُ تُرى لماذا يُكنى أو ويلقب المهدي المنتظر لدى الشيعة الإمامية بأبي بكر ؟!
أبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: ذكره صاحب أنساب الأشراف ص 68 قال: ( ولد عبد الله بن جعفر. . . وأبا بكر قُتِلَ مع الحسين وأمهم الخوصاء من ربيعة. . )، وذكره خليفة بن خياط في تاريخه ص 240 في تسمية من قُتِلَ يوم الحرة من بني هاشم .

عمر رضي الله عنه:
لا شك أن من أشهر الصحابة الذين تسموا بـ عمر عمر بن الخطاب ومن يسمي بهذا الاسم إنما يريد التيمن بعمر بن الخطاب. وممن اسمه عمر :
عمر بن الأطرف بن علي بن أبي طالب : أمه أم حبيب الصهباء التغلبية من سبي الردة، راجع: سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري الشيعي ص 123 في نسب عمر الأطرف، ومنتهى الآمال لعباس القمي 1/261 قال : (عمر ورقية الكبرى التوأمان ) وبحار الأنوار للمجلسي 42/120.
عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب : أمة أم ولد استشهد مع عمه الحسين في كربلاء، راجع: عمدة الطالب لابن عنبه هامش ص 116، تاريخ اليعقوبي ص 228 في أولاد الحسن.وقال اليعقوبي في تاريخه ( وكان للحسن ثمانية ذكور وهم .. وزيد .. وعمر والقاسم وأبو بكر وعبد الرحمن لأمهاتٍ شتى وطلحة وعبد الله ) .
عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين: أمة أم ولد ولقب بـ الأشرف، لأن عمر الملقب بـ الأطرف، وهو عمر بن علي بن أبي طالب، راجع : الإرشاد للمفيد ص 261، عمدة الطالب لابن عنبه ص 223، ولقب بالأشرف لأنه من حسيني وحسنية أما عمر الأطرف أخذ بطرف واحد هو الأب علي بن أبي طالب.
عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : ذكر اسمه محمد الأعلمي الحائري في تراجم أعلام النساء تحت ذكر اسم بنت الحسن بن عبيد الله بن جعفر الطيار.. ص 359.
عمر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق : ذكره ابن الخشاب في أولاد موسى الكاظم. قال ابن الخشاب: ( عشرون ابناً زاد فيهم عمراً وعقيلاً وثماني عشرةَ بنتاً ) راجع : تواريخ النبي والآل لمحمد تقي التستري .

عثمان رضي الله عنه:
الخليفة الثالث عثمان بن عفان ذو النورين زوج ابنتي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ رقية وأم كلثوم المقتول شهيداً. وممن اسمه عثمان :
عثمان بن علي بن أبي طالب: قُتِلَ مع الحسين في كربلاء وأمة أم البنين بنت حزام الوحيدية ثم الكلابية، راجع الإرشاد للمفيد ص186 – 428، أعيان النساء للشيخ محمد رضا الحكيمي ص 51، تاريخ اليعقوبي في أولاد علي، منتهى الآمال 1/544، التستري في تواريخ النبي والآل ص115 في أولاد أمير المؤمنين. عثمان بن عقيل بن أبي طالب: ذكره البلاذري في أنساب الأشراف ص70 قال : ( ولد عقيل مسلماً .. وعثمان ) .


والله أعلم


ملاحظة : لمن يريد الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 04:13 PM

تكمله ...


عائشة رضي الله عنها :
عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ والملاحظ أن هناك من أهل البيت ولد له بنين وبنت واحدة فسمى البنت عائشة. تُرى لماذا هذه الرغبة الشديدة في التسمية باسم عائشة رضوان الله عليها !؟
فليجب علماء الشيعة الإمامية إن كان لديهم جواب !

والله يلهمنا الصواب.وممن اسمهن عائشة:
عائشة بنت موسى الكاظم بن جعفر الصادق: هي من بنات موسى الكاظم وذكر ذلك الكثير من علماء الشيعة أنفسهم بما فيهم الشيخ المفيد نفسه في الإرشاد ص 303، وعمدة الطالب لابن عنبه هامش ص 266، والأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري 1/380.قُلتُ: ودليل شدة محبة أهل البيت لأم المؤمنين عائشة أن موسى الكاظم له من الولد سبعه وثلاثون ذكراً وأنثى واحدة سماها عائشة. قال في الأنوار النعمانية 1/380 ( وأما عدد أولاده فهم سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى: الإمام علي الرضا ..وعائش) .وإن كان هناك خلاف في عدد أولاده لكن الذي لا خلاف فيه أن له ابنة اسمها: عائشة، قال أبو نصر البخاري ( ولد موسى من ثمانية عشر ابناً واثنتين وعشرين بنتاً ) سر السلسلة العلوية ص 53. وأورد التستري في تواريخ النبي والآل سبع عشرة بنتاً هًن ( فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى ورقية ورقية الصغرى وحكيمة وأم أبيها وأم كلثوم وأم سلمة وأم جعفر ولبانة وعلية وآمنة وحسنة وبريهة وعائشة وزينب وخديجة ) تواريخ النبي والآل 125 – 126.

عائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق: قال العمري في المجدي: (( ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق يقال له الخواري ، وهو لأم ولد ثماني نسوة وهي: حسنة وعباسة و عائشة وفاطمة الكبرى وفاطمة ( أي الصغرى ) وأسماء وزينب وأم جعفر... )) سر السلسلة العلوية ص 63 الهامش الذي كتبه المحقق.
عائشة بنت علي الرضا بن موسى الكاظم : ذكرها ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت قال: ولد الرضا خمسة بنين وابنة واحدة هم محمد القانع والحسن وجعفر وإبراهيم والحسين، والبنت اسمها عائشة. تواريخ النبي والآل ص 128.

عائشة بنت علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا: ذكرها الشيخ المفيد في الإرشاد ص 334 قال : ( وخلف من الولد أبا محمد الحسن ابنه هو الإمام من بعده والحسين ومحمد وجعفر وابنته عائشة ) .
طلحة رضي الله عنه: وممن تسموا باسم طلحة :
طلحة بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ذكره اليعقوبي في تاريخه في أولاد الحسن ص 228، والتستري في تواريخ النبي والآل ص 120.

معاوية رضي الله عنه: وممن تسموا باسم معاوية :
معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: هو أحد أولاد عبد الله سماه باسم معاوية بن أبي سفيان ولمعاوية هذا عقب راجع: أنساب الأشراف ص60 – 68، وعمدة الطالب لابن عنبه ص 56.
ومن خلال ما سبق يمكن لنا أن نبدأ في دعوة عامة الشيعة لأن الكثير منهم يجهل ذلك ومن يعلم منهم ذلك فقد فسروا له ذلك بأسباب لا تدخل عقل عاقل .سؤال للشيعة : ماهو المصدر الذي أخذ منه القوم عقيدة لعن عمر أبن الخطاب وتكفيره والتبرؤ منه.. ؟

إن أتباع العقيدة الشيعية يصيحون على مدار الساعة بمقولة أنهم لا يأخذون دينهم وعقائدهم إلا من آل بيت رسول الله، فهم يقولون بأن مصدر عقيدة لعن عمر أبن الخطاب وتكفيره والتبرؤ منه هو آل البيت، إلا أن علمائهم قد سجلوا اعترافات وشهادات موثقة بأنهم جلبوا لأتباعهم هذه العقيدة من دين غير دين الإسلام. و ماهو الدليل على أن علمائنا قد اعترفوا بأنهم جلبوا هذه العقيدة من دين غير دين الإسلام ؟
أما الدليل فهو أن البحث والتحقيق قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يوجد في كل كتب علماء الشيعة القدماء والمعاصرون ولا رواية واحدة صحيحة معتمدة وموثوقة صرح فيها علي أبن أبي طالب بأن عمر أبن الخطاب كافر وأن لعنه والتبرؤ منه واجب يأمر به الله ورسوله كما يفعل الآن أتباع هذه الطائفة.وما يعزز من قوة هذا الدليل هو أنه لو كانت هذه الرواية الصحيحة موجودة لكان علمائهم من أحرص من على الأرض في الإعلان عنها لأتباعهم ليثبتوا لهم وللمسلمين مشروعية لعن عمر وتكفيره، على اعتبار أن مصدر هذه العقيدة هم آل بيت رسول الله.

وإذا كان علماء الطائفة قد اعترفوا بأنه ليس هناك أي وجود لهذه الرواية في جميع كتبهم، فإنهم بذلك يكونون قد شهدوا علنا بأنهم جلبوا لأتباعهم عقيدة لعن عمر أبن الخطاب وتكفيره والتبرؤ منه من دين غير دين الإسلام . وقد يتحجج بعض أتباع الطائفة بدعائهم الذي أسموه "زيارة عاشوراء" ودعائهم الذي أسموه "دعاء صنمي قريش" على أنه دليل على لعن علي أبن أبي طالب لعمر أبن الخطاب، إلا أن الحقيقة هي أن كل أدعيتهم هذه ومعها روايات أخرى نسبوها إلى من أسموهم أئمتهم هي كلها نصوص مقطوعة مجهولة المصدر لا سند لها وليس فيها حتى رائحة دليل علمي يثبت اتصالها بعلي أبن أبي طالب، فضلا عن أن حدة ألفاظها تتناقض مع ما يعرفه المسلمون من سمو أخلاق علي أبن أبي طالب ربيب بيت النبوة وشدة ورعه وخوفه من الله، وامتناعه عن أن يستنزل اللعنات على خلق الله حتى وإن ثبت لديه كفرهم، مستهديا بذلك بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه مع المشركين والمنافقين .

وسؤال بسيط نرجو أن تجيبونا عليه : ..هل لعن علي أبن أبي طالب عمر أبن الخطاب وكفره .. ؟ إن قلت : " نعم .. فعل ذلك .." فقد لزمك أن تطلعنا على رواية صحيحة من كتب علمائك فيها أن علي أبن أبي طالب لعن عمر أبن الخطاب وكفره وتبرأ منه.أما إن قلت: " لا .. علي لم يفعل ذلك .. فقد لزمك أن تعترف بأن عقيدة لعن عمر أبن الخطاب وتكفيره جلبها لك علمائك من دين غير دين الإسلام .فهل لعن علي أبن أبي طالب عمر أبن الخطاب وكفره أم لا...؟


يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 04:23 PM

1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

37
سؤال :ألم يسجد الرسول على التراب وما نبت من الأرض قبل أن يبنى المسجد ويفرش بالسجاد كما يسجدون الشيعة على التراب ؟

الجواب مع الشرح : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فنقول : قد ذكرنا الأحاديث الصحيحة الدالة على جواز السجود على الفراش ونحوه مما يوضع على الأرض، وهذا مما حصل عليه الاتفاق بين أهل العلم ، وإنما اختلفوا في جواز السجود على ما يتحرك بحركة المصلي مما هو محمول له، فأجازه الجمهور ومنعه الشافعية .
وأما القول بأنه لا يجوز السجود إلا على الأرض أو ما هو نابت منها من غير المأكول والملبوس فلا دليل عليه ولا قائل به من العلماء المعتبرين، ولا بد أن نقول هنا بأن السلف أعلم منا وأفهم لأدلة الكتاب والسنة وأحرص على العمل بهما ، فلانأت بقول لم نسبق إليه، فقد قال أحمد لأحد تلاميذه : إياك أن تقول قولاً ليس لك فيه سلف، وهو محمول على ما تكلموا فيه لا ما استجد من المسائل كما نص عليه الأسنوي، ولا يصح رد الأحاديث الصحيحة التي استدلوا بها على جواز السجود على الفرش دون أن يكون القائم بذلك أهلا للكلام.
وهناك من الأحاديث التي بها لفظ فراش ، من رواتها عروة بن الزبير والذي توفي عام 94 للهجرة أي أنه لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم قط ، فكيف له أن يروي عن عائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ إذن فالرواية ساقطة أساساً ولا يصح الاستدلال بها أو إيرادها. أهــ
قول خاطئ تماماً فقد قررت فيه عدم صحة رواية عروة بن الزبير عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأنه لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم . ونقول: متى كان شرطاً في التابعي أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم لتصح روايته عن الصحابي، ولو قلنا بذلك لم يصح حديث، وهذا من أبطل الباطل، وإذا بطل ذلك فالرواية التي استندنا إليها في صحة السجود على الفرش صحيحة، ووجه الدلالة أن عائشة رضي الله عنها كانت معترضة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كما توضع الجنازة أمام المصلي، فإذا سجد غمز رجلها لترفعها فيسجد، وهذا يدل دلالة واضحة على أن سجوده كان على الفراش في المكان الذي كانت عليه رجلاها، ولو قدر أنه ليس هناك دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد على فرش أو أقر السجود عليه أو صرح بجواز ذلك فليس هناك دليل يمنع من ذلك ويبطل صلاة من سجد على فرش، وغاية ما في الأحاديث المذكورة أن السجود على الأرض أفضل، ولما كان مركز الفتوى في الشبكة الإسلامية منشغلاً بإسعاف المستفتين ببيان ما يحتاجون إليه معتمداً في ذلك على الأدلة الشرعية ومستنيراً بفهم الأئمة لها، فإننا نورد لك نقلاً واحداً ونكتفي به عن مناقشة كل ما ورد في سؤالك من الأحاديث من حيث الصحة وصواب الدلالة لأن ذلك يطول .

ففي تحفة الأحوذي: قال ابن بطال : لا خلاف بين فقهاء الأمصار في جواز الصلاة على الخمرة إلا ما روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يؤتى بتراب فيوضع على الخمرة فيسجد عليه، ولعله كان يفعله على جهة المبالغة في التواضع والخشوع فلا يكون فيه مخالفة للجماعة . وقد روى ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير أنه كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض، وكذا روي عن غير عروة، ويحتمل أن يحمل على كراهة التنزيه. كذا في الفتح ص 243 ج 1.
وقال الشوكاني في النيل : والحديث يدل على أنه لا بأس بالصلاة على السجادة سواء كان من الخرق أو الخوص أو غير ذلك ، سواء كانت صغيرة أو كانت كبيرة كالحصير والبساط ، لما ثبت من صلاته صلى الله عليه وسلم على الحصير والبساط والفروة . وقد أخرج أحمد في مسنده من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأفلح : يا أفلح ترب وجهك أي في سجوده . قال العراقي : والجواب عنه أنه لم يأمره أن يصلي على التراب وإنما أراد به تمكين الجبهة من الأرض، وكأنه رآه يصلي ولا يمكن جبهته من الأرض فأمره بذلك لا أنه رآه يصلي على شيء يستره من الأرض فأمره بنزعه . انتهى .
قوله: وفي الباب عن أم حبيبة وابن عمر وأم سلمة وعائشة وميمونة وأم كلثوم بنت أبي سلمة بن عبد الأسد ولم تسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما حديث أم حبيبة فأخرجه الطبراني . وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد والبزار . وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني . وأما حديث عائشة فأخرجه مسلم وأبو داود . وأما حديث ميمونة فأخرجه الجماعة إلا الترمذي . وأما حديث أم كلثوم فأخرجه ابن أبي شيبة كذا في النيل . قوله (حديث ابن عباس حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ميمونة (وبه يقول بعض أهل العلم ) قال الشوكاني في النيل : قد ذهب إلى أنه لا بأس بالصلاة على الخمرة الجمهور : قال الترمذي : وبه يقول بعض أهل العلم ، وقد نسبه العراقي إلى الجمهور . انتهى

روى عبد الرزاق عن خالد الجهني قال : رأى النبي صهيباً يسجد كأنّه يتقي
التراب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ترب وجهك يا صهيب .. كنز العمال 4 / 100 الرقم
2129 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : عفّر وجهك في التراب .. إرشاد الساري 1 /
40
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سجدت فمكّن جبهتك وأنفك من الأرض ... أحكام
القرآن / الجصّاص 3 / 209
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فآخذ
قبضة من حصى في كفّي لتبرد حتى أسجد عليها من شدّة الحر .. مسند أحمد 2 / 327 ،
سنن النسائي 2 / 204 ، سنن أبي داود 1 / 110
يقول وائل : " رأيت رسول الله صلَّى الله عليه و آله يضع أنفه على الأرض
إذا سجد ، مع جبهته " .. مسند أحمد بن حنبل : 3 / 179 ، طبعة بيروت
أبو سعيد الخدري قال : أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنفه
أثر الماء والطين .... صحيح البخاري: 1/173، 198، 2/253، 254، 256، 258، 259،
سنن أبي داود: 1/143، 144، السنن الكبرى: 2/104
ابن عباس، وانس، وبريدة بإسناد صحيح مرفوعاً: ثلاثة من الجفاء: يمسح جبهته
قبل أن يفرغ من صلاته وفي لفظ واثلة بن الأسقع : لا يمسح الرجل جبهته من التراب
حتى يفرغ من الصلاة .. أخرجه البزار والطبراني راجع مجمع الزوائد: 83، 84
أبو عبيدة : أن ابن مسعود كان لا يصلي أو لا يسجد إلا على الأرض .. أخرجه
الطبراني في الكبير وعنه في المجمع : 2/57
ملاحظة : فحديث ( ترب وجهك ) لا دلالة فيه إلى ما تريد أن تصل إليه، بل لو أخذ به على ظاهره لما صح السجود إلا على التراب لا على الصلب من الأرض كالحصى ونحوها . والله أعلم .مركز الفتوى .
شاهد رابط الفتوى
http://www.islam***.net/VER2/Fatwa/S...Option=FatwaId

هذا موقع: من يريد أن يعرف عن كيفية صناعة التربة الحسينية في معمل أم حسين !
http://www.aansar.com/vb/showthread.php?t=14609

قصة صغيرة : ( يقال أنه لما جاء الاحتلال البريطاني للعراق أرادوا تنصير الشعب بنو كنيسة وقالوا ا كل من يدخل إلى المسحية سنعطيه ليرة ذهب وبما أن العراقيين كان معظمهم فلاحين ولم يروا في حياتهم ليرة ذهب وافقوا جاء يوم الأحد وجمعوهم في الكنيسة .. وصار القسيس يذكر لهم معجزات السيد المسيح عليه السلام .. بدأ بالمعجزة الأولى .. فسمع بعدها الصلوات " اللهم صلى على محمد وآل محمد "المعجزة الثانية .. وأعادوا الصلوات " اللهم صلى على محمد وآل محمد "فقال لهم القسيس انتم مسيح الحين كيف تقولون الصلاة على محمد وآله ؟ فقالوا بأنهم اعتادوا عليها .. لكن لن يعيدوها في المعجزة الثالثة .. رجعوا أعادوا الصلوات " اللهم صلى على محمد وآل محمد" فقال لهم القسيس انتم كذابين بسرعة رجعوا الليرات الذهبية واطلعوا من الكنيسة ! فقالوا لا خلاص والعباس ما نعيدها بعد ! ) .
قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنه للعبد لا يطلع عليها الناس ".
وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .
إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتنا حين نعصى الله تعالى ".

والله أعلم

-----------------------------

38سؤال : هل هناك موقف أو واقعة تاريخية ثبت فيها عدم عصمه الرسول و أهل بيته ؟

الجواب مع الشرح : قال العزيز الرحيم ) وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ). سورة النجم

بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه .
قال الشيخ ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين : باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان فضلهم قال الله تعالى :{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(
وقال تعالى :{ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب( .
الشرح :
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ: ( باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم). وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم: ينقسمون إلى قسمين : قسم كفار فهؤلاء ليسوا من أهل بيته وإن كانوا أقاربه له في النسب، لكنهم ليسوا من أهل بيته؛ لأن الله قال لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال :{ رب إن ابني من أهلي }، وكان ابنه كافرا قال : {إنه ليس من أهلك( .
فالكفار من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له نسبا .
لكن المؤمنون من قرابته هم أهل بيته ومنهم أيضا زوجاته، فإن زوجاته رضي الله عنهن من آل بيته كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين :( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(
وهذا نص صريح واضح جدا بأن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته، خلافا للرافضة الذين قالوا إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وهذا غير صحيح، فزوجاته من أهل بيته بلا شك. ولأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقان ، حق الإيمان وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم .
وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين كما قال تعالى في كتابه :{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} . فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين، وهذا بالإجماع، فمن قال إن عائشة رضي الله عنها ليست أما لي فليس من المؤمنين لأن الله قال: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} فمن قال إن عائشة رضي الله عنها ليست أما للمؤمنين فهو ليس بمؤمن ، لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم .
وعجبا لهؤلاء؛ يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحب أحدا من نسائه مثل ما يحبها كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل : يا رسول الله، من أحب الناس إليك ؟ قال: "عائشة" . قالوا: فمن الرجال ؟ قال :"أبوها" أبو بكر رضي الله عنه .

وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها، وهي أقرب نساء الرسول إليه فكيف يقال إن هؤلاء يحبون الرسول 

؟ وكيف يقال إن هؤلاء يحبون آل الرسول ؟
ولكنها دعاوي كاذبة لا أساس لها من الصحة.
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين ، كلهم آل بيته ولهم حق .
ثم ذكر المؤلف الآية التي سقناها الآن :{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} ، نقاء وطهارة، { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} أي النجس المعنوي، { ويطهركم تطهير} بعد إزالة النجاسة. والتطهير: تخلية وتحلية، وقوله{ تطهيرا }هذا مصدر مؤكد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة .

ولهذا مَن رمي واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى ـ والعياذ بالله ـ فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة.

عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله ، يحل دمه وماله ، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً ،لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله ، وقد قال الله تعالى :{ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات) .
فمن رمي واحدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك ـ جعله خبيثا ـ نعوذ بالله لأن الله يقول{ الخبيثات للخبيثين)
وبهذا يُعْرَف أن المسألة خطيرة وعظيمة ، وأن الواجب علينا أن نُكِّن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نسائه كلهن والمؤمنين من قرابته .
2/347 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه أنه قال: ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، رواه البخاري معنى "ارقبوا" راعوه واحترموه وأكرموه والله أعلم.

الشرح :
هذا الحديث وهذا الأثر في بيان حق آل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن آل بيته هم زوجاته ومن كان مؤمنا من قرابته، من آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس، وهم الذين تحرم عليهم الصدقة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس وقد سأله من الصدقة، قال : "إن هذه أوساخ الناس وإنها لا تحل لآل محمد".
وآل محمد لهم خصائص ليست لغيرهم ، ففي باب الفيء لهم حق يختصون به ، كما قال تعالى :
{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) يعني قرابة النبي صلى الله عليه وسلم .
ولهم كرامة وشرف وسيادة ، فلا تحل لهم الصدقة ولا الزكاة الواجبة ؛لأنها أوساخ الناس كما قال تعالى:{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم} فلا يحل لهم الصدقة ، فهم أشرف وأعلى من أن تحل لهم الصدقة، لكن يُعطون بدلها من الخُمس . ثم بيَّن في حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم، وهو غدير بين مكة والمدينة نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ووعد وذكَّر، وحث على القرآن، وبيَّن أنَّ فيه الشفاء والنور، ثم حث على أهل بيته فقال :أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ".
ولم يقل إن أهل بيته معصومون ، وإن أقوالهم كالقرآن يجب أن يعمل بها كما تدعيه الرافضة، فإنهم ليسوا معصومين ، بل هم يخطئون كما يخطئ غيرهم، ويصيبون كما يصيب غيرهم، ولكن لهم حق قرابة النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق.
وقوله :" أذكركم الله في أهل بيتي " :
يعني اعرفوا لهم حقهم ، ولا تظلموهم ، ولا تعتدوا عليهم ، هذا من باب التوكيد ، وإلا فكل إنسان مؤمن له حقٌ على أخيه، لا يحق له أن يعتدي عليه، ولا أن يظلمه ، لكن لآل النبي صلى الله عليه وسلم حق زائد على حقوق غيرهم من المسلمين .

وإذا كان هذا في حق آل النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بحق الرسول صلى الله عليه وسلم ؟.
حق الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله ، يجب أن يُقَدَم على النفس والولد والأهل وعلى جميع الناس ، في المحبة والتعظيم وقبول هَدْيه وسُنَّته صلى الله عليه وسلم ، فهو مُقَدَم على كل أحد صلى الله عليه وسلم . نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أتباعه ظاهرا وباطنا.اهـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .فاٍن الرسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يرتكبوا شيئاً منها بقصد معصية الله تعالى بعد الرسالة وهذا بإجماع المسلمين ، فهم معصومون عن كبائر الذنوب دون الصغائر .

وبعد
 :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر : هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف .. وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول . " مجموع الفتاوى " ( 4 / 319) .

وهذا سؤال موجه إلى اللجنة الدائمة حول الموضوع :
سؤال : بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون : إن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس ، قالوا : إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل .. داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني .. يونس وقصته لما التقمه الحوت ، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئا يجب عليه أن يقوله ويظهره ، قصته مع الصحابة : انتم أدرى بأمور دنياكم ، قالوا بأنه اخطأ في هذا الجانب . قصته مع الأعمى وهي { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين ؟
الجواب :
ج : نعم الأنبياء والرسل يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ويعفو عن زلتهم ويقبل توبتهم فضلا منه ورحمة والله غفور رحيم كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال .. وأما أبناء آدم فمع انهما ليسا من الأنبياء .. بين الله سوء صنيعه بأخيه .انتهى
عبد العزيز بن باز - عبد الرزاق عفيفي - عبد الله بن غديان - عبد الله بن قعود . " فتاوى اللجنة الدائمة " برقم 6290 ( 3 / 194 ( .
قال شيخ الإسلام :
وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل . " مجموع الفتاوى " ( 4 / 320 ) .
وهو معصومون في التبليغ عن الله تعالى .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقا وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه . " مجموع الفتاوى " ( 18 / 7 ( .
رابعاً : أما الخطأ الذي بغير قصد فهو في سبيلين :
في أمور الدنيا فهذا يقع ووقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فيه مثل سائر البشر كأمور الزراعة ، والطب والنجارة وغيرها لأن الله تعالى لم يقل لنا إنه أرسل إلينا تاجراً أو مزارعاً أو نجاراً أو طبيباً ، فالخطأ في هذه الأمور جِبلِّيّ لا يقدح برسالته صلى الله عليه وسلم .

عن رافع بن خديج قال : " قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يُأبِّرون النخل قال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنفه قال : لعلكم لو لم تفعلوا كان أحسن فتركوه فنقصت فذكروا ذلك له فقال : إنما أنا بشر مثلكم ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر . رواه مسلم ( 2361 ) .
ومعنى التأثير : التلقيح .
نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخطأ في هذا الأمر من أمور الدنيا لأنه كسائر البشر ولكنه لا يخطئ في أمر الدين .

وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد :
فالراجح في ذلك من أقوال العلماء : أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى .
فقد تعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداً وهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " . رواه البخاري ( 6919 ) ومسلم ( 1716 ) من حديث أبي هريرة .

وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.

عن أنس قال : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله عز وجل قد أمكنكم منهم ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس ، قال : فقام عمر فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك ، فقام أبو بكر فقال : يا رسول الله إن ترى أن تعفو عنهم وتقبل منهم الفداء ، قال : فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغم قال فعفا عنهم وقبل منهم الفداء ، قال : وأنزل الله عز وجل ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) [ سورة الأنفال /67 ] . رواه أحمد ( 13143 ) .
فنلاحظ أن هذه الحادثة لم يكن عند رسول الله فيها نص صريح فاجتهد واستشار أصحابه ، فأخطأ في الترجيح .
ومثل هذا في السنّة قليل فيجب أن نعتقد العصمة للرسل والأنبياء وأن نعلم أنهم لا يعصون الله تعالى ، وأن ننتبه غاية الانتباه لقول من يُريد أن يطْعن في تبليغه للوحي من خلال كونه صلى الله عليه وسلم قد يُخْطئ في أمور الدنيا ، وشتّان ما بين هذا وهذا ، وكذلك أن ننتبه للضالين الذين يقولون إنّ بعض الأحكام الشّرعية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم هي اجتهادات شخصيّة قابلة للصواب والخطأ أين هؤلاء الضلال من قول الله تعالى . ( وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى ) ، نسأل الله أن يجنّبنا الزّيغ وأن يعصمنا من الضلالة ، والله تعالى أعلم ، والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
(www.islam-qa.com)

والله أعلم

ملاحظة : لمن يريد الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير

يتبع أن شاء الله

ali_k25-01-10 04:29 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


39سؤال :هل سمعت يوما بحادثة الغدير وتفاصيله ؟

الجواب مع الشرح : الشيعة يأتون بأحاديث على إنها النص الصريح على وصاية علي بعد الرسول وخاصة : " حديث غدير خم " وهذا الدليل بمفرده كاف في اعتقادهم على إثبات النص بإمامة علي عليه السلام . ففي حجة الوداع نزلت عليه أية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة ، فنزل غدير خم من الجحفة " مكان بين مكة والمدينة " ووقف هناك حتى لحقه من بعده ، ورد من كان تقدم ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ثم قام خطيبا ، فكان من خطبته صلى الله عليه وآله أنه قال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسكم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألستم تعلمون – أو : تشهدون – أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، ثم قال : " أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه " . ثم قال : " اللهم اشهد " ، ثم لم يفترقا – رسول الله وعلي – حتى نزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالرسالة لي والولاية لعلي " . فهذا الحديث الذي دار في غدير خم نص صريح على إمامة علي عليه السلام لقول النبي صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، أي من كنت واليه فهذا علي واليه . والوالي هو الإمام . ولولا النص على علي بالولاية في هذا الحديث عند غدير خم لما أوقف الني صلى الله عليه وآله الناس أجمعين ، وكان عددهم مائة ألف وأكثر ، ولما نص على ولاية علي بعده اكتمل الدين وأنزل الله تعالى قوله : ( اليوم أكملت كلم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .

وان كان الحديث المنقول عن الرسول (ص) صحيحا ( من كنت مولاه فعلي مولاة , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ) فهو دعوه إلي مناصره علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوه إلي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للأبد كما يراها الشيعة . أما عن قول نبينا : ( لو كان نبي بعدي لكان عمر ) وهذا قول اشد وضوحا وأكثر دلاله مما قيل في علي . فرسولنا الكريم لم يسكت عن أمر سهوا أو غفلة وحاشاه أنما لحكم وغاية ومسألة الوصايا تلك فلو كان صدر إليه الأمر النبوي بولاية الحكم والخلافة ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابة .. يكون إذا قد خالف النبي وعصاه الأمر الذي ننزه عليا أن يفعله , إذا أن هذا العصيان قد يقوض مسألة عصمه علي وألائمه من بعده , فالعصمة لا تكون مع العصيان والمخالفة لكلام النبي , لذا نري أن الشيعة بافتراء مسألة الوصية هذه قد أساءوا إلي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوة أو العصمة امرأ يتوارثه الأبناء والأحفاد .

والامامه ليست منصبا إلهيا , فالإمام علي نفسه يقول وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني أميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري ( نهج البلاغة ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الإسلام بتوريث الخلافة في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لأنبياء الله الآخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل أن سليمان ورث النبوة عن أبيه أم أن إسماعيل ورث النبوة عن إبراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافة و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافة والحكم امرأ يتوارثه الأبناء والأحفاد، ولو أراد الله تعالي انتقال الحكم أو توريث الخلافة والولاية في عقب النبي الكريم لأبقي علي الذكور من أبنائه . أليس من الأولي أن يكون أخبار الله تعالي للنبي بوصاية سيدنا علي بن أبي طالب وبتوارث الامامه في عقبه موثقه في القران أو منصوصا عليها في ألسنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلي رأس الأشهاد . والمسالة كلها تتعارض مع أخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام الملة . وكيف يوصي النبي بالامامه لاثني عشر إماما , في حين لم يتولها منهم إلا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء ستة اشهر تولي فيها الخلافة الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاوية .

ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق ونقول :

أولا : الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، أن الرسول ص كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته انتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه ( يا أيها الرسول ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي ص لا يتخذ حرسا اعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي ص : أعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي ص ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي ص . والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي ص وهو داخل خيمته وعلى فراشه ، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي ص ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه ص . فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير . وهذه واحدة .

ثانيا : الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما .
عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت : يوم عرفة : وإنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا . ( اليوم أكملت لكم دينكم ) . وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي ص في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟!
والعجيب في التلفيق أن يدعي المتشيعون أنها نزلت لما نص النبي ص على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا : الوارد في غدير خم أن النبي ص بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خم ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة ) فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ، وهناك اشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق . ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي ص في مكة ليحج معه ص ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي ص سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي ص . والنبي ص يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته ص ، وعلي رضي الله عنه منهم . ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال ص : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( حديث الغدير : " من كنت مولاه " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة .
انظر السلسلة الصحيحة ( 1750 ) .
فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي ص : من كنت مولاه فعلي مولاه . وذلك لأنه كان عامل النبي ص على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي ص بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد . وأما الزيادات والمبالغات التي يقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
ورابعا : الجزء الأخير من حديث الشيعة كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي ص رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية "

وخامسا : أن الاستدلال على الوصية لعلي هو قول النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، فيه خطأ في الفهم وليس أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، ولا يمكن الاستدلال بها على أن الولاية ثابتة لعلي بعد النبي ص . وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي ص ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم . والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب . ودليل ذلك حديث بريده والذي جاء فيه قول النبي (ص) لبريده : " أتبغض عليا ؟ " ، فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي ص : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ، وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا : بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة ، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا الشيعي على كلامهم بأن الدليل على خلافة علي قوله ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ، ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي . إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ،

فإذا كانت أن الولاية عند الشيعة أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على ..علي بالإمامة والخلافة . والحديث عندنا قصاراه أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة ، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة للمسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
وإذا كان الله قد أمر نبيه بإعلان وصاية الإمام على من بعده فلم يفعل خشية أن يقال أن النبي يحابى أقاربه كما يرويه الإمام كاشف الغطاء في كتابه اصل الشيعة وأصولها صفحة 107. فيكون الرسول قد خالف أمر الله فهل فعل الرسول ذلك ؟ انه بالرجوع إلى المصادر التي أوردها القزوينى يتضح أنها لا تتصل بعصمة الإمام على أو وصاية النبي بأن يخلفه من بعده. بل أن النبي اختار اسم الخليفة لأنه يخلفه في الرئاسة حيث قال ( أوصى من بعدى بالمهاجرين الأولين ) وهذا ما أورده البخاري. ولقد أورد كتاب نهج البلاغة انه لما نازع معاوية الخليفة الرابع على قام الخليفة على وخطب في الناس وقال ( لقد با يعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وذلك على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه أماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسي والسيد المرتضى انه لما طعن ابن ملجم الإمام عليا رضي الله عنه قيل له إلا توصى ؟ فقال ما أوصى رسول الله ولكن إذا أراد الله بالناس خيرا استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافي للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على أن الخلافة لم يوصى بها النبي لعلى ومن بعده الأئمة الاثنى عشر وبالرغم من ذلك فان المذهب الشيعي انفرد برئي أخر هو أن الخلافة في المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لان أمين الوحي جبريل نزل إلى النبي وابلغه أن يعلن أن الخلافة والإمامة من بعده محصورة في على بن أبى طالب واحد عشر أماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبي وحدد للنبي الاثنى عشر إماما.

هذا ماجاء في كتاب اصل الشيعة وأصولها للإمام كاشف الغطاء ص 107 إلا أن الواقع يثبت غير ذلك في الأحاديث النبوية فقد قال الرسول ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهم )

(2) لو طالعنا رواية الغدير من أولها وعرفنا أسبابها لتبين لنا أنها جاءت على الشكل التالي وليس وفق الرواية الشيعية المحرفة ( كان رسول الله ص قد أرسل خالد بن الوليد على رأس جيش إلى اليمن ، فأنتصر وغنم فبعث النبي عليا فخمس وقسم ثم خرج ورأسه يقطر ، يقول بريده بن الحصين فقلنا : يا أبا الحسن ماهذا ؟ فقال : الم تروا إلي الوصيفة التي كانت في السبي فأني قسمت وخمست ثم صارت في أهل بيت النبي (ص) ثم صارت في إل علي . فكتب خالد إلى النبي يعلمه بالأمر ، ثم رجع علي من اليمن فسألوه أن يريحوا الإبل ويركبوا من ابل الصدقة فمنعهم ، ثم تعجل علي ليحج واستخلف على جنده رجلا ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز ، وإذن لهم فركبوا الإبل ، فلما انتهى على من الحج وذهب ليقي جيشه فإذا هم على ابل الصدقة فأنتزع الحلل منهم وأنزلهم عن الإبل ، وعنف الذي استخلفه ولامه على ما رأى ، فأظهر الجيش التذمر والشكوى واختلفوا معه وتوعدوه أن يخبروا رسول الله ص ما لقوه من الغلظة والضيق ، ففشت القالة في علي وأكثروا في الكلام عليه عند رسول الله ص . ويقول بريده ( لما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتن قصته ، فرأيت وجه رسول الله ص يتغير فقال : يا بريده الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله ٌ قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقام فينا رسول الله ص خطيبا فسمعته بقول ( أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله انه لا اخشي في ذات الله من أن يشكي ) هذا ما رواه الإمام احمد والبيهقي وابن هشام في السيرة . وقد زاد الإمام مسلم عن زيد بن أرقم قال : ( قام رسول الله ص يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين مكة والمدينة ، فحمد الله واثني عليه ووعظ وذكر ثم قال ، اما بعد إلا أيها الناس فإنما إنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وانا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا )
هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحة من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده .
قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس . قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟، قال : نعم . ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحة.جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي والخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذلك المكان : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام .
القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه .
وأهل السنة والجماعة مسلمون بكل ماجاء في صحيح مسلم .
القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) . فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري
القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) . أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه أختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وبن تيمية وبن حزم وغيرهم

القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) وهي الزيادة الأخيرة فأنها كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ثم أن تفسير كلمة مولاه من قبل الشيعة على انه الحاكم فهذا ليس بصحيح المولى لها معاني عديدة مثلا المحب بدليل قوله بعد ذلك (اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) والمعنى واحد من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) . كما يقول بن الأثير تقع هذه الكلمة على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وبن العم والصهر . لو كان النبي يريد أن يكون عليا خليفة من بعدة لقالها بصراحة واضحة وليس بكلمة تحتمل معاني عديدة ، وثم أن كلمة المولى لا تعني الحاكم بدليل قول الله تعالى (فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم و بئس المصير ) سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة والقرب . ولذلك يقول عالمهم ألنوري الطبرسي ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج إلى تعيين ماهو المقصود منها إلى قرأئن) فصل الخطاب ص 205 و 206 . إذا كان هذا هو قول عالمهم الكبير الطبرسي فكيف بعد ذلك يقال أن هذا الحديث نص على خلافة علي بعد النبي (ص) ..نقول لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد خلافة علي كان يقول هذا في يوم عرفه الحجاج كلهم مجتمعون , هناك يقول هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه , حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل المدينة , هم يقولون النبي كان خائفاً ! أن يبلغ هذه الخلافة , يخاف أن يُرَد قوله من قبل الصحابة وأهل المدينة ، وان يرفضوا خلافة علي عليهم . لماذا يخاف النبي صلى الله عليه من الصحابة وأهل المدينة
.(راجع المصادر الشيعية التالية فقد جاء فيها قصة الغدير بحذافيرها . الإرشاد 89 ، إعلام الورى 137 ، الكافي 2-233، أمالي الطوسي 252 ، البحار 21-373 و383 و 384 و360 . أمالي الصدوق 348 ، المناقب 2-110 ، الطرائف 35 ، العمدة 45 . )
وهكذا نتوصل لحقيقة قصة يوم الغدير بحذافيرها ، ونرى أن أساس المشكلة هو أن عليا حصلت بينه وبين الجيش الإسلامي العائد من اليمن مشاحنات بسبب نكاح الوصيفة ، ومنعهم من ركوب ابل الصدقة ، واسترجاعه الحلل ، حتى إذا لحقوا برسول الله (ص) بعد مرجعه من الحج أكثروا من الشكوى من علي بغير حق ، مما اضطر النبي أن ينزل في ذلك الموضع وفي ذلك الجو الحار ويبريء ساحة علي . فلا علاقة لما حدث بموضوع البيعة أو الخلافة والولاية لعلي لا من قريب ولا من بعيد . إلا أن الشيعة قاموا بتضخيم هذه القصة وجعلوا من الإمامة اصل من أصول الدين من جحده كفر . فيرى الكليني عن أبي عبد الله انه قال ( كان أمير المؤمنين أماما من أنكر ذلك كمن أنكر معرفة الله معرفة رسوله ) أصول الكافي (185-1) وفي رواية أخرى عنه قال أيضا ( لا يسع الناس إلا معرفتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا ) 187-1 . وقد قال الزنجاني ( أن مرتبة الإمامة كالنبوة) عقائد الأمامية ص 75 . وصرح أيضا ابن المطهر الحلي ( الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص ) الإلفين ص 3 .

هذا ألبياضي مثلاً عالمهم الشيعي يقول : ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين , لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك , أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا ألبياضي يعترف أنه ما فيه نص لعلي , علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده , وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم , إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد , كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القضية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لا يلزم من الإمامة الحكم . وثم أيضا لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ , مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن الذي توفى عام 49 , سنة 49 . وانتهت خلافة معاوية سنة 60 , من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية . ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص لأثني عشر ؟! , إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح إنه لا يوجد نص صحيح على شيء أسمه أثني عشر .إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه : ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا ) نهج البلاغة ص 367 .

وقال : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366 .وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال : ( دعوني والتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336 .. يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه .

هناك أسئلة أخرى كثيرة تطرح على الشيعة سأختصرها بالنقاط التالية :

1 - إذا كانت الإمامة أهم ركن من الإسلام ، فهل من ينكر هذه الإمامة كافر وليس منافق أو مسلم من المؤلفة قلوبهم وان أهل السنة من الكفرة ؟ .
2 - بما أن الإمامة أهم ركن من أركان الإسلام ، هل نجد في كتاب الله آية محكمه وصريحة لا تحتاج إلى دليل أو تفسير وتكون واضحة وضوح الشمس تبين لنا هذه الإمامة وان علي بن أبي طالب هو الإمام المختار لهذه الأمة ؟ هناك حديث للرسول الكريم قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : (كلهم من قريش)" صحيح البخاري 7222 وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال (كلهم من قريش) صحيح مسلم وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة) قال : ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي : ما قال ؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة) . فقلت لأبي : ما قال ؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا) ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي فسألت أبي : ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال (كلهم من قريش) وفي رواية : عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث ولم يذكر (لا يزال أمر الناس ماضيا) صحيح مسلم 1821 فالأوصاف الموجودة لهؤلاء الأئمة الإثني عشر كما يلي: - أمراء - قرشيون - رجال - خلفاء - الإسلام يكون عزيزاً في زمانهم ومنيعاً - يكون الأمر في زمانهم ماضياً . وهنا لا نجد أسماء مُحددة ولا مُعددة .
3 – كيف تستطيعون أن تثبتوا لنا أن الأحاديث الموجودة في كتبكم كلها صحيحة بينما علماء الدين من أهل السنة اثبتوا أنها موضوعة على الرسول الكريم وعلى أئمتكم ؟ عندما كثر النقل عن الإمام الصادق صارت الروايات الباطلة تصنع على لسانه وتنسب ألبه ، فجعلوا منهج أهل البيت الأطهار لا يوافق لشرع الله ولا موافق للعقل الصريح ، ولا منسجم مع الذوق السليم والسلوك الإنساني القويم ، وفيه بدع تتناقض مع كتاب الله وسنة نبيه ، مما جعل الإتباع يعطلون عقولهم ويفكرون بعقول الآخرين لاسيما في الأمور العظيمة كأصول الدين والعقيدة .

4 – لقد قلتم أن أبو بكر وعمر وعثمان كلهم منافقين وغيرهم من الصحابة فانا اسئلكم سؤال القرآن الكريم سوره الأحزاب الآية رقم 9 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) نجد بان الله يأمر نبيه بأن يجاهد ( الكفار ) و ( المنافقين ) ويقاتلهم . كلنا نعرف بان الرسول صلى الله عليه وسلم صاهر المنافقين هؤلاء ، فهاهو ذي النورين رضي الله عنه يتزوج برقيه وأم كلثوم و ها هو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتزوج بابنة الفاروق حفصة و وبابنة الصديق عائشة رضي الله عنهم أجمعين ، فكيف يوافق رسول الله على تزويج بناته إلى عثمان فهو أما أن يكون واحد من الاثنين . يا اما أن الرسول صلى الله عليه وسلم خالف الله سبحانه وتعالى ( و حاشاه ذلك ) لأنه لم يقاتل المنافقين والكفار ، عمر أبو بكر عثمان بحد زعمكم ، أو أن أبو بكر وعمر وعثمان لم يكونوا منافقين من الأساس . قد يقول البعض والله الرسول صاهرهم حقناً لدماء المسلمين نقول لمن يقول هذه الآية واضحة وهي أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولم نعهد بأن النبي يخالف أوامر ربه حاشاه ذلك كيف لابو بكر وعمر وعثمان ( وهم بشر ) أن يغيروا أراده الله وكيف لعلي بن أبي طالب أن يبايعهم .
5 - ورد في نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب قال عندما أتوه الناس لبيعته قائلاً ( دعوني والتمسوا غيري ) و أيضا قال ( إني لكم وزيراً خير مني أمير ) الم يعلم بأنه مختار من الله ؟ وعندما بايع الناس أبو بكر وعمر وعثمان لماذا لم يقف احد من الصحابة محتجا على عصيان أمر الله ورسوله قائلا بل علي هو الإمام ؟
6 – إذا كانت كتبكم تعتبر القران الكريم محرف حذفت منه أية الولاية فلماذا لم يخرج صحابي واحد في ذلك الوقت يقول للمؤمنين أن القرآن حذفت منه ولاية علي لتكون حجة لكم على أهل السنة
7 - هل كلمه ولي تعني الإمامة ؟ وهل كلمه التطهير تعني العصمة ؟ وإذا كان الحسن معصوما في نظركم وان معاوية كافرا فلماذا سلم الخلافة إلى الكافر معاوية ، هل اخطأ المعصوم ، أم أن معاوية لم يكن كافرا ؟ .
8- صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أبا بكر الصديق معه ..في هجرته .! وبالمقابل .. عرّض..علي بن أبي طالبٍ...للقتل في مبيته على فراشه ليلة الهجرة. مع انه وصيّ النبيّ.. من بعده وأبٌ للائمة ألاثني عشر وبدونه لا يكون في الوجود.. شيء..اسمه شيعة اثني عشرية .السؤال لماذا لم يَصحَب الرسول صلى الله عليه وسلم معه وصيّه عليّ بن أبي طالب ويترك أبا بكر الصديق على فراشه ليقتل. فهو ليس وصيّاً ولا إماما فالخسارة من قتله. !؟
فما تقولون..؟
9 - علي رضي الله عنه خاطب به أهل الكوفة المبايعين بالخلافة .! وكان ذلك في موضع يقال له : ( الرّحْبة ) وأشهد عليه اثنا عشر أو ثلاثة عشر صحابياً استحثاثاً لأهل الكوفة وترغيباً لهم في نصرته وتهييجاً لهم لمحبته فيطيعوه لينصروه في قتاله مع أهل الشام فأهل الكوفة مشهورون بالخذلان وبالرغم من ذلك أن علي بن أبي طالب الفصيح البليغ الشجاع رضي الله عنه لم يحتج بحديث الغدير لا في خلافة أبي بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم ولو كان قد فهم منه الخلافة وكل هذه السنين الطوال .! بل يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقي بحديث الغدير بين أظهر الأصحاب أجمعين ويعلنها مجلجلة ( أنا الخليفة فبايعوني أو تكفرون والله لا قاتلن دونها أو أقتل دونها ) لماذا غاب علي عن سقيفة بني ساعده وغــــــائب عن الشورى وكانت فترة حاسمة في أمور الدين والخلافة واثبات نصها وهل يغيب النصّ على الخلافة في تنازع الناس في الخلافة. ؟

وهل يتعارض أهم ركن من أركان الإسلام حسب اعتقادكم للخلاف والاختلاف أصلا ؟ هل يحتاج ( الركن ) إلى كشف وتأليف وتصنيف وشروحات وتطويلات وتحريفات وتأويلات ومجادلات لإثباته. هل اختلف المؤمنين في ركن الشهادة والصلاة والزكاة والحج والصيام ؟
بينما نجد ذلك الاختلاف الكبير في ركن الإمامة . لو بحثنا في ركن الإمامة سنجد أن كل الطوائف الإسلامية من الصوفية والمعتزلة والجهمية والاشاعرة وغيرهم يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة إلا ركن الإمامة , والسؤال الذي نطرحه على الشيعة هل أدلتكم على الإمامة محكمة أم متشابهة ؟ .
إن المحكم ما اتضحت دلالته ولا يتنازعه أكثر من معنى والمتشابه ما لم تتضح دلالته أكثر من معنى مثل : قوله تعالى: " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " آية محكمة لاحتمل غير إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . قوله صلى الله عليه وسلم: " بُني الإسلام على خمسٍ .." حديث محكم لاحتمل غير الأركان الخمسة المعلومة . حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هل هو متضح الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر .؟
رواية ( التصدق بالخاتم) التي تؤمنون بها.! هل هي متضحة الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر .؟
وبعد كل هذه الدلائل هل لديكم دليل واحد يقنع العقل على ركنية الإمامة من التعارض والتنازع والاختلاف ؟ .
لا يشك مسلم عاقل في الإمام علي ببلاغته ولا بفصاحته ولا في دقّة فهمه ومن عميق فهمه وإدراكه أنه فهم حديث الغدير أحسن الفهم .. وفقهه أحسن الفقه فمعناه عند أمير المؤمنين ( المحبّة والنُصْرة )
10- والأشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم -أن يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الأمور الهامشية – إذا قيست بأمور ألخلافه والحكم بدليل تعرضه لأمور الطهارة وآداب قضاء الحاجة ثم يفوته الإعلان عن تلك الوصية علي الملا والإنسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير . فرسولنا الكريم لم يسكت عن أمر سهوا أو غفلة وحاشاه إنما لحكم وغاية ومسألة الوصايا تلك – لو صحت جدلا فأنها تحسب علي سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر إليه الأمر النبوي بولاية الحكم والخلافة ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابة .. يكون إذا قد خالف النبي وعصاه الأمر الذي ننزه عليا أن يفعله , إذا أن هذا العصيان قد يقوض مسألة عصمه علي وألائمه من بعده , فالعصمة لا تكون مع العصيان والمخالفة لكلام النبي , لذا نري أن الشيعة بافتراء مسألة الوصية هذه قد أساءوا إلي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوة أو العصمة امرأ يتوارثه الأبناء والأحفاد .

ولماذا يختص الله تعالي نبي الإسلام بتوريث ألخلافه في نسله ؟
ولماذا لم يحدث ذلك لأنبياء الله الآخرين وهم كُثر ؟
ولا يقولن قائل أن سليمان ورث النبوة عن أبيه أم أن إسماعيل ورث النبوة عن إبراهيم – صلوات الله عليهم جميعا – فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير ألخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل ألخلافه والحكم امرأ يتوارثه الأبناء والأحفاد , ولو أراد الله تعالي انتقال الحكم أو توريث ألخلافه والولاية في عقب النبي الكريم لأبقي علي الذكور من أبنائه . أليس من الأولي أن يكون إخبار الله تعالي للنبي بوصاية سيدنا علي بن أبي طالب وبتوارث بالامامه في عقبه موثقه في القران أو منصوصا عليها في ألسنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما قوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً في جمع طرقه . (1)

قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .1)(2) }‎(1) .‎(2)
والله أعلم


يتبع أن شاء الله [/color]

ali_k25-01-10 04:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



40سؤال : هل سمعت يوما عن حديث الكساء و تفاصيله ؟

الجواب مع الشرح : يقول الله تعالى ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) " ) سورة الأحزاب

يتمسك المذهب الشيعي بقول الله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

حيث أجمعت الروايات عندهم على أن المقصود بأهل البيت هم فقط " علي وفاطمة والحسن والحسين " والروايات عندهم تنص على ذلك . فعن أم سلمة زوج النبي ص قالت : قال رسول الله ص لفاطمة : " ائتيني بزوجك وابنيه " فجاءت بهم ، فألقى رسول الله ص كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : " اللهم إن هؤلاء أهل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : " إنك على خير " .

فالآية تدل على أن الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل بيت النبوة عليهم السلام ، والحديث يدل على أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ، وما دام الله أذهب عنهم الرجس ، فهم لا شك معصومون ، وإذا كانوا معصومين فهم أولى بالخلافة من غيرهم ، لكونهم معصومين وغيرهم غير معصوم .
أن هذه الآية لاتوحي من قريب ولا من بعيد من الاستدلال على النص في إمامة علي عليه السلام بعد النبي ص ، بحيث أن من خالفه يستحق البغض واللعن والسب والشتيمة والردة والتكفير ؟! .

إن الآية الكريمة ثبت بما لا يدع مجالا لشاك أنها نزلت في أزواج النبي ص الطاهرات المطهرات ، وهي خاصة بهن عليهن الرضوان . ولننظر إلى هذه الآيات ولنتدبرها جيدا ، حيث تبدأ بقوله تعالى في سورة الأحزاب : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعم لصالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ) .

فلننظر ولنتدبر فإن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ليس آية مستقلة وإنما هو جزء من آية تتحدث عن أمهات المؤمنين وزوجات النبي ص الطاهرات المطهرات العفيفات لاسيما الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وحفصة بنت الفاروق رضي الله عنهما وبقية نساء النبي ص ، ثم الآيات بعدها تكمل الحديث عنهن ، وهذا أدل دليل على كون الآية نزلت أصلا في زوجات النبي الطاهرات العفيفات .

فهذا بالنسبة لآية التطهير ، أما حديث الكساء فقصاراه أن النبي ص أدخل عليا وفاطمة والسحن والحسين ضمن أهل البيت وجعلهم من آل بيته الذين يريد الله أن يذهب عنهم الرجس وأن يطهرهم تطهيرا ، وليس معناه أن عليا وفاطمة والحسن والحسين هم أهل البيت فقط ، ودليل ذلك أن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كما سبق أن بيناه نزل في وسط آيات تتحدث إلى زوجات النبي ص فقط ، والنبي ص إنما أدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين ليعمهم الخير في هذا الجانب ، ولذلك فعندما أرادت أم سلمة رضي الله عنها أن تدخل ضمن أصحاب الكساء قال لها النبي ص : " أنت على خير " أو " إنك على خير " ، بمعنى خير سابق شرفكن به الله تعالى في سورة الأحزاب .

أما قول البعض : إن نساء النبي ص ورضي الله عنهن لا يدخلن في إطار أهل البيت ، فإنه قول مردود على صاحبه لمنطوق الآيات السابقة ، والقرآن حجة على كل أحد . وقد ورد كذلك في القرآن الكريم ما يدل على دخول الزوجة مع زوجها في معنى أهل بيته ، ألا ترى إلى قول الله تعالى : ( رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ) في حق إبراهيم ، ومعلوم أنه آن ذاك لم يكن له سوى زوجته ولم يكن له ولد حتى يقال : إنها نزلت في أبنائه ، وقل الله تعالى في حق موسى عليه السلام : ( وسار بأهله ) ، ومعلوم أنه كان يسير بزوجته . فالزوجة هي خاصة أهل الرجل ، ويكفينا كما ذكرت من قبل أن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) أنها جاءت في وسط آية وليست آية مستقلة ، والآيات قبلها وهي نفسها وما بعدها كلهن يتحدثن عن أمهات المؤمنين نساء النبي ص .

ومن بين ما احتجت به الروافض لإخراج زوجات النبي ص من أهله رغم أن السياق فيهن : قالوا : الخطاب في قوله تعالى : ( عنكم ) ، ( ويطهركم ) للمذكر بدلا من : " عنكن " ، " ويطهركن " للمؤنث .
أن التعمق في فهم ايات الله المحكمات ترد حججهم خائبة قال تعالى : ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من الناس لعلكم تصطلون ) . وأهل موسى هنا : زوجته وقال تعالى عن أخت موسى : ( فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ) وهناك آيات أخرى تدل على أن خطاب التذكير قد يكون مع الإناث .وقد جاء في أحاديث صحيحة بأن أهل بيت النبي ص يدخل فيهم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر إضافة إلى آل علي ، فهؤلاء هم الذين حرموا الصدقة بعد موت النبي ص وإلى قيام الساعة ، وهم داخلون في أهل بيت النبي الأطهار المطهرين .

فليس في الآية ولا في الحديث ما يدل على النص على علي بالخلافة، ولقال من قال : الإمامة موزعة على الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين ، وهذا لم يقل به ساذج فضلا عن عالم . وليس في الآية ولا في الحديث دليل على عصمة هؤلاء ، إذ قصارى معناه التطهير من الرجس ، ولكن لا يمنع من السهو والخطأ والزلل والاجتهاد المخالف للصواب ، فالعصمة شيء والتطهير من الرجس شيء آخر ، وينبغي أن لا نخلط بين الأمرين .

وقال الكشّي (135)، الحديث 31
عن محمد بن عيسى، عن زكريّا، عن ابن مسكان
، عن قاسم الصيرفى، قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام، يقول: قوم يزعمون أني لهم إمام، واللّه ما أنا لهم بإمام،

( مالهم، لعنهم اللّه، كلّما سترت ستراً هتكوه، هتك اللّه ستورهم ) .

والله أعلم

يتبع أن شاء الله

ali_k26-01-10 02:58 AM

1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



41سؤال : هل سمعت يوما عن آية المباهلة وتفسيره ؟

الجواب مع الشرح : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) -الآية 61 سورة آل عمران

استفسار: عن رأي وجواب شيخ الإسلام في آية المباهلة جاء كما يلي :

أولا : المباهلة هي الملاعنة ، والمقصود منها أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء ، فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا. ينظر : "النهاية في غريب الأثر" (1/439) .

وآية المباهلة هي قوله تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) . [آل عمران/59-61]

وكان سبب نزول هذه الآية أن وفد نصارى نجران حين قدموا المدينة جعلوا يُجادلون في نبي الله عيسى عليه السلام ، ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية .
وقد تصلبوا على باطلهم ، بعدما أقام عليهم النبي صلى الله عليه وسلم البراهين بأنه عبد الله ورسوله .
فأمره الله تعالى أن يباهلهم . فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة ، بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه ، وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ، ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين .
فأحضر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ،
وقال : هؤلاء أهلي . فتشاور وفد نجران فيما بينهم : هل يجيبونه إلى ذلك ؟
فاتفق رأيهم أن لا يجيبوه ؛ لأنهم عرفوا أنهم إن باهلوه هلكوا ، هم وأولادهم وأهلوهم ، فصالحوه وبذلوا له الجزية ، وطلبوا منه الموادعة والمهادنة ، فأجابهم صلى الله عليه وسلم لذلك . ينظر: "تفسير ابن كثير" (2 /49) ، "تفسير السعدي" (1 /968) .

ثانياً : ليس لشيخ الإسلام ابن تيمية رأي خاص في آية المباهلة ، بل كلامه فيها ككلام سائر أهل السنة ، إلا أنه قد بين بعض المفاهيم المغلوطة التي يحاول البعض أخذها من هذه القصة . ونستطيع أن نلخص كلام شيخ الإسلام في المباهلة في نقاط :

1-إتيان النبي صلى الله عليه وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم عند المباهلة ثابت بالأحاديث الصحيحة .
قال شيخ الإسلام : " أما أخذه علياً وفاطمة والحسن والحسين في المباهلة فحديث صحيح رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص ، قال في حديث طويل : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7 / 123) .
2- ليس في ذلك دلالة على أنهم أفضل هذه الأمة .
قال : " لا دلالة في ذلك على الإمامة ولا على الأفضلية ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7/123)
وقال : " ولا يقتضي أن يكون من باهل به أفضل من جميع الصحابة ، كما لم يوجب أن تكون فاطمة وحسن وحسين أفضل من جميع الصحابة ". انتهى .
"منهاج السنة النبوية" (7 /125) .

3- المباهلة إنما يختار لها الإنسان أقرب الناس منه نسباً ، لا أفضلهم عنده .
قال شيخ الإسلام : " وسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء فقط : أن المباهلة إنما تحصل بالأقربين إليه ، وإلا فلو باهلهم بالأبعدين في النسب وان كانوا أفضل عند الله لم يحصل المقصود .. ".
وقال : " وهؤلاء أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم نسباً ، وإن كان غيرهم أفضل منهم عنده ، فلم يؤمر أن يدعو أفضل أتباعه ، لأن المقصود أن يدعو كل واحد منهم أخص الناس به ، لما في جِبِلّة الإنسان من الخوف عليه وعلى ذوي رحمه الأقربين إليه ... والمباهلة مبناها على العدل ، فأولئك أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا ، وهم يخافون عليهم ما لا يخافون على الأجانب ، ولهذا امتنعوا عن المباهلة لعلمهم بأنه على الحق وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم بُهْلة الله ، وعلى الأقربين إليهم ". انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (5/45)
4- سبب تخصيص علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين بالمباهلة أنهم أخص أهل بيته به في ذلك الوقت .
قال شيخ الإسلام: " وأما آية المباهلة فليست من الخصائص ، بل دعا علياً وفاطمة وابنيهما ، ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة ، بل لأنهم أخص أهل بيته". انتهى .
"مجموع الفتاوى" (4/419)
وقال : " وآية المباهلة نزلت سنة عشر لما قدم وفد نجران ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد بقي من أعمامه إلا العباس ، والعباس لم يكن من السابقين الأولين ، ولا كان له به اختصاص كعلي .
وأما بنو عمه فلم يكن فيهم مثل علي ، وكان جعفر قد قتل قبل ذلك ... بمؤتة سنة ثمان ، فتعين علي رضي الله عنه ". انتهى . "منهاج السنة النبوية" (7/125) .

وقال : " لم يكن عنده إذ ذاك إلا فاطمة ، فإن رقية وأم كلثوم وزينب كنَّ قد توفين قبل ذلك ...
وإنما دعا حسناً وحسيناً ، لأنه لم يكن ممن ينسب إليه بالبنوة سواهما ، فإن إبراهيم ، إن كان موجودا إذ ذاك ، فهو طفل لا يُدعى ". انتهى . "منهاج السنة النبوية" (7/ 129) .
5- ليس في آية المباهلة دليل على أحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخلافة والإمامة ، بزعم أن الله جعله مقام نفس الرسول بقوله : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ...) ، والاتحاد في النفس محال ، فلم يبق إلا المساواة له في الولاية العامة .
قال شيخ الإسلام : " لا نسلم أنه لم يبق إلا المساواة ، ولا دليل على ذلك ، بل حمله على ذلك ممتنع ، لأن أحداً لا يساوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا علياً ولا غيره .

وهذا اللفظ في لغة العرب لا يقتضي المساواة ، قال تعالى في قصة الإفك ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ..) ولم يوجب ذلك أن يكون المؤمنون والمؤمنات متساوين .
وقد قال الله تعالى في قصة بني إسرائيل ( فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ) أي يقتل بعضكم بعضا ، ولم يوجب ذلك أن يكونوا متساوين ، ولا أن يكون من عبد العجلَ مساوياً لمن لم يعبده . وكذلك قد قيل في قوله ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا يقتل بعضكم بعضاً ، وان كانوا غير متساوين .
وقال تعالى ( وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لا يلمز بعضكم بعضاً ، فيطعن عليه ويعيبه ، وهذا نهي لجميع المؤمنين أن لا يفعل بعضهم ببعض هذا الطعن والعيب ، مع أنهم غير متساوين ، لا في الأحكام ، ولا في الفضيلة ، ولا الظالم كالمظلوم ، ولا الإمام كالمأموم ... فهذا اللفظ يدل على المجانسة والمشابهة ، والتجانس والمشابهة يكون بالاشتراك في بعض الأمور ، كالاشتراك في الإيمان ". انتهى . "منهاج السنة النبوية" (7 / 123) .

وأيضا : فالتحريف هو إما تغير في النص وإما تأويله إي تغير معناه، وهم قد طعنوا بالقران وأولوا آياته ! يتباهى الروافض الاثنى عشرية بالشرك ويباهون به في عقيدتهم ويحاولون دمجه في عقيدة التوحيد الإسلام ! ففي أكثر من لقاء تلفزيوني ادعى الروافض بان نفس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين هي نفسها نفس سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه !
وهذا أمر باطل يلامس الشرك في صميمه، واصل هذا التأول وعقيدة النصيرية العلوية والفرق الباطنية المشركة بالله والتي تؤمن بالحلول أي إحلال اللاهوت في الناسوت ، والاتحاد أي الاتحاد ما بين الظاهر والباطن والتي يدعون فيها بان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الظاهر وان الإمام علي بن أبي طالب هو الباطن !
واستغفر الله العلي العظيم عما يشركون. وتبريرهم أي المتاولة ( الرافضة ) في تأويلهم هذا أية المباهلة التي جاءت في القران الكريم في قوله تعالى: "( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) "وهذا التأؤيل باطل ومرفوض للآية من أوجه عدة ويقصد منه الاسائة لله ولرسوله وللإسلام ! فأية المباهلة هذا واضحة وصريحة ولا يحتمل معناها تأويل إلا للذين في قلوبهم مرض والعياذ بالله .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم في حدث المباهلة ، تحدى المشركين بان يباهلهم بنفسه وأهله هو لا أن يباهلهم بأي احد أخر من المسلمين مهما بلغت منزلته، لان الشرط في المباهلة كان جزائيا !
بمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشترط عليهم في المباهلة الجزاء وهو لعنة الله على الكاذبين !
وإذا ما تشارط إنسان على شيء وفيه استحقاقات جزائية فانه يتحمل هو هذه الاستحقاقات الشرطية الجزائية لا غيره، ولا يحملها لصحابته أو جيرانه مهما كانت درجتهم .

وقد عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير الأنام على المشركين تحديا أن يباهوا بأنفسهم وأولادهم ونسائهم وان يجعلوهم موضع الاستحقاقات الجزائية للمباهلة مقابل أن يباهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وأهله ونسائه وأولاده وان يجعلهم موضع الاستحقاقات الجزائية بالمقابل، وأن يكون الجزاء لعنة الله على المباهلين الكاذبين .
وطبعا كما هو معروف في بقية القصة رفض المشركون المباهلة. المتاولة يدعون بان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال كما في الآية ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) فأنه دعي الحسن والحسين عليهما السلام، وفي قوله كما أتى في الآية الكريمة ( وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ ) فأنه دعي السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، وفي قوله كما في الآية الكريمة (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)، فأنه صلى الله عليه وسلم كما يدعي المتاولة بأخذه معه الإمام علي رضي الله عنه دليل بأن نفس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي نفسها نفس الإمام علي رضي الله عنه ! وهذا تأويل باطل وشركي مرفوض، وجل الله وتعالى عما يقول الرافضة وما يتأولون على الله .

وبطلان هذا التأويل واضح من عدة جوانب، فأولا السيدة فاطمة رضوان الله عليها هي ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليست زوجته، والآية تقول ندعوا نسائنا ونسائكم .. ونسائنا هي بمنعه الخاص زوجاتنا ولكن بالمعنى العام تشمل أي نساء ذو قرابة، ولكن هنا الرسول صلى الله عليه وسلم قصد أن يأخذ من أهله ومن ذريته ليباهل بهم استحقاق الشرط الجزائي، لا أن يضع الشرط الجزائي على إحدى زوجاته ولا على احد من أصحابه، كي لا يقل عنه انه بأهل بغير نفسه وبغير أهله صلى الله عليه وعلى اله وسلم !
وكي لا يدعي احد انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم قد نأى بنفسه وأهله عن الاستحقاقات الجزائية ! ثانيا بطلان ادعاء المتاولة بأن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم هي نفسها نفس الأمام علي رضي الله عنه من قوله تعالى (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) ذالك بأنه إضافة إلى المعنى الذي ذكرناه أعلاه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشأ أن يذهب لوحده لان المشركين الذين حاجوه كانوا أكثر من شخص واحد، ولذا فهو صلى الله عليه وسلم اخذ معه واحدا من خاصة أهله ابن عمه علي رضي الله عنه ليباهل به بالشروط الجزائية وليس بأي من الصحابة مهما بلغ شأنهم ومنزلتهم. والاهم من هذا فأن تأويلهم مدحوض بآيات الله في القران الكريم! فلو أخذنا بتأويل المتاولة للآية (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ) وادعائهم بناءا عليها بأن نفس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي نفسها نفس الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لجاز القول أن نفس رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي نفسها نفس الصحابة رضوان الله عليهم أيضا بنفس المنطق وبنفس الاستدلال بدليل الآيات التالية : في قوله تعالى : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) التوبة 128 .

وفي قوله تعالى (لقد مَنّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) (5) البقرة 151 .
وعليه فان تأويل المتاولة باطل ومردود عليه بآيات الله سبحانه وتعالى قبل غيرها، ولا يستوي تأويلهم لا مع منطق ولا مع عقل ولا مع فقه وعقيدة التوحيد وان هم إلا مغرضون، وليتقوا الله في أنفسهم وليتذكروا قوله تعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) . صدق الله العظيم .
والله أعلم .

نصيحة لوجه الله :أن الروافض يسحرون عيون الناس ويستعملون السحر الذي فعله الخميني في العراق في قتل ثابت من المعارضين له في الخارج بسحر شيعي ثقيل لا يستعملونه هكذا بدون شروط أن من شروط المباهلة اللعن على النفس أن الإنسان يلعن نفسه أن كذب وفي هذه اللحظات يشتد الإنسان ويصبح في حاله غضب على المقابل له أو على النفس التي لعنت نفسها وان كانت صادقه . أن الشيعة يستعملون السحر الذي اسمه (سحر الجنون ) يجعل الإنسان يقتل نفسه أو يسلم نفسه للموت عنوه بأساليب رياضيه شيطانيه فقط عندما تكتمل أدوات فتح ألبوابه لهذا السحر أن يدخل وهو الاستفزاز أو الغضب أو التلبس والشهقة في أن يكون الإنسان مباهلا . وبما أن أهل ألسنه لا يخونون ولا يغدرون وبما أن الشيعة الروافض وخاصة علمائهم وعسكرهم المخفين من اليهود والزنادقة ألمسكره على عيونهم ينفذون الأوامر في القتل أو السحر أو الخيانة .

افهموا أن أول أسباب السحر والتلبس هو الشعور بالغضب وبما أن الشيعة سقطوا وكفروا لم يبقى لهم إلا أن يجتمعوا على عباد الله وينفذون مخططاتهم لأنهم يعلمون إنهم ملعونين ولا يحتاجوا إلى للعن جديد : تنبهوا يا أمة ألسنه وعلمائها انتم لا تناظرون بشرا بل شياطين ملاعين يسحرون ويفعلون بكم الكثير من زمن كبير لعنهم الله لعنه الدين على إبليس . أخواني وأخواتي أن جل ما يشعر به أهل ألسنه من التلبس والسحر هو من صنع اليهود الروافض لعنهم الله تعلموه من احيارهم القذرة ، يعلمون أن أهل ألسنه والجماعة يغضبون بنوايا خالصة لله ولا يبيتون للناس العداء بل أنهم غالبا وبحسن نيه يغضب أو يستفز ثم يسحر لا تغضب لا تغضب لا تغض أيها السني السلفي وانتبه للمكر والخديعة من هؤلاء الأعداء الأوائل . أن هؤلاء الشيعة الروافض مافتئوا يأتون لأهل بيت الله الأشراف والسادة ليفتنوهم ويخبروهم بأعمال السحر وفك السحر ويتوددون إلى بيت رسول الله ليضلوا .. وكفى والفتنه .

يقول الإمام مالك رحمه الله
إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي الرافضة الشيعة وكافة أعداء الإسلام .. وأن يفضح خططهم وأن ينصرنا عليهم وينجي أهل السنة من كيدهم ودسائسهم ويجعل الدائرة عليهم وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم إنه سميع مجيب أمين يا رب العالمين


الله اعلم
-----------------------------

42 - سؤال : من هم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ؟

الجواب مع الشرح : قال تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ﴾ 7 )) . (سورة آل عمران)

وبعد
 : هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف هل هو على لفظ الجلالة ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏]‏‏.‏

‏{‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏]‏ جملة مستأنفة، أو أن الراسخين في العلم معطوفون على لفظ الجلالة ولا يتعين الوقف على لفظ الجلالة وهذا يرجع إلى معنى التأويل والمراد به، فإن كان المراد بالتأويل التفسير ومعرفة المعنى فإنه يصح العطف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية ‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران ‏:‏ آية 7‏]‏ بمعنى أن الراسخين في العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم ويردوه إلى المحكم ‏.‏ وإن أريد بالتأويل هنا مآل الشيء وكيفيته وما يؤول إليه الشيء من الأمور التي أخبر الله عنها من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله ويتعين الوقف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏{ ‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية 7‏]‏ ويوقف على لفظ الجلالة يعني أن الحقيقة التي يؤول إليها والكيفية التي هو عليها مما أخبر الله عنه في كتابه من الأمور المغيبة كذاته سبحانه وتعالى وكيفية صفاته وما في الدار الآخرة من النعيم والعذاب وغير ذلك فهذا لا يعلمه إلا الله‏.‏ ومن هذا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ‏ }‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ آية 53‏]‏ فالمراد بتأويله هنا حقيقته التي يؤول إليها وكيفيته لا تفسيره ومعناه ‏.
المفتي :صالح بن فوزان الفوزان .

الكلام على آية الراسخين في العلم :

الملقي: هل نقف على قوله تعالى: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7] ، أو نصل فنقول : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ [آل عمران:7]؟ الشيخ: هذه مسألة اختلف فيها أهل العلم والأئمة رحمة الله تعالى عليهم أحياء وأمواتاً من قبل، يقول الله جل وعلا : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ [آل عمران:7]. أنا أقول : إنه يجب أن نحرر معنى كلمة (تأويل)، لأنه لا سبيل إلى معرفة مكان الوقف في الآية حتى نعرف معنى كلمة (تأويل)، وأنا سأسرد أقوال العلماء: قال بعض العلماء وهو قول ينسب إلى الجمهور: إن الوقوف على لفظ الجلالة: ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7]، والواو بعد ذلك استئنافية، أي : وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ [آل عمران:7] . وقال مجاهد وبعض أئمة التفسير: إن الواو عاطفة فيقرأ : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران:7]، فيكون قوله: يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ [آل عمران:7] ، جملة حالية من الراسخين. والصواب عندي والعلم عند الله أن الحق يعرف بعد معرفة معنى كلمة تأويل، وكلمة (تأويل) في القرآن وردت بمعنيين: وردت بمعنى تفسير، ووردت بمعنى حقيقة الشيء وكنهه ومآله. فإذا عبرناها بأنها حقيقة الشيء وكنهه ومآله وجب الوقف على لفظ الجلالة؛ لأن هذا لا يمكن أن يعلمه إلا الله، ومنه قول الله جل وعلا : وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ [الأعراف:52-53]، أي: يأتي مآله، فهذا لا يمكن أن يعلمه إلا الله. أما إذا قلنا: (تأويل) هنا بمعنى التفسير وبيانه للناس بياناً لا يصل إلى معرفة حقيقته وكنهه، فهنا الصواب عندي أن يوقف على قوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران:7]، يصبح الراسخون في العلم يعلمون تفسيره للناس، الفخر الرازي رحمه الله وعفا عنه لا يرى الوقف على الراسخون في العلم ويرى الوقف على لفظ الجلالة، فيقول: لو كان الراسخون في العلم يعلمون تأويله لما بقيت لهم مزية؛ لأن المحكم والمتشابه صار عندهم شيئاً واحداً، فانتفى الأمر القلبي؛ لأنهم أصلاً عرفوا تأويلها بالعلم، هذا رأيه، وعندي أن هذا القول حجة عليه لا حجة له ؛ لأن الله لو أراد القضية القلبية لقال : والراسخون في الدين، في الإيمان، في اليقين يقولون آمنا به، لكن الله قال: ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران:7] .
أعني لأن الثناء بالإيمان القلبي يأتي في الأمور التي يسلم الإنسان فيها، ولا يعرف حكمتها، أما الإيمان العلمي فيأتي في الأشياء التي يعرف الإنسان حقيقتها ويعرف المراد منها. فأقول : إذا كان المقصود بالتأويل هو إدراك حقيقة الشيء وكنهه فهذا لا يعلمه إلا الله، ونقف على لفظ الجلالة، وإذا كان التأويل تفسيره وبيانه للناس فهذا يوقف على وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران:7] ، وأظن أن الآية إلى الثاني أقرب، والعلم عند الله. الملقي: لكن بالنسبة للقارئ هل يختار أن يحمل المعنى على ما يريد ويقف في الموقف الذي يراه ؟
الشيخ: بالنسبة للقارئ فإنه يقف حسب ما يعتقده؛ لكن كما قلت إنه ممكن أن يقف على قوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7]، ثم يقول: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ [ آل عمران:7] يصير كأنه جمع بين القولين .
الشيخ : صالح بن عواد المغامسي .
------
وأيضا :

إخوتي هذه قاعدة عظيمة جدا مَن عَمٍل بها بإخلاص وصدق فسينجيه الله مِن الانحراف عن الصراط المستقيم ، وكذلك مَن وقع في الضلال مِن شيعة وقبوريين وخوارج وغيرهم وطبّق هذه القاعدة بصدق فسيوفقه الله للهداية بإذنه تعالى ، وسأحاول توضيحها بأبسط عبارة إن شاء الله :
وهي أن الله جعل في القرآن والإسلام أمور مُحْكَمة لا تحتمل إلا معنى واحد يفهمها كل أحد ،وكذلك جعل هناك أمور متشابهة تحتمل أكثر من معنى ابتلاء منه سبحانه وتعالى لعباده واختبارا ليَمِيز الخبيث من الطيّب ، فالمؤمن الصادق هو الذي يحمل معنى المتشابه على المحكم ويؤمن بهما جميعا ، والضال المتّبع لهواه هو الذي يفسّر المتشابه على هواه ثم يُلغي الآيات المحكمة ويكسر أعناقها لتوافق ذلك التفسير المنحرف ، ولنوضّح هذه القاعدة أكثر

الأصل في هذه القاعدة قوله تعالى) : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) }آل عمران7
يقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قرأ هذه الآية : ( فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ ) رواه البخاري) .

يقول الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية : ( يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بيّنات واضحات الدلالة ، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكّم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى. ومن عكس انعكس ولهذا قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } أي : أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أي : تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد ) .وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه - وهو من علماء الصحابة - عندما حذّر من جدال المنافق بالقرآن ، فذكر الوقاية من ذلك بقوله : (وأما جدال المنافق بالقرآن فإن للقرآن منارا كمنار الطريق ، فما عرفتم فخذوه ، وما أنكرتم فردوه إلى عالمه ) أو كما قال ) ، رواه اللالكائي

فيجب على كل مسلم مهما كان ، عالم أو غير عالم مهندس أو تاجر أو طالب ومهما كان من قلة العلم يجب عليه أن يتمسّك بالمحكم الواضح في دين الله وإذا جاءه أي شخص بمسألة متشابهة في القرآن أو السنة فيجب عليه أن يردّها للمحكم ويقول آمنّا به كل من عند ربنا ولا يدخل في تفسير المتشابه .
فالصحابة رضي الله عنهم كان بعضهم علماء كالخلفاء الأربعة وابن مسعود وأبو هريرة وابن عباس وابن عمر والبعض الآخر ليس كذلك ، ومع ذلك لم يدخل أي أحد من الصحابة في الفرق الضالة التي ظهرت في آخر وقتهم كالقدريّة و الرّوافض و الخوارج وغيرها ، لماذا ؟.لأن عندهم هذا التأصيل وهذه القاعدة الذهبية ، وهي التمسك بالمحكم عند وجود المتشابه ، فليس مطلوبا منك أن تفهم ضلال أهل البدع حتى تستطيع أن ترد عليهم وتنجو منهم ، فهذا أمر لا يستطيعه إلا العلماء ، ولكن لا يعني عدم استطاعتك الردّ عليهم أن توافقهم في ضلالهم وتتبعهم في مخالفتهم للمحكم من دين الله .
والآن سأذكر كيفيّة تطبيق هذه القاعدة بالأمثلة :
المثال الأول :عدالة الصحابة والرد على الشيعة

إذا قرأ أي مسلم الآيات التي مدح الله فيها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وجدها كثيرة جدا ومحكمة لا تحتمل أي معنى آخر كقوله تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ }الآية التوبة100 وقوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ } الآية الفتح 29 ، وقوله : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } الآية الفتح 18،وهذه الآية نزلت قريب من فتح مكة ،وغيرها من الآيات الكثيرة جدا التي تشهد للصحابة بالصدق والجنة .

بمعنى آخر لو أتيتَ برجل نصراني يعرف العربية ويريد يدخل الإسلام ، ووضعته في غرفة مغلقة ثم أعطيته القرآن وقرأه من أوله إلى آخره بدون أن يكلمه أي أحد ، ثم سألته عن أصحاب النبي وخاصة أقرب أصحابه أبي بكر وعمر وماذا فهم من القرآن عنهم ،فلن يتردد في مدحهم ،لأن هذا من منار القرآن الواضح ، ولو عرضت عليه كلام الرافضة في تكفيرهم للصحابة وتخوينهم لهم وبخاصة المقرّبين من النبي صلى الله عليه وسلم ، لقال لك أن هذا ضلال وانحراف عن القرآن والإسلام لا شك فيه .
وكذلك هناك أحاديث كثيرة جدا تشهد بذلك ، والسيرة النبوية المجمع عليها تبيّن كيف كان حب الصحابة للإسلام ودفاعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا أمر محكم لا يحتمل الجدال أبدا.
فالشيعي الضال سواء كان مدرس في الجامعة أو المعهد أو على الانترنت عندما يأتيك أخي أو أختي ويحدِّثك عن الصحابة يحاول أولا أن يجعلك تنسى هذه المحكمات ، ثم يبدأ في طرح الشبهات والمتشابه من الآيات ويذكر الأحاديث والقصص الصحيحة أو الباطلة ،
ويقول لك : يا أخي إن هناك آية قالت أن هناك منافقين ثم يحاول هذا الضال الجاهل أن ينزّل آيات المنافقين على كبار المهاجرين والأنصار ، أو يقول لك هنا حديث صحيح في البخاري أو غيره فيه أن النبي مدح علي بن أبي طالب ، ويبني على هذه الأحاديث المتشابهة أن علي رضي الله عنه هو الخليفة وأن الصحابة خائنون إلى آخر ضلالهم - إن كان له آخر- ، وقد يدخل من باب الخلاف بين علي ومعاوية وهو أمر مشتبه وفيه روايات كثيرة باطلة عند الطبري وغيره ،فيبني على هذه الروايات أحكام باطلة وينسف بها كل الآيات والأحاديث المحكمة .

ولهذا بعض كبار الرافضة وكثير من علمائهم الكفار عندما وجدوا هذا العدد الهائل من الآيات المحكمة التي تخالف ضلالهم قالوا بأن القرآن الكريم محرّف وناقص ، وأن الصحابة استطاعوا أن يمنعوا الله من حفظ كتابه الخاتم ، تعالى الله عما يقولون علُوّا كبيرا .

فلو أنك أخي تمسكت بالمحكم من القرآن وآمنت بالمتشابه دون الخوض فيه لحفظتَ دينك ، حتى لو لم يكن عندك من العلم ما تردّ به على هؤلاء الضالين .

المثال الثاني : توحيد الله في العبادة وترك عبادة الوسائط
إن السبب الرئيسي لإرسال الرسل وإنزال القرآن والكتب السماوية هو الدعوة لعبادة الله وحده لا شريك له ،و هذا أكثر من أن يحصر في آيات أو أحاديث كما أن الله عز وجل قد أوضح في آيات محكمة عدم جواز أن يتخذ البشر وسائط بينهم وبين الله يقدّمون لها العبادة حتى تشفع لهم عند الله وبيّن أن هذا من الشرك في عبادة الله مهما كانت نية العابد يقول سبحانه {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ })18) سورة يونس .
وقال سبحانه :{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }(3) سورة الزمر .. وغيرها من الآيات التي تبيّن أن المشركين اتخذوا قبور وتماثيل صالحيهم وأنبيائهم آلهة يعبدونها لتشفع لهم عند الله كما في ( قصة ود وسواع ويعوق ) .

والأحاديث كثيرة جدا في التحذير من ذلك ، ولكن من أضله الشيطان من الصوفية والشيعة الغلاة وغيرهم يترك هذه المحكمات ويذهب للمتشابه ويأتيك بآيات تحتمل معاني مثل قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) ( سورة المائدة . ويحملها على جواز اتخاذ واسطة تعبد من دون الله كحجارة قبر أو شجر أو جثة ميت أو غيرها ، ويحكون قصص باطلة أو متشابهة ويتركون المحكم الصريح
ولهذا نجد ممن يعتبر من المسلمين من يقدّم العبادات كالذبح والدعاء والطواف وغيرها للصالحين وغيرهم وعند قبورهم مثل ما نراه عند قبر البدوي وعبد السلام الأسمر وغيرهم حتى أن العجوز عندنا إذا خافت من شيء تنادي : يا سيدي عبد السلام ! وهذا الدعاء الغيبي المطلق لا يجوز إلا لله عز وجل ، وقد سألت كثيرا منهم عن ذلك فيقول : إنني أعرف أن عبد السلام الأسمر لا ينفع ولا يضر ولكنه عنده جاه عند الله وأريده أن يشفع لي ! وهذه نفس حجة المشركين المذكورة في القرآن تماما .

فنسأل الله أن يهدينا وأهلنا والمسلمين لتوحيده ويجنبنا أن نعبد الأصنام والقبور أمين يا رب العالمين
ولمن طلب الزيادة فليقرأ كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة من هذا الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=733

والله أعلم

ملاحظة : لمن يريد تحميل الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير



يتبع أن شاء الله

ali_k27-01-10 06:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم




43سؤال: من هم أولي الأمر الذين واجب إطاعتهم بعد طاعة الله ورسوله ؟

الجواب مع الشرح : والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين عليه الصلاة والسلام
الله سبحانه وتعالى يخاطب عامة الناس بأصول الشريعة .
يا أيها الناس اعبدوا ربكم .
ويخاطب المؤمنين بفروع الشريعة ، فحيثما قرأت في كتاب الله .
يا أيها الذين آمنوا .

فالذي آمن بالله ورسوله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ، هذا الخطاب موجَّه إليه ، أما إذا خاطب الإنسان لعموم وصفه يقول : يا أيها الناس اعبدوا ربكم .

فالناس يخاطبون بأصول الشريعة ، بينما المؤمنون يخاطبون بفروع الشريعة. هذه الآية أيها الإخوة ، للإمام الشافعي شرحٌ دقيقٌ لها ، كلكم يعلم إن الدين في أصله ، وحيٌ من الله إلى رسوله ، ونقلٌ عن رسول ، فالدين وحيٌ ونقلٌ ، فإذا قال الله عز وجل : أطيعوا الله ، يعني أطيعوا الأمر الذي وصلكم عن طريق الوحي ، يعني القرآن ، كيف أطيع الله ؟ بتطبيق أوامر القرآن ، وأطيعوا الرسول ، وكيف أطيع الرسول ؟
الله سبحانه وتعالى يقول : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( سورة الحشر: 7 )
وقال : ليبين للناس ما نزل إليهم .

فالسنة النبوية المطهرة ، نوعان أو ثلاثة أنواع .

أولاً : نوع قولي .
ثانياً : نوعٌ عملي .
ثالثاً : نوعٌ إقراري .

فإذا وقف النبي في موقف ، وحَدَثَ أمامه حدثٌ ، وسكت النبي ، فهذه سنة ، لان سكوته يعني أنه أقره ، لو لم تكن على حق لما سكت ، لأنه رسول ومشرع ، فهنالك سنة ٌ، أقواله سنة ، وأفعاله سنة ، وإقراره سنة . فإذا قال الله عز وجل : وأطيعوا الرسول ، تتلخص طاعتُه في ثلاثة أشياء ؛ الأحاديث الشريفة الصحيحة التي فيها أمرٌ ونهيٌ . ينبغي أن تطيعه فيها ، وسيرته الصحيحة هكذا فعل ، ففي بيته فعل كذا وكذا ، مع إخوانه ، مع أصحابه في حربه ، في سلمه ، في قيادته كانت أفعاله كذا وكذا . سنته الفعلية هي سيرته ، وإقراراته ، أيضاً من سنته .

تعريف كلمة أولو الأمر من الآيات الآتية 

(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) (الاحقاف:35)
( أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ) (التوبة:86)
(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة:179)
من الآيات السابقة وجدنا أن معنى أولوا هو( أصحاب) فمرة أصحاب الطول و مرة أصحاب العقول وأخرى أصحاب العزم حيث لا تؤخذ المعاني إلا من القرءان .
ثم تأتى الكلمة التالية وهى الأمــــــــر فكانت الآيات التالية هي البيان لمعناها كلاتى :
( وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ) و الأمر هنا هو التعليمات
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83)
و الأمر هنا بمعنى الخبر في السلم أو الحرب
( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)(المائدة: من الآية52) و الأمر هنا بمعنى الحالة الجديدة
( حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ )(التوبة: من الآية48) و أمر الله هنا هو دين الله
(يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ )(هود: من 76) و الأمر هنا هو تنفيذ حكم الله
(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) (الرعد:11) أمر الله هنا هو حوادث القدر
(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (النحل:1) و الأمر هنا هو الحكم أو القدر أو الوعد
( وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ البصر)(النحل: من الآية77) و الأمر هنا هو علم اى علم الساعة
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الإسراء:85)
اى الأمر معناه من علم ربى
( وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ )(النور: من الآية62) و الأمر هنا هو موضوع جمع و شغل الناس
(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) الأمر هنا هو القضاء
(حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )(الحجرات: من الآية9) اى إلى حكم الله
( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) (قّ:5) و الأمر هنا بمعنى حالة تخبط
(ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) (الطلاق:5) أمر الله بمعنى آيات من كتاب الله
(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) (القدر:4) .


وبعد
:
فأنت مأمور من قبل الله عز وجل ، أن تطيع الأمر الذي جاءك في القرآن الكريم ، وأن تطيع الأمر الذي جاء به النبي ليبين لك ما في القرآن الكريم ، وأن تقلد النبي قي سلوكه ، وأن تطيعه أيضاً في إقراره ، وهذا كلُّه واضح . أطيعوا الله ، الأوامر القرآنية ، وأطيعوا الرسول سنته القولية ، والعملية ، والإقرارية.
الآن : وأولى الأمر منك . الإمام الشافعي قال : وأولي الأمر هم العلماء والأمراء .
ما الفرق بينهما ؟
العلماء الذين يعرفون الأمر والنهي ، والأمراء الذين ينفذونه.
لكن لو وقع شعب مسلم تحت حكم استعماري كافر ، هل هؤلاء أولو الأمر ؟
لا !
هؤلاء الكفرة هم أولو الأمر فيكم لا منكم ، فمِن للتبعيض . أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، كلمة "من" للتبعيض . من هم "أولي الأمر" ؟
هم العلماء الذين يعرفون أمر الله ، والأمراء الذين ينفذون أمر الله ، فأنت بحسب هذه الآية . مكلفٌ أن تطيع الأوامر التي وردت في هذا الكتاب .

ومكلف أن تتبع سنة النبي القولية والعملية والإقرارية . ومكلفٌ أن تطيع من يفتي لك وهو على علمٍ ، وورعٍ وتقي ، ويقول لك : الحكم الشرعي في هذا المبلغ مثلاً إنه حرام ، " أولي الأمر" صار معناها : عالم مُفْتٍ ، وإذا أحيل هذا الأمر إلى الدوائر التنفيذية ، فلو كنتَ أمام القاضي الشرعي مثلاً ، وحَكَم لك في خلاف بينك وبين زوجتك بحكم الله ، فأوجب لها المهر ، فهذا القاضي الشرعي من أولي الأمر ، فلما أحيلت هذه القضية إلى دوائر التنفيذ ، صرنا من مع "أولي الأمر" من نوع ثانٍ ، وهو المنفذ ."أولي الأمر " نوعان ، الذي يعلم ، والذي ينفذ ، بِشرطِ أن يكون منكم . الآن : فإن تنازعتم ، فَمَع مَنْ نتنازع .
فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .
ماذا حذف من هذه الآية ؟
هم ثلاثة فيما سبق مِن الآية ، أطيعوا الله ، وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، قال ، فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول . هل تفهمون مَنْ حُذِف " أولي الأمر " ، فالنزاع بين مَنْ ومَنْ .
النزاع إذاً بين المسلمين وبين علمائهم ، وبين أمرائهم ، فإذا حصل نزاعٌ وجاءك أمر مخالف للقرآن الكريم فالحكم لله ولرسوله ، والقصة التي أرويها لكم دائماً . أن النبي صلى الله عليه وسلم : أرسل سريةً وأمَّر عليها أنصارياً فيه دعابة ، هذا الأنصاري بعد أن تسلّم القيادة أعطى أمراً أن تضرم نارٌ عظيمة ، وقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أميرهم : اقتحموها !
فترددوا ، بعضهم قال كيف نقتحمها ؟
وقد آمنَّا بالله ورسوله فراراً منها ، وبعضهم قال : لا بد من اقتحامها ، فطاعة الأمير طاعة الرسول . وقعت منازعةٌ بين الصحابة وبين هذا الأمير الذي أمرهم أن يقتحموا ناراً ، والنبي حيٌّ يُرزق ، فذهبوا إلى النبي يخبرونه ، فقال عليه الصلاة والسلام : والله لو اقتحمتموها لازلتم فيها إلى يوم القيامة ، إنما الطاعة في المعروف . فالمنازعة هنا بين المسلمين وبين علمائهم أو بين أمرائهم ، حول شرعية حكم يجوز أو لا يجوز ، فَمَنْ هو الحَكَم في هذه المنازعة ، كتاب الله وسنة رسوله ، الآية أصبحت على الشكل التالي : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله " ، بطاعة أوامره في القرآن الكريم، لأن هذا وحيٌ من عند الله نقله إلينا النبي عليه الصلاة والسلام ، وأطيعوا الرسول ، فاللهُ مثلاً بيَّن لنا البيوع بآية واحدة ، والنبي بيّن البيوع بمئتي حديث ، وأمّا الزكاة ، " خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها" . ( سورة التوبة : 103 ) .

فالنبي بيّن زكاة الزروع ، وزكاة التجارة وعروض التجارة ، وزكاة المواشي ، وزكاة الركاز والأنصبة ، ومصارف الزكاة . فالنبي وصَّى وفَصَّل ، فأنت عليك أن تطيع الله عز وجل فيما أمر ، وأن تطيع النبي عليه الصلاة والسلام فيما بين بسنته القولية ، وفيما فعل سنة فعلية وفيما سكت فسكوته إقرار .
ذات مرة ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى أحد أصحابه وقد توفي توًّا في بيته ، فسمع من خلف الستار امرأةً تقول : هنيئاً لك أبا السائب ، تعني أبا السائب ، لقد أكرمك الله ، فلو أن النبي سكت لكان كلامها صحيحاً ، لكنه عليه الصلاة و السلام قال : ومن أدراكِ أن الله أكرمه ، قولي: أرجو الله أن يكرمه . لأن هذا تَأَلٍّ على الله ، قولي أرجو الله أن يكرمه ، وأنا نبيٌ مرسل لا أدري ما يفعل بي ولا بكم .
إذاً النبي لم يسكت فإذا سكت فما عاد نبياً ، أي كلمةٍ باطلةٍ تلقى أمامه لا بد أن يصححها ، فسنة النبي ، أقواله الصحيحة ، وسنة النبي أفعاله يعني سيرته ، وسنة النبي إقراره . وكثير مِن الأحاديث أساسها أن صحابيًا فعل كذا وكذا في حضرة النبي ، والنبي ما نهى عن ذلك ، إذاً هذه الواقعة أصبحت سنة ، "أولى الأمر" هم العلماء العاملون ، الصادقون ، المخلصون ، الذين يعرفون أمر الله ورسوله ، والذين ينفذون هذا الأمر أيضاً هم من أولي الأمر ، أما لو وقع مجتمع مسلم تحت حكم مستعمر كافر، فلا يكون هذا الكافر من أولي الأمر .

فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر . إذا آمنت أن الله هو المشرع ، هو الذي يعلم ، وهو الذي يميت ، وهو الذي سيحيي ، وهو الذي سيحاسب ، إن آمنت بهذا ، فعليك أن ترد النزاع إلى الله والرسول ، ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا .
الآن عندنا سؤالان ، ماذا ترون في تعلُّم سنة النبي القولية ؟
يعني يستحسن أن تتعلمها ، وهنا يطالعنا سؤال ؟
يستحسن ، يعني أهو مندوبٌ أن تتعلمها ؟
لا ، أهو فرض كفاية أن تتعلمها ؟
لا ، بل تعلُّمها فرض عين ، قل لي ما الدليل في أن تعلم سنة النبي القولية فرض عين ، لأن الله تعالى يقول : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، فكيف تأخذ شيئاً لا تعلمه ؟
إذاً كل واحد من إخواننا الحاضرين عليه أن يعرف سنة النبي القولية ، وهذا فرض عين ، ولا يعفى منه أحد .
وهنا ناتي إلى سؤال آخر :
أقراءة سيرة رسول الله ، يعني : مستحسن ، مندوب ، فرض كفاية ؟ لا بل تعلُّمها فرض عين ، والدليل : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة ) .( سورة الأحزاب : 21 ) .
أمر إلهي هو قدوتك ، كيف تقتدي به وأنت لا تعلم أحواله وأفعاله وتصرفاته ، إذاً لابد من تعلم سنة النبي القولية والفعلية والإقرارية حتى تنفذ أمر الله عز وجل ، أطيعوا الله ورسوله ، هذا طيبٌ ، ثم لابد من أن تستسقي العلم من أولي الأمر الذين يعرفون أمر الله .

ابن عمر دينَك دينَك خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا ، إذاً ، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم العلماء والأمراء طبعاً منكم ، فإن تنازعتم في شيء ، مثل ما صار مع الصحابة ، تنازعوا مع أميرهم ، قال لهم : اقتحموا النار ، فلما ردوا هذه المنازعة إلى الله ورسوله ، قال عليه الصلاة والسلام : والله لو اقتحمتموها لازلتم فيها إلى يوم القيامة إنما الطاعة في معروف ، ( وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا ) .

هذه الآية واضحة ، وتلخيص للموضوع أقول :
طاعة الله في أتباع القرآن . طاعة النبي في العمل سنته القولية والعملية والإقرارية .. طاعة أولي الأمر ، أن تتعلم من العلماء الذين يعلمون أمر الله ورسوله ، وأن تطيعهم فيما يفتون لك بشرط أن يكون من المسلمين ، أما إذا وقع المسلمون تحت سيطرةٍ كافرةٍ أجنبيةٍ ، عندئذٍ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وارض عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم

من هم أولي الأمر ؟! ..
يجيبك الإمام الشوكاني :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد ..
قال الشوكاني في فتح القدير مبيناً من هم ولاة الأمور الذين تجب طاعتهم وإعطاؤهم حق ولي الأمر ، قال : ( لما أمر الله سبحانه القضاة والولاة إذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالحق أمر الناس بطاعتهم هاهنا ، وطاعة الله تعالى هي امتثال أوامره ونواهيه ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هي فيما أمر به ونهى عنه ، وأولي الأمر : هم الأئمة والسلاطين والقضاة وكل من كانت له ولاية شرعية لا ولاية طاغوتية ، والمراد طاعتهم فيما يأمرون به وينهون عنه ما لم تكن معصية ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله ) إلى آخر كلامه رحمه الله .
وجزاكم الله خيراً ..
خامساً : من هم أولو الأمر؟
قال شيخ الإسلام : ( وأولو الأمر أصحاب الأمر وذووه، وهم الذين يأمرون الناس، وذلك أمر يشترك فيه أهل اليد والقدرة، وأهل العلم والكلام، فلهذا كان أولو الأمر صنفين من الناس: العلماء والأمراء، فإذا صلحوا صلح الناس، وإذا فسدوا فسد الناس، كما قال أبو بكر الصديق للأحمسية لما سألته: ما بقاؤنا على هذا الأمر؟
قال : ما استقامت لكم أئمتكم (1). ويدخل فيهم الملوك والمشايخ وأهل الديوان، وكل من كان متبوعاً فإنه من أولي الأمر، وعلى كل واحد من هؤلاء أن يأمر بما أمر الله به، وينهى عما نهى الله عنه، وعلى كل واحد ممن عليه طاعته أن يطيعه في طاعة الله، ولا يطيعه في معصية الله) (2) .
وقال أيضاً: (ويجب على أولي الأمر، وهم علماء كل طائفة وأمراؤها ومشايخها أن يقوموا على عامتهم، ويأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر) (3)، وذهب ابن كثير وكذلك الشنقيطي إلى أنها عامة في الأمراء والعلماء (4)، وهذا مما يبين أن أولي الأمر ليسوا هم الخلفاء فقط كما يظن كثير من الناس.

(1) رواه البخاري في كتاب المناقب باب أيام الجاهلية، والدرامي في المقدمة - باب كراهية أخذ الرأي، عن قيس بن أبي حازم قال: ( دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فراها لا تكلم، فقال: ما لها لا تكلم؟
قالوا: حجة مصمتة. قال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل فإن هذا من عمل الجاهلية، فتكلمت. فقالت: من أنت؟ قال: امرؤ من المهاجرين.
قالت: أي المهاجرين ؟ قال : من قريش . قالت: من أي قريش أنت ؟
قال: إنك لسئول !
أنا أبو بكر . قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟
قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت: وما الأئمة ؟
قال : أو ما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم ؟
قالت: بلى، قال : فهم أولئك على الناس ) وهذا لفظ البخاري .
(2) مجموع الفتاوى 28/170.
(3) مجموع الفتاوى 3/413.
(4) انظر تفسير قوله تعالى: {وأولي الأمر منكم} (النساء: 59) في تفسير ابن كثير وفي أضواء البيان للشنقيطي .

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ". وفي رواية أخرى ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ". وأوضح رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِسْلامُ عَشَرَةُ أَسْهُمٍ ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لا سَهْمَ لَهُ : شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَهِيَ الْمِلَّةُ . وَالثَّانِي : الصَّلاةُ ، وَهِيَ الْفِطْرَةُ . وَالثَّالِثُ : الزَّكَاةُ ، وَهِيَ الطُّهُورُ . وَالرَّابِعُ الصَّوْمُ : وَهُوَ الْجُنَّةُ . وَالْخَامِسُ الْحَجُّ ، وَهُوَ الشَّرِيعَةُ . وَالسادسُ : الْجِهَادُ ، وَهُوَ الْغَزْوُ . وَالسابعُ : الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَهُوَ الْوَفَاءُ . وَالثامِنُ : النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَهِيَ الْحُجَّةُ . وَالتاسعُ : الْجَمَاعَةُ ، وَهِيَ الأُلْفَةُ . وَالْعَاشِرُ : الطَّاعَةُ ، وَهِيَ الْعِصْمَةُ " .

أخير : ا نقول للمؤمنين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية إنه يجب طاعة الله خالق الخلق أجمعين ثم طاعة رسوله المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم طاعة أولي الأمر من المؤمنين الذي يحكمون بالشريعة الإسلامية ، والذين يسعون لجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى وليس الذين يطيعون المحتلين والمستعمرين والظالمين والكافرين والعصاة والفاسقين والمشركين فهؤلاء ليس لهم طاعة .
أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم .

1-وهل إذا ارتكب احد نواقض الإسلام المجمع عليها انتفت عنه الولاية ؟
2-وهل يأثم المسلم إن يموت وليس في عنقه بيعه لأحد لعدم وجود من هو أهل لذلك ؟
أخي الكريم استمع للجواب عن الأسئلة التي طرحتها من خلال كلام العلماء على هذا الروابط :
معنى البيعة للشيخ عبدالعزيز بن باز .
http://www.sohari.com/nawader_v/fata...-baz-bay3ah.rm
وجابنا تجاه الحكام للشيخ عبدالعزيز بن باز
http://www.sohari.com/nawader_v/fata...-baz-hukkam.rm
الموقف من الدولة للشيخ محمد بن عثيمين
http://www.sohari.com/nawader_v/fata...imin-dawlah.rm
متى يجوز الخروج على الحاكم؟؟ للشيخ صالح آل الشيخ
http://www.sohari.com/nawader_v/fata...uroh-hakem.ram
الحاكم الذي يمكن لأهل الشر ! للشيخ عبدالله بن جبرين
http://www.sohari.com/nawader_v/fata...lemam-walo.ram
من مات وليس في عنقه بيعة للشيخ عبدالمحسن العباد
http://www.sohari.com/nawader_v/fata...y3ah-aemam.ram

والحمد لله ولا اله إلا الله محمد رسول الله

والله أعلم

ملاحظة : لمن يريد الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير


يتبع أن شاء الله

ali_k28-01-10 07:59 AM

1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم



44- السؤال : لماذا الأئمة أئمة الشيعة ماتوا اما بالسيف أو بالسم ؟

الجواب مع الشرح : ونسئل نحن أيضا الشيعة .. أين هي تلك العصمة وعلم الغيب وقل الشيء كن فيكون عند الأئمة أذن ؟

وبعد :الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله

فنقول - وبالله التوفيق ـ أما كيفية مقتل عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد تضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها، وباختصار نقول :
ذكر الإمام ابن الجوزي في : صفة الصفوة مقتله فقال: عن زيد بن وهب قال: قدم عليّ على قوم من أهل البصرة، من الخوارج،
فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة،
فقال له : اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. فقال له عليّ عليه السلام: بل مقتول ضربةً على هذا تخضب هذه يعني لحيته من رأسه، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى. وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟
هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم .

وعن أبي الطفيل قال : دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال : ما يحبس أشقاها ؟
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك. وعن أبي مجلز
قال : جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلي في المسجد،
فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك،
فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه، فإذا جاء القدر خليّا بينه وبينه، وإن الأجل جُنَّة حصينة.
قال العلماء بالسير: ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان، وقيل ليلة إحدى وعشرين منه سنة أربعين، فبقي الجمعة والسبت، ومات ليلة الأحد، وغسله ابناه ، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن في السحر. انتهى. وقال ابن العماد في شذرات الذهب :
قيل : والسبب في قتل علي رضي الله عنه أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل عليّ، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فانتدب لذلك ابن ملجم، والحجاج بن عبد الله الضمري، ودادويه العنبري، فكان من أمر ابن ملجم ما كان . وضرب الحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرح أليته ، قيل إنه قطع منه عرق النسل فلم يُحبل معاوية بعدها، وأما صاحب عمرو فقدم مصر لذلك فوجد عمرا قد أصابه وجع في تلك الغداة المعينة، واستخلف على الصلاة خارجة بن حذافة، الذي كان يعدل ألف فارس فقتله يظنه عمراً، ثم قُبض، فأدخل على عمرو فقال له :
( أردْت عمراً وأراد الله خارجة) فصارت مثلاً.. إلخ. والله أعلم.

أما عن مقتل الحسين: فنقول وبالله التوفيق : استشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما ـ بكربلاء ـ عن ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك كما يقول ابن العماد في شذرات الذهب: أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرض له عبد الله بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه: علياً الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ومختصر ذلك أن يزيد لما بُويع له بعد موت أبيه، وكان أبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ له البيعة،
فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له : مثلنا لا يبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زياد لحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل: عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجع الحسين أي : احبسه "
الجعجاع : المكان الضيق"، ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفاً، وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص . واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيل السبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً فيهم الحارث بن يزيد التميمي، لأنه تاب آخراً حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه،
قيل : ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد،
وهو يقول : أوقر ركابي فضة وذهباً ...إني قتلت الملك المحجبا ! قتلت خير الناس ... أماً و أباً ... فغضب لذلك وقال : إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته ؟
والله لألحقنك به وضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا. قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومن أمر به أو رضيه.. إلخ انتهى . والله أعلم .

وأيضا :
فقد لطخ الروافض التاريخ بالروايات المكذوبة والقصص الملفقة من أجل تغطية جريمتهم النكراء التي قاموا بها ضد سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحسين ) رضي الله عنهما حينما دعاه شيعة البصرة لينصروه ثم خرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ظلماً وعدواناً كما شهد بذلك شيخهم محسن الأمين في كتابه ( أعيان الشيعة ) 1 / 32 حيث قال ما نصه : ( ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به ، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم فقتلوه ) ومن جملة هؤلاء الخونة ( شمر بن ذي الجوشن ) الذي كان من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقام بقطع رأس الحسين رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة ، وهذه من الحقائق التي يتجنب الرافضة ذكرها .

نعم هذا هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه نعم هذا هو من قتل علي رابع الخلفاء الراشدين والمبشر بالجنة أبا الحسن والحسين سيدا شباب الجنة قتل علي بضربة سيف وهو يردد قول الله تعالى ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رءوف بالعباد ) .
إذا دم الحسين رضي الله عنه عند من تسموا بشيعة علي رضي الله عنه ودعوه ليبايعوه فقتلوه .. وصدق علي رضي الله عنه في كل ماقاله عنهم في نهج البلاغة . يتسمون بمناصرته ويقتلون أبنه سيد شباب أهل الجنة .

سبحان الله ما أشبه الأمس باليوم فنحن اليوم كما نسمع ونرى ما بين ظهورنا أناس يقولون أنهم من محبي أل البيت ولكنهم كما قال صلى الله عليه و سلم لا يجاوز حناجرهم أو ما بمعناه يمرقون من هذا الدين كما يمرق السهم من المرية تراهم يكفرون من قال لا اله إلا الله و يكفرون الناس وهمهم نصرة الدين كما يظنون فحالهم كحال عبد الرحمن بن ملجم حتى قتل علي خير البشر في وقته .. نعم هم مثله و هم منه ..يتلون القران ويحرفونه على أهوائهم كما فسر القران على هواهم حتى تجرأ أن يردده وهو يقتل الإمام علي رضي الله عنه .

وما يزيد الأمر عجبا أن الكثير من هؤلاء المخدوعين لا يأخذون العبرة بل يصرون على جهلهم وعلى تكفيرهم وما نحن فيه اليوم من مصائب وفتن هنا وهناك إلا من هذا البلاء إلا من هؤلاء المضللين الذين ينشرون الفساد والمتعة والتحريف باسم الدين نعم وهم بالأصح يحاربون الدين ..
ونصيحة لكل شاب شيعي اتق الله في نفسك قبل أن تصبح مثل ابن ملجم قبحه الله قتل الإمام علي بسبب جهله واتبع أئمة الشر من سلالة أبن سبا اليهودي و لا يغررك نباح الجهالة إن قالوا لك أنت جبان فهذا كلام ابتدعوه لا يؤثروا فيك أخي فهذه نصيحة .

يا شيعة : هل تعلمون اعتقاد الشيعة الإثني عشريه : أنهم يقِرُّون ويعترفون: أن التشيع أصله يهودي يعود لابن سبأ اليهودي !، وأن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم حرَّقهم بالنار وتَبَرَّأ منهم .
انظر: كتاب (فرق الشيعة) للنوبختي صفحة 22، وانظر: كتاب (اختيار معرفة الرجال) للطوسي107.
وهم القائلون والمعترفون المفتخرون بسبب تسميتهم بالرافضة.
انظر : كتاب (بحار الأنوار) للمجلسي 65/97 ).

في النهاية سؤال للشيعة: في هذه القضية نسف لقضية أخرى آلا وهي زعم ( علم الغيب للأئمة ) ..فكيف يقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يعلم الغيب كما يزعم الشيعة ؟ وأيضا يخرج ( الحسين رضي الله عنه ) إلى أهل الغدر وهو يعلم بأنهم سيقتلونه إذا كان يعلم الأمور الغيبية حسب زعمهم ؟

إلا يشاهد الرافضي ماذا يحل بهم خلال 1400 سنه من غدرهم بالحسين رضي الله عنه وقتله ودعاء أئمتهم عليهم وما يحصل من تطيير وتطبير في عاشوراء إلا عذاب لهم بسبب دعاء ألائمه عليهم .

فالحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة ! لماذا يبكون ويطبرون أنفسهم على من هم في الجنة ؟.

والله أعلم

------------------------

تم جمع الأسئلة 45 + 49 في شرح واحد لتشابه الأسئلة في الرد عليه .

45- سؤال : ألم يستخدم النبي موسى والخضر عليهما السلام التقية حينما ثقبا في سفينة المساكين كي لا يأخذها الملك ؟
49 - سؤال : - أليس الخضر وعيسى عليهما السلام مغيبان عن الأنظار؟


ومن قال ذلك وما هو دليلك وأين هو البرهان أم أنك تعتمد على أقاويل اليهود

وبعد:

الجواب مع الشرح : أنها مدرسة وتعليم من رب العالمين لبني أدم ، وأن القصة هذه من بدايتها إلى نهايتها درس من المعاني التربوية القرآنية الرائعة .

في كل كلمة منحى بديع ولفتة راقية : وإذ قال موسى لفتاه : لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو امضي حقباً " إن لموسى عليه السلام هدفاً محدداً يسعى لتحقيقه ..
ا- يريد أن يلقى معلماً يتعلم منه صلاح أمره في دنياه وآخرته .
ب- في مكان محدد يلتقيان فيه .
ج- في وقت ينتظره المعلم فيه .
وعلى التلميذ أن يسعى إلى العلم لا أن يسعى المعلم إليه فهذا أكرم للعلم والمعلم والمتعلم فالعلم إن جاء سهل المتناول زهد المتعلم فيه .
وأعظم للمعلم في عين المتعلم أن يسعى الأخير إلى الأول ليعرف قدره وقدر ما يحمله ، فيتعلق بهما .
ونرى الإصرار العجيب على لقاء المعلم والنهل من علمه في قوله : " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً " فهو مصمم على بذل الجهد ليصل إلى مبتغاه – لقاء الأستاذ في المكان المنشود - ولو أمضى عمره يبحث عنه " أو امضي حقباً " والحقبة أربعون سنة كما قال العلماء ، فما بالك بذكر الجمع " حقباً " ؟! .
إنه دليل على الهمة العالية والسعي الحثيث إلى العلم والعلماء . وما يزال العلم بخير مادام طالبوه يطلبونه في مجالسه ويوقرون حامليه . ألم يرد في الأثر :" نعم الأمراء على أبواب العلماء ، وبئس العلماء على أبواب الأمراء " ؟ ..
وهذا نبي كريم موسى عليه السلام على جلال قدره وعلوّ مكانته يسعى إلى الرجل الصالح حين علم أن لديه علماً يُستفاد لم يحزْه موسى " وفوق كل ذي علم عليم " .

مصاحبة الكبيرِ الصغيرَ فائدة لكليهما فالأول يشرف على تربيته ، ويعلمه الحياة ، ويصوب أخطاءه ، ويسدد خطاه .

والثاني يخدمه ، ويعينه على قضاء حوائجه . وقد أفلح موسى في تربية الفتى " يوشع بن نون " عليه السلام إذ بعثه الله تعالى نبياً، فقاد مسيرة المؤمنين وحمل لواء الدعوة بعد أستاذه ، وفتح الله على يديه القدس الشريف . لما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما ، فاتخذ سبيله في البحر سرباً " وكلمة " مجمع بينهما " حار فيه كثير من المفسرين فمنهم من جعله الأرض الشاسعة بين بحر قزوين وخليج فارس !، ومنهم من قال : إنه بين خليج الإسكندرون وبحر إيجة !
ومنهم من ذكر أنها الأرض بين بحر غزة وخليج العقبة ! وقد ظنوا بكلمة " البحرين " المياه المالحة ، فتاهوا في أقوالهم .. إنه ليس من الممكن أن يلتقي أحد بمن يريد على مساحات ضخمة شاسعة تبلغ آلاف الكيلومترات تضيع فيها الجيوش والأمم !وهل من المعقول أن يُضْرَبَ موعدٌ لرجلين في صحراء سيناء الواسعة الشاسعة ، أو أن يشد موسى الرحال إلى إيران ، أو أسيا الوسطى وهو في فلسطين ؟! وقد غاب عن كثير منهم أن البحر يطلق على الماء المالح والماء الحلو في قوله تعالى : " وهو الذي مرج البحرين ، هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج " والنهر يصب في البحر ، فهو مجمعهما .

أي : في قطعة من الأرض لا تتجاوز عشرات الأمتار، قريبة من مقام موسى عليه السلام يقطعها إن جدّ السيرَ بساعات قليلة أو ببعض يوم . وسياق الحديث يدل على ذلك . وهل يجوز لموسى أن يدع قومه اليهود أياماً وشهوراً وهم على ما هم عليه من ضعف الإيمان وشوائب العقيدة ، ويلتقي رجلاً مدة ليست باليسيرة ، قد تطول أياماً وشهوراً أيضاً فيعود ليجدهم قد تاهوا في الضلالة وهو العالم بشؤونهم الحريص على هدايتهم !؟

الإنسان ضعيف على الرغم من جلده في كثير من أموره ، ولو كان من أولي العزم . وأول دليل على ذلك أنّ موسى أصر على لقاء الرجل ولو طوى الأرض في سبيل هذا الهدف . لكنه إذ شعر بالجوع بعد السير الطويل واجتياز مكان اللقاء دون أن ينتبها إليه قال لفتاه " آتنا غداءنا ، لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً " وكان غداؤُه السمكة المشوية التي تحركت بعد أن عادت إليها الروح بإذن الله تعالى حين استلقى نائماً على الصخرة التي كان من المفروض أن يلتقي صاحبه عليها وغابت في شقوقها عائدة إلى الماء بقدرة خالقها وبارئها الذي يعيد الخلق كما بدأه وقتما يشاء .
والدليل الثاني أن النسيان ضعف يضيّع على الإنسان كثيراً مما خطط ودبّر . فقد نام موسى على الصخرة حين سرب الحوت إلى الماء ولم يكن الفتى نائماً فرأى بأم عينه الأمر الغريب ، ولم يشأ أن يوقظ نبيه الكريم احتراماً وتقديراً ولسوف يخبره حين يستيقظ .

ولا بد أن نشير هنا إلى الأدب الذي ربّيَ عليه الصغير في التعامل مع الكبير، وإلى آفة النسيان التي ابتلي بها الإنسان للدلالة على ضعفه . فلما استيقظ موسى عليه السلام وسارا بحثاً عن الرجل الصالح نسي الفتى قصة السمكة على غرابتها وعجيب أمرها . ومن الأدب أيضاً مع الله تعالى أنْ نسَب الفتى نسيانه أمر السمكة إلى الشيطان ، واعتبر هذا النسيان عيباً. والعيب كله في الشيطان عدو الإنسان . مع أن الله تعالى كان أخبر نبيه موسى أنه سيلقى الرجل الصالح في المكان الذي يفقد فيه الحوت . فهو أمر مخطَّط له كي يحدد المكان فلا يخطئه .

والحقيقة أن موسى وفتاه نسيا المكان وسارا لأنهما لم يقولا " إن شاء الله " فيما عزما عليه ، فموسى أخبر فتاه عن عزمه على بلوغ مجمع البحرين دون أن يربط ذلك بمشيئة الله تعالى ، وكذلك فعل فتاه فدمجهما الله تعالى بذكرهما في النسيان " .. نسيا حوتهما .. " وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن الروح والفتية – أصحاب الكهف – وذي القرنين إنه سيعطيهم الجواب غداً دون أن يربط ذلك بمشيئة الله فتأخر الجواب خمسة عشر يوماً ثم نزل عليه قوله تعالى : "
ولا تقولنّ لشيء : إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله " وأمره أن يذكر الله تعالى ، فقال : " واذكر ربك إذا نسيت ، وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا " . ومن الأدب التربوي في هذه القصة كذلك أن موسى حين علم بخطئه وخطأِ فتاه لم يشغل نفسه بلوم نفسه أو لوم صاحبه فهناك أمر مهم جداً عليهما تداركه قبل فواته . إنه لقاء الرجل المعلم .
فماذا فعلا ؟
إنهما
أ – عادا سريعاً لم يضيعا الوقت ، والدليل على ذلك قوله تعالى : " فارتدا ..." وهذه الكلمة مع الفاء – حرف العطف والترتيب والتعقيب - تدلان على سرعة الحركة والعزم على الوصول بقوة إلى الهدف .
ب- عادا من حيث جاءا ، يستهديان بآثار الخطوات التي مشياها كي لا ينحرفا عن الصخرة " ..
على أثارهما قصصاً ..." .
جـ - فكان عاقبة سرعتهما وجَدِّهما أن وصلا إلى الهدف فوراً " فوجدا عبداً من عبادنا .." .

بعض صفات المعلم الرباني :
أ‌- هو عبد من عباد الله تعالى ، فلم يستعمل التقية في أعماله كما يدعي البعض ! والعبودية لله أعلى مراتب الإنسانية ، لأن صلة العبد بربه تسمو به ، وتفتح له مغاليق الأمور ، أن ما أقدم عليه مثلا بثقب السفينة وهذا بوحي من الله سبحانه وتعالى وعلم الغيب والأحداث الذي علمه الله له . وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل الصالح هو الخضر ، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروه بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء " هذا حديث صحيح غريب ، والفورة هنا وجه الأرض . قيل : إنه عبد صالح غير نبي ، والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي. والإنسان يتعلم عادة ممن فوقه ، ولا يتعلم نبي إلا من نبي ، ولا يجوز أن يكون فوق النبي من ليس بنبي . وقيل غير ذلك ، ولا يهمنا هذا الأمر بشيء ، وذكرناه للعلم به فقط ) .

ولا اله إلا الله محمد رسول الله

والله أعلم

ملاحظة : لمن يريد الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير


يتبع إن شاء الله 

ali_k29-01-10 03:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



46- سؤال : هل يقوم الشيعة بعبادة الرسول وأهل بيته أم يتخذونهم الواسطة و وسيلة للتقرب من الله ؟

الجواب مع الشرح : بسم الله الرحمن الرحيم.

)وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ( آل عمران 144 ) .

وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) )البقرة: 186( ما أعدلك من ملك وما أعظمك من رب بابك مفتوح لا يرد أبداً كريم رحيم غفور رحمن يجيب ربنا دعوة المضطر إذا دعاه بدون واسطة قال تعالى :)( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) بدون واسطة فقط دعاء من العبد إجابة من الملك .؟
بقوله :( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( .
أدعوه هو لاغير كما قال لكم قال أدعوني
وقال :( أدعوا ربكم) وقال : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) .

قال تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فدعوه بها) أدعوه هو بأسمائه لا تدعوا غيره فإن دعاء غير الله هذا من فعل المشركين الضالين فالنصارى يدعون مع الله غيره فهل تريد أن تكون مثلهم
قال تعالى : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) .
وقال تعالى :( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) .

جميع من دعي من دون الله لا يملك مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض فكيف تدعون أنهم يقدرون والقرآن يقول لا هل تريدون تكذيب وتحريف كلام الله أم هل تريدون إتباع أهواء السابقين كما فعل المشركين الأولين قالوا وجدانا عليها آبائنا والله أمرنا بها إن الله يا معشر الشيعة لم يا مرنا بالشرك قطعا بل إن دعاء غيره جل جلالة تنقيص من قدره .

قال تعالى : ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) .معشر الشيعة أنكم لتعلمون أن دعاء غير الله من الشرك والله عز وجل يقول فلا تجعلوا لله أنداداً وانتم تعلمون ثم إن جميع الآيات بأسم الله وليست لمن تنادي أيها الشيعي فهل أنت مستجيب لأمر الله أم لأمر من هو خلق من خلق الله .؟

سبحان الله جميع الآيات السابقات تدل على وجوب دعاء لله وحده وأنتم تريدون التعصب فقط وتتركون كلام الله ثم إن التقرب إلى الله كما أمر الله ليس كما قال الأعرابي وغيره ممن ذكرتم بكتبكم سبحان الله تستشهد بشيء مشكوك لتنصر مذهبك وتترك كلام العزيز الحكيم سبحان الله ما أعجبكم !.

وبعد:
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: وهكذا كل من فارق جماعة المسلمين وخرج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشريعته من أهل الأهواء المضلة والبدع المخالفة، ولهذا قاتل المسلمون أيضا الرافضة الذين هم شر من هؤلاء، وهم الذين يكفرون جماهير المسلمين مثل الخلفاء الثلاثة وغيرهم، ويزعمون أنهم هم المؤمنون ومن سواهم كافر، ويكفرون من يقول إن الله يرى في الآخرة، أو يؤمن بصفات الله وقدرته الكاملة ومشيئته الشاملة، ويكفرون من خالفهم في بدعهم التي هم عليها، فإنهم يمسحون القدمين ولا يمسحون على الخف، ويؤخرون الفطور والصلاة إلى طلوع النجم، ويجمعون بين الصلاتين من غير عذر، ويقنتون في الصلوات الخمس، ويحرمون الفقاع وذبائح أهل الكتاب، وذبائح من خالفهم من المسلمين؛ لأنهم عندهم كفار.

ويقولون على الصحابة رضي الله عنهم أقوالا عظيمة لا حاجة إلى ذكرها هنا إلى أشياء أخر، فقاتلهم المسلمون بأمر الله ورسوله، فإذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة حتى أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتالهم فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام أو السنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا من الإسلام والسنة حتى يدعي السنة من ليس من أهلها . بل قد مرق منها وذلك بأسباب: منها الغلو الذي ذمه الله تعالى في كتابه؛ حيث قال ) : يَا أَهْل الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ) وقال تعالى ) :
يَا أَهْل الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ): إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) وهو حديث صحيح.

أما توسطهم ، توسط أهل السنة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فورد في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعلي تهلك فيك طائفتان وقع ذلك، وقع أن طائفة كذبوه وكفروه، ويتقربون بسبه، ولهم بقايا الآن في عمان الإباضية، وكذلك فرق كثيرة في إفريقيا على طريقة الخوارج ، الخوارج هم الذين يكفرونه، وقتله أحدهم وهو ابن ملجم ومدحه بعضهم، الشاعر الذي مدح ابن ملجم ويقال له

عمران بن حطان يمدحه بقوله
:
يا ضربـة من تقي ما أراد بهــا *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنـي لأذكـره يوما فأحسبه *** أوفى الـبرية عند الله ميزانا

ومنها التفرق والاختلاف الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، ومنها أحاديث تروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي كذب عليه باتفاق أهل المعرفة يسمعها الجاهل بالحديث فيصدق بها؛ لموافقة ظنه وهواه، وأضل الضلال اتباع الظن والهوى كما قال الله تعالى في حق من ذمهم ): إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ( وقال في حق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم) : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (فنزهه عن الضلال والغواية اللذين هما الجهل والظلم فالضال هو الذي لا يعلم الحق والغاوي هو الذي يتبع هواه، وأخبر أنه ما ينطق عن هوى النفس، بل هو وحي أوحاه الله إليه، فوصفه بالعلم ونزهه عن الهوى. وأنا أذكر جوامع من أصول الباطل التي ابتدعها طوائف ممن ينتسب إلى السنة وقد مرق منها، وصار من أكابر الظالمين وهي فصول. الفصل الأول... نكتفي بهذا. ذكر أن كل الفرق وكل النحل يدعون أنهم أهل الصواب، وأن الحق في جانبهم، ولو كانوا بعيدين عن الحق، ويتمسكون بالباطل الذي انتحلوه والذي ابتدعوه، والأدلة الواضحة في كتاب الله وسنة رسوله تدل على بعدهم عن الحق، وبعدهم عن الصواب؛ فلأجل ذلك أهل السنة يتواصون بالتمسك بالسنة التي هي سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويحرصون على تحقيق وصيته صلى الله عليه وسلم في آخر حياته؛ حيث قال) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ) إلى أن قال ) : فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ). هذا دليل شفقته عليه الصلاة والسلام ، وفي حديث آخر أنه قال ) : فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) بعض الروايات ) : فسيرى اختلافا كثيرا ).

حقا وقع الاختلاف، وقع التفرق تفرق الأمة، فنبغت في عهد آخر الخلفاء الراشدين في عهد علي طائفة الخوارج، وانطبقت عليهم الصفات التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنه قال ) : تمرق مارقة على حين فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) فقتلهم علي وفي حديث آخر أنه قال لما أتاه ذو الخويصرة وقال له: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله. قال ) : إن من ضئضئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )(يمرقون من الدين) يمرق المروق هو الدخول والخروج منه، السهم هو الذي يرمى به، إذا وقع في الرمية مثلا كالظبي ونحوه دخل من جانب فخرج من جانب قبل أن يتلوث بدم أو فرث أو نحو ذلك. فذكر أن دخولهم وخروجهم لا يتأثرون بشيء من الدين،

ثم أمر بقتالهم بقوله: ( لئن لقيتهم لا قتلنهم قتل عاد، أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم( والحاصل أن هذه الطائفة من الطوائف الذين خرجوا، ومن عقيدتهم الاعتماد على القرآن، وعدم قبول السنة مهما كانت صحيحة، فلا يقبلون الأحاديث ولو نقلها من نقلها من أجلاء الصحابة، ويعتمدون على القرآن، ومع ذلك فإنهم يتمسكون بآيات فيها التبشير ويجعلونها كدليل على الفسوق وعلى ما هم عليه ، حيث إنهم يكفرون بالذنوب ، ويجعلون الذنب كفرا والعفو ذنبا، هذه الطائفة حدثت في السنة السادسة والثلاثين من الهجرة.

ثم في آخر أيضا خلافة علي حدثت طائفة الرافضة الغلاة ، وكان أول حدوثهم في عهد علي أن رجلا يقال له ابن سبأ جمع من أطاعه فأمرهم بأن يسجدوا لعلي وقال: هو إله، هو الإله، هو الرب. ثم تفلت هو وهرب والذين لقنهم هذه العقيدة أن عليا هو الله أحرقهم علي رضي الله عنه ولكن بقي لهم بقايا، وتمكنوا إلى هذه الأزمنة، وانتشروا وصاروا يؤلفون الكتب فيذكرون عقائدهم، ويطعنون في عقيدة أهل السنة.
ذكر الشيخ كما سمعنا نموذجا من عقيدتهم، ذكر أنهم يكفرون أجلاء الصحابة ومنهم الخلفاء الراشدون الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان فيجعلونهم مارقين من الدين! ويجعلونهم مغتصبين للخلافة وليست لهم، ويسمون أبا بكر وعمر صنمي قريش، يطبقون عليهما قول الله تعالى ) : يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) الجبت والطاغوت أبو بكر وعمر عندهم . وكذلك أيضا بقية الصحابة يكفرونهم إلا أفرادا قليلين، كعلي وذريته والذين صبروا معه كعمار وسلمان ونحوهما، والذين ماتوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من عقيدتهم.

كذلك أيضا ذكر أنهم يبتدعون بدعا زائدة على القرآن، فمن بدعهم أنهم لا يفطرون إذا غربت الشمس، بل ينتظرون في الإفطار وفي صلاة المغرب أن تبدو النجوم، وقد شابهوا في ذلك اليهود، الرافضة واليهود متقابلون لا يفطرون حتى تشتبك النجوم. وكذلك أيضا من بدعهم أنهم يمسحون على القدمين المكشوفتين في الوضوء، ويستدلون بقراءة الخفض في قوله: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ) وينكرون الأحاديث التي فيها )ويل للأعقاب من النار ) . ومن بدعهم أنهم ينكرون المسح على الخفين مع كثرة الأحاديث التي فيه، ومن بدعهم أنهم يستحلون نوعا من الزنا يسمونه نكاح المتعة وهو في الحقيقة زنا، ولكنهم يتأولون في إباحته، وهكذا أيضا معروف شر بدعهم في تحريم بعض الطيبات الفقاع التي ذكر أنهم يحرمونها نوع من النبات، ويمكن أن يكون هو ما يعرف بالكمأة.

وكذلك أيضا بدعهم سيئة، وأشدها أنهم يغلون في أهل البيت غلوا يوصلهم إلى أن يعبدوهم من دون الله، وهذه المسألة مسألة الغلو قالوا: إن بدع الغلاة الذين عبدوا غير الله عبدوا القبور وبنوا عليها مبدأها من الرافضة، فإنهم لما عرفوا أن عليا قتل في الكوفة وأخفي قبره خوفا عليه من الخوارج، جاءهم الشيطان ودلهم على مكانه وقال : هذا قبره، فبنوا في مكان يقال له: النجف بنايات عظيمة، وصاروا يطوفون بهذا المكان، ويذبحون فيه، وينذرون له، ويصلون حوله، ويدعونه ويتمسحون بتلك التربة ويتبركون بها، وجاءهم الشيطان فزين لهم هذا الغلو فصاروا يعبدونه في كل الحالات، حتى سمعناهم في الطواف وفي عرفة يدعونه يدعون عليا ويصفونه بصفات لا تليق إلا بالله، أنه الذي يحيي ويميت، وأنه على كل شيء قدير، وأنه الذي يتصرف في الكون، وأن جميع الكون كله تحت تقديره وتحت تدبيره، فجعلوه أعظم من الخالق سبحانه، ووصفوه بما لم يصفوا به الرب تعالى، ولا يزالون على ذلك.

كذلك أيضا جاءهم الشيطان أيضا لما عرفوا أن الحسين قتل قرب الكوفة ورأس الحسين أرسل إلى الشام وأما جثته فدفنت وأخفيت أيضا، ولكن جاء الشيطان إليهم وخيل لهم أنه دفن في هذه البقعة، وسموها كربلاء وصاروا يحجون إلى ذلك المكان، ويطوفون به ويفضلون الحج إلى كربلاء على حج بيت الله الحرام ويدعون إلى ذلك. هذا الغلو الذي وقعوا فيه حقيقته أنه شرك بالله تعالى؛ حيث إنهم خالفوا النصوص، سمعنا الآيات التي في النهي عن الغلو قول الله تعالى في سورة النساء ) : يَا أَهْل الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ).

فالغلو هو مجاوزة الحد، والنهي الذي جاء لأهل الكتاب جاء في كتابنا فهو نهي لنا، فإن كل الخطابات التي في القرآن موجهة إلى اليهود أو إلى أهل الكتاب مراد بها تنبيه الأمة ألا يفعلوا كفعلهم.
حيث إن من فعلهم وبالأخص النصارى الغلو في عيسى وفي أمه؛ حيث قالوا : إن الله ثالث ثلاثة،
عيسى وأمه وروح القدس، أو الله والمسيح وأمه، فأنكر الله تعالى ذلك عليهم وحكى ذلك عنهم ) : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ )
يعني يتحداهم ويحذر الأمة أن لا يفعلوا كفعلهم، وأنهم إذا لم ينتهوا سيمسهم عذاب أليم، فهذا دليل على أن الغلو أوقعهم فيما أوقعهم فيه.

ثم إنهم لما غلوا في هؤلاء في أهل البيت في علي وفي ذريته قلدهم الجهلة فاتبعوهم، فيوجد في كثير من البلاد الإسلامية قبور قد شيدت وبني عليها ورفعت،
وصار الناس يأتون إليها من أماكن بعيدة يتحرون الصلاة عندها، ويتحرون الدعاء عندها، ويدعون أنها إذا دعوا عندها شفعت في دعائهم ورفع، وأن الصلاة عندها أفضل من الصلاة في المساجد فوقعوا في الشرك، في العراق وفي اليمن وفي الشام وفي مصر وفي إفريقيا وفي الهند وفي السند وفي غالب البلاد الإسلامية . وحتى في هذه البلاد حتى طهرها الله تعالى في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، جاءهم الشيطان في بلد يقال لها : العيينة
وقال : إن هذا قبر زيد بن الخطاب فبنوا عليه بنايات وصاروا يعبدونه ويطوفون به، وكذلك في مكان آخر جاءهم الشيطان وقال : هذا قبر السيد الذي يسمونه تاج وآخر اسمه شمسان وآخر اسمه يوسف وأشباههم.

فالحاصل أن هذا النوع من الغلو يعتبر شركا وكفرا يحبط الأعمال، فلما أن الذين اشتهروا به أولا هم الرافضة وفعلوا ما فعلوا مما يخالف عقيدة المسلمين كفرهم المسلمون وقاتلوهم، وبالأخص ملوك في مصر يسمون أنفسهم الفواطم، أنهم من ذرية فاطمة وهم كذبة، يعرفون ببني عبيد القداح، ولما أنهم ظهرت مخالفاتهم وظهر شركهم وغلوا في الصالحين وغلوا في الأولياء أو من يسمونهم أولياء من الصوفية ونحوهم عند ذلك قاتلهم أهل السنة، وانتزعوا الملك منهم، وقضوا عليهم حتى تفرقوا، ولم يزل أهل السنة يحذرون من الرافضة، ويبينون عداءهم للإسلام وللمسلمين.

فالحاصل أن هذا نوع من أسباب التفرق ، من أسباب الكفر وهو الغلو في الصالحين، وقد حذر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي سمعنا وفي حديث عن ابن عباس لما ركب النبي صلى الله عليه وسلم ناقته في مزدلفة وأراد التوجه إلى منى أمر ابن عباس أن يناوله سبع حصى ليرمي بها جمرة العقبة، فناوله سبع حصى مثل حصى الحذف، الحصى الذي يحذف به بين الأصابع، فجعل ينثرهن بيده ويقول ) : بمثل هذا فارموا يا عباد الله، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) فكأنه يقول : إن كونكم ترمون بحجارة كبيرة مثل بعر الإبل أو نحوها يعتبر غلوا، هذا من الغلو في الدين.

فإذا كان الغلو يدخل حتى في رمي الجمرات، فبطريق الأولى أن يكون مذموما الغلو في العباد، بأن يعتقد أن صاحب هذا القبر ينفع، أو أنه يقبل النذر، أو أنه يفيد من دعاه، أو أنه يملك ما لا يملك العباد، ويؤدي بهم هذا الاعتقاد إلى أن يعكفوا حوله، وأن يتبركوا بتربته، وأن يسافروا لأجله، وأن يتمسحوا به، وأن يهتفوا باسمه ، فكيف لا يكون هذا غلوا ؟!
بل هو مثل غلو النصارى في قولهم ): إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (أو في قولهم) : الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) .

يا شيعة:
إليكم هذه القصة بخصوص الوسيط بين البشر وربنا : في زمن مضى كان أل بابات
( بابات *** جمع بابا ) يبيعون للناس أراضي في الجنة وكانت أسعارها غالية جداً ورغم غلائها إلا أن الناس مقبلون عليها بشكل كبير جدا فـ كان الشخص بشرائه أرضاً في الجنة يضمن دخوله الجنة مهما فعل من معاصي في الدنيا ، ويأخذ الشخص صكاً ( عقداً ) مكتوب فيه أسمه وانه يملك أرضاً في الجنة !
كان ربح الكنيسة من هذه المبيعات عالياً جداًً ولكن في يوم من الأيام جاء أحد التجار اليهود للبابا وقال له :" أريد شراء النار كاملةً " ، فتعجب البابا من أمر هذا التاجر اليهودي وأجتمع مسؤولوا الكنيسة كاملة وقرروا بينهم القرار التالي ( أراضي النار أراضٍ كاسدةٌ خاسره، ولن يأتينا غبي أخر غير هذا الغبي ويشتريها منا ، إذا سنبيعها له بثمن عالي ونتخلص منها ) .
وقرر إل بابا أن يبيع له النار وأشترى اليهودي النار كاملةً من الكنيسة واخذ عليها صكاً ( عقداً ) مكتوب فيه أنه أشترى النار كاملةً .

وبعدها خرج التاجر للناس جميعاً وقال لهم أنه أشترى النار كاملةً ورأى الجميع العقد المكتوب فيه ذلك
وقال لهم :" إن كنت قد اشتريت النار كاملة فهي ملكي وقد أغلقتها ولن يدخلها أي أحد فـ ما حاجتكم لـ شراء أراضي في الجنة وقد ضمنتم عدم دخول النار لأني أغلقتها ؟

"وعندها لم يشتري أي شخص أرضاً في الجنة لأنه ضمن عدم دخول النار وعندها بدأت الكنيسة تخسر أموال تلك التجارة ولم تعد تدر لها شئ وعندها عادت الكنيسة واشترت النار من هذا اليهودي ولكن بـ أضعاف سعرها الأصلي وأدرك التاجر اليهودي بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به .!

هل فهمتم يا شيعة المقصود من هذه القصة ؟
إن التوسط لدخول الجنة لا يحتاج إلى وسطه من أئمة أو تربة أو لطم لشراء أو دفع أموال .. فقط يحتاج إلى عملك الطيب الذي يرضي الله عنه هل أنت مستعد لعبادة الله الواحد الأحد لا شريك له ؟.

قصصت هذه الرواية على رجل كبير السن فقال لي: وهل تعجب من هؤلاء الناس ! فقلت نعم أيوجد أناس بهذا المستوى من التفكير؟ فأجابني الرجل نعم . اغلبنا بمثل مستوى تفكيرهم رغم أنهم أفضل نية منا فقلت له كيف ؟ فقال ، من يتعاطى الخمر هل يجدها ملقاة على الطريق أم يذهب لشرائها بماله الخاص ؟

فقلت بل يشتريها بماله الخاص قال : ومن يقصد بيوت الهوى ، ومن يلعب القمار ، ومن يتناول السجائر والمخدرات ومن يسيء استخدام تكنولوجيا العصر في ما حرم الله وغيرها من يضيع الكثير من الأوقات فيما لا ينفع
كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري لأنفسنا بها قطعاً في جهنم أليس كذلك ؟
بينما نترك الصلاة والصيام والذكر والقران وغير ذلك الكثير من العبادات رغم توفرها بدون أن ندفع من جيوبنا شيئاً !

ولا نقبل أن نشتري الجنة حتى بأرخص الإثمان وأيسر الإعمال فمن الأصلح هؤلاء أم هؤلاء !؟
فأطرقت نظري إلى الأرض وانا اسأل الله أن يجعلني ممن يسعون إلى نيل رضا الباري عز وجل بالأفعال والأقوال وما رزقني من المال فهلموا إلى الشراء أيها الأحباب قصه توقفت كثيرا عندها وأدركت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى( . عن أبي سعيد ألخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده ، ليدخلن الجنة كلكم ، إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير » ، قيل : يا رسول الله ، ومن أبى أن يدخل الجنة ؟ فقال : « من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني دخل النار»... لم يرو هذا الحديث عن العلاء بن المسيب إلا خلف بن خليفة قال الألباني : إسناده صحيح على شرط البخاري ( السلسلة الصحيحة) .

فالحاصل أن طريقة أهل السنة هي التمسك بهذا الكتاب والسنة ، وأن من خالفهم من رافضة أو من خوارج أو من معتزلة أو نحوهم ولو استدلوا بالكتاب والسنة فإنهم في غاية الضلال والبعد عن السنة.

والله اعلم


يتبع أن شاء الله 

ali_k01-02-10 02:42 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم




47- سؤال : هل حقا بأن زواج المتعة كان سائدا زمن الرسول ولكن حرمه عمر ؟

الجواب مع الشرح :

متى حرمت متعة النساء ؟ ]

ومما وقع في هذه الغزوة إباحة متعة النساء ثم حرمها قبل خروجه من مكة ، واختلف في الوقت الذي حرمت فيه المتعة على أربعة أقوال
أحدها : أنه يوم خيبر ، وهذا قول طائفة من العلماء . منهم الشافعي وغيره . والثاني : أنه عام فتح مكة ، وهذا قول ابن عيينة وطائفة .

والثالث أنه عام حنين ، وهذا في الحقيقة هو القول الثاني ، لاتصال غزاة حنين بالفتح .
والرابع أنه عام حجة الوداع وهو وهم من بعض الرواة سافر فيه وهمه من فتح مكة إلى حجة الوداع كما سافر وهم معاوية من عمرة الجعرانة إلى حجة الوداع حيث قال قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمش قص على المروة في حجته وقد تقدم في الحج وسفر الوهم من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان ومن واقعة إلى واقعة كثيرا ما يعرض للحفاظ فمن دونهم .

ترجيح المصنف تحريم المتعة عام الفتح ]
والصحيح أن المتعة إنما حرمت عام الفتح لأنه قد ثبت في " صحيح مسلم " أنهم استمتعوا عام الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم بإذنه ولو كان التحريم زمن خيبر ، لزم النسخ مرتين وهذا لا عهد بمثله في الشريعة البتة ولا يقع مثله فيها ، وأيضا : فإن خيبر لم يكن فيها مسلمات وإنما كن يهوديات وإباحة نساء أهل الكتاب لم تكن ثبتت بعد إنما أبحن بعد ذلك في سورة المائدة بقوله ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) [ المائدة 5 ] ، وهذا متصل بقوله ( اليوم أكملت لكم دينكم ) [ المائدة 3 ] ، وبقوله ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) [ المائدة 3 ] ، وهذا كان في آخر الأمر بعد حجة الوداع أو فيها ، فلم تكن إباحة نساء أهل الكتاب ثابتة زمن خيبر ، ولا كان للمسلمين رغبة في الاستمتاع بنساء عدوهم قبل الفتح وبعد الفتح استرق من استرق منهن وصرن إماء للمسلمين .

فإن قيل فما تصنعون بما ثبت في " الصحيحين " من حديث علي بن أبي طالب : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نهى عن متعة النساء يوم خيبر ، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية " ) وهذا صحيح صريح ؟ .
قيل هذا الحديث قد صحت روايته بلفظين هذا أحدهما .

والثاني : الاقتصار على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر ، هذه رواية ابن عيينة عن الزهري . قال قاسم بن أصبغ : قال سفيان بن عيينة : يعني أنه نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر ، لا عن نكاح المتعة ذكره أبو عمر وفي " التمهيد " : ثم قال على هذا أكثر الناس انتهى ، فتوهم بعض الرواة أن يوم خيبر ظرف لتحريمهن فرواه حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعة زمن خيبر ، والحمر الأهلية واقتصر بعضهم على رواية بعض الحديث فقال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعة زمن خيبر ، فجاء بالغلط البين .

فإن قيل فأي فائدة في الجمع بين التحريمين إذا لم يكونا قد وقعا في وقت واحد وأين المتعة من تحريم الحمر ؟
قيل هذا الحديث رواه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - محتجا به على ابن عمه عبد الله بن عباس في المسألتين فإنه كان يبيح المتعة ولحوم الحمر فناظره علي بن أبي طالب في المسألتين وروى له التحريمين وقيد تحريم الحمر بزمن خيبر ، وأطلق تحريم المتعة وقال إنك امرؤ تائه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم المتعة وحرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر كما قاله سفيان بن عيينة ، وعليه أكثر الناس فروى الأمرين محتجا عليه بهما ، لا مقيدا لهما بيوم خيبر والله الموفق .

ولكن هاهنا نظر آخر وهو أنه هل حرمها تحريم الفواحش التي لا تباح بحال أو حرمها عند الاستغناء عنها ، وأباحها للمضطر ؟
هذا هو الذي نظر فيه ابن عباس وقال أنا أبحتها للمضطر كالميتة والدم فلما توسع فيها من توسع ولم يقف عند الضرورة أمسك ابن عباس عن الإفتاء بحلها ، ورجع عنه . وقد كان ابن مسعود يرى إباحتها ويقرأ ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) [ المائدة 87 ] ، ففي " الصحيحين " عنه قال ( كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا نساء فقلنا : ألا نختصي ؟
فنهانا ، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) [ المائدة 87 ] .

وقراءة عبد الله هذه الآية عقيب هذا الحديث يحتمل أمرين أحدهما : الرد على من يحرمها ، وأنها لو لم تكن من الطيبات لما أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم . والثاني : أن يكون أراد آخر هذه الآية وهو الرد على من أباحها مطلقا ، وأنه معتد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما رخص فيها للضرورة وعند الحاجة في الغزو وعند عدم النساء وشدة الحاجة إلى المرأة . فمن رخص فيها في الحضر مع كثرة النساء وإمكان النكاح المعتاد فقد اعتدى ، والله لا يحب المعتدين . فإن قيل فكيف تصنعون بما روى مسلم في " صحيحه " من حديث جابر وسلمة بن الأكوع ، قالا : خرج علينا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد أذن لكم أن تستمتعوا ) يعني : متعة النساء قيل هذا كان زمن الفتح قبل التحريم ثم حرمها بعد ذلك بدليل ما رواه مسلم في " صحيحه " ، عن سلمة بن الأكوع قال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثا ، ثم نهى عنها . وعام أوطاس : هو عام الفتح لأن غزاة أوطاس متصلة بفتح مكة .

فإن قيل فما تصنعون بما رواه مسلم في " صحيحه " ، عن جابر بن عبد الله ، قال ( كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى نهى عنها عمر في شأن عمرو بن حريث ) وفيما ثبت عن عمر أنه قال ( متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أنهى عنهما : متعة النساء ومتعة الحج ) قيل الناس في هذا طائفتان طائفة تقول إن عمر هو الذي حرمها ونهى عنها ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع ما سنه الخلفاء الراشدون ولم تر هذه الطائفة تصحيح حديث سبرة بن معبد في تحريم المتعة عام الفتح فإنه من رواية عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده وقد تكلم فيه ابن معين ، ولم ير البخاري إخراج حديث في " صحيحه " مع شدة الحاجة إليه وكونه أصلا من أصول الإسلام ولو صح عنده لم يصبر عن إخراجه والاحتجاج به
قالوا : ولو صح حديث سبرة لم يخف على ابن مسعود حتى يروي أنهم فعلوها ، ويحتج بالآية وأيضا ولو صح لم يقل عمر إنها كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنهى عنها ، وأعاقب عليها ، بل كان يقول إنه صلى الله عليه وسلم حرمها ونهى عنها .
قالوا : ولو صح لم تفعل على عهد الصديق وهو عهد خلافة النبوة حقا . والطائفة الثانية رأت صحة حديث سبرة ولو لم يصح فقد صح حديث علي - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (حرم متعة النساء ) فوجب حمل حديث جابر على أن الذي أخبر عنها بفعلها لم يبلغه التحريم ولم يكن قد اشتهر حتى كان زمن عمر رضي الله عنه فلما وقع فيها النزاع ظهر تحريمها واشتهر وبهذا تأتلف الأحاديث الواردة فيها . وبالله التوفيق .

مقارنة بين منزلة المرأة الشيعية المتمتعة و بين الأمة

أولا .. هما متساويتان في المنزلة
الكافي ج 5 ص 451
عن أبي عبد الله عليه السلام ( قال : قلت كم يحل من المتعة ؟
فقال : هن بمنزلة الإماء) )
درجة الرواية - صحيحة
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 24 - ص 303
ثانيا .. العدة
تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي - ج 8 - ص 157
عن أبي جعفر عليه السلام : ( وعدة المطلقة ثلاثة أشهر ، والأمة المطلقة عليها نصف ما على الحرة ، وكذلك المتعة عليها مثل ما على الأمة ) .
درجة الرواية : صحيحة - الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 24 - ص 184
وأضاف صاحب الحدائق معلقا ..
ثم قال : فيجتمع من الروايتين أن عدة المتعة حيضتان ولا يخفى ما فيه سيما
مع اختلاف الروايات في الأمة التي جعلوها أصلا للمتعة .
ثالثا .. الأمة أفضل من المتمتعة
فمالك الأمة لا تتزوج أمته إلا بإذنه بينما أب المتمتعة لا يشترط إذنه أو
موافقته. الكافي ج 5 ص 451
عن إسماعيل بن الفضل " قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المتعة
؟ فقال : الق عبد الملك بن جريح فاسأله عنها فإن عنده منها علما ، فلقيته
فأملى علي - منها شيئا كثيرا في استحلالها ، فكان فيما روى لي ابن جريح
قال : ليس فيها وقت ولا عدد ، إنما هي بمنزلة الإماء يتزوج منهن كم شاء ،
وصاحب الأربع نسوة يتزوج منهن ما شاء بغير ولي ولا شهود ... ، فأتيت
بالكتاب أبا عبد الله عليه السلام فعرضت عليه ، فقال : صدق وأقر به درجة الرواية - صحيح او حسن - الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 23 - ص 623
تهذيب الأحكام - ج 7 ص 257 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت الرضا - عليه السلام - يتمتع
بالأمة بإذن أهلها ؟ قال : نعم : إن الله عز وجل يقول : ( فانكحوهن بإذن أهلهن ) .
درجة الرواية - صحيحة .. مختلف الشيعة - العلامة الحلي - ج 7 - ص 223
أقول سبحان الله
هذا الرجل صاحب الأمة الذي ملكها ببعض النقود لا تتزوج أمته إلا بإذنه
وهذا الأب الذي صرف من حر ماله على ابنته و سهر الليالي وتحمل أعباء
تربيتها على مدى سنوات طويلة ليس له حق الإذن ! ثم يفاجأ هذا الأب
المسكين بأن له حفيد من دون أن يعلم !.
رابعأ ..الحقيقة المرة وهي أن المرأة المتمتع بها ما هي إلا وعاء مستأجر يقضي فيه الرجل شهوته
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في المتعة : ليست من
الأربع لأنها لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة..
- الكافي - ج 5 ص 451
درجة الرواية - صحيحة - م درجة الرواية - صحيحة - مصباح الفقاهة
السيد الخوئي - ج 5 - ص 309

وحتى لا يكون هناك عذر ما :
قال الشيخ عبد الله المنيع، مستشار العاهل السعودي، وعضو هيئة كبار العلماء، أن ( زيجات المسيار والمصياف والفرند) (الأصدقاء) والزواج بنية الطلاق، "نكاح متعة لا يجوز شرعا"مخالفا بذلك ما أفتى به بعض العلماء السعوديين من جواز بعض تلك الزيجات .

وأشار الشيخ المنيع أن زواج المسيار أصبح فاحشا، بعد أن كان الاعتراف به سائدا، وذلك جراء التطبيقات السيئة والاستغلال المقيت من بعض النساء اللاتي اكتشف ارتباطهن بأكثر من زوج في وقت واحد، إذ تحدد لأزواجها أياما تنظمها بنفسها حتى لا يحدث تضارب في مواعيد الأزواج .

وأضاف في محاضرة ألقاها بالعاصمة الرياض قبل يومين أن هناك مجموعات تستخدم طرقا سيئة "كأن يذهب البعض إلى الدول الآسيوية، مثل إندونيسيا، بحجة الدراسة أو العمل، وهو في الحقيقة يهدف إلى الزواج المؤقت"، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الثلاثاء .
اختلفت الآراء حول ما يسمى زواج المسيار، بين مبيح له من أجل معالجة مشكلة العنوسة وبين محرم له لمخالفة بنية عقد الزواج في الإسلام .
والحقيقة أن الزواج المسيار حرام شرعا لأنه يحول المرأة لسلعة، حيث تصبح المرأة فقط مكان للإشباع الجنسي ليس غير، وهذا مخالف لمكانة المرأة في الإسلام، إضافة إلى أن زواج المسيار يسقط حقوق المرأة التي جعله لها الشارع من مثل السكن والنفقة، وبالتالي هذا يفصل الأسباب عن مسبباتها الشرعية لأن الله جعل عقد الزواج سبب في السكن والنفقة .
أيضا
فتوى للشيخ بن باز -رحمه الله- : "المسيار" أشبه ما يكون با لزنا

الرياض- الوئام
أورد الموقع الإلكتروني الرسمي للشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فتوى لسماحته حول زواج المسيار, الذي أثير حوله الكثير من التجاذبات . وجاءت الفتوى والتي تعتبر من مرجع ديني موثوق للغاية لتؤكد عدم جواز هذا النوع .
وتقول الفتوى بحسب ما ورد في موقع الشيخ
سماحة الشيخ : ما الفرق بين زواج المسيار والزواج الشرعي؟ وما الشروط الواجب توافرها لزواج المسيار؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب : الواجب على كل مسلم أن يتزوج الزواج الشرعي، وأن يحذر ما يخالف ذلك - سواء سمي زواج مسيار، أو غير ذلك .
ومن شرط الزواج الشرعي الإعلان، فإذا كتمه الزوجان لم يصح؛ لأنه - والحال ما ذكر - أشبه با لزنا. والله ولي التوفيق .
نشر في (مجلة الدعوة)، العدد: 1693، في 12/2/1420. - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد العشرون
http://www.binbaz.org.sa/mat/2890

وأيضا حتى إذا كان هناك شيء اسمه (زواج مسيار) فهناك شروط قوية جدأ وكما ذكر اليكم الموضوع .

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد 
فللزواج شروط ، وهي الرضا الكامل من الزوجين، والصيغة التي تدل على التأبيد، والوليّ من قِبَل الزوجة، والشهود الذين تتوافر فيهم أهلية الشَّهادة، والإشهار والإعلان، فإن تحققت هذه الشروط في زواج المِسيار فهو زواج صحيح ما دام غيرَ مُحَدَّد بمدة ، أيا كان اسمه .

وأما تنازل المرأة عن حقوقها المُقَرَّرة لها شرعًا، كالنفقة والمسكن والقَسْم في المبيت ليلًا، فهو جائز، فالسيدة سَودة وهبت يومها للسيدة عائشة رضوان الله عليهما .

فكل شرط لا يؤثر في الغرض الجوهريّ والمقصود الأصليّ لعقد النكاح فهو شرط صحيح، ولا يُخلّ بعقد الزواج ولا يُبْطِله ، ومع هذا فلا ينبغي انتشار هذا النوع من الزواج .

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي 
زواج المسيار زواج طبيعي عادي، فالعبرة بالمسميات والمضامين وليس بالأسماء والعناوين، هناك قاعدة فقهية تقول العبرة في العقود للمقاصد والمعاني وليس للألفاظ والمباني، فلا نركض وراء الأسماء والمصطلحات، قد يسميه بعض الناس اسماً آخر، ونحن نعرف من قديم أن الناس يتزوجون، منهم من يتزوج ولا يخبر امرأته الأولى بهذا الزواج، فهو قريب من الزواج العرفي إن لم يكن مثله تماماً، وبعض الفقهاء قالوا بجواز أن تشترط الزوجة أن يكون الزواج ليليا أو نهاريا تتنازل عن هذا، روح هذا الزواج موجودة منذ القديم، وهذا الزواج يقضي حاجة بعض النساء، فالمرأة إن يسر الله تعالى لها المال ولم تتح لها فرصة الزواج في سن معقولة، يمكن أن تقبل بهذا، أنا أحب أن أقول أنا لست من محبذي زواج المسيار فأنا لم أخطب خطبة أدعو الناس فيها لزواج المسيار، ولم أكتب مقالاً أدعوهم فيه لهذا الزواج، وإنما سألني صحفى عن رأيّي في زواج المسيار، وهنا لا يسعني إلا أن أجيب بما يفرضه علي ديني، لا أستطيع أن أحرّم شيئاً أحله الله، فإن سألني أحد ما رأيك في زواج المسيار؟
سأقول له أنا لا أعرف ما هو زواج المسيار، بل قل لي ما هو نوع هذا الزواج! فيقول لي هذا زواج فيه العقد والإيجاب والقبول والشهود (الحد الأدنى في الإشهار في الإسلام فيه المهر(وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (النساء: 4) حتى إن كان 10 ريالات، وفيه الولي أيضا ، فهو زواج مستكمل لشروطه وأركانه، فكيف يسع فقيه أن يقول عن هذا الزواج أنه حرام ؟
قد لا يقبله المجتمع، ففرق بين أن يكون الزواج مقبولاً اجتماعياً وبين أن يكون مباحاً شرعاً، فهناك زواج غير مقبول اجتماعياً، مثلاً أن تتزوج مخدومة خادمها أو السائق، هذا اجتماعياً مرفوض ولا نحبذه، ولكن إن حدث بإيجاب وقبول وباقي الشروط وسؤلت أنا فيه سأبيحه وإن كنت لا أحبذ هذا .

زواج المرأة من رجل مثل جدها لأنه غني فقط، لا نحبذ هذا، إنما لو سؤلت هل أقول حرام؟
لا بل أقول : إن هذا مستنكر اجتماعياً، هل هو حلال أم حرام، هذه قضية في غاية الخطورة، مسألة حلال وحرام ؛ينبغي للعالم الذي يخشى الله ويحرص على دينه ولا يهمه إرضاء الناس، ألا يقول أن هذا حرام إلا إذا كان لديه من الأدلة ما يجعله يقول إن هذا الأمر حرام .

ويقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر :
الزواج في شريعة الإسلام من أقدس العلاقات الإنسانية والبشرية والاجتماعية، التي راعاها وحافظ عليها وأمر باتخاذ كل السُّبُل لتيسيره بين بني الإنسان الذكر والأنثى، وحمايته بميثاق غليظ بَيِّنِ الحقوق والواجبات الزوجية والأسرية، مُبارَكًا بكلمة الله تعالى ومأمورًا به في كتابه الكريم بقوله سبحانه وتعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور: 32) وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21). وقوله صلى الله عليه وسلم: " النِّكاحُ سُنَّتِي ومَن رَغِبَ عن سُنَّتِي فليس مني ".

وبالنكاح يتحقق الاستخلاف الشرعيّ الذي أراده الله للإنسان في هذه الحياة في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: 30) وبهذا الاستخلاف تتم العبادة التي أرادها الله وأمر بها في قوله تعالى: (وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليَعْبُدون . ما أريدُ مِنْهم مِن رزقٍ وما أريدُ أنْ يُطْعِمون. إنَّ اللهَ هو الرزاقُ ذو القوةِ المتين) (الذاريات: 56 ـ 58).

والزواج الذي يُحقق هذه الغاية النبيلة والكريمة هو الزواج المشروع الذي توافرت فيه أركانه وشروطه الشرعية التي أمر بها الله ورسوله في الكتاب والسنة، وأجمع عليها فقهاءُ الإسلام في كل العصور والأزمان؛ لأن هذه الأركان والشروط هي التي تُفَرِّق بين عقد النكاح المشروع وعقود النكاح التي حَرَّمها الإسلام إلى أن تقوم الساعة.

ودار الإفتاء ترى أن زواج المِسْيار إنْ تحققت فيه هذه الشروط والأركان، وهي الرضا الكامل من كلا الزوجين، والصيغة التي تدل على التأبيد، والوليّ من قِبَل الزوجة، والشهود التي تتوافر فيهم الأهلية الكاملة للشهادة، والإشهار والإعلان بشتى الطرق ـ فهو زواج صحيح بصرف النظر عن مسماه ما دام أنه

غيرُ مُحَدَّد بمدة، لِما يأتي :
1 ـ لقد جعل الله الرسالة المحمدية خاتمة الرسالات، وأنزل على رسولها دستورًا فيه سعادةٌ للبشرية إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومَن عليها، وجعلها تساير كلَّ زمان وكلَّ مكان، وما يَعِنُّ للبشرية من شيء إلا وجدَتْه في كتابها الكريم
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ). (الأنعام :38)
ولفظ المِسْيار له أصل في التاريخ قديمًا وحديثًا، فمن يتابع تاريخَ الرّحّالة الأوائل من المسلمين يجد أن بعضَهم قد يَحِلُّ ببلدة طلبًا للعلم أو المال، ويمكث بها فترة تَطول أو تَقْصُر، ويتزوج من هذا البلد، ويُوْلَد له، ثم بعد ذلك يتابع هجرته، ويرحل إلى بلد آخر إكمالاً لمسيرته تاركًا زوجتَه وأولادَه إما بطلاق أو بغيره، وتوافق زوجته على ذلك.
ـ هناك طريق واحد لا ثانيَ له يَسمح بالغريزة الجنسية أن تنطلق وتتحرك من مكانها، هذا الطريق هو الزواج الشرعيّ، وكل ما عداه منعته شرائع الله في جميع الأديان وعَدَّتْه من المسالك المُنْكَرة.
ولقد بَيَّنَ القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (المؤمنون: 5 ـ 7).
فبينت الشريعة الإسلامية أن الزواجَ الشرعيَّ هو الذي يَجمع بين الذكر والأنثى بكلمة الله على عقد دائم وميثاق غليظ، وكل وَطَر يُقْضى بعيدًا عنه فهو عِصيانٌ لله واعتداءٌ على حدوده سبحانه وتعالى.

3 ـ من حق المرأة في الإسلام أن تتنازل عن حقوقها المُقَرَّرة لها شرعًا، ومنها النفقة والمسكن والقَسْم في المَبيت ليلًا، فلقد ورد في الصحيحين أن السيدة سَودة وَهَبَتْ يومَها للسيدة عائشة، ولو كان هذا غيرَ جائز شرعًا لَمَا أقره الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل شرط لا يُؤثر في الغرض الجوهريّ والمقصود الأصليّ لعقد النكاح فهو شرط صحيح، ولا يَخِلُّ بعقد الزواج ولا يبطله.

هذا، ودار الإفتاء لم تَقْصد من كل هذا أن تَحُثَّ الناس على مباشرة هذا النوع من الزواج، وإنما تَعمل جاهدةً على بيان الحكم الشرعيّ الصحيح فيه بناء على دليل من الكتاب والسنة، وما ثَبَتَ لديها من فقه الأئمة الأعلام أصحاب المذاهب الفقهية الإسلامية قديمًا وحديثًا.

ندعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يفقهَنا في أمور ديننا ودنيانا وينفعَنا بما علمنا، إنه على ما يشاء قدير، وهو بالإجابة جدير

وهنا يوجد برنامج رائع عن الزنا او المسمى بالمتعة عرض على قناة صفا و له تاثير و حقائق غائبة عن الكثير

برمجة التشيع-زواج المتعة عند الرافضة 1-4

http://www.youtube.com/watch?v=wimiv2rx2iY

http://www.youtube.com/watch?v=4dVJl17wyiI

http://www.youtube.com/watch?v=5n2i121HvIw

http://www.youtube.com/watch?v=k-_NvQeLXH0
ونقول بارك الله فيكم وفي كل من ساهم في هذا العمل الناجح ومن ساهم في نشره !

ولا أعتقد أن هناك رجل صاحب غيرة وكرامة يرضى بهذا الشيء لأخته أو بنته...أو حتى أحد من المسلمات

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) ،قَالَ: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ بِاللَّهِ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ).( مسند أحمد (عالم الكتب) - (4 / 532)(13146) 13178- صحيح ).

والله أعلم 



يتبع أن شاء الله

ali_k03-02-10 12:15 PM

1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



48- سؤال : لماذا غير معقول بأن المهدي مغيب عن الأنظار ؟

الجواب مع الشرح :إن غيبة مهديكم الطويلة ليست لها أي معنى وهدف ، بل هي دلالة على انتظاركم للمسيح الأعور الدجال الذي حذرنا منه الرسول فلماذا الشيعة لم يذكروا في كتبهم عن الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرها فيها عن ظهور الأعور الدجال في أخر الزمان .
وحتى المسيح عليه السلام حذر من ظهوره كما هو مذكور في الأناجيل التي في أيدي النصارى ؟ .

وهنا سأحاول إن اثبت لكم أن مهدي الرافضة المنتظر هو نفسه الأعور الدجال اليهودي فمن أهم السمات اليهودية لمهدي الرافضة المنتظر هي ما يلي :
أ - مهدي الشيعة الرافضة سيحكم بشريعة داود وآل داود و بتوراة موسى :

روى بخاري الرافضة الكليني في كتاب الحجة من الأصول في الكافي - الجزء الأول ص 397|398 - ما يلي : - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضل الأعور عن أبي عبيد الحذَاء
قال : كنا زمان جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة
فقال لي : يا أبا عبيدة من إمامك ؟
فقلت : أئمتي آل محمد،
فقال : هلكت وأهلكت أما سمعتُ أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام
يقول : من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ؟
فقلت : بلى لعمري ، ولقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها لدخلت على أبي عبد الله عليه السَلام فرزق اللهُ المعرفة ،
فقلت لأبي عبد الله عليه السَلام : إن سالما قال لي كذا وكذا،
قال : يا أيا عبيدة إنَه لا يموت هنا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعا إليه ، يا أبا عبيدة إنَه لم يمنع ما أعطي داود أن أعطي سليمان .
ثم قال يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داود وسليمان ولا يُسأل بيننة.
- محمَد ين يحي عن أحمد بن محمَد عن محمد بن سنان عن أبان
قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول : لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود ولا يُسأل بيّنة ، يعطي كل نفس حقها .
- محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمَار الساباطي
قال : قلت لأبي عبد الله عليه السَلام : بما تحكمون إذا حكمتم
قال : بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا الشَيء الذي ليس عندنا تلقَانا به روح القُدُس .
- محمد بن أحمد عن محمد بن خـالد عن النَضر بن سويد عن يحي الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن عليَ بن الحـسين عليه السَلام قال: سألته بأي حكم تحكمون ؟
قال : بحكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقاء به روح القُدُس ! .

- اًحمد بن مهران رحمه الله عن محمَد بن علىَ عن ابن محبوب عن هشام ين سالم عن عمَار السَاباطي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما منزلة الأئمَة ؟
قال"كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان ."
قلت : فبما تحكمون ؟
قال : " بحكم الله وآل داود وحكم محمَد صلى الله عليه وسلم ولتلقَانا به روح القُدُس".
الأصول في الكافي للكليني الجزء الأول ص397-398.

ب - مهدي المنتظر يتكلم العبرانيةّ :
في كتاب (الغيبة) للنعماني : إذا أذَن الإمام دعا الله باسمه العيراني (فانتخب ) له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر كقزع الخريف ، منهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد فراشه ليلا فيصبح بمكة ، ومنهم من يُرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .

ج - اليهود من أتباع المهدي الشّيعي المنتظر :
روى الشَيخ المفيد في (الإرشاد ، عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله
قال : يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجـانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا : الإرشاد للمفيد الطوسي ص402 .

وبهذا نخلص إلى أن مهدي الرافضة المنتظر :

- يحكم بشريعة آل داود ، وبقرآن جديد ليس هو الذي بين أيدينا ، ولو سأل سائل فأين شريعة آل داود لوجد الإجابة ولا شك أنه التلمود ، ولذلك يبايع الناس على كتاب جديد ففي كتاب الغيبة للنعماني عن أبي جعفر أنه قال : فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد ، وكتاب جديد ، وسلطان جديد من السماء . الغيبة للنعماني ص107.
لسان المهدي وهو العبرانية .

- أتباعه من اليهود ، فهو ملك اليهود ( المخلص) المنتظر وهو نفسه المسيح الدجال الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم .

أدلة أخرى عن السمات اليهودية لمهدي الرافضة :

أولا : عندما يعود مسيح اليهود يضم مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض ويكون مكان اجتماعهم مدينة اليهود المقدسة وهي القدس
وعندما يخرج مهدي الرافضة يجتمع إليه الرافضة من كل مكان ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الرافضة الكوفة
ثانيا : عند خروج مسيح اليهود يحيا الأموات من اليهود ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش المسيح
وعندما يعود مهدي الرافضة يحيا الأموات من الرافضة ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى معسكر المهدي
ثالثا : عند خروج مسيح اليهود تخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم
وعندما يعود مهدي الرافضة يخرج أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من قبورهم فيعذبهم
رابعا : يحاكم مسيح اليهود كل من ظلم اليهود ويقتص منهم
ويحاكم مهدي الرافضة كل من ظلم الرافضة ويقتص منهم
خامسا : يقتل مسيح اليهود ثلثي العالم
ويقتل مهدي الرافضة ثلثي العالم
سادسا : عندما يخرج مسيح اليهود تتغير أجسام اليهود فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع وكذلك تطول أعمارهم
وعندما يخرج مهدي الرافضة تتغير أجسام الرافضة فيصير للرجل منهم قوة أربعين رجلا ويطأ الناس بقدميه وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم
سابعا : في عهد مسيح اليهود تكثر الخيرات عند اليهود فتنبع الجبال لبنا وعسلا وتطرح الأرض فطيرا وملابس من الصوف وفي عهد مهدي الرافضة تكثر الخيرات عند الرافضة وينبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منهما الرافضة

ومما يؤكد صلة مهدي الرافضة باليهود ما يلي :

1- عندما يخرج مهدي الرافضة ينادي الله باسمه العبراني
2- أنه يستفتح المدن بتابوت اليهود ويخرج عصا موسى
3- أنه يحكم بحكم آل داود عليه السلام

الأدلة :
1- جاء في بحار الأنوار عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام
قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله تعالى { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }
قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان

وعن رفيد مولى أبي هبيرة عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال له : يا رفيد كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فسا طيطهم في مسجد الكوفة

- روى العاملي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سئل كم يملك القائم
قال سبع سنين تطول الأيام .. إلى أن
قال : فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب
وعن المفضل بن عمر
قال : ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات ينتظره من أصحابنا
فقال لنا أبو عبدالله عليه السلام : إذا قام أتى المؤمن في قبره
فيقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن شئت تلحق به فالحق وإن تشأ تقيم في كرامة ربك فأقم .

- روى المجالسي عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : هل تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام
قلت : لا .
قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد .
–هذين أي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما –
- يروي المفيد عن أبي عبدالله أنه
قال : إذا قام القائم من آل محمد عليهم السلام أقام خمسمائة من قريش فيضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخر حتى يفعل ذلك ست مرات
- روى الأحسائي عن أبي عبدالله
قال : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس
فقيل له : فإذا ذهب ثلثي الناس فما يبقى
قال : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي
- جاء في الكافي عن أبي عبدالله عليه السلام
يقول : إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم …الخ

وفي بحار الأنوار عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلا … الخ

- روى المجلسي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدة عليهما السلام
قال : إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ويحمل حجر موسى ، إلى أن 
قال : فإذا نزلوا ظاهرها أنبعث منه الماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشانا روي
- و من المضحكات التي يقولها الرافضة عن مهديهم المزعوم ما رواه الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضى عليه السلام ( أن من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عاريا أمام قرص الشمس) حق اليقين، لمحمد الباقر المجلسي، ص347.

ولا أدري هل الشيعة سرقوا ملابسه و هو في السرداب ؟
كل شئ جائز في زمن العجائب !

أحاديث شريفة عن الأعور الدجال :
قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم : « ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمة وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم هذا يهودي تحتي فاقتله» [رواه أحمد 5099]
فلماذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيما قال شيعته ولم يقل أتبعاه ؟

وهم كانوا يقال لهم الرافضة وفي عهدنا هذا مشهورون بالشيعة وعليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى !

قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : « لكل أمه مجوس ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قَدَر . من مات منهم فلا تشهدو جنازتهم و من مرض فلا تعودوهم و هم شيعة الدجال وحق على الله أن يلحقهم بالدجال.» [سنن أبي داؤود حديث رقم 4072]

إذن فالشيعة هم مجوس هذه الأمة و أرضهم في فارس ( إيران حالياً ).

والخميني ينكر القدر فيقول يجب على كل مسلم وأن كان مخالفا للحق على الأصح ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن أنتحل الإسلام كالنواصب والخوارج .
تحرير الوسيلة ج1ص79

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أن الدجال يخرج بأرض يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة. » [ سنن أبن ماجه حديث رقم 4062]

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة. » [صحيح مسلم حديث رقم 5227]

فمن الذي أتى به من أرض الشيعة وما دخل اليهود في اصبهان وهي أرض للشيعة هل هي صدفة أم ماذا ؟

وأنت تتبع مقولة الشيعة بعجل الله فرجه فهل المهدي مسجون نحن نعرف أن الذي مسجون ومقيد هو الأعور الدجال كما جاء في حديث تميم الداري في صحيح البخاري،
فلا داعي للتناقض أسف أقصد (للتقية) !


والله أعلم


ملاحظة : لمن يريد تحميل الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير



يتبع أن شاء الله

ali_k09-02-10 03:19 PM

1 مرفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء الاخير 


50- سؤال :إذا كان هناك احتمال واحد بالمائة على صحة معتقدات الشيعة ماذا ستجاوب في القبر على اسم ربك ونبيك وإمامك ؟

الجواب مع الشرح :
يقول الله تعالى ( يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً ) [النساء:1]
يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً[ [ الأحزاب:70،71]. قال تعالى ]

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. أُولَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ [[ آل عمران :85-88] .

فالدين هو الإسلام ، الاختلاف المذموم الذي هو سمة الضعف ولا يسلم المرء منه إلا بطاعة الله وطاعة الرسول قال تعالى: ] وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ [الأنفال :46].

ففي إتباع السنة والأخذ بها طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك سبيل النجاة من الاختلاف المذموم .

وأمر العلاقة مع النفس بينه في الوصية بالتقوى والتمسك بالسنة.
تدلنا هذه الوصية على فضل وثمرة من ثمرات إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
الحديث حديث أبي نجيح العرباض بن سارية فيه إخبار عن أمر سيكون ، ما هو هذا الأمر ؟!

أخبر أنه سيكون اختلاف كثير بين المسلمين عما كان عليه الحال في زمنه صلى الله عليه وسلم : "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً "! ما النجاة ما الفكاك كيف الخلاص ؟

قال : " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " .

إذاً أول ثمرة وأول فضل لا تباع السنة أنك تعصم نفسك به على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه، تعصم نفسك عن الاختلاف المذموم ، تعصم نفسك عن الدخول في أمور الاختلاف والفرقة التي ذمها الإسلام بأن تتمسك بالسنة وهذا معيار من الرسول صلى الله عليه وسلم نعلمه ونلقنه للناس نقول لهم إذا جاءكم أمر من الأمور والتبست عليكم الأمور وما عرفتم هل هذا الأمر يجوز أو لا يجوز؛ فانظروا هل كان عليه حال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه هذا ضابط علمنا إياه صلى الله عليه وسلم فقال: "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً .

أن في إتباع السنة ولزومها النجاة من الفرقة التي توعد أهلها بالنار

هناك الاختلاف وقد لا يصل إلى حد الفرقة لكن قد يصل الاختلاف إلى حد فتكون هناك فرق وجماعات وانتماءات ذمها الرسول صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجة عن أنس ابن مالك قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " . وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال صلى الله عليه وسلم : "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال : ما أنا عليه وأصحابي " .

وعن معاوية بن أبي سفيان قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ثنتان وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة "(1) .

ففي هذا الحديث بيان أن في لزوم سنته صلى الله عليه وسلم السلامة من الفرقة المذمومة التي توعد أهلها بالنار .
هناك في الثمرة الأولى ذكر الاختلاف وقد يحدث الاختلاف ولا يصل إلى فرقة فأتباعك للسنة يسلمك من الاختلاف .

هنا في الثمرة الثانية ذكر فرق وهذا خبر من الرسول صلى الله عليه وسلم فيه إعجاز وتصديق لنبوته صلى الله عليه وسلم إذ الأمر حصل كما قال عليه الصلاة والسلام وحصلت فرق، هناك الخوارج وهناك المعتزلة وهناك المرجئة وهناك الجهمية وهناك الرافضة فرق كثيرة حصلت ، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه الفرق ستبلغ إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ما هي ؟ هي التي تكون ما عليه أنا وأصحابي .

إذاً هذا فيه تعظيم لأمر إتباع السنة أليس كذلك ؟
فيه بيان لثمرة من ثمرات إتباع السنة أليس كذلك ؟

نقول بلى : فيه تعظيم لا تباع السنة وحث للمسلمين أن يتبعوا السنة فعليهم إذا أرادوا النجاة أن يكونوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهذه ثمرة من ثمرات إتباع السنة .
ومن المهم هنا التنبيه على أن
قوله صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة " من باب نصوص الوعيد، فالفرق المتوعدة بالنار، في قوله صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة " هذا عذابها إن شاء الله عذبها وإن شاء غفر لها، كما قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [النساء :48]،[مجموع الفتاوى (7/217-218)].

قال الآجري محمد بن الحسين (ت360هـ) رحمه الله : " فالمؤمن العاقل يجتهد أن يكون من هذه الملة الناجية باتباعه لكتاب الله عزوجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه رحمةُ الله عليهم ، وسنن التابعين بعدهم بإحسان، وقول أئمة المسلمين ممن لا يستوحش من ذكرهم مثل سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد القاسم بن سلام ومن كان على طريقهم من الشيوخ فما أنكروه أنكرناه وما قبلوه وقالوا به قبلناه وقلنا به، ونبذنا ما سوى ذلك"اهـ [كتاب الأربعين حديثاً للآجري، تحقيق أخينا الفاضل بدر البدر، أضواء السلف، 1420هـ].

اخبرنا الرسول بان الملائكة ستسال عن دينا وليس عن مذهب أو من هو إمامنا .

يامن طرح هذا السؤال
: نقول له: ليس هناك في الإسلام شيء اسمه واحد بالمائة .. دين الإسلام ليس به مقايضه أو شروط ، وهو واضح وأركانه معروفه لدينا ، كتاب الله وسنة نبيه ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يرد عليَّ الحوض" .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال : " يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه " .
والحمد لله على نعمة الإسلام .

وبعد:
نقول وننصح صاحب السؤال المطروح أنت نفسك جاوب على السؤال (من ربك ؟
ومن رسولك ؟ وما هو دينك ؟ ) هل تحفظها وهل تستطيع أن تجاوب عليها في القبر ؟. لا حول ولا قوة إلا بالله
كن حذر وتنبه يا أخي بالله قبل أن يأتي ساعة الوداع للدنيا ويدركك الموت إن كنت تعقل .. فعما قريب تحمل للمقابر ولا تعلم من يحملك أهو قريب أو صديق أو بعيد ؟
وعندها سوف يأتي عليك ساعة المساء وأنت رهين في القبر المظلم الموحش وممنوع عليك الحركة ولا طلب العون وليس هناك محامي !
وأنت فريدا وحيدا في التراب ، وإنما لديك شيء واحد هو القرين في القبر ماذا ستفعل إذا جاءك الملكان فأجلساك وسألاك من ربك ؟
وما دينك ؟
ومن نبيك ؟ .. ماذا ستجاوب ولكن عليك أن تنجح الآن والرد على أسئلة الامتحان وفي تلك الحفرة .. في ذلك القبر .. في ذلك الظلام الدامس .. في القبر لا جليس إلا العمل فلتنظر كل منا ماذا أعدت لتلك الحفرة المظلمة .. ستصعب عليك الإجابة وليس هناك غش أو من يغششك !..
إلا على من وفقه الله وثبته.والجواب بسرعة البرق
وأنت تقول : ربي الله لا اله إلا هو .. وديني الإسلام وليس غيره.. ونبيي ورسولي وأخي ونور عيني محمد عليه الصلاة والسلام .. هل أنت جاهز للسؤال ؟.
أم أنك تكون من القائلين عند السؤال :هاه هاه ..لا ادري !
روى ابن ماجة والترمذي من حديث هانئ مولى عثمان قال : كان عثمان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته
فقيل له : تذكر الجنة والنار ولا تبكي ، وتبكي من هذا ؟
قال : ( أن رسول الله قال : أن القبر أول منازل الآخرة ، فان نجا منه فما بعده أيسر منه ، وان لم ينج منه فما بعده
أشد ) . فلنبك على أنفسنا قبل أن يبكى علينا..ولنحمل أنفسنا على الطاعة قبل أن نحمل على الرقاب .

سلسلة الوثائق السرية من عقائد الرافضة الخبيثة الباطنية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فهذه سلسلة في فضح الروافض المجوس جمعت فيها الردود المختصرة عليهم والنقولات الموثقة من مراجعهم المعتبرة من مختلف المواقع والمنتديات ( وفيها وثائق خطيرة جديدة النشر على ألنت) سائلا الله الإخلاص في القول والعمل .

وهذا هو الرابط بارك الله فيكم
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=1075

والله أعلم

النهاية .

لقد تم الرد على الأسئلة الخمسون الشيعية الموجهة للسنة وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وأرجو من الجميع المساعدة لنشرها .


واستغفر الله من كل ذنب عظيم وأتوب إليه ولا اله إلا الله محمد رسول الله 



ملاحظة 
: لمن يريد تحميل الرد على الاسئلة الخمسون كامله موجود في المرفقات بارك الله فيكم انشروه جزاكم الله كل خير


وشكرا لكم جميعا وبارك الله فيكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق