الخميس، 11 ديسمبر 2014

الرد على مقال أكذوبة الأحاديث الصحيحة لزيد نابلسي بقلم سلطان عثمان


الرد على مقال أكذوبة الأحاديث الصحيحة لزيد نابلسي
بقلم سلطان عثمان

مقدمة:
عندما يُطلب من المرء بأن يلغي ضميره ويعطل وجدانه ويؤجّر عقله ويحصر تفكيره، فيتقبل ان يطرح اية تدليسات او تجريحات وطعون واتهامات تتنافى مع حقيقة الدين الإسلامي , ويوافق , سواء بالرضا او لاسباب اخرى , ان يقع تحت طائلة التضليل بل والتكفير، ليتحول هذا المرء إلى أداةٍ تخريب في المجتمع , وهو يعيش بعيدا عنه , ولا يهمه ترسيخ مفاهيم كفرية والحادية تسبب المزيد من الصراع والتخلف والجهل والضياع. و يكمن السبب اليوم في ان فئة خرجت من رحم الامة وانتسبت اليها في الاصل , لكنها اختارت , لاي سبب وباي ذريعة , الإنضمام الى جوقة الخارجين على عقيدة وفكر ومفاهيم دين هذه الامة , المطلق والشمولي , لتغيير وتحريف وتاويل تعاليم الدين الإسلامي بعيدا عن فهم تعاليمه , بل ويدَّعون انهم اهل الفقه والعلم , وانهم فاقوا كل علماء المسلمين الجهابذة والعمالقة , والذين شهد لهم وبعلمهم الغريب قبل القريب , والعدو المنصف قبل الصديق العاقل , وصاروا يُنَصِّبون أنفسهم "علماء" و "فقهاء" ورجال دعوة لدين جديد عصراني , لا يوجد منه من الاسلام الا اسمه.

فزيد نابلسي مثله مثل عبد الرحمن الراشد وشاكر النابلسي واحمد الربعي وخالد منتصر وتركي الحمد والعجوز الشمطاء نوال السعداوي والراقصة اللهبوبة فيفي عبده , ومعهم امثالهم من الذين يسمحون لانفسهم الخروج عن طوق النجاة , والتهجم على تعاليم وافكار ومفاهيم الاسلام , وعلمائه , السابقين منهم واللاحقين , لا لسبب , الا لان هؤلاء هم الدرع الذي يكشف للمسلمين مرضى العقول والقلوب ممن ينتسبون الى الاسلام صورة , ويتسمون باسماء اسلامية , وهم يخالفون باقوالهم واعمالهم ابسط البديهيات الاسلامية واهم اركان العقيدة الاسلامية واسس الدين الاسلامي .

فزيد نابلسي يقول : ترانا اليوم نخضع في فهمنا للدين إلى تفاسير وفتاوي وروايات فُرِضَت علينا من قبل شيوخ وكهنة يعتمدون في فهمهم للدين على كتب عمرها مئات السنين. , التي عفا عليها الزمن.

وانا اقول له : أيضيرك الاعتماد على فهمهم للدين على كتب عمرها مئات السنين , وهي الكتب التي قعّـدت القواعد , وأصّـلت الاصول , ولا يضيرك ان ترجع انت الى كتب فلاسفة الغرب الالحادية , والتي ادت الى ما ادت اليه من علمانية تستبعد الدين عن الدولة والمجتمع والحياة , وادت الى ليبرالية تستبعد القيم والاخلاق من الدولة والمجتمع والحياة , وديمقراطية تعلي من شان العقل القاصر على شان الشرع الشريف الثابت, وتعلي من شان الانسان الفرد على شان الله, لتجعل قوانين البشر فوق احكام الله .

ثم يقول واصفا هؤلاء العلماء : عقولهم متحجرة ولا تطيق سماع رأي مخالف، وسائلهم في الإقناع تعتمد على الصوت العالي وتغييب المنطق.

فماذا ابقى من صفات سيئة لم ينسبها لهم ..

انا افهم ما يريده هذا الشخص من كل دعاواه تلك , يريد ان يلغي المرجعية الدينية , وبالتالي لا يكون للدولة ولا للمجتمع ولا للفرد مرجعية دينية , فهنا ياتي الصوت العالي من هؤلاء ويقول : لا يوجد لكم مرجعية , ولا يوجد لكم تعاليم دينية في سنة نبوية او كتاب ديني , فليس امامكم , ولا يمانع ان يقول هنا : والله , الا الغرب .. الا الغرب المتحضر والمتقدم علميا , وليس لكم الا مذاهبه الفلسفية والعقلية , فعليكم بها ايها المسلمون , عليكم بالديمقراطية الزائفة والليبرالية المنحطة , والعلمانية الملحدة , والا اصابكم الدمار .

ولاجل ان يعطي مبررا لما يقوله , لم يتواني عن وصف العلماء – زورا وكذبا – بما لا يمكن ان يكون فيهم فقال : " يجرؤون في القرن الواحد والعشرين بأن يحشروا أنوفهم بما يجوز فيه الإجتهاد – أي التفكير والتفسير - وما لا يجوز، ويتدخلون بما يحق لباقي المسلمين إعمال العقل فيه وما لا يحق. "

يا اخواني : ما دخل القرن الواحد والعشرين والزمن كله , في موضوع الدين , هل الدين في نظر هؤلاء موضة , بحيث يحق لك ان تبدلها مع الوقت والزمان والمكان !!

يا اخواني : العلماء يقولون بما يقول به الدين , فلا اجتهاد في مورد النص , فالنص الثابت والواضح لا يجوز الاجتهاد فيه , والا كان هذا فتح لمجال التلاعب بالنصوص ومعانيها , وادخال افكار ومعاني لا تتعلق به من قريب ولا من بعيد , وهذا ما تريده هذه الفئة , بل لقد صارت لهم تفاسير خاصة واصول معينة استبدلوها بالاصول الشرعية المعتبرة , فجعلوا العقل هو النص , وتركوا النص النبوي الشريف , وتركوا التفسير الحقيقي لكلمات ومفاهيم القران , وفسروها بما يتناسب مع اهوائهم ومقاصدهم ومراميهم ..

فقد تكلموا في الخلافة وانكروا السياسة في الاسلام , وتكلموا في الحجاب وقالوا انه عادة وليس فرضا دينيا , وقالوا ببشرية الرسول ونفي القداسة والوحي والنبوة عنه , وسمحوا لانفسهم بنقد اقوال النبي مستندين على حديث موضوع ومكذوب , بان الرسول –صلى الله عليه وسلم – قال : انتم ادرى بامور دنياكم , بل ومنهم من دعا الى اجراء محاكمة لانبياء الله ..فيا لفجور هؤلاء ووقاحتهم !! وانكروا حد الردة بحجة الحرية الدينية , واستنكروا الحد من حرية الراي , بحجة قبول الراي الاخر , مهما كان هذا الراي مخالفا للدين .

وهم في مسعاهم هذا لا يأبهون بأن يهاجموا كل من يعارض طرقهم واساليبهم وتفاسيرهم التي لا سند لها من نص , والتي ما انزل الله بها من سلطان , الا انهم اتبعوا سلطان اهوائهم والسلطان المتسلط على عقولهم والداعم لجيوبهم وارصدتهم المالية , على حساب ارصدتهم الايمانية التي هي اولى بالتكثير والانماء.

يقول : ولا يخشون الله حتى في تحليل سفك دم كل من يخالفهم في تخلفهم .

طبعا هو لا يريد ان يسفك دمه , ولا دماء رفقاء السوء والفساد والافساد امثاله ..

الا يعرف هذا ان الفتنة في الدين اشد من الفتنة في غيره , لانها تورد الانسان الهلاك الدنيوي والاخروي , بعكس الفتن الاخرى فانها قد لا تشمل الاخرة , فترى المؤمن يصبر على كل انواع الفتنة والبلاء الا الفتنة في دينه ..

اما مخالفة رايهم , فلم اسمع ان عالما حلل سفك دم من خالفه في الراي , والكتب الاسلامية مليئة بذكر اراء العلماء الاخرين الذين خالفوا اراءهم , ولم يسفكوا دمهم , بل يدعون لهم بالخير ويقولون ان لكل مجتهد نصيب ..

لكن من هو الذي يحق له ان يجتهد برايه في الدين ! هل كل شخص ! طبعا لا , فهناك شروط يجب توفرها لمثل هؤلاء , لكي يجتهدوا , ويكونوا ماجورين حتى لو اخطأوا في اجتهادهم , طالما كانت الاصول والادلة الشرعية هي مرجع اجتهادهم .. وليس هؤلاء الذيم يريدون ان يجتهدوا وهم غير مؤمنين ولا مخلصين للدين ولا للامة , ويريدون ادخال او الغاء ما يريدونه بحجة الاجتهاد ..

ولهذا فانه يقول – مباشرة – عن العلماء : " ويتدخلون بما يحق لباقي المسلمين إعمال العقل فيه وما لا يحق. "

فكما وضحنا و ليس لاي مسلم ان يجتهد برايه , الا اذا استحوذ على كل الشروط التي تسمح له بالاجتهاد ..

الان , ادركت حكمة ويقظة العالم القفال , الذي اغلق باب الاجتهاد المطلق , فهو كأنه يعلم بامثال هؤلاء الذين يريدون ان يقحموا انفسهم في ما لا مجال لهم فيه .. ويريدون من المسلمين وعلمائهم ان يسكتوا لهم على تخرصاتهم ... وهذا ما لا يمكن ابدا ولن يحدث , وستظل اسماء هؤلاء وامثالهم على القائمة الممنوعة من التكلم في امور الدين , وان تكلموا فغثاء , ولا صدى لكلامهم .

ثم يقول بادئا الهجوم على كتب الاحاديث الشريفة الصحيحة , وذلك بعد ان تهجم على العلماء ومهد في رايه لبدء الهجوم على اجلّ العلماء , علماء السنن والاحاديث الشريفة فقال : "" من الأسلحة التي تُشهر في وجوه المستنيرين "! المستنيرين بنور من , ؟ المستنيرين بعقل من؟!" الذين يرفضون الانصياع لأوامر هذه الفئة ," اذن هذه هي فئة الرافضة الجدد ." مجموعة من الكتب الصفراء عمرها مئات السنين، تَزعُم أنها جامِعة لأقوال سيدنا محمد، أطلق عليها مؤلفوها أسماءاً تدعي الصحة والصواب مثل "صحيح البخاري" و "صحيح مسلم". ""

لا يعلم هذا الشخص , ما بذله هؤلاء في سبيل جمع هذه الاحاديث الصحيحة , ولا يعرف ما هي الطرق التي اتبعوها , ولا يعرف ان البخاري قضى 16 سنة وهو يجمعها من الثقات والكتب المتوفرة وشيوخ هذا العلم الشريف , وانه كان يصلي ركعتين قبل ان يكتب الحديث الشريف في كتابه , وانه وضع من الشروط ما جعله لا يقبل باحاديث كانت صحيحة , وهو – رحمه الله - لم يدع انه جمع في كتابه كل الاحاديث الصحيحة , بل ما ثبت له بانه صحيح , ولذلك كانت شروط البخاري في رواية الحديث من اصح واشد الشروط للتثبت من صحة الرواية عن الرسول – صلى الله عليه وسلم - .

ولذلك – وكما قال نابلسي : " وبلا شك بأنكم قد سمعتم شيوخ المسلمين يرددون بأن "الصحيحين"، والمقصود بهما "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم"، هما أصدق كتابين بعد القرآن الكريم. "" فهذا الكلام من شيوخ المسلمين صحيح جدا , وما جاء الا بعد التاكد والتمحيص , وذلك واضح من كل العلماء الذين تكلموا عن الصحيحين وشرحوها .

وظن الكاتب ان هذا الكلام الذي يقوله , هو اول من قال به او ابتدعه , فقال : "" وكأني أشعر نفراً من القراء امتعضوا قبل أن يكملوا القراءة، ولهذا فإني أناشد القاريء صبراً .""

فهذا الكلام يتردد منذ فترة , وقد بدأها المستشرقون والمبشرون النصارى , ثم رددها تلامذتهم ممن هم مسلمون بالاسم , امثال ابو رية , واحمد امين , وطه حسين , وتابعهم في ذلك هذا الدعي , ودعي اخر اسمه جمال البنا , ولذلك , النفور والامتعاض وارد , وكذلك الاستنكار والرفض التام , سواء صبر وقرأ ما يكتبه , او تركه واهمله تماما , ودعا على كاتبه بمزيد من البؤس والضلال ... لأن هذه الكتب والمجلدات الضخمة هي فعلا جوامع موثقة لأحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تحتوي على الجزء من الدين الإسلامي الذي هو السنة النبوية , والتي لها مكانتها الثانية بعد القران الكريم مباشرة , كونها هي المصدر الثاني الذي تأتي منه غالبية الاحكام والتعاليم .
هو طبعا يريد الاستهتار بهذا الصرح الكبير , بل وهدمه ، ولذلك قال "" لهذا كله بات من الواجب علينا أن نسأل ونتسائل عما يمنح هذه الكتب تلك الدرجة من "الصحة" وما هو الذي يكفل لنا مصداقية ما ورد فيها؟

يقول لك : من الواجب علينا ؟!!

فاقول له : يا ليتك تقوم بالواجب المطلوب منك حقا واساسا ,ان تقوم بالواجب اتجاه هذا الدين , لا الاتجاه المضاد له .. فلا حول ولا قوة الا بالله .. قال واجب عليه أن يسأل ويتساءل عما يمنح هذه الكتب تلك الدرجة من الصحة ؟!

ثم يقول : ولبيان ذلك نأتيكم بالإثبات القاطع لنبرز الحقائق جلية لمن يريد أن يفتح عقله وقلبه ليبصرها.
1- أكذوبة "علامات الساعة": ذلك لأن الله وحده هو الذي يعلم غيب الساعة، وبالرغم من هذا المبدأ الواضح ، يطالعك كتاب "صحيح مسلم" بكمٍ هائلٍ من الأحاديث ، أقتبس حرفياً منه: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود. ويقول مضيفا : هذا الحديث يضع شروطاً لقيامها. ويقول ثانيا: ما هي المناسبة لهذا الكلام ؟ ثم يجيب بنفسه عن سؤاله فيقول : " إنه لمن المستحيل أن سيدنا محمد أعطى جواباً على أسئلة السائلين غير الجواب الواحد الواضح ، وهو: (إِنما عِلمُها عِندَ الله) . (فيمَ أَنتَ مِن ذِكراها) ولو بإعطاء علامات على موعد الساعة.,, الى اخر ما يقوله .. ويعود ويتساءل : هل يعقل... (حدوث كذا وكذا)"؟! ويعود فيجيب نفسه :لا بل عيب علينا أن ندعي ذلك . ويبرر رايه بقوله : فكلنا يعلم بأن الساعة قد تقوم في أي لحظة كانت وبدون سابق انذار، فتباغتنا ولكن الحديث هو دعوة صريحة للإطمئنان بأنها لن تقوم قبل استيفاء هذه الشروط. ويعود ويتساءل : فكيف إذن.. وأي من النصين علينا أن نصدق؟ كلام الله الذي لا يأتيه الباطل أم حديث مزعوم يناقض القرآن؟ فإن الجـزم يبـطـل الـنـص القرآني , والبغتة تتناقض كلياً مع العلامات.

يعطيك ربك العافية , على هذا الكلام الفاضي , وخسارة على الكيبورد الذي كتبت به كل ذلك الخطل ..

اخواني , ايها القراء الكرام : لا يوجد علاقة بين متى تحدث الساعة , وبين العلامات التي تحدث قبل وقوع الساعة التي ستاتي فعلا بغتة , وعلى الكافرين فقط , لان الله يكون قد اخذ ارواح المؤمنين حتى لا يروا اهوال الساعة وهي تقوم .

وظيفة الرسول تبليغ ما يقول له الله ربه , فقام الرسول ببيان هذه الغيبيات , ولو فكر هذا الكاتب قليلا , لراى بام عينيه ان ما يحدث الان .. الان .. قد اخبرنا به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام , وطبيعي ان باقي العلامات ستظهر تباعا وفي وقتها الذي حدده الله لها , وكل ذلك قبل قيام الساعة التي لا يعلم احد غير الله بموعدها , ولكننا نعلم وعلى وجه اليقين انها لن تقوم الا بعد ان تظهر كل العلامات التي ذكرها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام , وهذا العلم بها , وهذه العلامات وحدوثها , لا علاقة بينها وبين متى تحدث الساعة بالضبط .

انما تعني استحالة ان تقوم الساعة قبل ذلك .. كما وان هذه العلامات بشرى للمسلمين , حتى في وضعهم الان , لانها بينت ما سيحدث وبينت ماذا على المسلمين ان يتصرفوا فيما لو ظهرت أي علامة من هذه العلامات , وهذا من واجب الرسول - عليه الصلاة والسلام –بيانه كله .

ولذلك فانا اقول لهذا الكاتب الذي قال :"" فلتسألوا أي شيخٍ السؤال التالي: هل يمكن أن تقوم الساعة اليوم أو غداً؟ بماذا سيجيب؟
وهو هنا –وكعادته – يسال نفسه ويجيبها , فاجاب بما اجاب , واجابته تضمنت رايين لا ثالث لهما , لذلك كان جوابه الاول خطأ , بحجة أن الله سبحانه لا يمكن لأي شروطٍ أن تقيد مشيئته , لانه جاء بما يهدف اليه , وجوابه غلط , لانه لا يعرف بان الله هو الذي وضع هذه الشروط قبل ان تقوم الساعة , وهو الحكيم الخبير , فله الحكمة في ذلك , ولو خفيت عن الكاتب , والله لا يتبدل القول لديه . ولذلك فالجواب الثاني هو الصحيح , وهو: أن الساعة لا يمكن أبداً لها أن تقوم لأن الشروط لم تتحقق بعد.

واما قول الكاتب : " فاسألوه كيف إذن يقول القرآن: " وما يُدريكَ لعلَّ السَّاعةَ تكونُ قريباً ".
فاقول له : قريبا عند الله وعند رسوله قد تطول , وقد قال الرسول - عليه الصلاة والسلام – : بعثت انا والساعة قرينان , فالزمن والفرب والبعد فيه يكون بتقدير الله له , لا بتقدير الناس وبزمنهم .

فمن شروط الساعة "الصحيحة" شروق الشمس من الغرب!! "" نعم، هو مستغرب, يعني.. لماذا ؟؟ لانه يفسرها برايه بالتالي "" : وكأنه يقول للمسلمين أن الساعة لن تقوم حتى يرون نجوم الظهر .
ولاحظوا كيف يدعي هذا الكاذب هذه الأحاديث ليضل بها. فاذا طلعت الشمس من مغربها , يعني ان الناموس الطبيعي والنظام الكوني الذي وضعه الله سيبدأ الان بالاندثار , وستقوم الساعة , وذلك مصداق قوله تعالى في ايات القران الكريم حين يتحدث عن صور قيام الساعة . واما ما يقوله عن دوران الارض , فلا علاقة , لان كل النظام الكوني سيندثر . لا دوران ولا ليل ولا نهار ولا صباح ولا مساء ولا غيره , فاقراوا ماذا يقول الله في قرانه الكريم ليصف ما يحدث يوم قيام الساعة . فطبعا عند اندثار النظام الكوني , تصير الارض كالعهن المنفوش , كالقطن , يا مسلمين , والقطن يمكن ان يرى الانسان من خلاله كيف تشرق الشمس من المغرب , ام تريد ايها الكاتب ان تغطي اشعة شمس يوم الساعة بغربال ما تدعيه من الدوران !! ان فشلك شنيع وفهمك ضائع ... يقول لك.. في الأردن ؟! أي هو ظل اردن وغير اردن ..!!

وهنا يستعجب الكاتب فيقول : وهل يعود المسلمون وينسون ما حدث لكي يُباغَتون بعد ذلك بقيام الساعة إذا كانت سنة الحياة قد انقلبت وتوقفت حركة دوران الأرض فجأة لتدور في الاتجاه المعاكس كما يكذبون؟

فانا قد اجبتك على ذلك , فلا تتوهم ولا تصطنع الاستغراب , وحاول ان تفهم الجواب , لا تقون الساعة على المسلمين , فالله يقبض كل الارواح المؤمنة , فتقوم الساعة واهوالها وبلاويها على الكافرين فقط ..

ثم تحول الكاتب الان من علماء الحديث الى علماء التفسير , فقال : "" آية يأجوج ومأجوج في أواخر سورة الكهف ، كلام باطل يعتمد على تفسير خاطئ للآية."" ولكنه لم يبين لنا ولا لنفسه كيف يفسر آية يأجوج ومأجوج في أواخر سورة الكهف !!

ثم قال تحت عنوان : أكاذيب أخرى: "" الدجال والترك وجبل من ذهب , هذه هي الشعوذة بعينها !! هذا هرج وتخريف. ""

واذا سالناه لماذا تدعي ذلك , يقول :
"" كل حديث يتكلم عن "علامات للساعة" ويضع شروطاً لقيامها هي أحاديث كاذبة ، لا يعقل هذا ""

حسنا , انه يقول "" أحاديث كاذبة ، لان هذا لا يعقل ""

طيب , انا ساعطي مثالا :

قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ستنقض عرى الاسلام عروة عروة , اولها الحكم واخرها الصلاة ..

وهذا من الغيبيات , وقد حصل فعلا , فلما انهى الانجليز بالتعاون مع مصطفى كمال اتاتورك الخلافة والحكم الاسلامي , بدات تنقض عرى الاسلام عروة عروة ..

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ستحذون حذو من قبلكم حذو النعل بالنعل , فسالوه , اليهود والنصارى , فقال : فمن غيرهم .

وهذا من الغيبيات , وقد حصل ولا يزال يحصل فعلا .

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام : سينتشر الاسلام في افاق العالم حتى ان خيره سيصيب كل امم الارض .

وهذا من الغيبيات , وهذا سيحصل , وربما نرى تباشيره من الان .

اذن هذا واجب التبليغ للامة , مع ان المسلمين ما كانوا يتصورون ان يزال حكم الاسلام السياسي من الارض , وان الصلاة لا يمكن ان يتركها مسلم , ولكن ذلك حصل , وها نحن نراه الان , فما لا تصدقه انت , سيراه من سياتي بعدك وسيصدقه .

وهكذا تؤخذ وتفهم هذه الاحاديث , بشرى وتحذير للمسلمين .

اما اذا كان عندك قصر نظر وعدم فهم , فلا تحمّل ذلك لعلماء المسلمين .

ثم يقول تحت عنوان : ماذا يعني انتشار أحاديث نبوية مزوّرة تُرَوَّج على أنها صحيحة؟ لا ريب أن يد مزورٍ مُغرضٍ قد عبثت في أحاديث النبي. فقال مهولا ما يختلقه عقله : ""والمصيبة والأخطر ، هنا عملية اختلاق كاذب لأحاديث , وهذه جريمة كبرى لا يجوز السكوت عليها .""

فكأنه بقوله هذا اتى بما لم يات به الاوائل , وكأن الاوائل لم يميزوا الحديث الصحيح من الكاذب , او لم يميزوا بين الطيب والخبيث من القول !!

فانه توجد عشرات الكتب التي ذكرت كل الاحاديث الموضوعة كذبا على الرسول وبينوها , وهي كتب الموضوعات .

ثم يقول موضحا المراد من كل ما يكتبه : "" ولهذا ينبغي أن نعيد النظر كلياً في إطلاق وصف الصحة على جميع هذه الكتب.""

انا اقول له : استرح , فقد اراحنا العلماء من هذا العبء , الذي لا انت ولا الالاف من امثالك يستطيعون عمل أي خطوة صحيحة فيه .

ويضيف الى ذلك بقوله : "" الغاية هنا ليست التشكيك وإنما هي التطهير والتعقيم. ""

هو طبعا عكس الغاية , فغايته التشكيك , ولا جدال في ذلك , واما قصة التطهير والتعقيم , فليبحث عن ذلك في غير هذا الموضوع , فهذا الموضوع طاهر وشريف , بل ومقدس , فليبتعد عن هذه الساحة والى الابد .. اشرف له . وليدع مكافحة التسمم الغذائي ومحاربة المفسدين , لاهله . ندعو الله ان يمكّـننا منهم ومن محاسبتهم وردعهم .. فعندما يكون الأمر متعلقاً بالدين وتعاليمه بالتلفيق فيه , فلا رحمة لهم . لا والله. لان المرتد ابشع واشنع من الكافر الاصلي . لان الكافر الاصلي لا يجرؤ على ان يقول : "" كل محتويات تلك الكتب الصفراء وغيرها من كتب الأحاديث "الصحيحة" قابلة للنقض والتشكيك، فلا نأخذ منها إلا ما يتوافق مع القرآن الكريم، بعد فحصها في مختبر العقل والفطنة، وقراءتها تحت مجهر المنطق والحكمة. ""

يقول لك :"" إلا ما يتوافق مع القرآن الكريم، - و- بعد فحصها في مختبر العقل ""

يعني برضه , لسة ,فهو لا يقبلها حتى لو وافقت القرآن الكريم، الا بعد فحصها في مختبر العقل ,

ماذا اقول له , يقول لك : في مختبر العقل !!؟؟ أي عقل واي مختبر .. هل هذه المواضيع تبحث في المختبر !! اشياء كثيرة تغيب عن العقل وعن ادراكه , فكيف يبحثها في مختبر العقل !! فالعقل ليس له مختبر , العقل فكر , يدرس الواقع ويحاول ان يفهمه , وتساعده في ذلك التجارب السابقة للاخرين , اما المختبر فحقله العلم الطبيعي , فما دخل العلم بالفكر , وكلاهما منهج واسلوب يختلف عن غيره !!

يقول : ويجدر التذكير بأن موضوع علامات الساعة يحتل حيزاً لابأس به في جميع هذه الكتب.

يعني حتى الورق الذي نكتب به امور ديننا تستكثره علينا !! ام تريد ان لا تتبدد ثروة المسلمين في اثبات وتسجيل وتوثيق العلم الصحيح والنافع !!

امرك عجيب غريب.

اما تحت عنوان : الخلاص يكمن في انتزاع العقيدة ممن سلبوها: فيقول :

إن هذه الحال المحزنة تحتم اليوم القيام بعملية إعادة نظر شاملة لجميع ما ينشر على أنه أحاديث نبوية وإعادة كتابتها من جديد.

يعني اصلاح علم الحديث وعلم السنن !! هو انت طلعت من اعضاء ودعاة مشروع الاصلاح الاميركي للشرق الاوسط ... اهلا !!
نحن المسلمين , واجبنا التصدي لهذا التيار الظلامي الذي يريد جرف اسس واركان ديننا القوية , الذي يريد ان تكون اسسا هشة ضعيفة , ليسهل له بعدها ازالتها . انا اقول لهؤلاء الظلاميين : هذا مثل امل ابليس في الجنة عقول المسلمين اليوم تعي ما يراد بها وبدينها من سوء, وتعرف كل المؤامرات التي تحاك ضدها في الخفاء والعلن , من حفنة من الجهلة والمرتزقة الذين يفسرون الدين كما يحلو لهم وينكرون على المسلمين التمسك بقيمهم واهدافهم وثوابتهم الاسلامية . ان الصحوة الاسلامية المستنيرة بتعاليم الله ورسوله ستمنع كل الظلاميين من الإساءة إلى الدين , بهذه الدعوة الفكرية الفاسدة والعقيمة والعفنة التي يريدون للمسلمين ان يقعوا فيها ، وان يشتروا بضاعتهم المطروحة التي كَثُر فيها الدس على دين الله وعلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
ان محاولات هذه الفئة وأساليبهم المعهودة مفضوحة، لانها غربية التطلع. فالمسلمون حذرون منها كل الحذر ولن يسمحوا لها بذر الرماد في العيون بالتستر وراء الدفاع عن الدين وعن الله وعن رسوله الكريم . وهذا واجب على جميع المسلمين المستنيرين وعميقي الفهم والتفكير , والذين يدركون اغوار الذين لا يريدون الخير لأمتهم ولا لدين الإسلام ، وهو دين الله المتطابق مع العقل والفهم والعلم ، وسيعيد المسلمون امجاد هذا الدين وامجاد المسلمين التي دامت 1300 سنة , الى ان تمكن الاستعمار بتعاون عملائه من المسلمين ,سياسيين كانوا ام ثقافيين , من اضاعة مجدهم , ووضع العراقيل امام المسلمين , وايضا بتعاون عملائه من المسلمين , حكاما سياسيين كانوا ام كتابا يدعون انهم ثقافيين , لتخرج الأمة كما كانت تدعو الى دين الله وتنقل الامم الاخرة من ظلام الجاهلية المعاصرة والظلم إلى نور وعدل الاسلام .

لقد اتت الصحوة الاسلامية العامة والشاملة , وها نحن نعيد عقيدتنا وشريعتنا الى مناهلها الصافية الاولى , خالية من تخرصات الخارصين وتاويلات الخارجين عن الدين , ومن الذين أبعدوا الدين عن التحكم في شؤون المسلمين ودولتهم , اتباعا للغرب الذي يعرف ان لا بقاء له في ديار المسلمين , ولا مجال له لنهب خيراتهم وخيرات كل الامم الاخرى ,الا بابعاد الدين الاسلامي عن الدولة والمجتمع , لتحكمه قوانين الغرب ، فأغرقوا البلاد الاسلامية ومجتمعاتها بالتفاهات وكل ما هو شاذ عنها ويعارض دينها .

لقد اتت الصحوة, ولذلك فاننا نرفض ما يراد فرضه علينا من تلفيق لا يقبله الدين الإسلامي ولا يرتبط بعقيدة الإسلام وقيمه الحقيقية.

دروس من السنة النبوية واحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -

واقع المسلمون اليوم
لا أدق ولا أروع من وصف النبي لحالنا اليوم بالحديث الصحيح التالي :ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني - (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
رسول الله يصف ضعفنا ، فيشبهنا لقصعة الطعام التي أحاط بها مجموعة من الجياع، تجول أيديهم في جنباتها دون أن يكون لها حولا و لا قوة ثم يصف الداء و أي داء , إنه حب الدنيا وكراهية الموت ، إنه الوهن،إنه المرض العضال الذي ما فتئ أعداء هذه الأمة يرسخونه في القلوب حتى أشربنا حب الدنيا، وغرنا في الله الغرور ، وليت شعري لو كان سبب ضعفنا قلة العدد فنحن كثر، وتجاوزنا المليار ونصف، ولكننا كغثاء السيل .

يقول الله تعالى : كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17 ) . وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)
إذن ما ينفع الناس يمكث في الأرض , أما الغثاء فيذهب جفاء غير مأسوفا عليه ، وهذا حالنا, الأمة دب فيها مرض عضال لا برء منه إلا ببتر الفاسد منها ليبقى الصحيح ويكبر، وطالما أن مرض الأمة حب الدنيا، فسيقتل المعشوق عاشقه .
مما لا شك فيه أن التاريخ عبرة ، وما حصل للمسلمين أيام التتار والصليبين قريب مما يحصل لنا اليوم ، هم تركوا الجهاد وتبعوا الدنيا فسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب فلما رجعوا الى دينهم ، هيأ الله لهم قادة وحدوا الأمة ورفعوا الذل عنها بالجهاد , ,هذا الأمر قاعدة أصّـلها نبينا بالحديث الصحيح : إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم . لقد ذكرلنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اشارة صريحة الى هذه الفترة التي نعيشها ودعونا نتعرف على سمة الحكم في هذه الحقبة التي نعيشها
ـ من سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول :تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت .
إذاً أول مراحل الحكم في الإسلام هي النبوة، وقد كانت ثم رفعها الله ثم تلتها مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة، و قد كانت ثم تلتها مرحلة الملك العاض، والتي انتهت بسقوط الخلافة العثمانية ثم دخلت الأمة في مرحة الحكم الجبري، ومعنى الجبري، اي شدة القهر و الظلم .

لقد بين الحديث السابق، الفترات السياسية لأمة الإسلام ، وطبيعيا أن تنتقل الأمة بعد الخلافة العثمانية إلى فترة الحكم الجبري، لأن الواقع يقول أن الأمة الإسلامية انتقلت بعد الخلافة إلى حكم النصارى، وهذا قمة الجبر، أن تحكم الأمة من غير بنيها ثم انتقلت بعد ذلك إلى حكم أذناب النصارى ، وأنظر يمينا وشمالا تجد أن المسلم قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت ولا يجد ملجأ ولا خليفة.

ويسأل حذيفة أبعد هذا الخير شر؟ فيقول رسولنا صلى الله عليه و سلم ( فتنة عمياء صماء ، عليها دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت: يا رسول الله ! صفهم لنا . قال: هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا .
لاحظ الإعجاز النبوي في حكام اليوم, هم منا، ويتكلمون بألسنتنا ما معنى هذا الوصف؟ و ماذا يقصد رسول الله من ذلك ؟ القصد أنهم منا نسبا ويتكلمون باللسان الذي يتكلم به المسلمون, أما النية والعمل فهو لغير المسلمين ، وهذا هو الواقع والله .

اذاً نحن نعيش ذلك الليل البهيم ، فهل لهذا الليل من فجر آت ؟ و كيف سينجلي كل هذا الظلم ؟و ما هي النتائج ؟سنحاول تلمس كل ذلك .

نعم هذا ما تشير إليه السنة المطهرة ،وقد رأينا كيف كان تعداد المسلمين والنصارى في الملاحم ، فالنصارى دخلوا بلاد المسلمين بجيش لا يقل عن المليون وخرج المسلمون في النهاية غالبين مع انهم كانوا أقله .

واليوم , هل يعقل أن يقتل مليون نصراني كافر مليار مسلم لا نفاق في قلبه ؟؟ هذا لا يصح بتاتا، فان المسلمين يدخلون الملاحم بعدد لا يتجاوز ربع عدد جيش النصارى , ومع ذلك ينتصر المسلمون عليهم .

نحن اليوم نعيش مرحلة الجور والظلم، التي تسبق الخلافة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) أي خلافة راشدة ، كما كان الحال في صدر الإسلام .

هذا التقسيم لفترات الحكم في هذه الأمة، هو من عند من لا ينطق عن الهوى، وقد أنقضى منها ثلاثة ودخلنا في الرابعة بعد سقوط الخلافة العثمانية ، في مطلع القرن الماضي، أي أننا نعيش مرحلة الحكم الجبري منذ قرابة التسعين عام تقريبا، تلقفتنا بعدها يد النصارى حتى منتصف القرن الماضي ثم سلموها وبثقة لأذنابهم.
إذاً, حال انتهاء هذه الحقبة السياسية من الحكم الجبري، ستدخل الأمة دون تأخير في مرحلة الخلافة على منهج النبوة .

الفتن تكون سمة من سمات هذه الفترة الزمنية الحالية الصعبة , وهذه الفترة عبارة عن غربلة ربانية تتطهر فيها الأمة من المنافقين، والمخذلين، لتعود خلافة غراء على منهج النبوة ، فالله لن يظلم هذه الأمة : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف:76 ) ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101(
فالناس في هذه الفتنة بين مجاهد باع نفسه لله ، وما أقلهم أمام من باع نفسه للدنيا! فأهلكته الفتن وغره بالله الغرور . وفي الحديث الصحيح : (كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .

مما لا شك فيه أن الأمة اليوم تعيش مرحلة الحكم الجبري واقعا ملموسا، وامتلات الأرض جورا وظلما، وقد بينت السنة المطهرة أن الأمة تنتقل من هذا الظلم إلى العدل مباشرة ، أي أن الأمة تتحول بشكل غير تدريجي إلى حكم الخلافة التي هي على منهاج النبوة ,وحيث يتحول الصالحون إلى أرض الجهاد وموطن الخلافة .

ونحن نعلم كيف تحرك الحقد الذي ملأ صدور اليهود والنصارى، لمجرد ظهور بعض بوادر الصحوة لدى المسلمين، وها نحن نترقب المواجهة التي لا يعلم منتهاها إلا الله .
ان أي تغير لدى المسلمين نحو الأفضل يعني المواجهة، والمواجهة تعني التغيير الثوري والمفاجئ، لأن المواجهة ستجلب النصر والخلاص من التبعية، وبالتالي يكون المسلمون أحرارا في تقرير نظام الحكم لديهم .

هذا هو حال المسلمين المستقبلي , تغيير في نظام الحكم وتحول إلى الخلافة الراشدة , قلة في العدد ونقاء في السريرة وأموال لا تحصى وخليفة لا يمنع ,تعطي الأرض وتمطر السماء وتكثر الماشية . خير عميم للمسلمين في زمن الخلافة الراشدة العائدة . وستكون في عصر الخليفة الملاحم، ثم يدرك في خلافته فتح روما .

قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( لتفتحن القسطنطينية علي يد رجل ، فلنعم الجيش جيشها ولنعم الأمير أميرها )

ويقول في حديث أخر : ( أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له ). وبسبب هذين الحديثين ، حدثت محاولات فتحها التي شارك فيها كل كبار الصحابة. وهذا الاهتمام من المسلمين بهذه المدينة رغبة منهم في تحقيق بشارة النبي صلى الله عليه وسلم .

وليعلم المسلمون ان السلطان العثماني محمد الفاتح ما فتح القسطنطينية الا لحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – في ذلك . لقد انتظر المسلمون أكثر من ثمانية قرون حتى تحققت البشارة النبوية بفتح القسطنطينية ، وكان حلمًا غاليا وأملا عزيزا راود القادة والفاتحين لم يُخب جذوته مر الأيام وكر السنين، وظل هدفا مشبوبا يثير في النفوس رغبة عارمة في تحقيقه حتى يكون صاحب الفتح هو محل ثناء النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: "لتفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش". فقال الفاتح : فارجو ان اكون انا هذا الامير . تحتل القسطنطينية موقعا منيعا، ، تحدها من الشرق مياه البوسفور، ويحدها من الغرب والجنوب بحر مرمرة، ويمتد على طول كل منها سور واحد يتصل بالقارة الأوروبية ويحميه سوران يمتدان من شاطئ بحر مرمرة إلى شاطئ القرن الذهبي. فابحرت السفن العثمانية على اليابسة وضربتها المدافع العثمانية , وفتح الغواصون المسلمون ابوابها امام الفاتحين , فدخلوها مكبرين, وما استطاعت اساطيل وجيوش اوروبا ان تحمي عاصمة دولتهم البيزنطية , فازالها المسلمون الى الابد . كما ازالوا من قبلها امبراطورية فارس الى الابد .

عن أبي قبيل قال: كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص، وسئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبدالله بصندوق له خلق، قال: فأخرج منه كتاباً. قال: فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مدينة هرقل تفتح أولاً]. يعني قسطنطينية (رواه أحمد والدارمي وغيرهما وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

قال الله تعالى في الغيب : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً* إلا من ارتضى رسول )

وما سبق كان بيانا تفصيليا لطائفة من هذه الغيوب .

فماذا يريدون هؤلاء !! ان نلغي احاديث الرسول الكريم الشريفة , وان نترك الواقع , ونتبع مختبرهم العقلي !! هذا لا يمكن ابدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق