الخميس، 11 ديسمبر 2014

أنواع المصنفات في الحديث النبوي



أنواع المصنفات في الحديث النبوي

إسلام ويب


لقد نوّع المحدثون التصانيف ، وتفننوا فيها ، مما يجعل تصانيفهم بتنوعها هذا ملبية للمطالب التي يتطلع إليها العلماء والباحثون في المراجع ، وسنذكر هنا أهم أنواع التصانيف : أولاً : الكتب..



لقد نوّع المحدثون التصانيف ، وتفننوا فيها ، مما يجعل تصانيفهم بتنوعها هذا ملبية للمطالب التي يتطلع إليها العلماء والباحثون في المراجع ، وسنذكر هنا أهم أنواع التصانيف :

أولاً : الكتب المصنفة على الأبواب :

وطريقة هذا التصنيف : أن تجمع الأحاديث ذات الموضوع الواحد إلى بعضها البعض ، تحت عنوان عام يجمعها ، مثل كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب البيوع .... ثم توزع الأحاديث على أبواب يضم كل باب حديثـًا أو أحاديث في مسألة جزئية ، ويوضع لهذا الباب عنوان يدل على الموضوع ، مثل "باب مفتاح الصلاة الطهور" ، ويسمي المحدثون العنوان "ترجمة".
وفائدة هذا النوع من الكتب سهولة الرجوع إليه ، حيث إنه أول ما يتبادر لطالب العلم ، والباحث عن الحديث أن يرجع إليه ؛ وذلك لأنه إن كان يريد الإطلاع على أحاديث في مسألة معينة ، فإن موضوع هذه الأحاديث يحتم عليه الرجوع للأبواب ، وإن كان يريد البحث عن حديث رآه ليخرجه من مصادر السنة ، فموضوع الحديث يحدد له الباب الذي يبحث فيه عن الحديث المطلوب .
ولكن الإفادة والمنفعة من هذه الكتب المبوبة تحتاج إلى ذوق علمي ، يهدي الطالب إلى تحديد موضوع الحديث ، وإلى خبرة بأسلوب الأئمة في ترجمة أبواب كتبهم ، فإنهم ربما يخرِّجون الحديث في غير الباب المتوقع ، يقصدون من ذلك بيان دلالة الحديث على مسألة أخرى ، وهذا كثير في صحيح الإمام البخاري ، حتى عُدَّ من خصائص كتابه ، واشتهر قولهم : فقه البخاري في تراجمه .
وللتصنيف على الأبواب طرق متعددة نذكر منها ما يلي :
1- الجوامع :
الجامع في اصطلاح المحدِّثين : هو كتاب الحديث المرتب على الأبواب الذي يوجد فيه أحاديث في جميع موضوعات الدين وأبوابه ، وعددها ثمانية أبواب رئيسية هي العقائد و الأحكام ، والسير، والآداب ، والتفسير ، والفتن ، وأشراط الساعة ، والمناقب ، وكتب الجوامع كثيرة ، أشهرها هذه الثلاثة :
1- الجامع الصحيح للإمام البخاري .
2- الجامع الصحيح للإمام مسلم .
3- الجامع للإمام الترمذي المشتهر بسنن الترمذي ، وسمي سننـًا لاعتنائه بأحاديث الأحكام .
2- السنن :
كتب السنن هي الكتب التي تجمع أحاديث الأحكام المرفوعة مرتبة على أبواب الفقه ، وأشهر كتب السنن سنن أبي داود ، و سنن الترمذي ، وهو جامع الترمذي كما ذكرنا ، و سننالنسائي ، و سنن ابن ماجة ، ويطلق على هذه السنن السنن الأربعة ، وإذا قالوا : الثلاثة فمرادهم هذه ما عدا ابن ماجة ، وإذا قالوا : الخمسة فمرادهم السنن الأربعة ومسند أحمد ، وإذا قالوا : الستة فمرادهم الصحيحان والسنن الأربعة ، ويرمزون لها في كتب التخريج وكتب الرجال بهذه الرموز (خ) للبخاري ، (م) للإمام مسلم، (د) لأبي داود، (ت) للترمذي، (س) للنسائي، (هـ) لابن ماجة ، (ع) للستة ،(عه) للسنن الأربعة .
3- المصنفات :
وهي كتب مرتبة على الأبواب لكنها تشتمل على الحديث الموقوف والحديث المقطوع ، بالإضافة إلى الحديث المرفوع ، ومن أشهر المصنفات مصنف عبد الرزاق بن همام الصنعاني(ت 211) ، ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة (ت 235) .
4- المستدركات :
الاستدراك في اصطلاح أهل الحديث : هو جمع الأحاديث التي تكون على شرط أحد المصنفين ولم يخرجها في كتابه ، ومعلوم أن الشيخين البخاري ومسلم لم يستوعبا الصحيح في كتابيهما ، ولا التزما ذلك ، إذن فهناك أحاديث هي على شرطهما أو على شرط أحدهما لم يخرجاها في كتابيهما ، وقد عنى العلماء بالاستدراك عليهما ، وألفوا في ذلك المصنفات ، وأطلقوا عليها اسم المستدركات ، وأشهرها المستدرك للحاكم النيسابوري .
5- المستخرجات :
معنى الاستخراج : هو أن يعمد حافظ من الحفاظ إلى كتاب من كتب الحديث كصحيح البخاريأو صحيح مسلم ، أو غيرهما من الكتب فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه ، ولو في الصحابي مع رعاية ترتيبه ومتونه وطرق أسانيده ، وشرطه ألا يصل إلى شيخ أبعد حتى يفقد سندًا يوصله إلى الأقرب ما لم يكن هناك عذر من علو في السند أو زيادة مهمة في المتن ، وربما أسقط المستخرج أحاديث لم يجد له بها سندًا يرتضيه ، وربما ذكرها من طريق صاحب الكتاب الذي يستخرج عليه ، وأشهرها الكتب المخرجة على الصحيحين أو أحدهما .

ثانيـًا : الكتب المرتبة على أسماء الصحابة :

وهي كتب تجمع الأحاديث التي يرويها كل صحابي في موضع خاص يحمل اسم راويها الصحابي ، وهذه الطريقة مفيدة لمعرفة عدد مرويات الصحابي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم - وطبيعتها ، وتسهيل اختبارها ، فضلاً عن كونها إحدى الطرق المفيدة في استخراج الحديث بمعرفة الصحابي الذي يرويه ، وما يتبع ذلك من سهولة درسه ، والكتب المرتبة على أسماء الصحابة نوعان :
1- المسانيد :
والمسند هو الكتاب الذي تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ، بحيث يوافق حروف الهجاء ، أو يوافق السوابق الإسلامية ، أو شرافة النسب ، والمسانيد كثيرة جدًا أشهرها وأعلاها مسند الإمام أحمد بن حنبل ، ثم مسند أبي يعلى الموصلي .
2- الأطراف :
الأطراف جمع طرف ، وطرف الحديث ، الجزء الدال على الحديث ، أو العبارة الدالة عليه ، مثل حديث الأعمال بالنيات ، وحديث الخازن الأمين ، وحديث سؤال جبريل .
وكتب الأطراف : كتب يقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الدال عليه ، ثم ذكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها ، وبعضهم يذكر الإسناد كاملاً ، وبعضهم يقتصر على جزء من الإسناد ، لكنها لا تذكر متن الحديث كاملاً ، كما أنها لا تلتزم أن يكون الطرف المذكور من نص الحديث حرفيـًا ، ولهذه الطريقة من الفوائد سوى ما ذكرناه :
1- تسهيل معرفة أسانيد الحديث ، لاجتماعها في موضع واحد .
2- معرفة من أخرج الحديث من أصحاب المصادر الأصول ، والباب الذي أخرجوه فيه ، فهي نوع من الفهارس متعدد الفوائد .
ومن أشهر كتب الأطراف هذان الكتابان :
1- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ الإمام أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزيالمتوفى سنة 742هـ .
2- ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث تصنيف الشيخ عبد الغني النابلسيالمتوفى سنة 1143هـ .

ثالثـًا : المعاجم :

المعجم في اصطلاح المحدِّثين : كتاب تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الشيوخ ، والغالب عليها اتباع الترتيب على حروف الهجاء ، فيبدأ المؤلف المعجم بالأحاديث التي يرويها عن شيخهأبان ، ثم إبراهيم ، وهكذا .
وأشهر مصنفات هذا النوع المعاجم الثلاثة للمحدث الحافظ الكبير أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفى سنة 360هـ ، وهي :
- المعجم الصغير والمعجم الأوسط ، وكلاهما مرتب على أسماء شيوخه .
- والمعجم الكبير : وهو على مسانيد الصحابة ، مرتبة على حروف المعجم ، وهو مرجع حافل ، ويعد أكبر المعاجم ، حتى صار لشهرته إذا أطلق قولهم " المعجم " أو أخرجهالطبراني كان المراد هو المعجم الكبير .

رابعـًا : الكتب المرتبة على أوائل الأحاديث :

وهي كتب مرتبة على حروف المعجم ، بحسب أول كلمة من الحديث ، تبدأ بالهمزة ، ثم بالباء وهكذا ، وهذه الطريقة سهلة جدًا للمراجعة ، لكن لا بد لها من معرفة الكلمة الأولى من الحديث بلفظها معرفة أكيدة ، وإلا ذهب الجهد في البحث عن الحديث هنا دون جدوى ، وهذه المصنفات لها طريقتان :
أ- كتب مجامع : تجمع أحاديث كتب حديثية متعددة مما سنذكره في النوع التالي.
ب- كتب في الأحاديث المشتهرة على الألسنة : أي الأحاديث التي تتداولها ألسنة العامة ، عني العلماء بجمعها في كتب خاصة لبيان حالها ، ونذكر من أشهر هذه الكتب وأهمها كتابين :
1- المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ .
2- كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس للعلامة المحدثإسماعيل بن محمد العجلوني (1162هـ ) .
ويلحق بهذا النوع من المصنفات ما وضعه العصريون من مفاتيح لكتب حديثية ، أو فهارس ألحقوها بكتاب من هذه الكتب على ترتيب حروف المعجم ، ومن هذه المفاتيح مفتاح الصحيحين للتوقادي ، ومن الفهارس فهارس صحيح مسلم ، وفهارس سنن ابن ماجه التي وضعها محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله وأجزل مثوبته .

خامسـًا : المصنفات الجامعة " المجامع " :

وهي كتب تجمع أحاديث عدة كتب من مصادر الحديث ، وهي مرتبة على طريقتين :
الطريقة الأولى : التصنيف على الأبواب ، وأهم مراجعها :
1- جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير المبارك ابن محمد الجزري (ت 606هـ) ، جمع فيه أحاديث الصحيحين ، والموطأ ، والسنن الثلاثة ، وجردها من الأسانيد ، وأردفها بكلام موجز على غريب الألفاظ ، لكنه أغفل بيان درجة أحاديث السنن ، حتى أنه لم يذكر كلامالترمذي على أحاديثه ، فأعوز القارئ البحث عن هذا الجانب ، وقد ذيلت طبعة الكتاب بتخريج مفصل للأحاديث ، يعزو كل حديث إلى الكتب مع بيان الباب ، والجزء والصفحة ، فسهل بعض فائدته بذلك .
2- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ المحدث علي بن حسام المتقي الهندي ( ت975هـ) ، وهو أجمع كتب هذا الفن ، جمع أحاديث كتب كثيرة ، بلغت 93 كتابـًا في إحصائنا ، فجاء كتابه حافلاً لا مثيل له في الجمع ، إلا أنه أغفل بيان حال الأحاديث ، كما لحظنا عليه إعوازًا في التخريج حتى إنه ربما عزى الحديث لمرجع من المراجع البعيدة عن التناول وعن الاعتماد ، وهو موجود في الصحاح ، بل في أصحها .
الطريقة الثانية : ترتيب الأحاديث على أول كلمة فيها حسب ترتيب حروف المعجم ، وأهم المراجع فيها :
1- الجامع الكبير أو جمع الجوامع للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) ، وهو أصل كتاب كنز العمال الذي عرَّفنا به .
2- الجامع الصغير لأحاديث البشير النذير للإمام السيوطيأيضـًا ، اقتضبه من الجامع الكبير ، وحذف منه التكرار ، وزاد فيه أحاديث ، فبلغ عدد أحاديثه 10031 عشرة آلاف وواحدًا وثلاثين حديثـًا ، وقد نال الحظوة عند العلماء ، وكثرت حوله الشروح .
ولكن بعض الرموز هنا تخالف الرموز في الجامع الكبير فالرمز (ق) في الجامع الصغير لما اتفق عليه الشيخان ، وفي الجامع الكبير لما أخرجه البيهقي ، فلتنتبه ، وليكن أول اهتمام طالب الحديث دراسة مقدمة كل مصنف حديثي ، لمعرفة رموز الكتاب وطريقته وأهدافه .

سادسـًا : مصنفات الزوائد :

وهي مصنفات تجمع الأحاديث الزائدة في بعض كتب الحديث على أحاديث كتب أخرى ، دون الأحاديث المشتركة بين المجموعتين ، وقد أكثر العلماء من تصنيف الزوائد ، ونذكر منها هذين الكتابين الجليلين :
1- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ( ت 807 هـ ) ، جمع فيه مازاد على الكتب الستة من ستة مراجع هامة ، وهي مسند أحمد ، ومسند أبي يعلى الموصلي ، ومسند البزار ، والمعاجم الثلاثة للطبراني ، كما عني ببيان حال الأحاديث صحة وضعفـًا ، واتصالاً وانقطاعـًا ، وأفاد غاية الفائدة .
2- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي الإمام العَلَم ( ت 852هـ) ، جمع فيه الزوائد على الكتب الستة من ثمانية مسانيد ، وهي لأبي داود الطيالسي والحميدي وابن أبي عمر ومسدد وأحمد بن منيع وأبي بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة ، وأضاف زيادات من مسند أبي يعلى ، ومسندإسحاق بن راهويه ليست في مجمع الزوائد .

سابعـًا : كتب التخريج :

وهي كتب تؤلف لتخريج أحاديث كتاب معين ، ونعرِّف بأهمها فيما يلي :
1- نصب الراية لأحاديث الهداية تأليف الإمام الحافظ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي (ت 762 هـ) ، خرج فيه أحاديث كتاب الهداية في الفقه الحنفي لمؤلفه علي بن أبي بكر المرغيناني من كبار فقهاء الحنفية المتوفى سنة (593هـ) .
2- المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار تأليف الحافظ الكبير الإمام عبد الرحيم بن الحسين العراقي ( ت 806هـ) شيخ الحافظ ابن حجر ومخرجه ، وواحد زمانه في علم الحديث ، وقد خرج في كتابه هذا أحاديث كتاب هام شائع بين المسلمين ، هو كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي ، وذلك بأن يذكر طرف الحديث من أحاديث الأحياء ثم يبين من أخرجه ، وصحابيه الذي رواه ، ويتكلم عليه تصحيحـًا أو تحسينـًا أو تضعيفـًا .
3- التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير للحافظ ابن حجر ، وخرج فيه أحاديث الشرح الكبير للرافعي الذي شرح به كتاب الوجيز في فقه الشافعي للإمام الغزالي ، ولخص في تخريجه هذا كتبـًا عدة صنفت قبله في تخريج أحاديث الشرح الكبير ، وأفاد كذلك من نصب الراية للزيلعي ، فجاء كتابه حافلاً جامعـًا لما تفرق في غيره من الفوائد ، وطريقته فيه أن يورد طرفـًا من الحديث الوارد في الشرح الكبير ، ثم يخرجه من المصادر ، ويذكر طرقه ورواياته ، ويتكلم عليه تفصيلاً جرحـًا وتعديلاً ، وصحة وضعفـًا ، ثم يذكر ما ورد من أحاديث في معنى الحديث باستيفاء ، وهكذا حتى صار مرجعـًا في أحاديث الأحكام لا يستغنى عنه .

ثامنـًا : الأجزاء :

الجزء في اصطلاح المحدثين : هو تأليف يجمع الأحاديث المروية عن رجل واحد سواء كان الرجل من طبقة الصحابة أو مَن بعدهم : كجزء حديث أبي بكر ـ وجزء حديث مالك.
كما أنه يطلق الجزء على التأليف الذي يدرس أسانيد الحديث الواحد ، ويتلكم عليه مثل : اختيار الأولى في حديث اختصام الملأ الأعلى للحافظ ـ ابن رجب.
كما أن الأجزاء الحديثية قد توضع في بعض الموضوعات الجزئية ، مثل جزء القراءة خلف الإمام للبخاري ، والرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي .
وقد يجمع في الجزء أحاديث اتنخبها المؤلف لما وقع لها في نفسه، كالعشاريات ، والعشرينات والأربعينات ، والخمسينات ، والثمانينات .
ويتفاوت حجم الأجراء من بضع أوراق إلى العشرات ، والغالب أن تكون صغيرة ، وتمتاز بأنها تبرز علم الأئمة ، لما أن إفراد الموضوع الجزئي بالبحث يتطلب استقصاءًا وعمقـًا .

تاسعـًا : المشيخات :

وهي كتب يجمع فيها المحدثون أسماء شيوخهم ، وما تلقوه عليهم من الكتب أو الأحاديث مع إسنادهم إلى مؤلفي الكتب التي تلقوها .
ولهم فيها مسالك عديدة في ترتيبها ، ومنها ما يسمى فهرسـًا أو ثبتـًا ، ومن أشهرها برنامجالرعيني المسمى الإيراد لنبذة المستفاد من الرواية والإسناد وفهرست الإمام أبي بكر محمد بن خير ، وكلاهما نفيس ، مطبوع .

عاشرًا : العلل :

وهي الكتب التي يجمع فيها الأحاديث المُعلَّة ، مع بيان عللها ، والتصنيف على العلل يأتي في الذروة من أعمال المحدثين ، لما يحتاج إليه من الجهد الحثيث والصبر الطويل في تنبع الأسانيد ، وإمعان النظر ، وتكراره فيها لاستنباط خفيّ أمرها الذي يستره الطلاء الظاهري الموهم للصحة .
هذا وقد عني العلماء بآداب الطالب والمحدث فتكلموا عنها في الكتب التي صنفوها في رواية الحديث ، وأفردها الخطيب البغدادي بتاليف جيد سماه الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع .
المرجع : منهج النقد في علوم الحديث د. نور الدين عتر .

================
============

السيرة النبوية

أهم الكتب الحديثية وشروحها

1.الموطأ :

يعتبر الإمام مالك أول من عرف بالتدوين ، وكتابه ( الموطأ) أقد مؤلف معروف في الحديث ، سماه بذلك لأن وطأ به الحديث ، أي يسره للناس أو لمواطأة علماء الدين له فيه وموافقتهم عليه.
فقد روي عن مالك أنه قال : عرضت كتابي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة ، فكلهم واطأني عليه ، فسميته الموطأ.

2.مسند الإمام أحمد بن حنبل :

وهو كتاب كبير يشتمل على نحو أربعين ألف حديث ، رتبه الإمام أحمد على مسانيد
الصحابة ، مراعيا في ترتيب أسمائهم أمورا متعددة منها : أفضليتهم ، ومنها مواقع بلدانهم التي نزلوا فيها ، ومنها قبائلهم . وقد اشتمل المسند على ( 904) مسانيد من مسانيد الصحابة . وابتدأ المصنف بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة مقدما الخلفاء الراشدين . والكتاب مطبوع في ستة مجلدات كبيرة، وطبع على حاشيته كتاب: ( منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال) لعلي بن حسام الدين الشهير بالمتقي.

3.الجامع الصحيح للبخاري :

وهو من أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل عند جمهور المحدثين ، اقتصر فيه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري على الحديث الصحيح ، وهو أول من أفرد الصحيح بالتأليف ، لكنه لم يستوعبه ، ورتبه على الموضوعات والأبواب وضمنه عددا من التعاليق والمتابعات ، وتبلغ أحاديثه (2602) حديثا. وقد عني العلماء بشرح صحيح البخاري ومن أجل شروحه :
( فتح الباري بشرح صحيح البخاري) للعسقلاني ، وعمدة القارئ شرح صحيح البخاري لبدر الدين الحنفي ، (وإرشاد الساري إلى صحيح البخاري) للقسطلاني ، ولصحيح البخاري مختصر حذف منه المكررات والمعلقات والأسانيد وهو (التجريد الصريح ) للزبيدي .

4.صحيح مسلم :

للإمام أبي الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري ، وهو في الرتبة الثانية بعد صحيح البخاري عند جمهور المحدثين ، وقد اقتصر مسلم فيه على الأحاديث الصحيحة المسندة المرفوعة ، ولم يكثر من التعليق.
واعتنى العلماء بشرحه ، وأحسن شروحه (المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج) للحافظ أبي زكريا محي الدين النووي. الإبى والسنوسي. ولصحيح مسلم مختصر هو (مختصر صحيح مسلم) للمنذري .

5.سنن أبي داوود السجستاني :

اقتصر أبي داوود في كتابه على أحاديث الأحكام دون أحاديث الفضائل والرقائق والآداب. ولم يلتزم الصحة في أحاديثه. ولكنه خرج الحديث الصحيح والحسن والضعيف المحتمل.
ومن أهم شروحه: (معالم السنن) للخطابي ، و(تهذيب السنن) لابن قيم ، و (عون المعبود على سنن أبي داوود) للصديقي.

6.جامع الترمذي:

ألف الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى السلمي الترمذي، وخرج أحاديثه،الصحيح والحسن والضعيف والغريب والمعلل، وهو أحد الكتب الستة.
وشرحه المعروف المطبوع(عارضة الأحوذي على الترمذي) لابن العربي المالكي، ( وتحفة الأحوذي) للياركفوري .

7. سنن النسائي:

ألفه الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي،وذكر العلماء أن الإمام النسائي صنف في أول الأمر كتابا يقال له ( السنن الكبرى) ثم استخلص منه كتاب (السنن) المطبوع المتداول المعرف باسم (المجتبى من السنن) .
وقد شرحه الحافظ جلال الدين السيوطي، كما شرحه أبو الحسن نور الدين السندي، والكتاب مطبوع بشرح السيوطي وعلى حاشيته شرح السندي.

8.سنن ابن ماجه

ألفه أبو عبدالله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني، وهو سادس الكتب الستة، وقد خرج ابن ماجه الحديث الصحيح والحسن والضعيف.
ومن شروحه (مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه) للحافظ السيوطي ، و (كفاية الحاجة في شرح ابن ماجه) لأبي الحسن بن عبد الهادي السندي.

•شروح لكتب أخرى في الأحكام والمواعظ والآداب والأذكار:
ومن أهم شروح كتب أحاديث الأحكام:
1.(إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ) للعلاكة ابن دقيق العبد .
2.(العدة) وهي حاشية على ( الإحكام) السابق للسيد محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
3.(سبل السلام شرح بلوغ المرام) للصنعاني.
4.( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار) للقاضي محمد بن علي الشوكاني.

ومن شروح كتب أحاديث المواعظ والآداب والأذكار:
1.(دليل الفالحين شرح رياض الصالحين) لمحمد بن علان الصديقي الشافعي.
2.(الأربعون النووية) شرح النووي.
3.(جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم) لابن رجب.
4.( فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد) لفضل الله الجيلاني.
5.(الفتوحات الربانية في شرح الأذكار النبوية) للشافعي.

وهذا وقد عني المحدثون ببيان غريب الحديث، فألفت كتب تشرح المفردات والجمل الغريبة في الحديث ومن أهمها:
1.( غريب الحديث) لأبي عبيد.
2.(النهاية في غريب الحديث والأثر) لبن الأثير.
3.(الفائق في غريب الحديث) للزمخشري.
وتناول العلماء كذلك بيان ما ظاهره التعارض من الحديث، وأشهر كتاب في ذلك (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة.

•وجوه أخرى للعناية بالحديث:
وما فتئ العلماء يبذلون قصارى جهدهم في مؤلفات الحديثية من وجوه أخرى.

•المستدركات:
والمستدرك كتاب استدرك في ما فات من كتاب آخر على شريطته. وقد ألف أبو عبدالله الحاكم كتابه( المستدرك في الصحيحين) استدرك في الأحاديث التي جاءت على شرط البخاري ومسلم أو على شرط أحدهما ولم يخرجها.

•المجاميع :
وألف العلماء كتبا حديثية ، كل كتاب جمع فيه مؤلفه أحاديث عدة مصنفات ، ورتبه على ترتيب تلك المصنفات التي جمعها فيه ، ومن أشهرها.
أ?)"جامع الأصول من أحاديث الرسول" لابن الأثير .
ب?)"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للحافظ على بن أبي بكر الهيثمي.
ج) " جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد" لمحمد بن محمد بن سليمان المغربي.

•الاهتمام بتخريج الحديث ومعرفة موضعه وتسهيل الكشف عنه:
اهتم كثير من المحدثين بتأليف كتب تدل على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسند وتبين مرتبته.
ودون هذ من المرتبة العلمية الكتب التي تغزو الحديث إلى مصنف من المصنفات التي لاتعتبر مصدرا أصليا من كتب السنة، وتعرف القارئ بأن هذا الحديث مذكور في كتاب كذا، وإن لم يكن هذا الكتاب من مصادر السنة الأصلية، ومن أشهر هذه الكتب:
1.(نصب الراية لأحاديث الهداية) للحافظ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي ،يعتبره العلماء موسوعة ضخمة لتخريج أحاديث الأحكام.
2.(الدراية في تخريج أحاديث الهداية) للحافظ ابن حجر العسقلاني.
3.(التلخيص الحبير في تخريج أحاديث شرح الوجيز الكبير) للحافظ ابن حجر العسقلاني .
4.( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار) وهو كتاب خرج فيه الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الأحاديث التي في كتاب ( إحياء علوم الدين الغزالي ).
5.و (تخريج أحاديث الكشاف) للحافظ ابن حجر العسقلاني وكتاب آخر للزيلعي.
6.ومن الكتب الحديثية كتب الأطراف التي تذكر طرف الحديث بما يدل على بقيته ، ثم تذكر أسانيده على سبيل الاستيعاب أو بالنسبة لكتب مخصوصة، ومن أشهرها:
أ?)(تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) للحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف ابن عبد الحمن المزي،جمع فيه أحاديث الكتب السنة وبعض ملحقاتها.
ب?)(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث ) للشيخ عبد الغني النابلسي،جمع فيه أطراف الكتب الستة وموطأ مالك.
7.وألفت كتب حديثة كثيرة تسهل الكشف عن الحديث وتخرجه على تفاوت بينها في مستوى هذا التخريج للوفاء به، أو القصور عن المطلوب، ومن أشهرها:

أ?)( الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير) لجلال الدين عبدالرحمن ابن أبي بكر السيوطي.حذف فيه المصنف الأسانيد،ورتبه على حروف المعجم مراعيا أول الحديث فما بعده.
ب?)(الجامع الكبير) للسيوطي كذلك، وهو كتاب ضخم قصد السيوطي من تأليفه جمع السنة كلها ، وقسمه قسمين:

الأول: الأحاديث القولية مرتبة ترتيب حروف المعجم مراعيا أول الكلمة فما بعده.
والثاني: الأحاديث الفعلية مرتبة على مسانيد الصحابة .

8.المعجم المفهرس للألفاظ أو للموضوعات والمعاني:
أ?)ألف جماعة من المستشرقين كتابا قيما يعين على معرفة مواضع الأحاديث في كتب السنة عن طريق معرفة كلمة يقل دورانها على الألسنة من متن الحديث، وسموا هذا الكتاب ( المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) .
ب?)وألف المستشرق الهولندي الدكتور أرند جان فنسنك كتاب (مفتاح الكنوز السنة) رتبه على حسب الموضوعات والمعاني لا الألفاظ والمباني.ونقله للعربية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.
الأحاديث المشتهرة على الألسنة أو الموضوعة:
عني كثير من العلكاء في العصور المختلفة بالأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس، فبينوا درجاتها وما فيها من ضعيف أو موضوع أو لا أصل له ، وإن شاعت على الألسنة ، ومن العلماء من عني بالموضوعات خاصة. ومن أهم الكتب التي عنيت بذلك:
أ?)( اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ، مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع) للحافظ ابن حجر.
ب?)( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي.
ج) ( الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة) لجلال الدين السيوطي.
د) (تمييز الطَّيِّب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث) لعبد الرحمن بن علي الشيباني.
هـ) ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) لإسماعيل بن محمد العجلوني.
و) ( أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب) لمحمد بن درويش الشهير بالحوت البيروني.
ز) (الموضوعات) لابن الجوزي.
ح) ( المنار المنيف في الصحيح والضعيف) لابن القيم.
ط) ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) للسيوطي.
ي) ( المصنوع في معرفة الحديث الموضوع) لنور الدين علي بن محمد المشهور بالملا علي القاري الهروي.
ك) ( الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة) للملا علي القارى.
ل) ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) للشوكاني.
م) (سلسلة الأحاديث الضعيفة) للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وعني العلماء بالضوابط التي تضبط صحة السند والمتن فتكلموا عن شروط قبول الراوي من العدالة والضبط ، وعن الجرح والتعديل ، وألفاظ الجرح وألفاظ التعديل ومراتب ذلك.

وألفت مصنفات في تراجم الرجال وتاريخهم لتمييز القوي من الضعيف والصادق من الكاذب حماية للسنة، وتعددت هذه المصنفات في عمومها وخصوصها ، ومن أشهرها:
1.المصنفات في معرفة الصحابة –والصحابة عدول ، ولكن تاريخهم يفيد في معرفة الحديث المرسل من الحديث الموصول..
أ?)( الاستيعاب في معرفة الأصحاب) لابن عبد البر الأندلسي.
ب?)( أسد الغابة في معرفة الصحابة) لعز الدين أبي الحسن علي بن محمد ابن الأثير الجزري.
ج) ( الإصابة في تمييز الصحابة) للحافظ ابن حجر العسقلاني.

2. المصنفات في الطبقات-وهي المشتملة على تراجم الشيوخ طبقة بعد طبقة سواء أكانت في طبقات الرجال عامة أم في طبقات أناس مخصوصين.
أ) ( الطبقة الكبرى) لأبي عبد الله محمد بن سعد الواقدي.
( تذكرة الحفاظ) لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.

3.المصنفات في رواة الحديث عامة- وهي التي لم تخص بتراجم كتب بعينها.أ) ( التاريخ الكبير) للإمام البخاري.
ب) ( الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم.

4. المصنفات في رجال كتب مخصوصة:
أ) ماهو خاص بالصحيحين :
( الجمع بين رجال الصحيحين ) لأبي الفضل محمد بن طاه المقدسي المعروف بابن القسراني.
ب)ما هو خاص برجال الكتب السنة:
( الكمال في أسماء الرجال) للحافظ عبد الغني المقدسي.

5.المصنفات في الثقات خاصة-وأشهرها:
( كتاب الثقات) لمحمد بن أحمد بن حيان البستي .

6.المصنفات في الضعفاء خاصة-وأشهرها:
أ?)( الضعفاء الكبير) للبخاري
ب?)الضعفاء الصغير) للبخاري
ج)الضعفاء والمتروكون) للنسائي.
د) ( كتاب الضعفاء) لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي.
هـ) ( معرفة المجروحين من المحدثين) لأبي حاتم محمد بن احمد بن حيان البستي .
و) ( الكامل في ضعفاء الرجال) لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
ز) ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ) للذهبي.
ح) ( لسان الميزان) للحافظ ابن حجر العسقلاني.
المرجع : كتاب تاريخ التشريع الإسلامي للشيخ مناع القطان
مكتبة وهبة
الصفحات :92-104

موسوعة صحيح البخاري :
http://www.alfuzan.net/Hadeeth/viewtoc.asp?BID=13
موسوعة صحيح مسلم
http://www.alfuzan.net/Hadeeth/viewtoc.asp?BID=1

=========
==========
============

صدر للدكتور بشار عواد كتاب : (( المسند المصنف المعلل )) ويقع في 40 مجلدا , وهو أكبر جامع للسنة


بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صدر للدكتور بشار عواد معروف ولله الحمد المنة كتاب:  المسند المصنف المعلل  ويقعُ الكتاب في 40 مجلدًا، وفيه أحاديث السنة من الصحاح والسنن والمصنفات والمسانيد.

ويقوم العمل على بناء شجرة لأسانيد الحديث من الراوي إلى الصحابي، ثم بعد كل حديث يورد كلام العلماء المتقدمين, وقد حددهم إلى القرن الرابع, وفيه جميع العلل التي في الحديث.

والقائمين على هذا الكتاب:
العلامة المحقق د. بشار عواد معروف و العلامة الشيخ محمود خليل ومجموعة باحثين مصريين.

محتويات كتاب "المسند المصنف المعلل" مايلي:
جميع الأحاديث المرفوعة في:
- أحاديث الكتب الستة.
- جميع مؤلفات أصحاب الكتب الستة.
- موطأ الإمام مالك.
- مسند عبد ابن حميد.
- سنن الدارمي.
- صحيح ابن خزيمة.
- مسند الإمام أحمد (وفيه استدراك لمجموعة كبيرة من الأحاديث التي فاتت الطبعات السابقة - بما فيهم طبعة الرسالة - وتصحيح لها).
- مصنف عبدالرزاق.
- مصنف ابن أبي شيبة.
- مسند أبي يعلى الموصلي.
- صحيح ابن حبان.
 إضافة إلى ذلك الكتب المضافة في الحواشي وهي كثيرة جدًا.

يقول العلامة المحقق بشار:
أنزلنا على كل حديث ما قيل فيه من علل ظاهرة أو خفية، واستوعبنا فيه جميع كتب العلل مثل:
- علل ابن المديني.
- وعلل ابن أبي حاتم الرازي.
- وعلل الدارقطني.
- وعلل الإمام أحمد.
- وأقوال الإمام يحيى ابن معين..

فضلا عن الأقوال النقدية لجهابذة المحدثين الأوائل مثل:
- يحيى بن سعيد القطان.
- وعبدالرحمن بن مهدي.
- وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيين.
- والبخاري.
- والترمذي.
- والنسائي.
- وأبو داوود وغيرهم ..

 وقد سمي الكتاب مسندًا لأنه رتب على أسماء الصحابة، وجمعت أحاديث كل صحابي في مكان واحد مصنفة على أبواب الفقه [بمعنى: كل صحابي أحاديثه مرتبة على أبواب الفقه] وهو معلل لأنه تضمن ما قيل في كل حديث من علل ظاهرة وخفية .

وصدر عن دار الغرب الإسلامي.
وسيصدر بعد ذلك تباعًا إن شاء الله  - بعد هذه الأربعين مجلدة - القسم الخاص بالمراسيل والموقوفات.


ـــــ,,,ـــــ

وهذه بعض المعلومات المضافة عن كتاب "المسند المصنف المعلل" كتبها الأستاذ عادل عبدالعزيز في ملتقى أهل الحديث:
"- الكتاب بالإضافة للأحاديث المرفوعة، يحتوي على جميع الأحاديث المُعلَّقة، والمرسلة، التي لها صلة بالأحاديث المرفوعة في هذه الكتب.
- والكتاب به تصويب ما وقع من تصحيف أو تحريف في الكتب المطبوعة.
- والكتاب يتميز بسرد الروايات والألفاظ المختلفة لكل حديث.
- وكذلك يوجد في حواشية ذكر أشهر الكتب التي خرجت هذا الحديث، بخلاف الكتب الأصلية للكتاب.
- والكتاب يرجع أحيانا إلى أربع طبعات للكتاب الواحد، ويقارن ما ورد فيها، مع الرجوع إلى مخطوطات هذه الكتب، والإشارة إليها.
- ومن فوائد الكتاب التعريف بالأسماء المفردة، والكُنى، والألقاب، الواردة في الأسانيد.
- وتمت مقابلة الكتاب، على المسند الجامع، وتحفة الأشراف، وأطراف المسند، والمطالب العالية، وإتحاف الخيرة المهرة، وإتحاف المهرة، والمقصد العلي، وغاية المقصد في زوائد المسند، ومئات الكتب الأخرى التي تخدم الكتاب.
- بدأ العمل في الكتاب عقب انتهاء فريق العمل الذي أخرج المسند الجامع، بنفس الفريق، بقيادة الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، وذلك سنة (1990)، وانتهى العمل في الشهر التاسع سنة (2012)، ويصدر بفضل الله في القريب من الأيام، إن شاء الله.
والفريق الذي شارك الدكتور العلامة بشار عواد معروف في هذا الكتاب، هو فريق العمل في المسند الجامع.
- أما المراسيل المفردة والتي وردت في هذه الكتب والتي لا صلة لها بالمسند المعلل، فسوف تخرج في كتاب منفصل شامل للمراسيل، وجاري تنسيقه الآن، لأنه انتهى بالفعل.
لقد اطلعت على المسند المصنف المعلل، وأقول لكم بكل صدق، أشعر بالعجز وأنا أكتب عنه، ولكن عندما ترون ما رأيتُ، فستعلمون أن كل من كتب عنه لم يكتب شيئًا".اهـ
المصدر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...72&postcount=8


ـــــ,,,ـــــ


وكتب الأستاذ يحيى خليل في موقع منتدى: ملتقى أهل الحديث عن صدور الكتاب مايلي:


صدر المُسند المُصَنَّف المُعَلَّل

من أعظم نعم الله على الإنسان، وجميع نعمه عظيمة، أن يحقق لك أملا، عشت حياتك له، خاصة إذا كان يتصل بحديث الشفيع الأمين صاحب الكوثر محمد .

وقد بدأت في انتظار تحقيق هذا الأمل مع الرجال العاملين فيه منذ عام 1978 من القرن الماضي, وكنت أقول لإخواني، وكان عمري لا يتجاوز سبعا وعشرين عامًا: إنني أرى من بعيد المسند المعلل.

وبدأت الرحلة مع الأمل في الله، والرجاء فيه، والثقة فيه، والتوكل عليه، نعم المولى ونعم النصير.

ومشى أمام الجميع هذا الرجل الذي أحب العلم فخدمه بنفسه وماله، ودفع فيه حياته، ولو كان يملك غيرها لدفع.. إنه الأخ والصديق والمحقق الفرد الأستاذ الدكتور/ بشار عواد معروف.

وفي سنة 1993 جاءني اتصال من الأستاذ الدكتور بشار من الأردن يخبرني بصدور المسند الجامع، في عشرين مجلدًا، ومجلدين للفهارس, وكان هذا هو المرحلة الأولى للوصول إلى المسند المعلل, واستمر العمل، يقطع الليل والنهار، وسبق تفصيل لهذا في مشاركة طلائع المسند المُصَنَّف المُعَلَّل.

واليوم هو الثامن، من الشهر الخامس، من العام الثالث عشر، بعد الألفين.. جاءني اتصال من الأستاذ الدكتور بشار من الأردن يخبرني بصدور المسند المُصَنَّف المُعَلَّل، في أربعين مجلدا، وواحد للفهارس.

هل تستطيع أن تصور فرحة مجموعة من الناس، يحقق الله لهم أملا، عاشوا له خمسًا وثلاثين سنة.
لقد صدر الأمل اليوم ولله الحمد والمنة.اهـ
المصدر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=313591


ـــــ,,,ـــــ


وهنا يقول الأستاذ عادل عبدالعزيز أحد المتواصلين مع الدكتور بشار عواد ومشروعه قبل أن يصدر الكتاب في ملتقى أهل الحديث:


طلائع المُسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل

بسم الله الرحمن الرحيم
 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ
اللَّهم صَلِّ على مُحمد وأَزواجه وذُريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارك على مُحمد وأَزواجه وذُريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ.

شاء الله  أن يكون اللقاء في بغداد، في المدينة التي سكنها كبار علماء الحديث في خير القرون، مدينة السلام، والجرح والتعديل، وعلل الحديث، وحدثنا وأخبرنا، وأحمد بن حنبل، وقال يحيى بن مَعين.

وفي صيف عام (1401 هـ 1981م) كان الموعد بين الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، وبين مجموعة من المصريين، فروا بدينهم من الفتن، في هذا الوقت، وخرجوا من مصر وهم يؤمنون بقول الله سبحانه: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً.

وصدق الله وعده، ففتحت لهم بغدادُ قلبَها، ومكتباتها، ومخطوطاتها، وكان من هذا الخير هذا اللقاء مع الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف.

مجموعة من الغرباء ومصريون، لو قابلهم واحدٌ هنا أو هناك، خاصة إذا كان في مكانة الدكتور بشار، ومناصبه ووظائفه في العراق، فلن يمروا على باله، ولن تنشغل بهم ذاكرته، لكن هذا الرجل الذي لايعرفه الكثيرون، وظلمه الكثيرون، فتح لهم قلبه قبل بيته، وشعروا عند أول لقاء أنهم مع واحد منهم، أَخٍ وصديق.

وبدأ العمل في "المسند الجامع"، وجلس الدكتور بشار مع إخوته المصريين على الأرض، يبحثون عن كلمة في مخطوط، أو عبارة في كتاب، وتواصل العمل لقرابة عشر سنوات، نتج في آخرها "المسند الجامع"، وصدر الكتاب في عشرين مجلدًا، واثنين للفهارس.

والكتاب الآن بين يدي طلبة العلم، ولا يحتاج مني إلى تعريف.

وفي نهاية "المسند الجامع" كتب الدكتور بشار وإخوته المصريون ما نصه:
وكان بودنا أن يخرج "المسند الجامع" وفيه الحكم على صحة كل حديث أو ضعفه، وبيان علله، استناد إلى علم الجرح والتعديل، وبالبناء والتشييد لا بالتقليد، لكننا توقفنا عن ذلك في الوقت الحاضر، مع توفر معظم المادة بين أيدينا.

كان هذا هو الأمل، وكانت تلك هي الأماني.

والمسلم لا يتمنى وينام، ولا يأمل ويلعب، والكلام سهل، ومن السهل أن يقول واحد، أثناء نومه، لماذا لم يضم أصحاب المسند الجامع إلى الكتاب سنن الدارقطني، ثم يذهب في ثبات عميق، يواصل به نومَه قبل نومِه.

لأن المسلم يعمل، وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.

قم من نومك، اغسل وجهك، وخذ المسند الجامع كما هو، هذا آخر جهد إخوانك، وأضف عليه ما تتمنى من كتب.
وفي اليوم الذي انتهى فيه المسند الجامع، بدأ العمل على الآمال والأماني.

مع اختلاف الأماكن هذه المرة، فقد تكالبت قوى الشر من الصليبية الحاقدة، واليهودية الماكرة، على اغتصاب عروس علم الحديث، وعلوم العلل، والتي مشى على ترابها أحمد بن حنبل، والدارقطني، وبينهما جهابذة الجرح والتعديل وعلى قمتهم يحيى بن معين.

ودخل هؤلاء بغداد، لهدف واحد، للأسف خفي على من يزعمون أنهم أهل السنة والجماعة، وهو تمكين المجوس الروافض الكفرة الفجرة من عاصمة مسند أحمد بن حنبل، وعلل الدارقطني، وقد كان، أسأل الله سبحانه أن يجعل هذا التمكين تدميرًا لأعداء الإسلام وأعداء الصحابة الكرام.

واضطر الدكتور بشار للخروج من العراق، واضطر المصريون للعودة إلى بلادهم، واستمرت الإخوة والصداقة والمحبة و(العمل) بين الدكتور وإخوانه، لكن تغير خط السير هذه المرة، فبدلا من اللقاء في بغداد في حي الشعب، حيث منزل المصريين، وناحية الراشدية حيث منزل الدكتور بشار، صار اللقاء في مدينة أولاد صقر، من أعمال محافظة الشرقية، بمصر، حفظها الله من السوء كله.

وبدأ العمل في المسند المصنف المعلل، ولن أتكلم عنه كثيرا، ولا قليلا، فسوف أرفق لكم مقدمته كاملة، وسيكون فيها إن شاء الله الإجابة على عشرات الأسئلة حول هذا الكتاب.

أقول استمر العمل في هذا الكتاب منذ سنة (1410 هـ / 1990 م)، لينتهي بفضل الله ورحمته في سنة (1434 هـ / 2012م)، عملا متواصلاً، وصل الليل بالنهار.

وأقسم لكم بالله، أنني رأيت الدكتور بشار، وقد جاوز السبعين من عمره، وبجواره أخوه وصديقه الشيخ محمود خليل الصعيدي، يعملان في كل فقرة، ويراجعان كل علة، فإذا تعب الدكتور بشار، شفاه الله وعافاه، كان يقوم وينام على الأرض في المكتبة، فيقول له الشيخ محمود: تفضل يا دكتور في غرفة النوم، لتنام على سريرك، فيقول: أخشى إن دخلت أن أنام كثيرا، فيفترش الأرض، وماهي إلا بضع ساعة، ينهض ويقوم، ويجلس لمواصلة العمل.

إلى طلبة العلم، أضع بين أيديكم الآن، مقدمة المسند الجامع المعلل، وبمجرد استئذان الدكتور بشار، والشيخ محمود، في تحميلها لكم، لم يترددا في السماح بذلك، وهذا لأول مرة، حسب علمي، يسمح أصحاب الكتاب بوضع المقدمة قبل صدوره:

اسم الكتاب: المُسند المُصنَّف المُعَلل
تصنيف وتحقيق:
الدكتور بشار عواد معروف ... السيد أبو المعاطي النوري
محمد مهدي المُسَلَّمي ... أَحمد عبد الرَّزاق عيد
أيمن إبراهيم الزاملي ... محمود محمد خليل
الناشر: دار الغرب الإسلامي، لصاحبها الحاج حبيب اللمسي
دار الآثار العربية، يديرها الدكتور محمد بشار عواد معروف
عدد المجلدات: 40 مجلدًا
تاريخ الإصدار: النصف الأول من هذا العام إن شاء الله


ـــــ,,,ـــــ


وقال في موضع آخر في نفس الموضوع في المتقى:
ومن فوائد الكتاب: المُؤْتلِف والمُختَلِف.
من أهم الأمور التي اهتم بها العاملون في «المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل» علوم المُؤْتلِف والمُختَلِف.

وهذا العلم يختص بأسماء رواة الحديث، وهو دقيق جدًّا، وعامة أخطاء المحققين والمؤلفين تقع بسبب إهماله، فتخرج الكتب وفيها من التشويهات والتصحيفات الكثير والكثير.

لأن الأسماء في أغلب الأحيان لا تُضبط بما يأتي قبلها أو بعدها، وإنما يُعرف ذلك بدراسة هذا العلم، ومراجعة الكتب المتخصصة في هذا الشأن.

فمثلا: (عقيل)، هل هي (عَقيل) بالفتح، أو (عُقيل) بالضم؟.
وهي تأتي هكذا وهكذا، وعندنا (عَقِيل بن مَعقل) ، وعندنا (عُقَيل بن خالد).

وهكذا آلاف الأمثلة؛ مَعمَر، ومُعَمَّر، عَبَّاد، وعُبَاد.
وابحث الآن عندك في الشاملة في الكتب المحققة عن (قيس بن عباد) مثلا، لترى العجب العُجاب، فأغلب نتائج البحث، ستقول: (قيس بن عَبَّاد)، وهذا تحريفٌ لاشك، صوابه: (قيس بن عُبَاد)، بضم المهملة، وفتح الموحدة.

ومن أول يوم عمل في المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، قرر العاملون فيه أن يكون هذا الكتاب إضافة إلى باقي فوائده، أن يكون مرجعًا في ضبط أسماء الرجال، وكُناهم، وألقابهم، فاهتموا بهذا العلم، وتمت مراجعة الأسماء على أُمهات المراجع في هذا الفن، مثل:
المؤتلف والمختلف للدارقطني، المتوَفَّى (385 هـ).
المؤتلف والمختلف لعبد الغني المصري، المتوَفَّى (409 هـ).
المتفق والمفترق، للخطيب، المتوَفَّى (463 هـ).
موضح أوهام الجمع والتفريق، المتوَفَّى (463 هـ).
تلخيص المتشابه، المتوَفَّى (463 هـ).
تالي تلخيص المتشابه، المتوَفَّى (463 هـ).
الإكمال لابن ماكولا، المتوَفَّى (475 هـ).
تهذيب مستمر الأوهام، المتوَفَّى (475 هـ).
المؤتلف والمختلف، لابن القيسراني، المتوَفَّى (507 هـ).
توضيح المشتبه، لابن ناصر الدين، المتوَفَّى (842 هـ).
تبصير المنتبه، لابن حجر، المتوَفَّى (852 هـ).
وغير ذلك من الكتب التي اهتمت بضبط أسماء الرواة بالحروف، كأن يقول صاحب الكتاب:
أَما بحبح، أَوله باء مفتوحة معجمة بواحدة، بعدها حاء مُهمَلة ساكنة.

وكذلك قول ابن ماكولا: أَمَّا فَصِيل، بِفتح الفاء، وَكَسر الصاد المهملة، ثم ذكر الحَكَم بن فَصِيل. "الإكمال" 7/66.

ولوأنك بحثت عن (الحَكَم بن فَصِيل) في الكتب المطبوعة في مكتبك لوجدت عامة المحققين جعلوه: (الحَكَم بن فُضَيل)، إلا من رحم ربك.
لقد اهتم هذا الكتاب بأسماء رجال الحديث، لكي لا يختلط الضعيف بالثقة، والمجهول بالمعروف.

أسأل الله  أن ينفع العاملين فيه برحمة من عنده، تشمل ذنوبهم وعيوبهم، فلا تُبقي من ذلك شيئًا ولا تذر.
وأسأله سبحانه أن ينفع الباحثين وطلبة العلم بما فيه.


ـــــ,,,ـــــ

وقال في موضع آخر في نفس الموضوع في المتقى:
ومن فوائد الكتاب: تصحف أو تحرف في المطبوع.
تتذكرون هذه الكلمات، وتتذكرون الجامع لما تصحف في المطبوع، هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=209167

وجامع التصاحيف لكتب السنة، هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?65975

وقد شاهد هذين الموضوعين عشرات الآلاف من طلبة العلم، وهم يتابعون الإصلاح لما وقع من تصحيف وتحريف من كتب الحديث، المتون، والأسانيد، والرجال، والعلل، إلى غير ذلك مما وقفتم عليه بأنفسكم.

وحان الوقت لأن نعرف بأن الذي جمع التحريف، وكشف التصحيف، ليس محمود خليل فقط، وإنما نتج ذلك عن الفريق العامل على المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل.

فهذا الكتاب لم يكن العهد بالقائمين عليه أن يقوموا بنقل الأسانيد والمتون والعلل من الكتب المطبوعة، ثم تجميعها في المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، كما هي، خاصة وهم يعلمون علم اليقين أن التحقيق في هذا الزمان صار تلفيقًا، وتجارةً، وصار من يملك المال في استطاعته جمع مجموعة من الشباب واستئجار غرفة أو غرفتين، وعدة أجهزة، وطابعة، و(يافطة) على الباب كتب عليها: المركز العالمي لتحقيق المخطوطات.

والمُتابع لهذه المشاركات المذكورة في الروابط أعلاه، يرى أن هذه المكاتب قامت بتحقيق (زعموا) بعض الكتب، والتي طُبعت من قبل ثلاث، أو أربع مرات، وأضعف الإيمان والتقوى أن تخرج الطبعة الأخيرة أفضل من السابقات، لكن للأسف كنا نرى أن الصواب جاء في الطبعات السابقة، ووقع التصحيف في الطبعة الجديدة.

ومن هنا كان حرص القائمين على المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل على عدم النقل من هذا الكتب والتسليم بما فيها، فلم يُعتمد في الكتاب كله على طبعة واحدة لكتاب واحد، وهناك من الكتب من روجع على أربع طبعات، ولم يقتصر الأمر على هذا بل تم الرجوع إلى مخطوطات كثيرة لهذه الكتب.

وعلى مدار سنوات العمل كان الإخوة يختارون لكم (شيئًا) قليلا مما يقابلهم كل ساعة من تصحيفات، وكانوا يسلمونها لمحمود خليل، ليقوم بإعادة تدقيق المراجعة، ثم قابل ذلك كله مع الدكتور بشار، وتم نشر بعضها في الروابط المذكورة.

ولو خرج الكتاب بكل ما ورد عن هذه التصحيفات لكان في خمسين مجلدًا، فتم الإبقاء على الإشارة والتعليق على حوالي (800) موضع من الكتاب، وتم إصلاح الباقي دون الإشارة لأنها أخطاء سيكتشفها القارئ بنفسه.

ـ وهذا مثال من داخل المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل:
ثمانيتهم (شُعبة، وعَبَّاد بن عَبَّاد، وغَسَّان، وإِسماعيل بن إِبراهيم ابن عُلَية، وحَماد، وبِشر، وعَبَّاد بن العَوَّام، ويزيد) عن أَبي مَسْلَمَة، سَعيد بن يزيد (1) ، فذكره.
ـ في رواية النَّسائي قال: أَخبَرنا عَمرو بن علي، عن يزيد بن زُرَيع، وغَسَّان بن مُضَر، قالا: حَدثنا أَبو مَسْلَمَة، واسمُه سَعيد بن يزيد (2) ، بَصْرِيٌّ، ثِقةٌ.
ـ قال التِّرمِذي: حديثُ أَنس حديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ.
__________
(1) تحرف في النسخة المغربية الخطية العتيقة، لسنن الدارمي، الورقة (115/ب) إلى: «عن أَبي مسلمة، عن سَعيد بن يزيد الأَزدِيّ»، وفي طبعة البشائر، إلى «عن أَبي مسلمة، عن سعيد، هو ابن يزيد، الأَزدي»، وهو على الصواب في النسخة الأزهرية الخطية، الورقة (108/ب)، وطبعة دار المغني (1417)، وأَبو مسلمة هو: سَعيد بن يزيد بن مسلمة الأَزْدِي. «تهذيب الكمال» 11/114.
(2) في «تحفة الأشراف»: النسائي، عن عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع، وغسان بن مضر، قال النسائي: بصري ثقة. انتهى، فأصبح قول النسائي في (غسان بن مضر) وليس في (سعيد بن يزيد)، وكتب محقق «السنن الكبرى»، في الحاشية: على هامشي الأصلين ما نصه: غسان بن مضر، بصري، ثقة، قاله النسائي.
قلنا: وقد وثق النسائي غسان بن مضر، وسعيد بن يزيد، فعلى أيهما وقعت أصابت.
______________
ـ مثال آخر:
أَخرجه ابن أَبي شَيبة 2/208(6064) قال: حَدثنا علي بن هاشم (1) , قال: سأَلتُ ابن أَبي لَيلَى.............
__________
(1) تحرف في طبعة دار القبلة إلى: «علي بن هِشام» وهو على الصواب في طبعَتَيِ الرشد (6061)، والفاروق (6069)، وهو: علي بن هاشم بن البَريد البَرِيدِي العائذي مولاهم، أَبو الحَسَن الكُوفي الخَزَّاز. «تهذيب الكمال» 21/163.
___________
ـ مثال أخير:
ـ عقب رواية مُؤَمل، قال عَبد الله بن أَحمد بن حنبل: قال أَبي: حَدثناه الأَشيَبُ، المَعْنَى (1) .
__________
(1) قوله: «قال عبد الله: قال أَبي: حدثناه الأَشيب, المعنى» لم يرد في النسخ الخطية: الأَزهرية، والكتانية، ومكتبة الحرم المَكِّي، ومكتبة الموصل، وطبعَتَيْ عالم الكتب، والرسالة (12789)، والمُثبت عن: النسخ الخطية: كوبريلي (24)، والظاهرية (15)، وجار الله، والقادرية، والكتب المصرية، ونسخة على كل من الأَزهرية، ومكتبة الموصل، وطبعة المكنز (12986).
والأشيب؛ هو حسن بن موسى الأَشيب، وسبقت روايته.
وبعد؛
فكما جاء في مقدمة الكتاب، يكون بين يديك (تقريبا) باقتنائك المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، أصح الطبعات لكتب الحديث الشريف، وكتب العلل، فتم الإصلاح في كتاب «العلل» للدارقطني الكثير والكثير.
فبارك الله فيمن أَصلح، وغفر الله لمن قضى عمره خادمًا للحديث الشريف، وأخلف الله بالخير على الإخوة الذين قطعوا من قوت أولادهم، فعملوا هنا، أو سافروا وتغربوا، للإنفاق على هذا العمل، فلهم من الأجر عند الله، إن شاء بكرمه، ما للإخوة الذين كتبوا وبحثوا.


ـــــ,,,ـــــ


وقال في موضع بعده في نفس الموضوع في الملتقى:
استراحة مع نوادر الكتاب:
ـ وعندما تتصفح المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، فسوف تشعر بنفسك بالفوائد والعوائد التي ستغير الكثير من مناهج التحقيق التي تقوم على التقليد والمتابعة، دون النظر والمراجعة.

فعندما يقوم أحدهم، مثلا، بتحقيق كتاب يتصل بكتاب آخر، كأن يقوم بتحقيق "غاية المقصد في زوائد المسند"، أو "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة"، هنا، ومع أنه يملك المخطوطات التي ذكرها في مقدمة الكتاب، إلا أنه يقوم بنسخ ما جاء مطبوعا في "مسند أحمد"، أو "السنن" لابن ماجة، ولصقه في الكتاب الآخر: "غاية المقصد"، أو "مصباح الزجاجة"، بكل مافيه من أخطاء وتصحيف وتحريف.

وهذه يعرفها كل من اشتغل على هذه الكتب وأمثالها من كتب الزوائد، والمطالب العالية، وإتحاف المهرة، وهلم جرًّا.

والحمد لله، سترى بنفسك، أن إخوانك القائمين على المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، بفضل الله ورحمته، أولا وآخرا، لم يخدعوك، ولم يأخذوها نسخًا ولصقًا.

بل كانوا، كما قلت من قبل، يرجعون إلى طبعتين، وثلاث، وأربع، للكتاب الواحد، ولا يقفون عند ذلك، بل يرجعون إلى مخطوطات هذه الكتب، وفي مواطن في المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، ليست بالقليلة، أثبتوا أن التصحيف، أو التحريف، وقع في أربع طبعات أو ثلاث.

وخذ هذه النادرة، من داخل المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، لإثبات ما أقول، وهناك العشرات من أمثالها:
هذا الحديث، وهذا رقمه في الكتاب:
18026-
"لَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدَ (1) ، وَاصَلَ رَسُولُ الله ، وَأَصْحَابُهُ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَوُا الْهِلالَ، أَخْبَرُوا النَّبِيَّ ، فَقَالَ: لَوْ زَادَ لَزِدْتُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَاكَ، أَوْ شَيْئًا نَحْوَهُ؟ قَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ... الحديث.
أَخرجه أَحمد 6/125.
__________
(1) تصَحَّف ضَبطُه في الطبعات الثلاث، لمسند أحمد، عالم الكتب (25458)، والرسالة (24945)، والمكنز (25585)، إِلى: «يوم أُحُدٍ»، وقد بيَّنَه على الصواب ابنُ حَجَر، في «أَطراف المسند» (11625)، و"إِتحاف المَهَرة" (21890)، وفيه: «لما كان يَوْم أَحَدَ، يَعنِي وعشرين».
وعامة الذين كتبوا في السيرة، ذكروا أَن غزوة أُحُد كانت في شهر شوال، ولم يقل أَحَدٌ بأَنها كانت في رمضان، حتى يكون هناك وِصالٌ، وصيامٌ.
ـ قال ابن حَجَر: وكانت أُحُد في شَوَّال سنة ثَلاثٍ. "فتح الباري" 3/211.
ـ مثال آخر، وأسأل الله أن لا يغضب مني أصحاب المسند المصنف، يدل على وقوع الخطأ في طبعات ثلاث أيضًا، ولكن لمصنف ابن أبي شيبة:
هذا الحديث، وهذا رقمه في المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل:
المسند المعلل - (2 / 231)
419- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
«مِنَ السُّنَّةِ إِذَا قَالَ المُؤَذِّنُ فِي أَذَانِ الْفَجْرِ: حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ، قَالَ: الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ».
- وفي رواية: «عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: مِنَ السُّنَّةِ (1) أَنْ يَقُولَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ: الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ».
أَخرجه ابن أَبي شيبة 1/208(2174)
__________
(1) تصحف في الطبعات الثلاث، لمصنف ابن أبي شيبة، دار القبلة (2174)، والرُّشد (2172)، ودار الفاروق (2178) إلى: "عن محمد، قال: ليس من السنة"، فتصحف هنا: "أَنس"، إلى: "ليس".
والحديث؛ أخرجه ابن المنذر، في "الأوسط" (1171)، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو أُسامة، عَن ابن عَون، عَن محمد، قال: قال أَنس: من السنة أَن يقول في صلاَة الفجر: الصلاَة خير من النوم.
وأَخرجه ابن خُزَيْمَة (386)، والدارقطني (944)، والبيهقي 1/423)، من طريق أَبي أُسَامة، عن ابن عَوْن، عن مُحَمد بن سِيرِين، عن أَنس، قال: من السُّنَّة إِذا قال المؤذن، في أَذان الفجر: حي على الفلاح، قال: الصَّلاة خير من النوم.
- وقال أَبو الحَسن الدَّارَقُطني: رواه أَبو أُسامة، عن ابن عَون، عن مُحمد، عن أَنس، قال: مِنَ السُّنَّةِ. "العلل" (2629).
أيها الإخوة؛
اثنتان وعشرون سنة، تفرغ فيها إخوانكم، ليس من أجل النسخ واللصق، ولكن الله أعلم بنياتهم، وحالهم، وأسأل الله أن يعاملهم بفضله، مَن قضى منهم نحبه، وهو على الطريق، ومَن ينتظر منهم نحبه أسأل الله له التثبيت، والثبات.


ـــــ,,,ـــــ


يقول محمود خليل، عفا الله عنه، وستره:
ومن فوائد الكتاب:
الإحالات:
الله سبحانه و أنعم على هذه الأُمة، بهذه الثُّلَّة الطاهرة من علماء الحديث الأوائل، في القرون الأولى، خير القرون، ولذلك على طالب علم الحديث أن يتعلم من كل شيء ورثناه عن هؤلاء الكرام.

ولذلك كان من أهم الأمور التي جعلها العاملون في "المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل" نصب أعينهم؛ دراسة وتعلم واستيعاب مناهج هؤلاء، الذين حفظوا على هذه الأمة أمر دينها، وبدأ الاختيار بين هذه المدارس التي اجتهد أصحابها من أجل خدمة الحديث الشريف وتيسير الوصول إليه.

لأن الغاية من ذلك كله، الوصول إلى الحديث الثابت الصحيح، والعمل به، والدعوة إليه، فهو غاية الحُجَّة، ونهاية المطلب، ولا حجة لأحدٍ على أحد بعد القرآن والحديث؛
رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء : 165].

وقد اختار العاملون في "المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل" في طريقة جمع طرق الحديث النهج الذي ورَدَنا في "صحيح مسلم بن الحجاج"، ي، وهذا أشرحه إن شاء الله في مشاركة قادمة.

أما موضوع هذه المشاركة، وهو إحالات ألفاظ الحديث، فقد اتبع العاملون في "المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل" النهج الذي التزم به جَبل الدنيا، وإمام الأئمة، والرجل الذي حفظ على هذه الأمة صحيح حديث نبيها ، محمد بن إسماعيل البخاري، .

ذات مرة كنت أخطب الجمعة، وشرفني بالحضور الدكتور بشار معروف، فقلت في الخطبة: إن الإمام البخاري  خدم هذا الدين كما خدمه أصحاب رسول الله ، إلا أنهم زادوا عليه بالصحبة، وبعد الخطبة قال لي الدكتور بشار: إن البخاري في المُحدثين، مثل أبي بكر الصديق في الصحابة، م جميعا، صغيرهم وكبيرهم.
وقد يظن البعض أن هذا من الغلو في علماء الأمة، وأقول: إن من يعيش حياته بين كتب الحديث سيصل إلى ذلك، مع اعتقادنا القاطع، بأن الأمة كلها، دون الصحابة، لا يصل قدرها بمجموعها إلى صحابي صغير فتحت عيناه على وجه محمد .

من فوائد "صحيح البخاري"، وهذا ناتجٌ عن فقه البخاري العالي للحديث، هو تقسيم، وإيراد الحديث الواحد، في أكثر من موضع، حسب تعدد الأحكام في الحديث الواحد.

وهذا قد التزم به أيضًا العاملون في "المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل".

فكما ورد في مقدمة الكتاب، بأن ترتيب الكتاب سار على المسانيد، فخرج مُسندًا، ثم تم تصنيف مسند كل صحابي على أبواب الفقه، فصار مُصَنَّفًا، ثم تم جمع ما تناثر من علل، ومراسيل، وفوائد تتصل بكل حديث، فكان مُعللاً.

والبخاري  يأتي، مثلا بحديث سبعة يظلهم الله في ظله، فيذكره في أربعة مواضع من كتابه؛ في الصلاة؛ من أجل قوله: ورجل قلبه معلق في المساجد، وفي الزكاة، من أجل قوله: ورجل تصدق أَخفى حتى لاَ تعلم شماله ما تنفق يمينه، وفي الرقاق، من أجل قوله: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، وفي المحاربين، وهذه لاتخطر على بال أي مؤلف آخر سوى البخاري، لأنه ما علاقة هذا الحديث بالمحاربين، فبوب البخاري: باب فضل من ترك الفواحش، ثم ساق الحديث من أجل: وشاب نشأَ في عبادة ربه.
وهذا ما تم بفضل الله في "المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل".

تم وضع الحديث الذي يحتوي على عدة أحكام، مثل: لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، ولا يسوم على سوم أخيه، ولا تُنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ صحفتها ولتنكح، فإنما لها ما كتب الله لها.
تم وضعه في النكاح مثلا في مسند الصحابي الذي رواه.

ثم نأتي في كتب البيوع ونضع إحالة، هكذا تسبقها دائرة سوداء:
• حديث أبي حازم، سلمان الأشجعي، عن أبي هريرة، ، قال: قال رسول الله :
«ولا يسوم على سوم أخيه».
تقدم
ثم نأتي في كتب الطلاق ونضع إحالة، هكذا تسبقها دائرة سوداء:
• حديث أبي حازم، سلمان الأشجعي، عن أبي هريرة، ، قال: قال رسول الله :
«ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ صحفتها ولتنكح، فإنما لها ما كتب الله لها».
يأْتي، إِن شاء الله .
وهكذا في الكتاب كله، وفائدة ذلك أنك عند البحث أينما ذهبت إلى أي موضع، فسوف تجد الحديث، أو ما يدلك عليه.


ـــــ,,,ـــــ

ويقول الأستاذ عادل عبدالعزيز إلحاق بالفائدة السابقة في نفس الموضوع في المتقى:

ولم تقتصر الإحالات على المتون فقط، بل امتد ذلك إلى تنوع طرق رواية الحديث.
فقد يأتي الحديث من رواية هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن ضُباعة بنت الزبير، رضي الله  عنها ، فيوضع في مسندها.

ثم يأتي الحديث أيضا من رواية هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن عَائِشة، فيوضع في مسند الطاهرة الطيبة أم المؤمنين عائشة، رضي الله  عنها.

ثم يأتي الحديث هو هو، من رواية هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن أُم سلمة، رضي الله  عنها، فيوضع في مسندها.

وهنا لابد من ربط هذه الأحاديث بالإحالات، حتى إذا وصل طالب العلم إلى واحدٍ منهم، فكأنما وصل إلى الثلاثة في وقت واحد، ويتبين له طرق هذا الحديث الذي يريده.

فاهتم العاملون في المسنَد المُصَنَّف المُعَلَّل، ستر الله عيوبهم يوم القيامة، اهتموا بهذا الأمر.

ففي آخر الحديث، في مسند ضُباعة يُكتب:
ـ رواه أَبو أُسامة، عَن هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن عَائِشة، رضي الله عَنها، ويأتي، إِن شاء الله ، في مسندها.
ـ ورواه سُفيان بن عُيينة، عَن هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن أُم سلمة، رضي الله عَنها، ويأتي، إِن شاء الله ، في مسندها.
وفي آخر الحديث، في مسند أم المؤمنين عائشة يُكتب:
ـ رواه مُحمد بن فُضَيل، ووَكيع بن الجَراح، عَن هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن ضُباعة بنت الزبير، رضي الله  عنها، وسلف في مسندها.
ـ ورواه سُفيان بن عُيينة، عَن هِشام بن عُروة، عَن أَبيه، عَن أُم سلمة، رضي الله عَنها، ويأتي، إِن شاء الله ، في مسندها.

ونحو هذا يتم في مسند أم المؤمنين أم سلمة، رضي الله  عنها.
وهذا الأمر يعرف قدره وأهميته كل من اشتغل بعلوم الحديث، وكافة طلبة العلم.


ـــــ,,,ـــــ


وسئل الأستاذ يحيى خليل - أحد المتواصلين مع هذا المشروع ورجاله - هل يغني هذا الكتاب عن كتاب : " المسند الجامع "؟

فقال/ نعم إن شاء الله، ويزيد عليه بكثير
1- فريق العمل الذي أنجز الكتابين بفضل الله هو فريق واحد.
2- المسند المعلل يزيد على المسند الجامع بالكتب التالية:
- مصنف عبد الرزاق.
- مصنف ابن أبي شيبة.
- مسند أبي يعلى.
- صحيح ابن حبان.
3- المسند المعلل يزيد على المسند الجامع بتقصي روايات وألفاظ كل حديث، بينما كان المسند الجامع يكتفي من كل حديث بلفظ واحد في أغلب الأحيان.
4- المسند المعلل يزيد على المسند الجامع بتفريغ عامة كتب علل الحديث في موضعها المناسب، وكذلك كتب المراسيل، بذكر من سمع ومن لم يسمع.
وهناك الكثير ويمكنك قراءة المقدمة المنشورة.


ـــــ,,,ـــــ

وسئل كذلك:
ولي هنا استفسار: لقد اطلعت على كتاب " الجامع في الجرح والتعديل " و " موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله " و " موسوعة أقوال الامام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله " و " وموسوعة أقوال يحيى بن معين في رجال الحديث وعلله "، وكان هناك محققون مشتركون بين هذه الأعمال.
والسؤال هنا: هل من سبيل الى كتاب يجمع كل أقوال علماء الجرح والتعديل في الراوي المعين في كتاب واحد؟ مع اعتماد أفضل الطبعات الموجودة حالياً لكتب الجرح والتعديل وكتب السؤالات والعلل والتاريخ والاستعانة أيضاً بالمخطوطات لضبط هذه الكتب.
أظن أنه لو تم هذا لكانت هذه الموسوعة يشهد لها التاريخ.

فأجاب حفظه الله/
أبشر إن شاء الله
فهذا في خطة إخوانك الذين وفقهم الله لما سبق
خاصة بعد أن انتهوا من المسند المصنف المعلل.
وقد ساروا في ذلك خطوات قليلة.

المصدر: كل ما سبق من هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=301846

وفي المرفقات رفعت مقدمة الكتاب مستلة منه.
سائلاً الله جل وعلا أن يجزيهم خير الجزاء ويشكر سعيهم.

=========
==========

أما بعد : فقد جمعت مما يناسب ( العمدة ) من الأحكام الصادرة من بين شفتي سيد الأنام, من غير ما ذكره الشيخ فيها غالبا, ولم أذكر غير متن الحديث, ومن خرجه مرتبا على أبواب ( العمدة ), مخرجا من الكتب العشرة, وغيرها, وهي : كتاب ( الجامع الصحيح ) لمحمد بن إسماعيل البخاري, الذي هو أصح الكتب المصنفة, ومن ( تاريخه ) أيضا, ومن كتاب مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وكتاب الإمام أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وكتاب ( السنن ) لأبي عبدالرحمن النسائي, وكتاب ابن ماجة, وكتاب ( السنن ) لأبي داود, وكتاب الدراقطني, وكتاب الإمام أحمد بن حنبل, وغيرهم, كسعيد بن منصور, ومالك بن أنس, والشافعي, وابن أبي شيبة, وخلق من الأئمة, كالأثرم, والحاكم, وابن حبان, و عبدالله بن أحمد, والحميدي, وغيرهم, رحمهم الله تعالى.
والله تعالى أسأله أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم, ومقربا إلى جانب النعيم, وأن يجعلنا من العلماء العاملين, ويتوفانا على الإسلام والإيمان به, وبما جاءنا عن نبيه, عليه أفضل الصلاة والسلام, إنه ولي ذلك, والقادر عليه, وهو حسبنا, و نعم الوكيل (1)
تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد للحافظ أبي الفضل العراقي
__________
(1) - طبع في مكتبة الخانجي بالقاهرة 1409هـ بتحقيق ( رفعت فوزي عبدالمطلب ) وعدد احاديثه ( 1037 ) حديثا, مؤلفه هو الإمام شمس الدين أبو أمامة محمد بن علي المغربي الأصل المصري المعروف بابن النقاش, كان من الفقهاء المبرزين و الفصحاء المشهورين, له نظم ونثر حسن, من كتبه (شرح العمدة) في نحو ثمان مجلدات, و (شرح ألفية ابن مالك), و(شرح التسهيل) وخرج أحاديث الرافعي, وغير ذلك, , توفي سنة 763هـ (طبقات الشافعية)(3\131)
(3/68)
بسم الله الرحمن الرحيم, وهو حسبي ونعم الوكيل, قال الشيخ الإمام العالم زين الدين عبد الرحيم العراقي, رحمه الله , ونفعنا بعلمه وتأليفه, وجميع المسلمين, الحمد لله الذي أنزل الأحكام لإمضاء علمه القديم, وأجزل الإنعام لشاكر فضله العميم, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, البر الرحيم, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالدين القويم, المنعوت بالخلق العظيم, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أفضل الصلاة والتسليم.
وبعد : فقد أردت أن أجمع لابني أبي زرعة (1)
__________
(1) - أبوزرعة ابن العراقي هو الإمام الحافظ ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم الكردي المصري الشافعي, ظهرت نجابته و اشتهرت نباهته, وأجيز وهو شاب بالافتاء والتدريس, وصار يزداد فضلا مع ذكائه وتواضعه, فأقبل عليه الناس وساد بجميع ذلك في حياة والده, له كتب منها (البيان والتوضيح لمن خرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح) و(المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ط), و(تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ط) وغير ذلك توفي سنة 826هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)(1\284)
(3/69)
مختصرا في أحاديث الأحكام, يكون متصل الأسانيد بالأئمة الأعلام, فإنه يقبح بطالب الحديث, بل بطالب العلم أن لا يحفظ بإسناده عدة من الأخبار, ويستغني بها عن حمل الأسفار في الأسفار, وعن مراجعة الأصول عند المذاكرة والاستحضار, ويتخلص به من الحرج بنقل ما ليست له به رواية, فإنه غير سائغ بإجماع أهل الدراية, ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها, وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها, رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم محصورة, وتكون تلك التراجم فيما عد من أصح الأسانيد مذكورة إما مطلقا على قول من عممه, أو مقيدا بصحابي تلك الترجمة, ولفظ الحديث الذي أورده في هذا المختصر هو لمن ذكر الإسناد إليه من ( الموطإ ), و( مسند أحمد ) فإن كان الحديث في ( الصحيحين ) لم أعزه لأحد, وكان ذلك علامة كونه متفقا عليه, وإن كان في أحدهما اقتصرت على عزوه إليه, وإن لم تكن في واحد من ( الصحيحين ) عزوته إلى من خرجه من أصحاب ( السنن ) الأربعة وغيرهم ممن التزم الصحة, كابن حبان, والحاكم, فإن كان عند من عزوت الحديث إليه زيادة تدل على حكم ذكرتها, وكذلك أذكر زيادات أخر من عند غيره, فإن كانت الزيادة من حديث ذلك الصحابي لم أذكره, بل أقول : ولأبي داود أو غيره كذا, وإن كانت من غير حديثه قلت : ولفلان من حديث فلان كذا, وإذا اجتمع حديثان فأكثر في ترجمة واحدة كقولي عن نافع عن ابن عمر لم أذكرها في الثاني وما بعده, بل أكتفي بقولي : وعنه, ما لم يحصل اشتباه, وحيث عزوت الحديث لمن خرجه, فإنما أريد أصل الحديث لا ذلك اللفظ, على قاعدة المستخرجات, فإن لم يكن الحديث إلا في الكتاب الذي رويته منه عزوته إليه, بعد تخريجه, وإن كان قد علم أنه فيه, لئلا يلبس ذلك بما في ( الصحيحين )
(3/70)
فما كان فيه من حديث نافع عن ابن عمر, ومن حديث الأعرج عن أبي هريرة, ومن حديث أنس, ومن حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة, فأخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي, ومحمد بن محمد بن محمد القلانسي بقراءتي عليهما, قالا : أخبرنا يوسف بن يعقوب المشهدي, وسيدة بنت موسى المارانية, قال يوسف أخبرنا الحسن بن محمد البكري, قال أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي
( ح ), وقالت سيدة أنبأنا المؤيد, قال أخبرنا هبة الله بن سهل, قال أخبرنا سعيد بن محمد, قال أخبرنا زاهر بن أحمد, قال أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد, قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر, قال حدثنا مالك بن أنس, عن نافع, عن ابن عمر, و مالك, عن أبي الزناد, عن الأعرج, عن أبي هريرة, ومالك, عن الزهري, عن أنس, ومالك, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن عائشة
وما كان فيه من غير هذه التراجم الأربعة فأخبرني به محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز, بقراءتي عليه بدمشق في الرحلة الأولى, قال أخبرنا المسلم بن مكي, قال أخبرنا حنبل بن عبد الله, قال أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني, قال أخبرنا الحسن بن علي التميمي, قال أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي, قال حدثنا عبد الله بن أحمد, قال حدثني أبو أحمد بن محمد بن حنبل
فما كان من حديث عمر بن الخطاب, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, قال حدثنا معمر, عن الزهري, عن سالم عن أبيه, عن عمر
وما كان من حديث سالم عن أبيه, فقال أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة, عن الزهري, عن سالم عن أبيه
وما كان من حديث علي بن أبي طالب فقال أحمد : حدثنا يزيد هو ابن هارون, قال أخبرنا هشام, عن محمد, عن عبيدة, عن علي
وما كان من حديث عبد الله بن مسعود فقال أحمد : حدثنا أبو معاوية, قال, حدثنا الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة , عن عبد الله
وما كان من حديث همام, عن أبي هريرة, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, قال : حدثنا معمر, عن همام, عن أبي هريرة
(3/71)
وما كان من حديث سعيد عن أبي هريرة فقال أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة, عن الزهري, عن سعيد, عن أبي هريرة
وما كان من حديث أبي سلمة وحده عن أبي هريرة فقال أحمد : حدثنا حسن بن موسى, قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن, قال حدثنا يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة
وما كان من حديث جابر فقال أحمد : حدثنا سفيان, عن عمر وعن جابر
وما كان من حديث بريدة, فقال أحمد : حدثنا زيد بن الحباب, قال : حدثني حسين بن واقد, عن عبد الله بن بريدة, عن أبيه
وما كان من حديث عقبة بن عامر, فقال أحمد : حدثنا حجاج بن محمد, قال : حدثنا ليث بن سعد, عن يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير, عن عقبة بن عامر
وما كان من حديث عروة عن عائشة, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة
وما كان من حديث عبيد الله, عن القاسم, عن عائشة , فقال أحمد : حدثنا يحيى هو ابن سعيد, عن عبيد الله, قال سمعت القاسم يحدث عن عائشة
(3/72)
ولم أرتبه على التراجم بل على أبواب الفقه لقرب تناوله, وأتيت في آخره بجملة من الأدب والاستئذان وغير ذلك, وسميته : ( تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد ) والله أسأل أن ينفع به من حفظه, أو سمعه, أو نظر فيه, وأن يبلغنا من مزيد فضله ما نؤمله, ونرتجيه, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, ورأيت الابتداء بحديث النية مسندا بسند آخر, لكونه لا يشترك مع ترجمة أحاديث عمر, فقد روينا عن عبد الرحمن بن مهدي قال : من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث { الأعمال بالنيات } (1)
__________
(1) - طبع ( تقريب المسانيد ) في دار الكتب العلمية 1404هـ بدون تحقيق, ثم فيمكتبة اللباز مكة 1419هـ بتحقيق (عبد المنعم إبراهيم) وعدد أحاديثه (1111) حديثا,قال ا لحافظ السيوطي في ( تدريب الراوي)(ص 48) : جمع الحافظ أبو الفضل العراقي في الأحاديث التي وقعت لأحمد و الموطأ بالتراجم الخمسة التي حكاها المصنف, وهي المطلقة وبالتراجم التي حكاها الحاكم, وهي المقيدة ورتبها على أبواب الفقه, وسماها ( تقريب المسانيد ) قال ابن حجر : وقد أخلى كثيرا من الأبواب لكونه لم يجد فيها تلك الشريطة وفاته أيضا جملة من الأحاديث على شرطه لكونه تقيد بالكتابين الغرض الذي أراده من كون الأحاديث المذكورة تصير متصلة الأسانيد مع الاختصار البالغ قال: ولو قدر أن يتفرغ عارف لجمع الأحاديث الواردة بجميع التراجم المذكورة من غير تقييد لكتاب ويضم إليه التراجم المزيدة عليه لجاء كتابا حافلا حاويا لأصح الصحيح. اهـ قال في ذيل تذكرة الحفاظ: ثم اختصره في نحو نصف حجمه, وشرح قطعة صالحة من الأصل في قريب من مجلد ثم أكمله ولده شيخنا الحافظ أبو زرعة بعده.اهـ والشرح اسمه ( طرح التثريب ) طبع فيدار إحياء التراث العربي مصرفي (4) مجلدات بدون تحقيق, ثم في دار الكتب العلمية 1995 بتحقيق ( عبد القادر محمد علي )
والعراقي هو الإمام العلامة الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين الكردي المصري الشافعي, كان إماما مفننا حافظا ناقدا,له المؤلفات المفيدة المشهورة في علم الحديث والتخاريج الحسنة من ذلك (إخبار الإحياء بأخبار الأحياء)في أربع مجلدات , ثم اختصره في مجلد ضخم سماه (المغني عن حمل الاسفار), و (الألفية) المسماة (بالتبصرة والتذكرة)في علم الحديث, وغير ذلك توفي سنة 826هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)\230)
(3/73)
البلغة في أحاديث الأحكام للحافظ أبي حفص ابن الملقن
بسم الله الرحمن الرحيم, ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)
الحمد لله على إسباغ النعم, وأشكره على دفع النقم, وأصلي على سيدنا محمد نبيه أفضل العرب والعجم, وعلى آله وصحبه أهل الفضل والكرم
وبعد : فهذه بلغة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان محمد بن إسماعيل البخاري, ومسلم بن الحجاج, مرتبة عبى أبواب ( المنهاج ) للعلامة محيي الدين النووي, انتخبتها من تأليفي ( تحفة المحتاج على أدلة المنهاج ) لا يستغنى عنها, مع زيادات يسيرة مهمة, ليسهل حفظها في أيسر مدة, وتكون للطالب اعتمادا وعدة, وربما ذكرت أحاديث يسيرة من أفراد الصحيحين وغيرهما, لأني لم أجد في ذلك الباب ما يستدل به غيره, أو دلالته أظهر من دلالة غيره, وإلى الله أرغب في النفع بها, إنه بيده, والقادر عليه, وهو حسبي ونعم الوكيل.(1)
بلوغ المرام في أحاديث الأحكام للحافظ ابن حجر العسقلاني
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمه الظاهرة و الباطنة, قديما وحديثا, والصلاةوالسلام على نبيه ورسوله محمد وآله وصحبه الذين ساروا في نصرة نبيه سيرا حثيثا, و على أتباعهم الذين درسوا علمهم, والعلماء ورثة الأنبياء أكرم بهم وارثا وموروثا.
__________
(1) - طبع في دار البشائر بتحقيق ( محيي الدين نجيب ) وعدد أحديثه (508) حديثا, وابن الملقن الإمام الحافظ سراج الدين أبو علي عمر بن علي الأنصاري المصري الشافعي, عرف بابن النحوي,كان أكثر أهل زمانه تأليفا بلغت مصنفاته في الحديث والفقه وغير لك قريبا من ثلاثمائة مؤلف, منها (شرح البخاري) في (20) مجلدا, و (البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير) في (6)جلدات, و(خلاصة البدر المنير ) وغير ذلك, توفي سنة 804هـ ,(ذيل تذكرة الحفاظ)(1\197)
(3/74)
أما بعد : فهذا مختصر يشتمل على أصول الأدلة الحديثية, للأحكام الشرعية, حررته تحريرا بالغا, ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا, ويستعين به الطالب المبتدئ, ولا يستغني عنه الراغب المنتهي, وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة, ولإرادة نصح الأمة, فالمراد بالسبعة أحمد, و البخاري, و مسلم, وأبو داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة, وبالستة من عدا أحمد, وبالخمسة من عدا البخاري ومسلما, وقد أقول الأربعة وأحمد, وبالأربعة من عدا الثلاثة الأول, وبالثلاثة من عداهم, وعدا الأخير, وبالمتفق عليه البخاري ومسلم, وقد لا اذكر معهما غيرهما, وما عدا ذلك فهو مبين
(3/75)
وسميته : ( بلوغ المرام من أدلة الأحكام ), والله أسأل أن لا يجعل ما عملنا علينا وبالا, وأن يرزقنا العمل بما برضيه سبحانه وتعالى (1)
الإعلام بأحاديث الأحكام للشيخ زكريا بن الأنصاري السنيكي
__________
(1) - طبع على حجر ب لكناو 1837 1253هـ و لاهور 1305ههـ وعلى طبع حروف هند 1312 مط التمدن الصناعية 1320 هـ ثم تعدد طبعاته وعليه عدة شروح منها(شرح) للشيخ إبراهيم بن أبى القاسم بن إبراهيم جعمان الذؤالي المتوفى سنة 897هـ ذكره في الضوء (1\117), و(شرح) للشيخ عبد الرحمن بن محمد الحيمي اليمني المتوفى سنة 1068هـ ذكره في هدية العارفين(1\548), و(شرح) للشيخ الحسين بن محمد المغربي اللاعي, سماه (البدر التمام شرح بلوغ المرام), وهو شرح حافل نقل ما في (التلخيص) من الكلام على متون الأحاديث و أسانيدها ثم إذا كان الحديث في البخاري نقل شرحه من (فتح الباري) ومن سائر شروح المتون, ولكنه لا بنسب هذه الأقوال إلى أهلها, مع كونه يسوقها باللفظ , ذكره الشوكاني في البدر الطالع في ترجمته (1\230), وقد اختصره العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في كتابه (سبل السلام الموصلة إلى سبل السلام ) مع زيادات,وهو مطبوع مرارا ,أقدمها بالهند سنة1302 هـ , و(شرح) للشيخ محمد عابد السندي ذكره الحسني في (المعارف) ( ص156) و(شرح) الشيخ يوسف بن محمد البطاح الأهدل اليمني المتوفى سنة 1246هوسماه (إفهام الإفهام بشرح بلوغ المرام ), ذكره الحبشي في مصادر الفكر باليمن(ص69) وشرحه بالفارسية العلامة صديق حسن خان القنوجي في أربع مجلدات وسماه ( مسك الختام ), و(شرح) له أيضا بالعربية سماه (فتح العلام) وهو مطبوع في مجلدين, ونظم (بلوغ المرام ) العلامة الصنعاني ولم يكمله و أتمه تلميذه الحسين بن عبدالقادر الكوكباني المتوفى سنة 1198هـ,طبع
(3/76)
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد, الذي أنزل عليه الكتاب هدى وموعظة وتفصيلا, وعلى آله و أصحابه وأتباعه بكرة وأصيلا
وبعد : فهذا مختصر يشتمل على أدلة نبوية, للأحكام الشرعية, لخصته من البخاري, ومسلم وغيرهما, ( كسنن ) أبى داود, و الترمذي, و النسائي, ولا أذكر فيه إلا ما صح, أو قاربه, بأن يكون حسنا, أو معتضدا بما يلحقه ما في الاحتجاج به, وسميته : ( الإعلام بأحاديث الأحكام ), والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, وأن ينفع به مع الفوز بجنان النعيم.(1)
عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب أبي حنيفة للشيخ محمد بن محمد بن مرتضى الزبيدي
بسم الله الرحمن الرحيم , وصلى لله على سيدنا محمد وسلم, والحمد لله منور البصائر بحقائق معارفه, وجاعل الخواطر خزائن لدقائق لطائفه, الذي أودع القلوب من حكمه جواهر, جعل نجوم الهداية بذكره زواهر, أحمده ولا يستحق الحمد على الحقيقة سواه, وأعتقد التقصير في أداء شكر ما أنعم به على عبده وأولاه, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تكون للنجاة وسيلة, وبرفع الدرجات كفيلة, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وحبيبه وخليله, , المبعوث من ذي الجلال لتبيين الحرام والحلال,.إمام المتقين, وعصمة أهل اليقين, خير الخلائق, وبحر العلوم والحقائق, الذي بعثه وطرق الإيمان قد عفت آثارها, وبت أنوارها, ووهت أرهانها, وجهل مكانها, فأحياه إحياء الأرض بالأمطار, ونشره في جميع الأقطار, وبلغ به غاية الأوطار, وأعاد روضه نضيرا, وماءه نميرا, و موارده صافية, وحلله ضافية, وأقسامه وافية, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, صلاة تستنزل غيث الرحمة من سحابه,وتحل صاحبها من الرضوان أوسع رحابه, و كرم تكريما, وزاده شرفا وتعظيما
__________
(1) - شرحه في كتاب سماه (فتح العلام ), طبع مع وشرحه في دار الكتب العلمية1990 في مجلد, بتحقيق ( علي محمد معوض) و ( عادل احمد عبد الموجود )
(3/77)
ورضي الله عن إمامنا وهمامنا المقدم, ومقدمنا الأفخم , الجليل قدره, المشرق في أفق الفضائل بدره, المملوء بعلوم الشريعة صدره, بحر العلوم الزاخر, الحائز لأنواع المفاخر,المجتهد الحنيفي, الإمام أبو حنيفة النعمانبن ثابت الكوفي, أسكنه الله الفردوس الأعلى, ورواه من الكوثر الأحلى, وتغنده بارحمة الكاملة, والمغفرة الشاملة, وعن بقية المجتهدين الكرام, والعلماء الأعلام, الذين دنوا العلوم وقرروها, وهذبوا المذاهب وحرروها, وسلكوا شعابها, وراضوا صصعابها, وأعربوا عنها, وبينوا ما أستشكل منها بالأدلة القاطعة, والبراهين الساطعة, حتى وضح سبيلها للمقلدين, وصفا سلسبيلها للواردين, وراق زلالها للشاربين, وامتدت ظلالها للساربين, وأحكمت قواعدها للمستنبطين, واشتدت سواعدها للمخرجين, وعلا مكانها وثبت أركانها, أفحم من رام معارضتها, وقصد ناقضتها, فأغرق عندما انهلت سحب صوابها وهطلت, واضمحلت حجته عند ظهور الحق الواضح وعطلت, وعن التابعين لمنهاجهم الواضح, والمقلدين لمذاهبهم بالإحسان والعمل الصالح, وعن سائر مشايخنا الفاتحين لنا باب الفهم, المخلصين أذهاننا من الوهم, المرشدين إلى الصواب, المتكلين بحسن الجواب
(3/78)
أما بعد : فهذا كتاب نفيس, أذكر فيه أحاديث الأحكام التي رواها إمامنا الأعظم المشار إليه, روح الله روحه, ونور ضريحه,مما وافقه الأئمة الستة, البخاري, ومسلم, و أبو داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة في كتبهم المشهورة, و سننهم المأثورة, أو بعضهم, وأشير إلى موافقاتهم باللفظ في سياق المتن, والسند, أو بالمعنى, وقد أذكر غيرهم تبعا لهم, و إذا وجدت حديثا للإمام استدل به على حكم من الأحكام, ولم يخرجه أحد من هؤلاء الأعلام, لم أعرج عليه, إذ المقصود موافقات الأئمة المذكورين فقط, لما اشتهر فضلهم المعلوم, وسارت كتبهم في الآفاق مسير النجوم, حتى ظن من لا دراية له في الفن أن كل حديث لا يوجد في كتب هؤلاء فلا يعول عليه, وهذا القول ليس بصحيح بل مخالف النص الصريح,.معتمدا فيما أخرجته على مسانيد الإمام الأربعة عشر, المنسوبة إليه من تخاريج الأئمة, فمنها ما لأصحابه الأربعة, حماد ابنه, وأبي يوسف, ومحمد يعرف ( بالآثار ), والحسن بن زياد اللؤلؤي, روايتهم عنه بلا واسطة, وللأئمة من بعدهم, أي محمد عبداله بن محمد بن يعقوب بن الحرث الحارثي البخاري,العمروف بالأستاذ, تلميذ أبي حفص الصغير, وأبي القاسم طلحة بن محمد بن جعفرالعدل, وأبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني, صاحب ( الحلية ), , وأبي أحمد بن عدي الجرجاني, وتامر بن الحسن الأشناني, وأبي الحسين محمد بن المظفر , وهؤلاء الستة حفاظ, والإمامين أبي بكر أحمد بن محمد بن خالد الكلاعي, ومحمد بن عبدالباقي الأنصاري, وأبي القاسم عبد اللله بن محمد بن أبي العوام السعدي, وأبي بكر المقرئ, والحسين بن محمد بن خسرو.(1)
__________
(1) - تقدمت تراجم هؤلاء عند مقدمة (جامع المسانيد ) لأبي المؤيد
(3/79)
وقد جمع كل ذلك الإمام المؤيد محمد بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة 675هـ في كتاب سماه ( جامع المسانيد ) مما وصل إلي بعضها بالسماع المتصل, وبعضها بالإجازة المشافهة, وبعضها فيما يندرج تحت الإجازة العامة, وسميت ما جمعته : ( عقود الجواهر المنيفة في أدلة الإمام أبي حنيفة ), فيما وافق الأئمة الستة, أو بعضهم, , ورتبته ترتيب كتب الحديث, من تقديم ما روي عنه في الإعتقاديات, ثم في العمليات على ترتيب كتب الفقه, واقتصرت في كل باب على حديث أو حديثين, أو اكثر على ما تيسر وجدانه, وظهرت لي فيه الموافقة مع أحد المذكورين, وإلا فحديث الإمام - رضي الله عنه - أكثر من أن يحاط في الصحاف, إذ أخذه عن رجال القرن الأول المشهود لهم بالخيرية معروف عند أهل الإنصاف, ونبهت أحيانا على من في السند ممن جرح بقادح, إلا أن يكون الحديث له طرق كثيرة متباينة, و الضعف إنما طرأ ممن هو دونه الإمام, فلا أذكره أصلا بعد أن يكون الحديث ثابتا في حد ذاته, وربما ذكرت من خرج الحديث بلفظه, أو خرج أصله أو معناه, سواء كان من حديث الصحابي المروي عنه, أو من حديث غيره, مقتطفا مما وقفت عليه من الكتب المعتمدة المشهورة ,( كالسنن الكبرى ) للبيهقي, ( العلل ), و( الغرائب والأفراد ) كلاهما للإمام أبى الحسن الدراقطني, و( شرح معاني الآثار ) للإمام أبى جعفر الطحاوي, و( تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأربعة ), و ( مختصر تخريج أحاديث كتاب الهداية ) (1), و( تخريج أحاديث شرح الرافعي ) (2), و( تقريب التهذيب), الأربعة للحافظ ابن حجر, و( شرح جامع المسانيد ) للحافظ أبى العدل قاسم لن قطلوبغا الحنفي, و( الجوهر النقي في الرد على البيهقي ) لقاضي القضاة علاء الدين علي بن عثمان الحنفي الشهير بابن التركماني, و( الجامع الكبير)
__________
(1) - هو كتاب (الدراية تخريج احاديث الهداية ) للحافظ, وهو مطبوع وتأتي مقدمته
(2) - هو كتاب (التلخيص الحبير) للحافظ, وهو مطبوع وتأتي مقدمته
(3/80)
للحافظ جلال الدين السيوطي, و( المنهج المبين في أدلة المجتهدين ) للشيخ الشعراني, وغير ذلك من مسانيد , و سنن, ومعاجم, وأجزاء متفرقات, التي طالعتها واستفدت منها, ولو مسألة, مع ما انضم إليها من كتب المذهب الأصلية والفرعية, متونها وحواشيها, مما يسر الله على مراجعتها حسب الإمكان, وسعة الوقت وفرصة الزمان .اهـ (1)
أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي للشيخ أبي اليسر فالح بن محمد الظاهري
بسم الله الرحمن الرحيم, يقول عبيدربه المتعرض لنفحة من نفحاته تسعده بقربه, فالح بن عبداله الظاهري حامدا الله تعالى لذاته, ومصليا ومسلما على أشرف مخلوفاته, محمد المبعوث بدين الفطرة, وعلى آله وأصحابه القائمين له بالمحبة والنصرة, في حالتي المنشط والمكره, بدون توان ولا فترة
أما بعد : فإن المصيب في العقليات واحد, والمخطئ آثم بل كافر, إن نفى الإسلام, وهو التصديق بوجود إله واحد متصف بصفات الكمال, و الإيمان برسله الصادقين في المقال, والإعتراف بوعد بثواب, ووعيد بعقاب, لهذا الهيكل الإنساني في المآل, والقيام بعبادات يمجد الله تعالى فيها بنعوت الجلال, والإنقياد للقوانين الشرعية الحافظة للأمور الدينية من طوارق الإختلال, وهذا إجمال تفصيله ما أودعته في هذا المؤلف الذي جمعته, وسميته : ( أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي )
__________
(1) - طبع في مؤسسة الرسالة بتحقيق (وهبي سليمان غاوجي الألباني) في جزءين, والزبيدي هو الشيخ ابو القبض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسيني الحنفي,اللغوي المحدث الفقيه له مصنفات كثيرة منها ( تاج العروس شرح القاموس) في (20) مجلدا, و(شرح الاحياء), ورسائل كثيرة جدا, وفي سنة 1205هـ (عجائب الآثار)(2\104)
(3/81)
وما هو إلا أحاديث نبوية, وحكم مصطفوية, ليس فيها لي إلا زيادة الترصيف إجادة, وإيضاح المعنى لتتم الإفادة, والذي حداني على ذلك أن فن الحديث في هذه القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته, وعلت في الخافقين رتبنه, وارتفع له أعلى منار, وتبين أن زمنه قد استدار, والسبب في ذلك بديارنا الحجازية وجود مسانيد الحجاز السبعة, أولهم الحافظ الفقيه العلامة أبو مهدي عيسى الثعالبي الجعفري المتوفى سنة اثنين وثمانين وألف (1), ويليه الإمام المسند العلامة محمد بن محمد بن سليمان الروداني (2), ويليه الإمام المسند العلامة أبو إسحاق الكوراني السهراني (3), بضم السين المهملة فالهاء فراء فالالف فالنون, ويليه الفقيهةالمسندة قريش الطبرية آخر فقهاء الطبريين, تروي عاليا عن الإمام عبدالواحد بن إبراهيم الحصاري المكي, عن السيوطي, و زكرياء, وبيني وبينها واسطتان, ووفاتها سنة سبع ومائة وألف, ويليها أبوالبقاء, وأبو الاسرار حسن بن علي العجيمي الأنصاري, ويليه الشمس محمد بن أحمد النخلي, ويليه الإمام المسند عبدالله بن سالم البصري المتوفى سنة أربع وثلاثين و مائة وألف, وهو آخرهم وفاة
__________
(1) - هو الشيخ العلامة جار الله أبو مكتوم عيسى بن محمد المغربى الجعفرى الثعالبى الهاشمى نزيل المدينة المنورة ثم مكة المشرفة امام الحرمين وعالم المغربين والمشرقين له مؤلفات منها (مقاليد الاسانيد) ذكر فيه شيوخه المالكيين, ترجمته في (خلاصة الأثر) (3\240)
(2) - هو صاحب ( جمع الفوائد ) تقدمت مقدمة كتابه وترجمته
(3) - هوشيخ الشيوخ برهان الدين ابراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني المدني, لازم الصيفي القشاشي ويه تخرج و أجازه الشهاب الخفاجي والشيخ سلطان , توفي سنة 1101هـ ترجمته في (عجائب الآثار)(1\117)
(3/82)
وأسانيدي المتصلة بهم مبينة في ثبتي الذي عنوانه: ( ما تشتد إليه الحال وحاجة الطالب الرحال ) كأصله ( شيم البارق من ديم الهارق ), وإذا جعلت أيها الموفق هذا المجموع سميرك, بل أميرك, فأنت المدني الماهر, بل الرباني الذي لم يزل على الحق ظاهر, أنشدنا شيخنا الأستاذ أبو عبدالله محمد بن علي السنوسي الحسني الشريف المغربي, أخبرنا شيخنا الأستاذ ابوسليمان العجيمي حفيد المسند المذكور, أنشدنا الإمام المسند الشيخ محمد سعيد صفر المدني المحدث الحنفي نظمه ( رسالة الهدى) (1) ومنها :
وقول أعلام الهدى لا يعمل *** بقولنا بدون نص يقبل
فيه دليل الأخذ بالحديث *** وذاك في القديم والحديث
قال أبو حنيفة الإمام *** لا ينبغي لمن له إسلام
أخذ بأقوالي حتى تُعرَضَا *** على الكتاب والحديث المرتضى
ومالك إمام دار الهجرة *** قال وقد أشار نحو الحجرة
كل كلام منه ذو قبول *** ومنه مردود سوى الرسول
والشافعي قال إن رأيتم *** قولي مخالفا لم رويتم
من الحديث فاضربوا الجدارا *** بقولي المخالف الأخبارا
وأحمد قال لهم لا تكتبوا *** ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا
فاسمع مقالات الهداة الأربعة *** واعمل بها فإنها منفعة
لقمعها لكـ ذي تعصب *** والمنصوفون يكتفون بالنبي
إلى أن قال:
وقال بعض لو أتتني مائة *** من الأحاديث رواها الثقة
وجائني قول عن الإمام *** قدمته يا قبح ذا الكلام
من استخف عامدا بنص ما *** عن النبي جا كفرته العلما
فليحذر المغرور بالتعصب *** من فتنة برده قول النبي
إلى أن قال في رد قولهم إن الإجتهاد انقطع :
إن قيل بالعجز مع المخالفه *** قال النبي لا تزال طائفة
__________
(1) - هو الشيخ محمد سعيد بن محمد أمين سفر المدني الحنفي الأثري,شيخ (صالح الفلاني), نزيل كة والمدرس بحرمها, المتوفى سنة 1194هـ ترجمه الكتاني في (فهرس الفهارس)(2\986) وقال: له قصيدة عجيبة في الحض على السنة, و العمل بها, والرد على متعصبة المقلدة, سماها (رسالة الهدى)
(3/83)
أو قيل بالعجز عن التحديث *** فعصرنا أكثر للحديث
كم ترك الأول للآخير *** وذاك فضل الواسع القدير
واعجب لما قالوا من التعصب *** أن المسيح حنفي المذهب
والحاصل أنه قد جرب على ممر الأعصار, ، محلا تكثر فيه مقلدة المذاه لا بد أن يؤول أمره إلى البدع و الدمار, ووقوعه بآخرة في قبضة الفجرة الكفار, فالوااجب على المسلمين وأهل حلف الفضول, أن تكون الصولة دائما فيهم الأقوال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (1)
فيض الغفار في أحاديث المختار للشيخ محمد بن أحمد الداه الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل العلم أفضل ما سعى له وما له المرء دعى, ولا سيما علم الحديث, فإنه أفضل العلوم واشرفها, والصلاة والسلام على من أعطي جوامع الكلم, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه, ومن تبعه إلى يوم الدين
وبعد: فيقول أفقر العبيد إلى مولاه, ولا سيما في رمسه, وفي وقوفه بين يدي الإله, الطالب من ربه أن يقابله بما يرضاه, وأن يجعل الجنة الفردوس مثواه, محمد بن أحمد الملقب بالداه, الشنقيطي إقليما
فإني جمعت في هذا المصنف ما اتفق عليه الصحاح الخمسة (2)
__________
(1) - طبع أولا بتحقيق السيد ( عبدالله هاشم اليماني المدني ) ثم في دار الشريف الرياض 1414هـ بتحقيق
( إبراهيم بن عبدالله الحازمي ), والمؤلف هو الشيخ أبواليسرفالح بن محمد المدني الظاهري نسبة إلى عرب الظواهر قبيلة حجازية, له حواش على (الصحيح ) و(الموطأ) في عدة أسفار, ومنظومة في مصطلح الحديث, و شرحها, و(صحائف العامل بالشرع الكامل) توفي سنة 1328هـ ترجمته في (فهرس الفهارس) للكتاني(2\895)
(2) - إطلاق الصحا على الكتب الستة فيه تساهل كبير قال الحافظ العراقي في ألفية الحديث:
ومن عليها أطلق الصحيحا *** فقد أتى تساهلا صريحا
(3/84)
من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام, تاركا السند و التكرار, وإن اتفقوا في اللفظ والراوي أثبت بلفظ البخاري غالبا, ومسلم نادرا, وإن اختلفوا في اللفظ أو الراوي و اتحد المعنى أتيت بلفظ المخالف
والصحاح الخمسة هي : ( صحيح البخاري ), وهو محمد بن إسماعيل البخاري, ولد ببخارى يوم الجمعة ثالث شوال سنة مائة وأربع وتسعين, وتوفي ليلة عيد الفطر سنة مائتين وست وخمسين, تربى في بلاده, وحفظ القرآن, وتفقه في الدين, و برع في علم الحديث, وألف كتابه ( الجامع الصحيح ) في ست عشرة سنة, وضمنه أربعة آلاف حديث أصول دون المكرر, والمكرر سبعة الاف ومائتان وخمسة وسبعون
و( صحيح مسلم ) وهو مسلم بن الحجاج النيسابوري, ولد سنة مائتين وست, وتوفي سنة إحدى وستين ومائتين, وكان - رضي الله عنه - عالما ورعا متقنا, اتفق العلماء على صحة صحيحه, وقد ضمنه أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات
و( سنن أبي داود ).وهو سليمان بن الأشعث السجستاني, ولد رحمه الله في سنة مائتين واثنين, وتوفي في شوال سنة مائتين وخمس وسبعين, كان - رضي الله عنه - عالما متقنا, وكتابه على صحته, وقد ضمنه أربعة وسبيعين ومائتي حديث وخمسة آلاف حديث
و( سنن الترمذي ) وهو محمد بن عيسى الترمذي ولد سنة مائتين, وتوفي بترمذ في رجب سنة مائتين وتسع وسبعين, و كان - رضي الله عنه - عالما, أخذ عن البخاري, وكتابه معدود من الصحاح
و( سنن النسائي ) هو أحمد بن شعيب الخراساني, أول سنة مائتين وخمس عشرة, وتوفي في صفر سنة
[ ثلاث ] مائة و ثلاث, وكان - رضي الله عنه - عالما, وكتابه معدود من الصحاح
وأرجو ممن اطلع على كتابي هذا أن ينظر إلي بعين الرضا, فما كان من نقص كمله, ومن خطأ أصلحه, فقلما يخلص مصنف من الهفوات, إما لغفلة, أوسبق قلم في المنقولات.
(3/85)
وأطلب من الله العون والتوفيق, وقبول العمل, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, فهو حسبي ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1)
كتب الأطراف
الإيماء إلى أطراف الموطأ لأبي العباس أحمد بن طاهر الداني
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على محمد خاتم النبييين, وعلى آله الطيبين, والسلام عليهم أجمعين
أما بعد : فإني أومئ في هذا الكتاب إلى أحاديث مالك بن أنس في
( موطئه ), أترجم عنها بذكر أطرافها, وما يدل عليها من مشهور ألفاظها ومعانيها, وأذكر أسانيدها, مختصرا ما دل على مواقعها فيه, بذكر الكتاب, أو ترجمة الباب, و أشير إلى مواضع الخلف منها, بتعيين النكت المختلف فيها, وأنبه على القصص المنوطة بها, وأبين ما أبهم من أسماء ناقليها, وأسند مراسلها, وأصل مقطوعها, وأرفع موقوفها, وأتقصى عللها وأجبر خللها, وأوضح ما أشكل معناه, وأنفي عنها طرق التعارض والإشتباه, وأذيلها بنكت لا يستغني المحدث عنها, و أحيل في هذا كله إلى الكتب المستخرج ذلك منها
__________
(1) - طبع ( فيض الغفار ) في دار الفكر بيروت بدون تاريخ بتعليق الشيخ ( عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري), ومعه شرح للمؤلف عليه سماه ( فتح الإله ), والمؤلف محمد بن أحمد الشنقيطي إمام جامع الختمية بالأيض السودان, ولد سنة 1334هـ بشنقيط, وتفقه على علمائها في المذهب المالكي, ثم انتقل إلى الحرمين الشريفين, وأقام بهما مدة له مصنفات منها (اختصار سنن البيهقي) طبع في (5) مجلدات في دار الفكر , و(الآيات المحكمات في آيات اأحكام ط) و(فتح الرحيم على فقه الإمام مالك بالأدلة) ط) و(الفتح الرباني شرح نظم الرسالة) توفي سنة
(3/86)
وأبنيه على رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي القرطبي عنه, أقدم ما رواه مما انفرد به أو شورك فيه, ثم أتبع ذلك ما شذ من سائر الروايات الواصلة إلينا, وأذكر رواته, و بعض رواته عن مالك, ليتصل سنده بذلك, وأرتب الكل على حروف المعجم, فيما اشتهر به من أسند الحديث, إليه من اسم أو كنية
وأقسمه على خمسة أقسام: الأول: في الأسماء خاصة, الثاني: في الكنى والأنساب وسائر الألقاب, الثالث: في النساء, الرابع: في الزيادات على رواية يحيى بن يحيى الليثي لسائر رواة ( الموطأ ), الخامس: في المراسل
وأرتب المراسل على أسماء المرسلين في ( الموطأ ) من التابعين فمن دونهم, وأنسبها إلى من أمكن من رواتها من الصحابة في غير ( الموطأ ), وأدل على بعض من أسندها من أئمة الحديث في التواليف المشهورة
وأذكر المقطوع والموقوف و اللاحق بالمرفوع, وسائر الحديث المعلول المضاف إلى الصحابة, مع المسند المتصل المرفوع الصحيح, وأنبه على ذلك كله, وأميز بعضه من بعض, وأحيل على مظان وجوده إن شاء الله تعالى, وبه أستعين, وهو حسبي ونعم الوكيل
[ ثم ذكر أسانيده في كتاب ( الموطأ ) رواية يحيى بن يحيى ] (1)
ذخيرة الحفاظ أطراف المجروحين لابن حبان للخافظ محمد بن طاهر المقدسي
بسم الله الرحمن الرحيم
__________
(1) - طبع كتاب ( الإيماء ) في مكتبة المعارف الرياض 1414هـ في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( أبي عبدالباري رضا بوشامة الجزائري )
(3/87)
هذه أحاديث رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء و المتروكون يتداولها الناس في احتجاجهم ومناظرتهم, أوردتها على ترتيب ألفاظ حروفها, لتكون أقرب على من أراد معرفة الحديث الذي يريده منها, و الله أسأل العصمة من الخطإ والزلل (1)
أطراف الغرائب والأفراد للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد : فإن أبا الحسن علي بن عمر الحافظ الدار قطني رحمه الله خرج لنفسه فوائد من الغرائب والأفراد, دونت عنه فنقلت, وأجمع حفاظ عصره على تفوقه في علمه,(2) وجمعوا هذا الكتاب منه ستمائة, وسمعت جماعة من أهل الحديث يذكرون أنَّ عيب هذا الكتاب إيراده على غير ترتيب, وأنه لو كان مرتباً لعظمت به المنفعة, وعمت, وأنه لا يمكن استخراج الفائدة منه إلا بعد مشقة وتعب
__________
(1) - طبع سنة 1323هـ ثم سنة 1327هـ, وطبع أيضا باسم ( معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ) في مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ بتحقيق ( عماد الدين حيدر), ثم طبع أخيرا باسمه الصحيح ( تذكرة الحفاظ ) في دار الصميعي بالرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ (حمدي السلفي) وعدد أحاديثه(1139) حديثا, والكتاب ترتيب لأطراف أحاديث كتاب (المجروحين لابن حبان)
(2) - قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(16\455): قال أبو بكر البرقاني : كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه, قلت(والقائل الذهبي) : إن كان كتاب ( العلل ) الموجود قد املاه الدارقطني من حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية فهذا امر عظيم, يقضى به للدارقطني أنه أحفظ اهل الدنيا, وان كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن اهـ , كتب ( العلل ) طبع في دار طيبة الرياض في ( 11 ) مجلدا بتحقيق ( محفوظ الرحمن زين الله السلفي)
(3/88)
فافتح كتابه بحديث لعائشة رضي الله عنها, أخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الخطيب الصريفيني (.....), قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي الفراء, قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الفقيه الأنصاري, ح وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الحسن الخلال, قال حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكناني, قال وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي, قال حدثنا علي بن الجعد, قال حدثنا سفيان الثوري, عن علي بن الأقمر, عن أبي حذيفة, عن عائشة قالت :
حكيت إنساناً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أحب أني حكيت إنساناً وإن لي كذا وكذا ), وكلامه عليه ويكون برحمته إن شاء الله تعالى, ثم أتبعه بحديث عمار بن ياسر, وعلى من عهد السباق, ومائة جزء من أجزائه, ولما دخلت بغداد في أول رحلتي إليها, وذلك في سنة سبع وستين وأربعمائة, كنت مع جماعة من طلاب الحديث في بعض المساجد, ننتظر شيخنا فوقف علينا أبو الحسن أحمد بن الحسن المقري وكيل القضاة ببغداد فقال:
يا أصحاب الحديث اسمعوا ما أقول لكم, فأنصتنا إليه, فقال : كتاب الدار قطني في الأَفراد غير مُرتب, فمن قدر منكم على ترتيبه أفاد واستفاد, فوقع إذ ذاك في نفسي ترتيبه, إلى أن تسهّل الله عز وجل ذلك في سنة خمسمائة, فحصلت نسخه بخط أبي الحسن علي بن محمد الميداني الحافظ, نقلها في خط الدار قطني, وقابلها به, فاستخرت الله عز وجل , ورتبته على ترتيب الأطراف, ليكون فائدة لكل من عرض له حديث أراد معرفته, فإن أصحابنا قديما وحديثا استدلوا على معرفة الصحيح بما صنعه أبو مسعود الدمشقي رحمه الله, وغيره من ( أطراف الصحيحين ) فاهتدوا بذلك إلى معرفته من غير مشقة وتعب
(3/89)
وأما الغريب والأفراد فلا يمكن الكلام عليها لكل أحد من الناس, إلا من برع في صنعة الحديث, فمن جمع بين هذين الكتابين أمكنه الكلام على أكثر الصحيح, والغريب والأفراد
ثم إنا ذاكرون بعون الله أمام هذا الكتاب نُبَذَا تدل على استحقاقه للاقتداء به والاعتماد على قوله, فإنا رأيناه استدرك على أبي بكر داود قوله على حديث عبد الله بن وهب, عن عمرو بن الحارث, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( صلاة الليل مثنى مثنى )
قال إن أبي داود لم يروه عن ابن وهب إلا أحمد بن صالح المقري, قال الدارقطني مستدركاً عليه : قد يتابعه عيسى بن إبراهيم الغافقي, فرواه عن ابن وهب, فعلمنا أن فيما خرّجه من الأحاديث إنما تكلم على توثيقه واحتاط
(وذكر نقولا في سعة علم الحافظ أبي الحسن الدراقطني وثناء العلماء عليه)
قال المقدسي : اعلم أن الغرائب والأفراد على خمسة أنواع : النوع الأول : غرائب وأفراد صحيحة, وهو أن يكون الصحابي مشهورا برواية جماعة من التابعين عنه, ثم ينفرد بحديث عنه أحد الرواة الثقات, لم يروه عنه غيره, ويرويه عن التابعي رجل واحد من الأتباع ثقة, وكلهم من أهل الشهرة والعدالة, وهذا حد في معرفة الغريب والفرد الصحيح, وقد أخرج نظائر في الكتابين
والنوع الثاني : من الأفراد أحاديث يرويها جماعة من التابعين عن الصحابي, ويرويها عن كل واحد منهم جماعة, فينفرد عن بعض رواتها بالرواية عنه رجل واحد, لم يرو ذلك الحديث عن ذلك الرجل غيره من طرق تصح, فإن كان قد رواه عن الطبقة المتقدمة عن شيخه إلا أنه من رواية هذا المتفرد عن شيخه لم يرويه عنه
والنوع الثالث : أحاديث يتفرد بزيادة ألفاظ فيها واحد عن شيخه, لم يرو تلك الزيادة غيره عن ذلك الشيخ, فينسب إليه التفرد بها, وينظر في حاله
(3/90)
والنوع الرابع : متون اشتهرت عن جماعة من الصحابة, أو عن واحد منهم, فروي ذلك المتن عن غيره من الصحابة ممن لا يعرف به إلا من طريق هذا الواحد, ولم يتابعه عليه غيره
والنوع الخامس : من التفرد أسانيد ومتون ينفرد بها أهل بلد, لا توجد إلا من روايتهم, وسنن ينفرد بالعمل بها أهل مصر لا يعمل بها في غير مصرهم, وليس هذا النوع مما أراده الدار قطني, ولا ذكره في هذا الكتاب إلا أن ذكراه في بابه, ولكل نوع من هذه الأنواع شواهد وأدلة لم نذكرها للاختصار, والمتبحر يعلم ذلك في أثناء هذا الكتاب
(3/91)
ورُب حديث صحيح متنه مخرج في الصحيح, إلا أن أبا الحسن أورد هاهنا من طريق آخر, ينفرد بروايته بعض المقلة, و له طرق صحيحة على ما بيناه, فيعتقد من لا خبرة له بالحديث أن هذا الأمر لم يروه عن هذا الرجل المتفرد به ليس كذلك, فإن الرواة يتميز بعضهم على بعض بالحفظ والإتقان, فإن عيسى بن يونس يروي عن هشام بن عروة, عن أخيه عبد الله بن عروة, عن عروة, عن عائشة حديث أم زرع, ويرويه غيره ممن لا يحفظ عن هشام غير أبيه عن عائشة, فتلك الطريق المشهورة, فيورده أبو الحسن من هذه الرواية الثانية, ويذكر تفرده به عن هشام, وعلى هذا المثال أحاديث كثيرة, يختلف الرواة في إيراد طرقها, وينفرد بها رجل فيعد في أفراده, ويكون الصحيح خلافه, وإن كانت متونها صحيحة ثابتة من رواية الثقات, ممن ينظر في تفرد باب الحديث في هذا الكتاب عن غيره, فإن كان من الأحاديث المشهورة الصحيحة عرف تفرد هذا الراوي, وأنه قد روي من غير وجه من غير طريقه, وإن كان حُكماً لم يرد إلا من طريق هذا المتفرد, نظر في حاله وحال رواته عن آخرهم, فإن كانوا هم من أهل العدالة, والثقة, والحفظ قبل منه ما تفرد به عنهم, وقد تقدم بابه وهو الصحيح من الأفراد, وإن كانوا من أهل الجرح, والضعف, وسوء الحفظ, وكثرة الخطأ لم يحتج بتفرده, ولم يعتد به, لا سيما الأحاديث التي يتفرد بروايتها أهل الأهواء عن الكذبة المتروكين, والضعفاء و المجروحين, عن الثقات, أو عن أمثالهم من الضعفاء, مثل تعلق معتقداتهم ومذاهبهم, والله يعصمنا من الأهواء المعتلة , والانا المضمحلة, بمنه ولطفه
فصل : وتختصر على إيراد أطراف ما ذكر أبو الحسن في فوائده, لأنا قصدنا ترتيبه, وأما الغريب والأفراد في الحديث فأضعاف هذا, وليس قصدنا استقصاء هذا النوع
(3/92)
ورتبناه على الأطراف مختصرا للفائدة, لأنا لو أوردناه بأسانيده ومتونه لطال الكتاب, ولم ينتفع به إلا من كان مسموعا له, وهذا الكتاب لو وقع إلينا عن أصحاب أبي الحسن كان عاليا, ولا يقع إلا عن رجلين عنه, فيكون نزولا لنا, فإنا نظرنا فوجدنا أسند رجل عنده أبو القاسم البغوي, وأقدمهم متونا أبو بكر بن أبي داود, وقد حدثونا عن جماعة من أصحابهما, ثم نظرنا في مولد أبي الحسن فقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الميداني رحمه الله على ظهر جزء من الأفراد روايته عن أبي طالب العُشاري, توفي أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله آخر نهار يوم الثلاثاء, السابع من ذي القعدة, سنة خمس وثمانين ودفن في مقابر قبر معروف يوم الأربعاء, وكان مولده لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة فكمل له ست وسبعون سنة ويومان
فعلى هذا يكون آخر سماعه من البغوي وله إحدى عشرة سنة لأن البغوي توفي سنة سبع عشرة, ومن ابن أبي داود وله عشر سنين لأنه توفي سنة ست عشرة
وتراه حدث عنهما بالكثير, وكان له رحمه الله مذهباً في التدليس سليم عما يسقط العدالة, ويخفى على كثير من المحدثين,
كان يقول فيما جمعه من البغوي, حدثنا أبو القاسم إملاء وقراءة, وقرىء عليه وأنا أسمع, ويقول فيما لم يسمع قرىء على أبي القاسم البغوي, حدثكم فلان ولا ينسب إلى نفسه من ذلك شيئاً
فكان إيراد أحاديثه على الأطراف ( ) لجميع المحدثين, من روى الكتاب من ( ) أحاديثه ينتفع بعلمه, ويخرج آخرون أطراف هذا الكتاب على فصول خمسة, يهتدي بها الطالب إلى بغيته من غير تعب
فالفصل الأول المسند بالعشرة في هذا الكتاب
والفصل الثاني مسانيد من اشتهر بالآباء من الصحابة - رضي الله عنه - على المعجم, وترتيب الرواة منهم على المعجم أيضاً, في حين كثرة الرواة عنه
الفصل الثالث من اشتهر بالكنى, وإن كان له اسم معروف, أو لم يكن مثل أبي هريرة والخدري و الأشعري وغيرهم
(3/93)
الفصل الرابع ما أسند عن التسامي هذا النوع من سمى وكنى على المثال الأول
الفصل الخامس ما تفرد به من المراسيل والمجاهيل, ومن لم يسم ليعرف بذاك المسترشد مقصوده
والله المستعان لذلك والمعين عليه إنه سميع مجيب (1)
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ أبي الحجاج يوسف المزي
بسم الله الرحمن الرحيم, وما توفيقي إلا بالله , رب يسر وأعن يا كريم, الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, إله الأولين والآخرين, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, إمام المتقين, وخاتم النبيين, وخيرته من خلقه أجمعين, صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين, وإخوانه من النبيين والمرسلين و الصالحين, من أهل السماوات والأرضين, وسلم تسليما
__________
(1) - طبع في دار الكتب العلمية 1998 في (5) مجلدات بتحقيق ( محمود محمد نصار ) و ( السيد يوسف ), وهو مرتب على مسانيد الصحابة ذكر في الفصل الأول : مسانيد الصحابة العشرة المبشرون , وفي الفصل الثاني مسانيد من اشتهر بالآباء منهم مرتبين على حروف المعجم وكذا الرواة عنهم إذا كثروا, وفي الفصل الثالث من اشتهر بالكنى أولم يكن له, والفصل الرابع ما أسند عن التسامي هذا النوع من سمي وكنى على المثال الأول والفصل الخامس ما تفرد به من المراسيل والمجاهيل ومن لم يسم . وعدد أطراف أحاديثه (6400), و الدارقطني هو الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن البغدادي الحافظ الهشير صاحب السنن و العلل والأفراد وغير ذلك توفي سنة سنة 385هـ (طبقات الحفاظ)(1\393\893)
(3/94)
أما بعد : فإني عزمت على أن أجمع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أطراف الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام وعليها مدار عامة الأحكام وهي: ( صحيح محمد بن إسماعيل البخاري ), و( صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ), و( سنن أبي داود السجستاني ), و( جامع أبي عيسى الترمذي ), و( سنن أبي عبدالرحمن النسائي ), و( سنن أبي عبدالله بن ماجة القزويني )وما يجري مجراها من ( مقدمة كتاب مسلم ), وكتاب ( المراسيل ) لأبي داود , وكتاب ( العلل ) للترمذي, وهو الذي في آخر كتاب ( الجامع ) له, و كتاب ( الشمائل ) له, وكتاب ( عمل اليوم والليلة ) للنسائي, معتمدا في عامة ذلك على كتاب أبي مسعود الدمشقي (1), و كتاب خلف الواسطي (2) في أحاديث ( الصحيحين ), وعلى كتاب ابن عساكر (3) في كتب ( السنن ), وما تقدم ذكره, ورتبته على نحو ترتيب كتاب أبى القاسم, فإنه أحسن الكل ترتيبا, و أضفت إلى ذلك بعض ما وقع لي من الزيادات التي أغفلوها, أو أغفلها بعضهم, أو لم يقع له من الأحاديث, ومن الكلام عليها, و أصلحت ما عثرت عليه في ذلك من وهم أو غلط
__________
(1) - هو الحافظ أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي المتوفى سنة 401هـ
(2) - خلف بن محمد الواسطي الحافظ الكبير صاحب الأطراف سمع أبا بكر القطيعي وطبقته, كان له فضل ومعرفةوتعانى التجارة جود تصنيف أطراف الصحيحين وأفاد ونبه قال الذهبي : وهو أقل اوهاما من أطراف أبي مسعود الدمشقي, ( تذكرة الحفاظ )(3\\1067\976)
(3) - ابن عساكر هو الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف و( تاريخ دمشق ) في ثمانين مجلدا, وا و( الأطراف الأربعة ) أربع مجلدات وغي ذلك توفي سنة 571هـ ( تذكرة الحفاظ )(4\1328\1094)
(3/95)
وسميته : ( تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ), طالبا من الله تعالى التوفيق والمعونة على إتمامه, راجيا ن كرمه و إحسانه أن ينفعني بذلك , ومن كتبه, أو قرأه, أو نظر فيه, وأن يجعله لوجهه خالصا, وإلى مرضاته مقربا, ومن سخطه مبعدا, فإنه لا حول ولا قوة إلا به, وهو حسبنا ونعم الوكيل
فصل في شرح الرقوم المذكورة في هذا الكتاب : علامة ما اتفق عليه الجماعة الستة ( ع ), وعلامة ما أخرجه البخاري ( خ ), وعلامة ما استشهد به تعليقا ( خت ), وعلامة ما أخرجه مسلم ( م ), وعلامة ما أخرجه أبوداود ( د ), و علامة ما أخرجه الترمذي في (الجامع) ( ت ), وعلامة ما أخرجه في (الشمائل)
( تم ), وعلامة ما أخرجه النسائي في (السنن) ( س ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (عمل وليلة) ( سي ), و علامة ما أخرجه ابن ماجة القزويني ( ق )
وما في أوله ( ز ) من الكلام على الأحاديث فهو مما زدته أنا, وما قبالته (كـ ) فهو مما استدركته على الحافظ أبي القاسم ابن عساكر رحمة الله عليهم جميعا, وكان الشروع فيه يوم عاشوراء سنة ستة وتسعين و ستمائة, وتم في الثالت من ربيع الآخر سنة اثنين وعشرين و سبعمائة (1)
__________
(1) - طبع في المطبعة القيمة بالهند 1384 هـ بتحقيق ( عبدالصمد شرف الدين ) و كذا في دار الكتب العلمية1999 في ( 16 ) مع فهارس علمية مجلدات و عدد أحاديثه ( 19626 ) حديثا, وقد طبع أيضا في مؤسسة الكتب الثقافية 1994 باسم ( تقريب تحفة الإشراف ) في (3) مجلدات بتحقيق( أبى عبد الله المندوه ) و( سامي التوني ) و( محمد بسيوني زغلول ) و قد قام المحققون بتخريج الأحاديث على أصول ( الكتب الستة ) المطبوعة وحذفوا الأسانيد اكتفاء بالرقم التسلسلي للحديث , و زادوا مجلدا رابعا فيه فهرس للرواة مرتبين على حروف المعجم ومجلدين آخرين وفيه فهرس لأحاديث ( الكتب الستة ) و مواضعها في ( التحفة ) وهو من إعداد ( محمد عبد القادر عطا ) فمجموع مجلدات هذه الطبعة ( 6 ) مجلدات
والمزي الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن القضاعي الشافعي, رحل وسمع الكثير, ونظر في اللغة ومهر فيها, وفي التصريف وقرأ العربية, وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها, و القائم بأعبائها, لم تر العيون مثله, صنف ( تهذيب الكمال ) و( تحفة الأطراف ) وأملى مجالس, توفي سنة 742هـ في (تذكرة الحفاظ)(4\1498) و(طبقات الحفاظ) السيوطي(1\521\1143)
(3/96)
تحفة الظراف بأوهام الأطراف للحافظ ابن حجر العسقلاني
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا تتعقب أحكامه, و لا ينفذ ولو كان البحر مدادا مداد كلمات كلامه, والصلاة و السلام على محمد الذي نعمه إن توفرت في أغراض الدين سهامه, ولم ينتثر في طالب الصواب نظامه, وعلى آله وصحبه الذي كل منهم شيخ الإسلام وإمامه
أما بعد : فإن من الكتب الجليلة المصنفة في علوم الحديث كتاب ( تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ) تأليف شيخ شيوخنا الحافظ أبى الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي, وقد حصل الإنتفاع به شرقا وغربا, وتنافس العلماء في تحصيله بعدا وقربا, وكنت ممن مارسه ودارسه, فوقفت أثناء العمل على أوهام يسيرة, فكنت أكتبها في طرر عندي تارة, وفي هوامش النسخة أخرى, ثم وقفت على (جزء) جمعه العلامة مغلطاي في ذلك, فيه أوهام منه, ثم وجدت جملة من الأحاديث أغفلها, وخصوصا من كتاب النسائي, رواية ابن الأحمر وغيره, وكذلك من تعاليق البخاري, ثم وقفت على (جزء) لطيف بخط المصنف, تتبع فيه أشياء كثيرة من كتاب النسائي رواية ابن الأحمر, وسماه ( لَحْقُ الأطراف ), ثم رأيتها بخطه في هوامش نسخة تلميذه الحافظ عماد الدين ابن كثير بدمشق, ونقلت كثيرا من هوامش نسخة شيخي حافظ العصر أبي الفضل, ثم وقع لي (جزء) لطيف بخط الإمام الحافظ القاضي ولي الدين ابن شيخنا المذكور, جمع فيه بين حواشي والده وبين (جزء) مغلطاي, و أضاف إليه من عمله هو شيئا يسيرا, و أكثر فيه من التنبيه على أوهام مغلطاي, فذاكرته (بالجزء) الذي جمعه المزي, وفي ( الأشراف ), وأوقفته عليه, فألحق ما فيه في هوامش نسخته بخطه, فسألني الآن جماعة من الإخوان خصوصا المغاربة في جمع ذلك, فجمعته كله على ترتيب الأصل, ليستفاد, وأكثر ذلك ما هو من عملي و تنقيبي, ولا أدعي العصمة ولا الإستيعاب, مع أن حجمه أضعاف حجم كتاب العراقي, ومع ذلك فكتابه يكون قدر العشر من كتابي هذا, والله
(3/97)
المستعان, مع أنى لم أتشاغل فيه بمغلطاي غالبا, بل اقتصرت على ما لا اعتراض فيه, ولا تعقب
وهذه رقوم الأصل البخاري ( خ ), وله في التعليق ( خت ), ومسلم ( م ), وأبوداود ( د ), والترمذي
( ت ), وله في (الشمائل) ( تم ), والنسائي ( س ) وله في (عمل يوم ليلة) ( سي ), وابن ماجة ( ق )
والله أسأل أن ينفع به سامعه وناظره, ويعلى درجاتنا في الدنياو الآخرة, إنه سميع قريب (1)
أطراف مسند الإمام أحمد المسمى إطراف المسنِد المعتلي بأطراف المسند الحنبلي للحافظ ابن حجر العسقلاني
بسم الله الرحمن الرحيم, وبه ثقتي, رب زدني علما يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي أحاط علمه بأطراف المخلوقات, وأرسل محمدا بالحق واصطفاه بالآيات البينات, وخص أمته باتصال سبب الإسناد بينهم وبينه فكان ذلك من أجزل الكرامات, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فهذا كتاب أطراف الأحاديث التي اشتمل عليها المسند الشهير الكبير للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل مع زيادات ابنه, رتبت أسماء الصحابة الذين فيه على حروف المعجم, ثم من عرف بالكنية, ثم المبهم, ثم النساء كذلك, فإن كان الصحابي مكثرا رتبت الرواة عنه على حروف المعجم, فإن كان بعض الرواة مكثرا على ذلك المكثر فربما رتبت الرواة عنه أيضا, أو رتبت أحاديثه على الألفاظ , وقد أشرت في أوائل تراجم الصحابة المقلين إلى أماكنها من الأصل
__________
(1) - طبع بذيل ( تحفة الأشراف )
(3/98)
وأما من كان مكثرا فأني أرمز على اسم شيخ أحمد عددا بالهندي, يعلم منه محل ذلك في أي جزء هو من مسند ذلك الصحابي, وإذا كان الحديث عنده من طريق واحدة سقت إسناده بحروفه, فان كان المتن قصيرا سقته أيضا بحروفه, إن لم يكن مشهور اللفظ , وإلا اكتفيت بطرفه, وإذا كان الحديث عنده من طرق جمعتها في مكان واحد بالعنعنة, واللفظ حينئد لأول شيخ يذكر, وإذا كان من زيادات عبد الله قلت في أول الإسناد : قال عبد الله, ( وأسند عن إبراهيم النخعي : قال: لا باس بكتابة الأطراف )
وهذه أسماء المسانيد التي اشتمل عليها أصل المسند: 1- مسند العشرة, وما معه 2- ومسند أهل البيت, وفيه مسند العباس وبنيه 3- ومسند ابن عباس 4- ومسند عبد الله بن عباس 5- ومسند أبي هريرة 6- ومسند عبد الله بن عمر 7- ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص 8- ومسند أبي سعيد الخدري 9- ومسند أنس 10- ومسند جابر 11- ومسند الأنصار 12- ومسند المكيين والمدنيين 13- ومسند الكوفيين 14- ومسند البصريين 15- ومسند الشاميين 16- ومسند عائشة 17- ومسند النساء
[ وذكر أسانيده إلى المسند ] وعلى الله سبحانه أتوكل فيما قصدت له أعتمد, ومن فيض كرمه أستمد, لا إله إلا هو عليه توكلت, وإليه أنيب, وهو حسبي ونعم الوكيل (1)
إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة للحافظ ابن حجر العسقلاني
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا يحيط العاد لنعمائه بطرف, و أشهد أن لا إله الا الله, وحده لا شريك له, إقرار من لاح له الهدى فعرف, وأشهد أن محمدا عبده و رسوله منتهى الكرم و الشرف, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن قف أثرهم ومن بحار علومهم غرف
__________
(1) - طبع في دار ابن كثير ودار الكلم الطيب 1414 في ( 10 ) مجلدات بتحقيق ( زهير الناصر )
(3/99)
أما بعد : فقد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الحاكم أن عمر بن حسين أخبرهم قال: أنا أبو الفرج ابن نصر أنا أبوطاهر بن المعطوش, أنا الحافظ أبوالبركات الأنماطي, أبو محمد الخطيب, أنا عمر بن إبراهيم الكناني, ثنا أبو القاسم البغوي , ثنا أبو خيثمة في كتاب ( العلم ) له, حدثنا جرير, عن منصور, عن إبراهيم قال : لا بأس بكتابة الأطراف, وهذا الأثر إسناده صحيح , وهو موقوف على ابراهيم بن يزيد النخعي, أحد فقهاء التابعين, وعنى بذلك ما كان السلف يصنعونه من كتابة أطراف الأحاديث, ليذاكروا بها الشيوخ فيحدثوهم بها, قال ابن أبي خيثمة في ( تاريخه ) حدثنا مسدد, ثنا حماد بن زيد, عن ابن عون, عن محمد بن سيرين, قال: كنت ألقى عبيدة هو ابن عمرو السلماني بالأطراف, إسناده صحيح أيضا
ثم صنف الأئمة قفي ذلك تصانيف قصدوا بها ترتيب الأحاديث, وتسهيلها على من يروم كيفية مخارجها, فمن أول من صنف في ذلك خلف الواسطي, جمع أطراف ( الصحيحين ), وأبو مسعود الدمشقي جمعها أيضا, و عصرهما متقارب, وصنف الداني أطراف ( الموطأ ), ثم جمع أبوالفضل ابن طاهر أطراف السنن, وهي لأبي داود والنسائي, والترمذي, و ابن ماجة, وأضافها الى أطرف ( الصحيحين ), ثم تتبع الحافظ أبو القاسم بن عساكر أوهامه في ذلك, وأفرد أطراف الأربعة, ثم جمع الستة أيضا الحافظ قطب الدين القسطلاني, ثم الحافظ أبو الحجاج المزي, وقد كثر النفع به
ثم إني نظرت فيما عندي من المرويات فوجدت عدة تصانيف, قد التزم مصنفوها الصحة, فمنهم من تقيد بالشيخين كالحاكم, ومنهم من لم يتقيد كابن حبان, والحاجة ماسة إلى الإستفادة منها, فجمعت أطرافها على طريقة الحافظ أبي الحجاج المزي وترتيبه, إلا أني أسوق ألفاظ الصيغ في الإسناد غالبا, لتظهر فائدة ما يصرح به المدلس, ثم إن كان حديث التابعي كثيرا رتبته على أسماء الرواة عنه غالبا, وكذا الصحابي المتوسط, وجعلت لها رقوما أبينها :
(3/100)
فللدارمي وقد أطلق عليه الحافظ المنذري اسم الصحيح, فيما نقله الشيخ علاء الدين مغلطاي فيما رأيته بخطه ( مي ), ولابن خزيمة ( خز ), ولم أقف إلا على ربع العبادات بكامله, ومواضع مفرقة من غيره, ولابن الجارود, وقد سماه ابن عبدلبر وغيره (صحيحا) ( جا ) , وهو في التحقيق مستخرج على ( صحيح ابن خزيمة ) باختصار, ولابي عوانة وهو في الأصل مستخرج على مسلم, لكنه زاد فيه زيادات كثيرة جدا من الطرق المفيدة, بل ومن الأحاديث المستقلة( عه ), و لابن حبان ( حب ), وللحاكم أبي عبد الله في ( المستدرك ) ( كم ), ثم أضفت إلى هذه الكتب الستة كتب أخرى, و هي ( الموطأ ) لمالك , و( المسند ) للشافعي, و( المسند ) للامام أحمد, و ( شرح معاني الآثار ) للطحاوي, لأني لم أجد عن أبي حنيفة مسندا يعتمد عليه, فلما صارت هذه عشرة كلملة أردفتها ( بالسنن ) للدراقطني جبرا لما فات من الوقوف على جميع ( صحيح ابن خزيمة) وجعلت للطحاوي ( طح ) وللدراقطني ( قط ), فإن أخرجه الثلاثة الأول أفصحت بذكرهم, أعني مالكا والشافعي وأحمد, وقد ذكرت أسانيدي إلى أصحاب التصانيف المذكورين بتصانيفهم المذكورة ( وذكر الأسانيد )
وسميت هذا الكتاب : ( إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ), و هذا حين الشروع فيما إليه قصدت, و الإعتماد فيما أردت من ذلك على من عليه اعتمدت, وهو الله لا إله إلا هو, عليه توكلت, وإليه أنيب (1)
تسديد القوس في ترتيب الفردوس للحافظ ابن حجر العسقلاني
بسم الله الرحمن الرحيم ....................................
__________
(1) - طبع في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية المدينة المنورة 1415هـ بتحقيق مجموعة من الباحثين
(3/101)
أما بعد : فإني كنت أرى شيخنا الإمام شيخ الإسلام حافظ عصره زين الدين المكنى بأبي الفضل العراقي تغمده الله برحمته, يكشف كثيرا عن الأحاديث الغريبة التي يسال عنها من (مسند الفردوس) الذي أخرجه الحافظ أبو منصور شهردار بن الإمام أبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الأصل الهمداني, فأسند الأحاديث التي ذكرها والده في كتاب (الفردوس), الذي ضاهى به كتاب الفضائل, مقتصرا فيه على الألفاظ النبوية, وذكر أن كتاب (الشهاب) ألف حديث, فجمع هو في (الفردوس) اثني عشر ألف من المسانيد, والجوامع, والنسخ, والصحف, ورتب ذلك على حروف المعجم.
فلما تأملته وجدته بالنسبة لأصل موضعه سهل الكشف على من لم يستحضر كثيرا من هذه الأحاديث, بدلالته على من خرجها, ليراجع الناظر في ذلك ما يحتاج إلى مراجعته بحسب وسعه, مع تسهيله بتوتيب الكتاب على الحروف, وعسر ذلك جدا فإنه رتب الحرف الواحد على فصول كثيرة, بحسب تصاريف الكلمة, وبالغ في ذلك حتى فات مقصود الترتيب, وهو تسهيل الكشف, وصار من يريده يحتاج في مراجعة الكلمة إلى تصفح الفصول المتعددة, فرأيت أن ترتيبه على الحروف, مراعيا الثاني والثالث وكذا الرابع وما بعده غالبا أولى, فاختصرت الكتاب المذكور مقتصرا طرق كل حديث (1)
ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث للشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي
__________
(1) - هو مخطوط , وقد أخدت مقدمته متن تقديم ( د-زهير الناصر ) لكتاب ( أطراف مسند أحمد )
(3/102)
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الكبير المتعال, المفيض ذخائر المواريث بأنواع الأحاديث من أنوار الأحوال على أهل الكمال, والموصل سند الأخلاف بالأسلاف مع تحقيق الأطراف في المبدإ والمآل, والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا محمد الذي رفع الله تعالى قدره بالبعث والإرسال, لهداية الأمة بسنته الغراء الثابتة بأسانيد الرجال, تأكيدا للهداية بمحكم كتابه المجيد في الماضي والاستقبال, فمهدت ملته الحنيفية بالصحيحين من المعقول والمنقول على كل حال
أما بعد : فيقول العبد الفقير إلى مولاه الخبير عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة النابلسي الدمشقي الحنفي عاملهم الله تعالى في الدنيا والآخرة بلطفه الخفي :
لما كانت كتب الحديث الشريف النبوي جامعة لأنواع الروايات, ولامعة في قلوب الأفاضل بأسرار العلوم والدرايات, وحاوية للأسانيد المختلفة, والتخاريج والتحاويل المؤتلفة, عن الأساتذة الثقات, و كانت الكتب الستة من بين كتب الحديث مشهورة عند علماء الإسلام, وقد اعتنت بروايتها ودرايتها الأكابر الاماجد من الحفاظ الأعلام, وهي : كتاب ( الصحيح من السنن ) للشيخ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري, وكتاب ( الصحيح ) للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري, وكتاب ( السنن ) للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وكتاب ( السنن ) للحافظ أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وكتاب (السنن الصغرى ) المسماة ( المجتبى من السنن ) للحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن علي النسائي, وقد اختلف في السادس فعند المشارقة هو كتاب ( السنن ) لأبي عبد الله محمد بن ماجة القزويني, و عند المغاربة كتاب ( الموطأ ) للإمام مالك بن أنس الأصبحي رحمهم الله تعالى
(3/103)
وكانت الحاجة داعية لعمل أطراف لهذه الكتب السبعة المذكورة على طريقة الفهرست, لمعرفة موضع كل حديث منها, ومكان كل رواية مأثورة, وأن يكون ذلك على وجه الاختصار من غير إخلال ولا إملال, ولا إكثار, شرعت في كتابي هذا على هذا الوصف المشروح, فجاء بحمد الله تعالى مما تقر به العين, ويفرح به القلب, وتنشط له الروح.
وقد سبقني إلى التصنيف في ذلك أجلاء الأئمة من العلماء الأخيار, فتشبتث بأذيالهم في اقتفاء هذا الأثر ولحوق هذا الغبار, إذ كان أول من صنف في ذلك الإمامان الحافظان أبو محمد خلف بن محمد بن علي الواسطي, وأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي, فجمعا أطراف ( الصحيحين ) فقط, فكان كتاب خلف أحسنهما جمعا, وأقلهما خطأ ووهما, ثم صنف في ذلك الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي, فجمع أطراف الكتب الستة المذكورة غير ( الموطأ ), لكن حصل في كتابه من الخلل, ما شهد به بعض أقرانه من أئمة القول والعمل, ثم صنف بعده الحافظ الإمام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي أطراف الكتب الأربعة, وهي ما عدا ( الصحيحين ), و( الموطأ ), فإنه اكتفى بأطراف خلف وأبى مسعود المذكورين
(3/104)
فلما رأى ذلك العلامة عمدة الحفاظ أبو الحجاج يوسف المزي مشى على طريقته الأنيقة, وسار على سيرته متمسكا بعراه الوثيقة, وجمع أطراف الكتب الستة أكمل جمع, فشرح صدر الطالبين وأطرب السمع, ولكنه أطال إلى الغاية و أسهب, وركب في تكرار الروايات كل أدهم وأشهب, وأكثر من ذكر الوسائط فيما بعد الصحابي من الرواة, بحيث من أراد استخراج حديث منه فلا بد من معرفة صحابيه, وتابعيه, وتابع تابعيه, وما بعد ذلك بلا اشتباه, وسرد أسانيد الكتب الستة على التمام, مما يحصل به الغنية بمراجعة المتون الموجودة بأيدي أهل الإسلام, مع إخلاله في بعض المواضع بروايات لم يحذ فيها على حذوه في إتمام الأسانيد الموجودة عند الثقات, حتى جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى فاستدرك عليه أشياء عديدة, ومواضع محتاجة إلى البيان مما كانت إعادته لها مفيدة في مجلدة كبير, واف بعلم كثير سماه ( النكات الظراف على الأطراف )
وقد ظفرنا للشيخ الإمام العمدة الرحلة الشريف ابن الشريف أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن أبي المحاسن الحسيني تلميذ الحافظ المزي ببعض أجزاء من أطراف للكتب الستة أحاديثها مرتبة على حروف المعجم, و أسماء الصحابة فيها مذكورة في أثناء ذلك, وقد تبع فيه شيخه المزي في سرد أسانيد كلها من الكتب الستة, ولكنه حذف الوسائط والتكرار, وسلك فيه مسلكا لطيفا تنشرح به الخواطر والأفكار
فدونك أيها الطالب الراغب في حصول أسنى المواهب, كتابي هذا المفيد للمراد بأدنى ارتياد, وقد سلكت فيه مسلك من تقدمني من الترتيب, وبنيته على مثال تلك الأبنية مع التبويب, ولكني اقتصرت على بيان الرواية المصرح بها دون المرموزة, ولن أذكر من الأسانيد غير مشايخ أصحاب الكتب على طريقة وجيزة
(3/105)
واقتصرت على ذكر الصحابة الأولين, وتركت ذكر الوسائط كلها من التابعين, وتابعي التابعين, ولم أكرر رواية, بل وضعت كل شيء في موضعه بداية ونهاية, وزدت أطراف روايات ( الموطأ ) للإمام مالك, من رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي فإنها المشهورة بين الممالك, وجعلت كان ( سنن ) الإمام النسائي الكبرى حيث قل وجودها في هذه الأعصار ( سننه الصغرى ) المسماة ( المجتبى من سنن النبي المختار )
وقد اعتبرت المعنى أو بعضه دون اللفظ في جميع الروايات, بحيث تذكر الرواية من الحديث, و يشار برموز الحروف إلى ما يوافقها في المعنى دون الكلمات, فعلى الطالب أن يعتبر في مطلوبه المعاني, وهذا أمر واضح عند من يتداول كتب الأطراف ولها يعاني, وإن روى الحديث الواحد عن جملة من الصحابة ذكرت أسماؤهم في محل واحد, أذكر ذلك في مسند واحد منهم, اكتفاء بحصول المقصود والإصابة, وإذا أردت الاستخراج منه فتأمل في معنى الحديث الذي تريده في أي شيء هو, ولا تعتبر خصوص ألفاظه, ثم تأمل الصحابي الذي عنه رواية ذلك الحديث, فقد يكون في السند عن عمر أو انس مثلا والرواية عن صحابي آخر مذكور في ذلك الحديث, فصحح الصحابي المروي عنه ثم اكشف عنه في محله تجده إن شاء الله تعالى
ورمزت للكتب السبعة بالحروف هكذا ( خ ) (لصحيح البخاري), ( م ) (لصحيح مسلم), ( د ) (لسنن أبي داود),( ت ) (لسنن الترمذي), ( س ) (لسنن النسائي), ( هـ ) (لسنن ابن ماجة), ( ط ) (لموطأ الإمام مالك), ورتبته على سبعة أبواب, كل باب منها مرتب ما فيه على ترتيب حروف المعجم, تسهيلا للاستخراج منه على أولي الألباب
الباب الأول في مسانيد الرجال من الصحابة أهل الكمال, الباب الثاني في مسانيد من اشتهر منم بالكنية, الباب الثالث في مسانيد المبهمين من الرجال على حسب ما ذكر فيهم من الأقوال, الباب الرابع في مسانيد النساء من الصحابيات
(3/106)
الباب الخامس في مسانيد من اشتهر منهن بالكنية, الباب السادس في مسانيد النساء المبهمات من النساء الصحابيات, الباب السابع في ذكر المراسيل من الأحاديث, وفي آخره ثلاثة فصول في الكنى وفي المبهمين وفي مراسيل النساء
وسميت كتابي : ( ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث ), وأسال من الله تعالى أن يوفقني إلى إكماله وإتمامه, ويرزقني حسن الخاتمة بحسن اختتامه, ويحفظني من الخطإ فيه والخطل, وينفع من استعمله من علماء هذا الشأن, ويسهل عليهم به كل إيضاح وتبيان, إنه على ما يشاء قدير, وبالإجابة جدير, وحسبنا الله ونعم الوكيل, والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (1)
كتب التخاريج
تحفة الطالب في تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب للحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله حق حمده, وصلواته وسلامة على محمد خير خلقه, وآله أجمعين وصحبه
__________
(1) - طبع في دار المرفة في مجلدين, وفي دار الكتب العلمية بيروت 1998 في (3) مجلدات بتحقيق ( عبدالله محمود عمر )
(3/107)
وبعد :فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ و َالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2), وكان مما من الله سبحانه وتعالى علي أني قرأت الكتاب المختصر الصغير في أصول الفقه, للشيخ الإمام العالم العلامة المتقن, المحقق وحيد عصره, جمال الدين أبي عمرو عثمان بن عمر المالكي, المعروف بابن الحاجب, رحمه الله تعالى, وهو كتاب نفيس جدا في هذا الفن, ووجدت فيه أحاديث جمة, لا يستغني من قرأه عن معرفتها, ولا تتم فائدة الكتاب إلا بمعرفة سقمها من صحتها, فأحببت إذ كان الأمر كذلك أن أجمعها كلها, والآثار الواقعة فيه معها على حدة, وأن أعزو ما يمكن عزوه منها إلى الكتب الستة, البخاري, ومسلم, و أبي داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجة, أو إلى بعضها, أو إلى غيرها إن لم يكن في شيء منها إن شاء الله تعالى
(3/108)
فما كان في البخاري ومسلم معا, أو في أحدهما, إكتفيت بعزوه إليهما, أو إلى أحدهما, وإن كان مع ذلك في كتب ( السنن ) وإن لم يكن فيهما ولا في أحدهما وهو في ( السنن ) الأربعة قلت : رواه الأربعة, وإلا بينت من رواه منهم, و ما لم يكن في شيء من الكتب الستة المذكورة ذكرت من رواه من غيرهم, وقد أذكر سند الحديث, ليعرف حال صحته من سقمه, وما لا يعرف له سند بالكلية كقليل من أحاديث الكتاب, سألت عنه مشايخي في الحديث, ونبهت عليه, و الكلام في الآثار كالأحاديث سواء, وجعلت ذلك كله مرتبا بحسب وقوعه في الكتاب, أولا فأولا, ومتى كرر المصنف حديثا, أو آثرا في موضعين, أو مواضع, تكلمت عليه أول مرة, ونبهت على ما عداها, ثم إن ذكر المصنف حديثا ليس هو في شيء من هذه الكتب الستة بذلك اللفظ الذي أورده, نبهت على ذلك, وذكرت أقرب الألفاظ إلى لفظه, إن شاء الله تعالى, ووسمته : ( بتحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ), والله أسأل أن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, إنه قريب مجيب (1)
المغني عن حمل ااسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار للحافظ زين الدين العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أحيا علوم الدين فأينعت بعد اضمحلالها، وأعيا فهوم الملحدين عن دركها فرجعت بكلالها، أحمده وأستكين له من مظالم أنقضت الظهور بأثقالها, وأعبده وأستعين به لعصام الأمور وعضالها, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة وافية بحصول الدرجات وظلالها، واقية من حلول الدركات و أهوالها, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أطلع به فجر الإيمان من ظلمة القلوب وضلالها، وأسمع به وقر الآذان وجلا به زين القلوب بصقالها، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة لا قاطع لاتصالها
__________
(1) - طبع في دار حراء مكة 1406هـ بتحقيق ( عبدالغني بن حميد الكبيسي ) وعدد أحاديثه (377) حديثا
(3/109)
وبعد : فلما وفق الله تعالى لإكمال الكلام على أحاديث ( إحياء علوم الدين ) في سنة إحدى وخمسين تعذر الوقوف على بعض أحاديثه, فأخرت تبييضه إلى سنة ستين, فظفرت بكثير مما عزب عني علمه, ثم شرعت في تبييضه في مصنف متوسط حجمه, وأنا مع ذلك متباطئ في إكماله, غير معترض لتركه وإهماله, إلى أن ظفرت بأكثر ما كنت لم أقف عليه, وتكرّر السؤال من جماعة في إكماله, فأجبت وبادرت إليه, ولكني اختصرته في غاية الاختصار, ليسهل تحصيله وحمله في الأسفار, فاقتصرت فيه على ذكر طرف الحديث, وصحابيه, ومخرجه, وبيان صحته, أو حسنه, أو ضعف مخرجه, فإن ذلك هو المقصود الأعظم عند أبناء الآخرة, بل وعند كثير من المحدثين عند المذاكرة والمناظرة, وأبين ما ليس له أصل في كتب الأصول, والله أسأل أن ينفع به إنه خير مسؤول.
فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بعزوه إليه, وإلا عزوته إلى من خرجه من بقية الستة, وحيث كان في أحد الستة لم أعزه إلى غيرها إلا لغرض صحيح, بأن يكون في كتاب التزم مخرجه الصحة, أو يكون أقرب إلى لفظه في ( الإحياء ), وحيث كرر المصنف ذكر الحديث، فإن كان في باب واحد منه اكتفيت بذكره أول مرة, وربما ذكرته فيه ثانياً, وثالثاً لغرض, أو لذهول عن كونه تقدم، وإن كرره في باب آخر ذكرته, ونبهت على أنه قد تقدم, وربما لم أنبه على تقدمه لذهول عنه, وحيث عزوت الحديث لمن خرجه من الأئمة فلا أريد ذلك اللفظ بعينه, بل قد يكون بلفظه, وقد يكون بمعناه, أو باختلاف على قاعدة المستخرجات، وحيث لم أجد ذلك الحديث ذكرت ما يغني عنه غالباً وربما لم أذكره
(3/110)
وسميته : ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ), جعله الله خالصاً لوجهه الكريم, ووسيلة إلى النعيم المقيم.(1)
البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير للحافظ أبي حفص عمر بن علي ابن الملقن الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم, ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)
__________
(1) - طبع عدة مرات بهامش ( الإحياء ), وطبع مفردا في مكتبة طبرية بالرياض 1995 في مجلدين مع ثالث للفهارس بتحقيق (أشرف بن عبد المقصود), وعدد أحاديثه (4613) حديثا, وللعراقي أيضا تخريج وسط سماه ( الكشف المبين عن تخريج إحياء علوم الدين ) و تخريج كبير قال الحافظ في ( النكت )(ص 305) : التخريج الكبير الذي مات عن أكثره وهو مسودة .اهـ ,وقد نقل منه العلامة الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين), ذكر ذلك في مقدمة كتابه(1\5) فقال:لم أظفر منه إلا على كراريس .اهـ و سماه (إخبار الإحياء بأخبار الأحياء), قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\32) : بيض منه قدر مجلدين, ولو كمل لكان في ستة, مع أن مسودته كاملة بخطه, ثم اختصر هذا في مجلد سماه ( المغني ).اهـ , وللشيخ تقي الدين أبي بكر محمد بن عبد المؤمن الحصني المتوفى سنة 929هـ ( تلخيص تخريج الإحياء ), قال (ابن قاضي شهبة)(4\77): في مجلد, وللشيخ عبد الحق بن فضل الله النيوتني الهندي كتاب ( تذكرة الأصفياء بتصفية الأحياء ), قال الحسني في ( معارفه ) (ص158):مختصر مأخوذ من كتاب العراقي
(3/111)
الحمد لله رافع منار الأحكام, ومظهر دينه بأقوى عرى وإحكام, ومشيده بحفاظ جهابذة أعلام, مستمرين مدى الدهور والأعوام, نحمده على ذلك كله وعلى سائر الإنعام, ونشكره على أن جعلنا ممن تصدى لجمع سنن الكرام, ونشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له , شهادة مستمرة على الدوام, وأن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وأزواجه,وذرياته, وأتباعه الغر الكرام
وبعد : فإن أولى العلوم بعد معرفة كتاب الله تعالى سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -, إذ هي مبينة الكتاب العزيز الذي : ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) ولذلك أدلة ظاهرة, وبراهين متظاهرة, قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل:44)0( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:64)
وقال عليه الصلاة والسلام في حديث طويل : ( إن ما حرم رسول الله كما حرم الله عز وجل ) حديث صحيح من غير شك ولا مرية, أوده الأئمة الترمذي في (جامعه)[2664], والحاكم في (مستدركه)[1\109], وصححه, والبيهقي [9\331], وقال : إسناده صحيح
هذا مع اتفاق أهل لحل والعقد على أن من شرط المجتهد من القاضي والمفتي أن يكون عالما بأحاديث الأحكام, ليعرف بها الحلال من الحرام, والخاص من العام, والمطلق من المقيد, والناسخ من المنسوخ, وقد ندب الشارع عليه أفضل الصلاة والسلام إلى نقلها, وحثهم على حفظها, و تبليغها من لم يشهدها, فقال في خطبة حجة الوداع : ( هل بلغت ؟, قالوا نعم, قال: فليبلغ الشاهد منكم الغائب, فرب مبلغ أوعى من سامع ) حديث صحيح باتفاق الأئمة, أودعه الشيخان في (صحيحهما) [خ 1741 م 1679]
(3/112)
وقال أيضا ( نضر الله أمرا سمع مقالتي فحفظها ووعاها, فأداها إلى من لم يسمعها, فرب حامل فقه غير فقيه, ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) رواه ابن حبان في (صحيحه)[66], والحاكم أبو عبد الله في (المستدرك على الصحيحين )[1\87] قال : صحيح على شرط الشيخين
وقال : ( بلغوا عني ولو آية ) رواه البخاري في (صحيحه)[3461]
وقال : ( تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم ) رواه أبو حاتم في ( صحيحه )[62] والحاكم في (المستدرك)[1\95], وقال صحيح على شرط الشيخين
فامتثلت الصحابة حينئد الذين هم خير قرون هذه الأمة, بشهادته عليه أفضل الصلاة والسلام فحفظوا عنه أحواله, و أقواله, وأفعاله, امتثالا لأمره, وابتغاء ثوابه وأجره, ثم فعل ذلك بعدهم التابعون وتابعوهم, قبيلا بعد قبيل, وجيلا بعد جيل, تلقوا ذلك عنهم, و استفادوه منهم, رضي الله عنا وعنهم
لكن دخل في ذلك قوم ليسوا من أهل هذا الشأن، ولا جري لهم في هذا الميدان, فأخطأوا فيما نقلوا, و حرفوا, وربما وضعوا, فدخلت الآفة من هذا الوجه, واختلط الصحيح بالسقيم, والمجروح بالسليم, فحينئد أقام الله سبحانه وله الحمد والمنة طائفة كبيرة من هذه الأمة, هم نجوم للدين, و علم للمسترشدين, فدونوا التصانيف المبتكرة, المبسوطة و المختصرة, ونظروا في رجالها جرحا و تعديلا, وانقطاعا وصلا بالنظر التام, وبذلوا وسعهم في ذلك وقاموا به أحسن قيام, أعظم الله أجرهم, ولا خيب سعينا وسعيهم, وهم مستمرون على ذلك مدى الدهور والأعوام, من زمنه عليه الصلاة والسلام إلى انقضاء الدنيا والذهاب بإخباره عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) (1)
__________
(1) - حديث صحيح أخرجه البخاري (7311) ومسلم (1921) من حديث المغيرة بن شعبة
(3/113)
فكانت هذه الطائفة كما وصفهم عليه أفضل الصلاة والسلام في الخبر المروي عنه مرسلا من جهة إبراهيم بن عبد الرحمن العذري, ومسندا من جهة أبي هريرة, وعبد الله بن عمرو كما رواهما العقيلي, قال عبد الحق : والأول أحسن, ونازعه ابن القطان, وفيه وقفة, فقد سئل أحمد عنه, فقال : صحيح , ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله, ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين ) (1)
ومَنَّ الله سبحانه وتعالى وله الحمد والنعمة على هذه الطائفة بالحفظ الوافر, كالبحر الزاخر, و هذه نبذة من حالهم لتعرف قدرهم واجتهاده ومحلهم [ وذكر نقولا كثير ة في حفظ أئمة الحديث ]
فصل : فهذه نبذة من أحوال هؤلاء الحفاظ الذين تتنزل الرحمة بذكرهم, وهي مختصرة بالنسبة إلى ما تركناه, ذكرتها لك مجموعة أيها الناظر في هذا الموضع لتعرف منازلهم, وما كانوا عليه, و كيف حالهم في اجتهادهم في هذا العلم, والإكباب عليه, فلعل ذلك يكون محركا في المسارعة إلى تتبع أثرهم, والسير إليه, لعلك تصل إلى بعض ما وصلوا إليه, أو إلى كله, ففضل الله وعطاؤه واسع, لا زال منهلا لديه
__________
(1) - تقدم تخريجه (ص110)
(3/114)
ثم وفق الله العظيم وله الحمد والمنة, هؤلاء الحفاظ, الأئمة النقاذ إلى [ وصول ٍ] ما حفظوه إلينا و تقريب ما تقلدوه علينا, فصنفوا في ذلك مصنفات مبتكرة, مطولة ومختصرة, واختلف العلماء في أول من صنف الكتب على ثلاثة أقوال, أحدها عبد الملك بن جريج, ثانيها الربيع بن صبيح, ثالثها سعيد بن أبي عروبة, حكاه ابن الجوزي في (جامع المسانيد), واختلفت في ذلك مقاصدهم, وتشعبت آراؤهم, وكلها مقاصد حسنة, وأفعال مستحسنة, فمنهم من رأى أن تدوينه على مسانيد الصحابة - رضي الله عنهم - أقرب إلى ضبطه, فرتبه كذلك, كالإمام أحمد بن حنبل في (مسنده) ونظرائه, قال الحاكم : أول من صنف (المسند) على تراجم الرجال عبيد الله بن موسى العبسي, وأبو داود ومنهم من رأى تدوينه على ترتيب أبواب الفقه أسرع لتناوله, فرتبه كذلك, وقيل أول من فعل ذلك الربيع بن صبيح, وقيل مالك بن أنس في (موطئه), و به جزم الإمام الرافعي في (أماليه), ثم من بعدهم جمع كبير, وجم غفير, كعبد الرزاق, وابن أبي شيبة, وغيرها
(3/115)
وهلم جرا إلى زمن الإمامين الحافظين الناقدين, أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, في كتابيهما (الصحيحين), والتزما ألا يوردا فيهما إلا حديثا صحيحا, وتلقتهما الأمة بالقبول, ثم ألف جماعة في زمنهما كتبا على الأبواب, من غير التزام فيها ما التزمناه, فلم تلتحق بها, (كسنن أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني), و(جامع أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي الضرير), و(سنن أبي عبد الرحمن النسائي), و(سنن أبي عبد الله بن ماجة القزويني), وألف جماعة أخر كتبا كذلك, فبعضهم شرط أن يكون مصنفه مخرجا على أحاديث (الصحيحين) أو أحدهما, ككتاب أبي نعيم, والبرقاني, والإسماعيلي, وأبي عوانة, وبعضهم شرط أن يستدرك ما أهمله الشيخان في (صحيحيهما), كما فعل الحاكم أبو عبد الله في الكتاب الذي سماه (بالمستدرك على الصحيحين), وبعضهم شرط في مصنفه الصحة مطلقا, لا على رأي, بل على رأيهم, (كصحيح إمام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة), و(صحيح أبي حاتم بن حبان) المسمى (بالتقاسم و الأنواع), لم يرتبه مصنفه على الترتيب المذكور, وإنما رتبه على ترتيب خاص بديع, وبعضم لم يشترط شرطا, وإنما أودعا في تصانيفهما الصحيح, ولضعيف, مبينبن ذلك, (كسنن أبي الحسن الدراقطني), و (السنن الكبير) للحافظ أبي بكر البيهقي, المرتب على ترتيب (المبسوط) الذي صنفه على ترتيب (مختصر المزني)
(3/116)
هذا كله كان على رأي السلف الأول, يذكرون الأحاديث بالأسانيد في هذه التصانيف, إذ عليه المعول, وأما المتأخرون فاقتصروا على إيراد الأحاديث في تصانيفهم بدون الإسناد, مقتصرين على العزو إلى الأئمة الأول, إلا أفرادا من ذلك و آحادا, كأحكام عبد الحق (الكبرى) , و(الصغرى)(1) و(الوسطى) (2), وعلى (الوسطى) اعتراضات للحافظ أبي الحسن ابن القطان (3), وما أكثر نفعه, وعن بعضها أجوبة لبعض المتأخرين (4), و(أحكام) الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المعروف بالضياء المقدسي (5), و لم يتمم كتابه, وصل فيه إلى أثناء الجهاد, وهو أكثرها نفعا, و (أحكام) الحافظ عبد الغني المقدسي
__________
(1) - مطبوع تأتي مقدمته
(2) - مطبوع تأتي مقدمته
(3) - وهو كتابه المسمى ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ) تأتي مقدمته
(4) - تعقبه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن المواق في كتاب سماه: ( المآخذ الحفال السامية عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام من الإخلال والإغفال وما انضاف إليه من تتميم وإكمال) بيض بعضه ولم يتم ه فتولى تكميل تخريجه مع زيادة الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رُشيد السبتي الفهري المتوفى سنة 722هـ .
(5) - قال الذهبي في ( السير )(23\128) : لم يتم, في ثلاث مجلدات, اهـ, وقال ابن رجب في (طبقاته) (4\192) في نحو عشرين جزءا في ثلاث مجلدات اهـ
(3/117)
( الكبرى) (1), و(الصغرى) (2), و(أحكام) الحافظ مجد الدين عبد السلام ببن تيمية المسمى : (بالمنتقى)(3), وهو كاسمه وما أحسنه, لولا إطلاقه في كثير من الأحاديث العزو إلى كتب الأئمة دون التحسين و التضعيف, يقول مثلا رواه أحد رواه الدراقطني, رواه أبو داود, و يكون الحديث ضعيفا, و أشد من ذلك كون الحديث في (جامع الترمذي) مبينا ضعفه فيعزيه إليه من غير بيان ضعفه, و ينبغي للحافظ جمع هذه المواضع, وكتبها على حواشي هذا الكتاب, أو جمعها في مصنف, لتكمل فائدة الكتاب المذكور, وقد شرعت في كتب ذلك على حواشي نسختي, وأرجو إتمامه, و(أحكام) الحافظ محب الدين الطبري (4), نزيل مكة شرفها الله تعالى, وهو أبسطها, وأطولها, و (أحكام) بقية المجتهدين في هذا الفن تقي الدين أبي الفتح القشيري المسمى (بالإلمام) (5), وشرط فيه كما قال في خطبته : أن لا يخرج إلا حديثا قد صححه أحد من الأئمة, أو زكى رواته واحد منهم, وإن كان غيره قد ضعفه.
__________
(1) - طبعت في مكتبة الخانجي مصر, في مجلد بتحقيق ( رفعت فوزي عبد المطلب )
(2) - هي المشهورة ( بعمدة الأحكام ) وهي متداولة وتقدمت مقدمته
(3) - مطبوع تأتي مقدمته
(4) - هو الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي , صاحب ( الرياض النضرة ) و ( ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ) المتوفى سنة 694هـ قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(2\162): صنف كتابا كبيرا إلى الغاية في الأحكام في ست مجلدات, وتعب عليه مدة ,ورحل إلى اليمن وأسمعه للسلطان صاحب اليمن, وقال ابن كثير : مصنف الأحكام المبسوطة, أجاد فيها و أفاد , وأكثر وأطنب, وجمع الصحيح و الحسن, ولكن ربما أورد الأحاديث الضعيفة ولا ينبه على ضعفها. اهـ وقال السبكي في ( طبقاته )(8\19) : الأحكام الكتاب المشهور المبسوط دل على فضل كبير.اهـ
(5) - مطبوع تأتي مقدمته
(3/118)
وأما كتابه (الإمام) (1) فهو للمسلمين إمام, ولهذا الفن زمام, لا نظير له لو تم جاء في خمسة وعشرين مجلدا كما قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه (سير النبلاء), وهو حقيق بذلك, فقد رأيت من أوله على أثناء كتاب الصلاة في الكلام على رفع اليدين في ثلاث مجلدات ضخمات.
__________
(1) - طبع في دار المحقق الرياض 1420 بتحقيق ( سعد بن عبد الله آل حميد ) في(4) مجلدات , وهو غير تام, وصل فيه إلى كتاب الصلاة باب فضل وقت الفضيلة.اهـ
(3/119)
ونقل الذهبي في الكتاب المذكور عن شيخنا قطب الدين عبد الكريم الحلبي (1) رحمة الله عليه أنه كمل تسويد هذا الكتاب, كذلك سمعته من بعض مشايخنا يحكي عن الهمذاني عن المصنف أنه كمله, و الموجود بأيدينا منه متواليا ما قدمته, و قطعة من الحج والزكاة, ولو بيض هذا الكتاب, و خرج إلى الناس لاستغى به عن كل كتاب صنف في نوعه, أو بقيت مسودته, ويقال : إن بعضهم أفسد قطعة منه حسدا, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2)
__________
(1) - هو الإمام الحافظ أبو علي عبد الكريم بن عبد النور الحلبي الشافعي المتوفى سنة 735هـ
(2) - قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(4\1482): عمل كتاب (الإمام) في الأحكام, ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا. اهـ, وقال في (سير الإعلام)(17\143): شرع في عمل كتاب (الإمام) في الأحكام, وفرغ منه في مجلدات نحو الربع, ولو كمل لكان عديم النظير, تكلم على علل الحديث ورجاله وأحوالهم, وقوة الحديث وسقمه .اهـ وقال أيضا: كمل تسويد كتاب (الإمام) وبيض منه قطعة.اهـ ,وقال الادفوي: لو كملت نسخه في الوجود لأعنت عن كل مصنف موجود.اهـ, وقال الأسنوي في (طبقات الشافعية)(2\229): كان رحمه الله قد أكمل كتابه الكبير العظيم الشأن المسمى (بالإمام) وهو الذي استخرج منه كتابه المختصر المسمى (بالإلمام) فحسده بعض كبار هذا الشأن ممن في نفسه منه عداوة, فدس من سرق أكثر هذه الأجزاء وأعدمها, وبقي منه الموجود عند الناس اليوم,وهو نحو أربعة أجزاء, فلا حول ولا قوة إلا بالله, كذا سمعته من الشيخ شمس الدين ابن عدلان رحمه الله, وكان عارفا بحاله.اهـ, وقال الحافظ في (الدرر الكامنة)(4\92): جمع كتاب (الإمام) في عشرين مجلدة, عدم أكثره بعده .اهـ, وقال في (رفع الإصر)(ص395): قد كنت أسمع شيخنا حافظ العصر أبا الفضل بن الحسين يحكي أن الشيخ أكمل (الإمام) فجاء في عشرين مجلدا.اهـ وانظر مقدمة (سعد بن عبد الله) لكتاب (الإمام) فقد استوفى الكلام حول اسم الكتاب وعدد أجزائه فجزاه الله خيرا,فغالب النقول منه.وقال تلميذه السخاوي في (الغاية في شرح الهداية)(2\615): عندي منه خمس مجلدات, وهو القدر الذي وجد منه, ويقال أنه أكمله.اهـ
(3/120)
هذا كلامهم فيما يتعلق بمتن الحديث, وأما متعلقاته, فأمر غريبه فأفرده بالتصنيف أبو عبيد معمر بن المثنى, وتلميده أبي عبيد القاسم بن سلام, و النضر بن شميل, والهروي, وابن الأثير, وغيرهم
وأمر أسماء رواته جرحا وتعديلا, وأول من تكلم في ذلك شعبة, ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان, ثم أحمد بن حنبل, ويحيى بن معين, كما قاله صالح بن محمد البغدادي (1), فأفرده بالتصنيف يحيى بن معين, وهو أول من وضع كتابا في ذلك, ثم البخاري ثم أبو زرعة , وأبو حاتم, والنسائي, ومن بعدهم كالعقيلي, والأزدي, وابن حبان
قال الشيخ تقي الدين في كتابه (الإقتراح): أعراض المسلمين حفرة من حفر النار, وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدثون والحكام.
قال : و كان شيخ شيوخنا أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح : هذا جاز القنطرة, يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه, قال الشيخ : وهكذا نعتقد, وبه نقول, ولا نخرج عنه إلا ببيان شاف, وحجة ظاهرة.
وأمر صحابته أفرده بالتصنيف أبو نعيم, وأبو موسى الأصبهانيان, وابن قانع, وابن عبد البر, وابن الأثير, وغيرهم, و كذلك فعلوا قدس الله أرواحهم ونور ضرائحهم بباقي أنواعه, وفنونه الزائدة على الستين نوعا, أنجح الله قصدهم, ولا خيب سعينا وسعيهم, فلقد بذلوا جهدهم فيما صنفوه, وأتعبوا فكرهم فيما وضعوه, وحرروه, ولم يبق همة أكثر الفضلاء من المتأخرين إلا النظر فيما هذبوه, والإقتباس مما قيدوه, وضبطوه, ولعمري إن ذلك اليوم لمن أشرف المطالب, وأعظم المقاصد
__________
(1) - هو أبو علي الحافظ الأسدي مولاهم الملقب ب ( جزرة ) المتوفى سنة 293هـ , ترجمته في (تاريخ بغداد)(9\322)
(3/121)
وكنت ممن أنعم الله سبحانه وتعالى وله الحمد والمنة عليه محبة العلوم الشرعية, خصوصا هذا العلم الشريف, فكنت أعلق فوائده, وأضبط شوارده, وأقيد أوابده, وأسمع عاليه ونازله, كاشفا عن فنونه, باحثا عن علمه, أعني صحيحه, وحسنه, وضعيفه, ومتصله, ومرسله, و منقطعه, ومعضله, ومقلوبه, مشهوره, وغريبه, وعزيزه, و منكره, ومعروفه, وآحاده, ومتواتره, و أفراده, وشاذه, ومعلله, ومدرجه, ومسلسله, وموضوعه, ومختلفه, إلى غير ذلك من معرفة حال أسانيده جرحا, وتعليلا , وأنسابا, وتاريخا, وصدقا, و تدليسا, واعتبارا, ومتابعة, ووصلا, و إرسالا, ووقفا, وانقطاعا, وزيادة الثقات, وما خولف فيه الأثبات, و معرفة الصحابة, وتابعيهم, و تابعي التابعين, رضي الله عنهم أجمعين, ويسر الله تعالى لنا سبحانه وله الحمد والمنة من الكتب التي يحتاج إليها طالب هذا الفن زيادة على مائة تأليف, كما سأعدها لك في آخر الخطبة, فأحببت أن أشتغل بكتابة الحديث النبوي عليه أفضل الصلاة والسلام, وأعظم التحية والإكرام, رجاء شفاعته في يوم القيامة, يوم الهول و الملامة, وثواب الله الكريم, وفضله العميم
وقد قال عبد الله بن مسعود فيما روينا عنه : ( اغد عالما, أو متعلما, ولا تغد الثالثة فتهلك ), وفي (المعجم الكبير) للطبراني من حديث عطاء بن مسلم, عن خالد الحذاء, عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( اغد عالما, أو متعلما, أو مستمعا, أو محبا, ولا تكن الخامسة فتهلك ) (1)
__________
(1) - أخرجه في ( المعجم الصغير )( 786 ) و( البزار), قال الهيثمي في (المجمع)(1\122) رجاله موثقون
(3/122)
قال يعني بالخامسة المبغض, ورجاء وصول هذا العلم الشريف إلى ذهني الركود, وقريحتي التي قل أن تجود, وامتثالا لقول العلماء أولي الفضل والتفضيل, التصنيف أحد طريقي التحصيل, ولا شك ولا مرية أن أهم أنواعه قبل الخوض في فهمه, معرفة صحيحه من سقيمه, قال الشيخ تقي الدين في كتابه (الاقتراح) نحن نرى أن من أهم علوم الحديث ما يؤدي إلى معرفة صحيح الحديث
فبقيت زمنا متحيرا فيم أكتبه, وما أعلقه, وأصنفه, إلى أن أختار الله سبحانه وتعالى و الخيرة بيده, كما قال في كتابه ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) (القصص:68), وله الحمد والمنة بتأليف كتاب نفيس, لم أسبق إلى وضعه, ولم ينسج على منواله و جمعه, وأهل زمانا وغيرهم شديدوا الحاجة إليه, وكل المذاهب تعتمد في الإستدلال عليه, وهو أن أتكلم على الأحاديث والآثار الواقعة في ( الفتح العزيز في شرح الوجيز ) (1)
__________
(1) - هو الشرح المشهور الكبير على كتاب (الوجيز) لأبي حامد الغزالي المسمى ( العزيز في شرح الوجيز ) الذي يقول فيه النووي : اعلم أنه لم يصنف في مذهب الشافعي - رضي الله عنه - ما يحصل لك مجموع ما ذكرته أكمل من كتاب الرافعي ذي التحقيقات, بل اعتقادي واعتقاد كل مصنف أنه لم يوجد مثله في الكتب السابقات, ولا المتأخرات, فيما ذكرته من المقاصد المهمات اهـ , وقال السبكي في (طبقاته)(8\281): (الشرح الكبير المسمى : ( بالعزيز ) وقد تورع بعضهم عن إطلاق لفظ ( العزيز ) مجردا على غير كتاب الله, فقال ( الفتح العزيز في شرح الوجيز ), اهـ, وللرافعي شرح آخر أصغر منه, وقد اختصر الشيخ محيي الدين يحيى بن شرف النووي كتاب ( روضة الطالبين ) من شرح الرافعي, وطبع ( العزيز ) في دار الفكر بهامش ( المجموع شرح المهذب للنووي) و (التلخيص الحبير ) وهي طبعة ناقصة, ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية في ( 14 ) مجلدا بتحقيق ( عادل عبدالموجود ) و ( علي معوض )
(3/123)
وهو الشرح الكبير الذي صنفه إمام الملة والدين أبو القاسم عبد الكريم ابن الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي قدس الله روحه, ونور ضريحه, فإنه كتاب لم يصنف في المذهب على أسلوبه, ولم يجمع أحد سلف كجمعه, في ترتيبه وتنقيحه وتهذيبه, ومرجع فقهائنا في كل الأقطار اليوم في الفتوى و التدريس والتصنيف إليه, واعتمادهم في هذه الأمور عليه, لكنه أجزل الله مثوبته مشى في هذا الشرح المذكور على طريقة الفقهاء الخلص, في ذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعات والمنكرة والواهيات, والتي لا تعرف أصلا في كتاب حديث, لا قديم ولا حديث, في معرض الإستدلال من غير بيان ضعيف من صحيح, وسليم من جريح, وهو رحمه الله إمام في الفن المذكور, وأحد فرسانه كما سيأتي إيضاحه في ترجمته, فتوكلت حينئد على الله سبحانه وتعالى في ذلك وسألته التوفيق في القول والعمل, والعصمة من الخطأ والخطل
وكنت عزمت على أن أرتب أحاديث وآثار الكتاب المذكور على مسانيد الصحابة, فأذكر الصحابي وعدة ما روي من الأحاديث, وماله من الآثار, فثنيت العنان عن ذلك لوجهين :
أحدهما أن الإمام الرافعي في كثير من المواطن لا يذكر إلا نفس الحديث, ويحدف الراوي إذ هو موضع الحاجة, فلا يهتدي طالب الحديث إليه, لأنه لا يعرف مظنته
الثاني: أن ذلك يعسر على الفقيه, فإنه يستدعي معرفة جميع الأحاديث والآثار الواقعة في (شرح الرافعي), واستحضارها وهي زائدة على أربعة آلاف بمكررها, وربما عسر ذلك عليهم
فرتبته على ترتيب (شرح الرافعي) لا أغير منه شيئا بتقديم ولا بتأخير, فأذكر كل باب وما تضمنه من الأحاديث و الآثار, فمتى طلب الطالب حديثا أو أثرا في كتاب الطهارة منه, فزع إلى كتاب الطهارة من هذا التأليف, أو في كتاب الصلاة فزع إلى كتاب الصلاة منه, وهكذا أولا فأول, على الترتيب والولاء, إلى آخر الكتاب, إن شاء الله تعالى ذلك وقدره.
(3/124)
معزيا إلى الأصول المخرج منها,فإن كان الحديث أو الأثر في (صحيحي) الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, أو أحدهما, اكتفيت بعزوه إليهما, أو إليه, و لا أعرج على من رواه غيرهما من باقي أصحاب الكتب الستة, والمسانيد, و الصحاح, لأنه لا فائدة في الإطالة بذلك, وإن كان الحافظ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية اعتمد ذلك في (أحكامه), لأن الغرض الإختصار, وذلك عندي بحمد الله من أيسر شيء, اللهم إلا يكون في الحديث زيادة عند غيرهما, والحاجة داعية إلى ذلك, فأشفعه بالعزو إليهم
(3/125)
وإن لم يكن الحديث في واحد من (الصحيحين) عزوته إلى من أخرجه من الأئمة, كمالك في (موطئه), والشافعي في (الأم), و(مسنده), الذي جمع من حديثه, و(سننه) التي رواها الطحاوي, عن المزني عنه, و(سننه) التي رواها أبو عبدا لله محمد بن عبد الحكم عنه, وأحمد في (مسنده), و عبد الله بن وهب في (موطئه), وأبي داود في (سننه), وأبي عيسى الترمذي في (جامعه), وأبي عبد الرحمن النسائي في (سننه الكبير) المسمى (المجتبى) (1), و(الصغير) المسمى (المجتبى), وأبي عبد الله بن ماجة القزويني في (سننه), وأبي عوانة في (صحيحه), وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في القطعة التي وقف عليها من (صحيحه), و أبي حاتم ابن حبان في (صحيحه) المسمى : (بالتقاسيم و الأنواع) (2) , وفي كتابه ( وصف الصلاة بالسنة)(3) , وأبي بكر الإسماعيلي في (صحيحه), وأبي عبد الله الحاكم فيما استدرك على (الصحيحين), و ابن أبي شيبة, والحميدي, والدارمي, وأبي داود الطيالسي, وإسحاق بن راهويه, وأبي يعلى, والبزار, و الحارث بن أبي أسامة في (مسانيدهم), وابن الجارود في (المنتقى), والدراقطني في (سننه), وأبي بكر البيهقي
__________
(1) - كذا في المطبوع وإنما يعرف بهذا الإسم (سننه الصغرى), ذكر ابن خير في (فهرسته)(ص97) عن أبي علي الغساني قال: اختصره من كتابه الكبير في (السنن), وذلك أن بعض الأمراء سأله عن كتابه في (السنن):أكله صحيح ؟, فقال:لا,قال: فاكتب لنا الصحيح منه مجودا, فصنع المجتبى, فهو (المجتبى من السنن), ترك كل حديث أورده في (السنن) مما تكلم في إسناده بالتعليل.اهـ
(2) تقدمت مقدمته
(3) - قال في كتاب ( التقاسيم) له: وهو ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان )(5\184) كتاب الصلاة, باب ذكر وصف بعض صلاة الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به, حديث رقم (1867): في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , أخرجناها بفصولها في كتاب ( صفة الصلاة ) اهـ
(3/126)
في (السنن الكبير), وانتقد عليه بعض شيوخنا مواضع يمكن الجواب عنها (1), و(معرفة السنن والآثار), و (شعب الإيمان), و (المعاجم الثلاثة) للطبراني, وجميع (المعجم الكبير) (2) ستون ألف حديث, كما قاله ابن دحية في كتاب (الآيات البينات), وقال في موضع آخر منه: وقيل ثمانون ألفا, وجمع بين القولين في كتابه (خصائص أعضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وعاش مائة سنة, وقال صاحب (مسند الفردوس)(3) : ويقال (الأوسط) (4) ثلاثون ألفا حديث, و( الطهور) لأبي عبيد القاسم بن سلام (5)
__________
(1) - هي حاشية للشيخ علاء الدين عز الدين علي بن فخر الدين عثمان المارديني الحنفي، المعروف بابن التركماني المتوفى سنة 750هـ ، سماها ( الجوهر النقي في الرد على البيهقي ) في سفر كبير، أكثرها اعتراضات عليه ومناقشات له و مباحثات معه, طبعت بهامش (السنن) الطبعة الهندية,والطبعة العلمية, وقد لخصها الحافظ زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي, وسماه : ( ترصيع الجوهر النقي ) و رتبه على ترتيب حروف المعجم, وصل فيه إلى حرف الميم. وقد عزم الشيخ محمد عبد الرحمن المباركفوري على الرد عليه, و علق في برنامجه مذكرة ومباحث تتعلق بالرد عليه, غير أنه توفي قبل ذلك رحمه الله, ذكره في مقدمة ( تحفة الأحوذي )(ص631)
(2) - طبع في دار إحياء التراث العربي 1983 بتحقيق الشيخ (حمدي عبد المجيد السلفي) (25)مجلدا, وفيه نقص, و طبع (جزء) مفرد فيه أحاديث العبادلة في دار بتحقيق ( \ )
(3) - هو الحافظ أبو منصور شهردار بن الحافظ شهرويه الديلمي المتوفى سنة 558 هـ
(4) - طبع ( المعجم الأوسط ) في مكتبة المعارف الرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ ( محمود الطحان ) وعدد أحاديثه (9495) حديثا و في دار الحديث بمصر1996 في (10) مجلدات بتحقيق ( أيمن صالح شعبان ) و( سيد أحمد إسماعيل ) وعدد أحاديثه (9489) حديثا,و في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل )
(5) - طبع في مكتبة الصحابة بالشارقة بتحقيق ( مشهور حسن سلمان ), وفي دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) وفي مكتبة الصحابة بطنطا 1413هـ بتحقيق ( مسعد السعدني ), وعدد أحاديثه ( 420 ) حديثا
(3/127)
, و(سنن الألكائي) (1), و (سنن) أبي علي بن السكن المسمى (بالسنن الصحاح المأثورة) (2)
__________
(1) -قال الخطيب: صنف كتابا في السنة, وكتابا في رجال الصحيحين, وكتابا في السنن اهـ
(2) - نزيل مصر، المتوفى بها سنة 353هـ,و هو كتاب محذوف الأسانيد. جعله أبوابا في جميع ما يحتاج إليه من الأحكام، ضمنه ما صح عنده من السنن المأثورة،قال السبكي في كتابه ( شفاء السقام )(ص 19)قال: وما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا على صحته، وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم. فقد بينت حجته في قبول ما ذكره، ونسبته إلى اختياره دون غيره. وما ذكرته مما ينفرد به أحد من أهل النقل للحديث فقد بينت علته، ودللت على انفراده دون غيره .اهـ , وكتابه ذكره ابن خير في (فهرسته) (170) وقال : جمع فيه سنن المصنفات الأربعة : كتاب البخاري ومسلم و أبى داود و النسائي , قال ابن عساكر:رأيت له جزءا من كتاب كبير صنفه في معرفة أهل النقل يدل على توسعه في الرواية إلا أن فيه أغالط
(3/128)
ناظرا على ذلك من كتب الصحابة ما صنفه أبو نعيم (1), وأبو موسى الأصبهانيان, وابن عبد البر, و ابن قانع في ( معجمه) (2), وعبد الكريم الجزري في كتابه (أسد الغابة)(3), وما زاده الحافظ أبو عبد الله الذهبي من (طبقات ابن سعد) وغيره, في اختصاره للكتاب المذكور وما أهمله (4)
__________
(1) - في ( معرفة الصحابة ) له طبع في دار الوطن الرياض 1419هـ في ( 7 ) مجلدات بتحقيق (عادل بن يوسف العزازي ), ثم في دار الكتب العلمية بيروت
(2) - طبع في مكتبة الغرباء1997 في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( صلاح بن سالم المصراتي ) وعدد تراجمه (1226) ترجمة,ثم طبع في مكتية نزار بمكة1998 في(15) مجلدا بتحقيق ( حمدي الدمرداش محمد ), وللشيخ أبي بكر محمد بن أبي القاسم خلف بن سليمان بن فتحون الأندلسي المتوفى سنة 520هـ كتاب (إصلاح أوهام المعجم لابن قانع) ذكره ابن الأبار في (معجمه)(ص105)
(3) - هو كتاب ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) تقدمت مقدمته
(4) - في كتابه ( تجريد أسماء الصحابة ) وتأتي مقدمته
(3/129)
ومن كتب الأسماء جرحا وتعديلا وغير ذلك (تواريخ البخاري)(1)
__________
(1) - يقصد (التاريخ الكبير) و(الأوسط) و(الصغير), وكلها مطبوعة, (فالكبير) وهو في ( 30 ) جزء حديثي, طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند, ثم صور في دار الفكر بيروت في ( 9 ) مجلدات, وطبع في دار الكتب العلمية 2001في ( 9 ) مجلدات بتحقيق (عبد القادر أحمد عطا), أخرج الخطيب في(تاريخ بغداد)(2\7)عن البخاري قوله: لما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين و أقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى,وصنفت كتاب( التاريخ ) إذ ذاك ثم قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الليالي المقمرة,وقال:قَلَّ اسم في( التاريخ ) إلا وله عندي قصة إلا إني كرهت تطويل الكتاب.اهـ, وعن محمد بن أبى حاتم وراق البخاري قال سمعت البخاري يقول:لو نشر بعض أساتذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب ( التاريخ ) ولا عرفوه, ثم قال:صنفته ثلاث مرات.اهـ وعن محمد بن إسماعيل(البخاري) قال:أخذ إسحاق بن راهويه كتاب ( التاريخ ) الذي صنفت فادخله على عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قال:فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه, وقال : لست أفهم تصنيفه,وعن أبي العباس بن سعيد قال : لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب ( التاريخ ) تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري, وللحافظ عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي كتاب ( بيان خطأ محمد بن إسماعيل في تاريخه ) طبع بآخر المجلد, وفيه أحاديث أسندها البخاري خرجها الشيخ (محمد بن عبدالرحيم بن عبيد) في كتاب (تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير) طبع في مكتبة الرشد الرياض 1420هـ في (3) مجلدات, و(الأوسط ) طبع في دار المعرفة 1406هـ, بتحقيق ( محمود إبراهيم زايد ) في مجلدين, وقد طبع خطأ باسم (التاريخ الصغير), ثم طبع على الصواب في دار الصميعي 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن إبراهيم اللحيدان ), و( التاريخ الصغير )وهو المعروف بكتاب ( الضعفاء ) طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا
(3/130)
, و(الضعفاء) له (1), و (الضعفاء) للنسائي (2), و (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم (3), و(الضعفاء) للعقيلي (4), و (الكامل) (5)
__________
(1) - له كتاب ( الضعفاء ) المعروف ( بالتاريخ الصغير ), طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا
(2) - طبع في دار القلم بيروت1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وعدد تراجمه ( 675 ) ترجمة
(3) - طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرأباد الهند 1373هـ في(9) مجلدات, ثم صور في دار الفكر بيروت بدون تاريخ,ثم فيها أخرى في (10) مجلدات بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا ), قال ابن عساكر في( تاريخ دمشق ) في ترجمة ابن أبي حاتم : صنف كتاب ( الجرح و التعديل ) فأكثر فائدته وأسند عن أبي عبد الله الحافظ قال سمعت أبا أحمد الحافظ (أي محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق الحاكم) يقول : كنت بالري فرأيتهم يوما يقرؤون على أبي محمد بن أبي حاتم كتاب ( الجرح والتعديل ) فلما فرغوا قلت لابن عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة, أراكم تقرءون كتاب ( التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري ) على شيخكم على الوجه, وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم فقال: يا أحمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا:هذا علم حسن لا يستغني عنه, ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا, فأقعدا (أبا محمد عبدا الرحمن) حتى سألهما عن رجل بعد رجل, وزادا فيه ونقصا, ونسبه عبد الرحمن إليهما, قال قلت لأبي أحمد رحمه الله :فيهما زادا ونقصا فوائد كثيرة لا توجد في كتاب البخاري اهـ
(4) - طبع في دار الكتب العلمية في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( عبد المعطي قلعجي ), وعدد تراجمه ( 2101 ) ترجمة, ثم الرياض في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي )
(5) - طبع ( الكامل ) في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( د.عبد المعطي قلعجي ), ثم في دار الكتب العلمية في(9) مجلدات بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود ),وقد سقط ت منه بعض التراجم جمعها ( أبو الفضل عبد المحسن الحسيني ) في ( جزء ) طبع باسم ( التراجم الساقطة من الكامل في معرفة الضعفاء ) في مكتبة ابن تيمية 1993, قال الذهبي في(السير)(12\287) قال حمزة بن يوسف [ يعني السهمي]:سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في الضعفاء ,فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي ؟ , قلت: بلى, قال: فيه كفاية لا يزاد عليه .اهـ, و( للكامل ) عدة مختصرات: 1- (مختصر) للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأشبيلي، المعروف بابن الرومية في مجلدين, ذكره المقرى في ترجمته من (نفح الطيب)(3\352) وله أيضا( الحافل في تكملة الكامل ) ذكر المقرى أنه كتاب كبير, 2- (مختصر) للشيخ تقي الدين المقريزي المؤرخ,حذف الأحاديث الأسانيد, واقتصر على كلام الأئمة في الرجال, طبع في مجلد ضخم في دار الجيل بيروت 2002 بتحقيق ( أيمن عارف الدمشقي ), وفي دار الكتب العلمية بيروت 1424هـ بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ), 3- (مختصر) للشيخ أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي المتوفى سنة 1183هـ , ذكره في كتابه ( فتح البصير ) كما في (فهرس الكتاني)(2\816)
(3/131)
لابن عدي, و(الضعفاء) لابن حبان (1), و(الثقات ) له (2), و(الثقات) لابن شاهين (3), و(المختلف فيهم) له(4) , و (الضعفاء) لأبي العرب (5), و(الضعفاء) لأبي الفرج ابن الجوزي (6), وما جمعه الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه المسمى (بالمغني في الضعفاء) (7) وما ذيل عليه, وما جمعه آخرا, وسماه (بميزان الإعتدال في نقد الرجال) (8), وهو من أنفس كتبه, و(رجال الصحيحين) لابن طاهر (9), غير معتمد عليه, و(الكنى) للنسائي (10), و (الكنى) للدولابي (11), و (الكنى) للحافظ أبي أحمد الحاكم (12), وهو أكبرها, و(المدخل إلى الصحيحين) للحاكم أبي عبد الله (13)
__________
(1) - مطبوع تأتي مقدمته
(2) - مطبوع تأتي مقدمته
(3) - كتاب (تاريخ أسماء الثقات) للحافظ (ابن شاهين) طبع بالدر السلفية1404 اهـ بتحقيق (صبحي السامرائي)
(4) - هو كتاب (ذكر من اختلف في توثيقه وتضعيفه) وهو مخطوط في الجامعة الإسلامية (487)
(5) - هو العلامة المفتي ذو الفنون أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الإفريقي المتوفى سنة 333هـ
(6) - مطبوع تأتي مقدمته
(7) - مطبوع تأتي مقدمته
(8) - مطبوع تأتي مقدمته
(9) - مطبوع تأتي مقدمته
(10) - ذكره ابن خير في (فهرسته)(358) وسماه : (الأسماء والكنى) وذكر أنه من تبويب أبي عبدالله محمد بن أحمد بن مفرج القاضي
(11) - طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند 1322 هـ في مجلد كبير,ثم صور بدار الكتب العلمية 1983, ثم فيها في مجلدين بتحقيق (أحمد شمس الدين) وعدد تراجمه (2145) ترجمة, وعدد أحاديثه(3090) حديثا, ثم طبع في دار ابن حزم 1421هـ في (3) مجلدات بتحقيق( أبي قتيبة محمد نظر الفريابي)
(12) - طبع في مكتبة الغرباء الأثرية المدينة المنورة 1414هـ في(4) مجلدات بتحقيق (يوسف الدخيل), و هو لأبي أحمد محمد بن محمد النيسابوري الكَرَابِيسي الحاكم الكبير, المتوفى سنة 378هـ
(13) - طبع باسم (المدخل في أصول الحديث) سنة1932 بتحقيق الشيخ (راغب الطباخ), ثم طبع مع (المنار المنيف) للحافظ (ابن القيم) في دار الكتب العلمية 1988, وطبع بالمكتبة التجارية بمكة بتحقيق (فؤاد عبد المنعم أحمد), وذكر أن اسمه في المخطوط (المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل, المصنف للأمير أبى علي محمد بن محمد بن إبراهيم صاحب الجيش, وفيه كيفية معرفة الصحيح والسقيم وأقسامه وأنواع الجرح), ثم في دار الهدى مصر2002 بتحقيق (أبى إسحاق إبراهيم بن مصطفى الدمياطي)
(3/132)
, و(التذهيب) (1) للحافظ أبي عبد الله الذهبي, و أصله المسمى (بتهذيب الكمال) للحافظ جمال الدين المزي (2), وما نقب عليه, و(الكمال), و (الكاشف) (3), و(الذب عن الثقات) (4), و (من تكلم فيه وهو موثق) (5) للحافظ أبي عبد الله الذهبي, و(الأسماء المفردة) للحافظ أبي بكر البرديجي (6), و(أسماء رواة الكتب) لأبي عبد الله ابن نقطة (7), و (كشف النقاب عن الأسماء و الألقاب) لأبي الفرج ابن الجوزي (8), و(الأنساب) لابن طاهر (9), و(إيضاح الإشكال) للحافظ عبد
__________
(1) - هو كتاب (تذهيب الكمال) طبع مؤخرا في دار الفاروق الحديثة مصر
(2) - في رجال الكتب الستة وهو مطبوع تأتي مقدمته
(3) - في رجال الكتب الستة مطبوع تأتي مقدمته
(4) - لعله كتابه ( معرفة الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ) طبع دار البشائر الإسلامية بيروت بتحقيق ( محمد إبراهيم الموصلي ) 1992 هـ, وفي دار المعرفة 1986 بتحقيق ( أبى عبد الله إبراهيم سعيداي إدريس ) وفي مصر بتحقيق ( عبد المجيد زكرياء ) وعدد تراجمه ( 92 ) ترجمة
(5) - مطبوع تأتي مقدمته
(6) - طبع في دار طلاس دمشق 1987 بتحقيق (سكينة الشهابي)
(7) - كتاب ( التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ) جمع الحافظ المفيد تقي الدين ابي بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن النقطة البغدادي الحنبلي
(8) - طبع في دار ابن كثير بيروت بتحقيق (رياض محمد المالح), وفي دار الجيل.بيروت بتحقيق (إبراهيم السامرائي), وفي دار السلام 1993 الرياض بتحقيق (عبد العزيز بن راجي الصاعدي) في مجلدين
(9) - اسم الكتاب (الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبظ), ذكره السيوطي في (تدريب الراوي)02\327) وقال: لابن طاهر فيه تأليف حسن اهـ قد ذيله في (جزء) لطيف لتلميذه (أبي موسى الأصبهاني المديني)الحافظ المشهور, طبع في حيدر آباد سنة 1323هـ وفي ليدن 1825م , وفي دار الكتب العلمية 1411هـ بتحقيق (كمال يوسف الحوت) ومعه ذيل لأبي موسى المديني
(3/133)
الغني المصري (1), و(غنية الملتمس في إيضاح الملتبس) للخطيب البغدادي (2), و (موضح أوهام الجمع والتفريق) له (3), وهو كتاب نفيس, وقع لي بخطه, و (تلخيص المتشابه في الرسم و حماية ما أشكل نه عن بوادر التصحيف والوهم) له أيضا (4), و (أسماء من روى عن مالك) له (5), وكتاب (الفصل للوصل المدرج في النقل) له(6), و(التهذيب) (7)
__________
(1) - قال السيوطي في ( تدريب الراوي ): صنف فيه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتابا نافعا سماه (إيضاح الإشكال ) وقفت عليه اهـ
(2) - طبع في مكتبة الرشد 1422هـ في مجلد بتحقيق ( محمد بن عبد الله البكري الشهري )
(3) - طبع في مؤسسة الكتب الثقافية في مجلدين بتحقيق العلامة ( عبد الرحمن المعلمي), وفي دار المعرفة بيروت 1497هفي مجدلين بتحقيق (عبد المعطي قلعجي) وهو ذيل التاريخ الكبير
(4) - طبع في دار طلاس بدمشق1985 بتحقيق (سكينة الشهابي) في مجلد ين ثم في دار الكتب العلمية 2003 في مجلد واحد بتحقيق (محمد حسن اسماعيل), قال الحافظ (ابن الصلاح) في (مقدمته)(ص417) : وهو من أحسن كتبه.اهـ
(5) - هو (كتاب أسماء من روى عن مالك مبوبا على حروف المعجم), وهو مخطوط في مكتبة أحمد الثالث بتركيا, ومصور في الجامعة الإسلامية 1818هـ.والكتاب في (9) أجزاء, وقد لخصه الحافظ (جلال الدين السيوطي) في كتابه (تزيين الممالك) وهو مطبوع في مقدمة (مدونة سحنون) وعدد رجاله (964) حسب ترقيمي, فلعل في الطبعة سقط.والله أعلم, قال (الذهبي) في (السير)(7\234): ما علمت أحدا من الحفاظ روى عنه عدد أكثر من (مالك), وبلغوا بالمجاهيل وبالكذابين ألفا وأربع مائة اهـ وقال أيضا: (8\52): كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مائة اهـ
(6) - طبع في دار الهجرة الرياض 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن مطر الزهراني)
(7) - هو كتاب ( تهذيب الأسماء واللغات ) في دار الفكر 1416هـ في (3) مجلدات , جمع فيه الألفاظ الموجودة في (مختصر أبي إبراهيم المزني) و (المهذب) و(التنبيه) و(الوسيط) و(الوجيز) و(الروضة) و هو الكتاب الذي اختصرته من (شرح الوجيز) للإمام (أبي القاسم الرافعي)
(3/134)
للشيخ محيي الدين النواوي
ومن كتب العلل: ما أورده أحمد (1), وابن المديني (2), وابن أبي حاتم (3), والدراقطني (4), وابن القطان (5), وابن الجوزي (6) في عللهم, قال ابن مهدي: لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي
__________
(1) - طبع في مكتبة المعارف 1409 بتحقيق (صبحي البدري السمرائي) و هو من رواية (أبى بكر أحمدبن محمد بن الحجاج المروذي) و(أبى الحسن الميموني) و(صالح بن أحمد)و في المكتب الإسلامي ودار الخاني 1408 بتحقيق (وصي الله بن محمد عباس) وهو من رواية ابنه (عبد الله) وعدد أحاديثه وسؤالا ته(6161) و كذا في مؤسسة الكتب الثقافية باسم (الجامع في معرفة العلل) باعتناء (محمد حسام بيضون) وهذه الطبعة جامعة لكل الروايات
(2) - طبع في المكتب الإسلامي 1980 بتحقيق (محمد مصطفى الأعظمي), وفي دار غراس بتحقيق (حسام محمد بوقريص)
(3) - قال (الذهبي) في (السير)(13\265): مجلد كبير, طبع في دار المعرفة في مجلدين, مصورا عن طبعة (محب الدين الخطيب) ومعه مجلد ثالث للفهارس من إعداد (يوسف المرعشلي), ثم طبع في مكتبة الفاروق الحديثة مصر في (4) مجلدات, بتحقيق (أبي يعقوب نشأت بن كمال المصري) وفي دار ابن حزم 1424هـ في (3) مجلدات تحقيق (محمد بن صالح بن محمد الدباسي), وشرع الحافظ ابن عبد الهادي المقدسي في ( شرحه) وتوفي قبل إتمامه, طبع الموجود منه في دار الفاروق الحديثة مصر في مجلد بتحقيق (مصطفى أبو الغيط) و (إبراهيم فهمي)
(4) - طبع في دار طيبة 1405 في( 11 ) مجلدا بتحقيق (محفوظ الرحمن بن زين الله السلفي) وهو مرتب على المسانيد
(5) - يقصد كتابه ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ) وهو مطبوع وتقمت مقدمته
(6) - طبع بدار الكتب العلمية 1983 بتحقيق الشيخ ( خليل الميس ) وعدد أحاديثه ( 1579 ) حديثا, وقد لخصه الحافظ الذهبي
(3/135)
ومن كتب المراسيل: ما أودعه أبو داود (1), وابن أبي حاتم (2), وابن بدر الموصلي (3), وشيخنا صلاح الدين العلائي حافظ زمانه (4), أبقاه الله في خير وعافية في (مراسيلهم)
__________
(1) - لكتاب (المراسيل)عدة طبعات منها: طبعة مطبعة التقدم بالقاهرة 1310هـ بعناية الشيخ ( علي السني المغربي ) وهي مجردة الأسانيد, ثم في مطبعة محمد علي صبيح بمصر, ثم في دار القلم 1406 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وقد أضاف إليها الأسانيد من ( تحفة الأشراف ) للمزي , ثم في دار المعرفة ببيروت 1406 هـ بتحقيق ( يوسف المرعشلي ) وهي محذوفة الأسانيد أيضا, وقد رقمت أحاديثها ترقيما تسلسليا, ثم في دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية 1988 بتحقيق (كمال يوسف الحوت) وعدد أحاديثه ( 580 ) حديثا, وفي مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ ( شعيب الارناؤوط ) وعدد أحاديث هذه الطبعة (544) حديثا, وهي مخرجة الأحاديث
(2) - طبع في دار الكتب العلمية 1983 بتحقيق ( أحمد عصام الكاتب ) و بعد الباب الأول ذكر الباب الثاني وهو في شرح المراسيل المروية عن النبي وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم على حروف الهجاء وعدد تراجمه ( 476 ) ترجمة
(3) -هو الشيخ ضياء الدين عمر بن بدر الموصلي الحنفي المتوفى سنة 622هـ, وكتابه المذكور لعله يقصد ( الوقوف على الموقوف) طبع في دار العاصمة الرياض 1407هـ, وله ( مختصر ) للحافظ ابن الملقن
(4) - طبع في عالم الكتب 1978 بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي ) وعدد تراجمه ( 1039 ) ترجمة
(3/136)
ومن كتب الموضوعات: ما أودعه ابن طاهر(1), والجوزقاني (2), وابن الجوزي (3), والصغاني (4), وابن بدر الموصلي (5)
__________
(1) - طبع سنة 1323هـ ثم سنة 1327هـ, وطبع أيضا باسم ( معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ) في مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ بتحقيق ( عماد الدين حيدر ), ثم طبع أخيرا باسمه الصحيح ( تذكرة الحفاظ ) في دار الصميعي بالرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ ( حمدي السلفي ), وعدد أحاديثه( 1139) حديثا, و عد بعضهم هذا الكتاب من الكتب المصنفة في ذكر الأحاديث الموضوعة خطأ, وإنما هو ترتيب لأطراف أحاديث كتاب ( المجروحين لابن حبان )
(2) - هو كتاب اسم الكتاب ( الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ),طبع بالمطبعة السلفية ببنارس بالهند 1403بتحقيق ( عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي ) ثم في دار الفكر1996 بتحقيق( كمال عبد الله ), وفي دار الكتب العلمية 2001 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل )
(3) - طبع بالمكتبة السلفية بالمدينة المنورة 1966 بتحقيق ( عبد الرحمن محمد عثمان ) في (3 ) مجلدات و صور في دار الفكر بيروت ثم بدار الكتب العلمية1995 في مجلدين بتحقيق (توفيق حمدان)
(4) - هو رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد العدوي العمري الصَّغاني المتوفى سنة 650هـ له رسالتان في الباب, الأولى سماها ( الدر الملتقط في تبيين الغلط ) وهو في بيان أحاديث موضوعة في كتابي ( الشهاب ) للقضاعي, وكتاب ( النجم ) للاقليشي, والثانية سماها ( الموضوعات ) وقد طبعتا في دار الكتب العلمية بتحقيق (عبد الله القاضي)
(5) - له كتابان في الباب, الأول : ( المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب) طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة 1343هـ, ثم في دار الكتاب العربي 1987 وبهامشه كتاب (جنة المرتاب) للشيخ (أبي اسحق الحويني) وله عليه (كتاب) آخر أصغر منه باسم (فصل الخطاب بنقد كتاب المغني عن الحفظ والكتاب) طبع في دار الكتب العلمية 1985, والثاني ( العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة)
(3/137)
===========



سلسلة التخريج ودراسة الأسانيد

كتب فهارس الأطراف

الحمد لله، أحمده حمد من لا رب لهم سواه،
وأشكره على جزيل فضله وعطاياه،
وأشهد أن الحلال ما أحله،
وأن الحرام ما حرمه،
وأن الدين ما شرعه
، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الموضوع الأول:كتب فهارس الأطراف





وهي الكتب التي جمع فيها مصنفوها الأحاديث، ورتبوها على حسب أول لفظة من متن الحديث.

مثال:
أ‌-الجامع الصغير وزيادته، لجلال الدين السيوطي (911هـ).
ب‌-قسم الأحاديث القولية من "جمع الجوامع" للسيوطي أيضًا.
ج - موسوعة فهارس أطراف الحديث الشريف، لمحمد سعيد بن البسيوني زغلول (معاصر).
1.الكتب المصنفة في معنى معين:
أ‌-كتب الأحاديث المشتهرة على الألسنة:
وهي الكتب التي صنفت لجمع الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة الناس، سواء المقبول منها أو المردود، مثل:-
- التذكرة في الأحاديث المشتهرة، لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (794هـ).
- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، للحافظ أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902هـ).
ب‌-كتب أحاديث الأحكام:
وهي الكتب التي تجمع الأحاديث المقبولة التي تبين شرع الله على المكلفين، مثال:-
_ عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (600هـ).
_ المنتقى من الأخبار في الأحكام، للحافظ مجد الدين بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية (625هـ).
_ تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد، للحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي (806هـ).
_ بلوغ المرام، للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ).
فهذه المصادر الفرعية بكافة أنواعها لا يعتبر العزو إليها تخريجًا على الاصطلاح في فن التخريج، وإنما هو تعريف القارئ بأن هذا الحديث مذكور في كتاب كذا، وهذا النوع من العزو يلجأ إليه العاجز عن معرفة مصادر الحديث الأصلية، فينزل في عزوه نزولاً غير مستحسن، وهو غير لائق بأهل العلم، لا سيما أهل الحديث.
التخريج من المصادر الفرعية وفوائده:
يظن البعض أن التخريج من المصادر الفرعية ليست له فائدة مرجوة، طالما أن التخريج الصحيح لابد أن يكون من المصادر الأصلية، ولكن هذا الظن خاطئ، وغير صحيح، فالتخريج من المصادر الفرعية له فوائد كثيرة، منها:
أ‌- أنه مفتاح، ودليل يوصل الباحث إلى موضع الحديث في المصادر الأصلية.
ب‌- بيان درجة بعض الأحاديث التي لم يلتزم المؤلفون في مصادرهم الأصلية ببيان درجتها، وذلك ككتاب" نصب الراية"، و" التلخيص الحبير" وغيرهما.
ج- الحصول على أحاديث لا تتيسر مصادرها بين أيدينا؛ وذلك لكونها مخطوطة، أو لأنها مفقودة.
1.ذكر طرقه:
الطرق: جمع طريق، والطريق: هو السند الذي يوصل إلى متن الحديث، أو هو ما تفرع من أصل السند في حلقة أو أكثر.
والمخرج مطلوب منه جمع طرق الحديث المراد تخريجه- أي أسانيده- لمعرفة موضع التقائها، وإدراك الفوارق بينها، وأين يتحقق مدار الإسناد، واكتشاف المتابعة التامة من القاصرة، وهكذا.
2.بيان درجة الحديث:
يراد ببيان درجة الحديث: الحكم على الأسانيد ببيان مراتبها، من حيث الصحة والضعف، والثبوت وعدمه، وتعرف درجة الحديث بعدة سبل منها:
أ-أن يكون الحديث من الأحاديث المتواترة، حيث أفردت بمؤلفات مثل: كتاب: " قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" للحافظ جلال الدين السيوطي، وكتاب: " نظم المتناثر في الحديث المتواتر" للكتاني.
قال الحافظ ابن حجر في النزهة، ص: 60: " المتواتر ليس من مباحث علم الإسناد، إذ علم الإسناد يبحث فيه عن صحة الحديث، أو ضعفه؛ ليعمل به، أو يترك من حيث صفات الرجال، وصيغ الأداء، والمتواتر لا يبحث عن رجاله، بل يجب العمل به من غير بحث".
ب-أن يكون الحديث معزوًا إلى الصحيحين، أو أحدهما، إذ الأصل فيما احتجا به الصحة، وأما ما سواهما من المصادر التي اشترط أصحابها الصحة، لكن لبعض العلماء انتقاد في بعضها، وذلك كصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم، والمنتقى لابن الجارود، فإنه ينبغي الإشارة إلى ذلك، خصوصًا إذا كان معروفًا بالتساهل كالحاكم، فالرجوع إلى تعقبات الذهبي عليه متعين؛ ليقف الباحث على درجة الحديث.
ج -النقل عن الأئمة السابقين لدرجة الحديث تصحيحًا، أو تحسينًا، أو تضعيفًا، أو بنقل كلامهم في الرجال، فيقال مثلاً: " السند فيه فلان"، وقد يكون هذا الرجل ضعيفًا، أو كذابًا، أو يقال: " فيه فلان قد عنعن"، ويكون ذلك الراوي قد عرف بالتدليس، أو يقال: " الحديث رجاله ثقات"، أو " رجاله رجال الصحيح"، وقد أكثر البيهقي في كتابه: " مجمع الزوائد " من ذلك.
فإن قيل: هل يجوز تخريج الحديث من مصدر، والإتيان بدرجته من مصدر آخر؟
والجواب: لا مانع من ذلك، فللمخرج أن يخرج الحديث من سنن أبي داود، وينقل درجة الحديث من مختصر سنن أبي داود للحافظ المنذري.
د - دراسة إسناد الحديث ومتنه دراسة وافية، إذا كان الباحث على دراية كافية بها.
يقول الحافظ ابن حجر في ذلك: " إن كان متأهلاً لمعرفة الصحيح من غيره، فليس له أن يحتج بحديث من السنن من غير أن ينظر في اتصال إسناده، وحال رواته" (1).
وسنبين- بإذن الله- عما قريب الخطوات المتبعة، والتي يلزم الباحث اتباعها في دراسة الإسناد.

أنواع التخريج:
التخريج عمومًا ثلاثة أنواع:
1.التخريج الموسّع.
2. التخريج الوسط.
3. التخريج المختصر الموجز.
ومن أمثل ما يمثل هذه الأنواع: هو عمل الحافظ العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، لحجة الإسلام الغزالي.
1.الموسع: " إخبار الأحياء بأخبار الإحياء" في خمس مجلدات، مفقودة.
2.المتوسط: " الكشف المبين عن تخريج أحاديث إحياء علوم الدين" قال ابن فهد المكي: وهو بين المطوَّل والمختصر، مفقود.
3. المختصر: " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار" وهو على هامش الإحياء المطبوع.
وممن ذكر ذلك ونبه عليه الحافظ ابن حجر، وذكر ذلك بالتفصيل محمد بن فهد المكي (787 - 871هـ) وأشار إلى تخاريج شيخه العراقي الثلاثة على الإحياء.
ومثاله أيضًا ما صنعه الحافظ ابن حجر في تخريجه للأحاديث المعلقة في صحيح البخاري، فكتابه " تغليق التعليق" هو تخريج كبير موسع، وكتابه " التشويق إلى تغليق التعليق" هو تخريج وسط، وكذلك ما يفعله في أثناء فتح الباري. وتخريجه للمعلقات في " هدي الساري" هو تخريج مختصر وجيز.
وهناك كتاب لابن الملقن (804هـ) هو " البدر المنير في تخريج الأحاديث، والآثار الواقعة في شرح الرافعي الكبير"، وهو تخريج موسع، وله "خلاصة البدر المنير" وهو تخريج وسط، وله تخريج صغير، هو: " منتقى خلاصة البدر المنير في تخريج الأحاديث الواقعة في الشرح الكبير".
والميزان لمعرفة أنواع التخريج هو: إما كلام المؤلف نفسه، وإما الضوابط التي يضعها ويعتبرها المؤلف.
وبقيت الإشارة إلى أنه قد يكون لعالم من العلماء تخريجًا موسعًا في حديث واحد فقط.
ولكل نوع من الأنواع الثلاثة المذكورة من أنواع التخريج تعريف خاص به، وله عناصر وضوابط ودواعٍ، ويجب التنبيه على أن الباحث قد يتحتم عليه سلوك أحد هذه الأنواع عند تخريجه مادة بحثه، فإن لم يأخذ به يكون مؤاخذًا بفعله حينئذٍ، وإليك تفصيل هذه الأنواع

.



الهوامش:


(1) النكت على ابن الصلاح، لابن حجر العسقلاني، ص: 149.


اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم




===========

سلسلة التخريج ودراسة الأسانيد

 (2) المصنفات
الحمد لله، أحمده حمد من لا رب لهم سواه،
وأشكره على جزيل فضله وعطاياه،
وأشهد أن الحلال ما أحله،
وأن الحرام ما حرمه،
وأن الدين ما شرعه
، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الموضوع الثاني:المـصنـفات


النوع الثالث: المصنفات130
لجمع الحديث حسب الراوي أو المروي، وهي الأجزاء الحديثية
والجزء الحديثي: هو الكتاب الذي تجمع فيه الأحاديث المروية عن رجل واحد من الصحابة، أو من بعدهم، أو المصنف الذي يجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد.

ومن خلال التعريف نلحظ أنها قد تكون حسب أحد أجزاء السند (الراوي)، أو على موضوع الحديث (المروي).
فمن أمثلة ما كان منها على حسب الصحابة:-
أ‌-مسند أبي بكر الصديق، لأبي بكر أحمد بن علي المروزي (292هـ).
ب‌-مسند عائشة بنت أبي بكر، لأبي بكر عبد الله بن أبي داود (316هـ).
ومن أمثلة ما كان منها على حسب أحد الرواة دون الصحابي:-
أ‌-جزء فيه حديث أيوب السختياني، لإسماعيل بن إسحاق القاضي (282هـ).
ب‌-جزء فيه حديث سفيان بن عيينة، لأبي يحيى زكريا بن يحيى المروزي (270هـ).
ومن أمثلة ما كان منها على حسب المروي:-
أ‌-جزء البطاقة، لحمزة بن محمد الكناني (357هـ).
ب‌-فضل عشر ذي الحجة، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ).
القسم الثاني من المصادر الأصلية: كتب مصنفة في علوم شتى، ولكن مصنفوها يوردون الأحاديث والآثار بالأسانيد عن شيوخهم إلى نهاية السند.
فهم لم يقصدوا أصلاً جمع الحديث، ولكن عند حاجتهم للاستشهاد بحديث، أو أثر ما فإنهم يروونه بالأسانيد.

ومن أمثلة هذه الكتب:
1. جامع البيان في تأويل آي القرآن, لابن جرير الطبري (310هـ).
2. معالم التنزيل, للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (516هـ). فهذه الكتب في التفسير لكنها تورد الأحاديث والآثار بأسانيد مستقلة لمؤلفيها، فلذلك تعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
3. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة, للإمام هبة الله بن الحسن اللالكائي (418هـ).
4. الاعتقاد, للإمام البيهقي.
5. الأسماء والصفات، للإمام البيهقي أيضًا.
وهذه الكتب في منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة، ونجد المصنف منهم يروي الأحاديث والآثار بأسانيد عن شيوخه، فلذلك تعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
6. كتاب الأم، للإمام محمد بن إدريس الشافعي (204هـ).
7. المحلى لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري (456هـ).
فهذه كتب في الفقه، لكن تروى فيها الأحاديث والآثار بأسانيد مستقلة لمؤلفيها، فلذلك تعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
8. كتاب الرسالة، للإمام الشافعي.
9. كتاب إحكام الأحكام لابن حزم.
فهذه الكتب في أصول الفقه، لكنها تروي الأحاديث والآثار التي تورد فيها بأسانيد مستقلة لمؤلفيها، فلذلك تعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
10.كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، لأبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ).
وهذا في تزكية النفس وتربيتها، فيجمع لذلك الحكم، والأمثال، والأشعار، ويروي الأحاديث والآثار بأسانيد عن شيوخه، فلذلك يعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
11. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (360هـ).
12.كتاب معرفة علوم الحديث، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري (405هـ).
13.الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي (463هـ).
فهذه الكتب تشتمل على ذكر أنواع علوم الحديث، وتروى الأحاديث والآثار فيها بأسانيد مستقلة لمؤلفيها، فلذلك تعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
14.كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، لأبي أحمد بن عبد الله بن عدي الجرجاني (365هـ).
وهو كتاب جمع فيه أسماء الرواة الضعفاء والثقات الذين تكلم فيهم، ويروي الأحاديث والآثار بأسانيد عن شيوخه، فلذلك يعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
15.كتاب تاريخ الأمم والملوك للإمام ابن جرير الطبري (310هـ).
وهو كتاب يتحدث عن تاريخ البشرية منذ آدم - عليه السلام- إلى زمان المؤلف، وتروى فيه الأحاديث بأسانيد مستقلة للمؤلف، فلذلك يعد مصدرًا أصليًا يصح التخريج منه.
فعلى هذا فكل كتاب يورد فيه مؤلفه الأحاديث والآثار بالأسانيد يعد مصدرًا أصليًا، يصح التخريج منه، والعزو إليه، وإن لم يقصد مؤلفه من تأليفه جمع الأحاديث والآثار.
ثانيًا: المصادر الفرعية:
المصادر الفرعية هي كل كتاب يجمع فيه مصنفه الأحاديث من المصادر الأصلية، من غير رواية لها بأسانيده.
وهي إما حسب أحد أجزاء السند (الراوي)، أو على موضوع الحديث (المروي).
القسم الأول: المصادر الفرعية المصنفة على حسب السند، وهي على نوعين:
1.كتب الأطراف:
الأطراف لغةً: جمع طرف، وهو الطائفة من الشيء.
وعند المحدثين: ذكر جزء من الحديث يدل على باقيه، وبيان من أخرجه.
مثل:
أ‌-تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، ليوسف بن عبد الرحمن المزي (742هـ).
ب‌-إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ).
2.كتب الجوامع:
وهي الكتب التي جمعت الأحاديث من مصادر عدة، وذكرها بأسانيدها، أو بدون أسانيدها، مثل:
أ‌-جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن، لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (774هـ).
ب‌-قسم الأحاديث الفعلية من " جمع الجوامع" لجلال الدين السيوطي (911هـ).
القسم الثاني: المصادر الفرعية المصنفة على حسب المتن، وهي على أربعة أنواع:
1.كتب الزوائد:
وهي الكتب التي يجمع فيها مصنفوها الأحاديث الزائدة في كتاب، أو عدة كتب، على كتاب أو كتب أخرى، مثل:
أ‌- مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، لأحمد بن أبي بكر البوصيري (840هـ)، جمع فيه البوصيري الأحاديث الزائدة في سنن ابن ماجه على ما جاء في الكتب الستة.
ب‌-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ)، جمع فيه الهيثمي الأحاديث الزائدة الواردة في مسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى، ومسند البزار، ومعاجم الطبراني الثلاثة، على ما جاء في الكتب الستة.
ج- المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ)، جمع فيه ابن حجر الأحاديث الزائدة الواردة في مسند أبي يعلى، ومسند مسدد بن مسرهد، ومسند ابن أبي عمر العدني، ومسند أحمد بن منيع، ومسند الطيالسي، ومسند الحارث بن أبي أسامة، ومسند الحميدي، ومسند إسحاق بن راهويه، على ما في الكتب الستة.
2. كتب التخريج:
وهي الكتب المصنفة في تخريج أحاديث كتاب من الكتب، وأشهرها: الكتب المصنفة في تخريج أحاديث كتب الفقه.
مثال:-
أ‌-نصب الراية لأحاديث الهداية، للحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي (762هـ).
ب‌- الهداية في تخريج أحاديث البداية، للحافظ أحمد بن الصديق الغماري (1380هـ)، وهو في تخريج أحاديث كتاب: بداية المجتهد لابن رشد في المذهب المالكي.
ج- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ)، وهو في تخريج أحاديث كتاب: الشرح الكبير للرافعي في المذهب الشافعي.
د- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، وهو في تخريج أحاديث كتاب: منار السبيل لابن ضويان في المذهب الحنبلي.
المواضيع السابقة :
 هذا الموضوع متميز سلسلة التخريج ودراسة الأسانيد ۩ كتب فهارس الأطراف ۩
=================
==============
مـنـاهـج الـتـصـنـيـف عنـد الـمـحـدثيـن

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2014/10/blog-post_78.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق