الأستاذ بالجامعة الإسلامية بغزة د.خالد الخالدي يفضح انحرافات وضلال “عدنان إبراهيم” الذي افتتن به بعض الشباب الحائر
براءة إلى الله الحليم من د.عدنان إبراهيم
أ.د. خالد يونس الخالدي
رئيس مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني بغزة
13-4-2013م
غزة وأهلها المؤمنون المرابطون الظاهرون على الحق، يبرأون إلى الله تعالى من د. عدنان إبراهيم المقيم الآن في النمسا، والخارج من غزة منذ ثلاثة عقود، عبأ خلالها رأسه بالأكاذيب والشبهات، التي استقاها من كتب الزنادقة والمارقين والحاقدين في مختلف العصور، وأخذ يرددها، بأسلوبه الجذاب، ويزينها بلباس العقلانية الكذاب، فخدع كثيراً من الشباب المهووسين بالعقلانية الغربية، الفارغين من العلوم الشرعية، والثقافة التاريخية، وخصوصاً الدارسين في بلاد الغرب، وأضل كثيراً منهم، حتى أخرجهم من الدين، حيث جحدوا بالسنة النبوية، والصحيح من أحاديث الرسول، بحجة أنها جاءت من الصحابة غير العدول.
تَبْرأُ غزة وأهلها المتمسكون بعقيدتهم، الأوفياء لأجدادهم الصحابة الكرام، إلى الله تعالى من د.عدنان إبراهيم:-
1- لأنه طعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال:” عائشة بدائية جاهلة رَجلة تركب الفرس”، أي تتشبه بالرجال، وهذا لعن منه لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء، ووصفها عدنان بالقول:” عائشة مبطلة وعلى باطل وهي ضِرْس بِتْخوِّف، ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت”، وعن حديث” من أحبّ الناس إليك، قال:عائشة” قال:” أنا لا أقبل هذا الحديث”، وعندما سئل: هل عائشة في الجنة؟ قال:” الله أعلم بحالها”، ويدعي أنها تتبعت النبي ليلاً، فحرك أصبعيه محاكاة لسيرها، ساخراً منها، وكأنه يتحدث عن طفيلية.
2- لأنه طعن في العالم العابد المجاهد المبشر بالجنة عبد الله بن عمر فقال:“عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله لا يصلح للخلافة لأنه نسونجي”. حاشاه وهو والذي قطع آلاف الكيلو مترات ليشارك في فتح الشمال الأفريقي، ويخوض القتال في معركة سبيطلة سنة 28هـ ، التي انتصر فيها عشرون ألفاً من المسلمين على مائة وعشرين ألفاً من الروم، وكان بإمكانه لو كان من عشاق الدنيا أن يبقى آمناً في المدينة معتذراً إلى الله بأنه عالم متفرغ لنشر العلم، لقد رضي أن يكون جندياً تحت إمرة من هو أقل منه منزلة عبد الله بن سعد لأنه لا يهمه إلا أجر الجهاد أو الفوز بالاستشهاد، وقد فعل الشيء نفسه سنة 49هـ حيث رأيناه جندياً تحت إمرة يزيد يقاتل لسبع سنوات حول أسوار القسطنطينية.
3- لأنه طعن حتى في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، فقال:” عمر لا يمثل الإسلام دائماً ولا أبداً”، وعلق على اجتهاد عمر بمنع تقسيم الأرض المفتوحة على الفاتحين لإبقائها فيئاً لذراري المسلمين في كل جيل، فقال:” هذه مشكلة توجب الردة والزندقة”.
4- لأنه لم يستحي من الطعن في عثمان بن عفان-رضي الله عنه- الذي استحيى منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة”، وبشره بالجنة وزوَّجه ابنتيه، حيث طعنه عدنان إبراهيم فقال:” عثمان لمّا حكم أطلق يد معاوية ورخّص له كل شيء لأنه ابن عمته، وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم”. وادعى أنه لم يكن جديراً بالخلافة، وأنه كان مبذراً لخزينة بيت مال المسلمين متساهلاً.
5- لأنه قذف طلحة بن عبيد الله المبشر بالجنة، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه، وأم المؤمنين، وابنة الصديق عائشة فقال فيهما:” كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حُبّ”.
6- لأنه لم يسلم من لسانه حتى أبو بكر الصديق، الذي نزل في فضله قرآن يتلى:” ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا..” فذكر حادثة مكذوبة لا أصل لها ولا سند، وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، فقال: اشهد لنا يا رسول الله، فقال: يا أبا بكر لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد خُتم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، ولا أدري ما تُحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولِّا {بتبدلوا وبتغيروا}”.
7- لأنه تطاول على الصحابي معاوية بن أبي سفيان الذي وثق به النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذه كاتباً، ووثق به الصديق فأمَّره، ووثق به عمر بن الخطاب، فولاه على الشام طوال مدة خلافته، ودعا له النبي فقال:” اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به”، تطاول عليه فلعنه لعناً قبيحاً، وقال:” دعيُّ بن دعيِّ”، وقال:”إنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية”، ووصفه ب”القزم التاريخي”، وقذفه فقال عن ابنه يزيد:” بأنه ابن حرام”، وقذف زوجة معاوية ميسون بنت بحدل الكلبية، فاتهمها بأنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية.
8- لأنه تبرأ من كل الصحابة الكرام، فقال مظهراً الحب للخلفاء الراشدين الأربعة تقيِّةً وإيهاماً حتى يُقبَل طعنه في بقية الصحابة: “علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم”. مخالفاً قول الله تعالى:” والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار، خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم”.
9- لأنه أظهر كرهاً وبغضاً وتطاولاً وجرأة على الصحابة الكرام الذين زكاهم الله تعالى فقال:” محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود..”، إذ وصفهم بالقول:” من الصحابة من هو صحابي لكنه حقير وملعون الوالدين” وطعن في الصحابة الذين طَعِموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وتحدث عنهم بازدراء وسخرية، فقال:” جالسين في بيت النبي، حجرة واحدة، زينب وجهها للحيط وظهرها لهم… هدول جالسين، شوف الأدب، في ناس ثقلاء حتى من الصحابة”، وقال: “طلبوا من النبي متكأً، حابين يناموا…، عاملين فيها قصص وأحاديث، مقهى أبو العبد،… طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟”، وادعى أن” بعض الصحابة كان يضع يده في الطعام ليلتمس أيادي نساء النبي”.
10- لأنه كره أبا هريرة الحبيب القريب من النبي صلى الله عليه وسلم، الذي دعا له في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم، فقال:” اللهم حبب عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين”، فما خُلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبّني”. وقد عبر عدنان إبراهيم عن بغضه لأبي هريرة فقال:” أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخرفان، حتى ضجر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” زر غباً تزدد حباً”، واتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم، وقال فيه:” قليل الذوق، يلتصق ببيت النبي، والنبي يلمح له لكي يذهب فلا يفعل”
11- لأنه أهان الصحابي الجليل أنس بن مالك فقال:” أكثر ما يرويه أحاديث جنسية”، ولعن الصحابي الحكم بن العاص فقال:” حقير لعين لعنه الله”.
12- لأن تطاولَه على الصحابة الكرام وصل إلى درجة الجهر بمعتقدات تناقض آيات قرآنية كريمة، وأحاديث نبوية صحيحة، وعقائد يقينية راسخة، فالله سبحانه يقول:” لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحاً قريبا”، وعدنان إبراهيم يزعم أن من أصحاب البيعة تحت الشجرة من قد يدخلون النار، مخالفاً أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي:” لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة”. والنبي صلى الله عليه وسلم يبشر عشرة من الصحابة بالجنة، في أحاديث صحيحة منها ما ورد في البخاري ومسلم، وعدنان إبراهيم المتفلسف يشكك فيهم، فيزعم أن العشرة المبشرين بالجنة لا ضمان من أن لا يدخلوا النار قبل ذلك.
13- لأنه يعُدُّ اليهود والنصارى غير كفار إذا آمنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبقوا على دينهم، ولم يدخلوا في الإسلام، حيث يقول:” ما انتهى إليه اجتهادي في هذه المسألة المشكلة جداً -وطبعاً أعرف أن هذا الاجتهاد حقيق أن أُكَفَّرَ عليه وبسببه من كثير من المسلمين الذين ينتظرون فرصة كهذه- لكن باختصار: الذي بان لي أن الكتابي – يهودياً أو نصرانياً- ليس ملزماً بأكثر من أن يُقِرَّ بنبوة محمد، يقول: نعم هذا نبي، لكنه ليس ملزمًا بأن يتَّبعَه، وأن يتديَّن بشرعه، لأنَّه إنْ آمنَ بأنه نبيٌّ ورسولٌ، هو مخيَّرٌ بعد ذلك أن يقيم كتابه، … إذا آمنَ الكتابيُّ بمحمدٍ في هذا، فلا يعتبر كافرًا بمحمدٍ، لكنه ليس ملزمًا بالإتباع”، وهو بهذا الاعتقاد يخالف القرآن الكريم الذي نص صراحة على تكفير أهل الكتاب، حيث قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}، وقال:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وقال: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}، وقال:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. كما خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه:” والذي نفسي بيده، لا يَسمعُ بي رجلٌ من هذه الأمةِ، ولا يهوديٌ، ولا نصرانيٌ، ثم لم يُؤمنْ بي، إِلا كانَ من أهلِ النارِ”. كما خالف بهذا المعتقد ما أجمعت عليه الأمة في مختلف العصور ومن مختلف المذاهب والنحل، يقول العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي:” ومما ولدتْه الليالي الحاملة بالعجائب: ما يذهب إليه بعض الناس الذين أقحموا أنفسهم على الثقافة الإسلامية، دون أن يتأهَّلوا لها بما ينبغي من علْم القرآن والسنة ولغة العرب وعلومها، وأصول الفقه، وتراث السلف، فدخلوا فيما لا يُحسنون، وخاضوا فيما لا يعرفون، وأفتوا بغير علم، وحكموا بغير بَيِّنَةٍ، ودعوا على غير بصيرة، وقالوا على الله ما لا يعلمون. ومن ذلك: زعمهم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ليسوا كُفَّارًا، فإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا مُلحدينَ مُنكرينَ للألوهية والوحْي، فهذا ادِّعاء صحيح، ولا يجوز الخلاف فيه. وإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا كفارًا بدينِ محمد ورسالته وقرآنه ـ وهو المراد من إطلاق الكفر عليهم ـ فهذه دعوى باطلة من غير شك، فإنَّ كُفر اليهود والنصارى من أوضح الواضحات بالنسبة لأي مسلم عنده ذرَّة من علم الإسلام، وممَّا أجمعتْ عليه الأمة على اختلاف مذاهبها وطوائفها، طوال العصور، لم يُخالف في ذلك سُنِّيٌّ ولا شِيعيٌّ ولا مُعتزلي ولا خارجي، وكل طوائف الأمة الموجودة اليوم من أهل السنة والزيدية والجعفرية والإباضية، لا يَشُكُون في كفر اليهود والنصارى وكل مَن لا يُؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. فهذا من المسلمات الدينية المتَّفق عليها نظرًا وعملًا، بل هي مِن (المعلوم من الدين بالضرورة) أي ممَّا يتفق على معرفته الخاص والعام، ولا يحتاج إلى إقامة دليل جزئي للبَرْهَنَةِ على صحته. وسرُّ ذلك: أن كفر اليهود والنصارى لا يدل عليه آية أو آيتان، أو عشرة أو عشرون، بل عشرات الآيات من كتاب الله، وعشرات الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يشهد بذلك كل مَن قرأ القرآن أو درس الحديث. وما كنت أظنُّ أن أجد مسلمًا يُعارض صريح كتاب الله تعالى وقواطع النصوص برأيه وهواه”.
14- لأنه طعن في صحيحي البخاري ومسلم الذي أجمع أهل السنة والجماعة وجهابذة علم الحديث في مختلف العصور أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله، حيث يزعم أنهما مملوءان بالخرافات والأكاذيب، وأن أيادي اليهود تلاعبت فيهما ودست الأكاذيب، وقال:”إذا جاء الحديث، وأثبتت التجربة أنه مخالف لها، فرُدَّهُ ولو كان متصل السند في البخاري، وإلا كُنتَ ****اً، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فرُدَّهُما، وعليك أن تقول: هذا كذب وغلط”، ويقول:” يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم”، ويطعن في المحدثين فيقول:”المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية”.
15- لأنه طعن في علماء السنة ووصفهم بأقبح الألفاظ، فقال:” مشايخ اليوم حمير وضُلّال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا”، وقال:” مشايخ اليوم أستحي أن أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب”، وقال: “هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمائة سنة، من هؤلاء الطغاة الفقهاء” وقال: “علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط”. وقال: “ابن تيمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيثمي هواه أموي”، وقال عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله: “كتاب تضليل وتزوير وبهتان”، وقال: “عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لأهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات”. بينما أثنى على علماء الشيعة، محمد باقر الصدر، وعلي شريعتي، وياسر الحبيب، والطبرسي صاحب كتاب:” فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب”، وقال:” خلِي الشيعة يعبدوا علياً ويؤلهوه ما دام يقفون في وجه الظالم”، وقال:” موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة صح”، وقال:” مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطراً على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة”، وقال:” أنت مخير أن تكون حنبلياً أو شافعياً أو إمامياً”.
16- لأنه عارض قول الله تعالى في الميراث:” وللذكر مثل حظ الأنثيين”، فقال:” هذا كان صالحاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية”، هذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، حيث يقول الله تعالى:” اليوم أكملت لكم دينكم”، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:” تركتكم على المحجة البيضاء”.
17- لأنه لا يعتد بإجماع، بل ينكره ويخالفه، ويقول:” لا تقل لي إجماع، المهم أنا أقتنع”، وقد كفَّر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومَن بعدَهم إذا كان معلوماً من الدين بالضرورة.
18- لأنه ينكر ما يؤكده القرآن الكريم بأن المسلمين على الحق المبين، وأهل الكتاب الكافرين ليسوا على شيء فيقول:” لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على الحق، ويقول:” أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة”، ويقول:” لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك”، ويقول:” الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق، ولم يقل هم على باطل”. ويقول واصفاً الله سبحانه بالعبث:” لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري، بل أفكاري حرة، الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله”. وسبحان الله القائل:” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً”.
19- لأنه أساء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوصفه بأنه كان”نزقاً”، والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل، وقال:” باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك، وهذا ليس عيب وهو القائل: {نحن أحق بالشك من إبراهيم}. ويقول: إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي أن إبراهيم لو شك شككت أنا، وأنه من قبيل التواضع”، ويقول كأن الشك نقيصة عندكم؟”. وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو الصواب، وكلام عدنان هو الفارغ المردود، يقول السيوطي في شرح صحيح مسلم:” نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم، فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك”.
20- لأنه يقلد الروافض في الغلو بعليِّ رضي الله عنه، فيقول:” كلام عليّ فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق”.
21- لأنه يدعي احترام العقل وتحكيمه ويشكك في مئات الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم، ويروي رواية خرافية مضحكة لا يقبلها العقل والعلم ولم ترد إلا في كتب غلاة الشيعة، حيث يقول:” جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك، قال: أنت سلقلق، قالت: وما سلقلق؟ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق، قالت وما سلقلق؟ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق، فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟ قال: المرأة تحيض من دبرها، فقالت: صدق رسول الله، وأنا أحيض كذلك، ولم أخبر أهلي”.
22- لأنه شذ عن جمهور علماء المسلمين في أشياء كثيرة، وهو المتفلسف البعيد في تخصصه عن الدراسات الشرعية، المعتز بأن شيخه كتابه، فضلّ وأضلّ، حيث قال في تفسير التين والزيتون:” التين إشارة إلى الإله بوذا”، ويذكر قصة خرافية، ويستنتج منها أن الأديان أربعة: إسلام ويهودية ونصرانية وبوذية. ويقول في تفسير إنا أعطيناك الكوثر هو نسل محمد عليه الصلاة والسلام، وهو تفسير الرافضة.
23- لأنه يعتمد في التاريخ والصحابة على المصادر الشيعية الطافحة بالأكاذيب والافتراءات والأحقاد،ويقدمها على مصادر أهل السنة، بل يصف المصادر السنية بالتزوير والكذب والبهتان.
24- لأنه يقول عن نفسه أنه شافعي أشعري، لكنه يخالف الشافعية والأشاعرة، ويردد معظم ما يردده الشيعة، مما جعل الكثير من العلماء يعدونه شيعياً متستراً، ويتظاهر بنقدهم أحياناً تقية، ليخدع أهل السنة، ويشككهم في ثوابتهم وعقائدهم.
25- لأنه وصف الأمويين والعباسيين بأنهم دجالون كذابون، ولا يأبه بإنجازات الأمويين العظيمة في مجال الفتح ونشر الإسلام في المغرب والأندلس والسند وبلاد ما وراء النهر، وإقامة حضارة رائعة قائمة على العلم والعدل ومبادئ الإسلام العظيم، يفخر بها كل مسلم منصف غيور. ولا يكترث بأنهم داخلون في قول النبي صلى الله عليه وسلم:” خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل.
26- لأنه ينكر نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وقد اتفق علماء الحديث والعقيدة على تواتر خبره، ووجوب اعتقاده.
27- لأنه ينكر خبر المسيح الدجال المتواتر ذكره في الصحيحين، وفي غيرهما من كتب الصحاح، ونص الحديث الوارد في البخاري هو:”عن مالك عن نَافِعٍ عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: “أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ ما أنت رَاءٍ من آدم الرِّجَالِ له لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ ما أنت رَاءٍ من اللِّمَمِ، قد رَجَّلَهَا تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا على رَجُلَيْنِ أو على عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُ من هذا فَقِيلَ الْمَسِيحُ بن مَرْيَمَ ثُمَّ إذا أنا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ فَسَأَلْتُ من هذا فَقِيلَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ”، وبين مالك وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فقط هما: نافع مولى ابن عمر ثقة ثبت، يقول الإمام مالك:”إذا قال نافع شيئاً فاختم عليه”، والبخاري رحمه الله يرى أن أصح الأسانيد إطلاقاً هي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يعرف له خطأ أبداً في جميع ما روى.
وختاماً أدعو جميع المسلمين أن يحذروا من خطب عدنان إبراهيم، لأنه كما أوضحنا يدس سماً قاتلاً في معسول قوله، ولأن قبول سمومه لا يعد من قبيل وجهات النظر، بل يؤدي إلى الخروج من الدين وخسارة الدنيا والآخرة، ولا يفوتني أن أدعو د. عدنان إبراهيم، إلى إعادة النظر فيما يطرحه، فإرضاء الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار أهم من الشهرة التي تتحقق من خلال المخالفة والشذوذ، وأسأل الله العظيم له ولي ولكل المسلمين الهداية والسداد.
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.
___________________________
http://www.dawaalhaq.com/?p=18914
=============
إحذروا عدنان إبراهيم
كالفقاعة الهوائية ظهر في النمسا شخص يحمل اسم عدنان إبراهيم ، يقال إن الرجل له اطلاع واسع في أكثر من علم..تجشمت قراءة ما كتبه و ما كتبه حتى الآن قليل جدا بالنسبة للهالة التي ضربها البعض حوله. لكنه يصور كل لقاءاته و كل خطبه التي يلقيها في مسجده بفيينا، كما يحرص على تسجيل كل الدروس التي يلقيها و يكثر أصحابه من نشر دروسه على اليوتوب، فهو منبر لمن لا منبر له ! أغلب ما اطلعت عليه كان إذن من خلال ما نشر على اليوتوب. لم ألمس في الرجل معشار ما يروجه أتباعه، أغلب حديثه بالدارجة، و ليس في أسلوبه صبابة من الحس النقدي فهو أكبر حاطب ليل فيما يتعلق بالروايات التي يستشهد بها ضد الصحابة. إنه يشبه أولئك الكتاب الأغرار الذين تستدل على ضحالتهم الفكرية من أول وهلة عندما تجدهم يعاملون الروايات التاريخية معاملة الآيات القرآنية أو الأحاديث الصحيحة. يأتي الرجل بروايات شاذة ثم يجحظ عينيه في مريديه صارخا: هذا الخبر ذكره المسعودي أو اليعقوبي أو الطبري ! و كأن هذه الكتب هي وعاء الروايات المحققة الصحيحة مع أن كل أصحابها اعترفوا بعدم صدقية كل الأخبار التي أوردوها، فالمسعودي يعتذر للقراء عن التقصير و الوهم في بعض الروايات و الطبري يقول بالحرف: و قد أديت هذا الأمر على النحو الذي أدي إلي.و من الأدلة الواضحة على مستواه العلمي الفعلي هو قوله في كتاب نهج البلاغة أنه دون كلام الله و فوق كلام البشر !!! مع أن أقل الناس شأنا في العلم يدركون أن كتاب نهج البلاغة ليس فيه من كلام علي رضي الله عنه معشار العشر، بل هو كله قد انتحله الشريف الرضي الشاعر الشيعي المعروف و باعترافه، كما أن نهج البلاغة جاء عاكسا للأساطير الخرافية عن الكون و نشأته،و التي كانت معششة في دماغ منتحل الكتاب أي الشريف الرضي. تصور أن فيه أن السماوات السبع قد أنشئت من مياه بحار الأرض بعد أن طار الماء في الأجواء و عصفت به الرياح يقول: "….. فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ الْمَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ الْبِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السَّقَاءِ وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالْفَضَاءِ. تَرُدُّ أَوَّلَهُ إلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهْ (ساكنه) إلَى مَائِرِهِ ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بالزَّبَدِ رُكَامُهُ، فَرَفَعَهُ في هَواء مُنْفَتِق ، وَجَوٍّ مُنْفَهِق، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَاوَات…" فالشريف الرضي كان يتصور خلق السموت كان يشبه صناعة الزبدة بمخض اللبن الذي كانت أمه تصنعه. و من يتتبع الخرافات المعيبة التي في نهج البلاغة يصاب بالإكتئاب، و الكتاب مثقل بالصنعة و التكلف و السجع الثقيل فهو أبعد ما يكون عن أسلوب متكلم سوي فبالأحرى أن يكون من كلام علي.
يقول الرجل إنه سني و شافعي المذهب أيضا ! و تجده يستشهد بالأحاديث في البخاري و مسلم و باقي الكتب الست على وجه الاستدلال لأفكاره حينا، و على وجه التنقيص من نفس الكتب في مناسبات أخرى.
لكنه في الآونة الأخيرة آثر أن يزيل عن وجهه كل الأقنعة التي خدع الكثيرين بها بمن فيهم علماء أجلاء موضع ثقة و تقدير في بلاد الإسلام. الذين تسرعوا للأسف في إطرائه و كيل المديح المجاني لشخصه. و ذلك بتخصيص معظم دروسه و جهوده للتنقيص من شأن أصحاب الرسول ص، و الطعن في الكثير منهم كابي هريرة و معاوية و عمرو بن العاص و طلحة و الزبير بل تجرأ أيضا على حرم رسول الله ص فتكلم في السيدة عائشة أم المومنين و وصفها بأوصاف لا تليق لا بها و لا بزوجها ، فقد سمعته يصف أم المومنين بأنها جاهلة و بدائية ! كما سمعته يصف أحد الصحابة بأنه مجرد قرد. و قال عن أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه بأن إيمانه كان إيمان خرفان، كما أني سمعته يسب و يلعن مسلمة الفتح كلهم دون تفريق بين واحد منهم.
بل سمعته يلعن السلفيين و علماءهم بالجملة و يصف علماء أهل السنة بالحاخامات ! الذين يفصلون الفتاوى على مقاس الحكام.إلا شيخه البوطي و حسون و علماء الرافضة طبعا. كما أنه يرمي " الأمويين" عن قوس واحدة سيرا مع تيار الرعاع الذين يحاكمون الناس حسب انتماءاتهم العرقية و القبائلية. و من بوائقه أنه اتهم معاوية في شرفه،بما أستحيي أن أذكره، كما اتهم زوجته ميسون المشهود لها بالشرف في قومها و كان لها من العفة القدح المعلى إتهمها بالزنا عياذا بالله رجما بالغيب حيث سمعته يقول: لعلها خانت معاوية مع خادمها فأنجبت يزيد !!
في كثير من الأحيان- و أنا ألاحظ حركاته البهلوانية و طرقه الخداية في الاحتجاج و التدليس و تسرعه الغير مسبوق في لعن بعض الصحابة و لعن آلاف العلماء و إصداره لأحكام جائرة جاهزة -، خيل إلي أن الرجل مصاب في عقله و يعاني من اضطراب نفسي أكيد…لكن مع مزيد اطلاع على أقواله و المواضيع التي يتطرق إليها، و الاستنباطات التي ينتقيها بعناية و طريقة التحليل التي ينتهجها بدا لي واضحا وضوح الشمس في ربيعة النهار أن الرجل متشبع بما سطره غلاة الروافض ، و أنه مقتات على مخلفات موائدهم. لأنه بصراحة لم يأت بأي شيء جديد البتة. بل هو مجرد مروج لما في كتب غلاة الرافضة الخرافيين مثل عبد الحسين الموسوي و أسد حيدر، و التيجاني التافه، و علي الكوراني الذي قال على الملأ أن الأئمة شركاء مع الله في تدبير الكون.و الشيرازي و ياسر الحبيب الذي في المقابل ينهى عن لعنه. كما أنه قد زُوِّد بكتيبات لأحد أكبر غلاة المتصوفة في المغرب و التي كتبها في فترة الانغلاق الفكري و الضياع العاطفي قبل أن يتراجع منذ أكثر من 60 سنة خلت. و لا أريد أن أذكر اسمه لعلمي بتوبته مما سبق و كتب بل هناك نسخ أخرى لكتبه قد حذف منها كل تلك الضلالات التي قالها عن معاوية و عمرو بن العاص.
عدنان إبراهيم إذن جندي من جنود غلاة الرافضة و يعمل ليل نهار على نشر مذهبهم الخرافي …لكنه على ما أستنتجه آثر أن يبدأ مشروعه الذي تحوم شكوك قوية جدا بأنه مدعوم من التيار الشيرازي الذي بلغ من كفره البواح أنه يتهم أم المومنين بالزنا علانية و هو شيخ لذلك المرتد المسمى ياسر الحبيب. أقول آثر أن يبدأ مشروعه بخديعة رخيصة و هي إظهار نفسه كما لو كان سنيا و شافعيا حتى يجمع أكبر قدر ممكن من التزكيات التي يجود بها علماء أهل السنة الموصوفون دوما بالطوباوية الشديدة للأسف و الذين جعلوا من شعارهم : من خدعنا بالله انخدعنا له. لكن عدنان إبراهيم خِبٌّ متمرس فقد استغل طوباوية أولئك العلماء و استصدر منهم تزكيات سخية غير محتاطة فبادر إلى تدبيج موقعه على الشبكة بكلماتهم واحدة تلو الأخرى كطعم يصطاد به المعجبين بتلك الشخصيات يسبقهم إلى شخصه الانبهار و يزول عن نفوسهم التوجس من أفكاره، و بذلك يسهل عليه الترويج لبضاعته الفاسدة من الانحراف الفكري الخطير، تماما كما يفعل مروجوا السلع بعرض سلعهم مقرونة بصور لمعشوقي و معشوقات الجماهير فيقول البلهاء و المغفلون: طالما أن الأيقونة الفلانية أو الممثل الفلاني يتعلق بتلك البضاعة فلا بد أنها بضاعة جيدة و نافعة !!! قالوها بأفواههم أو اندمغت على صفحة نفوسهم فإن النتائج واحدة.و قد حصل عليها للأسف عدنان إبراهيم بهذا الاحتيال الرخيص.
أنا لست هنا بصدد رد طعونه في أم المومنين و لا في أصحاب رسول الله و لا في المحدثين و لا أئمة المذاهب فما يروجه اليوم كله قد أفحم فيه علماؤنا أسلاف الروافض من السبئيين منذ القرون الأولى بما لا مزيد عليه. فهو لم يأت بأي شيء جديد على الإطلاق. و كل اعتماده على حكايات تاريخية و أخبار جلها شاذ لا يلتفت إليه باحث حاز شرف العالم المحقق المتحري للحق و الصدق، و ما يروجه و يكثر من التساقط عليه من أخبار تافهة المصدر و تصير أتفه عندما يضيف إليها عدنان إبراهيم من تأويلاته المدلسة المجحفة. إن كل الاتهامات التي يهذي بها لسانه السلق في حق أصحاب النبي ص و العلماء و المحدثين هي و الله العظيم أتفه من أن يضيع الإنسان وقته الثمين في الرد عليها.
لكني أقول بصفة عامة لأولئك الذين زلت بهم أقدامهم إلى مستنقع هذا الفتَّان في فيينا أنه لو عقلتم قليلا لأدركتم أنكم قد استدرجتم بالانخداع به إلى مكب قمامة الأحقاد على خيرة الأمجاد و مفخرة الإسلام و التي لم يزل الرافضة في تيهها يعمهون منذ أن وجدوا.
لقد كنت في نقاش مرة مع أحد الروافض في بلجيكا و طبعا فإن 99,99 % من حديث الرافضة هو حول التنقيص من أصحاب الرسول و أمهات المومنين ، و قد كنت أعلم أن ذلك المسترفض لا حديث له غير ذلك منذ أم داس الرافضة على فكره. فقلت له: إن أعجب ما أعجب منه هو عدم وعي الرافضة بالعقوبة الماحقة التي سلطت عليهم؟ قال لي في استغراب: أية عقوبة؟ قلت ها أنت أيضا صرت مثلهم لا تعرف العقوبة التي سلطت عليك بسببهم؟ فازداد حنق الرجل و الروافض سريعوا الغضب و فجرة في الخصام، و من لم يصدق فليتابع لعنات عدنان إبراهيم و شدة حنقه و انتفاخ أوداجه و جحوظ عينيه التي تصاحب طريقة استغفاله لأتباعه الأغرار. قلت له إن العقوبة هي صرف أعماركم في نهش لحوم الموتى من الأولين. فكروا معي أحبائي القراء . أليس الوقت هو أثمن ما أعطيه الإنسان في الحياة بعد الإيمان الحق؟
و لقد ارتجزت في إحدى قصائدي و قلتُ:
و ما أُعْطِيت بعد الدين مِنحة ××× أعظم ُمن عمر يطفح صحة
ساعاته أثمن من نقد الذهب ××× فلا تك في يديك مثل السراب
من شاء الاطلاع على القصيدة كاملة 33 بيتا فهي بعنوان "الحياة عظة "بهذه المدونة. أنظروها في قسم الشعر بهذه المدونة. أليس حقا أن أكبر عقوبة تصيب الرافضة و المسترفضة أنهم يحشرون في سرداب ذلك الجدال العقيم الذي يَكْبِسهم غلوهم فيه كبْسا ًحتى لا يُبقي لهم من ضيقه الخانق مخرجا لعالم الإسلام الفسيح و السباحة في محيطاته المديدة الغنية بلآلئ المعرفة و ذخائر العلوم و جواهر الحكم. إنني أعرف أشخاصا قد أرداهم دين الرافضة منذ أكثر من عقدين من الزمن و منذ ذلك التاريخ لا حديث لهم إلا في عرض الصحابة و أمهات المومنين، و علماء الإسلام وأئمة المذاهب. أحدهم باع دينه و مسجده لمموليه لم ألتق به منذ سنوات ما يصل من أخبار عنه تقول إنه لا شغل له غير نهش لحوم خير الخلق بعد رسول الله و في السنة الماضية قال تقرير صحفي أن ذلك الرجل دخل عليه الصحفيون في مسجده فوجدوه يلقي درسا على أبناء المهاجرين موضوعه زوجات الرسول ص و الانتقاص منهن. فأية عقوبة أكبر من أن يخسر الإنسان عمره في بث الأحقاد أي أفق هذا ! و أي خذلان ماحق !
إن الإسلام أسس لفلسفة الانعتاق من براثن الالتصاق و الخلود إلى الأرض خلود الاسترقاق عندما قال: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعلمون. و علم المومنين أدب السماحة و الوداعة لمن مضى من الذين آمنوا فقال:
" و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
لكن عدنان إبراهيم يجهد في سلب هذه القيم القرآنية النبيلة من قلوب مستمعيه، قيم السماحة و حسن الظن بأصحاب محمد ص قيم الغفران و سلامة الصدر على السلف الصالح، و استبدالها بالغل و الحقد و المقت الأسود على الجيل الأول. فأي الطريقين تختارون طريق القرآن أم طريق الشيطان.
ما استنتجته أن الرجل من غلاة الرافضة لكنه أقل شجاعة في عرض حقيقة عقيدته و هو بارع في استعمال التقية. أنا أتطوع في تزويد كل متشكك في قولي ب 10 أ, 20 دليلا قاطعا على أن عدنان إبراهيم من غلاة الرافضة، و أنه قطعا كاذب في ادعائه الانتماء إلى التيار الجارف للإسلام الذي هو الأمة و غيره نحل كنحلته الرافضية.
=====================
وقد تمت دعوته لمناظرة العلامة محمد الحسن ولد الددو على قناة دليل ثم ان الجرذ ما لبث ان ارتعدت فرائصه وولى مدبرا وتعلل بمرض اصاب احباله الصوتية وان الطبيب منعه من الكلام لمدة شهور ثم ظهر بعدها بأيام على فضائية أخرى يبث سمومه
================================
حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع
داود العتيبي
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فما تزال الأيام حبلى بالظالمين والمُفسدين، ولا يفتأ أعداء الإسلام من الكيد له والطعن فيه، وفي كل حين نسمع فتنتة مُضلة يذهب ضحيتها من لم يسلح نفسه بسلاح العلم والعقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفتنتة هذه الأيام الدكتور عدنان إبراهيم..
هذا الرجل من مواليد غزة لكنه مقيم في النمسا وله مركز إسلامي ومسجد جعله كمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين.
لقد ابتدأ منهجه ودينه بالطعن في معاوية رضي الله عنه ثم هبط ليطعن في أزواج النبي ثم في أبي هريرة ثم أنس بن مالك ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة ثم أبي بكر وعمر ثم جملة الصحابة ثم العلماء فلم يدع منهم أحدا ولم يذر.
ثم في بني أمية والعباسين أجمعين إلى ءاخر طعوناته.
ثم مدح الشيعة الإمامية وأثنى على علمائها كالصدر وعلي شريعتي وياسر الحبيب الطاعن في أم المؤمنين.
ثم يعترض على أهل السنة عموما ويصفهم بأوصاف التضليل والتجهيل والنقص.
ثم يعترض على الدين ويشطح شطحات عجيبة في الفقه ويعترض على الدين بأقل شيء لأنه لا يوافق عقله، لا يعجبه عجب ولا صيام في رجب وكأنه لم يفهم الدين أحد إلا هو.
هذا الرجل له ذكاء وخبث ودهاء متكلم لَسِن له إحاطة بعلوم عصرية وإطلاع كبير على الفلسفة القديمة والحديثة وحافظة فلا عجب أن يجذب بهذه الأوصاف قلوب الضعفاء والمساكين.
ولا يغرنكم مدحه أحيانا للصحابة ولبوس أهل السنة والجماعة فما هو إلا اصطياد!
ولقد أتي عدنان إبراهيم من عدة أشياء ضل فيها وأضل:
أولا: ليس له شيخ ولا عالم ثنى ركبته عنده ودرس عليه، بل شيخه كتابه، وكما قال العلماء من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا الصفة كفيلة بأن يترك المؤمن سماع كلامه خاصة في باب العقيدة.
لذلك هو حاطب ليل وجمَّاع ضلالات.
ثانيا: يعتمد على المصادر الشيعية في التاريخ والصحابة ويقدمها على مصادر أهل السنة بل يصف مصادرنا بالتزوير والكذب والبهتان.
ثالثا: اغراقه في الفلسفة ويبدو أنه بلع بعضها وما استطاع تقيأها.
رابعا: تحكيمه للعقل القاصر على الشريعة.
خامسا:مزاجه النكِد ولسانه السليط والشتام، فإذا ما غضِب أغمض عينيه وحرك يديه وجسده وأطلق لسانه منفلتا لا يلوي على شيء.
لذلك اختلفت أوصاف الفضلاء فيه فمنهم من قال شيعي متستر ومنهم من قال زيدي ومنهم من قال صاحب فتنتة.
وأرى والله أعلم أن كل هذه الأوصاف تُعبر عن شيء من دينه وعقيدته فهو كما سبق حاطب ليل، إلا أن الأظهر والأقوى أنه شيعي متستر يستخدم التقية ويتزيا بثوب أهل السنة ليطعن في الدين من داخله على طريقة عبد الله بن سبأ مع المسلمين وبولس مع النصارى وهو شبيه بحسن السقاف ومحمد التيجاني التونسي صاحب كتاب " ثم اهتديت "، بل ضل.
والخلاصة: أن المسلم لا يتورع عن انتزاعه من أهل السنة والجماعة.
ولئن تورع بعضهم من وصفه بالشيعي في عموم أحواله فقد يكون معه جانب حق لأن عدنان إبراهيم لا يقول بالإمامة وهي ركن من أركان الإسلام لدى الشيعة ويخالفهم في بعض الأمور.
إلا أنه لا يستبعد أن يفعل هذا تقية ليلعب على سذج المسلمين ويستدرجهم إلى فخاخه الملغومة.
خاصة وأنه المغرم والعاشق لدين الرافضة ومنهجم.
وقد يكون مفكرا حرا لا ينتمي إلى مذهب إلا أنه تم استدراجه من الشيعة واستغلاله فهو مطرق الرأس غامض العين لدى ذكرهم.
وتابعت بعض جمهوره فرأيت كثيرا منهم شيعة رافضة يُطبِّلون ويزمرون حوله ولا عجب فهو داعية إلى دينهم باحتراف ولن تسمع ردا منه عليهم إلا شذرات صغيرة..
فإذا كان ثلثي متابعيه رافضة والثلث الآخر منقسم بين أناس "تنويريين" يقدمون عقولهم القاصرة على الشريعة ومساكين من أهل السنة يسمعون كلمة أو كلمتين وفلسفة أو فلسفتين فيقولوا هذا إمامه عصره وفريد دهره، فيكفيك أن تحكم على دينه بالخلل.
ولذلك تراه يلبس السواد في ذكرى كربلاء ويتكلم بلسان لا تفرق بينه وبين الرافضة ويطعن في الصحابة وفي أهل السنة ويقول عنهم إنهم لا يحترمون آل البيت ولا يقدرونهم قدرهم!!
وبعد هذا أتريدون منا أن نقول من أهل السنة؟ كلا والله، بل هو شيعي متستر خبيث على الصحابة وعلى أهل السنة ماكر خداع.
ولئن لم يكن شيعيا فهو قطعا ليس بسني بل صاحب دين جديد، يريد تفريق الصف فيجعله ثلاثة صفوف بدل أن يكون اثنين.
هذا مجمل حاله! ومن أراد التفصيل فليكمل قراءة هذا المقال، ولم آت بشيء من عندي بل هذه مختارات من كلامه في خطبه وفتاويه في موقعه لتكونوا على بينة من أمر هذا الشيعي.
وكل مسلم يعلم زورها وبهتانها لأن القول بها يخالف دينه وإسلامه.
وإذا ذكرت مسألة لم يقلها في خطبه فليراجعني المُراجع، فهذه نقولات من خطبه: عدالة الصحابة، عائشة في النار؟!، و بين يزيد والحسين، وسلسلته عن معاوية، وسلسلته في الفلسفة وغيرها.
أولا: طعنه في معاوية رضي الله عنه:
وجعلته أولا لأنه بوابة الرفض وبوابة الطعن في سائر الصحابة. فيقول عنه: دعِي بن دعِي، ويصف ابنه يزيد بأنه ابن حرام ويصف ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية أنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية ويلعن معاوية لعنا قبيحا.
ويصفه بأنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية، وغير ذلك كثير من التهم والنقائص.
نقول: معاوية رضي الله عنه صحابي مشهود له بالجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري
ومعلوم أن أول جيش غزا البحر هو جيش معاوية، وثبت أن النبي صلى الله وسلم قال فيه: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به" أخرجه أحمد وغيره.
و سئل الإمام أحمد عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه؟ قال لا ولا كرامة.
سئل أحمد عن من ينتقص في معاوية وعمر بن العاص أيقال له رافضي: قال إنه لم يجترأ عليهما وإلا وله خبيئة سوء.
بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم.
وقد نص على فضله وإمامته علماء الأمة وأعلامها وقد روى عنه كثير من الصحابة أحاديث عدة وهذا فضل عظيم له، وصرح بفضله غيرهم من التابعين والعلماء كسعيد بن المسيب، وأحمد بن حنبل وابن المبارك والمعافى بن عمران والميموني وسائر أعلامنا كالبخاري وابن الجوزي وابن كثير والطبري وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير نصوا على فضله وصحابيته وأن الطاعن فيه خبيث الطوية.
وقد مدح عدنان قديما بعض الذين لا يوثق بقولهم كالبوطي، والعجيب أن البوطي نفسه ترضى عن معاوية وعن الصحابة أجمعين وقال هم صحابة رسول الله، فإلى من ينتمي عدنان وإلى أي شريعة نحاكمه؟
ثانيا: طعنه في عائشة رضي الله عنها:
يقول عائشة بِدائية جاهلة وذلك لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ويقول إنها رجلة، تركب الفرس، ومعنى رجلة أنها تتشبه بأفعال الرجال.
وهذا لعن منه لها!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء.
ثم يتورع من أن يقول: عائشة في الجنة فيقول الله اعلم بحالها!!
ثم يحرك أصابعه محاكاة لسير عائشة، وتشير الأصابع إلى السخرية والاستهزاء كأنه يصفها بأنها طفيلية لأنها تبِعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا.
ويقول: عائشة مبطلة وعلى باطل، وهي ضرس بِتَخوِّف ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت. ويقول حديث "من أحب الناس قال عائشة" أنا لا أقبل هذا الحديث.
قلت: فلا أدري كيف يليق هذا الوصف بأفقه نساء العالمين وأم المؤمنين! ليس إلا الرفض.
وقد قال الله في أزواج النبي " وأزواجه أمهاتهم "، وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة فأعد الله لهن أجرا عظيما.
ويقول: كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حب.
قلت: هذا كذب وزور وقاتله الله وقطع لسانه يطعن في الشريفة ابنة الشريف ويتهم أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا.
والذين ندين الله به أنها زوجته في الجنة، وقد أقرأها جبريل السلام، وقد مات النبي في حجرها وكان يسأل أين أنا أين أنا رجاء ليلتها.
فليخسأ عدنان وليمت بغيظه.
ثالثا طعنه في أبي هريرة:
يقول أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخِرفان، حتى ضجِر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زر غبا تزدد حبا.
ويتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم.
قلت: هذا كذب وزور، والطعن في أبي هريرة طعن في الدين كله.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله "اللهم حبب عُبَيْدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " رواه مسلم.
اللهم فإنا نشهدك على حبه وعلى بغض عدنان.
رابعا: طعنه في أبي بكر:
يذكر حادثة مكذوبة مدسوسة لا أصل لها ولا سند.
وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، وقال اشهد لنا يا رسول الله، فقال يا أبا بكر: لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد ختم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، لا أدري ما تحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولّا بِتْغَيروا وبِتبَدْلوا.
هكذا يقول بطريقته الاستهزائية.
قلت: يكفيه شرفا أنه ثاني اثنين في الغار وصحبته لرسول الله وشهادته له بالجنة، وقتاله المرتدين، بل إن عدنان إبراهيم صرح بلسانه قائلا: لولا أبو بكر ما كان الإسلام، ولكنه اضطرب واختلط وتشيع وضل.
خامسا طعنه في عمر:
يقول: عمر لا يمثل الإسلام دائما ولا أبدا، في جوابه على سؤال طرح عليه.
ويصف عمر رضي الله عنه لأنه اجتهد في قسمة الغنيمة " هذه مشكلة توجب الردة والزندقة.
قلت: ويكفي شرفا لعمر أنه ثاني خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرءان وافقه في كثير من مسائل الدين ولا يطعن فيه إلا خبيث.
سادسا: طعنه في عدة من الصحابة:
يقول عن أنس بن مالك: أكثر ما يروي أحاديث جنسية.
ويقول عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله بن عمر نسونجي لا يصلح للخلافة.
يقول: عثمان لما حكم أطلق يد معاوية ورخص له كل شيء لأنه ابن عمته وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم.
يقول عن الحكم بن العاص: حقير لعين لعنه الله.
وينتقص انتقاصا ظاهرا من الصحابة الذين طعموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عنهم طفيليين وأصحاب سوالف وكلام فاضي والنبي مش فاضي لهم.
ويقول: جالسين في بيت النبي وحجرة واحدة زينب وجهها للحيط وظهرها لهم.. هدول جالسين شوف الأدب في ناس ثقلاء حتى من الصحابة، ويصفهم بأنهم طلبوا من النبي متكأ حابين يناموا.. عاملين فيها قصص وأحاديث مقهى أبو العبد.. طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟
ويقول: بعض الصحابة كان لا يستحي أن يأكل مع النبي وزوجة النبي قبل نزول الحجاب.
وقال الخبيث: أحيانا تجول يده في الإناء فتلمس يده يد زوجة النبي، فيلاحظ النبي ولا يعجبه، بعض الصحابة بحب يلمس يد زوجة النبي.
قلت: وهذا اتهام لعرض النبي صلى الله عليه وسلم بل هو اتهام لخاتم الأنبياء بالدياثة.
ويقول: النبي يعرف الصحابة فيهم الفاجر وفيهم المنافق وفيهم لعن الله والديه.
وأحيانا يستخدم التقية فيقول: علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم.
قلت: كلامه هذا كله مليء بالزور والبهتان والضلالة على أصحاب رسول الله والطعن فيهم.
قال تعالى مبينا فضلهم: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
سابعا: طعنه في جملة الصحابة:
يؤكد عدنان إبراهيم دائما على أن الصحابة ليسوا مقدسين ويهتك هذا الحجاب ويقول انتقدوهم لا تسكتوا عليهم، ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو الكف عما شجر بينهم، وأن الصحابة دائرون بين الأجر والأجرين، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اصاب فله أجران.
قال الحافظ ابن حجر: اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد، وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد , بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ.
وقد نص على ذلك غير واحد كالقرطبي وابن أبي زيد القيرواني وابن بطة وأبو زرعة الرازي وغيرهم كثير.
فمن عدنان إبراهيم أمام ابن حجر وأحمد بن حنبل وسائر العلماء؟ لا شيء خردلة!
وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن، إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
وإنا نتهمك على الإسلام يا عدنان إبراهيم.
وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
ويقول إن من أسلم بعد صلح الحديبية ليس صحابيا، فعنده خالد بن الوليد وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وغيرهم كثير ليسوا صحابة أبدا.
ويقول ليس كل الرضوانيين والبدريين في الجنة لأنه بعضهم نكص على عقبيه.
وإن نبرأ إلى الله من عدنان إبراهيم لأنه خالف أهل السنة قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"
وقال ابن حزم - يرحمه الله- في الملل والنحل: فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة، أخرجه الترمذي.
والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق من عدنان.
وأهل بدر مغفور لهم، وذلك أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع عنق حاطب بن أبي بلتعة فقال النبي: " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفر لكم" فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
فنزول الدمع من عيني عمر فهم لذلك، وإن الترجي في كلام الله وكلام رسول الله للوقوع كما قال ابن حجر.
إلى غير ذلك.
ثامنا: طعنه في علماء الإسلام:
يقول ابن تميمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيتمي هواه أموي، ثم ينتقص الطبري وينقد أسلوبه في التاريخ وطريقته مفضلا غيره ممن لا يعرف نسبه ولا دينه من الغربيين.
يقول عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله، كتاب تضليل وتزوير وبهتان فيقول: عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لا أهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات.
قلت: ولعل حقده على هذا الكتاب دليل ظاهر وحجة دامغة على أنه شيعي مقيت فهذا الكتاب قاصم ظهر الرافضة.
وينتقص من أحمد بن حنبل وكذلك الذهبي لأنهما نقدا أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول: مشايخ اليوم أستحي ان أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب.
يقول: هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمئة سنة من هؤلاء الطغاة الفقهاء وقال: علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط.
ويقصد علماء أهل السنة.
قلت: فمن بقي؟ لم يبق إلا أن تكون شيعيا رافضيا سبئيا.
تاسعا: طعنه في البخاري ومسلم وفي المحدثين:
يقول إذا جاء الحديث وأثبتت التجربة أنه مخالف لها فرده ولو كان متصل السند في البخاري وإلا كنت أهبلا، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فردههما وعليك أن تقول هذا كذب وغلط.
ويقول يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم.
ويقول: المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية.
قلت: وكانت كلمة أهل السنة والجماعة أن البخاري وسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله، وأجمع جهابذة الحديث على توثيق البخاري وأمانته ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلالة من الرافضة وغيرهم.
عاشرا لمزه وغمزه بأهل السنة:
يقول أهل السنة مقصرون في محبة آل البيت ويقارنهم كثيرا بالرافضة ليفضل الرافضة عليهم، ويقول مشايخ اليوم حمير وضلال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا.
ويقصد بالكذب المعهود لدى الرافضة.
ويقول: أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لا يحزنون لمصابهم ولا يدافعون عنهم.
ويقول: بنو أمية والعباسيون دجالون كذابون أكثر من آذى النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وكلنا يعلم ما فعلت دولة بني أمية كيف نشرت الإسلام والعلم، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل، إلا أنهم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
وكانوا حماة الإسلام وفتحوا البلاد ونشروا الدين في الأصقاع، ولهف نفسي ما فعل الرافضة أحباب عدنان في الأمة الإسلامية؟
الحادي عشر ثنائه على الشيعة:
هو كثير التبجيل والتعظيم لهم، ويثني على علمائهم كمحمد باقر الصدر، والمدعو علي شريعتي، وياسر الحبيب، وما أدراك ما ياسر يقول عنه: هو ليس كاذبا بل لا إنصاف عنده، وينكر على أحدهم حين لعنه، وقال: أنا أدعو لياسر حبيب بالهداية من كل قلبي.
ويقول: مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطرا على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة.
يقول: الشيعة إخواننا، وهو مذهب أنت مخير أن تكون حنبليا أو شافعيا أو إماميا.
ويمدح الطبرسي الرافضي اللعين صاحب كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "
ويمدح مسجدا شيعيا حين دخله وقال شيء جميل بوحدوا الله.
وقال: خل الشيعة يعبدوا عليا ويألهوه ما دام يقفون في وجه الظالم.
يقول: موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة أصح.
قلت: ولا أظن لبيبا يشك في تشيعه بعد ذلك.
متفرقات وضلالات وكفريات:
-الرجل إمام في التناقض وله ضلالات كثيرة منها:
يقول إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث هذا كان صالحا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية.
وهذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء..
فالدين كامل ومن زعم نقصانه فقد ضل سواء السبيل وهو صالح لكل زمان ومكان، وقد تولى الله تعالى قسمة الميراث بنفسه.
-لا يعتد بإجماع بل ينكره ويخالفه بجراءة ويقول لا تقل لي إجماع المهم أنا أقتنع.
قلت: وقد كفر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم إذا كان معلوما من الدين بالضرورة.
ومن الكفريات قوله:
لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على حق، ويقول أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة.
ويقول: لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك.
ويقول: الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق ولم يقل هم على باطل.
بل يقول إن اليهودي والنصراني الذي لا يقول بالتثليث إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يدخل الجنة وهو على خير.
ويقول: أعتبر نفسي أخالف إجماع الإسلام الذي يقول بأن من لم يسلم فإنه في نار جهنم، وأعرف بأنهم سيتكلمون علي وهذا لا يهمني.
يقول: اليهودي والنصراني إذا لم يتبع محمد ولكن ءامن بمحمد نظريا من غير متابعه فله كفل من رحمة الله وإن اتبع له كفلان.
ويقول: لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري بل أفكاري حرة الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله!!
قلت: وهل يعبث الله؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "
وينقل كلاما لأحد الغربيين فيقول هذا الغربي: أنا استهدف النفاذ إلى عقل الخالق.
فيقول عدنان: اللغة تخرِّجه من كلامه، يا اخي لا تكن سلفيا خذ المعنى الله يخليك المعنى صحيح.
وينقل كلاما لأحدهم: الرب مختلط بالإنسان والإنسان متمثل بالإله.
فيعتذر له ويتسمح.
قلت: وهذا منه عجيب حين يعتذر للملاحدة الكفرة ولا يعتذر لأصحاب رسول الله بل يفتش عنهم وينقب.
وقد خالف الله وخالف رسول الله في كلامه.
فقد أجمع العلماء على أن من لم يكفر النصار كافر، وأنه لا يقبل دين غير الإسلام.
قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
-وصف النبي صلى الله مرة بأنه كان "نزقا " والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل.
ويقول عنه: باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك وهذا ليس عيب وهو القائل "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويقول إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لو شك شككت أنا وأنه من قبيل التواضع.
ويقول عدنان: كأن الشك نقيصة عندكم؟ في الأدبيات: اليقين لا يكمن إلا في الشك.
ونقول: قال تعالى " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم.. "
فمجرد الشك كفر والعياذ بالله.
وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو صواب وكلام عدنان هو الفارغ والمردود على وجهه:
قال السيوطي في شرح صحيح مسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك.
وإنما خص إبراهيم لكون الآية قد يسبق منها إلى بعض الأذهان الفاسدة احتمال الشك، وإنما رجح إبراهيم على نفسه تواضعاً وأدباً أو قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم.
فهل الدين ناقص وغير مفهوم حتى جاء عدنان فكمّلَه وفهمه؟
-يقول: كلام علي فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.
قلت: وهذا غلو فيه فأبو بكر وعمر أفضل منه، وما صدرت إلا من الشيعة ومن والاهم.
- يخص الحسن والحسين وأحفادهم بقوله عليهم السلام، وكان الأليق به استخدام هذا السلام على جميع آل البيت آل عقيل وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
-يرى أن الصحابي لا يكون صحابيا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين.
نقول: قال النووي رحمه الله: فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ولو لحظة هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة.
وهم أعلم وافهم وأجل من عدنان إبراهيم.
ومن تناقضاته: وتستطيع القول بأنها تقية فيظهر السنية ويخفي التشيع:
فمرة يقول لا دين إلا الإسلام ومرة يدخل اليهودية والنصرانية الجنة.
ومرة ينكر النسخ ثم يثبته في الآية التي أمرت بالصدقة قبل النجوى.
ينكر حد الردة ثم يثبت أن الخلفاء الراشدين فعلوه جميعا ويرد على العلمانيين في إنكارهم.
ومرة يثبت أن أزواج النبي من آل البيت وأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ومرة يخرجهن.
آخر شيء المضحكات فمنها:
يروي رواية مضحكة كعادة الرافضة فيقول: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك.
قال: أنت سلقلق، قالت وما سلقلق؟
قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق.فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟
قال المرأة التي تحيض من دبرها.
فقالت صدق رسول الله وأنا أحيض كذلك ولم أخبر أهلي.
وفي تفسير التين والزيتون: يقول التين إشارة إلى إلاه بوذا ويذكر قصة خرافية ليستنتج أن الأديان أربعة: إسلام يهودية نصرانية بوذية.
ويقول معنى إنا أعطيناك الكوثر، يقول هو نسل محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا تفسير الرافضة لهذه الآية.
ومن المضحكات أيضا أن يقول عن نفسه بعد كل هذا إنه شافعي أشعري! فأي أمة يخادعها هذا المسكين؟
ختاما:
نسأل الله العفو والعافية من الضلال بعد العلم والزيغ بعد الهدى، كما رأيتم أحبتي ضلال هذا الرجل وتشيعه وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة لذلك وجب التحذير منه وحرمة السماع له، والسعي لإصدار فتاوي العلماء في حقه حتى يُقطع دابره.
وقد بذل الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم جهودا مشكورة في الذب عن الصحابة وفي بيان ضلالات هذا الرجل، خاصة الشيخ محمد الداهوم فقد أفرد له أربعة دروس تقصى فيها كثيرا من ضلالاته وبين منهج أهل السنة.
وقد رأيت من عدنان ابراهيم امتعاضا شديدا نتيجة كلام الأسد الهصور الشيخ عثمان الخميس ولكن هذا لا يكفي لرد شبهه وضلالاته، وأرجو أن يكون ما كتبت بداية وليس نهاية وأن تكون إثارة لغبار هذا الرجل حتى يجتهد أحفاد الصحابة رضي الله عنهم وحفيدات عائشة رضي الله عنها للانتصار والله أعلم.
داود العتيبي
ashafi3i@hotmail.com
==================
555555555555555
فرية قول ابن عمر عن جارية نافع: واهًا لريح فلانة ! ردًا على عدنان إبراهيم
فرية قول ابن عمر عن جارية نافع: واهًا لريح فلانة !
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم في مَعْرضِ طعنه على عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهأنَّ ابن عُمرَ أعتق جارية وكان شديد الحب لها، وأعطاها لنافع ثم إذا رأى ولد هذه الجارية اعتنقه وقال "وَاهًا لريح فلانة" ؟!!
وبالغ عدنان مستخدمًا لغةَ الجسد في أسوء معانيها لتصوير عبد الله بن عمر في صورة العاشق الولهان.!
واستدل بمـا رواه الإمام ابن سعد قال:
{ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَلَمَّـا اشْتَدَّ عُجْبُهُ بِهَا أَعْتَقَهَا، وَزَوَّجَهَا مَوْلًى لَهُ "، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: هُوَ نَافِعٌ، فَوَلَدَتْ غُلامًا، قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَأْخُذُ ذَلِكَ الصَّبِيَّ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: " وَاهًا لِرِيحِ فُلانَةَ "، يَعْنِي الْجَارِيَةَ الَّتِي أَعْتَقَ؟}.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
أقول أن هذه الرواية لا تصح، فسندُها ضعيف. والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحاً أو حسناً فقط، ويجب أن تنطبق على الصحيح شروط خمس وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح :
{ أَمَّا الْـحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلَّلًا }.(2)
علل الرواية:
العلة الأولى:عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ.
قال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني:
{ صَدُوقٌ عَابِدٌ رُبَّمَـا وَهِمَ وَرُمِيَ بِالْإِرْجَاءِ }.(3)
قال الإمامُ ابنُ حِبَّان:{ روى عن نافع أشياء لا يشك مَنْ الحديثُ صِناعَتُه إذا سَمِعَهَا أَنَّهَا مَوْضُوْعَةٌ، كَانَ يُحَدِّثُ بها توهمًا لا تعمدًا ، ومن حَدَّثَ على الحسبان وروى على التوهم حتى كَثُرَ ذلك منه سَقَطَ الاحتجاجُ به. وإنْ كان فَاضِلًا في نفسه ... قال أبو حاتم: روى عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة لا يحل ذِكْرُهَا إلا على سبيل الاعتبار}.(4)
تنبيه:روى الإمام البخاري في صحيحه لعبد العزيز متابعةً وليس على سبيل الاحتجاج به.
وقد ترك الإمام سفيان الثوري صلاة الجنازة عليه لبدعته وقوله في الإرجاء.
العلة الثانية:محمد بن يزيد بن خُنَيْس.
قال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني:
{ مقبول }.(5)
وهذا يعني أنه يصلح في المتابعات وليس في الاحتجاج به.وشيخنا الألباني في سلسلته الضعيفة كان يتحدث عن حديث موضوع وكان له متابعة من طريق محمد بن يزيد بن خنيس فوصف متابعة ابن خنيس أنها واهية.
قال الشيخُ الألبانيُّ:
{ ثم إن الراوي عنه ابن خنيس ؛ قال الحافظ :"مقبول" ، قلت: فمثل هذه المتابعة الواهية لا تُعطي الحديث شيئاً من القوة ولا تُخرجُه عن كونه موضوعاً }.(6)
وهكذا نرى أن الرواية لا تنهض ولا تقوم بها حجة على استدلال عدنان إبراهيم بها.
أفلا يتقي عدنان إبراهيم ربه في عِرض عبد الله بن عمر رضي الله عنه ؟
أبمثل هذه الروايات الضعيفة الواهية نتجرأ على عبد الله بن عمر ؟
إنا لله وإنا إليه راجعون !!
ثانياً: ابن عمر مِن أورع الصحابة وأتقاهم:
أقول أنَّ عبدَ الله بن عمر كَانَ مِنْ أورع وأتقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتعالوا إلى شيء مِنْ ورع وتقوى عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه:
عبد الله بن عمر أحد الذين أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز أنه رضي عنهم.
قال الإمام الذهبي:
{ أَسْلَمَ وَهُوَ صَغِيْرٌ، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ لَمْ يَحْتَلِمْ ... وَهُوَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }.(7)
قال الإمام الذهبي:{ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: إِنَّ مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسهِ عَنِ الدُّنْيَا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ .
ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ مُتَوَافِرُوْنَ، وَمَا فِيْنَا شَابٌّ هُوَ أَمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ الـمُسَيِّبِ: لَوْ شَهِدْتُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، لَشَهِدْتُ لابْنِ عُمَرَ. رَوَاهُ: ثِقَتَانِ، عَنْهُ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: سَمِعْتُ ابْنَ الـمُسَيِّبِ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ.
وَعَنْ طَاوُوْسٍ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ }.(8)
وهذا يُبَيِّنُ لك ما كان عليه عبد الله بن عمر مِن ورع وتقوى وتعفف وتجرد وخشية لله رب العالمين.
ثالثاً: عدنان إبراهيم والصحابة:
ما الذي يريده عدنان إبراهيم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ما فائدة طعنه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ما الخير الذي سيعود على الأمة الإسلامية من وراء هذا الطعن والغمز واللمز في الصحابة ؟
كم مِن شاب مُسلم بعيد عن طاعة الله سيهتدي بمثل هذا الكلام الساقط؟
كم مِن شابٍّ عاصٍ لله تبارك وتعالى سيتوب بسبب كلامك هذا ؟
وكم مِن مُلحد سيؤمن بالله والإسلام بعد كلامك هذا ؟
ما فائدةُ بَثِّ رواياتٍ مكذوبةٍ وضعيفةٍ بين الناس للقدح في أشرف الخلق بعد الرسل والأنبياء ؟
ما هذا الـخَطَل الذي لا يقبله عاقلٌ فضلًا عن عالمٍ وباحثٍ ؟؟
ثُمَّ مَن الذي قال أنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان مِن هذا النوع مِن الرِّجال الذي يفعل فعلة كهذه من أجل امرأة؟
خذ يا عدنان لتعرف هل كان ابن عمر وَلِعًا بالنساء كما تصوره لمشاهديك أم لا !!
قال الإمام الذهبي:
{وَقَالَ نَافِعٌ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لَوْ تَرَكْنَا هَذَا البَابَ لِلنِّسَاءِ). قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدخْلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ }.(9)
الله أكبر الله أكبر !!
ما هذا الاتِّبَاع الرائع !!
وما هذه الطاعة الصافية !!
فانظر أيها القارئ الكريم إلى الاتباع المحمود العجيب لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم !
هذا هو العابد الزاهد المتبع مقتفي الأثر الشريف رضي الله عنه وعن أبيه.
العجيب أن عدنان أثناء عرض هذه الروايات الباطلة يقول أن عبد الله بن عمر كان تقيًا !!
عدنان حينما قال كلمة "واها لريح فلانة" أمسك كتابًا وَحَضَنَهُ وكأنَّ عبد الله بنَ عُمَر كان مُغْرَمًا بالمرأة.!
ثُمَّ لماذا يضع عدنان هذه التحابيش المنفرة على الرواية من كِيسِهِ، ولماذا يستخدم لغة الجسد هذا الاستخدام الفاحش؟
ولمصلحة من يتم الكلام عن صحابي جليل بهذه الطريقة المبتذلة ؟؟
ولغة الجسد هذه نعرفها ونعرف إلى ماذا يريد عدنان إبراهيم أن يوجه قلوب الناس وعقولهم.
رابعاً: ليس كل ما في الكتب صحيحًا:
أقول: ليس كُلُّ ما في كتب التاريخ أو السُّنة أو السيرة أو حتى التفسير صحيحاً، لأن علماءنا جزاهم الله عنا خيرًا كانوا يهتمون بجمع الروايات وتدوينها في الكتب حتى لا يضيع شيء منها.
ولم يقلْ واحدٌ مِنْ علماء التاريخ على الإطلاق أنَّ كُلَّ ما في كتابه صحيح. والأصل هو الإسناد.
يقول الدكتور إبراهيم العلي:{ الإسنادُ لابد منه في كُلِّ أمر من أمور الدين, وعليه الاعتمادُ في الأحاديث النبوية وفي الأحكام الشرعية وفي المناقب والفضائل والمغازي والسير وغير ذلك من أمور الدين المتين والشرع المبين, فشيءٌ من هذه الأمور لا ينبغي عليه الاعتماد مالم يتأكد بالإسناد, لاسيما بعد القرون المشهود لها بالخير... وقد شدد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على ضرورة الإسناد, وأنه مطلوب في الدين, وأنه مِن خصائص أُمَّة الإسلام }.(10)
روى الإمام الطبراني:
{ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(11)والرواية صَحَّحَهَا العلامة الألباني في صحيح الجامع الصغير بمجموع طرقها.(12)
وَأخيراً أُذكِّرُكَ بقول الله تعالى:
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَـهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّـا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.(سورة البقرة آية134).
مراجع البحـث:
(1) الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد ج4 ص156، ط مكتبة الخانجي - القاهرة، ت: د علي محمد عمر.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ، دار الفكر - سوريا، ت: نور الدين عنتر.
(3) تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص298 ت4096، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: عادل مرشد.
(4)المجروحين من المحدثين للإمام ابن حبانج2 ص119، ط دار الصميعي - الرياض، ت: الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي.
(5) تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص447 ت6396، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: عادل مرشد.
(6) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ج7 ص322، ط دار المعارف - الرياض.
(7) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص204، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(8) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص212، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(9) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص213، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(10) صحيح السيرة النبوية للدكتور إبراهيم العلي ص12، طبعة دار النفائس - الأردن.
(11) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج2 ص96, ط مكتبة بن تيمية - القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
(12) صحيح الجامع الصغير للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ص155 ح545 , ط المكتب الإسلامي - بيروت.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
=================
شبهة دعاء عثمان بن عفان على طلحة بسفك دمه !
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات الدكتور عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى الدكتور عدنان أنَّ عثمان دعا على طلحة بن عبيد أن يُسفك دَمُهُ, وأنهما كانا في خلاف شديد.!!
واستدل بما رواه الطبري قال:
{ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَـانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَحَدَّثْتُ عِنْدَهُ سَاعَةً، فَقَالَ: يَابْنَ عَيَّاشٍ تَعَالَ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَسْمَعَنِي كَلامَ مَنْ عَلَى بَابِ عُثْمَـانَ، فَسَمِعْنَا كَلامًا مِنْهُمْ، مَنْ يَقُولُ: مَا تَنْتَظِرُونَ بِهِ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: انْظُرُوا عَسَى أَنْ يُرَاجِعَ. فَبَيْنَا أَنَا وَهُوَ وَاقِفَانِ، إِذْ مَرَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَوَقَفَ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عُدَيْسٍ؟ فَقِيلَ: هَا هُوَ ذَا. قَالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ عُدَيْسٍ، فَنَاجَاهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ رَجَعَ ابْنُ عُدَيْسٍ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لا تَتَرْكُوا أَحَدًا يَدْخُلُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ، وَلا يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي عُثْمَـانُ: هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَـانُ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ حَمَلَ عَلَيَّ هَؤُلاءِ وَأَلَّبَهُمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْهَا صِفْرًا، وَأَنْ يُسْفَكَ دَمُهُ، إِنَّهُ انْتَهَكَ مِنِّي مَا لا يَحِلُّ لَهُ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ” لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلا فِي إِحْدَى ثَلاثٍ: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ فَيُقْتَلُ، أَوْ رَجُلٍ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَيُرْجَمُ، أَوْ رَجُلٍ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ “، فَفِيمَ أُقْتَلُ؟ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ عُثْمَـانُ، قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ فَمَنَعُونِي، حَتَّى مَرَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: خَلُّوهُ فَخَلُّونِي }.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
فسندُها فيه راوٍ كَذَّاب متروك الحديث.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحاً فقط، ويجب أن تنطبق عليه شروط خمس وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح:
{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَلَا يَكُونُ شَاذَّاً، وَلا مُعَلَّلاً}.(2)
والرواية تخالف الشرط الأول والثاني من شروط صِحَّةِ الرواية وهما اتصالُ السَّند وعَدالةُ الرواة.
علل الرواية:
العلة الأولى: محمد بن عمر الواقدي.
وهو رجل كذَّاب كما قال أهلُ الْعِلْمِ بالحديث.
قال الإمام شمس الدين الذهبي:
{ محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي .
قال أحمد بن حنبل: هو كذَّاب يقلب الأحاديث.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال مرة: لا يُكْتَبُ حَدِيثُه.
وقال البخاري وأبو حاتم: متروك.
وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث }.(3)
العلة الثانية: الانقطاع.
فالإمام الطبري لم يسمع الرواية من الواقدي لأنه لم يدركه, وهذا يسمى انقطاعًا, والانقطاع في السند علة تمنعنا من قبوله.
فالواقدي مُتَوفَّى سنة 207 من الهجرة, والإمام الطبري مولود سنة 224 من الهجرة.
فهاتان عِلتان تمنعنا كلُّ عِلَّةٍ منهما من قبول هذه الرواية.
فكيف وقد اجتمعت العِلَّتَانِ في رِوَايةٍ واحدة ؟
ثانياً: حُكْم المحققين على الرواية:
لقد حَكَمَ علماءُ التحقيق بضعف هذه الرواية في كتبهم طبقاً لقواعد علم الحديث الشريف.
قال محققو تاريخ الطبري:
{ الإسناد إلى الواقدي منقطع, والواقدي متروك الحديث }.(4)
فكما ترى عزيزي القارئ أن محققي تاريخ الطبري يحكمون على الرواية بالضعف, فعلى أي شيء اعتمد عدنان إبراهيم ليبث في تلاميذه رواية كهذه ؟؟
ثالثاً: لماذا توجد مثل هذه الروايات في كتبنا: ؟
يتساءل البعضُ عن سبب وجود مثل هذه الروايات, ويقول أنه طالما أن هذه الروايات موجودة في كتبكم فهي حُجَّةٌ عليكم.!
وللرد على هذا أقول: أن علماء أهل السنة والجماعة حينما صنفوا كتبهم, صنفوها بمناهج مختلفة من حيث الصحة والضعف.
فبعض العلماء اشترط الصحة في كتابه كالإمامين الجليلين البخاري ومسلم في صحيحهما.
وجُلُّ العلماء لم يشترطوا الصحة أصلًا؛ وهذا طبعًا بالنسبة لكتب السنة والحديث.
أما كتب التاريخ فلم يشترط العلماء فيها الصحة مطلقًا وإنما جمعوا ما قدر الله لهم أن يجمعوا من التاريخ ورواياته.
خُذْ مثالًا على ذلك:
قال الإمام الطبري:
{ فَمَـا يَكُنْ فِي كِتَابِي هَذَا مِنْ خَبَرٍ ذَكَرْنَاهُ عَنْ بَعْضِ الْـمَـاضِينَ، مِمَّا يَسْتَنْكِرُهُ قَارِئُهُ، أَوْ يَسْتَشْنِعُهُ سَامِعُهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ لَهُ وَجْهاً فِي الصِّحَّةِ وَلَا مَعْنَى فِي الْـحَقِيقَةِ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِنَا، وَإِنَّمَـا أُتِىَ مِنْ قَبَلِ بَعْضِ نَاقِلِيهِ إِلَيْنَا، وَإِنَّا إِنَّمـَا أَدَّيْنَا ذَلِكَ عَلَى نَحْوِ مَا أُدِّيَ إِلَيْنَا }.(5)
فالإمام الطبري يخبرنا أننا قد نجد روايات يستنكرها القارئ ويستشنعها السامع, فيخبرنا الإمام الطبري أن ذلك ليس منه وإنما هو مجرد ناقل أمين لكل ما كان يُروى من أخبار وأحداث.
رابعاً: فماذا علينا أن نفعل:
يقول الدكتور إبراهيم العلي:
{ الإسنادُ لابد منه في كُلِّ أمر من أمور الدين, وعليه الاعتمادُ في الأحاديث النبوية وفي الأحكام الشرعية وفي المناقب والفضائل والمغازي والسير وغير ذلك من أمور الدين المتين والشرع المبين, فشيءٌ من هذه الأمور لا ينبغي عليه الاعتماد مالم يتأكد بالإسناد, لاسيما بعد القرون المشهود لها بالخير… وقد شدد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على ضرورة الإسناد, وأنه مطلوب في الدين, وأنه مِن خصائص أُمَّة الإسلام }.(6)
واستدل الدكتور إبراهيم العلي بكلام الراسخين من أهل العلم على أهمية الإسناد ومكانته.
روى الإمام مسلم في صحيحه قال:
{ عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْـمُبَارَكِ، يَقُولُ: «الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ» }.(7)
خامساً: تحذير النبي من الخوض في الصحابة:
لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخوض في الأعراض سواءً كانوا مسلمين أم لا.
روى الإمام أحمد:
{ عن ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: « … وَمَنْ قَالَ: فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ » }.(8)
ورَدْغَة الخَبال: عِصارة أهل النار
فما بالك إذا كان هذا الخوض في أعراض خير الناس بعد الرسل والأنبياء ؟
روى الإمام الطبراني:
{ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(9)
والرواية صححها العلامة الألباني في صحيح الجامع الصغير بمجموع طرقها.(10)
سادساً: ماذا يريد د/عدنان إبراهيم:
أتساءل ماذا يريد الدكتور عدنان من إثارة هذه الروايات الباطلة التي توغر صدور الناس على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا يَسَعُكَ السكوت عنهم كما وَسِعَ مَنْ قَبْلَكَ ؟
ما فائدة خوضك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلامك فيهم بالحق والباطل ؟
كثيرًا ما أسمع عدنان إبراهيم يحتج بكلام الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي وغيرهما من
الأئمة الأكابر في حديثه, فقلتُ في نفسي؛ كُلُّ هؤلاءِ الأكابر عقيدتهم واضحة في الصحابة رضي الله عنهم. وهي الترضي عليهم والإمساك عما بدر منهم، وأنَّ اجتهادهم الصحيح مأجور وخطأهم مغفور.
روى الإمامُ أبو بكر الخلَّال قال:
{ أخبرني محمد بن موسى قال سمعت أبا بكر بن سندي قرابة إبراهيم الحربي قال كنتُ أو حضرتُ أو سمعتُ أبا عبدالله وسأله رجلٌ: يا أبا عبدالله، لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية وربمـا أكلتُ معه، فقال أبو عبد الله مبادرًا: لا تأكلْ معه }.(11)
وإسناده صحيح كما قال محقق الكتاب.
فها هو الإمام أحمد بن حنبل يمنع السائل من الأكل مع من ينتقص سيدنا معاوية.
فماذا كان سيقول الإمام أحمد عَمَّنْ يسب معاوية سبًا صريحًا, ويشتمه شتمًا قبيحًا ؟؟
أرجو أن يرعوي الدكتور عدنان ويَكُفَّ عن سبِّ الصحابة رضي الله عنهم حتى لا يبوء بقول النبي صلى الله عليه وسلم { مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }.(12)
والحديث حَسَّنَه الشيخُ الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة.(13)
وتلك فتن عَصَمَ الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا.
وأذكرك بقول الله تعالى { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. (سورة البقرة آية134).
مراجع البحـث:
(1)تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج4 ص378 ، ط دار المعارف – القاهرة، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج6 ص273 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.
(4) ضعيف تاريخ الطبري ج8 ص572 ، ط دار بن كثير – دمشق. للشيخين محمد بن طاهر البرزنجي ومحمد صبحي حسن حلاق.
(5)تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج1 ص8 ، ط دار المعارف - مصر، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(6) صحيح السيرة النبوية للدكتور إبراهيم العلي ص12، طبعة دار النفائس – الأردن.
(7) مقدمة صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج ص8 ، ط دار طيبة – الرياض، ت: نظر محمد الفاريابي.
(8) مُسند الإمام أحمد بن حنبل ج9 ص283 ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: الشيخ شعيب الأرنؤوط وآخرون.
(9) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج2 ص96 , ط مكتبة بن تيمية – القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
(10) صحيح الجامع الصغير للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ص155 ح545 , ط المكتب الإسلامي – بيروت.
(11) كتاب السُنة للإمام أبي بكر الخلَّال ج2 ص448 ط دار الراية – الرياض، ت: د/عطية الزهراني. وسند الرواية صحيح.
(12) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج12 ص142 ط مكتبة بن تيمية – القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
(13) سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ج5 ص446 ط مكتبة المعارف – الرياض.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
==================
فرية أمر السيدة عائشة بقتل عثمان بن حُنيف!
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم في مقطع له منشور على اليوتيوب أنَّ أُمَّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أَمَرَتْ بقتل الصحابيِّ الجليل عثمان بن حنيف رضي الله عنه وأنه لما قٌتل نتفوا لحيته وجفون عينيه!
وعند البحث عن مصدر هذه الفرية نجدها في تاريخ الطبري.
روى الإمام الطبري قال:
{ حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَـمَّـا أَخَذُوا عُثْمَـانَ بْنَ حُنَيْفٍ أَرْسَلُوا أَبَانَ بْنَ عُثْمَـانَ إِلَى عَائِشَةَ يَسْتَشِيرُونَهَا فِي أَمْرِهِ، قَالَتِ: اقْتُلُوهُ، فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: نَشَدْتُكِ بِاللَّهِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي عُثْمَـانَ وَصُحْبَتِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَتْ: رُدُّوا أَبَانًا، فَرَدُّوهُ، فَقَالَتِ: احْبِسُوهُ وَلا تَقْتُلُوهُ، قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تَدْعِينَنِي لِهَذَا لَمْ أَرْجِعْ، فَقَالَ لَهُمْ مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ: اضْرُبُوهُ وَانْتِفُوا شَعْرَ لِحْيَتِهِ، فَضَرَبُوهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا، وَنَتَفُوا شَعْرَ لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ وَحَاجِبَيْهِ وَأَشْفَارِ عَيْنَيْهِ وَحَبَسُوهُ ؟}.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
أقول أن هذه الرواية لا تصح فسندُها فيه راوٍ كذاب.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً اجتمعت فيه شرط قبول الرواية, بقسميه الصحيح والحسن ، ويجب أن تنطبق على الحديث الصحيح شروط خمس وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح :
{أَمَّا الْـحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا، وَلا مُعَلَّلًا }.(2)
والرواية تُخالف الشَّرْطَ الثاني وهو عدالة الرواة.
علة الرواية: أبو مخنف لُوْط بْنُ يَحْيَى كذاب.
قال الإمام شمس الدين الذهبي:
{ لوط بن يحيى، أبو مخنف، أخباري تَالِفٌ، لا يُوثَقُ بِهِ.تركه أبو حاتم وغيره.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال مَرَّةً: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: شيعي محترق، صاحب أخبارهم.تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ }.(3)
ثانياً: محققو تاريخ الطبري يُضَعِّفُون الرواية:
أقول: لقد حكم محققو تاريخ الرسل والملوك للإمام الطبري على الرواية بالضعف
قال محققو تاريخ الطبري:
{ إسناده تالف، فهو من طريق الهالك أبي مخنف، ولم ترد في رواية صحيحة أن أصحاب الجمل أمروا بقتل والي البصرة عثمـان بن حنيف، والرواية التي قبل هذه وهي تكملة الرواية (952) من طريق شعيب عن سيف تذكر أنهم نتفوا شعر وجهه وأنَّ عائشة أمرت بإطلاق سراحه( ان خلوا سبيله فليذهب حيث شاء ولا تحبسوه) وإسناده ضعيف جدًا، فكلا الإسنادين كما ترى لا يمكن الاحتجاج بهمـا، وعلى هذه الأخبار الواهية المختلفة اعتمد المستشرق الألماني (بروكلمان) في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية، فقال عن أصحاب الجمل أنهم قتلوا والي البصرة، وعلمـًا بأن هاتين الروايتين على ضعفهمـا لم تذكر أنهم قتلوه، بل عذبوه ثم أطلقوا سراحه، ولا يصح }.(4)
والآن، ماذا يريد عدنان إبراهيم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ثالثاً: تعظيم الصحابة واجب على الأمة:
أقول أنَّ تعظيمَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم واجب شرعي على هذه الأمة.
روى الإمامُ مسلم:
{ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ «أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ» قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَـاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَـاءِ، فَقَالَ: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَـاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَـاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ }.(5)
الله أكبر الله أكبر !
وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي أي أمن وأمان وحِفاظٌ لأمَّتي.
أفلا يحملنا هذا على تعظيمهم وتبجيلهم، وقد جعلهم اللهُ جلَّ جلاله أَمْنًا وأَمَانًا لهذه الأمة ؟
رابعاً: تحذير النبي من الخوض في الصحابة وسبهم:
لقد حذرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الخوض في أعراض أصحابه، ونهانا عن سَبِّهِم
.روى الإمام البخاريُّ:
{ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ}.(6)
فمن امتثل أمر نبيه أفلح، وَمَنْ تَنَكَّبَهُ ضَلَّ سعيه في الدنيا والآخرة.
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة النور 63.
وهذه شهادة عبد الله بن مسعود في أصحاب نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام أحمد:
{ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَـا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ }.(7)
مراجع البحـث:
(1)تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج4 ص468، ط دار المعارف - القاهرة، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ، دار الفكر - سوريا ، ت: نور الدين عنتر.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج7 ص88 ، ط دار الكتب العلمية - بيروت.
(4) ضعيف تاريخ الطبري للشيخين محمد طاهر البرزنجي ومحمد صبحي حسن حلاق ج8 ص662، ط دار بن كثير - دمشق.
(5) صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج ج2 ص1177 ح207 - (2531)، ط دار طيبة - الرياض، ت: نظر محمد الفاريابي.
(6) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص903 ح3673، ط دار ابن كثير - بيروت.
(7) مسند أحمد للإمام أحمد بن حنبل ج6 ص84، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرناؤوط وآخرون.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
=============
فرية نبش قبر معاوية ووجود خيط أسود كالهَبَاء !
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم أنَّ بني العباس نبشوا قَبرَ سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ووجدوا خيطًا أسود كالْـهَبَاء ؟!!
واستدل بمـا قاله الغُمَـارِيُّ الضَّال:
{لـمَّـا مَلَكَ بنو العباس كانوا يحفرون قبور بني أمية, ويخرجون منها عِظامهم وأجسامهم فيحرقونها؛ فحفروا قبر معاوية فلم يجدوا فيه إلا خَيْطاً أَسْوَدَ كالْـهَبَاء }.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
الغُمـاري مؤلف الكتاب ضال مبتدع دائمـًا ما يسيئ القول في أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على الخصوص وبني أمية على العموم.
عموماً فهو لم يأتِ بالرواية من كِيسِهِ وإنمـا أَتَى بالرواية من كتاب تاريخ دمشق للإمام ابن عساكر.
قال الإمامُ ابن عساكر:
{ قرأتُ بِخَطِّ أبي الحسن الرَّازي حَدَّثَنِي أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي حدثني محمد بن موسى العمي ويعرف بحبش الصيني حدثني علي بن محمد بن سليمان النَّوْفَلِيُّ قال: سمعت أبي يقول قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ دِمَشْقَ، دَخَلَهَا بِالسَّيْفِ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ، وَجَعَلَ مَسْجِدَ جَامِعِهَا سَبْعِينَ يَوْمًا إِصْطَبْلًا لِدَوَابِّهِ وَجِمَالِهِ، ثُمَّ نَبَشَ قُبُورَ بَنِي أُمَيَّةَ فَلْمْ يَجِدْ فِي قَبْرِ مُعَاوِيَةَ إِلَّا خَيْطًا أَسْوَدَ مِثْلَ الْهَبَاءِ }.(2)
أولاً: القصة غير صحيحة:
فَسَنَدُهَا مُسَلْسَلٌ بالمجاهيل.
عِلَل الرواية:
1- محمود بن محمد بن الفضل الرافقي, أبو العباس.
2- محمد بن موسى العمي, حبش الصيني.
3- علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن نوفل بن الحارث النوفلي.
4- محمد بن سليمان عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب النَّوْفَلِيُّ.
كل هؤلاء مجاهيل لا يُعرفون, ولم أجد لهم ترجمة في كُتُبِ الرِّجَال.
ورواية المجهول عندنا لا يُحتج بها.!
قال الإمامُ أبو عمرو بن الصلاح:
{ الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ مِنْ حَيْثُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ جَمِيعًا، وَرِوَايَتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ }.(3)
قال الإمام ابن كثير:
{ فَأَمَّا الْـمُبْهَمُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ ، أَوْ مَنْ سُمِّيَ وَلَمْ تُعْرَفْ عَيْنُهُ فهذا مِمَّنْ لا يَقْبَلُ رِوَايَتَهُ أَحَدٌ عَلِمْنَاهُ }.(4)
قال الإمام ابْنُ حجر العسقلاني:
{ إِذْ الْـمَجْهُوْلُ غَيْرُ مُـحْتَجٍّ بِهِ }.(5)
تنبيه:
هذه القصة الغريبة ذكرها الإمام ابن كثير في البداية والنهاية وبنفس هذا السياق دون تعليق.(6)
وكما ترى عزيزي القارئ الكريم أنَّ هذه الرواية لا دليل على صحتها على الإطلاق.
فكيف أتى الدكتور عدنان إبراهيم برواية كهذه ليطعن في أمير المؤمنين سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ؟
وهل هذا هو البحث العلمي والتحقيق والتدقيق الذي صدع الدكتور عدنان به رؤوسنا ليل نهار ؟
وقد وقعتُ على حلقة فضائية له مع الإعلامي المحترم عبد الله المديفر يقول فيها أنه يعتذر عما قاله عن الصحابة ولكنه في نفس الوقت قال أنَّ كلَّ ما قاله عن الصحابة ثابت عنهم في كتبنا !!
فهل هذه الروايات ثابتة يا عباد الله ؟ هل هذه الرواية عن نبش قبر معاوية لها سند صحيح ؟؟
ثانياً: نفي صحة الرواية عَقْلاً:
أقول وبالله التوفيق: أنَّ مَنْ يَتَأَمَّلْ جيداً في هذه الرواية ربما تدور برأسه بعض الأسئلة !
س1: كيف عَرَفَ نابشُ القبر أنَّ ما نَبَشَهُ هو قبر معاوية بن أبي سفيان نفسه؟
س2: لو كان القبر بالفعل لمعاوية، فما الذي يضمن لنا أنَّ نابش القبر صادقٌ في قِيلِه؟
س3: الرواية تقول أنَّ نابشَ القبرِ جعل المسجدَ الجامعَ في دمشق 70 يوماً اسطبلاً للخيول، فهل فاعل مثل هذا الفعل الأثيم يؤتمن على قولٍ يقوله, أو موقفٍ ينقله, أو روايةٍ يرويها؟
س4: هل من ينبش قبور المسلمين كما فعل هذا النابش يكون قد فعل خيراً أم شراً ؟
ثالثاً: حُكْمُ نَبْشِ قُبُورِ المسلمين:
قال الإمام الرُّعينيُّ المالكي:
{ الْقَبْرُ حَبْسٌ لَا يُمْشَى عَلَيْهِ وَلَا يُنْبَشُ ما دَامَ بِهِ }.(7)
قال الإمام النووي الشافعي:
{ وَأَمَّا نَبْشُ الْقَبْرِ فَلَا يَجُوزُ لِغَيْرِ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ بِاتِّفَاقِ الْأَصْحَابِ }.(8)
قال الإمام البهوتي الحنبلي:
{ (وَلَا يُنْبَشُ قَبْرُ مَيِّتٍ بَاقٍ ، لِمَيِّتٍ آخَرَ) أَيْ : يَحْرُمُ ذَلِكَ ، لِمَا فِيهِ مِنْ هَتْكِ حُرْمَتِهِ }.(9)
رابعاً: ثُمَّ ماذا يا عدنان؟:
ماذا بعد هذا التطاول على هذا الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه ؟
ماذا تهدف من إسقاطه في قلوب أتباعك ومريديك ؟
وماذا أنت قائل لربك يوم القيامة حينما يسألك عن هذا الطعن والغمز واللمز؟
لماذا لم يحفظ عدنان إبراهيم وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ؟
روى الإمامُ ابن أبي شيبة:
{ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي , وَاللهِ لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ , مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي , وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي , وَاللهِ لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ , مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي , وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي }.(10)
ووالله لقد رآه سيدُنا معاويةُ وَصَاحَبَهُ سنواتٍ, فاللهَ اللهَ في سيدنا معاوية بن أبي سفيان.
قال الإمامُ الخطيب البَغْدَادِيُّ:
{ وَجَمِيعُ ذَلِكَ يَقْتَضِي طَهَارَةَ الصَّحَابَةِ , وَالْقَطْعَ عَلَى تَعْدِيلِهِمْ وَنَزَاهَتِهِمْ , فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مَعَ تَعْدِيلِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ الْمُطَّلِعِ عَلَى بَوَاطِنِهِمْ إِلَى تَعْدِيلِ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ لَهُمْ , فَهُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ إِلَّا أَنْ يَثْبُتَ عَلَى أَحَدِهِمْ ارْتِكَابُ مَا لَا يَحْتَمِلُ إِلَّا قَصْدَ الْمَعْصِيَةِ , وَالْخُرُوجِ مِنْ بَابِ التَّأْوِيلِ , فَيُحْكَمُ بِسُقُوطِ عَدَالَتِهِ , وَقَدْ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ , وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ عَنْهُ , عَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَرِدْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ فِيهِمْ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ لَأَوْجَبَتِ الْحَالُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا , مِنَ الْهِجْرَةِ , وَالْجِهَادِ , وَالنُّصْرَةِ , وَبَذْلِ الْمُهَجِ وَالْأَمْوَالِ , وَقَتْلِ الْآبَاءِ وَالْأَوْلَادِ , وَالْمُنَاصَحَةِ فِي الدِّينِ , وَقُوَّةِ الْإِيمَـانِ وَالْيَقِينِ – الْقَطْعَ عَلَى عَدَالَتِهِمْ وَالِاعْتِقَادَ لِنَزَاهَتِهِمْ , وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُعَدَّلِينَ وَالْمُزَكَّيْنَ
الَّذِينَ يَجِيؤُنَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَبَدَ الْآبِدِينَ. هَذَا مَذْهَبُ كَافَّةِ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ }.(11)
لاحظ عزيز القارئ قوله: { هَذَا مَذْهَبُ كَافَّةِ الْعُلَمَـاءِ وَمَنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ }.
فالخطيب يقرر ونقل أن هذا هو موقف كافة العلماء !
فأين عدنان من هذا ؟
فما هذا الذي يفعله عدنان إبراهيم ؟
إليك ما قاله الخطيب البغدادي عما يفعله عدنان إبراهيم:
{ وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ إِلَى أَنَّ حَالَ الصَّحَابَةِ كَانَتْ مَرْضِيَّةً إِلَى وَقْتِ الْحُرُوبِ الَّتِي ظَهَرَتْ بَيْنَهُمْ , وَسَفْكِ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ , فَصَارَ أَهْلُ تِلْكَ الْحُرُوبِ سَاقِطِي الْعَدَالَةِ}.(12)
فلماذا يقف الدكتور عدنان في صف أهل البدع الذي ينتقصون أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأُمِّي صلى الله عليه وسلم ؟
وماذا يستفيد عدنان من مخالفته الصريحة الجريئة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وما الذي جناه من جراء الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الخوض في أعراض أصحابه وأمرنا بالإمساك عنهم.
روى الإمام الطبراني:
{ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(13)
فمن امتثل أمر نبيه أفلح، وَمَنْ تَنَكَّبَ طريقه ضَلَّ سعيه في الدنيا والآخرة.
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة النور 63.
مراجع البحـث:
(1) أنساب الأشراف للإمام أحمد بن يحيى البلاذري ج11 ص70، ط دار الفكر – بيروت، ت: د/سُهَيل زَكَّار, د/رياض زركلي.
(2) تاريخ دمشق للإمام أبي القاسم بن عساكر ج53 ص126 ، ط دار الفكر – بيروت، ت: محب الدين أبي سعيد عمر العمروي.
(3) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص111 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر
(4) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للإمام بن كثير ص92، ط دار الكتب العلمية – بيروت ، تأليف أحمد شاكر.
(5) لسان الميزان للإمام ابن حجر العسقلاني ج1 ص198، ط دار البشائر الإسلامية – بيروت، ت: عبد الفتاح أبو غدة.
(6) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج13 ص259، ط دار هجر – الجيزة، ت: د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.
(7) مواهب الجليل لشرح مختصر خليل للإمام شمس الدين الحطاب الرُّعينيّ ج3 ص74، ط دار عالم الكتب – بيروت. ت: زكريا عميرات.
(8) المجموع شرح المهذب للإمام محي الدين النووي ج5 ص303، ط دار الفكر – بيروت، ت: محمد نجيب المطيعي.
(9) كشاف القناع عن متن الإقناع للإمام منصور بن يونس البهوتي ج4 ص422، ط دار الفكر – بيروت، ت: هلال مصيلحي.
(10) المصنف للإمام أبي بكر بن أبي شيبة ج17 ص308 ، ط دار القبلة – جَدَّة، مؤسسة علوم القرآن – دمشق، ت: محمد عوامة.
(11)الكفاية في علم الرواية للإمام الخطيب البغداديص48، طالمكتبة العلمية – المدينة المنورة، ت: أبو عبدالله السورقي , إبراهيم حمدي المدني.
(12)الكفاية في علم الرواية للإمام الخطيب البغداديص49، طالمكتبة العلمية – المدينة المنورة، ت: أبو عبدالله السورقي , إبراهيم حمدي المدني.
(13) المعجم الكبير للإمام سليمـان بن أحمد الطبراني ج2 ص96, ط مكتبة بن تيمية – القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
موقع مكافح الشبهات
قناة مكافح الشبهات - مدونة مكافح الشبهات
لنسف الشُبُهات بالكتب والمراجع المصورة
===============
================
حاتم الشريف يكشف بعض أخطاء عدنان إبراهيم في تعامله مع الصحيحين
حاتم الشريف
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
من أمثلة أخطاء الدكتور عدنان إبراهيم في جرأته على الصحيحين , لا بالتخطيء فقط , بل باستجهال واستغفال الإمامين الجليلين البخاري ومسلم :
ذكر الدكتور حديث أنس رضي الله عنه : ((أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله , مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ ؟ قَالَ : وَيْلَكَ ! وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ , قَالَ : إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ, قَالَ : نَعَمْ . فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا . فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ , وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي, فَقَالَ : إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) .
وهذا حديث صحيح في البخاري وسلم .
وانتقده الدكتور عدنان إبراهيم وادعى أنه كذب , بدعوى مخالفته القطعية للواقع ؛ لأن ذلك الغلام لو عمر مائة سنة بعد ذلك الحديث , فقد وقع تكذيب هذا الخبر بعدم قيام الساعة بعد شيخوخته , بل بعد موته , وحتى اليوم .
وفي الرد عليه أسأل هذا السؤال : تكذيب الواقع لهذا الخبر التكذيب القطعي متى سيظهر للعقلاء ؟
سيقال : بعد هرم الغلام , أو قل : بعد موت الغلام دون أن تقوم الساعة , .
فأقول : ولنفترض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام في آخر سنة قبل حجة الوداع , يعني قبل موته صلى الله عليه وسلم بأشهر فقط , يعني في سنة عشر من الهجرة . فستكون سنة (110) هي آخر سنة يتبين فيها كذب هذا الخبر .
لكن الواقع أن البخاري ومسلما قد صححا هذا الحديث , بعد مرور هذا الأمد بنحو مائة وأربعين سنة . أي عندما صحح البخاري ومسلم هذا الحديث كان قد مر على ظهور كذبه (في رأي الدكتور) أكثر من قرن , ومع ذلك صححاه ! وليس هذا فقط , بل صححه جمع من أهل العلم , ورووه في كتبهم . وقبلهم رواه أئمة التابعين وأتباع التابعين , رغم مخالفته القطعية للواقع !! ورغم وضوح كذبه للأعمى !!
فإما أنهم جميعا مجانين , إذ كيف يصححون ما يظهر كذبه لأغبى الخلق وأعمى الناس عن الواقع ؟!
وإما أنهم لم يجدوا فيه ما يخالف الواقع , ولذلك صححوه .
ولا يرد هنا احتمال فوات هذا الأمر عنهم , ولا يحتمل أن يكونوا قد غفلوا عن هذا الأمر الواضح ؛ لأنه أمر في غاية الوضوح , كما ترون , ولأنه لو أصيب أحدهم بالعمى والغباء في هذا الحديث , فلا يمكن عقلا أن يتغابا المحدثون كلهم ويتعاموا عن هذا الأمر الواضح ممن رواه معتقدا صحته .
ولذلك : فمن أراد التشكيك في هذا الحديث بهذا الأمر الواضح , فعليه أن يعلم بأنه بتشكيكه هذا قد حكم على البخاري ومسلم بغباء مفرط , يصل أقصى حدود البلاهة , بل بالجنون ؛ لأن إدراك عدم قيام الساعة بعد موت هذا الغلام لا يحتاج إلا شخصا له أدنى درجات العقل وإدراك الحس .
وهذه أول فائدة نستفيدها من هذا التوضيح : وهو أن الحكم على هذا الحديث بالكذب بهذه الحجة هو حكم على كل الذين صححوه بالجنون !
فإن كان المشكك يعتقد أن البخاري ومسلما وغيرهم من أئمة الحديث ليسوا مجانين , فعليه أن يقرر أن لهم تفسيرا للحديث لا يتعارض مع الواقع , ولذلك صححوا الحديث .
ولا مانع بعد ذلك من أن يستضعف هذا التفسير , لكن لا يحق له أن يوهم أو يتوهم أن البخاري ومسلما ومن صحح الحديث كانوا غافلين عن هذا النقد الواضح , كأنه هو الوحيد الذي اكتشف أن القيامة لم تقم , رغم موت الغلام منذ قرون !
فإذا رجعنا للتفسير :
أولا : ذكر الإمام البخاري والإمام مسلم هذا التفسير في صحيحيهما , ومن كلام هشام بن عروة بن الزبير (ت145هـ) , وذلك في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ((كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ , فَيَقُولُ : إِنْ يَعِشْ هَذَا , لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ , حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ )) . قَالَ هِشَامٌ : يَعْنِي مَوْتَهُمْ .
إذن : فلو كان البخاري لا يعي من الكلام شيئا ولا يدرك أن الساعة لم تقم بعد موت الغلام ! فقد بين له هشام بن عروة هذا المعنى الواضح , وهو أن معنى الحديث : لن يهرم ذلك الغلام حتى يموت السائل , والموت هو ساعة كل إنسان .
وكان هذا المعنى مفهوما عند هشام بن عروة , ومفهوما عند البخاري وعند مسلم أيضا , فلا يمكن المزايدة عليهم في إدراك هذا المعنى .
ثانيا : كان هذا التفسير واضحا عند علماء الصحابة , قبل أن يهرم ذلك الغلام , وقبل أن يموت .
ففي الصحيحين من حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَال : ((صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ؟ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» . قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَهَلَ النَّاسُ [أي غلط الناس] فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ [ أي الجيل])) .
وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما توفي سنة (73) , أي : إنه رضي الله عنه قد فهم هذا الفهم الصحيح من الحديث قبل أن يُقطع بمجيئ الوقت المحدد حسب ذلك المعنى الذي اعتبره الدكتور معنى قاطعا في الحديث . فهذا الصحابي الجليل فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم , رغم وقوع الغلط في فهمه منذ زمنه وفي حياته . حيث فهم رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم لا يعني به إلا موت جيله وأصحابه , لا أنه ميعاد لقيام الساعة الكبرى .
والغريب : أن المعنى الخاطئ الذي يتوهم من يسمع كلام الدكتور عدنان أنه معنى هو أول من اكتشفه , قد تبين أنه معنى قديم جدا , ولكنه معنى خطأ , ونبه على خطئه الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة من بعدهم !! ولذلك صحح البخاري ومسلم الحديث , بناء على معناه الصحيح , لا على معناه الخطأ الذي نفاه الأئمة عن الحديث , ونزهوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم منه , وفهمه الصحابة الفهم الصحيح قبل مجيء الموعد المضروب فيه , مما يعني أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم كان مفهوما عندهم , بغير حاجة إلى تأويل أدركوه من خلال الواقع .
وبهذا انتهينا : من أمرين :
الأول : أن معنى الحديث ليس فيه مخالفة للواقع كما ادعى الدكتور , فالمقصود بالساعة ساعة السائل , وهي ساعة موته .
الثاني : أن هذا المعنى لم نتأول به نحن الحديث للدفاع عن الصحيحين , ولا تعسفنا في تفسيره لكي لا نخطئ الشيخين (البخاري ومسلم ) , كما يوهمه كلام الدكتور , بل كان معروفا عند الصحابة والتابعين وتابعيهم , وعند الشيخين (البخاري ومسلم) , ولذلك صححوه .
ثانيا : فلماذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب ؟
الجواب : أن الأعراب كانوا يسألون عن موعد الساعة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يلفت انتباههم إلى أن معرفة موعد الساعة لا ينفعهم في شيء , وإنما ينفع المرء عمله , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي سأله (كما في حديث أنس الذي يحتج الدكتور به) : ((وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟)) . فهو صلى الله عليه وسلم يقول له : إن كان موعدها قريبا أو بعيدا , ماذا ينفعك ؟ فماذا سوف تستفيد إن كان موعدها بعيدا , إن أسأت العمل ؟! وماذا ينقصك إن كانت قريبة : إن أحسنت العمل ؟!
ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله : ((إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) , أي : لو كانت الساعة بعد عشرة آلاف سنة , فإنك يا أيها السائل لن تفوق في العمر عمر هذا الغلم الصغير , فسوف تموت , وهذه هي ساعتك .
هذا هو جواب النبي صلى الله عليه وسلم , وقد فهمه علماء الصحابة كذلك , وفهمه علماء التابعين ومن بعدهم كذلك أيضا ؛ لأن السياق يدل عليه ؛ ولأن غياب علم الساعة عن كل الخلق من حقائق القرآن والسنة المشهورة المعلومة , وأنه من خصائص علم الله تعالى وحده الذي لا يشركه فيه أحد , وهذا كله مما يدركه جهلاء المسلمين , فضلا عن علمائهم .
الخلاصة : أن هذا الحديث صحيح لا شك في صحته , ومعناه الصحيح الذي لا يعارض القرآن ولا الواقع معنى واضح , ولم يفهمه بالمعنى الذي ذكره الدكتور عدنان إلا أصحاب الغلط منذ حياة الصحابة رضي الله عنهم , ونبه الصحابة فمن بعدهم على خطأ هذا الفهم , الذي ما زال الدكتور يكرره .
هذا نموذج سريع وسهل من رابط وضعه أحد المعلقين على المنشور السابق , يتضح من خلاله تسرع الدكتور عدنان على الأئمة وعلى مناهج علومهم , وسيتضح للمغترين بأخطائه ما يدعو للتوقف عند كثير منها ؛ إن كانوا (بالفعل) قد تعلموا منه احترام العلم والعقل .
*** *** ****
وهذا غلط آخر على الصحيحين للدكتور عدنان إبراهيم (وفقه الله) , بسبب فهمه الخطأ لكلام علي بن المديني :
يقول الدكتور في هذا المقطع : ((عند علي بن المديني لم يصح حديث عن رسول الله في أن أهل بدر من أهل الجنة .. ولا صح حرف منه عند علي بن المديني)) . واحتج الدكتور لذلك بما ذكره من أن علي بن المديني رفض الشهادة لأحد بالجنة .
أولا : افترضنا أن هذا هو قول علي بن المديني , ما الذي جعل قوله مقدما على قول أحمد والبخاري ومسلم وعامة نقاد الحديث ممن صححوا الحديث (بل لم يضعفه أحد منهم) ؟
وهل سيلتزم بكلام علي بن المديني دائما ؟ وبمنهج علي بن المديني في التصحيح والتضعيف ؟
إن كان منهج علي بن المديني منهجا مرضيا عنده , ولذلك احتج به , فسوف يلزمه ذلك باحترام وتقدير منهج المحدثين والبخاري ومسلم على رأسهم ؛ لأن منهجهم جميعا في النقد واحد .
ثانيا : الواقع أن علي بن المديني قد صحح حديث علي رضي الله عنه , الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن حاطب : ((إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)) , فيما نقله عنه ابن كثير في مسند الفاروق , حيث نقل عن علي بن المديني أنه قال عن هذا الحديث : ((قد روي عن علي من وجوه صحاح)) .
إذن فعلي بن المديني كان يصحح هذا الحديث كاملا , لا أنه لم يصحح حرفا من حروفه .
ثالثا : الكلام الذي نقله الدكتور عن علي بن المديني في نفي الشهادة بالجنة , هو في حديث العشرة المبشرين بالجنة , وليس في أهل بدر , ولا في أهل بيعة الرضوان .
وهذا أول خطأ وقع للدكتور في هذا النقل عن علي بن المديني , حيث جعله عن أهل بدر , وهو في حديث آخر , لا أظن الدكتور عدنان نفسه يضعفه , وهو حديث العشرة المبشرين .
ولو تنبه الدكتور لذلك لعله كان سيفهم كلام علي بن المديني فهمه الصحيح .
رابعا : أن الذي نفاه علي بن المديني عن حديث العشرة المبشرين هو أن يقول رجل بناء على هذا الحديث : (أشهد أن أبا بكر في الجنة) , أو (عمر ... أو عثمان أو علي ...) , لكل واحد من العشرة . لأن الحديث عند علي بن المديني خبر آحاد ظني , والخبر الظني حجة عند ابن المديني وغيره من الأئمة , لكنه يفيد غلبة الظن والرجحان , ولا يفيد اليقين . ولفظ الشهادة يدل على القطع واليقين , ولذلك لم يرتض علي بن المديني ذلك .
وخالفه الإمام أحمد في القطع بذلك , لأنه يرى حديث العشرة المبشرين خبر آحاد محتفا بالقرائن المفيدة لليقين .
فلم يكن اختلاف ابن المديني وأحمد في التصحيح , فكلاهما يصححان الحديث , لكنهما مختلفان في درجة إفادته : هل هي اليقين , أم الظن الغالب ؟
وهذا ظاهر من الحوار المطول الذي نقله الخلال في كتاب السنة (المطبوع) عن الإمام أحمد في هذه المسألة , وعقد لها فصلا بعنوان (الشهادة للعشرة بالجنة) .
وقال ابن قيم الجوزية في كتابه (الطرق الحكمية) : ((وَقَدْ تَنَاظَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي الْعَشَرَةِ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - فَقَالَ عَلِيٌّ : أَقُولُ " هُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا أَشْهَدُ بِذَلِكَ " بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ فِي ذَلِكَ خَبَرُ آحَادٍ ، فَلَا يُفِيدُ الْعِلْمَ ، وَالشَّهَادَةُ إنَّمَا تَكُونُ عَلَى الْعِلْمِ ، فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : " مَتَى قُلْتَ : هُمْ فِي الْجَنَّةِ , فَقَدْ شَهِدْتَ)) .
وقد كنت كلمت عن هذه المسألة في كتابي : (اليقيني والظني من الأخبار : سجال بين الإمام أبي الحسن الأشعري والمحدثين) .
وتنبه لقول علي بن المديني : ((أَقُولُ " هُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا أَشْهَدُ بِذَلِكَ )) , فهو صريح في بيان مراد علي بن المديني , وأنه لا إشكال عنده في أن يقول شخص : هم في الجنة , بل هو نفسه يقول ذلك , لكنه كان يمتنع فقط عن لفظ الشهادة بذلك .
هذا مثال آخر (من ضمن كثير منها) لأخطاء الدكتور عدنان إبراهيم على الصحيحين بجرأة وعجلة .
ولا يهمني الخطأ نفسه , بقدر ما يهمني منهج التخطيء غير العلمي
==================
==================
سعد بن ضيدان السبيعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: فقد شاهدت ماتكلم به عدنان إبراهيم في برنامج اتجاهات على قناة الخليجية يوم السبت 15/5/1433هـ (7 ابريل 2012م)فقد أورد شبهات في قضايا عدة ليست بشيء حجج تهافت كالزجاج تخالها حقًّا وكل كاسر مكسور وهو مسبوق إليها ولم يأت بجديد وإنما تولى كبر نشرها والترويج لها فقط!
فقد ذكر شبه أوردها قديماً أهل البدع الكلامية بتقديمهم العقل على النقل وعدم احتجاجهم بأحاديث الآحاد في العقائد !
و أورد بعضها حديثاً أبو رية في كتاب أضواء على السنة فسحقه العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في الأنوار الكاشفة .
وذكرها أبوعبية في تعليقه على "النهاية لابن كثير "فرد عليه الشيخ حمود التويجري في إتحاف الجماعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
وكل ذلك بحمد الله ليس بشيء لمن رام الحق وطلبه ولم يتبع هواه وأما من طلب غير ذلك فلم ولن تزده كثرة الكتب والمناظرات إلا ضلالاً والله الموعد .
الشبهة الأولى: رد السنة بالعقل القاصر والفهم السقيم شأنه شأن العقلانيين من المعتزلة و من أتى من بعدهم.
ومن المعلوم أن قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم (عقيدة السلف أصحاب الحديث (22)شرح السنة للإمام البغوى (1 / 171))وأدلة الشريعة ونصوصها وأحكامها جارية على ما يوافق العقول السليمة وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية هذا بما لا مزيد عليه وأنه ليس هناك تعارض بين العقل والنصوص الشرعية في كتابه درء تعارض العقل والنقل!
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (4 / 1207)) لا يتصور أن يعارض العقل الصحيح الوحي أبدا ولكن الجاهل يظن أن تلك الشبهة عقلية وهي جهلية خيالية من جنس شبه السوفسطائية فالحاصل أنه إن عارض ما فهمه من النص بما هو الباطل كان جاهلا بالوحي ومدلوله وإن عارض مدلوله وحقيقته).
وقد قام عدنان إبراهيم برد نصوص السنة بعقله الناقص وفهمه الكاسد وإليك الأحاديث التي ذكرها وردها بهواه
* من ذلك مارواه البخاري (4 / 156) عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت ) . فحدثت كعبا فقال أنت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوله ؟ قلت نعم قال لي مرار فقلت أفأقرأ التوراة ؟!.
قال عدنان (مستحيل أن يقول النبي هذا لأنه أخبر أنه ماجعل الله لمسخ نسل ولاعقب)!
وللجواب عن هذا أقول روى مسلم في صحيحه (4 / 2050)عن عبدالله بن مسعود قال ,قال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك.
والجمع بين الحديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بأن الفأرة أمة من بني إسرائيل وقال ذلك قبل أن يوحى إليه أن الممسوخ لاعقب له ولانسل.
قال القرطبي في تفسيره (1 / 442):(إنما كان ظنا وخوفا لان يكون الضب والفأر وغيرهما مما مسخ، وكان هذا حدسا منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يوحى إليه أن الله لم يجعل للمسخ نسلا، فلما أوحى إليه بذلك زال عنه ذلك التخوف، وعلم أن الضب والفأر ليسا مما مسخ)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7 / 160):(وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك، بخلاف النفي فإنه جزم به كما في حديث ابن مسعود)
وقال أيضاً في فتح الباري (6 / 353):(قد كانت القردة والخنازير قبل ذلك" وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا أراها إلا الفأر" وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي)
واستدل عدنان بقول مجاهد أن المسخ معنوياً لا حسياً
أقول أثر مجاهد صحيح رواه ابن أبي حاتم في التفسير(617) والطبري في تقسيره (2 / 172) إلا أنه قول غريب يخالف ماأجمع عليه المفسرون
قال الطبري في جامع البيان (2 / 172):(حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين). قال: مسخت قلوبهم، ولم يمسخوا قردة، وإنما هو مثل ضربه الله لهم، كمثل الحمار يحمل أسفارا.
قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله مجاهد، قول لظاهر ما دل عليه كتاب الله مخالف. وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت....هذا مع خلاف قول مجاهد قول جميع الحجة التي لا يجوز عليها الخطأ والكذب فيما نقلته مجمعة عليه. وكفى دليلا على فساد قول، إجماعها على تخطئته).
وقال القرطبي (1 / 443):(روي عن مجاهد في تفسير هذه الآية أنه إنما مسخت قلوبهم فقط، وردت أفهامهم كأفهام القردة. ولم يقله غيره من المفسرين فيما أعلم).
وقال ابن كثير في تفسيره(1 / 289):(وهذا سند جيد عن مجاهد، وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره، قال الله تعالى: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } الآية )
* كذلك رد عدنان حديث (فناء أمتي بالطعن والطاعون وأن الطاعون وخز الجن) بأن الطاعون انتهى ولا يموت به اليوم أحد وأن الطب الحديث يكذب هذا!
أقول الحديث في مسند أحمد (32 / 293)عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: " وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ "
وقد ساق الدارقطني في العلل (7 / 256)والبزار في مسنده(8 / 17)الخلاف في اسناده .
وعلى فرض صحته يجاب عنه بأن هذا مما لا تدركه عقول الأطباء ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء والحديث أيضا لا ينافي أن يكون للطاعون أسبابا أخرى غير وخز الجن فتأمل.
قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (4 / 34): (وَهَذِهِ الْعِلَلُ وَالْأَسْبَابُ لَيْسَ عِنْدَ الْأَطِبّاءِ مَا يَدْفَعُهَا كَمَا لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَدُلّ عَلَيْهَا وَالرّسُلُ تُخْبَرُ بِالْأُمُورِ الْغَائِبَةِ وَهَذِهِ الْآثَارُ الّتِي أَدْرَكُوهَا مِنْ أَمْرِ الطّاعُونِ لَيْسَ مَعَهُمْ مَا يَنْفِي أَنْ تَكُونَ بِتَوَسّطِ الْأَرْوَاحِ فَإِنّ تَأْثِيرَ الْأَرْوَاحِ فِي الطّبِيعَةِ وَأَمْرَاضِهَا وَهَلَاكِهَا أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إلّا مَنْ هُوَ أَجْهَلُ النّاسِ بِالْأَرْوَاحِ وَتَأْثِيرَاتِهَا وَانْفِعَالِ الْأَجْسَامِ وَطَبَائِعِهَا عَنْهَا وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ يَجْعَلُ لِهَذِهِ الْأَرْوَاحِ تَصَرّفًا فِي أَجْسَامِ بَنِي آدَمَ عِنْدَ حُدُوثِ الْوَبَاءِ وَفَسَادِ الْهَوَاءِ...) .
وقال العيني في عمدة القاري (31 / 343): (فإن قلت إن الشارع أخبر بأن الطاعون من وخز الجن فبينه وبين ما ذكر من الأقوال في تفسير الطاعون منافاة ظاهرا أقلت الحق ما قاله الشارع والأطباء تكلموا في ذلك على ما افتضته قواعدهم وطعن الجن أمر لا يدرك بالعقل فلم يذكروه على أنه يحتمل أن تحدث هذه الأشياء فيمن يطعن عند وخز الجن ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء ولو كان من فساد الهواء لعم الناس الذين يقع فيهم الطاعون ولطعنت الحيوانات أيضا)
قال الزرقاني في شرح الموطأ (4 / 294)(في وقوعه في أعدل الفصول وأصح البلاد هواء وأطيبها ماء دلالة على أنه إنما يكون من طعن الجن لأنه لو كان بسبب فساد الهواء أو انصباب الدم إلى عضو فيحدث ذلك كما زعم الأطباء لدام ذلك لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى والطاعون يذهب أحيانا ويجيء أحيانا على غير قياس ولا تجربة وربما جاء سنة على سنة وربما أبطأ سنين ولو كان من فساد الهواء لعم الناس والحيوان وربما يصيب الكثير من الناس ولا يصيب من هو بجانبهم ممن هو في مثل مزاجهم وربما يصيب بعض أهل بيت واحد ويسلم منه باقيهم)
قال المناوي في فيض القدير (4 / 444):(وفي الخبر المار اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون وقيل معناه أن غالب فنائهم بالفتن التي تسفك الدماء وبالوباء ولا يشكل بأن أكثر الأمة يموت بغيرهما لأن معنى الخبر الدعاء كما تقرر وقد استجيب في البعض أو أراد بالأمة طائفة مخصوصة كصحبه أو الخيار)
* كذلك رد عدنان حديث أن الشمس تسجد تحت العرش بأسس عقليه وعلمية!
أقول الحديث في حديث صحيح البخاري(4 / 1806)عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد عند غروب الشمس فقال ( يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ) . قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } )
ورشيد رضا في مجلة المنار(8/211)طعن في اسناده وقال بانقطاعه والحديث مخرج في الصحيحين وله عدة روايات انظرها في الأنوار الكاشفة (1 / 307)للعلامة المعلمي.
و سجود الشمس لا يعيق دورانها بل تسجد تحت العرش وهي في حال سيرها والمخلوقات كلها تحت العرش.
قال الإمام الخطابي كما في فتح الباري(13 / 349):(وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها).
وقال الشيخ عبدالله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1 / 335):(وكونها تسجد تحت العرش لا يقتضي مفارقتها لفلكها وانتظامها في مسيرها بالنسبة للأرض، فهي دائمة الطلوع على جزء من الأرض، والأوقات بالنسبة إلى أهل الأرض تختلف بمقدار سيرها.
ومعلوم أن تعاقب الليل والنهار واختلافهما يترتب على مسيرها، فربما يقول قائل: أين سجودها تحت العرش؟ ومتى يكون؟ وسيرها مستمر، وبعدها عن الأرض لا يختلف في وقت من الأوقات كما أن سيرها لا يتغير، كما هو مشاهد.
والجواب: أنها تسجد كل ليلة تحت العرش، كما أخبر به الصادق المصدوق، وهي طالعة على جانب من الأرض، مع سيرها في فلكها، وهي دائماً تحت العرش، في الليل والنهار، بل وكل شيء من المخلوقات تحت العرش، لكنها في وقت من سيرها، وفي مكان معين، يصلح سجودها، الذي لا يدركه الخلق، ولكن علم بالوحي، وهو سجود يناسبها على ظاهر النص.
أما التسخير: فهي لا تنفك عنه أبداً. والله أعلم).
الشبهة الثانية: ابطال النسخ في القرآن.
أخذ عدنان إبراهيم بقول أبي مسلم الأصفهاني المعتزلي بابطال النسخ في القرآن وهو بهذا يخرق الإجماع ويتابع اليهود!
فاليهود ينكرون النسخ لأنه يستلزم في زعمهم الباطل البداء وهو الظهور بعد الخفاء تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن (2 / 32)(لا خلاف في جواز نسخ الكتاب بالكتاب)
وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن (3 / 67)(النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير وقد أجمع المسلمون على جوازه)
استدل عدنان في ابطال النسخ بقوله تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ويجاب عن هذا أن النسخ لا ينافي ذلك فربنا الذي أحكم آيات كتابه هو الذي أخبرنا بأنه يمحو مايشاء ويثبت!
واستدل أيضاً بقوله تعالى (ا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
ويجاب عن هذا أن معنى الآية أن القرآن لم يتقدمه ما يبطله من الكتب ولا يأتي بعده ما يبطله.
وأجاب عدنان عن آيات النسخ كقول الله تعالى: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }
بأن المراد بالآية هنا الآية الكونية لا الشرعية
وهذا يرده اجماع المفسرين على أن هذه الآية في نسخ الآيات الشرعية
روى الطبري (2 / 473) بسند جيد عن مجاهد:(ما ننسخ من آية)، نثبت خطها، ونبدل حكمها.
ثم قوله تعالى (نُنْسِهَا) يرد زعمه أن المراد الآيات الكونية فكيف ينسي الله نبيه الآيات الكونية فالمعنى لايستقيم اطلاقاً؟!
روى الطبري (2 / 474) من طريق عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:(ما ننسخ من آية أو ننسها)، قال: كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، وينسخ ما شاء.وسنده صحيح
قال الطبري (17 / 297):( يقول تعالى ذكره: وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينزل : يقول: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا: إنما أنت مفتر يقول: قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله: إنما أنت يا محمد مفتر: أي مكذب تخرص بتقوّل الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد: إنما أنت مفتر جهال ، بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل).
وتأول عدنان قوله تعالى( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
بأن المراد بالآية هنا الآية الكونية لا الشرعية وهذا يرده إجماع المفسرين على أن هذا في النسخ.
روى الطبري (17 / 297) عن مجاهد( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال: نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها.وسنده صحيح
وروى الطبري (17 / 297)عن قتادة، قوله( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) هو كقوله( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) .وسنده صحيح
ويرده أيضاً أن الله ذكر عن المشركين أنهم عند حصول النسخ والتبديل يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بالافتراء فدل هذا على أن المراد هنا الآيات الشرعية لا الكونية وهذا واضح بحمد الله
قال ابن كثير في تفسيره(4 / 603): (يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم، وأنه لا يتصور منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشقاوة، وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا للرسول: { إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } أي: كذاب وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد).
الشبهة الثالثة : رد أحاديث الآحاد لأنها ظنية فلا تقبل في المسائل العلمية دون العملية
وهذه فرية كبرى وليست وليدة اليوم ,وأخبار الآحاد تفيد العلم اليقيني إذا احتفت بها القرائن على الصحيح وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب الحنبلي و ابن حجر العسقلاني
قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (7 / 516): (و خبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرائن)
وفي الفتاوى الكبرى (5 / 79) : (الصحيح أن خبر الواحد قد يفيد العلم إذا احتفت به قرائن تفيد العلم)
وفي فتح الباري لابن رجب (1 / 174): (خبر الواحد يفيد العلم إذا احتفت به القرائن ؛ فنداء صحابي في الطرق والأسواق بحيث يسمعه المسلمون كلهم بالمدينة ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بها موجود لا يتداخل من سمعه شك فيه أنه صادق فيما يقوله وينادي به).
قال الحافظ ابن حجر في نخبة الفكر :( وَقَدْ يَقَعُ فِيهَا مَا يُفِيدُ العِلْمَ النَّظَرِيَّ بِالقَرَائِنِ عَلَى المُخْتَارِ )
وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على أن أحاديث الآحاد يعمل بها وتقبل في باب الإعتقاد.
قال الإمام الشافعي في كتاب الرسالة (212) : (ووجدنا عطاء وطاوس ومجاهد وابن أبي مليكة وعكرمة بن خالد وعبيد الله بن أبي يزيد وعبد الله بن باباه وابن أبي عمار ومحدثي المكيين ووجدنا وهب بن منبه هكذا ومكحول بالشام وعبد الرحمن بن غنم والحسن وابن سيرين بالبصرة والاسود وعلقمة والشعبي بالكوفة ومحدثي الناس وأعلامهم بالامصار كلهم بحفظ عنه تثبيت خبر الواحد عن رسول الله والانتهاء إليه والافتاء به ويقبله كل واحد منهم عن من فوقه وقبله عنه من تحته ولو جاز لاحد من الناس أن يقول في علم الخاصة أحمع المسلمون قديما وحديثا على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي ولكن أقول لم أحفظ عن فقهاء المسلمين انهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجودا على كلهم)
وقال الحافظ ابن حبان في صحيحة (1 / 156): ( فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد " ، إلى أن قال : " " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد ، فقد عمد إلى ترك السنن كلها ، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد ).
وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد(1 / 2): (وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وايجاب العمل به اذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة الى يومنا هذا الا الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافا).
وقال في التمهيد(1 / 8): (وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى علها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة).
قال ابن تيمية كما المسودة في أصول الفقه (248): (مذهب أصحابنا أن أخبار الآحاد المتلقاة بالقبول تصلح لإثبات أصول الديانات).
وانظر رسالة وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة، والرد على شبه المخالفين للشيخ الألباني الله رحمه .
الشبهة الرابعة : رد أحاديث المهدي.
ذكر أنه لم يصح في خروج المهدي حديث والبخاري ومسلم لم يخرجا في صحيحهما أي حديث فيه ذكر المهدي !
أقول البخاري ومسلم وإن لم يخرجا شيء من ذكر الأحاديث التي جاء فيها ذكر المهدي بالمنطوق إلا أنهما خرجا أحاديث يفهم منها ذلك
ثم إن البخاري ومسلم لم يلتزما بإخراج كل الأحاديث الصحيحة في كتابيهما كما هو مقرر في علم الحديث
وقد صح في خروج المهدي أحاديث قال العقيلي في الضعفاء (2 / 75): (وفى المهدى أحاديث صالحة الأسانيد)
وقال في (3 / 253): (وفى المهدي أحاديث جياد)
بل إن الأحاديث التي جاءت في المهدي متواترة
قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب مناقب الشافعي : (وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه). انظر المنار المنيف (142)
وقال القرطبي في تفسيره (8 / 121): (الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهدي من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (8 / 254): (الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره).
وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية (2 / 84): (قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل لا مهدي إلا عيسى ، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم) .
وقال الشوكاني في التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح : (الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا ، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك وشبهة ، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا ، لها حكم الرفع ؛ إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك ).
الشبهة الخامسة : أنكر عدنان نزول عيسى عليه السلام أخر الزمان
مستدلا بقول الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) وخلت بمعنى بادت.
أقول نزول عيسى عليه السلام جاءت الإشارة إليه في القرآن في موضعين قال الله تعالى: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }
روى الطبري (9 / 380)بسند صحيح عن ابن عباس:"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته"، قال: قبل موت عيسى ابن مريم.
قال الطبري (9 / 386): (وأولى الأقوال بالصحة والصواب، قول من قال: تأويل ذلك:"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى".
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من الأقوال، لأن الله جل ثناؤه حكم لكل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بحكم أهل الإيمان، في الموارثة والصلاة عليه،وإلحاق صغار أولاده بحكمه في الملة. فلو كان كل كتابيّ يؤمن بعيسى قبل موته، لوجب أن لا يرث الكتابيّ إذا مات على مِلّته إلا أولاده الصغار، أو البالغون منهم من أهل الإسلام، إن كان له ولد صغير أو بالغ مسلم. وإن لم يكن له ولد صغير ولا بالغٌ مسلم، كان ميراثه مصروفًا حيث يصرف مال المسلم يموت ولا وارث له، وأن يكون حكمه حكم المسلمين في الصلاة عليه وغَسْله وتقبيره لأن من مات مؤمنًا بعيسى، فقد مات مؤمنًا بمحمد وبجميع الرسل. وذلك أن عيسى صلوات الله عليه، جاء بتصديق محمد وجميع المرسلين صلوات الله عليهم، فالمصدّق بعيسى والمؤمن به، مصدق بمحمد وبجميع أنبياء الله ورسله. كما أن المؤمن بمحمد، مؤمن بعيسى وبجميع أنبياء الله ورسله. فغير جائز أن يكون مؤمنًا بعيسى من كان بمحمد مكذِّبًا)
وقال ابن كثير في تفسيره(2 / 47): (والضمير في قوله: { قَبْلَ مَوْتِهِ } عائد على عيسى، عليه السلام، أي: وإن من أهل الكتاب إلا يؤمن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، على ما سيأتي بيانه، فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلّهم؛ لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام).
وقال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة ومالك بن دينار والضحاك " وإنه لعَلَم للساعة " (بفتح العين واللام) أي أمارة.
قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة أيضا: إنه خروج عيسى عليه السلام، وذلك من أعلام الساعة، لان الله ينزله من السماء قبيل قيام الساعة، كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة.انظر تفسير القرطبي(16 / 105)
والأحاديث التي جاءت في نزول عيسى عليه السلام في صحيح مسلم وهى أحاديث متواترة
نص على تواترها الطبري في تفسيره(6 / 458)
وقال ابن كثير في تفسيره(7 / 236): (وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى ابن مريم، عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا).
وقال الشوكاني في فتح القدير - (1 / 807): (قد تواترت الأحاديث بنزول عيسى).
فرد هذا مكابرة ظاهرة وعمى بالبصيرة!
الشبه السادسة: قتل معاوية لحجر بن عدي رضي الله عنه وقد أشار عدنان إلى هذا في قصة ذكرها.
وحجر بن عدي وقع الخلاف في صحبته قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11/228) : ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة , وذكر له وفادة , ثم ذكره في الأولى من تابعي أهل الكوفة . وقال أبو أحمد العسكري : أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة .
قال الحافظ ابن حجر في ( الإصابة ) (1/313) : وأما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
وانظر قصة حجر بن عدي في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد (6/151) والاستيعاب (174) والبداية والنهاية (11/229) , والإصابة (2/37) .
قال ابن العربي في « العواصم من القواصم » (211) :« فإن قيل : قتل حجر بن عدي – وهو من الصحابة مشهور بالخير- صبراً أسيراً يقول زياد : وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله ، قلنا علمنا قتل حجر كلنا واختلفنا فقائل يقول قتله ظلماً وقائل يقول قتله حقاً .
فإن قيل : الأصل قتله ظلماً إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله قلنا الأصل أن قتل الإمام بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ولو كان ظلماً محضاً لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس – وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على الناس – مكتوب على أبواب مساجدها : « أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم .
ولكن حجراً – فيما قال - رأى من زياد أموراً منكرة فحصبه وخلعه وأراد أن يقيم الخلق للفتنة فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فساداً.
وقد كلمته عائشة في أمره حين حج فقال لها : دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون فما لكم لا تسمعون ؟ » ا.هـ.
أخرج ابن عساكر في « تاريخه » (12/230) بسنده إلى ابن أبي مليكه قال : عن معاوية جاء يستأذن على عائشة فأبت أن تأذن له فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له وكان أطوع مني عندها فلماذا دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت علي يرحمك الله ؟ قالت : وجدت عليك في شأن حجر وأصحابهم أنك قتلتهم فقال لها : وأما حجر وأصحابه فإنني تخوفت أمرا وخشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء قالت : تركتك والله تركتك والله تركتك والله .
من طريق الإمام أحمد عن عفان عن ابن علية عن أيوب عن عبدالرحمن بن أبي مليكة .
وأخرج ابن عساكر في « تاريخه » (12/229) : لما قدم معاوية دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرا ؟ قال يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحياءه في فسادهم بمثل الطريق السابق .
وقام عدنان بالطعن في معاوية رضى الله عنه ووصف ملكه بأنه عضوض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في سؤال في يزيد بن معاوية من « جامع المسائل » (5/154) : « وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداق ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : « سيكون نبوة ورحمة ثم يكون خلافة نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم يكون ملك عضوض » فكانت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم نبوة ورحمة ، وكانت خلافة الخلفاء الراشدين خلافة نبوة ورحمة ، وكانت إمارة معاوية ملكاً ورحمة ، وبعده وقع ملك عضوض » .
وقال شيخ الإسلام في « الفتاوى » (35/27) : « فهذا يقتضي أن شوب الخلافة بالملك جائز في شريعتنا ، وأن ذلك لا ينافي العدالة ، وإن كانت الخلافة المحضة أفضل وكل من انتصر لمعاوية وجعله مجتهداً في أموره ولم ينسبه إلى معصية فعليه أن يقول بأحد القولين . إما جواز شوبها بالملك ، أو بعدم اللوم على ذلك » .
ومعاوية رضي الله عنه من خير الملوك بالإجماع قاله ابن تيمية في « الفتاوى » (4/478).. وانظر : سير أعلام النبلاء (3/159) وشرح الطحاوية (2/302) والبداية والنهاية (11/439).
هذه بعض الشبه والمسائل التي تعرض لها عدنان إبراهيم أحببت بيان تهافتها وأنها سراب بقيعة..
وكتب/
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشؤوت الإسلامية
19/5/1433هـ
s-subaei@hotmail.com
=====================
مشكلة عدنان ابراهيم مع صحيح البخاري .. رؤية نقدية
17-06-2013 | أحمد بن يوسف السيد
ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه , فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .
شاهدتُ عبر الشبكة خطبةً للدكتور عدنان إبراهيم قدَّمَها تحت عنوان " مشكلتي مع البخاري" وبعد مقارنتها بسائر خطبه الأخرى
ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه , فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .
أدوات عدنان إبراهيم في تبرير مشكلته مع البخاري
يُفاجأ المشاهد بأن من أول ما يذكره عدنان إبراهيم في خطبته هو الموقف السيء لذاك الرجل المثقف الذي لم يكن مختصا في العلوم الشرعية، ويتمثل الموقف -باختصار- في أن هذا الرجل تهاون في الخطأ في القرآن وحين نوقش في ذلك دافع عن نفسه قائلا (هو إيه؟ أنا غلطت في البخاري؟!(.
وعلى قَدر الغرابة في هذا الموقف، فإن تعليق عدنان إبراهيم عليه أشد غرابة، حيث قال ما نصه عند الدقيقة 8:18 "وفي الحقيقة فهذا منطق سائد وشائع"ولا تستحق دعوى شيوع هذا المنطق أن يُرَد عليها بِقَدرِ ما ينبعث التعجب والتساؤل: لماذا يدّعي عدنان إبراهيم شيوع هذا المنطق غير الشائع؟ هل المراد بث الاستنكار والاستبشاع في أذهان المستمعين بحيث يربطون بين قول المُخالف لعدنان في موقفه من البخاري والأحاديث وبين هذه المواقف (الشائعة السائدة) ؟
لم ينته تعليق الدكتور على الموقف، حيث واصل ذاكراً "أن المثقف غير الشرعي طوال حياته إذا سمع ذِكر البخاري سمع بسماعه ألفاظَ العصمة والقداسة والتمام، وأنه يرى الهجوم على من تسول له نفسه التشكيك أو الترديد في حرفٍ من صحيح البخاري فضلاً عن التشكيك بجملة منه! " ربما يكون هذا الفهمُ شائعا بين فئامٍ من العوام وصغار الطلبة وربما بين عدد قليل ممن لهم دراية بالعلم والحديث، غير أن هؤلاء ليسوا وحدهم المخالفين للدكتور في قضية أحاديث البخاري؛ فإن أكثر من يخالفه في هذه القضية مِن حَمَلة العلم والمختصين في علم الحديث -إن لم يكن جميعهم إلا من شذ- يعلمون أن البخاري انتُقِد في مواضع، وأنها انتقادات معتبرة وليس بشرط أن تكون راجحة، ومع ذلك يُخالفون الدكتور في موقفه من صحيح البخاري والذي يختلف عن سائر هذه الانتقادات المعتبرة.
والمراد من الانتقاد في هذه الجزئية أن هذا القول الذي انطلق عدنان إبراهيم منه في خطبته بعد أن أوصل إلى النفوس بشاعته ليس هو الرأي الذي يمثل الثِقَل الحقيقي للمخالفين له في الموقف من البخاري ومن الأحاديث بشكلٍ عام! ولا عَجَبَ بعد ذلك أن تجد كثيراً ممن يطعن في البخاري وصحيحه وفي السنة وأحاديثها -من المثقفين والشباب- يقولون: "رواة الأحاديث بشرٌ يصيبون ويخطئون! والبخاري ليس معصوماً، وكل عمل بشري لا بد أن يعتريه نقص" سبحان الله! هل هذا قول مخالفيكم؟ إن كنتم سمعتموه من أحدهم مرة، فإن سائرهم لا يؤمن بهذا أبداً!
ينتقل عدنان إبراهيم بعد ذلك إلى أداة أخرى لتبرير مشكلته مع البخاري: وهي وجود من انتقد صحيح البخاري من كبار الحفاظ، مع أن انتقاداتهم على الصحيح تختلف تماماً عن انتقاداته، وتختلف عن النتيجة التي وصل إليها في الموقف من صحيح البخاري.
فالمتابع لما يطرحه عدنان يعلم أنه يرد عددا كبيراً من أحاديث الصحيحين ناسباً إياها إلى الكذب أو الدجل دون سير على قواعد علم الحديث المعتبرة - مع العلم بأن هذه القواعد ليست مقتصرة على النظر في الأسانيد كما قد يظنه البعض، بل تهتم بالمتون- وهذا هو الحد الفاصل بين الانتقاد المقبول والمردود لأحاديث الصحيحين، وهذا إجمال سيأتي تفصيله في باقي أسطر المقال إن شاء الله.
ومن العجيب أن الدكتور في سياق ذكره للأئمة الذين انتقدوا صحيح البخاري خَلَطَ بين من يُعتبر قوله في نقد صحيح البخاري وبين من لا يُعتبر قوله في ذلك.
فقد ذكر أن الأمة لم تُجمِع على صحة كل ما في البخاري، قال: لأن الأمة ليست فقط أهل السنة، بل فيهم الشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والمعتزلة، والإباضية، وهؤلاء لا يلتزمون بصحة كل ما في البخاري!
إن من هؤلاء الذين ذكر عدنان من يُكفر الصحابة فهل ننتظر منهم أن يأخذوا بروايات مَن دونهم مِن التابعين وتابعيهم فضلا عن أن يعترفوا بالبخاري وشيوخه؟!
مثال آخر: ساق ابراهيم كلام الأئمة الذين انتقدوا البخاري بناء على الموازين المعتبرة في النقد والتي سيأتي ذكرها، ولكنه ذكر معهم من قام بانتقاد صحيح البخاري بناء على اختلاف التصورات العقدية وليس على الموازين المعتبرة, كالشيخ محمد زاهد الكوثري حيث ذكر عنه أنه حكم بتزييف أربعة عشر حديثاً من أحاديث الصحيحين أو أحدهما؛ لأن ظاهر هذه الأحاديث التجسيم في حق الله تعالى -على حد فهمهما لها -!
وبما أن المعروف عن تصور الشيخ الكوثري لمسائل الأسماء والصفات أنه على خلاف اعتقاد السلف الصالح من القرون المُفضّلة؛ فمن غير المستغرَب أن يستنكر هذه الأحاديث التي كان الأخذ بها وقت السلف ميزاناً لتمييز أهل السنة عن غيرهم.
فالمعيار الذي نقله عن الكوثري إنما هو الحكم على الأحاديث بناء على ما يعتقده المرء ولو كان باطلا! وبناء على ذلك يحق للشيعي الرافضي أن ينكر ما يراه مخالفا لمعتقده في صحيح البخاري،كالأحاديث المعتلقة بعدالة الصحابة وفضائلهم، وللناصبي أن يقول عن حديث أبي سعيد في أن عماراً تقتله الفئة الباغية: إنه موضوع مكذوب، ويصح للجهمي أن يُكذب الأحاديث التي تخالف قوله في الصفات، وهلم جرّاً فيصبح حديث رسول الله ألعوبة بين الناس!!
حقيقة مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري :
من متابعتي لكثير من طرح الدكتور عدنان ترسخ عندي أنه يحكم بالوضع والكذب على أحاديث كثيرة في البخاري دون أي اعتبار لموازين علم الحديث، ويرمي بالأحكام تعميماً ومجازفة وبكل جُرأة واستعجال!
فالمسألة التي يُقررها ينسف كلَّ ما خالفها من الأحاديث دون تردد أو تأخر أو تلطف في العبارة! كما أشرنا في الجزء الثاني من الانتقادات عليه في موضوع النسخ، وذلك أنه حين قرر نفي النسخ في القران بدأ يتخلص من لوازم هذا التقرير من الأحاديث المثبتة له
فقال عن حديث عائشة في صحيح مسلم "كان فيما أنزل التحريم بعشر رضعات.. " إنه موضوع! وقال بجريء العبارة في مثال من أمثلة النسخ "قصص يؤلفونها"! هكذا بالجملة دون تفصيل متعلق بقدر هذه القصص وأسانيدها وفقهها، مع أن من ضمن هذه التي سماها "القصص المؤلفة" حديثاً في البخاري!
هذا مع أن النسخ يؤمن به كافة علماء الأمة قديما وحديثاً إلا قولاً شاذاً مخالفاً لإطباقهم، فالعبرة عند الدكتور في الرد ما خالف فهمه -هو- للشريعة، ثم بعد ذلك لا معنى لورود هذا الحديث الذي يعارض فهمه من إسناد واحد أو من عشرين إسنادا فالقضية لا معنى لها عنده.
ولا معنى عنده لإيمان آلاف العلماء على مر القرون بهذه الأحاديث وتنزيههم إياها عن مخالفة الشريعة، فهي بكل سهولة: كذب ودجل ودسائس!! وهذا كما تقدم هو جوهر الفرق بين انتقاداته لأحاديث الصحيحين وبين انتقادات الدارقطني وأمثاله ممن انتقادهم معتبرة.
وأضرب مثالين على إثبات ذلك من خطبتين من خُطَبِه:
المثال الأول: تكذيبه أحاديث خروج المسيح الدجال. المثال الثاني: تكذيبه أحاديث نزول نبي الله عيسى عليه السلام (وسأشير إلى شيء من التفصيل في هذا المثال عند عنوان "عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح")
أحاديث خروج الدجال رويت في الصحيحين من رواية عشرين صحابياً، وبعض هؤلاء الصحابة روي الحديث عنهم من أكثر من وجه وطريق.
والنقطة المهمة هنا أن نعلم أنه قلَّ أن يوجد حديث روي في الصحيحين بهذا الكم الكبير من الأسانيد الصحاح، فمِثل هذا الحديث يُعّدُّ من أصح ما في الصحيحين، وبما أن الصحيحين هما أصحّ الكتب بعد القران، فالنتيجة أن هذا الحديث هو من أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.
فإذا كان مثل هذا الحديث بهذه الدرجة من الصحة يقول عنه د.عدنان بلا تردد (إنه كذب) فهل يمكن الاعتماد بعد ذلك على شيء من السنة ؟ الجواب: لا بالتأكيد.
اضطراب الموازين عند عدنان إبراهيم :
بعض الموازين والمعايير التي يستعملها عدنان إبراهيم تكون معتبرة عنده في بعض المواضيع ثم تختفي فجأة في البعض الآخر!
فعلم الحديث وموازينه يكون حجة في أمور، وصِفراً في أمور أُخَر ! ومعارضة الحديث بما هو أصح منه تُستعمل مرةً وتُهمَل أخرى!
وهكذا في خطبتنا هذه حكّم ميزاناً كان يُهمله ويناقضه دائماً ! فالمتابع لخُطَب د. عدنان إبراهيم يرى بجلاء استسهاله تجهيلَ مئات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين بعبارات شديدة جدا، وكثيرا ما يمارس هذا التجهيل بشكل تعميمي مُزعِج يُشعرك أنه هو وحده الذي أدرك المسألة التي يتحدث عنها!
إلا أنه -وللمفارقة العجيبة- في خطبته هذه يعكس القضية بشكل غريب حيث قال ما نصه عند الدقيقة 34:46 "من قال بأن من رد حديثاً في البخاري أو مسلم فقد رد على رسول الله، ...، أقول : فهذا جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل معظم من سنذكر، بل كل من سنذكر من العلماء الرادين لأحاديث في الصحيحين، وغير الصحيحين مما صح وهم بالعشرات" عجباً تقول عنه جاهل جهالة غليظة لأن قوله يؤدي إلى تجهيل عشرات العلماء ممن انتقدوا أحاديث في الصحيحين! إذن بماذا تصف من يقول عن معظم أهل السنة والجماعة بأنهم يدّعون التحريف في كتاب الله كما ذكرتَ ذلك في خطبة "لا نسخ في القران" ؟
وبماذا تصف من يقول كَذَبنا على أنفسنا أربعة عشر قرناً ؟!
الانفصال بين الألباني وعدنان إبراهيم في الموقف من البُخاري!
أشار عدنان إبراهيم في هذه الخطبة إلى أن الألباني وافق على كلام الغماري الذي ذكر فيه "أن من أحاديث الصحيحين ما يُقطع ببطلانه" وأنه دعى إلى "عدم التهيب من الحكم عليها بالوضع".
وعند التحقيق فليس كلامُ الألبانيِّ صريحاً في موافقة الغماري على كلمة (الوضع) بعينها، فإن الغماري ذكر في سياق كلامه أكثر من جملة، منها: أن الإجماع لم يقع على صحة كل ما في الصحيحين، وعبارة الألباني جاءت في ختام هذه الجُمَل، وهي تنطبق على الجملة المتعلقة بالإجماع ؛ فإن نص كلام الألباني في الموافقة هو : "وهذا مما لا يشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم، وقد كنتُ ذكرتُ نحوه في مقدمة شرح الطحاوية "انتهى.
والذي يدل على أن موافقة الألباني لكلام الغماري ليست فيما يتعلق بالموضوعات ما يلي :
1- قوله : وهذا لايشك فيه (كل) باحث متمرس في هذا العلم. وهذه العبارة لا يمكن أبداً أن تنطبق على ادعاء وجود موضوعات في البخاري، ودونك أيها القارئ الكريم أيَّ باحثٍ متمرس في هذا العلم - الذي هو بالطبع علم الحديث- فسَلْه: هل يخفى عليك وجود موضوعات في صحيح البخاري؟ ثم لتنظر: هل عبارة الألباني تنطبق على الإجابة بـ"نعم" عن هذا السؤال كما فهمها عدنان إبراهيم؟ أم على عدم ثبوت الإجماع على صحة (كل) حديث في الصحيحين؟ فإن كل باحث متمرس في علم الحديث لا يخفى عليه وجود بعض الأحاديث اليسيرة المنتقدة فيهما وأنها مستثناة من الإجماع المنقول على صحة ما في الصحيحين.
2- الألباني رحمه الله ضعّف أحاديث في الصحيحين، وقد تُتُبِّعَت هذه الأحاديث وجُمعت، ووقفتُ على رسالة مُصنّفة في جمع هذه الأحاديث وكلام الألباني عليها، وليس فيها شيء حكم عليه بالوضع وإنما بالضعف، ولن يترك رحمه الله الأحاديث الموضوعة دون بيان ليتجه إلى بيان الأحاديث الضعيفة!
3- أن الألبانيّ أحال في الكلام السابق في تعليقه على الغماري إلى مقدمة الطحاوية وعند مراجعة المقدمة لم أجد فيها أي إشارة لقضية الموضوعات في البخاري.
4- دائما تجد لُغة الألباني في نقد البخاري خفيفة ومشيرة إلى محدودية وخفة الانتقادات عليه، انظر مثلاً قوله "واعلم أن صحيح البخاري مع جلالته وتلقي العلماء له بالقبول كما سبق ذِكره في المقدمة فإنه لم يسلم من النقد من بعض العلماء وإن كان غالبه -أي غالب هذا النقد- مجانبا للصواب" مقدمة مختصر البخاري للألباني جزء2 ص4.
وقال : "أعود إلى أحاديث هذا الصحيح (يقصد البخاري) فأقول،...، الباحث الفقيه لا يسعه إلا أن يعترف بحقيقة علمية عبر عنها الإمام الشافعي رحمه الله فيما روي عنه من قوله "أبى الله إلا أن يتم كتابه" ولذلك أنكر العلماء (بعض الكلمات) وقعت (خطأ) من أحد الرواة في (بعض) الأحاديث الصحيحة" مختصر البخاري 2/6 وكما أن الدكتور نَقَل موافقَة الألباني للغماري؛ فمن اللطيف أن يُعلَم أن الألباني رحمه الله انتقد الغماري على تضعيفه لأحاديث صحيحة، فقال في مقدمته لمختصر البخاري 9/2 "وقريب من هؤلاء بعض المشتغلين بهذا العلم، إلا أنهم لغَلَبَة التعصب المذهبي عليهم، وتمكن الأهواء منهم فإنهم في كثير من الأحيان يُضعفون الأحاديث الصحيحة، كالشيخ الكوثري، وعبدالله الغُماري، وأخيه الشيخ أحمد" وهاهنا تنبيه مهم من الألباني يوضح الفرق بين انتقاداته على الصحيح وبين انتقادات عدنان إبراهيم، وهو تنبيه في غاية الأهمية ، وفي نظري أن جزءا كبيرا من هذا الكلام ينطبق على د.عدنان إبراهيم تماماً!
قال الألباني "وفي مقابل هؤلاء بعض الناس ممن لهم مشاركة في بعض العلوم، أو في الدعوة إلى الإسلام – ولو بمفهومهم الخاص – يتجرؤون على رد ما لا يعجبهم من الأحاديث الصحيحة وتضعيفها ولو كانت مما تلقته الأمة بالقبول، لا اعتماداً منهم على أصول هذا العلم الشريف وقواعده المعروفة عند المحدثين، أو لشبهة عرضت لهم في بعض رواتها، فإنهم لا علم لهم بذلك، ولا يقيمون لأهل المعرفة به والاختصاص وزنا، وإنما ينطلقون في ذلك من أهوائهم، أو من ثقافاتهم البعيدة عن الإيمان الصحيح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة، تقليدا منهم للمستشرقين أعداء الدين، ومن تشبه بهم في ذلك من المستغربين أمثال أبي رية المصري ، وعز الدين بليق اللبناني .." مقدمة مختصر صحيح البخاري2/8
الفرق بين نقد أئمة الحديث لبعض أحاديث البخاري وبين نقد عدنان إبراهيم :
وإذا أردتُ أن أُجمل ذِكر الفروق بين انتقادات الدكتور عدنان إبراهيم وبين انتقادات المحدثين على البخاري، فسأذكرها في ثلاث نقاط: 1- هم ينطلقون من قواعد علم الحديث في انتقاداتهم وهو لا ينطلق منها. (مع التأكيد المتكرر على أن قواعد علم الحديث لا تقتصر على النظر في الإسناد) 2- هم لا يقللون من قدر صحيح البخاري لا تصريحا ولا تلميحاً، وهو يقلل من قدره في مواضع من خُطبه وذلك بأسلوبه وعباراته المصاحبة لردِّهِ لبعض أحاديثهما مع أنه يُصرح بمدح الصحيحين في بعض المواضع وبأن البخاري أًصح كتاب بعد كتاب الله. 3- هم لم يحكموا على أي حديث في صحيح البخاري بالوضع وهو حكم بذلك في أحاديث كثيرة (وبينّا المُجمل في كلام الألباني) عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح : من الإشكالات الواضحة لدى الدكتور عدنان عندما يحكم على حديث بالوضع والكذب: أنه لا يذكر لنا كيف أُدخَل هذا الحديث في صحيح البخاري؟ من الذي وضعه؟ فقد ذكر في خطبته هذه تبرئة البخاري ومسلم من وضع الأحاديث ، قال: وهي مِن وَضْعِ مَن وَضَعَها ! عجَباً! نحن نريد هذا الذي وضعها. ألا يستطيع الدكتور إظهاره؟ أم استطاع هؤلاء الوضاعون تجاوز كل أسوار النُقاد والمحدثين وقواعدهم وتدقيقاتهم حتى أدخلوا أحاديث غير قليلة في أصح الكتب دون علم من أحد منهم! بل صدقوها وآمنوا بها عن غفلة وتلقت الأمة هذه الكذبة بالقبول؟ هنا أستعير عبارة الدكتور لأقول : إن القائل بهذا القول جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل عشرات بل آلاف العلماء الذين تلقوا صحيح البخاري بالقبول وصدقوا هذه الأحاديث وشرحوها واستدلوا بها! ولولا خشية الإطالة لذكرتُ بالتفصيل التام مثالاً تطبيقيا على هذه النقطة، غير أني سأذكره على سبيل الإجمال، وهو حديث في البخاري (حديث أبي هريرة مرفوعاً في نزول عيسى عليه السلام) قال عنه الدكتور إنه (فِرية)! وحين نبحث عمّن افترى هذه الفرية فلن نجده أبداً؛ وذلك أن البخاري روى هذه الحديث عن ثلاثة من شيوخه، وروى مسلم نفس الحديث عن اثني عشر من شيوخه، ويرويه الإمام أحمد عن اثنين من شيوخه أو أكثر، ويرويه الترمذي عن شيخه وهو أحد شيوخ البخاري ومسلم في هذا الحديث بعينه، ورواه ابن ماجه عن شيخٍ لمسلم أيضاً، وكل هذه الأسانيد مُثبتة في كتبهم، ثم بعد ذلك روى جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم نفس موضوع الحديث منهم في صحيح مسلم -فقط- أربعة؛ فكيف؟ ومتى؟ تم وضع هذا الحديث في البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه؟ ومن الذي قام بإدخاله في كتبهم على اختلاف بلدانهم؟ وكيف لم ينتبهوا لذلك وهم أئمة النقاد؟ كم هو سهل أن يرمي المرء الكلام جزافا، ولكنه لا يتمشى مع التدقيق العلمي. لِفَهم منهجية علماء الحديث في انتقاد صحيح البخاري : أختم أسطري هذه بأهم ما فيها، وهو ما تمت الإشارة إليه سابقاً من أن انتقادات المُحدّثين المعتبرين لصحيح البخاري تُفهَم تحت المنهجية التالية :
1- أن الأصل في كل حديث في البخاري الصحة، وأنه يكفي المعرفة بأن الحديث أخرجه البخاري ليُعمَل به. وبما أن الدكتور عدنان استدل بالألباني في خطبته على شيء من مراده فإني أبتدئ بكلامٍ للألباني تحت هذه النقطة، حيث قال مانصه : " حتى صار عرفاً عاما أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك وأنه الأصل عندنا" مقدمة الطحاوية ص 22 وقال الجُويني : " لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته = من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما " تدريب الراوي 1/142 ط. طيبة وقال النووي رحمه الله : " أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما " تهذيب الأسماء واللغات .
2- أن هذه المكانة لصحيح البخاري ليست لمجرد كون جامع هذا الكتاب مِن أعلم مَن خَلَقَ اللهُ تعالى بالحديث وعِلله وفقهه، ولكن لأن الأئمةَ من أهلِ الاختصاص بالحديث وغيرهم من الفقهاء والمفسرين تلقوا كتابه هذا بالقبول لما فيه.
3- أن انتقاد شيء من الصحيح لا بد ألاّ يكون معارضا لقواعد علم الحديث التي هي المعيار في معرفة الصحيح من الضعيف، وليس خفياً على أهل الاختصاص -كما تقدم- أن علم الحديث يهتم بنقد المتن كما يهتم بنقد السند.
4- أن الأحاديث التي انتُقدت على صحيح البخاري عددها قليل جداً بالنسبة لأحاديث الكتاب.
5- ليس في صحيح البخاري - جزْماً وقطعاً- أيَ حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6- أن من استبان له من أهل العلم ضعفَ إسناد أو رواية معينة أو متنٍ أو زيادةِ كلمةٍ فيها حُكمٌ أو نحو ذلك من صحيح البخاري، وكان حكمه مبنياً على علم ودراية وعقيدةٍ صحيحة غيرَ ضاربٍ بقواعد علم الحديث عرض الحائط = فإنَّ عدَمَ أخْذِه بما استبان له ضعفه لا يكون مِن باب رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من باب الخلاف المُعتبَر.
7- أن العلماء الذين نُقِل عنهم أنهم انتقدوا شيئا من صحيح البخاري ليس كل انتقادهم منصبا على المتون أو يعود عليها بالضعف، فإن بعض الانتقادات موجه إلى إسناد معين من أسانيد حديثٍ له أكثر من إسناد بعضها صحيح وبعضها فيه كلام. وبعضُ الأحيان يكون الانتقاد موجها على جزء من الحديث وليس على أصله.
8- ليس بالضرورة أن يكون كلام من انتقد شيئا من الصحيح صحيحاً، وكما أنه يوجد من أهل العلم من انتقد البخاري، فإن من أهل العلم من أجاب عن هذه الانتقادات وبين أن الصواب في جمهورها مع البخاري، قال ابن تيمية في الفتاوى "ولهذا كان جمهور ما أُنكر على البخاري مما صحّحه، يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه "مجموع الفتاوى" (1/256).
9- لا يجوز أن يكون التضعيف لأحاديث البخاري مبنيا على اعتقاد يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، كمن رد أحاديث الرؤية أو الشفاعة أو الصفات بناء على اعتقادات باطلة تتعارض مع هذه الأحاديث، كما أنه لا يجوز أن يكون مُنطَلَق التضعيف والرد لشيء من البخاري مجرد مقاومة هجوم تشكيكي من أعداء الإسلام تعود على خبر ثابت عن النبي بالإبطال. كما حصل مِن رد حديث زواج النبي من عائشة وهي ابنة تسع.
10- استشكال المرء حديثاً لا يكفي للمبادرة بردّه، بل لا بد من النظر في موقف أهل العلم من هذا الحديث وتعاملهم معه، فإن كثيرا من هذه الاستشكالات ليست تخفى عليهم، وأجابوا عنها، ثم إن هناك قبل الرد التوقف، وإرجاء القطع بشيء في الحديث حتى يعيد العالِم المستتشكلُ النظرَ فيما استشكل ويزيد، فإن للصحيح هيبة كما قال الذهبي رحمه الله في ترجمة خالد بن مخلد القطواني في ميزان الاعتدال (1/592) بعد أن ذكر حديثاً رواه خالد هذا في صحيح البخاري :"هذا حديث غريب جداً، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد" ط.الرسالة وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 5/326: " فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهيّن" وبقي في الخطبة مواضع التي تستحق الإلتفات، لعل ما ذُكر هنا يكون دليلاً على ما غاب ذكره، والحمد لله رب العالمين .
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=3080&ct=3&ax=5
==================
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري.. رؤية نقدية
شاهدتُ عبر الشبكة خطبةً للدكتور عدنان إبراهيم قدَّمَها تحت عنوان " مشكلتي مع البخاري" وبعد مقارنتها بسائر خطبه الأخرى ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه، فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .
أدوات عدنان إبراهيم في تبرير مشكلته مع البخاري:
يُفاجأ المشاهد بأن من أول ما يذكره عدنان إبراهيم في خطبته هو الموقف السيء لذاك الرجل المثقف الذي لم يكن مختصا في العلوم الشرعية، ويتمثل الموقف -باختصار- في أن هذا الرجل تهاون في الخطأ في القران وحين نوقش في ذلك دافع عن نفسه قائلا (هو إيه؟ أنا غلطت في البخاري؟!) .
وعلى قَدر الغرابة في هذا الموقف، فإن تعليق عدنان إبراهيم عليه أشد غرابة، حيث قال ما نصه عند الدقيقة 8:18 "وفي الحقيقة فهذا منطق سائد وشائع"
ولا تستحق دعوى شيوع هذا المنطق أن يُرَد عليها بِقَدرِ ما ينبعث التعجب والتساؤل: لماذا يدّعي عدنان إبراهيم شيوع هذا المنطق غير الشائع؟ هل المراد بث الاستنكار والاستبشاع في أذهان المستمعين بحيث يربطون بين قول المُخالف لعدنان في موقفه من البخاري والأحاديث وبين هذه المواقف (الشائعة السائدة) ؟
لم ينته تعليق الدكتور على الموقف، حيث واصل ذاكراً "أن المثقف غير الشرعي طوال حياته إذا سمع ذِكر البخاري سمع بسماعه ألفاظَ العصمة والقداسة والتمام، وأنه يرى الهجوم على من تسول له نفسه التشكيك أو الترديد في حرفٍ من صحيح البخاري فضلاً عن التشكيك بجملة منه! "
ربما يكون هذا الفهمُ شائعا بين فئامٍ من العوام وصغار الطلبة وربما بين عدد قليل ممن لهم دراية بالعلم والحديث، غير أن هؤلاء ليسوا وحدهم المخالفين للدكتور في قضية أحاديث البخاري؛ فإن أكثر من يخالفه في هذه القضية مِن حَمَلة العلم والمختصين في علم الحديث -إن لم يكن جميعهم إلا من شذ- يعلمون أن البخاري انتُقِد في مواضع، وأنها انتقادات معتبرة وليس بشرط أن تكون راجحة، ومع ذلك يُخالفون الدكتور في موقفه من صحيح البخاري والذي يختلف عن سائر هذه الانتقادات المعتبرة.
والمراد من الانتقاد في هذه الجزئية أن هذا القول الذي انطلق عدنان إبراهيم منه في خطبته بعد أن أوصل إلى النفوس بشاعته ليس هو الرأي الذي يمثل الثِقَل الحقيقي للمخالفين له في الموقف من البخاري ومن الأحاديث بشكلٍ عام!
ولا عَجَبَ بعد ذلك أن تجد كثيراً ممن يطعن في البخاري وصحيحه وفي السنة وأحاديثها -من المثقفين والشباب- يقولون: "رواة الأحاديث بشرٌ يصيبون ويخطئون! والبخاري ليس معصوماً، وكل عمل بشري لا بد أن يعتريه نقص" سبحان الله! هل هذا قول مخالفيكم؟ إن كنتم سمعتموه من أحدهم مرة، فإن سائرهم لا يؤمن بهذا أبداً!
ينتقل عدنان إبراهيم بعد ذلك إلى أداة أخرى لتبرير مشكلته مع البخاري: وهي وجود من انتقد صحيح البخاري من كبار الحفاظ، مع أن انتقاداتهم على الصحيح تختلف تماماً عن انتقاداته، وتختلف عن النتيجة التي وصل إليها في الموقف من صحيح البخاري.
فالمتابع لما يطرحه الدكتور يعلم أنه يرد عددا كبيراً من أحاديث الصحيحين ناسباً إياها إلى الكذب أو الدجل دون سير على قواعد علم الحديث المعتبرة - مع العلم بأن هذه القواعد ليست مقتصرة على النظر في الأسانيد كما قد يظنه البعض، بل تهتم بالمتون- وهذا هو الحد الفاصل بين الانتقاد المقبول والمردود لأحاديث الصحيحين، وهذا إجمال سيأتي تفصيله في باقي أسطر المقال إن شاء الله.
ومن العجيب أن الدكتور في سياق ذكره للأئمة الذين انتقدوا صحيح البخاري خَلَطَ بين من يُعتبر قوله في نقد صحيح البخاري وبين من لا يُعتبر قوله في ذلك.
فقد ذكر أن الأمة لم تُجمِع على صحة كل ما في البخاري، قال: لأن الأمة ليست فقط أهل السنة، بل فيهم الشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والمعتزلة، والإباضية، وهؤلاء لا يلتزمون بصحة كل ما في البخاري!
إن من هؤلاء الذين ذكر الدكتور من يُكفر الصحابة فهل ننتظر منهم أن يأخذوا بروايات مَن دونهم مِن التابعين وتابعيهم فضلا عن أن يعترفوا بالبخاري وشيوخه؟!
مثال آخر: ساق الدكتور كلام الأئمة الذين انتقدوا البخاري بناء على الموازين المعتبرة في النقد والتي سيأتي ذكرها، ولكنه ذكر معهم من قام بانتقاد صحيح البخاري بناء على اختلاف التصورات العقدية وليس على الموازين المعتبرة!!
كالشيخ محمد زاهد الكوثري حيث ذكر عنه أنه حكم بتزييف أربعة عشر حديثاً من أحاديث الصحيحين أو أحدهما؛ لأن ظاهر هذه الأحاديث التجسيم في حق الله تعالى - على حد فهمهما لها - !
وبما أن المعروف عن تصور الشيخ الكوثري لمسائل الأسماء والصفات أنه على خلاف اعتقاد السلف الصالح من القرون المُفضّلة؛ فمن غير المستغرَب أن يستنكر هذه الأحاديث التي كان الأخذ بها وقت السلف ميزاناً لتمييز أهل السنة عن غيرهم.
فالمعيار الذي نقله الدكتور عن الكوثري إنما هو الحكم على الأحاديث بناء على ما يعتقده المرء ولو كان باطلا! وبناء على ذلك يحق للشيعي الرافضي أن ينكر ما يراه مخالفا لمعتقده في صحيح البخاري, كالأحاديث المعتلقة بعدالة الصحابة وفضائلهم، وللناصبي أن يقول عن حديث أبي سعيد في أن عماراً تقتله الفئة الباغية: إنه موضوع مكذوب، ويصح للجهمي أن يُكذب الأحاديث التي تخالف قوله في الصفات، وهلم جرّاً .. فيصبح حديث رسول الله ألعوبة بين الناس !!
حقيقة مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري :
من متابعتي لكثير من طرح الدكتور عدنان ترسخ عندي أنه يحكم بالوضع والكذب على أحاديث كثيرة في البخاري دون أي اعتبار لموازين علم الحديث، ويرمي بالأحكام تعميماً ومجازفة وبكل جُرأة واستعجال! فالمسألة التي يُقررها ينسف كلَّ ما خالفها من الأحاديث دون تردد أو تأخر أو تلطف في العبارة! كما أشرنا في الجزء الثاني من الانتقادات عليه في موضوع النسخ، وذلك أنه حين قرر نفي النسخ في القران بدأ يتخلص من لوازم هذا التقرير من الأحاديث المثبتة له، فقال عن حديث عائشة في صحيح مسلم "كان فيما أنزل التحريم بعشر رضعات.. " إنه موضوع!
وقال بجريء العبارة في مثال من أمثلة النسخ "قصص يؤلفونها"! هكذا بالجملة دون تفصيل متعلق بقدر هذه القصص وأسانيدها وفقهها، مع أن من ضمن هذه التي سماها "القصص المؤلفة" حديثاً في البخاري!
هذا مع أن النسخ يؤمن به كافة علماء الأمة قديما وحديثاً إلا قولاً شاذاً مخالفاً لإطباقهم، فالعبرة عند الدكتور في الرد ما خالف فهمه -هو- للشريعة، ثم بعد ذلك لا معنى لورود هذا الحديث الذي يعارض فهمه من إسناد واحد أو من عشرين إسنادا فالقضية لا معنى لها عنده، ولا معنى عنده لإيمان آلاف العلماء على مر القرون بهذه الأحاديث وتنزيههم إياها عن مخالفة الشريعة، فهي بكل سهولة: كذب ودجل ودسائس!! وهذا كما تقدم هو جوهر الفرق بين انتقاداته لأحاديث الصحيحين وبين انتقادات الدارقطني وأمثاله ممن انتقادهم معتبرة.
وأضرب مثالين على إثبات ذلك من خطبتين من خُطَبِه:
المثال الأول: تكذيبه أحاديث خروج المسيح الدجال.
المثال الثاني: تكذيبه أحاديث نزول نبي الله عيسى عليه السلام (وسأشير إلى شيء من التفصيل في هذا المثال عند عنوان "عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح" ).
أحاديث خروج الدجال رويت في الصحيحين من رواية عشرين صحابياً، وبعض هؤلاء الصحابة روي الحديث عنهم من أكثر من وجه وطريق.
والنقطة المهمة هنا أن نعلم أنه قلَّ أن يوجد حديث روي في الصحيحين بهذا الكم الكبير من الأسانيد الصحاح، فمِثل هذا الحديث يُعّدُّ من أصح ما في الصحيحين،
وبما أن الصحيحين هما أصحّ الكتب بعد القران، فالنتيجة أن هذا الحديث هو من أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.
فإذا كان مثل هذا الحديث بهذه الدرجة من الصحة يقول عنه د.عدنان بلا تردد (إنه كذب) فهل يمكن الاعتماد بعد ذلك على شيء من السنة ؟ الجواب: لا بالتأكيد.
اضطراب الموازين عند عدنان إبراهيم
بعض الموازين والمعايير التي يستعملها عدنان إبراهيم تكون معتبرة عنده في بعض المواضيع ثم تختفي فجأة في البعض الآخر!
فعلم الحديث وموازينه يكون حجة في أمور، وصِفراً في أمور أُخَر !
ومعارضة الحديث بما هو أصح منه تُستعمل مرةً وتُهمَل أخرى!
وهكذا في خطبتنا هذه حكّم ميزاناً كان يُهمله ويناقضه دائماً !
فالمتابع لخُطَب د. عدنان إبراهيم يرى بجلاء استسهاله تجهيلَ مئات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين بعبارات شديدة جدا، وكثيرا ما يمارس هذا التجهيل بشكل تعميمي مُزعِج يُشعرك أنه هو وحده الذي أدرك المسألة التي يتحدث عنها!
إلا أنه -وللمفارقة العجيبة- في خطبته هذه يعكس القضية بشكل غريب حيث قال ما نصه عند الدقيقة 34:46 "من قال بأن من رد حديثاً في البخاري أو مسلم فقد رد على رسول الله، ...، أقول : فهذا جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل معظم من سنذكر، بل كل من سنذكر من العلماء الرادين لأحاديث في الصحيحين، وغير الصحيحين مما صح وهم بالعشرات"
عجباً يا دكتور، تقول عنه جاهل جهالة غليظة لأن قوله يؤدي إلى تجهيل عشرات العلماء ممن انتقدوا أحاديث في الصحيحين! إذن بماذا تصف من يقول عن معظم أهل السنة والجماعة بأنهم يدّعون التحريف في كتاب الله كما ذكرتَ ذلك في خطبة "لا نسخ في القران" ؟ وبماذا تصف من يقول كَذَبنا على أنفسنا أربعة عشر قرناً ؟!!
الانفصال بين الألباني وعدنان إبراهيم في الموقف من البُخاري!
أشار عدنان إبراهيم في هذه الخطبة إلى أن الألباني وافق على كلام الغماري الذي ذكر فيه "أن من أحاديث الصحيحين ما يُقطع ببطلانه" وأنه دعى إلى "عدم التهيب من الحكم عليها بالوضع". وعند التحقيق فليس كلامُ الألبانيِّ صريحاً في موافقة الغماري على كلمة (الوضع) بعينها، فإن الغماري ذكر في سياق كلامه أكثر من جملة، منها: أن الإجماع لم يقع على صحة كل ما في الصحيحين، وعبارة الألباني جاءت في ختام هذه الجُمَل، وهي تنطبق على الجملة المتعلقة بالإجماع ؛ فإن نص كلام الألباني في الموافقة هو :
"وهذا مما لا يشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم، وقد كنتُ ذكرتُ نحوه في مقدمة شرح الطحاوية "انتهى.
والذي يدل على أن موافقة الألباني لكلام الغماري ليست فيما يتعلق بالموضوعات ما يلي :
1- قوله : وهذا لايشك فيه (كل) باحث متمرس في هذا العلم. وهذه العبارة لا يمكن أبداً أن تنطبق على ادعاء وجود موضوعات في البخاري، ودونك أيها القارئ الكريم أيَّ باحثٍ متمرس في هذا العلم - الذي هو بالطبع علم الحديث- فسَلْه: هل يخفى عليك وجود موضوعات في صحيح البخاري؟ ثم لتنظر: هل عبارة الألباني تنطبق على الإجابة بـ"نعم" عن هذا السؤال كما فهمها عدنان إبراهيم؟ أم على عدم ثبوت الإجماع على صحة (كل) حديث في الصحيحين؟ فإن كل باحث متمرس في علم الحديث لا يخفى عليه وجود بعض الأحاديث اليسيرة المنتقدة فيهما وأنها مستثناة من الإجماع المنقول على صحة ما في الصحيحين.
2- الألباني رحمه الله ضعّف أحاديث في الصحيحين، وقد تُتُبِّعَت هذه الأحاديث وجُمعت، ووقفتُ على رسالة مُصنّفة في جمع هذه الأحاديث وكلام الألباني عليها، وليس فيها شيء حكم عليه بالوضع وإنما بالضعف، ولن يترك رحمه الله الأحاديث الموضوعة دون بيان ليتجه إلى بيان الأحاديث الضعيفة!
3- أن الألبانيّ أحال في الكلام السابق في تعليقه على الغماري إلى مقدمة الطحاوية وعند مراجعة المقدمة لم أجد فيها أي إشارة لقضية الموضوعات في البخاري.
4- دائما تجد لُغة الألباني في نقد البخاري خفيفة ومشيرة إلى محدودية وخفة الانتقادات عليه، انظر مثلاً قوله "واعلم أن صحيح البخاري مع جلالته وتلقي العلماء له بالقبول كما سبق ذِكره في المقدمة فإنه لم يسلم من النقد من بعض العلماء وإن كان غالبه -أي غالب هذا النقد- مجانبا للصواب" مقدمة مختصر البخاري للألباني جزء2 ص4.
وقال : "أعود إلى أحاديث هذا الصحيح (يقصد البخاري) فأقول،...، الباحث الفقيه لا يسعه إلا أن يعترف بحقيقة علمية عبر عنها الإمام الشافعي رحمه الله فيما روي عنه من قوله "أبى الله إلا أن يتم كتابه" ولذلك أنكر العلماء (بعض الكلمات) وقعت (خطأ) من أحد الرواة في (بعض) الأحاديث الصحيحة" مختصر البخاري 2/6
وكما أن الدكتور نَقَل موافقَة الألباني للغماري؛ فمن اللطيف أن يُعلَم أن الألباني رحمه الله انتقد الغماري على تضعيفه لأحاديث صحيحة، فقال في مقدمته لمختصر البخاري 9/2 "وقريب من هؤلاء بعض المشتغلين بهذا العلم، إلا أنهم لغَلَبَة التعصب المذهبي عليهم، وتمكن الأهواء منهم فإنهم في كثير من الأحيان يُضعفون الأحاديث الصحيحة، كالشيخ الكوثري، وعبدالله الغُماري، وأخيه الشيخ أحمد"
وهاهنا تنبيه مهم من الألباني يوضح الفرق بين انتقاداته على الصحيح وبين انتقادات عدنان إبراهيم، وهو تنبيه في غاية الأهمية ، وفي نظري أن جزءا كبيرا من هذا الكلام ينطبق على د.عدنان إبراهيم تماماً!
قال الألباني "وفي مقابل هؤلاء بعض الناس ممن لهم مشاركة في بعض العلوم، أو في الدعوة إلى الإسلام – ولو بمفهومهم الخاص – يتجرؤون على رد ما لا يعجبهم من الأحاديث الصحيحة وتضعيفها ولو كانت مما تلقته الأمة بالقبول، لا اعتماداً منهم على أصول هذا العلم الشريف وقواعده المعروفة عند المحدثين، أو لشبهة عرضت لهم في بعض رواتها، فإنهم لا علم لهم بذلك، ولا يقيمون لأهل المعرفة به والاختصاص وزنا، وإنما ينطلقون في ذلك من أهوائهم، أو من ثقافاتهم البعيدة عن الإيمان الصحيح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة، تقليدا منهم للمستشرقين أعداء الدين، ومن تشبه بهم في ذلك من المستغربين أمثال أبي رية المصري ، وعز الدين بليق اللبناني .." مقدمة مختصر صحيح البخاري2/8
الفرق بين نقد أئمة الحديث لبعض أحاديث البخاري وبين نقد عدنان إبراهيم :
وإذا أردتُ أن أُجمل ذِكر الفروق بين انتقادات الدكتور عدنان إبراهيم وبين انتقادات المحدثين على البخاري، فسأذكرها في ثلاث نقاط:
1- هم ينطلقون من قواعد علم الحديث في انتقاداتهم وهو لا ينطلق منها. (مع التأكيد المتكرر على أن قواعد علم الحديث لا تقتصر على النظر في الإسناد)
2- هم لا يقللون من قدر صحيح البخاري لا تصريحا ولا تلميحاً، وهو يقلل من قدره في مواضع من خُطبه وذلك بأسلوبه وعباراته المصاحبة لردِّهِ لبعض أحاديثهما مع أنه يُصرح بمدح الصحيحين في بعض المواضع وبأن البخاري أًصح كتاب بعد كتاب الله.
3- هم لم يحكموا على أي حديث في صحيح البخاري بالوضع وهو حكم بذلك في أحاديث كثيرة (وبينّا المُجمل في كلام الألباني)
عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح :
من الإشكالات الواضحة لدى الدكتور عدنان عندما يحكم على حديث بالوضع والكذب: أنه لا يذكر لنا كيف أُدخَل هذا الحديث في صحيح البخاري؟ من الذي وضعه؟
فقد ذكر في خطبته هذه تبرئة البخاري ومسلم من وضع الأحاديث ، قال: وهي مِن وَضْعِ مَن وَضَعَها ! عجَباً! نحن نريد هذا الذي وضعها. ألا يستطيع الدكتور إظهاره؟ أم استطاع هؤلاء الوضاعون تجاوز كل أسوار النُقاد والمحدثين وقواعدهم وتدقيقاتهم حتى أدخلوا أحاديث غير قليلة في أصح الكتب دون علم من أحد منهم! بل صدقوها وآمنوا بها عن غفلة وتلقت الأمة هذه الكذبة بالقبول؟ هنا أستعير عبارة الدكتور لأقول : إن القائل بهذا القول جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل عشرات بل آلاف العلماء الذين تلقوا صحيح البخاري بالقبول وصدقوا هذه الأحاديث وشرحوها واستدلوا بها!
ولولا خشية الإطالة لذكرتُ بالتفصيل التام مثالاً تطبيقيا على هذه النقطة، غير أني سأذكره على سبيل الإجمال، وهو حديث في البخاري (حديث أبي هريرة مرفوعاً في نزول عيسى عليه السلام) قال عنه الدكتور إنه (فِرية)! وحين نبحث عمّن افترى هذه الفرية فلن نجده أبداً؛ وذلك أن البخاري روى هذه الحديث عن ثلاثة من شيوخه، وروى مسلم نفس الحديث عن اثني عشر من شيوخه، ويرويه الإمام أحمد عن اثنين من شيوخه أو أكثر، ويرويه الترمذي عن شيخه وهو أحد شيوخ البخاري ومسلم في هذا الحديث بعينه، ورواه ابن ماجه عن شيخٍ لمسلم أيضاً، وكل هذه الأسانيد مُثبتة في كتبهم، ثم بعد ذلك روى جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم نفس موضوع الحديث منهم في صحيح مسلم -فقط- أربعة؛ فكيف؟ ومتى؟ تم وضع هذا الحديث في البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه؟ ومن الذي قام بإدخاله في كتبهم على اختلاف بلدانهم؟ وكيف لم ينتبهوا لذلك وهم أئمة النقاد؟
كم هو سهل أن يرمي المرء الكلام جزافا، ولكنه لا يتمشى مع التدقيق العلمي.
لِفَهم منهجية علماء الحديث في انتقاد صحيح البخاري :
أختم أسطري هذه بأهم ما فيها، وهو ما تمت الإشارة إليه سابقاً من أن انتقادات المُحدّثين المعتبرين لصحيح البخاري تُفهَم تحت المنهجية التالية :
1- أن الأصل في كل حديث في البخاري الصحة، وأنه يكفي المعرفة بأن الحديث أخرجه البخاري ليُعمَل به.
وبما أن الدكتور عدنان استدل بالألباني في خطبته على شيء من مراده فإني أبتدئ بكلامٍ للألباني تحت هذه النقطة، حيث قال مانصه :
" حتى صار عرفاً عاما أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك وأنه الأصل عندنا" مقدمة الطحاوية ص 22
وقال الجُويني : " لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته = من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما " تدريب الراوي 1/142 ط. طيبة
وقال النووي رحمه الله :
" أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما "
تهذيب الأسماء واللغات .
2- أن هذه المكانة لصحيح البخاري ليست لمجرد كون جامع هذا الكتاب مِن أعلم مَن خَلَقَ اللهُ تعالى بالحديث وعِلله وفقهه، ولكن لأن الأئمةَ من أهلِ الاختصاص بالحديث وغيرهم من الفقهاء والمفسرين تلقوا كتابه هذا بالقبول لما فيه.
3- أن انتقاد شيء من الصحيح لا بد ألاّ يكون معارضا لقواعد علم الحديث التي هي المعيار في معرفة الصحيح من الضعيف، وليس خفياً على أهل الاختصاص -كما تقدم- أن علم الحديث يهتم بنقد المتن كما يهتم بنقد السند.
4- أن الأحاديث التي انتُقدت على صحيح البخاري عددها قليل جداً بالنسبة لأحاديث الكتاب.
5- ليس في صحيح البخاري - جزْماً وقطعاً- أيَ حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
.6- أن من استبان له من أهل العلم ضعفَ إسناد أو رواية معينة أو متنٍ أو زيادةِ كلمةٍ فيها حُكمٌ أو نحو ذلك من صحيح البخاري، وكان حكمه مبنياً على علم ودراية وعقيدةٍ صحيحة غيرَ ضاربٍ بقواعد علم الحديث عرض الحائط = فإنَّ عدَمَ أخْذِه بما استبان له ضعفه لا يكون مِن باب رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من باب الخلاف المُعتبَر.
7- أن العلماء الذين نُقِل عنهم أنهم انتقدوا شيئا من صحيح البخاري ليس كل انتقادهم منصبا على المتون أو يعود عليها بالضعف، فإن بعض الانتقادات موجه إلى إسناد معين من أسانيد حديثٍ له أكثر من إسناد بعضها صحيح وبعضها فيه كلام.
وبعضُ الأحيان يكون الانتقاد موجها على جزء من الحديث وليس على أصله.
8- ليس بالضرورة أن يكون كلام من انتقد شيئا من الصحيح صحيحاً، وكما أنه يوجد من أهل العلم من انتقد البخاري، فإن من أهل العلم من أجاب عن هذه الانتقادات وبين أن الصواب في جمهورها مع البخاري، قال ابن تيمية في الفتاوى "ولهذا كان جمهور ما أُنكر على البخاري مما صحّحه، يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه "مجموع الفتاوى" (1/256) " .
9- لا يجوز أن يكون التضعيف لأحاديث البخاري مبنيا على اعتقاد يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، كمن رد أحاديث الرؤية أو الشفاعة أو الصفات بناء على اعتقادات باطلة تتعارض مع هذه الأحاديث، كما أنه لا يجوز أن يكون مُنطَلَق التضعيف والرد لشيء من البخاري مجرد مقاومة هجوم تشكيكي من أعداء الإسلام تعود على خبر ثابت عن النبي بالإبطال. كما حصل مِن رد حديث زواج النبي من عائشة وهي ابنة تسع.
10- استشكال المرء حديثاً لا يكفي للمبادرة بردّه، بل لا بد من النظر في موقف أهل العلم من هذا الحديث وتعاملهم معه، فإن كثيرا من هذه الاستشكالات ليست تخفى عليهم، وأجابوا عنها، ثم إن هناك قبل الرد التوقف، وإرجاء القطع بشيء في الحديث حتى يعيد العالِم المستتشكلُ النظرَ فيما استشكل ويزيد، فإن للصحيح هيبة كما قال الذهبي رحمه الله في ترجمة خالد بن مخلد القطواني في ميزان الاعتدال (1/592) بعد أن ذكر حديثاً رواه خالد هذا في صحيح البخاري :"هذا حديث غريب جداً، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد" ط.الرسالة
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 5/326: " فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهيّن"
وبقي في الخطبة مواضع التي تستحق الإلتفات، لعل ما ذُكر هنا يكون دليلاً على ما غاب ذكره، والحمد لله رب العالمين .
29 - 7 - 1434 ه
أحمد بن يوسف السيد
==============
نصب المنجنيق في نسف شبهات عدنان إبراهيم
http://www.saaid.net/Doat/saad/82.htm
سلسلة الرد على عدنان ابراهيم - الشيخ محمد الداهوم
http://www.bofawzi.com/2011/10/blog-post_09.html
جولة في "زندقة" عدنان
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?37694-%CC%E6%E1%C9-%DD%ED-quot-%D2%E4%CF%DE%C9-quot-%DA%CF%E4%C7%E4-%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3
=======================
===========================
الشيخ بسام جرار يفتك بالمدعو عدنان إبراهيم بالضربة القاضية
http://www.youtube.com/watch?v=5LVuLUTYGe0
هذا رجل مارق من الدين والعياذ بالله
استمعوا عباد الله الى هذا الضلال وسلوا الله العافية لنا ولكم وللمسلمين
http://www.youtube.com/watch?v=PKQlFBefHMg
سُئل الشيخ الطريفي عن عدنان إبراهيم فأجاب وأجاد بدون تحضير لذلك
http://www.youtube.com/watch?v=eqzpE9gEIo4
عدالة الصحابة وعقيدة عدنان ابراهيم فيهم
http://www.youtube.com/watch?v=RxOt2rciD5g
اهانت عليك دماء السوريين يا عدنان ابراهيم
http://www.youtube.com/watch?v=J8CZ2RU2xkQ
هل ضرب عثمانُ بن عفّان عمّارَ بن ياسر - الرد على عدنان إبراهيم
===========================
عدنان إبراهيم يطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل
http://www.youtube.com/watch?v=0feEFvNIQ7I
عدنان ابراهيم يوافق نظرية التطور
http://www.youtube.com/watch?v=Q4qt6gyJw-o
عدنان ابراهيم والطعن في الصحابة وشرف أشرف الخلق !
http://www.youtube.com/watch?v=yXQyUK9rhjI
02 - حقيقة عدنان ابراهيم ومذهبه
http://www.youtube.com/watch?v=vT_69CpNZtI
03 - كفريات عدنان إبراهيم
http://www.youtube.com/watch?v=BQfBAFbOKHw
04 - تناقضات عدنان إبراهيم
http://www.youtube.com/watch?v=iBZ2krgkgzM
الضال عدنان إبراهيم.. النصارى ليس عليهم اتباع نبينا
http://www.youtube.com/watch?v=PKQlFBefHMg
عدنان إبراهيم ينكر حجية السنة مثل القرآنيين I خطير جداً
http://www.youtube.com/watch?v=bZTmX9siEO8
فضيحة عدنان ابراهيم يكذب على البخارى.mp4
http://www.youtube.com/watch?v=r3_ZUulh2Lg
ينكر المسيح الدجال ويسأل ما الذى يجبرنى أن أؤمن برجل لن يأتى فى زمانى
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=45173
لماذا يا عدنان ابراهيم تتحدث عن معاوية بن ابي سفيان ؟!
http://www.youtube.com/watch?v=QXX6siUCdXM
هروب القزم عدنان إبراهيم من مناظرة علماء اهل السنة
http://www.youtube.com/watch?v=DBctj6BKoYM
بهذا الفيديو
الخبيث عدنان إبراهيم يدعو إلى إعادة الاجتهاد في فروض الميراث
هذا الخبيث يطعن أيضا فى القرآن أنه غير صالح لكل زمان ومكان ولا يصلح فى زمننا بعد خروج المرأة للعمل وأن القرآن ذكر أحكام القرآن فى زمن كانت المرأة تلزم بيتها
http://www.youtube.com/watch?v=gwUde5-zsdk
الرد على نفي عدنان ابراهيم حد الرجم
اسحاق الحويني
http://www.youtube.com/watch?v=YX1JbL0Njk0
بالمصدر والبرهان عدنان يطعن بالنبي العدنان !
http://www.youtube.com/watch?v=o6N7nA10C7Q
معتقد الشيعة في أفضل من معتقد أهل السنة
http://www.youtube.com/watch?v=0DoZ04WAWuI
ضلالات عدنان ابراهيم # 1
http://www.youtube.com/watch?v=UUBF_lUdChg
ضلالات عدنان ابراهيم # 2
http://www.youtube.com/watch?v=0zeYAEgmIWU
الرد على- عدنان ابراهيم - للشيخ عبدالرحمن الدمشقية
http://www.youtube.com/watch?v=3KOy_fUTp34
الرويبضة عدنان إبراهيم يطعن في الصحابى الجليل - عثمان بن عفان - صراحة
http://www.youtube.com/watch?v=40Wyb7erIU8
الكذاب المدلس الحقير عدنان إبراهيم يطعن فى أخلاق الصحابى - عبد الله بن عمر -
http://www.youtube.com/watch?v=UBrbFAeTy10
دفاع عدنان إبراهيم عن أخيه ياسر الخبيث
http://www.youtube.com/watch?v=RQZRzwct71M
تعليق رافع الفيديو على اليوتيوب
لقد شاهدت لهذا النخزير عدنان مقاطع وهو يلعن في الصحابة وخاصة معاوية رضي الله عنه وبنيه ولكنه يرفض لعن اخيه ياسر الخبيث الذي لم يسلم من حقارته وبذاءته أحداً من رموز المسلمين !
عدنان ابراهيم يشتم
رجل نصحه
http://www.youtube.com/watch?v=Kuwq67bMuHM
فضيحة رهيبة لـ عدنان إبراهيم يكذب كذبا صريحا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://www.youtube.com/watch?v=4o2FprNpyWM
اول علامات ظهور المهدي
http://www.youtube.com/watch?v=uUhjANbirWM
عدنان إبراهيم-يدعو-إلى-إعادة-الاجتهاد-في-فروض الميراث
https://www.youtube.com/watch?v=UjqlOe_6DvM
المدعو عدنان ابراهيم
ينفي وجود اية ان الملائكة تؤمن بالله و الشيخ بسام بين كذب هذا الافاك
مثال على كذب و جهل المدعو عدنان ابراهيم
رد من الشيخ بسام جرار على عدنان
https://youtu.be/04_Dk6kyrIY
فضائح عدنان ابراهيم
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/12/blog-post_636.html
براءة إلى الله الحليم من د.عدنان إبراهيم
أ.د. خالد يونس الخالدي
رئيس مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني بغزة
13-4-2013م
غزة وأهلها المؤمنون المرابطون الظاهرون على الحق، يبرأون إلى الله تعالى من د. عدنان إبراهيم المقيم الآن في النمسا، والخارج من غزة منذ ثلاثة عقود، عبأ خلالها رأسه بالأكاذيب والشبهات، التي استقاها من كتب الزنادقة والمارقين والحاقدين في مختلف العصور، وأخذ يرددها، بأسلوبه الجذاب، ويزينها بلباس العقلانية الكذاب، فخدع كثيراً من الشباب المهووسين بالعقلانية الغربية، الفارغين من العلوم الشرعية، والثقافة التاريخية، وخصوصاً الدارسين في بلاد الغرب، وأضل كثيراً منهم، حتى أخرجهم من الدين، حيث جحدوا بالسنة النبوية، والصحيح من أحاديث الرسول، بحجة أنها جاءت من الصحابة غير العدول.
تَبْرأُ غزة وأهلها المتمسكون بعقيدتهم، الأوفياء لأجدادهم الصحابة الكرام، إلى الله تعالى من د.عدنان إبراهيم:-
1- لأنه طعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال:” عائشة بدائية جاهلة رَجلة تركب الفرس”، أي تتشبه بالرجال، وهذا لعن منه لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء، ووصفها عدنان بالقول:” عائشة مبطلة وعلى باطل وهي ضِرْس بِتْخوِّف، ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت”، وعن حديث” من أحبّ الناس إليك، قال:عائشة” قال:” أنا لا أقبل هذا الحديث”، وعندما سئل: هل عائشة في الجنة؟ قال:” الله أعلم بحالها”، ويدعي أنها تتبعت النبي ليلاً، فحرك أصبعيه محاكاة لسيرها، ساخراً منها، وكأنه يتحدث عن طفيلية.
2- لأنه طعن في العالم العابد المجاهد المبشر بالجنة عبد الله بن عمر فقال:“عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله لا يصلح للخلافة لأنه نسونجي”. حاشاه وهو والذي قطع آلاف الكيلو مترات ليشارك في فتح الشمال الأفريقي، ويخوض القتال في معركة سبيطلة سنة 28هـ ، التي انتصر فيها عشرون ألفاً من المسلمين على مائة وعشرين ألفاً من الروم، وكان بإمكانه لو كان من عشاق الدنيا أن يبقى آمناً في المدينة معتذراً إلى الله بأنه عالم متفرغ لنشر العلم، لقد رضي أن يكون جندياً تحت إمرة من هو أقل منه منزلة عبد الله بن سعد لأنه لا يهمه إلا أجر الجهاد أو الفوز بالاستشهاد، وقد فعل الشيء نفسه سنة 49هـ حيث رأيناه جندياً تحت إمرة يزيد يقاتل لسبع سنوات حول أسوار القسطنطينية.
3- لأنه طعن حتى في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، فقال:” عمر لا يمثل الإسلام دائماً ولا أبداً”، وعلق على اجتهاد عمر بمنع تقسيم الأرض المفتوحة على الفاتحين لإبقائها فيئاً لذراري المسلمين في كل جيل، فقال:” هذه مشكلة توجب الردة والزندقة”.
4- لأنه لم يستحي من الطعن في عثمان بن عفان-رضي الله عنه- الذي استحيى منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة”، وبشره بالجنة وزوَّجه ابنتيه، حيث طعنه عدنان إبراهيم فقال:” عثمان لمّا حكم أطلق يد معاوية ورخّص له كل شيء لأنه ابن عمته، وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم”. وادعى أنه لم يكن جديراً بالخلافة، وأنه كان مبذراً لخزينة بيت مال المسلمين متساهلاً.
5- لأنه قذف طلحة بن عبيد الله المبشر بالجنة، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه، وأم المؤمنين، وابنة الصديق عائشة فقال فيهما:” كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حُبّ”.
6- لأنه لم يسلم من لسانه حتى أبو بكر الصديق، الذي نزل في فضله قرآن يتلى:” ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا..” فذكر حادثة مكذوبة لا أصل لها ولا سند، وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، فقال: اشهد لنا يا رسول الله، فقال: يا أبا بكر لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد خُتم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، ولا أدري ما تُحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولِّا {بتبدلوا وبتغيروا}”.
7- لأنه تطاول على الصحابي معاوية بن أبي سفيان الذي وثق به النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذه كاتباً، ووثق به الصديق فأمَّره، ووثق به عمر بن الخطاب، فولاه على الشام طوال مدة خلافته، ودعا له النبي فقال:” اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به”، تطاول عليه فلعنه لعناً قبيحاً، وقال:” دعيُّ بن دعيِّ”، وقال:”إنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية”، ووصفه ب”القزم التاريخي”، وقذفه فقال عن ابنه يزيد:” بأنه ابن حرام”، وقذف زوجة معاوية ميسون بنت بحدل الكلبية، فاتهمها بأنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية.
8- لأنه تبرأ من كل الصحابة الكرام، فقال مظهراً الحب للخلفاء الراشدين الأربعة تقيِّةً وإيهاماً حتى يُقبَل طعنه في بقية الصحابة: “علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم”. مخالفاً قول الله تعالى:” والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار، خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم”.
9- لأنه أظهر كرهاً وبغضاً وتطاولاً وجرأة على الصحابة الكرام الذين زكاهم الله تعالى فقال:” محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود..”، إذ وصفهم بالقول:” من الصحابة من هو صحابي لكنه حقير وملعون الوالدين” وطعن في الصحابة الذين طَعِموا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وتحدث عنهم بازدراء وسخرية، فقال:” جالسين في بيت النبي، حجرة واحدة، زينب وجهها للحيط وظهرها لهم… هدول جالسين، شوف الأدب، في ناس ثقلاء حتى من الصحابة”، وقال: “طلبوا من النبي متكأً، حابين يناموا…، عاملين فيها قصص وأحاديث، مقهى أبو العبد،… طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟”، وادعى أن” بعض الصحابة كان يضع يده في الطعام ليلتمس أيادي نساء النبي”.
10- لأنه كره أبا هريرة الحبيب القريب من النبي صلى الله عليه وسلم، الذي دعا له في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم، فقال:” اللهم حبب عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين”، فما خُلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبّني”. وقد عبر عدنان إبراهيم عن بغضه لأبي هريرة فقال:” أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخرفان، حتى ضجر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:” زر غباً تزدد حباً”، واتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم، وقال فيه:” قليل الذوق، يلتصق ببيت النبي، والنبي يلمح له لكي يذهب فلا يفعل”
11- لأنه أهان الصحابي الجليل أنس بن مالك فقال:” أكثر ما يرويه أحاديث جنسية”، ولعن الصحابي الحكم بن العاص فقال:” حقير لعين لعنه الله”.
12- لأن تطاولَه على الصحابة الكرام وصل إلى درجة الجهر بمعتقدات تناقض آيات قرآنية كريمة، وأحاديث نبوية صحيحة، وعقائد يقينية راسخة، فالله سبحانه يقول:” لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحاً قريبا”، وعدنان إبراهيم يزعم أن من أصحاب البيعة تحت الشجرة من قد يدخلون النار، مخالفاً أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي:” لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة”. والنبي صلى الله عليه وسلم يبشر عشرة من الصحابة بالجنة، في أحاديث صحيحة منها ما ورد في البخاري ومسلم، وعدنان إبراهيم المتفلسف يشكك فيهم، فيزعم أن العشرة المبشرين بالجنة لا ضمان من أن لا يدخلوا النار قبل ذلك.
13- لأنه يعُدُّ اليهود والنصارى غير كفار إذا آمنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبقوا على دينهم، ولم يدخلوا في الإسلام، حيث يقول:” ما انتهى إليه اجتهادي في هذه المسألة المشكلة جداً -وطبعاً أعرف أن هذا الاجتهاد حقيق أن أُكَفَّرَ عليه وبسببه من كثير من المسلمين الذين ينتظرون فرصة كهذه- لكن باختصار: الذي بان لي أن الكتابي – يهودياً أو نصرانياً- ليس ملزماً بأكثر من أن يُقِرَّ بنبوة محمد، يقول: نعم هذا نبي، لكنه ليس ملزمًا بأن يتَّبعَه، وأن يتديَّن بشرعه، لأنَّه إنْ آمنَ بأنه نبيٌّ ورسولٌ، هو مخيَّرٌ بعد ذلك أن يقيم كتابه، … إذا آمنَ الكتابيُّ بمحمدٍ في هذا، فلا يعتبر كافرًا بمحمدٍ، لكنه ليس ملزمًا بالإتباع”، وهو بهذا الاعتقاد يخالف القرآن الكريم الذي نص صراحة على تكفير أهل الكتاب، حيث قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}، وقال:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، وقال: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}، وقال:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. كما خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه:” والذي نفسي بيده، لا يَسمعُ بي رجلٌ من هذه الأمةِ، ولا يهوديٌ، ولا نصرانيٌ، ثم لم يُؤمنْ بي، إِلا كانَ من أهلِ النارِ”. كما خالف بهذا المعتقد ما أجمعت عليه الأمة في مختلف العصور ومن مختلف المذاهب والنحل، يقول العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي:” ومما ولدتْه الليالي الحاملة بالعجائب: ما يذهب إليه بعض الناس الذين أقحموا أنفسهم على الثقافة الإسلامية، دون أن يتأهَّلوا لها بما ينبغي من علْم القرآن والسنة ولغة العرب وعلومها، وأصول الفقه، وتراث السلف، فدخلوا فيما لا يُحسنون، وخاضوا فيما لا يعرفون، وأفتوا بغير علم، وحكموا بغير بَيِّنَةٍ، ودعوا على غير بصيرة، وقالوا على الله ما لا يعلمون. ومن ذلك: زعمهم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ليسوا كُفَّارًا، فإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا مُلحدينَ مُنكرينَ للألوهية والوحْي، فهذا ادِّعاء صحيح، ولا يجوز الخلاف فيه. وإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا كفارًا بدينِ محمد ورسالته وقرآنه ـ وهو المراد من إطلاق الكفر عليهم ـ فهذه دعوى باطلة من غير شك، فإنَّ كُفر اليهود والنصارى من أوضح الواضحات بالنسبة لأي مسلم عنده ذرَّة من علم الإسلام، وممَّا أجمعتْ عليه الأمة على اختلاف مذاهبها وطوائفها، طوال العصور، لم يُخالف في ذلك سُنِّيٌّ ولا شِيعيٌّ ولا مُعتزلي ولا خارجي، وكل طوائف الأمة الموجودة اليوم من أهل السنة والزيدية والجعفرية والإباضية، لا يَشُكُون في كفر اليهود والنصارى وكل مَن لا يُؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. فهذا من المسلمات الدينية المتَّفق عليها نظرًا وعملًا، بل هي مِن (المعلوم من الدين بالضرورة) أي ممَّا يتفق على معرفته الخاص والعام، ولا يحتاج إلى إقامة دليل جزئي للبَرْهَنَةِ على صحته. وسرُّ ذلك: أن كفر اليهود والنصارى لا يدل عليه آية أو آيتان، أو عشرة أو عشرون، بل عشرات الآيات من كتاب الله، وعشرات الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يشهد بذلك كل مَن قرأ القرآن أو درس الحديث. وما كنت أظنُّ أن أجد مسلمًا يُعارض صريح كتاب الله تعالى وقواطع النصوص برأيه وهواه”.
14- لأنه طعن في صحيحي البخاري ومسلم الذي أجمع أهل السنة والجماعة وجهابذة علم الحديث في مختلف العصور أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله، حيث يزعم أنهما مملوءان بالخرافات والأكاذيب، وأن أيادي اليهود تلاعبت فيهما ودست الأكاذيب، وقال:”إذا جاء الحديث، وأثبتت التجربة أنه مخالف لها، فرُدَّهُ ولو كان متصل السند في البخاري، وإلا كُنتَ ****اً، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فرُدَّهُما، وعليك أن تقول: هذا كذب وغلط”، ويقول:” يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم”، ويطعن في المحدثين فيقول:”المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية”.
15- لأنه طعن في علماء السنة ووصفهم بأقبح الألفاظ، فقال:” مشايخ اليوم حمير وضُلّال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا”، وقال:” مشايخ اليوم أستحي أن أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب”، وقال: “هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمائة سنة، من هؤلاء الطغاة الفقهاء” وقال: “علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط”. وقال: “ابن تيمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيثمي هواه أموي”، وقال عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله: “كتاب تضليل وتزوير وبهتان”، وقال: “عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لأهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات”. بينما أثنى على علماء الشيعة، محمد باقر الصدر، وعلي شريعتي، وياسر الحبيب، والطبرسي صاحب كتاب:” فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب”، وقال:” خلِي الشيعة يعبدوا علياً ويؤلهوه ما دام يقفون في وجه الظالم”، وقال:” موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة صح”، وقال:” مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطراً على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة”، وقال:” أنت مخير أن تكون حنبلياً أو شافعياً أو إمامياً”.
16- لأنه عارض قول الله تعالى في الميراث:” وللذكر مثل حظ الأنثيين”، فقال:” هذا كان صالحاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية”، هذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، حيث يقول الله تعالى:” اليوم أكملت لكم دينكم”، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:” تركتكم على المحجة البيضاء”.
17- لأنه لا يعتد بإجماع، بل ينكره ويخالفه، ويقول:” لا تقل لي إجماع، المهم أنا أقتنع”، وقد كفَّر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومَن بعدَهم إذا كان معلوماً من الدين بالضرورة.
18- لأنه ينكر ما يؤكده القرآن الكريم بأن المسلمين على الحق المبين، وأهل الكتاب الكافرين ليسوا على شيء فيقول:” لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على الحق، ويقول:” أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة”، ويقول:” لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك”، ويقول:” الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق، ولم يقل هم على باطل”. ويقول واصفاً الله سبحانه بالعبث:” لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري، بل أفكاري حرة، الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله”. وسبحان الله القائل:” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً”.
19- لأنه أساء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوصفه بأنه كان”نزقاً”، والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل، وقال:” باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك، وهذا ليس عيب وهو القائل: {نحن أحق بالشك من إبراهيم}. ويقول: إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي أن إبراهيم لو شك شككت أنا، وأنه من قبيل التواضع”، ويقول كأن الشك نقيصة عندكم؟”. وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو الصواب، وكلام عدنان هو الفارغ المردود، يقول السيوطي في شرح صحيح مسلم:” نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم، فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك”.
20- لأنه يقلد الروافض في الغلو بعليِّ رضي الله عنه، فيقول:” كلام عليّ فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق”.
21- لأنه يدعي احترام العقل وتحكيمه ويشكك في مئات الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم، ويروي رواية خرافية مضحكة لا يقبلها العقل والعلم ولم ترد إلا في كتب غلاة الشيعة، حيث يقول:” جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك، قال: أنت سلقلق، قالت: وما سلقلق؟ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق، قالت وما سلقلق؟ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق، فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟ قال: المرأة تحيض من دبرها، فقالت: صدق رسول الله، وأنا أحيض كذلك، ولم أخبر أهلي”.
22- لأنه شذ عن جمهور علماء المسلمين في أشياء كثيرة، وهو المتفلسف البعيد في تخصصه عن الدراسات الشرعية، المعتز بأن شيخه كتابه، فضلّ وأضلّ، حيث قال في تفسير التين والزيتون:” التين إشارة إلى الإله بوذا”، ويذكر قصة خرافية، ويستنتج منها أن الأديان أربعة: إسلام ويهودية ونصرانية وبوذية. ويقول في تفسير إنا أعطيناك الكوثر هو نسل محمد عليه الصلاة والسلام، وهو تفسير الرافضة.
23- لأنه يعتمد في التاريخ والصحابة على المصادر الشيعية الطافحة بالأكاذيب والافتراءات والأحقاد،ويقدمها على مصادر أهل السنة، بل يصف المصادر السنية بالتزوير والكذب والبهتان.
24- لأنه يقول عن نفسه أنه شافعي أشعري، لكنه يخالف الشافعية والأشاعرة، ويردد معظم ما يردده الشيعة، مما جعل الكثير من العلماء يعدونه شيعياً متستراً، ويتظاهر بنقدهم أحياناً تقية، ليخدع أهل السنة، ويشككهم في ثوابتهم وعقائدهم.
25- لأنه وصف الأمويين والعباسيين بأنهم دجالون كذابون، ولا يأبه بإنجازات الأمويين العظيمة في مجال الفتح ونشر الإسلام في المغرب والأندلس والسند وبلاد ما وراء النهر، وإقامة حضارة رائعة قائمة على العلم والعدل ومبادئ الإسلام العظيم، يفخر بها كل مسلم منصف غيور. ولا يكترث بأنهم داخلون في قول النبي صلى الله عليه وسلم:” خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل.
26- لأنه ينكر نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، وقد اتفق علماء الحديث والعقيدة على تواتر خبره، ووجوب اعتقاده.
27- لأنه ينكر خبر المسيح الدجال المتواتر ذكره في الصحيحين، وفي غيرهما من كتب الصحاح، ونص الحديث الوارد في البخاري هو:”عن مالك عن نَافِعٍ عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: “أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ ما أنت رَاءٍ من آدم الرِّجَالِ له لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ ما أنت رَاءٍ من اللِّمَمِ، قد رَجَّلَهَا تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا على رَجُلَيْنِ أو على عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُ من هذا فَقِيلَ الْمَسِيحُ بن مَرْيَمَ ثُمَّ إذا أنا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ فَسَأَلْتُ من هذا فَقِيلَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ”، وبين مالك وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فقط هما: نافع مولى ابن عمر ثقة ثبت، يقول الإمام مالك:”إذا قال نافع شيئاً فاختم عليه”، والبخاري رحمه الله يرى أن أصح الأسانيد إطلاقاً هي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يعرف له خطأ أبداً في جميع ما روى.
وختاماً أدعو جميع المسلمين أن يحذروا من خطب عدنان إبراهيم، لأنه كما أوضحنا يدس سماً قاتلاً في معسول قوله، ولأن قبول سمومه لا يعد من قبيل وجهات النظر، بل يؤدي إلى الخروج من الدين وخسارة الدنيا والآخرة، ولا يفوتني أن أدعو د. عدنان إبراهيم، إلى إعادة النظر فيما يطرحه، فإرضاء الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار أهم من الشهرة التي تتحقق من خلال المخالفة والشذوذ، وأسأل الله العظيم له ولي ولكل المسلمين الهداية والسداد.
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.
___________________________
http://www.dawaalhaq.com/?p=18914
=============
إحذروا عدنان إبراهيم
كالفقاعة الهوائية ظهر في النمسا شخص يحمل اسم عدنان إبراهيم ، يقال إن الرجل له اطلاع واسع في أكثر من علم..تجشمت قراءة ما كتبه و ما كتبه حتى الآن قليل جدا بالنسبة للهالة التي ضربها البعض حوله. لكنه يصور كل لقاءاته و كل خطبه التي يلقيها في مسجده بفيينا، كما يحرص على تسجيل كل الدروس التي يلقيها و يكثر أصحابه من نشر دروسه على اليوتوب، فهو منبر لمن لا منبر له ! أغلب ما اطلعت عليه كان إذن من خلال ما نشر على اليوتوب. لم ألمس في الرجل معشار ما يروجه أتباعه، أغلب حديثه بالدارجة، و ليس في أسلوبه صبابة من الحس النقدي فهو أكبر حاطب ليل فيما يتعلق بالروايات التي يستشهد بها ضد الصحابة. إنه يشبه أولئك الكتاب الأغرار الذين تستدل على ضحالتهم الفكرية من أول وهلة عندما تجدهم يعاملون الروايات التاريخية معاملة الآيات القرآنية أو الأحاديث الصحيحة. يأتي الرجل بروايات شاذة ثم يجحظ عينيه في مريديه صارخا: هذا الخبر ذكره المسعودي أو اليعقوبي أو الطبري ! و كأن هذه الكتب هي وعاء الروايات المحققة الصحيحة مع أن كل أصحابها اعترفوا بعدم صدقية كل الأخبار التي أوردوها، فالمسعودي يعتذر للقراء عن التقصير و الوهم في بعض الروايات و الطبري يقول بالحرف: و قد أديت هذا الأمر على النحو الذي أدي إلي.و من الأدلة الواضحة على مستواه العلمي الفعلي هو قوله في كتاب نهج البلاغة أنه دون كلام الله و فوق كلام البشر !!! مع أن أقل الناس شأنا في العلم يدركون أن كتاب نهج البلاغة ليس فيه من كلام علي رضي الله عنه معشار العشر، بل هو كله قد انتحله الشريف الرضي الشاعر الشيعي المعروف و باعترافه، كما أن نهج البلاغة جاء عاكسا للأساطير الخرافية عن الكون و نشأته،و التي كانت معششة في دماغ منتحل الكتاب أي الشريف الرضي. تصور أن فيه أن السماوات السبع قد أنشئت من مياه بحار الأرض بعد أن طار الماء في الأجواء و عصفت به الرياح يقول: "….. فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ الْمَاءِ الزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ الْبِحَارِ، فَمَخَضَتْهُ مَخْضَ السَّقَاءِ وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالْفَضَاءِ. تَرُدُّ أَوَّلَهُ إلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهْ (ساكنه) إلَى مَائِرِهِ ، حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بالزَّبَدِ رُكَامُهُ، فَرَفَعَهُ في هَواء مُنْفَتِق ، وَجَوٍّ مُنْفَهِق، فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَاوَات…" فالشريف الرضي كان يتصور خلق السموت كان يشبه صناعة الزبدة بمخض اللبن الذي كانت أمه تصنعه. و من يتتبع الخرافات المعيبة التي في نهج البلاغة يصاب بالإكتئاب، و الكتاب مثقل بالصنعة و التكلف و السجع الثقيل فهو أبعد ما يكون عن أسلوب متكلم سوي فبالأحرى أن يكون من كلام علي.
يقول الرجل إنه سني و شافعي المذهب أيضا ! و تجده يستشهد بالأحاديث في البخاري و مسلم و باقي الكتب الست على وجه الاستدلال لأفكاره حينا، و على وجه التنقيص من نفس الكتب في مناسبات أخرى.
لكنه في الآونة الأخيرة آثر أن يزيل عن وجهه كل الأقنعة التي خدع الكثيرين بها بمن فيهم علماء أجلاء موضع ثقة و تقدير في بلاد الإسلام. الذين تسرعوا للأسف في إطرائه و كيل المديح المجاني لشخصه. و ذلك بتخصيص معظم دروسه و جهوده للتنقيص من شأن أصحاب الرسول ص، و الطعن في الكثير منهم كابي هريرة و معاوية و عمرو بن العاص و طلحة و الزبير بل تجرأ أيضا على حرم رسول الله ص فتكلم في السيدة عائشة أم المومنين و وصفها بأوصاف لا تليق لا بها و لا بزوجها ، فقد سمعته يصف أم المومنين بأنها جاهلة و بدائية ! كما سمعته يصف أحد الصحابة بأنه مجرد قرد. و قال عن أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه بأن إيمانه كان إيمان خرفان، كما أني سمعته يسب و يلعن مسلمة الفتح كلهم دون تفريق بين واحد منهم.
بل سمعته يلعن السلفيين و علماءهم بالجملة و يصف علماء أهل السنة بالحاخامات ! الذين يفصلون الفتاوى على مقاس الحكام.إلا شيخه البوطي و حسون و علماء الرافضة طبعا. كما أنه يرمي " الأمويين" عن قوس واحدة سيرا مع تيار الرعاع الذين يحاكمون الناس حسب انتماءاتهم العرقية و القبائلية. و من بوائقه أنه اتهم معاوية في شرفه،بما أستحيي أن أذكره، كما اتهم زوجته ميسون المشهود لها بالشرف في قومها و كان لها من العفة القدح المعلى إتهمها بالزنا عياذا بالله رجما بالغيب حيث سمعته يقول: لعلها خانت معاوية مع خادمها فأنجبت يزيد !!
في كثير من الأحيان- و أنا ألاحظ حركاته البهلوانية و طرقه الخداية في الاحتجاج و التدليس و تسرعه الغير مسبوق في لعن بعض الصحابة و لعن آلاف العلماء و إصداره لأحكام جائرة جاهزة -، خيل إلي أن الرجل مصاب في عقله و يعاني من اضطراب نفسي أكيد…لكن مع مزيد اطلاع على أقواله و المواضيع التي يتطرق إليها، و الاستنباطات التي ينتقيها بعناية و طريقة التحليل التي ينتهجها بدا لي واضحا وضوح الشمس في ربيعة النهار أن الرجل متشبع بما سطره غلاة الروافض ، و أنه مقتات على مخلفات موائدهم. لأنه بصراحة لم يأت بأي شيء جديد البتة. بل هو مجرد مروج لما في كتب غلاة الرافضة الخرافيين مثل عبد الحسين الموسوي و أسد حيدر، و التيجاني التافه، و علي الكوراني الذي قال على الملأ أن الأئمة شركاء مع الله في تدبير الكون.و الشيرازي و ياسر الحبيب الذي في المقابل ينهى عن لعنه. كما أنه قد زُوِّد بكتيبات لأحد أكبر غلاة المتصوفة في المغرب و التي كتبها في فترة الانغلاق الفكري و الضياع العاطفي قبل أن يتراجع منذ أكثر من 60 سنة خلت. و لا أريد أن أذكر اسمه لعلمي بتوبته مما سبق و كتب بل هناك نسخ أخرى لكتبه قد حذف منها كل تلك الضلالات التي قالها عن معاوية و عمرو بن العاص.
عدنان إبراهيم إذن جندي من جنود غلاة الرافضة و يعمل ليل نهار على نشر مذهبهم الخرافي …لكنه على ما أستنتجه آثر أن يبدأ مشروعه الذي تحوم شكوك قوية جدا بأنه مدعوم من التيار الشيرازي الذي بلغ من كفره البواح أنه يتهم أم المومنين بالزنا علانية و هو شيخ لذلك المرتد المسمى ياسر الحبيب. أقول آثر أن يبدأ مشروعه بخديعة رخيصة و هي إظهار نفسه كما لو كان سنيا و شافعيا حتى يجمع أكبر قدر ممكن من التزكيات التي يجود بها علماء أهل السنة الموصوفون دوما بالطوباوية الشديدة للأسف و الذين جعلوا من شعارهم : من خدعنا بالله انخدعنا له. لكن عدنان إبراهيم خِبٌّ متمرس فقد استغل طوباوية أولئك العلماء و استصدر منهم تزكيات سخية غير محتاطة فبادر إلى تدبيج موقعه على الشبكة بكلماتهم واحدة تلو الأخرى كطعم يصطاد به المعجبين بتلك الشخصيات يسبقهم إلى شخصه الانبهار و يزول عن نفوسهم التوجس من أفكاره، و بذلك يسهل عليه الترويج لبضاعته الفاسدة من الانحراف الفكري الخطير، تماما كما يفعل مروجوا السلع بعرض سلعهم مقرونة بصور لمعشوقي و معشوقات الجماهير فيقول البلهاء و المغفلون: طالما أن الأيقونة الفلانية أو الممثل الفلاني يتعلق بتلك البضاعة فلا بد أنها بضاعة جيدة و نافعة !!! قالوها بأفواههم أو اندمغت على صفحة نفوسهم فإن النتائج واحدة.و قد حصل عليها للأسف عدنان إبراهيم بهذا الاحتيال الرخيص.
أنا لست هنا بصدد رد طعونه في أم المومنين و لا في أصحاب رسول الله و لا في المحدثين و لا أئمة المذاهب فما يروجه اليوم كله قد أفحم فيه علماؤنا أسلاف الروافض من السبئيين منذ القرون الأولى بما لا مزيد عليه. فهو لم يأت بأي شيء جديد على الإطلاق. و كل اعتماده على حكايات تاريخية و أخبار جلها شاذ لا يلتفت إليه باحث حاز شرف العالم المحقق المتحري للحق و الصدق، و ما يروجه و يكثر من التساقط عليه من أخبار تافهة المصدر و تصير أتفه عندما يضيف إليها عدنان إبراهيم من تأويلاته المدلسة المجحفة. إن كل الاتهامات التي يهذي بها لسانه السلق في حق أصحاب النبي ص و العلماء و المحدثين هي و الله العظيم أتفه من أن يضيع الإنسان وقته الثمين في الرد عليها.
لكني أقول بصفة عامة لأولئك الذين زلت بهم أقدامهم إلى مستنقع هذا الفتَّان في فيينا أنه لو عقلتم قليلا لأدركتم أنكم قد استدرجتم بالانخداع به إلى مكب قمامة الأحقاد على خيرة الأمجاد و مفخرة الإسلام و التي لم يزل الرافضة في تيهها يعمهون منذ أن وجدوا.
لقد كنت في نقاش مرة مع أحد الروافض في بلجيكا و طبعا فإن 99,99 % من حديث الرافضة هو حول التنقيص من أصحاب الرسول و أمهات المومنين ، و قد كنت أعلم أن ذلك المسترفض لا حديث له غير ذلك منذ أم داس الرافضة على فكره. فقلت له: إن أعجب ما أعجب منه هو عدم وعي الرافضة بالعقوبة الماحقة التي سلطت عليهم؟ قال لي في استغراب: أية عقوبة؟ قلت ها أنت أيضا صرت مثلهم لا تعرف العقوبة التي سلطت عليك بسببهم؟ فازداد حنق الرجل و الروافض سريعوا الغضب و فجرة في الخصام، و من لم يصدق فليتابع لعنات عدنان إبراهيم و شدة حنقه و انتفاخ أوداجه و جحوظ عينيه التي تصاحب طريقة استغفاله لأتباعه الأغرار. قلت له إن العقوبة هي صرف أعماركم في نهش لحوم الموتى من الأولين. فكروا معي أحبائي القراء . أليس الوقت هو أثمن ما أعطيه الإنسان في الحياة بعد الإيمان الحق؟
و لقد ارتجزت في إحدى قصائدي و قلتُ:
و ما أُعْطِيت بعد الدين مِنحة ××× أعظم ُمن عمر يطفح صحة
ساعاته أثمن من نقد الذهب ××× فلا تك في يديك مثل السراب
من شاء الاطلاع على القصيدة كاملة 33 بيتا فهي بعنوان "الحياة عظة "بهذه المدونة. أنظروها في قسم الشعر بهذه المدونة. أليس حقا أن أكبر عقوبة تصيب الرافضة و المسترفضة أنهم يحشرون في سرداب ذلك الجدال العقيم الذي يَكْبِسهم غلوهم فيه كبْسا ًحتى لا يُبقي لهم من ضيقه الخانق مخرجا لعالم الإسلام الفسيح و السباحة في محيطاته المديدة الغنية بلآلئ المعرفة و ذخائر العلوم و جواهر الحكم. إنني أعرف أشخاصا قد أرداهم دين الرافضة منذ أكثر من عقدين من الزمن و منذ ذلك التاريخ لا حديث لهم إلا في عرض الصحابة و أمهات المومنين، و علماء الإسلام وأئمة المذاهب. أحدهم باع دينه و مسجده لمموليه لم ألتق به منذ سنوات ما يصل من أخبار عنه تقول إنه لا شغل له غير نهش لحوم خير الخلق بعد رسول الله و في السنة الماضية قال تقرير صحفي أن ذلك الرجل دخل عليه الصحفيون في مسجده فوجدوه يلقي درسا على أبناء المهاجرين موضوعه زوجات الرسول ص و الانتقاص منهن. فأية عقوبة أكبر من أن يخسر الإنسان عمره في بث الأحقاد أي أفق هذا ! و أي خذلان ماحق !
إن الإسلام أسس لفلسفة الانعتاق من براثن الالتصاق و الخلود إلى الأرض خلود الاسترقاق عندما قال: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعلمون. و علم المومنين أدب السماحة و الوداعة لمن مضى من الذين آمنوا فقال:
" و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
لكن عدنان إبراهيم يجهد في سلب هذه القيم القرآنية النبيلة من قلوب مستمعيه، قيم السماحة و حسن الظن بأصحاب محمد ص قيم الغفران و سلامة الصدر على السلف الصالح، و استبدالها بالغل و الحقد و المقت الأسود على الجيل الأول. فأي الطريقين تختارون طريق القرآن أم طريق الشيطان.
ما استنتجته أن الرجل من غلاة الرافضة لكنه أقل شجاعة في عرض حقيقة عقيدته و هو بارع في استعمال التقية. أنا أتطوع في تزويد كل متشكك في قولي ب 10 أ, 20 دليلا قاطعا على أن عدنان إبراهيم من غلاة الرافضة، و أنه قطعا كاذب في ادعائه الانتماء إلى التيار الجارف للإسلام الذي هو الأمة و غيره نحل كنحلته الرافضية.
=====================
وقد تمت دعوته لمناظرة العلامة محمد الحسن ولد الددو على قناة دليل ثم ان الجرذ ما لبث ان ارتعدت فرائصه وولى مدبرا وتعلل بمرض اصاب احباله الصوتية وان الطبيب منعه من الكلام لمدة شهور ثم ظهر بعدها بأيام على فضائية أخرى يبث سمومه
================================
حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع
داود العتيبي
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فما تزال الأيام حبلى بالظالمين والمُفسدين، ولا يفتأ أعداء الإسلام من الكيد له والطعن فيه، وفي كل حين نسمع فتنتة مُضلة يذهب ضحيتها من لم يسلح نفسه بسلاح العلم والعقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفتنتة هذه الأيام الدكتور عدنان إبراهيم..
هذا الرجل من مواليد غزة لكنه مقيم في النمسا وله مركز إسلامي ومسجد جعله كمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين.
لقد ابتدأ منهجه ودينه بالطعن في معاوية رضي الله عنه ثم هبط ليطعن في أزواج النبي ثم في أبي هريرة ثم أنس بن مالك ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة ثم أبي بكر وعمر ثم جملة الصحابة ثم العلماء فلم يدع منهم أحدا ولم يذر.
ثم في بني أمية والعباسين أجمعين إلى ءاخر طعوناته.
ثم مدح الشيعة الإمامية وأثنى على علمائها كالصدر وعلي شريعتي وياسر الحبيب الطاعن في أم المؤمنين.
ثم يعترض على أهل السنة عموما ويصفهم بأوصاف التضليل والتجهيل والنقص.
ثم يعترض على الدين ويشطح شطحات عجيبة في الفقه ويعترض على الدين بأقل شيء لأنه لا يوافق عقله، لا يعجبه عجب ولا صيام في رجب وكأنه لم يفهم الدين أحد إلا هو.
هذا الرجل له ذكاء وخبث ودهاء متكلم لَسِن له إحاطة بعلوم عصرية وإطلاع كبير على الفلسفة القديمة والحديثة وحافظة فلا عجب أن يجذب بهذه الأوصاف قلوب الضعفاء والمساكين.
ولا يغرنكم مدحه أحيانا للصحابة ولبوس أهل السنة والجماعة فما هو إلا اصطياد!
ولقد أتي عدنان إبراهيم من عدة أشياء ضل فيها وأضل:
أولا: ليس له شيخ ولا عالم ثنى ركبته عنده ودرس عليه، بل شيخه كتابه، وكما قال العلماء من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا الصفة كفيلة بأن يترك المؤمن سماع كلامه خاصة في باب العقيدة.
لذلك هو حاطب ليل وجمَّاع ضلالات.
ثانيا: يعتمد على المصادر الشيعية في التاريخ والصحابة ويقدمها على مصادر أهل السنة بل يصف مصادرنا بالتزوير والكذب والبهتان.
ثالثا: اغراقه في الفلسفة ويبدو أنه بلع بعضها وما استطاع تقيأها.
رابعا: تحكيمه للعقل القاصر على الشريعة.
خامسا:مزاجه النكِد ولسانه السليط والشتام، فإذا ما غضِب أغمض عينيه وحرك يديه وجسده وأطلق لسانه منفلتا لا يلوي على شيء.
لذلك اختلفت أوصاف الفضلاء فيه فمنهم من قال شيعي متستر ومنهم من قال زيدي ومنهم من قال صاحب فتنتة.
وأرى والله أعلم أن كل هذه الأوصاف تُعبر عن شيء من دينه وعقيدته فهو كما سبق حاطب ليل، إلا أن الأظهر والأقوى أنه شيعي متستر يستخدم التقية ويتزيا بثوب أهل السنة ليطعن في الدين من داخله على طريقة عبد الله بن سبأ مع المسلمين وبولس مع النصارى وهو شبيه بحسن السقاف ومحمد التيجاني التونسي صاحب كتاب " ثم اهتديت "، بل ضل.
والخلاصة: أن المسلم لا يتورع عن انتزاعه من أهل السنة والجماعة.
ولئن تورع بعضهم من وصفه بالشيعي في عموم أحواله فقد يكون معه جانب حق لأن عدنان إبراهيم لا يقول بالإمامة وهي ركن من أركان الإسلام لدى الشيعة ويخالفهم في بعض الأمور.
إلا أنه لا يستبعد أن يفعل هذا تقية ليلعب على سذج المسلمين ويستدرجهم إلى فخاخه الملغومة.
خاصة وأنه المغرم والعاشق لدين الرافضة ومنهجم.
وقد يكون مفكرا حرا لا ينتمي إلى مذهب إلا أنه تم استدراجه من الشيعة واستغلاله فهو مطرق الرأس غامض العين لدى ذكرهم.
وتابعت بعض جمهوره فرأيت كثيرا منهم شيعة رافضة يُطبِّلون ويزمرون حوله ولا عجب فهو داعية إلى دينهم باحتراف ولن تسمع ردا منه عليهم إلا شذرات صغيرة..
فإذا كان ثلثي متابعيه رافضة والثلث الآخر منقسم بين أناس "تنويريين" يقدمون عقولهم القاصرة على الشريعة ومساكين من أهل السنة يسمعون كلمة أو كلمتين وفلسفة أو فلسفتين فيقولوا هذا إمامه عصره وفريد دهره، فيكفيك أن تحكم على دينه بالخلل.
ولذلك تراه يلبس السواد في ذكرى كربلاء ويتكلم بلسان لا تفرق بينه وبين الرافضة ويطعن في الصحابة وفي أهل السنة ويقول عنهم إنهم لا يحترمون آل البيت ولا يقدرونهم قدرهم!!
وبعد هذا أتريدون منا أن نقول من أهل السنة؟ كلا والله، بل هو شيعي متستر خبيث على الصحابة وعلى أهل السنة ماكر خداع.
ولئن لم يكن شيعيا فهو قطعا ليس بسني بل صاحب دين جديد، يريد تفريق الصف فيجعله ثلاثة صفوف بدل أن يكون اثنين.
هذا مجمل حاله! ومن أراد التفصيل فليكمل قراءة هذا المقال، ولم آت بشيء من عندي بل هذه مختارات من كلامه في خطبه وفتاويه في موقعه لتكونوا على بينة من أمر هذا الشيعي.
وكل مسلم يعلم زورها وبهتانها لأن القول بها يخالف دينه وإسلامه.
وإذا ذكرت مسألة لم يقلها في خطبه فليراجعني المُراجع، فهذه نقولات من خطبه: عدالة الصحابة، عائشة في النار؟!، و بين يزيد والحسين، وسلسلته عن معاوية، وسلسلته في الفلسفة وغيرها.
أولا: طعنه في معاوية رضي الله عنه:
وجعلته أولا لأنه بوابة الرفض وبوابة الطعن في سائر الصحابة. فيقول عنه: دعِي بن دعِي، ويصف ابنه يزيد بأنه ابن حرام ويصف ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية أنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية ويلعن معاوية لعنا قبيحا.
ويصفه بأنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية، وغير ذلك كثير من التهم والنقائص.
نقول: معاوية رضي الله عنه صحابي مشهود له بالجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري
ومعلوم أن أول جيش غزا البحر هو جيش معاوية، وثبت أن النبي صلى الله وسلم قال فيه: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به" أخرجه أحمد وغيره.
و سئل الإمام أحمد عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه؟ قال لا ولا كرامة.
سئل أحمد عن من ينتقص في معاوية وعمر بن العاص أيقال له رافضي: قال إنه لم يجترأ عليهما وإلا وله خبيئة سوء.
بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم.
وقد نص على فضله وإمامته علماء الأمة وأعلامها وقد روى عنه كثير من الصحابة أحاديث عدة وهذا فضل عظيم له، وصرح بفضله غيرهم من التابعين والعلماء كسعيد بن المسيب، وأحمد بن حنبل وابن المبارك والمعافى بن عمران والميموني وسائر أعلامنا كالبخاري وابن الجوزي وابن كثير والطبري وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير نصوا على فضله وصحابيته وأن الطاعن فيه خبيث الطوية.
وقد مدح عدنان قديما بعض الذين لا يوثق بقولهم كالبوطي، والعجيب أن البوطي نفسه ترضى عن معاوية وعن الصحابة أجمعين وقال هم صحابة رسول الله، فإلى من ينتمي عدنان وإلى أي شريعة نحاكمه؟
ثانيا: طعنه في عائشة رضي الله عنها:
يقول عائشة بِدائية جاهلة وذلك لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ويقول إنها رجلة، تركب الفرس، ومعنى رجلة أنها تتشبه بأفعال الرجال.
وهذا لعن منه لها!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء.
ثم يتورع من أن يقول: عائشة في الجنة فيقول الله اعلم بحالها!!
ثم يحرك أصابعه محاكاة لسير عائشة، وتشير الأصابع إلى السخرية والاستهزاء كأنه يصفها بأنها طفيلية لأنها تبِعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا.
ويقول: عائشة مبطلة وعلى باطل، وهي ضرس بِتَخوِّف ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت. ويقول حديث "من أحب الناس قال عائشة" أنا لا أقبل هذا الحديث.
قلت: فلا أدري كيف يليق هذا الوصف بأفقه نساء العالمين وأم المؤمنين! ليس إلا الرفض.
وقد قال الله في أزواج النبي " وأزواجه أمهاتهم "، وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة فأعد الله لهن أجرا عظيما.
ويقول: كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حب.
قلت: هذا كذب وزور وقاتله الله وقطع لسانه يطعن في الشريفة ابنة الشريف ويتهم أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا.
والذين ندين الله به أنها زوجته في الجنة، وقد أقرأها جبريل السلام، وقد مات النبي في حجرها وكان يسأل أين أنا أين أنا رجاء ليلتها.
فليخسأ عدنان وليمت بغيظه.
ثالثا طعنه في أبي هريرة:
يقول أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخِرفان، حتى ضجِر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زر غبا تزدد حبا.
ويتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم.
قلت: هذا كذب وزور، والطعن في أبي هريرة طعن في الدين كله.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله "اللهم حبب عُبَيْدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " رواه مسلم.
اللهم فإنا نشهدك على حبه وعلى بغض عدنان.
رابعا: طعنه في أبي بكر:
يذكر حادثة مكذوبة مدسوسة لا أصل لها ولا سند.
وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، وقال اشهد لنا يا رسول الله، فقال يا أبا بكر: لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد ختم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، لا أدري ما تحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولّا بِتْغَيروا وبِتبَدْلوا.
هكذا يقول بطريقته الاستهزائية.
قلت: يكفيه شرفا أنه ثاني اثنين في الغار وصحبته لرسول الله وشهادته له بالجنة، وقتاله المرتدين، بل إن عدنان إبراهيم صرح بلسانه قائلا: لولا أبو بكر ما كان الإسلام، ولكنه اضطرب واختلط وتشيع وضل.
خامسا طعنه في عمر:
يقول: عمر لا يمثل الإسلام دائما ولا أبدا، في جوابه على سؤال طرح عليه.
ويصف عمر رضي الله عنه لأنه اجتهد في قسمة الغنيمة " هذه مشكلة توجب الردة والزندقة.
قلت: ويكفي شرفا لعمر أنه ثاني خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرءان وافقه في كثير من مسائل الدين ولا يطعن فيه إلا خبيث.
سادسا: طعنه في عدة من الصحابة:
يقول عن أنس بن مالك: أكثر ما يروي أحاديث جنسية.
ويقول عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله بن عمر نسونجي لا يصلح للخلافة.
يقول: عثمان لما حكم أطلق يد معاوية ورخص له كل شيء لأنه ابن عمته وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم.
يقول عن الحكم بن العاص: حقير لعين لعنه الله.
وينتقص انتقاصا ظاهرا من الصحابة الذين طعموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عنهم طفيليين وأصحاب سوالف وكلام فاضي والنبي مش فاضي لهم.
ويقول: جالسين في بيت النبي وحجرة واحدة زينب وجهها للحيط وظهرها لهم.. هدول جالسين شوف الأدب في ناس ثقلاء حتى من الصحابة، ويصفهم بأنهم طلبوا من النبي متكأ حابين يناموا.. عاملين فيها قصص وأحاديث مقهى أبو العبد.. طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟
ويقول: بعض الصحابة كان لا يستحي أن يأكل مع النبي وزوجة النبي قبل نزول الحجاب.
وقال الخبيث: أحيانا تجول يده في الإناء فتلمس يده يد زوجة النبي، فيلاحظ النبي ولا يعجبه، بعض الصحابة بحب يلمس يد زوجة النبي.
قلت: وهذا اتهام لعرض النبي صلى الله عليه وسلم بل هو اتهام لخاتم الأنبياء بالدياثة.
ويقول: النبي يعرف الصحابة فيهم الفاجر وفيهم المنافق وفيهم لعن الله والديه.
وأحيانا يستخدم التقية فيقول: علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم.
قلت: كلامه هذا كله مليء بالزور والبهتان والضلالة على أصحاب رسول الله والطعن فيهم.
قال تعالى مبينا فضلهم: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
سابعا: طعنه في جملة الصحابة:
يؤكد عدنان إبراهيم دائما على أن الصحابة ليسوا مقدسين ويهتك هذا الحجاب ويقول انتقدوهم لا تسكتوا عليهم، ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو الكف عما شجر بينهم، وأن الصحابة دائرون بين الأجر والأجرين، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اصاب فله أجران.
قال الحافظ ابن حجر: اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد، وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد , بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ.
وقد نص على ذلك غير واحد كالقرطبي وابن أبي زيد القيرواني وابن بطة وأبو زرعة الرازي وغيرهم كثير.
فمن عدنان إبراهيم أمام ابن حجر وأحمد بن حنبل وسائر العلماء؟ لا شيء خردلة!
وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن، إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
وإنا نتهمك على الإسلام يا عدنان إبراهيم.
وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
ويقول إن من أسلم بعد صلح الحديبية ليس صحابيا، فعنده خالد بن الوليد وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وغيرهم كثير ليسوا صحابة أبدا.
ويقول ليس كل الرضوانيين والبدريين في الجنة لأنه بعضهم نكص على عقبيه.
وإن نبرأ إلى الله من عدنان إبراهيم لأنه خالف أهل السنة قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"
وقال ابن حزم - يرحمه الله- في الملل والنحل: فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة، أخرجه الترمذي.
والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق من عدنان.
وأهل بدر مغفور لهم، وذلك أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع عنق حاطب بن أبي بلتعة فقال النبي: " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفر لكم" فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
فنزول الدمع من عيني عمر فهم لذلك، وإن الترجي في كلام الله وكلام رسول الله للوقوع كما قال ابن حجر.
إلى غير ذلك.
ثامنا: طعنه في علماء الإسلام:
يقول ابن تميمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيتمي هواه أموي، ثم ينتقص الطبري وينقد أسلوبه في التاريخ وطريقته مفضلا غيره ممن لا يعرف نسبه ولا دينه من الغربيين.
يقول عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله، كتاب تضليل وتزوير وبهتان فيقول: عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لا أهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات.
قلت: ولعل حقده على هذا الكتاب دليل ظاهر وحجة دامغة على أنه شيعي مقيت فهذا الكتاب قاصم ظهر الرافضة.
وينتقص من أحمد بن حنبل وكذلك الذهبي لأنهما نقدا أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول: مشايخ اليوم أستحي ان أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب.
يقول: هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمئة سنة من هؤلاء الطغاة الفقهاء وقال: علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط.
ويقصد علماء أهل السنة.
قلت: فمن بقي؟ لم يبق إلا أن تكون شيعيا رافضيا سبئيا.
تاسعا: طعنه في البخاري ومسلم وفي المحدثين:
يقول إذا جاء الحديث وأثبتت التجربة أنه مخالف لها فرده ولو كان متصل السند في البخاري وإلا كنت أهبلا، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فردههما وعليك أن تقول هذا كذب وغلط.
ويقول يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم.
ويقول: المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية.
قلت: وكانت كلمة أهل السنة والجماعة أن البخاري وسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله، وأجمع جهابذة الحديث على توثيق البخاري وأمانته ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلالة من الرافضة وغيرهم.
عاشرا لمزه وغمزه بأهل السنة:
يقول أهل السنة مقصرون في محبة آل البيت ويقارنهم كثيرا بالرافضة ليفضل الرافضة عليهم، ويقول مشايخ اليوم حمير وضلال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا.
ويقصد بالكذب المعهود لدى الرافضة.
ويقول: أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لا يحزنون لمصابهم ولا يدافعون عنهم.
ويقول: بنو أمية والعباسيون دجالون كذابون أكثر من آذى النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وكلنا يعلم ما فعلت دولة بني أمية كيف نشرت الإسلام والعلم، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل، إلا أنهم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
وكانوا حماة الإسلام وفتحوا البلاد ونشروا الدين في الأصقاع، ولهف نفسي ما فعل الرافضة أحباب عدنان في الأمة الإسلامية؟
الحادي عشر ثنائه على الشيعة:
هو كثير التبجيل والتعظيم لهم، ويثني على علمائهم كمحمد باقر الصدر، والمدعو علي شريعتي، وياسر الحبيب، وما أدراك ما ياسر يقول عنه: هو ليس كاذبا بل لا إنصاف عنده، وينكر على أحدهم حين لعنه، وقال: أنا أدعو لياسر حبيب بالهداية من كل قلبي.
ويقول: مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطرا على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة.
يقول: الشيعة إخواننا، وهو مذهب أنت مخير أن تكون حنبليا أو شافعيا أو إماميا.
ويمدح الطبرسي الرافضي اللعين صاحب كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "
ويمدح مسجدا شيعيا حين دخله وقال شيء جميل بوحدوا الله.
وقال: خل الشيعة يعبدوا عليا ويألهوه ما دام يقفون في وجه الظالم.
يقول: موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة أصح.
قلت: ولا أظن لبيبا يشك في تشيعه بعد ذلك.
متفرقات وضلالات وكفريات:
-الرجل إمام في التناقض وله ضلالات كثيرة منها:
يقول إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث هذا كان صالحا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية.
وهذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء..
فالدين كامل ومن زعم نقصانه فقد ضل سواء السبيل وهو صالح لكل زمان ومكان، وقد تولى الله تعالى قسمة الميراث بنفسه.
-لا يعتد بإجماع بل ينكره ويخالفه بجراءة ويقول لا تقل لي إجماع المهم أنا أقتنع.
قلت: وقد كفر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم إذا كان معلوما من الدين بالضرورة.
ومن الكفريات قوله:
لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على حق، ويقول أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة.
ويقول: لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك.
ويقول: الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق ولم يقل هم على باطل.
بل يقول إن اليهودي والنصراني الذي لا يقول بالتثليث إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يدخل الجنة وهو على خير.
ويقول: أعتبر نفسي أخالف إجماع الإسلام الذي يقول بأن من لم يسلم فإنه في نار جهنم، وأعرف بأنهم سيتكلمون علي وهذا لا يهمني.
يقول: اليهودي والنصراني إذا لم يتبع محمد ولكن ءامن بمحمد نظريا من غير متابعه فله كفل من رحمة الله وإن اتبع له كفلان.
ويقول: لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري بل أفكاري حرة الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله!!
قلت: وهل يعبث الله؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "
وينقل كلاما لأحد الغربيين فيقول هذا الغربي: أنا استهدف النفاذ إلى عقل الخالق.
فيقول عدنان: اللغة تخرِّجه من كلامه، يا اخي لا تكن سلفيا خذ المعنى الله يخليك المعنى صحيح.
وينقل كلاما لأحدهم: الرب مختلط بالإنسان والإنسان متمثل بالإله.
فيعتذر له ويتسمح.
قلت: وهذا منه عجيب حين يعتذر للملاحدة الكفرة ولا يعتذر لأصحاب رسول الله بل يفتش عنهم وينقب.
وقد خالف الله وخالف رسول الله في كلامه.
فقد أجمع العلماء على أن من لم يكفر النصار كافر، وأنه لا يقبل دين غير الإسلام.
قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
-وصف النبي صلى الله مرة بأنه كان "نزقا " والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل.
ويقول عنه: باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك وهذا ليس عيب وهو القائل "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويقول إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لو شك شككت أنا وأنه من قبيل التواضع.
ويقول عدنان: كأن الشك نقيصة عندكم؟ في الأدبيات: اليقين لا يكمن إلا في الشك.
ونقول: قال تعالى " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم.. "
فمجرد الشك كفر والعياذ بالله.
وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو صواب وكلام عدنان هو الفارغ والمردود على وجهه:
قال السيوطي في شرح صحيح مسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك.
وإنما خص إبراهيم لكون الآية قد يسبق منها إلى بعض الأذهان الفاسدة احتمال الشك، وإنما رجح إبراهيم على نفسه تواضعاً وأدباً أو قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم.
فهل الدين ناقص وغير مفهوم حتى جاء عدنان فكمّلَه وفهمه؟
-يقول: كلام علي فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.
قلت: وهذا غلو فيه فأبو بكر وعمر أفضل منه، وما صدرت إلا من الشيعة ومن والاهم.
- يخص الحسن والحسين وأحفادهم بقوله عليهم السلام، وكان الأليق به استخدام هذا السلام على جميع آل البيت آل عقيل وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
-يرى أن الصحابي لا يكون صحابيا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين.
نقول: قال النووي رحمه الله: فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ولو لحظة هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة.
وهم أعلم وافهم وأجل من عدنان إبراهيم.
ومن تناقضاته: وتستطيع القول بأنها تقية فيظهر السنية ويخفي التشيع:
فمرة يقول لا دين إلا الإسلام ومرة يدخل اليهودية والنصرانية الجنة.
ومرة ينكر النسخ ثم يثبته في الآية التي أمرت بالصدقة قبل النجوى.
ينكر حد الردة ثم يثبت أن الخلفاء الراشدين فعلوه جميعا ويرد على العلمانيين في إنكارهم.
ومرة يثبت أن أزواج النبي من آل البيت وأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ومرة يخرجهن.
آخر شيء المضحكات فمنها:
يروي رواية مضحكة كعادة الرافضة فيقول: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك.
قال: أنت سلقلق، قالت وما سلقلق؟
قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق.فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟
قال المرأة التي تحيض من دبرها.
فقالت صدق رسول الله وأنا أحيض كذلك ولم أخبر أهلي.
وفي تفسير التين والزيتون: يقول التين إشارة إلى إلاه بوذا ويذكر قصة خرافية ليستنتج أن الأديان أربعة: إسلام يهودية نصرانية بوذية.
ويقول معنى إنا أعطيناك الكوثر، يقول هو نسل محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا تفسير الرافضة لهذه الآية.
ومن المضحكات أيضا أن يقول عن نفسه بعد كل هذا إنه شافعي أشعري! فأي أمة يخادعها هذا المسكين؟
ختاما:
نسأل الله العفو والعافية من الضلال بعد العلم والزيغ بعد الهدى، كما رأيتم أحبتي ضلال هذا الرجل وتشيعه وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة لذلك وجب التحذير منه وحرمة السماع له، والسعي لإصدار فتاوي العلماء في حقه حتى يُقطع دابره.
وقد بذل الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم جهودا مشكورة في الذب عن الصحابة وفي بيان ضلالات هذا الرجل، خاصة الشيخ محمد الداهوم فقد أفرد له أربعة دروس تقصى فيها كثيرا من ضلالاته وبين منهج أهل السنة.
وقد رأيت من عدنان ابراهيم امتعاضا شديدا نتيجة كلام الأسد الهصور الشيخ عثمان الخميس ولكن هذا لا يكفي لرد شبهه وضلالاته، وأرجو أن يكون ما كتبت بداية وليس نهاية وأن تكون إثارة لغبار هذا الرجل حتى يجتهد أحفاد الصحابة رضي الله عنهم وحفيدات عائشة رضي الله عنها للانتصار والله أعلم.
داود العتيبي
ashafi3i@hotmail.com
==================
555555555555555
فرية قول ابن عمر عن جارية نافع: واهًا لريح فلانة ! ردًا على عدنان إبراهيم
فرية قول ابن عمر عن جارية نافع: واهًا لريح فلانة !
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم في مَعْرضِ طعنه على عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهأنَّ ابن عُمرَ أعتق جارية وكان شديد الحب لها، وأعطاها لنافع ثم إذا رأى ولد هذه الجارية اعتنقه وقال "وَاهًا لريح فلانة" ؟!!
وبالغ عدنان مستخدمًا لغةَ الجسد في أسوء معانيها لتصوير عبد الله بن عمر في صورة العاشق الولهان.!
واستدل بمـا رواه الإمام ابن سعد قال:
{ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَلَمَّـا اشْتَدَّ عُجْبُهُ بِهَا أَعْتَقَهَا، وَزَوَّجَهَا مَوْلًى لَهُ "، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: هُوَ نَافِعٌ، فَوَلَدَتْ غُلامًا، قَالَ نَافِعٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَأْخُذُ ذَلِكَ الصَّبِيَّ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: " وَاهًا لِرِيحِ فُلانَةَ "، يَعْنِي الْجَارِيَةَ الَّتِي أَعْتَقَ؟}.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
أقول أن هذه الرواية لا تصح، فسندُها ضعيف. والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحاً أو حسناً فقط، ويجب أن تنطبق على الصحيح شروط خمس وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح :
{ أَمَّا الْـحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلَّلًا }.(2)
علل الرواية:
العلة الأولى:عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ.
قال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني:
{ صَدُوقٌ عَابِدٌ رُبَّمَـا وَهِمَ وَرُمِيَ بِالْإِرْجَاءِ }.(3)
قال الإمامُ ابنُ حِبَّان:{ روى عن نافع أشياء لا يشك مَنْ الحديثُ صِناعَتُه إذا سَمِعَهَا أَنَّهَا مَوْضُوْعَةٌ، كَانَ يُحَدِّثُ بها توهمًا لا تعمدًا ، ومن حَدَّثَ على الحسبان وروى على التوهم حتى كَثُرَ ذلك منه سَقَطَ الاحتجاجُ به. وإنْ كان فَاضِلًا في نفسه ... قال أبو حاتم: روى عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة لا يحل ذِكْرُهَا إلا على سبيل الاعتبار}.(4)
تنبيه:روى الإمام البخاري في صحيحه لعبد العزيز متابعةً وليس على سبيل الاحتجاج به.
وقد ترك الإمام سفيان الثوري صلاة الجنازة عليه لبدعته وقوله في الإرجاء.
العلة الثانية:محمد بن يزيد بن خُنَيْس.
قال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني:
{ مقبول }.(5)
وهذا يعني أنه يصلح في المتابعات وليس في الاحتجاج به.وشيخنا الألباني في سلسلته الضعيفة كان يتحدث عن حديث موضوع وكان له متابعة من طريق محمد بن يزيد بن خنيس فوصف متابعة ابن خنيس أنها واهية.
قال الشيخُ الألبانيُّ:
{ ثم إن الراوي عنه ابن خنيس ؛ قال الحافظ :"مقبول" ، قلت: فمثل هذه المتابعة الواهية لا تُعطي الحديث شيئاً من القوة ولا تُخرجُه عن كونه موضوعاً }.(6)
وهكذا نرى أن الرواية لا تنهض ولا تقوم بها حجة على استدلال عدنان إبراهيم بها.
أفلا يتقي عدنان إبراهيم ربه في عِرض عبد الله بن عمر رضي الله عنه ؟
أبمثل هذه الروايات الضعيفة الواهية نتجرأ على عبد الله بن عمر ؟
إنا لله وإنا إليه راجعون !!
ثانياً: ابن عمر مِن أورع الصحابة وأتقاهم:
أقول أنَّ عبدَ الله بن عمر كَانَ مِنْ أورع وأتقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتعالوا إلى شيء مِنْ ورع وتقوى عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه:
عبد الله بن عمر أحد الذين أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز أنه رضي عنهم.
قال الإمام الذهبي:
{ أَسْلَمَ وَهُوَ صَغِيْرٌ، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ لَمْ يَحْتَلِمْ ... وَهُوَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }.(7)
قال الإمام الذهبي:{ قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: إِنَّ مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسهِ عَنِ الدُّنْيَا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ .
ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ مُتَوَافِرُوْنَ، وَمَا فِيْنَا شَابٌّ هُوَ أَمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ الـمُسَيِّبِ: لَوْ شَهِدْتُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، لَشَهِدْتُ لابْنِ عُمَرَ. رَوَاهُ: ثِقَتَانِ، عَنْهُ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: سَمِعْتُ ابْنَ الـمُسَيِّبِ يَقُوْلُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ.
وَعَنْ طَاوُوْسٍ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ }.(8)
وهذا يُبَيِّنُ لك ما كان عليه عبد الله بن عمر مِن ورع وتقوى وتعفف وتجرد وخشية لله رب العالمين.
ثالثاً: عدنان إبراهيم والصحابة:
ما الذي يريده عدنان إبراهيم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ما فائدة طعنه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ما الخير الذي سيعود على الأمة الإسلامية من وراء هذا الطعن والغمز واللمز في الصحابة ؟
كم مِن شاب مُسلم بعيد عن طاعة الله سيهتدي بمثل هذا الكلام الساقط؟
كم مِن شابٍّ عاصٍ لله تبارك وتعالى سيتوب بسبب كلامك هذا ؟
وكم مِن مُلحد سيؤمن بالله والإسلام بعد كلامك هذا ؟
ما فائدةُ بَثِّ رواياتٍ مكذوبةٍ وضعيفةٍ بين الناس للقدح في أشرف الخلق بعد الرسل والأنبياء ؟
ما هذا الـخَطَل الذي لا يقبله عاقلٌ فضلًا عن عالمٍ وباحثٍ ؟؟
ثُمَّ مَن الذي قال أنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان مِن هذا النوع مِن الرِّجال الذي يفعل فعلة كهذه من أجل امرأة؟
خذ يا عدنان لتعرف هل كان ابن عمر وَلِعًا بالنساء كما تصوره لمشاهديك أم لا !!
قال الإمام الذهبي:
{وَقَالَ نَافِعٌ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لَوْ تَرَكْنَا هَذَا البَابَ لِلنِّسَاءِ). قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدخْلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ }.(9)
الله أكبر الله أكبر !!
ما هذا الاتِّبَاع الرائع !!
وما هذه الطاعة الصافية !!
فانظر أيها القارئ الكريم إلى الاتباع المحمود العجيب لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم !
هذا هو العابد الزاهد المتبع مقتفي الأثر الشريف رضي الله عنه وعن أبيه.
العجيب أن عدنان أثناء عرض هذه الروايات الباطلة يقول أن عبد الله بن عمر كان تقيًا !!
عدنان حينما قال كلمة "واها لريح فلانة" أمسك كتابًا وَحَضَنَهُ وكأنَّ عبد الله بنَ عُمَر كان مُغْرَمًا بالمرأة.!
ثُمَّ لماذا يضع عدنان هذه التحابيش المنفرة على الرواية من كِيسِهِ، ولماذا يستخدم لغة الجسد هذا الاستخدام الفاحش؟
ولمصلحة من يتم الكلام عن صحابي جليل بهذه الطريقة المبتذلة ؟؟
ولغة الجسد هذه نعرفها ونعرف إلى ماذا يريد عدنان إبراهيم أن يوجه قلوب الناس وعقولهم.
رابعاً: ليس كل ما في الكتب صحيحًا:
أقول: ليس كُلُّ ما في كتب التاريخ أو السُّنة أو السيرة أو حتى التفسير صحيحاً، لأن علماءنا جزاهم الله عنا خيرًا كانوا يهتمون بجمع الروايات وتدوينها في الكتب حتى لا يضيع شيء منها.
ولم يقلْ واحدٌ مِنْ علماء التاريخ على الإطلاق أنَّ كُلَّ ما في كتابه صحيح. والأصل هو الإسناد.
يقول الدكتور إبراهيم العلي:{ الإسنادُ لابد منه في كُلِّ أمر من أمور الدين, وعليه الاعتمادُ في الأحاديث النبوية وفي الأحكام الشرعية وفي المناقب والفضائل والمغازي والسير وغير ذلك من أمور الدين المتين والشرع المبين, فشيءٌ من هذه الأمور لا ينبغي عليه الاعتماد مالم يتأكد بالإسناد, لاسيما بعد القرون المشهود لها بالخير... وقد شدد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على ضرورة الإسناد, وأنه مطلوب في الدين, وأنه مِن خصائص أُمَّة الإسلام }.(10)
روى الإمام الطبراني:
{ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(11)والرواية صَحَّحَهَا العلامة الألباني في صحيح الجامع الصغير بمجموع طرقها.(12)
وَأخيراً أُذكِّرُكَ بقول الله تعالى:
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَـهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّـا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.(سورة البقرة آية134).
مراجع البحـث:
(1) الطبقات الكبرى للإمام محمد بن سعد ج4 ص156، ط مكتبة الخانجي - القاهرة، ت: د علي محمد عمر.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ، دار الفكر - سوريا، ت: نور الدين عنتر.
(3) تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص298 ت4096، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: عادل مرشد.
(4)المجروحين من المحدثين للإمام ابن حبانج2 ص119، ط دار الصميعي - الرياض، ت: الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي.
(5) تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص447 ت6396، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: عادل مرشد.
(6) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ج7 ص322، ط دار المعارف - الرياض.
(7) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص204، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(8) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص212، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(9) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج3 ص213، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(10) صحيح السيرة النبوية للدكتور إبراهيم العلي ص12، طبعة دار النفائس - الأردن.
(11) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج2 ص96, ط مكتبة بن تيمية - القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
(12) صحيح الجامع الصغير للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ص155 ح545 , ط المكتب الإسلامي - بيروت.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
=================
شبهة دعاء عثمان بن عفان على طلحة بسفك دمه !
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات الدكتور عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى الدكتور عدنان أنَّ عثمان دعا على طلحة بن عبيد أن يُسفك دَمُهُ, وأنهما كانا في خلاف شديد.!!
واستدل بما رواه الطبري قال:
{ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَـانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَحَدَّثْتُ عِنْدَهُ سَاعَةً، فَقَالَ: يَابْنَ عَيَّاشٍ تَعَالَ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَسْمَعَنِي كَلامَ مَنْ عَلَى بَابِ عُثْمَـانَ، فَسَمِعْنَا كَلامًا مِنْهُمْ، مَنْ يَقُولُ: مَا تَنْتَظِرُونَ بِهِ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: انْظُرُوا عَسَى أَنْ يُرَاجِعَ. فَبَيْنَا أَنَا وَهُوَ وَاقِفَانِ، إِذْ مَرَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَوَقَفَ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عُدَيْسٍ؟ فَقِيلَ: هَا هُوَ ذَا. قَالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ عُدَيْسٍ، فَنَاجَاهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ رَجَعَ ابْنُ عُدَيْسٍ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: لا تَتَرْكُوا أَحَدًا يَدْخُلُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ، وَلا يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي عُثْمَـانُ: هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَـانُ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ حَمَلَ عَلَيَّ هَؤُلاءِ وَأَلَّبَهُمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْهَا صِفْرًا، وَأَنْ يُسْفَكَ دَمُهُ، إِنَّهُ انْتَهَكَ مِنِّي مَا لا يَحِلُّ لَهُ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ” لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلا فِي إِحْدَى ثَلاثٍ: رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ فَيُقْتَلُ، أَوْ رَجُلٍ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَيُرْجَمُ، أَوْ رَجُلٍ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ “، فَفِيمَ أُقْتَلُ؟ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ عُثْمَـانُ، قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ فَمَنَعُونِي، حَتَّى مَرَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: خَلُّوهُ فَخَلُّونِي }.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
فسندُها فيه راوٍ كَذَّاب متروك الحديث.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً صحيحاً فقط، ويجب أن تنطبق عليه شروط خمس وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح:
{ أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَلَا يَكُونُ شَاذَّاً، وَلا مُعَلَّلاً}.(2)
والرواية تخالف الشرط الأول والثاني من شروط صِحَّةِ الرواية وهما اتصالُ السَّند وعَدالةُ الرواة.
علل الرواية:
العلة الأولى: محمد بن عمر الواقدي.
وهو رجل كذَّاب كما قال أهلُ الْعِلْمِ بالحديث.
قال الإمام شمس الدين الذهبي:
{ محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي .
قال أحمد بن حنبل: هو كذَّاب يقلب الأحاديث.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال مرة: لا يُكْتَبُ حَدِيثُه.
وقال البخاري وأبو حاتم: متروك.
وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث }.(3)
العلة الثانية: الانقطاع.
فالإمام الطبري لم يسمع الرواية من الواقدي لأنه لم يدركه, وهذا يسمى انقطاعًا, والانقطاع في السند علة تمنعنا من قبوله.
فالواقدي مُتَوفَّى سنة 207 من الهجرة, والإمام الطبري مولود سنة 224 من الهجرة.
فهاتان عِلتان تمنعنا كلُّ عِلَّةٍ منهما من قبول هذه الرواية.
فكيف وقد اجتمعت العِلَّتَانِ في رِوَايةٍ واحدة ؟
ثانياً: حُكْم المحققين على الرواية:
لقد حَكَمَ علماءُ التحقيق بضعف هذه الرواية في كتبهم طبقاً لقواعد علم الحديث الشريف.
قال محققو تاريخ الطبري:
{ الإسناد إلى الواقدي منقطع, والواقدي متروك الحديث }.(4)
فكما ترى عزيزي القارئ أن محققي تاريخ الطبري يحكمون على الرواية بالضعف, فعلى أي شيء اعتمد عدنان إبراهيم ليبث في تلاميذه رواية كهذه ؟؟
ثالثاً: لماذا توجد مثل هذه الروايات في كتبنا: ؟
يتساءل البعضُ عن سبب وجود مثل هذه الروايات, ويقول أنه طالما أن هذه الروايات موجودة في كتبكم فهي حُجَّةٌ عليكم.!
وللرد على هذا أقول: أن علماء أهل السنة والجماعة حينما صنفوا كتبهم, صنفوها بمناهج مختلفة من حيث الصحة والضعف.
فبعض العلماء اشترط الصحة في كتابه كالإمامين الجليلين البخاري ومسلم في صحيحهما.
وجُلُّ العلماء لم يشترطوا الصحة أصلًا؛ وهذا طبعًا بالنسبة لكتب السنة والحديث.
أما كتب التاريخ فلم يشترط العلماء فيها الصحة مطلقًا وإنما جمعوا ما قدر الله لهم أن يجمعوا من التاريخ ورواياته.
خُذْ مثالًا على ذلك:
قال الإمام الطبري:
{ فَمَـا يَكُنْ فِي كِتَابِي هَذَا مِنْ خَبَرٍ ذَكَرْنَاهُ عَنْ بَعْضِ الْـمَـاضِينَ، مِمَّا يَسْتَنْكِرُهُ قَارِئُهُ، أَوْ يَسْتَشْنِعُهُ سَامِعُهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ لَهُ وَجْهاً فِي الصِّحَّةِ وَلَا مَعْنَى فِي الْـحَقِيقَةِ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِنَا، وَإِنَّمَـا أُتِىَ مِنْ قَبَلِ بَعْضِ نَاقِلِيهِ إِلَيْنَا، وَإِنَّا إِنَّمـَا أَدَّيْنَا ذَلِكَ عَلَى نَحْوِ مَا أُدِّيَ إِلَيْنَا }.(5)
فالإمام الطبري يخبرنا أننا قد نجد روايات يستنكرها القارئ ويستشنعها السامع, فيخبرنا الإمام الطبري أن ذلك ليس منه وإنما هو مجرد ناقل أمين لكل ما كان يُروى من أخبار وأحداث.
رابعاً: فماذا علينا أن نفعل:
يقول الدكتور إبراهيم العلي:
{ الإسنادُ لابد منه في كُلِّ أمر من أمور الدين, وعليه الاعتمادُ في الأحاديث النبوية وفي الأحكام الشرعية وفي المناقب والفضائل والمغازي والسير وغير ذلك من أمور الدين المتين والشرع المبين, فشيءٌ من هذه الأمور لا ينبغي عليه الاعتماد مالم يتأكد بالإسناد, لاسيما بعد القرون المشهود لها بالخير… وقد شدد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على ضرورة الإسناد, وأنه مطلوب في الدين, وأنه مِن خصائص أُمَّة الإسلام }.(6)
واستدل الدكتور إبراهيم العلي بكلام الراسخين من أهل العلم على أهمية الإسناد ومكانته.
روى الإمام مسلم في صحيحه قال:
{ عَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْـمُبَارَكِ، يَقُولُ: «الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ» }.(7)
خامساً: تحذير النبي من الخوض في الصحابة:
لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخوض في الأعراض سواءً كانوا مسلمين أم لا.
روى الإمام أحمد:
{ عن ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: « … وَمَنْ قَالَ: فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ » }.(8)
ورَدْغَة الخَبال: عِصارة أهل النار
فما بالك إذا كان هذا الخوض في أعراض خير الناس بعد الرسل والأنبياء ؟
روى الإمام الطبراني:
{ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(9)
والرواية صححها العلامة الألباني في صحيح الجامع الصغير بمجموع طرقها.(10)
سادساً: ماذا يريد د/عدنان إبراهيم:
أتساءل ماذا يريد الدكتور عدنان من إثارة هذه الروايات الباطلة التي توغر صدور الناس على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا يَسَعُكَ السكوت عنهم كما وَسِعَ مَنْ قَبْلَكَ ؟
ما فائدة خوضك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلامك فيهم بالحق والباطل ؟
كثيرًا ما أسمع عدنان إبراهيم يحتج بكلام الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي وغيرهما من
الأئمة الأكابر في حديثه, فقلتُ في نفسي؛ كُلُّ هؤلاءِ الأكابر عقيدتهم واضحة في الصحابة رضي الله عنهم. وهي الترضي عليهم والإمساك عما بدر منهم، وأنَّ اجتهادهم الصحيح مأجور وخطأهم مغفور.
روى الإمامُ أبو بكر الخلَّال قال:
{ أخبرني محمد بن موسى قال سمعت أبا بكر بن سندي قرابة إبراهيم الحربي قال كنتُ أو حضرتُ أو سمعتُ أبا عبدالله وسأله رجلٌ: يا أبا عبدالله، لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية وربمـا أكلتُ معه، فقال أبو عبد الله مبادرًا: لا تأكلْ معه }.(11)
وإسناده صحيح كما قال محقق الكتاب.
فها هو الإمام أحمد بن حنبل يمنع السائل من الأكل مع من ينتقص سيدنا معاوية.
فماذا كان سيقول الإمام أحمد عَمَّنْ يسب معاوية سبًا صريحًا, ويشتمه شتمًا قبيحًا ؟؟
أرجو أن يرعوي الدكتور عدنان ويَكُفَّ عن سبِّ الصحابة رضي الله عنهم حتى لا يبوء بقول النبي صلى الله عليه وسلم { مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }.(12)
والحديث حَسَّنَه الشيخُ الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة.(13)
وتلك فتن عَصَمَ الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا.
وأذكرك بقول الله تعالى { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. (سورة البقرة آية134).
مراجع البحـث:
(1)تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج4 ص378 ، ط دار المعارف – القاهرة، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج6 ص273 ، ط دار الكتب العلمية – بيروت.
(4) ضعيف تاريخ الطبري ج8 ص572 ، ط دار بن كثير – دمشق. للشيخين محمد بن طاهر البرزنجي ومحمد صبحي حسن حلاق.
(5)تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج1 ص8 ، ط دار المعارف - مصر، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(6) صحيح السيرة النبوية للدكتور إبراهيم العلي ص12، طبعة دار النفائس – الأردن.
(7) مقدمة صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج ص8 ، ط دار طيبة – الرياض، ت: نظر محمد الفاريابي.
(8) مُسند الإمام أحمد بن حنبل ج9 ص283 ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: الشيخ شعيب الأرنؤوط وآخرون.
(9) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج2 ص96 , ط مكتبة بن تيمية – القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
(10) صحيح الجامع الصغير للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ص155 ح545 , ط المكتب الإسلامي – بيروت.
(11) كتاب السُنة للإمام أبي بكر الخلَّال ج2 ص448 ط دار الراية – الرياض، ت: د/عطية الزهراني. وسند الرواية صحيح.
(12) المعجم الكبير للإمام سليمان بن أحمد الطبراني ج12 ص142 ط مكتبة بن تيمية – القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
(13) سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ج5 ص446 ط مكتبة المعارف – الرياض.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
==================
فرية أمر السيدة عائشة بقتل عثمان بن حُنيف!
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم في مقطع له منشور على اليوتيوب أنَّ أُمَّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أَمَرَتْ بقتل الصحابيِّ الجليل عثمان بن حنيف رضي الله عنه وأنه لما قٌتل نتفوا لحيته وجفون عينيه!
وعند البحث عن مصدر هذه الفرية نجدها في تاريخ الطبري.
روى الإمام الطبري قال:
{ حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَـمَّـا أَخَذُوا عُثْمَـانَ بْنَ حُنَيْفٍ أَرْسَلُوا أَبَانَ بْنَ عُثْمَـانَ إِلَى عَائِشَةَ يَسْتَشِيرُونَهَا فِي أَمْرِهِ، قَالَتِ: اقْتُلُوهُ، فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: نَشَدْتُكِ بِاللَّهِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي عُثْمَـانَ وَصُحْبَتِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَتْ: رُدُّوا أَبَانًا، فَرَدُّوهُ، فَقَالَتِ: احْبِسُوهُ وَلا تَقْتُلُوهُ، قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تَدْعِينَنِي لِهَذَا لَمْ أَرْجِعْ، فَقَالَ لَهُمْ مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ: اضْرُبُوهُ وَانْتِفُوا شَعْرَ لِحْيَتِهِ، فَضَرَبُوهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا، وَنَتَفُوا شَعْرَ لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ وَحَاجِبَيْهِ وَأَشْفَارِ عَيْنَيْهِ وَحَبَسُوهُ ؟}.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
أقول أن هذه الرواية لا تصح فسندُها فيه راوٍ كذاب.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً اجتمعت فيه شرط قبول الرواية, بقسميه الصحيح والحسن ، ويجب أن تنطبق على الحديث الصحيح شروط خمس وهي:
1- اتصال السند.
2- عدالة الرواة.
3- ضبط الرواة.
4- انتفاء الشذوذ.
5- انتفاء العلة.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح :
{أَمَّا الْـحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا، وَلا مُعَلَّلًا }.(2)
والرواية تُخالف الشَّرْطَ الثاني وهو عدالة الرواة.
علة الرواية: أبو مخنف لُوْط بْنُ يَحْيَى كذاب.
قال الإمام شمس الدين الذهبي:
{ لوط بن يحيى، أبو مخنف، أخباري تَالِفٌ، لا يُوثَقُ بِهِ.تركه أبو حاتم وغيره.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال مَرَّةً: ليس بشيء.
وقال ابن عدي: شيعي محترق، صاحب أخبارهم.تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ }.(3)
ثانياً: محققو تاريخ الطبري يُضَعِّفُون الرواية:
أقول: لقد حكم محققو تاريخ الرسل والملوك للإمام الطبري على الرواية بالضعف
قال محققو تاريخ الطبري:
{ إسناده تالف، فهو من طريق الهالك أبي مخنف، ولم ترد في رواية صحيحة أن أصحاب الجمل أمروا بقتل والي البصرة عثمـان بن حنيف، والرواية التي قبل هذه وهي تكملة الرواية (952) من طريق شعيب عن سيف تذكر أنهم نتفوا شعر وجهه وأنَّ عائشة أمرت بإطلاق سراحه( ان خلوا سبيله فليذهب حيث شاء ولا تحبسوه) وإسناده ضعيف جدًا، فكلا الإسنادين كما ترى لا يمكن الاحتجاج بهمـا، وعلى هذه الأخبار الواهية المختلفة اعتمد المستشرق الألماني (بروكلمان) في كتابه تاريخ الشعوب الإسلامية، فقال عن أصحاب الجمل أنهم قتلوا والي البصرة، وعلمـًا بأن هاتين الروايتين على ضعفهمـا لم تذكر أنهم قتلوه، بل عذبوه ثم أطلقوا سراحه، ولا يصح }.(4)
والآن، ماذا يريد عدنان إبراهيم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ثالثاً: تعظيم الصحابة واجب على الأمة:
أقول أنَّ تعظيمَ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم واجب شرعي على هذه الأمة.
روى الإمامُ مسلم:
{ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ «أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ» قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَـاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَـاءِ، فَقَالَ: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَـاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَـاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ }.(5)
الله أكبر الله أكبر !
وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي أي أمن وأمان وحِفاظٌ لأمَّتي.
أفلا يحملنا هذا على تعظيمهم وتبجيلهم، وقد جعلهم اللهُ جلَّ جلاله أَمْنًا وأَمَانًا لهذه الأمة ؟
رابعاً: تحذير النبي من الخوض في الصحابة وسبهم:
لقد حذرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الخوض في أعراض أصحابه، ونهانا عن سَبِّهِم
.روى الإمام البخاريُّ:
{ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ}.(6)
فمن امتثل أمر نبيه أفلح، وَمَنْ تَنَكَّبَهُ ضَلَّ سعيه في الدنيا والآخرة.
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة النور 63.
وهذه شهادة عبد الله بن مسعود في أصحاب نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام أحمد:
{ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَـا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ }.(7)
مراجع البحـث:
(1)تاريخ الرسل والملوك للإمام محمد بن جرير الطبري ج4 ص468، ط دار المعارف - القاهرة، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر - لبنان ، دار الفكر - سوريا ، ت: نور الدين عنتر.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج7 ص88 ، ط دار الكتب العلمية - بيروت.
(4) ضعيف تاريخ الطبري للشيخين محمد طاهر البرزنجي ومحمد صبحي حسن حلاق ج8 ص662، ط دار بن كثير - دمشق.
(5) صحيح مسلم للإمام مسلم بن الحجاج ج2 ص1177 ح207 - (2531)، ط دار طيبة - الرياض، ت: نظر محمد الفاريابي.
(6) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص903 ح3673، ط دار ابن كثير - بيروت.
(7) مسند أحمد للإمام أحمد بن حنبل ج6 ص84، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرناؤوط وآخرون.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
=============
فرية نبش قبر معاوية ووجود خيط أسود كالهَبَاء !
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم أنَّ بني العباس نبشوا قَبرَ سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ووجدوا خيطًا أسود كالْـهَبَاء ؟!!
واستدل بمـا قاله الغُمَـارِيُّ الضَّال:
{لـمَّـا مَلَكَ بنو العباس كانوا يحفرون قبور بني أمية, ويخرجون منها عِظامهم وأجسامهم فيحرقونها؛ فحفروا قبر معاوية فلم يجدوا فيه إلا خَيْطاً أَسْوَدَ كالْـهَبَاء }.(1)
وللردِّ على هذه الفرية أقول:
الغُمـاري مؤلف الكتاب ضال مبتدع دائمـًا ما يسيئ القول في أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على الخصوص وبني أمية على العموم.
عموماً فهو لم يأتِ بالرواية من كِيسِهِ وإنمـا أَتَى بالرواية من كتاب تاريخ دمشق للإمام ابن عساكر.
قال الإمامُ ابن عساكر:
{ قرأتُ بِخَطِّ أبي الحسن الرَّازي حَدَّثَنِي أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي حدثني محمد بن موسى العمي ويعرف بحبش الصيني حدثني علي بن محمد بن سليمان النَّوْفَلِيُّ قال: سمعت أبي يقول قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ دِمَشْقَ، دَخَلَهَا بِالسَّيْفِ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ، وَجَعَلَ مَسْجِدَ جَامِعِهَا سَبْعِينَ يَوْمًا إِصْطَبْلًا لِدَوَابِّهِ وَجِمَالِهِ، ثُمَّ نَبَشَ قُبُورَ بَنِي أُمَيَّةَ فَلْمْ يَجِدْ فِي قَبْرِ مُعَاوِيَةَ إِلَّا خَيْطًا أَسْوَدَ مِثْلَ الْهَبَاءِ }.(2)
أولاً: القصة غير صحيحة:
فَسَنَدُهَا مُسَلْسَلٌ بالمجاهيل.
عِلَل الرواية:
1- محمود بن محمد بن الفضل الرافقي, أبو العباس.
2- محمد بن موسى العمي, حبش الصيني.
3- علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن نوفل بن الحارث النوفلي.
4- محمد بن سليمان عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب النَّوْفَلِيُّ.
كل هؤلاء مجاهيل لا يُعرفون, ولم أجد لهم ترجمة في كُتُبِ الرِّجَال.
ورواية المجهول عندنا لا يُحتج بها.!
قال الإمامُ أبو عمرو بن الصلاح:
{ الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ مِنْ حَيْثُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ جَمِيعًا، وَرِوَايَتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ الْجَمَاهِيرِ }.(3)
قال الإمام ابن كثير:
{ فَأَمَّا الْـمُبْهَمُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ ، أَوْ مَنْ سُمِّيَ وَلَمْ تُعْرَفْ عَيْنُهُ فهذا مِمَّنْ لا يَقْبَلُ رِوَايَتَهُ أَحَدٌ عَلِمْنَاهُ }.(4)
قال الإمام ابْنُ حجر العسقلاني:
{ إِذْ الْـمَجْهُوْلُ غَيْرُ مُـحْتَجٍّ بِهِ }.(5)
تنبيه:
هذه القصة الغريبة ذكرها الإمام ابن كثير في البداية والنهاية وبنفس هذا السياق دون تعليق.(6)
وكما ترى عزيزي القارئ الكريم أنَّ هذه الرواية لا دليل على صحتها على الإطلاق.
فكيف أتى الدكتور عدنان إبراهيم برواية كهذه ليطعن في أمير المؤمنين سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ؟
وهل هذا هو البحث العلمي والتحقيق والتدقيق الذي صدع الدكتور عدنان به رؤوسنا ليل نهار ؟
وقد وقعتُ على حلقة فضائية له مع الإعلامي المحترم عبد الله المديفر يقول فيها أنه يعتذر عما قاله عن الصحابة ولكنه في نفس الوقت قال أنَّ كلَّ ما قاله عن الصحابة ثابت عنهم في كتبنا !!
فهل هذه الروايات ثابتة يا عباد الله ؟ هل هذه الرواية عن نبش قبر معاوية لها سند صحيح ؟؟
ثانياً: نفي صحة الرواية عَقْلاً:
أقول وبالله التوفيق: أنَّ مَنْ يَتَأَمَّلْ جيداً في هذه الرواية ربما تدور برأسه بعض الأسئلة !
س1: كيف عَرَفَ نابشُ القبر أنَّ ما نَبَشَهُ هو قبر معاوية بن أبي سفيان نفسه؟
س2: لو كان القبر بالفعل لمعاوية، فما الذي يضمن لنا أنَّ نابش القبر صادقٌ في قِيلِه؟
س3: الرواية تقول أنَّ نابشَ القبرِ جعل المسجدَ الجامعَ في دمشق 70 يوماً اسطبلاً للخيول، فهل فاعل مثل هذا الفعل الأثيم يؤتمن على قولٍ يقوله, أو موقفٍ ينقله, أو روايةٍ يرويها؟
س4: هل من ينبش قبور المسلمين كما فعل هذا النابش يكون قد فعل خيراً أم شراً ؟
ثالثاً: حُكْمُ نَبْشِ قُبُورِ المسلمين:
قال الإمام الرُّعينيُّ المالكي:
{ الْقَبْرُ حَبْسٌ لَا يُمْشَى عَلَيْهِ وَلَا يُنْبَشُ ما دَامَ بِهِ }.(7)
قال الإمام النووي الشافعي:
{ وَأَمَّا نَبْشُ الْقَبْرِ فَلَا يَجُوزُ لِغَيْرِ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ بِاتِّفَاقِ الْأَصْحَابِ }.(8)
قال الإمام البهوتي الحنبلي:
{ (وَلَا يُنْبَشُ قَبْرُ مَيِّتٍ بَاقٍ ، لِمَيِّتٍ آخَرَ) أَيْ : يَحْرُمُ ذَلِكَ ، لِمَا فِيهِ مِنْ هَتْكِ حُرْمَتِهِ }.(9)
رابعاً: ثُمَّ ماذا يا عدنان؟:
ماذا بعد هذا التطاول على هذا الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه ؟
ماذا تهدف من إسقاطه في قلوب أتباعك ومريديك ؟
وماذا أنت قائل لربك يوم القيامة حينما يسألك عن هذا الطعن والغمز واللمز؟
لماذا لم يحفظ عدنان إبراهيم وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ؟
روى الإمامُ ابن أبي شيبة:
{ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي , وَاللهِ لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ , مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي , وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي , وَاللهِ لاَ تَزَالُونَ بِخَيْرٍ , مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي , وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي }.(10)
ووالله لقد رآه سيدُنا معاويةُ وَصَاحَبَهُ سنواتٍ, فاللهَ اللهَ في سيدنا معاوية بن أبي سفيان.
قال الإمامُ الخطيب البَغْدَادِيُّ:
{ وَجَمِيعُ ذَلِكَ يَقْتَضِي طَهَارَةَ الصَّحَابَةِ , وَالْقَطْعَ عَلَى تَعْدِيلِهِمْ وَنَزَاهَتِهِمْ , فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مَعَ تَعْدِيلِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ الْمُطَّلِعِ عَلَى بَوَاطِنِهِمْ إِلَى تَعْدِيلِ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ لَهُمْ , فَهُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ إِلَّا أَنْ يَثْبُتَ عَلَى أَحَدِهِمْ ارْتِكَابُ مَا لَا يَحْتَمِلُ إِلَّا قَصْدَ الْمَعْصِيَةِ , وَالْخُرُوجِ مِنْ بَابِ التَّأْوِيلِ , فَيُحْكَمُ بِسُقُوطِ عَدَالَتِهِ , وَقَدْ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ , وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ عَنْهُ , عَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَرِدْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ فِيهِمْ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ لَأَوْجَبَتِ الْحَالُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا , مِنَ الْهِجْرَةِ , وَالْجِهَادِ , وَالنُّصْرَةِ , وَبَذْلِ الْمُهَجِ وَالْأَمْوَالِ , وَقَتْلِ الْآبَاءِ وَالْأَوْلَادِ , وَالْمُنَاصَحَةِ فِي الدِّينِ , وَقُوَّةِ الْإِيمَـانِ وَالْيَقِينِ – الْقَطْعَ عَلَى عَدَالَتِهِمْ وَالِاعْتِقَادَ لِنَزَاهَتِهِمْ , وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُعَدَّلِينَ وَالْمُزَكَّيْنَ
الَّذِينَ يَجِيؤُنَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَبَدَ الْآبِدِينَ. هَذَا مَذْهَبُ كَافَّةِ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ }.(11)
لاحظ عزيز القارئ قوله: { هَذَا مَذْهَبُ كَافَّةِ الْعُلَمَـاءِ وَمَنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ }.
فالخطيب يقرر ونقل أن هذا هو موقف كافة العلماء !
فأين عدنان من هذا ؟
فما هذا الذي يفعله عدنان إبراهيم ؟
إليك ما قاله الخطيب البغدادي عما يفعله عدنان إبراهيم:
{ وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ إِلَى أَنَّ حَالَ الصَّحَابَةِ كَانَتْ مَرْضِيَّةً إِلَى وَقْتِ الْحُرُوبِ الَّتِي ظَهَرَتْ بَيْنَهُمْ , وَسَفْكِ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ , فَصَارَ أَهْلُ تِلْكَ الْحُرُوبِ سَاقِطِي الْعَدَالَةِ}.(12)
فلماذا يقف الدكتور عدنان في صف أهل البدع الذي ينتقصون أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأُمِّي صلى الله عليه وسلم ؟
وماذا يستفيد عدنان من مخالفته الصريحة الجريئة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وما الذي جناه من جراء الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الخوض في أعراض أصحابه وأمرنا بالإمساك عنهم.
روى الإمام الطبراني:
{ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»}.(13)
فمن امتثل أمر نبيه أفلح، وَمَنْ تَنَكَّبَ طريقه ضَلَّ سعيه في الدنيا والآخرة.
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة النور 63.
مراجع البحـث:
(1) أنساب الأشراف للإمام أحمد بن يحيى البلاذري ج11 ص70، ط دار الفكر – بيروت، ت: د/سُهَيل زَكَّار, د/رياض زركلي.
(2) تاريخ دمشق للإمام أبي القاسم بن عساكر ج53 ص126 ، ط دار الفكر – بيروت، ت: محب الدين أبي سعيد عمر العمروي.
(3) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص111 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر
(4) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للإمام بن كثير ص92، ط دار الكتب العلمية – بيروت ، تأليف أحمد شاكر.
(5) لسان الميزان للإمام ابن حجر العسقلاني ج1 ص198، ط دار البشائر الإسلامية – بيروت، ت: عبد الفتاح أبو غدة.
(6) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج13 ص259، ط دار هجر – الجيزة، ت: د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.
(7) مواهب الجليل لشرح مختصر خليل للإمام شمس الدين الحطاب الرُّعينيّ ج3 ص74، ط دار عالم الكتب – بيروت. ت: زكريا عميرات.
(8) المجموع شرح المهذب للإمام محي الدين النووي ج5 ص303، ط دار الفكر – بيروت، ت: محمد نجيب المطيعي.
(9) كشاف القناع عن متن الإقناع للإمام منصور بن يونس البهوتي ج4 ص422، ط دار الفكر – بيروت، ت: هلال مصيلحي.
(10) المصنف للإمام أبي بكر بن أبي شيبة ج17 ص308 ، ط دار القبلة – جَدَّة، مؤسسة علوم القرآن – دمشق، ت: محمد عوامة.
(11)الكفاية في علم الرواية للإمام الخطيب البغداديص48، طالمكتبة العلمية – المدينة المنورة، ت: أبو عبدالله السورقي , إبراهيم حمدي المدني.
(12)الكفاية في علم الرواية للإمام الخطيب البغداديص49، طالمكتبة العلمية – المدينة المنورة، ت: أبو عبدالله السورقي , إبراهيم حمدي المدني.
(13) المعجم الكبير للإمام سليمـان بن أحمد الطبراني ج2 ص96, ط مكتبة بن تيمية – القاهرة، ت: حمدي عبد المجيد السلفي.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
موقع مكافح الشبهات
قناة مكافح الشبهات - مدونة مكافح الشبهات
لنسف الشُبُهات بالكتب والمراجع المصورة
===============
================
حاتم الشريف يكشف بعض أخطاء عدنان إبراهيم في تعامله مع الصحيحين
حاتم الشريف
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
من أمثلة أخطاء الدكتور عدنان إبراهيم في جرأته على الصحيحين , لا بالتخطيء فقط , بل باستجهال واستغفال الإمامين الجليلين البخاري ومسلم :
ذكر الدكتور حديث أنس رضي الله عنه : ((أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله , مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ ؟ قَالَ : وَيْلَكَ ! وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ , قَالَ : إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ, قَالَ : نَعَمْ . فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا . فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ , وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي, فَقَالَ : إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) .
وهذا حديث صحيح في البخاري وسلم .
وانتقده الدكتور عدنان إبراهيم وادعى أنه كذب , بدعوى مخالفته القطعية للواقع ؛ لأن ذلك الغلام لو عمر مائة سنة بعد ذلك الحديث , فقد وقع تكذيب هذا الخبر بعدم قيام الساعة بعد شيخوخته , بل بعد موته , وحتى اليوم .
وفي الرد عليه أسأل هذا السؤال : تكذيب الواقع لهذا الخبر التكذيب القطعي متى سيظهر للعقلاء ؟
سيقال : بعد هرم الغلام , أو قل : بعد موت الغلام دون أن تقوم الساعة , .
فأقول : ولنفترض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام في آخر سنة قبل حجة الوداع , يعني قبل موته صلى الله عليه وسلم بأشهر فقط , يعني في سنة عشر من الهجرة . فستكون سنة (110) هي آخر سنة يتبين فيها كذب هذا الخبر .
لكن الواقع أن البخاري ومسلما قد صححا هذا الحديث , بعد مرور هذا الأمد بنحو مائة وأربعين سنة . أي عندما صحح البخاري ومسلم هذا الحديث كان قد مر على ظهور كذبه (في رأي الدكتور) أكثر من قرن , ومع ذلك صححاه ! وليس هذا فقط , بل صححه جمع من أهل العلم , ورووه في كتبهم . وقبلهم رواه أئمة التابعين وأتباع التابعين , رغم مخالفته القطعية للواقع !! ورغم وضوح كذبه للأعمى !!
فإما أنهم جميعا مجانين , إذ كيف يصححون ما يظهر كذبه لأغبى الخلق وأعمى الناس عن الواقع ؟!
وإما أنهم لم يجدوا فيه ما يخالف الواقع , ولذلك صححوه .
ولا يرد هنا احتمال فوات هذا الأمر عنهم , ولا يحتمل أن يكونوا قد غفلوا عن هذا الأمر الواضح ؛ لأنه أمر في غاية الوضوح , كما ترون , ولأنه لو أصيب أحدهم بالعمى والغباء في هذا الحديث , فلا يمكن عقلا أن يتغابا المحدثون كلهم ويتعاموا عن هذا الأمر الواضح ممن رواه معتقدا صحته .
ولذلك : فمن أراد التشكيك في هذا الحديث بهذا الأمر الواضح , فعليه أن يعلم بأنه بتشكيكه هذا قد حكم على البخاري ومسلم بغباء مفرط , يصل أقصى حدود البلاهة , بل بالجنون ؛ لأن إدراك عدم قيام الساعة بعد موت هذا الغلام لا يحتاج إلا شخصا له أدنى درجات العقل وإدراك الحس .
وهذه أول فائدة نستفيدها من هذا التوضيح : وهو أن الحكم على هذا الحديث بالكذب بهذه الحجة هو حكم على كل الذين صححوه بالجنون !
فإن كان المشكك يعتقد أن البخاري ومسلما وغيرهم من أئمة الحديث ليسوا مجانين , فعليه أن يقرر أن لهم تفسيرا للحديث لا يتعارض مع الواقع , ولذلك صححوا الحديث .
ولا مانع بعد ذلك من أن يستضعف هذا التفسير , لكن لا يحق له أن يوهم أو يتوهم أن البخاري ومسلما ومن صحح الحديث كانوا غافلين عن هذا النقد الواضح , كأنه هو الوحيد الذي اكتشف أن القيامة لم تقم , رغم موت الغلام منذ قرون !
فإذا رجعنا للتفسير :
أولا : ذكر الإمام البخاري والإمام مسلم هذا التفسير في صحيحيهما , ومن كلام هشام بن عروة بن الزبير (ت145هـ) , وذلك في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ((كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ , فَيَقُولُ : إِنْ يَعِشْ هَذَا , لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ , حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ )) . قَالَ هِشَامٌ : يَعْنِي مَوْتَهُمْ .
إذن : فلو كان البخاري لا يعي من الكلام شيئا ولا يدرك أن الساعة لم تقم بعد موت الغلام ! فقد بين له هشام بن عروة هذا المعنى الواضح , وهو أن معنى الحديث : لن يهرم ذلك الغلام حتى يموت السائل , والموت هو ساعة كل إنسان .
وكان هذا المعنى مفهوما عند هشام بن عروة , ومفهوما عند البخاري وعند مسلم أيضا , فلا يمكن المزايدة عليهم في إدراك هذا المعنى .
ثانيا : كان هذا التفسير واضحا عند علماء الصحابة , قبل أن يهرم ذلك الغلام , وقبل أن يموت .
ففي الصحيحين من حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَال : ((صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ؟ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» . قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَهَلَ النَّاسُ [أي غلط الناس] فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ [ أي الجيل])) .
وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما توفي سنة (73) , أي : إنه رضي الله عنه قد فهم هذا الفهم الصحيح من الحديث قبل أن يُقطع بمجيئ الوقت المحدد حسب ذلك المعنى الذي اعتبره الدكتور معنى قاطعا في الحديث . فهذا الصحابي الجليل فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم , رغم وقوع الغلط في فهمه منذ زمنه وفي حياته . حيث فهم رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم لا يعني به إلا موت جيله وأصحابه , لا أنه ميعاد لقيام الساعة الكبرى .
والغريب : أن المعنى الخاطئ الذي يتوهم من يسمع كلام الدكتور عدنان أنه معنى هو أول من اكتشفه , قد تبين أنه معنى قديم جدا , ولكنه معنى خطأ , ونبه على خطئه الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة من بعدهم !! ولذلك صحح البخاري ومسلم الحديث , بناء على معناه الصحيح , لا على معناه الخطأ الذي نفاه الأئمة عن الحديث , ونزهوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم منه , وفهمه الصحابة الفهم الصحيح قبل مجيء الموعد المضروب فيه , مما يعني أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم كان مفهوما عندهم , بغير حاجة إلى تأويل أدركوه من خلال الواقع .
وبهذا انتهينا : من أمرين :
الأول : أن معنى الحديث ليس فيه مخالفة للواقع كما ادعى الدكتور , فالمقصود بالساعة ساعة السائل , وهي ساعة موته .
الثاني : أن هذا المعنى لم نتأول به نحن الحديث للدفاع عن الصحيحين , ولا تعسفنا في تفسيره لكي لا نخطئ الشيخين (البخاري ومسلم ) , كما يوهمه كلام الدكتور , بل كان معروفا عند الصحابة والتابعين وتابعيهم , وعند الشيخين (البخاري ومسلم) , ولذلك صححوه .
ثانيا : فلماذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب ؟
الجواب : أن الأعراب كانوا يسألون عن موعد الساعة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يلفت انتباههم إلى أن معرفة موعد الساعة لا ينفعهم في شيء , وإنما ينفع المرء عمله , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي سأله (كما في حديث أنس الذي يحتج الدكتور به) : ((وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟)) . فهو صلى الله عليه وسلم يقول له : إن كان موعدها قريبا أو بعيدا , ماذا ينفعك ؟ فماذا سوف تستفيد إن كان موعدها بعيدا , إن أسأت العمل ؟! وماذا ينقصك إن كانت قريبة : إن أحسنت العمل ؟!
ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله : ((إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) , أي : لو كانت الساعة بعد عشرة آلاف سنة , فإنك يا أيها السائل لن تفوق في العمر عمر هذا الغلم الصغير , فسوف تموت , وهذه هي ساعتك .
هذا هو جواب النبي صلى الله عليه وسلم , وقد فهمه علماء الصحابة كذلك , وفهمه علماء التابعين ومن بعدهم كذلك أيضا ؛ لأن السياق يدل عليه ؛ ولأن غياب علم الساعة عن كل الخلق من حقائق القرآن والسنة المشهورة المعلومة , وأنه من خصائص علم الله تعالى وحده الذي لا يشركه فيه أحد , وهذا كله مما يدركه جهلاء المسلمين , فضلا عن علمائهم .
الخلاصة : أن هذا الحديث صحيح لا شك في صحته , ومعناه الصحيح الذي لا يعارض القرآن ولا الواقع معنى واضح , ولم يفهمه بالمعنى الذي ذكره الدكتور عدنان إلا أصحاب الغلط منذ حياة الصحابة رضي الله عنهم , ونبه الصحابة فمن بعدهم على خطأ هذا الفهم , الذي ما زال الدكتور يكرره .
هذا نموذج سريع وسهل من رابط وضعه أحد المعلقين على المنشور السابق , يتضح من خلاله تسرع الدكتور عدنان على الأئمة وعلى مناهج علومهم , وسيتضح للمغترين بأخطائه ما يدعو للتوقف عند كثير منها ؛ إن كانوا (بالفعل) قد تعلموا منه احترام العلم والعقل .
*** *** ****
وهذا غلط آخر على الصحيحين للدكتور عدنان إبراهيم (وفقه الله) , بسبب فهمه الخطأ لكلام علي بن المديني :
يقول الدكتور في هذا المقطع : ((عند علي بن المديني لم يصح حديث عن رسول الله في أن أهل بدر من أهل الجنة .. ولا صح حرف منه عند علي بن المديني)) . واحتج الدكتور لذلك بما ذكره من أن علي بن المديني رفض الشهادة لأحد بالجنة .
أولا : افترضنا أن هذا هو قول علي بن المديني , ما الذي جعل قوله مقدما على قول أحمد والبخاري ومسلم وعامة نقاد الحديث ممن صححوا الحديث (بل لم يضعفه أحد منهم) ؟
وهل سيلتزم بكلام علي بن المديني دائما ؟ وبمنهج علي بن المديني في التصحيح والتضعيف ؟
إن كان منهج علي بن المديني منهجا مرضيا عنده , ولذلك احتج به , فسوف يلزمه ذلك باحترام وتقدير منهج المحدثين والبخاري ومسلم على رأسهم ؛ لأن منهجهم جميعا في النقد واحد .
ثانيا : الواقع أن علي بن المديني قد صحح حديث علي رضي الله عنه , الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن حاطب : ((إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)) , فيما نقله عنه ابن كثير في مسند الفاروق , حيث نقل عن علي بن المديني أنه قال عن هذا الحديث : ((قد روي عن علي من وجوه صحاح)) .
إذن فعلي بن المديني كان يصحح هذا الحديث كاملا , لا أنه لم يصحح حرفا من حروفه .
ثالثا : الكلام الذي نقله الدكتور عن علي بن المديني في نفي الشهادة بالجنة , هو في حديث العشرة المبشرين بالجنة , وليس في أهل بدر , ولا في أهل بيعة الرضوان .
وهذا أول خطأ وقع للدكتور في هذا النقل عن علي بن المديني , حيث جعله عن أهل بدر , وهو في حديث آخر , لا أظن الدكتور عدنان نفسه يضعفه , وهو حديث العشرة المبشرين .
ولو تنبه الدكتور لذلك لعله كان سيفهم كلام علي بن المديني فهمه الصحيح .
رابعا : أن الذي نفاه علي بن المديني عن حديث العشرة المبشرين هو أن يقول رجل بناء على هذا الحديث : (أشهد أن أبا بكر في الجنة) , أو (عمر ... أو عثمان أو علي ...) , لكل واحد من العشرة . لأن الحديث عند علي بن المديني خبر آحاد ظني , والخبر الظني حجة عند ابن المديني وغيره من الأئمة , لكنه يفيد غلبة الظن والرجحان , ولا يفيد اليقين . ولفظ الشهادة يدل على القطع واليقين , ولذلك لم يرتض علي بن المديني ذلك .
وخالفه الإمام أحمد في القطع بذلك , لأنه يرى حديث العشرة المبشرين خبر آحاد محتفا بالقرائن المفيدة لليقين .
فلم يكن اختلاف ابن المديني وأحمد في التصحيح , فكلاهما يصححان الحديث , لكنهما مختلفان في درجة إفادته : هل هي اليقين , أم الظن الغالب ؟
وهذا ظاهر من الحوار المطول الذي نقله الخلال في كتاب السنة (المطبوع) عن الإمام أحمد في هذه المسألة , وعقد لها فصلا بعنوان (الشهادة للعشرة بالجنة) .
وقال ابن قيم الجوزية في كتابه (الطرق الحكمية) : ((وَقَدْ تَنَاظَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي الْعَشَرَةِ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - فَقَالَ عَلِيٌّ : أَقُولُ " هُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا أَشْهَدُ بِذَلِكَ " بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ فِي ذَلِكَ خَبَرُ آحَادٍ ، فَلَا يُفِيدُ الْعِلْمَ ، وَالشَّهَادَةُ إنَّمَا تَكُونُ عَلَى الْعِلْمِ ، فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : " مَتَى قُلْتَ : هُمْ فِي الْجَنَّةِ , فَقَدْ شَهِدْتَ)) .
وقد كنت كلمت عن هذه المسألة في كتابي : (اليقيني والظني من الأخبار : سجال بين الإمام أبي الحسن الأشعري والمحدثين) .
وتنبه لقول علي بن المديني : ((أَقُولُ " هُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا أَشْهَدُ بِذَلِكَ )) , فهو صريح في بيان مراد علي بن المديني , وأنه لا إشكال عنده في أن يقول شخص : هم في الجنة , بل هو نفسه يقول ذلك , لكنه كان يمتنع فقط عن لفظ الشهادة بذلك .
هذا مثال آخر (من ضمن كثير منها) لأخطاء الدكتور عدنان إبراهيم على الصحيحين بجرأة وعجلة .
ولا يهمني الخطأ نفسه , بقدر ما يهمني منهج التخطيء غير العلمي
==================
==================
سعد بن ضيدان السبيعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: فقد شاهدت ماتكلم به عدنان إبراهيم في برنامج اتجاهات على قناة الخليجية يوم السبت 15/5/1433هـ (7 ابريل 2012م)فقد أورد شبهات في قضايا عدة ليست بشيء حجج تهافت كالزجاج تخالها حقًّا وكل كاسر مكسور وهو مسبوق إليها ولم يأت بجديد وإنما تولى كبر نشرها والترويج لها فقط!
فقد ذكر شبه أوردها قديماً أهل البدع الكلامية بتقديمهم العقل على النقل وعدم احتجاجهم بأحاديث الآحاد في العقائد !
و أورد بعضها حديثاً أبو رية في كتاب أضواء على السنة فسحقه العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في الأنوار الكاشفة .
وذكرها أبوعبية في تعليقه على "النهاية لابن كثير "فرد عليه الشيخ حمود التويجري في إتحاف الجماعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
وكل ذلك بحمد الله ليس بشيء لمن رام الحق وطلبه ولم يتبع هواه وأما من طلب غير ذلك فلم ولن تزده كثرة الكتب والمناظرات إلا ضلالاً والله الموعد .
الشبهة الأولى: رد السنة بالعقل القاصر والفهم السقيم شأنه شأن العقلانيين من المعتزلة و من أتى من بعدهم.
ومن المعلوم أن قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم (عقيدة السلف أصحاب الحديث (22)شرح السنة للإمام البغوى (1 / 171))وأدلة الشريعة ونصوصها وأحكامها جارية على ما يوافق العقول السليمة وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية هذا بما لا مزيد عليه وأنه ليس هناك تعارض بين العقل والنصوص الشرعية في كتابه درء تعارض العقل والنقل!
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (4 / 1207)) لا يتصور أن يعارض العقل الصحيح الوحي أبدا ولكن الجاهل يظن أن تلك الشبهة عقلية وهي جهلية خيالية من جنس شبه السوفسطائية فالحاصل أنه إن عارض ما فهمه من النص بما هو الباطل كان جاهلا بالوحي ومدلوله وإن عارض مدلوله وحقيقته).
وقد قام عدنان إبراهيم برد نصوص السنة بعقله الناقص وفهمه الكاسد وإليك الأحاديث التي ذكرها وردها بهواه
* من ذلك مارواه البخاري (4 / 156) عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت ) . فحدثت كعبا فقال أنت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوله ؟ قلت نعم قال لي مرار فقلت أفأقرأ التوراة ؟!.
قال عدنان (مستحيل أن يقول النبي هذا لأنه أخبر أنه ماجعل الله لمسخ نسل ولاعقب)!
وللجواب عن هذا أقول روى مسلم في صحيحه (4 / 2050)عن عبدالله بن مسعود قال ,قال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك.
والجمع بين الحديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بأن الفأرة أمة من بني إسرائيل وقال ذلك قبل أن يوحى إليه أن الممسوخ لاعقب له ولانسل.
قال القرطبي في تفسيره (1 / 442):(إنما كان ظنا وخوفا لان يكون الضب والفأر وغيرهما مما مسخ، وكان هذا حدسا منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يوحى إليه أن الله لم يجعل للمسخ نسلا، فلما أوحى إليه بذلك زال عنه ذلك التخوف، وعلم أن الضب والفأر ليسا مما مسخ)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7 / 160):(وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك، بخلاف النفي فإنه جزم به كما في حديث ابن مسعود)
وقال أيضاً في فتح الباري (6 / 353):(قد كانت القردة والخنازير قبل ذلك" وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا أراها إلا الفأر" وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي)
واستدل عدنان بقول مجاهد أن المسخ معنوياً لا حسياً
أقول أثر مجاهد صحيح رواه ابن أبي حاتم في التفسير(617) والطبري في تقسيره (2 / 172) إلا أنه قول غريب يخالف ماأجمع عليه المفسرون
قال الطبري في جامع البيان (2 / 172):(حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين). قال: مسخت قلوبهم، ولم يمسخوا قردة، وإنما هو مثل ضربه الله لهم، كمثل الحمار يحمل أسفارا.
قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله مجاهد، قول لظاهر ما دل عليه كتاب الله مخالف. وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت....هذا مع خلاف قول مجاهد قول جميع الحجة التي لا يجوز عليها الخطأ والكذب فيما نقلته مجمعة عليه. وكفى دليلا على فساد قول، إجماعها على تخطئته).
وقال القرطبي (1 / 443):(روي عن مجاهد في تفسير هذه الآية أنه إنما مسخت قلوبهم فقط، وردت أفهامهم كأفهام القردة. ولم يقله غيره من المفسرين فيما أعلم).
وقال ابن كثير في تفسيره(1 / 289):(وهذا سند جيد عن مجاهد، وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره، قال الله تعالى: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } الآية )
* كذلك رد عدنان حديث (فناء أمتي بالطعن والطاعون وأن الطاعون وخز الجن) بأن الطاعون انتهى ولا يموت به اليوم أحد وأن الطب الحديث يكذب هذا!
أقول الحديث في مسند أحمد (32 / 293)عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: " وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ "
وقد ساق الدارقطني في العلل (7 / 256)والبزار في مسنده(8 / 17)الخلاف في اسناده .
وعلى فرض صحته يجاب عنه بأن هذا مما لا تدركه عقول الأطباء ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء والحديث أيضا لا ينافي أن يكون للطاعون أسبابا أخرى غير وخز الجن فتأمل.
قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (4 / 34): (وَهَذِهِ الْعِلَلُ وَالْأَسْبَابُ لَيْسَ عِنْدَ الْأَطِبّاءِ مَا يَدْفَعُهَا كَمَا لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَدُلّ عَلَيْهَا وَالرّسُلُ تُخْبَرُ بِالْأُمُورِ الْغَائِبَةِ وَهَذِهِ الْآثَارُ الّتِي أَدْرَكُوهَا مِنْ أَمْرِ الطّاعُونِ لَيْسَ مَعَهُمْ مَا يَنْفِي أَنْ تَكُونَ بِتَوَسّطِ الْأَرْوَاحِ فَإِنّ تَأْثِيرَ الْأَرْوَاحِ فِي الطّبِيعَةِ وَأَمْرَاضِهَا وَهَلَاكِهَا أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إلّا مَنْ هُوَ أَجْهَلُ النّاسِ بِالْأَرْوَاحِ وَتَأْثِيرَاتِهَا وَانْفِعَالِ الْأَجْسَامِ وَطَبَائِعِهَا عَنْهَا وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ يَجْعَلُ لِهَذِهِ الْأَرْوَاحِ تَصَرّفًا فِي أَجْسَامِ بَنِي آدَمَ عِنْدَ حُدُوثِ الْوَبَاءِ وَفَسَادِ الْهَوَاءِ...) .
وقال العيني في عمدة القاري (31 / 343): (فإن قلت إن الشارع أخبر بأن الطاعون من وخز الجن فبينه وبين ما ذكر من الأقوال في تفسير الطاعون منافاة ظاهرا أقلت الحق ما قاله الشارع والأطباء تكلموا في ذلك على ما افتضته قواعدهم وطعن الجن أمر لا يدرك بالعقل فلم يذكروه على أنه يحتمل أن تحدث هذه الأشياء فيمن يطعن عند وخز الجن ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء ولو كان من فساد الهواء لعم الناس الذين يقع فيهم الطاعون ولطعنت الحيوانات أيضا)
قال الزرقاني في شرح الموطأ (4 / 294)(في وقوعه في أعدل الفصول وأصح البلاد هواء وأطيبها ماء دلالة على أنه إنما يكون من طعن الجن لأنه لو كان بسبب فساد الهواء أو انصباب الدم إلى عضو فيحدث ذلك كما زعم الأطباء لدام ذلك لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى والطاعون يذهب أحيانا ويجيء أحيانا على غير قياس ولا تجربة وربما جاء سنة على سنة وربما أبطأ سنين ولو كان من فساد الهواء لعم الناس والحيوان وربما يصيب الكثير من الناس ولا يصيب من هو بجانبهم ممن هو في مثل مزاجهم وربما يصيب بعض أهل بيت واحد ويسلم منه باقيهم)
قال المناوي في فيض القدير (4 / 444):(وفي الخبر المار اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون وقيل معناه أن غالب فنائهم بالفتن التي تسفك الدماء وبالوباء ولا يشكل بأن أكثر الأمة يموت بغيرهما لأن معنى الخبر الدعاء كما تقرر وقد استجيب في البعض أو أراد بالأمة طائفة مخصوصة كصحبه أو الخيار)
* كذلك رد عدنان حديث أن الشمس تسجد تحت العرش بأسس عقليه وعلمية!
أقول الحديث في حديث صحيح البخاري(4 / 1806)عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد عند غروب الشمس فقال ( يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ) . قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } )
ورشيد رضا في مجلة المنار(8/211)طعن في اسناده وقال بانقطاعه والحديث مخرج في الصحيحين وله عدة روايات انظرها في الأنوار الكاشفة (1 / 307)للعلامة المعلمي.
و سجود الشمس لا يعيق دورانها بل تسجد تحت العرش وهي في حال سيرها والمخلوقات كلها تحت العرش.
قال الإمام الخطابي كما في فتح الباري(13 / 349):(وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها).
وقال الشيخ عبدالله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1 / 335):(وكونها تسجد تحت العرش لا يقتضي مفارقتها لفلكها وانتظامها في مسيرها بالنسبة للأرض، فهي دائمة الطلوع على جزء من الأرض، والأوقات بالنسبة إلى أهل الأرض تختلف بمقدار سيرها.
ومعلوم أن تعاقب الليل والنهار واختلافهما يترتب على مسيرها، فربما يقول قائل: أين سجودها تحت العرش؟ ومتى يكون؟ وسيرها مستمر، وبعدها عن الأرض لا يختلف في وقت من الأوقات كما أن سيرها لا يتغير، كما هو مشاهد.
والجواب: أنها تسجد كل ليلة تحت العرش، كما أخبر به الصادق المصدوق، وهي طالعة على جانب من الأرض، مع سيرها في فلكها، وهي دائماً تحت العرش، في الليل والنهار، بل وكل شيء من المخلوقات تحت العرش، لكنها في وقت من سيرها، وفي مكان معين، يصلح سجودها، الذي لا يدركه الخلق، ولكن علم بالوحي، وهو سجود يناسبها على ظاهر النص.
أما التسخير: فهي لا تنفك عنه أبداً. والله أعلم).
الشبهة الثانية: ابطال النسخ في القرآن.
أخذ عدنان إبراهيم بقول أبي مسلم الأصفهاني المعتزلي بابطال النسخ في القرآن وهو بهذا يخرق الإجماع ويتابع اليهود!
فاليهود ينكرون النسخ لأنه يستلزم في زعمهم الباطل البداء وهو الظهور بعد الخفاء تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن (2 / 32)(لا خلاف في جواز نسخ الكتاب بالكتاب)
وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن (3 / 67)(النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير وقد أجمع المسلمون على جوازه)
استدل عدنان في ابطال النسخ بقوله تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ويجاب عن هذا أن النسخ لا ينافي ذلك فربنا الذي أحكم آيات كتابه هو الذي أخبرنا بأنه يمحو مايشاء ويثبت!
واستدل أيضاً بقوله تعالى (ا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
ويجاب عن هذا أن معنى الآية أن القرآن لم يتقدمه ما يبطله من الكتب ولا يأتي بعده ما يبطله.
وأجاب عدنان عن آيات النسخ كقول الله تعالى: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }
بأن المراد بالآية هنا الآية الكونية لا الشرعية
وهذا يرده اجماع المفسرين على أن هذه الآية في نسخ الآيات الشرعية
روى الطبري (2 / 473) بسند جيد عن مجاهد:(ما ننسخ من آية)، نثبت خطها، ونبدل حكمها.
ثم قوله تعالى (نُنْسِهَا) يرد زعمه أن المراد الآيات الكونية فكيف ينسي الله نبيه الآيات الكونية فالمعنى لايستقيم اطلاقاً؟!
روى الطبري (2 / 474) من طريق عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:(ما ننسخ من آية أو ننسها)، قال: كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، وينسخ ما شاء.وسنده صحيح
قال الطبري (17 / 297):( يقول تعالى ذكره: وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينزل : يقول: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا: إنما أنت مفتر يقول: قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله: إنما أنت يا محمد مفتر: أي مكذب تخرص بتقوّل الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد: إنما أنت مفتر جهال ، بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل).
وتأول عدنان قوله تعالى( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
بأن المراد بالآية هنا الآية الكونية لا الشرعية وهذا يرده إجماع المفسرين على أن هذا في النسخ.
روى الطبري (17 / 297) عن مجاهد( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال: نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها.وسنده صحيح
وروى الطبري (17 / 297)عن قتادة، قوله( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) هو كقوله( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) .وسنده صحيح
ويرده أيضاً أن الله ذكر عن المشركين أنهم عند حصول النسخ والتبديل يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بالافتراء فدل هذا على أن المراد هنا الآيات الشرعية لا الكونية وهذا واضح بحمد الله
قال ابن كثير في تفسيره(4 / 603): (يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم، وأنه لا يتصور منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشقاوة، وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا للرسول: { إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } أي: كذاب وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد).
الشبهة الثالثة : رد أحاديث الآحاد لأنها ظنية فلا تقبل في المسائل العلمية دون العملية
وهذه فرية كبرى وليست وليدة اليوم ,وأخبار الآحاد تفيد العلم اليقيني إذا احتفت بها القرائن على الصحيح وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب الحنبلي و ابن حجر العسقلاني
قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (7 / 516): (و خبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرائن)
وفي الفتاوى الكبرى (5 / 79) : (الصحيح أن خبر الواحد قد يفيد العلم إذا احتفت به قرائن تفيد العلم)
وفي فتح الباري لابن رجب (1 / 174): (خبر الواحد يفيد العلم إذا احتفت به القرائن ؛ فنداء صحابي في الطرق والأسواق بحيث يسمعه المسلمون كلهم بالمدينة ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بها موجود لا يتداخل من سمعه شك فيه أنه صادق فيما يقوله وينادي به).
قال الحافظ ابن حجر في نخبة الفكر :( وَقَدْ يَقَعُ فِيهَا مَا يُفِيدُ العِلْمَ النَّظَرِيَّ بِالقَرَائِنِ عَلَى المُخْتَارِ )
وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على أن أحاديث الآحاد يعمل بها وتقبل في باب الإعتقاد.
قال الإمام الشافعي في كتاب الرسالة (212) : (ووجدنا عطاء وطاوس ومجاهد وابن أبي مليكة وعكرمة بن خالد وعبيد الله بن أبي يزيد وعبد الله بن باباه وابن أبي عمار ومحدثي المكيين ووجدنا وهب بن منبه هكذا ومكحول بالشام وعبد الرحمن بن غنم والحسن وابن سيرين بالبصرة والاسود وعلقمة والشعبي بالكوفة ومحدثي الناس وأعلامهم بالامصار كلهم بحفظ عنه تثبيت خبر الواحد عن رسول الله والانتهاء إليه والافتاء به ويقبله كل واحد منهم عن من فوقه وقبله عنه من تحته ولو جاز لاحد من الناس أن يقول في علم الخاصة أحمع المسلمون قديما وحديثا على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي ولكن أقول لم أحفظ عن فقهاء المسلمين انهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجودا على كلهم)
وقال الحافظ ابن حبان في صحيحة (1 / 156): ( فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد " ، إلى أن قال : " " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد ، فقد عمد إلى ترك السنن كلها ، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد ).
وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد(1 / 2): (وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وايجاب العمل به اذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة الى يومنا هذا الا الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافا).
وقال في التمهيد(1 / 8): (وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى علها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة).
قال ابن تيمية كما المسودة في أصول الفقه (248): (مذهب أصحابنا أن أخبار الآحاد المتلقاة بالقبول تصلح لإثبات أصول الديانات).
وانظر رسالة وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة، والرد على شبه المخالفين للشيخ الألباني الله رحمه .
الشبهة الرابعة : رد أحاديث المهدي.
ذكر أنه لم يصح في خروج المهدي حديث والبخاري ومسلم لم يخرجا في صحيحهما أي حديث فيه ذكر المهدي !
أقول البخاري ومسلم وإن لم يخرجا شيء من ذكر الأحاديث التي جاء فيها ذكر المهدي بالمنطوق إلا أنهما خرجا أحاديث يفهم منها ذلك
ثم إن البخاري ومسلم لم يلتزما بإخراج كل الأحاديث الصحيحة في كتابيهما كما هو مقرر في علم الحديث
وقد صح في خروج المهدي أحاديث قال العقيلي في الضعفاء (2 / 75): (وفى المهدى أحاديث صالحة الأسانيد)
وقال في (3 / 253): (وفى المهدي أحاديث جياد)
بل إن الأحاديث التي جاءت في المهدي متواترة
قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب مناقب الشافعي : (وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه). انظر المنار المنيف (142)
وقال القرطبي في تفسيره (8 / 121): (الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهدي من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (8 / 254): (الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره).
وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية (2 / 84): (قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل لا مهدي إلا عيسى ، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم) .
وقال الشوكاني في التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح : (الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا ، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك وشبهة ، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا ، لها حكم الرفع ؛ إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك ).
الشبهة الخامسة : أنكر عدنان نزول عيسى عليه السلام أخر الزمان
مستدلا بقول الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) وخلت بمعنى بادت.
أقول نزول عيسى عليه السلام جاءت الإشارة إليه في القرآن في موضعين قال الله تعالى: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }
روى الطبري (9 / 380)بسند صحيح عن ابن عباس:"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته"، قال: قبل موت عيسى ابن مريم.
قال الطبري (9 / 386): (وأولى الأقوال بالصحة والصواب، قول من قال: تأويل ذلك:"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى".
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من الأقوال، لأن الله جل ثناؤه حكم لكل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بحكم أهل الإيمان، في الموارثة والصلاة عليه،وإلحاق صغار أولاده بحكمه في الملة. فلو كان كل كتابيّ يؤمن بعيسى قبل موته، لوجب أن لا يرث الكتابيّ إذا مات على مِلّته إلا أولاده الصغار، أو البالغون منهم من أهل الإسلام، إن كان له ولد صغير أو بالغ مسلم. وإن لم يكن له ولد صغير ولا بالغٌ مسلم، كان ميراثه مصروفًا حيث يصرف مال المسلم يموت ولا وارث له، وأن يكون حكمه حكم المسلمين في الصلاة عليه وغَسْله وتقبيره لأن من مات مؤمنًا بعيسى، فقد مات مؤمنًا بمحمد وبجميع الرسل. وذلك أن عيسى صلوات الله عليه، جاء بتصديق محمد وجميع المرسلين صلوات الله عليهم، فالمصدّق بعيسى والمؤمن به، مصدق بمحمد وبجميع أنبياء الله ورسله. كما أن المؤمن بمحمد، مؤمن بعيسى وبجميع أنبياء الله ورسله. فغير جائز أن يكون مؤمنًا بعيسى من كان بمحمد مكذِّبًا)
وقال ابن كثير في تفسيره(2 / 47): (والضمير في قوله: { قَبْلَ مَوْتِهِ } عائد على عيسى، عليه السلام، أي: وإن من أهل الكتاب إلا يؤمن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، على ما سيأتي بيانه، فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلّهم؛ لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام).
وقال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة ومالك بن دينار والضحاك " وإنه لعَلَم للساعة " (بفتح العين واللام) أي أمارة.
قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة أيضا: إنه خروج عيسى عليه السلام، وذلك من أعلام الساعة، لان الله ينزله من السماء قبيل قيام الساعة، كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة.انظر تفسير القرطبي(16 / 105)
والأحاديث التي جاءت في نزول عيسى عليه السلام في صحيح مسلم وهى أحاديث متواترة
نص على تواترها الطبري في تفسيره(6 / 458)
وقال ابن كثير في تفسيره(7 / 236): (وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى ابن مريم، عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا).
وقال الشوكاني في فتح القدير - (1 / 807): (قد تواترت الأحاديث بنزول عيسى).
فرد هذا مكابرة ظاهرة وعمى بالبصيرة!
الشبه السادسة: قتل معاوية لحجر بن عدي رضي الله عنه وقد أشار عدنان إلى هذا في قصة ذكرها.
وحجر بن عدي وقع الخلاف في صحبته قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11/228) : ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة , وذكر له وفادة , ثم ذكره في الأولى من تابعي أهل الكوفة . وقال أبو أحمد العسكري : أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة .
قال الحافظ ابن حجر في ( الإصابة ) (1/313) : وأما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
وانظر قصة حجر بن عدي في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد (6/151) والاستيعاب (174) والبداية والنهاية (11/229) , والإصابة (2/37) .
قال ابن العربي في « العواصم من القواصم » (211) :« فإن قيل : قتل حجر بن عدي – وهو من الصحابة مشهور بالخير- صبراً أسيراً يقول زياد : وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله ، قلنا علمنا قتل حجر كلنا واختلفنا فقائل يقول قتله ظلماً وقائل يقول قتله حقاً .
فإن قيل : الأصل قتله ظلماً إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله قلنا الأصل أن قتل الإمام بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ولو كان ظلماً محضاً لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس – وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على الناس – مكتوب على أبواب مساجدها : « أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم .
ولكن حجراً – فيما قال - رأى من زياد أموراً منكرة فحصبه وخلعه وأراد أن يقيم الخلق للفتنة فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فساداً.
وقد كلمته عائشة في أمره حين حج فقال لها : دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون فما لكم لا تسمعون ؟ » ا.هـ.
أخرج ابن عساكر في « تاريخه » (12/230) بسنده إلى ابن أبي مليكه قال : عن معاوية جاء يستأذن على عائشة فأبت أن تأذن له فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له وكان أطوع مني عندها فلماذا دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت علي يرحمك الله ؟ قالت : وجدت عليك في شأن حجر وأصحابهم أنك قتلتهم فقال لها : وأما حجر وأصحابه فإنني تخوفت أمرا وخشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء قالت : تركتك والله تركتك والله تركتك والله .
من طريق الإمام أحمد عن عفان عن ابن علية عن أيوب عن عبدالرحمن بن أبي مليكة .
وأخرج ابن عساكر في « تاريخه » (12/229) : لما قدم معاوية دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرا ؟ قال يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحياءه في فسادهم بمثل الطريق السابق .
وقام عدنان بالطعن في معاوية رضى الله عنه ووصف ملكه بأنه عضوض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في سؤال في يزيد بن معاوية من « جامع المسائل » (5/154) : « وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداق ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : « سيكون نبوة ورحمة ثم يكون خلافة نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم يكون ملك عضوض » فكانت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم نبوة ورحمة ، وكانت خلافة الخلفاء الراشدين خلافة نبوة ورحمة ، وكانت إمارة معاوية ملكاً ورحمة ، وبعده وقع ملك عضوض » .
وقال شيخ الإسلام في « الفتاوى » (35/27) : « فهذا يقتضي أن شوب الخلافة بالملك جائز في شريعتنا ، وأن ذلك لا ينافي العدالة ، وإن كانت الخلافة المحضة أفضل وكل من انتصر لمعاوية وجعله مجتهداً في أموره ولم ينسبه إلى معصية فعليه أن يقول بأحد القولين . إما جواز شوبها بالملك ، أو بعدم اللوم على ذلك » .
ومعاوية رضي الله عنه من خير الملوك بالإجماع قاله ابن تيمية في « الفتاوى » (4/478).. وانظر : سير أعلام النبلاء (3/159) وشرح الطحاوية (2/302) والبداية والنهاية (11/439).
هذه بعض الشبه والمسائل التي تعرض لها عدنان إبراهيم أحببت بيان تهافتها وأنها سراب بقيعة..
وكتب/
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشؤوت الإسلامية
19/5/1433هـ
s-subaei@hotmail.com
=====================
مشكلة عدنان ابراهيم مع صحيح البخاري .. رؤية نقدية
17-06-2013 | أحمد بن يوسف السيد
ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه , فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .
شاهدتُ عبر الشبكة خطبةً للدكتور عدنان إبراهيم قدَّمَها تحت عنوان " مشكلتي مع البخاري" وبعد مقارنتها بسائر خطبه الأخرى
ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه , فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .
أدوات عدنان إبراهيم في تبرير مشكلته مع البخاري
يُفاجأ المشاهد بأن من أول ما يذكره عدنان إبراهيم في خطبته هو الموقف السيء لذاك الرجل المثقف الذي لم يكن مختصا في العلوم الشرعية، ويتمثل الموقف -باختصار- في أن هذا الرجل تهاون في الخطأ في القرآن وحين نوقش في ذلك دافع عن نفسه قائلا (هو إيه؟ أنا غلطت في البخاري؟!(.
وعلى قَدر الغرابة في هذا الموقف، فإن تعليق عدنان إبراهيم عليه أشد غرابة، حيث قال ما نصه عند الدقيقة 8:18 "وفي الحقيقة فهذا منطق سائد وشائع"ولا تستحق دعوى شيوع هذا المنطق أن يُرَد عليها بِقَدرِ ما ينبعث التعجب والتساؤل: لماذا يدّعي عدنان إبراهيم شيوع هذا المنطق غير الشائع؟ هل المراد بث الاستنكار والاستبشاع في أذهان المستمعين بحيث يربطون بين قول المُخالف لعدنان في موقفه من البخاري والأحاديث وبين هذه المواقف (الشائعة السائدة) ؟
لم ينته تعليق الدكتور على الموقف، حيث واصل ذاكراً "أن المثقف غير الشرعي طوال حياته إذا سمع ذِكر البخاري سمع بسماعه ألفاظَ العصمة والقداسة والتمام، وأنه يرى الهجوم على من تسول له نفسه التشكيك أو الترديد في حرفٍ من صحيح البخاري فضلاً عن التشكيك بجملة منه! " ربما يكون هذا الفهمُ شائعا بين فئامٍ من العوام وصغار الطلبة وربما بين عدد قليل ممن لهم دراية بالعلم والحديث، غير أن هؤلاء ليسوا وحدهم المخالفين للدكتور في قضية أحاديث البخاري؛ فإن أكثر من يخالفه في هذه القضية مِن حَمَلة العلم والمختصين في علم الحديث -إن لم يكن جميعهم إلا من شذ- يعلمون أن البخاري انتُقِد في مواضع، وأنها انتقادات معتبرة وليس بشرط أن تكون راجحة، ومع ذلك يُخالفون الدكتور في موقفه من صحيح البخاري والذي يختلف عن سائر هذه الانتقادات المعتبرة.
والمراد من الانتقاد في هذه الجزئية أن هذا القول الذي انطلق عدنان إبراهيم منه في خطبته بعد أن أوصل إلى النفوس بشاعته ليس هو الرأي الذي يمثل الثِقَل الحقيقي للمخالفين له في الموقف من البخاري ومن الأحاديث بشكلٍ عام! ولا عَجَبَ بعد ذلك أن تجد كثيراً ممن يطعن في البخاري وصحيحه وفي السنة وأحاديثها -من المثقفين والشباب- يقولون: "رواة الأحاديث بشرٌ يصيبون ويخطئون! والبخاري ليس معصوماً، وكل عمل بشري لا بد أن يعتريه نقص" سبحان الله! هل هذا قول مخالفيكم؟ إن كنتم سمعتموه من أحدهم مرة، فإن سائرهم لا يؤمن بهذا أبداً!
ينتقل عدنان إبراهيم بعد ذلك إلى أداة أخرى لتبرير مشكلته مع البخاري: وهي وجود من انتقد صحيح البخاري من كبار الحفاظ، مع أن انتقاداتهم على الصحيح تختلف تماماً عن انتقاداته، وتختلف عن النتيجة التي وصل إليها في الموقف من صحيح البخاري.
فالمتابع لما يطرحه عدنان يعلم أنه يرد عددا كبيراً من أحاديث الصحيحين ناسباً إياها إلى الكذب أو الدجل دون سير على قواعد علم الحديث المعتبرة - مع العلم بأن هذه القواعد ليست مقتصرة على النظر في الأسانيد كما قد يظنه البعض، بل تهتم بالمتون- وهذا هو الحد الفاصل بين الانتقاد المقبول والمردود لأحاديث الصحيحين، وهذا إجمال سيأتي تفصيله في باقي أسطر المقال إن شاء الله.
ومن العجيب أن الدكتور في سياق ذكره للأئمة الذين انتقدوا صحيح البخاري خَلَطَ بين من يُعتبر قوله في نقد صحيح البخاري وبين من لا يُعتبر قوله في ذلك.
فقد ذكر أن الأمة لم تُجمِع على صحة كل ما في البخاري، قال: لأن الأمة ليست فقط أهل السنة، بل فيهم الشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والمعتزلة، والإباضية، وهؤلاء لا يلتزمون بصحة كل ما في البخاري!
إن من هؤلاء الذين ذكر عدنان من يُكفر الصحابة فهل ننتظر منهم أن يأخذوا بروايات مَن دونهم مِن التابعين وتابعيهم فضلا عن أن يعترفوا بالبخاري وشيوخه؟!
مثال آخر: ساق ابراهيم كلام الأئمة الذين انتقدوا البخاري بناء على الموازين المعتبرة في النقد والتي سيأتي ذكرها، ولكنه ذكر معهم من قام بانتقاد صحيح البخاري بناء على اختلاف التصورات العقدية وليس على الموازين المعتبرة, كالشيخ محمد زاهد الكوثري حيث ذكر عنه أنه حكم بتزييف أربعة عشر حديثاً من أحاديث الصحيحين أو أحدهما؛ لأن ظاهر هذه الأحاديث التجسيم في حق الله تعالى -على حد فهمهما لها -!
وبما أن المعروف عن تصور الشيخ الكوثري لمسائل الأسماء والصفات أنه على خلاف اعتقاد السلف الصالح من القرون المُفضّلة؛ فمن غير المستغرَب أن يستنكر هذه الأحاديث التي كان الأخذ بها وقت السلف ميزاناً لتمييز أهل السنة عن غيرهم.
فالمعيار الذي نقله عن الكوثري إنما هو الحكم على الأحاديث بناء على ما يعتقده المرء ولو كان باطلا! وبناء على ذلك يحق للشيعي الرافضي أن ينكر ما يراه مخالفا لمعتقده في صحيح البخاري،كالأحاديث المعتلقة بعدالة الصحابة وفضائلهم، وللناصبي أن يقول عن حديث أبي سعيد في أن عماراً تقتله الفئة الباغية: إنه موضوع مكذوب، ويصح للجهمي أن يُكذب الأحاديث التي تخالف قوله في الصفات، وهلم جرّاً فيصبح حديث رسول الله ألعوبة بين الناس!!
حقيقة مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري :
من متابعتي لكثير من طرح الدكتور عدنان ترسخ عندي أنه يحكم بالوضع والكذب على أحاديث كثيرة في البخاري دون أي اعتبار لموازين علم الحديث، ويرمي بالأحكام تعميماً ومجازفة وبكل جُرأة واستعجال!
فالمسألة التي يُقررها ينسف كلَّ ما خالفها من الأحاديث دون تردد أو تأخر أو تلطف في العبارة! كما أشرنا في الجزء الثاني من الانتقادات عليه في موضوع النسخ، وذلك أنه حين قرر نفي النسخ في القران بدأ يتخلص من لوازم هذا التقرير من الأحاديث المثبتة له
فقال عن حديث عائشة في صحيح مسلم "كان فيما أنزل التحريم بعشر رضعات.. " إنه موضوع! وقال بجريء العبارة في مثال من أمثلة النسخ "قصص يؤلفونها"! هكذا بالجملة دون تفصيل متعلق بقدر هذه القصص وأسانيدها وفقهها، مع أن من ضمن هذه التي سماها "القصص المؤلفة" حديثاً في البخاري!
هذا مع أن النسخ يؤمن به كافة علماء الأمة قديما وحديثاً إلا قولاً شاذاً مخالفاً لإطباقهم، فالعبرة عند الدكتور في الرد ما خالف فهمه -هو- للشريعة، ثم بعد ذلك لا معنى لورود هذا الحديث الذي يعارض فهمه من إسناد واحد أو من عشرين إسنادا فالقضية لا معنى لها عنده.
ولا معنى عنده لإيمان آلاف العلماء على مر القرون بهذه الأحاديث وتنزيههم إياها عن مخالفة الشريعة، فهي بكل سهولة: كذب ودجل ودسائس!! وهذا كما تقدم هو جوهر الفرق بين انتقاداته لأحاديث الصحيحين وبين انتقادات الدارقطني وأمثاله ممن انتقادهم معتبرة.
وأضرب مثالين على إثبات ذلك من خطبتين من خُطَبِه:
المثال الأول: تكذيبه أحاديث خروج المسيح الدجال. المثال الثاني: تكذيبه أحاديث نزول نبي الله عيسى عليه السلام (وسأشير إلى شيء من التفصيل في هذا المثال عند عنوان "عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح")
أحاديث خروج الدجال رويت في الصحيحين من رواية عشرين صحابياً، وبعض هؤلاء الصحابة روي الحديث عنهم من أكثر من وجه وطريق.
والنقطة المهمة هنا أن نعلم أنه قلَّ أن يوجد حديث روي في الصحيحين بهذا الكم الكبير من الأسانيد الصحاح، فمِثل هذا الحديث يُعّدُّ من أصح ما في الصحيحين، وبما أن الصحيحين هما أصحّ الكتب بعد القران، فالنتيجة أن هذا الحديث هو من أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.
فإذا كان مثل هذا الحديث بهذه الدرجة من الصحة يقول عنه د.عدنان بلا تردد (إنه كذب) فهل يمكن الاعتماد بعد ذلك على شيء من السنة ؟ الجواب: لا بالتأكيد.
اضطراب الموازين عند عدنان إبراهيم :
بعض الموازين والمعايير التي يستعملها عدنان إبراهيم تكون معتبرة عنده في بعض المواضيع ثم تختفي فجأة في البعض الآخر!
فعلم الحديث وموازينه يكون حجة في أمور، وصِفراً في أمور أُخَر ! ومعارضة الحديث بما هو أصح منه تُستعمل مرةً وتُهمَل أخرى!
وهكذا في خطبتنا هذه حكّم ميزاناً كان يُهمله ويناقضه دائماً ! فالمتابع لخُطَب د. عدنان إبراهيم يرى بجلاء استسهاله تجهيلَ مئات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين بعبارات شديدة جدا، وكثيرا ما يمارس هذا التجهيل بشكل تعميمي مُزعِج يُشعرك أنه هو وحده الذي أدرك المسألة التي يتحدث عنها!
إلا أنه -وللمفارقة العجيبة- في خطبته هذه يعكس القضية بشكل غريب حيث قال ما نصه عند الدقيقة 34:46 "من قال بأن من رد حديثاً في البخاري أو مسلم فقد رد على رسول الله، ...، أقول : فهذا جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل معظم من سنذكر، بل كل من سنذكر من العلماء الرادين لأحاديث في الصحيحين، وغير الصحيحين مما صح وهم بالعشرات" عجباً تقول عنه جاهل جهالة غليظة لأن قوله يؤدي إلى تجهيل عشرات العلماء ممن انتقدوا أحاديث في الصحيحين! إذن بماذا تصف من يقول عن معظم أهل السنة والجماعة بأنهم يدّعون التحريف في كتاب الله كما ذكرتَ ذلك في خطبة "لا نسخ في القران" ؟
وبماذا تصف من يقول كَذَبنا على أنفسنا أربعة عشر قرناً ؟!
الانفصال بين الألباني وعدنان إبراهيم في الموقف من البُخاري!
أشار عدنان إبراهيم في هذه الخطبة إلى أن الألباني وافق على كلام الغماري الذي ذكر فيه "أن من أحاديث الصحيحين ما يُقطع ببطلانه" وأنه دعى إلى "عدم التهيب من الحكم عليها بالوضع".
وعند التحقيق فليس كلامُ الألبانيِّ صريحاً في موافقة الغماري على كلمة (الوضع) بعينها، فإن الغماري ذكر في سياق كلامه أكثر من جملة، منها: أن الإجماع لم يقع على صحة كل ما في الصحيحين، وعبارة الألباني جاءت في ختام هذه الجُمَل، وهي تنطبق على الجملة المتعلقة بالإجماع ؛ فإن نص كلام الألباني في الموافقة هو : "وهذا مما لا يشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم، وقد كنتُ ذكرتُ نحوه في مقدمة شرح الطحاوية "انتهى.
والذي يدل على أن موافقة الألباني لكلام الغماري ليست فيما يتعلق بالموضوعات ما يلي :
1- قوله : وهذا لايشك فيه (كل) باحث متمرس في هذا العلم. وهذه العبارة لا يمكن أبداً أن تنطبق على ادعاء وجود موضوعات في البخاري، ودونك أيها القارئ الكريم أيَّ باحثٍ متمرس في هذا العلم - الذي هو بالطبع علم الحديث- فسَلْه: هل يخفى عليك وجود موضوعات في صحيح البخاري؟ ثم لتنظر: هل عبارة الألباني تنطبق على الإجابة بـ"نعم" عن هذا السؤال كما فهمها عدنان إبراهيم؟ أم على عدم ثبوت الإجماع على صحة (كل) حديث في الصحيحين؟ فإن كل باحث متمرس في علم الحديث لا يخفى عليه وجود بعض الأحاديث اليسيرة المنتقدة فيهما وأنها مستثناة من الإجماع المنقول على صحة ما في الصحيحين.
2- الألباني رحمه الله ضعّف أحاديث في الصحيحين، وقد تُتُبِّعَت هذه الأحاديث وجُمعت، ووقفتُ على رسالة مُصنّفة في جمع هذه الأحاديث وكلام الألباني عليها، وليس فيها شيء حكم عليه بالوضع وإنما بالضعف، ولن يترك رحمه الله الأحاديث الموضوعة دون بيان ليتجه إلى بيان الأحاديث الضعيفة!
3- أن الألبانيّ أحال في الكلام السابق في تعليقه على الغماري إلى مقدمة الطحاوية وعند مراجعة المقدمة لم أجد فيها أي إشارة لقضية الموضوعات في البخاري.
4- دائما تجد لُغة الألباني في نقد البخاري خفيفة ومشيرة إلى محدودية وخفة الانتقادات عليه، انظر مثلاً قوله "واعلم أن صحيح البخاري مع جلالته وتلقي العلماء له بالقبول كما سبق ذِكره في المقدمة فإنه لم يسلم من النقد من بعض العلماء وإن كان غالبه -أي غالب هذا النقد- مجانبا للصواب" مقدمة مختصر البخاري للألباني جزء2 ص4.
وقال : "أعود إلى أحاديث هذا الصحيح (يقصد البخاري) فأقول،...، الباحث الفقيه لا يسعه إلا أن يعترف بحقيقة علمية عبر عنها الإمام الشافعي رحمه الله فيما روي عنه من قوله "أبى الله إلا أن يتم كتابه" ولذلك أنكر العلماء (بعض الكلمات) وقعت (خطأ) من أحد الرواة في (بعض) الأحاديث الصحيحة" مختصر البخاري 2/6 وكما أن الدكتور نَقَل موافقَة الألباني للغماري؛ فمن اللطيف أن يُعلَم أن الألباني رحمه الله انتقد الغماري على تضعيفه لأحاديث صحيحة، فقال في مقدمته لمختصر البخاري 9/2 "وقريب من هؤلاء بعض المشتغلين بهذا العلم، إلا أنهم لغَلَبَة التعصب المذهبي عليهم، وتمكن الأهواء منهم فإنهم في كثير من الأحيان يُضعفون الأحاديث الصحيحة، كالشيخ الكوثري، وعبدالله الغُماري، وأخيه الشيخ أحمد" وهاهنا تنبيه مهم من الألباني يوضح الفرق بين انتقاداته على الصحيح وبين انتقادات عدنان إبراهيم، وهو تنبيه في غاية الأهمية ، وفي نظري أن جزءا كبيرا من هذا الكلام ينطبق على د.عدنان إبراهيم تماماً!
قال الألباني "وفي مقابل هؤلاء بعض الناس ممن لهم مشاركة في بعض العلوم، أو في الدعوة إلى الإسلام – ولو بمفهومهم الخاص – يتجرؤون على رد ما لا يعجبهم من الأحاديث الصحيحة وتضعيفها ولو كانت مما تلقته الأمة بالقبول، لا اعتماداً منهم على أصول هذا العلم الشريف وقواعده المعروفة عند المحدثين، أو لشبهة عرضت لهم في بعض رواتها، فإنهم لا علم لهم بذلك، ولا يقيمون لأهل المعرفة به والاختصاص وزنا، وإنما ينطلقون في ذلك من أهوائهم، أو من ثقافاتهم البعيدة عن الإيمان الصحيح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة، تقليدا منهم للمستشرقين أعداء الدين، ومن تشبه بهم في ذلك من المستغربين أمثال أبي رية المصري ، وعز الدين بليق اللبناني .." مقدمة مختصر صحيح البخاري2/8
الفرق بين نقد أئمة الحديث لبعض أحاديث البخاري وبين نقد عدنان إبراهيم :
وإذا أردتُ أن أُجمل ذِكر الفروق بين انتقادات الدكتور عدنان إبراهيم وبين انتقادات المحدثين على البخاري، فسأذكرها في ثلاث نقاط: 1- هم ينطلقون من قواعد علم الحديث في انتقاداتهم وهو لا ينطلق منها. (مع التأكيد المتكرر على أن قواعد علم الحديث لا تقتصر على النظر في الإسناد) 2- هم لا يقللون من قدر صحيح البخاري لا تصريحا ولا تلميحاً، وهو يقلل من قدره في مواضع من خُطبه وذلك بأسلوبه وعباراته المصاحبة لردِّهِ لبعض أحاديثهما مع أنه يُصرح بمدح الصحيحين في بعض المواضع وبأن البخاري أًصح كتاب بعد كتاب الله. 3- هم لم يحكموا على أي حديث في صحيح البخاري بالوضع وهو حكم بذلك في أحاديث كثيرة (وبينّا المُجمل في كلام الألباني) عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح : من الإشكالات الواضحة لدى الدكتور عدنان عندما يحكم على حديث بالوضع والكذب: أنه لا يذكر لنا كيف أُدخَل هذا الحديث في صحيح البخاري؟ من الذي وضعه؟ فقد ذكر في خطبته هذه تبرئة البخاري ومسلم من وضع الأحاديث ، قال: وهي مِن وَضْعِ مَن وَضَعَها ! عجَباً! نحن نريد هذا الذي وضعها. ألا يستطيع الدكتور إظهاره؟ أم استطاع هؤلاء الوضاعون تجاوز كل أسوار النُقاد والمحدثين وقواعدهم وتدقيقاتهم حتى أدخلوا أحاديث غير قليلة في أصح الكتب دون علم من أحد منهم! بل صدقوها وآمنوا بها عن غفلة وتلقت الأمة هذه الكذبة بالقبول؟ هنا أستعير عبارة الدكتور لأقول : إن القائل بهذا القول جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل عشرات بل آلاف العلماء الذين تلقوا صحيح البخاري بالقبول وصدقوا هذه الأحاديث وشرحوها واستدلوا بها! ولولا خشية الإطالة لذكرتُ بالتفصيل التام مثالاً تطبيقيا على هذه النقطة، غير أني سأذكره على سبيل الإجمال، وهو حديث في البخاري (حديث أبي هريرة مرفوعاً في نزول عيسى عليه السلام) قال عنه الدكتور إنه (فِرية)! وحين نبحث عمّن افترى هذه الفرية فلن نجده أبداً؛ وذلك أن البخاري روى هذه الحديث عن ثلاثة من شيوخه، وروى مسلم نفس الحديث عن اثني عشر من شيوخه، ويرويه الإمام أحمد عن اثنين من شيوخه أو أكثر، ويرويه الترمذي عن شيخه وهو أحد شيوخ البخاري ومسلم في هذا الحديث بعينه، ورواه ابن ماجه عن شيخٍ لمسلم أيضاً، وكل هذه الأسانيد مُثبتة في كتبهم، ثم بعد ذلك روى جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم نفس موضوع الحديث منهم في صحيح مسلم -فقط- أربعة؛ فكيف؟ ومتى؟ تم وضع هذا الحديث في البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه؟ ومن الذي قام بإدخاله في كتبهم على اختلاف بلدانهم؟ وكيف لم ينتبهوا لذلك وهم أئمة النقاد؟ كم هو سهل أن يرمي المرء الكلام جزافا، ولكنه لا يتمشى مع التدقيق العلمي. لِفَهم منهجية علماء الحديث في انتقاد صحيح البخاري : أختم أسطري هذه بأهم ما فيها، وهو ما تمت الإشارة إليه سابقاً من أن انتقادات المُحدّثين المعتبرين لصحيح البخاري تُفهَم تحت المنهجية التالية :
1- أن الأصل في كل حديث في البخاري الصحة، وأنه يكفي المعرفة بأن الحديث أخرجه البخاري ليُعمَل به. وبما أن الدكتور عدنان استدل بالألباني في خطبته على شيء من مراده فإني أبتدئ بكلامٍ للألباني تحت هذه النقطة، حيث قال مانصه : " حتى صار عرفاً عاما أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك وأنه الأصل عندنا" مقدمة الطحاوية ص 22 وقال الجُويني : " لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته = من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما " تدريب الراوي 1/142 ط. طيبة وقال النووي رحمه الله : " أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما " تهذيب الأسماء واللغات .
2- أن هذه المكانة لصحيح البخاري ليست لمجرد كون جامع هذا الكتاب مِن أعلم مَن خَلَقَ اللهُ تعالى بالحديث وعِلله وفقهه، ولكن لأن الأئمةَ من أهلِ الاختصاص بالحديث وغيرهم من الفقهاء والمفسرين تلقوا كتابه هذا بالقبول لما فيه.
3- أن انتقاد شيء من الصحيح لا بد ألاّ يكون معارضا لقواعد علم الحديث التي هي المعيار في معرفة الصحيح من الضعيف، وليس خفياً على أهل الاختصاص -كما تقدم- أن علم الحديث يهتم بنقد المتن كما يهتم بنقد السند.
4- أن الأحاديث التي انتُقدت على صحيح البخاري عددها قليل جداً بالنسبة لأحاديث الكتاب.
5- ليس في صحيح البخاري - جزْماً وقطعاً- أيَ حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6- أن من استبان له من أهل العلم ضعفَ إسناد أو رواية معينة أو متنٍ أو زيادةِ كلمةٍ فيها حُكمٌ أو نحو ذلك من صحيح البخاري، وكان حكمه مبنياً على علم ودراية وعقيدةٍ صحيحة غيرَ ضاربٍ بقواعد علم الحديث عرض الحائط = فإنَّ عدَمَ أخْذِه بما استبان له ضعفه لا يكون مِن باب رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من باب الخلاف المُعتبَر.
7- أن العلماء الذين نُقِل عنهم أنهم انتقدوا شيئا من صحيح البخاري ليس كل انتقادهم منصبا على المتون أو يعود عليها بالضعف، فإن بعض الانتقادات موجه إلى إسناد معين من أسانيد حديثٍ له أكثر من إسناد بعضها صحيح وبعضها فيه كلام. وبعضُ الأحيان يكون الانتقاد موجها على جزء من الحديث وليس على أصله.
8- ليس بالضرورة أن يكون كلام من انتقد شيئا من الصحيح صحيحاً، وكما أنه يوجد من أهل العلم من انتقد البخاري، فإن من أهل العلم من أجاب عن هذه الانتقادات وبين أن الصواب في جمهورها مع البخاري، قال ابن تيمية في الفتاوى "ولهذا كان جمهور ما أُنكر على البخاري مما صحّحه، يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه "مجموع الفتاوى" (1/256).
9- لا يجوز أن يكون التضعيف لأحاديث البخاري مبنيا على اعتقاد يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، كمن رد أحاديث الرؤية أو الشفاعة أو الصفات بناء على اعتقادات باطلة تتعارض مع هذه الأحاديث، كما أنه لا يجوز أن يكون مُنطَلَق التضعيف والرد لشيء من البخاري مجرد مقاومة هجوم تشكيكي من أعداء الإسلام تعود على خبر ثابت عن النبي بالإبطال. كما حصل مِن رد حديث زواج النبي من عائشة وهي ابنة تسع.
10- استشكال المرء حديثاً لا يكفي للمبادرة بردّه، بل لا بد من النظر في موقف أهل العلم من هذا الحديث وتعاملهم معه، فإن كثيرا من هذه الاستشكالات ليست تخفى عليهم، وأجابوا عنها، ثم إن هناك قبل الرد التوقف، وإرجاء القطع بشيء في الحديث حتى يعيد العالِم المستتشكلُ النظرَ فيما استشكل ويزيد، فإن للصحيح هيبة كما قال الذهبي رحمه الله في ترجمة خالد بن مخلد القطواني في ميزان الاعتدال (1/592) بعد أن ذكر حديثاً رواه خالد هذا في صحيح البخاري :"هذا حديث غريب جداً، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد" ط.الرسالة وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 5/326: " فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهيّن" وبقي في الخطبة مواضع التي تستحق الإلتفات، لعل ما ذُكر هنا يكون دليلاً على ما غاب ذكره، والحمد لله رب العالمين .
http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=3080&ct=3&ax=5
==================
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري.. رؤية نقدية
شاهدتُ عبر الشبكة خطبةً للدكتور عدنان إبراهيم قدَّمَها تحت عنوان " مشكلتي مع البخاري" وبعد مقارنتها بسائر خطبه الأخرى ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه، فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .
أدوات عدنان إبراهيم في تبرير مشكلته مع البخاري:
يُفاجأ المشاهد بأن من أول ما يذكره عدنان إبراهيم في خطبته هو الموقف السيء لذاك الرجل المثقف الذي لم يكن مختصا في العلوم الشرعية، ويتمثل الموقف -باختصار- في أن هذا الرجل تهاون في الخطأ في القران وحين نوقش في ذلك دافع عن نفسه قائلا (هو إيه؟ أنا غلطت في البخاري؟!) .
وعلى قَدر الغرابة في هذا الموقف، فإن تعليق عدنان إبراهيم عليه أشد غرابة، حيث قال ما نصه عند الدقيقة 8:18 "وفي الحقيقة فهذا منطق سائد وشائع"
ولا تستحق دعوى شيوع هذا المنطق أن يُرَد عليها بِقَدرِ ما ينبعث التعجب والتساؤل: لماذا يدّعي عدنان إبراهيم شيوع هذا المنطق غير الشائع؟ هل المراد بث الاستنكار والاستبشاع في أذهان المستمعين بحيث يربطون بين قول المُخالف لعدنان في موقفه من البخاري والأحاديث وبين هذه المواقف (الشائعة السائدة) ؟
لم ينته تعليق الدكتور على الموقف، حيث واصل ذاكراً "أن المثقف غير الشرعي طوال حياته إذا سمع ذِكر البخاري سمع بسماعه ألفاظَ العصمة والقداسة والتمام، وأنه يرى الهجوم على من تسول له نفسه التشكيك أو الترديد في حرفٍ من صحيح البخاري فضلاً عن التشكيك بجملة منه! "
ربما يكون هذا الفهمُ شائعا بين فئامٍ من العوام وصغار الطلبة وربما بين عدد قليل ممن لهم دراية بالعلم والحديث، غير أن هؤلاء ليسوا وحدهم المخالفين للدكتور في قضية أحاديث البخاري؛ فإن أكثر من يخالفه في هذه القضية مِن حَمَلة العلم والمختصين في علم الحديث -إن لم يكن جميعهم إلا من شذ- يعلمون أن البخاري انتُقِد في مواضع، وأنها انتقادات معتبرة وليس بشرط أن تكون راجحة، ومع ذلك يُخالفون الدكتور في موقفه من صحيح البخاري والذي يختلف عن سائر هذه الانتقادات المعتبرة.
والمراد من الانتقاد في هذه الجزئية أن هذا القول الذي انطلق عدنان إبراهيم منه في خطبته بعد أن أوصل إلى النفوس بشاعته ليس هو الرأي الذي يمثل الثِقَل الحقيقي للمخالفين له في الموقف من البخاري ومن الأحاديث بشكلٍ عام!
ولا عَجَبَ بعد ذلك أن تجد كثيراً ممن يطعن في البخاري وصحيحه وفي السنة وأحاديثها -من المثقفين والشباب- يقولون: "رواة الأحاديث بشرٌ يصيبون ويخطئون! والبخاري ليس معصوماً، وكل عمل بشري لا بد أن يعتريه نقص" سبحان الله! هل هذا قول مخالفيكم؟ إن كنتم سمعتموه من أحدهم مرة، فإن سائرهم لا يؤمن بهذا أبداً!
ينتقل عدنان إبراهيم بعد ذلك إلى أداة أخرى لتبرير مشكلته مع البخاري: وهي وجود من انتقد صحيح البخاري من كبار الحفاظ، مع أن انتقاداتهم على الصحيح تختلف تماماً عن انتقاداته، وتختلف عن النتيجة التي وصل إليها في الموقف من صحيح البخاري.
فالمتابع لما يطرحه الدكتور يعلم أنه يرد عددا كبيراً من أحاديث الصحيحين ناسباً إياها إلى الكذب أو الدجل دون سير على قواعد علم الحديث المعتبرة - مع العلم بأن هذه القواعد ليست مقتصرة على النظر في الأسانيد كما قد يظنه البعض، بل تهتم بالمتون- وهذا هو الحد الفاصل بين الانتقاد المقبول والمردود لأحاديث الصحيحين، وهذا إجمال سيأتي تفصيله في باقي أسطر المقال إن شاء الله.
ومن العجيب أن الدكتور في سياق ذكره للأئمة الذين انتقدوا صحيح البخاري خَلَطَ بين من يُعتبر قوله في نقد صحيح البخاري وبين من لا يُعتبر قوله في ذلك.
فقد ذكر أن الأمة لم تُجمِع على صحة كل ما في البخاري، قال: لأن الأمة ليست فقط أهل السنة، بل فيهم الشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والمعتزلة، والإباضية، وهؤلاء لا يلتزمون بصحة كل ما في البخاري!
إن من هؤلاء الذين ذكر الدكتور من يُكفر الصحابة فهل ننتظر منهم أن يأخذوا بروايات مَن دونهم مِن التابعين وتابعيهم فضلا عن أن يعترفوا بالبخاري وشيوخه؟!
مثال آخر: ساق الدكتور كلام الأئمة الذين انتقدوا البخاري بناء على الموازين المعتبرة في النقد والتي سيأتي ذكرها، ولكنه ذكر معهم من قام بانتقاد صحيح البخاري بناء على اختلاف التصورات العقدية وليس على الموازين المعتبرة!!
كالشيخ محمد زاهد الكوثري حيث ذكر عنه أنه حكم بتزييف أربعة عشر حديثاً من أحاديث الصحيحين أو أحدهما؛ لأن ظاهر هذه الأحاديث التجسيم في حق الله تعالى - على حد فهمهما لها - !
وبما أن المعروف عن تصور الشيخ الكوثري لمسائل الأسماء والصفات أنه على خلاف اعتقاد السلف الصالح من القرون المُفضّلة؛ فمن غير المستغرَب أن يستنكر هذه الأحاديث التي كان الأخذ بها وقت السلف ميزاناً لتمييز أهل السنة عن غيرهم.
فالمعيار الذي نقله الدكتور عن الكوثري إنما هو الحكم على الأحاديث بناء على ما يعتقده المرء ولو كان باطلا! وبناء على ذلك يحق للشيعي الرافضي أن ينكر ما يراه مخالفا لمعتقده في صحيح البخاري, كالأحاديث المعتلقة بعدالة الصحابة وفضائلهم، وللناصبي أن يقول عن حديث أبي سعيد في أن عماراً تقتله الفئة الباغية: إنه موضوع مكذوب، ويصح للجهمي أن يُكذب الأحاديث التي تخالف قوله في الصفات، وهلم جرّاً .. فيصبح حديث رسول الله ألعوبة بين الناس !!
حقيقة مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري :
من متابعتي لكثير من طرح الدكتور عدنان ترسخ عندي أنه يحكم بالوضع والكذب على أحاديث كثيرة في البخاري دون أي اعتبار لموازين علم الحديث، ويرمي بالأحكام تعميماً ومجازفة وبكل جُرأة واستعجال! فالمسألة التي يُقررها ينسف كلَّ ما خالفها من الأحاديث دون تردد أو تأخر أو تلطف في العبارة! كما أشرنا في الجزء الثاني من الانتقادات عليه في موضوع النسخ، وذلك أنه حين قرر نفي النسخ في القران بدأ يتخلص من لوازم هذا التقرير من الأحاديث المثبتة له، فقال عن حديث عائشة في صحيح مسلم "كان فيما أنزل التحريم بعشر رضعات.. " إنه موضوع!
وقال بجريء العبارة في مثال من أمثلة النسخ "قصص يؤلفونها"! هكذا بالجملة دون تفصيل متعلق بقدر هذه القصص وأسانيدها وفقهها، مع أن من ضمن هذه التي سماها "القصص المؤلفة" حديثاً في البخاري!
هذا مع أن النسخ يؤمن به كافة علماء الأمة قديما وحديثاً إلا قولاً شاذاً مخالفاً لإطباقهم، فالعبرة عند الدكتور في الرد ما خالف فهمه -هو- للشريعة، ثم بعد ذلك لا معنى لورود هذا الحديث الذي يعارض فهمه من إسناد واحد أو من عشرين إسنادا فالقضية لا معنى لها عنده، ولا معنى عنده لإيمان آلاف العلماء على مر القرون بهذه الأحاديث وتنزيههم إياها عن مخالفة الشريعة، فهي بكل سهولة: كذب ودجل ودسائس!! وهذا كما تقدم هو جوهر الفرق بين انتقاداته لأحاديث الصحيحين وبين انتقادات الدارقطني وأمثاله ممن انتقادهم معتبرة.
وأضرب مثالين على إثبات ذلك من خطبتين من خُطَبِه:
المثال الأول: تكذيبه أحاديث خروج المسيح الدجال.
المثال الثاني: تكذيبه أحاديث نزول نبي الله عيسى عليه السلام (وسأشير إلى شيء من التفصيل في هذا المثال عند عنوان "عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح" ).
أحاديث خروج الدجال رويت في الصحيحين من رواية عشرين صحابياً، وبعض هؤلاء الصحابة روي الحديث عنهم من أكثر من وجه وطريق.
والنقطة المهمة هنا أن نعلم أنه قلَّ أن يوجد حديث روي في الصحيحين بهذا الكم الكبير من الأسانيد الصحاح، فمِثل هذا الحديث يُعّدُّ من أصح ما في الصحيحين،
وبما أن الصحيحين هما أصحّ الكتب بعد القران، فالنتيجة أن هذا الحديث هو من أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.
فإذا كان مثل هذا الحديث بهذه الدرجة من الصحة يقول عنه د.عدنان بلا تردد (إنه كذب) فهل يمكن الاعتماد بعد ذلك على شيء من السنة ؟ الجواب: لا بالتأكيد.
اضطراب الموازين عند عدنان إبراهيم
بعض الموازين والمعايير التي يستعملها عدنان إبراهيم تكون معتبرة عنده في بعض المواضيع ثم تختفي فجأة في البعض الآخر!
فعلم الحديث وموازينه يكون حجة في أمور، وصِفراً في أمور أُخَر !
ومعارضة الحديث بما هو أصح منه تُستعمل مرةً وتُهمَل أخرى!
وهكذا في خطبتنا هذه حكّم ميزاناً كان يُهمله ويناقضه دائماً !
فالمتابع لخُطَب د. عدنان إبراهيم يرى بجلاء استسهاله تجهيلَ مئات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين بعبارات شديدة جدا، وكثيرا ما يمارس هذا التجهيل بشكل تعميمي مُزعِج يُشعرك أنه هو وحده الذي أدرك المسألة التي يتحدث عنها!
إلا أنه -وللمفارقة العجيبة- في خطبته هذه يعكس القضية بشكل غريب حيث قال ما نصه عند الدقيقة 34:46 "من قال بأن من رد حديثاً في البخاري أو مسلم فقد رد على رسول الله، ...، أقول : فهذا جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل معظم من سنذكر، بل كل من سنذكر من العلماء الرادين لأحاديث في الصحيحين، وغير الصحيحين مما صح وهم بالعشرات"
عجباً يا دكتور، تقول عنه جاهل جهالة غليظة لأن قوله يؤدي إلى تجهيل عشرات العلماء ممن انتقدوا أحاديث في الصحيحين! إذن بماذا تصف من يقول عن معظم أهل السنة والجماعة بأنهم يدّعون التحريف في كتاب الله كما ذكرتَ ذلك في خطبة "لا نسخ في القران" ؟ وبماذا تصف من يقول كَذَبنا على أنفسنا أربعة عشر قرناً ؟!!
الانفصال بين الألباني وعدنان إبراهيم في الموقف من البُخاري!
أشار عدنان إبراهيم في هذه الخطبة إلى أن الألباني وافق على كلام الغماري الذي ذكر فيه "أن من أحاديث الصحيحين ما يُقطع ببطلانه" وأنه دعى إلى "عدم التهيب من الحكم عليها بالوضع". وعند التحقيق فليس كلامُ الألبانيِّ صريحاً في موافقة الغماري على كلمة (الوضع) بعينها، فإن الغماري ذكر في سياق كلامه أكثر من جملة، منها: أن الإجماع لم يقع على صحة كل ما في الصحيحين، وعبارة الألباني جاءت في ختام هذه الجُمَل، وهي تنطبق على الجملة المتعلقة بالإجماع ؛ فإن نص كلام الألباني في الموافقة هو :
"وهذا مما لا يشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم، وقد كنتُ ذكرتُ نحوه في مقدمة شرح الطحاوية "انتهى.
والذي يدل على أن موافقة الألباني لكلام الغماري ليست فيما يتعلق بالموضوعات ما يلي :
1- قوله : وهذا لايشك فيه (كل) باحث متمرس في هذا العلم. وهذه العبارة لا يمكن أبداً أن تنطبق على ادعاء وجود موضوعات في البخاري، ودونك أيها القارئ الكريم أيَّ باحثٍ متمرس في هذا العلم - الذي هو بالطبع علم الحديث- فسَلْه: هل يخفى عليك وجود موضوعات في صحيح البخاري؟ ثم لتنظر: هل عبارة الألباني تنطبق على الإجابة بـ"نعم" عن هذا السؤال كما فهمها عدنان إبراهيم؟ أم على عدم ثبوت الإجماع على صحة (كل) حديث في الصحيحين؟ فإن كل باحث متمرس في علم الحديث لا يخفى عليه وجود بعض الأحاديث اليسيرة المنتقدة فيهما وأنها مستثناة من الإجماع المنقول على صحة ما في الصحيحين.
2- الألباني رحمه الله ضعّف أحاديث في الصحيحين، وقد تُتُبِّعَت هذه الأحاديث وجُمعت، ووقفتُ على رسالة مُصنّفة في جمع هذه الأحاديث وكلام الألباني عليها، وليس فيها شيء حكم عليه بالوضع وإنما بالضعف، ولن يترك رحمه الله الأحاديث الموضوعة دون بيان ليتجه إلى بيان الأحاديث الضعيفة!
3- أن الألبانيّ أحال في الكلام السابق في تعليقه على الغماري إلى مقدمة الطحاوية وعند مراجعة المقدمة لم أجد فيها أي إشارة لقضية الموضوعات في البخاري.
4- دائما تجد لُغة الألباني في نقد البخاري خفيفة ومشيرة إلى محدودية وخفة الانتقادات عليه، انظر مثلاً قوله "واعلم أن صحيح البخاري مع جلالته وتلقي العلماء له بالقبول كما سبق ذِكره في المقدمة فإنه لم يسلم من النقد من بعض العلماء وإن كان غالبه -أي غالب هذا النقد- مجانبا للصواب" مقدمة مختصر البخاري للألباني جزء2 ص4.
وقال : "أعود إلى أحاديث هذا الصحيح (يقصد البخاري) فأقول،...، الباحث الفقيه لا يسعه إلا أن يعترف بحقيقة علمية عبر عنها الإمام الشافعي رحمه الله فيما روي عنه من قوله "أبى الله إلا أن يتم كتابه" ولذلك أنكر العلماء (بعض الكلمات) وقعت (خطأ) من أحد الرواة في (بعض) الأحاديث الصحيحة" مختصر البخاري 2/6
وكما أن الدكتور نَقَل موافقَة الألباني للغماري؛ فمن اللطيف أن يُعلَم أن الألباني رحمه الله انتقد الغماري على تضعيفه لأحاديث صحيحة، فقال في مقدمته لمختصر البخاري 9/2 "وقريب من هؤلاء بعض المشتغلين بهذا العلم، إلا أنهم لغَلَبَة التعصب المذهبي عليهم، وتمكن الأهواء منهم فإنهم في كثير من الأحيان يُضعفون الأحاديث الصحيحة، كالشيخ الكوثري، وعبدالله الغُماري، وأخيه الشيخ أحمد"
وهاهنا تنبيه مهم من الألباني يوضح الفرق بين انتقاداته على الصحيح وبين انتقادات عدنان إبراهيم، وهو تنبيه في غاية الأهمية ، وفي نظري أن جزءا كبيرا من هذا الكلام ينطبق على د.عدنان إبراهيم تماماً!
قال الألباني "وفي مقابل هؤلاء بعض الناس ممن لهم مشاركة في بعض العلوم، أو في الدعوة إلى الإسلام – ولو بمفهومهم الخاص – يتجرؤون على رد ما لا يعجبهم من الأحاديث الصحيحة وتضعيفها ولو كانت مما تلقته الأمة بالقبول، لا اعتماداً منهم على أصول هذا العلم الشريف وقواعده المعروفة عند المحدثين، أو لشبهة عرضت لهم في بعض رواتها، فإنهم لا علم لهم بذلك، ولا يقيمون لأهل المعرفة به والاختصاص وزنا، وإنما ينطلقون في ذلك من أهوائهم، أو من ثقافاتهم البعيدة عن الإيمان الصحيح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة، تقليدا منهم للمستشرقين أعداء الدين، ومن تشبه بهم في ذلك من المستغربين أمثال أبي رية المصري ، وعز الدين بليق اللبناني .." مقدمة مختصر صحيح البخاري2/8
الفرق بين نقد أئمة الحديث لبعض أحاديث البخاري وبين نقد عدنان إبراهيم :
وإذا أردتُ أن أُجمل ذِكر الفروق بين انتقادات الدكتور عدنان إبراهيم وبين انتقادات المحدثين على البخاري، فسأذكرها في ثلاث نقاط:
1- هم ينطلقون من قواعد علم الحديث في انتقاداتهم وهو لا ينطلق منها. (مع التأكيد المتكرر على أن قواعد علم الحديث لا تقتصر على النظر في الإسناد)
2- هم لا يقللون من قدر صحيح البخاري لا تصريحا ولا تلميحاً، وهو يقلل من قدره في مواضع من خُطبه وذلك بأسلوبه وعباراته المصاحبة لردِّهِ لبعض أحاديثهما مع أنه يُصرح بمدح الصحيحين في بعض المواضع وبأن البخاري أًصح كتاب بعد كتاب الله.
3- هم لم يحكموا على أي حديث في صحيح البخاري بالوضع وهو حكم بذلك في أحاديث كثيرة (وبينّا المُجمل في كلام الألباني)
عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح :
من الإشكالات الواضحة لدى الدكتور عدنان عندما يحكم على حديث بالوضع والكذب: أنه لا يذكر لنا كيف أُدخَل هذا الحديث في صحيح البخاري؟ من الذي وضعه؟
فقد ذكر في خطبته هذه تبرئة البخاري ومسلم من وضع الأحاديث ، قال: وهي مِن وَضْعِ مَن وَضَعَها ! عجَباً! نحن نريد هذا الذي وضعها. ألا يستطيع الدكتور إظهاره؟ أم استطاع هؤلاء الوضاعون تجاوز كل أسوار النُقاد والمحدثين وقواعدهم وتدقيقاتهم حتى أدخلوا أحاديث غير قليلة في أصح الكتب دون علم من أحد منهم! بل صدقوها وآمنوا بها عن غفلة وتلقت الأمة هذه الكذبة بالقبول؟ هنا أستعير عبارة الدكتور لأقول : إن القائل بهذا القول جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل عشرات بل آلاف العلماء الذين تلقوا صحيح البخاري بالقبول وصدقوا هذه الأحاديث وشرحوها واستدلوا بها!
ولولا خشية الإطالة لذكرتُ بالتفصيل التام مثالاً تطبيقيا على هذه النقطة، غير أني سأذكره على سبيل الإجمال، وهو حديث في البخاري (حديث أبي هريرة مرفوعاً في نزول عيسى عليه السلام) قال عنه الدكتور إنه (فِرية)! وحين نبحث عمّن افترى هذه الفرية فلن نجده أبداً؛ وذلك أن البخاري روى هذه الحديث عن ثلاثة من شيوخه، وروى مسلم نفس الحديث عن اثني عشر من شيوخه، ويرويه الإمام أحمد عن اثنين من شيوخه أو أكثر، ويرويه الترمذي عن شيخه وهو أحد شيوخ البخاري ومسلم في هذا الحديث بعينه، ورواه ابن ماجه عن شيخٍ لمسلم أيضاً، وكل هذه الأسانيد مُثبتة في كتبهم، ثم بعد ذلك روى جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم نفس موضوع الحديث منهم في صحيح مسلم -فقط- أربعة؛ فكيف؟ ومتى؟ تم وضع هذا الحديث في البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه؟ ومن الذي قام بإدخاله في كتبهم على اختلاف بلدانهم؟ وكيف لم ينتبهوا لذلك وهم أئمة النقاد؟
كم هو سهل أن يرمي المرء الكلام جزافا، ولكنه لا يتمشى مع التدقيق العلمي.
لِفَهم منهجية علماء الحديث في انتقاد صحيح البخاري :
أختم أسطري هذه بأهم ما فيها، وهو ما تمت الإشارة إليه سابقاً من أن انتقادات المُحدّثين المعتبرين لصحيح البخاري تُفهَم تحت المنهجية التالية :
1- أن الأصل في كل حديث في البخاري الصحة، وأنه يكفي المعرفة بأن الحديث أخرجه البخاري ليُعمَل به.
وبما أن الدكتور عدنان استدل بالألباني في خطبته على شيء من مراده فإني أبتدئ بكلامٍ للألباني تحت هذه النقطة، حيث قال مانصه :
" حتى صار عرفاً عاما أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك وأنه الأصل عندنا" مقدمة الطحاوية ص 22
وقال الجُويني : " لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته = من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما " تدريب الراوي 1/142 ط. طيبة
وقال النووي رحمه الله :
" أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما "
تهذيب الأسماء واللغات .
2- أن هذه المكانة لصحيح البخاري ليست لمجرد كون جامع هذا الكتاب مِن أعلم مَن خَلَقَ اللهُ تعالى بالحديث وعِلله وفقهه، ولكن لأن الأئمةَ من أهلِ الاختصاص بالحديث وغيرهم من الفقهاء والمفسرين تلقوا كتابه هذا بالقبول لما فيه.
3- أن انتقاد شيء من الصحيح لا بد ألاّ يكون معارضا لقواعد علم الحديث التي هي المعيار في معرفة الصحيح من الضعيف، وليس خفياً على أهل الاختصاص -كما تقدم- أن علم الحديث يهتم بنقد المتن كما يهتم بنقد السند.
4- أن الأحاديث التي انتُقدت على صحيح البخاري عددها قليل جداً بالنسبة لأحاديث الكتاب.
5- ليس في صحيح البخاري - جزْماً وقطعاً- أيَ حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
.6- أن من استبان له من أهل العلم ضعفَ إسناد أو رواية معينة أو متنٍ أو زيادةِ كلمةٍ فيها حُكمٌ أو نحو ذلك من صحيح البخاري، وكان حكمه مبنياً على علم ودراية وعقيدةٍ صحيحة غيرَ ضاربٍ بقواعد علم الحديث عرض الحائط = فإنَّ عدَمَ أخْذِه بما استبان له ضعفه لا يكون مِن باب رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من باب الخلاف المُعتبَر.
7- أن العلماء الذين نُقِل عنهم أنهم انتقدوا شيئا من صحيح البخاري ليس كل انتقادهم منصبا على المتون أو يعود عليها بالضعف، فإن بعض الانتقادات موجه إلى إسناد معين من أسانيد حديثٍ له أكثر من إسناد بعضها صحيح وبعضها فيه كلام.
وبعضُ الأحيان يكون الانتقاد موجها على جزء من الحديث وليس على أصله.
8- ليس بالضرورة أن يكون كلام من انتقد شيئا من الصحيح صحيحاً، وكما أنه يوجد من أهل العلم من انتقد البخاري، فإن من أهل العلم من أجاب عن هذه الانتقادات وبين أن الصواب في جمهورها مع البخاري، قال ابن تيمية في الفتاوى "ولهذا كان جمهور ما أُنكر على البخاري مما صحّحه، يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه "مجموع الفتاوى" (1/256) " .
9- لا يجوز أن يكون التضعيف لأحاديث البخاري مبنيا على اعتقاد يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، كمن رد أحاديث الرؤية أو الشفاعة أو الصفات بناء على اعتقادات باطلة تتعارض مع هذه الأحاديث، كما أنه لا يجوز أن يكون مُنطَلَق التضعيف والرد لشيء من البخاري مجرد مقاومة هجوم تشكيكي من أعداء الإسلام تعود على خبر ثابت عن النبي بالإبطال. كما حصل مِن رد حديث زواج النبي من عائشة وهي ابنة تسع.
10- استشكال المرء حديثاً لا يكفي للمبادرة بردّه، بل لا بد من النظر في موقف أهل العلم من هذا الحديث وتعاملهم معه، فإن كثيرا من هذه الاستشكالات ليست تخفى عليهم، وأجابوا عنها، ثم إن هناك قبل الرد التوقف، وإرجاء القطع بشيء في الحديث حتى يعيد العالِم المستتشكلُ النظرَ فيما استشكل ويزيد، فإن للصحيح هيبة كما قال الذهبي رحمه الله في ترجمة خالد بن مخلد القطواني في ميزان الاعتدال (1/592) بعد أن ذكر حديثاً رواه خالد هذا في صحيح البخاري :"هذا حديث غريب جداً، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد" ط.الرسالة
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 5/326: " فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهيّن"
وبقي في الخطبة مواضع التي تستحق الإلتفات، لعل ما ذُكر هنا يكون دليلاً على ما غاب ذكره، والحمد لله رب العالمين .
29 - 7 - 1434 ه
أحمد بن يوسف السيد
==============
============================
نصب المنجنيق في نسف شبهات عدنان إبراهيم
http://www.saaid.net/Doat/saad/82.htm
سلسلة الرد على عدنان ابراهيم - الشيخ محمد الداهوم
http://www.bofawzi.com/2011/10/blog-post_09.html
جولة في "زندقة" عدنان
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?37694-%CC%E6%E1%C9-%DD%ED-quot-%D2%E4%CF%DE%C9-quot-%DA%CF%E4%C7%E4-%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3
=======================
===========================
الشيخ بسام جرار يفتك بالمدعو عدنان إبراهيم بالضربة القاضية
http://www.youtube.com/watch?v=5LVuLUTYGe0
هذا رجل مارق من الدين والعياذ بالله
استمعوا عباد الله الى هذا الضلال وسلوا الله العافية لنا ولكم وللمسلمين
http://www.youtube.com/watch?v=PKQlFBefHMg
سُئل الشيخ الطريفي عن عدنان إبراهيم فأجاب وأجاد بدون تحضير لذلك
http://www.youtube.com/watch?v=eqzpE9gEIo4
عدالة الصحابة وعقيدة عدنان ابراهيم فيهم
http://www.youtube.com/watch?v=RxOt2rciD5g
اهانت عليك دماء السوريين يا عدنان ابراهيم
http://www.youtube.com/watch?v=J8CZ2RU2xkQ
هل ضرب عثمانُ بن عفّان عمّارَ بن ياسر - الرد على عدنان إبراهيم
===========================
عدنان إبراهيم يطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل
http://www.youtube.com/watch?v=0feEFvNIQ7I
عدنان ابراهيم يوافق نظرية التطور
http://www.youtube.com/watch?v=Q4qt6gyJw-o
عدنان ابراهيم والطعن في الصحابة وشرف أشرف الخلق !
http://www.youtube.com/watch?v=yXQyUK9rhjI
02 - حقيقة عدنان ابراهيم ومذهبه
http://www.youtube.com/watch?v=vT_69CpNZtI
03 - كفريات عدنان إبراهيم
http://www.youtube.com/watch?v=BQfBAFbOKHw
04 - تناقضات عدنان إبراهيم
http://www.youtube.com/watch?v=iBZ2krgkgzM
الضال عدنان إبراهيم.. النصارى ليس عليهم اتباع نبينا
http://www.youtube.com/watch?v=PKQlFBefHMg
عدنان إبراهيم ينكر حجية السنة مثل القرآنيين I خطير جداً
http://www.youtube.com/watch?v=bZTmX9siEO8
فضيحة عدنان ابراهيم يكذب على البخارى.mp4
http://www.youtube.com/watch?v=r3_ZUulh2Lg
ينكر المسيح الدجال ويسأل ما الذى يجبرنى أن أؤمن برجل لن يأتى فى زمانى
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=45173
لماذا يا عدنان ابراهيم تتحدث عن معاوية بن ابي سفيان ؟!
http://www.youtube.com/watch?v=QXX6siUCdXM
هروب القزم عدنان إبراهيم من مناظرة علماء اهل السنة
http://www.youtube.com/watch?v=DBctj6BKoYM
بهذا الفيديو
الخبيث عدنان إبراهيم يدعو إلى إعادة الاجتهاد في فروض الميراث
هذا الخبيث يطعن أيضا فى القرآن أنه غير صالح لكل زمان ومكان ولا يصلح فى زمننا بعد خروج المرأة للعمل وأن القرآن ذكر أحكام القرآن فى زمن كانت المرأة تلزم بيتها
http://www.youtube.com/watch?v=gwUde5-zsdk
الرد على نفي عدنان ابراهيم حد الرجم
اسحاق الحويني
http://www.youtube.com/watch?v=YX1JbL0Njk0
بالمصدر والبرهان عدنان يطعن بالنبي العدنان !
http://www.youtube.com/watch?v=o6N7nA10C7Q
معتقد الشيعة في أفضل من معتقد أهل السنة
http://www.youtube.com/watch?v=0DoZ04WAWuI
ضلالات عدنان ابراهيم # 1
http://www.youtube.com/watch?v=UUBF_lUdChg
ضلالات عدنان ابراهيم # 2
http://www.youtube.com/watch?v=0zeYAEgmIWU
الرد على- عدنان ابراهيم - للشيخ عبدالرحمن الدمشقية
http://www.youtube.com/watch?v=3KOy_fUTp34
الرويبضة عدنان إبراهيم يطعن في الصحابى الجليل - عثمان بن عفان - صراحة
http://www.youtube.com/watch?v=40Wyb7erIU8
الكذاب المدلس الحقير عدنان إبراهيم يطعن فى أخلاق الصحابى - عبد الله بن عمر -
http://www.youtube.com/watch?v=UBrbFAeTy10
دفاع عدنان إبراهيم عن أخيه ياسر الخبيث
http://www.youtube.com/watch?v=RQZRzwct71M
تعليق رافع الفيديو على اليوتيوب
لقد شاهدت لهذا النخزير عدنان مقاطع وهو يلعن في الصحابة وخاصة معاوية رضي الله عنه وبنيه ولكنه يرفض لعن اخيه ياسر الخبيث الذي لم يسلم من حقارته وبذاءته أحداً من رموز المسلمين !
عدنان ابراهيم يشتم
رجل نصحه
http://www.youtube.com/watch?v=Kuwq67bMuHM
فضيحة رهيبة لـ عدنان إبراهيم يكذب كذبا صريحا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://www.youtube.com/watch?v=4o2FprNpyWM
اول علامات ظهور المهدي
http://www.youtube.com/watch?v=uUhjANbirWM
عدنان إبراهيم-يدعو-إلى-إعادة-الاجتهاد-في-فروض الميراث
https://www.youtube.com/watch?v=UjqlOe_6DvM
المدعو عدنان ابراهيم
ينفي وجود اية ان الملائكة تؤمن بالله و الشيخ بسام بين كذب هذا الافاك
مثال على كذب و جهل المدعو عدنان ابراهيم
رد من الشيخ بسام جرار على عدنان
https://youtu.be/04_Dk6kyrIY
فضائح عدنان ابراهيم
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/12/blog-post_636.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق