السبت، 6 ديسمبر 2014

المنهج التكفيري عند الشيعة الحيدري


إذن يكون في علمكم لا يوجد أحدٌ من علماء الامامية لم يحكم بكفر غير الشيعة بلا استثناء نعم الفارق بينهما في أمر واحد وهو انه بعضهم حكم بكفر المخالفين ظاهراً وباطناً وبعضهم حكم بإسلامهم ظاهراً وكفرهم باطناً وإلا الإجماع بكفرهم باطناً لا يوجد شك في هذا أين منشأه؟
ما هو الاساس النظري لهذا التكفير هو أن الامامة إمّا أصل من اصول الدين أو أصل من اصول المذهب ولهذا هذه القضية يعني المنهج التكفيري في مدرسة أهل البيت غير قابلة للدفاع والرفع يد عنها وإلا مادمت ملتزماً أن الامامة أصل من اصول الدين أو أصل من اصول المذهب أو ضروري من ضروريات الدين أو المذهب فلازمه التكفير ما عندك طريق آخر ولهذا أنت تجد صريحاً هذه عبارات اعلام الامامية هذا صاحب الجواهر أمّامكم الجزء 22 صفحة 62 يقول بل تواتر (الكلام عن المخالفين يعني النصوص) من لعنهم وسبهم وشتمهم وكفرهم وانهم مجوس هذه الامة واشر من النصارى وانجس من الكتاب، هذه عندما يجد الشيعي ينظر به بهذه النظرة بينك وبين الله من يقع بيده شيء ماذا يفعل؟ هؤلاء بحكم بكفرنا ونجاستنا واننا اخبث من اليهود والنصارى فاعتدوا عليهم بمثل ما حكموا علينا، ونحن أيضاً نحكم بنجاستهم ولعنهم، وانهم اخبث من اليهود والنصارى نعم تقول لي صاحب الجواهر من القائلين ظاهراً وباطناً أو باطناً ولا ظاهراً يقول على مبنى السيد الخوئي يقول باطناً من الناحية الفقهية ليس حكمهم هذا وإنما محكومون بالإسلام أين يشير؟ جواهر الكلام المجلد 36 صفحة 93 هل يشترط الايمان في الذابح أو لا يشترط، الذي يذبح ذبيحة هل يشترط أن يكون مسلماً ظاهراً وان كان باطناً كافر أو يشترط أن يكون مومنا ايضاً بالمعنى الاصطلاحي؟
يقول وعلى كل حالٍ فمنشأ هذا القول يعني اشتراط الايمان في الذابح من القائل به استفاضة النصوص وتواترها بكفر المخالفين وانهم مجوس هذه الامة وشرٌ من اليهود والنصارى التي قد عرفت كون المراد منها بيان حالهم في الآخرة لا الدنيا، التي عبر عنهم السيد الخوئي مسلم الدنيا وكفار الآخرة، يعني هؤلاء اصحاب نظرية انه ضروري من ضروريات المذهب لا ضروري من ضروريات الدين كما تقدم الكلام فيه مفصلاً في كتاب الطهارة إذن هذا البحث العقدي كيف ينعكس آثاره في البحث الفقهي وهذا نفسه كلام السيد الحكيم رحمة الله تعالى عليه في المستمسك، وانا أشير إلى بعض المصادر، وإلا تقريباً اتفاق علماء الامامية على تكفير حتى الشيعة غير الامامية الاثني عشرية يعني الزيدية والاسماعيلية لأنه من انكر واحداً فقد أنكر الجميع لا يفرق أن ينكر واحد أو ينكر سبعة يقول واخرى بالنصوص المتجاوزة حد الاستفاضة بل قيل انها متواترة المتضمة كفرهم أصلاً كلهم كافرين نعم هذه باعتبار أن هذا الكفر ليس مراده كفر الدنيا يعني كفر الفقهي وإنما الكفر الكلامي إذن على هذا الاساس اتضح لنا انه اتفقت كلمة علماء الامامية على تكفير من لم يؤمن بالامامة بالمعنى الموجود في مصطلح الشيعة نعم الفارق بين علماء الامامية في هذه الجهة وهو انه تكفيرهم هل هو بحسب البعد الفقهي والكلام ظاهراً وباطناً دنيا واخرة أو بحسب البعد الفقهي والكلام ظاهراً ولا باطناً آخرة لا دنيا في مقابل هذا الاتجاه مباشرة يوجد اتجاه أهل السنة نفس هذا الذي نحن قلناه في الامامة قالوه في الصحابة كل الذي نحن قلناه واعطيناه للامامة من انها ضروري من انها منكره كافرٌ كلها ذهبوا بها على الخلافة الأول والثاني لا الثالث والرابع، فيما يرتبط بالخلافة وفيما يرتبط بالعدالة نفس الأحكام الذي نحن اجريناه في الامامة نفسها اجراه على خلافة المنكر الأول والثاني وعلى منكر عدالة الصحابة وبحثه سيأتي ولهذا تجد منهج التكفير يعم العالم الإسلام بجميع شراشره وطبقاته ومن الناحية العملية اقولها ولكن اتكلم من الناحية النظرية والعقدية والايديولوجية هذا البعد الآن تقريباً اتفقت كلمتهم على تكفير بعضهم بعضا.
والحمد لله رب العالمين.
19 ذي القعدة 1435




==================

مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (448)
 التاريخ : 15/09/2014 ،
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
تتذكرون في الأبحاث السابقة كنا نبحث في تاريخية السنة، وبيّنا فيما سبق ما هو المراد من التاريخية واشرنا إلى أن المراد من التاريخية بنحو الإجمال هو هل أن الظروف والشروط الموضوعية والاجتماعية والسياسية والثقافية هل لها مدخلية في فهم موضوعات الحكم الشرعي أم لا؟
هذا البحث وقفنا عنده تفصيلاً وسنزيده أيضاً بيانا إنشاء الله في البحوث القادمة واشرنا إلى أن المراد من السنة كما هو المعروف كما هو المشهور ما هو تعريف السنة؟ السنة عند مدرسة أهل السنة هو قول النبي أو فعله أو تقريره وعند مدرسة أهل البيت السنة هي قول المعصوم وفعله وتقريره هذا هو المشهور والمعروف من تعريف السنة ولكن إنشاء الله تعالى في هذه السنة في بحث الاصول لا في بحث الفقه ليس درس الفقه والاصول عندي كما في الحوزات العلمية تحضر الفقه ولا تحضر الاصول تحضر الاصول ولا علاقة له بالفقه ليس كذلك أنا إنشاء الله تعالى في هذه السنة بعد أن ننتهي من بعض المقدمات سوف نبحث في تعارض الأدلة ما هي أهم مصادر الاستنباط المصدر الأول هو واضح وهو القرآن الكريم المصدر الثاني هو السنة ما هي السنة ما هو تعريف السنة؟
نحن عندنا من المسلمات السنة قول النبي أو تقريره أو فعله أو المعصوم وهنا يأتي هذا السؤال هذا من أين جاء هذا التعريف وهذا التعريف له أصل قرآني وله أصل روائي أصلاً صحيح هذا التعريف خطأ هذا التعريف وهذا التعريف من قال به؟ من قال أن تعريف السنة هذا والآن عندنا هذا من المسلمات من الضروريات أصلاً من الواضحة وسيتضح انه من أكثر الأمور إبهاماً تعريف السنة ما هي السنة قلت لكم هذه الدروس ليست الدروس على النمط التقليدي في الحوزات العلمية النمط التقليدي يقول سنة هذا تعريفها ولا احد هم يسأل هذا التعريف من عرفه متى بدأ هذا التعريف ما هي حجية هذا التعريف يعني بعبارة أخرى نحن عرفنا أن القرآن حجة من الدليل؟ الدليل العقلي الدليل القرآني إلى آخره السؤال: ما هو تعريف السنة ومن الدليل على حجية السنة من قال السنة حجة؟
تقول ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا يقول هذا احد الأدلة انه لنرى يثبت الحجية السنة أو لا يثبت حجية السنة ثم بعد تبين ما هي السنة وما هو الدليل على حجية السنة يأتي هذا السؤال ما هي نسبة السنة إلى القرآن هل هي مقدمة على القرآن أو ليست مقدمة على القرآن والاخباري يقول مقدمة على القرآن هل هي في عرض القرآن مستقلة عن القرآن أو ليست مستقلة عن القرآن وإذا لم تكن مستقلة في طول القرآن ما هو دورها بالنسبة إلى القرآن ما هي الادوار التي تقوم به السنة مع الأسف الشديد هذه الأبحاث لم يعرض لها في علم الاصول افترض أن السنة تعريفها واضح حجيتها ثابتة واساساً النسبة بينها وبين القرآن هم لا يبحث عنها الا اقل القليل في بحث تعارض الأدلة ليس أكثر من هذا مع أن أصل علم الاصول هو هذا وهو انه لابد أن نتعرف ما هي مصادر الاستنباط أنت تريد أن تستنبط المعارف الدينية ما هي مصادرك ما هي الأمور التي ترجع إليها لاخذ منظومة المعارف الدينية من العقاد والفقه والاخلاق والى غير ذلك هذا بحثنا الاصلي إنشاء الله تعالى بعض النقاط الموجودة مرتبطة ببحار الأنوار وموقف العلامة المجلسي من تحريف القرآن سنشير إليها إنشاء الله تعالى يومين ثلاث وننتهي منها ونرجع إلى بحثنا الاصلي وهو انه ما هي مصادر الاستنباط وما هي النسبة بين هذه المصادر علم الاصول هذا علم الاصول ليس المعنى الحرفي علم الاصول ليس الاطلاق والتقييد هذه مباحث ثانوية هامشية بعد أن تثبت اهمية بعد أن نعرف مصادر الاستنباط وإلا بيني وبين الله ثبت العرش ثم انقش، ثبت أن السنة حجة ثم ابحث انه فيه اطلاق أو لا يوجد اطلاق فيه عموم وعام وخاص ونحو ذلك وهذه من نواقص بل من أهم النواقص في حوزاتنا العلمية، وهو انه أساساً لا تبحث هذه القضايا مع انه هي الضروريات القرآن حجة ما معنى حجية القرآن ما معنى أن ظواهر القرآن حجة ما معنى الحجية يعني منجزية ومعذرية لو شيء آخر؟ ما معنى الحجية في القرآن ما معنى القرآن حجة علينا من أين؟ وما معنى القرآن وإنشاء الله في بحث تحريف القرآن يأتي بأنه هذا القرآن يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن لعل قائل أن يقول لا يمكن الاعتماد عليه كما قال جملة من علماءنا الاخباريين قالوا أساساً لا يمكن وكما هو في جملة من علماء أهل السنة قالوا أن السنة قاضية على القرآن هي الحاكمة ليس القرآن حاكم على القرآن والقاضية بمعنى الحكومة، هذه أبحاث أين لابد أن يبحثها الطالب إذا لم تبحث في علم اصول الفقه عندنا التي هي في بيان مصادر الاستنباط أين نبحثها؟ نبحثها في علم النحو مثلاً؟ ولكنه كلها مغفولٌ عنها ولذا تجدون الطالب مع الأسف الشديد ضعيف في مثل هذه المسائل ولا يعرف عنها شيء.
انتهينا إلى بيان موقع الامامة في منظومة الفكر الشيعي وهذه الامامة أين موقعها ما هي الامامة في منظومة الفكر الشيعي الاثني عشري؟ لأنه الشيعة قد يكون زيدية قد يكون اسماعيلية لا نحن نتكلم في مدرسة أهل البيت الاثني عشرية ما هي موقعه؟ تتذكرون بأنه ذكرنا هناك اقوالٌ متعددة أو اتجاهات قولٌ واتجاه يرى أن الامامة بالمعنى الشيعي الاثني عشري يعني عددهم اثنى عشر يعني انهم معصومون يعني انهم منصوص عليهم من الله سبحانه وتعالى بالنص الجلي لا بالنص الخفي وإلا بالنص الخفي تكون مسألة نظرية لا مسألة واضحة وثابتة هذه هي مباني مدرسة أهل البيت هذا المعنى عندما أقول الإمامة بالمعنى الشيعي لا يذهب ذهنك يميناً ويساراً أن الامامة بالمعنى الشيعي انهم اثنى عشر وان الثاني عشر منهم حيٌ يرزق على الأرض في هذه النشأة نشأة الدنيا لا نشأة البرزخ وانهم معصومون أفضل الصلاة والسلام وانهم منصوص عليهم بنص جلي وواضح هذني المباني الأساسية لمدرسة هذا هو الفصل المميز لمدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام هذا المعنى هل أن الامامة بهذا المعنى هل هي أصلٌ من اصول الدين أم لا بحثٌ.
2- إذا لم تكن أصلاً من اصول الدين فهل هي ضروريٌ من الضرورات الدينية أم لا قد يقول قائل ما الفرق بين الأصل وبين الضروري؟ مراراً ذكرنا قلنا الأصل يعني انه من اصول الدين كما قرأنا يعني انه أن قبلة قبل ما سواها وان ردت ردت ما سواها هذا معنى أصل الدين يعني إذا صحت هذه الاصول يصح ما يتفرع عنها أمّا إذا بطلت هذه الاصول هذا معنى الأصل ولكن الضرورة ليس هذا معناه ليس كل ضروري يعني أن قبل، قبل ما سواها وان رد رد ما سواها، الصوم الآن ضروري أو ليس بضروري؟ نعم، من الضرورات التي لا يختلف عليها إثنان ولكن ليس إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، الصلاة ضرورية أو ليست ضرورية؟ نعم ضرورية، هي بالنسبة إلى الفروع إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها أما ليست بالنسبة إلى التوحيد والنبوة إن قبلت قبل ما سواها إذاً هناك فروق متعددة بين أن يكون الشيء أصلاً من أصول الدين والمعارف الدينية وبين أن يكون الشيء ضروري من ضرورات الدينية وهذا أيضاً مع الأسف الشديد لم تتضح مع كلمات علماء الامامية وغير الامامية هل الإمامة أصل أو الإمامة ضروري أي منهما؟ نتكلم في دائرة الدين يعني الإسلام إذن الاتجاه الأول يقول الامامة أصل من اصول الدين.
الاتجاه الآخر يقول الامامة ليست أصلاً ولكنها ضروري من الضرورات الدينية، الاتجاه آخر انتقل قال لا أصل من اصول الدين ولا ضروري من الضرورات الدينية إذن ما هي قالوا إمّا هي من اصول المذهب وإمّا هي ضروري من ضروريات المذهب والفرق كالفرق بين الأصل والضروري في الدين ماذا قلنا الفرق هنا هم ماذا نقول؟ إذا قلنا الامامة أصل من اصول المذهب يعني انقبلت قبل ما سواه وان ردت رد ما سواه أمّا إذا صارت ضروري ليست بالضرورة تكون ماذا أن قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها هذا مضافا على انه لا يثبت إذا كان ضرورياً لا يثبت انه أمرٌ عقائدي ايماني لعله أمر عملي وفقهي ولكنه من الضرورية، اليس الصوم عندنا من الضروريات ولكن هل هذا يثبت لنا من الأمور العقائدية؟ لا أبداً، فإذن الضروري اعم من أن يكون أمراً ايمانياً عقدياً أو أن يكون عملياً وفقهياً بخلاف الأصل فإنه لا يكون الا أمراً عقائدياً ايمانياً السؤال: هل الامامة عندنا أصل من اصول المذهب أو انها ضروري من ضرورات المذهب أي منهما؟
هذا البحث تقدم في السنة الماضية نحن الآن فقط نذكر نتائج البحث ونحن انتهينا في الأبحاث السابقة بنحو الفتوى ولا يكون ثقيل عليكم أن الامامة بالمعنى الشيعي لا هي أصل ولا ضروريٌ لا في الدين ولا في المذهب إذن تقول ما هي؟ أقول ذاك بحث آخر سنشير إليه، تقول بماذا يتميز الشيعي عن غير الشيعي؟ أقول سيأتي، هذه لعله من خواص هذا الدرس وهو انه الذي يدعي أن الامامة بالمعنى الشيعي لا الامامة بالمعنى العام الامامة بالمعنى العام ضروري من ضروريات الدين لأنه كل مجتمع يحتاج إلى امام بر أو فاجر، ليس ذاك البحث هذا الذي قاله امام أمير المؤمنين أن الامة لا تبقى بلا امام سواء كان براً أو فاجراً، ليس بحثنا في هذا، بحثنا في الإمامة بالمصطلح في مدرسة أهل البيت، يعني العصمة يعني النص يعني العدد يعني الثاني عشر حيٌ، هل هي أصل من اصول الدين؟
بينا مفصلاً انها أصل من اصول الدين أو لا؟ قلنا اجماع الامامية انها ليست أصل من اصول الدين الا ما ندى لم يقل احدى الا ما ندى افترض صاحب الحدائق وهكذا وإلا عموم اجماع المسلمين أو اتفاق علماء المسلمين انها ليست أصل من اصول الدين يعني حالها كحال النبي صلى الله عليه وآله ليست كذلك هل هي ضرورية من ضروريات الدين إذا تتذكرون قول للامامية كان يقول حدوثاً وبقاءاً كذلك وقول قال حدوثاً وليس بقاءاً وقول انكر لا حدوثاً ولا بقاءاً ونسبنا ذلك أو بيناه من كلمات السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه وجملة من اعلامنا السابقين الذين اشرنا اليهم قبل ذلك السيد المرتضى وغيره، جئنا إلى انها أصل من اصول الدين أو ضروري من ضرورات الدين قلنا أساساً هذا التعبير انه ضروري المذهب أو أصل من اصول المذهب أساساً حادث قبل مئة سنة أو مئة وخمسين سنة لا اعلم وإلا قبل ذلك نحن لا نجد هذا الكلام أو هذا الاصطلاح في كلمات علماء الامامية لا يوجد وجد متأخراً ولهذا بإمكانكم أن تبحثون عن هذه الكلمة بأنه من متى دخل تعبير الامامة أصل أو ضروري من ضروريات المذهب، هذه متى دخلت ولماذا دخلت؟ يعني لماذا استبدل باصل من اصول وضروريات الدين وصارت ضروري من ضروريات المذهب، ولذا تجدون في كلمات السيد الخوئي قدس الله نفسه هذا التعبير موجود ضروري من ضروريات الامامة بالمعنى عندما يعبر أصل يقول ضروري من ضروريات المذهب لا أصل من اصول المذهب والضروري اعم من الأصل كما اشرنا.
تكمن اهمية هذا البحث في مسألة التكفير، هذا الداء السرطاني الذي الآن ابتليت به الامة الاسلامية، انتم تجدون الآن اكبر داء اصاب الأمة الاسلامية عموماً هو داء التكفير، كل مشاكل الأمة إن كنا لسنا قائلين بنظرية العامة والوحدة، ولكنه الآن أهم عامل يقضي ويشتت ويفرق ويمزق، هو داء التكفير، سواءٌ من السنة للشيعة أو من الشيعة للسنة، يعني هذا التكفير الحاكم في الفكر الديني السني أو الشيعي، الآن اتركنى في الفكر الشيعي، قد لا نستطيع أن نعدل مواقف أهل السنة، فعلينا أن نعدل ما هو في داخلنا، هذا التكفير صار نتيجة طبيعية لمن آمن أن الامامة أصلٌ من اصول الدين أو ضروري من ضروريات الدين، من انكر ضروري من ضروريات الدين أو أصل من اصول الدين ماذا يكون حاله؟ يكون كافراً ومن الواضحات، انكار أصل من اصول الدين يعني النبوة أصل من اصول الدين الاعتقاد بنبوة النبي الخاتم أصل أو ليس بأصل ومن لا يعتقد مسلم أو ليس بمسلم؟
فمن جعل الامامة بالمعنى الشيعي كما جعلها جملة من علماء الامامية انها على حد النبوة والاعتقاد بالخاتم فمن انكرها فما يكون حاله؟ كافرٌ ظاهراً أو باطناً ؟ الجواب كافرٌ ظاهراً وباطناً يعني في الدنيا نجري عليه أحكام الكفر، وفي الآخرة نجري عليه أحكام الكفر، لا انه في الدنيا مسلم وفي الآخرة كافر، لا، في الدنيا كافر فإذا ضممنا القاعدة التي آمن به جملة من الفقهاء الامامية وكل كافرٍ نجسٌ إذن كل المسلمين ماذا يصيرون؟ محكومون بالنجاسة، وهذا ما افتى به صاحب الحدائق على القاعدة، يعني بيني وبين الله تلك المقدمات توصل إلى هذه النتائج، آمن بأن الامامة أصل من اصول الدين حدوثاً وبقاءاً، ومن انكرها لعذر أو لغير عذر من قبيل من انكر نبوة نبينا حتى لو كان لعذر مسلم أو ليس بمسلم؟ ليس بمسلم، نعم، في الآخرة يعاقب ولا يعاقب ذاك بحث آخر، نحن لا نتكلم عن العقاب، نتكلم في العنوان الفقهي، العنوان الفقهي علم أو لم يعلم؟ قاصراً أو مقصراً فهو كافر، من انكر الامامة فهو كافر على هذا القول، وكل كافرٍ نجس، إذن تترتب كل أحكام الكفر عليه إذن كل مورد استفدنا من الدليل الإسلام أو الايمان فيه بعد يمكن لغير الموالي أن يقوم به أو لا يمكن؟ لا يمكن، إذن هنا أيضاً اولئك الجهلة الذين يقولون لا علاقة لعلم العقائد بعلم الفقه هذا أمامك هذه مسألة أن الامامة ليست أصل أو أصل هذه مسألة فقهية لو كلامية؟ مسألة كلامية، آثارها أين تظهر؟ في الفقه فإنه هو نجسٌ أو ليس بنجس واحكام عشرات الأحكام الاخرى شهادت تقبل أو لا تقبل يجوز الزواج منه أو لا يجوز أصلا من أول الفقه إلى آخر الفقه، الطهارة، النجاسة، المواريث، المعاملات، النكاح كلها تترتب على انه كونه مسلم أو ليس بمسلم هذه مرتبطة بمسألة كلامية لابد أنت تحدد ما هو أن الامامة أصل أو ليست بأصل إذن من آمن من اختار في المسألة الكلامية أن الامامة أصل من اصول الدين من التزم بشيء لابد أن يلتزم بلوازم إلى الآخر لابد أن يذهب إلى المسألة يحكم بكفرهم ظاهراً يعني في الدنيا فقهياً وكلامياً وعقائدياً فقط في الآخرة يحشر كافراً في الدنيا هو كافر بعد لا يجوز اعطاءه الزواج منه أو المعاملة لا يوجد التوارث إلى غير ذلك.
سؤال: إذا تبدل المبنى إذا لم يعتقد الإنسان أن الامامة أصل من اصول الدين بل اعتقد أنه أصل من اصول المذهب هذا كلام السيد الخوئي قدس الله نفسه يقول: بمعنى أن الولاية عندنا من ضروريات المذهب لا من ضروريات الدين هذا الاصطلاح ابحثوا عن تاريخية هذه التنقيحة المجلد الثاني صفحة 86 هذه متى دخل في ثقافة الشيعة؟ يعني تحولت الامامة من كونها أصل من اصول الدين أو المذهب أو ضروري من ضروريات الدين إلى كونها أصل من اصول الدين والمذهب ابحثوا عنه تاريخياً ولكن النتيجة ماذا لو كان مبناك هذا هو الآن مبنى عموم علماء الامامية يقولون من انكر الامامة بالمعنى الشيعي يخرج عن الدين أو لا يخرج عن الدين؟ يقولون لا يخرج ولكن يخرج عن المذهب السؤال: ما هي المسألة المترتبة هل يحكم بكفره أو لا يحكم بكفره؟ الجواب: نعم ولا ولا يلزم ارتفاع واجتماع النقيضين لا يخرج من الدين فقهياً يعني يجري عليه أحكام الإسلام يعني تستطيع التزاوج، المعاملة، التوارث، الطهارة إلى آخر القائمة كل أحكام الفقهية الا ما ثبت خلافه نجريه عليه فهو محكومٌ بالإسلام ظاهراً يعني باطنه ما هو؟ ليس بمسلم ومن هنا حكموا بكفره باطناً وهو انه يحشر يوم القيامة مسلماً أو كافراً؟ كافراً وهذا الذي عبرنا عنه قلنا بأنه لماذا؟ باعتبار انه يقول أن الامامة ليست من اصول الدين بل من اصول المذهب إذن انكارها وعدم الايمان بها ولو قصوراً لا تقصيراً هذا يخرجه عن المذهب ولكن لا يخرجه عن الدين يبقى مسلماً ولكن في واقعه هذا مسلم أو ليس بمسلم؟ يعني يوم القيامة هو مسلم أو ليس بمسلم؟ ليس بمسلم ولهذا السيد الخوئي بعد أن يبين يقول وعلى هذا الاساس نحن لا نقبل نجاستهم لماذا؟ يقول لأنه محكومون بالإسلام ظاهراً نعم فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثني عشرية وإسلامهم ظاهراً يعني أنت من تقيد تقول ظاهراً يعني واقعاً وباطناً مسلم أو ليس بمسلم، الآن بينك وبين الله إذا الطرف الآخر يقول لك ماذا يصير؟ لو يقول لك نحن نحكم بالإسلام الشيعة ظاهراً ولكن في واقعاً اشر من الكفار واليهود والمجوس واخبث من الكلاب والنصارى كما نحن نقول في حقهم، بلا خلاف بين أهل الخلاف وبينهم وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين نعم أين تظهر هذه الحقيقة؟ يوم تبلى السرائر وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة، إذن يكون في علمكم لا يوجد أحدٌ من علماء الامامية لم يحكم بكفر غير الشيعة بلا استثناء نعم الفارق بينهما في أمر واحد وهو انه بعضهم حكم بكفر المخالفين ظاهراً وباطناً وبعضهم حكم بإسلامهم ظاهراً وكفرهم باطناً وإلا الإجماع بكفرهم باطناً لا يوجد شك في هذا أين منشأه؟
ما هو الاساس النظري لهذا التكفير هو أن الامامة إمّا أصل من اصول الدين أو أصل من اصول المذهب ولهذا هذه القضية يعني المنهج التكفيري في مدرسة أهل البيت غير قابلة للدفاع والرفع يد عنها وإلا مادمت ملتزماً أن الامامة أصل من اصول الدين أو أصل من اصول المذهب أو ضروري من ضروريات الدين أو المذهب فلازمه التكفير ما عندك طريق آخر ولهذا أنت تجد صريحاً هذه عبارات اعلام الامامية هذا صاحب الجواهر أمّامكم الجزء 22 صفحة 62 يقول بل تواتر (الكلام عن المخالفين يعني النصوص) من لعنهم وسبهم وشتمهم وكفرهم وانهم مجوس هذه الامة واشر من النصارى وانجس من الكتاب، هذه عندما يجد الشيعي ينظر به بهذه النظرة بينك وبين الله من يقع بيده شيء ماذا يفعل؟ هؤلاء بحكم بكفرنا ونجاستنا واننا اخبث من اليهود والنصارى فاعتدوا عليهم بمثل ما حكموا علينا، ونحن أيضاً نحكم بنجاستهم ولعنهم، وانهم اخبث من اليهود والنصارى نعم تقول لي صاحب الجواهر من القائلين ظاهراً وباطناً أو باطناً ولا ظاهراً يقول على مبنى السيد الخوئي يقول باطناً من الناحية الفقهية ليس حكمهم هذا وإنما محكومون بالإسلام أين يشير؟ جواهر الكلام المجلد 36 صفحة 93 هل يشترط الايمان في الذابح أو لا يشترط، الذي يذبح ذبيحة هل يشترط أن يكون مسلماً ظاهراً وان كان باطناً كافر أو يشترط أن يكون مومنا ايضاً بالمعنى الاصطلاحي؟
يقول وعلى كل حالٍ فمنشأ هذا القول يعني اشتراط الايمان في الذابح من القائل به استفاضة النصوص وتواترها بكفر المخالفين وانهم مجوس هذه الامة وشرٌ من اليهود والنصارى التي قد عرفت كون المراد منها بيان حالهم في الآخرة لا الدنيا، التي عبر عنهم السيد الخوئي مسلم الدنيا وكفار الآخرة، يعني هؤلاء اصحاب نظرية انه ضروري من ضروريات المذهب لا ضروري من ضروريات الدين كما تقدم الكلام فيه مفصلاً في كتاب الطهارة إذن هذا البحث العقدي كيف ينعكس آثاره في البحث الفقهي وهذا نفسه كلام السيد الحكيم رحمة الله تعالى عليه في المستمسك، وانا أشير إلى بعض المصادر، وإلا تقريباً اتفاق علماء الامامية على تكفير حتى الشيعة غير الامامية الاثني عشرية يعني الزيدية والاسماعيلية لأنه من انكر واحداً فقد أنكر الجميع لا يفرق أن ينكر واحد أو ينكر سبعة يقول واخرى بالنصوص المتجاوزة حد الاستفاضة بل قيل انها متواترة المتضمة كفرهم أصلاً كلهم كافرين نعم هذه باعتبار أن هذا الكفر ليس مراده كفر الدنيا يعني كفر الفقهي وإنما الكفر الكلامي إذن على هذا الاساس اتضح لنا انه اتفقت كلمة علماء الامامية على تكفير من لم يؤمن بالامامة بالمعنى الموجود في مصطلح الشيعة نعم الفارق بين علماء الامامية في هذه الجهة وهو انه تكفيرهم هل هو بحسب البعد الفقهي والكلام ظاهراً وباطناً دنيا واخرة أو بحسب البعد الفقهي والكلام ظاهراً ولا باطناً آخرة لا دنيا في مقابل هذا الاتجاه مباشرة يوجد اتجاه أهل السنة نفس هذا الذي نحن قلناه في الامامة قالوه في الصحابة كل الذي نحن قلناه واعطيناه للامامة من انها ضروري من انها منكره كافرٌ كلها ذهبوا بها على الخلافة الأول والثاني لا الثالث والرابع، فيما يرتبط بالخلافة وفيما يرتبط بالعدالة نفس الأحكام الذي نحن اجريناه في الامامة نفسها اجراه على خلافة المنكر الأول والثاني وعلى منكر عدالة الصحابة وبحثه سيأتي ولهذا تجد منهج التكفير يعم العالم الإسلام بجميع شراشره وطبقاته ومن الناحية العملية اقولها ولكن اتكلم من الناحية النظرية والعقدية والايديولوجية هذا البعد الآن تقريباً اتفقت كلمتهم على تكفير بعضهم بعضا.
والحمد لله رب العالمين.
19 ذي القعدة 1435

http://alhaydari.com/ar/2014/09/54397/

http://www.youtube.com/watch?v=ZqkSOXOTplw

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق