09/04/2005
بعنوان "تحرير المرأة من منظور إسلامي" ألقى المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة في القاهرة المحاضرة التي أقامتها نقابة الصحفيين ضمن أنشطة لجنة الحريات برئاسة الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس والذي أكد أثناء تقديمه للدكتور عمارة إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.. وأن قضية تحرير المرأة هي قضية تنادي بها كل المنظمات العالمية ورغم كل جهودها إلا أنها لم تمنح المرأة كامل حقوقها.... بينما كان الدين الإسلامي أول من حرر المرأة ومنحها حقوقها وحرية وجعل لها ذمة مالية مستقلة عن زوجها.
" عربيات " كانت هناك لتنقل تفاصيل محاضرة د. محمد عمارة الذي أكد أن تحرير المرأة هو جزء من تحرير المجتمع.. معتبراً أنه لا يمكن أن يكون المجتمع حراً وجزء منه لا يتمتع بحقوقه وحريته.
اليهودي يشكرالله الذي لم يخلقه امرأة، وقسيس يعتبر المرأة ذكر ناقص
وأضاف بقوله : " بالمقارنة بين النموذج الغربي والإسلامي ندرك المزايا التي حصلت عليها المرأة في الإسلام قياساً بما اكتسبته لدى الحضارات الأخرى التي لوبحثنا عن صورة المرأة فيها نجد أنهم يلصقون كل مشكلات البشرية فيها منذ الخليقة.. فمن وجهة نظرهم حواء استسلمت للشيطان ودفعت آدم لشجرة التفاح فهبطت بالبشر من السماء إلى الأرض... أما في الشريعة اليهودية فالمرأة إذا توفي زوجها لا يمكنها أن تتزوج إلا بعد الحصول على موافقة ذوي الزوج المتوفى.. ومن شعائر اليهودية أن يصلي اليهودي كل يوم صلاة شكر لأنه لم يخلق عبدا ولا وثنيا ولا امرأة!!!.... كما اشتهرت مقوله أحد القسيسين ونصها ( لا وجود في الحقيقة إلا لجنس واحد.. الرجل والمرأة ذكر ناقص ) ".
وكشف الدكتور عمارة عن ممارسات أخرى مهينة للمرأة في الحضارة الغربية واستشهد بفرنسا التي أصدرت مرسوماً في عام 1793 بعد الثورة الفرنسية تعتبر فيه أن المرأة تتساوى مع فاقدي الأهلية – المجانين – والأطفال والمجرمين الذين ليس لهم حقوق تجاه الحكومة.
وفي إشارة إلى إنكار الغرب لحق الذمة المالية للمرأة يقول : " في عام 1903 طلبت سيدة مصرية ببيع حصتها من أسهم قناة السويس التي كانت تملكها فرنسا وكان رد الشركة الفرنسية بأن المرأة ليس من حقها أن تبيع لأنها ليس لها ذمة مالية وحسب نصوص القانون الفرنسي لا يجوز لها التصرف في أموالها وكتبت السيدة للشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية في ذلك الوقت والذي أكد لها أن الشريعة الإسلامية منحت المرأة ذمة مالية مستقلة عن زوجها ومن حقها أن تدخر وتستثمر وتنفق مالها دون تدخل من الزوج " .
المرأة وأمريكا
وقد عرج الدكتور عمارة على التشريعات الأمريكية قائلاً : " إذا كان بعض المثقفين في العالم يلوحون بأوراق أمريكا في الحرية فإننا لابد أن ندرك أن الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 1920 كانت تساوي بين المرأة والعبيد وتحرمها الحقوق السياسية بالكامل كما أن الكونجرس الأمريكي لا تتواجد فيه المرأة إلا بنسبة 14%.. وهناك 8 سيدات من بين 675 قاض يعملن في القضاء في أمريكا ".
المرأة والفلاسفة
يرى الدكتور عمارة بأن فلاسفة الغرب مثل أفلاطون وسقراط لم تكن كتاباتهم في صالح المرأة فالفيلسوف اليوناني أفلاطون كان يشعر بالضيق لأنه ابن امرأة والفيلسوف الألماني نشيتا كانت له المقولة ( إذا قصدت النساء احمل معك السوط ) . نتيشا: إذا قصدت النساء احمل معك السوط
ويضيف : " إذا أردنا أن نحلل المفهوم الغربي للحرية سنجد أن الغرب يشجع الحرية في الأمور الشخصية التي تتعارض مع القيم الأخلاقية والفطرة الإنسانية مثل الزنا والشذوذ والبغاء ويعتبر تلك الأمور رمزاً للحرية الشخصية كما يصور للمرأة بأن جسدها ملكاً لها تعبر عن حريتها من خلاله بممارسة أشكال الجنس ولو اتخذت الشذوذ سبيلاً... والرد على ذلك نجده في مقال كتبه عبدالله النديم عام 1892م ذكر فيه أن الحرية الحقيقية هي طلب الحقوق والوقوف عند الحدود.. وحقوق الإنسان محكومة بالحلال والحرام " .
المواثيق العالمية
يؤكد د. عمارة أن الرؤية الغربية لحرية المرأة لا يتناسب مع المرأة في العالم الإسلامي حيث تحكمها أخلاقيات وقيم ومعايير مختلفة... ولهذا يبرر الرفض الذي واجهته بعض المواد التي أثيرت في المؤتمرات العالمية في عام 1994 و1995 في مؤتمر بكين ووثيقة المؤتمر الدولي للسكان حيث رفضت العديد من الدول العربية ومنها مصر التوقيع على بنوده التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
ويقول : " لقد غاب على الذين طالبوا بتفعيل نصوص المؤتمر أنها طالبت الحكومات والمنظمات الحكومية ومؤسسات التنمية بإلحاح إلى إعطاء أولوية للبحوث الحيوية لكي توفر المعلومات للمراهقين والمراهقات عن الجنس الآمن حتى يكون بوسعهم ممارسته.. ولم تتطرق بنود المؤتمر إلى الجنس الشرعي!!! " .
أرقام وإحصائيات
ويستعرض الدكتور عمارة بعض الإحصائيات منها التي تشير إلى أنه في فرنسا 51% من النساء يلدن أطفال قبل الزواج.... وفي السويد حوالي 95% من الفتيات لهن تجارب جنسية قبل الزواج... و في انجلترا 59% من حوادث الطلاق بسبب العنف الذي يمارسه الرجل بحق المرأة.... ويوضح أنه في الولايات المتحدة الأمريكية تكشف الإحصائيات المعلنة أن أكثر من 80% من الفتيات في المدارس قد فقدن غشاء بكارة.. وهو الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية تدعو لجان العفة للتدخل وإقناع الطلبة والطالبات في المدارس الثانوية بتأجيل ممارسة الجنس إلى ما بعد الزواج.
الحقوق مع الإسلام
انتقل الدكتور محمد عمارة في محاضرته إلى الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام معتبراً أنه قد أنصفها ومنحها حقها بالعدل لقوله تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) .
كما أشار إلى وصايا الله ورسوله عليه السلام بالنساء شقائق الرجال... وطالب د. عمارة بضرورة تنقية الثقافة الإسلامية من الشوائب التي طغت عليها والتي كانت سببا في وجود تحفظ وتشدد من البعض عند مناقشة حقوق المرأة وحريتها قائلاً : " أصبحنا نفسر النصوص خارج سياقها بل ونردد النصوص ولا نطبقها علماً بأنها ليست مجرد كلام نظري بل هي تطبيق وهذا ماتميزت به الشريعة الإسلامية، فعندما تم اختيار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كأول العظماء المائة أكد الكاتب العربي أن الرسول هو الوحيد من الأنبياء الذي استطاع أن يجعل الدين الإسلامي تطبيق ومنهج حياة يناسب البشر حتى يرث الله الأرض ومن عليها " . عظمة الإسلام في أنه منهج حياة على من يتبعه أن يطبق تشريعاته ولايكتفي بترديدها
ويضيف : " إذا أردنا أن نلمس تكريم الإسلام للمرأة واعترافه بدورها ومكانتها فإننا لابد أن نتوقف عند صور أهمها أن أول من آمن بالله كانت امرأة وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.. وهي التي أقيم عام الحزن عند وفاتها عام 3 هجرية حدادا على رحيلها... كما كانت أول شهيدة في الإسلام امرأة... وحافظة سر الهجرة النبوية هي السيدة أسماء بنت أبي بكر... أما السيدة عائشة رضي الله عنها فكانت تراجع علماء الفقه والحديث في علوم الدين.. وفي بيعة العقبة وهي التي تعتبر الجمعية التأسيسية لإقامة الدولة الإسلامية كان هناك 73 من أهل المدينة ومعهم امرأتان... وفى المدينة ولى رسول الله سمراء بنت نهيّ ولاية سياسية فكانت بمثابة وزيرة للتجارة كما تولت الشفاء بنت عبد الله حسبة السوق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه... وعندما توفي الرسول عليه الصلاة والسلام كان عدد من دخل في الدين الإسلامي 124 ألف منهم 8 آلاف هم الصفوة المسلحة بالعمل وحفظ كتاب الله ومن بين هذه الصفوة ألف امرأة من القيادات الإسلامية " .
ويواصل الدكتور عمارة حديثه قائلاً : " لنكشف للعالم الغربي أن الإسلام أعطى للمرأة حقوقا عجزت الحضارات المعاصرة عن منحها إياها، يؤكد تاريخنا أن أعلى نسبة للريادة النسائية كانت في بداية الدولة الإسلامية لمدة 23 عاما وقد أثبتت الدراسات أن النساء كانوا أصدق من الرجال في رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ".
واستطرد د. محمد عمارة بقوله : " الحرية في الإسلام للمرأة لا تلغي أنوثتها ولا تحجب دورها في الأسرة وقيامها بواجبات المنزلية.. وإذا كان البعض يرفض تولي المرأة مناصب قيادية فإنا أرى أن ذلك من الأخطاء التي وقعنا فيها في العصر الحديث خاصة وأن تاريخنا الإسلامي ذاخر بقصص البطولات النسائية الخالدة التي تكشف عن شجاعة وبسالة المرأة المسلمة ومن أنصعها قصة أم عمارة التي دافعت عن الرسول في غزوة أحد وظلت تحارب مع جيش المسلمين حتى قطع ذراعها... فالإسلام يحترم الكفاءة سواء كانت متوفرة لدى رجل أو امرأة " .
الإسلام ونظام المواريث
أشار الدكتور عمارة إلى محاولات بعض المفكرين في العصر الحديث للتشكيك بإنصاف نظام المواريث للمرأة مدعين أنه يحرم المرأة حقها العادل من الميراث.. في حين أنهم لو حاولوا الإبحار في الشريعة الإسلامية ليتعرفوا على حقيقة عدم وجود خلل في الميزان، ويقول : " في العديد من الحالات يكون نصيب المرأة المسلمة أكثر من الرجل، أما التفاوت فيعود إلى ثلاثة أمور أولها درجة القرابة، وثانيها لحكمة إلهية حيث نجد أن نصيب الطفل الصغير أكبر من غيره، وثالثها وهو مايمنح الذكر مثل حظ الأنثيين لأن الإسلام قد كفل للمرأة حق النفقة على زوجها ووليها... وبالتعمق في نظام المواريث نجد أن المرأة المسلمة ترث أكثر من الرجل في 30 حالة وترث أكثر من نصف التركة في 4 حالات ".
ظلموا قاسم أمين
في مداخلة سجلتها عربيات لأحد حضور الندوة فجر الدكتور محمد عمارة مفاجأة بدفاعه عن قاسم أمين المثير للجدل بمؤلفاته المتعلقة بتحرير المرأة، وقال : " كتاب قاسم أمين كان للرد على أحد كتاب فرنسا في هجومه على المرأة العربية... كما أن الكتاب تضمن أربع فصول كتبها الإمام محمد عبده عن حرية المرأة في الإسلام والمزايا التي حصلت عليها " .
وأضاف د. عمارة أن قاسم أمين ظلم من بعض الأقلام مؤكداً أنه لم يدعو إلى سفور المرأة.. بل دعى إلى خروجها من أجل التعليم والمشاركة في الحياة العامة وأنه لم يقصد خلع الحجاب كزي ترديه النساء بل طالب برفع الحجاب عن حقوق التعليم والعمل والمشاركة في الحياة والمجتمع.
=================
الرد على قضية الميراث
قضية مغلوطة
الميراث وتر يضرب عليه دعاة التحرير الغربي ووصل الأمر ببعضهم إلى دعوة متبجحة إلى إلغاء القرآن ، ووضع نصوص جديدة "تنصف" النساء - على حد قولهم - وتساوي بينهن وبين الرجال في الميراث . ما تعليقكم ؟
- هذه قضية مغلوطة وقد بحثت هذا الأمر ووجدت أن معايير التفاوت في الميراث لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة ، وهذا يُفحم كل من يتكلم على أن الإسلام ظلم المرأة وهضم حقوقها حين أعطاها نصف الميراث ، ويأتي نصر أبو زيد فيقول: إذا كان الإسلام قد أعطاها النصف من 14 قرنًا، فالمفروض أن تأخذ الآن مثل الرجل بل وأكثر ، فالأمور متطورة ، والذي وجدته أن الإسلام لا يعير أية أهمية لعامل الذكورة والأنوثة في موضوع الميراث ، وهناك ثلاثة عوامل تحدد الأنصبة والتفاوت في الميراث هي : أولاً درجة القرابة ، ثانياً : موقع الجيل الوارث ، وهذه حكمة إلهية توقفت أمامها فوجدت أنه كلما كان الوارث صغير السن كان ميراثه أكثر والعكس صحيح ، فمثلاً بنت المتوفى ترث أكثر من أمه ، وهذه أنثى وهذه أنثى، ابن المتوفى يرث أكثر من أبيه وهذا ذكر وهذا ذكر . ولكن الإسلام يراعي مستقبل الجيل الوارث. أما المعيار الثالث : فهو العبء المالي ، وهذا الذي نجد فيه التمييز للذكر مثل حظ الأنثيين . كثيرون من لا يلتفتون إلى أن الله قال : ( يوصيكم الله في أولادكم ) ولم يقل : في الوارثين ؛ لأن الولد والبنت جيل واحد ، ودرجة القرابة واحدة، ولكن العبء المالي هو المختلف ، هو يعول واحدة وهي يعولها واحد . فعندما نكتشف الإسلام نرد على كل الدعاوى الأخرى من موقف قوة ، وبشكل منطقي مفحم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق