بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع بدآية سيكون عن هذا
* إلى صناديد الإمامية: انهيار استدلالكم العقلي على العصمة المطلقة بآية إمامة إبراهيم
ويليه موضوع +
* انهيار أقوى أدلتهم القرآنية على الإمامة:حمل إمامة إبراهيم على أئمتهم يتناقض مع أصوله
" أي تم دمج الموضوعين "
~~~~~~~~~~~~
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن خلال دراستي المفصلة لاستدلال الشيعة بآية إمامة إبراهيم عليه السلام وهي قوله تعالى ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124)
وجدتهم يحاولون جاهداً اشتراط العصمة في الإمام مدى الحياة وليس وقت إمامته فقط ، ليصرفوا الإمامة عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، لأنهم ما كانوا ظالمين بعبادتهم للأصنام وقت تصديهم للإمامة ، فاضطروا للبحث عن دليل ينصروا به قولهم بوجوب عصمة الإمام من الظلم مدى الحياة قبل تصديه للإمامة وأثنائها ...
وبالفعل قام علامتهم محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان - تابعاً لما قرره أستاتذته - بالاستدلال العقلي على ذلك وتبعه محققهم وعلامتهم جعفر السبحاني إذ سار على خطاه بتبنيه لنفس الاستدلال.
ولكن المفاجأة في الاستدلال هي أن اندفاعهم المتعصب لإبطال خلافة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم قد أوقعهم في مطب كبير وخطير والمتمثل بالطعن في عقل إبراهيم عليه السلام من خلال اتهامه بالجهل لحكم العقل وغفلته عن الأمور المسلَّمة في الإمامة وشروطها !!!
وإليكم إخواني بيان ذلك من خلال مطلبين وكما يلي:
المطلب الأول: طرح استدلالهم العقلي الذي أوردوه
الموضوع بدآية سيكون عن هذا
* إلى صناديد الإمامية: انهيار استدلالكم العقلي على العصمة المطلقة بآية إمامة إبراهيم
ويليه موضوع +
* انهيار أقوى أدلتهم القرآنية على الإمامة:حمل إمامة إبراهيم على أئمتهم يتناقض مع أصوله
" أي تم دمج الموضوعين "
~~~~~~~~~~~~
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فمن خلال دراستي المفصلة لاستدلال الشيعة بآية إمامة إبراهيم عليه السلام وهي قوله تعالى ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124)
وجدتهم يحاولون جاهداً اشتراط العصمة في الإمام مدى الحياة وليس وقت إمامته فقط ، ليصرفوا الإمامة عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، لأنهم ما كانوا ظالمين بعبادتهم للأصنام وقت تصديهم للإمامة ، فاضطروا للبحث عن دليل ينصروا به قولهم بوجوب عصمة الإمام من الظلم مدى الحياة قبل تصديه للإمامة وأثنائها ...
وبالفعل قام علامتهم محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان - تابعاً لما قرره أستاتذته - بالاستدلال العقلي على ذلك وتبعه محققهم وعلامتهم جعفر السبحاني إذ سار على خطاه بتبنيه لنفس الاستدلال.
ولكن المفاجأة في الاستدلال هي أن اندفاعهم المتعصب لإبطال خلافة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم قد أوقعهم في مطب كبير وخطير والمتمثل بالطعن في عقل إبراهيم عليه السلام من خلال اتهامه بالجهل لحكم العقل وغفلته عن الأمور المسلَّمة في الإمامة وشروطها !!!
وإليكم إخواني بيان ذلك من خلال مطلبين وكما يلي:
المطلب الأول: طرح استدلالهم العقلي الذي أوردوه
وإليكم نص استدلال الطباطبائي ثم السبحاني على ذلك:
1- نص كلام علامتهم الطباطبائي واستدلاله:
قال علامتهم محمد حسين الطباطبائي في تفسيره ( الميزان في تفسير القرآن ) ( 1 / 274 ):[ وقد سئل بعض أساتيذنا رحمة الله عليه : عن تقريب دلالة على عصمة الامام . فأجاب :
أن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام : من كان ظالما في جميع عمره ، ومن لم يكن ظالما في جميع عمره ، ومن هو ظالم في أول عمره دون آخره ، ومن هو بالعكس هذا . وإبراهيم عليه السلام أجل شأنا من أن يسئل الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته ، فبقي قسمان وقد نفى الله أحدهما ، وهو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره ، فبقي الآخر ، وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره إنتهى].
2- نص كلام علامتهم ومحققهم جعفر السبحاني على ذلك:
يقول علامتهم جعفر السبحاني في كتابه ( مفاهيم القرآن ) ( 5 / 257 ):[ الثاني: طريق النقل: وهو تحليل الآية: ببيان أن الناس بالنسبة إلى الظلم على أربعة أقسام:-
1- من كان طيلة عمره ظالما.
2- من كان طاهراً ونقيا في جميع عمره.
3- من كان ظالماً في بداية عمره وتائباً في آخره.
4- من كان طاهراً في بداية عمره وظالماً في آخره.
عند ذلك يجب أن نقف على أن إبراهيم u الذي سأل الإمامة لبعض ذريته ، أراد أي قسم منها ؟
حاشا إبراهيم u أن يسأل الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته لوضوح أن الفارق في الظلم من بداية عمره إلى آخره أو الموصوف به أيام تصديه للإمامة لا يصلح لأن يؤتمن عليها فبقي القسمان الآخران أعني الثاني والثالث ، وقد نص سبحانه على أنه لا ينال عهده الظالم ، والظالم في هذه العبارة لا ينطبق إلا على القسم الثالث أعني من كان ظالماً في بداية عمره وصار تائباً حين التصدي ، فإذا خرج هذا القسم بقي القسم الثاني ، وهو من كان نقي الصحيفة في طيلة عمره لم يُرَ منه لا قبل التصدي ولا بعده انحراف عن الحق ومجاوزة للصراط السوي ].
وتأمل كيف نزهوا باستدلالهم إبراهيم عليه السلام من سؤاله للإمامة للقسم الأول والرابع - من كان ظالماً مدى الحياة ومن كان نقياً ثم انحرف وقت تصديه للإمامة - ثم اعترفوا بأنه عليه السلام قد طلبها للقسمين الثاني والثالث ،
فجاء الرفض الإلهي للقسم الثالث بعدم أهليته للإمامة وهو من كان ظالماً في بداية عمره ونقياً وقت التصدي - وهو ما ينطبق على أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بعبادتهم للأصنام ثم توبتهم منها وقت تصديهم للإمامة -
ليخرجوا بالنتيجة التي استماتوا في إثباتها وهي أن الإمام يجب أن يكون نقياً من الظلم طيلة عمره من الولادة إلى الموت أي العصمة المطلقة وليس وقت التصدي فقط !!!
المطلب الثاني: بيان الطعن الذي تضمنه استدلالهم بعقل إبراهيم عليه السلام
وبيان ذلك يكون حقيقتين هما:
الحقيقة الأولى:
إنه مكمن الداء في استدلالهم هو إقرارهم بأن إبراهيم عليه السلام قد طلب الإمامة للقسم الثالث وهو من كان ظالماً في بداية عمره وتائباً نقياً وقت تصديه للإمامة ، بمعنى أنه كان معتقداً بأهلية هذا القسم لنيل الإمامة ولذا طلب من الله تعالى يخلع عليهم قميص الإمامة ، وحتى أنهم لم ينزهوه من أن يطلبها لهذا القسم كما نزهوه عن طلبها للأقسام المتقدمة.
أي أن عقيدة إبراهيم عليه السلام التي كان يؤمن بها - وفق استدلالهم العقلي أعلاه - هي أهلية هذا القسم - من كان ظالماً في بداية عمره ونقياً وقت التصدي - لنيل الإمامة ولذا طلبها لهم بخلاف الأقسام المنزه من طلبها لهم.
الحقيقة الثانية:
وهي دعوى علماء الإمامية أن العقل يحكم بوجوب عصمة النبي والإمام مدى الحياة وليس وقت النبوة والإمامة فقط ، وإليكم بعض تصريحاتهم بذلك:
1- يثبت علم هداهم المرتضى الحكم العقلي بزوم العصمة مدى الحياة في كتابه ( تنزيه الأنبياء ) ( ص 15-23 ) قائلاً :[ اختلف الناس في الأنبياء عليهم السلام . فقالت الشيعة الإمامية ، لا يجوز عليهم شئ من المعاصي والذنوب كبيرا كان أو صغيرا ، لا قبل النبوة ولا بعدها ، ويقولون في الأئمة مثل ذلك ... لأنا نعلم أن من يجوز عليه الكفر والكبائر في حال من الأحوال وإن تاب منهما ، لا يكون حال الواعظ لنا الداعي إلى الله تعالى ونحن نعرفه مقارفا للكبائر مرتكبا لعظيم الذنوب ، وأن كان قد فارق جميع ذلك وتاب منه عندنا ، وفي نفوسنا كحال من لم نعهد منه إلا النزاهة والطهارة ، ومعلوم ضرورة الفرق بين هذين الرجلين فيما يقتضي السكون والنفور ... فإن قيل : فمن أين قلتم أن الصغائر لا تجوز على الأنبياء في حال النبوة وقبلها ؟ قلنا : الطريقة في نفي الصغائر في الحالتين هي الطريقة في نفي الكبائر في الحالتين عند التأمل ، لأنا كما نعلم أن من يجوز كونه فاعلا لكبيرة متقدمة قد تاب منها وأقلع عنها ولم يبق معه شئ من استحقاق عقابها وذمها ، لا يكون سكوننا إليه كسكوننا إلى من لا يجوز عليه ذلك . وكذلك نعلم أن من يجوز عليه الصغائر من الأنبياء ( ع ) أن يكون مقدما على القبائح مرتكبا للمعاصي في حال نبوته أو قبلها ، وإن وقعت مكفرة لا يكون سكوننا إليه كسكوننا إلى من نأمن منه كل القبائح ولا نجوز عليه فعل شئ منها ... فإذا كنا قد بينا أن الكبائر والصغائر لا يجوزان على الأنبياء ( ع ) قبل النبوة ولا بعدها ، لما في ذلك من التنفير عن قبول أقوالهم ، ولما في تنزيههم عن ذلك من السكون إليهم ، فكذلك يجب أن يكون الأئمة عليهم السلام منزهين عن الكبائر والصغائر قبل الإمامة وبعدها ، لأن الحال واحدة ].
2- أثبت هذا الحكم العقلي محققهم جعفر السبحاني في كتابه ( الإلهيات ) ( 4 / 124 ) قائلاً:[ ولأجل تحقق الهدف يحكم العقل بلزوم نقاوة الإمام عن كل رذيلة ومعصية في جميع فترات عمره ].
وفي ضوء هاتين الحقيقتين نجد أنفسنا أمام حكمين عقليين متعارضين هما:
1- ما حكم به عقل إبراهيم عليه السلام:
من الاعتقاد بأن من كان ظالماً في بداية عمره تائبا وقت تصديه للإمامة يصلح للإمامة مؤهلٌ لها.
2- ما حكمت به عقول علماء الإمامية:
من الاعتقاد بأن من كان ظالماً في بداية عمره وتائباً وقت تصديه للإمامة لا يصلح للإمامة وعدم أهليته لنيلها.
وعليه فسيجد الإمامية أنفسهم بين خيارين لا ثالث لهما وكما يلي:
الخيار الأول:
أن يصححوا ما حكم به عقل إبراهيم عليه السلام من أهلية القسم الثالث للإمامة ، أي من كان ظالما في بداية عمره تائبا وقت تصديه للإمامة.
وهذا الخيار سيترتب عليه بطلان عقيدتهم بوجوب عصمة الإمام مدى الحياة أي من الولادة إلى الموت والتي صرح بها كبار علماء الإمامية !!!
الخيار الثاني:
أن يصححوا ما حكمت به عقول الإمامية بمنع الإمامة عن القسم الثالث - من كان ظالما في بداية عمره تائبا وقت تصديه للإمامة - والحكم بعد أهليته لها.
وهذا الخيار سيترتب عليه الطعن بإبراهيم عليه السلام والمتمثل باتهام عقله بالعجز والجهل لذلك الحكم العقلي الذي عرفته عقول علماء الإمامية !!!
فهل كانت عقولهم أعلم وأقدر من عقل إبراهيم عليه السلام الذي لم يكن نبياً فحسب بل من أفضل الأنبياء لكونه من أولي العزم ؟!!!
وقبل أن تقود الحمية الزملاء الإمامية إلى التعجل للأخذ بالخيار الثاني نصرةً لمعتقدهم في عصمة الأئمة - مدى الحياة - وتصحيحاً لما حكمت به عقول علمائهم ...
وقبل أن يعميهم التعصب لذلك فيقبلوا بالنتيجة الخطيرة المترتبة عليه وهي الطعن بعقل نبي الله إبراهيم عليه السلام باتهامه بجهل ذاك الحكم العقلي ...
أسوق إليهم هذه النصوص من كلام علمائهم في وصف كمال عقول الأنبياء وعصمتهم لعلها تكون مصابيح تقودهم إلى طريق الحق ليلتزموه:
1- يقول آيتهم العظمى ناصر مكارم الشبرازي في كتابه ( نفحات القرآن ) ( 7 / 221 ) : [ الطريق الخامس لمنابع علومهم هو العقل الخارق الذي أودعه الله عز وجل عند الأنبياء وأوصيائهم المعصومين…..أن عقول الأنبياء والأوصياء لها امتداد واسع جداً وهذا هو السبب في كشفهم حقائق لا يدركها الآخرون ].
2- يقول شيخهم الوحيد الخراساني في كتابه ( منهاج الصالحين ) ( 1 / 63 ):[ الدليل الخامس : منشأ الخطأ والذنب ضعف العقل والإرادة ، وعقل النبي كامل ، لأنه باتصاله بالوحي وصل إلى حق اليقين ، وصار يرى الأشياء على واقعها كما هي ، وإرادته لا تتأثر إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى ، فلا يبقى في شخصيته مجال للخطأ والذنب ].
3- ينقل شيخهم المفيد عقيدتهم في الأنبياء والأئمة في كتابه ( الاعتقادات ) ص 96 عن شيخهم الصدوق قوله:[ اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة صلوات الله عليهم أنهم معصومون مطهرون من كل دنس وأنهم لا يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن نفى عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم . واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم إلى أواخرها لا يوصفون في شئ من أحوالهم بنقص ولا جهل ].
4- ينقل شيخهم لطف الله الصافي نص كلام علامتهم عبد الله شبر في كتابه ( لمحات ) ص 113:[ قال العلامة الجليل السيد عبد الله شبر : " العصمة عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطاء . وليس معنى العصمة أن الله يجبره على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطاف يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها كقوة العقل ، وكمال الفطانة والذكاء ، ونهاية صفاء النفس ، وكمال الاعتناء بطاعة الله تعالى ].
وهكذا وضع علماء الإمامية - بإيرادهم لذاك الاستدلال العقلي على اشتراط العصمة مدى الحياة - شيعتهم وأتباعهم بين خيارين أحلاهما مر !!!
وأنا بانتظار العقلاء والمنصفين من الزملاء الإمامية ليبينوا موقفهم منه وبأي الخيارين سيلتزمون ( وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق