أول من شرح كتاب البخاري
الإمام العلامة , الحافظ اللُّغوي، أبو سليمان , حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي رحمه الله , صاحب التصانيف .
ولد سنة بضع عشرة وثلاث مائة قيل مات 388 هـ .
وسمع من : أبي سعيد بن الأعرابي بمكة , ومن إسماعيل بن محمد الصفار وطبقته ببغداد , ومن أبي بكر بن داسة وغيره بالبصرة , ومن أبي العباس الأصم , وعدة بنيسابور . وعني بهذا الشأن مَتْنًا وإِسنَادًا .
وروى أيضا عن أبي عمرو بن السماك , ومكرم القاضى , وأبي عمر غلام ثعلب وحمزة بن محمد العقبي وأبي بكر النجاد , وجعفر بن محمد الخلدي .
وأخذ الفقه على مذهب الشافعي عن أبي بكر القفال الشاشي , وأبي علي ابن أبي هريرة , ونظرائهما .
حدث عنه : أبو عبد الله الحاكم وهو من أقرانه في السِّنِّ والسَّنَد , والإمام أبو حامد الإسفراييني وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرَّزْجاهي والعلامة أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي , وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي , وأبو ذر عبد بن أحمد , وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي , وجعفر بن محمد بن علي المروذي المجاور , وأبو بكر محمد بن الحسين الغزنوي المقرئ , وعلي بن الحسن السجزي الفقيه , ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي , وأبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي , وطائفة سواهم .
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه , وشُهدة بنت حسان قالا : أخبرنا جعفر بن علي المالكي , أخبرنا أبو طاهر السلفي قال : وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود , فإذا وقف مُنْصِفٌ على مُصنَّفاته , واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته , تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته. وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم , وطوَّف , ثم ألف في فنون من العلم , وصنف , وفي شيوخه كثرة , وكذلك في تصانيفه , منها "شرح السنن" , الذي عولنا على الشروع في إملائه وإلقائه , وكتابه في غريب الحديث , ذكر فيه ما لم يذكره أبو عبيد , ولا ابن قتيبة في كتابيهما , وهو كتاب ممتع مفيد , ومُحَصِّلُه بنية موفق سعيد , ناولنيه القاضي أبو المحاسن بالري , وشيخه فيه عبد الغافر الفارسي يرويه عن أبي سليمان , ولم يقع لي من تواليفه سوى هذين الكتابين مناولة لا سماعا عند اجتماعي بأبي المحاسن , لعارضة قد برحت بي , وبلغت مني , لولاها لما توانيت في سماعهما , وقد روى لنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي كتاب "العزلة" . عن أبي عمرو الرزجاهي , عنه , وأنا أشك هل سمعته كاملا أو بعضه . . .
إلى أن قال السلفي : وحدث عنه أبو عبيد الهروي في كتاب : " لغريبين" , فقال : أحمد بن محمد الخطابي , ولم يُكَنِّه . ووافقه على ذلك أبو منصور الثعالبي كما قال الجَمُّ الغفير , لا كما قالاه , وقال أحد الأدباء ممن أخذ عن ابن خرزاذ النجيرمي في كتاب "اليتيمة" , لكنه كناه , وقال : أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم البستي صاحب "غريب الحديث" , والصواب في اسمه : حمد وهو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البسـتي من ولد زيد بن الخطاب , وله -رحمه الله- شعر هو سحر .
قلت : وله "شرح الأسماء الحسنى" وكتاب : "الغنية عن الكلام وأهله" , وغير ذلك .
أخبرنا أبو الحسن وشهدة قالا : أخبرنا جعفر , أخبرنا السلفي , أخبرنا أبو المحاسن الروياني , سمعت أبا نصر البلخي , سمعت أبا سليمان الخطابي , سمعت أبا سعيد بن الأعرابي ونحن نسمع عليه هذا الكتاب -يعني: "سُنن" أبي داود - يقول : لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله , ثم هذا الكتاب , لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة .
قال أبو يعقوب القراب : توفي الخطابي ببُسْت في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة .
قلت : وفيها مات محدث إسفرايين , أبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة الإسفراييني في عشر التسعين , ومحدث بروجرد القاضي أبو الحسين عبيد الله بن سعيد البروجردي في عشر المائة , يروي عن ابن جرير , والباغندي . ومسنِد نيسابور أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي , ومقرئ مصر أبو حفص عمر بن عراك الحضرمي , ومقرئ العراق أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي , وشيخ الأدب أبو علي محمد بن الحسـن بن المظفر الحاتمي ببغداد , ومسنِد مرو أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي الفقيه عن مائة عام , وعالم مصر أبو بكر محمد بن علي الأدفوي المقرئ المفسر , ومحدث مكة أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل .
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابةً , عن عبد الغني بن سرور الحافظ , أخبرنا إسماعيل بن غانم , أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل , أخبرنا محمد بن أحمد البلخي , حدثنا حمد بن محمد , حدثنا محمد بن زكريا , حدثنا أبو داود , حدثنا محمد بن حزابة , حدثنا إسحاق بن منصور , حدثنا أسباط , عن السُّدِّيّ , عن أبيه , عن أبي هريرة , عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ , لا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ .
وهو القائل : وما غُرْبَـةُ الإنسانِ فـي شُـقَّـةِ النَّــوى
ولكنَّهــا واللـهِ فـي عَــدَمِ الشَّـكْلِ وإنِّــي غــريبٌ بيــن بُسْــتٍ وأهلِهـا
وإن كـانَ فيهـا أُسْـرَتِي وبهـا أَهْلِـي
وله المصنفات منها :
١ كتاب غريب الحديث
٢ معالم السنن: شرح سنن أبي داود
٣ أعلام الحديث :شرح صحيح البخاري
٤ الغنية عن الكلام وأهله
والله اعلم
الْلَّهُم صَلِّي وَبَارِك وَسَلِم عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى الِه وَصَحْبِه وَسَلِّم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159369
أول شرح مغربي لصحيح الإمام البخاري: "النصيحة في شرح البخاري"، لأبي جعفر الداودي
=================
شـروح صحيـح البخــاري { نعرف من كثرة الشروح المكانة العظيمة للكتاب }
شروح هـذا الكتـاب العظيـم ( صحيح البخاري ) كثيرة جداً تقـدّر بثمـانين شـرحاً بحسب إحصاء أحد العلماء !!
فقد شرح صحيح البخاري عشرات العلماء على مر التاريخ !!
وهذا إن دلّ فإنما يدل فيدل على المكانة العظيمة لـ ( صحيح البخاري ) عند علماء المسلمين !!
ومـن شـروح ( صحيح البخاري ) ما اكـتمل ، ومنها ما لم يكتمل بموت صاحبه قبل إكماله !!
ومنها ما وصل إلينا عبر هذه القرون ، ومنها ما لم يصـل !!
ولعـله مـن المـهم لفـت النّظـر إلى أمر مهم :
وهو أن شرَّاح ( صحيح البخاري ) اختلفت انتماءاتهم المذهبية والفقهية ولم تتفق رغم اتفاقهم على شرح هذا الكتاب العظيم !!
فمن شراح البخاري الأشاعرة !!
ومنهم ( السلفي ) !!
ويوجد فيهم من هو بين ( السلفية ) و ( الأشعرية ) بمعنى أنه مختلف فيه !!
فابن رجب الحنبلي : سلفي .
والقسطلاني : أشعري .
والنووي : بين الأشاعرة والسلفية ولكنه للأشاعرة أقرب . وابن حجر : أقرب للسلفية منه ، والباحثون مختلفين في هذين الأخيرين !!
وكذلك أذكر بعض الأمثلة بالنسبة للاختلاف الفقهي بين شرّاح ( صحيح البخاري ) :
ابن رجب : حنبلي ،
والخطابي : شافعي ،
وابن بطال : مالكي ،
والعيني : حنفي !!
ورغم هذا الاختلاف العقائدي والفقهي بين شرّاح البخاري ، إلا أنهم اتفقوا جميعاً على الشرح لصحيح البخاري !!
وهذا أيضاً يدل على أهمية ( صحيح البخاري ) وقبوله عند علماء المسلمين من كافة الطوائف والمذاهب الإسلامية المنتسبة إلى السنة !!
وكلنا نعلم بأن الأمة اتفقت على أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل !!
نذكر بعض شــروح صحيح البخاري للفائدة !!
فمن شروح ( صحيح البخاري ) :
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري : لابن حجر العسقلاني ، وهو أشهر شروح ( صحيح البخاري ) وأعظمها وأكملها ، بل قد قيل فيه : لا هجرة بعد الفتح ، وهو مطبوع في ( 15 مجلداً ) !!
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن رجب : وهو غير كامل ، وصل فيه مؤلفه إلى كتاب الجنائز ، وهو متميز عن باقي الشروح بالطرح ( السلفي ) وذكر الآثار السلفية والعقائد السلفية ، وهو مطبوع في ( 7 مجلدات ) !!
وقد أخذ منه ابن حجر اسم كتابه !!
- شرح ابن بطال على صحيح البخاري : وهو مطبوع في ( 10 ) مجلدات !! وهو من الشروح التي ينقل عنها ابن حجر كثيراً !!
- أعلام السنن للخطابي : وهو شرح مختصر ، ولكنه مركز !!
- عمدة القاري بشرح صحيح البخاري للعيني : وقد تميز بالتطويل في تراجم الرواة وسياق أحاديث البخاري بتمامها ويهتم باللغة والأنساب ، ولكنه أطال كثيراً في البداية واختصر في النهاية ، فلم يستمر على منوال واحد في الشرح ، وشرحه مطبوع في ( 25 ) مجلداً !!
وهو في شرحه ينقل عن ابن حجر كثيراً !!
- إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري للقسطلاني : وهو شرح تحليلي ، يهتم بتحليل معاني الأحاديث وكلماتها واستنباطها وضبطها وضبط الرواة ، وهو مطبوع في ( 10 مجلدات ) !!
ومن الشروح على سبيل المثال :
1- شرح مشكل البخاري، تأليف: محمد بن سعيد بن يحيى بن الدبيثي الواسطي، المتوفى سنة 637 هـ.
2- شرح البخاري، تأليف: يحيى بن شرف النووي، المتوفى سنة 676 هـ، شرح فيه كتابي "بدء الوحي، والإيمان"، ولم يكمله.
3- البدر المنير السَّاري في الكَلام على البخاري، تأليف: عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، المتوفى سنة 735 هـ.
4- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح، لمحمد بن عبد الله بن مالك، المتوفى سنة 672 هـ.
5- العقد الجلي في حل إشكال الجامع الصحيح للبخاري، تأليف: أحمد بن أحمد الكردي، المتوفى سنة 763 هـ.
6- التنقيح في شرح الجامع الصجيح، تأليف: محمد بن بهادر الزركشي، المتوفى سنة 794 هـ.
7- الراموز على صحيح البخاري، تأليف: علي بن محمد اليونيني، المتوفى سنة 701 هـ.
8- التوضيح شرح الجامع الصحيح، تأليف: عمر بن علي بن الملقن، المتوفى سنة 805 هـ.
9- الكوكب الساري في شرح صحيح البخاري، تأليف: محمد بن أحمد بن موسى الكفيري، المتوفى سنة 846 هـ.
10- مصابيح الجامع الصحيح، تأليف: محمد بن أبي بكر الدماميني، المتوفى سنة 827 هـ.
11- تيسير منهل القاري في تفسير مشكل البخاري، تأليف: محمد بن محمد بن محمد بن موسى الشافعي الحنبلي، المتوفى سنة 846 هـ.
12- التلقيح لفهم قاريء الصحيح، تأليف: برهان الدين بن محمد بن خليل الحلبي سبط ابن العجمي، المتوفى سنة 841 هـ.
13- لمتجر الربيح على الجامع الصحيح، تأليف: محمد بن أحمد بن محمد مرزوق الحفيد، المتوفى سنة 842 هـ.
ولقد اختصرنا خشيت الإملال .
والله أعلم
محـب البخـاريّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق